آخر 10 مشاركات
زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          154 - الوريثة الفقيرة - روايات ألحان (الكاتـب : MooNy87 - )           »          بين عينيك ذنبي وتوبتي (3) * مميزة ومكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-07-11, 12:38 PM   #1

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
:jded: 151 - قبل أن ترحل - مارجري هيلتون - ع.ق (كتابة)**




151- قبل أن ترحل - مارجري هيلتون- روايات عبير القديمة

الملخص

القصص المثيرة تحدث في الحياة لأن الحب لا يكف عن المحاولة ، محاولة إفهامنا أنه العاطفة العليا بإمتياز وأنه في الأخير, هو الآمر الناهي رغم كل شيء. بطلتنا هذه المرة تجد نفسها في سنغافورة حيث ينتظرها شلال من المفآجات. والدها يعاني من محاولات إبتزاز على يد رجل يعمل وإياه في شركة واحدة .الآنسة كيت تريد التوصل الى الحقيقة , مدى تورط والدها, أو على الاقل حقيقة الاسباب الكامنة وراءا التهديدات والإبتزازات. هكذا وجدت نفسها وكانها إستيقظت في غابة من الأسئلة مزروعة بالأفخاخ والمطبات , مجبرة على تلبية دعوات رجل الإبتزاز أومضطرة لمسايرة براد شيريدان المفتش الذي إنتدبته الشركة للتحقيق في سر الإنتهاكات . يحاول إستنطاقها بطريقة أو بأخرى وهو يتظاهر لها بالحب والمودة . تكرهه وتحبه في آن , تحبه لأنه يجسّد فتى أحلامها , وتكرهه لأنه يريد تحطيم والدها . أين الحقيقة ؟ هل يوافقها الحب قبل ان ترحل ؟ هل......؟ اسئلة, اسئلة......

روابط الرواية

word
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

text
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

pdf
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة miya orasini ; 08-08-16 الساعة 03:40 PM
أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-11, 03:41 PM   #2

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

1- هل يأتي الحلم الحلم الجميل؟


هدأت العاصفة أو كادت , هكذا كانت توحي الأجواء في الخارج , فقد تبدّدت الغيوم الكثيفة السوداء , وبدأت أشعة الشمس تظهر من خلالها , والمطر الغزير أصبح رذاذا , والرياح المجنونة تهب ناعمة خفيفة كالنسيم , ورشحت مياه السطح عبر المزراب الى أرض الحديقة , فبدت أشجار الليمون والبرتقال مثقلة بالثمر ومياه المطر التي تراكمت عليها .
وأختلطت أشباح كل تلك المناظر المنعكسة عبر مزيج من الضباب الخفيف ونور الشمس الباهت بشبح صبية واقفة خلف شباك البيت , حيث كانت تراقب العاصفة وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة , والطيور الحائمة فوق الحديقة , والحشرات الهائمة على وجهها تبحث عن زاوية تحط فيها الرحال , وتصغي الى أجنحة العصافير وهي تقوم بمناورات رائعة , وحفيف أوراق الشجر وقطرات المياه المتساقطة عن الأغصان والأوراق الى الأرض , لتغور فيها وتنضم الى أخواتها التي سبقنها في المسيرة الى الينبوع.
ويبدو أن الأجواء السائدة في الخارج قد أعجبت الآنسة كيت إذ أمضت فترة وهي واقفة هناك كما لو أنها تحضر محاضرة شيقة عن عوامل الطبيعة وثرواتها , الى أن أوشكت الشمس على الغروب , فخفّت حدّتها , وتحول لونها البلوري الساطع الى لون برتقالي مريح للنظر , كل ذلك والسيد براد شريدان جالس في الداخل ينتظر ليعود كي يقابله لأمور تتعلق بالعمل , لم يكترث لما كان يجري في الخارج , الى أن خطر بباله أن يقوم بحركة ما للترفيه عن نفسه قليلا ريثما يعود والد الآنسة كيت , فنهض عن كرسيه وراح يمشي ببطء وهو يتطلع حوله بحذر ليباغت كيث قبل أن تنتبه لوجوده وتفقدها المفاجأة بهجتها والمتعة التي يتوقعها منها , وقد حالفه الحظ أذ كانت كيت مشغولة بمداعبة فراشة جميلة حطت على كتفها , فأقترب منها , وربت بيده على كتفها من الخلف وسألها:
" يبدو لي أنك لا تخافين من شيء , يا كيت , أليس كذلك؟ ".
فأستدارت مذهولة لترد عليه بلهجة صارمة:
" إذا كنت تسأل لمعرفة ما إذا كنت أخاف من االعاصفة فجوابي هو لا , العاصفة لا تخيفني".
قالت ذلك وهي تبتسم لأخفاء شعورها بالخوف والتظاهر بالشجاعة لمواجهة التحدي الذي أبرزته ملامحه فيما كان يضغط بأقصى قوته على كتفيها ويقول:
" ما كنت أقصد العاصفة فقط يا كيت !".
" أحسنت , أحسنت , يا براد ! أنني أعرف ماذا تقصد".
فردّ عليها وهو يمعن في الضغط على كتفيها:
" حصانتك الذاتية عجيبة وغريبة , يا كيت , ما هو السر؟".
تأملته قليلا وقد أرخت ذراعيها ثم أجابته ببرودة أعصاب:
" ما كنت أدري أن للحصانة الذاتية أسرارا , حسب خبرتي , الإنسان يكسب مناعته الذاتية بفضل الألم , وهناك من تكون مناعته مصطنعة , أيهما تعني؟".
" لا هذه ولا تلك لأن مناعتك الذاتية من نوع مختلف وأنا مقتنع بأنها أصيلة وراسخة في الجذور ".
" وهل يعوزك اللإقتناع؟".
" نعم يعوزني خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالمرأة , عفوك يا كيت إذا كنت لا أثق بك".
" وهل يجب عليك أن تثق بي؟".
" كلا هذا ليس ضروريا , لكن أمرك العجيب يحيرني".
قال ذلك وسكت يتأمل ملامحها التي توحي بالحذر وشرود الذهن , ثم تابع قائلا بلطف وكياسة:
" برأيي أن علينا معاملة بعضنا معاملة الند للند , تصوري يا كيت أنني خلال أيام تعرفت على معظم رواد نادي السباحة وأكتشفت أن أعضاء الجالية الأوروبية في ماهور لا يختلفون عن أعضاء الجاليات الأوروبية الأخرى في طول القارة وعرضها".
أجابته بإستخفاف:
" وكيف وجدتنا؟ لا شك أنك أكتشفت حقيقة طبائعنا المطبوعة بالضجر السأم , أليس كذلك ! إذا نجحت أتمنى أن يسهّل عليك هذا الإكتشاف عملية إكمال معلوماتك الشخصية !".
" لست أفهم قصدك".
" ما قصدت شيئا , صدقني! ".
" بلى , ولماذا التهرب من الحقيقة؟ يكفي سماع نغمة صوتك الدرامية للأستنتاج بأنني عميل لوكالة المخابرات الأميركية أو لسواها".
وردت عليه متجاهلة روح الفكاهة التي أضفاها على كلماته:
" أجل , يتراءى لي أن الأعمال التي تمارسها تنسجم , الى حد ما , مع مبادىء هذه أو تلك ".
" كلا, لا أبدا ! أنت غلطانة , يا كيت , أنصحك بالكف عن المواربة".
" أة , ظننت أنك أنتهيت من الأستجواب!".
" كلا , لم أنته بعد".
قال ذلك وأقترب منها ثم شدّ يدها بعنف وهو يقول بحدّة :
" لا يزال أمامي مجال لأكتشاف أشياء كثيرة".
وقفت الآنسة كيت حيال هذا الموقف الشديد التأزم تفكر بمخرج مشرّف يحفظ لها ماء الوجه , ويخفف من حدّة هذا الوضع المحرج للغاية الذي جرّها اليه, كانت تعرف أنها تواجه خصما لا يمكنها قهره بسهولة , أو الأفلات من قبضته القوية وليست أمامها وسيلة للهرب , الوسيلة الوحيدة تكمن في أنصياعها لأرادته , وقد باتت تعرفها الآن , فإذا كان قصده سيئا يكون نصيبه الخزي والعار , أما إذا كان حسنا فقد يكون ذلك بداية لصداقة قد يكتب لها أن تتطور مع الزمان الى علاقة زوجية , متينة الروابط , نبيلة الهدف , وظلّت تقارن وتفكر الى أن أنتهت الى القرار بأنها مستعدة لمسايرته إذا كان غرضه شريفا , وإلا فإنها ستقف بوجه جميع الأغراءات والتهديدات بحزم وقوة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-11, 07:33 PM   #3

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

غير أن الآنسة كيت , رغم المأزق الذي تواجهه , ورغم تفكيرها بمعاملته باللين سواء عاملها باللين أو بالقسوة , لم تتردد في التعبير له عن حقيقة شعورها نحوه والمنزلق الغامض الذي يحاول جرّها اليه من خلال مجاملاته السمجة ومداعباته الثقيلة الظل إذ صارحته القول بأنها ليست من طينة أولئك الفتيات اللواتي ينجرفن وراء عواطفهن إنجرافا عابرا , وأنذرته بضرورة التفكير طويلا قبل أن يتمادى في تصرفاته , وإلا فإنه لن يجني سوى الندم.
وغني عن القول أن موقفها الجريء هذا كان له أثره البالغ في نفسية السيد شريدان , إذ نهض وهمّ بمغادرة المنزل وهو يتمتم بإنفعال:
" أجل , سأعود لمقابلة والدك صباح غد".
غير أنها أستمهلته ريثما ينهي فنجان الشلي , على الأقل.
لم تكن هذه التجربة الأولى من نوعها التي تعرّضت لها إذ سبق لها أن مرّت بتجارب عديدة مماثلة , واجهت خلالها شتى أنواع الأطراء من قبل الشباب المعجبين بجمالها أثناء قيامها بعملها كعارضة أزياء دون أن تتزحزح قيد أنملة عن النمط المستقيم الذي رسمته لحياتها.
عاد شريدان وجلس لأكمال شرب الشاء , وما لبث حتى عاود تعليقاته , بين الفينة والفينة , كأنه مصمم على النيل منها , بطريقة أو بأخرى , رغما عن إرادتها , وظلّت الحال على هذا المنوال لغاية أن بلغ نفورها منه حدا لا يطاق , فنصحته بالذهاب والعودة غدا لأن والدها سيتأخر طويلا في العودة الى البيت بسبب الأجواء العاصفة المخيمة على البلدة ووجوده في منزل السيد مارلو لتناول العشاء معه.
بيد أن السيد شريدان , خلافا لمحاولته السابقة مغادرة المنزل ساعة نصحته بضرورة الذهاب والعودة في اليوم التالي لمقابلة والدها , أرتأى الأنتظار بحجة أنه ليس مرتبطا بأية مواعيد سابقة , ولا يضيره إن لم يعد والدها الى البيت حتى الفجر , قال ذلك وهو يبتسم بعيدا عن أي أثر للغضب أو الأنفعال.
ثم نهض ومشى ببطء نحو باب الشرفة فأسدل الستارة وقبض بيده على سقاطة الباب , ثم أستدار وقال لها:
" لن أغدر المكان إلا بعد أن توافقي على الخروج معي , فما رأيك؟".
" إنك تضيع وقتك بدون فائدة".
" هكذا يظهر لي".
" أجل ! وماذا بعد؟".
" لا , أبدا ! أخبريني , يا كيت , هل ستذهبين معنا في رحلة نهاية الأسبوع؟".
" لم أقرر بعد".
" لم لا ! خائفة أنت من شيء ما؟".
" خائفة؟ أنا ؟ لا شيء يخيفني ساعة أنوي الخروج".
قالت ذلك بعصبية ظاهرة , ثم تناولت قنينة المرطبات وجرعت منها قليلا ولسان حالها يقول : ( ترى , متى يتوقف السيد شريدان عن متابعة هذا الجدل البيزنطي ! أوف , الحديث معه أشبه بمناطحة سور الصين).
وهنا عادت بها الذاكرة الى السعادة التي غمرتها ليلة عودتها الى هذه الديار الشرقية , بعد غياب طويل , أمتدّ الى خمس سنوات , قضتها في لندن حيث كانت تشتغل بصورة منتظمة , وتعيش حياة حافلة بالرفاهية والبحبوحة , وشهدت أنتقالها من مرحلة المراهقة الى سن الشباب , فضلا عن النجاح الذي حقّقته , بحيث مضت السنين كلمح البصر دون أن يؤثّر كل ذلك , ولو بمقدار حبة الخردل , على صحبتها لوالديها , وتمنت الآن وهي تواجه السيد شريدان , أن لا يؤثر تأففها وتبرمها منه على شعورها بذاك السرور المقرون بعطف والديها قبل رحيلها الى لندن , والتمتع برؤيتهما يتبادلان العواطف الزوجية المبنية على أسس لا يرقى الشك الى تفاوتها وأصالتها ومصداقيتها , وزاد في سرورها مشاهدة التغييرات الكثيرة التي طرأت على البلدة أثناء غيابها.
لا شك أن الآنسة كيت سافرت للعمل في لندن بموافقة ورضى والديها , وبدون أن يراودهما أي شعور بالقلق عليها , وذلك نظرا لوجود عمتها ريتا هناك , المعروفة بمحبتها لها وأندفاعها لمساعدتها كلّما كانت بحاجة للمساعدة.
ولئن عادت الآنسة كيت الى المنزل العائلي الآن , نزولا عند رغبة والدتها الذاهبة الى أنكلترا لأجراء عملية جراحية لعينيها. فإن من السابق لأوانه القول ما إذا كانت الأواصر العائلية الحميمة , خاصة بين كيت ووالدتها , قد طرأ عليها أي تغيير بسبب الفترة الطويلة التي عاشتها كيت في لندن بعيدا عن العائلة , ذلك كان ما يشغل بال كيت ويدفعها لأختباره خلال الثلاثة شهور التي ستمكثها هنا أثناء غياب الوالدة , للأهتمام بشؤون البيت وتوفير الراحة لوالدها , والحقيقة أن قلقها كان في محله , إذ سبق لوالدتها أن عبّرت في رسالتيها من ظنون حول أمكانية أنجرافها مع تيار الحياة في تلك الديار البعيدة , ومدى أنغماسها في عالم اللهو والصخب.
ولعل موافقة كيت للعودة الى منزل والديها , بدون أي تردد أو تذمر , ورفضها عرضين هامين ومغريين للعمل قبل مغادرتها لندن ببضعة أيام , من شأنهما أن يبددا كافة الظنون التي تدور في مخيلة والديها حول تصرفاتها الشخصية هناك , ما يهمها الآن هو أن تقوم بواجباتها نحو والدها , وتبعد عنه شبح الوحدة والوحشة أثناء غياب والدتها عن البيت , وحسبها أن ما ستفعله لأجله , ناهيك عن وجودها شخصيا معه وبجانبه , سيكون من شأنه إزاحة الهموم عن كاهل والدتها , وتخفيف حدة المخاوف التي تراودها بشأن والدها الحبيب , رغما عن أنف السيد شريدان.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-11, 03:32 PM   #4

anvas

نجم روايتي وعضو في فريق مصممي روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية anvas

? العضوٌ??? » 171037
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,460
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » anvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond reputeanvas has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
افتراضي

عوآفي وتسلم ايدنك الغلـآ
مشكوور كثير
^^



anvas غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-11, 10:23 PM   #5

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وفي سياق هذه التصورات , تذكرت أحداث الرحلة الأولى التي قامت بها برفقة والدها الى نادي السباحة في ماهور, والسرور الذي راوده وهو يمشي بجانبها مشية الأعتزاز بجمالها , وتذكرت أيضا لقاءها الأول بالسيد شريدان , وكيف أنها تمنت , حالما تعرفت عليه, لو أنها سبق وتعرفت عليه في لندن , وراحت تندب حظها على ما فاتها من الأوقات الممتعة برفقته لو كتب لذلك اللقاء أن يتحقق في لندن , أما هنا , في هذه الديار المعروفة بتقاليدها المحافظة , فلا مجال للمغامرة أو التورط معه في أية مجازفات عاطفية , أولا لأن أوضاع والدها العملية تحول دون ذلك , وثانيا لأن تصرفاته الهوائية بعد اللقاء فضحت حقيقة نواياه , وتركت لديها أنطباعا بأنه أبرع من يتقن ويمثل دور المخادع.
ثم تصورت السيدة أيلين , والأرملة الشابة فاي سلزور وشكرت الله على عدم تورطها في مغامرة عابرة , وكم هالها مشاهدة السيد شريدان وهو يطارد بنات الجنس اللطيف , بنفس الطريقة التي أستعملها معها حين راح يتصرف كالمتيم الولهان , ومع أنها لم تنكر ما يميز السيد شريدان عن غيره من الشباب من جاذبية وقدرة على مصادقة النساء والسيطرة على مشاعرهن وأرادتهن , فهي ترفض أن تعلق بشباك من هم على شاكلته , يكفيها مت آلت اليه حالتها بعد الصدمة التي أصابتها من سوء التفاهم بينها وبين حبيبها الأول السيد كين لستر , الذي أقحم نفسه في حياتها وأستهواها لدرجة أنها فتحت له قلبها , ليتخلى عنها ويتجاهلها , لا لشيء ألا لأنه لا يختلف عن السيد شريدان في شيء البتة من حيث العجرفة والمكابرة ومطاردة النساء سعيا وراء إشباع نزواته وأهوائه العاطفية , بلا وازع ولا رادع من ضمير , وقالت لنفسها : ( إذا كانت أيلين وفاي مستعدتين لأرضاء نزوات وأهواء أمثال هؤلاء الرجال فهذا شأنهن وحدهن ولا شأن لي في ذلك على الأطلاق , فأنا لست مستعدة أبدا للأنجراف في مثل هذا التيار الخسيس , ما دام السيد شريدان يعرف حقيقة نفسه , فلماذا يا ترى لا يتركني وشأني!).
كانت الأنسة كيت عارفة في كل تلك التصورات والتخيلات دون أن تلاحظه يتأملها وهو جالس بالقرب منها , إلا بعد أن سألها:
" ما الذي يشغل بالك , يا كيت؟".
" لا شيء , وهل يجب أن يكون هناك ما يشغل بالي!".
" مجرد سؤال".
" وأنا جاوبت عليه , وماذا كنت تتوقع جوابي أن يكون ؟ هل كنت تتوقع أن أبوح لك بأسراري وهمومي الشخصية ؟ ما رأيك يا مثير المشاكل الجديد في ماهور!".
" أنت تعرفين حق المعرفة أنك تظلمينني , يا كيت , كل ما في الأمر أنني مكلف بتصحيح الأوضاع الشاذة والسيئة السائدة في قطاع ماهور".
" هكذا! وما شأني أنا بذلك ؟ بالكاد أتصور وجود أية علاقة لي بالمشاكل القائمة في ماهور , خيالية كانت أم حقيقية!".
" أنا لم أقل شيئا من هذا , ما يدهشني هو رؤية صبية مثلك تتردد في التحرر من سيطرة والدها".
" قول سخيف ومضحك لا يستحق مجرد التعليق عليه ولو بكلمة واحدة".
" كذا ! ربما كان العكس هو الصحيح".
" فرضية تافهة وسخيفة".
قالت ذلك وأستدارت وهي تصرخ بأنفعال ظاهر:
" لا أناحارسة والدي , ولا هو حارسي !".
وصمتت تفكر بعدم الأنسياق وراء ما يستدرجها اليه لأثارتها وأرباكها والسيطرة على أعصابها , ثم تابعت تقول بهدوء ورزانة:
" أسمع يا سيد شريدان ! الأسبوع الماضي سافرت والدتي الى أنجلترا لأجراء عملية جراحية حساسة في إحدى عينيها , تاركة والدي وراءها لوحده في البيت منذ زواجهما الطويل , أما أنا فعدت الى البيت بعد غياب خمس سنوات لقضاء أجازة طويلة مع والدي , وأمامنا أمور كثيرة للبحث والمعالجة , ولدينا رغبة أكيدة وثابتة في تعزيز الروابط العائلية بيننا".
" أنا أستبعد أن تكون الناحية الأخيرة من محاضرتك قد خطرت ببالك قط".
" بلى , خطرت ببالب وأوليتها الأهتمام الذي تستحقه فور وصولي , أجل , لست أفهم سبب أهتمامك بذلك".
" حسنا , تهمني شؤون جميع العاملين في شركتي".
" ولكن أنا لست موظفة , لا في شركتك ولا عندك".
" هذا صحيح , ولكن لا تنسي أن والدك يعمل في الشركة مثله مثل السيد مارلو".
عضت الآنسة كيت شفتيها من الدهشة وهي تفكر بالدافع الذي جعله يقحم السيد مارلو في الموضوع , ثم نهضت ومشت نحو الطاولة متثاقلة من التعب والأرهاق , فوضعت فنجانها الفارغ عليها وأستدارت نحو من باتت تعتبره مصدر قلقها وخاطبته بحدة:
" ما معنى كل هذا الأستجواب الذي لا يعدو كونه تدخلا مفضوحا في شؤوني الشخصية ! إذا كان الموضوع يهمكالى هذه الدرجة , وإذاا كنت لا تستطيع الأنتظار حتى تقابل والدي لبحثه معه , فما عليك إلا الأتصال بالسيد مارلو لتسوية الأمور بينك وبينه".
" ما هذه الفكرة الرائعة , يا كيت !".
ورفع حاجبيه صعودا ونزولا من الدهشة ثم تابع يقول:
" أنا مستعد للذهاب لعند السيد مارلو برفقتك".
" كلا , أنا لا أريد الذهاب معك لعند مارلو".
" أظنك ترفضين الذهاب لعنده لأنك لا تحبينه".
" هذا شيء لا يعنيك , يا براد".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-11, 11:55 PM   #6

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأشاحت وجهها عنه , فلحقها حتى أدركها ووقف أمامها وجها لوجه وقال مراوغا:
" يبدو لي أنك تحاولين أستغلال مفاتنك الى أقصى حد ممكن , أليس كذلك يا كيت ! ".
" تبا لك , يا براد , أتوجه اليّ هكذا تهمة لمجرد رفضي دعوة غير مرغوبة؟".
" أنت السبب ....... أنك تتصرفين بطريقة غير معقولة".
فهزت رأسها من العجبوكأنها تفكر بعدم توريط نفسها معه في معركة مجهولة النتائج , وردت قائلة:
" أرجوك يا براد أن لا تذهب بعيدا في تخيلاتك , صدقني أن السبب الوحيد الذي يحول بيني وبين قبول دعوتك والتجاوب مع رغبتك كوني تعبانة جدا وبودي النوم باكرا".
هز رأسه هو الآخر ولكن بطريقة توحي بأنه لم يصدقها , وظل صامتا برهة قصيرة وهو يحدق فيها , ثم سألها:
" على حد علمي ليس هناك ما يشغل باله سوى صحة والدتي وترقّب عودتها الى البيت بعد أجراء العملية الجراحية , هل تعتقد بوجود أي شيء آخر يقلق باله؟".
" لو كنت أعرف لما سألتك !".
" هنيئا لك خيالك الواسع يا براد !".
وهزت كتفيها أستخفافا عدة مرات , ثم تناولت علبة السكائر وأخذت منها سيكارة لنفسها وأشعلتها بالقداحة , ثم أبتسمت له في محاولة منها لتلطيف الأجواء , وتابعت تقول بنعومة وبرود أعصاب:
" عن أذنك , يا براد...... أنني ذاهبة لأنام , إذا شئت أنتظار والدي حتى يعود , أهلا وسهلا , وأعتبر البيت بيتك , أنا متأكدة أنه لن يتأخر كثيرا".
فرد عليها وهو يهز رأسه :
" لا شكرا , لن أبقى إلا بناء لدعوة ملحة منك".
ثم جمع أوراقه وحملها بين يديه , وهبّ واقفا وذهب في طريقه نحو الباب وهو يتمتم:
" إذا لم أرجع الليلة أرجوك أن تخبري والدك بأنني جئت لمقابلته".
" حاضر , سوف أخبره إذا كنت واعية ساعة يعود , وإلا سأخبره في الصباح".
تأملها السيد شريدان قبل أن يرد عليها وهو يتنهد بعمق:
لا بأس من كتمان الخبر حتى الغد , شكرا , وإلى اللقاء....".
وخرج , وقفت الآنسة كيت تراقبه من الشرفة حتى وصل الى سيارته , أشعل أضواءها الأمامية وأدار المحرك ثم أنطلق بها ببطء وهو يلوح لها بيده مودعا , وظلت تراقبه حتى غاب الضوء الخلفي الأحمر عن أنظارها , فدخلت الى البيت وهي تتساءل بدهشة طغت على أعتزازها بصمودها الرائع والجرىء بوجه جميع المحاولات التي قام بها خلال ساعات الأنتظار المحرجة : ماذا يقصد يا ترى بأمكانية كتمان الخبر حتى الغد!
دخلت وأقفلت الباب ثم توجهت ألى الصالون لتلهي نفسها يجمع الأواني الوسخة ونقلها الى المطبخ , علّ ذلك ينسيها ما بقي من آثتر الحيرة والألغاز التي خلفها وراء السيد شريدان , غير أن شبحه ظل ماثلا في ذهنها , وصدى كلماته المشحونة بالتهديد والألغاز ظل يتردد في أذنيها , فظلت عرضة لشتى المخاوف والأنفعالات النفسية , ثم ما لبثت أن أنتقلت الى المكتبة حيث راحت تتسلى بمراجعة عناوين الكتب وأسماء المؤلفين , دون أن تمكن من أبعاد تلك التصورات والأنفعالات عن خيالها , ظلت تشعر بأنها أسيرة عباراته المبطنة بالتهديد والوعيد والغموض , ومداعباته السمجة وتحرشاته , وخاصة لأنها جاءت في وقت غير مناسب , رغم أرادتها.
ومع ذلك , فقد أنحت باللائمة على نفسها لأنها لم تعطه الفرصة الكافية للتصرف معها بالحرية التي كان يريد , وقالت لنفسها : ( كان علي أن أتصرف نحوه بطريقة أكثر أنفتاحا وتسامحا , ولكنني , بتصرفي معه على النحو المذكور , أضعت الفرصة الوحيدة التي يمكن أن تتيح لي أستشفاف الأسباب الحقيقية الكامنة وراء مجيئه الى ماهور , وجعلته يتصرف نحوي بمنتهى الحذر والتحفظ).
وهنا تجهم وجهها وتصاعدت حدة أنفعالاتها إذ تذكرت الرسالة التي وردت الى الشركة , والتي تضمنت خبر وصول السيد شريدان قريبا الى ماهور , وهو خبر أثار في حينه ردود فعل مختلفة بين موظفي الشركة , الموظفون الشباب سرهم الخبر , والموظفون القدامى الذين لا يشكلون سوى نسبة ضئيلة من مجموع العاملين في الشركة , دهشوا وأرتبكوا , والموظفون الذين يقفون بين بين , أستقبلوا الخبر بتعليقات لاذعة حول بعض الذين يحتلون مناصب عالية في الشركة ويتباهون بأنهم من أهل العلم والخبرة وهم أبعد الناس عن هاتين الميزتين , ومع ذلك , لم يكن عدد الذين يعرفون حقيقة مجيء السيد شريدان الى ماهور , يتجاوز عدد أصابع اليد.
بيد أن جميع الذين كانوا يجهلون سبب مجيء شريدان كانوا يعرفون أنه أمضى حياته وهو يعمل في مجال زراعة وصناعة المطاطا , إذ كان والده يملك مزرعة للمطاط في الملايو , وقد تولى أدارتها هو بنفسه لمدة خمس سنوات بعد أن أنهى دراسته , وقبل أن يلتحق بخدمة شركة ماهور لانكس , وها هو الآن في الثانية والثلاثين من عمره , وقد أصبح ملما بكافة أسرار هذه المهنة , ولا ينقصه سوى تكييف نفسه للعمل بكفاءة ومهارة في ظل التطورات التي تشهدها السياسات والتكنولوجيا الخاصة بعالم المطاطا , وما أكثر هذه التطورات.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-11, 10:29 PM   #7

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ومن غريب الصدف أن الآنسة كيت والسيد شريدان ينتسبان الى بيئة متشابهة من حيث العادات والتقاليد والأهواء , الأمر الذي جعلها تشعر بالأطمئنان الى تحقيق نوع من التفاهم المتبادل بينهما , بعد أن تعرف حقيقة موقفه من أوضاع المزارع الخاصة القديمة.
من المعروف أن تلك المزارع الشاسعة والشاملة آلاف الأشجار المنتجة للمطاط يديرها رجل واحد , أما اليوم فأن الأوضاع تختلف عما كانت عليه سابقا , يوم كان والدها يشرف على أدارة مزرعة من ذلك النوع كان يملكها السيد مارلو , والد السيد تربط بينهما , لا سيما وقد تجاوزتها الأحداث القائمة حاليا والتغييرات التي حصلت في أعقاب الحرب ونيل الأستقلال.
وتذكرت كيت في ما تذكرته السنوات التسع الأولى من طفولتها التي عاشتها في منزل يقع بالقرب من الفيللا التي بناها العم مارت , كما كان يحلو لها أن تناديه , يوم أحضر زوجته الثانية الشابة الى ماهور , وتنهدت وهي تحاول النظر الى الماضي بمنظار نضوجها عبر الضباب الذي يشوش عليها رؤية ذكريات الطفولة بوضوح.
ثم قفزت في خيالها صورة ليلى دانتون التي لم تمكث هنا سوى فترة قصيرة ,والتي أختفى أثرها دون أن يتوصل أحد لمعرفة حقيقة زواجها , البعض قال أن ليلى كانت أصغر بكثير من أن تستقر مع رجل يوازي عمره ضعف عمرها , وأين؟ في مزرعة بعيدة جدا عن مرافق الحضارة , تختلف الحياة فيها أختلافا كبيرا عن الحياة التي كانت تحياها في سنغافورة , وقال البعض الآخر أنها واجهت صعوبات كثيرة وهي تحاول أن تكيف نفسها للتعايش بسلام مع أبن زوجها الصغير السن , فلم تنجح , وذهب بعضهم الى القول بأنها تزوجت السيد مارت كي تنقذ نفسها من جبروت والدها وتسلطه عليها , ومن والدة لا يهمها في الحياة سوى التهافت على أستمالة الرجال , وإذا بها تجد نفسها في وضع يزداد سوءا مع كل يوم , وأجمع الكل على القول أن زواج ليلى من مارت , لم يكن زواجا موفقا , بغض النظر عن جميع الأساليب والدوافع.
وهذا بإختصار حقيقة ما حدث لليلى بين الفترة الممتدة من مغادرتها للمنزل الزوجي لغاية إلقاء نفسها في البحر , بعد الأحتفال بعيد الميلاد الرابع عشر لأبن زوجها والت , جمعت حوائجها الشخصية وتركت البيت لتنزل في الفندق الوحيد الموجود في ماهور لمدة يومين , وما أن أنتشر الخبر في البلدة حتى أصبحت هدفا لشتى الأقاويل والأشاعات المغرضة , منها ما دار حول وجود صاحب لها فنزلت في الفندق لملاقاته بعيدا عن الأنظار , ومنها ما دار حول وصول صديق قديم لها ونزوله في الفندق المذكور فذهبت لأحياء حب دفين , وما الى ذلك من شؤون وشجون , ومهما يكن من أمر تلك الأشاعات وحقيقتها فإن سر أقدام ليلى على النزول في الفندق بقي لغزا , وغني عن القول أن تلك الأشاعات تركت أثرها العميق في نفسية ليلى إذ غادرت الفندق في اليوم الثالث وهي ترتعش من العصبية والأنفعال , وأنطلقت بسيارتها نحو مرتفع صخري يطل على البحر , حيث ألقت بنفسها هي والسيارة الى البحر , ولم يتمكن أحد من أنتشالها , أما زوجها فقد تلقى خبر هذه المأساة بأعصاب هادئة , وحزن عميق.
ومع أن الآنسة كيت كانت طفلة في ذلك الحين , فإن صورة ليلى بقيت حية في خاطرها , ليس فقط بتأثير الطابع المأساوي لنهايتها , وإنما بدافع معالتها الحسنة لها , إذ كانت بين الوقت والآخر تقدم لها الهدايا الجميلة.
وهكذا غيّب الموت الغامض وجه صبية ينبض قلبها بالحيوية والنشاط , ويطفح وجهها بالأبتسام , رغم ما تخلل حياتها من الخطأ والصواب , لتبقى عرضة للتهامس بين الناس والتعبير عن حزنهم ودهشتهم وحيرتهم في آن.
يبقى والت مارلو الذي تتذكره الانسة كيت بوضوح , وتعتبره الغيمة الوحيدة التي تشوش عليها ذكريات طفولتها السعيدة , تشعر بالنفور منه , هكذا كان شعورها نحوه عندما كانت طفلة , وهكذا تشعر نحوه الآن , رغم أحياء الصداقة بينها وبين والت , بعد مرور سنوات عديدة اعلى ذلك الحادث المفجع.
وما لبثت أن قطبت حاجبيها دهشة وعجبا عندما تداخلت مع ذكرياتها الجارية صورة ذكرى سفرها الى بريطانيا للعيش مع جديها , وكان والت في السابعة عشرة من عمره , وفكرت بأنه لا شك أصبح في الثانية والثلاثين من عمره الآن , مثله مثل السيد شريدان , ولكنه يبدو كأنه يكبره بعشر سنوات , وتساءلت بدهشة عن كيفية هدره لجميع الأموال التي ورثها عن والده , وعن فشله في بيع مزرعته لشركة ماهور لاتكس رغم مرور خمس سنوات على وفاة والده .
ثم هزت رأسها عدة مرات وهي تفكر بدهشة لمعرفة أسباب المضايقات التي وضعها والدها أمام السيد والت , دون أن يردعه عن ذلك وجود صداقة قديمة وحميمة بينهما , ويبدو أن هذه الذكرى ألهبت مشاعرها , إذ هبّت واقفة وأسرعت الخطى نحو زاوية الهاتف وكأنها تشعر أن القيام بأي عمل يمكن أن يساعدها للتغلب على هذا القلق النفسي الذي تشتد وطأنه عليها كلما تواصلت الذكريات , ولكنها أصيبت بخيبة أمل من جراء العطل الذي ألحقته العاصفة بخطوط الهاتف , فعادت الى المكتبة لألهاء نفسها بإعادة قراءة الرسالة التي وصلتها من والدتها ذلك اليوم.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-11, 10:04 PM   #8

خفايا الشوق

نجم روايتي وعضو فعال في التراس المنتدى الادبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية خفايا الشوق

? العضوٌ??? » 141888
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,302
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » خفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond reputeخفايا الشوق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رررررررروووووووووعه

يسلمووووووووووووووووووووو وو


خفايا الشوق غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/6YQ92892.jpg[/imgl]عـــابرون لا أكــُـثــــــر

[imgr]https://im32.gulfup.com/FYwSN.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/NBo28712.gif[/imgl][imgr]https://www.rewity.com/vb/signaturepics/sigpic242556_32.gif[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/FXq17526.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/NxQ01099.gif[/imgr][imgl]https://im31.gulfup.com/57mdD.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/DbH16903.gif[/imgr][imgl]https://im40.gulfup.com/uAdq7.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/qbv87689.jpg[/imgr][imgl]https://im39.gulfup.com/aYnT2.gif[/imgl][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/r3w92892.jpg[/imgr][imgr]https://upload.rewity.com/upfiles/rfY65786.jpg[/imgr][imgl]https://upload.rewity.com/upfiles/fBm45664.jpg[/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 07-08-11, 10:49 PM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وكم كانت دهشتها عندما تأكدت من المخاوف التي عبرت عنها والدتها في رسالتها الأخيرة , وهي مخاوف لا علاقة لها البتة بالعملية الجراحية التي ستجرى لها , ولا بالقلق الذي يراود قلب كل أمرأة نضطر تحت وطأة الظروف أحيانا لترك زوجها وأولادها يتدبرون شؤون حياتهم اليومية بأنفسهم لفترة من الزمن , ولا بإمكانية أو عدم أمكانية حصول إبنتها على إجازة طويلة تقوم خلالها بإدارة شؤون المنزل والعناية بوالدها فتطمئن بالا على سير الأمور أثناء غيابها عن البيت , ولا لمجرد قلقها على زوجها الذي تعرف تماما أنه قادر على تدبير أموره بنفسه بسهولة.
وبعد أن عجزت عن إدراك كنه المخاوف التي تساور نفس والدتها أو أستشفاف مصدرها , وضعت الرسالة أمامها وبدأت قراءتها للمرة الثانية.
" سررت جدا بمشاهدة الأصدقاء القدامى رغم الطقس البارد المخيم على بريطانيا الآن , لقد قابلت الطبيب صبيحة هذا اليوم فأكّد لي بأن عمليتي ستكون ناجحة مئة بالمئة , وسره وصولي في الوقت المناسب , صحيح أنني لم أفارقكم إلا منذ يومين تقريبا , غير أنني متشوقة لسماع الأخبار السارة عن كيت ومعرفة أن جميع الأمور تجري على خير ما يرام , وعلى النحو الذي أتمناه , الرجاء أن تخبروني عما إذا كان الرجل الجديد يضايق أحدا , لماذا أرسلوه ؟ أنا لا أفهم الدوافع الكامنة وراء مجيئه الى ماهور ما دامت الأمور تسير سيرا حسنا , هكذا كانت قبل قدومه , ولا أتوقع لها أن تتغير......".
وما أن إنتهت من قراءة الرسالة حتى أحضرت قلما وورقة , ووضعتهما أمامها تمهيدا للبدء بكتابة الجواب عليها , جلست تفكر وتفكر , وتقلب الأمور من جميع جوانبها , ثم بدأت تتساءل : ( ما هو الشيء الذي يقلق والدتي ؟ ولماذا تتوقع حدوث بعض المشاكل والمتاعب ؟ إنه ليس قطبا من أقطاب الصناعة الجدد .. والظروف اليوم غيرها في الأمس , ولم يعد من الجائز التعرض لمبدأ التقدم أو نقده , كما أن إدارة مزرعة صغيرة خاصة شيء , وإدارة شركة ضخمة شيء آخر , فعدد العاملين فيها الآن أصبح أضعاف عدد العاملين في الماضي , بالأضافة الى الأساليب الحديثة , وخطط التوسيع , لماذا تتجاهل حقيقة أن والدي يحتل منصب مدير في هذه الشركة ؟ يجب أن أذكرها بكل هذه الأمور , وأصحح لها المعلومات التي تكونت لديها عن السيد شريدان وأطمئنها بأنه ليس مكلفا بمهمة إثارة المشاكل , وإنما هو مكلف للعمل بجد ونشاط , وجمع المعلومات , وتقديم الأقتراحات والتوصيات , والقيام بكل ما منن شأنه أن يبرر وجوده هنا.....).
وبهذا المعنى كتبت الرسالة وختمتها بأحلى عبارات المودة والمحبة والأطمئنان , ثم نهضت وذهبت لتأخذ لنفسها حماما باردا يخفف عنها حدة الحر الشديد المشبع بالرطوبة , ولسان حالها يقول : ( لوالدي ملء الحرية في السهر مع السيد والت حتى الفجر , فأنا لست وصية عليه) .
ألا أن والدها لم يطل السهرة هند السيد والت تلك الليلة , كما توقعت , إذ صادف وصوله الى مشارف المنزل لحظة خروجها من الحمام , وما هي إلا لحظات حتى أصبحت تسمع وقع أقدامه يتردد في الجو خافتا ومتقطعا كما لو أن صاحبها يلتزم أقصى درجات الحذر في مشيته , مما أثار الخوف في نفسها من أن يكون القادم شخصا ينوي القيام بعمل خسيس أو السطو , تحت جنح الظلام , فتمنت لو أنها لم تسمح للخادم بالخروج لمقابلة خطيبته.
ومما زاد في مخاوفها أن تلك الأصداء لم تكن تردادا لشتى الأرتعاشات المألوف سماعها أثناء الليل في المناطق الأستوائية , والمعروف أنها تستمع بصورة متواترة , بينما كانت الأصداء التي تتناهى الى مسامعها تسمع تارة ثم تخبو , لتعود وتسمع بوضوح ثم تخبو لتعود وتسمع متقطعة ومتثاقلة , وهكذا دواليك , حتى أصبح صداها يدوي في أذنيها , فأيقنت أن القادم أصبح قاب قوسين من باب المنزل , فركضت مسرعة نحو النافذة وفتحتها لتجد نفسها واقفة أمام شبح والدها يتلمس الخطى في الظلام , وتصرخ بوجهه وهي ترتعش من الخوف والرعب:
" أهذا أنت يا أبتاه! لماذا تمشي بخطى متثاقلة ومتجرجرة ! حسبت القادم لصا فرحت أبحث عن البلطة لأدافع بها عن نفسي , من حسن حظك أنني لم أجدها , وإلا لكان حدث ما لا تحمد عقباه ".
قالت ذلك وأطلقت قهقهة عالية وطويلة وهي جامدة في مكانها والدهشة تشع من عينيها , فيما أقترب منها والدها وهو يعتذر لها قائلا بحنان:
" آسف جدا على ما سببته لك من أزعاج وخوف , يا إبنتي الحنونة , سامحيني! كنت أحاول ألا أزعجك في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل".
" ولا يهمك يا أبتاه ! وأنا أيضا , لسوء حظي , كنت في الحمام فلم أسمع صوت سيارتك وهي قادمة".
صمتت لحظة تتأمله بشغف ولهفة ثم تابعت تقول:
" هيا إدخل يا زائر الليل ! لحظات وأحضر القهوة لنشربها معا".
" عظيم , عظيم , يا كيت!".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-11, 02:47 AM   #10

حلا الرياض
 
الصورة الرمزية حلا الرياض

? العضوٌ??? » 30704
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,280
?  نُقآطِيْ » حلا الرياض is on a distinguished road
افتراضي

يسلمووووووووووووووووووووو وو

حلا الرياض غير متواجد حالياً  
التوقيع
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:08 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.