آخر 10 مشاركات
شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          رغبة التنين (1) للكاتبة: Kristin Miller (رواية خيالية قصيرة) .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تحميل رواية بعد الغياب لـ أنفاس قطر بصيغة pdf_ txt _ Word (الكاتـب : جرح الذات - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

Like Tree21Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-02-18, 09:49 PM   #151

ماري الشام

نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب

alkap ~
 
الصورة الرمزية ماري الشام

? العضوٌ??? » 323753
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,243
?  مُ?إني » الجزائر
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile27


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ....
ماري العزيزة ...أنا عن نفسي لا أعرف بالضبط لما دائما أشبه بأحلام في لغتها وشخصها الروائي ....لكني هنا لأقول لك أنني لست أحلام و لا واسيني ....
أنا لدي أسلوب خاص بي ..ربما يكون صعبا بثقل كلماته و تعبيره ....لكنني لم أكتب لأجل أن تهتفوا للأبطال ..أنا أكتب للأدب الجزائري ...أنا احاول ان أضع بصمتي كما وضع الكثير من الكتاب الجزائريين بصامتهم ....!!!..
أسلوب الروائي للمنتديات ...اعتبره سيناريو فيلم أستمتع به للحظات ...و قلة قليلة من الكاتبات هنا في المنتدى من أقنعني من الناحية الروائية و الإبداعية ....
فأغلب الروايات تجسد فقط الحب و الجنس بين الأبطال ...!!لا تهم الفكرة و لا تهم العبرة. ...و لا البلاغة الأدبية و الإجمالية !!!..فالمهم بالنسبة للكثير هو الأحداث و تتابعها و حشوها فوق بعض ...يعني ان القارىء هنا في منتدى روايتي او حتى على شبكات الفيس بوك ..تهمه بالدرجة الأولى نسبة الأحداث بالفصل ...و هذا اعتبره انا جهل حقيقي بالأدب ...!!!...
نحن لا نحتاج إلى سرد فقط ..نحتاج إلى تلك الملكة الأدبية لدى الكاتب لتشدنا و تبهرنا ....و صديقني قرأت الكثير و الكثير هنا درجة أنني لم أبحث يوما عن أي كاتب !!!!...
لكن أمام المكتبة و رفوفها العالية ..أمام الأدب الورقي أجلس منبهرة بالقيمة الأدبية هناك !!!!...
و أنا مذ صغري و مذ وجدت الميل للكتابة ...لم أكتب فقط لأجل الكتابة ...و لم أكتب لبطل ما ...بل كتبت للأدب ....!!!..
و لأنك لا زلت في الفصل الأول من الرواية فأنا حقا لا يكمنني الحكم على قولك ...عليك أن تنتهي من الفصول الثمان ...
لأنني في بداية القصة أثقلت كثيرا من سير الأحداث و وضعت أبطالي بوضعية الصمت التام ...لكت بمرور الفصول فتحت أبواب الغموض تدريجيا و لازلت أطمح لذلك ....

أما إن كنت حقا ميالة لنوع الإلكتروني من الأدب فإنني آسفة و لا بيدي حيلة ..فأنا كتبت هذه الرواية من اجل طبعها لا نشرها إلكترونيا ..لكن لحظة غباء مني جعلتني اقحمها بمنتدى روايتي و كان لابد من التحمل رغم العواقب العديدة التي تعرضت لها ...إكراما لمتابعيني الكرام .....
و تذكري ماري أنني اهل للنقد مهما كان .و إياكي أن تتراجعي عن نقدي ...لأنني ارحب به في أي وقت ...!!!..
لكن لنضع خطة قبل أي نقد منك تذكري أنني أميل للأدب الحقيقي الذي كبرنا عليه و شببنا في مكتباته نطالعه ...و أنني أطمح ان أصل نجم للأدب الجزائري ...لا مجرد نقل رواية عبر المواقع ....
و عسى الله ان يسدد خطاي .....و يحقق غايتي ..دمت بخير ...


ماري الشام غير متواجد حالياً  
التوقيع
".. أطَيَافُ الرَحِيْل تَعَلقتْ بِغصْنِيْ الأَخضرْ و أغُنيةُ المطرِ رسَمَتْ حُروفاً بلاً لحنْ علىَ جِذعيْ المَكسورْ..
تَسألونِنيْ من أكونَ وسَطَ هذا البذخُ مِنَ الحضورْ؟
ليتكمُ تَعلَمونَ ؟
https://f.top4top.net/p_921olenh1.jpg
أناَ شجرةٌ بلاَ جذورْ..,"
رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 10:19 PM   #152

ماري الشام

نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب

alkap ~
 
الصورة الرمزية ماري الشام

? العضوٌ??? » 323753
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,243
?  مُ?إني » الجزائر
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الوفاء مشاهدة المشاركة

سلامتك حبيبتي ما تشوفين شر ..
أجر وعافية إن شاء الله ..
رغم أني مشتاقة للأبطال ..
ومتحمسة للأحداث ..
بس صحتك أولى ..
لا تضغطي على حالك ..
واحنا معليش ننتظر ..
ولا يهمك معذورة ..

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
..
حبيبتي الغالية ...شكرا لمرورك علي ...و الله سامحوني بنات و الله ظروفي كلها ضد الرواية مهما حاولت ..بس معليش هانت الفصل قرب يكندتمل بالشكل اللي حبيت ...و اتمنى يعجبكم


ماري الشام غير متواجد حالياً  
التوقيع
".. أطَيَافُ الرَحِيْل تَعَلقتْ بِغصْنِيْ الأَخضرْ و أغُنيةُ المطرِ رسَمَتْ حُروفاً بلاً لحنْ علىَ جِذعيْ المَكسورْ..
تَسألونِنيْ من أكونَ وسَطَ هذا البذخُ مِنَ الحضورْ؟
ليتكمُ تَعلَمونَ ؟
https://f.top4top.net/p_921olenh1.jpg
أناَ شجرةٌ بلاَ جذورْ..,"
رد مع اقتباس
قديم 12-02-18, 02:30 AM   #153

الكنز المخفي
 
الصورة الرمزية الكنز المخفي

? العضوٌ??? » 323357
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 266
?  نُقآطِيْ » الكنز المخفي is on a distinguished road
افتراضي

اعجبتني اجابتك وكذلك اوافقك الراي فقد وجدت في روايتك ما افتقرت به الكثير من الروايات
فمن جمالها خلصت فصولها في وقت قياسي اظنه يومين او اقل
فلا تحبطي اظنك في الطريق الصحيح والاختلاف يبقى مساله اذواق
فلا تحرمينا من فصولك وتحية كبيرة لبنت بلادي


الكنز المخفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-18, 02:18 PM   #154

ماري روبرت

? العضوٌ??? » 411581
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 125
?  نُقآطِيْ » ماري روبرت has a reputation beyond reputeماري روبرت has a reputation beyond reputeماري روبرت has a reputation beyond reputeماري روبرت has a reputation beyond reputeماري روبرت has a reputation beyond reputeماري روبرت has a reputation beyond reputeماري روبرت has a reputation beyond reputeماري روبرت has a reputation beyond reputeماري روبرت has a reputation beyond reputeماري روبرت has a reputation beyond reputeماري روبرت has a reputation beyond repute
افتراضي

لسلام عليكم مرة أخرى
تصدقين في أعماقي أدركت ذلك لذا تصرفت وفق شعوري ،أدركت أنك جزائرية ..
قوة شخصيتك ،ردودك وثقتك بنفسك وبهدفك ،ذلك ما دفعني للتصريح دون خجل دون خوف من كسر مشاعرك ،أنا أيضا جزائرية ،لا أجامل ولم أكن يوما أحب أن أجامل أي شخص ..
جربت في بعض المنتديات إعطاء وجهة نظري ،أردت أن يرى الكاتب وجهة النظر الحقيقية بعيدا عن الإطراء لكن معظم ردود الأفعال كانت دون المستوى ،لذا توقفت عن ذلك ..
لكني تابعت فقط ردودك قلت من اامستحيل لهاته الشخصية أن تنهار لتعليق ..لذا سأكون صريحة معك مادامك تطمحين لللأفضل ..
أولا بغض النظر على كونك أنت لكنك تميلين لأسلوب أحلام في الكتابة ..ربما لا تدركين ذلك لكن هل جربت أن تقرئي لها من قبل ذاكرة الجسد ؟؟ عندما ولجت لقراءة روايتك أدركت ذلك ..
أنا شخصيا لا أحب طريقتها في الكتابة فهي تجمل وتزوق ،ذلك الأسلوب يرتاده كل من يسعى لإثراء رصيده اللغوي ..
لكن بغض النظر عن ذلك وكما قلت لك حتى لو سعى الكاتب لإكثار الوصف والسرد ،ألا تتفقين معي أن المضمون أيضا مهم ؟؟ بل هو الأهم بلا شك ..
وكل كاتب وله هدف من وراء رواياته ،وكونك إختلفت في الهدف فلا يعني ذلك أنه فاشل ولا يرقى للمستوى المطلوب؟! صح؟؟
أود مناقشتك حول رواية "أنت لي " مثلا ..لن أنتقدها ولن أعقب عليها ،لكن ألا ترين معي أن معظم القراء يميلون لها بغض النظر عن الأسلوب والهدف؟؟
اللأسلوب مهم ومعك كل الحق ،أنا أيضا كنت فيما مضى أعشق الكتب المعقدة ذات النظرة المتفرة والأسلوب الصعب ،كتب المنفلوطي ،كتب ديستوفسكي ..العديد غيرها ..
لكن ما طغى في وقتنا الآن لم يعد يرقى لذاك الأسلوب ،يعتمدون بالنسبة الأهم على المضمون خاصة كما قلت الروايات الرومنسية ..
معك حق ترويج الحب والجنس بطرق مثيرة ؟!!، لكني أأكد لك أن من يميل لذلك الأسلوب مجرد مبتدئ وبالتدريج سيلاحظ الفرق بين الأدب الحقيقي والأدب المزيف ..
على كل أنا أنصحك بعدم الإكثار من الوصف ،كوني وسط في كل شيء فستجذبين العديد بأسلوبك وبمنطل وبرسالتك ..كوني أنت وليس أي شخص آخر ..
دمت 😘
سعيدة لهدفك كثيرا وأنا ايضا لطالما آمنت أن اأدبنا الجزائري يلقي الضوء على من لا يستحقون ذلك ويطمرون المهم ..
لكني من مشجعيك
أصبح هناك شيئين نتشارك بهما الآن (الاسم والبلد ) هههه


ماري روبرت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-18, 06:01 PM   #155

ماري الشام

نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب

alkap ~
 
الصورة الرمزية ماري الشام

? العضوٌ??? » 323753
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,243
?  مُ?إني » الجزائر
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكنز المخفي مشاهدة المشاركة
اعجبتني اجابتك وكذلك اوافقك الراي فقد وجدت في روايتك ما افتقرت به الكثير من الروايات
فمن جمالها خلصت فصولها في وقت قياسي اظنه يومين او اقل
فلا تحبطي اظنك في الطريق الصحيح والاختلاف يبقى مساله اذواق
فلا تحرمينا من فصولك وتحية كبيرة لبنت بلادي
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ....أهلا و سهلا بإبنة بلادي الغالية ...
حقا سعدت كثيرا بك و بماري روبارت جدا ..فأنا أحظى بمتابعة و مناقشة أبناء بلدي لشرف لي حقا ...
و هنا ارحب بكم دوما ...إنطلاقتي بتشجيع أهلي الغاليين مهمة لي جدا ...و أنتن ما تفرقن عن أهلي أبدا ...
لا أكيد الإختلاف دوما وارد في مجال الأدب ..و أنا جد مرحبة به مهما كان نقدا قاسيا ...فمهمتي قبل أن اكون كاتبة هي ان أكون مستمعة جيدة ....و إن لم أحسن الإستماع فلا داعي أصلا لأكتب ....!!!.....
تسعدني كثيرا مناقشك و دعمك لي ......دمت لي الصديقة عزيزتي ....


ماري الشام غير متواجد حالياً  
التوقيع
".. أطَيَافُ الرَحِيْل تَعَلقتْ بِغصْنِيْ الأَخضرْ و أغُنيةُ المطرِ رسَمَتْ حُروفاً بلاً لحنْ علىَ جِذعيْ المَكسورْ..
تَسألونِنيْ من أكونَ وسَطَ هذا البذخُ مِنَ الحضورْ؟
ليتكمُ تَعلَمونَ ؟
https://f.top4top.net/p_921olenh1.jpg
أناَ شجرةٌ بلاَ جذورْ..,"
رد مع اقتباس
قديم 12-02-18, 06:13 PM   #156

ماري الشام

نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب

alkap ~
 
الصورة الرمزية ماري الشام

? العضوٌ??? » 323753
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,243
?  مُ?إني » الجزائر
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماري روبرت مشاهدة المشاركة
لسلام عليكم مرة أخرى
تصدقين في أعماقي أدركت ذلك لذا تصرفت وفق شعوري ،أدركت أنك جزائرية ..
قوة شخصيتك ،ردودك وثقتك بنفسك وبهدفك ،ذلك ما دفعني للتصريح دون خجل دون خوف من كسر مشاعرك ،أنا أيضا جزائرية ،لا أجامل ولم أكن يوما أحب أن أجامل أي شخص ..
جربت في بعض المنتديات إعطاء وجهة نظري ،أردت أن يرى الكاتب وجهة النظر الحقيقية بعيدا عن الإطراء لكن معظم ردود الأفعال كانت دون المستوى ،لذا توقفت عن ذلك ..
لكني تابعت فقط ردودك قلت من اامستحيل لهاته الشخصية أن تنهار لتعليق ..لذا سأكون صريحة معك مادامك تطمحين لللأفضل ..
أولا بغض النظر على كونك أنت لكنك تميلين لأسلوب أحلام في الكتابة ..ربما لا تدركين ذلك لكن هل جربت أن تقرئي لها من قبل ذاكرة الجسد ؟؟ عندما ولجت لقراءة روايتك أدركت ذلك ..
أنا شخصيا لا أحب طريقتها في الكتابة فهي تجمل وتزوق ،ذلك الأسلوب يرتاده كل من يسعى لإثراء رصيده اللغوي ..
لكن بغض النظر عن ذلك وكما قلت لك حتى لو سعى الكاتب لإكثار الوصف والسرد ،ألا تتفقين معي أن المضمون أيضا مهم ؟؟ بل هو الأهم بلا شك ..
وكل كاتب وله هدف من وراء رواياته ،وكونك إختلفت في الهدف فلا يعني ذلك أنه فاشل ولا يرقى للمستوى المطلوب؟! صح؟؟
أود مناقشتك حول رواية "أنت لي " مثلا ..لن أنتقدها ولن أعقب عليها ،لكن ألا ترين معي أن معظم القراء يميلون لها بغض النظر عن الأسلوب والهدف؟؟
اللأسلوب مهم ومعك كل الحق ،أنا أيضا كنت فيما مضى أعشق الكتب المعقدة ذات النظرة المتفرة والأسلوب الصعب ،كتب المنفلوطي ،كتب ديستوفسكي ..العديد غيرها ..
لكن ما طغى في وقتنا الآن لم يعد يرقى لذاك الأسلوب ،يعتمدون بالنسبة الأهم على المضمون خاصة كما قلت الروايات الرومنسية ..
معك حق ترويج الحب والجنس بطرق مثيرة ؟!!، لكني أأكد لك أن من يميل لذلك الأسلوب مجرد مبتدئ وبالتدريج سيلاحظ الفرق بين الأدب الحقيقي والأدب المزيف ..
على كل أنا أنصحك بعدم الإكثار من الوصف ،كوني وسط في كل شيء فستجذبين العديد بأسلوبك وبمنطل وبرسالتك ..كوني أنت وليس أي شخص آخر ..
دمت 😘
سعيدة لهدفك كثيرا وأنا ايضا لطالما آمنت أن اأدبنا الجزائري يلقي الضوء على من لا يستحقون ذلك ويطمرون المهم ..
لكني من مشجعيك
أصبح هناك شيئين نتشارك بهما الآن (الاسم والبلد ) هههه
و عليكم السلاك و رحمة الله و بركاته......
عزيزتي ماري روبرت ...نعم قرأت لأحلام مستغانمي كثيرا ..مذ مراهقتي ....الثلاثية الخطيرة ...نسيان كوم ...الكتابة في لحظة عري ....أكاذيب السمكة ...و غيرها و غيرها ...و قد مر وقت طويل جدا منذ أن قرأت لها آخر كتاب ...نهاية 2012 .......
و أنا أخالفك جدا في رأيك بها ..احلام بغض النظر عن كتابتها الثقيلة و كلماتها المنمقة ....تملك حسا ادبيا مختلف ..تجعلك تغوصين في عالم لا حدود له من المعرفة .....!!...
طالما سحرتني هي و واسيني و سميرة خضرا ...لكن قطعا لم احاول إمتلاك أسلوبها ...فهي جامحة قوية غير مكترثة لما تثيره من ضجة بقصصها ...!!!..
و أنا لازلت في بداية طريقي و ربما أحتاج لسنوات عديدة من الصقل و العمل ..و قد أسحب روايتي في أي لحظة لأعيد بنائها من جديد ....
لكنني هنا أحاول ان أسمعكم صوتي ...
أعلم بأن الفصل الاول و الثاني و الثالث ...في روايتي اثقل مما كتبت و قد لن تفهمي شيء ..لكنني انصحك بالمتابعة و الضغط على نفسك ستجدين لب الجوهر موجود داخل الفصل الرابع ....
قصتي تختلف كثيرا عما تعودت انا كتابته ..مخيفة هذه القصة ..لأن أبطالها حقيقون ..او تعرفين يا ماري كم هي مخيفة قصننا ...!!!!....
أنا عن نفسي تشوشت كثير فيها. .لحقائقها المرعبة ..لكنني هنا لأغامر و اكتب .....!!!..
رواية أنت لي بغض النظر عن الأسلوب ...لديها هدف واضح ...هدف عانه وليد ...وليد رجل سلبوه عائلته و حلمه و الكثير ...و عندما رجع أخيرا إكتشف الأسوأ .....
حتى أنا أحب هذه الرواية ...!!!...
اسعدني جدا وجودك ماري ..اتمنى ان تواصلي. .....


ماري الشام غير متواجد حالياً  
التوقيع
".. أطَيَافُ الرَحِيْل تَعَلقتْ بِغصْنِيْ الأَخضرْ و أغُنيةُ المطرِ رسَمَتْ حُروفاً بلاً لحنْ علىَ جِذعيْ المَكسورْ..
تَسألونِنيْ من أكونَ وسَطَ هذا البذخُ مِنَ الحضورْ؟
ليتكمُ تَعلَمونَ ؟
https://f.top4top.net/p_921olenh1.jpg
أناَ شجرةٌ بلاَ جذورْ..,"
رد مع اقتباس
قديم 15-02-18, 08:09 PM   #157

ماري الشام

نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب

alkap ~
 
الصورة الرمزية ماري الشام

? العضوٌ??? » 323753
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,243
?  مُ?إني » الجزائر
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تنوي مهم لمتابعي لكني سأختارك ...:
أعرف أنني كنت جد مقصرة خلال هذه الفترة من تنزيل الفصول ...لكن الظروف تحكمني أيما تحكم. .و تكبل قدرتي على الكتابة....لكني هنا و سأتابع معكم إلى نهاية القصة ....
عزيزاتي أسئلتكم كانت دائما تنصب نحو شخصيات عديدة. .
منها ريم و سر تواجدها عند عائلة الغالي ...يعمي أن إقامتها لم ترضي فضولكم ...!!!..و انا اخبركم ان الفصل التاسع يحمل الإجابة الوحيدة لوجودها بين الغالي ...
بريهان و علاقتها الغريبة بوائل ..زواجها السري و رفضها القاطع لأي وصال مع عائلته ...حساسيتها الزائدة من تواجد ريم بإقامتها عند الغالي . ..و اهم شيء قلب سر شخصيتها عندكم ..هي رفضها لإنضمام شهد معها في الدورة التكوينية و سحب تسجيلها في آخر لحظة ...
ما علاقة بريهان بعمر الصاوي ...!!!
ما علاقة شهد بأخيها وائل و ما سر قسوته معها ...؟؟؟//
أي مشاعر تحكم فيحاء إتجاه إبنتها شهد ..و ما الذي تريد الوصول إليه من خلال جفائها و قسوتها إتجاهها ...
و اخيرا الشخصية الجديدة للمنهدس "عادل توفيق "...
كلها حقائق ستنكشف و لو جزئيا بعد تنزيل الفصل التاسع.قريبا ..كونوا بالقرب ...
و أتمنى ان أكون قد ابعدت الكثير من الإلتباس الذي لازمكم لمدة طويلة ...فبعيدا عن الغموض و إستمتاعه ..تستحقون السرد المبسط ....


ماري الشام غير متواجد حالياً  
التوقيع
".. أطَيَافُ الرَحِيْل تَعَلقتْ بِغصْنِيْ الأَخضرْ و أغُنيةُ المطرِ رسَمَتْ حُروفاً بلاً لحنْ علىَ جِذعيْ المَكسورْ..
تَسألونِنيْ من أكونَ وسَطَ هذا البذخُ مِنَ الحضورْ؟
ليتكمُ تَعلَمونَ ؟
https://f.top4top.net/p_921olenh1.jpg
أناَ شجرةٌ بلاَ جذورْ..,"
رد مع اقتباس
قديم 15-02-18, 09:59 PM   #158

sam_202

? العضوٌ??? » 417023
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 254
?  نُقآطِيْ » sam_202 is on a distinguished road
افتراضي

ماري متى الفصل...

sam_202 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-02-18, 10:05 PM   #159

ماري الشام

نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب

alkap ~
 
الصورة الرمزية ماري الشام

? العضوٌ??? » 323753
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,243
?  مُ?إني » الجزائر
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sam_202 مشاهدة المشاركة
ماري متى الفصل...
مرحبا بالغالية سام ...ربما اقل التقدير خلال هاته العطلة الأسبوعية ..أي ما بين غدا أو بعد غد ....


ماري الشام غير متواجد حالياً  
التوقيع
".. أطَيَافُ الرَحِيْل تَعَلقتْ بِغصْنِيْ الأَخضرْ و أغُنيةُ المطرِ رسَمَتْ حُروفاً بلاً لحنْ علىَ جِذعيْ المَكسورْ..
تَسألونِنيْ من أكونَ وسَطَ هذا البذخُ مِنَ الحضورْ؟
ليتكمُ تَعلَمونَ ؟
https://f.top4top.net/p_921olenh1.jpg
أناَ شجرةٌ بلاَ جذورْ..,"
رد مع اقتباس
قديم 16-02-18, 03:48 AM   #160

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





الفصل الثامن

أطبق صمت كئيب على المكان من حول وائل و والدته الجالسة بإعياء على الأريكة المقابلة لجسد ريم المكوم تحت أثقال من الكتب و الملجدات الكثيرة ....!!

لم يجرأ أحدهم على كسر الجمود الأسود الذي خيم عليهم بضلال من التباعد و النفور ...بعد إبتعاد ورد لاحقة بشهد إلى أقسى ما تستطيعه خوفا من هجرانها للبيت في وجود أخيها .....
بل كل ما إنتشر في الفضاء الضيق بأنفاسهم المتوجسة خيفة من إنفجار لا يحتمل... هي أنفاس وائل المجهدة من فرط إنفعال لم تتحمله قواه المنهارة !!!

ظلام ..ظلام غيبه في وادي سحيق عميق و نار بدأت بإلتهام أحشائه كما يخاف و يرعب !!!...
و الذكريات ...الذكريات البعيدة المدفونة خلف جبال من البرودة و التصلب كانت تنحني ...تبتعد جزئيا في هدوء لتكشف له ما خبأه في داخله خوفا من خروجه ...فلا يجد القدرة التامة على صد أشباحه الخاصة ...!!!

كل ضلع فيه تيبس من فرط الإنفعال ...متراخي العزيمة التي تغلق الأبواب في حزم من حديد ...لكن هذه المرة قدرته لم تتفوق على سيطرته الفكرية!!!!
عودته للوطن كانت مجرد قرار خاطىء ...و المواجهة أصعب مما يتخيلها ...!!!

تقدم نحو جسد ريم ليرفعه عاليا بلمحة خاطفة مبددا الكتب الثقيلة التي تكدست فوقها ...بدت ضعيفة هشة !!...و جبينها الناصع بياضا مفتوح بجرح بشع خلفته شظايا الإطار الزجاجي الذي ضربها في غفلة !!!...
و ذلك السواد العميق الذي تتوشحه زاد من غموض ملامحه الساكنة ....إلتمعت عيناه العسليتان بمزيج من الوحشية البرية و القسوة الشرسة ...و هو يطالع بتركيز شديد بياض بشرتها الحليبية و شعرها الداكن في سواده ...متماوج بإلتفاف ثعباني خطير الإغراء حولها وجهها المتراخي في هدوء و كأنها لا تعي حولها و لا تتألم لجرحها العبيط بدماء وردية قاربت الشحوب !!!!!....

لم تكن الغريزة الرجولية البحتة ما أعصفت بجسده مخلفة إياه يرتعش جنونا و رغبة حمائية عالية في ضمها لصدره ....و لا جمالها المرتخي ما أشعل فتيل عسليته لتصبح رمادا من الأخضر المحروق كجمر باهت ....بل كانت خيالات الذكريات البعيدة تنهش تماسكه ...و تحيل إرادته الصلبة إلى مجرد فتات ضعيف تكاد أعين فيحاء تدوسه بفضولها المتأجج ..!!!!...

وضعها بحذر مبالغ فوق الأريكة البيضاء الباهتة كقشة إرتمى شبابها اللين على خريف الأراضي القاسية ...فأضحت متحجرة كلسية تتجنبها الأقدام ...
و حينما إستكانت في إغفاءة جديدة إثر الدوار ....أجبر يداه أن تبتعد عن ذراعيها فيرفع جسده نحو نقطة وهمية من الغرفة حوله ..!!!....
و إلتف برأسه يناظر الجدران الذهبية الشاهقة بإرتفاع سطح البيت مصرا على تجاهل وجود والدته المتحفز إلى فتح الجراح
...

هاله كثيرا أن يدقق في غرفة الإستقبال الأمامية لبيته ...أن يلاحظ الحنين لكل جزء من أثاثه الباذخ يتلاعب به كومضات بعيدة سحيقة لا تصلها أشواقه ..
الصغر...!!و الطفولة ...كلها أحلام إنتهت بكوابيس أبدية لا زال يتخبط فيها كغريق توديه الأمواج العاتية ...!!و أنى للأمواج أن تتوقف عن هديرها المضني ...!!!....
تراجع بصوته الذي سدح حوله و كأن مصدره بعيد بعيد ...حيث تعيش مخاوفه على بقايا إنسانيته .... ....يخاطب والدته بإقتضاب ...
-ألبيسها حجابها و شيء ساتر ...سنأخذها لتقطب الجرح الذي خلفته إبنتك ..؟؟؟...

لم يعلم مدى حدة نبرة صوته في آخر كلمة قالها ....متقصدا إهانتها و تذكيرها بالفشل الكبير الذي أجبرتها شهد أن تعيشه ....
أموميتها الباردة ..و تلك الأسباب العديدة التي تضعها كعراقيل أمام وصالها بدت له أنانية صرفة و كره باهت تضمره لأخته ...!!!...و هو أراد بشدة تحطيم تلك الواجهة السخيفة لصمودها ....و تلك الخيارات العقيمة التي تتبعها ظنا منها أن تحفظ الكرامة ....

قادته قداماه نحو غرفته ...حيث الحنين السابق ينتشر بكثرة في فضائها الرحب الواسع ....و تعبق رائحته مختلطة بغبار باهت ....حيث أراد دائما أن يظل طفل في العاشرة ..ينتظر قدوم أخته الصغيرة ذات أربع سنوات عائدة من فرنسا بصحبة عمه "الغالي"..فيلاعبها و يداعبها ساعات طويلة ...
يحكي لها عن مغامراته و مشاغباته ...يتفاعل مع لغتها العربية الركيكة و الممزوجة بطابع فرنكوفوني بحت ....حيث تطغي فرنسيتها على بعض من الكلمات العربية العاجزة ....

جلس بحذر على سريره المنفرد الصغير بملامح شاردة هائمة بين الماضي و الحاضر ....و عقل غائب تتحكمه تقلباته النفسية بين حنين و غضب ...
إستطاع أن يسمع جلبة صراخ أختيه قادم من المرآب التابع لبيتهم ....أن يلتقط تلك البحة الغربية المميزة بلسان شهد الساخط ...!!!لكن هو فقط من يعرف تفاصيل بحتها الغريبة ..بأنها مجرد صرخة لا زالت شهد تتبلعها بقسوة داخل جوفها العميق ....لتبقى لها القليل من جدران الوحدة و الغربة عنهم !!!...

....

تحركت أنامله تشد على الملاءة السوادء الجميلة برسوماتها ....لكن عيناه ما كانتا أبدا ترقبان تلك النسوج البيضاء و الفضية المتشابكة ...بل كان يعيش بهما فاصل زمني مرهب كئيب بالغربة و السواد .....
فتعود ذاكرته الإنتقائية إلى واحدة من تلك السجون الروسية الدولية ....حيث تعلم أن يمحي بقلم باهت المشاعر كل إنسانيته و وجوده ....كل ما يخفق لها وجيبه رفضا و رحمة ....
لقد كان غاضب يا الله كم كان غاضب ...!!!لأنه تحرر . .و أضحى حرا بإنتقامه !!!...لأنه و أخيرا ما عاد ذلك الشاب الصامت ...و هو بالزي العسكري الخاص مستعد أن ينفذ وعيده و لو بالشخص الخطأ ..فقط تلك الجمرة المشتعلة هي من كانت تحرك قدماه و يداه نحو المجهول .....
...جميل أن يتعلم شخص مثله إستخدام أول ثلاث نجوم عسكرية إستحقها عن جدارة ...و أن يستخدم مرتبته العالية كضابط القوات الخاصة في إنتقام أزلي بعيد ..!!!....
فتحت له أبواب الزنزانة الخاصة بالتعذيب و أبواب حقده تصرع بالجحيم المنفلت من زمام تحكمه ....صريرها الباكي كان كصرير عجلات تدوس كل مشاعره المتبقية ليموت هذه المرة حقا!!!....


********

وصلته و هو يخطو نحو المساحة الضيقة رائحة دماء خانقة مقرفة.....و مزيج غريب من العرق و الإهانة ....أحس و كأن هناك روحا إنسانية تعاني الهوان بأقسى درجات ....فلم تخذله بصيرته عندما وقعت عيناه على جسد عمر المضجر بالدماء و الجروح القبيحة.....
فورا إلتقط أنينه المكتوم و جسده الذي أخذ يهتز في رجفة ...علم منها أن ألمه فوق الإحتمال. ..!!!
إبتسم ببرود لا حياة فيه و النشوة تغريه أن يتقدم أكثر نحو الغرفة الضيقة المظلمة ....مبددا شيء من الرائحة العفنة الخانقة ..بهيئته النقية و أنفاسه الباردة و كأنها تخرج الجليد القاسي الذي أجبر نفسه أن يتعايش معه إلى أن تحين لحظته إنتقامه من الصاوي ....و كان له ما أراد حينما ظهرت له التفاصيل الصغيرة بجسد عمر الجالس على كرسي معدني مربوط إليه بيديه و قدميه ....
للحظة لم يستطع إزاحة عيناه عن الجرح الكبير الغائر بكتفه الأيمن ...درجة أن ظهرت عظامه و عروق مقطعة نازفة بشجن ...
كل شيء من خلاياه غريمه كان يهتز في رجفة حمى عالية و قد تصبب جبينه بالعرق ملصقا غرته السوادء الكثيفة حتى غطا عيناه كلتهما ....بينما بدى لا قدرة له على التنفس الطبيعي ..فما كان إلا على الواقف قبالته أن يستنتج الدقائق الأخيرة التي يمكن أن يبلغها عمر ليفقد حياته للأبد ....
.....النشوى العميقة سرت في عروقه كأفيون لا يخطؤه مدمن شراب مثله ..و كأن ثمالته بلغت أشدها حتى كاد يترنح من فرط ضخ دمائه الهادرة ....
لم يكن سعيد بحالة عمر الموشك على فقدان حياته نزفا ...لكن شيء بداخله توازن و أحس بالعدالة تغمره حتى رأسه ..بأنه ماعدا صامت بخزيه .....!!!
تنقلت عيناه من بنطال عمر الأسود إلى الشبح الأنثوي الواقف قبالته ...متوشحة بالسواد كليا و قد تدلى من كفها الصغير سوط مدبب بالمسامير الصغيرة ...قبضت أناملها عليه في إرتجاف واضح ...
تابع و الحرقة تقبع بأنفاسه فتحيلها سواد مهيب أو كهباب رياح وسط الحرائق ... أمام سيل دماء تتقاطر من ذلك السوط المخيف في يديها ....
و كأنها تتدلى من زمامه في شجن مربك ....حتى إختلطت أنفاسه بشيء يشبه الضعف و الشفقة نحو عمر الذي غاب عن وعيه لدقائق قبل أن يستقر رأسه منتصبا في شموخ باهت ..تكاد دمائه العبيطة تخفيه من عيناه .....
تلك المرأة نور لم تهتز و لا شعرة بوجود رجل جليدي ساخر بطبيعته المتهكمة معروف بقسوته و جبروته ...قوي شامخ عديم الرحمة كوائل ...بل تابعت جلد عمر في ظهره بتلقائية و عملية مترددة بعض الشيء ....و لم تكد تخرج شهقة صغيرة من صدر وائل حتى إنطلق صراخ الضابطة بكلمات روسية بحتة تعنف عمر الصامت و الشبه المغيب عن الوعي ...
كانت تنهره و تحرص أن يعود وعيه فتجلده بقوة من جديد و الشتائم تتصبب من فمها ...
لم يقدر على فهم كلامها إلا القليل ...(عليك أن تعترف بذنب حتى لو لم ترتكبه ...تعذيبك بهذا الشكل لإستنطاقك سيقتلك و لن ينفعك شيء ....!!!!)...
ثم تصمت قليلا إلا من نهيجها المتألم و المذبب و هي تجلده من جديد ...لتعود تمسك شعره من منابته فترفع وجهه عاليا منتصبا أمام وجهها المخفي ..و هي تصرخ من جديد ...(دقائق و تفقد حياتك أيها العربي الصلب المغيظ ...ألا تهمك حياتك ؟؟؟....)..
و لفرط جنونها لم ياتيها رد من غريمها المتجلد .....بل فقط ما كان يصدر عنه كإشارة لبقاءه حيا مجرد أنفاس مثخنة قصيرة... إكتفى عمر بها مشيحا بوجهه عنها .
المشهد بدى سريالي أكثر منه تراجيدي في فظاعته ..و لدقائق طويلة حاول فيها وائل كبح جنونه و غضبه أمام ضحكات خافتة مليئة بالأنفس المتحشرجة أخذت تتصاعد في هسترية تراجدية من عمر إلى أن تصاعدت و لم يعد لها غير الصدى المتردد عبر الغرفة المعدنية الباردة...
********
ضحكات عمر .....
ضحكات باردة جوفاء خاوية و مجردة من كل المشاعر التي يمكن ان تُحفظ بها إنسانيتنا البحتة ..خواء كهذا أخذ تدريجيا يعيده طفلا كما كان صغيرا في سنه العاشر ....ضالا محتجزا داخل قبو لأيام طويلة ..و مقيدا إلى كرسي معدني كما يقابله عمر ...مشبع بالندوب الداخلية و الغضب الجنوني أمام جسد أخته الصغيرة المسجى أرضا و المنتهك بشتى الطرق فظاعة ؟؟؟...
لقد كان الزمن يعود إلى الوارء لديه و سيل من الذكريات القاسية تنفلت من شريط عقله المنسي ....دفعة وحدة كأوراق خريف تناثرت على الجراح مما لم تشفى ..تغمس فيها شيء أشبه بالملوحة اللاذعة ....!!!!
تتلاحق الصور و الأصوات و تتزايد الهمهمات الطفولية التي بدت له حقيقية لأول مرة .....
....و صورة تلك الطفلة تدب بحوافر صلبة داخله ...و تغرس فيه سم و زعاف صلد
...يستنزف من روحه و يقتل عروق الحياة التي تضخ فيه طعم الحرية و السلام و الداخلي ...!!!
لا سلام مذ شاهد عرضه ينتهك بلا ثمن !!!.....
الفتاة لا تزال تقبع بجسدها الصغير الممزق تحت جذع ذلك الرجل الضخم الكريه ...لا زالت مكممة بإحدى كفيه الثقيلتان بينما الثانية تجتاح بحقارة و نذالة طفولتها البرئية ....تعلم على عنقها و كتفيها ...و شفتاه الشهونيتان كإله يوناني بشع الغريزة تنجسان كل ما يأتي عليه من وجهها و شفتاها ...و الكثير مما لم يحتمل ان يراه !!!!.....
صوتها المستنجد المفزوع به يطن كهدير بأذنه ...و خذله!!!..خذله أنذاك يزوده بطاقات كره عمياء نحو نفسه و نحو مروان .....!!!!
مروان شخص شاهد الجريمة بأعين مفتوحة غير مبالية ....لم يرد أن ينقذها كغيره ...و رغم انه بنيته العشرينية أنذاك كانت تفوق ضاخمة الرجل لكنه لم يحرك ساكن بخوفه و خذله كذلك ..!!!...
لم يعر صرخاته اية إنتباه ...مسيطر جامد على مشاعره و ملامحه التي منعت اي غفوة شاردة من داخله تطفو فوقها ..... قبضتاه تتشنجان في إرتجاف واضح .....
يتراجع الوحش الشبه الإنسي عن ضحيته بعدما فقدت وعيها تحت تأثير عنف إغتصابه ليرمق الطفل ذا سنوات العشر بشعره العسلي المبعثر و نظرة الكره العسلية المحرقة التي تتقد حمما داخله ....
ليبتسم كما يبتسم الشيطان القميء ...و الرغبة تستعر من جديد داخله بإغتصاب الصغيرة من جديد ....!!!!
لكن في لحظة ما تراجع!!!....و أمر بصفاقة مروان ان يفعلها عنه تلك المرة !!!...
لم يكن بقادر على سماع الشجار الذي دب بين مروان و الرجل ...لكنه إستطاع أن يتلقى رفض الأخير لأمر الوحش .... أن يحس بقليل من الإرادة العنيدة تجتاح صوته و هو يتراجع مهزوما بخوفه ..
-لا إطلب مني أي شي لكن لا تجعلني أفعل ما أعافه ...لقد خضعت لك و نفذت لك مخططك بإختطاف طفلة الغالي مقابل أن تطلق والدتي و تحررها من عصمتك ....لكن ابدا لن أفعل ذلك !!!....
زعيق منفر أصدره الرجل الأسود العنيف وهو يوجه صفعة إرتج لها وجه مروان نحو الوراء ....
-أيها القذر الحقير...يا إبن الحرام المجهول إخرس و إفعل ما كنت قادر على فعله مع البقية ...أي شيء تختلف فيه هذه الطفلة غير أنها لا ترضي ميولك الجسدية .....!!!!
أصوات عديدة و همهمات خافتة صدرت عن مروان في حربه الجسدية مع الرجل ..لكن رفضه سرعان ما داس عليه أرضا متقدما بتردد إتجاه شهد الصغيرة ...بعدما أدامه الآخر بلكمات عنيفة ...!!!!...
و بعدها شيء كضباب غطى رؤياه لأخته ...بينما يتقدمها مروان و كتافه منحنيان عنفا مكبوتا !!!!
***************
أصوات فوضى أيقظته من شروده العميق مجفلا و خائفا متجردا من كل الثقة التي دخل بها ....فيجد نفسه مقابل أمام عمر الجالس بتعب فوق كرسيه و قد فكت عنه الأربطة تاركة جسده مترنحا بين التوازن و السقوط ...
و بصوته الغائب البعيد ...ناداه ببرود صلد ..و ملامح تصنمت و إحيلت إلى اللاشيء المخيف و المرعب ...!!!...
-أنت تنال ما تستحقه يا عمر الصاوي ...!!!..
رآه كما رأى شياطينه تتلاعب به دوما ...يبتسم عمر واثقا مدمرا له و لإرباكه العنيف ...ليرد عليه بكلمات إرتجفت في حلقه إرادة و إدراك واسع ...!!!
-لم افعل شيء انال فيه ما أستحقه ...بالعكس مكاني هذا تستحقه أنت و مروان بكثير ...فهو إغتصب أختك شيزار هاشم الغالي ..و انت إغتصبت بريهان الجابر التي لجأت إلى مؤخرا بعدما إستغللتها ابشع إستغلال ...!!!.
لا يدري أي شيطان جعله ينهال ضربا و لكما فوق وجهه بينما يصرخ بجنون مستعر ...لم ينتبه لنظرات المرأة القاسية و الرافضة له ...!!!..
و لا يدري أنه قد توقع رد عمر ...و لهذا اتاه اليوم ليثبت له الحق ..بأنه اكثر من سافل أمام ذاته الإنتقامية ...
و لم ينتبه لدق باب الزنزانة العنيف ناسيا انه قد اقفله بعد دخوله عامدا و متعمدا !!!؟..
-إخرس يا عديم الرجولة ...إياك ان تجلب سيرة شيزار أختي على لسانك ...الا يكفي أن مروان الصاوي قد دنسها بروحه السوداء ..وهي مجرد طفلة ...!!!..
ليتبعها صوت عمر الرجولي المبحوح بفعل الحمى العالية ...
-لا تهمني حياتي إن كان علي إدعاء بأنني رجل مافيا خان أمن وطنه القومي و العسكري حتى اضمن حياة بدون كرامة ...ليس علي قبول تهمتكم بصدر رحب و أحمل عار الخائن لوطنه طوال حياتي ..أنا أشرف من أن أكون ما تريدونه و تبا لحياة تستدعي ذلك ...!!...و لأنك عاجز عن الإنتقام لأختك شيزار من مروان ..تأتيني لتفرع جنون إنتقامك المريض ..او انك تستغل حاجة الفقيرات أمثال بريهان الجابر ...!!!
لم ترهبه تلك الشرارات المنبعثة من جسد الواقفة بجانبه ...ممررا إياها وهجا من التحدي الأشم بنظرات عينيه المركزة على وائل الشاحب ....الواقف متصلبا !!!!
لكن صوت كاتم رصاص اخذ يحشوه داخل سلاحه ...شوش وثاقة عينيه للحظات طويلة ...
يريد أن يقتله ..!!!فليكن له ذلك ..؟؟؟..
رفع وائل سلاحه اخيرا ...لكنه بقي لمسافة منخفضة و زاوية ضيقة ..بينما التصميم صبغه مسحة إجرامية منفلتة ...!!؟..و تلك الإبتسامة الواثقة تنتقل في غمضة عين من عمر له ...!!..
أخيرا إمتلك تلك الرغبة الكاملة في الإنتقام ..!!!!
تقدم كثيرا ناحية جنبه ...فيدس السلاح في يد الضابطة المدهشة ببريق إدراك يصلها ...
لم يكن يريد خيرا أن ينتهي إليه ...!!!..
خاطبها متعاليا ...و بصوت مجهد مثقل بالجنون و الإجرام المتشفي ...
-افقديه رجولته الآن ...كي يتعلم نسب الصاوي ان لا يطال شرف الغالي ....مهما كان وصولي لمروان صعبا ..إلا انني لن اترك فرصة إنتقامي من الصاوي لمجرد أنك لم تكن الفاعل. .تحمل رابطة الدم يا عمر الصاوي ...!!!...
ترددها كان واضح ..كما مشاعرها المغرمة المفضوحة لعمر ...!!!..و لسوء حظها انه قد كشفها مذ دخوله ...!!!...
...لم يكد يصدق أن تقع ضابطة روسية في حب سجينها العربي ...و هو كرجل ساخر حد السواد أراد حقا رؤيتها تكسره كما تمنى ....تحيله و تذريه إلى رماد حقير كما تركوه طفلا يحضن الأحلام المحطمة ....!!!./.
و الحطام الشيء الوحيد الذي تركوه يمارسه ...و كأن الحياة أصبحت هوة فارغة ..أو حلقة مفرغة ندور فيها الأحداث بآلية ...؟!!
إذا الإنتقام دائما طبق يؤكل باردا ..!!!..
صرخ بها مهددا مستخدما نبرته التسلطية الإجرامية ....
-سددي سلاحك نحوه و أفقديه رجولته هذا الصاوي الشريف....!!!..
...راقبها جيدا ...بمزيج تسلية غريب تسرب إلى عمق داخله ...ترفع سلاحها المرتجف ناحية عمر بزواية منخفظة ...و هي حقا أوشكت أن تضغط الزناد ...لكن الفوضى البعيدة التي كانت تصله قبل دقائق إستحالت إلى رجال يدخلون الزنزانة الضيقة صارخين بها أن تتوقف ...!!!!...
إستدار وائل بفعل صدمته مرتدا إلى الخلف ...بفعل صفعة أتته من يد أحدهم. .!!!..
صفعة مباغتة ادرك يقينه أن صاحبها ابدا لن يكون مجرد أي شخص ...!!..
رفع رأسه و الغضب ينضج من تفاصليه ...متسائلا عن هوية الذي تجرأ على صفعه ...!!!.

************************************
كأنما xxxxب الساعة توقفت أمام المنظر الذي ناظره بعينان متحجرتان ..من بين كل الناس الذي يعرف لم يتوقع أن يقف قبالة والده!!!.
كم مضى على رحيله من الوطن ؟؟..أربع سنوات او أكثر ...؟؟...
إرتج حنينه القابع في أعماقه بوجل و ضعف !!..لمرآى جسد والده الشامخ الغاضب ...أمامه مكفهر الملامح و شاحب الوجه زائع العينان العسليتان نحو عمر ؟؟...
لم يجرأ على الكلام في حضرته ..و كأنما احبال ثقيلة إلتفت حول لسانه مانعة إياه من الكلام ؟؟عله يرتاح ....إلا من همسة متحشرجة خافتة إخترقت سكون الزنزانة المفاجىء .. ."أبي"....
....
رآه و الرجفة تجمد اوصاله المشتعلة ...والده هاشم الغالي يرفع يده عاليا كسوط ليسقطها فوق وجهه جلدات قاسية ...و صوته المخنوق بالغضب يرتج داخل حلقه هادرا به ...
-يا اسفي على ما ربيت !!!..هل تريد ان تظلم رجلا لم يكن ذنبه سوى أنه حمى عرضك و شرفك ...
(وائل ريم أفاقت لتوها ..يجب ان نذهب لتقطيب جرحها ...!!!)....
....راقبت فيحاء بغموض إنشداه ولدها الغير المركز تماما ...لتعيد تنبيهه بإقترابها نحوه ..لكنه اوقفها بحركة دفاعية متشنجة و هو يبرطم بين انفاسه ..
-دعيني قليلا أمي ...دقائق و الحق بكم في السيارة ...؟؟!...
************************************
-أستطيع جعل هاشم يطلق فيحاء !!!....
تصنمت ورد في وقفتها طويلا و كلمات شهد المختصرة تستقر تدريجيا داخل رأسها المشوش كليا
....فظيعة و مرة كعلقم تلك الكلمات الجوفاء المسطحة ...!!!.أن ترى شهد تخلع برودها و لامبلاتها لترسم على محياها شيء أشبه بالتحدي و الثقة .....
كلماتها المدببة مرهقة لتفكيرها و صعبة حد أن شعرت تخنقها ...حاولت مرة أخرى ترديدها داخليا ....فأحست بجسدها يتصلب في فتور و خمول غير طبيعي و هي تواجه نظرات أختها الواثقة بمزيج من البرية و الوحشية الدفينة في أعماقها ...
لم تكن سلاميتها مرتاحة أو باردة كعادتها ...و لم تبتعد بنظرها كما فعلت دائما شاعرة بأنها أقل مما يملكه باقي إخوتها من إعتزاز و شموخ الغالي ....
بل تهجمت ملامحها و ضاقت عينيها الملتهبتين بما يشبه الإصرار الواثق و التصميم القوي ...و هي تلقي بكلمات بسيطة .....
و حتى زوايا شفتاها تصلبت و إبيضت في خط مستقيم حمل الكثير من الغموض و الضبابية ...حتى أنها لم تسمح لورد بتشتيت تركيزها بل تقدمت أكثر منها على بعد خطوات من السياج الخارجي للبيت ...مرددة من جديد و كأنما شيء لم يعد يعنيها ...
-إن كانت تظن فيحاء أنها لها مقدرة على لي ذراعي و التحكم بي ...فأبلغيها أنها جد مخطئة و عليها تصحيح تلك الخيالات المريضة ...فأنا أملك بيدي ما لا تقدر هي شخصيا على إستخدامه ....!!....
......
لم تملك أي مقدرة على تحليل كلامها لكن إكتفت بسؤالها كشكل عابر ممل ...
-مالذي فعلته حتى ضربك وائل بتلك الطريقة المهينة ..أظنه لم يسمع شيء يتعلق بمروان او عن سيرتك ...لقد وصل في وقت متأخر من شجاركم ..؟؟.....
قاسية كانت ورد ...قاسية كشفرة محدبة تنغرس داخل القلب و هي تلقي بموضوع مروان هكذا دونما مراعاة لحالة شهد الصلدة و المهددة بإنهيار حتمي موشك .....!!!....
لكن شهد أستزفت كل طاقتها لتضرب حصون لا تنهار إلا بما تحمله سرا داخلها ....
-لأنه أدرك و أخيرا إلى أي حد أنا أشبهه ...إلى اي حد لي مقدرة على الأذية ....وائل يمتص صدمة معرفتي بزواجه السري ....و الأدهى صار يعرف بأنني أعي سبب سرية زواجه !!....إنه يمارس دفاع ذاتي بحت أمامي ...
.....و ما إن تحركت تنوي المغادرة نشبت أنامل ورد داخل قميصها الحريري تصرخ بعدم تصديق ...
-كيف ؟؟؟..مالذي تتفوهين به يا شهد ..عن أي زواج سري تهذين ....أن مجنونة ؟؟...
جالت نظرات شهد طويلا على معالم صدمة الواقفة الشاحبة أمامها ....و كأن وقوفها البهيمي العنيف أشعرها برغبة كبيرة في الضحك حتى البكاء ....
لكن قبل أن تتراجع أمسكت رأسها تقربه لتهمس لها بتشفي و حقد خفي ....
-لقد تزوج بريهان الجبار بعد أن إغتصبها ليلا بأحد الحانات الوضعية التي تنتشر في مدينتنا القديسة ....لقد كان ثملا لدرجة أنه لم يعي المراة التي كانت تشاركه فراشه مكرهة ...كيف لا و هو إشتراها بأبخس ثمن ..ليصدم صباحا بملامح صديقة أخته المقربة تتنفس خطيئته حتى الثمالة كما كان !!!....
......الهودج يلفها و أجراس الموت تناديها ...خطواتها تتهادى كروح يونانية وهبت ذاتها لإله من الطين الأبيض ....النيران تندلع حارة صيفية من معابد وحدتها و كنائس غربتها ..و الهودج من جديد يكاد يخنقها .....
لكن شيء ما دافىء يخفق داخلها برعب ...فتتراجع عن رأس ورد مشتتة بأكثر مما تضمر ...و هي تنفي رأسها و لا تدري مالذي تنفيه ...
-لا تقلقي على الأقل بريهان لم تكن تماما ضحية امام وائل ..فحتى هي لم تترك له فرصة بعدما حدث و قد تزوجها مذ سنتين ...الآن عليكي أن تركزي طاقتك لحماية ريم منه ..!!..قريبا سيولد الوحش بداخله من جديد ..و هذه المرة ضحيته ستكون ريم ...تدخلي في اللحظة الأخيرة لأنه سيضعف !!..
تراجعت كثيرا تنوي الرحيل و شبه إبتسامة تغيب أفكار غريبة نشبت عن عقلها و أخذ تدور في فلك لا منتهي من الهدوء و الغموض المريب ...
لم تقدر على منح ورد الكثير مما تعرف ...لكنها شعرت برضى كبير يجتاح صدرها أخيرا ...شيء من العدالة يبدو أنه يتحقق أخيرا ...و لو تعد مجبرة على كتم الكثير مما يثقل كاهلها .....
...
و ربما معرفتها ببعض الأمور الحساسة لعائلة الغالي ستحميها يوما ......
******************************
تشنجت فيحاء و أحست بداخلها يغلي في غضب دفين مرتعد إتجاه شهد و هي تسمع لسيل إعترافات ورد الشاحبة كما الأموات في وقوفها وسط الرواق الطويل ....
لم تكن بقادرة على تحديد ماهية حقدها إتجاه إبنتها و لا إيجاد منطقة تصنف فيها تصرفاتها و أهدافها ....!!!...
إنها تزاد تعقيدا و غموضا يوما بعد يوم ...و تنوء بذاتها بعيدا عن غيرها...فلا أحد سيدري أي خطوة قادمة تتخذها ...و أية علاقة تربطها بوائل !!...
لم يخفى عليها خوف وائل الهستيري أثناء ضربه لها و هو يتطلع إليها بمزيج من الدهشة و الرعب في آن واحد ...و كأن أشباحه الخاصة كانت تقف بمواجهته !!!...بعدما حاول أن يتفادها طويلا بعد مضي هذه السنوات الطويلة ...!!...
و حتى هذا اليوم لم تكن شهد لتتكلم عن مروان بتلك الحرقة و الغصة ..و لوعتها في ندمها الشديد على علاقتها به ..إن لم يدفعها سبب حقيقي لتفجر مشاعرها بدون حسبان أو تفكير ...!!!..
ربما ترى إخفاقها الوحيد بين أبنائها تمثله شهد ...بظروفها و حياتها بشخصيتها المتحررة الواثقة ..بحالتها النفسية المعقدة بعد الحادث ..و كأن شرخ ما أصاب ذاتها فلم تعد بقادرة على التواصل مع غيرها. ..!!...
و هي تعلمت أن الفقد أنواع مهما إختلف يبقى ألمه واحد ...و لكن ما رأيها في ألم فقد كانت هي سببه دوما !!!
في هذه الحياة يمكننا أن نفقد الكثير في خضام وحدتنا و عزلتنا وسط الحطام ...لكن أن نرتكب نفس الخطأ مرات عديدة بدعوى أن الكبرياء يطغى على وجود تلك المشاعر الصادقة في إتيان الصلح و لم شمل عائلتها ..يعني أنها أكثر من إمرأة قاسية ...!!!...
...تنفست عاليا بينما شردت في مراقبة الأطباء أثناء دورايتهم الليلة النشطة ..تتابعهم بإهتمام أجوف و داخلها يغلي بدون أن تجد حلا !!...
و أي حلول تبحث عنها وسط هذا الخراب المريب !!!....
زفرت تهمس بصوتها الخالي تماما من أي ذرة شعور ...
-لا تقلقي ورد ..شهد لن تفعل شيء يضر العائلة بعدما فعلته !!!.لم يعد بمقدروها فعل الأكثر من ذلك ...و قضية زواج أخوك السري دعيها إلى أن يحين الوقت و نتناقش فيها ...أنا متعبة !!..
عنفوان ورد إنطلق كشظايا نارية ...و هي تهتف بصوت عصبي طال من كان بمحاذتهم ...
-كيف نترك النقاش إلى وقت آخر ...أقول لك أنه قد إغتصبها فأجبر نفسه على تصحيح الخطأ بزواجه السري الفاشل ...أنت اكثر من يعلم ان الجيش له قوانين صارمة فيما يخص الزيجات السرية ...!!...
قاطعتها فيحاء بإشارة من يدها ...و نزقها يبدو أنه يزداد ...
-أخوك طالما كان شخص متهور ...حصل ذلك أثناء سهرة خمر بإحدى الكباريهات الرخيصة التي يرتادها و يصادف أن بريهان كانت تشتغل هناك كنادلة مشروبات روحية ...فأجبرها على قضاء ليلة معه مبتزا إياها ببعض المال ..لقد كان شبه غائب عن الوعي درجة أنه لم يعرفها طوال تلك الليلة ...!!!..
تطلعت بحبور إلى وجه إبنتها الشاحب ....و بعض من الندم اخذ يتآكلها ..فهناك أمور لا يجدر أن تخبر أبنائها عنها ...!!..
لا زالوا صغار عن تحمل ألم الغالي ...وهي ما عادت تريد تحميلهم تلك المسؤوليات الجبارة على عاتقهم ....
يكفيها غرق وائل و شهد داخل تلك الدوامة الغريبة من فقدان الذات ...!!!..
إصرار ورد طال كثيرا صبرها و هي تبرطم بأسئلة لا تنتهي حول اخيها الغامض ....
-لماذا بريهان تهدف دائما لإبعاده عنا ..ليس من المعقول ان ترفضنا و نحن أهله ...ثم لما شهد تحذرني من تصرفات وائل إتجاه ريم ...ايمكن ان يؤذيها يوما !!!..
فتجيبها والدتها ببعض الصبر ....
-لا تقلقي بريهان تعاني مشكلة عدم تقبلها لحياة اخيك ..إنها ترفض الواقع فقط ...كما ان ريم آمنة تماما مع اخيك ..لا يمكن ان نسمح له بإيذائها ..اتظنين اخوك وحش سفاح ..!!!..
قطع صوت الهاتف حوارهما المتنازع لتبتعد فيحاء بهمهمة نحو الطرف الآخر من الممر. .تاركة ورد بأسئلتها التي تقض مهجعها ليل نهار ....كانت تشعر بحاجة إبنتها إلى الإكتفاء ..و معرفة كل الأمور الغامضة التي حدثت خلال الثلاث سنوات الأخيرة ...لكنها تعي جيدا حجم ضعفها أمام المشاكل القادمة ..
رفعت الهاتف لأنها تستمع إلى الصوت الرجولي المهيب يسائلها بإهتمام كبير....
-كيف حال الأولاد ...أنا قلق على شهد بحضور وائل ..أعرف انها لم تلتزم صمتها إتجاهه لتتصيد أخطاؤه و تحاسبنا بها ...عليك ان تتحمليها يا فيحاء إبنتي بحاجة ماسة لإحتواء غضبها و خذلها من مروان ...!!...
تصلبت شفتاها في خط أبيض شاحب وهي ترهف سمعها لذبذبات قلق هاشم الذي سرعان ما إنتقل إليها ...لكنها آثرت كبح مشاعرها الداخلية التي تكاد تظهر للسطح أمام نظرات ورد المتصدية لأدنى تصرف منها ...
فإبتسمت تهذب ملامحها ببعض من مسحة الإهتمام و الرقة تعقب على أسئلته بردود مغايرة ...
-لا تقلق على شهد حتما ستتحكم بنفسها لقد خاضت الكثير من الصعاب أمام مروان ..و لن يصعب عليها وائل و هو اخوها ...!!..ألن تسالني ما الذي إفتعلته اليوم إبنتك العسلية ....!!..
كلماته الغاصبة المكتومة ارضتها أخيرا ..ثم و إستمتاع تام أجابته واثقة ...
-لقد إستعادت شهد أخيرا شراستها للقتال ....لم تختبأ كما العادة و تهرب من البيت ..درجة أنها هددتني بالطلاق منك إن تجرأت من جديد على إستفزازها ...نجحت أخيرا يا هاشم في إخراج إبنتي من جمودها و برودها ...أخيرا تمكنت من رؤية الوهج العسلي المحرق يشتعل بعيناها ....إنها حرة تعيش و تتنفس كما تريد ...
و أضافت تردد
-ثم حتى إنها آذت زوجة أخوها وائل ..اتصدق شهد التي دائما ما تجنبت ريم ...اليوم أصابتها ...حاليا زوجة وائل الأولى و لا اقصد الثانية و التي بالمناسبة لا يعرفها ولدي"ريم وائل الغالي ".. تخضع لتقطيب نتيجة جرح غائر خلفته شهد بجبينها ....".....
*****************************
راقب من بعيد شبحي أخته و والدته كخيالات باهتة ....كان أكثر من متعب حتى يتقدم كل هذا الجمع الغفير من الأهالي و للمرضى حتى يصلهم ...ليطلب من إحداهن مرافقة ريم للغرفة الطبية ...
ذاكرته فتحت الكثير مما كان يخاف أن يذكره !!!...و قد أرهقته و أثقلت كاهله بذلك الشيء النابض الذي يصرخ داخله كثيرا ...!
إنه الضمير ...الشيء المعنوي الوحيد في حيويته داخله ...صراخ داخلي يطلبه يوميا أن يستفيق لكن عبثا!!!...دوامته السوداء تسبقه دائما بخطوات كبيرة ....العالم كله ينحصر فقط في تلك الدفة التي تغلق على قلبه كلما إستسلم لهواجسه المريضة ...لهاث إنتقامه الأسود ...و شقاء ذاكرته المضادة ...!!!!/....
كثيرا ما نفقد الأهم و نحن غافلون ...لكن هو فقد روحه و لم يهتم !!؟؟؟...
صوت ناعم لإحدى الممرضات أيقض من ظلمة قرارة نفسه ...فإلتفت إليها مستفسرا ببعض العبث الرجولي الضال و هو يجوس بمقلتيه منحنيات جسدها الواضحة خلف ردائها الطبي الناصع بياضا. ..
لاحظ جيدا كيف إرتجفت لا إراديا و فقدت بعض من عمليتها أمام إبتسامته اللاهية العابثة ببرود ...لتقول بتردد و تلكأ أشفق له ....
-الفتاة الصغيرة ستجرى لها خياطة بسيطة في الجبين لكنها ترفض ذلك تبكي ..أرجو أن ترافقها إحدى الموجودات .....
لم يهتم بالرد عليها و ملامحه تتخذ شكلا مغايرا من الجمود ...كان مشوش جدا ..و طلب الممرضة ملأه ضيقا لما تمر به ريم في دوامة عائلته الغريبة ...
و نوعا ما شعر بالأسف إتجاهها كما شعر بالبغض إتجاه والده الذي ما ينفك يقحم الغرباء في جو عائلتهم المشتت بين رفض و قبول من طرف أفراده ....!!!...
فأي مسعى إتخذه هاشم من جديد ليلم شظايا مدبدبة الحواف لا تلتقي إلا و قد غرزت جراح أليمة ....
دفع بجسده إتجاه الباب بعدما ألقة تحية شكر عابرة لها ...ليصدم منظر ريم الباكي بشدة برودته و غطرسه ...كانت منزوية إلى إحدى زوايا السرير تنظر بفزغ ناحية الطبيبة و هي تشهق كطفلة ضالة بينما وجهها الأبيض تورم و شحب للغاية بفعل البكاء العنيف ....
لم يتوقع إنهيارها الصاخب هذا ...لقد أفاقت من وعيها في حالة جمود غريبة مكتفية بهزة رأسها عندما سألها مرافقته للمشفى حتى تخيط جرحها ..و هي أيضا إلتزمت هدوئها الغريب طوال الطريق إليه...و الآن تبدو كما أنها اصابها مس ما !!!...
بملامحها الباكية المتقطعة و ترنح جسدها يمينا و يسارا أمام الطبيبة !!....
شيء من ضعفها ذاك أشعره بالحرارة العالية و بعض الرغبة في ضمها إليه مهما كانت العواقب ...فتقدم مسرعا نحوها لتمسك يداها وجهها فترفعه إلى مستواه ....!!!!...
و يا ليته ما فعل ...؟؟؟...فقد هاجمته كتلة مشاعر بدائية التكوين ...مشاعر تصنمت في مقلتيها السوداوين ...!!!..مشاعر ألهبت كل خلية نافرة فيه و ضخت فيه دماءا غير عادية ....دماء حارة أشعرته بالحياة لأول مرة ...و شيء ما كذلك خفق بعنف و سعادة داخله ..!!...شيء يبدو كفعل أحمق ....
تاهت نظراته بين عيناها الجمليتان الناطقتان لغة سرميدية الوجود و بين شفتيها المزرقتين الخائفتين ....!!!...و لرعبه كذلك كم وجد نفسه يفكر في بثهما بعض الدفىء و الأمان ...!!...
مما يفتقده ...و هل كان سيرغب أكثر إن وجد نفسه يفهمها أكثر مما يكرم بذلك مع نفسه ...!!!....
تلقف بعض من الكلمات المترددة الخجلى تكاد تتجاوز عتبة شفتها ...فأصغى طويلا حتى إلتقطت أذناه كلماتها تلك ...
-وائل أنا خائفة ...؟؟؟...
همس لها قريبا من وجهها و الرغبة العنيفة في ضمها تشتد بلا هوادة ....
-لا تجزعي ريم ..مجرد خياطة بسيطة لن تستغرق دقائق معدودة ..لا يجب أن تتركي جرحك هكذا ...!؟؟؟...أم أنك تودين أن تصبحي بشعة ....!!!...
أضحكته بشدة ملامحها التي تحولت للصدمة فالجزع ...و أخذت تنتحب بصدق أكثر و تهتف من بين شهقاتها ...
-لا أريد ان اصبح بشعة ...؟!!.....
تسللت يداه إليها طوعا بينما يهتف صوته بداخله أنه طالما أبكاها !!!!
**************************
...مضحك الأمر برمته .!!!..كيفما مر عليه بخاطر مشتاق إلى جسدها و نعومة شعرها العطر ....!!!!...
كان وائل لا يزال في سيارته غاضبا أهوجا بجفائه بعدما خرج من غرفة ريم الطبية و كأنما الشياطين تتلاحقه ....لينزوي بنفسه داخل سيارته محتميا بمعدنها البارد عن بعض الحقائق المخيفة التي ضربته ....!!!...
لا بل صدمته درجة أن أسقطت جميع اقنعته المزيفة أمام قدميه ..!!فكم بدا تافها غبيا في قرارة نفسه ...؟؟؟..
لما لم يجد إرادته حينما إحتاجها .... لما لم يكن بقادر على صد رغبته في ضمها ...و لم يكن أيضا بقادر على دفعها أيضا بعيدا عنه ؟؟؟...
ريم خيرته بين النار و النار ..و أي نار أنى له أن يختار ...!!!..
.بين أحضانها المتشنجة فطريا أمام قسوة تكوينه ...تاه في عالم لا شهوة تغذي لذته و لا علاقة بجسده فيها ...معها نسي كيف يكون نزقه اليومي ...نسي ذاته للحظات طويلة !!..
مكتفيا فقط بالهدوء الصادق الذي غلفه ...في وسط صدره زرعها للحظات طويلة يهدأ فيه نوبة بكاء إشتدت بعدما هددها بالبشاعة التي يمكن أن تصبح عليها ...!!!!
فإنهارت تماما .....
و هي كطفلة صغيرة جاهلة بما إعتمر داخله أخذت تبكي و تتمسح بكتفه كما تتدلل قطة عابرة طلبا للأكل ....و حينما نجح في طمأنتنها ساعد الطبيبة الكبيرة في تثبيت ريم للخياطة ....
هناك بدأ الوقوع في المحظور يتخطى أبعاده كثيرا ...و غلالة باهتة المنظر قوية الرائحة إلتفت حول عقله غمامة ...فأفلت نفسه ...منحدرا بشفتيه إتجاه خدها الناعم المحمر ...يطبع عليها سكبة من حنانه و تفهمه....!!..مخلوطة بمزيج بريته الغابية و وحشيته العنيفة ...!!!..
شعر أنه ملكها نفسه و إحساسه في مجرد قبلة ...غاص في أعماق انوثتها الوردية المغلقة ....في أعماق براءتها الجاهلة و حاجتها الضارية لبعض من الإحتواء ....
و أي إحتواء أكسبها وائل!!!!....
ضاع طويلا بين الإحساس الرهيب الغريب ..و شفتاه تغرق أكثر داخل وهج أشداقها الرمانية ....تتابعت شفتاها في قبلة واحدة طويلة النفس مرتجفة خائفة ..و نعومتها البرية البحتة الطبيعة تجتاح حصونه و قلاعه ؟؟؟....
لم يكن لها اثر كيمائي لمجمل الكريمات المربطة ..و لا ذات عطر خاص ...بل مجرد نفس نقي إختلط و رائحة بخور خافتة كنسمات ياسمين ليلية ....فإستنشق أنفاسها طويلا حتى الخدر و الثمالة ...!!!
و غرس أصابعه الرشيقة داخل تموجات شعرها الكحلي حتى تخلله فأحس به كثيفا ناعما أكثر مما توقعه ...و بريا غجريا أصابه بلعنة لا تحل ...!!!...
الأمر برمته مضحك كما وجد نفسه الآن يقهقه عاليا بعد فترة جمود تصلبت فيها كل خلاياه المتشنجة ..عندما توقف بعقله عند نقطة معينة ...!!!/
إفاقته لغيبوبته اللذيذة ...حينما صدمه أنه يتنشق ملامح وجهها أمام نظرات الطبيبة القاسية و تهديدها المبطن بجلب الأمن في حال تجاوزه الأمر ....؟؟؟...
و حينها نفضها عنه بقسوة مربكة ...ليخرج مسرعا إتجاه سيارته ....و هاهو الآن مجبرا على إنتظارها حتى تنتهي من بكائها مرة ثانية كما أخبرته ورد قبل قليل ...مشيعة إياه بنظرات مرتابة حذقة ...!!!!...
***********************
لربما تعدى الأمر إلى ربع ساعة و شهد تقف أمام الباب الخشبي تشيعه بنظرات مبهمة غريبة ...!!!
الأصوات الدافئة المغمورة بحب العائلة تسللت إلى مسامعها ...و كثيرا ما كادت تفر دموع الأسى من عيناها ...لكنها تكبحها بقوة و عناد حتى إحمر جفناها المتعبين ...
تخاف حقا أن تلجأ إليها في الوقت تحديدا ...ولكن لم يبقى لها غير ليدا لتهرب إليها ...
تحتاج إلى الراحة حقا بعيدا عن التشوش الكبير الذي مس عمقها ...
عودة وائل المربكة و صدمة زواجه الثاني من بريهان ...خوفها الكبير على ريم ...و خوفها على نفسها من معرفة اخيها بمروان ...فشلها الدراسي و العملي ...!!.....
..كل شيء سيء إنكب فجأة بمفرغتها النفسية ....مضلالا تلك الحاجيات الضارية إلى الهروب و الأمان ....فاليوم إشتعلت بها رغبة قاسية في إيلام اي أحد مهما كان .....
و لو عابر طريق ... ؟؟؟...
ترددت أناملها كثيرا في محاولة دقها الجرس ..لكنها آثرت قرع الباب بقوة علها تقرع شيء من التصميم داخلها على إتمام طريقها ...!!..
نحو الأمان و المنطقة العبور ...حيث لها أن تجد تلك الذات الغائبة ....مذ أن تركت مروان هربا ...
اللحظات القليلة التي قضتها في إنتظار فتح ليدا للباب مرت عليها قاسية ...إلى أن ظهرت المرأة الأربعينة ذات المظهر الأنيق الهادى و الوجه البشوش ...
فاحت منها رائحة دافئة طيبة ...و من فتحة الباب إستطاعت رؤية ولدها الصغير المشاغب يداعب طفل صغيرا عرفت هويته فورا ...
جائها صوت ليدا الحائر لينتشلها من قاع حيرتها إتجاه الطفل فراس ...
-شهد عمت مساء ...ما الذي اتى بك في هذا الوقت المتأخر ...
....تنحت جانبا لتستند بجسدها على الباب الخشبي مبتسمة بإهتزاز متذاكي ...شوش ليدا عن معرفة دواخلها ...
-مطرودة من البيت لأجل غير مسمى ..هل يمكنني ان ابيت عندك خلال هذه الأيام ...!!..
و كما تخيلت موقف صديقتها الكبيرة ...فتحت ليدا الباب تشرعه هاتفة بصوت إستشفت منه السند أكثر من الفرحة ...فتقبض بيدها تدفعها نحو الصالون الكبير ...
-تعرفين أنني ارحب بك دائما ..تفضلي لا اغراب هنا إنه ارمل اختي المتوفاة ..المهندس الجديد بجامعة اختك ورد .."عادل توفيق "....



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.