آخر 10 مشاركات
غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الانتقام المرير - ليليان بيك (الكاتـب : سيرينا - )           »          المتمردة الصغيرة (25) للكاتبة: Violet Winspear *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شموخ لا ينحني -قلوب شرقي(خليجي)-للمبدعة: منى الليلي(أم حمدة) *مكتملة & الروابط* (الكاتـب : أم حمدة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree25Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-18, 12:11 AM   #491

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي


الفصل الثالث عشر

أين أنتِ الآن..."

بالكاد استطاعت فهم شيئاً من أختها... بكاءها وكلامها المضطرب جعلها في غاية القلق....والكثير من التوقعات السيئة تضرب عقلها.... هل عادت لتهورها ضاربة بعرض الحائط كل تحذيرات والدها....

" أنا في البيت..."

تنفست الصعداء ودخلت القليل من الطمأنينة إلى قلبها لتهمس تهدئها :
" حسناً.. سآتي إليكِ.."

اغلقت الخط ووقفت للحظات تنظر أمامها بتعب لتعود إليهم من غير أن تنسى رسم الابتسامة على وجهها لا تريد أن تسبب القلق لسلمى... فيكفيها تخبطها الآن.....
قالت بنبرة استئذان وهي تنظر لسلمى :
" اعذروني... أنا يجب أن أذهب الآن...."

على الفور انتفض جسد سلمى انتفاضة بسيطة واقتربت منها تهمس بخوف :
" رحيل...."

قطعت رحيل المسافة بينهما وضمتها بلطف واخوة بينما تهمس بأذنها بنبرة دافئة :
" تمسكِ بالسعادة سلمى... تمسكِ بها بيديك واسنانك.... انت تستحقينها ... جداً جداً..... "

ثم ابتعدت عنها وهي تردف بمزاح لتخفف عنها :
" أنا مضطرة للذهاب.... سأتصل بكِ.....اهتمي بالعريس..."

رفعت نظرات ضائعة إلى زيد... غير مصدقة... احقاً تزوجت... وللتو.... عادت لتنظر لرحيل التي ضغطت على يدها تطمئنها ثم حيت زيد ووالده وغادرت المكان... حيث يقفون... في المحكمة.....

عصرت قماش جلبابها بكفيها المتعرقين واستدارت لوالد زيد الذي ربت على كتفها وقال بسعادة :
" أين تحبين الذهاب لنحتفل..."

نحتفل!!...انها بالكاد تستطيع استيعاب حقيقة زواجها من زيد.... ذلك الطبيب الذي كلما رأته تحفزت واصابها الاستفزاز....تزوجته... رباه..... أرادت أن تقول له برغبتها بالذهاب إلى عملها والاختباء فيه إلا أنها ومع تأملها للفرحة التي زينت كل قسمة من قسمات وجهه تراجعت عن ذلك وقالت بخجل :
" اينما تريدون...."

نظرت لزيد ....ولأول مرة بتدقيق... ملامحه الآن غامضة مستترة خلف ابتسامة هادئة... إنه يشبه والده كثيراً بخلاف لون الشعر والعيون.... وهو طويل جداً

" حسناً سنذهب لتناول الغداء في مطعم لا يوجد اكلاً بلذة أكله....."

قطب زيد والتفت له متسائلاً :
" هل تعرف مطاعم لذيذة من ورائي يا أبي...."

ارتسمت الخيبة على وجه يونس وهو يتمتم بحرج :
" تحرك يا ولد... فضحتنا...."

كانت تستمع للحوار الدائر بينهم لتشعر فوراً بأنها دخلت إلى عائلة..... مجنونة.....
عادت كفه وبكل اصرار تكبل يدها حتى شعرت بالتحام كفيهما... لكنها لم تقاوم وتركت نفسها تتشرب هذا الاهتمام.... والحب.... ببطء جائع.....

*****************

" ادخلي ... بسرعة....."

أغلقت رحيل باب غرفة أختها خلفها وتقدمت منها تمسك كتفيها وتقول بقلق :
" أخبريني.... ماذا حدث بالله عليك.... ما المصيبة التي فعلتها...."

كانت ميساء بأقصى درجات البكاء وبدا هذا واضحٌ على وجهها المحمر والدموع ترسم خطوطاً عليه... وعينيها المحمرتين كالجمر....
جلست على طرف السرير ومسحت وجهها المبلل وهي تقول ييأس :
" سأخبرك...."

لمدة نصف ساعة تقريباً اخبرتها بملاحقة ذلك الشاب لها.... ورحيل تسمتع لها بملامح مغلقة نهائياً بعد أن تخلت عن الصدمة الأولية......لكنها لم تدع مجالاً لخوفها أن يوقفها... أرادت بشدة أن تقف رحيل بجانبها وتساعدها... بعد أن أدركت أن الكتمان والتجاهل لن يفيد....

" أعطني هاتفك لأرى...."
سحبت الهاتف من تحت الوسادة وسلمتها إياه بقلب يرتعش.... ليزداد جمود رحيل وهي تمرر عينيها على كل رسالة لا تدل إلا على شيئاً واحد... أن كاتبها شاب عابث من الدرجة الأولى ولا يهمه اي احد......

رفعت رأسها ووضعت الهاتف وتراخت قبضتها عن الهاتف ليستقر بحضنها... وبقيت صامتة اثناءه كانت ميساء قد وصلت للرعب.... لتقول اخيرا بنبرة لا تشي بشيءٍ:
" لماذا لم تخبريني من قبل...."

اطرقت برأسها وهي تقول بنبرة يائسة :
" لقد خفت... خفت كثيراً..."

سمعت صوت حفيف ملابسها وهي تنهض لتقف ثم اتاها صوتها الغاضب المنخفض :
" بل قولي أنكِ وجدتِ الأمر تهوراً آخر تتحدينا به....غير مبالية بأبي وامي.... كل ما يهمك هي رغباتك واوامرك التي لا تنتهي...."

رفعت رأسها وهي تهتف بتوسل :
" رحيل... ارجوكِ... "

إلا أنها لم تهتم برجائها وهي تكمل ترقيعها لها... فقد فاض الكيل :
" كم أريد أن أعرف سبب واحد... فقط سبب... لكل ما تفعلينه.... أنتِ لستِ بطفلة صغيرة....لا يوجد بعقلك أي خطب.... لا أحد يجبرك ويسير خطواتك..... لذا ما سبب كل ما تفعلينه... "

دمعت عينا ميساء بشيء من الجرح وقالت باندفاع :
" أنا... أنا أريد أن أشعر بالتفوق عليكِ... يحرقني ويؤلمني احساسي بالفشل.... أنتِ الطبيبة المجتهدة... المحبوبة من الجميع... بينما أنا الطفلة المتهورة بعين والديّ فقط..... "

فغرت رحيل شفتيها بصدمة... بينما تهمس :
" التفوق علي...."

نظرت لها ميساء للحظة ثم اشاحت وجهها بألم لتقترب منها وتقف فوق رأسها تهتف بعصبية :
" تقولين بأن والديّ لا يرون فيكِ إلا ميساء المتهورة..... هذا لأنك أنتِ من اعطيتهم هذه الفكرة عنكِ.... منذ دخولك الجامعة بل من قبلها وأنتِ لا تكفين عن عصيانهم وارتكاب كل الحماقات....ومع هذا ابي منحك كل الحرية... لم يضيق عليكِ ويمنعك من الخروج والدخول... منحك كل ثقته... وأمي أيضاً صبرت عليكِ.... فكيف تقولين هذا الكلام..... "

سقطت دموع ميساء وهي تنظر للأرض بصمت لتكمل رحيل بتعنيف :
" ثم... إن كنتُ لهذه الدرجة مشكلة بالنسبة إليكِ ... ألا يجدر بكِ التفوق بدراستك حتى تصبحين أعلى وانجح مني.... لا أن تهملين دراستك وترسبين..... نظرتك للأمور كلها غلط وتفكيرك اعوج.... "

مسحت رحيل وجهها الساخن انفعالاً وغضباً ثم قالت وهي تلتقط أنفاسها :
" سنرى حل لهذا الشاب.... أخبريني الآن أيكتفي فقط بالرسائل.... "

هنا شحب وجه ميساء حتى أصبح لونه يماثل لون البلاط الذي تنظر له لترفع رأسها بتردد ثم تقول بنبرة بغاية الاهتزاز :
" هذا سبب اتصالي بكِ.....في الصباح بعث لي رسالة شككت عندما قرأتها بأنه قد عرف عنوان المنزل... لكنه عاود إرسال رسالة أخرى يخبرني بها أن أطل من نافذة الغرفة... وعندها رأيته يقف بعيد عن البيت بقليل...."

وضعت رحيل كفها على فمها شاهقة ثم أقتربت مسرعة من النافذة تتفحص بنظراتها الشارع أمام بيتهم لتعود إلى ميساء وتقول ببهوت :
" أيتها الغبية... ماذا فعلتِ... أيتها الغبية... كيف سنتصرف بهذه المصيبة..... "
نهضت ميساء تتمسك بها وهي ترتجف :
" آآآه رحيل... أنا خائفة جداً....."

رق قلبها لها وهي تراها بهذه الحالة من الانهيار لتضمها إلى صدرها وهي تقول بهدوء :
" توقف ِ عن البكاء ودعينا نفكر بحلٍ... لا تقلقي واهدئي.... حسناً... "

ربتت على كتفها وشردت تفكر بحل لهذه المعضلة... بل المصيبة وإن عرف والدها بها..... فستصبح مصيبتين على رأسهم.... يجب عليها إيجاد حل.... يجب.....
لمعت عينيها فور أن خطر لها هذا الحل ثم زفرت بيأس وهي تهمس بداخلها بحنق
" ميساااااء.... ما نهاية مشاكلك بحق الله..."

****************

ألقى نظرة مبتسمة من خلال مرآة السيارة الأمامية على والدته والتؤام بجانبها ثم عاد ليركز على الطريق.... إنه ينوي أن يكون اليوم أسعد ما يكون.... وماذا يوجد أسعد من أن يكون بين عائلته سواء بالبيت أم خرجوا... المهم وجودهم معه يحيطونه بالحب الذي اشتاق إليه..... والاهتمام الذي يتلهف له مهما أنكر ذلك بكبرياء اخرق..... لكن هذه السعادة ينغصها أمراً دائم التفكير به.... بأنه لن يستطيع العيش والتكيف في المجتمع ما دامه يحمل لقب سجين سابق.... مهما كانت التهمة.... قصيرة أو طويلة... ظلم ام تعمد.... الناس لا يرون كل هذه التفاصيل غير المهمة – برأيهم –.... كل ما يهمهم ظواهر الأمور وسطحيتها وبناءاً على ذلك يحكمون عليك......
تنهد بغم إلا أنه توقف عن الاسترسال بالتفكير السلبي.... وركن السيارة حيث دعا أفراد عائلته لتناول الطعام في مطعم معروف.. أصر عليه رغم رفضهم بتكليفه مبلغاً ثميناً....

أحاط كتفي والدته وقادها معه للداخل بينما يسير بجانبه والده وندى المتحمسة وعهد المتعب ...

" كيف هو المطعم..." تساءل باهتمام

قال والده بوقار :
" جيد جداً بني... سلمت يداك..."

نقل نظره لعهد وابتسم يقول بنبرة تصنع بها عدم الإدراك :
" وأنت عهد... كيف رأيت المطعم...."

اكتفى الأخير بإيماءة خفيفة من رأسه ليزفر ويقترب من أخيه الجالس بجانبه ويقول بصبر :
" هل هناك شيئاً ازعجك..."

نظر له عهد ورد بخفوت :
" لا... فقط متعب.... هذه الفترة كانت مليئة بالاختبارات ولم أصدق أنني انتهيت منها "

جعد جبينه وقال برفق :
" كان يجب أن تبقى بالبيت لترتاح ...."

رسم ابتسامة خفيفة على فمه وقال بمرح :
" مستحيل ان افوت الطعام اللذيذ علي....

بعد أن انتهوا من تناول الطعام جلس عاهد مع والده بينما التوأم مع والدته مندمجين بالحديث.... لقد لاحظ ذلك.... إمه تجذب اهتمام ندى وعهد دائماً بأبسط الأمور... لقد توقع وكمثل أقرانهم انهم سينجذبون إلى أمور أكثر إثارة من الجلوس والاستماع لحديث والدتهم..... وهذا اسعده جداً....

" بني.... كيف العمل معك..."

التفت لوالده وقال مبتسماً :
" الحمد لله... يسير بخير..."

وضع محمد كفه على ذراعه وعينيه القلقة تسأله قبل لسانه :
" عاهد اجبني بصراحة... هل هناك ما تبحث عنه.... هل تورطت بشيءٍ من دون قصد.... أنا قلق جداً عليك هذه الأيام... مكوثك بعيداً عنا.... لا شيء نعرفه عنك... كل هذا يثير بي المخاوف والشكوك.... أخبرني بني...."

اشاح بوجهه يهمس متهرباً :
" ما الذي يمكن أن أخفيه مثلاً.... انت تقلق نفسك بلا داعٍ ابي.... "

تفحصه محمد ليقول بعد صمت بهدوء مزيف :
" أنا عرفت كل شيء بني.... "

انتفض محدقاً بوالده بصدمة ليردف :
" عهد أخبرني... بل قبل أن يقول انا كنت واثقاً من انك مستحيل ان تقتل أحداً.... لقد كنت مراهقاً وشاباً مسالماً وقلما تدخل بأي مشادات فكيف تريديني أن أصدق هذا عنك...."

اخفض وجهه المتأثر ولم ينطق ليقول محمد بألم :
" هل تظن أن معرفتي بأنك انسجنت ظلماً هيناً علي.... أنا أشعر بقهرك ولدي ولكنني لن اجعلك تضر نفسك.... أنا لست مستعداً لأن اخسرك وتبتعد عني مجدداً.... هل تفهم عاهد.... ووالدتك أيضاً فكر بها... إنها ام ولم تصدق عودتك إليها فلا تحطم قلبنا مرة أخرى...."

ألقى نظرة على والدته و شقيقيه إن كان قد لفت نظرهم ام لا فوجدهم ما زالوا على وضعهم ليعود لوالده يقول بقهر :
" أنا لا أستطيع تكملة حياتي هكذا من دون أن اعثر عليهم واسجنهم.... من دون أن أثبت براءتي.... لا أستطيع وانا اعلم بأنهم بأي وقت سيعودون لتجارة المخدر لهنا...."

ابتلع محمد ريقه وشاب الحزن ملامحه بينما وقال يحاول افهامه :
" اسمعني عاهد.... الكثير من الناس هنا تسمع وترى أمور يشيب لها شعر الرأس لكن هل هذا معناه ان يسارعوا لقمع تلك الأمور.... لا بني... انهم يكتفون بالعيش في حياة كريمة.... المهم أن يبقوا أحياء ... ربما ترى منطقي هذا خاطئاً لكنني اب لا يسعى إلا لراحة اولاده كما باقي الآباء... ومن ثم تعال وأخبرني... ألن تريد الزواج بيوم... لقد كبرت ومع الوقت ستحن لطفل من صلبك..... لن تضل في هذه الدائرة المظلمة طوال حياتك.... "

الزواج..!... وهل من مثله يحق له أن يتزوج.... بزغت له صورة رحيل من العدم محتلة عقله قبل قلبه ليعترف لنفسه ولو مؤقتاً أن هذه الفتاة لا تؤثر به فقط... بل إنها تعدت هذه المرحلة.... أصبحت كشيء ثابت في حياته وبنفس الوقت ليس معتاداً عليه.....
ارتفعت زاوية شفتيه بابتسامة ساخرة ونبرته خرجت محترقة....مقهورة :
" اي زواج تحكي عنه يا أبي.... أنا وأنت نعلم جيداً بأنني فقدت هذا الخيار منذ زمن....."
ضغط محمد على كتفه وهتف :
" بل لا... لم تفقده.... إياك بني أن تسمح لأي تفكير سلبي يعبر خيالك منذ الآن....من تحبك.. من تريدك بصدق كل هذه الخزعبلات لن تهمها.... وانت لا تستحق إلا فتاة تحبك....."

لم يضف على كلام والده شيئاً... احس بكلماته تنفذ إليه لكن بتأثير قليل لم يزحزح من إصراره ذرة....لا أحد سيشعر بمثل ما يشعره... احساس الظلم والعجز لا يذوقه إلا من جربه فقط.... فكيف يريده أن ينسى.....

عاد هو ووالده لهم يندمج معهم مرة أخرى.... مريحاً أعصابه لفترة.... وبينما هو كذلك استطاع لمح نظرات وابتسامات منهم بعثت طمأنينة لقلبه.... لكن لم تستطع أن تنسيه أو تجعله يتجاهل صورة رحيل التي على ما يبدو قد تربعت على...... قلبه

**************
لأول مرة تنظر لنفسها في المرآة من دون أن تكون راغبة بتكسيرها... من دون أن تشعر أنها تكشف عيوبها والجروح الموجودة في قلبها... لأول مرة تحس بأنها أنثى يحق لها أن تحب وان تنحب....
كان الفستان الوردي الداكن بتصميمه البسيط الأنيق والحجاب الفضي يبدوان عليها بغاية الأناقة.... وجهها كان مضيئاً ومسحة الزينة الخفيفة على وجهها زادته القاً....... لكن كل هذا لم يمنع شعورها بالخوف وكأنها مقدمة على تجربة صعبة قد تخرج منها حية أو ميتة... لا الزواج!!
بسرعة وضعت الهاتف على أذنها فور أن لمحت اسم رحيل يضيئه وقالت بلهفة :
" أين أنتِ... أنا انتظرك... لن أخرج من دونك....."

قالت رحيل بلين :
" ها أنا بالطريق حبيبتي لا تقلق ِ..."

ثم قهقهت وهي تستطرد بمرح :
" لا أصدق الدكتور زيد أبداً.... بنفس يوم عقد القران يدعونا إلى حفل الزفاف... أرآه مستعجلاً جداً....."

شعرت بالغيظ لتقول بنزق :
" إنه ليس حفل زفاف رحيل.. "

فتعاود رحيل ضحكها الماكرة وهي تهتف :
" نعم ليس زفافاً اعذريني... حسناً نصف ساعة واكون عندك... إلى اللقاء... "

أقفلت الهاتف وهي تتأفف ثم جفلت وهي تسمع الطرقات الهادئة على الباب ليطل بعدها وجه يونس فور اخباره بالدخول.....
توترت في وقفتها وهي تنظر لملامحه السعيدة بتوجس ليقترب منها ويجلسها بجانبه على الأريكة قائلاً بإعجاب :
" ما شاء الله تبدين جميلة يا ابنتي.... أنتِ أفضل من مئة خبيرة تجميل "

ردت بخجل وهي تتلمس حجابها الحريري :
"ليس لهذه الدرجة.... شكراً لك.... "

عبس وقال بعتب :
" أنتِ ابنتي سلمى...لا داع للرسمية بيننا...."

ثم اردف بحماس ليهدأ توترها :
" لقد بدأ الناس بالمجيء... وزيد ينتظرك على أحر من الجمر.... لقد منعته بصعوبة من أن يدخل إليكِ..."

إن كان يظن بأنه سيهدئها فقط خاب ظنه.... فجسدها تحفز حتى شعر بأنه ارتفع على الأريكة بضع انشات ورفعت حاجبها باستنكار لم يخفى عليه... ليبتسم ويقول ببشاشة :
" انسيك منه الآن.... هل أنتِ جاهزة لنخرج.... "

شابكت يديها في حجرها وتمتمت:
" أنا سأنتظر رحيل.... "

وقف وقال بانشراح :
"كما تريدين..... تأكدي من أنني سأقف بجانبك حتى لو ضد ابني...."

ثم فتح الباب وخرج ببساطة ولم تمضِ عشر دقائق إلا وكانت رحيل تدخل من نفس الباب لتقف وتقترب منها بسرعة بينما تنظر لها رحيل بانبهار وتهمس :
" ما هذا الجمال يا فتاة.... "

مسحت على جبينها الذي بدأ يتعرق وهي تقول بارتباك شديد :
" رحيل.... أنا خائفة.... "

مدت رحيل كفها وأخذت تعدل لها حجابها قائلة بحزم :
" لا... أنتِ لست خائفة... هذا فقط توتر تمر به كل من تتزوج.... أنا معك دائماً.... حسناً..؟"

أومأت برأسها لتمسك رحيل كفها وتسحبها معها من دون أن تتيح لها وقت للاستعداد...فور أن خرجتا من باب الغرفة قابلها وجه والدتها وهي تقف مع والد زيد..... لتقف متيبسة وتهمس بعدم تصديق :
" امي.... "

لم تشعر متى تركت رحيل كفها ولا متى خرجت هي ووالد زيد إلى الحديقة المرافقة لبيته حيث المدعوون... كل تركيزها كان منصب على والدتها التي تتقدم منها بحذر لتقول فور أن أصبحت أمامها :
" مبارك يا ابنتي..."

رمشت وهزت رأسها وقالت باستغراب :
" امي... متى أتيت ِ وكيف..."

" مع رحيل... هي من أخبرتني بأنك ستتزوجين اليوم..."

اخفضت نظرها وتجاهلت نظرة الألم بعيني والدتها وقالت بهدوء :
" لنخرج..."

همت بأن تتحرك لكن دخول زيد منعها... وشكله المنبهر بها جعلها تتقهقر إلى الخلف... تود لو أن تهرب.... سمعت والدتها تقول بخفوت :
" أنا سأسبقكم.... "

صدرها أخذ يرتفع ويهبط بحركة سريعة وهي تراقب تقدمه منها بخطوات صامتة...... وعينيه تبدي أكثر من نظرات إعجاب.... نظرات عصية عليها.....

" لقد تأخرتِ...."
أبعدت نظراتها واستقرت بها إلى ما خلفه وهي تقول بهمس :
" آسفة...."

مد لها ذراعه حتى تمسك بها....لتأخذ شهيق وزفير عالي وتمسك بها بخفة وكأنها تلمسها لمساً فقط.. لكنه لم يعلق وسار بها للخارج .....
أصوات التصفيق والتبريكات كانت تنهال عليها من كل جهة.... وأثناء ذلك زيد لم يبارح جانبها... عرف عليها الكثير من زملائه وأصدقائه.... واندمج مع والدتها وقد اكتشفت انه تعرف عليها قبل يومين وزارها في منزلهم....هذا جميل!!

لم تكن حفلة بالمعنى الحرفي للكلمة... فقط جلسة تشوبها بعض الاغاني الهادئة في حديقة منزل زيد...وهذا آراحها فقط ظنت بأنه يريد حفل زفاف ضخم.... لكنه هو من اقترح هذه الحفلة فرحبت بها دون أي اعتراض.....
رفعت كفها ونظرت للخاتم الذهبي الامع والذي يتوسط بنصرها.... ومسحت عليه بشرود لتتسلل أصابع أكبر حجماً وتمسك بكفها ثم تشعر بشفتيه الدافئة تطبع قبلة صغيرة عليه.... إنه دوماً يباغتها بأفعاله وكأنه يعلم أنها ستعترض.... لا يترك لها مجال لردة الفعل..... إنه مجنون!!

**************

"عاهد.. يا رجل سعدت جداً بقدومك...."
سلم على زيد سلام رجولي خشن ثم قال مبتسماً :
" مبارك زواجك....."

تحرك ليجلس على إحدى الطاولات البعيدة بعد أن تكلم معه لدقائق.... إنه لم يأتي لهنا فقط لأن زيد دعاه...لقد أخذها حجة يستر تحتها رغبته برؤية رحيل... ولأنه متأكد من أنها ستأتي...لقد اشتاق لرؤيتها.... مهما فسر هذه الرغبة ومهما حاول أن ينكر.... لا يستطيع أن يخفي الحقيقة العلنية.... لقد اشتاق إليها.....
تلفت بأنظاره حول المكان حتى التقط هيئتها من بعيد... تقف أمام إحدى النساء وقد بدت امرأة بعمر والدته تقريباً وتتكلم معها وابتسامتها العريضة المعتادة مرسومة على وجهها.... هي مجرد لحظات لم يهتم بعدها وعينيه ثابتة عليها لم يتحرك حتى وقع نظرها عليه لتخفت ابتسامتها بارتباك ثم رآها تهمس للمرأة شيئاً وتقترب منه.....
لقد بدت جميلة بفستانها المحتشم وشعرها الذي يثير جنونه....جميلة جداً
وقفت أمامه وقالت بتلكؤ :
" مساء الخير...."

ليجد نفسه يقف هو الآخر ويقول بنفس التوتر.... والارتعاش :
" مساء النور....."

ابتلعت ريقها وهي تنظر حولها بتردد كبير إلى أن قالت بتهذيب :
" هل يمكنني الحديث معك بموضوعٍ ما...."

اصابته الدهشة فعلياً لكنه لم يسأل واشار لها لتجلس..... فلم تعترض رغم أن جلوسهم مع بعض بهذه الصورة قد يعرضهم للأقاويل لكن ما يشغلها أهم من كل هذا.....

تلاعبت بأصابع يديها بعصبية وهو ترك لها المساحة الكاملة حتى تستعيد شجاعتها وبقي ينظر لرأسها المطرق بتأمل... سعيد....

" أنا أحتاج مساعدتك بأمرٍ...."

أصابه القلق حقاً... وملامح وجهها المهمومة تزيد من نار ذلك القلق ليقول يستعجلها البوح :
" أخبريني...."

فتحت حقيبتها المستقرة على حجرها وأخرجت منها قصاصة ورقية صغيرة لتقدمها له وهي تقول مشيحة بوجهها:
" إنه رقم مجهول لشخص لا أعرفه....لكنه يتصل باستمرار واصرار.... أنا أريدك أن توقفه..... هل تفهمني....."

لم تكن قادرة على صيغ جملة واحدة صحيحة وهي تشعر بالرهبة من أن تطلب منه هو دون الجميع.... كم يبدو تصرفها بغاية التهور... وكم تريد التراجع عنه... لكن كيف ستساعد ميساء... كيف سيتخلصون من هذه المصيبة التي جلبتها شقيقتها بكل حماقة... ثم عندما أدركت عظمها استنجدت وكأنها رحيل الخارقة.....

شعرت به يميل ناحيتها ويهمس بحدة :
" هل يتصل بكِ دائماً...."

عادت إلى الخلف واطبقت شفتيها بخوف ليخبط على الطاولة خبطة عصبية خفيفة ويردف بغضب :
" قولي رحيل... هل يزعجك... َ"

همست بتوسل والعجز يرتسم بوضوح في عينيها :
" ارجوك... هل يمكنك فقط أن تساعدني من دون أن تسأل عن شيء..... "

تنفس بعمق وعينيه تعلقت بدمعاتها الرقيقة التي لمعت بها عينيها الخضراء...... نهض يقول بانفعال مرتبك :
" لا تبكِ.... سأتصرف..."

ابتسامة امتنان جعلته يبعد نظره عنها ويقول بصرامة :
" متى ستغادرين... الساعة السابعة مساءًا... لقد تأخرتِ.... "

ردت بدهشة وكأنها تنظر لمجنون :
" أبي سيأتي ليقلنِ انا وأختي....."

الأفضل له أن يغادر قبل أن يرتكب المزيد من الحماقات أمامها.... ألقى عليها نظرة سريعة ثم تحرك ليسلم على زيد ويغادر المكان مبقياً خلفه قلب يدق بعنف..... دقات لا تدل ولا تعني إلا..... الحب...

******************

بعد أن انتهت الحفلة.... وفضي البيت إلا منها وزيد ووالد زيد...... زيد زوجها... ووالد زيد حماها..... آن لها أن تصدق ذلك.... فلا تفيد الصدمة أو عدم التصديق بشيء......
كانت شاكرة لرحيل التي اهدتها دفعة شجاعة وطمأنينة كبيرة قبل أن تغادر مع والدها الطيب..... ووالدتها التي اكتفت بكلمة مباركة خجولة كررتها عليها كثيراً طوال الحفلة قبل أن تصطحبها رحيل...... تساءلت كيف لوالدتها أن تمكث في البيت وحدها من دون خوف.... لترد على نفسها ساخرة... فأمها رغم كل شيء تفضل ذلك البيت بجدرانه الباردة ووحدته الدائمة.... تفضل زوج خالي من صفات هذا اللقب على أن تكون مطلقة.... وماذا ستفعل لها.... لن تحاول تغيير هذه القناعات فقد فشلت من قبل واصابها من الخذلان الكثير...... وتعبت

دخلت البيت وغمرها احساس الأمان فوراً..... أمان مختلط بالترقب...
لم تعترض على لمسة يونس الأبوية التي حطت على كتفها وهو يقودها إلى طاولة كبيرة عليها أصناف متعددة من الطعام... ليقول بحب :
" بالتأكيد أنتِ جائعة هيا لنأكل...."

جاء زيد خلفهم وجلس مقابلاً لها تماماً لتستدير ليونس وتقول محاولة تشتيت انتباهها عنه :
" هل انت من طبخت كل هذا الطعام يا عمي...."

ضحكة خافتة تسللت إليها ليكشر يونس ويلتفت لابنه قائلاً بعدم رضا :
" لا تضحك يا ولد...."

ثم عاد ليقول لها بفخر مصطنع :
" لا يا ابنتي... هذا شريته من المطعم... لكن أعدك ستأكلين من يدي بدئاً من غداً...."

ارتفعت ضحكات زيد وهو يغيظهم وقد شعر وكأنه منبوذ بينهم :
" أبي... انت لا تعرف كيف تقلي بيضة..."

قلب عينيه وقال بسأم :
" لو سمحت لا تتدخل بيننا...."

وعاد لتركيزه معها وهو يقرب منها الطعام متجاهلاً زيد الذي لمعت عينيه بالغيرة..... على الطرفين

" هيا كلِ.... تغذي جيداً...."

ابتسمت بخجل وهي تتقبل منه اللقيمات التي يضعها على صحنها.... للحقيقة هي جائعة فمنذ الصباح والدوامة التي لفتها لم تتح لها التفكير بالطعام....

ساعدته برفع الطعام للمطبخ وتنظيف الطاولة وكل هذا وزيد ورائها يحمل صحنين هما كل ما ساعدهم به ببطء مغيظ..... ونظراتها الغامضة لم تعتقها أبداً........
وقفت في الصالة بحيرة بعد أن دخل يونس إلى غرفته ليأتي زيد من المطبخ ويقترب منها... همست بتلعثم :
" أين... سأنام...."

همس بدوره مصححاً :
" قصدك سننام...."

أرجعت جسدها إلى الخلف إلا أنه قبض عليه بذراعيه وضمها كلها إلى صدره بحركة واحدة.... شل لسانها فلم تستطع النطق وكامل جسدها مكبلاً بإصرار ليمنعها من المقاومة.......
رفع كفه وتلمس وجنتها بلمسات كانت كنسائم حطت على خدها.... لتغمض عينيها تتنعم بهذا الملمس الذي يتدفق حناناً ما احوجها إليه.... ثم تشهق وتفتحهم بكامل اتساعهم فور شعورها باستبدال تلك الاصابع الرقيقة بقبلة على وجنتها...... ما أن تمكنت من تحرير إحدى ذراعيها حتى رفعته إلى كتفه تنوي إبعاده لكنه أمسك به بقوة وهو يحول قبلته إلى شفتيها بلمح البصر.... وبمجرد لحظة خاطفة كانت قد ابتعدت عنه بعنف هاربة إلى أحد الغرف التي قابلتها بوجهها.... غرفته

بعثر شعره بقوة وهو يتمتم بحنق :
" غبي... غبي يا زيد...."

رمى نفسه على الأريكة التي على ما يبدو ستكون ونيسة لياليه الايام القادمة.....وملمس خدها ما زال يشعر به.... بكم كان ناعماً.. دافئاً...

*****************

مر شهر.....

دخلت إلى الحجرة التي باتت الآن فارغة.... وحيدة.... بانتظار من كان يمكث بها أن يعود.... وهل سيعود..... إنها دوماً تسأل نفسها هذا السؤال منذ غادر... هل سيعود كريم ليكمل علاجه.... أم إنه استسلم نهائياً لليأس.... وإن كان استسلم ماذا هي بفاعلة..... هل ستكمل عملها وحياتها متناسية مريض شاب صغير كان يوماً بحاجتها ولم تستطع تقديم المساعدة له.....
لم تستطع أن توفي بعهد سري كان بينها وبين نفسها بأن تعيد له روحه الشابة وابتسامته المضيئة.... تماماً كما كان يبدو في صورة ارتها اياها والدته ذات يوم..... صورة تشع شباباً مزدهر... وطموح عالٍ... وتفكير إيجابي في المستقبل....

توغلت إلى الداخل واتجهت إلى المكتب الذي لم يتحرك عنه شيئاً... الكتب التي جلبتها له ما زالت في مكانها كما رأتها قبل شهر.... والمذكرة أيضاً.... تلك التي صنع شجاراً كبيراً عند عدم عثوره عليها.... لقد ذهب قبل أن يأخذها.....
مدت يدها وسحبتها من فوق المكتب لتجلس على السرير.... وتنظر لها بتردد حتى حسمت أمرها وفتحتها..... أول صفحة كانت كبطاقة تعريف عنه.... اسمه وعمره... أسماء والديه.... تخصصه بالجامعة.... حتى أنه كتب أكلته المفضلة... وأشياء كثيرة عبئت وجه الصفحة وخلفها.....
عادت لأخر ما كتبه ووجدت انها مجرد كلام متناثر غير مرتب لكن اول ما لفت انتباهها هي " أنا حلمت اليوم بصديقي المتوفي..."
ثم بعدها بصفحتين " أحلامي به تكررت..."

وكأنه يشكو عن أمر يقظ مضجعه.... لكن لمَ لم يشكو إليها بدلاً من الورق... ألم تكن كافية... ألم تعطيه الثقة اللازمة.... أكانت بهذا الفشل....

وضعت المذكرة جانباً فهي لا تستطيع اختراق خصوصيته أكثر... ولولا حاجتها لمعرفة ولو سبب عن مغادرته المستشفى لما دخلت غرفته من الأساس... لا تريد تذكير نفسها بخذلانها.....

خرجت من الغرفة واغلقتها خلفها لتتجه إلى مكتبها..... تكمل باقي عملها بروتينية بدأت تسيطر على حياتها ... ومع أن لقاءاتها مع سلمى لم تنقص أو تنقطع.... لكن شعلة الحماس بداخلها خفت لهيبها....
أكثر ما يسعدها أن سلمى بدأت تتفتح من جديد.... زواجها على حد قولها جيد وعلاقتها بحماها واضحة للعيان كم هي قوية.... لقد توقعت بنسبة مئة بالمئة أن سلمى ستتعلق بوالد زيد كثيراً.... ستجد فيه الأب والأم اللذان افتقدتهما طوال حياتها.... أما عن علاقتها بزيد فهي لا تعلم عنها شيئاً.... سلمى لا تتكلم عنها وزيد متكتم أيضاً.... كل ما تتمناه أن تمضي سلمى بحياتها مع من يحبها بصدق... وأن تنسى جميع جروحها وتتخطى آلامها...

رن الهاتف الأرضي الخاص بمكتبها لترفعه على أذنها بكسل فيأتيها صوت مساعدتها العملي :
" دكتورة رحيل.. المدير يطلبك في مكتبه..."

قالت بإرهاق :
" حسناً...."

بآخر توقعاتها بل وآمالها لليوم لم تتوقع أن ترى أول شخص أرادت رؤيته.... شخص كانت للتو تنعي فشلها في علاجه.... كريم.....
من دون أن تنظر لأحد.... سواء للمدير أو لوالديه.... من دون أن تحيي بأدب كعادتها... توقفت أمامه حيث وقف هو الآخر يقابلها... وبالرغم من شحوب وجهه الخفيف كانت في عينيه نظرة قوة وتصميم ادهشاها....
قالت متنهدة وبنبرة يشوبها العتب...:
" كريم.... أين كنت..."

خرج المدير يصطحب معه والدي كريم اللذان ألقيا عليها نظرة كلها أمل... واستغاثة....

" كنت أبحث عن نفسي.... لقد تاهت مني وكان يجب أن أبحث عنها أولاً... من دون مساعدة...."

ارتكت على الطاولة بكف يدها وقالت برفق :
" وجدتها؟... "

شعت خضراوتيه ببريق عزم وقال مومئاً :
" عرفت مكانها.... وسأصل إليها معك.... "

وكأن اسمه هو الوحيد الذي تستطيع نطقه وسط دهشتها.... وفرحتها... :
" كريم...."

اقترب منها أكثر وضغط على يدها يقول بأسف :
" أنا آسف رحيل.... بالتأكيد شعرت ِ بالخذلان مني.... بالخيبة لأنني استسلمت وهربت.... لكن لا.. أنا لم اهرب... أنا راجعت حالي... سألتها إن كانت تريد حقاً فرصة جديدة في الحياة.... تكبر وتحقق آمالها.... أم تذوي وتذبل.... وكانت الإجابة..."

اردف بكل قوته الذي قرر أن يشحنها بداخله :
" وكانت الإجابة بأنها ستموت من دون حياة جديدة.... من دون ضوء يـُنيرها.... قالت لي بأنها ستتمسك بالحياة لتحيا... لتعيش.... "

قالت ودمعة وحيدة تتدحرج على خدها ولم تستطع منعها.. بل لم ترد منعها :
" أنا سأقف معها... سأعاقبها إن تخاذلت.... وسأجازيها على كل قوة ستحصل عليها.... هل فهمت كريم..... "

اومئ برأسه واكتفى بأن تشبث بيدها أكثر.....ليثبت لها كم هو صادق.... عازم.... ومُصر

يتبعه الفصل الرابع عشر مباشرة

noor elhuda likes this.

Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 12:14 AM   #492

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الفصل الرابع عشر

فتحت ستائر غرفتها بأكملهم حتى ينتشر ضوء الصباح في الغرفة ويبدد كآبتها وجوها الخانق قليلاً.....لكن أي من اختناق روحها لم يتلاشى..... هذه الأيام كانت عصيبة عليها وبنفس الوقت تخلصت فيها من مصيبتها التي حطت عليها مذكرة اياها بعواقب افعالها..... نعم هي تشعر بأن ذلك الشاب كان مجرد عقاب لها..... لقد توقف عن اتصالاته ورسائله فجأة وعندما حكت لرحيل عن ذلك اكتفت بأخبارها انها تكفلت بالموضوع... وحذرتها بأن تغلقه نهائياً....

ربما كان الأمر ليس كبيراً لتلك الدرجة.... لكنه كذلك بالنسبة إليها... كان كدرس من أقسى ما يكون....
قبل اسبوع آتاها والدها إلى غرفتها لتنتفض فرحة تعتقد بأنه أخيراً رضي عليها.. لكنه بأمر قاسي... بارد أخبرها بأنها ستعود لإكمال جامعتها..... وعكس ما توقعته... لم تفرح بل بكت تلك الليلة كطفلة محرومة....وداومها على الجامعة أصبح محسوباً بالسم... من البيت إلى الجامعة ومن الجامعة إلى البيت.... تركيزها كله مصب على الدراسة علها تحنن قلب والدها.... لكن كل هذا لم ينفع وهو للآن يعاملها بجفاء... ويكلمها للضرورة.... فكيف إذا عرف عنها ما أكبر من مجرد الرسوب.... ماذا لو عرف عن ذلك الشاب..... يومها ستكون قد خسرته للأبد......

تحممت وغيرت ملابسها حتى تنتعش ومن ثم جلست أمام مكتبها وهي تهمس بتصميم :
" سأجتهد ابي... وسأرفع رأسك عالياً.... ميساء القديمة ستختفي وانا أعدك....."

***************

بابتسامة مستفزة كان يدفعها لتخرج من البيت بينما هي تقاومه وتهتف بنزق :
" لقد أخبرتك بأنني سأذهب مع عمي.... كفى زيد..."

إلا أنه لم يتراجع عن ابتسامته بل اقرنها برفعة حاجب مغرورة وهو يقول ببرود اغضبها :
" أنتِ زوجتي ولن تذهبِ إلا معي..."

زمت شفتيها تنظر له باشتعال لتتكتف قائلة بعناد :
" لن اتحرك..."

طل من وراءهم يونس وهو يهتف لها باعتذار :
" اذهبِ معه يا ابنتي.... أنا اكتشفت ان هناك شيئاً سأفعله في البيت وسأتأخر لأخرج....."

فغرت فمها بدهشة غاضبة لتنظر لهما بحنق والدخان يكاد يخرج من أذنيها وانفها.... ضربت بقدمها على الأرض وتقدمت إلى السيارة لتطبق الباب خلفها بعنف.....
غمز زيد لوالده وهو يمنع ضحكته الصاخبة من الخروج..... واستقر بجانبها ليقود السيارة ببال مرتاح بينما هي تغلي وتفور مع نفسها......
قالت بحدة عندما رأته يأخذ طريق المستشفى :
" إلى أين...ألن توصلني إلى عملي...لقد تأخرت...."

همس بتهكم :
" لا ضير من أن تتأخري أكثر عن عملك المبجل...."

هتفت وهي تلتفت له بكامل جسدها :
" لا تسخر... ثم لماذا تأخذني معك إلى المستشفى.. إنها ليست نزهة على ما أظن..."

لم يستجيب لمحاولاتها باستفزازه بل هو من كان يصيبها بالجنون سواء بصمته أو رده الامبالي :
" ألا تريدين رؤية رحيل.... حسب ما اعرفه ان آخر مرة قابلتها كانت منذ أسبوع..... وبالنسبة بعملك أنتِ نفسك لا تحبينه لذا لا تحاسبيني إذا سخرت أو لم اسخر..... "

وكأنها لم تسمع إلا آخر جملة من كلامه لتقول باستياء :
" ومن قال لكِ بأنني أكره.... آه... كم انت مزعج... "

ألقى عليها نظرة جانبية ليمسك بكفها المستقر بحجرها إلا أنها سحبته بحدة واستدارت للنافذة تحجب وجهها عنه..... ولم تنتبه للغضب العنيف الذي ظهرت لمحة منه على وجهه ليعود لطمسه بداخله... وقبضته المشتدة فقط ما تدل عليه....

ترجلت من السيارة ومشت باتجاه المستشفى ببطء حتى لا تسبقه...... لا تعلم من أين يخرج غضبها فور رؤيته... طاقات من الغضب تنفجر فيه أحياناً بقصد وأحيانا.....بلا قصد.... إنه يفلح بجعلها تتصرف على طبيعتها... من دون جمودها وهدوئها الذي كانت تتعامل بهما مع كل من حولها....... لقد مر شهر على زواجهم.. نفسيتها خلاله كانت تتحسن... علاقتها مع والدتها كما كانت ولكنها تزورها من وقت لآخر...مطمئنة من أن والدها لا يزال بالحبس.... عمها يونس كان كقبس من نور بالنسبة إليها... إنه ثاني شخص ترتاح معه..... أما زيد... فهو يحيرها... يغيظها.... ويربكها..... إذا حاولت التعامل معه بأريحية هناك شيئاً يخبرها بأن لا وجود للبساطة بينهما..... نظرات عينيه تخبرها بذلك.... وإن تعاملت معه بجفاء هناك أيضاً شيئاً يخبرها بخطأ تصرفها.....
منذ ذلك اليوم... عندما تجرأ وحاول...تقبيلها.... تلك الليلة أصابها رعب خفيف لم تحس به.... لكنه كان موجود.... لتقرر ثاني يوم ان تتصرف بتجاهل تام....قابله هو ببعض النظرات اللائمة المستترة......

ابتسمت لصديقتها التي قابلتها ببشاشة كبيرة ووجهها يضيء بسعادة :
" سلمى... أين كنتِ يا فتاة... هل نسيتني..."
هزت رأسها نافية وقالت :
" مستحيل ذلك...."

اتكأ زيد على اطار الباب وبدا أن لا نية له بالخروج من مكتب رحيل... لتزفر سلمى وتجلس على المقعد بينما رحيل تقول بمودة :
" كيف هو عمي يونس... منذ زمن لم اره..."

رد زيد قبل أن تفتح فمها لتجيب :
" بألف خير... ويبعث سلامه إليكِ...."

شعور مزعج تسلل إليها بخبث ليعكر ملامحها التي ليست بحاجة للتعكير اصلا!!... وقفت وقالت بخفوت :
" سأذهب إلى الحمام...."

تتتبعها زيد وهي تدخل إلى الحمام المرفق لمكتب رحيل ليتنهد ويتقدم ليرمي جسده على المقعد مكانها...نظرت له رحيل وقالت باهتمام :
" كيف أحوالك انتَ وسلمى...."

ابتسم وقال بسخرية مرحة :
" باستثناء اقتراب صديقتك من قتلي... فالحياة بيننا بخير.... "
ضحكت وتساءلت بدهشة :
" ولماذا تريد قتلك..."

هز كتفيه ولم يجيب ليرتسم التفهم على وجهها وتقول وهي نوعاً ما تعذر سلمى :
" أنا أعرف سلمى منذ زمن... هي طباعها صعبة قليلاً وبحاجة للوقت فقط... امنحها وقتها.... "

قال بشرود :
" أولا تظنينني لا أعرف ذلك.... أنا متمسك بها بشدة لكن هي من تشعرني بأنها لا تطيق رؤية وجهي....

فجأة لمعت عينيه ببريق بدا لعيون رحيل ماكر وهو يردف :
" لقد تعبت منها... جداً...."

ضاعت منها الحروف ولم تستطيع الرد عليه... لتدخل سلمى وتقول ببرود :
" ألن نذهب... لقد تأخرت...."

بتعابير لا تفهم شيئاً مما يدور أمامها كانت تشاهدهم وهم يخرجون من مكتبها بعد أن حيتها سلمى على استعجال.... لكن كل ما شعرت به أن هناك حرباً ما بينهم...... حرب باردة....

***************

باليوم التالي.... صباحاً

ترجلت من الحافلة المتكدسة بالبشر بعد أن وصلت لمكان عملها... كان نظرها معلق على الشارع الفارغ أمامها إلا من بعض الأفراد الراكضين إلى أعمالهم.. تعلم بأنها خرجت أبكر مما اعتادت اليوم... لكن شعورها بالإختناق من كل شيء لم يدعها تنتظر في الغرفة ... ومن دون أن تخبر زيد أو حتى تنتظر استيقاظه خرجت تتبعها نظرات حماها القلقة .... توقف سيرها على بعد خطوات من الصيدلية وهي تلمح تلك الهيئة المألوفة... لتتفاجأ من وجوده هنا لكن أي دهشة تطايرت وحل محلها ما حدث أمس بل ما سمعته أمس وتدفق إلى ذاكرتها بألم حارق جعل الغضب المتأخر يستيقظ عندها... تخطت ما بقي من المسافة بل قفزتهم قفزاً وهي تمد يدها بنفس الوقت لتنتشل المفتاح من حقيبتها حتى تفتح به الباب بأسرع وقت... لكن زيد كان أسرع منها ووصل إليها فور أن لمحها من بعيد ليجرها من ذراعها وعلامات الغضب الأسود تحفر وجهه حفراً.... تلوت وصرخت بجنون تحاول الفكاك من ذراعيه :
" اتركني...يا زيد... اتركني ..."

هتف بصوت مكتوم وهو يسحبها حتى وصل لسيارته ويرميها بفظاظة على المقعد المجاور له :
" اخرسي ... اخرسي سلمى ولا تفتعلي الفضائح في هذا الصباح... فأنا قادر على قتلك الآن.."

تنفست بعنف وهي تتمسك بحقيبتها كحبل نجاة وقد قطع سبل الهروب منه عندما أقفل السيارة عليها ليلتف ويدخل مقعد السائق وينطلق بسرعة شابهت احتراقه ....

أوقف السيارة بحدة حتى ارتد جسدها للأمام قبل أن يمد يده ويمسكها.... أبعدتها عنه وهي تشيح بوجهها صامتة منتظرة ما سيقوله والذي لن يخفف عنها... أي شيء لن يخفف عنها ما سمعته بإذنها دلالة على طعنه الصريح لها....لقد وثقت به... لم تكتشف ذلك إلا عندما سمعت شكواه منها.... لم تصدق أحد بحياتها مثله... وها هي تجني عواقب سذاجتها.......

أطلقت شهقة متفاجئة وهي تراه يفتح باب مقعدها لينزلها ويسحبها معه ويمشي بضع خطوات حتى توقف و فلت ذراعها بقسوة جعلت جسدها يرتد إلى الخلف.... رمقته شذراً ثم تأملت المكان الذي هم فيه..... مجرد مساحة ترابية صغيرة لا أحد بها... كالعادة ذكائه خدمه وهو يختار هذا المكان الفارغ حتى يستطيع إخراج حمم غضبه بها.... تباً له...
تجلدت بالقوة وقالت بنبرة فاترة :
" ماذا تريد..؟"

اقترب منها حتى أصبح جسده موازي لجسدها لا يفصلهما إلا بضع شعيرات... وقال بجمود مناقض لملامحه الحمراء :
" أنا..؟... لا أريد شيء..."

رفعت كلتا حاجبيها باستنكار وقالت بنبرة عالية :
" إذاً لماذا جئت بي إلى هنا... هل هذه احد عروضك المبتذلة....؟"

التوت شفتيه بابتسامة شديدة الاستهزاء وقال متشدقاً :
" أعتذر جلالتك لتضييع وقتك الثمين... أنا فقط سأسألك.. البارحة رأيت فتاة تتنصت على كلامي والذي بالمناسبة كان يخصها... ثم عندما اكتشفت بأني رأيتها تجاهلت الأمر كالجبانة متحججة بالغضب... هل تعرفينها..؟

كانت عيناها تزداد توسعاً وجهها يزداد احمراراً مع كل حرف يتفوه به... قالت بصوت منخفض شاتمة :
" أيها الـ.."

إلا أنه قطع شتيمتها بوضع كف يده بقوة على فمها قائلاً بنبرة مشدودة :
" لا ... اسمحِ لي أنا بالتكلم هذه المرة..أنا لن اشرح لكِ شيئاً.. هل تعلمين لماذا.... لأنك تنتظرين مني فرصة.... فقط فرصة حتى تثوري وترتدي ثوب الضحية ."

أبعد يده عندما رأى استكانتها وأردف بقوة جاءت كصفعات على وجهها :
" يا لكِ من شخصية أنانية مغرورة متكبرة... وعلى ماذا يا ترى ... هل فقط لأن والدك لم يكن تلك الشخصية التي تفتخري بها... وأن والدتك لم تكن بتلك القوة التي تريدينها... ماذا سيحصل إن كنتِ تعاني.. هل تظنِ بأن الدنيا ستتوقف على غضبك وحنقك.... كل بني آدم يعاني... أنا شخصياً أرى باليوم العديد منهم.... المصاب بالهلوسة... المصاب بالفصام... الخرف.... الزهايمر.... ... الجنووون.... منهم من تخلت عائلته عنه... من حاول الإنتحار... كل هؤلاء لا تأتي أنتِ نطفة بالنسبة إليهم...لذا ماذا تحسبين نفسك..؟.. وأنا... أنا.... "

توقف يلتقط أنفاسه من ثورة جنونه التي انطلقت مرة واحدة... ابتلع ريقه الجاف ونظر لصدمتها الواضحة على وجهها المكلوم بالألم... أكمل ببهوت :
" وأنا... أعيش هاجس يقلق استقراري دائماً... هاجس بأن أعود يوماً إلى المنزل وأجد والدي قد توفي وتركني وحيداً كوالدتي.. لذا ماذا تظنين نفسك..

ساد صمت طويل لم يقطعه إلا صوت أنفاسه العالية... كان وجهها مرفوع إليه وكأنه ما زال يتكلم وكل انتباهها إليه... ملامحها شاحبة وعيناها بركتين محبوستين رافضة دموعها أن تخرج... أخذت نفس عميق لم يساعدها بل إن صوتها خرج متقطع وهي تقول :
" لا شيء... "

أكملت عندما سـُلطت أنظاره عليها.. ونبرتها مرتجفة مهزوزة :
" أنا لا أظن نفسي شيئاً... لذلك أرى بأني لا أستحق... مجرد نقطة صغيرة لن تؤثر على أحد... لذا يجب أن تـُهمل... لا أن يحصل لها هكذا..."

هز رأسه باستفهام مزيف وقال بسخرية :
" وماذا يحصل لكِ... أرى أنك تعودين للمنزل تختبئين في قوقعتك رافضة التواصل مع أحد..... وأمك... أشك بأنكِ تتعرفين عليها أصلاً... علاقتكم باهتة تكاد لا تـُرى.. فأخبريني هذا الأمر الجلل الذي يحدث لكِ "

هذه المرة طعنها في مقتل...أخذ يرش الملح على أكثر جروحها التهاباً ... شعرت بأن فمها أصابه شلل فلم تستطع تحريكه... فقط قبضتاها المتشنجتان كان ما يتحرك بها.... أطرقت برأسها منتظرة المزيد من كلامه الجارح إلا أنه صوته أتاها وكأنه من البعيد....
" لنعود... "


كان قاسياً.. حقيراً معها... وهو يعري روحه وروحها بهذه الطريقة... لكنه غاضب.. غاضب كالجحيم... كل ما عرفه عنها وما رآه بشخصيتها... أفرغ رأيه به بوجهها.... تلك الفتاة تعيش بطريقة خاطئة... تعادي وتقاوح وتعاند فقط من الخارج... أما من الداخل فهي تطلب رحمة الناس بتوسل.... وهو لا يريدها أن تطلب من أحد شيئاً.... يريدها أن تكون قوية... واثقة.. محبة لنفسها... والأهم... مبتسمة.....
لم يتوقع بأقصى خيالاته أن يخبر أحداً عن مخاوفه... حتى والده بالرغم من أنه كان يرى الإدراك والتفهم بعينيه إلا أنه ظل صامتاً متحفظاً... لكنه معها وجد نفسه يخرج ما بداخله بطلاقة ورغبة بمشاركتها شيء ولو صغير... وهذا أزعجه بقدر ما أراحه بنفس الوقت... فأي مخلوط عجيب هو فيه..!!..

توقف أمام عملها.. فاستقامت بظهرها حتى تخرج إلا أن جسدها لم يطعها وبقيت على وضعيتها صامتة...تنظر أمامها... بعد مرور لحظات لفت رأسها إليه.. ناظرة لقسمات وجهه التي بدت حادة كالسكين... رغماً عنها كانت تستجدي استعطافه من دون كلام... لكنه على ما يبدو لا يلقي لها بالاً... لقد قال ما عنده وانتهى... زمت شفتيها تمنع غصة بكاء من الخروج وفتحت الباب لتنزل وتدخل إلى الصيدلية مهرولة وهدير السيارة يتناهى إليها بوقع... مهدد......

بخطى متثاقلة دخلت الصيدلية ورمت جسدها على المقعد.... نظرت للحاسوب القديم والذي منذ اشترت هاتفها لم تفتحه إلا للضرورة...... لا تعلم ما الذي قادها لتشغيله وفتح ايميلها الخاص مع انها شبه واثقة أن لا رسائل ستكون مبعوثة إليه.... لكن.... كان هناك رسالة وحيدة استلمت منذ أسبوع.... رسالة باسم.... خالد.... ضغطت على الفأرة وفتحتها وبدأت تقرأ الكلمات بقلب منقبض....

" سلمى اختي كيف حالك.... اتمنى ان تكونِ بخير.... للأسف انا مضطر لأخبرك أن هذه آخر رسالة سأبعثها إليكِ....لقد اكتشفت متأخراً أن هذه الرسائل لا تزيد إلا حنيني إليكم.... وأنا لا أريد ذلك... لا أريد العودة لوالدنا يا سلمى.... قولي عني اناني... قولي جبان.... لكنني عشت بجحيم معه ولا أرغب بالعودة إليه.... أنا واثق بأنكِ أقوى مني بكثير... تستطيعين الوقوف بوجهه وبمواجهته.... لذا انا لا أخاف عليك..... بالنهاية انا آسف جداً..... أخبري امي بأنني اعتذر منها... وبأنني احبها جداً..... كوني بخير.... وداعاً.. "

مررت عينيها الشيء الوحيد المتحرك بها على الرسالة.... تعيد قراءتها من جديد.... وتتأكد من صدق ووضوح الكلمات.... لتشهق تلتقط أنفاسها المحبوسة ومن ثم وكأنها قنبلة... انفجرت بالبكاء العنيف وهي تسند رأسها على لوحة المفاتيح.... تغص بدموعها المالحة..... تبكي لأنها تشتاق لأخيها رغماً عنها.... بأنها لا تستطيع كرهه..... تبكي احتياجها لوجود زيد بجانبها الآن....

****************

وقف أمام السيارة البيضاء واضعاً كلتا يديه بجيب بنطاله الجينز....خلال هذه الفترة بل قبل منذ أن بدأت رحيل تأخذ حيزاً من اهتمامه.... لاحظ انها تحب سيارتها كثيراً....و تهتم بها..... في هذه اللحظة تذكر عندما ثقبت إحدى عجلات سيارتها... كان ثاني لقاء يلتقيه معها.... عدا عن أول لقاء... في المصعد العالق... مظهرها وهي تستنجد بخوف وملامح وجهها الجميلة ترتجف......
قهقه بخفوت... وتحسس الاسورة التي لا تفارق جيبه....لينتبه لصوت جلبة مصدرها باب الكراج المؤدي إلى داخل المستشفى..... تحرك باتجاهه وعقد حاجيبه وهو يرى زيد يأتي مهرولاً تتبعه... رحيل

" دكتور زيد لا تقلق... كل شيء سيكون بخير...."

ازدادت ملامحه استفساراً ليقترب منهما ويقول بتساؤل :
" ماذا يحدث....."

ألقت عليه رحيل نظرة خاطفة مرتبكة ثم استدارت لزيد تقول بتوتر :
" اخبرني فقط اسم المستشفى حتى اجلب سلمى معي...."

كان زيد بغاية القلق إلا أنه رد عليها بكلمات موجزة وانتقل بسيارته مسرعاً....

أمسك بذراعها يمنعها من التحرك قائلاً بصرامة وقد ازعجه عدم ردها بل عدم فهمه لما يدور أمامه :
" إلى أين رحيل..."

استدارت له تحاول أن تفلت ذراعها باستعجال بينما ملامحها ضائعة... :
" يجب أن أذهب.. والد زيد سقط في البيت مغمى عليه... الجيران هم من اتصلوا به....."

صُدِم وهو يتذكر ذلك الرجل الطيب.... ليستجمع أفكاره ويقودها إلى سيارتها بسرعة :
" اذهبِ وانا سألحقك على المستشفى.... انتبهِ إلى الطريق...."

أعتذر من رئيسه وخرج خلفها بسيارة أجرة.... المهم ألا يتركها وحدها.....

*********************

بقلب يتخبط بعنف وتتسارع دقاته بوقع مؤلم كانت تسير في رواق المستشفى الطويل تكاد تهرول وخلفها رحيل.... لم تصدق عندما اخبرتها رحيل عما حدث.... كانت قد قررت الذهاب إلى والدتها برغبة كبيرة لرؤيتها بعدما هدأت من البكاء واستعادت بعض من توازنها.... وفور وصولها لحي منزلهم اتصلت بها رحيل.... لتقضي ما يقارب الأربعين دقيقة في انتظارها لتأتي...رعب... رعب شديد لا سيطرة له عليه اجتاحها من رأسها لأخمص قدميها..... إنه عمها....بل والدها الذي حصلت عليه كعوض من الله... فماذا سيحصل لها إن أصابه مكروه.... وزيد... رباه... زيد......( وأنا... أعيش هاجس يقلق استقراري دائماً... هاجس بأن أعود يوماً إلى المنزل وأجد والدي قد توفي وتركني وحيداً كوالدتي.. لذا ماذا تظنين نفسك...)
ردد لسانها برجاء شديد...
" يا رب...يا رب..."

وقفت بنصف الطريق تلتقط أنفاسها بعدما لمحت زيد من بعيد يجلس على المقعد منخفضاً راسه..... اقتربت منه حتى أصبحت أمامه تماماً إلا أنه لم يرفع راسه ولم ينتبه عليها.... همست بارتجاف :
" زيد...."

كان وجهه شاحب وعينيه حمراوتين كالدماء... وجدت نفسها تجلس بجانبه وتمسك ذراعه تمنحه الدعم :
" لا تقلق.. كل شيء بخير... عمي بخير...."

أسند رأسه على الحائط ولم يرد عليه ليخرج الطبيب فينتفض واقفاً وملامحه تشحب أكثر وأكثر.... نظر الطبيب لثلاثتهم ثم طمأنهم مبتسماً :
" لا تقلقوا مجرد انخفاض عالي في الضغط... سبب له الإغماء.... المريض الآن مستيقظ بإمكانكم الدخول ورؤيته..... "

أسندت رحيل جسدها على الحائط بعد أن خرجت من الغرفة لتتيح لهم الإطمئنان عليه براحة.... وخصوصاً أن زيد كان بحالة هلع لا منطوق... فقط وجهه ما يعبر عنه

اعتدلت عندما رأت عاهد يتقدم ناحيتها ثم يقول بقلق :
" ماذا أخبركم الطبيب.... "

كتفت ذراعيها وتمتمت :
" هبوط ضغط..."

أوشك على لمس كتفها يريد أن يسألها عن حالها لكنه ارجع كفه واسندها على الحائط بخشونة.... رن هاتفه ليجد رقم مألوف عليه يظهر على الشاشة ففتح الخط وقال باستفسار :
" من..؟.."

آخر صوت توقعه تردد على إذنه يقول بهدوء :
" أنا يا عاهد... تذكرتني.... "

ابتعد عنه عدة خطوات وقد تعرف عليه... ذلك النذل الذي طلب منه يوماً مساعدة... قال وهو يصر على أسنانه :
" ما الذي تريده باتصالك... اهو فخ آخر..."

" أنا فقط اريد اخبارك ان مالك... قادم إلى البلد...."

تجمدت ملامحه ووقع الخبر عليه... صادقاً كان أم كاذباً.... جعل قسوة تغلب ملامحه... استدار ونظر لرحيل والتي بدورها كان نظرها معلق عليه.... تسأله بعينيها....ليهمس لنفسه.... هل جاء الوقت.... وسيعثر عليهم...


noor elhuda likes this.

Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 12:15 AM   #493

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

قراءة سعيدة للجميع
اترقب تعليقاتكم بشوق


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 12:33 AM   #494

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 28 ( الأعضاء 4 والزوار 24)
‏Siaa*, ‏بنت سعاد38, ‏ندى المطر, ‏shammaf


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 12:59 AM   #495

بنت سعاد38

? العضوٌ??? » 403742
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 524
?  نُقآطِيْ » بنت سعاد38 is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميل وممتع سلمى وزيد علاقتهم متوترة وعايزين مصارحة لكل عقدهم ويحلوها سوا

بنت سعاد38 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 01:27 AM   #496

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

فصول دسمة بجننو
سلمى عملت فجوة كبيرة بينها وبين زيد ما اعطت نفسها فرصة تتقرب منو او تعرفو
عاهد الشهم ياويلييييي ماازكاة بحب رحيل
ياترى عاهد بعد الاتصال رح يرجع يصدق صديقو
كريم اخيراً بلش يستفيد ويكمل مشوار حياتو


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 01:30 AM   #497

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

ياختيييي البت سلمي ديه غبيه شايفه احتياجها وظروفها وبس
مش حاسه ان فيه حد ممكن ظروفه تبقي اصعب
روميساء اخيرا عقلت الهبله عاوزه تبقي احسن من اختها بالعند 😠
عاهد بقي ربنا يستر شكل مالك جاي يساعد صاحبه وفيه حد عاوز يوقع بينهم عشان يموتوا بعض


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 05:41 AM   #498

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

فصلين حلوين جدا
اخيرا ميساء قررت تعترف بتهديدات الغبى دا وتشتكى لرحيل بداية كويسه جدا ياريت فعلا تسيبها من موضوع الغيره منها دا وتنتبه لدراستها دا اللى هيخليها مميزة كونها ناجحه فى حياتها
طبعا ابو عاهد زى اى اب بيخاف على ابنه وبالذات بعد ماكان قريب من فقدانه بالتهمه اللى اتلفقت ليه والعصابه اللى كانت هتضيعه بس للأسف دا هول اللى بيخلى الناس دى تكبر وتتجبر اكتر على الضعيف خوفنا منهم
عاهد ياعينى اخيرا الحب اتملك من قلبه لرحيل خوفه عليها ومساعدته ليها بس ربنا يستر وصاحبه دا مايوقعوش فى مشاكل تانيه
كريم الحمد لله اخيرا اتصرف بشجاعه وقرر يكمل علاج وكونه انه هو اللى يروح المستشفى بنفسه دى اهم خطوه فى طريق شفائه ورجوعه تانى لحياته ومستقبله المتوقف
سلمى وزيد ياعنى شكلنا حسدناهم سلمى ياعينى مطلعه عين زيد ومش مدايله فرصة يقرب منها خالص وفعلا هى بتبص تحت رجلها وخلاص وفيه ناس كتير بتعانى ويمكن اكتر منها زى زيد ماقالها
ارتباطها بيونس كفكرة لتعويض عدم وجود اب يحبها ويهتم بيها ويخاف عليها بصراحه اخوها انانى جدا قرر ينجو بنفسه ويسيبها حتى لو كانت قويه كان لازم يفضل جمبها ويساعدها ويقف فى وش ابوه
زعلت جدا على يونس ربنا يستر وزيد صعب على قوى
تسلم ايدك ياسيا فصلين فى منتهى الجمال


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 11:55 AM   #499

maekl

? العضوٌ??? » 362928
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,423
?  نُقآطِيْ » maekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفصلين رووووووووووووووعة سلمت وسلمت اناملك يامبدعة

maekl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-02-18, 05:18 PM   #500

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأحداث أصبحت مشوقة
زيد يريد مساعدة سلمى لكى تتخلص من حزنا
وتبدا معة حياة جديدة
كلام زيد صحيح فهناك من لديها مشاكل
أصعب من مشاكلها
ولقد تحققت أسوء مخاوف زيد عندما وقع والدة
أعتقد بعد ما حدث سلمى سوف تتغير
فصلين روعة
تسلم ايدك 💜💖


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:20 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.