توجان الشركسية (1)*مميزة ومكتملة*... سلسلة أحباب الروح

[انثى الهوى]

زويا وقعت في غرام شهاب ومن زمان والامر منتهي هي فقط تكابر ع الموضوع حتى ما ياخذ منها حيز بالتفكير رغم انه كل تفكيرها مركز عليه هو فقط ..حتى وهي بالعمل حتى وهي تنظم الشعارات والكتابات شهاب يبقى الاول في عقلها وقلبها ..ما اعرف اذا كان هو المتبرع خصوصا انه كان بأمريكا يمكن اجرى سلسة فحوصات او يمكن وجد متبرع ثاني ..
وايضا اتوقع رحيله هناك مو فقط من اجل العلاج يمكن طلب ايدها من والدها خصوصا ان كلام الشريفه ايمان كان مبطن وهي تقول الها مؤكد يشوف سيادة السفير ! اكيد مو فقط رؤية عمل ..وهي ما تريد العلاج لان تحس انها خذلت نفسها وخذلت شهاب كونها صاحبة مبدأ صعب تتنازل عنه وكونه هو الحبيب والرجل الوحيد الي قدر يسبر اغوارها
اتوقع شابه مثلها مفعمه بالطاقه والقوه وتريد توصل لشي معين وتحب شعبها ووجدت ايضا حب حياتها صعب تبقى تنتظر الموت يجيها وهي امامها فرصة نجاح حتى لو كانت ضئيله ع حد قولها
هي حياة ولازم تبقى مصره ع الحياة ..الحب وحده يجعلها مصره شهاب وحده يجعلها تتمسك بالحياة..
من رحل شهاب وعرفت انه هو شخص متمسك بالسلطه شافت ان مواجهتها المرض والموت مو نافعه الها فحياتها وموتها واحد رغم انها كانت ماخذه الامور طبيعيه الا بعد ما اخترق الحب قلبها،، حاليا رجعت تاخذ الامور بهذا الشكل من جديد
زويا قهرتني وهي تكلم دينا ..الكل يشوفها قويه لان الناس تشوف الظاهر وحده الحبيب الحقيقي يشوف الباطن وهي اعترفت انه شهاب قدر يلامس روحها من الداخل ..قويه نعم ثائره نعم عاشقه ايضا نعم لكن هي هشه من الداخل تحتاج ايضا انسان رجل يكون الها سند يقرأ حزنها فرحها يشاركها كل توجهاتها تخاف تنخذل حتى لو تحب تبقى كرامتها فوق كل شي .
وعجبتني وهي تشوف موقف ورفض ميرزا حق من حقوقه .زويا انسانه مو مغروره مثل اي انثى ثانيه هي تعرف الحق وشنو الها وشنو عليها

دينا اليوم كانت قويه بالحفل حتى لو مقهوره من الداخل حتى لو تكلمت مع زويا عن وجعها والمها بس تبقى انثى من تحب بكل جوارحها تقدر تجرح بكل ما عدها من قوه وتنهض من جديد..هي اختترت ميرزا لان شافت فيه عين معجب لذلك تقدر تقهر نارت ..وزين ما عملت
نارت احسه ضعيف... الحب ابد ما لازم يرضح لظرف عمر او ظرف مو معقول والي عند نارت ابد مو معقول ،،يعني دينا من فكرت فيه كزوج وحبيب كانت اكثر وعي من عنده ع الاقل هي ما اختارت انسان حتى تنسى انسان اخر وارتبطت بيه وجرحت مشاعر 3 اشخاص لكن هو عمل هالشي..ما اعرف شلون راح يقدر يتدارك هذا الوضع وي المعجب الجديد والرجل من يغار تصرفاته تكون مو محسوبه ..
تيتيان ياعيني ع الحب وسنين الحب وقلوب قلوب
😍😍😍😍وياجمال حياة من تتكلم مع عمتها بالمنطق والعقل❤
طرحك لمقال زويا كان مذهل ..تناقشين قضيه حقيقيه ثقافيه وفيها كثير من التوعيه ما شا الله عليك احييك ع التمييز الي كان بهذا المقال
احدث ضجه بكل تأكيد وهي كانت ع يقين انه كلامها مو اي احد راح يتقبله لان بهذا الزمن مو كل الناس تريد الحقيقه اغلبها تريد الكذب !
بس ياترى شهاب شنو موقفه ! واكيد هو هنا راح يمارس مهنته وسلطته ياترى راح يجعل زويا تكرهه اكثر لو راح تنعجب بتصرفه ؟
الفصل والقفله مذهل دندون عاشت ايدك حبيبتي
تحياتي وتقديري وحبي الك ❤❤

[زيتونة خضراء]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حياة وظنونها المتارجحة في شهاب
وسافر شهاب والوجهة الولايات المتحدة
أيكون المتبرع الشهم يا ترى ؟؟
حياة تبدو حساسة أكثر مما تظهر
"أرجو ان تشكر المتبرع نيابة عني لكني أرفض التسبب له أو لغيره أو لأي مخلوق بألم"

"لقد اكتفيت ولن أهدر ما تبقى لي من العمر بأجراء عمليات محتجزة في غرفة العزل تحت المراقبة واخضع للعلاجات الكيميائية وجلسات الأشعة"

شخصيا لا استطيع ان اوافق رايها او ارفضه
من وجهة نظرها العمر واحد والفحوصات والاشعة لن تغير وقت موتها المحتوم
من ناحية اخرى يفضل البعض المحاولة حتى لا يندم ويشعر انه قام بما عليه على كل حال


"أنا لستُ تلك الأنثى الجبارة أو المرأة الحديدية لكني أتقن أدعاء ذلك لأمنح نفسي الشجاعة والجرأة حين أكون بمواجهة تحدي هائل.. لا أمتلك خيار أمامي يجب أن أواصل غصبا عني دون تذمر أو تأفف.. "

اممممم
الا ترين يا حياة ان ادعاء القوة للاستمرار في الحياة ومواجهة التحديات يعد بحد ذاته قوة يفتقر اليها البعض

"لكثرة ما تهشمت لم أعد قابلة للانكسار.. أسوأ ما يمكن أن يحدث من فجائع وفظائع حدث لي فعلاً يا دينا.. بقائي على قيد الحياة حتى الآن أشبه بفائض وقت.. أنا أعيش اللحظة الراهنة دون أي آمال أو أحلام حقيقية."
بعض الناس اذا انكسر لا تقوم له قائمة بعد انكساره
لكن حياة جبرت كسرها ونهضت
غير ان لا احد يعرف متى يموت
الصحة والمرض ليست شرطا لاستمرار الحياة او توقفها

حياة بالاخر خربت كل شي :a555:
ما موقف شهاب يا ترى ؟؟

بانتظار الفصل القادم لرؤية عاقبة تسرع حياة وجنونها
عذرا على تاخري

[Mrs.hamdallah]

تسجيل حضور 😍😍😍😍😍😍😍😍

[دنيازادة]

الفصل التاسع عشر


دون ان تعي هتفت زويا بانفعال وقد طار صوابها:- ستطردنا بتعسف لأننا نكتب بضمير؟!!
أضافت وصوتها يرتفع ويحتد بعصبية:- كلمة الحق تقمع لأنها تحتاج لتصريح مرور من قوى الشد العكسي.

أصوات شهقات خافته متوجسة متوترة صدرت بتلقائية، تململت أجساد كل من في الغرفة ملتفتين نحوها ثم ما لبثوا ان وجهوا نظراتهم المرتبكة نحو شهاب الجالس وراء المكتب وملامح وجهه قناع لا يمكن حل لغزه.. تابع ببرود أعصاب أعادة جمع وترتيب الأوراق.

أغلق الملف بهدوء مبالغ به واستوى بجلسته.. رفع شهاب رأسه للأعلى وتركزت عيناه على زويا يحدجها بنظرة تطفح بالغضب.

نهض بقامته المديدة مكتفا ذراعيه فوق النياشين ألامعة لسترته قائلا بصوت جهور قوي:- يمكننا التعاون سويا لحل ومعالجة المشاكل عمليا دون نشر الغسيل المتسخ أمام العالم.

رمقها بنظرته العميقة.. شعر أن زويا على وشك الكلام فأضاف مسيطرا على الموقف باتزان:- نستطيع مناقشة المواضيع الشائكة بيننا بدلا من كتابتها ونشرها كفضائح بالعلن.


أكمل في حزم بلهجة تأنيب قاسية مشددا على كلماته بحدة :- أنتم لديكم جرأة حروف الكتابة لا أمكانية الفعل.. تفتقدون لآلية أدوات التنفيذ لأنها حق حصري تمتلكه السلطة فقط.


صمت لبرهة مستطلعا وقع ما قاله على كل الحاضرين الذين انحنت رؤوسهم دون نقاش..
كبحت زويا رغبتها بالتصعيد وإفحامه برد معتبر.. تحرك بخطواته مقتربا منهم دون ان يبعد عينيه القاتمتين عنها..
أضاف مغيرا إستراتيجية هيمنة التقريع متلاعبا بنبرة صوته لينطق بحرارة الترغيب يستدرجهم بمهارة فصاحته المعهودة بالتأثير:- حقكم ان تعبروا عن أرائكم.. وبالتأكيد لا نريدكم على الهامش.. ولهذا علينا أن نتواصل معا فنحن بحاجة لعقول مستنيرة لتصحيح الأخطاء فهكذا نتفادى الوقوع بأزمات المغرضين الذين يسعون لإشعال فتيل الفتنة والضغينة.


أخذ يتحدث بطريقة جعلت الكل في منتهى الإذعان دون ان ينبس أحد منهم بحرف.. وحين أنهى خطاب التوجيه المبطن بالسطوة طلب منهم الانصراف لشؤونهم وعملهم..
همت زويا لتغادر فاستوقفها المحقق شهاب بصوت جاف وأمرها بالبقاء مكانها ثم أولاها ظهره واستغرق بالحديث مع رئيس التحرير كمن يعطيه تعليماته.


همس يعرب بأذنها:- لا تقلقي .. الشريف شهاب بيك معروف أنه لا يعتقل النساء بقضايا سياسية، ولا أعتقد انه سيبدأ بفعل ذلك معكِ يا حياة، فقط لا تحتدي وتتصادمي معه.. قد يكون بعقليته الفذة خبيثا ماكرا ببلاغته لكن اطمئني يمتلك الشهامة والأخلاق.


سألته بخفوت متعجبة :- كيف عرفت عنه ذلك؟!!

أجابها بصوت خافت:- عندما ألقوا القبض عليّ وحبسوني مع الرفاق بتهمة الشغب وتحريض طلاب الجامعة على الأعتصام كان هو من تولى مهمة التحقيق معنا.. حينما حضر كنتُ معلقا بالحبال في سقف الزنزانة والكدمات تملأ جسمي وجروحي تسيل منها الدماء.. ما ان شاهدني فورا صرخ غاضبا مصدرا أوامره بفك وثاقي وإنزالي في الحال.. أصدر أوامره للحرس والجلادين بأن لا يعيدوا تكرار ما فعلوا من أساليب عنف وحشي مع أي من الطلبة المعتقلين قائلا أننا جميعا تحت حمايته الشخصية..


أضاف يعرب :- قد يوحي بالقسوة والجمود والعنجهية لكنه ليس عديم المشاعر والإنسانية، لقد سمح لأمهاتنا بزيارتنا في المعتقل ليطمئنوا علينا.. كما هل تذكري مبادرة توزيع عبوات المياه المعدنية في المظاهرات والاعتصامات هو من قام بدعمها ماليا.. في الحقيقة لا تنقصه العاطفة لمساعدة الآخرين.


تنبهه يعرب لنظرات شهاب المتقدة فاستدار على أعقابه وخرج وراء رئيس التحرير موصدا الباب بتأنِ.


وقف شهاب متجهما ثم بادرها قائلا : - قرأتُ مقالك هذا الصباح على موقع صفحتك بالتواصل الاجتماعي.

رفعت زويا حاجبيها باستغراب واندهاش من تصريحه أنه يتابع صفحتها ويقرأ منشوراتها.. ردت بكبرياء:- لن أستنكر ما قمت به فأنا مقتنعة بما أكتبه.


- مازلتِ ثائرة متمردة بل وأصبحتِ تكتبين بذات الطريقة بكل حماس.


قالت بإصرار وعزيمة:- الكلمات سلاحي الوحيد الذي أتقن استعماله.. الكتابة حياتي وخلاصي.. لن أمنح نفسي شهادة براءة متصلة مما يدور، لن نشهد فجر جديد إذا كنا جميعا نعاني الصمت.


تناول عن المكتب المكتظ بالأضابير احد الملفات وراح يتصفحه بلا اكتراث، قال بهدوء سلبي يبعث على الغيظ:- آمل أن تكوني أقل اندفاعا وأكثر حكمة ملتزمة بما تحاورنا به.


وقفت في مواجهته ترمقه بنظرة متحفزة:- إذا كنت تقصد الاجتماع قبل قليل فأنا لا أتذكر أبدا أنه جرى أي حوار!!.. أنت وحدك الذي تكلم أما نحن الذين تعتبرونا مجرد رعايا لا مواطنين وتمعنون بالاستخفاف والاستقواء علينا أنصتنا لسيادتك يا بيك.


قذف من يده الملف بين كومة دوسيات ومستندات.. اخذ نفسا عميقا كمن يضبط أعصابة بقوة ثم نطق ببرود محافظا على رزانته بالكلام :- حاولي ان تتحدثي بلباقة وتهذيب.


لوت فمها تجيب بتهكم :- اعذرني لستٌ مثلك.


أردفت بتلميحات لاذعة:- أنا لا أجيد التنميق والتملق.. لستُ ماهرة بالتأرجح فوق حبال الأكاذيب والحيل بدبلوماسية السياسيين.


هوى بكف يده ضاربا ملفا ضخما فوق سطح المكتب فاهتز وارتج كل ما فوقه، بحركة ارتدادية طارت الأقلام تتدحرج ساقطة على الأرض وتبعثرت الأوراق المكدسة بعشوائية..

تطلع إليها متفرسا بحدة: - تصرين على المناكفات والتحدي، هذا ما تسعين لأن يحصل دائما.. تستفزيني لأبعد الحدود وتجعليني اطفح غضبا لدرجة أفقد بها أعصابي وهكذا تتمكنين من توجيه الاتهامات الجارحة والاهانات الجاهزة لي.


زفر نفسا عميقا هامسا بألم خائب :- تضعيني بمواقف محرجة باستمرار وأنتِ تدركين تماما ما لكِ من مكانة ومعاملة خاصة.


حدقت زويا به بحيرة وهو يعترف بصراحة أنه رغم خصامهما مازال يكن لها شيئا في قلبه.


يتبع >>>>>>>>>>

[دنيازادة]

ضمنيا في داخل نفسها أدركت زويا صدق ما يقوله، ما يحدث معها أمر غير طبيعي فبدل ان تستفيد من لقائهما لتحاول أصلاح الأمور بينهما زادته سوءا..
همست بنبره معتذرة:- لم أقصد أهانتك.. أفلت لساني.


بدا متضايقا عيناه تعلقت لبرهة في نقطة لا مرئية بفضاء غير محدد:- لا اعتقد أنها فلتت لسان .


- أنا حقا اسفه.

أضاف بلهجة تحذير:- حياة لا تتمادي بالهجوم المباشر بكتاباتك.

- سأفعل ما أجده مناسبا.

رد بوجه قاسي التعابير شرس الملامح:- أنتِ في وادِ والعالم بوادِ أخر.


أفصحت باحتقان شديد : - حسنا ما دمتُ في وادي بعيد ولا أحد يقرأ أو يلتفت لي لماذا تخشون من نشر كتاباتي؟.. ما الذي تريدون أن أكتبه بالضبط؟!.. مقالات سخيفة.. قصص رومانسية تافهة في جنون العشق والغرام.. حسنا سأجاريكم وأكتب ملحمة روائية تحت عنوان "حب ديمقراطية الرصاص".


حدق بها في استهجان لكنها لم تكف واستدركت:- صار مفهوما عدم قدرتنا التطرق لموضوعات مصيرية بصدق وتجرد، علينا تجنب طرح قضايا تثير حساسية المسؤولين والأجهزة الرسمية وكأنهم معصومون عن ارتكاب الأخطاء والهفوات.. أذا قمنا بالكتابة عن تقصير أو فساد حول مشروع تهبون بتطويق خناقنا لمنعنا من النشر.. تريدون منا أن نكون مخبوعين مجرد طبالين لنزين الباطل ونمحق الحق.. نتستر على فضائح معالي البشاوات ليبقوا معتلين كراسيهم لأطول فترة ممكنة، نصمت ريثما ينضج إبداعهم بمؤامرات الخيانة.


اندفعت زويا تستفيض بامتعاض:- أنتم تستعملون بذكاء شديد جدا وحنكة كافة أساليب القمع والكتم، ترهبونا بالسجن دون التورط في اعتقال الكثير منا، ترتهنون القليل مقابل إغلاق فم الكل، تضمنون انتقال الخوف بيننا لتصطك أفواهنا رعبا ونخرس تماما لنعيش غير مطاردين في زمن التصيد والنكايات..


دون مقاطعتها تركها شهاب تسترسل وتخرج كل ما يحرق داخلها :- لا يشترط ان نكون خلف القضبان مسجونين لأنكم تحاولون ان تدخلوا القضبان إلى رؤوسنا وتحبسوا فكرنا الحر.. هناك جزء منا مسجون، هذا الجزء أسمه كرامتنا.. علينا ان نناضل من أجل كرامتنا وحقوقنا.



قال بروية وهدوء:- أغلب المناضلين يبدءون هكذا مثلك يا حياة متماسكين صادقين مفعمين بالآمال بصرخة كبيرة عالية معاهدين بوعد على أنهم سيقولون الحقيقة ويصمدون ولو كلفهم ذلك حياتهم ثم فجاه يكتشفون أنهم وسط متاهات ودهاليز لا يستطيعون أن ينطقوا بكلمة واحدة ولو دفعوا حياتهم ثمنها.. معظمهم يتشردوا بائسين بالمنافي ويضيعون مكتئبين في دروب تحالفات الأجندات المشبوهة والانتماء لعصابات المسلحين.. أغلبهم ينتهون ممزقين مفجوعين متخبطين بوباء الفكر السلبي ويموتون على رصيف بارد ندما واشتياقا للوطن.


هزت زويا رأسها معترضة، صاحت بأعلى صوتها والمرارة تسري بحلقها:- لا أهاب القضبان ولن أفر للخارج لأقع فريسة لخيانة وطني بل سأصون ترابه بإخلاص.. أنا لستُ كالآخرين، هل تعرف لماذا؟.. لأن ليس لدي ما أهدد به وأخشى عليه.. ليس لدي ما اخسره.. مرضي وتوقعي للموت بأي لحظة حررني من الخوف.. قبل رحيلي من الحياة سأقول كل ما عندي ولا توجد قوة قادرة على منعي.. سأكتب وأنشر وأفضح الألاعيب التي لا يتجرأ أحد على البوح بها بالعلن.


أسهبت باشمئزاز كمن ترد على ما قاله الباشا الكبير في السهرة المشؤومة: - نحن لا نريد أن تمنحونا بين وقت وآخر أمل كلام زائف وتخدير مؤقت يطيل عمر عذاباتنا دون أن تساهموا في إلغاء أسباب أوجاعنا.


اختلج وجه شهاب بشدة.. سألها بانفعال:- وهل بنظرك تستطيعون إلغاء أسباب الوجع وإصلاح الفساد بالتحريض ضد الأنظمة والحشد لمظاهرات وهتافات في ساحات الميادين والدواوير لتتابع شاشات القنوات الفضائية أخبار ثوراتكم لاعبين دور المناضلين الضحايا؟..


تصادمت نظراتهما فأكمل بخشونة:- نحن هنا لا نلعب يا حياة ولسنا مصنع لأبطال شاشات التلفاز.. الوطن أولا والبطولة تكون بالدفاع عنه لحفظ الأمن والأمان وليس بالعصيان والنزاعات والتخريب.


شعرت زويا بغصة في حلقها، ردت بصوت مبحوح:- بلادنا عظيمة وشعوبنا العربية طيبة مظلومة عبر سنوات طويلة من كثرة الدسائس ومكائد الفاسدين وتجار الحروب أصحاب الملايين الذين يتحكمون في كل شيء.


لمعت عيناها وقد امتلأت بعاطفة صادقة.. استرسلت بنبرة حالمة وقد هدأت حدة صوتها:- يوما ما سيكون لنا وطن خالِ من السارقين وسطوة الطغاة المستبدين.


عيناه تتبعت انفعالاتها بنظره ثاقبة وهو يفصح:- من أجل ان يأتي ذاك اليوم يا حياة أنا مضطر أن أكون جزءا من طبقة سياسيين السلطة.. لا يمكنني تفسير كل خطوة أو تصرف أقوم بفعله.


شعرت بالاضطراب ولم تفهم ما يقصده بكلماته المبهمة :- أنت الآن تحاول إيقاعي في دوامة متاهة.

رد بصوت خشن عميق:- ليست دوامة متاهة بل أسرار مخابرات أمن دولة.

أضاف وهو يمرر أصابعه بشعر رأسه بتوتر:- ما كان يجب أخذك معي لتلك السهرة اللعينة.

زفر بقوة متنهدا يبوح:- أردتُ ان أكشف لكِ عن خبايا طبيعة حياتي قبل ان أتقدم لزواج منكِ رسميا.

اتسعت عيناي زويا متفاجئة بذهول.. شهاب فعلا خطط لزواج منها رغم ان مرضها الخطير كفيل ليجعله ينفر ويعرض عن فكرة الارتباط بها.




يتبع >>>>>>

[دنيازادة]

لاذت زويا بالصمت بملامح ذاهلة.. عرق بارد تصبب من جبينها وهي تصغي له:- ما كان بإمكاني حينها أخبارك بأي تفاصيل.. كنت مكلف بمهمة أساسية من أجل الحصول على كافة الاتفاقيات السرية.. المعلومات في الملفات والوثائق ذات أهمية بالغة.. لا نستطيع توجيه التهم بدون أدلة تثبت أدانت المسؤولين بالتقصير والفساد ليحاكموا ويعاقبوا قانونيا.. أعلم أنك لا تريدين ان تكوني جزء من طبقة سياسيين السلطة.. لكني في سبيل الأصلاح لن انسحب وأتخلى عن الوطن لأتركه للانتهازيين والمتسلقين ليسرقوا وينهبوا خيراته ويعبثوا بأمنه.


حملقت زويا به جاحظة تسبر أغواره وألغازه المبهمة وتقرأ السطور الغائبة في سلوكه وكلامه..
بدأت تعي فداحة ما اقترفت.. أدركت أنها وقعت في الخطأ..

تمتمت وهي تضع كفها على جبينها مشوشة تحس بارتفاع متزايد في حرارتها:- أنت أذن لم تكن متورط معهم تشاركهم مؤامرات البيع.

حدجها بنظرة عتاب ولوم:- كيف يخطر ببالك ذلك؟!..

ابتعد خطوتين متسائلا باستياء:- لماذا تظنين بي السوء دائما؟!!

انعقد لسانها رافضه ان تبوح بما يعتريها .. لم تستطع أخباره أنها بلا إرادة تثير المشاحنات والعداء بينهما، تفضل الشجار معه واستفزازه حتى لا تنجرف أكثر وأكثر في تيار هواه المتغلغل بكيانها..
قلبها يرتجف يود منها ان تعترف له بحبها لكن عقلها يؤكد ان من مثلها لا تملك مستقبل ولا يحق لها ان تحلم بالكثير على المدى البعيد.

قال بضيق :- توقفي عن الاستهتار بإيذاء عواطف من يحبونك.

استدرك متكدرا :- قبل مدة كنت في الولايات المتحدة الأمريكية والتقيتُ هناك أهلك.. والدتك سيدة راقية بلباقتها وتواضعها.. والدك رجل هادئ منفتح ومتفهم.

أومأت زويا برأسها إيجابا:- كلاهما لم يجبراني يوما على ما لا أريده وتركا لي حق الحرية باختيار توجهاتي واتخاذ قراراتي.. حسنا أحيانا كانا يضطران لاستعمال الشدة والحزم فأنا لستُ سهلة الانقياد وكثيرة التمرد.


بصوت منخفض شجي أخبرها:- هما يشعران بالحزن لأنكِ ترفضين السفر لإتمام علاجك.


أشاحت ببصرها بعيدا تخفي ملامح التأثر، همست تدعي ألامبالاة :- لا فائدة.. لقد حسمت قراري وانتهى الأمر.

قاطعها يسألها بصوت متهدج:- لماذا تستسلمين الآن بإحباط ؟!! لم أعرفكِ متخاذلة !!

كشرت ملامحها وأسرعت تجيب مستنكرة:- لا .. لستُ متخاذلة.. لكني لا أريد أن أتسبب بأي ألم لمن يرغب بالتبرع.

قال محاولا إقناعها:- المتبرع يقبل ويعي ويدرك ما سيحدث له.

- هو غير مجبر ولا مضطر لأن يكابد العذاب بسببي.

تلاقت عيناهما فهمس لها بلهجة تفيض بلحنية واللطف :- يفعل ذلك عن طيب خاطر.

من بين شفتيها المرتعشتان باحت :- لا أريد لأي إنسان ان يتألم من أجلي.


استدارت لتنصرف تنهي حوارهما لكن عطسة عنيفة باغتتها..

كانت على وشك المغادرة عندما داهمتها نوبة سعال دون توقف.. أقترب شهاب منها بتؤدة مقطبا حاجبيه بعبوس.. تمتمت باقتضاب :- يبدو أني التقطتُ فيروسا.

أنبها بصوت مضطرب بانفعال قلق:- أنتِ لا تتوخي الحذر.. مهملة بحق نفسك.

تمتمت:- مجرد أنفلونزا.

- يا لكِ من مكابرة بعناد.

مرر يده في شعره بنفاذ صبر:- لحالتك ووضعك الصحي قطعا أصابتك بفيروس الأنفلونزا أمر قد يتفاقم ويصبح خطير.

خوف شهاب الشديد عليها ونظرات المتفحصة الثاقبة أربكتها ..

ثلاث عطسات متتالية قوية جعلتها واهنة دائخة غير قادرة على الوقوف، شعرت بارتعاش ساقيها وارتخاء في عضلاتها مما دفعها لتجلس فوق اقرب كرسي وجدته.


يتبع >>>>>>>

[دنيازادة]

الشريف طلال وتيتيان كانا يتمشيان بالحديقة يتبادلان الهمسات بتناغم لاهيين عن كل ما حولهما، رأتهما الجدة توجان من نافذة غرفتها وهما يقفان تحت ظلال أغصان شجرة الأسكادينيا التي قاما بزرعها معا في شبابهما، بدا كأنهما يستعيدان ذكرياتهما الجميلة..


عندما انضما وجلسا قبالتها على الأريكة بارتياح قالت الجدة توجان بلطفها وابتسامتها الرقيقة:- اذا قدر الله ان يكون بين الرجل والمرأة محبة سوف يبقى قلبه معلقا بها طوال العمر وكذلك هي.. لهذا رسولنا الحبيب محمد عليه أفضل الصلاة والسلام لم ير للمتحابين مثل النكاح..

تابعت الجدة وهي تطرق بعكازها أرضا:- أعظم علاج للعشق الزواج الذي لا يعدل عنه لغيره ما وجد إليه سبيلا.


كان الكلام واضحا صريحا غير قابل لتأويل، الجدة توجان تمنحهما مباركتها وتعطيهما أشارة الضوء:- لا تضيعا مزيدا من الوقت.. ما زال بإمكانكما ان تعوضا ما فات.


كانا العاشقان يتبادلان نظرات الوجد والهيام عندما تردد صوت رنين جرس الباب بإلحاح، أطلت دينا من غرفتها وهي تتحدث بهاتفها النقال تحاول إنهاء المكالمة:- ميرزا لا استطيع مقابلتك لدي دروس وتحضير مواد.. لااااا سأكون مشغولة طوال أيام الأسبوع بمحاضرات بالجامعة.. المعذرة يجب ان أغلق الخط جاءنا ضيوف.. مع السلامة.


أغلقت الهاتف متأففة ومشت متجهه للباب تفتحه متذمرة..

دخلت زويا تكتم عطسه بمنديل أبيض وتمسح به أنفها الملتهب باحمرار.. سألت دينا :- زويا ما بكِ؟!! تبدين بحالة مريعة.

- الأفضل ان تبتعدوا عني جميعا حتى لا أنقل لكم عدوى الأنفلونزا.

قالت ذلك وهي ترمق بعينيها شهاب الذي غمرها باهتمامه وأصر أن يوصلها للبيت على الرغم من ممانعتها.

بدا جليا على ملامح شهاب أنه تفاجئ بوجود والده.. فورا لاحظت زويا الفتور والرسمية بين الشريف طلال وأبنه وكأنهما ليسا على وفاق تام.

ساد جو مكهرب بالأجواء لم يشرخه ألا نوبة سعال داهمت زويا.. سألت تيتيان بلهفة:- هل تناولتِ الدواء؟

- نعم وبجرعة مضاعفة.

نهضت العمة واقتربت منها واضعة كفها على جبينها:- لديكِ حرارة طفيفة يجب ان يفحصك الطبيب لنطمئن.. دينا اتصلي بنارت وقولي له أن يأتي لزيارتنا لضرورة.


ما ان سمعت دينا اسم الطبيب نارت حتى أجفلت وتذرعت بأول أكذوبة تبادرت لذهنها :- هاتفي معطل.. انفجرت بطاريته.


تمتمت العمة باستعجاب :- ومتى تعطل هاتفك؟!! قبل قليل كنتِ تتحدثين به مع ميرزا.

نكست دينا رأسها وبلمح البصر هرعت سريعا تختفي داخل غرفتها بإحراج.

قالت زويا تطمئن تيتيان :- عميمة لا تشغلي بالك بي.. الدواء يحتاج لوقت ليأخذ مفعوله.. بعد ان احتسي شراب زهورات ساخن سأتحسن بالتأكيد.


*************


ملئت زويا الإبريق بالماء ووضعه على النار.. كانت تقف على إطراف أصابع أقدامها تمد جذعها وترفع يدها اليمنى لتلتقط كوب من فوق الرف الأعلى بخزانة المطبخ عندما دخل شهاب قال بلباقته:- من فضلك دعيني أساعدك؟..


تنحت جانبا وقالت له تشير بيدها: - لو سمحت أحضر كوب أخر لك.. أعرف أنك تحب شراب الزهورات.


رفع حاجبيه مندهشا من معرفتها وحفظها لتفاصيل ما يحبه. أومأ إيجابا مسرورا باكتشافه :- صحيح .. الزهورات شرابي المفضل.


ارتبكت زويا فجأة كمن تنبهت أنها فضحت دقة اهتمامها بكل ما يتعلق به.. استدركت تغير الموضوع، سألته دون النظر إليه وهي تضيف الزهورات فوق الماء المغلي :- هل أزعجك تطور العلاقة بين أبيك وعمتي؟..

- ...
استفسرت بإلحاح:- ستمانع اذا ما قررا ان يتزوجا؟..
- ...

صمته جعلها تلتفت نحوه بحيرة متوجسة وبصوت خافت مبحوح همست:- أرجوك لا تضع العثرات والعراقيل هما يحبان بعضهما.


عضله في وجه شهاب انقبضت بقوة فأضفت على محياه المرارة وكأن ما قالته فجر مكامن منابع الحزن الحبيسة بأعماقه.. تلعثمت زويا بارتباك:- ربما يصعب عليك تقبل وجود امرأة أخرى بجوار أبيك.

قاطعها وهو يحدق في الفراغ :- لا الأمر ليس كذلك أبي وأمي لم يكونا على وفاق بتاتا.. تمنيتُ كثيرا لو أنهما انفصلا وافتكا من رباط زواجهما الخالي من أي عواطف أو تفاهم.. كانا يعيشان متباعدان لكل منهما حياته ولا يجمعهما الا مظاهر الادعاء أمام المجتمع.. في صغري كنت استيقظ على أصوات شجارهما الليلي الدائم.. أمي عاشت حزينة تعاني الإهمال العاطفي المريع مع ذلك كانت ترفض وتنهار باكية كلما صرح لها أبي عن رغبته بالطلاق... لا يمكنني تحديد أي منهما الذي أخطأ بحق الأخر.


تمتمت زويا بصوت منخفض متأثرة :- الأكيد ان كليهما أخطئا بحقك.


سحب شهاب كرسيا واستقر جالسا يستفيض كمن يحدث نفسه :- أحيانا أحاول ان أبحث في رأسي لعلي أجد بذاكرتي حدثا مبهجا بطفولتي لأتمكن من رفع معنوياتي، لكن لا شيء مفرح فيها.. لا أرى ألا صفحة سوداء من فرط مرارتها لأسرة مفككه.. أبي ربما حاول لكنه لم يستطع ان يحب أمي فاختار الانغلاق على نفسه والغياب الدائم عنا مهملا بتعمد واجباته.. أمي استسلمت بخنوع لقيود عقلية المجتمع.. استهجنت فكرة الطلاق وفضلت التزام السكوت لتحافظ على الصورة الشكلية للعائلة النموذجية.. كان عذابي بصمتها أشد آلاف المرات على روحي من أي ضغط وعنف..


اقتربت منه تهمس:- يبدو أن لدينا قواسم مشتركة.. نحن الاثنان نمقت طفولتنا البائسة.

الرنين المتصاعد من هاتف شهاب قطع لحظة التواصل بينهما، تراجعت زويا وحملت الإبريق تسكب بالأكواب شراب الزهورات..
دون أبعاد نظراته عنها رد على المكالمة.. أصغى بملامح متجهمة وعضلات مشدودة ثم ما لبث ان نهض قائلا بحيرة:- وجده حرس الحدود قرب ضفة النهر المقدس!!..

أسرع يعطي أوامره: - أنا قادم.. جهزوا طائرة الهليكوبتر.

اقفل الخط وهو يخاطبها:- حدث طارئ يستوجب ذهابي.

سألته بفضول: :- هل هناك مستجدات سيئة؟

- لا تعليق.

ردت باقتضاب تتفق معه تستوعب رفضه بالإفصاح والشرح:- مفهوم طبعا.

أكملت تبتسم له برقة:- المعلومات سرية للغاية.


- شكرا لتفهمك.. ليس هناك أجمل منك يا حياة عندما تكونين بمزاج رائق.


بحركة عفوية امتدت ذراعه وامسك يدها من معصمها بلطف شعرت بإبهامه يتحسس شريانها ويضغط فوقه برفق كمن يجس نبضها. أردف:- أكملي احتساء الشراب الساخن ثم أخلدي بفراشك لترتاحي وتنامي.. لا تكابري على مرضك وإذا احتجتِ لأي شيء بأي وقت اتصلي بي فورا على رقمي الخاص المباشر.


تمنت زويا لو التقت شهاب بظروف مختلفة لتتجاوب معه وتبادله عواطفه، لتخصه وتحيطه باهتمامها فهو لم يكن دائماً ذلك المحقق البعبع المخيف!.. في أوقات كثيرة يتصرف ويفعل أشياء تثير بهجة الفرح بقلبها.

ابتعد خطوتين فنادته بتوق:- شهاب .

التفت إليها بنظرة استفهام تفيض حبا، قالت برقة متناهية:- انتبه لنفسك .. بأمان الله ورعايته.


يتبع >>>>>>

[دنيازادة]

عاد شهاب من عمله متأخرا.. تلك الليلة لم يذق لذة النوم .. أشياء كثيرة أرقته.. الكوابيس قضت مضجعه.. ذكرى أصوات خناقات والديه وبكاء أمه لاحقه بصدى مفجع تردد في أعماق وجدانه..

استيقظ أكثر من مرة بانزعاج وجلس يحدق في الظلام بضيق يختلج صدره العاري المبتل بالعرق..
حين غفى أخيرا ، اختلطت الأمور والأماكن ووجوه المعتقلين وهو يطرح الأسئلة المتقنة لإيقاع الأطراف في تناقضات كبيرة تدفعهم في النهاية للاستسلام والاعتراف..


حلم انه داخل مصعد يهبط به سريعا، عندما وصل لطابق أسفل الأرض غادر مستديرا يهبط الدرجات المؤدية إلى القبو، الظلام يهيمن ويعم المكان رغم الإنارة المثبتة على الجدران الداكنة.. مشى في ممرات المتاهة المتفرعة عن زنازين في الجانبين بأبواب معدنية.. وقف أمام غرفة التحقيق فأندفع الحرس يفتحونها بحركة ماهرة تمرنوا عليها لسنوات..

صرح قائد الحرس بعد تأديته التحية: - سيدي.. ألقينا القبض عليه قادما من الأرض المحتلة متسللا عبر النهر المقدس.. قد يكون قام مع مجموعة من رفاقه بتنفيذ عملية اقتحام لمعسكرات جنود الجانب الأخر لتفجير مخازن أسلحة الذخيرة لديهم.. ربما بعد أتمام العملية لم يستطع العودة لأراضي الداخل بسبب انتشار الكمائن.. أكتشف أنه محاصر ففضل الزحف انبطاحا بالحقول والبيارات نحو الحدود ثم الانسحاب سباحة لجهتنا حيثُ عثرت عليه قوات حرس حدودنا مصاب بساقه ..

سأل شهاب :- هل وجدتم بحوزته قنابل ؟
- لا
- عبوات ناسفه.
- لا
- سلاحا ناريا ؟
- لا .. قد يكون تخلى عنها قبل عبور النهر المقدس.
قال شهاب:- حسنا .. ضمدوا جراحه وقدموا له الطعام لابد وأنه جائع بعد معاناته.

- أمرك سيدي.. الكيان الغاصب لم يعلن عن أي خبر يتعلق بعمليات ضدها بين حدودنا وربما صمتهم دليل أكيد لاختراق معسكرهم.


قاطع المحقق الشريف شهاب قائد الحرس: - الأعداء الصهاينة سينكرون أي نصر يحققه المناضلين الفلسطينيين.. لندعهم أذن يبحثون عن مخرج بعد ترتيب الأوضاع وصياغة الأكاذيب وتنسيق أوراقهم بصورة تقنع الرأي العام لديهم.


أستدرك بثقة : - هم لن يصعدوا الموقف على حدود خط النار معنا حتى لا ينتج عن ذلك حرب ليسوا مستعدين لها الآن في هذه المرحلة ألحرجه.. لن ينزعون اتفاقيات معاهدات استماتوا لتوقيعها.. سيطوقون مسألة الحادث ولن يدعوها تصل للأعلام والقنوات الإخبارية.. مستقبل المنطقة متوقف على خارطة الطريق وحجم السلام.



تقلب شهاب في فراشه والعرق يتصبب من جسده وقد توالت وتعاقبت المشاهد وتلاحقت بأزمنة مختلفة متباينة في السراديب المظلمة بغرف الاستجواب وهو مستمر بمناورات التحقيقات..

الضوء ينفجر مسفرا بوضوح عن زنزانة فيها أجساد بشريه تتأرجح معلقة في سقف الغرفة تختفي ملامحهم بجروح بشعة تسيل منها خطوط الدماء لتسقط فوق الأرض الجرداء وتشكل بقعة بحيرة دم كبيرة..

صرخ في الحرس باستنفار:- ما الذي فعلتم!!.. لا يجوز استخدام هكذا أساليب عنيفة وحشية.. فكوا وثاقهم وأنزلوهم حالا..

ما أن حلوا الحبال وقع المعتقلين أرضا فوق بحيرة دمائهم المضيئة فأحدث ارتطامهم حركة جعلت الدماء تنفر متناثرة على أكتاف الحرس لتستقر وتنساب بعضها فوق النياشين اللامعة..

يعرب حاول الوقوف مكابرا مقاوما جراحة.. اندفع شهاب نحوه يسنده كي لا يعاود السقوط في بحيرة الدماء.. لم يكن يعرب قادر على استجماع قوة فتات جسده لكنه تمسك بصحوة حواسه مشرعا شق صغير بعينيه المتورمتين بانتفاخ بزرقة الكدمات من شدة تلقيه اللكمات المتقنة..

- يعرب هل تراني ؟.. هل تسمعني؟..

همس يعرب من بين شفتيه الممزقتين وقد سطعت شمس الصمود من شق عينيه: - لن تسحقونا تحت سياط تعذيبكم.

أوضح أحد الجلادين: - كل أساليبنا معهم لم تجدي لانتزاع أي كلمة تدينهم.

زمجر شهاب بلهجة آمره: - أسقوهم الماء.. ولا تعيدوا تكرار تعذيبهم.. شباب الاعتصامات والمظاهرات جميعهم تحت حمايتي.


فجأة في شحوب قاعة الزنزانة تخيل وجه زويا.. عيناها تتصادم معه بنظرات التحدي، الصمت أحتل كل شيء بينهما قبل ان تصرخ أمامه بأعلى صوتها:- لن أستنكر ما فعلت.. ليس هناك ما تهددوني به لتكتموا صوتي الحر، لستُ كالآخرين.. لقد تحررت من كل خوف.. ليس عندي ما اخسره .. ليس لدي ما أخشى عليه.. أنا لا أملك أي مستقبل.

تهيأ له انها مقيدة بالحبال مصلوبة وسط بحيرة دم الجرح المفتوح ..

استيقظ شهاب لاهثا بأنفاس متقطعة من فرط الجزع.. هب من السرير بانفعال في حالة ارتياع يشعر بانقباض رهيب في قلبه.

زويا سيطرت على أفكاره، كان قد باح لوالديها بالمشاعر التي يكنها في قلبه اتجاه أبنتهما ورغبته بالزواج منها والتبرع لها بخلاياه الجذعية.. قام بعمل كل الفحوصات والتحاليل الأزمة بالمستشفى وتم تحديد موعد لأجراء العملية.. لكن كل شيء توقف حين صدمتهم برفضها الشديد.

حاول شهاب أيجاد حل للمعضلة الصعبة المعقدة، عليه أقناع زويا باستكمال العلاج بأي طريقة، حتى وان أضطر لاستعمال حيل الدهاء أو إرغامها غصبا عنها، لديه سطوة النفوذ والصلاحيات وهو قادر بالتأكيد على فعل ما يشاء..



نهاية الفصل التاسع عشر قبل الأخير

[دنيازادة]

اعزائي اسعد الله مسائكم بالخير والمحبة
شكرا لحضوركم ومتابعتكم اتمنى لكم قراءة ممتعة ولا تحرموني من ارائكم وتعليقاتكم

[قمر الليالى44]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 5 والزوار 12)
‏قمر الليالى44, ‏Khawla s, ‏نجمه فوق, ‏تالا الاموره, ‏دنيازادة+