18-10-17, 07:41 PM | #25 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء،وعضو فريق كتابة الروايات الرومانسية
| الفصل السادس متى تغيرت ؟ فى الايام التالية تحاشيت الاتصال ببول . كنت دائما برفقة نيكوس او السيد بناييدس 0 ثم عاد فازيلى . نويت الذهاب الى رودس اليخت بانتظارنا فى الخليج . قال لى فازيلى : هذه الرحلة ستفيدك كثيرا . انك تبدين شاحبة ومرهقة ، يا عزيزتى . قد يكون الحر قويا بالنسبة اليك 0 لكنك ستحبين نسيم البحر المنعش . كنت ابحث عن طريقة لاقول له اننا لن نصعد الى متن يخته واننا سنغادر البلد لكن الكلمات لم تخرج من فمى . كنت اقبل قراراته بضعف ، مرغمة نفسى على التفكير بان ما يحصل يخدم مصلحة نيكوس ، اى صحته وبعد عودتى ساعلمه بالامر 0 اخيرا ذهبنا . وكنا ،فازيلى ، بول ، نيكوس ، السيدة فانتريس والدكتور سيكيليانوس وقريبته هرميون ، وانا . لم يسبق لى ان رايت مثل هذا اليخت الجميل ، وفى الحقيقة لم ابحر من قبل ابدا . اعلمنى السيد سيكليانوس ان هذا اليخت مؤلف من ثمانى غرف . اضافة الى ستة امكنة لطاقم الباخرة ، وانه مكيف بالهواء ومجهز بمحركات تستخدم فى صناعة سيارات الرولس رويس الشهيرة 0 غرفتنا . نيكوس وانا ، كانت زرقاء وبيضاء ، وفيها حمام خاص مثل الغرف الاخرى . استقبلتنا قاعة الاستقبال الرمادية اللون والحمراء ذات الهواء المكيف والمنعش ، بعد نهار امضيناه تحت اشعة الشمس اللاهبة . كنا نتناول العشاء كل مساء فى غرفة الطعام ، ونتناول الغداء غالبا على سطح السفينة ، تحت خيمة من الستائر السميكة . المقلمة بالازرق والابيض . البحر يلمع والسماء زرقاء من دون غيوم ، والجزر القريبة ومرافئها الصغيرة ومنازلها البيضاء والصفراء . جزر اخرى ، صخرية ، تنصب جبالها المنحدرة والوعرة والمفرعة تحت السماء فى الصباح كنا نسبح حول اليخت ، وحتى نيكوس بالذات بدا يحب البحر ولم يعد يخاف منه . وصحته بدات تتحسن وكان يشترك معنا فى السباحة الدكتور سيكليانوس ، وهو سباح ماهر بينما كان فازيلى يبقى على سطح الباخرة مع السيدة فانتيريس التى لا تسبح 0 وكان من الطبيعى ان تشكل الشخصيات التى تنتمى الى العمر نفسه فريقا واحدا ، بينما كنا بول وهرميون ونيكوس وانا نؤلف فريقا اخر .لكن ، كى اتحاشى وجودى مع بول ، كنت امضى معظم وقتى مع السيدة فانتيريس فهى ذات حيوية ودفء كبيرين وعندها من القصص ما يسلينا ، ولذلك بدات اتعلق بها . اول محطة توقفت السفينة فيها فى جزيرة ديلوس . وهنا قال فازيلى : سيكون الطقس شديد الحرارة ، ومع ذلك فمن الافضل زيارة الجزيرة تحت اشعة الشمس وهكذا تفهمون السبب الذى من اجله سميت هذه الجزيرة مهد ابولون هنا سترون النور النقى انتعلوا احذية متينة ، لان الارض صخرية برغم كون الطريق قصيرا . فسالته : هل سيتمكن نيكوس من ان يتبعنا . -طبعا ، فى سنه ، لن ينسى مثل هذه المناطق الساحرة والهيكل السرى . فازيلى يقرر كل شئ انزلنا الزورق قبل الظهر ، وفهمت للحال معنى كلمات عمى . النور انبثق من كل مكان ، كانه حى . والشمس تشع كالجمر كل شئ يبدو ملتهبا وكنا نقترب ماخوذين بنشوة الاضاءة . اخذنا طريق الهيكل . لم اكن انتظر شيئا يفوق التصور : الركائز والتماثيل ، شئ رائع . لكن ، امام عينى ، انتصبت الاثار الضخمة وسط الحشائش والشجيرات كانها بقايا زلزال . اخذت انظر الى بقايا الاروقة ، وقطع العواميد ، كلها من الرخام الابيض يعكس النور . اقترب بول منى وقال : الهيكل كان هنا . انتفضت بعصبية ، لانه منذ زمان ، لم يكن هناك مناسبة لنلتقى . -وهذا كل ما تبقى من ابولون ، الصدر فقط . حاولت تخيل النحت الضخم ، كيف كان فقلت من دون انفعال : لاشك ان تمثال ابولون كان ضخما . -نعم . ان قاعدته كانت يطول خمسة امتار ، وعرض ثلاثة امتار وعلو عشرين مترا . وهذا الهيكل كان من اهم الهياكل اليونانية اجلالا وجزيرة ديلوس من اقدس الجزر 0 توقف وحدق فى عينى ، فسالته : الى ماذا يرمز ابولون . هل يرمز الى الفنون ؟ -ان ابولون يمسك فى يده قوسا وفى يده الثانية صورة ثلاث نعم : الموسيقى ، الرقص والنور . وهو بالذات كان رمز القوة . كان يحمى القطيع ويحب التوازن والعدل ومن اقوال ابولون " لاتجاوز ولا افراط اعرف نفسك بنفسك " اقتربت هرميون ووقفت من الجهة الثانية للتمثال . كانت تصغى الى ما يقوله بول فى اهتمام كانها مجذوبه اليه . كان يرتدى قميصا بحريا وسروالا ابيض . بشرته سمراء وعندما ابتسم اظهر اسنانه المرصعة البياض 0 -انه رمز الموت المفاجئ والانتقام ، لكنه كان يشفى بسرعة ويقتل بسرعة . تنهدت هرميون وقالت : كل هذه الاشياء الجميلة اختفت اليوم . -لقد سرقت اثينا الكنز وبنت الحضارة من جديد ، لكن الناس مازالوا يؤمنون بابولون . نادى الدكتور سيكليانوس هرميون قائلا : اريد ان اطلعك على ماهو مكتويب هنا . وانت يا بول ربما كان الامر يهمك . وعلى مضض وافقت هرميون على الذهاب الى حيث كان الطبيب بينما قرر نيكوس الجلوس فى الظل . قلت : سالحق بنيكوس . فاخذنى بول من يدى وقال : يبدو انك تحاولين التهرب منى فى هذه الايام . كانت لمسته تحرقنى فقلت : ارجوك يا بول . -لم اغير رايى . اتعرفين هذا ؟ حاولت التخلص من قبضته 0 -هذا لا يجدى شيئا . ساغادر ميلاينوس وساصطحب نيكوس معى ، وساذهب الى حيث اجد عملا . -الى نيوزيلاندا ، اليس كذلك ؟ -ربما . لم افكر بعد بهذا الامر 0 - لاتكونى حمقاء ، يا ستاسى . -هذا امر لا يعنيك ، دعنى من فضلك . كنت اتحدث فى صوت مرتفع ، بحيث كان فى امكان الاخرين سماعى فاسرعت الى نيكوس وقلت : اين انت يا عزيزى ؟ كان فازيلى واقفا فى طريقى فقال : هل انت مضطربة ؟ اعذرينى اذ لم يكن فى وسعى ان اتفادى الاصغاء الى الحديث الذى جرى بينك وبين بول . -لاباس .... --ان بول هو اخر انسان يمكنه ان يؤذيك . انه معجب بك جدا | |||||||||
18-10-17, 07:43 PM | #26 | |||||||||
نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء،وعضو فريق كتابة الروايات الرومانسية
| اقترب منى ليرافقنى لكننى خطوت الى الامام . قال : هل فى امكانى ان اساعدك ؟ ان العب مثلا دور الحكم ؟ وجدت الوقت المناسب لاقول له : فى الواقع كنت اقول لبول اننى اريد مغادرة ميلانيوس . لايمكننى البقاء هنا ولااريد ترك نيكوس عندك 0 رفع يده وقال : اننى ارفض حججك ، يا ابنتى العزيزة لايهمنى ما يقوله بول ، كان يحاول بالطبع ان يقنعك بالبقاء .اننا الان برحلة جميلة لنستريح فلا تفكرى فى هذا الامر الان .اذ لديك الوقت الكافى بعد عودتنا 0 كنا قد وصلنا الى قرب نيكوس فقال فازيلى : لقد وجد نيكوس مكانا فى الظل اجلسى واستريحى ، يا ستاسى ساخذه ليرى بقية الاثار . تعالى مع جدك يا نيكوس ، ساروى لك حكاية جميلة . -اى نوع من القصص ؟ قصة باتمان ؟ -لا. انها قصة قديمة جدا ، وبطلها ابولون رمز النور . ابتعد عنى وبقيت جالسة فى الظل ، ليس من السهل اقناع فازيلى 0 يبدو انه يدرك نوع العلاقة بينى وبين بول 0 كانت الرحلة رائعة ومع ذلك فقد كنا جميعا تواقين الى الصعود الى متن السفينة ، وبعد حمام بارد احتسينا الشراب المنعش قبل ان نتناول طعام الغداء بعد ذلك انصرف كل واحد الى اخذ قسط من النوع .فى المساء جلست مع السيدة فانتيريس ، بينما كان فازيلى وهرميون وبول والدكتور سيكيليانوس يلعبون البريدج فى قاعة الاستقبال 0 لم ترافقنا السيدة فانتريس الى جزيرة ديلوس التى تعرفها جيدا : انها تجربة جميلة ، يجب ان يزور الجميع هذا الهيكل ،ولو مرة واحدة فى الحياة 0 -هذه الاثار كم هى رائعة ، لكننى لم اقتنع بالاساطير 0 -صدقيها ، الاساطير هى اليونان والا فليس هناك سوى الحجارة. رفعت راسها نحو السماء الزرقاء المرصعة بالنجوم وقالت : هناك عالمان ، يا ستاسى . ذلك الذى نراة وذلك الذى نشعر به ، العالم الثانى مختبئ وراء الاول ، ويوما بعد يوم يشرح لنا العلم اكتشافاته مدمرا الاساطير وخيالات الازمنة ، لم يعد القمر سوى كوكب تابع وصارت النجوم كواكب سيارة ، فى امكاننا تصويرها ومعرفة المسافة بينها وبين الارض .كما يمكننا ان ناخذ زهرة منزوع منها اوراقها الواحدة بعد الاخرى ، لكن هل فى امكاننا ان نصنع وردة ؟ لا يمكننا حتى اختراع الحبة التى منها تنبت الزهرة . التفتت الى وابتسمت ثم اضافت : اننى اعتقد بان الحالمين والشعراء اهم من العلماء ، انهم يلخصون الحياة فى قاعدة بسيطة ، الست من رايى ؟ -ما سبق لى ان فكرت فى هذا الامر ، لكننى اصدقك . -انت انسانة عاطفية ، تؤمنين برجل واحد وبحب واحد . انا لم اتعرض لهذه التجربة لم اتزوج عن حب واحببت عدة رجال لكنه لم يكن الحب الحقيقى . -وزوجك ؟ --اننى اعامله كصديق . اننا متفقان من الناحية العملية . فهو يهتم باعمالى وانا ابادله هذا الاهتمام ، ارجو الا اكون قد صدمتك . -كلا . لكننى استغرب هذا الامر تعتبرين نفسك عاطفية ، اما انا فاراك واقعية . -انك انت العاطفية ، يا ستاسى الرجل الوحيد الذى احببته بالفعل كان متزوجا وكانت علاقتنا قصيرة جدا ، هو عاد الى زوجته وانا تابعت مهنتى ، ثم تزوجت عن مصلحة وبمحبة صادقة . لكن انت يا ستاسى صبية وبريئة ايضا ، احببت من اعماق قلبك ، لكن تجربتك كانت قصيرة جدا ، وينبغى ان تعرفى ان الحب من دون العلاقة الحميمة والعلاقة الحميمة من دون حب لا يمكن ان يحققا زواجا حقيقيا . خيم صمت قطعه دوى المحركات وهدير المياه 0 قالت السيدة فانتيريس فى لطف : مايكل واقع فى غرامك ، فهل تحبينه ؟ -كلا ، بل احترمه جدا 0 -لست فى حاجة لان اقول لك ان هذا لا يكفى ، يجب ان يكون هناك انجذاب جسدى وانسجام نفسى يجعلان الشخين متحدين 0 حاولت ان اتذكر ما الذى كان يجمعنا ، انا والكسيس . لقد كنا اكثر من شابين سعيدين ، لماذا تغيرت .... ومن غيرتى ؟ اخذت ارتجف من دون وعى ثم قلت : يجب ان ننضم الى الاخرين . وضعت السيدة فانتيريس يدها على ذراعى وقال : الحياة لا تزال امامك يا ستاسى ، لا ترتكبى الخطا الذى ارتكبته انا فى حياتى . ترددت ثم قلت : هل الرجل الذى احببته كان والد..... مايك ؟ وهل احببته كثيرا ؟ وفى صوت حزين اجابت نعم ثم مدت يدها ، فساعدتها على النهوض ومضينا انتهى الفصل السادس | |||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|