آخر 10 مشاركات
❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          347 - الراقصة و الارستقراطي - عبير الجديدة - م.د ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : lola @ - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          234 - خجولة جدا - جسيكا ستيل - ع.ج ( كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : lola @ - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          لا ترحلي - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة::اسراء علي(Moonlight) - كاملة+رابط (الكاتـب : بحر الجراح - )           »          47 - تسرقين العمر - آن هامبسون (كتابة / كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          142 - على باب الدمع - أحلام القديمة (كتابة/كاملة)* (الكاتـب : ffe4 - )           »          1018 -الحب المستحيل - بني جوردان - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          قصة .... اعظم الزوجات.....♥♥♥♥♥♥♥♥ (الكاتـب : ranimee - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-10-17, 03:47 AM   #1

SHELL

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء،وعضو فريق كتابة الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية SHELL

? العضوٌ??? » 113761
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 6,575
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » SHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
:sss4: 61 - الشبيــه - نان اسكويث- (مكتوبة/كاملة)





روايــة الشــبيــه


نان اسكويث


الملخص:


وشم الحب قلب ستاسى وعاشت مع اليكسيس قصة حب قصيرة انتهت بموت الزوج الحبيب ، واعتقدت ان حبها دفن معه الى الأبد
أصرت ستاسى على رفض معونة عمها الطاغية الذى رفض مساعدة ابنه وتخلى عنه ، لكن ظروف ابنها الصحية تجبرها على قبول دعوة مسقط رأس زوجها
تصل ستاسى الى اليونان
أرملة صبية جميلة ، فتلتقى بول حيث تتداخل الصور امام عينيها
ها هو ذا زوجها يظهر امامها لشدة شبهه بأخيه بول ، فهل تقع اسيرة الشبة وتحب بول ام ان ليدا الرقيقة خطيبة بول تنقلب الى نمرة تدافع عن حقوقها
هل يحب الانسان مرة ثانية ام يبقى اسير الحب الأول ؟




رابط كتاب الرواية
word
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

txt
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 11-11-17 الساعة 09:07 AM
SHELL غير متواجد حالياً  
التوقيع

روايتى الأولى (لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف)
https://www.rewity.com/forum/t394561.html


شكراً للمبدعة Aurora
[/SIZE]
رد مع اقتباس
قديم 15-10-17, 08:03 AM   #2

نجلاء عبد الله

? العضوٌ??? » 324519
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 145
?  نُقآطِيْ » نجلاء عبد الله is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم


نجلاء عبد الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-17, 08:41 AM   #3

Dag

? العضوٌ??? » 408073
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 198
?  نُقآطِيْ » Dag is on a distinguished road
افتراضي

قصة جميلة وشكرا للمجهود

Dag غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-17, 09:13 AM   #4

Alqalawi Eman

? العضوٌ??? » 331313
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 760
?  نُقآطِيْ » Alqalawi Eman is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shell مشاهدة المشاركة



روايــة الشــبيــه


نان اسكويث


الملخص:


وشم الحب قلب ستاسى وعاشت مع اليكسيس قصة حب قصيرة انتهت بموت الزوج الحبيب ، واعتقدت ان حبها دفن معه الى الأبد
أصرت ستاسى على رفض معونة عمها الطاغية الذى رفض مساعدة ابنه وتخلى عنه ، لكن ظروف ابنها الصحية تجبرها على قبول دعوة مسقط رأس زوجها
تصل ستاسى الى اليونان
أرملة صبية جميلة ، فتلتقى بول حيث تتداخل الصور امام عينيها
ها هو ذا زوجها يظهر امامها لشدة شبهه بأخيه بول ، فهل تقع اسيرة الشبة وتحب بول ام ان ليدا الرقيقة خطيبة بول تنقلب الى نمرة تدافع عن حقوقها
هل يحب الانسان مرة ثانية ام يبقى اسير الحب الأول ؟



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر


Alqalawi Eman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-17, 06:42 PM   #5

SHELL

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء،وعضو فريق كتابة الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية SHELL

? العضوٌ??? » 113761
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 6,575
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » SHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الاول

الرسالة وأصابع الجمر




منذ وفاة اليكسيس ، بدت لى تلك السنوات الثلاث كأنها شتاء طويل ، كأنها أيام موغلة فى العبوس والتجهم 0 الشمس اشرقت لكننى لم أرها 0000 كأننى مرهونه لكل ما يلغى الحقيقة ! واليوم ، بعد أربع ساعات فى الطائرة التى اقلعت من مطار ليفربول الملتف بالضباب ، تغمرنى كل هه الاضواء 0 المدرج البراق وسقوف المبانى الامعة تبرز امام عينى واضحة فى سماء شديدة الزرقة 0
فى قاعة مطار اثينا الكبرى كانت الحقائب قربنا 0 نيكوس وانا ، فى انتظار والد الكسيس 0
كان كل شئ غريبا ، وجديدا ، الأصوات اليونانية ، والوجوة الواضحة الجلية ، والعيون الداكنة والنظرات السريعة 0 وأمام هؤلاء الناس النشيطين ، غمرنى شعور هامشى كأننى سأعرف بعد لحظات اننى تمكنت من العبور والرسو 0
شدى نيكوس بيدى فصرخت : ماذا تريد ؟
-انى عطشان 0
لم أرغب المجئ الى هنا ، لكن ،من أجل نيكوس فقط وافقت 0 كنت أخشى ان التقى للمرة الأولى والد زوجى وعائلته 0 واكثر من ذلك ، كنت ارفض التعرف الى رجل تخلى عن ابنه الذى رفض ان يترأس الشركة البحرية كرفيليس واختار طريقا مختلفا 0 والسيد كرفيليس لم يتصل بابنه منذ ان غادر ميلاينوس ، متوجها الى باريس 0 ثم الى انكلترا 0
لم يحضر أى فرد من العائلة حفلة زواجنا 0 وبعد سنة ، جاء اخوه لا شقيقة يدعى بول ، لحضور المأتم 0 وكنت فى ذلك الوقت فى المستشفى أعانى من نوبة عصبية انتابتنى بعد وفاة زوجى 0
استدارت فى حركة مفاجئة للتخلص من هذه الذكرى 0 واذا بى اصطدم برجل طويل القامة ، يتقدم منا 0 اعتذرت منه وشعرت باضطراب 0 لكنه تمسك بى ابتسم قائلا : هل انت السيدة كرفيليس ؟
-نعم 0
-أسمى مايك هاردينغ 0لقد تأخرت عن الموعد 0 حدثت بعض المشاكل التقنية فى المطار الخاص 0
افلت من قبضته وقلت : لابأس 0 نحن وصلنا لتونا ، أقدم لك ابنى ، نيكوس 0 نيكوس ، صافح السيد هاردينغ 0
مد نيكوس يده بتهذيب وتأمل هذا الرجل العملاق ذا الشعر النارى 0 كنت اتوقع ان يأتى للقائنا يونانى ذو بشرة سمراء ، او أحد وكلاء الشركة ، لا هذا الرجل الملتحى الذى يرتدى بذلة كاكية وقميصا زرقاء نصف مفتوحة ويعتمر قبعة من القش 0
تبادلنا النظرات وبدأ اللقاء قائلا : لم أتوقع أن ارى شابة مثلك !
كدت أشعر بالخجل لولا ابتسامته الودية ، فأجبته : وانا كذلك 0 لم اكن اتوقع لقاء رجل انكليزى 0 اليس جميع موظفى السيد كرفيليس من اليونانيين ؟
-انى من نيوزيلندا ، ولست موظفا لدى السيد كرفيليس 0 انما أنا احد رعايا فازيلى 0 -أحدالرعايا 0
-نعم 0 لقد اطلقنا على الجزيرة اسم مملكة فازيلى ، وانى اعمل فى مطارها الخاص 0
تناول الحقائب وقال : هيا بنا 0

شد نيكوس مرة اخرى بكم قميصى وراح يتوسل الى بنظراته 0 فقلت للطيار : لا أريد تأخيرك ، لكن 0 ألا يمكننا أن نشرب شيئا ؟ صحيح اننا تناولنا ما نريده فى الطائرة ، لكن نيكوس ما زال عطشانا 0 هل امامنا متسع من الوقت قبل ان تقلع الطائرة الى ميلاينوس ؟
-لسنا على عجلة الطيار هو صديق قديم وسينتظرنا 0
تبعنا الرجل العملاق الذى يحمل الحقائب من دون أى جهد ظاهر ، وبعد خمس دقائق ، كنا نجلس امام الطاولة وبين أيدينا ثلاث كؤوس من الليموناضة 0
سأل مايك : كم عمرك يا نيكوس ؟
-عمرى اربع سنوات 0
ثم التفت الى وتابع : اليس كذلك يا أمى ؟
-تقريبا اربع سنوات 0
رمقنى مايك بنظرة خاطفة ثم حول نظره عنى ، لاشك انه يفكر مثل الكثيرين 0 بأننى أرملة شابة 0 كنت فى الثالثة والعشرين من عمرى ، تزوجت فى التاسعة عشرة وترملت وأنا فى العشرين وما زلت وحيدة ، لكن هل فى امكانى ان احب مرة اخرى كما احببت الكسيس ؟
قال مايك : اذن 0 انت ولد كبير 0
لم يكن ما قاله مايك هو الحقيقة ، اذ ان نيكوس صبى صغير جدا بالنسبة الى عمره ، ونحيل وسريع العطب 0 انه هزيل ، هذا ما قالته السيدة باتس التى استأجرت غرفة فى بيتها 0 " من الصعب عليك ان تحافظى على صحته 0 خلال هذا الشتاء " 0
لم يكف نيكوس عن السعال ، وقد اقنعنى الطبيب بأن اغادر مدينة ليفربول 0 ان معاشى لايكفى لمعالجته فى حال اصابته بمرض خطير 0 كان يجب ان ابحث عن مكان صحى ودافئ ، فى جنوب انكلترا مثلا ، وفى احد الأيام من شهر اذار \ مارس 0 عندما بدأت الريح تعصف فى انتظار الربيع ، وصلتنى رسالة من السيد كرفيليس مكتوبة بلغة انكليزية صحيحة 0 وجاء فيها : العزيزة ستاسى 0 من الصعب الكتابة اليك ، لكنى اشعر باننى فى حاجة ماسة الى ان اتعرف اليك والى نيكوس 0 انت مستغربة ، بعد هذا الصمت الطويل الذى دام سنوات ، لكن ذلك كان سببه عناد وتصلب وقساوة رجل عجوز 0 انى آسف على كل شئ وارجو ان تسامحينى ،من أجل حبك لألكسيس 0 لقد احببت ابنى ، لكننا تشاجرنا 0 ولو امامنا متسع من الوقت ، لكنا تصالحنا واجتمعنا من جديد وكنا معا الآن 0
الأ ان القدر شاء ان يكون الوضع على ما هو عليه 0 بعد سنتين من مغادرته الجزر مات الكسيس فى حادث مؤلم ، واصبت انت بجراح 0 فجعت بالنبأ ولم استطيع تحمل رؤيته ميتا 0 لذلك لم احضر المأتم ، لكن ، لو تسنت لى رؤيتك من يدرى 0 فقد نصبح صديقين 0000 لكن الهوة اتسعت بيننا لقد رفضت مساعدتى احتراما لألكسيس 0 وانا لا الومك على هذا 0 انما العكس هو الصحيح ، انى احيى فيك شجاعتك وشهامتك وعزة نفسك 0 لكن هذا لن يوصلك الى التسامح والغفران ، انى اكتب اليك فى حزن واسف 0 فانى رجل عجوز ولن اعيش الى الأبد ، وامنيتى الوحيدة هى التعرف الى حفيدى الوحيد 0 هل بامكانى أن اطلب نمك نسيان الماضى والحضور الى ميلاينوس 0 انها موطنك وبيتك ، ان هذه الجزيرة هى جزيرة نيكوس وسيكون وريثها 0 ارجوك من صميم قلبى وبحرارة ان تردى على رسالتى 0

"فازيلى كرفيليس " أعادت قراءة الرسالة مرات عديدة قبل ان أتخذ القرار النهائى ، كنت احملها فى اى مكان اذهب اليه داخل حقيبة يدى 0 كنت اقرأها فى شقتنا الصغيرة الذى صمم ديكورها ألكسيس ، بعد العشاء ، قبل النوم ، فى الصباح ،وكنت مترددة بين رغبتى فى الذهاب لاكتشاف الجزيرة التى ولد وترعرع فيها الكسيس ، وبين كراهيتى لرجل تخلى عن ابنه بقسوة ومرارة 0 لقد تأثرت كثيرا بهذه الرسالة ، الاب والابن كانا ولاشك مخطئين 0 كان الكسيس شابا حيويا دافئا جميلا وكان حسن المظهر ويتمتع بوجه جميل وبشرة لوحتها الشمس وعينين سوداوين حالكتين 0 كنت افكر فيه ، واردد بصوت شارد "الكسيس ، الكسيس 000 " فجأة ايقظنى صوت من شرودى 0
-هل انتهيت ؟ هل فى امكاننا الذهاب الأن ؟
أشرت بطرف عينى وانا استعيد تدريجيا الواقع ونظرت الى كأسى الفارغ وقلت : بكل تاكيد 0عفوا 0
نهض العملاق الملتحى وابتسم لنيكوس قائلا : هل انت مستعد للطيران من جديد ؟
-نعم ، نعم 0
نهض نيكوس فى كرسيه وأضاف فى تردد : شكرا على الليموناضة المنعشة ، فقد اطفأت ظمأى0
-ارجوك 0
تناول مايك هاردينغ الحقائب والتفت الى وقال : ارجو اللحاق بى 0
-نعم 0
-هل مررت بالجمارك ؟
-نعم 0 كل شئ مرتب 0
تبعناه فى القاعة ، ثم هبطنا السلالم قبل ان نعبر ممرا حيث اوقفنا ضابط راح يتفحص الاوراق ، وبعدها فتح الباب الزجاجى وخرجنا منه متوجهين الى الطائرة الصغيرة التى فى انتظارنا على بعد امتار قليلة ، اشار لنا مايك قائلا : هذه هى طائرتنا 0
-ماذا ؟ هل سنصعد الى داخلها ؟
-طبعا 0
ثم انحنى نحو نيكوس وتابع : اذن ، نيكوس 0 ما رأيك بهذه الطائرة 0 انها طائرة جدك الخاصة ؟
ثم التفت بى وتابع : داخل الطائرة ثلاثة امكنة فقط وعند فازيلى طائرات اكبر تتسع لثمانية اشخاص ، خاصة باصدقائه وأقربائه ، لكن الجميع يذهبون اليوم الى بيريوس بالباخرة 0
-متى نصل الى ميلاينوس ، يا سيد هادرينغ ؟
-ارجوك ان تنادينى مايك ، مثل الجميع 0 سنصل الى ميلاينوس ظهرا 0
رفع حاجبيه وقال : هل تشعرين بتوتر ؟
احمرت وجنتاى وسألته : لماذا تقول هذا الكلام ؟
نظر الى بامعان وقال : انت لا تعرفين عمك ، ولا شك انك تشعرين بعذاب حقيقى ، كما تبدين مضطربة 0 لاتقلقى ، كل شئ سيتم على ما يرام 0
عدت اتساءل لماذا جاء هذا الرجل الغريب لاستقبالنا وقلت : هل انت صديق لعائله كرفيليس ؟
ابتسم وغمز بعينيه الزرقاوين وقال : تقريبا 0 لوالدى مصالح على هذه الجزيرة ، ربما كنت تتوقعين ان يأتى بول 0 لاستقبالك ، كان عليه الحضور ، لكن ليدا أغرقت المركب وهو مصاب فى عينه ويده فى حالة سيئة ، لاشئ خطير ، لكن هذا هو السبب الذى من أجله لم يستطيع المجئ الى هنا لاستقبالكما ، انا وهو الوحيدان القادران على قيادة هذه الطائرة 0 دعينى اساعدك 0
ليس الأن وقت الشعور بالتوتر اجلست نيكوس المضطرب فى احدى المقاعد ووضعت حزام الامان وجلست قربه 0 أحدث محرك الطائرة صوتا قويا وبدأت الطائرة تتحرك على المدرج وبعد ثوانى قليلة ، زمن دون جهد يذكر ، اقلعت الطائرة مثل النورس 0 ورأيت وراءنا المدينة المشمسة تبتعد ، وامام عينى امتد البحر الازرق الذى تلمع امواجه البيضاء 0
كان نيكوس مندهشا ، واسع العينين يتمتع بذكاء خارق نسبة الى سنة وهذا بسببى ، كل هذه المسئوليات جعلت من حياتى سباقا متواصلا ، وكنت أجرف نيكوس فى هذه العجلة الكبيرة 0 لدى عمل ثابت ومستقر ومعاش محترم وفى الوقت نفسه كنت احاول قدر المستطاع منح ابنى الحب والاستقرار ، لكن كانت تنقصه اجواء المرح والحرية والسعادة التى لم أعد أعيشها منذ وفاة الكسيس 0
الوحدة تجعل الانسان خائفا ومذعورا 0 كنت وحيدة ومتروكة ، عندما التقيت الكسيس ، فقد توفيت أمى التى ترملت منذ كنت طفلة كان لدى بعض الأقارب ، فى كندا وعم وعمة فى اسكتلندا ، وهما قدما لى مسكنا عندهما ، لكن هذين العجوزين كانا يحتاجان الى خدماتى فقط ولم يمنحانى العاطفة التى انا بحاجة اليها ، فشكرت لهما اهتمامهما وغادرت اسكتلندا عائدة الى انكلترا 0
علمت للمرة الأولى ، فى سن الثامنة عشرة ، حين التقيت الكسيـس، كان يعزف على البوزكى فى فرقة تدعى الفاريون ، قدمه الى احدهم وحدث الحب من النظرة الأولى 0
كان الكسيس وحيدا ، وحزينا منذ ان تشاجر مع والده ، يعمل فى النهار فى مطعم وفى الليل يعزف فى النادى مع فرقته، الموسيقى حياته 0 كان يحلم بكتابة الاغانى التى تدندن على شفاه الناس فى العالم اجمع 0
وبعد ستة أشهر تزوجنا ، وكنا متأكدين من امكانية العيش بمواردنا المتواضعة ، استأجرنا شقة صغيرة عند السيدة باتس ، وكنا سعيدين مثل الأطفال فى القصص الخرافية 0
كان الكسيس يعيش من مال والدته ، وانا بقيت فى العمل حتى اقترب موعد ولادة نيكوس ، ووقع الكسيس على عقود جديدة وبدأ يكون لنفسه شهرة لابأس بها ، والنجاح بات قريبا ، كان قد قام بمشاريع عديدة كان فى نيته ان يحققها فى سنة واحدة 0
وكان يقول باستمرار : سأعود الى والدى وسأريه ما حققت ! وسأبرهن له ان المال والنفوذ والقدرة ، ليست شيئا ، وان الاخلاق تحقق فرحا مختلفا وانه يجب اعطاء العالم شيئا نابعا من اعماق الانسان بالذات ، لا مما يملكه 0
ربما يبدو ذلك خياليا ، ولكننى كنت اؤمن به وبعبقريته 0
وفى احدى ليالى تشرين الثانى \نوفمبر ، كان نيكوس قد بلغ العام الاول من عمرة ، وكنا عائدين من النادى فى سيارة صديق له ، عندما حدث المحتوم الذى لا مفر منه الضباب كان كثيفا والطريق تتزلق ، وفى احدى مفارق الطرق ، اصطدمت السيارة بشاحنة 0 وكانت نتيجة الحادث كسرا فى أحد قدمى صديقنا ، وصدمة عنيفة لى ، سائق الشاحنة لم يصب بأى أذى ، اما الكسيس فقد قتل على الفور 0
آه كم ارغب الأافكر فى ذلك الشتاء الرهيب !
وكى اصرف النظر عن هذه الذكريات ، القيت بنظرة خاطفة الى مايك الذى يقود الطائرة ، فالتفت نحوى وقال : منظر جميل ، اليس كذلك ؟
-رائع 0 يالعدد الجزر الهائل والبحر اللانهائى 0
-ان البحر هو حياة اليونان 0 والناس لا يملكون سواه ، الجبال تجعل الاتصالات صعبة ، وفى الشتاء يعتزل قاطنو الجزر ويقضون فصل الشتاء فى النوم 0 لكن ، فى الربيع ،يبدا موسم صيد الاسماك ، فيبيعونها ويلتقون ببعضهم البعض من جديد 0
أشار بيده وتابع قائلا : حتى على الارض الصلبة ، يفضل الناس الابحار للوصول الى مكان ما غالبا ما يكون ذلك اسهل واسرع ، من العبورعلى الطرقات المعبدة ، سلاسل الجبال هذه ليست سوى امتداد لجبال البلقان مرورا بكورنثيا والبولوبونيز قبل ان تذوب فى البحر 0 وهنا ، تبرز فى شكل جزر 0
-وميلاينوس ؟
-انها اجمل الجزر 0 مليئة بالاشجار الخضراء وغنية بالنباتات المتنوعة 0 -هذا ما كان يقوله الكسيس 0
-الكسيس ؟
تردد لحظة ثم تابع : انى اتذكره قليلا جدا 0 لدى وصولى الى هنا كنت ما أزال طالبا ، وكان الكسيس يصغرنى سنا ، ربما كان عمره12 سنة ، ولما عدت الى هنا ، منذ خمس سنوات كان قد غادر الجزيرة ليعيش فى انكلترا 0 كان فازيلى غاضبا عليه ، لم يكن لأحد الحق فى ان يلفظ اسمه 0
هز رأسه واضاف : لا الوم الكسيس لمغادرته الجزيرة 0ان والده يتمتع بشخصية قوية ، ولهذا السبب فضل بول الاهتمام بفرع الشركة فى الولايات المتحدة الاميريكية وامضى هناك وقتا لابأس به
سـألته : هل يعيش بول الآن فى ميلاينوس ؟
-نعم عاد فى العام الماضى ، عندما افتتح فازيلى مشروعه الجديد فى شارنوس ان والدة بول تعيش فى اميركا ، انها اميريكية الجنسية وزوجة فازيلى الاولى 0 ولما تم الطلاق بينهما ، بقى بول مع والدته ، وتزوج فازيلى والدة الكسيس 0
-وزوجة السيد كرفيليس الثانية 0 الم تمت قبل مغادرة ابنها الكسيس الى انكلترا ؟
-نعم 0 كانت امرآة يونانية رائعة ، تصغر زوجها باعوام عديدة 0 انه وحيد الآن ، وهو السبب الذى يجعله يضغط على بول ، يريده ان يتزوج ليدا ليؤمن الخلف 0
-من تكون ليدا ؟
-انها فتاة يتيمة يرعاها كرفيليس منذ وفاة والدها الذى كان احد شركاء فازيلى ، انها ورثت لقب والدها ، ويعتقد فازيلى انها الزوجة المناسبة لبول ولمصلحة العائلتين فى الوقت نفسه 0
قلت فى فضول : هل هما مخطوبان ؟
هز مايك رأسه وقال : ليس بصورة رسمية 0
-يبدو انك تعرف الكثير عن العائلة 0
-اعرف كيف اتلقى المعلومات اللازمة عما اريد 0
نظر اليها من جديد وقال : لكنى لااعرف شيئا عنك ، ولا حتى اسمك 0
-اسمى ستاسى 0
-ستاسى 0 اسم جميل ، انى احب كثيرا النساء ذوات الشعر النارى 0
من زمان لم اسمع كلاما كهذا على لسان رجل 0 فاحمرت وجنتاى خجلا ولحسن حظى لم يكن مايك ينظر الى ليلاحظ مدى خجلى 0
عليك حماية بشرتك الشاحبة من حرارة الشمس اللاهبة ، ان شهر آيار \مايو جميل ، فهو ليس حارا ، لكن الحر يبدأ فى الشهور التالية 0 وفى تيموز \يوليو ، وآب \ اغسطس ، تصبح اثينا مدينة لا تطاق 0 لكن فى الجزر يساهم الهواء الشمالى الخفيف الذى يهب فى الربيع حتى نهاية الخريف ، فى التخفيف من شدة الحرارة وفى الصباح ، كما فى المساء النسيم العليل ينعش الجو 0
كنت اتكلم معه وكأننا صديقان قديمان سألته : ماهى مهنتك ؟ هل انت طيار ؟
-كلا 0 انى مهندس واعمل فى المؤسسة التى تهتم بتنظيم ممتلكات فازيلى 0 ان الجزيرة كلها ملكه والجزيرة القريبة منها اى جزيرة شارنوس ، هى ايضا ملكه 0 وهاتان الجزيرتان متلاحقتان ، وينوى فازيلى ان يجعل الجزيرة الثانية مركزا للاستجمام يرتاده الاثرياء ، وهو ينتمى الى طبقة الاغنياء ويعرف تماما ما هى امنيات هذه الطبقة بالذات 0
-هل تريد ان تقول ان فازيلى ثرى كبير ؟
-نعم 0 انه عنى جدا ، الم تعرفى ذلك ؟
-لا 0 كنت اعرف انه مرتاح ماديا كأى مالك سفن ، لكنى لم أكن اعرف انه مليونير ذو ثروة ضخمة ، هل صحيح انه يملك ثروة هائلة ؟

-اننى لا امزح بالمال ، اننى احترم كثيرا هذه القيمة ، وستتأكدين بنفسك من صحة اقوالى ، هل ترين هذا الجرف فى البحر ، هناك ؟ انها جزيرة ميلاينوس 0
التفتت بنيكوس ووضعت يدى على كتفه وقلت له : انظر يا حبيبى لقد وصلنا ، ان المنظر رائع ، اليس كذلك ؟
نظر الى نيكوس مستغربا وقال : هل هذا الثلج يا أمى ؟
أجابه مايك : لا يا صغيرى ، ان هذا البياض على الجبال هو صخور اليكا البيضاء الشديدة اللمعان 0
راح نيكوس يتأمل باهتمام قمة الجبال التى تعكس الشمس فتبدو وكأنها منثورة بمطر فضى ، كما ان هناك نباتات كثيرة وخاصة بساتين الزيتون التى تنمو من أعلى القمم نزولا حتى البحر الشفاف 0
بيوت ذات سقوف رمادية وبيضاء والجدران زرقاء وصفراء وحمراء ، كلها منثورة فى الجزيرة 0 كنيسة صغيرة فى طرف القرية ومرفأ داخل البحر ، ومن بعيد مراكب الصيد واليخوت والزوارق على اختلاف انواعها 0
انعطفت الطائرة ولم نعد نرى القرية وسكانها ، ظهر امامنا مدرج الهبوط الطويل ، الذى يضم فى اطرافة الجرارات والساحبات والجرفات وسيارات الجيب والشاحنات 0 هبطت الطائرة بهدوء وتوقفت بعد ثوانى قليلة على الارض المعبدة 0 ساعدنا مايك على النزول واقترب منا رجل يرتدى بذلة بيضاء ناصعة احنى رأسه وتكلم باللغة اليونانية 0 فرد عليه مايك ثم التفت الى قائلا : انه بيتروس ، سائق فازيلى سيأخذكما الى فيلا مارمارا البعيدة مسافة نصف ساعة من هنا 0
-لكن 000 انت ، الن تأتى معنا ؟
-اه ، كنت اود ذلك ، لكن مجيئى ليس منتظرا 0 طلب منى فازيلى ان اقود الطائرة واتى بكما الى هنا ، وهذا كل ما طلب ، وكما سبق وقلت لست سوى مواطن متواضع ولا يمكننى ان اتقدم امام جلالته من دون ان اكون مدعوا 0
انتبه الى تعبير وجهى المذهول وقال : كنت امزح ان فازيلى يحب ان يلعب دور السلطان 0
ثم وضع يدى فى يده وقال : لا تتخذى هذه الملامح المرعبة ، لابد ان فازيلى نفسه مرتبك أيضا ، سوف أراك مرة اخرى يا ستاسى0 ما من أحد يمكنه ان يمنعنى من رؤيتك ، انها بداية صداقة كبيرة0
عضضت على شفتى وقلت : انى أسفة للظهور بهذا المظهر ، لكن 000
انهى الكلام مكانى قائلا : انك تشعرين فى هذه البلد كأنك غريبة ، لا 0 ان عمك ناعم كالحمل ، وفيلا مارمارا رائعة ومكان الاحلام ، سوف تحبين العيش هناك ، الى اللقاء 0 يا نيكوس ، اننى سعيد بالتعرف اليك الى اللقاء 0
قال له نيكوس : الى اللقاء ، هل تأخذنى مرة اخرى فى طائرتك ؟
-طبعا ، سنذهب أيضا الى الصيد فى باخرتى 0
افلت مايك يده من يدى وقال مبتسما : وانت أيضا ، ياستاسى 0
-شكرا 0
-هيا اذن ، الى اللقاء 0
تراجع الى الوراء ووجه بعض الكلمات لبيتروس الذى حمل الحقائب ووضعها فى سيارة المرسيدس المتوقفة قربنا ، صعدنا الى السيارة وجلسنا فى مقاعدها المريحة المصنوعة من الجلد الازرق وبدأ المنظر يعبر أمامنا ومرت السيارة قرب حقول مزروعة قمحا وشعيرا ، انه الاسبوع الاول من شهر آيار \ مايو بداية فصل الحر والارض لم تجف بعد 0
كلام مايك لم يجعلنى أطمئن تماما ، أخشى لحظة الاجتماع بوالد الكسيس لا أشعر تجاهه الا بالمرارة ، لأن الكسيس وصفة لى كأنه وحش ، ربما لهذا الرجل مزايا خفية ، لا شك انه كريم جدا 0 اراد ان يدفع نفقة شهرية لنيكوس ، لكننى رفضت مساعدته ارسل لنا بطاقتى سفر درجة اولى وقمنا برحلة فى أفضل ظروف ممكنه 0 السيارة تمر الآن قرب غابة صنوبر ، التلال اللامعة تظهر الواحدة بعد الاخرى امامنا 0 وصلت السيارة الى قمة وشاهدت لافتة كتب عليها كلمة مارمارا باللغتين اليونانية والانكليزية ، وعلى مفرق الطرق وانعطفت السيارة الى اليسار وعبرت ممرا مظلما تحيط به الاشجار الكثيفة التى تلتقى ببعضها من طرفى الطريق فى قبة خضراء 0 الرجال يعملون فى بساتين الزيتون ويشيرون بايديهم الينا 0 آخيرا توقفت السيارة فى ساحة مبلطة 0 ساعدنا بيتروس على الهبوط من السيارة ، وانفتح باب ضخم وانحنى خادم أمامنا مبتسما وتناول الحقائب وأشار الينا بالدخول 0
فى البهو المنعش امرأة شابة ترتدى ثوبا اسود كانت فى انتظارنا ، استقيلتنا بترحاب وقادتنا الى القاعة الكبرى كنت اضغط بقوة على يد نيكوس الصغيرة 0
فتحت المرأة بابا ذا مصراعين وادخلتنا الى القاعة 0 ابتلعت لعابى بصعوبة وفى خطى مترددة دخلت ونيكوس ملتصق بى 0
كانت القاعة كبيرة ومنيرة والسقف عال ، الارض مفروشة ببساط أخضر وطنافس خضراء تتدلى من النوافذ ، رأيت عينين تحدقان فى ويدين تشدان على يدى 0
-ستاسى ابنتى ! أهلا فى فيلا مارمارا ، انها لحظة لا تنسى !
انحنى السيد كرفيليس امامى وطبع قبلة على يدى 0
تلعثمت وانا اقول : انى 000 اشكرك ، انى سعيدة جدا 0
ترك يدى ووضع يده على كتف نيكوس قائلا : نيكوس ، قل مرحبا لجدك 0
مد نيكوس يده وقال بتردد وحيرة : مرحبا 0
انحنى السيد كرفيليس امام نيكوس وقبل جبينه وقال : نيكوس ، انى سعيد بالتعرف اليك ، ولاتعرف الى اى درجة اسعدتنى زيارتك 0
انتصب ، لم يكن طويل القامة كما كنت اتصوره ، ثم اشار الى مقعدين كبيرين وقال : لنجلس ، هل قمتما بسفرة مريحة ؟
-نعم 0 كانت سفرة رائعة 0
جلس مواجهة لنا وراح يتأملنا ويقول : كم تبدوان متعبين وشاحبى الوجه ، بعد الغداء 0 ستخلدان للراحة لدينا الوقت الكافى ليعرف كل منا الآخر اليس كذلك ؟
-نعم 0
كنت اشعر بالضيق رغم ان هذا الرجل لم يشعرنى بالخجل ، انه متوسط الحجم يرتدى بدله من الكتان الابيض الناصع ، حاجباه الاسودان عريضان وكثيفان فوق عينيه السوداوين 0 يبدو فى السبعين من عمره وفى شعره بعض الخصل البيضاء 0
هذا هو وحش كوابيسى ، لاشك ان هناك خطأ ما 0 اذ لم اكن قادرة على ملاحظة التقارب بين الرجل الذى كتب هذه الرسالة المؤثرة وهذا العجوز المعجب بنفسه ، الجالس امامنا 0
أكمل السيد كرفيليس كلامه قائلا : لدى الكثير لأقوله لك ، ولا أعرف من اين ابدأ 0 سنصبح عما قريب صديقين وبالتالى يمكننا التكلم عن مشاكلنا 0
توقف لحظة كأن غيمة مرت على وجهه ثم أضاف متعثما : عن 000 عن الكسيس 0
انحنى امامى ونظر الى وقال : هل سامحتنى ؟
اجبت برعونة : نعم 0طبعا 0
-لم اسامح نفسى بعد 0
خيم الصمت ثم التفت الرجل الى نيكوس وقال : انه صورة طبق الاصل عن الكسيس 0 وجهه وملامحه كلها تدل على انه من آل كرفيليس 0
مد يده وقال : تعالى الى يا ابنى 0
نظر نيكوس الى فى قلق ، ثم نهض من مقعده واقترب ببطء من السيد كرفيليس الذى سأله:كم عمرك؟ انحنى الرجل العجوز ليسمع صوت نيكوس الذى تكلم بكلمات خافتة : اذن عمرك اربع سنوات ؟
رفع وجهه الى مستفسرا فقلت :سيصبح عمر نيكوس اربع سنوات فى شهر تشرين الاول \ اكتوبر 0
وضع يده على وجه نيكوس وقال : اريد أن أرى هذين الخدين نضرين انك ولد لطيف ، لكنك تبدو لى نحيلا ، وهذا غريب لان آل كرفيليس يتمتعون اجمالا بصحة قوية 0
-سوف يستعيد نيكوس صحته هنا ، انه فى حاجة الى الحرارة والشمس 0
-هل نصحك الطبيب بذلك ؟
-نعم 0قال لى ان مدينة ليفربول لاتلائم صحة نيكوس 0
-اذن ليست الصدفة هى التى جعلتكما تأتيان الى هنا 0
-لا 000 انه الحظ 0
-لا اعتقد أن هذا هو السبب الوحيد لحضوركما 0 لقد جئتما لتريا الجد فازيلى اليس كذلك يا بنى ؟ تعالى الى هنا سنشرب نخب وصولكما 0

دق الجرس القريب منه وقال : أمل ان تكون هذه الزيارة طويلة وسعيدة 0
دخل خادم حاملا الكؤوس على صينية ثقيلة من الفضة ، وضع كل شئ على الطاولة قرب السيد فازيلى الذى قال : شكرا ، انجلوس قل للأنسة كالفوس وللسيد بول ان يحضرا 0
ثم التفت الى ويداه الصغيرتان ترتجفان وقال : ماذا تحبين ان تشربى ، يا ستاسى ؟
-عصير البرتقال 0
تنأولت كأسى عندما دخلت من الباب الزجاجى الذى يطل على الشرفة فتاة فى ريعان الشباب ، يتبعها شاب طويل القامة 0استدار السيد فازيلى ومد ذراعه وقال : ليدا ، عزيزتى ، اقدم لك ستاسى 0 ستاسى هذه ليدا كالفوس أبنة صديقى وشريكى الراحل ، انها تعيش معنا فى الوقت الحالى 0
شدت ليدا على يدى ، جماها خارق وعيناها سوداوان كبيرتان ، شعرها الاسود ينسدل على كتفيها ، وكانت ترتدى ثوبا ابيض شفافا يظهر سمرة بشرتها التى لوحتها الشمس 0 قالت بالانكليزية : اننى سعيدة بالتعرف اليك 0
تابع السيد فازيلى قائلا : واقدم لك ايضا ، يا ليدا ، حفيدى نيكوس 0
مدت ليدا يدها قائلة : كيف حالك يا نيكوس ؟
التفت السيد فازيلى الى من جديد وقال : وهذا هو ابنى بول 0
كان الرجل لايزال وراء ليدا ، انه طويل القامة ، اطول من الكسيس على عينه اليسرى قطعة قماش حريرية ، واحدى ذراعيه مربوطة بمنديل من الحرير 0 تذكرت كلمات مايك ، لكن هذا المظهر هو الذى جعل قلبى يخفف فى سرعة ، ان وجه بول وخديه وشفتيه وملامحه الواضحة ، كلها تقول ان هذا الرجل هو الكسيس 0000 كأن السنوات الماضية كلها تبخرت فى لحظة كأن الكسيس آخر ، اكبر سنا وأشد قوة امامى 0
سأل بول فى صوت عميق ودافئ : كيف حالك يا ستاسى ؟
رن صوته فى اعماقى 0لا ، المتكلم ليس الكسيس ، اجبته وانا امد يدا مرتجفة : حالتى جيدة جدا شكرا0
جاءت ليدا وجلست فى قربى ، ثم قالت لنيكوس فى لطف : انك جميل مثل والدك 0
شعرت بتفاهتى ان بول يشبة الكسيس لأنه شقيقة ، وليس هناك اى مبرر كى اشعر بالتوتر والاضطراب 0 قلت : لكنه لا يتمتع بصحة جيدة 0 الطقس والبحر والتغدية ستفيدة جدا 0
-بكل تأكيد 0 هل سبق لك وزرت اليونان ؟
-كلا 0 لم ازر سوى فرنسا ولا اعرف الا بلدى انكلترا 0
تأملت بول فى امعان ، انه اطول من زوجى واكبر سنا واكثر حيوية 0 كما انه اكثر استبدادا وتسلطا ، لا شك انه فى الثلاثين من عمره ، كما ان ليدا تبدو فى سنه 0 اقترب نيكوس منى كأنه يبحث عن ملجأ وسط كل هولاء الغرباء عنه ، رفعت نظرى ليشتبك مع نظرات السيد فازيلى الذى ابتسم وقال : ربما تريدين تغير ملابسك والاستحمام قبل الغداء ، اقرع الجرس يا بول من فضلك 0
جاءت الخادمة فتحدث معها السيد فازيلى باليونانية ثم قال لى : ستقودك ديدو الى شقتك ، ارجوك ان توافينا فى غرفة الطعام فى الساعة الواحدة والربع 0
تعلق نيكوس بذراعى وتبعنا ديدو الى سلم من الرخام ينقسم الى قسمين ، كل قسم يأخذ اتجاها مختلفا ، ثم عبرنا ممرا طويلا لنصل الى صف طويل من الغرف المفروشة باثاث اخضر وذهبى 0 فتحت باب غرفة نيكوس الذى يليه باب يطل على حمام صغير ومشرق 0
وبينما كان نيكوس يغسل يديه ، فتحت احدى الحقائب واخرجت منها فرشاة ومرآة وضعتهما على منضدة الزينة 0 ثم رحت الاحظ الغرف ، بينما كان نيكوس ينتظرنى فى وسط الغرفة ، كنت اود ان اركع امامه واخذه بين ذراعى ، لكنى تمالكت نفسى ، ربما ارعبته كنت اعانى من خوف تافة من ان يخطفة احد منى تماما كما خطف الموت الكسيس 0 توجهت نحوه ووضعت قبلة على شعرة الناعم وقلت : اليس كل هذا جميل ؟
توجه نيكوس الى السرير العريض المغلف بغطاء حريرى اخضر وقال : اريد ان انام هنا معك 0
-حسنا تبقى هنا معى قليلا ثم تذهب الى غرفتك مع شارلى 0
وشارلى هو قرد من النسيج المخملى ، لعبته المفضلة 0
توجه نيكوس الى النافذة المطلة على شرفة صغيرة وقال : الحديقة كبيرة وجميلة ، هل فى امكاننا ان نذهب اليها ؟
-ليس الآن ، علينا ان نتناول طعام الغداء ثم الاخلاد الى الراحة 0 ان جدك فى انتظارنا 0 خرجنا الى الممر الطويل 0 ترددت ، اية جهة اسلك الى اليمين أم الى اليسار ؟ كنت ضائعة كأننى فى متاهة 0 قررت اخير الهبوط الى البهو فجأة توقفت دافعة نيكوس بعنف مفأجى ، كان بول واقفا فى منتصف الغرفة ، منحنيا على ذراعة المصابة يشعل سيكارة 0 سمع نيكوس يرتطم بسياج السلم فرفع نظره نحونا وللحظة كنا كأننا ثلاثة تماثيل ، نيكوس مستغربا وانا مسحورة وبول هادئ لا يتحرك 0 انحنى امامنا فى تهذيب بينما كنا نتقدم منه ثم قال : طلب منى والدى ان ارافقكما الى غرفة الطعام 0
مشينا فى صمت وبعدما قطعنا عددا من الجسور وصلنا الى غرفة الانتظار فتح بول الباب الذى يطل على قاعة الطعام الكبرى ودخل امامنا ثم دعانا الى الدخول ، استقبلنا السيد فازيلى مبتسما وقال : هل وجدت كل شئ كما كنت ترغبين ؟ اجلسى هنا يا ستاسى ، وانت يا ليدا اجلسى هنا فى قرب بول ، اما نيكوس فسيجلس فى قربى
الطاولة المستديرة مغطاة بشرشف وردى وضعت عليه اقداح فينيقية من اللون نفسه ، وفى الوسط باقة من الورد الابيض المعطر 0
نيكوس وانا اكلنا قليلا ، اذ ان هذا الطعام الغريب لم يغرنا ، نيكوس لم يحب ورق العريش المحشو بالأرز واللحم الناعم مع صلصة الحامض ، احب الدجاج ولم يستطيب لحم البقر المطبوخ بالجوز ، انتاب القلق السيد فازيلى فقال : يالشهيتة الضئيلة انى افهم الآن لماذا هو نحيل الى هذه الدرجة 0
لكن نيكوس اكل بشهية قطعة من قالب الحلوى المصنوعة من العسل واللوز والقرفة 0
وبعد القهوة التركية ، اعتذرت واخذت نيكوس الى القيلولة ، وهكذا فعل الجميع ، وعندما كنت اصعد السلالم لاحظت ان ليدا تعرج وسألتها ما اذا اصيبت بجراح خطرة ، فأجابتنى وهى ترمقنى بنظرة فيها خيبة امل : لا شئ ، لقد اصيب ظهرى خلال الحادث ، لكن بول هو الذى تألم اكثر منى 0
ثم وضعت يدها على ذراع الرجل وقالت : ماذا يمكننى ان افعل لك يا بول ؟
-لن اطلب منك سوى شئ واحد وهو الأ تقودى بهذه السرعة فقد لانكون محظوظين فى المرة المقبلة0
ابتسم وظهرت اسنانه البيضاء ، وللمرة الالى رأيت بهجة الكسيس وبشاشة وجهه فى النظرة التى رمق بها ليدا 0
كان السيد كرفيليس يتبعنى يرافقه نيكوس –بعد القيلولة ، سنلتقى فى الحديقة ونتناول الشاى ، نحن ايضا لنا عادات انكليزية 0
استيقظنا من النوم مع اقتراب الساعة الرابعة واخذنا حماما طويلا ثم ارتدينا ملابس نظيفة وتأهبنا للذهاب الى الحديقة 0 ارتدى نيكوس بنطلون شورت وقميصا زرقاء مقلمة 0 كان يبدو شديد النحافة اخذته بين ذراعى برغم قرارى ألآ اداعبه جذبته نحوى ، ستبقى فى فيلا مارمارا حتى يستعيد نيكوس صحته بشكل نهائى 0
هزنى بلطف وقال : لماذا تضحكين يا أمى ؟
-كنت اتصورك مستديرا كالطابة ! عليك ان تاكل كل ما يقدم اليك 0
-ان الطعام هنا غريب جدا 0
-كلا ، من هذا الطعام اكل والدك عندما كان يعيش هنا ، واصبح شابا جميلا وكبيرا 0
-هل هنا منزل والدى ؟ هل كان يسكن هنا ؟
-نعم 0 لقد سبق وقلت لك ذلك قبل مجيئنا ، والآن 0 هل انت مستعد للذهاب الى الحديقة ؟ كان والدك يقول انها حديقة رائعة 0

لو تسنى لألكسيس الوقت ليحدثنى عن طفولته ، لكان فى امكانى الآن اخبار نيكوس عنها وبالتالى جعل هذا المكان اكثر حيوية 0 لكن للأسف كانت حياتنا معا قصيرة جدا وابنى لم يعرف والده تقريبا 0
فى الطابق الاسفل ، بدت الفيلا هادئة 0نائمة ، أى اتجاة سنأخذه لنصل الى الحديقة ؟ التفيت بالخادمة ديدو التى لاتفهم الانكليزية 0 وبعد ترديدىكلمة حديقة مرات عديدة ، توصلت بالنهاية الى الابتسام وتناولت يد نيكوس وتبعتها الى الخارج ، الى شرفة معبدة ، مبنية على عواميد ضخمة 0
فى الجهة الاخرى ، طريق تمتد بين الشجيرات ، وفى الطرف الأخر أشجار السرو تشكل شاشة ، كأن الفيلا تنتهى عندها ، لكن خلف أشجار السرو باحة اخرى محاطة من الجهتين بجدار قديم ومن الجهة الثالثة باشجار السرو ومن الجهة الرابعة مفتوحة على البحر 0
بقيت مسمرة مكانى ، مخدرة بتأثير روعة المكان 0 كان الجو لطيفا ، هنا الازهار على مختلف انواعها ، الوردية والبيضاء والحمراء والبنفسجية وفى الوسط سبيل ماء ونوافير المياة تسقى الأرض بقطرات الماء التى تلمع تحت الشمس ، مقعدان من الحديد المطلى باللون الأبيض وتمثال فتاة جميلة ، شعرها ينسدل بتجاعيد عريضة على كتفيها المبنية من الحجر ، وشرشف كبير يلفها فى حركة جوية ، كانت تلتقت صوب البحر 0
وضع نيكوس يده فى الماء ، اقتربت منه لكن شيئا ما اوقفنى التمثال يقف على قاعدة رخامية 0 لم يكن هذا المنظر الذى جعلنى ارتعش خوفا 0بساط من الزهور يهبط بشكل شلال بمختلف الالوان والانواع ويركض على الحجارة 0 وهنا وهناك ، نباتات خضراء وكثير من اشجار السرو والشريين والصنوبر والجوز 0
-انظر يا نيكوس ، اليس رائعا !
سمعت خطوات تقترب ، جذبت الولد نحوى ، لم نكن وحيدين 0 ظهر بول فقلت مستغربة : آه !
انحنى وقال : انى آسف ، جئت لأدعوكما الى تناول الشاى 0
-كنا 000 كنا نتنزة 0
-هل المنظر يثيرك ؟
-كثيرا 0 حديقة الاحلام 0 السبيل 0 التمثال ، الازهار 000
-اننا ندعو هذه الحديقة 0 حديقة برسفونى 0
كان بول يحدق فى فقلت : برسفونى تلك التى خطفها ملك الجحيم وسجنها فى ملكه ؟
-نعم 0هل تتذكرين ذللك جيدا 0 سمح زوس لبرسفونى الذهاب شرط الآ تمضى هناك اكثر من ثلث السنة ، وفى كل مرة تعود يبدا فصل الربيع ، ان هذه الحديقة حديقة الربيع فقط وفى الصيف ، كل الازهار تذبل 0 نحن الأن فى احد اوقاتها للتمتع بها 0
نظرت الى السبيل والى الزهور والى الاشجار الضخمة الخضراء وشعرت بالسلام الداخلى ، مثل برسفونى ، كأنى آتية من العتمة لأرى هذا العالم الملئ بالالوان والانوار 0
التقيت نظراتى ببول وتذكرت للحال الكسيس ، سالته : هل هذه الحديقة من تصميم والدك ؟
-كلا 0 انها من تصميم والدة الكسيس ، ماتت قبل ان تنهى التنفيذ ، انظرى السلالم تصل الى هنا 0
انحنيت وسألته : الا يمكننا النزول الى البحر من هنا ؟
-بلى هذا ممكن 0 هناك درج صغير محفور فى الصخور ، لكنه خطر لكننا عندما نذهب للسباحة فى البحر ، نأخذ المصعد 0
-المصعد ؟
نسيت ان السيد كرافيليس رجل مليونير ، قاطع بول تفكيرى بقوله : هيا ، نأخذ الشاى 0
توجهت نحو نيكوس الجالس على السلالم ، واضعا ذقنه بين يديه وعيناه تحدقان بالافق 0
-تعال0
ركض وهو يقفز فقال بول : انه يشبة الكسيس كثيرا ، اننا جميعا نحب الكسيس وخاصة والدى انه ولده المفضل 0
شعرت بالغضب يخنقنى فقلت : أسفة ان اقول ان والدك الذى يحب ابنه ، لم تبدر منه اية بادرة تدل على انه قادر على تفهم الوضع ، فقد جعله حزينا وتعيسا لأنه لم يرسل احدا من العائلة لحضور حفلة زواجنا 0
توقفت ارتجف من تأثير الذكرة 0 كان بول واقفا امامى ، لكن النور القوى منعنى من ملاحظ ملامحة ، فقال بصوت جاف : ان والدى يحاول الآن ان يعوض عن الماضى 0
-انى اصدقك 0 جئت الى هنا من أجل صحة نيكوس 0
-ولأجلك انت أيضا كى يساعدك والدى ماديا ، اليس هذا ما ترغبينه ؟
شعرت بنظراته تنظر الى ملابسى البسيطة والمتواضعة فقلت : والدك عرض على مساعدته بعد موت الكسيس ، لكننى رفضتها 0
ران الصمت طويلا ، أخيرا قال بول : لم أكن اعرف ذلك ، الم تقبلى اى مال منه ؟
- كلا 0
-لكن ، كيف 0000 ليس لديك اهل ؟
-ليس لدى اهل 0 عشت مع نيكوس ، كان مريضا وعالجته لقد كنت اعمل بشكل مستمر لتربيته ، كان علينا مغادرة مدينة ليفربول عندما وصلت رسالة والدك ، والآن نحن هنا ، فى بلاد الشمس 0
-انك عانيت الكثير وتفعلين كل ما فى وسعك من اجل نيكوس 0000 لا ، يا ستاسى ، لاتكونى ظالمة 0 انسى اخطاء الماضى ، كنا نحب الكسيس كثيرا 0
-اعذرنى 0
-انت امرأة شجاعة 0 لاتكونى على فخر وكبرياء واقبلى مساعدتنا ، من أجل نيكوس 0
وقف فى قربى وشعرت بلمسة اصابعه على جسمى كأنها جمرة
التفت اليه ، فابعد يده عنى وقال : ان والدى فى انتظارنا 0
وسلكنا طريق الفيلا 0





SHELL غير متواجد حالياً  
التوقيع

روايتى الأولى (لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف)
https://www.rewity.com/forum/t394561.html


شكراً للمبدعة Aurora
[/SIZE]
رد مع اقتباس
قديم 15-10-17, 07:16 PM   #6

umryum

? العضوٌ??? » 288664
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,030
?  نُقآطِيْ » umryum has a reputation beyond reputeumryum has a reputation beyond reputeumryum has a reputation beyond reputeumryum has a reputation beyond reputeumryum has a reputation beyond reputeumryum has a reputation beyond reputeumryum has a reputation beyond reputeumryum has a reputation beyond reputeumryum has a reputation beyond reputeumryum has a reputation beyond reputeumryum has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

umryum غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-17, 10:34 PM   #7

SHELL

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء،وعضو فريق كتابة الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية SHELL

? العضوٌ??? » 113761
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 6,575
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » SHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثانى

زهرة الجليد




مرت الايام التالية بهدوء ، من دون حوادث ، وشيئا فشيئا بدأنا نألف عالم فيللا مارمارا 0 كنا نمضى ساعات طويلة فى الهواء الطلق ، تحت الشمس ، ننام ونتحدث مع السيد كرفيليس وليدا 0 كان بول فى اثينا ، فى مركز الشركة غيابه عن الجزيرة كان يريحنى 0
احيانا ، فى الصباح كنت أخذ المصعد الذى يقودنى الى الشاطئ الشفاف 0 وكنت اصطحب معى نيكوس لنلعب ونلهو على الرمل الناعم ، ليدا لم تكن تسبح فى هذا الوقت من السنة ، الطقس ما زال باردا بالنسبة الى الذين يقطنون اليونان ونادرا ما كان السيد كرفيليس يسبح 0 كنت أتردد ان ابقى مطولا داخل الماء حتى لا أبدو قليلة التهذيب ، بعد الخروج من الماء كنت اتمدد على بساط البحر ، وكان موضوعا تحت تصرفنا زورق ودراجة مائية ، الأيام تمر هكذا ، ونيكوس يزداد ثقة بنفسه ويبتعد اكثر فاكثر فى داخل مياة البحر ، معى ، بعد قليل سوف يتقن السباحة 0 أحيانا كنا نصطاد القرديس الموجود داخل الصخور ، ثم نستلقى على البساط للتمتع بحرارة الشمس ولذة الاسترخاء 0
قرب الظهر تشتد حرارة الشمس ، فندخل الى الفيلا لأن الحرارة لا تطاق برغم المظلات الواقية 0 وما ان ندخل الى الفيلا حتى نحس بالجو المنعش وكان يستقبلنا السيد كرفيليس ، وفى كل مرة يرتدى بذلة مختلفة ويقدم لنا المشروبات المنعشة المثلجة 0
وليدا 0تنضم الينا دائما مرتدية الفساتين الفخمة الشديدة الاناقة 0 كانت تشعرنى بفقر حالى ، ومرة استدعانى السيد كرفيليس الى مكتبه وهو كناية عن غرفة كل جدرانها مليئة بالكتب من أسفلها حتى السقف ، وارض الغرفة مبلطة بالرخام وفى وسطها مكتب ضخم من الجلد الاخضر وضع عليه ثلاث ألات من الهاتف 0 اثنان منها متصلان مباشرة بمطار السيد كرفيليس الخاص وبيخته الخاص الذى يدعى اوسيانيس ، والهاتف الثالث يستعمل لاجراء المكالمات الخارجية الخاصة بالفيلا الخطوط الهاتفية لا وجود لها داخل الجزيرة نفسها 0
كان السيد كرفيليس جالسا فى مقعده الى يمين الكرة الارضية ، ابتسم لى لكن تعبير وجهه كان قاسيا0
-ستاسى ، يا عزيزتى انك تتمتعين الآن بصحة جيدة 0
وبرغم لطفه كان يرعبنى ، فتابع الحديث قائلا : عظيم ، كنت اتوقع ان يكون الاسبوع الاول هنا هادئا 0 لكن حان الوقت ، على ما اعتقد لأن تتسلى قليلا ، سيأتى الى الفيلا بعض الاصدقاء فى نهاية الاسبوع ، وأمل ان تعجبك مرافقتهم انهم شباب واصدقاء لليدا ولى 0
صمت قليلا وشعرت بغصة فى قلبى المدعوون ، اصدقاء ليدا ، فتيات مثلها ، انيقات 000 وكأنه قرأ ما يجول فى افكارى فتابع كلامه يقول : هيلين 0 كانت فى المدرسة فى سويسرا مع ليدا ، اما الان ، فهى تسكن فى باريس مع زوجها ، اتيان موليه ، وهو جراح مشهور يبلغ الثلاثين من عمره ، سيصلان يوم الجمعة الى ميلانيوس عن طريق البحر على متن الباخرة التى يملكها شقيق هيلين الاعزب ، الذى هو ايضا طبيب 000 والآن نصل الى الموضوع الذى يؤلمنى 0
انحنى الى الامام وظل يحدق فى عينى وقال : انت امرأة رائعة يا ستاسى ، وذقك رائع ايضا لكن الملابس التى ترتدين ليست انيقة ، وذلك عائد الى مشاكلك المادية على ما اظن 0 هل تفهمين ما اقصد ؟ هنا عليك ان تكونى جديرة بان تكونى كنتى ، وارملة الكسيس 0 وبما اننى اعرف عزة نفسك ، فقد فضلت ان اطلب من بول ان يجلب معه بعض الملابس من دور الازياء الرفيعة 0 سيأتى غدا وانا متأكد من انها ستعجبك 0
احمرت وجنتاى وقلت متعلثمة : انت 000 انت انسان كريم ، لكن اخاف الآ 0000
لم يكن فى وسعى اكمال الكلام ، بقيت كلمات الشكر عالقة فى حنجرتى وشعرت اننى سندريلا الحقيرة فى تلك الاسطورة الخرافية 0
-هذا يفرحنى كثيرا ، يا ستاسى ارجوك 0 لاداعى لأن تشكرينى 0
-لكن ، كيف يمكن بول ان 000 ؟ -لن يختار بول شخصيا الملابس ، سيأخذ رأى مصمم أزياء ليدا وفى المستقبل ، لدى زيارتك لأثينا يمكنك شراء ما يعجبك 0 سأفتح لك حسابا خاصا فى البنك 0
-انت رجل نبيل وسخى ، شكرا يا سيد كرفيليس 0
-يمكنك ان تتحدثى معى فى الفة اكثر ، انت ابنة لى 0 لا ،لا ، لن اطلب منك ان تنادينى يا أبى انما بأسمى ، فازيلى مثل الجميع 0هنا 0
-سأحاول لكن يجب ان اذهب الى نيكوس الذى هو فى انتظارى ، لنذهب معا الى الشاطئ 0 ان المكان هنا جميل والبحر رائع ، وهذه الاضواء ما اروعها 0
-نعم هذا الوضوح ، هو نور اليونان ، القدماء اعتقدوا ان النور شئ ربانى ، كالارض والبحر ، لاتقلقى على نيكوس لقد اصطحبته ديدو الى الشاطئ 0
-ديدو ؟ لكن 0000
نهض السيد كرفيليس من وراء مكتبه وراح يدور حولها ويقول : فى مثل اوضاعك ، من الطبيعى ان تكرسى حياتك لأبنك ، لكن لا ترتكبى خطأ رعايته يا ستاسى 0 يوما ما سيصبح رجلا وعليه أن يتعلم الاستقلال من الآن فصاعدا ، سيمضى ساعات النهار مع ديدو او مع خادمة آخرى 0 وفى مرة آخرى نتناقش معا عن مستقبله ، واذا احتجنا الى مربية خاصة له فارجو الأ تترددى فى الجؤ اليها 0
بقيت برهة مذهولة ، ثم قلت فى لهجة هادئة : كنت افضل أن تسألنى فى ما يتعلق بنيكوس و000 لم أكن اعرف اننى كنت أحتضنه 0
ابتسم السيد كرفيليس قليلا وقال : لا0 طبعا لكن هذه احدى سيئات عاطفة الامومة ، سبق لى واختبرت ذلك 0 ان والدة الكسيس تصرفت مثلك مع ابنها ، لذلك اصبح انسانا صعبا لا ينصاع لأوامر احد 0
حدقت فيه بمرارة وقلت : كان الكسيس مستقلا تماما ليغادر ميلاينوس ويعيش كما يروق له ، برغم ما تسميه تعلقه الكبير بوالدته 0
اجابنى فى صوت جاف : هذا يختلف ، لأن والدته توفيت باكرا 0
كنا ننظر الى بعضنا بنظرات غريبة كأننا عدوان أرفض ان الخضوع لعينيه الحديديتين 0 كنت غاضبة على مثل هذا الانسان الذى يسمح لنفسه بانتقاد افعالى 0
-المعذرة 0 كنت اريد فقط مساعدتكما انت ، ونيكوس ان اعظم امنية لدى هى ان اراه بقربى 0 لاتغضبى فانت لن تكونى بجانبه باستمرار ، يا ابنتى العزيزة سوف تتزوجين مرة ثانية ، لذلك خففى تأثيرك على نيكوس 0 سوف يفهم انه لن يظل الانسان الاول فى قلبك 0
قلت فى صوت خافت : سيظل دائما الاول ، ولا احد فى امكانه ان يحل مكان الكسيس 0
هز رأسه وقال : تعتقدين ذلك الآن ، انت مثل زهرة غمرها الجليد فبدت براعمها ميتة ، لكن الربيع لابد ان يزهر من جديد 0
دق الباب فقال كرفيليس : ادخل 0
ظهر على عتبة الباب شاب يضع نظارتين ويحمل حزمة اوراق فى يده 0 فقال مستغربا : المعذرة ، يا سيدى ربما جئت باكرا 0
-لا، يا بناييدس 0 لقد انهيت حديثى مع السيدة كرفيليس ستاسى ، انت لا تعرفين سكرتيرى السيد بناييدس ، اقدم لك أرملة الكسيس 0
انحنى الرجل القصير وقبل يدى ثم رفع رأسه وقال : تشرفنا 0
فتح السيد كرفيليس الباب وقال : سنلتقى على الغداء 0
-نعم 0
خرجت غاضبة برغم لطفه واطرائه 0ليس له اى حق فى اتخاذ قرارات تتعلق بنيكوس ، وكذلك هو مخطئ فى اعتباره انى احتضنه 0 كل ما اريد هو ان اراه يشعر بالاستقرار والامان الى حين يصبح فى سن المسؤولية 0
القيت نظرة الى ساعة يدى 0 انها الحادية عشرة والربع ، فى مثل هذا الوقت يتناول نيكوس عصير الفواكة برفقة ديدو 0
ليس لدى اى اعتراض على الفتاة 0 الم اترك نيكوس مرارا مع السيدة بانس أو فى دور الحضانة فى انكلترا ؟
خرجت من الفيلا وذهبت امشى فى الساحة ، كان بيتروس يغسل السيارات 0ابتسم وهمس فى تهذيب : صباح الخير 0
نزلت بهدوء ناحية رائحة الصنوبر ، ومررت قرب اشجار الزيتون ، الرمان ، وما ان وصلت قرب مسكن الحارس ، حتى سمعت صوت محرك سيارة 0اقتربت منى سيارة جيب ، رجعت الى الوراء لأدعها تمر لكنى دهشت حين رأيت مايك هاردينغ ولحيته النارية 0
-ستاسى ، انت هنا ؟
-مايك !
اطفأ المحرك وهبط من السيارة وقال : ماذا تفعلين هنا ؟ واين نيكوس ؟
-انه على الشاطئ وانا خرجت للتنزة 0
-فى هذا الجو الحار ؟ المفروض ان تكونى فى البحر ، فى الماء سأعيدك الى الفيلا 0
كان يحدق بى بعينيه الزرقاوين ثم قال : انت شاحبة اللون 0هل حدث شئ ما ؟
-لا شئ يذكر ، شكرا سأعود معك 0
وضع ذراعه على كتفى وساعدنى فى الصعود الى الجيب ، ثم جلس مكانه ونظر الى وقال وهو يشير الى رزمة اوراق ضخمة موضوعه فى المقعد الخلفى ، لم اكن أتوقع رؤيتك 0 جئت لأقوم ببعض الاعمال الموكلة الى 0
ثم ابتسم وقال : انى ادعوك لتناول العشاء معى !
كنت سعيدة مع مايك ، متحررة من أية مراقبة : انى اقبل دعوتك ، شكرا 0
-حسنا 0هل يناسبك مساء غد ، أو تفضلين بعد غد ؟
-لا 0 عظيم ان عمى ينتظر بعض المدعويين بعد غد ويفضل أن أكون بقربه 0
نظر الى مايك وسألنى : ماذا يجرى ؟ ألا يفرحك هذا ؟
-آه ، بل لكن كنت على حق 000 بالنسبة الى فازيلى ، انه يحب التسلط على الجميع 0
-هل اصطدمت معه ؟ هل تحبين ان تتكلمى عن هذا الامر معى ؟
-كلا ، ليس هنا المكان المناسب 0
-حسنا 0 سأتى غدا فى السابعة مساء وأخذك لنتناول طعام العشاء فى تيفيتوس 0
-هل هى العاصمة ؟
نعم 0 والمرفأ الاساسى انها تبعد ثمانية كيلو مترات عن المطار ، سأستقل سيارة متينة هيا بنا الآن ان فازيلى يحب القة فى العمل 0
وصلنا الى الساحة فنزلت من السيارة 0 وظل مايك متمسكا بيدى برهة طويلة 0
-لايمكنك ان تعرفى كم انا مسرور لقبولك دعوتى ، الى اللقاء فى الغد 0قبلى نيكوس عنى ولا ترهقى نفسك 0
-اعدك بذلك 0
-الى الغد ، الساعة السابعة 0
توجهت لتوى الى غرفتى وتمددت على السرير ووضعت يدى تحت رأسى وفكرت بمايك ، انه انسان لطيف ولا شك أنه واقع فى حبى 0 وفكرت بالرجال الذين التقيتهم بعد موت الكسيس 0 لكن هل يمكننى أن أحب مرة ثانية ؟ وتسألت ما اذا كان تصرفى هذا ناتجا عن رفضى لقبول موت الكسيس 0 يبدو لى وكأنه ذهب فى رحلة طويلة وانه ربما سيعود يوما 0
لا0 هذا مستحيل حتى ولو كنت لا ازال انتظره فى اعماق اللاوعى 0
دخلت ديدو مع نيكوس فانتفضت : اعذرينى يا سيدة كرفيليس ، لم اكن اعرف انك عدت 0
-لابأس ادخلى مع نيكوس 0شكرا ديدو 0
وبعد ان غادرت ديدو الغرفة ، اقترب نيكوس منى واحاطنى بذراعيه وقال : أمى ، اين كنت ؟ لماذا لم تأتى معى الى الشاطئ ؟ سأخبرك قصة الدلفين التى اخبرتنى اياها ديدو هل تعرفينها ؟
ضممته بين ذراعى وقلت : اضطررت الى البقاء مع جدك هل لهوت ؟ -آه نعم 0 لديها اربع شقيقات وخمسة اشقاء 0
-اذهب واغسل يديك ، ستخبرنى القصة بعد قليل 0
وضع يده على صدرى وقال : لا تتركينى ، يا أمى 0
-لا0 سنمضى النهار معا ، لكننى من وقت الى آخر سأتركك مع ديدو 0
-لماذا ؟
-أن جدك فى حاجة الى 0
-انى افهم عليك ان تكسبى بعض المال ليمكننا العيش 0 وما هو عملك الآن ؟ منتدى xxxxx
-انى اعمل لدى جدك 0 وفى المقابل نمضى عطلة جيدة 0 لن ابقى هنا الى الابد يا حبيبى 0
-انه مكان جميل 0انى احب شاطئ البحر 0
-نعم وسنحاول ان نبقى اطول وقت ممكن 0 هل هذا ما تريده يا ابنى ؟
-نعم الى الابد 0
-لا اظن 0
ورحت اسرح شعره الناعم 0



SHELL غير متواجد حالياً  
التوقيع

روايتى الأولى (لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف)
https://www.rewity.com/forum/t394561.html


شكراً للمبدعة Aurora
[/SIZE]
رد مع اقتباس
قديم 15-10-17, 10:43 PM   #8

SHELL

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء،وعضو فريق كتابة الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية SHELL

? العضوٌ??? » 113761
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 6,575
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » SHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث


سندريللا ومهامها




قرية تيفيتوس قائمة على سفح تلة شاهدتها من الطائرة ، بمرفأها الحيوى وكنيستها الصغيرة البيضاء الواقعة على رأس السد 0 الطرقات تبدأ من البحر صعودا الى القمم والسفوح ، والبيوت مبنية على هذه الارض المتدرجة الارتفاع 0
اختار مايك مقهى قريبا من المرفأ ، بسيطا ويطل على مناظر ساحرة داخل المقهى طاولات مزينة بالالوان الزاهية وتتدلى من سقفها جدائل الثوم والبصل 0
قال مايك وهو يجلس امام طاولة محجوزة على شرفة صغيرة تطل على الشارع : هذه هى الناحية الاصلية والبدائية للجزيرة ، سنتذوق الاطعمة المقلية والحارة التى هى كناية عن رخوية ذات عشر اذرع تفرز سائلا اسود كالحبر لا تحكمى مسبقا على الامور ان الطعام لذيذ جدا وستخبرين ذلك بنفسك او ربما تفضلين سمك الانشوفة ؟
ابتسمت وقلت : سأدعك تختار الطعام بنفسك 0
ورحت اتأمل الناس الذين يتنزهون على شاطئ البحر : يا لهذا الجمع الغفير ، من اين هم أتون والى اين ذاهبون ؟
-انه السيريانى 0 وهذا ما يحصل كل مساء وخاصة السبت والاحد الجميع يخرجون من منازلهم ويلتقى الشباب من الجنسين 0 انه اجمل وقت فى النهار ، لان الحرارة تخف 0
رجل قصير بعينين ثاقبتين ولحية سوداء ضخمة ، وقف خلفى قال وهو ينحنى باحترام : مساء الخير 0 ماذا تريدان ان تاكلا ؟
طلب مايك وهو ينظر الى لائحة الطعام : لارندا 0اى هبر السمك المقدد المنقوع بزيت الزيتون ، وسودوكاكيا اى اقراص لحم متبلة بالبهار ومطبوخة بالبندورة 0
ثم قال لى : لدى مفاجاة لك ، ان عرابتى ترغب فى التعرف اليك 0 ووعدتها بأن اصطحبك الى عندها0
-عرابتك ؟ هل تسكن هنا ؟
-نعم 0 لقد سبق وحدثتك عن والدى جاء الى هنا خلال الحرب مع الجيش النيوزيلاندى ، ولما اضطر الجيش الى الانسحاب امام الالمان ، هرب جزء كبير من الرجال نحو جزيرة سيكاثوس القريبة من هنا 0 ثم ذهب بعض الجنود الى تركيا والبعض الاخر الى مصر ساعدت عائلة ماريا بالموس والدى على الهرب نحو جزيرة كاسترو وبعد انتهاء الحرب عاد الى ميلاينوس وسكن فى بيت ماريا وزوجها اسمها اليوم السيدة فانتيريس ، ولما ولدت كانت عرابتى 0
-السيدة فانتيريس ؟ لقد سمعت بهذا الاسم من قبل 0 اليست ممثلة ؟
-كانت مغنية اوبرا مشهورة 0 لكنها الان متقاعدة فى فيلا اثينا التى تقع فى منتصف الطريق بين العاصمة وفيلا مارمارا ان عمتى ماريا تتمتع بطبع نادر وغريب 0 سوف تعجبين بها 0
-هل تسكن عندها ؟

-كلا 0 ليس لانها غير سخية 0 انما لاننى احب ان احافظ على حريتى ، لوحدى اعمل لمدة ساعات عديدة وعندما اشعر بالتعب 0 افضل ان اكون وحيدا انى اتقاسم شقة مع صديق لى 0
-منذ متى وانت هنا فى الجزيرة ؟ -منذ 11 شهرا ايضا لمدة سنة او ربما اكثر 0ان مشاريع فازيلى ما زالت فى بدايتها ، ولم نبدا بعد بالعمل فى شارنوس 0
التفت نحو المرفأ وقال : كل شئ يبدو زاهيا وملونا ، لكن الناس يمرون باوقات عصيبة والحياة تبدو صعبة لهم 0 الوظائف قليلة والشباب يهاجرون يريد فازيلى انشاء مشاريع جديدة لتوظيف العاطلين عن العمل ويعتقد ان السياحة هى الحل الصحيح 0
-اه ، لاتخافى ان فازيلى سياخذ فى الاعتبار كل هذا لكن لا يجوز ان يبقى البلد متخلفا بحجة المحافظة على الاثار 0
قلت وانا اضع الشوكة فى الصحن : نعم افهم الان ان الطعام وفير وهذه الصلصة لذيذة الطعم 0
-عظيم امل ان تروقك نزهة قصيرة 0 علينا التحرك ارادت عمتى ماريا ان تتناول العشاء فى منزلها ، لكن قلت لها انك الليلة ستكونين لى وحدى فوعدتها ان ناتى لتناول القهوة 0 هل هذا يناسبك ؟
-تماما 0
وضع يده فى يدى وقال : اعتقد اننا بدانا نعرف بعضنا البعض 0
انوار الليل تنعكس على شعره ولحيته النارية ، فاصبح يشبة رجال الفايكنز 0
-انا سعيدة الان ، لكن يجب الا اعود متاخرة الى فيلا مارمارا 0
-هل كان فازيلى متضايقا لانك خرجت معى ؟ بقيت صامتة وتذكرت استقبال فازيلى البارد عندما طرحت عليه هذه الفكرة فاجبنى ببرود : انت حرة فى الذهاب والاياب ، لكن حاولى ان تعودى باكرا0
شعرت حينذاك وكاننى خادمة عنيدة لا تطيع الاوامر واجبته قائلة : شكرا اذا كنت لا ترى مانعا لذهابى ، فاجاب لا مانع لدى ان مايك شاب مناسب وانا سعيد لان تخرجى معه 0 لكن ، كما سبق وقلت لك فقد توقعت لك التسلية 00000
قطع مايك هذا الصمت قائلا : اننى افهم بوضوح الان 0 ليس فازيلى انسانا متحمسا يريد ان يحتفظ بك داخل اطار اصدقاء ال كرفيليس 0
-اننى ضيفة عليه اما بالنسبة اليك ، الا يمكن ان يؤدى ذلك الى 0000 ؟
-من اجل عملى ؟ لا لن يغير ذلك شيئا انه فى حاجة ماسة الى خصوصا فى هذه الفترة 0
ترك يدى ونهض قائلا : هيا بنا الان 0
كانت المصابيح الكهربائية الممدودة على طول الشاطئ تعكس اضواءها على مياه المرفأ0
-البيوت ترتفع حتى القمة ، انظر الى هذه الشوارع المتعرجة هناك فى الاعالى 0
-فى العصور القديمة كانت القرى مبنية فى اعالى التلال وذلك من اجل مقاومة الغزاة ، وفى حال الهجوم كانوا يملاون المرافئ بالرمال 0 ثم فى القرن التاسع عشر 0 اعيد السكان من جديد الى الساحل البحرى ، لذا كل المدن بنيت هكذا فى اسلوب فيكتورى بالنسبة الى الاسلوب الكلاسيكى 0
وعندما ابتعدنا عن القرية كانت الطريق تتصاعد حتى قمة التلة ، وعلى علو معين 0 اوقف مايك السيارة وقال : نحن الان على حبل زيغوس ، ورانا على اليسار مدرج المطار الخاص وامامنا الطريق التى تؤدى الى فيلا مارمارا وفى المنتصف سننعطف كى نصل الى منزل عمتى ماريا ، الواقع شرقى الجزيرة 0
كان هواء المساء منعشا 0 وكنت اتنشقه فى لذة وارتياح


-يا له من اريج لذيذ0
-المكان مزروع بالنباتات المعطرة : الزعتر والمردقوش والسماق 0يجب العودة هنا عندما تكون الشمس فى الوسط ، حينئذ يكون عبير العطور اقوى

-هذه الجزيرة رائعة حقا 0
-صحيح ؟ اننى سعيد لانك جئت الى هنا 0 وكذلك سعيد لاسباب اخرى ايضا 000
تناول يدى الموضوعة على ركبتى وتمسك بها لبرهة طويلة وقال : كم من الوقت مضى على وفاة الكسيس ؟
تنهدت وقلت : ثلاث سنوات 0
احنى راسه وقال : وهل احببته كثيرا ؟
-نعم 0
-كنتما ما تزالان شابين عندما حدث ما حدث 0 كم مضى على زواجكما ؟
-اقل من سنتين كنت فى الواحدة والعشرين عندما توفى 0
-ستاسى 000 سوف تتزوجين يوما ما ، اليس لديك صديق او خطيب ؟
ادرت راسى فالتقت نظراتنا : مايك ، انت اول رجل ارضى ان اخرج معه منذ وفاة الكسيس 0
ظل صامتا لحظة كانه ذعر : لايمكننى تصديق ذلك ، انت امراة رائعة الجمال 0
-من وقت الى اخر كنت احضر سهرات مع بعض الاصدقاء ، لكننى رفضت جميع الدعوات ، لم يكن فى امكانى نسيان الكسيس 0
ادرت راسى ورحت احدق فى الافق والجبال السوداء وجمود السماء : كنت اعرف انى غير قادرة على الوقوع فى الحب مرة اخرى وكذلك لم اكن اريد ذلك ، لم ارغب فى تدنيس ذكرى الكسيس ، كان لدى نيكوس ومهنتى 0
امسك مايك بذقنى وقال : انت لاتزالين فى الثالثة والعشرين ، وقد احببت الكسيس وكنت سعيدة معه 0 لكن ليس فى وسعك البقاء هكذا ، يجب ان تستمرى فى الحياة وتتعرفى الى رجل اخر وتحبينه 0
وضع يده على فمى وثال : فى الحقيقة اعتقد اننى واقع فى غرامك 0
-لا0يا مايك ، ارجوك لست مستعدة لمثل هذه الامور0
-بعد ثلاث سنوات ؟ ثلاث سنوات من جفاف العواطف ؟ وماذا لو عانقتك ؟ 0000
كنت جامدة لكننى ابعدت وجهه عنى وقلت :
- لا0يا مايك ، ارجوك0
ابتعد عنى وقال : اعذرينى يا ستاسى 0 لااعرف ما الذى طرا على انى انانى حان الوقت لان نذهب الى العمة ماريا 0
وسرنا فى السيارة صامتين 0 كان مايك يلقى نظرات سريعة الى وانا كنت مكانى جامدة شادة على يدى لامنعهما من الارتجاف 0
-لقد اسات التصرف 0 ارجوك ان تسامحينى ، قولى ان ذلك لن يؤثر على صداقتنا 0
-ليست غلطتك يا مايك ، انما غلطتى انا 0لانى 0000 لااعرف 000 اخاف ان اكون مختلفة 000
-يا فتاتى المسكينة 000 سوف تتغلبين على كل ذلك ، كما قريب 0

انعطفت السيارة ودخلت بين سياجين من حديد فيلا اثينا لاتشبة ابدا فيلا مارمارا 0 فالثانية منعشة وكلاسيكية وشكلية فى الاناقة 0 اما الاولى فتعج بالزخرفات والزينة والتزويق الاثاث ضخم وثقيل وهو خليط من الطراز الادوارى وطراز لويس الخامس عشر ، الالوان تتموج وسط هذا المكان الجميل ، تتصدر السيدة فانتيريس انها جميلة ، جامدة كالتمثال شعرها الاسود مرفوع الى الوراء فى كعكة مجدلة وعيناها تلمعان كالماس الذى يتدلى من جانبى خديها الاحمرين 0 كانت ترتدى الحرير الليلكى الذى يتطاير حولها مثل غيمة كبيرة 0
قالت فى صوت رنان وعميق : كم انا سعيدة لاستقبالك هنا ، انتظرتك ليس لان مايكل حدثنى عنك لكن لانك عضوة فى عائلة كرفيليس 0 فى كل حال ، كنا سنلتقى عند فازيلى لكن افضل ان نلتقى هنا ببساطة وبدون رسميات 0
وضعت يدها على ذراعى وتابعت : تعالى الى النور يا ابنتى ، كى يتسنى لى تاملك 0
اخذتنى الى قاعة الاستقبال المضاءة بالقناديل ذات الشعلة المتارجحة 0
-ياللونك الرائع 0 كنت دائما احلم بان امتلك مثل هذا الشعر ، وهذه البشرة ازرار الورد احذرى الشمس وضعى قبعة 0 حسنا 0 لنجلس ونتحدث 0
جلست فى مقعد مريح مغلف بالقماش الحريرى المقلم وجلست فى مقعد مواجه لها ، ظهر الخادم حاملا صينية عليها غلاية القهوة التركية وبعض الفناجين الصغيرة وحلوى مصنوعة من العسل والجوز 0
اشعلت السيدة فانتيريس سيكارة تركية وانحنت الى الامام وقالت : هل فى امكانى ان ادعوك ستاسى ؟ شكرا 0عندك ابن على ما اظن ، حدثينى عنه ما اسمه ؟
اخبرتها عن نيكوس ووصفته لها ورحنا نتكلم مثل صديقين متعارفين من زمان 0
-لقد عرفت الكسيس ، تماما كانت الموسيقى شئ مشترك بيننا ، عندما كان صغيرا هو يعزف على الناى من اجلى ، وانا ارافقه على القيثارة كان ولدا رائعا ، يشبة والدته كثيرا اما بول فيشبه والده 0
تكلمنا عن اشياء كثيرة ومختلفة وعن الحرب 0
-ان الحرب هى التى جعلتنى اتعرف الى والد مايك ، واصبح عرابه ابنه 0
ثم حان وقت الذهاب ، فقال مايك : يجب ان نذهب الان ، يا عمتى ماريا 0 ستاسى وعدت بالا تعود متاخرة الى فيلا مارمارا 0
نهضت السيدة فانتيريس فى رشاقة غريبة وقالت : نعم 0 ان ستاسى ضيفة السيد فازيلى ، ويجب الا تتاخر 0هل بول هنا ؟
اجاب مايك : كلا 0 انه فى اثينا ، اوصلته فى الاسبوع الفائت الى العاصمة اليونانية وسوف يعود بالباخرة 0
-كيف اصبحت عينه ؟
-انه يرى جيدا الان 0
ودعت السيدة فانتيريس التى وضعت قبلة على خدى وقالت : فى المرة المقبلة ، ستاتين الى العشاء لكنى ساراك من دون شك عند فازيلى 0
وفى طريق العودة سلكنا الطرقات المعتمة وفى سرعة وصلنا الى فيلا مارمارا 0
-لايمكننى ان اقول لك الى اى درجة اعجبت بهذه السهرة ، يا ستاسى 0
-انى اشكرك على هذه السهرة احببت عرابتك جدا 0
اخذ يدى وقال : وهل سامحتنى لتصرفى الخاطئ ؟ هل تقبلين دعوتى مرة اخرى ؟
-نعم 0
-حسنا يجب انتظار ذهاب المدعوين عند فازيلى ، قبل ان نحدد موعدا اخر لكنى ساعد الايام 0
حدق بى طويلا ثم اضاف : الى اللقاء يا ستاسى 0
شد على اصابعى ثم افلتها ليفتح لى الباب : الى اللقاء ، يا مايك وشكرا 0
دخلت البهو لااحد ولا حتى الخادم 0 باب مكتب فازيلى مفتوح والغرفة مظلمة ، دخلت الى قاعة الاستقبال الفارغة ، وترددت كم تبدو لى هذه الفيلا غريبة 0
صعدت بهدوء الى غرفتى ، كان باب غرفة نيكوس مفتوحا تقدمت على رؤوس اصابعى خوفا من ايقاظه 0 كان نائما على بطنه ، ويده تحت راسه وشعره الناعم مرفوع كالاجنحة تحرك قليلا ثم وضع راسه على المخدة 0
اغلقت الباب وافلتت شعرى وخلعت ثوبى 0 وكنت افتح باب الخزانة عندما سمعت طرقا على الباب وضعت مئزرى بسرعة كانه فازيلى هو القادم 000 لكن بول كان امام الباب بقامته الطويلة ومن دون رباط على عينيه وحول ذراعه 0
-انى اسف لازعاجك فى مثل هذا الوقت المتاخر ، كنت فى الحديقة اشعل سيكارتى الاخيرة واذا بى المح الضوء داخل غرفتك 0

-لاباس 0 لكن 000 نيكوس نائم ولااريد ان 000 لقد وصلت الان لتوى بحثت عن والدك ، لكنى لم ار احدا 0
-والدى يلعب الشطرنج مع صديق قديم له وهو طبيب متقاعد ، طلب منى ان اعتذر لك لانه لن يعود قبل منتصف الليل 0 وكذلك اريد ان اقول لك انى احضرت الملابس ، وسيكون والدى سعيدا اذا راك ترتدين واحدا منها فى الغد وقت الغداء 0
-الملابس ؟
نظرت اليه مستغربة وتابع قول : لقد طلبت من ديدو ان تعلقها فى خزانتك ، واعتقد ان كل شئ مكانه0
-نعم شكرا 0
-عليك ان تجربيها ، لانها اذا لم تكن تناسبك فستكون الغلطة غلطتى انا 0
كنا نتكلم فى الممر بصوت خافت كاننا متامران فقلت : ادخل لبرهة قصيرة ، لكن اياك ان تحدث اية ضجة 0
دخل وانتظر فى صمت بينما ذهبت الى الخزانة وفتحت احد مصراعيها الاقمشة غير العادية لفتت انتباهى ، فساتين من الحرير والقطن والكتان ، للسهرة ولكل المناسبات 0 القمصان والبذلات والمازر ومعطف من الفرو 000
فقلت فى مرارة : انكم تعاملوننى مثل سندريلا 0
-لاتقولى هذا 0 النساء يعجبن بالملابس الجميلة ، وبهذه المبادرة يامل والدى ان تكونى سعيدة 0
-لااعتقد ذلك 0 يريد والدك ان اظهر بمظهر جيد امام اصدقائه ، لكنى اقبل هذه المبادرة وكذلك مبادرتك 0
رمقنى بنظرة استغراب رافعا حابيه ، وجدته يشبة الكسيس بشدة وعيناه بداتا تزعجاننى ، حدثنى فى لطف وفى صوت اشد عمقا : ستاسى ، كونى متسامحة على الاقل مع والدى 0
ابتلعت ريقى بسرعة : ساحاول ، اعذرنى اذا اخطات ، لكنك قمت بجهد من اجلى 0
-هذا لا شئ ، كان يكفى ان اصفك : طويلة ، نحيفة ، ذات عينين خضراوين وشعر نارى 0
توقف فجاة وراح يحدق فى بغرابة ، كنت ارتدى مئزرا باليا من الحرير الازرق المطرز بالخيوط الذهبية ، لقد اهدانى اياه الكسيس فى عيد ميلادى 0 والان اصبح قديما وباليا ، وبرغم ذلك لايزال المئزر صالحا وجميلا ، وشعرى الذى يكون عادة مرفوعا انسدل على كتفى ، رفعة بول بيده ثم تركه ينسدل من جديد وقال بلطف ونعومة : لم اكن اعرف انك تملكين شعرا بهذا الجمال 0انه كالشعلة وانت مختلفة تماما وانت واقفة هنا ، ان وصفى لك كان مخطئا ، قلت انك شاحبة وباردة ومتقلصة ولما التقيت بك اول مرة كان راسك ملفوفا بالضمادات 0
وضعت يدى على فمى وقلت : اذن انت من جاء الى المستشفى ؟
- نعم 0بعد الدفن مباشرة ، جئت لازورك فى المستشفى وحدثتك ، لكنك لم تكونى تتعرفين الى احد 0

فجاة اتضحت لى نقطة وقلت : انى اتذكر صوتك ، عندما حدثتنى هنا للمرة الاولى وكنت متاكدة اننى سمعت هذا الصوت من قبل 0 -من الصعب تصديق ما حصل ، كنت غائبة عن الوعى اياما عديدة هذا ما قالته لى الممرضات 0
-لكن صوتك بدا لى اليفا 0
-ربما لان صوتى يشبة صوت الكسيس ؟
-كلا 0 لكنك تشبهه كثيرا 0
كنا نتبادل النظرات كاننا نحاول التعرف الى بعضنا 0 وفجاة شعرت بارتباك وقلت : من الافضل ان نفترق الان سنوقظ نيكوس 0
-نعم ، بالطبع 0
توجه نحو الباب وقال : تصبحين على خير يا ستاسى 0
للمرة الاولى اراه يبتسم ، وبدا وجهه منيرا ثم اضاف يقول : استفيدى من هدايا والدى وارتديها فى فرح 0
اجبته فى ابتسامة صريحة : سافعل ما فى وسعى ، شكرا 0
اغلقت الباب بسرعة وراءه وبقيت برهة طويلة مسندة ظهرى الى الجدار ، ان بول يثيرنى 0هل لانه يشبة الكسيس ؟ هل يجب ان اعيش مع احلامى ومع الذكريات ؟
لجمت افكارى وهرعت اخلع ملابسى ، لم الق نظرة على الملابس الجديدة كانى اريد ان اطرد من مخيلتى رؤية بول وهو يختارها لى

اطفات النور واضات القنديل القريب من السرير وتمددت وراحت اتامل مئزرى الحريرى الممدد على المقعد ، ثم اطفات القنديل ايضا 0 وفتحت الباب الزجاجى وخرجت الى الشرفة واستندت بذراعى الى الدرابزين ورحت اصغى الى هدوء الليل وحركة الامواج التى تلتطم بالشاطئ والصخور والاصفاد ، السماء من دون قمر وتبدو شديدة الوضوح فوق البحر المتوهج 0
الجمود والسكون والسلام كلها ساعدتنى على تهدئة اعصابى ، عدت الى السرير غير قادرة على النوم ، فكرت بمايك ومحاولته معانقتى انى احترمه كثيرا واكن له مودة كبيرة 0 فكرت بالسيدة فانتيريس وبفيلتها الفاخرة وفكرت بنيكوس وبالمدعوين الذين سياتون غدا 0
لكن ، لم اكن اريد التفكير ببول 0000
اخيرا نمت نوما عميقا 0
ايقظنى نيكوس باكرا وهو يصعد الى سريرى ويقول : امى 0 فى البحر باخرة كبيرة ، وصلت خلال الليل انها ترسو فى المكان الذى نسبح فيه ، فى داخلها عدد كبير من الناس ، وعليها اعلام عديدة 0 انظرى 0
تثاءبت لكننى نهضت من السرير وخرجت الى الشرفة ورايت يختا كبيرا رائعا ابيض يرسو فى المياة الشفافة ، فى داخله الرجال فى بذلاتهم يذهبون ويجيئون فى حركة دائمة 0
قلت له : انها باخرة اصدقاء جدك ، سيتناولون طعام الغداء معنا 0 ستتصرف جيدا ولاتنسى ان تحييهم0
-هل فى امكانى ان اصعد الى هذه الباخرة ؟
-ربما 0لكن فى الوقت الحاضر ، اذهب واغتسل وارتد ملابسك ، وبعدئذ تنزل لتناول الفطور 0
نادرا ما نتناول فطور الصباح برفقة فازيلى وليدا 0 كان نيكوس شديد التوتر غير قادر على ان يبقى فى غرفته ، يريد ان يرى ويعرف ويلعب فى الحديقة ويتكلم مع بيتروس ويذهب الى المطبخ بحثا عن ديدو ، وانجلوس وستراتوس 000 الجميع اصبحوا اصدقاءه 0 ولم تعد اللغة حاجزا لايمكن عبورة واحيانا كان مسرورا فى ترديد الكلمات اليونانية 0
ولدهشتى كان فازيلى فى انتظارنا : صباح الخير ، يا عزيزتى 0 صباح الخير ، يا نيكوس 0
لكنه قطب عن حاجبيه عندما رانى ارتدى بنطلونا ابيض وقميصا قطنيا فلم اشعر بالشجاعة الكافية للبحث عن شئ ارتديه من محتويات الخزانة 0
-صباح الخير ، ان نيكوس اليوم لايهدا لحظة 0 بعد فطور الصباح يريد الذهاب الى الباخرة 0
-سيذهب الى الباخرة فى وقت لاحق 0ستهتم به ديدو ، اريد ان اراك مرتدية ملابس اكثر اناقة لاستقبال المدعوين الذين سيصلون فى الحادية عشرة والنصف ، امل ان تكون الملابس التى احضرها بول على قياسك 0
-انها 000 انها رائعة ، اشكرك يا سيد كرفيليس
زم شفتيه وقال : فازيلى ، نادنى فازيلى 0 حسنا انى سعيد لان افرحك هل قدم بول لك اعتذارى عن مساء امس ؟
-نعم 0 لقد رايته مساء امس ، عند عودتى 0
-لاشك انك امضيت سهرة جميلة برفقة مايك 0
-نعم 0 شكرا لقد قدمنى مايك الى عرابته 0
-اه ، يالها من فكرة جميلة ماريا امراة رائعة وذكية ، سترينها مساء غد لانها ستنضم الى حفلتنا لقد ذهب بيتروس الان ليدعوها 0
كان نيكوس متعلقا بذراعى : والان اعذرنا لاننا سنذهب لتناول فطور الصباح 0
-لاتنسى يا ستاسى ، الساعة الحادية عشر والنصف 0
-ساكون مستعدة 0 جلبت لنا ديدو القهوة والسندويشات وبدا حر النهار ، لكن اشجار الحديقة تساعد على انعاش الجو فقال نيكوس : هيا بنا يا امى ، الى الشاطئ 0
-لكن ، لايمكننى يا حبيبى 0الم تسمع ما قاله جدك ستاخذك ديدو الان 0
تصلب وجهه وقال فى عناد : لا، ساظل معك 0
-اذانزلت الى الشاطئ فلا يمكننى البقاء هناك معك 0 حسنا ، ساتى لكن ديدو ستبقى معك 0
-نعم ، لكن ستاتين انت معنا الان 0
اطلعت ديدو على قرارى وطلبت منها ان تبقى مع نيكوس الى ان يحين موعد وصول الضيوف 0
كان الصباح رائعا والبحر هادئا والسماء زرقاء والاضاءة كاملة ، والجزر البعيدة تبدو غريبة جدا وفى المنظار المكبر يمكن رؤية الجبال والبيوت والاشجار 0
ارتمى نيكوس فى الماء يشير باصبعه الى اليخت ويتحدث مع نفسه ، انه الان فى صحة جيدة وقوى ولوحت الشمس بشرته 0
وصل ستراتوس بدلا من ديدو التى كانت عاجزة عن المجئ فعهدت اليه بنيكوس ، وصعدت بسرعة املة عدم اللقاء بفازيلى لمحت انجلوس وديدو منهمكين فى تحضير مائدة الطعام ، سمعت اصواتا وصوت ليدا العذب فى مكان ما ورائى 0
ومن دون توقف ، صعدت الى السلم متجهة الى غرفتى لكن بول اعترض سبيلى وقال : الى اين تركضين ، بهذه السرعة ؟
سقطت فى الفخ : اسفة على ان ابدل ملابسى ، والدك فى انتظارى فى الساعة الحادية عشرة والنصف0
-لكن امامك اكثر من ساعة 0
-اعرف ، لكن
لم ارغب فى الشرح له مفصلا واقول انى لم اجرب بعد الفساتين واريد ان اخذ وقتى فى اختيار الفستان المناسب 0
-اى فستان سترتدين ، اقترح عليك ارتداء الفستان المذهب لقد اخترته بنفسى ويناسب لون بشرتك 0
كان ينظر الى بالحاح ، نظرت اليه برهة احدق فى عينيه اللتين تشبهان عينى الكسيس 000 وبشرته الناعمة وفكه القاسى ، لكن ملامحه اشد قساوة من ملامح الكسيس 0
-لماذا تنظرين الى هكذا ؟
-اه ! انت 000 انك تشبهه كثيرا 0
-هذا مديح ، هل احببته حتى العبادة 0
ازحت نظرى وقلت : نعم 0
امسك ذقنى واجبرنى على ادارة وجهى نحوه من جديد ، ثم حدق فى عينى وقال : كونى سعيدة 0 لقد اتيت الى ميلاينوس لتبداى حياة جديدة ، ستزول الظلال تدريجيا 0
بقينا بلا حركة ، برهة طويلة : والان ، يجب ان اذهب والا تاخرت عن الموعد 0
هرعت الى غرفتى وما ان وصلت حتى قررت الا افكر بهذه اللحظة التى مرت مع بول 0
وعندما فتحت الخزانة ، تذكرت كلماته : انصحك بارتداء الفستان الذهبى ، اين الفستان الذهبى ؟ فتشت بين الفساتين واخرجت فستانا حريريا فى لون الشمش انه بسيط وناعم 0 ارتديته وكان على قياسى ويليق بى ، حولنى الى امراة انيقة مختلفة عن المراة العادية التى كنت رفعت شعرى ببعض الدبابيس ووضعت الزينة على وجهى والحمرة وانتعلت حذاء يلائم الفستان ، طرقت ديدو الباب فدخل نيكوس وساعدته ديدو فى ارتداء بذلته البيضاء 0وسرحت له شعره0 وعندما اخذت نيكوس بيدى ، هزت ديدو راسها وقالت : كلا سيدة كرافيليس ، ان اوامر السيد كرافيليس تقول بان نيكوس لن ينزل الا بعد وصول المدعوين وبعد تقديم الشراب 0
-هل هذه حقا اوامر السيد كرافيليس ؟
-نعم ، سيدتى 0
حاولت اخفاء حزنى وقلت : ربما هكذا افضل كن مهذبا يا نيكوس ، بعد قليل سيرسل جدك وراءك 0 ومرة اخرى شعرت بسلطة فازيلى على انه يصدر الاوامر وعلى الجميع الطاعة ، حاولت جهدى كى ابدو لطيفة ومدحنى فازيلى على ذوقى الرفيع وبعد فترة وجيزة 0 وصلت السيارات امام ساحة المنزل وبدات المراسم كنت واقفة قرب فازيلى ،هيلين موليه سمراء يرافقها زوجها الهادئ والطويل القامة ، راوول اربلاى رجل قصير القامة وسمين فمه الكبير وانفه الافطس وعيناه السوداوان اللامعتان ، كلها تشبهه بالقرود لكن ينبعث منه شئ دافئ وجذاب السيد والسيدة لينارد يشكلان زوجين مناسبين ، وابنهما جان قدم لنا خطيبته الشقراء


ليدا وبول كانا حاضرين ويبتسمان ، وليدا تقبل اصدقاءها وتحدثهم باللغة الفرنسية 0 ثم توجه الجميع الى قاعة الاستقبال وبداوا يتكلمون اللغة الانكليزية ، دخل انجلو يتبعه ستراتوس حاملين صينيتين من الفضة وعليهما الزجاجات والكؤوس وفى تلك الاثناء دخل نيكوس ، ركض نحوى وفى الوقت نفسه اقترب فازيلى وقال : ساقدم نيكوس الى المدعوين ، تعالى معى يا ابنى 0
تردد نيكوس ، ثم اعطى يده الى جده بعدما رمقته بنظرة مطمئنة 0
كان خجولا لا يجرؤ على النظر الى الناس الجدد ، لكنه تحلى بشجاعته وراح يسلم عليهم ويرد على اسئلتهم 0 كنت فخورة به لاشك ان فازيلى كان فخورا به ايضا وسمعته يقول : اقدم لكم حفيدى نيكوس ، ابن الكسيس 0
لكن ، بسرعة فائقة بدا نيكوس يقضم بعنف الحلوى المصنوعة من الجوز والعسل ، فناديته بلطف : تعالى الى هنا يا نيكوس ، بعد قليل سنجلس الى المائدة 0
لكنه افلت ووقع ارضا رافعا قدميه فى الهواء 0
وفى هدوء قلت له : لاتتصرف كالابلة انهض !
لكن فازيلى نادى ديدو لتاخذه الى غرفته بالرغم منه 0
-لا اريد ان اذهب ، اريد البقاء معك 0
-لا، يا حبيبى 0 ليس اليوم 0
-تعالى معى 0
كان من المفروض ان اخرج معه ، فتوجهت الى الباب فقال لى : والان ستبقين معى 0
واذا بفازيلى يقول : ارجو من المدعوين المعذرة لهذا الهزاج المتقلب الذى يتحلى به حفيدى ، انه مازال صغيرا وانى اسف لان والدته اهملت تربيته 0
ان نيكوس لاتزال طفلا ، لكن فازيلى ينتظر منه الكثير 0
ساعدت نيكوس على تجفيف دموعه وشجعته قدر المستطاع ، وسمح لى بالعودة الى المدعوين شرط الا ابقى معهم طويلا ، ولما عدت الى قاعة الاستقبال تساءلت كيف فى امكانى ان اتحلى بالشجاعة الكافية لارضاء فازيلى والاهتمام بالمدعوين واسعاد نيكوس فى وقت واحد 0 وهنا شعرت بان مهمتى مستحيلة 0

















SHELL غير متواجد حالياً  
التوقيع

روايتى الأولى (لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف)
https://www.rewity.com/forum/t394561.html


شكراً للمبدعة Aurora
[/SIZE]
رد مع اقتباس
قديم 16-10-17, 12:07 AM   #9

الواثقه بربها ومن رحمة

? العضوٌ??? » 400189
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 164
?  نُقآطِيْ » الواثقه بربها ومن رحمة is on a distinguished road
افتراضي

مشكووووووره ع الروايه والمجهود الجميل

الواثقه بربها ومن رحمة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-17, 06:58 PM   #10

SHELL

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء،وعضو فريق كتابة الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية SHELL

? العضوٌ??? » 113761
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 6,575
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » SHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع


4_ حديقة النعاس



كان الاسبوع رائعا ، وفى اليوم التالى دعا سكان فيلا مارمارا الى الغداء على متن يخت راوول اربلاى كانت فرحة نيكوس كبيرة وكنت امل فقط ان يتصرف جيدا امام فازيلى 0
ولحسن حظى ساعدنى بول فى ان ياخذه فى جولة داخل السفينة ، بينما كان الشراب يقدم فى قاعة الاستقبال 0 وافق نيكوس على القيام بهذه الجولة فى فرح كبير وخاصة مع العم بول فراحا يستكشفان حجرة قائد السفينة والغرف وموضع المرجل ومكان طاقم السفينة ، وفى الوقت المحدد ، عاد نيكوس سعيدا وجلس فى احد المقاعد الجلدية وراح يحتسى الليموناضة ويتامل الجميع فى عينين كبيرتين لماعتين 0
كنت ارتدى فستانا ابيض مخرما بالخيوط البنفسجية وبرغم الاحتياطات التى اتخذتها ، كانت بشرتى قد لوحتها الشمس قليلا وانتشر بعض النمش على انفى وخدى ، لكن هذا لم يشوه وجهى بل بالعكس كان يليق بى ان فازيلى على حق ، الثياب تغير شكل الانسان تماما 0
اقتربت ليدا منى وقالت فى لغة انكليزية لابلس بها : اصر على مدح ثوبك هذا ان الخياط يولارى عرف كيف يختار ازياءك انت تبدين رائعة جدا 0
-شكرا 0
تاثرت من هذا المديح ، لكنى انزعجت من نظرة الاكتفاء التى تتحلى بها ليدا شعرت وكاننى تمثالا لعرض الازياء فى الواجهات 0
-فازيلى 0اصاب فى وصفك ، الثوب الذهبى الذى ارتديته بالامس كان مناسبا للون شعرك وبشرتك0
-اعتقد ان بول هو الذى قدم للخياط بعض التفاصيل عن قوامى 0
تقلصت ليدا وقالت فى استغراب : بول ؟ لكن فازيلى هو الذى استشارنى فى ما يخص الخياط ، كان يامل ان يقدم لك هدية ومفاجاة صغيرة 0 كيف يستطيع بول ان يقوم بهذا العمل بالذات ؟
شعرت بحرج كبير ان بادرة فازيلى تذلنى فقلت : ربما للاستفادة من وجود بول فى اثينا وفى امكان احضار الفساتين معه لدى عودته 0
وافقت ليدا على جوابى وشعرت بالاكتفاء 0
وفى المساء نفسه ، اقام فازيلى حفلة استقبال دعيت اليها السيدة فانتيريس التى وصلت متالقة فى فستانها المصنوع من الحريرالابيض والاسود وحلقتان من الاحجار الكريمة السوداء تتدليان من اذنيها ، وتاج صغير مرصع باللؤلؤ والماس فى شعرها الاسود 0 وقد وضعت عطرا فرنسيا يتبعها فى كل حركاتها 0
لدى وصولها قالت مبتهجة : فازيلى ، عزيزى ، يا اعز الاصدقاء !
عانقها بحرارة ثم اخذ يديها وقبلهما فى رقة وقال : ماريا دائما رائعة الجمال ، ولا حتى ظل تجعيدة سبق وتعرفت الى كنتى ستاسى على ما اظن ، اليس كذلك ؟ الا تعتقدين انها تشبة حورية الغابات هذا المساء ؟ هذا بول وهذه ليدا والان ، ساقدمك الى المدعوين 0انت تعرفين هيلين صديقة ليدا الباريسية واقدم لك اتيان موليه زوجها 0 وهذا راوول اربلاى اخوها 0000
كان العشاء طويلا وشكليا لكن الحديث كان منوعا

مرة اخرى شكرت فازيلى على سخائه ، ارتديت لهذه الحفلة فستانا اخضر بلون الزمرد لم يسبق لى ان ارتديت ثوبا بمثل هذا الجمال وهذا الثمن ، الفستان بحد ذاته بسيط لكن قصته رائعة 0 كنت اشعر وكاننى فى حلم ، امام هذه الطاولة الكبيرة وهذه الكؤوس الكريستال والصحون الفضية والشمعدانات والمزهريات الانيقة 0 قبل شهر فقط كنت فى ليفربول امام البيض المسلوق والخبز والجبنة وانا لا اصدق ما ارى 0
وفى غضة فى القلب فكرت فى كل ما ترك الكسيس من جاء ليعمل خادما فى مطعم 0 اى شجاعة واى تواضع كان يبدو سعيدا لانه فر من هذه الحياة التى كانت مفروضة عليه ، كان يقول مرددا : اننى حر لكن هل كان يقصد بهذا سلطة والده ، او اعباء المسئوليات ؟ كان يتحلى بمزاج بوهيمى عكس بول الذى يقوم بواجبه من دون تاثير والده ، وهذا عائد الى طبعة الاميركى لانه تربى وترعرع فى جو كامل من الحرية 0
وبعد بضعة ايام ، اقامت السيدة فانتيريس حفلة عشاء فى منزلها فقاد فازيلى سيارته المرسيدس بنفسه واصطحب معه السيد والسيدة لينارد بيروس استقل سيارة الجاكوار واصطحب معه اتيان وهيلين وسيليست وجان وانا وجدت نفسى فى سيارة ليدا التى يقودها بول ، وجلست فى المقعد الخلفى قرب راوول 0
ولدهشتى رايت فى هذا المساء مايك الذى استقبلنا مع السيدة فانتيريس التى كانت ترتدى فستانا من الدانتيل الذهبى ومايك كان يرتدى سترة بيضاء وبنطلونا اسود وشعره ولحيته تلمعان تحت الانوار المنوعة 0
قال مايك وهو يمسك بيدى : ستاسى انتظرت هذه اللحظة بفارغ الصبر ، انت رائعة حقا 0
ثم اخفض صوته امام المدعوين وتابع قائلا : ساعدت عمتى ماريا كثيرا ، والان سامضى وقتا قصيرا معك 0
الى المائدة كنت جالسة الى يمين مايك وسيليست وجان الى يساره كانا يثرثران معا ولم ينتبها الى اهتمام مايك الزائد بى ، لكن مرات عديدة التقى نظرى بنظرات بول الناقدة 0
تناولنا القهوة على الشرفة فوق البحر ، وفى الغرفة بعض الموسيقيين يعزفون لموسيقى اليونانية على الات البوزوكى والقيثارة وكانت الالحان تضيف سحرا الى هذه السهرة الربيعية والقمر يلمع فى سماء مظلمة 0
وبعد قليل بدات الموسيقى تعزف لحنا فرحا ، فاخذت السيدة فانتيريس تصفق وتقول : والان 0 ايها الشباب ارقصوا وافرحوا ، ونحن العجزة سنبقى مع قهوتنا وسكائرنا

رقصت مع مايك ، ثم مع جان واتيان ، ومع مايك من جديد وليدا رقصت قليلا ، بسبب الالام فى ظهرها ، مع راوول ومع بول الذى بقى بعد الرقصة جالسا قربها 0 كل شئ كان رائعا ، فى هذه القاعة الكبيرة ولاول مرة منذ سنوات اشعر باننى شابة وحرة 0
ثم بدا الموسيقيون الثلاثة بعزف رقصة زوربا ، رقصنا فى الصف الواحد جنب الاخر متمسكين باكتاف بعضنا ، رفضت ليدا الانضمام الينا اما بول فاضطر الى الرقص بواسطة سيليست التى شدته بيدها واجبرته على الوقوف اسرعت الموسيقى واصبحنا ندور اسرع ومن وقت الى اخر يخف الايقاع كانه يترك لنا وقتا للتنفس ، ثم يعود الى الاسراع من جديد 0
بعد هذه الرقصة ، شعرت بالتعب كلنا نضحك ماعدا بول 0 حدق بى لحظة سريعة بينما كنت احاول ان ارتب شعرى رافعة يدى الاثنين تمسك بى مايك فوقعت عليه فى حركة استسلام ، لكنى استعدت توازنى بسرعة وابعدت مايك عنى فادار بول وجهه وتوجه نحو ليدا 0
واخير انتهت السهرة وتفرقنا واتجه كل واحد الى سيارته فاخذنى مايك على حدة وقال : هل تاتين مرة اخرى لرؤيتى ؟ يمكننى ان اخذ يوم عطلة فى الاسبوع المقبل 0 هناك هيكل قديم فى الجزيرة ، انه مكان جميل ويقع قرب شاطئ رائع 0 يمكننا ان نتغدى فى الهواء الطلق ونسبح فى المياة العذبة ، ما رايك ؟
ترددت وقلت : انى احب ذلك ، لكنى لا اعرف متى يرحل المدعوون 0 قبل ذلك سيكون فازيلى بحاجة الى بشكل اكيد 0
-حدد راوول رحيله مساء الاحد ، ما رايك لو حددنا موعدنا نهارالجمعة ؟ ساتصل بك مساء الخميس0
انى معجبة كثيرا بمايك ، انه مرح ولطيف : اتفقنا ، اشكرك 0
التفت ورايت بول ينتظرنى فى سيارته وفى يده سيكارة فقلت : على ان اذهب الان الى اللقاء يا مايك0
فوجئت بليدا جالسة فى المقعد الخلفى قرب راوول 0 وانا بت مضطرة الى الجلوس فى المقعد الامامى قرب بول 0
-انى اسفة ، هل كنتم تنتظروننى ؟
قال بول بجفاف : امل الا تكونى قد اضطررت الى قطع الحديث 0
-كلا 0 كنا قد انهينا الحديث 0
رمقنى بنظرة سريعة من طرف عينيه واقلع بالسيارة 0
-يبدو ان البريطانيين يجدون دائما شيئا ليكون موضوع احاديثهم ، او انه مغرم بك ببساطة ؟
-ان رفقته تعجبنى 0
-هل حدد لك موعدا اخر ؟
-انه يدعونى الى نزهة وغداء فى الهواء الطلق قرب احد الهياكل 0
-هيكل هرمس ، لم يبقى منه سوى بعض الاثار 0 لكن المنظر هناك رائع يستحق الزيارة 0
قال ذلك وسكت واكملنا طريقنا فى صمت 0 كنت اسمع همسات ليدا وراوول انهما صديقان قديمان


SHELL غير متواجد حالياً  
التوقيع

روايتى الأولى (لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف)
https://www.rewity.com/forum/t394561.html


شكراً للمبدعة Aurora
[/SIZE]
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:08 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.