آخر 10 مشاركات
نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الانتقام المرير - ليليان بيك (الكاتـب : سيرينا - )           »          المتمردة الصغيرة (25) للكاتبة: Violet Winspear *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شموخ لا ينحني -قلوب شرقي(خليجي)-للمبدعة: منى الليلي(أم حمدة) *مكتملة & الروابط* (الكاتـب : أم حمدة - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          3-المطاردة العنيفة - ساندرا فيلد -روايات نتالي (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-01-18, 08:25 AM   #511

مون شدو1

? العضوٌ??? » 384183
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 222
?  نُقآطِيْ » مون شدو1 is on a distinguished road
افتراضي


شكرا علي الرواية

مون شدو1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 10:47 AM   #512

سوووما العسولة
 
الصورة الرمزية سوووما العسولة

? العضوٌ??? » 313266
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 928
?  نُقآطِيْ » سوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond repute
افتراضي

الف شكككر تشرفت بمعرفتك ومتشوقة للقراءة

سوووما العسولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 11:50 AM   #513

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الفل والياسمين... تسجيل حضور صباحي ان شاءالله يكتب لي الحضور وقت التنزيل...

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 03:07 PM   #514

الجوري33

? العضوٌ??? » 1263
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 147
?  نُقآطِيْ » الجوري33 is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

الجوري33 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 04:07 PM   #515

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي



نهاركم خير وسعادة 🌷🌼 اعزائي ترقبوا الساعة السادسة ان شاءالله الفصل الرابع عشر من توجان الشركسية مع احداث وتطورات كثيرة كونوا بالقرب 💞
هل تموت دينا ؟ ماموقف الطبيب نارت؟..
زويا في قصر الشريف طلال!! كيف؟ ولماذا؟
تخيلوا تقابل ابن الشريف


دنيازادة غير متواجد حالياً  
التوقيع


❤ مواويل الوجد ❤ https://www.rewity.com/forum/t486242.html

هيمنة الصولجان ج٢سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t436486.html
توجان الشركسيةج١سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t393647.html
كوابيس قلب وإرهاب حب مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/forum/t285859.html
هلوســات مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/vb/t214816.html
زمــن الفــرح مميزة https://www.rewity.com/vb/t293352.html
رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 05:32 PM   #516

تالا الاموره

? العضوٌ??? » 320247
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,197
?  نُقآطِيْ » تالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور😍
وكلي حماس


تالا الاموره غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 06:20 PM   #517

difnnah

? العضوٌ??? » 386526
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 164
?  نُقآطِيْ » difnnah is on a distinguished road
افتراضي

رائعةةةةةةةةةوةةةةة ةةةة

difnnah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 07:38 PM   #518

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي



الفصل الرابع عشر

جلست الجدة توجان في مقعد بالزاوية منحنية الظهر تتكئ بيديها المتعروقه بالتجاعيد فوق عكازها دون أن ترفع عينيها المفتوحتان على اتساعهما بذهول.. لقد شاهدته يجتاز العالم بشيبه وشبابه غامزا لها بوقاحة لينتقي أجمل الزهرات وأحلى الحسناوات ليتركها مقهورة..
انتظرت طويلا أن يأتيها الدور لكن يبدو أنه لا يريدها ولم يحن دورها..

علقت أحدى الجالسات قربها بخبث عينيها الصفراء الضيقة: - هل يعبث بنا الموت؟.. يبدو أنه أخطأ الاتجاه؟.. لم يجد غير الفتاة الفاتنة ليفجعنا بها!!

أجفلت الجدة توجان مطعونة بالألم، تعرف أنها المعنية بتلقيحات الكلام الجارح.. تمتمت بصوت مذبوح:- نجيها يارحمان يا رحيم وأعطيها من عمري.
رفعت المرأة حاجبيها تلوي شفتيها بازدراء، ردت في مكر هامس واضح:- أي عمر هذا الذي ستعطيه؟!! لقد اعتصرته عصرا فبات كليمونة حامضة جافة لا طراوة فيها ولا طعم، لم يتبق بها حتى رائحة.


غاص رأس الجدة توجان للأسفل بين كتفيها بوهن واخفت وجهها بغطاء شالها، تنهدت بغصة تبتلع مرارتها بصمت مطبق.. بعد عمر حافل بالطعنات والعذابات التي حفرت في نفسها جروح غائرة لم تعد لها جلادة ولا طاقة تقوى لسماع المزيد من سجالات الثرثرة السخيفة وتلك التعليقات ألاذعة والأمثال الشعبية عن الموت الذي ينتقي الأفضل ويتركها هي العجوز التي قاربت المئة عام..
يبدو انه لشدة نحسها حتى الموت يرفضها.. الموت الذي يخشاه ويخافه ويمقته الجميع أصبح مطلبها وكل ما تتوق له وتتمناه..

تنبهت أحداهن لحال الجدة وانكسارها: - ما هذا الكلام الهراء الذي يقال!!.. المسنين بركتنا.. واجبهم علينا كبير ولهم منا كل الاحترام... كما ان لا أحد يموت ناقصا عمرا، أنه قدرالله وأرادت الخالق.

بررت ذات العينان الصفراء:- صدمتنا مهولة .. لو كانت دينا طفلة صغيرة لفهمنا!.. لو ممسوسة بلهاء العقل أو بجسم مريض عليل لاستوعبنا.. لكنها شابة جميلة بصحة سليمة ومتفوقة بذكائها!!
أكملت بخفوت تتساءل:- أوليس غريبا ما حدث؟!! كيف شربت علبة الدواء التي وجدوها بجانبها فوق السرير ولم تنتبه أنها تعرض نفسها لأذى؟!!.

أطلقت تيتيان صرخة ألم من أعماق قلبها أخرست كل الألسن وأطبقت الأفواه.. راحت تضرب فخذيها بيديها وهي تخرج من صدرها أنةّ ممطوطة بحرقة الوجع في وصلة بكاء، رفعت كفيها ووجهها لأعلى تبتهل: - آآآآآ واشخه ( يا رب السموات) وحدك تعلم بحالي .. بك استعين يا قدير .. ادعوك واثقة أنك تسجيب يا ذا الجلال والإكرام.

تمايلت بانهيار فأسرعت زويا بوجهها الشاحب تمسك بها قبل ان تقع أرضا، أجلستها على الكرسي تقول : - عميمة.. دينا لن تسدل الستار .. مستحيل .. لا يعقل أن تسلم الراية بهذه السهولة.

__________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ _________________





كان نارت في غرفة الإنعاش يتصبب عرقا محاولا بالأجهزة ان يعيد قوة نبض الدقات لقلبها.. أصم أذنيه عن الإصغاء إلى زملائه الأطباء الذين رددوا:- انقطع التنفس لا فائدة .. لا فائدة..
لم يستسلم رغم ان جسدها ساكن يرفض الاستجابة لأي مؤثرات .. أزاح جهاز الصعقات الكهربائية بنفاذ صبر وبدأ يدلك قلبها بطاقة جبارة وهو يلهث يناديها باسمها في أنفاس مقطوعة راجيا أن ترد عليه :- دينا.. لن تموتي .. لن تموتي..
واصل تمسيد قلبها بكل ما أوتي من قدرة.. بغتة أحس تحت يديه بضغط هائل ينفجر بصدرها.. فجأة شهقت دينا بقوة تستنشق الهواء بأنين..
صرخ نارت وهو يحثها :- :- تنفسي .. تنفسي أكثر..
عمت حركة ضجيج استنفار في قسم الطوارئ وقد علت أصوات الأطباء وهم يهتفوا: - معجزة .. عادت نبضات القلب بعد أن توقف..

************************************************** ***************************************
وقف الطبيب نارت متكأ بكتفه مستندا على حافة الباب يتنفس الصعداء متأملا من بعيد دينا المستلقية فوق سرير المشفى بجسدها الرقيق كزهرة ذابلة.. وجهها شاحب كما لون الملاءات البيضاء وقد شُبك بذراعها أنبوب للمحاليل المغذية..
تجمع من حولها أفراد العائلة يطمئنون عليها بأصوات تبكي فرحا بنجاتها وألسنتهم تلهج بحمدالله وشكره على سلامتها.. كان نارت يتمنى أن يخطفها ليأخذها بعيدا ليبقيا لوحدهما، يحتضنها بمقدار الخوف والرعب الذي هزه وهد كيانه لمجرد إحساسه أنه كاد يفقدها..

أبيها تامبر احتواها بذراعية يعانقها بحنان فيما وقفت بجانبه زوجته بعينيها الصفراء اللئيمة وصوتها الحاد تستفسر بطريقة الأمر:- علينا ان نفهم ما حدث بالضبط معكِ؟..
سمعها نارت فرفع رأسه متأهبا ملاحظا فورا انكماش دينا وازدياد امتقاع وجهها، تكورت على نفسها وحاولت الاختباء تحت الأغطية عندما أضافت زوجة أبيها بلهجة تقريع:- لماذا شربتِ علبة الدواء؟
أسرع الخطى يقطع المسافة ممتعض ليتدخل، قال بحسم عندما اقترب :- لو سمحتم الكلام ممنوع .. دينا تحتاج إلى راحة دون أي إزعاج.
انطلقت الأعين نحوه فأكمل وقد بدا التعب على ملامحه: - كانت تشعر بألم في معدتها وظنت خاطئة ان ذاك الدواء في العلبة يشفيها، لم تتوقع أو يخطر بذهنها أن جرعة زائدة منه سيؤدي إلى اختلاطات ومضاعفات جانبية قد تهدد حياتها.
أضاف يطمئنهم:- الحمدلله تجاوزت مرحلة الخطر لكنها ستبقى في المشفى تحت مراقبتنا الحثيثة.. ستكون بخير بإذن الله..

يتبع >>>>>>>>>>>




دنيازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 07:39 PM   #519

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي



أغلقت العمة تيتيان هاتفها ووضعته على المنضدة أمامها، تناولت خيوط الصوف وتابعت الحياكة بصنارتها شاردة الذهن تفكر.. راحت تتطلع مترددة بين فترة وأخرى لزويا التي غرقت بين كتب الدراسة المبعثرة حولها لتعوض ما فاتها من دروس وغياب عن الجامعة أثناء انشغالها مع دينا طوال فترة مرضها، بقيت قربها تلازمها ولا تفارقها حتى استقرت حالتها وتحسنت صحتها..

سألت زويا وهي تمط عضلاتها المتيبسة من طول الجلوس أمام شاشة جهاز الابتوب :- عميمة مابكِ ؟.. يبدو أن هناك ما تريدين قوله؟!!.

زفرت تيتيان أنفاسها ومسحت وجهها بكفها قبل ان تفصح:- اتصلت بي ابنة عمتي الشريفة إيمان تعلمني بعودتها من السفر، أخبرتني أنها مشتاقة جدا للجدة توجان لهذا تدعوها لزيارتهم لتقيم عندهم في قصر أخيها الشريف طلال.

ردت زويا بلا اكتراث:- وما الغريب بذلك؟!!.. لقد اعتدنا على ذهاب الجدة توجان بين مدة وأخرى لتلبية دعوات أقاربنا من طرف الجدة زينب والجد سعدالدين.. فكما نحن أحفادها الاديغيين الشركس هم أحفادها العرب.

هزت عمتها رأسها إيجابا: - طبعا ذلك حقهم ..

تنحنحت تضيف بارتباك:- ما يؤرقني أن دينا بحالة نقاهة ووضعها النفسي مازال متأرجح بمزاجها المتكدر.. بالتأكيد لا تستطيع مرافقة الجدة توجان مثلما كانت تفعل دائما لتهتم بها.
صمتت تيتيان ورمقت زويا بتعابير فهمت مفادها ومغزاها فهبت منتفضة تصيح متذمرة باحتجاج:- عميمه أرجوكِ لا تنظري لي بهذه الطريقة فأنا لستُ مستعدة بتاتا لذهاب إلى أي مكان.. تعرفي أني امقت مجاملات التواصل ولا وقت لأضيعه في رياء بغيض.. لدي الكثير من الدروس المتراكمة والتحضير للامتحانات، أضافه لنشاطاتي في حملة ذبحتونا.. اعذريني لا يمكنني مرافقة الجدة .
تنهدت تيتيان تقول بنبرة مهمومة - الجدة حزينة جدا .. في حياتي كلها لما أراها مكتئبة في حالة شجن كما الآن.. أكثر ما يخيفني أنها أصبحت دائمة السكوت بطريقة مرعبة!!.. تكتم ما يعتمل ويجيش في داخلها.. نعم هي ترسم ابتسامة لطف على وجهها لكنها لم تعد تتكلم لا معنا ولا مع أطيافها!!..

ردت زويا بعصبية: - بسبب مهاترات وتلقيحات الحرباء زوجة أبي دينا أم عيون صفراء ضيقة التي تستعجل موت الجدة للاستيلاء على الإرث بطمعها الا يكفيها ما تنعم به من أملاك عمي تامبر وتريد المزيد!!.. تلك اللعينة الحقودة ستكون صدمتها رهيبة عندما تعلم ان الجدة توجان وزعت أملاكها بما يرضي الله..

استطردت :- حتما ستصاب بالجلطة لو عرفت ان هذا البيت وكل ما حوله من أراضي قد قامت الجدة بنقل ملكيتها باسمك.

هزت تيتيان رأسها يمينا ويسارا: - أنا لم أكن أريد شيء.. لدي راتب تقاعدي الحكومي.


- في هذا الغلاء ماذا يفعل راتب التقاعد البسيط؟!!

- أعيش بمقدار ما لدي والحمدالله.

أوضحت زويا:- هذا لأنكِ قنوعة وزاهدة، غير متطلبة باحتياجاتك ومقتصدة في مصروفك ضمن المعقول.. لكن مع تدهور الأوضاع في منطقتنا العربية ووسط الأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار المتصاعد بشكل جنوني راتب التقاعد لن يكفي ثمن أدوية لعلاج الضغط العصبي...

استفاضت:- عميمة أنتِ كنتِ دائما معطاءة وحنونة، محبة بصدق دون ان تفكري يوما بأخذ مقابل.. أفنيتِ شبابكِ وعمركِ كله باهتمامك ليس فقط بالجدة بل في الكل بدليل أنكِ بعد وفاة والدة دينا وهي طفلة قمتِ باحتضانها والإصرار على بقائها تحت رعايتك حينما لاحظتِ المعاملة السيئة التي لاقتها من زوجة أبيها..

علقت تيتيان بعفوية وبساطة:- يكفيني ان تكونوا جميعا مرتاحين وسعداء.


- كذلك الجدة توجان تريدك مرتاحة وسعيدة.. بحكمتها فعلت الصواب حين نقلت الأملاك باسمكِ لتطمئن عليكِ كي لا يجرؤا أحد على أخراجك من هذا البيت.. حقك أن تعيشي به معززة مكرمة.


************************************************** ***************************


في الصباح حضرت السيارة الفارهة الفخمة لنقل الجدة توجان للقصر.. ما ان خرجت زويا من غرفتها شهقت العمة تيتيان كما لو أنها رأت شيئا مفزعا، صاحت:- ما هذه الثياب التي ترتدينها يا زويا!!..
تابعت بشيء من الارتياب:- لا تقولي أن حقيبتك تحتوي ملابس كالتي أراها عليكِ الآن!!. يا للفضائح !!..

اعترضت زويا:- ما الصادم والمعيب بملابسي؟!! أنظري نظيفة ومحتشمة.

بعيون تفيض شكا طلبت :- تأنقي قليلا مثلما يليق بابنة دبلوماسي، كوني بمظهرك فتاة ولو لمرة واحدة.. ارتدي هناك فستانا بدل سروال جينز المتسولين..

- ما دمنا في سياسة تفقير الشعب كلنا سوف نشحذ.

قالت العمة بقلق:- زويا حبيبتي شيء أخر أريده منكِ.. هناك لابد وانكِ ستقابلين أكابر البلد من مسؤولين وشخصيات مرموقة..

رجتها باستجداء :- أرجوكِ دعِ الأمور تمر بسلام ولا تفسدي زيارة الجدة بكلامك الدائم عن المعارضة والمناكفات السياسة..
تعلقت عيناي العمة بها مترقبة ردها بأنفاس محبوسة فأومأت إيجابا:- حسنا يا عميمة كوني مطمئنه ولا تشغلي بالك فأنا أحفظ الدرس لكثرة ما كررته أمي على مسامعي حينما كانت تجبرني على حضور الولائم والعزائم بالسفارة.

- المهم ان تطبقي وتنفذي ما تسمعيه .. كل خوفي ان تحولي ساحة القصر لميدان اعتصام وصراع اقتتال مع ابن الشريف طلال.. كلاكما تختلفان بتوجهاتكما السياسية وتنحازان بشدة إلى الطرف النقيض من الأخر..
أردفت تيتيان :- تذكري الجدة توجان يكفيها ما مر عليها وما عانته من شقاء وقهر وصدمات.. الزيارة جاءت في الوقت المناسب فهي تحتاج إلى راحة وتغير أجواء..


************************************************** **************************************************

لم يسبق لزويا ان ذهبت لزيارة أقاربها العرب، فهي لم تكن تكترث يوما بالعلاقات الاجتماعية وحضور المناسبات العائلية.. كانت تلك المرة الأولى التي تزور فيها قصر الشريف طلال الذي تم بناءه في أرقى ضواحي عمان على مسافة متباعدة من القصور التي تأخذ حيزا في امتداد البساط الأخضر..
قصر فخم ضخم مكون من أربع طوابق نوافذه مسلحة بقضبان حديدية وزجاج أسود مضاد للرصاص.. الأشجار الباسقة المكتظة تظلل الحديقة الواسعة لتحيط الأسوار بأكملها حيثُ ينتشر حول القصر حرس خاص..

عبرت السيارة البوابة الرئيسية للقصر دون المرور بإجراءات تفتيش من الحرس الأمني.. بدا واضحا أن أوامر محدده تم توجيهها لاستقبال الجدة بحفاوة فما أن توقفت السيارة أمام القصر حتى أسرع الخدم بفتح الباب وكأنهم يقفون ورائه بتأهب.. خرج احدهم حاملا كرسي متحرك وتبعته اثنتان بثياب التمريض إلى السيارة نحو الجهة التي جلست بها الجدة توجان لتساعداها على النزول..
أطلت الشريفة إيمان تزهو بكامل أناقتها وبهائها ترحب بهما دون تكلف.. انحنت تقبل يدي وجبين الجدة توجان وكذلك فعلت أبنتها المراهقة الجميلة زين شرف التي بدت ملامح الخيبة واضحة على وجهها عندما شاهدتها مع الجدة.. سألت باستغراب:- أين صديقتي دينا؟!!..

استدركت الشريفة إيمان بلطف:- اهلا بكِ حبيبتي زويا.. رائع ان أراكِ..

أكملت بابتسامة تودد:- قبل فترة أثناء سفري لواشنطن وبمأدبة عشاء التقيتُ والديكِ.. كنت محور حديث دار بيني وأمكِ.. جيد أنكِ أتيتِ مع الجدة، سيكون بيننا جلسة خاصة نتحاور بها لكن ليس اليوم لأنني مشغولة بتحضيرات الليلة حيثُ سنقيم حفل استقبال لترحيب بالجدة توجان.



يتبع >>>>>>>>>>>>





دنيازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 07:40 PM   #520

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي



خرجت الممرضات من غرفة دينا فأغلق نارت الباب متمنيا لو استطاع ان يسرع نحوها ليبثها غرامه ويصف لها وجده وحبه، يخبرها أنها تتغلغل في أعماق خلاياه.. لكنه التفت نحوها وفعل عكس ما يرغب تماما.

قال بصوت خائب جاف: - ما فعلتيه يثبت ويؤكد أنك مجرد صغيرة لا تملكين أي أدراك أو وعي سليم.

دعك جبينه بكابوس صداع يكاد يفتك برأسه.. أضاف متوترا:- نجوتِ من موت محقق بأعجوبة ربانية.

برغم قسوة كلماته وتأنيبه لكن دينا لمست ارتجاف طفيف بنبراته تعبر عن القلق.. دافعت عن نفسها:- لم أحاول الانتحار أنا أخاف من ربنا سبحانه وتعالى.

همست بلوعة: - لا تلمني .. كنتُ بائسة جدا..
عيناها الزمرديتين راحت تناجيانه، تمتمت بلهفة بصوت متضرع :- أرجوك حكم قلبك.
بزغ الأمل في نفسها حين رأته يتأملها بعمق في تواصل روحي جعلت قسماته ترق لتصبح أكثر رأفة وحنان..

مظهرها الضعيف وانكسارها ونظراتها المستنجدة له أثر به غصبا عنه.. ما تفعله يشتت قوة تماسكه ويفقده صوابه.. كاد أن يخترق حاجز الأمان الذي وضعه بينهما ليغمرها بين ذراعية، لكن أي حركة من ناحيته قد يلحق بهما البلاء الشديد..

تراجع خطوه للوراء قابضا على كفه بقوة حتى لا تمتد لمواساتها.. مضت دقائق أخرى بصمت واحتاج لكل أرادته ليتماسك أمامها..

أي علاقة بينهما ستكون محكومه بالوجع وبألم أكبر وأشد.. أفراد العشيرة كلهم سوف يلومونه ويعتبرونه استغل وغرر بصغيرة مضطربة ليست مؤهلة لاتخاذ أي قرار مصيري بشأن مستقبلها..
هو نفسه الطبيب العاقل الراشد المتزن يدرك أنها مراهقة غير ناضجة كفاية بل ما زالت متخبطة منفعلة بمشاعرها الطائشة التي قد تتغير وتتبدل بعد وقت مع أي مستجدات.. لهذا يجب عليه أن يكبح انجراف عواطفه المحمومة اتجاهها فلا يتصرف كالمتصابي..

راقبت دينا تحدب أكتافه وحركة يده حين مسح وجهه حائرا في مدارات الصراع بين قلبه وعقله..

زفر أنفاسه بحنق وبصوت رزين قال بحزم يصدها وهو يعقد حاجبيه :- لا ..

دوت كلمة لا الناهية كالقصف في أذنيها فانتفضت باستنكار.. أكمل بأسلوب صارم : - كل ما عليكِ التفكير به الآن التركيز في دراستك.

لزم دينا بعض الوقت لتستوعب ، تبلدت للحظات قبل أن ينفجر فيضان دموعها على وجهها تصيح :- لتذهب الدراسة إلى الجحيم..

انقلبت فوق وسادة السرير بانهيار تبكي وترتجف بعنف.
أشاح بوجهه كي لا يراها ويضعف أمام دموعها، سمعها تشهق وتنتحب حتى خشي عليها لشدة انفعالها من انتكاستها نفسيا وتدهور صحتها..

عاتبته بنشيج والدموع تسيل على خديها :- لااا..!!.. تقول لا لحبي لك!!!

أكملت بحرقة وقد صعب عليها تصديق نبذه لها:- أنا لا أعنيك بشيء ولا أهمك!!..

صمتا ثقيلا جثم بينهما.. رغب في إنكار اتهامها ليعترف بأنها تهمه وتعني له الحياة بأكملها لكنه قال بصوت خافت مضطرم:- مهما تكن قسوة حقيقة الواقع لكنها ارحم من آمال الأوهام والأحلام.

نظرت إليه بعتاب وقشعريرة خيبة تعتريها هامسة بانكسار :- ترفض حبي !!

رفضه مزقها بعنف، خنقها.. لكنه حرك ليوقظ كبريائها.. هزت رأسها ترفعه لأعلى: - حسنا .. أنا أيضا لن أحبك بعد الآن.. لن أحبك أبدا يا نارت.. سأقتل حبك..

انتفضت بقوة تهتز كورقة الخريف في مهب الرياح العاتية.. استفزها أكثر برود أعصابه وأنه لم يعير عواطفها أدنى اهتمام فاسترسلت قهرا بصوت متهدج:- لن أقتل حبك فقط بل سأكرهك .. وسأجعلك تندم و تتحسر على رفضك لي..

تلكأت وتبعثرت الكلمات على شفتيها وهي ترى ملامح نارت يجتاحه الغم ووجه يكتسي بالحزن والأسى قبل أن يعود لجموده ورصانته حتى ظنت أنها توهمت تأثره بما قالته..

مرت لحظات واقفا بسكون غريب ثم أشاح بوجهه متمتما بخشونة: - لا بأس اكرهيني كما تشائين المهم ان تكوني بخير.

أولاها ظهره ورأته يسير بخطوات متثاقلة، أمسك بيده مقبض الباب وفتحه فأضافت قبل ان يخرج والمرارة تسري كالعلقم بحلقها: - سأفعل كما تريد .. سأستمر بحياتي دونك وأعيشها لأحقق النجاح تلو التفوق.

__________________________________________________ _____________________







لاحظت زويا ان حشد الخدم في القصر يهرولون على رؤوس أصابعهم من أجل تلبية احتياجاتهم بلمح البصر.. تنبهت لحضور الحرس المعلن والخفي وسط دهاليز الهمسات المبهمة والأبواب السرية..
لم تكن تريد المشاركة بالحفل، رغبت بالاعتذار والبقاء في الجناح الذي تم تجهيزه لتقيم به براحة مع الجدة توجان التي قالت:- فدتك عيوني يا حياة عدم تواجدك سيعتبر تصرف غير لائق وقلة احترام.
لمحت بوضوح خيبة الجدة وحزنها فقالت وهي تقبل جبينها:- أكراما لكِ يا جدتنا الجواشة الحلوة سأحضر الحفل.

في المساء ارتدت زويا للمناسبة طقم اسود بتصميم بسيط مكون من قطعتين سترة وسروال من الجلد.. كانت تمشط شعرها وتشده للأعلى لتربطه عندما سمعت صوت هدير قوي، اقتربت من النافذة وأزاحت الستائر، راقبت طائرة مروحية بضجيجها تحوم فوق القصر قبل ان تستعد للهبوط.. أدركت أن ولابد على متنها شخصية هامة مرموقة ما دام يستخدم الهليكوبتر في تنقلاته.. شعرت بالفضول اتجاه من يبدو أنه وصل مسرعا ويهتم ليكون حاضرا بالوقت المحدد لموعد حفل استقبال الجدة توجان!!


***********************************

في السهرة توزع الضيوف في أماكن متفرقة ليملئوا الصالونات الواسعة وشرفات القصر، اغلب الكبار استرخوا على المقاعد الفاخرة حول الجدة توجان يراقبون الأجواء.. استغربت زويا وجود دبلوماسيين عرب من جنسيات مختلفة وعدد من الأجانب المعروفين!! فما دام الحفل عائلي على شرف الجدة توجان فما دواعي دعوتهم!!..

النساء تألقن بكامل أناقتهن متبرجات بالمساحيق مزخرفات بزينتهن يتمايلن متباهيات بمعاطف الفرو الباهظة الإثمان، أعناقهن وأيديهن امتلأت بجنازير المصوغات الذهبية والمجوهرات ألامعة والأقراط الماسية في مهرجان المظاهر، وقفن كدمى يثرثرن بأحاديث مستهلكة حول أحدث صرعات الموضة وهن يوزعن ضحكاتهن بسخاء على رجال انحصرت مواضيعهم حول التشكيلات الوزارية والمناصب.. دارت المجاملات والشائعات قوية مدعمة دائما بإثباتات دامغة بشأن تعديلات الطاقم الوزاري..

عون بيك أحد أهم أصحاب رؤوس الأموال الضخمة أكثر تفاؤلاً من غيرة لدخول الوزارة، صدح بصوت مرتفع:- علينا أن نبارك لحسين باشا .

التفتت الأعناق تلتوي ناحية حسين باشا يستطلعون رد فعله.. أطلق قهقهة عالية وعلق ممازحاً: - كرسي الوزارة دوار .

ضحكوا كثيرا وقد أنتشوا بإجابته لا بطرافة ما قال، رده الماكر ضمان أنهم عاجلاً أم أجلاً سيعتلون جميعاً بالتناوب الكرسي..

الحماس أزداد والوضع بات منتعشا مفرحا لغالبية الحضور ليمتد إلى الخارج حيثُ من الشرفات انطلقت سهام الألعاب النارية لتغطي السماء..

فجأة عمت صيحات بهجة وتعالت الأصوات بسرور، راقبت زويا المشهد وقد فهمت من الهمسات ان ابن الشريف طلال انضم لسهرتهم.. اكتظت أجساد الحاضرين ليطوقوه من كل جانب.. ثم رأتهم يسيرون معه إلى المكان الذي جلست به الجدة توجان..

شاهدت زويا اقتراب ابن الشريف طلال بقامته المديدة وأناقته ببدلته الرمادية الرسمية الفاخرة في جاذبية تأسر بشكل لا يوصف..
تسمرت في وقفتها حين تنبهت ان ملامحه فيها شبه من... تمتمت في سرها :- مستحيل ان يكون هو.. يخلق من الشبه أربعين.

دققت البصر دون ان يرف لها جفن..
أمعنت النظر ذاهلة فابن الشريف نسخه طبق الأصل عن المحقق شهاب بهامته الشامخة ولون بشرته الحنطيه وسواد عينيه!!.. الفارق ان ابن الشريف حليق الذقن دون لحية كثيفة تخفي قسمات وجهه ولا يرتدي قبعة بل شعره مصفف لامع..

هالتها الدهشة بأخر ما كانت تتوقعه، وما لم تكن تتصور قط ..
اقترب شهاب ليقدم تحية احترام للجدة توجان، انحنى يقبل يديها ثم انتصب واقفا أمامها مباشرة وجها لوجه..

مد يده لمصافحتها فترددت بضع ثوانِ لكنها وعت لتحديق وبحلقت العيون من حولهم فما كان منها ألا أن مدت له أطراف أصابعها ببرود وقبل ان تلامس كفه سحبت يدها سريعا..
لاحت فوق شفتيه ابتسامه ساخرة وهو يقول:- الدنيا أكثر تشابكا ودهاء مما نتخيل.

رفعت حاجبيها :- كنت تعرف أننا أقارب !!!

أفصح بهدوء:- جدتي زينب أخت جدك نيازي من أمهما الجدة توجان.

سألته بامتعاض:- ولماذا لم تخبرني؟

رد مراوغا :- وهل صلة القربى بيننا تغيير شيئا من واقع الحال؟

قطبت جبينها وقد خامرها شعور في لهجته بأنه يمرر إليها مع سؤاله رسالة خفيه برموز مبهمة.. لكنها عرفت كيف تحلها حينما أجابته بحزم وجفاء : - لا اعتقد يا سيادة البيك .

لمحه عبرت وبانت في تعابير وجهه للحظة كمن تملكه الحزن والخيبة.. أبعدت عينيها وأشاحت برأسها.. عندما عادت لتنظر إليه خلسة وجدت أن انتباهه ما زال منصبا عليها محدقا بها فارتبكت وأولته ظهرها..

حاولت التركيز على حكاية خائبة تباهت بقصها زوجة مدير عام إحدى المؤسسات الشهيرة عن عشق زوجها المجنون بها!.. تملقتها الألسن بإطراء زائد وفي الوجوه معالم خبيثة تؤكد أن أحد لم ينسى بعد الفضيحة الكبرى التي أحدثتها سكرتيرة زوجها عندما تقدمت بشكوى لشرطة من تعرضها لتحرش دائم أثناء عملها معه داخل المكتب..


لم تفتها صاحبة أشهر غاليري للأعمال الفنية الهيفاء التي تضج بأنوثة صارخة بعرضها المجاني الذي تقدمة لتكون محط الأنظار في فستانها السواريه الشفاف المكشوف الفاضح، تنبهت لمحاولاتها المبتذلة لجذب انتباه شهاب بإغواء حركاتها الملساء، امرأة بارعة الجمال ناجحة جداً مهنيا لكن ليس بقدر ما تصبو إلية تطلعاتها فالجوائز البراقة لا تكفيها ومن الواضح أنها تسعى لبلوغ القمة في عالم السلطة.. التقطتها أكثر من مرة تبحلق به بإعجاب وزهو.. تدنو منه بقوامها الفاتن وتكاد تلتصق بصدره بكل وقاحة حين تهمس بأذنه ضاحكة بابتذال بقهقهة خليعة اثارة في نفس زويا القرف..
مهما أشتد بغضها لشهاب ألا أنها لا تنكر أنه يسحر نساء كثيرات بمزيج رجولة جاذبيته الصارمة، وليس غريبا أن تلاحقه صائدات المجد الزائف اللواتي يأملن بأن تحضين باهتمامه لعلهن ينجحن بمخططاتهن لإقامة علاقة ما معه!..

سحب الدخان الرمادي لفت فضاء المكان وتدفق نهر الكحوليات المتنوعة وكؤوس المجاملات الموزعة حول موائد أصناف الطعام الشهي والبذخ..

لاحظت زويا ان شهاب لم يحتسي المشروبات الروحية بل طلب من الخادم كأس زهورات بارد ملئه بمكعبات الثلج وتلذذ ببطء بطعمه بعدما جلس على الأريكة الفخمة بجانب الجدة توجان واخذ ينبش ذكرياتها مصغيا باستمتاع لأحاديثها المسلية عن أمجاد الماضي.. وعت لنظراته فكثيرا ما التقت عيونهما بلحظة خاطفة..

في ذروة الهرج والمرج وتبادل الأنخاب أخذ الشراب يدور والجدران تدور وكل ما حول زويا يدور..
قررت الانسحاب حانقة باشمئزاز من السهرة.. خرجت إلى الحديقة تستنشق الهواء النقي.. لم تنتبه للعينان التي تتبعت ولاحقت تحركاتها عن كثب ..

سارت فوق الممرات المرصوفة تتأمل الأشجار الخضراء المزدانة بالأضواء والبهرجة.. لم تعي مدى ابتعادها بجولتها حتى وصلت لمنطقة خلت من أحواض النباتات والمزروعات.. رأت بناء مكون من طابقين وأمامه ساحة متسعة تتوسط المكان طائرة هليكوبتر..


نهاية الفصل الرابع عشر






التعديل الأخير تم بواسطة دنيازادة ; 13-01-18 الساعة 08:08 PM
دنيازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.