آخر 10 مشاركات
جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          زَخّات الحُب والحَصى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          504-الحب هو الجواب -جينيفر تايلور - قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          507 - الحب أو لا شئ - ناتالي فوكس - ق.ع.د.ن (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          368 - رياح الماضي - بيني جوردان ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          [تحميل] هن لباسٌ لكم بقلم ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ رواية أعادت معنى التميز ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          85- الانتقام الذيذ- دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          235 - دمعتان ووردة - جيسيكا ستيل-كاملة بصورة واضحة (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-03-18, 10:20 PM   #771

12ع

? العضوٌ??? » 408059
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 192
?  نُقآطِيْ » 12ع is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم ورحمة لله وبركاته وبعد اتمني لك التوفيق والنجاح في حياتك وعملك

12ع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-18, 10:37 PM   #772

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي




الخاتمة

لمح خيالها فوق تموجات الستائر البيضاء، سار منجذبا نحوها وموجة من الحنان تغمره، استند بكتفه على أطار الباب الزجاجي يتأملها بشغف.. كانت في شرفة غرفتها بالقصر جالسه باسترخاء على الأريكة بسكون ومن حولها أصص أزهار الليلك الجميلة بعبق عطرها الفواح..


أطلق أنفاسه بتنهيدة حارة مسرعا ليستقر قربها يطوقها بذراعيه ويضمها إليه برفق، أحست زويا بنبضات قلب شهاب المتخبطة بقوة هادرة، انحنى ببطء يقبل ثغرها وهو يناجيها أشواقه هامسا بنشوة:- أذوبُ بكِ حبا يا ملكة قلبي.


بتأنِ واصل اعترافاته وصوته يتدفق :- قلبي الذي ظننت منذ طفولتي أنه لم يخلق سوى كمضخة لدم جئتِ أنتِ وشحنتيه بنبض الحب والحياة.


ازدادت قبلاته نهما برغبة حميمة لكنه استطاع لجم عواطفه الجياشة والابتعاد رافعا رأسه باستغراب عندما شعر بها تعرض عنه ببرود، تململت تشيح وجهها مبتعدة تغوص لأقصى الزاوية ملصقة ظهرها بالأريكة.. سألها بحيرة:- ما الأمر؟!! هل أفزعتك بشوق مشاعري؟


أردف بهدوء وهو يرفع يدها ويلثمها برقة متناهية :- اطمئني أتفهمكِ ولن أستعجلكِ.. أنتِ حبيبتي يا حياة ويهمني راحتك ورضاكِ.. لابد وأنكِ مازلتِ متعبة ومجهدة.. بعد ان تشفي تماما وتستعيدي عافيتك ستكون لنا أيام وليالي كثيرة قادمة مليئة مفعمة بالحب.


بملامحها الذابلة الكئيبة قالت بنبرة جافه:- ليس قبل ان نتصارح.

رمقته بنظره جانبية مستدركة بضعف:- أنا لم أنسى أنك استخدمت نفوذك وسطوة صلاحياتك التي تمتلكها لتسهل اختطافي على متن الطائرة.. قمت بتوقيع الأوراق بصفتك زوجي لتدخلني المستشفى وجعلتني أخضع مرغمة لعملية زرع الخلايا.

أزدرد ريقه مفصحا:- فعلت كل هذا من أجل مصلحتكِ.. وضعك كان حرج وصعب جدا.. كدنا نفقدك لكن الحمدالله قطعنا مرحلة الخطر والنتائج الطبية التي تحققت تثبت مؤكده أني قمت بالصواب.

هدرت بصوت مبحوح:- عنوة.. غصبا عني.. استغليت ضعفي لتفرض علي ما لا أريده.


علق بنفاذ صبر:- هل سنبقى هكذا يا حياة؟.. لا جدوى من تكرار وأعادت حوارات اللوم والعتاب فلا شيء يغير ما حصل.

أضاف باقتضاب:- كما أني لستُ نادما أبدا.

رفع أصابعه يتلمس وجهها بتوق ثم أنزلها ببطء ليستقر بكفه فوق قلبها يستجديها:- ألا تجدي أنكِ تبالغين كثيرا بموقفك وتعنتكِ.. لقد تجاوزنا محن وصعوبات كثيرة خلال الستة شهور الماضية واستطعنا الصمود معا.

أجابته بحشرجة غصة :- أنت خدعتني.

أمسك ذقنها لتنظر إليه، استمر يحدق بها، همس بصوت أجش:- ألن تحاولي على الأقل تخطي ما حدث؟.. ألن تسامحيني وتغفري لي؟.

شعرت زويا بعضلات معدتها قد تقلصت لشدة توترها. ردت بحدة ببرود تام متجاهلة مشاعرها :- لا ..

لحظات مرت وأنفاسه تعلو لاهثة يحاول التحكم بأعصابه:- الأفضل أن لا نخوض في غمار هذا الأمر الآن.. مازلتِ بطور النقاهة وأي حديث منكِ سيكون انفعالي ليس من منظور سليم.


- أقدر لك وقوفك بجانبي ومساندتي في أحلك الظروف خلال مراحل علاجي.. لكني بالمقابل أيضا لن أنسى أبدا أنك خططت لخداعي وأجبرتني على ما لا أريد وهذا أكثر ما أمقته وأكرهه.


صفعه صقيع كلامها معه، زفر بعصبية وانسحب من قربها مغادرا الغرفة باحتقان غاضبا.

لا يُعقل أن يتفاخر بانجاز أصعب المهمات في وقت هو غير قادر على التفاهم مع زوجته التي يحبها ليكسب رضاها وودها.

ما الذي يفعله وهي تتعامل معه ببرود جليدي في حين أنه يفيض بقمة درجات الحب.. لا يستطيع اختراق دفاعاتها ولا تستجيب لحرارة رغباته المحتدمة بداخله لتبادله عواطفه، تصده رافضه بلا مبالاة فيزداد هياجاً ويشتهيها أكثر بين ذراعيه.

أسرع بالاستحمام مطفئا لهيب نيران أشواقه، ارتدى ثيابه على عجل ونزل لمكتبه بالطابق الأول حتى لا يندفع نحوها بتهور فيزيد من كرهها له.. سيطلق الرصاص على قلبه ولا يعيد تجربة استمالتها.. لن يقدم على أمر كهذا مجددا ولو قتله الشوق لها..


في صباح اليوم التالي غادر شهاب لأمر عاجل مستخدما الطائرة العمودية، همست زويا حين سمعت صوت هدير ضجيج الهليكوبتر:- أنها المرة الأولى التي يغادر فيها لعمله دون أن يأتي لتوديعي.

- قال أن لديه اجتماعات هامه طارئة في قصر المؤتمرات مع الجنرالات.

ردت العمة تيتيان تهز رأسها بأسى وهي ترفع صينية الإفطار التي لم تمس منها زويا شيئا فاقده كل شهية.. لقد لاحظت الفتور الحاصل بين زويا وشهاب لكنها التزمت بالاتفاق مع زوجها الشريف طلال على تركهما ليحلا مشاكلهما العالقة لوحدهما.

لكن بدا واضحا ان هذه المرة شهاب منزعج بشده بغضب وصل مداه، فمن هناك سافر مباشرة لأحدى مهماته الخاصة الغامضة وغاب لفترة امتدت لأكثر من ثلاث أسابيع .



يتبع >>>>




دنيازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-18, 10:38 PM   #773

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي



بعد ساعة من الانتظار في شارع الجامعة وسط ضوضاء أزمة سير استطاعت دينا أن تجد سيارة أجرة لتركبها.. دخن السائق بعصبية نافثا رائحة السجائر بالأجواء متذمرا:- الازدحام خانق.
تابع متذمرا:- كل يوم تأتي موجة نازحين جديدة.

لم تجبه واكتفت بفتح نافذة السيارة مشيحة بوجهها عن شكوى السائق ودخانه الرمادي:- البلد لن تحتمل المزيد من ألاجئين.

تنفست الصعداء عندما وصلت بيت الجدة توجان الذي أصبح يعج بالأقارب الوافدين من دمشق ويكتظ بحقائب السفر المبعثرة والأمتعة المتراكمة في كل زوايا الغرف، ضاق بهم المكان رغم اتساعه.. لم يلتفت إليها أحد حينما دخلت وبالكاد وجدت مساحة صغيره لتجلس بها ترتاح وتلتقط أنفاسها.. كانوا جميعا مشغولين يتناقشون ويتباحثون بضجيج حول ما ستؤول إليه الأمور وأين ستكون وجهتهم.. انقسموا في ما بينهم وعلت أصواتهم في مشاحنات احتدام بين مؤيدين ومعارضين..


مع حلول الليل ساد الهدوء ليعم السكون بصمت حزين.. توجهت دينا إلى النافذة تضع جبينها على الزجاج البارد وفي رأسها دارت ألاف الأفكار حول الطبيب نارت، مضى شهر كامل على أخر رسالة وصلتها منه عبر البريد الالكتروني.. لكثرة ما قرأتها حفظتها بصما عن ظهر غيب..

أيلول 2012م سوريا / دمشق مرج السلطان

ما زالت الغارات تتوالى علينا، تشنها صواريخ حرب جنون.. القتال يشتد والخطر يزداد نحن نقع بالوسط بين الجبهات في وادي مكشوف لطرفين هم أخوه لكنهما يتقاتلان ضد بعضهما بعدوانية ومعهم طرف ثالث يتناحر بشراسة وطرف رابع احترف القتال بسرية.. جميعهم مستفيدين من إشعال نيران الحروب من اجل مكاسبهم، يريدون سرقة واحتلال البيوت والأراضي المنكوبة..
الخوف يربض في الزوايا .. رائحة جثث تتحلل .. شهداء بالخنادق.. مناضلين يفتقدون البنادق.. الأرض تتفجر بالدماء.. الشمس تغرب ولا تشرق ..

الطائرات الحربية تملأ السماء القاتمة بطنينها ليلا نهارا.. شظايا القذائف المعدنية الملتهبة بالنار تتساقط على سقوف الأبنية وتُحدث في الجدران فجوات شقوق هائلة، الأتربة والغبار والخراب ينتشر بإنحاء المكان..

تصدعات الشروخ في الحيطان المتهالكة لبناء المستوصف لن تقدر على الصمود لمواجهة الضربات القوية من الخارج.. لابد وأن يعلنوا هدنة .. وقت مستقطع لوقف أطلاق النار وحينها نتمكن من أخلاء المستوصف ونقل المرضى.. كل ما نحن قادرين على فعله الانتظار..

لكن القصف لا يتوقف بل يزداد همجيا، الحرائق تشتعل والدخان الأسود الكثيف يتصاعد من حولنا حاجبا الرؤية، القنابل تهوي في الشوارع التي تفور بدماء من تقطعت أطرافهم، الأزقة غريبة، الملاجئ كالقبور المغلقة بالهياكل العظمية.. بعد شهور من الحصار بدأ الغذاء بالنفاذ، البرد القارص ينخر عظامنا من الصقيع بمصيرنا الغامض..

المستوصف يفتقر للأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية.. قمتُ بجولة على المرضى، طفلة صغيرة كنتُ قد اضطررتٌ لاستئصال ساقها التي أصيبت بقذائف المدفعية سمعتها تبوح باكية: - لا أريد الموت .

احتضنتها والدتها بين ذراعيها تجيبها:- إذا متنا سنكون شهداء وندخل إلى الجنة.

ربتٌ على رأس الصغيرة وحاولت طمأنتها :- لن تموتي.. ما أسمكِ؟

- ليلك .
- اسمك جميل أيتها الحلوة.
- أنا جائعة.

بحثتُ بأرجاء المستوصف عن فتات طعام ليسد جوع المعدة الخاوية لصغيره لكني لم أجد شيئا.. تناهى لي صوت والدتها تقول لها :- في الجنة يا حبيبتي سنأكل الكثير من الخبز.

أحد المرضى صرخ هائجا كنمر محاصر في قفص: - لما كل هذا الغل المسعور!!.. أليس من حقنا أن نعيش بعدالة ومساواة؟.. استمر يصرخ :- الله يراكم ويعرف ما تفعلوه بنا يا أنذال.


بعد ليالي جهنمية رهيبة حيث نقيم في قلب الجحيم استيقظنا على منظر وباء القتل المروع الفظيع.. أعمدة خشبية عُلقت فوقها رؤوس تتأرجح متدلية من حبال.. عشرات الرؤوس المقطوعة تقطر دماً.. رؤوس شبان مناضلين ثوار كانوا بالأمس ينبضون كرامة ذبحتهم وقطعتهم عصابات الجهل وأيادي السكاكين القذرة ليقومون بإعادة التاريخ الدموي بل يطورون أساليب وحشية هولاكو وفظاعات جانكيزخان.. ثمة من أضرم النيران في خشب منصة الشنق، اللهيب يشتعل ليزداد ويتدفق، الوحوش البشريين يواصلون رمي الجثث في المحرقة.. الأمهات ينتحبن باكيات بلا دموع..
أطالع من حولي بقافلة معذبي الوطن، وجوه ذابلة مليئة بالقهر وتجاعيد حكايات عذابات لا توصف, جميعنا هياكل بشرية بائسة..

حتى تلك الطائرات التي كنا نظن أنها أتت لتحمل لنا المأونات الغذائية تمطرنا بقنابل مصنوعة على شكل لفائف طعام ما يكاد الصغار يرونها ويهرعون إليها فرحا فإذا بها تنفجر ليموتون وقد تحجرت على أفواههم الصرخة..

العالم لا يتحرك لينقذونا لاهيين عنا لا يسمعون صراخ الأطفال الجياع وعويل العجائز أو لوعات الأمهات.. فقر.. إذلال.. ذبح.. روائح الغاز القاتل، رصاصات بالرؤوس.. ألعاب أطفال مفخخة بعبوات ناسفة يتم تفجيرها عن بعد بواسطة أجهزه لاسلكية.. كل ذلك ولا نستطيع إطلاق صرخة احتجاج واحدة، يغتالون الطفولة والإنسانية والعدالة.. حب الوطن قمعي، سادي، مشبع بالنواح..
العالم كله نائم على وسائد السلام ولا يعنيهم أو يهمهم حقيقة الأمر الواقع.. انتهت بقلوبهم صلاحية الدم فلا يشكون أي وجع بالضمير.. الكل متواطئين مشاركين في عملية قتلنا وأبادتنا عن الأرض..

الساسة يحترفون الحرتقات والمزايدات والمهاترات لأجل مصالحهم لينفذوا مأربهم وأجنداتهم الخاصة.. والمهزلة الكبرى أن يتم مكافأتهم بمنحهم جوائز السلام..

الغارات تتوالى ونكاد نختنق من كثافة الدخان الأسود الثقيل.. صدى صوت تحليق المقاتلات ودوي القنابل العنيفة تهزُ الأرض هزاً وتترك من ورائها مصابين مشوهين بأمعاء مندلقه، بطون مشقوقة، عيون مفقوءة، أيادي متدلية، سيقان مبتورة..

أجريت اليوم سبع عمليات جراحية تحت الوميض القوي الذي لا يمهل لدوي أصوات القصف.. لكني لم أكن أسمع الانفجارات المتتالية، كنتُ استحضر بأرشيف ذاكرتي صوتك الناعم الصافي النقي وأنتِ تنشدين أغنياتنا التراثية وتنطلقي بعزفك الجميل المثير على الأكورديون فتبهجي القلب والروح.. إذا قدر الله لي النجاة من هذا الجحيم أتمنى أن تعزفي لي يا دينا من جديد ذاك اللحن العذب ونرقص معا إلى مالا نهاية جكوات اديغي.


يتبع >>>>>>>




دنيازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-18, 10:39 PM   #774

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي



جلس شهاب خلف طاولة مكتبه، نشر ملفات التحقيقات التي سيتابعها.. أبعدها بعد ثواني بانزعاج.. أرجع الكرسي للوراء وأخذ رأسه بين يديه يستعيد ذكريات بشعة ما زالت ترعبه وتفتك به من رحلة العلاج في الولايات المتحدة..

ما ان هبطت الطائرة أرض المطار كان أبيها وأمها لزويا في استقبالهما بحالة قلق يرافقهما طبيب ومساعده بسيارة الإسعاف، عملوا فورا على نقلها للمستشفى حيثُ تم تجهيز غرفة العمليات دون تأخير لتخضع لعملية زرع الخلايا الجذعية التي تم انتزاعها من دماء جسد شهاب الذي أصر ان يكون تبرعه تحت أسم مجهول الهوية بالنسبة لزويا..

خلال تلك الفترة خاضت زويا أشرس معاركها مع المرض في صراع بين الموت والحياة.. احتملت بجلادة وقوة جلسات الكيماوي والبقاء في غرفة العزل والعناية الحثيثة.. شهاب لم يتركها وحيدة أبدا بقي يراقبها من وراء الزجاج الفاصل فكانت كلما وعت من غيبوبتها تراه هناك ورغم تعبه يبتسم لها ويرفع أصابعه بإشارة النصر.. يلمح بوجهها ارتياح وتلوح ابتسامة خفيفة فوق شفتيها، تجاهد لتحرك يدها بضعف وتبادله علامة النصر والصمود.

خلال خمسة أشهر تجاوزت زويا خطر تسمم الدم وتحسنت صحتها وبدت معافاة سليمة حتى ان الأطباء لشدة إلحاحها سمحوا لها بالسفر لتستكمل جلسات الأشعة في عمان.

لكن ما أن عادا لأرض الوطن بيومين انعكست زويا وتدهورت منهارة نفسيا ومعنويا وجسديا بعد اكتشافها أن حلم الشباب بربيع التغيير تحول إلى طوفان دماء على امتداد خارطة الوطن العربي..


كان في مكتبه بمبنى القيادة العامة باجتماع هام مع الضباط حين وصلت لهاتفه رسالة نصية من المستشفى يطلبوا حضوره في الحال.. (المدام استحوذت عليها حالة من صراخ هستيريا الألم الشديد ولا تريد ألا أنت)


الفوضى عمت لتملأ غرفة زويا بالمستشفى وقد تحطم كل ما طالت يداها بغضب جنوني، الطبيب قال له بصوت خافت:- يبدو ان جلسة الأشعة تزامنت مع أنباء أخبار أحداث سيئة عن كوارث مجازر حربية عنيفة تناقلتها وسائل الأعلام ووصل لمسامعها عن طريق الخطأ مما سبب لها حالة انهيار عصبي.

الكادر الطبي طأطئوا رؤوسهم للأسفل عندما التفت الضابط الشريف شهاب ببدلته العسكرية نحوهم يسلط عليهم نظراته الحادة، استعدوا متأهبين لتقريع واتهامهم بالتقصير والإهمال والاستهتار بأدائهم، فنتيجة عدم مراعاتهم لمهماتهم وتوخيهم الحذر بالتعامل مع زوجته المريضة تسببوا لها بضرر نفسي مهلك.. توقعوا أن يحولهم لتحقيق وينزل بهم أشد العقوبات التي قد تصل لفصلهم من وظيفتهم وربما يصبحوا عاطلين مدى الحياة عن العمل.

لكنه استدار مصغيا بانتباه لطبيب:- لا نستطيع أعطائها المزيد من المهدئات لتسكين أوجاعها فذلك قد يؤدي لمضاعفات خطيرة كالإصابة بسكتة قلبية أو دخولها في غيبوبة.


زويا كانت طريحة الفراش خائرة القوى منكمشة على نفسها تتلوى بأنين بجسدها الرقيق الضعيف تعاني بشكل رهيب.. عندما جلس على حافة السرير بجانبها فتحت عيناها الذابلتان بإعياء.. من بين شفتيها الجافتين همست تناجيه كمن وجدت خلاصها وترياقها الشافي.

جذبها يرفعها برفق وضمها يواسيها بحنو فالتصقت به كطوق نجاة، وضعت يديها حول ظهره تستمد منه القوة، أرخت رأسها على كتفه ودفنت وجهها بين طيات سترته العسكرية تكتم في صدره العريض صرخة نحيب تأوهات متمتمة بكلمات مبهمة غير مفهومة وجبينها يتصبب عرقا غزيرا.. هذت بلوعة:- لماذا يقصفونهم ويحاصرونهم ليموتوا جوعا؟.. أليسوا هم بشر مثلهم!.. ما الذي فعله أولئك الأطفال الأبرياء ليقتلوهم ويسفكون دمائهم بمجازر إرهابية؟.. لما يعاملونهم وكأنهم كائنات غريبة يبيحون سلخها وذبحها وقتلها!!.

بنشيج مكبوت أجهشت ببكاء مرير وجسمها كله ينتفض ويرتعد دون توقف.. شعر بدموعها الحارة في قلبه.. بكت بلوعة حتى جفت الدموع من مقلتيها وقد تهالكت كل خلاياها كمن تلفظ أنفاسها الأخيرة مستسلمة للخطر الذي يهدد حياتها.. بعد نصف ساعة من عذاب حقيقي تكرر فيه خوف شهاب من فقدانها سكنت وهدأت زويا في أحضانه نائمة كطفلة بين ذراعيه.. كان كلما حاول الابتعاد عنها تتشبث به وتندس أكثر لتتغلغل بروحه.




__________________________________________________ ________________________



أشعة الشمس تحاول عبثا اقتحام غرفتها المجللة بالستائر الثقيلة، الأجواء بذيئة بالخارج، لهيب الحرارة يلحس الأجساد والحجارة.. المغنية السمراء الشهيرة بيوسني ترقص بثيابها العارية في عرض مسرحي لرواد شاطئ البحر الأحمر، مئات المتفرجين يحتشدون يتمايلون بثمالة تحت أصداء الموسيقى الصاخبة رافعين كؤوس الشراب مصفقين بغيبوبة عما يحدث في المنطقة المجاورة من نحيب وغزو تحت ستار شعارات مزيفة..

لاذت زويا بين الجدران منكمشة صامتة باحتجاج كأنها غير موجودة على هذا الكوكب البائس الذي يتباهى فيه القاتلين بالاحتفال والرقص على جثث الضحايا ألأبرياء..

أخفاقات الثورات العربية وتحولها إلى صراعات دامية أصابها بالحزن الشديد والخيبة والإحباط.
دخلت في حالة من الاكتئاب الحاد.. تجلس لساعات تضييع الوقت سدى دون ان تحادث أحد، سقطت في دوامة الصمت والفراغ المروع..

كل ما يحيطها فقد بريقه وألمعيته، انغلقت أكثر في جحيم عزلتها التي كانت إجبارية أثناء فترة علاجها وأصبحت الآن اختيارية بإرادتها..

كعادتها تنفق النهار مستلقية بحالة ركود تام فوق الأرائك الوثيرة الفخمة بلا مبالاة متثائبة بملل وضجر.. لا شيء يخفف من ثقل الوقت.. ساعات فراغ ضاغطة قاتلة.. كل ما تطمح له قتل الفراغ قبل أن يقتلها.. تعاطت الكثير من أقراص المهدئات والعقاقير لتخفف من أوجاعها، لكن فجائع الواقع تلاحقها..

اكتشفت أن في عصر الخيبات والانكسارات لا مجال لقتل الفراغ والخواء ألا في وطن فضاء العالم الافتراضي.

الناس جميعاً هاجرت إلى قارة الفضاء الأزرق ليسكنوا بالدولة الوهمية ويكونوا ضمن شعب سكان الإمبراطورية التي أكتشفها مارك زوكنبرغ.. يحاولون هناك ان يشغلوا فراغهم وألم أوجاعهم الكثيرة ولو بسعادة زائفة مصطنعة.. يتابعون الصفحات المتنوعة ويضعون الأعجابات ثم ينطلقوا لثرثرة دردشة من خلال نافذة صندوق حوار محادثات بلغة مقموعة مستعينين بأشكال تعبيرية..

وجدت زويا ان هناك تستنزف الإحساس بالزمن حيث ميادين البوح للأرواح المخذولة والقلوب المكسورة.. تحركت أصابعها بخفة تداعب مفاتيح حاسوبها الشخصي مستغرقة بكتابة مقالاتها (سين وصاد يتحاربان منذ أزل التاريخ والسادة المبجلين الألف والباء والجيم منشغلين دوما بصياغة تعديلات دستور فضفاض يصلح لأن يرتدوا كسترة واقية تملصهم من اتهامات شعب الحروف البريئة التي تقصف وتنسف، تذبح وتباد لأنها ترفض ان تكون بموقع ليس لها محل من الأعراب مخدرة في نوم البؤساء..

ما دمنا في الشرق علينا أن لا نفكر بدقة في تحديد " من يقاتل من " فقد نكتشف ان الذي يدافع عنا ليس بالضرورة معنا، وان الذي يريد قتلنا ليس عدونا الصريح إنما موتنا هام جدا لبقائهم.. ومن يبدي برأيه الحقيقي في الأحداث الأخيرة فقد تأتي أخرته وينتهي مقطوع الرأس بنبأ عاجل يتصدر شاشات القنوات الإخبارية على أن يتزامن مع بث مباشر بالصوت والصورة لشريط فيديو يظهر فيه القاتل المقنع وهو ينحر الرقبة.. المشهد سيتم عرضه على اليوتيوب وينشره النشطاء الفيسبوكيين في لمح البصر بصفحاتهم ليرى العالم والملايين منظر سيول الدماء الطازجة وستنال عدد هائل من الايكات يسمح بالدخول في سباق هوس جنون كبسة الإعجاب بالقتل المتعمد مع سبق الإصرار والترصد.)



يتبع >>>>>>>





دنيازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-18, 10:42 PM   #775

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي



علمت زويا أن شهاب يتصل يوميا ليتابع ويستفهم عن وضعها بدقه التفاصيل، يتأكد من مواظبتها على أخذ أدويتها بالمواعيد والتزامها بتعليمات الأطباء بالابتعاد عن سماع الأخبار السيئة لتتجنب أي مؤثرات سلبية ترفع ضغط دمها وتؤخر في تحسن علاجها.. لكنه أبدا لم يطلب أن يكلمها وحتى حين رجع للقصر ذات نهار لم يجيء لزيارتها..

بصوت خائب كئيب أخذت تشكو باستهجان لعمتها:- لم يتصل بي طوال شهر فائت!!..

- أنتِ أيضا لم تجربي مكالمته لمرة واحده على الأقل لتطمئني عليه أو لتسألي عن أحواله!!.


- عاد للقصر ولم يأتي لرؤيتي!!.

تيتيان استمرت بحياكة الصوف متلهفة لإنهاء ألكنزه كي تفاجئ بها زوجها طلال في عيد ميلاده.. علقت بحيرة:- أذا جاء شهاب للقائك تعاتبيه باتهاماتك المجحفة!! وان غاب عنكِ تلومينه!! ربما يحاول تجنب المشاحنات واختصار الخناقات بينكما مراعيا حالتك النفسية واضطراب تقلبات مزاجك المتذبذب.

استفاضت العمة باستياء بطريقة متشددة بحدة التوتر :- أسمعيني جيدا أنا وطلال ارتأينا عدم التدخل في خصوصياتكما لكنني أحذرك نحن لن نقف جانبا على الحياد إذا استمر خلافكما يتصاعد ويأخذ هذا المنحنى الخطير.. أنا شخصيا لن أتجاهل ما تفعلينه به.. حاولي يا حبيبتي ترتيب أفكارك وعدم نكران مشاعرك.

استدركت تنصحها بهدوء:- لن تنتقص كبريائك وكرامتك يا فتاة لو قمتِ بالمبادرة في خطوة ايجابية لتتقربي من زوجك.


زمت شفتيها بامتعاض :- شهاب مخادع بحيله ومؤامراته.. لقد استطاع أقناعكم جميعا لتقفوا لجانبه وتتشاركوا بالمؤامرة معه.


شهقت تيتيان منتفضة، وضعت ما بيديها فوق طاوله قريبه وانبرت :- ما الذي تتفوهي به من هراء ومهاترات.. شهاب أنقذك.. قام بالتضحية من أجلك بأشياء كثيرة هو يرفض أن يخبرك عنها أو تعرفي بها كي لا تشعري أنه تمنن عليكِ وأنكِ مدينة له بحياتك.. أهكذا يكون رد المعروف؟!..

استرسلت :- زوجك لم يقصر معكِ بتاتا، لقد تحمل بصبر مالا يحتمله أي رجل بالكون.. لماذا تتقصدين مضايقته وإغضابه؟!! هو لا يستحق منك هذه المعاملة السيئة.


باستنفار وصوت متهدج هدرت زويا:- عميمه أرجوكِ أفهميني.. شهاب يصر بكل غطرسته أنه فعل الصواب وليس نادما أبدا!!.. ربما كنتُ سامحته وغفرت له لو أعترف بخطئه وأنه كان متعاليا وفوقيا بتصرفه حين فرض سطوته لينفذ ما يريده هو فقط.

التقطت أنفاسها المتقطعة وأكملت: - لم يحترم موقفي وجعلني أتسبب بالعذاب والتعاسة لكل من حولي وأكون بمرضي عبء عليكم.. ما فائدة حياتي وأنا هكذا بجسد يعجز عن التحرك والقيام بأي شيء دون مساعدة الآخرين، لقد أصبحت مجرد عالة.. يا ليت متُ.. كنتم ستحزنون لفترة لكن على الأقل تخلصتم من عناء آلامي وأوجاعي التي يبدو وكأن لا نهاية لها.

تلاشى صوتها بشهقات لوعة تخبط.. أسرعت العمة تيتيان لتهدئتها متجنبه الاستمرار في الضغط عليها.. ضمتها وانحنت تطبع على جبينها قبلة:- حبيبتي زويا ابعدي هذه الأفكار والوساوس عنكِ.



************************************************** ****************



مستندة إلى الجدران سارت زويا في الردهة بالضوء الخافت.. ببطء شديد على مهلها كطفلة صغيرة تتعلم المشي هبطت الدرج الرخامي إلى الطابق الأول..

وقفت أمام باب غرفة المكتب ورغم أنه موارب لكنها قرعته على أي حال.. سمعت صوته القوي الجهور:- أدخل .

كان يضع حقيبته على طاولة المكتب يرتب الأوراق بملفاته السرية بتأنِ.. نادته:- شهاب.


تصلبت عضلاته عندما شعر بوجودها.. يداه توقفت لبرهة لكنه عاد ليكمل تنسيق الملفات السرية كل في مكانه.. ظنت أنه لم يسمعها وعندما همت بمناداته مرة أخرى قال:- أنها المرة الأولى التي تناديني فيها باسمي.


أعترف بغتة:- كدتُ أصدق بيأس أني لن أسمعكِ تنطقين به وأن عقلكِ قد ألغاه من ذاكرتكِ كليا.
بدا في صوته حزن يشوبه الحسرة، فوجئت زويا بانتباهه أنها خلال مدة زواجهما لم تناديه يوما بأسمه.

أغلق الحقيبة ورفع عينيه نحوها يتفحصها بنظراته الثاقبة العميقة، بعد صمت ثواني تمتم:- يبدو أن ما تودين قوله يعني الكثير لك وبالغ بالأهمية لتقرري الخروج من عزلة صومعتك.
أردف بإيجاز:- مهما كان ما ترغبين به تأكدي أنني مستعد لتلبيته.


شاهدها تجر أقدامها بتثاقل لتحث خطواتها البطيئة.. شهور عديدة مرت لم تكن فيها زويا قادرة على المشي دون مساعدة، بدت الآن أمامه كمن تحقق انجازا عظيما.. توقفت تسند جانبها ترتكز على الجدار فالمسافة التي قطعتها من غرفتها بالأعلى إلى الطابق الأرضي لا بد أنهكتها..

صرح قائلا:- بإشارة واحدة منك سأحقق لكِ أي شيء.

سألته باندفاع: - أي شيء !!..

راقبت بحرص شديد رد فعله.. أبت زويا ان تتهاوى وتنهزم متردده في هذه اللحظة بالذات.. عليها ان تبذل قصارى جهدها، يجب ان تستمر بإصرار لتكمل ما أتت لأجله.. سألته بصوت هادئ خافت بتؤدة: - ماذا لو طلبتُ منك حريتي؟.. هل تعطيني إياها؟..


هوة كونية واسعة ابتلعت كل الأصوات في تلك اللحظات التي أعقبت ما قالته، تصلب شهاب مصدوما، تفرس بها طويلا بعينين جاحظتين ثم قال بخشونة مقاوما اختناق رئتيه:- أهذا ما جئتِ من أجله؟!! هل تعتبريني مقيدا لحريتك؟

أكفهر وجهه متجهما مشحونا بغضب مكبوت:- لا أعرف ما الذي يتهيأ لكِ؟!..

تلاشى صوته من ضغط الانفعال، زفر أنفاسه بضيق :- فكري جيدا قبل اتخاذ قرارك فأنتِ مازلتِ مشوشة ذهنيا بحالة اضطراب عصبي وتعانين من اكتئاب حاد.. الأفضل أن تتمهلي حتى تستعيدي اتزانك النفسي والعقلاني.


- أساسا حين تزوجتك لم أكن واعية تماما.. كنتً مغيبة بالمرض حتى أني أشياء كثيرة نسيتها بتلك الفترة، ما أتذكره أنك استغفلتني وخدعتني.


تصريحها أشعل النيران في جوفه وأحرق ضلوعه فمضت عدت دقائق بدت كدهر قبل ان يرد شهاب بخيبة بصوت متحشرج:- كنتُ أنوي تعويضكِ عن كل لحظات الألم التي مررتِ بها في حياتك، أردتُ أن تعيشي سعيدة لكن يبدو أني عجزت عن رسم ابتسامه واحدة على وجهك.


ابتلعت زويا ريقها تجابهه بإصرار :- أريد الانفصال.. تعرف أني أستطيع اللجوء إلى القانون ما بيننا مجرد وثيقة حبر على ورق.

بدا مصعوقا بوجه ممتقع وهو يسألها بمرارة : - بنظرك هذا ما يربطنا فقط!!.. مجرد وثيقة.

نظرت إلية بتوتر:- لا أعتقد أن هنالك شيء أخر.

استدركت بتلميحات لا تخلو من الاتهامات:- أتمنى ان لا تكرر استعمال نفوذك وسطوتك مرة أخرى.. فأنا أعلم أنك قادر على تعقيد إجراءات معاملة الطلاق في المحكمة.


رأته ينحني ليتكأ بيده اليسرى على حافة سطح المكتب كمن شعر بدوامة دوار مفاجئ، سحب الكرسي بيده اليمنى وجلس مغمضا جفنيه بشدة..

اندفعت زويا بتلقائية لتقترب منه مستفسرة بقلق هامسة:- ما بك؟

رفع يده بحزم :- لا شيء.

فتح عينية مستعيدا رباطة جأشه، نهض واقفا منتصبا بقامته بشموخ وراقبها مطولا بصمت، قال بنبرة خشنه عميقة بالحزن:- ما زلتِ لا تعرفينني جيدا يا زويا، أنا لا أتمسك ولا أتشبث بمن يختار أن يتركني ويتخلي عني.. إذا كنتُ تعلمت شيئا من الزواج الفاشل لأبي وأمي فهو عدم الاستمرار بعلاقة يقرر فيها أحد الأطراف الانسحاب.


صمت للحظات ثم أكمل بصوت أجش جاف:- إذا كان الانفصال حقيقة ما ترغبين به.. حسنا.. سأمنحك الطلاق يا زوجتي الحبيبة.

راقبها عن كثب وباغتها :- لكن ليس قبل أخذ حقي.

تسمرت زويا لبرهة مندهشة، رفعت بصرها نحوه بتؤدة ترمقه بحذر، هزت رأسها كمن استعصى عليها الفهم والاستيعاب، استفسرت بنبرة مرتعشة:- أي حق ؟!!

- حقي الزوجي.

إجابته متلعثمة باستهزاء ساخرة :- حتما تمزح .. لا داعي لمراوغة أساليبك الملتوية باللف والدوران.


توجست من التحول الذي بدا في معالم وجهه الصارم: - أنا الآن أتكلم معك بكل وضوح وصراحة وشفافية.. سأعطيكِ حريتك بكل هدوء ودون ضجيج لكن بعد ليلة حب كاملة نقضيها معا كزوجين.


تصادمت نظراتها المرتبكة بعينيه الثابتة تخترقها بعمق وهو يبوح:- لا استطيع أن أمنع نفسي، فإن كان علي أن أعيش في العذاب والندم ما بقي من حياتي وإلى الأبد فعلى الأقل لأتذوق طعم الهناء بقربك لمرة واحدة قبل أن نفترق.





إلى اللقاء في الجزء الثاني







التعديل الأخير تم بواسطة دنيازادة ; 06-03-18 الساعة 11:05 PM
دنيازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-18, 10:44 PM   #776

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
افتراضي


اعزائي اتمنى لكم قراءة ممتعة وبانتظار تعليقاتكم وارائكم بشغف



دنيازادة غير متواجد حالياً  
التوقيع


❤ مواويل الوجد ❤ https://www.rewity.com/forum/t486242.html

هيمنة الصولجان ج٢سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t436486.html
توجان الشركسيةج١سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t393647.html
كوابيس قلب وإرهاب حب مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/forum/t285859.html
هلوســات مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/vb/t214816.html
زمــن الفــرح مميزة https://www.rewity.com/vb/t293352.html
رد مع اقتباس
قديم 06-03-18, 10:58 PM   #777

Mrs.hamdallah
 
الصورة الرمزية Mrs.hamdallah

? العضوٌ??? » 376197
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 441
?  نُقآطِيْ » Mrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور للخاتمة....
مبارك ختام الرواية ...كانت رحلة ممتعة جدا جدا ..و ثرية جدا .....
لي عودة بتعليق ان شاء الله


Mrs.hamdallah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-18, 11:04 PM   #778

شيم الوفآء

? العضوٌ??? » 386413
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 138
?  نُقآطِيْ » شيم الوفآء is on a distinguished road
افتراضي

عنوان الروايه ملفت
اتوقع انها جميله
دمتم بخير


شيم الوفآء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-18, 11:28 PM   #779

totamohamedusama

? العضوٌ??? » 413316
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 86
?  نُقآطِيْ » totamohamedusama is on a distinguished road
افتراضي

شكررررررررررررررااااااااا اااااااااااا

totamohamedusama غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-18, 11:32 PM   #780

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي

دنيا بذمتك دي خاتمة تختمي بيها الجزء ياشريرة عيب على فكرة
مش فير كملي شوية مش هنتحمل انتظار الجزء الثاني
عمومًا مبارك الختام ياجميل بانتظارك ان شاء الله


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:07 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.