06-01-18, 05:17 PM
| #461 | ||||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة  
|  اقتباس:
 | ||||||||
|  |
|
06-01-18, 06:12 PM
| #462 | ||||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| اقتباس:
تسلمي عزيزتي شيرين شكرا على حضورك الراقي وروعة كلماتك اعتز بشهادتك 😍😍 أتمنى أن تنال الفصول القادمة استحسانك  | ||||||||
|
| |
|
06-01-18, 06:44 PM
| #463 | ||||
| مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء 
| مساء الفل والياسمين... تسجيل حضور مسائي عذراً اذا لم احضر تنزيل الفصل او تأخرت في قراءة الفصل وكتابة التعليق انا هذه الأيام مشغولة دخولي في اوقات متقطعة ادخل اتمم على روابط الفصول كلما وجدت وقت... | ||||
|
| |
|
06-01-18, 07:48 PM
| #465 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| الفصل الثالث عشر العمة تيتيان تنهض كعادتها باكرا لتصلي الفجر وتوقظ النيام ليقوموا بواجباتهم.. كانت في المطبخ تعد الفطور حينما أحست بنخزة ألم في صدرها وأنقبض قلبها فجأة دون سبب.. تفقدت أرجاء البيت باحثة عن الجدة توجان، شاهدتها هناك في الحديقة الخلفية تقف متصلبة تحمل أبريق الفخار الممتلئ بالماء وقد اتسعت حدقتا عينيها اضطرابا وتصببت عرقا غزيرا.. صاحت بقلق:- جدتي ماذا تفعلين؟.. زيتا (البنات) سترويان أصص الورد والشجيرات. أسرعت تيتيان تأخذ الإبريق الثقيل من الجدة توجان التي بدت منفعلة على غير طبيعتها حين سألتها هامسة بتوتر بصوت متحشرج: - هل رأيتِ أحد يخرج من الباب؟! التفتت العمة للوراء تنظر للباب الموارب مقطبة حاجبيها.. هزت رأسها بالنفي:- لا . بعمق تنهدت توجان، بدت منهكة كما لو أنها بذلت جهدا مضنيا!.. أمسكت تيتيان كفيها المرتعشتين وساعدتها في الجلوس ببطء فوق أقرب مقعد خيزران بالحديقة لتستقر به الجدة ساهمة بعينيها كمن تحدق في الفراغ.. تكلمت كأنها تخاطب نفسها: - أنا رأيته.. وليست أول مرة.. همست تيتيان تستفهم حائرة متوجسة :- من الذي رأيته ؟!! أجابتها الجدة بصوت ضعيف وهي شاخصة البصر :- كان متشح بعباءة سوداء طويلة ومغطيا قسمه الأعلى بها فلا تظهر ملامحه.. رأيته نائم فوق فراشي وعرفته.. نعم عرفته لأني رأيته من قبل .. اكتسى وجهها بالوجوم وأردفت:- رأيته قبل حادث الشؤم.. يوم سقطت الطائرة التي كان على متنها ابني نيازي رحمه الله.. شهقت بآهة ملتاعة في طياتها تحمل الكثير من آسى أحزان تقطع نياط القلب.. استطردت بصوت مرتعش:- واليوم رجع.. وقف أمامي فسألته: (لماذا جئت؟..) اهتزت عباءته وكأنه يضحك بسخرية ولم يجاوبني.. لكني فهمت من حركته أني لستُ المقصودة هذه المرة أيضا!!.. هددته متوعده: (أذا كنت قادم لغيري سأنهشك بأظافري.. سأقتلك..) لكنه لم يأبه لتهديدي!.. واهتزت عباءته ضاحكا بلؤم، غادر غرفتي فلحقتُ به إلى هنا بالحديقة وقلتُ له: (هل تظنني عجوز ضعيفة؟! بعدني قوية أنظر).. حملتُ أبريق الفخار الثقيل لأرميه به وأنا أقول: (لن أدعك تأخذ أحد قبل أن تقبض روحي أولا) لكنه استدار وخرج من الباب مختفيا بطرف العباءة.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بهتت تيتيان تحملق بذهول مرعوبة لشدة صدمتها مما سمعته، ألا أنها لم تعلق بأي كلمة. __________________________________________________ _______________________________ تدرك زويا أن لشهاب حضور طاغي وجاذبية جعلت الكثير من زميلاتها بالجامعة يتمنين أن يمنحهن الحظ فرصه الاقتراب منه.. لكنه دائما يصدهن بلطف متجنبا الانفراد معهن، كان يفضل البقاء ضمن نشاطات التجمعات الطلابية وتكتلات الناشطين متنقلا بينهم كمن يحاول جمع كافة معلومات التحركات بدقة فلا تغيب عنه أي شاردة أو واردة.. كل ذلك زاد من شكوكها وظنونها نحوه فبدت متأكدة بأنه عميل سري.. تأزمت بعواطف مختلطة امتزجت بالتناقض بين مشاعر الامتنان لدفاعه عنها وإنقاذها من براثن المعتدي الملثم في ليلة هجوم الاعتصام والاستياء لاكتشافها بأنه مندس بينهم وما هو ألا جاسوس خائن لهم.. اهتزت بقشعريرة رافضة تماما فكرة اتهامه بالجاسوس الخائن لأنه ليس عميل لجهة معادية، بل يقوم بما يتطلبه عمله الأمني، يؤدي واجباته ومهماته التي أوكلت إليه بحرص ومسؤولية للحفاظ على الوطن. خاطبت ذاتها :-بكل الأحوال نحن لا نفعل شيء خارج عن القانون.. ليجمع ما يشاء من معلومات وليكتب تقاريره. فوجئت اليوم عندما لمحته بركن منزوي يتحدث مع أحداهن!!.. كانت تهم بصعود الدرجات لتدخل المبنى لكنها توقفت لبرهة تتأملهما بعينين متسعتين.. استدار شهاب ببطء كأنه شعر بها، رمقها بنظرة سريعة ثم استأنف حديثه مع رفيقته الجميلة.. مظهرهما أثار دهشتها والحميمية في وقفتهما متلاصقان بجانب بعضهما يتهامسان ضايقتها دون سبب!!.. تساءلت بحيرة في نفسها مستغربة من رد فعلها.. شهاب لا يهمها ولا يعنيها فلما تشعر بانزعاج!!.. لديها الكثير من الأمور الهامة لتنجزها فلماذا يسيطر على تفكيرها!!.. أنها بالكاد تعرف عنه أسمه وحتى اسمه ربما يكون أسم حركي مستعار.. ****************************************** علقت زويا قائلة بمداخلة في إحدى الاجتماعات الخاصة بالحراك الشبابي المعارض:- مشكلتنا أننا نحتكم إلى العاطفة والانفعال نندفع ثم نتعثر ونفشل.. بينما الطرف المقابل لنا برتكز على العقل والمنطق والانفعال يأتي دائما في الوقت والشكل والأداة المناسبة، لهم مخططات مدروسة.. يتمهلون ويقفون على أقدام ثابتة يراقبون بواسطة أجهزتهم ومخبريهم ردود أفعالنا وتحركاتنا.. شعرت بعيني شهاب المبحلقة تلتهمانها وتقتحمانها عندما أضافت بنبرة مرتفعة :- البعض ربما معنا بالظاهر وهم في الحقيقة يعملون لمصلحة جهات أخرى. كلماتها الحادة أذهلت شهاب وأثارت داخليا ريبته وتوجسه بأنها تعرف أكثر مما يجب .. بصوت رجولي جهوري خشن سألها: - ما المقصود بقولك جهات أخرى؟!.. نهض واقفا بطوله الفارع جاذبا كل الأنظار مستطردا:- أتفق معكِ إذا كنتِ تعني أن علينا الانتباه من عدم تورط حراكنا بالجامعة مع عملاء لتنظيمات مشبوهة بأجندات خارجية تحاول التخريب والعبث من خلال استغلال حملات الفعاليات لتصعيد المواقف والتغلغل بيننا لنشر الفتن والنعرات والتخريب. أجابته تفصح بثقة :- ما اقصده أن علينا الوعي والإدراك ان ليس كل ما نراه أمامنا بأعيننا واضح وصادق وحقيقي بل هناك دائما حقائق مخفيه. عقد حاجبيه وهو يتذكر الرعب الذي سيطر عليه عندما رآها تتعرض لخطر يداهم حياتها في اشتباك الاعتصام.. تصرفه جاء سريعا مما أضطره للمجازفة بكشف حقيقته.. لكن ما كان أمامه أي خيار أخر.. اعتمد فقط على حالة اللاوعي والتشويش والإرهاق الشديد التي وصلت لها حياة رغم إدراكه أنها لماحة وفطنة لا يفوتها شيء.. يتبع >>>>>>> | |||||||
|
| |
|
06-01-18, 07:49 PM
| #466 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| جلست تيتيان في الحديقة تنفش الصوف بسرعة بأصابع مدربة تتقن بابداع الأشغال اليدوية، اخذت تبرم المغزل بنرفزة .. حركات يديها تتسم بالتوتر، فمها منطبق بقوة وبشيء من القسوة تشد خيوط الصوف. سألت الجدة توجان :- أين دينا ؟! ردت العمة باستياء:- نائمة طوال النهار .. كلما حاولتُ إيقاظها تتمتم من تحت الأغطية أنها مازالت تشعر بالنعاس.. حينما أزحتُ الستائر وفتحتُ النوافذ لتهوية غرفتها قامت تزمجر بهذر كلام غريب ثم تركتني وذهبت إلى غرفتك يا جده لتكمل نومها في فراشك.. ما فهمته انها تريد ان تنام كأهل الكهف!!.. عيناي تيتيان اندفعت ترنو بترقب نحو الطريق المتعرج.. تمتمت بانزعاج:- زويا تأخرت عن موعد عودتها من الجامعة. - لعل المانع خير .. هل تكلم تامبر مع الشريف طلال ؟ أجفلت تيتيان لوهلة عندما ذكرت الجدة اسم الشريف طلال.. أجابتها باختصار :- نعم .. أخبره انه تحدث بشأنها مع ابنه الضابط شهاب وهو يهتم بحمايتها ويتابع كل شيء. أضافت بصوت مرتعش :- مع ذلك لا اشعر بالاطمئنان.. جفني الأيسر يرف وحاجبي يحكني!!.. رمت المغزل بعيدا عنها وقد شعرت بصخرة الخوف تهبط على رئتيها تكتم أنفاسها: - قلبي غير مرتاح.. طرقت الجدة توجان بعكازها فوق الأرض:- قومي فدتكِ عيوني توضئي وصلي ركعتين لتهدأ نفسك وترتاحي. أومأت العمة برأسها إيجابا ونهضت بلسان يلج بالأدعية :- استغفر الله وأتوب إلية.. يارب عفوك ورضاك.. __________________________________________________ __________________________________________________ _________ كانت تجلس في كرسيها منحنية فوق دفاترها تكتب ملاحظاتها واقتراحاتها بانشغال تام وتركيز بعد انتهاء الاجتماع حتى أنها لم تلاحظ أن الجميع غادروا باستثناء شهاب الذي سار ببطء نحو باب القاعة. سمعت صوت الباب يغلق بقوة مفتعلة كإشارة تنبيه.. رفعت رأسها منتفضة وقد علت ملامحها نظرة استفهام:- لماذا أغلقت الباب؟!! استدار نحوها قائلا بإيجاز في برود جاف: - يجب أن نتحدث. أخذت تلملم دفاترها وتجمع كتبها تتأهب للمغادرة .. ردت بعدم اكتراث :- عن ماذا ؟!! اقترب منها بتؤدة.. عندما وصل على بعد خطوة سألها بغتة باقتضاب متصنعا الهدوء: - أنتِ تعرفين؟ حملت كتبها ونهضت عن الكرسي لتواجهه .. اجابته بسرعة بديهة ساخرة تتحداه بكلمات غامضة مبهمة بتلميحات مبطنة كما فعل هو بصياغة سؤاله:- وهل الأمر يحتاج لذكاء خارق؟!.. أم أنك تعتبرني فتاة بلهاء إلى درجة يسهل خداعها ولا يمكنها التحليل والاستنتاج!! قرر شهاب أن يتجاهل مشاعره ولا يحس بأي تعاطف معها، هي التي جلبت لنفسها ذلك بعدما اختارت وقررت مصيرها.. لن يسمح لها بكشف أمره فحينها سيكون مجبرا أن يتخلى عن مهمته لبديل.. وهذا ما لا سيفعله أبدا خاصة بعد جهوده وكل ما توصل له من معلومات غاية بالأهمية عن الذين يترصدون الطلبة ويعملون على غسل أدمغتهم لجعلهم ينتمون لجماعات وتنظيمات إرهابية.. سلط أنظاره عليها دون أن يحيد محدقا بشكل أفزعها قليلا, حذرها بنفاذ صبر:- لا تصري على الحماقة وتحاولي بغباء اللعب بالنار.. تقدم خطوه ناحيتها فتراجعت بلا أرادة مرتدة للوراء بتلقائية، اصطدمت بالكرسي فتعثرت وسقطت منزلقة فوق المقعد الذي كانت جالسه عليه.. دفاترها وكتبها انسلت من يديها وتردد صوت ارتطام وتبعثر إغراضها على الأرض.. أجفلت عندما رأته ينحني بذراعية مسندا كفيه على جانبي ظهر الكرسي يحاصرها.. تأملها بعينان ضيقة وملامح متجهمة مقتربا منها هامسا بخفوت واضح يأمرها بنزق: - اكتمي ما تعرفين وألا.. شهقت عاليا باستهجان وقاطعته بفظاظة مشددة على مخارج الحروف باستنكار:- عفواااااا !! خبط بقبضته فوق سطح الطاولة الصغيرة المتصلة بالمقعد فاهتزت وانخلعت متحطمة.. انتفضت زويا بمكانها حين هدر هائجا بعصبية جمة بلهجة تهديد مباشر صريح :- كلمة واحدة أخرى كفيلة باستدعائك إلى .. ترك جملته معلقة بالمجهول الغامض في مبنى التحقيقات.. ابتلعت ريقها بصعوبة تشعر بغصة في حلقها.. أكمل بقسوة بغضب متأجج:- أنا الآن أتحاور وأتناقش معكِ أما هناك الحديث سيكون بأسلوب مختلف تماما.. لوح بأصبع سبابته متوعدا :- وساطة عشيرة أهلك واقرب المقربين لن ترغمني على الرأفة بالتعامل معكِ.. صدقيني لن ينجح أحد بإخراجك مهما بذلوا من جهد مضني في اتصالاتهم. تصلبت عضلاتها وتشنجت أطرافها.. في الحال قررت زويا تغيير إستراتيجيتها وعدم تصعيد خلاف التحدي إلى مداه ليس خوفا على نفسها فقط بل حرصا على أفراد عشيرتها فهي لا تريد ان تسبب لهم أي إحراج بمواقفها.. بأعصاب مشدودة ضبطت نبرة صوتها كي لا يظهر توترها الداخلي، قالت مراوغة بهدوء تدعي حيلة الجهل: - ما الذي تعنيه بكلامك؟!.. لا أفهم قصدك!! سمعته يتنفس الصعداء بعمق قائلا:- بدأتِ الآن بالاستيعاب جيدا.. حركت رأسها مستمرة بادعاء التغابي :- أنا حقا لا أعرف شيء.. زال احتقانه وبدا مرتاحا حين استقام بوقفته ببطء:- لا أعرف هذا الجواب الأمثل .. تذكري ذلك أنسه زويا. تعمد أن لا يستعمل اسم حياة رغم أنه الأثير له وهي بنباهتها لم تغفل عن ذلك.. ابتعد مفسحا لها الطريق يأمرها: - الآن يمكنك المغادرة. قالها كمحقق محترف أنهى جلست الاستجواب بعدما توصل بنجاح لغايته.. لبرهة شعرت زويا أنها لا تقوى الوقوف على رجليها، بقيت جامدة فوق الكرسي مصدومة بذهول تحاول استجماع رباطة جأشها لتنهض وتغادر. ******************************************* تنفست بعمق تستنشق الهواء بعيدا عن جو القاعة الخانق، خرجت تمشي بلا هدى والأفكار تدور في رأسها.. لم تكن مستعدة بتاتا ولم تتوقع مطلقا ولا حتى متهيئة لمواجهة مكاشفة بينهما. سارت مسافة طويلة ذهابا وإيابا بتوتر بين مباني الجامعة لتفرغ غضبها المكبوت ثم جلست على حافة الرصيف تستريح، لكنها فوجئت بصوت رجولي خشن يقاطع خلوتها:- نسيتِ أغراضك في القاعة . مد لها بدفاترها وكتبها لكنها لم ترفع يديها لتتناولهم منه بل هزت كتفها بلا مبالاة.. شهاب في أعماق نفسه يعترف أنه كان شديد القسوة عليها دون مراعاة كونها أنثى، عذره أنها أجبرته على تلك الطريقة لإيقاف تهورها المستفز .. أيقن أنها لن تأخذ أغراضها فانحنى ليضعها بجانبها.. انتهزت زويا فرصة اقترابه فحانت منها التفاته جانبية لتباغته هامسة بنبرة جافة:- أنا لا أنسى بتاتا أي شيء. علمت أن فحوى كلماتها الملغزة وصلت له عندما سمعته يزفر بقوة قائلا بصوت متعالي :- الواجب يحتم عليي فعل الصواب. - بتكميم الأفواه . - نفعل ما فيه مصلحة للوطن. - نحن الشعب حقا ممنونون جدا . أردفت شبه ساخرة وهي تكز على أسنانها بغيظ من فرط قهرها :- وهل أحتاج بعد الآن إلى طلب تصريح من سيادتك لأتكلم؟. أوضح بهدوء : - تأكدي أن المسألة ليست عداء شخصي، بالعكس تماما عزيمتك وحماسك وإنسانيتك تثير إعجابي.. واصلي الاستمرار لتحققي أهدافك النبيلة. داخليا كان من الصعب جدا على شهاب ان لا يحب روح صمودها، إذ لا يعقل أن تكون وطئت واقع ما واجهته منه خفيفة عليها وان لم تظهر أمامه ضعفها.. مع ذلك تابع بلهجة تحذير :- لكن دون الخوض في عمق أمور تجهلين أبعادها وخفاياها، تذكري دائما أن هنالك خطوط حمراء يمنع تجاوزها.. الحرية ليست انفلات، الدستور والقانون فوق الجميع. اصطدمت بينهما النظرات النارية .. سألته بجرأة : - حتى لو كان هذا القانون خطأ؟!! أجابها بحزم شديد :- نعم .. وأن كان خطأ علينا الالتزام بتطبيق القانون والتشريعات. أضاف : - ونعمل خلال ذلك على أجراء التعديلات والتغييرات ضمن الضوابط والرقابة. أومأت برأسها :- الصراحة معك حق، كلامك مقنع.. استدركت :- ما أخشاه فقط ان نهرم ونموت قبل ان نشهد تلك التعديلات. قال بخشونة بنبرة لا تخلو من التأنيب :- ألا يمكنك التريث والتفكير أكثر قبل الاندفاع بالكلام!!.. لا تكوني دائما مشاغبة كطفلة في حالة تعبئة جاهزة لشن قصف عشوائي.. نهضت زويا عن الرصيف، نفضت عن قميصها الفضفاض وسروالها الجينز ما علق به من غبار: - حاضر يا سيادة المحقق.. استأذنت باستخفاف :- والآن استميحك عذرا يا بيك فيجب ان أسرع بالعودة حالا إلى المنزل. تابعت بسخرية لاذعة مقلدة بصوت ناعم كما لو أنها طفلة مطيعة :- الشمس على وشك الغروب ولا أريد التأخر عن موعد شرب الحليب والذهاب إلى فراشي لأنام باكرا هانئة بالأحلام الوردية. زفر بضيق فلوت شفتها بابتسامة طفيفة تشعر كمن حققت نقطة وأحرزت نصرا بإزعاجه، استدارات بشموخ وسارت مبتعدة بكل كبرياء.. ناداها :- حياة .. نسيت كتبك؟! ثبتت في مكانها تجيبه دون ان تلتفت :- لم أسمع عن سارقي كتب.. أخطر السارقين الأنذال هم من ينهبون الأموال والأرواح ويستخدمون نصوص القانون لتغطية فسادهم. مشت بضع خطوات لكنها توقفت لبرهة ثم عادت أدراجها لتحمل كتبها تحت وقع نظراته المتقدة.. أوضحت كمقاتله شرسة: - أنا لا أسمح لأحد بأخذ ما يحق لي بتاتا. قال برصانة : - للعملة وجهين فلا تعمي عن رؤية الوجه الآخر.. لا تدعِ الاختلاف يصبح خلاف. يتبع >>>>>>>> | |||||||
|
| |
|
06-01-18, 07:50 PM
| #467 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| دينا لم تكف عن ذرف الدموع لشدة ما تشعر به من ألآلام لا تطاق.. انتفخت جفونها وأحاطت عينيها هالات سوداء مخيفة.. ارتمت فوق سرير الجدة توجان ونامت بإرهاق تام منهكة من كثرة البكاء المرير.. عندما استيقظت كان المساء قد حل والليل أسدل ستاره، تنبهت إلى الصمت المحيط بالغرفة، كانت لوحدها.. أدركت ان أفراد العائلة جالسون يتسامرون في الحديقة حول نافورة الماء ويحتسون الشاي الساخن وهم يتباحثون لاستكمال الترتيبات والتجهيزات حول سفرهم لدمشق من أجل أتمام خطوبة الطبيب نارت دون يعبأ أحد أو يدري بقلبها المنفطر المكسور. الجدة توجان لم تكن معها لتبثها حزنها، وزويا منشغلة عنها بسياسة المعارضة.. أما العمة تيتيان رغم أنها تحبها حقا وتعتبرها بمثابة أمها لكنها لن تفهمها أبدا ولا جدوى من ان تبوح لها بأسرارها وعواطفها لشدة تزمتها وتمسكها بالصواب والأصول.. لاشك أنها ستؤيد موقف نارت وتدعمه بقوة، ولن تتردد من ان تتحفها بمحاضرة عريضة عن واجب المحافظة على الحياء والتزام طاعة ما يأمر به الكبار.. ستفند الأديغة الخابزة حول ما يصح وما لا يصح، ما يجوز وما لا يجوز.. تمددت فوق السرير دائخة فمنذُ الأمس لم تأكل شيئا وترفض أن تضع في جوفها لقمة من الطعام.. عاودتها حالة الإحباط والكآبة .. عليها ان تفعل شيئا ليرتد نارت عن موقفه، لن تدعه يتزوج وهي على قيد الحياة.. لمحت ببصرها قرب السرير منضدة صغيرة ازدحمت بمسكنات وعقاقير الجدة توجان.. صدمتها وحزنها أفقداها تركيزها واتزانها وجعلها ضعيفة مشتت الذهن ليتفتق عقلها وينبثق بأفكار جنونية.. استوت بجلستها ومدت أصابعها تتلمس علبة دواء شراب سائل ممتلئة بالكامل، فتحتها ووضعت إبهامها وأخرجته ثم راحت تراقب سقوط قطرات السائل الأصفر متتابعة من مقدمة أصبعها.. برقت عيناها محدثه نفسها: " هذا هو الحل.. لابد وأن طعمه مٌرّ لكن ليس أشد مرارة مما أشعر به.. لو شربتُ منه هل سأموت!؟.. كلا بالتأكيد هذا الدواء ليس قاتل ولن أموت.. سأتألم ويهرعون ليستدعوا الطبيب نارت وهو سيأتي يجثو على ركبتيه ويرجوني أن أعيش له ومن أجله.. سينقذني بترياق حبه ويعتذر عما قاله وأنا سأقبل اعتذاره وأسامحه أكراما لقلبي الذي يعشقه.. حينها سيخطفني على ذراعيه ونمضي إلى درب السعادة معا.. سيعزف الشركس بالأكورديون ألحانا لي وله لنبدأ خطواتنا بالرقص نحو الفرح وينتصر الحب.." ارتسمت على شفتيها ابتسامه حالمة غائبة بنشوة خيالاتها.. رفعت علبة الدواء وابتلعت السائل دفعة واحدة.. ********************************* خرج كل سكان وادي السير شركس وعرب على صوت النحيب المفجع الآتي من بيت الجدة توجان، صرخات نواح حادة مذعورة ملكومة هزت أرجاء الحي.. وقف الجميع بارتياع في الشارع وهم يشاهدون ذاهلين الطبيب نارت يحمل بين ذراعيه جسد الصبية المتراخي باستسلام راكضا بالطريق المتعرج ليضعها في سيارته وينطلق سريعا إلى المشفى وسط زعيق البكاء العاصف .. لا أحد يصدق أن الزهرة اليانعة النضرة نجمة صبايا الشركس الجميلة الناعمة دينا توقف قلبها عن النبض!!.. بردت إطرافها من حرارة الحياة، وان كل تلك الفتنة ستوارى تحت ثقل التراب!!.. نهاية الفصل الثالث عشر | |||||||
|
| |
|
06-01-18, 07:51 PM
| #468 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| شكرا لصديقة العزيزة خولة على هدية التصميم الرائع اتمنى لكم قراءة ممتعة بانتظار تعليقاتكم وارئكم | |||||||
|
| |
|
06-01-18, 08:45 PM
| #470 | |||||||
| نجم ر وايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسلموا دياتك على الفصل دنيازادة بداية مع الجدة توجان وحدسها الاشبه بالهذيان او لا اعرف ما اسميه المهم انها شعرت يقدوم خطر ما ع احبائها هل هو موت دينة يا ترى ؟؟ ان انها قد تنجو والخطر الحقيقي يكون من نصيب حياة فربما هناك من مسه كلامها دون ان تشعر (غير شهاب) وتتبعها واراد ايذاءها ويمكن شطحت بتوقعاتي حياة ليست مندفعة بالشكل الذي صوره شهاب اظنها القت كلماتها في ذاك الاجتماع بقصد نغزه بهذه الكلمات وترقب رد فعله شهاب ابن الشريف طلال ووجوده قرب حياة كان مخطط له لحمايتها حقيقة توقعت انه ابن الشريف لكن لم اتوقع الشق الثاني دينة أُعميت بصيرتها فلم تميز صوابا من خطا واقدمت ع مجازفة قد تكلفها حياتها هل ستنجو ؟؟ ام ان الطبيب نارت سيعيش مكبلا بذنبها بانتظار القادم ^__^ | |||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
9Likes
.png)
احم احم استعدوا لمفاجئة من العيار الثقيل جدا 
العرض العادي
