آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          443 - سر الأميرة - كارا كولتر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          6 - موعد مع الغرام - روزمارى كارتر - ع.ج ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-17, 09:32 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل التاسع



يوماً بعد يوم يذداد تعلقي بعائلة سرحان بكل افرادها....


بسماح والسيدة سناء وبالسيد رأفت الذي لم يعد يسألني عن اي شيىء من يوم ان حكيت للسيدة سناء ما حصل معي يبدو انها أوصلت له فكرة ما على طريقتها عني...ولا يهمني ....لأنه يعاملني بشكل جيد.......

اصبحت اشعر انني اعيش حياة طبيعية اتعافى من قدمي وجرحي واتمرن كل يوم على المشي...

جسدياً مرتاحة...عقلياً مشتتة كثيراً خاصة ان مستقبلي غامض...نفسياً اتعامل مع روحي على قدر المستطاع بتأن ....ولكن لحظة واحدة اعود فيها الى الماضي تقلب كياني وعقلي وجسدي الى اسفل السافلين .....

ارتعش وتدور بي الدنيا....خاصة عندما اجلس وحيدة....لأرى مجد يقترب مني ويحاول ان يتحدث معي...ويتودد الي ويتقرب مني....

اصده تارة واستجيب لنطراته تارة ولكنني كنت دائماً أتجنب الحديث معه كي لا أقع في شباكه التي يرميها من دون استئذان كلما التقينا....

- مساء الخير انسة ريم..

- التفت الى الوراء لأجده يضع يده في جيبه وينظر الي بتمعن ....قلت له : اهلا استاذ مجد..

- قال بملل: ايه استاذ دي...بقالي هنا اكتر من 10 ايام وبشوفك تقريبا كل يوم كل يوم...صبح وضهر ومسا صبح وضهر ومسا وبتكلمك معاكي ديما كده مع انو قليل بس يعني مش ضروري استاذ دي....حسافر ولسه بتقولي استاذ...

- ضحكت قائلة: خلاص...مش مشكلة....مجد

- اهو من الاول(ضحكت وانفجرت اساريره)

- قال معاتباً: انتي قاعدة ليه ديما لوحدك وحزينة وكلامك قليل

- قلت وانا اتنهد: يعني...برتاح كده..

- بس انا ما برتحش كده....

- قلت بإستغراب: وايه يعني...

-شوفي انا جي هنا شهر واحد وبس وراجع...المانيا...بردو زييك عايش لوحدي عمري كله في الغربة..لا زوجة ولا اهل ولا حاجة...يعني مش جي هنا اقعد لوحدي...والي اسمها سناء وسماح زهقت منهم....وفي حد هنا تاني ممكن اتكلم معاه واتعرف عليه...يبقى اقعد لوحدي؟؟

- ليه هما مش جوة..

- من حسن ظني لق..قصدي لق لق...ما فيش...مافيش غير حضرتي...والشغالين...اروح وتقعدي مع الشغالين.؟؟

- ضحكت قائلة: لق ما فيش مشكلة...

- جلس على الطاولة في الحديقة قربي وقال :اهو يبقى قعدنا....واحد شاي يا جماعة الي هنا...

- ابتسمت وقلت: انت عايش لوحدك في المانيا؟؟

- يعني...لوحدي ومش وحدي....بتعرف على بنات كتير...بيقعدو معاية فترة وبعدين خلاص كل حد يروح لحاله..هناك الوضع ده طبيعي..

- كده يقعدو معاك!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟

- قتلك هناك عادي...بس هنا في مصر اكيد لق..

- قلت بإرتباك: طبعاً هنا مش عادي...

- الي هنا الي يمنع مش الدين...الي يمنع بكده المجتمع والناس الي تشوف الموضوع ده عيب تلاقيهم يقولو عيب قبل حرام مع ان الحرام اهم من العيب....

- النتيجة واحدة في الحالتين...

- بس الفرق انك هناك ممكن ما تعمليش الغلط عشان نابع من جواكي انه غلط هنا ممكن ما تعمليش الغلط بس عشان خايفة من الناس حتى لو انتي مش فارقة معاكي الناحية الدينية...

- طالما كده ما تجوزتش ليه واحدة من الي عرفتهم وعشت معاهم هناك طالما ما فيش حد يهتم بحد ...وما فيش مجتمع يقلك عيب انت اخدت واحدة مش كويسة..

- فسري المصطلح يعني ايه مش كويسة؟؟

- قلت بتلعثم: يعني زي ما قلت...بيعيشو معاك في نفس البيت...

- والي تعمل كده تبقى مش كويسة؟؟

- قلت بحدة: طبعاً مش كويسة...

-واما تكون محترمة قدام الناس وتعمل البدايع من ورا الحيطة تبقى كويسة؟؟؟؟ مصطلح كويسة ومش كويسة الي ناس عاوزاه....ممكن نصحى بكرة على عرف معين الناس كلها تتقبلو تلاقيهم عملو وبقى عادي اوي....

- بس الي انت بتقولو ده في ناحية كبيرة من الشرف والاخلاق ما حدش يتقبلها لا في الزمن ده ولا الي بعدو واكبر دليل انك ما تجوزتش ولا واحدة من الي عاشو معاك

- مش عشان هما في نظري مش كويسين..عشان انا ما تفقتش معاهم....

- يعني كان ممكن تتجوز واحدة منهم؟؟ولو حتى كانت عارفة وعايشة مع حد قبلك؟؟

- عادي المهم في الفترة اليهي معاية فيها تبقى مخلصة وساعتها طبعاً اتجوزها..

- ضحكت بسخرية وقلت: ايه العقل الغريب ده...

- وايه الصح؟؟؟ وانا ايه الي حيضمني ان الي حخدها بنت بنوت ما تكونش عاملة العمايل قبليها..ما هما دلقوت بعملية زي شكت الابرة يرجعو تمام ولا كأن حاجة حصلت....البنت بأخلاقها ...وانا في كل الحالات...مش حتجوز غربية مش عشان هما مش كويسين لا...عشان انا بحب اخد بنت عربية وشرقية...

- قلت بحدة: عشان مش عايشة مع رجالة قبلك؟؟

- لق..عشان الجمال الي عندها مش عند ولا اي ملكة جمال غربية..(نظر الي بشكل مريب اشعرني بالخجل)

وقفت للحظات عند ما شعرت به..

هل انا اخجل؟؟؟؟؟؟

هل اشعر بمعنى كلمة خجل.؟...؟

ام الفتاة التي مثلي لا تستحق ان تخجل؟؟لأنها لا تعرف هكذا كلمة من قبل؟؟ولو عرفتها لما وصلت الى ما وصلت اليه...

اتت من بعيد سماح تبتسم وتقترب الينا قائلة..

- الله ايه القعدة الجميلة دي...

- مجد: عشان انتي مش فيها جميلة..

- خلاص بقى يا خالو.....اهي ماما وراية ايهي تخدلي حقي منك..

- اتت السيدة سناء تبتسم وقالت: مساء الخير عليكم...ايه اتعشيتو

-قلت : لق مستينيكي يا طنط,,,,

- اخبار رجلييك ايه...

- تمام حبيتي مشيت عليها كويس النهاردة.

- سماح بفرح :لازم تبقي كويسةمن هنا لبعد بكرة عشان عاوزاكي ترقصي في عيد ميلادي...

- عيد ميلادك بعد بكرة..؟

-السيدة سناء: اه يا ستي واهي مغلباني من الصبح في فستانها والمعازيم ومش عارفة ايه

- قال مجد موجهاً الحديث الى سناء: اتصل نزار قبل بساعة وقال انو جي اخر الاسبوع ده...

- طب كويس حخليهم يحضرو قودتو وحكلم استاذ حمدي عشان ينسقو مع بعض,

- ايه هو ناوي يتسقر هنا مش كان في السعودية

- مش عارفة استاذ حمدي غير مشاريعو كلها ونقلها هنا مش عارفة ليه...

ما ان سمعت بإسمه حتى انتفض جسدي من جديد واستأذنت ودخلت.....

.................................................. ..............

عيد ميلاد سماح.....داخل الفيلا....الجيمع يرقص ويغني...وانا انظر اليهم بحزن....واصطنع الابتسامة...الى ان حان وقت تقطيع قالب الحلوى....

اغمضت عيوني.....وسرحت...

عيد ميلادي العاشر انا واختي مي...

في منزلنا الصغير.....مع الجيران والاصدقاء....

الكل سعيد وانا ارقص بفستان جميل خاطته لي امي...وهي ترقص معي على صوت وطبلة جارتنا........الهدية كانت حذاء جديد لأذهب به الى المدرسة....قضيت الليلة وهو بجانبي كي لا يهرب مني....وتخيلت نفسي وانا نائمة وكأنني سندريلا ....سأذهب الى القصر لأرقص مع الامير وقبل ان تأتي الساعة الثانية عشرة اهرب لارتك فردة من حذائي على السلم واعود الى منزلي مسرعة واعود كما كنت ...ليبحث عني ويأتي وينتشلني من كل المأساة والفقر...

ومضت السنوات..ولم يأت الامير...بل انا ذهبت اليه....ولم اضيع حذائي بل ضيعت شرفي وعذريتي كي احصل عليه وليركض ورائي...لكن الحذء يعوج...انا الشرف فإذا ذهب لا يعود....وحده الله يعوضه بشيىء واحد وهو التوبة.......

نزلت من عيوني دمعة...اسرعت الى الخارج كي لا يلحظها احد.....ليلحق بي مجد...

- انتي كويسة ريم..

- قلت مسرعة وانا التفت اليه: اه كويسة....

- طب مش تدخلي نقطع التورتة مع سماح

-لق معلش...اصل ...الدوشة بتوجعلي دماغي..

- قال بهدوء لم اعهده قبلها: انا حاولت استفسر شوية عن وضعك ..من اختي سناء...والي فهمتو انك عايشة لوحدك واهلك مسافرين وبعاد عنك صح؟؟

ربط لساني عندما رأيت حمدي يتوجه من البوابة الخارجية ويحمل في يده علبة كبيرة ويتوجه نحوي انا ومجد والشرار في عينيه لكنه وضعها في برواز مبتسم..

- مساء الخير ازيك يا مجد....

- اهلا استاذ حمدي..

- انا عرفت بالصدفة موضوع العيد ميلاد قلت اهدي سماح هدية بسيطة كده وبعدين نتكلم شوية انا ورأفت

- اتفضل اتفضل .....

لم اسلم عليه وادرت وجهي عنه .....لمحته بعدها يعطي سماح الهدية ويخبرها بشيىء في اذنها وبعدها اجدها تمسكها بفرح وتصعد بها الى غرفتها...

- قلت مجد: عن اذنك شويك..

- مالك يا ريم..اضايقتي كده ليه

- لق بس شوية حشوف سماح وراجعة...

صعدت اليها بتوتر...وانا احس ان هناك شيىء غير طبيعي حدث ....

فتحت باب غرفتها وجدتها قد بدلت فستانها ولبست فستاناً احمر قصير......اعرف جيداً هذا الفستان!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

...انه اول فستان اهداني اياه حمدي عندما كنت في منزله وطلب مني ان البسه له في عيد ميلاده...

قلت بعصبية:ايه ده سماح؟؟

- قالت ببراءة: حلو يا ريم...انكل حمدي جبهالوي هدية من مرات اخوي قمر طلبت منو يوصلهولي...

- ازي وقمر في السعودية..

- اتصلت بيه وطلبت منه يجبلي هدية وطلب مني البسها عشان يصورني ويبعتها ليها..

- مش حلو الفستان اقلعي يا سماح(قلتها بتوتر وعصبية)

-ليه يا ريم ده جميل....حتى عليه برفان يجنن مش عارفة مع انو باين انو جديد...

- قلت بعصبية اكبر وصوت عال : اقلعي يا سماح بقلك...(اقتربت منها اريد ان امزق الفستان)

-صرخت وابتعدت عني واقلت : ايه ده ياريم بتعملي كده ليه انتي اتجنننتي....

تراجعت عندها الى الوراء.... انتبهت الى ما افعله...

نزلت وانا تصبب عرقاً وقلبي يطرق بشدة الى ان وصلت الى الوابة الخارجية...وابتعدت عن الجميع ....لم اكن اريد ان ارى احداً...

سمعت صوتاً يهتف بإسمي...

انه صوت مجد وهو في سيارته...

- ريم....اطلعي...

- صعدت معه وقلت له: امشي ارجوك...عاوزة ابعد شوية..

- مالك يا ريم كنتي كويسة حصل حاجة مع سماح خلتك تمشي بالسرعة دي وتخرجي...

- نزلت الدموع من عيوني وقلت: انا تعبانة شوية كده ومضغوطة

- الظاهر اهلك وحشوكي.

- جداً,,,,(بكيت كثيراً)

شعرت بالحنان في عينيه....حنان وعطف لم ار مثله في كل الرجال الذين عرفتهم....نظراته لم تكن فقط تريد جسدي....بل تريد روحي....ومعرفتي بالرجال جعلتني اميز هذا الامر فوراً...

قلت له: معلش من فضلك...نفسي قاطع عاوزة اشم شوية هوا..

- حاضر...

اوقف السيارة ونزلت.....كان الجو بارد قليلاً فأحضر لي بزته قائلاً..

- الدنيا برد......بليل..

- اه...بس انا مش حاسة بحاجة.....ومش عاوزة احس

- ليه يا ريم...

- عشان الدنيا وحشة اوي اوي....اعمل ايه عشان اخرج من كل الي عشتو قبل...

- سبيه في حالو وهو يروح

- بس هو مش عاوز يسبني...

.- يبقى اطرديه وغيري مكانك.....

- بردو حيجري وراية...اصلو موجود هنا وهنا(اشرت الى عقلي وقلبي)

- قال وهو يمسك بيدي ويضع اصبعي نحو عقلي: هو ممكن يكون هنا ....بس مستحيل حيفضل هنا(اشار الى قلبي)

- ازاي؟؟؟

- عشان لو ما عملناش كده حنموت....

-ما انا ميتة...بحس اني ميتة..

- معاناها بتحسي....مش فاقدة الاحساس زي ما انتي قلتي قبليها.....

- نظرت الىالسماء وقلت وانا ابكي: يارب...يارب انا تعبت...والله تعبت....ريحني يارب.......والله تعبت....

- نظر الي وانا ابكي وقال: الحزن الي جواكي ده مش قادر ما احبوش....حتى حزنك يتحبك...مش بس انتي...

- مسحت دموعي وقلت له: نعم؟؟

- قال بإصرار: ايوة...حتى حزنك...حبيتو..مش بس انتي....تحبي تفسير اكتر من كده؟؟

 

يتبع...




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-17, 09:33 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل العاشر

اغمضت عيوني وارتعشت شفتاي وانعقد لساني....لا اريد ان اسمع من جديد ما سمعته ....تركته ومشيت لوحدي...لحق بي قائلاً..

- ريم استني يا ريم..مالك انا قلت حاجة مش حلوة؟؟؟


- قلت وانا احاول الافلات منه: انا ما ينفعش اتحب....ما تفكرش بالطريقة دي مرة تانية.....انت اسبوع ومسافر وخلاص...بتتكلم معاية بالطريقة دي ليه..تعليقة دي ولا ايه النظام؟؟؟انا مش بتاعت حب ....

-قال معترضاً: عارف...مش بتاعت حب...بتاعت جواز؟؟؟

- قال بعصبية وانا ابتعد عنه اكثر: ولا بتاعت جواز....انسى الموضوع من اساسه ما تفكرش فيه حتى...

- قال وقد اوقفني بعبارته: انتي في حد في حياتك؟؟؟

- قلت وانا استدير اليه: انا عمري ما كان في حد في حياتي...وعمري ما حتجوز...ومش عايزة لا احب ولا اتحب...

-انتي بتقولي كده ليه طيب حتى من غير ما تديني فرصة....

-قلت بصراخ : انا الي مش عاوزة حد يديني فرصة...عشان انتو بتدوني فرصة من هنا بتاخدو معاها حتة مني من هنا...انا مش عاوزة حد في حياتي...

- قال بعصبية: اطلعي العربية يا ريم اوصلك لو سمحتي وكفاية ززعيق في الطريق

- قلت بإصرار: مش حطلع...انا سكتي غير سكتك ...

- ليه مش رايحة عند سناء..

- لا....خلاص.....بس نصيحة عاوزك توصلها لطنط سناء وهي حتفهمها.....قلها خدي بالك من استاذ حمدي ...وهي حتفهم....

- طيب انتي رايحة فين دلوقت..

- قلت وانا استقل سيارة اجرة: مش مهم...حبقى اكلم طنط سناء في التليفون ....سلملي عليها قلها اني بحبها اوي....بس كفاية لحد كده....مش عاوزة احس اني عالة على حد...

.................................................. ........

تابعت طريقي في السيارة من دون ان انظر ورائي لارى ما حصل به....

لمحت نظرات سائق التاكسي غير مريحة...الى ان توقف وصعد معه شاب اخر ....جلس على المقعد الاماامي....

نظر الي من المرأة وقال...

- مين منار..؟؟؟

- قلت وانا احاول ان اتذكره: تعرفني؟؟

-ضحك بصوت عال وقال وهو يغمز لي: مش عارفاني....انا سمير من رجالة مراد بيه الي مرة وصلتك بردو بالعربية اما كنتي نازلة من بيتو...يوم الحفلة الكبيرة..

طرق قلبي بشدة وقد تذكرته فعلاً...

فقلت بتوتر: اهلا......

- قال ممازحاً: فين السهرة الليلادي؟؟عند مين؟؟

- قلت لسائق التاكسي: لو سمحت نزلني على جنب...(اعطيته مالاً)

- لالا ايه ده تدفعي فلوس وانا موجود؟؟ انتي يا قمر احنا الي ندفعلك مش انتي تدفعي...

- وضعت يدي على مقود الباب اريد النزول وجدت سمير يقول للسائق:ايه ليك مصللحة البنت حلوة ادفعلها الي معاك ونخلص ....(اقفل الباب من جانبه)

-صرخت قائلة: افتح الباب لاصرخ ووديك في داهية...

- ايه النظام اتغير ولا ايه؟؟ ولا احنا مش قد المقام ولا رجال اعمال ..اطمني انا معاية فلوس...

-قلت وانا اصرخ: اخرس وخليني انزل...

صفعني عندها على وجهي وانا اصرخ فيه وتركني انزل بعد ان شتمني....

الماضي اللعين يلاحقني وينشر لي صحائفي السوداء امام الجميع......

حاولت كتم جنوني وبكائي....ولملمت جراحي والمي وتابعت سيراً على الاقدام.....تعرضت لأسوء شيىء من الممكن ان يخطر في بال اي احد....وهو الاذى النفسي بكل اشكاله...مهما حاولت سأبقى في عيونهم فتاة ليل يدفعون لها لقاء ليلة ....

هذا اللقاء ذادني تعاسةً .....بأنني لن استطيع ان اتحول الى فتاة شريفة.....واذا تغيرت لن يتقبلني احد على ما سأكونه...سينظرون الي فقط على انني غانية ....

................................................

كنت قد اقتربت من منزلنا....فتابعت المسير مشياً على الاقدام....

حاولت الاقتراب قليلاً,,,رأيت نور غرفة اختي مازال مشتعلاً...لم اجرؤ على الدخول من جديد كي لا اتعرض لعملية طرد اخرى ....ونفسيتي بعد الذي حصل لي لم تعد تتحمل اكثر......

بقيت اقف وانا انظر الى جدران منزلنا وغرفه من الخارج...في حياتي لم اجده بهذا الجمال الذي اراه عليه الأن....اعشق رائحته حتى الطلاء المتعفن الذي يملؤه اشعر اانني احب لونه ورائحته...الشقوق داخل الجدران والتي تنذر بسقوط قريب اتمنى ان تدفنني تحتها...

ولكن هذا البيت رغم فقره الا انه يمنع علي الدخول اليه وانا التي فتحت لها القصور في السابق احن الى كل شيئاً فيه...

لم استطع الوقوف اكثر ..اسندت رأسي على عامود بجانبه وبدأت البكاء....

لمحت بعدها مي تطل من النافذة وتنظر الى اسفل...اختبأت فوراً كي لا تراني...وابعدت بعدها...

لم يكن لدي اي مكان الجأ اليه....حمدي يلاحقني ومصر على ان يذكرني بما كنت عليه ويريد ان يفضحني .....واهلي لا يردودنني...اين اذهب..؟؟؟؟؟

وجدت جامعاً مفتوحاً...وشيخ في الدخل يقرأ القرأن....دخلت ووضعت على رأسي ثوب صلاة ترك على جنب....وجلست خلفه استمع الى قراءته العذبة...وبكيت...كثيراً....ورك عت وطلبت من الله الرحمة والمغفرة......لاحظ الشيخ صوت بكائي...فألتفت نحوي وقال..

- مالك يا بنتي..انتي بتعيطي...

- مسحت دموعي واقتربت منه وجلست الى جانبه وقلت: اه اصلي اذنبت كتير...وبطلب من ربنا يسامحني...

- قال بعطف: طالما بتبكي يبقى انتي عاوزة توبة نصوحة وثابتة ان شاءالله

- هو ربنا بيغفر الذنوب كلها؟؟

- ربك ده هو التواب الرحيم والغفور ويغفر كل الذنوب الا الشرك فيه

- ونعم بالله...انا بعدت عن ربنا اوي...وارتكبت معصية يا سيدنا الشيخ..معصية يهتز ليها جبال ....بس انا ندمانة...وعاوزة اتوب..ما حدش ناوي يسبني في حالي....

- لا حول ولا قوة الا بالله...اسمعي يا بنتي..التوبة دي من عزم الامور واصعبها...لو فكرتي بالناس حتضعفي وحترجعي للي كنتي فيه تاني..فكري بالي رحمته وسعت السموات والارض والي فاتحلك ايديه وبيقلك تعالي انا جنبك انا معاكي مش حتردي؟؟

- ربنا عالم قد ايه انا ندمانة ....ومش عارفة اعمل ايه اصلح غلطتي...

- ارجعي لقلبك ونيتك الصافية يا بنتي وهي حتدلك..اي حد فينا مهما غلط جواه لازم يكون خير استغلي الخير ده وهو حيساعدك تتمسكي بتوبتك وتستمري فيها....ادعي وقولي يارب يا غافر الذنوب يا علام الغيوب اغفر لي ذنبي وارحمني تحت الارض وفوق الارض ويوم الارض ....ان الله يحب التوابين والمتطهرين...

وربنا معاكي يا بنتي....

- ادمعت عيناي فقلت له: انا ممكن انام هنا يا سيدنا الشيخ الليلة دي بس وبعدين اروح الصبح اصل مش عارفة ومش لاقية مكان ابات فيه..

- لا حول ولا قوة الا بالله....انا عندي اخت اسمها فاطمة ست وحدانية ساكنة قريب من هنا..انا حعمل فيكي ثواب اوديكي تنامي عندها الليلة دي...انا قلبي ارتحلك يا بنتي وباين عليكي بنت كويسة...

-ربنا يخليك يارب...

.................................................. ..................

اصطحبني الشيخ عند اخته فاطمة وهي سيدة عجوز تعيش في منزل من غرفتين فقط..استقبلتني بإبتسامة بعد ان طلب منها ان ابات عندها هذه الليلة...

ادخلتني الى غرفتها قائلة...

- نامي يا بنتي الليلة دي هنا والصباح رباح...

- كانت غرفة صغيرة اثاثها بسيط وسريرها على الارض ...لم اعترض شكرتها قائلة: انا متشكرة اوي مش حنسى المعروف ده..

- قالت متسائلة: هما اهلك فين يا بنتي.؟؟؟

- قلت وانا اتنهد: ماليش حد يا حجة غير ربنا...

- قالت بحزن: هو اكرم من اي حد ....ونعم بالله...

تركتني واقفلت باب الغرفة...وضعت رأسي على المخدة ورحت في نوم عميق..وكأن تعب السنين كله في جسدي.....

استيقظت على صوتها تريدني ان اتناول الفطور معها....

- تعالي يا بنتي كلي لقمة معاية..صباح الخير...

- صباح الخير يا حجة..انا اسفة الظاهر طولت في النوم..

- لق دي الساعة لسه 7 بس انا بصحى بدري..

-انا مش عايزة اغلبك معاية انا حغسل وشي واروح

- تروحي فين يا بنتي...مش حتروحي اي مكان قبل ما تحكيلي حكياتك وتقوليلي اسمك..

- قلت وانا اجلس الى جانبها: اسمي منار....

- طيب يا منار حكايتك ايه ...وايه الي خلاكي ما تلاقيش مكان تباتي فيه..احكيلي انا زي امك..

حدثتها عن حياتي من دون ان اتطرأ لموضوعي الشخصي...فقط عن والدتي واختي وانهما لا يردونني في المنزل لأنني تزوجت غصباً عنهن والذي تزوجته تركني وطردني وطلقني .....

الفت قصة....هكذا قصة كفيلة بأن تبرز وضعي....ولكن ....لم تكن مقنعة بالنسبة للحاجة فاطمة التي قالت..

- الدنيا يا بنتي ملايانة مصايب,,,الحمد الله على كل حالل

- طيب يا حاجة انا لازم اروح عندي مشوار كده...وحدور على شغل

- انتي مش راجعة هنا؟؟

- حدور على شغل....مش عارفة...حيحصل معاية ايه

- قالت بحنان: بصي يا بنتي الي عمل معروف لازم يكمله..وانا ارتحتلك مش عارفة شفت امبارح بليل حلم جميل وشفتك فيه ده اشارة من ربنا عشان ما سبكيش....وانا مش حسيبك...دوري على شغل وارجعي...ممكن تعتبريه بيتك لغاية ما تحسني وضعك..

- ضممتها قائلة: ادعيلي يا بركة.....عن اذنك...

.................................................. .....

عدت الى منزل السيدة سناء اريد ان اودعها واشكرها على ما فعلته معي...واعود وابحث عن عمل وبعدها الى بيت الحاجة فاطمة التي بعث الله لها اشارة كي تستقبلني ...

وهل هذا دليل انه بدأ يرضى عني؟؟؟؟

مهما فعلت سأظل اركع وابكي امامك يا الله...لاتحرر من عبوديتي لنفسي...ومن الشيطان الذي كان في داخلي...وبفضلك سأنتصر على الماضي...ولن يهزمني احد ما دمت معي....

دخلت وجدت الجميع في حالة استنفار....

وحمدي يجلس معهم .....ما ان لمحوني حتى اسرعوا الي..

- ريم...كنتي فين...

- نظرت الى حمدي بحقد: في بلاد الله الواسعة..

- قالت سماح: انا ما تخيلتش الي حصل يزعلك لدرجة تسيبي البيت انا ما قصدتش والله ازعق في وشك

- وضعت يدي على وجهها قائلة: حصل خير حبيتي...

- قال السيد رأفت: كنتي فين يا ريم...كنتي نايمة فين وانتي ما عندكيش مكان غير هنا..احنا من امبارح ما نمناش مندور علييكي حتى الاستاذ حمدي جيه من الصبح هنا بعد ما عرف انك ما قضيتييش الليلة هنا في البيت"...

- قلت موجهة الحديث الى السيدة سناء متجاهلة ما قاله: طنط سناء انا عاوزة اتكلم معاكي شوية قبل ما اروح

- قالت بأسى: على فين..انتي ما لكيش مكان تاني...

دخل بعدها الى الصالة مجد قائلاُ...

- ما لقتهاش...(سكت عندما رأني وقال)...لق لقتها..

- قالت السيدة سناء بعصبية: مهو كلو منك ازاي تسيبها امبارح اكيد انت السبب انت زعلتها..

- قلت مقاطعة: لق..ما حدش لو ذنب...انتو اجمل عيلة شفتها...الي شفتو منكم ما شفتوش عند حد في حنيتكم ورعايتكم..انا مش عاوزة اقلق حد تاني...انا جية اودعكم...واشكركم وبس...عشان تفتكروني بالخير...

- عندها قال حمدي بلغة متهكمة: بس مش مفروض تقوليليهم للعيلة دي الي حضنتك انتي تبقي مين يا منار!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

يتبع.....................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-17, 09:34 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل الحادي عشر

وقف الدم في عروقي وقلت...

- قصد ايه حضرتك


- قالت السيدة سناء منهية الموضوع: ريم حكتلنا كل حاجة عنها ومش محتاجين نعرف حاجة....ربنا يكون معاكي يا ريم...

- قال مجد: منار مين؟؟

- قال حمدي معلقاً على الموضوع: لا انا كان قصدي نعرف هي مين عشان مش كل مرة تعملكم القلق الي عملتو ...

- قال رأفت: خلاص يا استاذ حمدي....الموضوع بينو خلص

- سماح بحزن: ليه كده يا ريم والله انا حبيتك زي اختي حتسيبي فراغ كبير ..افضلي هنا حتروحي فين انتي ما لكيش حد..

- قلت بإصرار: لق لية طبعاً لية..لية ربنا....

اقتربت من السيدة سناء حضنتها بلطف وقلت ....

- انا مش حنسى معروفك ولا ثانية...كنتي اكتر من ام....

(اقتربت بعدها من السيد رأفت سلمت عليه)

- انا بجد مش عارفة اشكرك ازاي...

-قال بأسى: انا بكرر اسفي عن ابني نزار الي يمكن لو كان هنا كان حيكرر اعتذراه عن الي حصل يوم الحادثة

-اتجهت نحو سماح وضممتها بشدة قائلة: حنتكلم مع بعض اكيد من تاني.....(وهمست في اذنها قائلة) بس اوعي تلبسي الفستان الاحمر ..مشا حلو..ارمي...

تركتها بإستغرابها ......ومررت بجانب مجد دون ان انظر حتى اليه....وحمدي يقف في الزاوية لا يجرؤ حتى على الكلام.....

قبل ان اخرج امسكتني السيدة سناء من يدي قائلة: عاوزكي شوية يا ريم في المكتب.....(وادخلتني واقفلت الباب)

- قالت بحنان: انتي رايحة فين يا ريم..وايه حكاية حمدي الي قلتي عليه امبارح لمجد انته مننو..ربنا يخليكي قوليلي لو في حاجة...

- قلت بتوتر: لق ما فيش..انا بس اعرفه من زمان..ايام كا كنت عند راجل مهم وكان زي صاحبه او كده..فحسيت شوية ان شغلو مش ولا بد...وانتي قلتي عاوزين تدخلو شركة فعشان انتو طيبين وانا حبيتكم قلت كده...

- قالت : بس كده يا ريم؟؟

- بس كده...(قلتها بحزم)...

- امبارح زعلك مجد في حاجة.؟؟

- ابداً هي بس حكاية انا عايزة اقعد لوحدي واعتمد على نفسي وابقى انسانة تانية مش عالة اسفة على الجملة بس انا ححس اني تقيلة بردو ....والله معروفك مش حنساه طول عمري...بس صدقيني انا حرتاح لو بدأت من الصفر عشان احس بجد اني اتغيرت

- على راحتك يا بنتي....(فتحت احد الادراج واخرجحت ظرفاً اعطتني اياه وقالت)

- حبيتي...دي حاجة ليكي...عشان تبدأي حياتك بشكل كويس....وتعويض عن كل الي حصلك..

- قلت بحزن: ليه كده يا طنط سناء...انتو زي عيلتي واستقبلتوني في بيتكن..ده انا الي مهما عملت مش حعوض بحاجة...ازاي بتعملي كده..لق..خليهم...انا مش عاوزة حاجة...

- قالت وهي تعتذر: لق يا ريم ما تفهمنيش غلط

- مش زعلانة..والله مش زعلانة..انا بحبك اوي...خدي بالك من سماح...احضنيها ديماً واتكلمي معاها كتير دي بنت تجنن..

- حبيتي طيب حتشتغلي ايه؟؟

- مش عارفة حدور

- طيب اسمعي...(كتبت على ورقة عنوان) خدي العنوان ده روحي لصاحبته عندها الحضانة الي قلتلك عليها....وانا حتكلم معاها في التليفون..اسمها رجاء يونس...وحتشغلك,,..انتي مش بتحبي الاطفال...

- ادمعت عيني وقلت: يمكن يكون تعويض عن حاجة حتحرم منها طول عمري...انا مش عارفة اودي جمايلك دي فين..

- قالت وهي تشد على يدي: ربنا يكون معاكي يا بنتي...خليكي مع ربنا ما بيسبش حد واي حاجة اي حاجة تعوزيها عارفة العنوان والتليفون يبقى بس انك تطمنينا عليكي ماشي...

هززت برأسي وغادرت.....

لحق بي مجد قائلاً...

- ريم...استني

- استدرت قائلة: ايوة..

- عملتي كده ليه يا ريم...ليه بتصديني...فسريلي بس وانتي رايحة فين؟؟

- انا كنت ضيفة هنا وحرجع لحياتي.....

- حياتك ازاي؟؟ انتي ما لكيش مكان..

- ضحكت بيأس وقلت: احنا الي منعمل المكان مش هو الي بيعملنا...افتكرني بالخير مش اكتر

- يعني ما فيش امل؟؟

- ابتسمت وقلت: بردة احنا الي منعمل الأمل مش هو الي بيعملنا....

.

غادرت المنزل الذي حضنني لأكثر من ثلاثة شهور وفي داخلي امل كبير ورغبة اكبر بأن لا اتزحزح عن ما قررته وعن ما اريده وهو التوبة وان اكون انسانة جديدة....مهما رفضوني ونبذوني سأكون انا...ولن اعود كما كنت.....

اخذت اول سيارة اجرة عائدة الى منزل الحتاجة فاطمة......فرحت عندما رأتني....وقالت

- ممكن تعتبري يا بنتي البيت ده بيتك...انا احلامي ما تخيبش وطالما شفتك في المنام بصورة جميلة دي اشارة من ربنا عشان ما تخلاش عنك ان شاءالله .......

- حضنتها بقوة وانا اقول: انا مش حخيب ظنك فية ومعروفك ده مش حنساه ابداً.....انا نازلة ادور على شغل.

- انت يمتعلمة يا بنتي؟؟

- اه....معاية ثانوية عامة واعرف كمبيوتر وانكليزي كويس....

- ربنا يوفقك حبيتي......

- قلت متسائلة: حجة...هو انتي ما عندكيش زوج واولاد؟؟

- كان عندي زوج توفى من عشر سنين الله يرحمه....ما جاليش اولاد....وعايشة هنا لوحدي اخوية الشيخ رفعت الله يبارك فيه ما بيسبنيش عاوزة حاجة وعندي اخت في السعودية كل فترة تبعتلي شوية فلوس..يعني مستورة والحمد الله...وانا حعوز ايه يعني..وحدانية وحجاتي على قدي....والبيت موجود...لو انو قودتين بس كويسين..

- البيت بصحابه يا حجة..ربنا يبارك فيكي ده انتي عندي حنية تتوزع لبلاد كفاية انك قبلتي اقعد عندك من غير ما تعرفيني....

- الناس تتعرف من وجوهها وانتي سبحان الله في حاجة في وشك تحسس الي قدامك انك حد كويس...

- قلت وانا ادمع: للدرجة دي...مع اني اليعملتو في حياتي عكس كده..

- المهم ربنا شايفك دلوقت ازاي...مش مهم كنتي ايه...

- حضنتها من جديد وانا اقول: ادعيلي يارب اتوفق في شغل كويس....

- يارب يا بنتي يارب....

..........................
........................ ........................

 

عدت ايضاً هذه المرة الى منزل والدتي اقف وراء العامود اراهم ولا يروني...فقط لمحات كانت كفيلة بأن تبعث في داخلي الراحة واعوض بها عن الفراق الذي اعيشه....اقف لوقت انتظر ظهور امي او مي من وراء الستارة...وعندما المحهما اختفي من جديد....لأيأس واغادر ....هذه المرة لمحت مي...ولكن تحمل في يدها طفل صغير وتحاول في عمر الشهور....

هل لديها طفل؟؟

ربما لم اراه في المرة السابقة او كان في الداخل...

ابتسمت عندما سمعت صوت بكائه....يبدو انها تحبه كثيراً....عدت وحزنت عندما تذكرت جملتها( انا جوزي طلقني بسببك)

يبدو انني السبب في ان يعيش هذا الطفل من دون اب......بفعلتي القديمة لم اتسبب في خراب حياتي بل ايضاً في انهاس حياة زوجية لأختي وبمرض امي ولا اعلم ايضاً ما هي تبعات فعلتي ....ولكن يبدو انها لن تكون على ما يرام....

نظرت الى السماء اقول (يارب) ومشيت....

..........................
........................ ..................

تعرفت على السيدة رجاء صاحبة روضة الاطفال ....كان استقبالها جميل وكأنها تعرفني منذ زمن....وقالت لي..

- طالما مدام سناء موصية فيكي اعتبري ان الحضانة كلها تحت امرك....

استلمت العمل وكنت مسؤولة عن الاطفال من عمر شهر حتى سنة اطعمهم والعب معهم واسلمهم الى اهاليهم عندما يعودون....

كنت اقوم بعملي بصمت...لااتحدث مع احد من المعلمات او المسؤولات....علقتي كانت فقط مع السيدة رجاء ومع الاطفال....الجميع يناديني هناك بماما ريم....

كنت انهي عملي كل يوم عند الساعة الرابعة عصراً....اعود الى منزل الحاجة فاطمة.....التي اصبحت كأمي بعد أمي...

تعلقت كثيراً بها .....كنا نصلي انا وهي الفجر كل يوم ونقرأ القرأن سويةً......ونحضر العشاء كل مساء ونجلس نتحدث ....

..........................
.......

بعد عودتي في يوم من الحضانة وجدت امامي مجد....

ابتسم قائلاً: انا جي اودعك ما فيش داعي تتشائمي اما تشوفيني وتقولي ده حيتعبني وحينكد علي ويقلي كاني وماني...

-ابتسمت انا الاخرى وقلت: يبقى تروح وترجع بالسلامة ....

- بس كده مختصر مفيد هو بجد....ليه انتي ما ينفعش الكلام معاكي كده ...

- سرحت ثم قلت: هو ايه الحكاية في حاجة لازم اقلها وما بقلهاش..بعدين مين قلك على شغلي هنا

- انا ما فيش داعي حد يقلي لو اني بقالي اسبوع بزن على سناء عشان تقلي وتقول ما عرفش بس حبيبية خالها قالت...

- سماح...اخبارها ايه

-ما هي قالتلي عشان اجيبها معاية بس انا زوغت وجيت لوحدي...

سرح قليلاً ثم قال( اخبارك ايه يا ريم)

- ابتسمت وانا اهز رأسي: كويسة الحمد الله...

- عايشو كويس..

- احسن بكتير من اي وقت...الحمد الله ديماً..

-قال بإرتباك: انا عمري ما كنت مرتبك بالطريقة دي...مش عارف...انا في حاجة جواية ااتشدتلك اوي...وقبل ما اسافر لازم انهيها ..

- قلت متساءلة: ليه؟؟ليه انا؟؟

- هو ده الي عاوز انهيه معاكي...مش حسافر وفي جواية حاجة ليكي..يا تخلص واقول الي عندي يا تستمر وارجع...

- صعب..

- ما استهلش تتكلمي معاية شوية

- العفو مش قصدي ده يكفي انك اخو سناء عشان اقدرك واحترمك طول عمري...

- يبقى لو سمحتي تيجي معاية نقعد في مكان عام ونتكلم كلمتين لو تسمحي احسن من الشارع...

- هززت رأسي وقلت: حاضر..

..........................
........................ ..........

جلست انا وهو في مكان عام.....لم اجرؤ على النظر في وجهه كثيراً لم اكن اريد ان اتعلق به ابداً....فأنا اريد ان اعيش لوحدي لا ان اربط نفسي بأمل سيذهب منذ اللحظة الاولى التي يعرف فيها حقيقتي....لماذا اتعب نفسي اذن؟؟؟؟

بدأ يحدثني عن نفسه وعن احلامه بأسرة سعيدة وانه لا يهمه من اكون وابنة من الذي يهمه فقط الفتاة التي امامه.....

- قطعت حديثه قائلة: مجد انت اتكلمت كتير..بس طلبك مش عندي صدقني...

- قال معللاً: انا عاوز استقر يا ريم وسبق وقلتلك مش حاخد اجنبية...

- ضحكت وقلت: ما هو عشان انت عاوز واحدة تربيلك ولادك وتكون اسرة معاها يبقى مش انا..

- ليه يا ريم؟؟؟عشان حياتي المنفتحة اوي برة...منا في النهاية حكون اسرة ويبقى لية زوجة كل الي حصل قبل كده نزوات راحت في حالها...وخلصت ....علاقات مش اكتر...انا اتكلمت معاكي بصراحة ما قلتش اني كنت راهب اتكلمت معاكي بصراحة عارف ان ده غلط بس هناك غير هنا وانا عاوز انقي بنت حلال واستقرمعاها هنا واسيب كل حاجة في المانيا واشتغل هنا...

- عجت واقول: صعب..

- طرق بيده على الطاولة بقوة وقال: فهميني بس...انا مقدر وضعك اهلك بعاد مسافرين وانتي عايشة لوحدك وانا اجمالا كل ده ما يهمنيش انا يهمني الي قدامي دلوقت

- قلت بأسى: الي قدامك دلوقت وما تقدرش تعملك عيلة وتجيبلك ولاد

- قال بشكل مفاجىء: ليه؟..

- قلت بحزن: انا ما بخلفش...كويس كده

- سكت قليلاً ثم قاال: دلوقت ما فيش حاجة مستحيلة العلم اتطور ومش مشكلة....وايه يعني....ربنا قادر ....انا مش حتجوزك بس عشان الاولاد....

- قلت بصوت عالي ونبرة غاضبة: انا ما عنديش قدرة اجيب ولاد نهائي...خلاص...مش عايزة اتكلم مش عايزة افتكر..انت ليه كل ما بتشوفني بتحاول ترجعني لورا

- قال معترضاً: لق نا عاوز اخدك لقدام...ماضي ده والي يحصل ما يهمنيش...

- قلت بتعب: مجد...ارجوك..انت كل ما بتقرب مني اكتر كل ما انا بتعب اكتر..عشان انت حلم مش عاوزة اعيشو ولا افكر فيه...

- ليه قوليلي ليه

- مش قادرة

- قال بإصرار: لق من حقي اعرف الانسانة الي حبيتها وعاوزها تكمل معاية مش عاوزاني ليه

- انا مش عاوزة هو بالغصب..(وقفت وصرخت فيه)

- قال محاولة تهدأتي: طيب طيب.....فكري...انا مسافر بكرة الصبح ومش حطول المرة دي...

- قلت وانا اتحضر للذهب: طول...عشان ما فيش امل....ابعد عني ...ارجوك....

- قال وهو يضع يده على وجهه بحزن: مش قادر...مش قادر..

- يبقى انت جنيت على نفسك وعلية.....عن اذنك...

..........................
........................ ...........

تركته لوحده يفكر ما لا يجب ان يكون....عله يسافر وينساني ولا يعود..عله يتعرف على اخرى بديلة عني...عله يفعل ما يحلو له..ولكن المهم ان لا يعود...لا اريد ان اتعلق به..لا اريد ان احبه..لا اريد ان اعيش دور الفتاة العاشقة التي تتزوج في النهاية...انا ليس لدي بداية جميلة ليكون لي نهاية كهذه..انا اخترت بداية صعبة وملوثة واستحق ان اعيش بلا نهايات سعيدة بهذه الطريقة..لن يقبل بي..ولن يتقبلني...وسيعيش عمره كله اذا ارتبط بفتاة مثلي يشك في...لن يرحمني المجتمع ولا الناس خاصة ان حمدي لن يسكت عن هكذا موضوع وسيفضحني..هو بيده كل شيىء عني..وانا لا املك سوى القليل من القصصص عنه ويستطيع ان ينكرها جميعها....

انا مصدر ضعف في كل الامور...لا املك الا ان اعيش حياتي بشكلها الحالي...اتصالح مع نفسي واتقرب من ربي...لا افكر لا في ارتباط ولا زواج ولا حب ولا غيره....كفاني ما حصل لي...لا اريد المذيد...

..........................
........................ ...................

اشرقت شمس جديدة...استقبتها فاتحة صدري ومرتاحة.....لقد سافر مجد حتماً....شعرت انه اخذ جزء من قلبي معه....وروحي متشردة في هذا الكون...وجسدي هو الوحيد الذي املكه الأن واحافظ عليي...

مشتتة الروح متنقصة القلب وكاملة الجسد....

خليط يجتمع في انثى قررت ان لا تعطي لنفسها فرصة للحياة مرة اخرى سوى بحب الله .....وبما يرتضيه .....لذلك قررت ان لا تكرر تجربة اخرى ستؤذي الطرف الاخر عندما يعلم حقيقتها....

تركت الحاجة فاطمة نائمة ..قبلتها وذهبت الى عملي....

لأجده امامي....

هذه المرة امام البيت...

قال من دون مقدمات..

- انا امبارح جريت وراكي عشان اعرف انتي ساكنة فين....

- قلت بذهول: انت!!!

- ما سافرتش....اسافر وقلبي متعلق هنا ازاي؟؟؟(قالها ببراءة الاطفال)

- انت مش عاوز تبعد عني ليه(قالتها الدموع في عيني)

- عشان بحبك..بحبك يا ريم..وما يهمنيش اي حاجة..انا امبارح فكرت بليل كتير....ما يهمنيش ولاد ولا اي حاجة..انا عاوز الانسانة دي معاية وبس...وبس...تحت اي ظرف...انتي انسانة كويسة ...ومهما كان الي بيمنعك من الارتباط بية انا موافق عليه...لأني متأكد ان ما فيش حد تاني في حياتك وانك مش متجوزة ولا مرتبطة...يبقى ليه..

- اقتربت منه عندها بعصبية وقلت بحدة: انت مش عاوز تفهم ليه..خلاص...ابعد عني...سافر هاجر ما ترجعش..مش عاوزة اشوفك....انت كل مرة بتلاحقني وبتتكلم معاية بتحطمني..اكتر..بحس اني ضعيفة وبحس اني بكسر قلبك اكتر...

- قال بألم: انا مش عاوز كده ...انا راسملك حجات كويسة اوي ...

- قلت بحدة اكبر: ما ترسمش..انا مش صفحة بيضة عشان ترسم عليها...انا صفحة قببلك رسم عليها ناس كتير بقت ما حدش يبص فيها...بقت وسخة لدرجة تترمى وبس وتتداس على الارض....ابعد عني ارجوك...انا مش ناقصة عذاب..كفاية الي حصلي...كفاية....

تركته ومشيت اوقفني بكلمة هزتني كياني كله....

- منار.....ما يهمنيش ماضيكي .....انا عرفتو..ومش هاممني..

يتبع....


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-17, 09:36 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني عشر

للحظات لم استوعب الجملة .....ماضيكي؟؟؟ مش هاممني؟؟؟

والاهم...منار؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


توقف نبض قلبي وعروقي تجمدت وبدأت اتنفس بسرعة والتفت نحوه وهو على بعد خطوات مني .....وقلت له ..

- منار!!!!!!!!!!!!

- قال بثقة: ايوة منار.....اقلك ايه اكتر من كده عشان تصدقي اني عاوزك انتي ورغم كل الي عرفتو عن ماضيكي ده ما يهمنيش...عشان الي واقفة قدامي انا متأكد انها اطهر واشرف بنت في الدنيا ....

- وضعت يدي على فمي وقلت : مين قلك؟؟ سناء؟؟؟انا مأمناها على سري و...

- قاطعني قائلاً: لأ ...مش سناء....ما تظلميش حد..

- مين؟؟؟

- اهلك...

- قلت بذهول اكبر: مين...اهلي...انت ايه الي بتقولو..فسر مش فاهمة لو سمحت....

- ينفع كده نتكلم هنا...معقول؟؟؟

تنبهت الى الوضع الغير مناسب في المكان الا مناسب الذي نتكلم فيه امام المارة ...فمشيت من دون ان اقول له ولا كلمة فروحي لم تكن ملكي وعقلي مشتت ....

وصلت الى مقعد عام في احد الحدائق....رميت جسدي عليه..منكسة الرأس ونظري في الأرض اخجل من النظر في عينيه بعد ان عرف ما عرفه عني...ومتضايقة بشكل كبير انه استطاع الوصول الى اهلي وتحدث معهم عني....وهو يقف امامي لا يتحرك...واضعاً يديه في جيبه ويغطي فمه بشال وضعه على عنقه.....

- ساد الصمت بيننا للحظات فقلت: وصلت لأهلي ازاي؟؟؟

- من التليفون.....في حد اتصل ببيت اختي سناء بيسأل عن واحدة اسمها منار عايشة هنا,,,لما سألتها عن اسمها قالتلي مي...وقالتلي انك مرة اتصلتي فيهم من هنا..

- رفعت رأسي من جديد عندما سمعت بعبارة(اختي مي اتصلت) وانفجرت اساريري وقلت بأمل...

- مي؟؟؟؟؟ اتصلت هي نفسها؟؟

-بليل بعد ما سبتك حصل الكلام ده....اتصلت وانا رديت ... وسألت عن منار...وافتكرت حمدي اما قال منار فعرفت ان يمكن قصدهم انتي....اتكلمت معاها شوية واخدت عنوانهم ورحت عشان اعرف الموضوع ايه.....وقابلتهم..لما شوفت اختك اتصدمت افتكرتها انتي قلت ازاي جيتي وكده فقالتلي فوراً انها اختك التوأم....سبحان الله الشبه الي ما يتميزش خالص.....

صمت قليلاً ثم قال موضحاً:وقلتلهم وضعك من لما نزار عمل الحادثة وجيتي عند سناء لغاية ما رحتي واشتغلتي وقعدتي لوحدك ...

- قلت بأسى: وهي اتصلت ليه؟؟؟

- قال بحزن: امك...تعبانة اوي وعاوزة تشوفك...

- ادمعت عيني واتنفض قلبي وقلت: وعرفت ايه؟؟؟؟

- حكولي....مي حكتلي عنك ....

- مي طردتني....(قلتها بقسوة)

- هي عاوزاكي تجي تشوفي والدتك.....وبس....

- ما عدش ينفع خلاص....

- عاد الصمت من جديد ثم علق قائلاً: منار....ما قلتيش ليه...ما حكتيش ليه علي قالو...(قالها بحدة)

- عندها رفعت رأسي اليه ونظرت بحدة أكبر والدموع ملأت وجهي: اقلك ايه....اقلك اني غلطت واسيت كتير تمن الغلطة دي ...اقلك اني افتكرت الفلوس هي كل حاجة وعشانها فرطت في كل حاجة..في نفسي وفي اني اجيب حتى ولاد....حتى في روحي بقيت اسيرة ماضي ما قدرش حتى احلم..كل ما بحلم الي عملتو قبلها يجي في بالي يتحول الحلم لكابوس وارجع ابكي وارجع ايأس وارجع اضايق واكره نفسي..انا كل ما بص لجسمي بكره نفسي ......حكايتي فيلم قديم محروق خلص خلاص ما ينفعش يتقال عشان مالهوش تابع ولا اجزاء....خلاص.....

-تنهد قائلاً بثبات: قومي يا منار تعالي معاية

- قلت وانا امسح دموعي: على فين

- مشوار صغير...عاوزك معاية فيه...

- لأ اعرف على فين وبعدن اقرر اروح ولا ما اروحش..

- ضحك قائلاً: عندية اوي...رغم كل الضعف الي بتحكي..بس انا حاسس انك قوية اوي..اوي...قوتك من ضعفك...

- انا اضعف حد في الوجود ...و..

- قال مقاطعاً: انتي اقوى مني ومن اي بنت في الدنيا...عارفة ليه...عشان قادرة تتصالحي مع ذاتك وتعيشي معاها ما عملتيش حاجة من ورا الباب واما تبتي اعترفتي بيها وقدام الكل وما همكيش الا ربنا وده اما يبقى عند حد ما يروحش العمر كله عشان كده انا اتمسكت فيكي اكتر.....الحياة رغم كرهك ليها بس انتي مكملة في طريق صح ....وده الي علقني فيكي...

- قلت بتساؤل : ليه انا؟؟؟؟؟

- انا اول مرة شوفتك قلت البنت دي وراها حكاية ده الي خلاني افكر فيكي اكتر استفزني وضعك عشان ادور فيه... بعدين قلت يمكن عشان بعيدة عن اهلها بس في عينيكي حزن رهيب ما يقدرش الي يتعمق فيه ما يحبوش وانا حبيتك......وفي الحب ما نسألش لا ليه ولا ازاي....حاجة ربنا بيحطها جوانا في روحنا وعقلنا من غير استئذان ومن غير ما نفكر فيها...وانا عمري ما اتشديت لحد رغم كل البنات الي عرفتهم.....عمري ما اتشديت لحد كده كانت علاقة وتخلص بس انا رغم انك كل مرة بتهربي مني كل مرة امل اكبر جواية بيتحط اني عاوزة اكتر كل ما بتهربي كل ما بتعلق .....

- قلت وانا اهز رأسي رافضة ما قاله: شكلك مجنون وغاوي تعب

- لم يعلق على الموضوع بل قال: تعالي معاية من فضلك....

- شغلي لازم اكون الساعة 8 هناك ما قدرش اتأخر...ست نجوى تزعل

- خدي التليفون اتصلي بيها وقوليلها حتتأخري المهم يلا...يلا....

.................................................. .......

اصطحبني معه الى منزل والدتي وعندما وصلنا الى المبنى قبل ان اصعد قال..

- اطلعي يا منار...انا وعدتهم اني اجيبك..وبكده اكون نفذت الوعد...اطلعي...

- قلت وانا اغمض عيوني: خايفة...

- قال بثقة: لأ..الخوف ده كلمة مش انتي الي تقوليها بعد كل الي حصلك وبعد الاصرار الي جواكي انك تتغيري مش انتي الي تقولي كده...اطلعي يلا....امك عاوزة تشوفك...

اشار بيعينه كي اصعد....وبدأت اعد درجات السلم التي بدأت تنتهي شيئاً فشيىء الى ان وصلت الى منزلنا.....

وقفت للحظات قبل أن أقرع الباب وانا غير محضرة لهكذا لقاء من جديد...

الى ان طرقته بلطف وخوف معاً... وفتحت مي الباب وهي تحمل في يدها طفلاً صغيراً...

لم تكمني ولم تسلم علي بل قالت ببرود..

- امك جوة في السرير ادخليلها....

لم اتحدث معها ...فمن الواضح انها لا تريدني...فقط امي...

دخلت بشكل مضطرب الى غرفة امي كل شيىء كما هو لم يتغير....الا شيىء واحد وهو وجود والدتي على السرير لا تستطيع الحراك وهي التي كانت لا تجلس ابداً تروح وتجيىء وصوتها يملأ المنزل....

اقتربت منها كانت نائمة كم اشتقت الى رائحتها والى ان المسها ....تركت اصابعي تعبث بشعرها الى ان نزلت الى خديها...ملأت دموعي يديها وانا راكعة بجانبها ......فتحت عيونها لتراني...كنت اظن انها ستعتقد انني مي للوهلة الاولى ولكنها عرفتني....ما أن رأتني حتى قالت...

- قالت بتثاقل و تأتأة: منار!!!!!

- ابتسمت لها وقلت: انتي الوحيدة الي في الدنيا الي تقدر تميزنا عن بعض.....والشامة الصغيرة الى على كتفي دي...

- شدة على يدي وقالت: انا عرفت يا بنتي انك اتغيرتي...وده الي خلاني قلبي يوجعني كتير عليكي...عشان الي حصل انا متأكدة...

....

- قلت وانا احضنها: خلاص يا ماما انتي تعبانة ما تتكلميش كتير خلاص ...انا عاوزة اسمع منك كلمة واحدة بس...مسامحاني لو حتى طلبتي مني النجوم...

- قالت بتثاقل:انا عاوزة حاجة واحدة عشان اسامحك...انتي غلطتي يا بنتي كتير...وانا يمكن دلوقت معاكي بعدين عند ربنا...

- ما تقوليش كده ربنا يطول في عمرك يا ماما..

- عاوزاكي تتوبي توبة نصوحة....وما ترجعيش فيها تاني مهما حصل...وانا عارفة انك كده...لو عملتي كده انا مسامحاكي طالما ربنا حيسامحك..لو ربنا مش حيسامحك وما كفرتيش عن ذنوبك انا مش حسامحك يا منار......

- لأ يا ماما...انا غلطت وتوبت وربنا عالم كده...وحعمل المستحيل عشان ربنا وانتي ترضو عني صدقيني...

- واختك؟؟

- مي ....مش راضية تسامحني

- الي حصل معاها صعب يا بنتي جوزها طلقها وهج وتنازل عن العيل عشان بيقول انو مش ابنو تخيلي مع انو مكتوب بأسمو ....وشك فيها ....حياتها اتخربت ....كل الي هنا بيعرفو انها مي مش منار عشان الكل عرف ان بنتي منار بنت مش كويسة...عشان كده صعب يا بنتي ترجعي تعيشي معانا انت ومي في بيت واحد صعب مش حتتقبل الموضوع ده بعد الي حصل...ولا اهل الحتة ولا الي هنا.....

- عارفة...ما تقوليش يا ماما انا ما يهمنيش اي حاجة غير انتي لو نمت في الشارع ...بس انتي راضية..والله اقطع من لحمي واحطه قدامك لو انتي بس تسامحيني...

- قالت بتعب: منار...انا الي عملتي هو الي وصلني لكده.....

- قلت وانا ابكي: ماما انا مش عارفة ممكن اعمل ايه اكفر بيه عن ذنوبي والله مش عارفة...أأمري بس

- تتوبي...وتكملي في طريق ترضي ربناا ....انا دعيتلك كتير

- وضعت رأسي على صدرها وقلت: عاوزة اشم ريحتتك..وحشتني...كل حاجة هنا وحشتني...ابص في عينيكي....واتكلم معاكي لو اعيش خدامو تحت رجليكي سنين مش حزهق...

أتت مي في هذه الأثناء وقالت...

- لو سمحتي ماما لازم ترتاح..كفاية كده

- نظرت اليها وقلت: مي...

- قالت بشكل صارم: انتي جية هنا عشان ماما وبس مش عشان انا اتكلم معاكي ..ولولا ان ماما هي الي طلبت انا عمري ما كنت سمحتلك تخشي البيت ده...

- قالت امي ناهرة مي: مي..خلاص..كفاية يا بنتي انتو مهما حصل اخوات...

- لأ مش اختي...بنتك اه بس مش اختي...وانا مش عاوزة اشوفها هنا مرة تانية...

وقفت...وودعت امي....وقبل ان اخرج مررت بجانب مي وهي تحمل طفلها....قبلته والدموع في عيني...وقلت لها...

- مهما عملتي معاكي حق...بس انا تغيرت...غلطت بس اتغيرت...ربنا عارف...وحتفضلي اختي...توأمي وروحي واذا كنا منفترق دلوقت بس في يوم بطن واحدة جمعتنا ....وشكل واحد في جسدين..

- قالت بصوت منخفض وحاد كي لا تسمعها امي وطفلها بدأ يبكي: لأ ..مش واحد يا منار..انا مش انتي...انا اشرف من الشرف....ذنبو ايه علي يعيش من غير اب..عشان عندو خالة زييك....شبه امه...وبس

غادرت بسرعة....اقفلت الباب خلفي شعرت ان المنزل اهتز كله من صوته وكأنه سيقع...شعرت بالخوف....كلماتها عصفت بي واعادتني الى الماضي....صادفت جارتنا التي قالت...

- مي اخبارك امك ايه...

- قلت بحزن: كويسة ......وابعدت وجهي عنها .....

- قالت وانا اغادر: مالك يا مي...علي فين سيبتي لوحدو عند اممك...مي ما بترديش ليه.....

تركتها تدخل بيتنا وانا نزلت الى ان وصلت الى مجد الذي كان ينتظرني على مقربة من بيتنا .....

- قال لي وهو يرى الحزن على وجهي: ايه ده انا كنت فاكر المقابلة حتكون احسن من كده

- لأ هي كويسة مع ماما بس..انما اختي ...!!!!

- معلش يا منار...الي حصل زي ما فهمت منها كان صعب ...مسيرها تنسى زي ما كتير حجات الانسان بينساها وتروح في حالها والي بيفضل هو الحجات الي منصمم عاوزين نعملها ومنحققها بعيدين..

قبل ان اغادر رأيت جارتنا ام محمود نفسها تنزل من جديد التي ما ان رأتني حتى نظرت الي من فوق الي تحت وقالت وهي تمشي بقربي...

- الي استحو ماتو.....

يبدو انها عرفت من اكون بعد ان رأت اختي مي في المنزل....

سمعت ما قالته انا ومجد...تركته وعدت لوحدي وهو يلحق بي....

- قال وهو يمسك بيدي : منار على فين

- رايحة الشغل انا تأخرت اوي...

- حشوفك بليل؟؟؟

- مش عارفة سيبني دلوقت متلخبطة ومش عارفة اخد حتى قرار انا عاوزة اعمل ايه بعد دقيقتين....ارجوك

- ماشي يا منار(قال وهو يبتعد) مش حسيبك حطيها في دماغك....مش حسيبك يا منار...

.................................................. ..........

عدت الى حياتي هذه المرة بتفاؤل اكبر رغم كل ما سمعته من مي ومن جارتنا ومن ما يأتي الى مخيلتي كل مرة من اثار الماضي الا ان صورة امي وهي تبتسم لي كانت كافية لتعطيني طاقةً كبيرة جداً ليس كمثلها شيىء....

بعد ان قبضت اول راتب لي اشتريت هاتفاً وعباءة جديدة للحاجة فاطمة وحاجيات كثيرة للبيت....

- حاجة فاطمة: ايه ده كلو يا ريم

- معلش يا ماما فاطمة...اصل انا غلبتك معاية كتير خليني احس انو بيتي واجيب الي عاوزاه...

- ده بيتك يا حبيتي لو حتى ما جبتيش حاجة....

- لق من هنا ورايح مش حخليكي تعووزي اي حاجة...انا بس عاوزة استأذنك في حاجة

- اتفضلي حبيتي..

- ام حسن سألتني اذا كان ممكن ادرسلها ولادها وولاد اخوها بليل شوية عربي وانكليزي....هنا القودة ممكن..

- طبعاً يا حبيتي وانتي بتسأليني ليه وانا حمانع ليه

- حضنتها بحب قائلة: ربنا يخليكي لية يارب..اهو بكده اقدر اجمعلك تمن عملية عينك....الي ما بتشوفيش فيها كويس....

- لأ ياريم..دي فلوسك انتي يا بنتي....

- عارفة يا ماما فاطمة..انا كل شهر كل الفلوس بقسمها نصين..نصها يروح كده لمكان معين...والنص التاني لكل طلباتنا في البيت واخلي معاية مصروف صغير اجرة الطريق...والتلاميذ الي بعد الضهر عشان عمليتك يا حبيتي...

- مش حرضى...دي فلوسك يا بنتي وانا اتعودت على نضري كده مش فارق..

- خلاص يا حاجة..المهم ربنا يكرمنا وما يتعبونيش....

في نهاية كل شهر...كنت ارسل قسم من مصروفي الى والدتي واضعه في ظرف وارسله مع احدالاشخاص تحت اسم (اخوكي سعيد).....خالي كان يسكن في احد المحافظات البعيدة وتارة كان يرسل لأمي وتارة لا يرسل.....حتى انقطعت اخباره في الفترة الاخيرة..فإذا ارسلت المال بإسمه لن تستغرب والدتي ....ولكن اخاف اذا عرفت انهن مني ان لا تتقبل الموضوع لا هي ولا اختي مي...

والنصف الاخر اشتري به ما يلزمنا انا والحاجة فاطمة من اكل وغيره ولا اترك اي شيىء لنفسي سوى أجرة المواصلات ......وكل ما انتجه من الدروس الخصوصية لعملية الحاجة فاطمة .........

يوماً بعد يوم يكبر املي بأن كل شيىء في حياتي سيتحسن بوجد الله ووجود الحاجة فاطمة قربي .....وايضاً وجود مجد........

الا ان طرق باب المنزل في يوم كنت انتظر فيه قدوم مجد لنأخذ الحاجة فاطمة الى المستشفى لأجراء الفحوصات قبل العملية...لأجد امامي...

حمدي,,,,,,,,,,,,



يتبع......................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-17, 09:37 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث عشر

نظرت اليه وكأنني رأيت شبحاً وقلت

- انت ايه الي جابك هنا عرفت البيت ازاي

- ضحك بسخرية وقال: الله..زالبعد نساكي انا مين يا حلوة...مش حمدي الي يصعب عليه حاجة..انا عارف كل حاجة عنك...بس سايبك لقلبك قلت يمكن يرجعك...
- اطلع برة للم عليك الناس الي هنا..
- لا لالا...انتي اكيد بتهزري...بتعامليني كده ليه..وانا الي جي اطمن عليكي..
- انت عاوز مني ايه؟؟ انا ما قلتش ولا كلمة عنك لعيلة سرحان وسكت على عمايلك اعمل ما بدالك انا اساسا نسيت كل القذارة الي كانت قبل والي انا جزء منها..
- منتي راسمة على كبير...حبيب القلب مجد...عيلة ومركز والمانيا وحجات...
- قلت بعصبية : وانت داخلك ايه...اطلع برة فوراً...
- دخلي..دخلي ان انا حذرتك وقلتلك تبعدي عن العيلة كلها كلها..ما لكيش دعوة بحد لو بجد مش عاوزة مشاكل يا اما عارفاني(قالها بتهديد)
- صرخت في وجهه قائلة: انت ايه شيطان...كفاية الي عملتو فية
- انا شيطان؟؟؟ انا سيبتك في حالك...وعاوزاكي تسيبيفي في حالي وتبعدي عن عيلة سرحان نهائي لا مجد ولا غيرو يا اما صورك وفيدوهاتك حتلاقيها عندو بيشوفها هو وكل عيلة سرحان
- قلت بحدة: مش حتقدر...عشان يوم ماحتعمل كده حتكون بتفضح نفسك مش بتفضحني لأني حقول كل حاجة
- ضحك بصوت عال وقال: مين حيصدق واحدة زييك..سمعتها زبالة كده
- صورك وانت عند نجوى على طاولات القمار معاية صورك وتفاصيل حياتك ايام ما كنت عايشة عندك بردو معاية واوراق تخرب بيتك لو بس عملت حاجة وما بعدتش عني تخيل يوصلو لبنتك وتتشوه صورة والدها العظيم الكيبر قدامها اما تعرف انو حرامي و سافل وكان عاوزة يقتلني زي ما قتل ابنو الي كان في بطني...
- وضع يده على رقبتي يريد ان يقتلني .....الى ان اتى مجد من ورائه انتشله وضربه اوقعه ارضاً....نظر اليه بإرتباك وفر هارباً.....
.................................................
بقيت على الارض لا اقوى على الحراك واتنفس بصعوبة فكنت قد بدأت الفظ انفاسي الأخيرة بين يديه......
- منار....انتي كويسة...
- قلت وانا احاول الوقوف: اه...اه...
- قال بعصبية: بيعمل كان ده هنا ايه...وصلك ازاي..
- بدأت ارجف وجلست على اقرب مقعد وقلت وانا ابكي: مش راضي يسبني في حالي
- ليه...مالو ومالك...بيعمل كده ليه..انا لما ضربتو ما كنتش عارف مين ده....اتصدمت اما شوفتو...حمدي...بيعمل ايه عندك جاوبيني يا منار(قالها بصراخ)........
- قالت وانا اتنفس بكائي: كان واحد...واحد..من الي عرفتهم قبلها......و....و........(لم استطع ان اكمل كلامي وضعت يدي على وجهي بخجل والم)
- صمتت للحظات ثم غير الحديث قائلاً: قومي اغسلي وشك..خلينا نوصل الحاجة فاطمة المستشفى وبعدين نتكلم...يلا...

...................................

لم يتكلم معي ولا حرف طوال الطريق ذهاباً واياباً...بعد ان اجرت الحاجة الفحوصات اللازمة وتحدد موعد عمليتها بعد يومين....

اخبرني الطبيب ان العملية ستتكلف اكثر من المبلغ الذي املكه ....فقال مجد..
- خلاص دكتور كل حاجة انا حظبطها
- بعد ان غادر الطبيب قلت بإصرار: لأ,,,,حدبر انا الموضوع
- خلاص يا منار مش فارقة...
- قلت بإصرار: لق تفرق...وان مشعاوزة حسنة من حد...حستلف من مديرة الحضانة لقدام حتديني ويتخصمو من معاشي..اوك..
- قال بأسى: حسنة...!!!!!!!!!

- قلت بألم: مجد ارجوك...انا بطلبها منك..فكر كتير....انا حياتي صعبة..واصعب ما فيها ماضيها مش حتتحمل والي حصل الصبح حاجة صغيرة من الي ممكن يحصل بعدين...ارجوك...ابعد..مش حزعل انا مش حزعل بس اما اشوفك بتتعرض للمواقف الي زي دي قدامي انا بتمنى الارض تتشق وتبلعني....ابعد عني.للمرة الاخيرة...حتتعب...والله حتتعب...انا ما استهالش..ما استهالش...

تركته واخذت الحاجة فاطمة وعدت لوحدي ولم يلحق بي لأول مرة.....
.................................................. ..
.....خلال هذين اليومين لم يتحدث معي.....ولم يتصل بي ولا اي رسالة ولم يعود.......وقلت في نفسي انني انتظر هكذا يوم يشعر فيه انه اخطأ في الاختيار ويذهب ويندم انه احبني....خاصة انني لم اتكلم معه من وقتها عن حمدي ولا تفاصيل علاقتي معه...

وحان موعد عملية الحاجة فاطمة عد الساعة السابعة صباحاً....ولم يأت مجد...
قلت للحاجة فاطمة..
- يلا بينا ماما فاطمة..ناخد تاكسي ونروح
- ليه هو مجد مش جي...
- لا مش الظاهر كده
- والله الواد ده ابن حلال كده وشهم ما فيش زيو في الزمن ده بيساعدنا ووقف جنبي في المستشفى
- الظاهر انه حينشغل كتير من هنا ورايح ومش حنشوفو يا بقة يا حاجة فاطمة..
وقبل ان اكمل جملتي وجدته امام سيارته يقف وينظر الينا وقال...
- ما اتأخرتش مش كده....

ابتسمت اليه ونظرت الي الحاجة فاطمة وكأنهاتقول لي(جيه اهو)

.................................................. .......
اجرت الحاجة فاطمة العملية بنجاح الحمد الله...وبقيت في المستشفى يومين خلالهما اتت الي سيدة اشتقت اليها كثيراً في زيارة لتطمئن على الحاجة فاطمة...
فتح الباب لأجد أمامي السيدة سناء..

- حضنتها وقلت: ايه المفاجأة الجميلة دي..
- ابتسمت قائلة وهي تحمل باقة من الورد: انا عرفت من مديرة الحضانة انك اجازة عشان الحاجة في المستشفى اصلي اتصلت هناك اطمن عليكي....فجيت اشوفك وباالمناسبة اتعرف على الحاجة الي اخدتك مننا...

- ايه الكلام ده...انا ما حدش يخدني من اعز الناس على قلبي...
اقتربت من الحاجة فاطمة وسلمت عليها ....

- قالت الحاجة: انا ريم غالية علية اوي...والله زي بنتي الكل عارف انها بنت اخوي الي مسافر بي انا بحس انها اقرب من كده انها زي بنتي الي ما خلفتهاش...
- قالت سناء: وانا بردو ايام ما كانت عندنا كنتي بحس انها زي بنتي....اصلها كده بتعلق بيها من غير ما تحسي
-ابتسمت وقلت : ربنا ما يحرمني منكم..ربنا بيعوض بناس مش من لحمك ودمك بس بيكونو ليكي اقرب من اي حد

في هذه الأثناء دخل مجد الى الغرفة امام استغراب السيدة سناء وارتباكي....خاصة ان الحاجة فاطمة لا تعرف انه اخو سناء وهي بدورها لا تعرف ايضاً انه يراني ويريدني ....
حاولت تدارك الموقف فقلت لمجد...
- اهلاً مجد...مفاجأة طنط سناء عندنا...
- قالت الحاجة فاطمة: اهلا يا ابني...انت ما جتش امبارح ليه...
- امام هذا الوضع وقفت السيدة سناء وقالت: عن اذنكم دلوقت وسلامتك يا حاجة..

لحقت بالسيدة سناء اودعها التي انصرفت منزعجة لأسباب اعرفها طبعاً....فهي لا تعلم بعلاقتي مع مجد...
قال مجد: ما قلتليش ليه انها هنا
- هي لسه يا دوب وصلت...
-- تمم قائلاً يكلم نفسه: الظاهر ان الموضوع لازم ياخد شكل جدي شوي عشان الوضع كده صعب
- قلت له محاولة تفهم الموضوع: قصدك ايه؟؟
- ما فيش خليني اطمن على الحاجة فاطمة ووضعها من الدكتور وارجع....
.................................................. ..........

تعافت الحاجة فاطمة واصبحت ترى بشكل جيد والحمدالله استطعت ان اقدم لها ابسط شيىء ارد فيها ما فعلته معي.......
كلما رأتني تنظر الي وتقول..

- حبيتي انتي اجمل بنت شفتها في حياتي يلا ما شلتكيش بطني...ربنا يردلهالك في عافيتك ويجعلك في كل خطوة سلامة......

جميع ما افعله معها ومع امي شفاها الله يكفيني بأن يعطيني امل انني استطعت ان اقدم شيئاً اكفر به ولو بجزء بسيط عن ما فعلته في السابق ورغم ذلك يستمر شعوري انني مقصرة....
كان مجد دائماً يحاول ان يعوضني بحبه واهتمامه ويفسح لي المجال كي اثبت انني استطيع ان اغير الماضي بما سأكون عليه في المستقبل...

كان ينتظر مني كلمة واحدة ليرتاح وليعرف انني سأكون له..لكنني لم اقلها.....شيىء في داخلي كان يمنعني من اعترف بما يعتريني امامه كي لا يأتي يوم واخسره وكنت اعلم ان هكذا يوم سيأتي حتماً...ولكنني اعيش يوم بيوم لا افكر بما سيكون الوضع في الوقت القادم كي لا احزن اكثر....

...............................

والدتي كنت اطمئن عليها من الهاتف ...احياناً تتركني مي اتحدث اليها واحياناً لا ترد علي وتقفل الخط في وجهي لأعود واصر وعندها تسمح لي بالتحدث الى والدتي لأطمئن عليها...
الى ان اتصلت مراراً ولم يرد علي احد.... اشتعلت النار في داخلي والخوف تسلل الي ...هل حصل لها اي مكروه؟؟؟
انهيت عملي وذهبت اليها في منزلنا...لم اجد احداً.....
بل رأيت جارتنا ام محمود فقلت لها..
- هي ماما فين؟؟
- قالت لي: مالك يا ام علي....مش انتي مودياها المستشفى امبارح ....انتي تهتي ولا ايه
- قلت بثقة: انا منار مش مي..
- قالت وهي تطرق بيدها على صدرها: يا لهوي وانتي ايه الي جابك هنا...يا بجاختك وبتسألي عن امك كمان الي اتبرت منك..ده بسببك وصلت للي هي فيه وليكي عين تيجي...يختي عيب عليكي..امشي من هنا لاخلي اهل الحتة يطردوكي بمولد...
تركتها وابعدت وجهي عنها بأسى وانا لا اعلم اين تكون امي في اي مستشفى...وبدأت ابحث واسأل الى ان وحدتها في مستشفى حكومي بسيط...ترقد في غرفة فيها اربعة أسرة...
لم تكن مي معها....كانت فرصة لكي اتحدث اليها..
- ماما..سلامتك حبيتي..حصلك ايه..
- قالت وهي تفتح عينيها وتغمضها : منار...انتي جيتي..
- سلامتك يا ماما.....مالك..
- قالت وهي مغمضمة العينين: تعبانة يا منار..الظاهر كده ايامي معدوودة...
- بعد الشر ان شاءالله انا يا ماما ولا انتي(قلتها وانا ابكي)
- قالت بوهن: منار...انا مسامحاكي يا بنتي....قلبي مسامحك....وعارفة ان الي شفتي من الدنيا كتير عشان تتوبي....بس اوعي تندمي وتضعفي...مسامحاكي يا بنتي...
.......................................

غادرت المستشفى على ان اعود في اليوم التالي اليها....صباحاً كما وعدتها ....
امضيت الليلة افكر فيما يجب ان افعله لأجعلها ترتاح ولكن فات الأوان لم يعد هناك امل كما قال الطبيب..فالشلل ينتشر في كل انحاء جسدها وتضعف يوماً بعد يوم....
عدت في اليوم التالي لم اجدها في السرير.زسألت عنها الى ان ....
الى ان....

قال لي الطبيب..
البقية في حياتك...

يتبع..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-17, 09:38 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع عشر

اتصلت بمجد منهارة ولا اقوى بالرجوع الى البيت قلت له كلمة واحدة( انا في مستشفى الانعاش تعال ارجوك) بقيت جالسة على باب المستشفى على مقعد مجاور ابكي لوحدي.....

اتى الي وكأنه علم فوراً ما انا فيه...فقال..


- والدتك!!!!

- هززت برأسي وقلت: اه....ماتت يا مجد..ماتت عشان انا السبب

- بتقولي كده ليه...الموت ما فيش حد سببه...ده بأيد ربنا..

- ماتت من قهرها علية...انا السبب

- قال بشكل حازم : اوعي تفكري بكده....كل واحد في الدنيا دي بياخد نصيبه ما تحمليش نفسك اكتر من اللازم ....ارجوكي يا ريم....

- قلت بصراخ: لأ منار...مش ريم...انا منار...حفضل منار...قول منار...منار منار(بدأ اخبط بيدي الاثنين على صدره بجنون وابكي واقول)...منار منار...

.................................................. .................

لبست الأسود متجهة الى منزل امي للأخذ بعزائها .....رافقني مجد ....بدون صفة....فهو لا قريبي ولا زوجي ولا خطيبي...هو رجل من هذا الزمن...احب فتاة بظروفي ....وهي لا تريد ان تقرر مصيرهما.....

دخلت الى عزاء النساء لوحدي...كان امي لا تزال جثة هامدة في منتصف الغرفة.....نظر الي الجميع عندما اتيت في استغراب وذهول...وبدأ الكلام والهمس( دي مش منار...امها ماتت بسببها..جابلها العار..بسببها اختها اطلقت..يا بجاحتها جية ليه)

وانا اسمع واسد اذناي...الى ان وصلت الى حيث ترقد مي...لأجلس بجانبها وأخذ بعزاء والدتي....لم تتحدث الي بولا كلمة..ظننت انها ستطردني ولكنها لم تتحدث الي ابداً...

الجميع كان يسلم عليها وحدها ولا يقترب مني وكأنني فتاة اصابها مرض خبيث معدي لا يريد حتى ان ينظر اليه احد كي لا تصيبه لعنتها ....

بقيت على حالي صامتة وابكي واتجه بين الحين والأخر الى غرفة والدتي وامسك ملابسها اشمهم وابكي واجلس على سريرها اتحسسه....

انفض العزاء وذهب الجميع وبقيت انا ومي لوحدنا في البيت.....دخلت الى غرفة والددتي وهي تحمل ابنها علي ذو الأشهر السبعة...

- قائلة بحزم: يلا ....العزا خلص...مع السلامة

- قلت بأسى: انتي بتعامليني كده ليه...كفاية بقة يا مي....كفاية...امي وماتت عاوزة تعاقبيني اكتر من كده بأيه...انا خسرت كل حاجة...مش ناقصة وجع منك...

- وضعت علي على السرير وقالت: نعم!! انتي جية تقوليلي انا الكلام ده.....انتي مش شايفة حياتنا ادمرت ازاي بسببك...

- قلت وانا رافضة كلامها: لأ مش بسببي...مش بسببي يا مي....بسببك انتي....

- قالت بذهول: انا؟؟؟؟؟؟؟ انتي ازاي ليكي عين تقولي كده..يا بجاحتك يا شيخة

- قلت وانا اقترب منها واشير بييدي نحوها : اه انتي..احنا شكل واحد بس عمرنا ما كنا واحد في حاجة..من احنا وصغيرين وانتي بس عاوزة تثبتي انك احسن مني.....عشان ماما تفضلك عني...عندك عقدة اني شبهك مش انتي مش لازم تكوني زيي لازم تبقي الافضل..كنتي ديما تفتني علية لماما في اي حاجة بعملها عشان انتي الافضل والنتيجة تضربني انا وانتي الملاك البريء..عمرك ما كنتي جنبي في حاجة طول عمرك ضدي ومش راضية لية الخير في حاجة..

- قالت بصراخ: انا ولا انتي الي طول عمرك انانية..خلاص انا مش عاوزاكي هنا...اخرجي بسرعة

- انتي بتطرديني من بيتي..ده بيت ماما

- دلوقت افتركتي...البيت ده مش عاوزك....ولا ماما عاوزاكي ولا انا عاوزاكي..

- قلت بإصرار: ماما سامحتني قبل ما تموت...سامحتني..

- هي سامحتك انا مش حقدر اسامحك وعشان غلاوتها عندي ما رضتش اطردك قدام الناس النهاردة انتي فاهمة بس انا مش عاوزة اشوف وشك بعد كده ولية ربنا انا وعلي .....

- قلت وانا اغادر: وانا لية ربنا يا مي....توبتي دي الي ما فيش حد عاوز يتقبلها ربنا في السماء بيقبلها....بس البشر لق....الفرق تعرفي بيني وبينك ايه...انا لما غلطت اتحملت نتيجة الي عملتو بس انتي غلطي وعاملة نفسك ملاك....كمال...مش اتجوزتي عرفي .....قبل ما تتجوزيه علني...واما طلعتي حامل اتجوزك...كل ده وماما ما عدهاش علم...جية تحطي الحق علية اني انا المش كويسة...انتي عملتي زي ما انا عملت بس انتي من ورا الستارة بس انا قدام الناس واتحملت نتيجتو انما انتي بتضحكي على نفسك....انا رغم اني ما كنتش عايشة معاكي بس انا عرفت الي حصل يوم ما كمال كلمني في الشارع وافتركني انتي وقلي (نزلي الولد يا مي وانا اديلك الورقة العرفي وبلاها فضايح).........

- قالت وهي تتبلع ريقها: لأ...كدابة..اخرجي برة يا منار اهل الحتة كلهم عارفين انتي ايه وانا ايه.....

-تنفست الصعداء وقلت: عادي انا اتعودت على كل انواع الشتايم...على كل انواع الضرب..على كل انواع الألم ..على كل انواع العذاب....ومهما عملتي حنفضل شكل واحد في جسدين....والسلسة الي في رقبتي دي مش عاوزاها..(انتشلتها من رقبتي ورميتها على الارض)......ما فيش حاجة بعد النهاردة تربطني بيكي.....انا ليكي الناس كلها الي حواليكي والي مسانداكي والي معاكي ...بس انا لية ربنا الي اكبر من كل دول....

انا سكنة في حي الوراقين..شارع 14 بيت نمرة 6 ....لو افتكرتي في يوم ان ليكي اخت حتلاقيني في العنوان الي هناك عند حجة اسمها فاطمة الي لولاها انا كنت دلوقت بايتة في الشارع من يوم ما طردتيني المرة الي فاتت وانا واقفة بطلب السماح على باب البيت....

عن اذنك....يا اختي...(قلتها بحرقة والدموع في عيني)

.................................................. ...................

خرجت من منزلنا المتصدع الذي شعرت للحظات انه سيسقط على رأسي وانا اتحدث مع اختي .....جدت مجد في انتظاري وكان قد سمع كل ما حصل بييني وبينها.......

قال لي : يلا بينا....

- قلت له بثقة: يلا بينا...

شعرت بعدها براحة كبيرة..رغم ما حصل بيني وبين مي ...لكنني كنت كلما تذكرت ان والدتي قد سامحتني اشعر انني أملك الدنيا ومن فيها......ودائماً في كل صلاة ادعوا لمي بالهداية وان يرق قلبها علي في يوم....

.................................................. ............

بدأت الابتسامة من جديد ترتسم على وجهي...اعيش لحظات جميلة مع مجد......وحبنا يكبر مع كل نسمة امل الوحها امامه بأنني اصبحت انسانة اخرى...نفسياً ومعنوياً.....

لم تكن سناء تعلم بمدى توطد هذه العلاقة....الى ان اتى الي مجد قائلاً..

- ريم....سناء عاوزة تشوفك...اصل مبارح اتكلمت معها جدياً في موضوعنا.....

لأول مرة منذ شهور....اعود الى منزل ال سرحان..استقبلتني سماح بالأحضان....والسيد رأفت ايضاً رحب بي كثيراً...

لم يكن مجد في المنزل.....فكانت فرصة لأتحدث مع سناء لوحدنا...لم تكن على طبيعتها...وكأنها تريد ان تسمعني جملاً غير سارة....

بعد السلام والكلام في امور الحياة الطبيعية...تنهدت...علمت فوراً ان وراء تنهديتها اشياء واشياء ال مزعج فيها اكثر من الحسن...

- قالت: ريم...انت يتعرفي غلاوتك عندي صح

- قلت ببراءة: اكيد

- وعارفة بردو ان مجد اخوية الوحيد وانا زي امه بعد ماما وبابا ما توفو...

- قلت بتأكيد: طبعاً هو انتي في زييك يا طنط سناء..

- مجد يا ريم عاش حياتو كلها في المانيا درس هناك واشتغل وعمل حياة ليه وشغل....وبقالة هنا في مصر 3 شهور مش راضي يرجع غير اما يخلص حاجة مهممة اوي....عارفة اي هي الحاجة دي..

- قلت بثبات: انا...

- وفرتي علية كلام كتير يا ريم....انا اتصدمت اما شوفتو جيخ المستشفى من فترة ....ما كنتش عارفة انه بيميل ليكي للدرجة دي...انا ما فتحتش معاه الموضوع بشكل كبير...كان تلاميح وكان بيرفض يتكلم...لغاية امبارح..اتكلمنا وحسيت انو واخد الموضوع جد..

- قلت بتلعثم: جد ازاي؟؟

- قالت وهي تنظر في عيوني لترى ردة فعلي: يتجوزك....

- هزتت رأسي وقلت وانا اتنهد: ايوة...انا حاولت كتير ابعدو...ما رضيش...و..

- قاطعتني قائلة: ريم..وحياة اغلى حاجة عندك...ارفضي...اتني بعزك وبحبك بس انا...انا...مش عارفة اقلك ايه....اخوية حساس وبينجر ورا مشاعره من غير تفكير...

- قلت لها بشكل حاسم: خلاص يا طنط سناء ما تكمليش الي عاوزة تقوليه وصل....اعتبري الموضوع انتهى انا حاولت...كتير....اتعلقت بيه وعقلي وقلبي فكرو انو يمكن في حاجة حلوة في حياتي تتحقق...بس طلعو غلطانين....عشان ما ينفعش...منا من الاول عارفة انوما ينفعش...

- قالت بحنان: ريم انا مش عاوزة اجرحك افهميني...اعتبريني ام بتتكلم عن ابنها.....فهمتيني....

- قلت وان استعد للذهاب: فهمتك يا طنط سناء....(اقتربت منها وضممتها قائلة)....انا كويسة ما تخافيش علية...

خرجت ولم تلحق بي....اصطدمت بمجد على اسوار الحديقة رأيته حزين هو الأخر....

- الي قالتهولك قالتهولي قبلك....ما تزعليش يا ريم..

- قلت بوهن: انا اخر واحدة في الدنيا يتقلها ما تزعليش...عشان عادي بقة زي المية في حياتي....فاكر يوم ما حبتني انا قلتلك ايه...قلتلك جنيت على نفسك وعلية...

- قال بعصبية: ومين قلك حرد عليها..دي حياتي انا..انتي بتحبيني ولا لأ...

- قلت مبتعدة: خلاص يا مجد..ارجوك

- قال مصراً: مش حسيبك تروحي الا اما تقوليلي...بتحبيني ولا لأ..دلوقت...لو قلتي اه حتحدى الدنيا كلها عشانك....مش بس اختي..لو لأ حسيبك في حالك يا ريم....

- نظرت الى عيونه بحده كاتمة دموعي وقلت: لأ,,,,لأ...لأ...

............................................

عدت الى حياتي الروتينية المكللة بالملل والألم وذكريات الماضي من دون مجد....فلقد علمت انا سافر ......

وانتهت رحلتي معه من دون اي صدمات اضافية....فلقد كان كافياً جداً ما حدث...كسر قلبي نعم...تمزقت روحي نعم..ولكن كان ذلك يجب ان يحصل من الاساس....

انا لا استحق الحب...ولا ان اكون حبيبة..وزوجة وام...

كل هذه الامور قد حذفتهامن حياتي القادمة..اريد ان اعيش بسلام فقط..حتى لو كنت اموت حباً بمجد ولكن......!!!!

..............................................

كنت ابكي كل يوم وانا اقرأ رسائله التي كان يرسلها الي على الهاتف...انظر الى النجوم والقمر ليلاً لأرسم عليه صورته وابقى انظر اليها حتى اتعب....

يجتاحني شوقاً رهيب اليه...وحنين اكبر الى كلاماته وصوته....

اكتشفت ان تعاستي السابقة اذدادت تعاسة بعد غيابه وفراقه...

احياناً اسأل نفسي...لماذا فعلت به هكذا؟؟؟

لما كسرت قلبه؟؟الذي احبني ووقف الى جانبي في اسوء الظروف؟؟؟

لماذا حطمته واخذت منه كل شيىء ولم اعطه حتى كلمة.....

انانيتي عادت لتظهر من جديد.....

لكن ماذا افعل....اتمنى الموت لأرتاح من ان اعذب غيري مراراً....اتعذب واعذب من حولي دائماً...

كان رقم خارجي يتصل على هاتفي...اسمع من خلاله صوت بكاء فقط.....ونفس..ولا يتكلم احد....

احياناً اصمت واحياناً اقفل الهاتف وابكي لوحدي....

اخر مرة اتصل بي هذا الرقم الخارجي....لم اسمع اي صوت كأنه يريد فقط ان يسمع صوتي.....اغمضت عيوني وقلت ...

(بحبك يا مجد)...واقفلت الهاتف وبقيت مغمضة العيني وكأنني احلم...او ان ما تجرأت وقلته لم يكن بحقيقة......كي لا الوم نفسي...بقيت اقنع نفسي ان ما حدث وقلته ليس حقيقة....وهم..خيال..حلم...وانا لم اتفوه بشيىء...واقتنعت....

.................................................. ......

بعد ايام....انهيت عملي عائدة مشي الى البيت..وجدت طفلاً صغير...يحمل باقة من الورد الأحمر ويقدمها الي قائلاً..

- دي ليكي..(وغاب بسرعة)

فتشت فيها لم يكن فيها اي بطاقة تدل على صاحبها.......اكملت سيري وجدت الطريق مقفلة بالاطارات فأصبحت مجبرة على ان اسلك زاوية صغيرة لأصل الى الشارع الاخر....مررت بها فإذا بطفل اخر يرمي عل ما ارتيده بحبر احمر ...كان منظري في غاية السوء وانا لا استطيع ان اكمل بهذا الشكل..مرت بجانبي عندها سيدة قالت لي..

- ايه ده مالك..

- قلت لها حد جيه رذل كده ورمى حبر عليه....

- وحش اوي تمشي كده....اطلعي عندي فوق اديكي حاجة تلبسيها...

- قلت بإحراج: لأ...متشكرة...

- ازاي انا عندي بنت في سنك ممكن تلبسي من عندها حاجة وترديها...

صعدت معها بعد اصرارها المبالغ فيه وكانت تجرني بيدي...شعرت انها طيبة وتريد مساعدتي..ادخلتني الى غرفة واعطتني فستاناً طويلاً ازرق جميل وقالت...

-بنتي قافلة القودة بتاعتها بس انا كنت جايبالها الفستان ده ممكن تلبسيه وردي بكرة انا عارفة انك بتشتغلي في الحضانة الي جنبنا...

طالما انها عرفتني....اطمأن قلبي....ولبست الفستان الذي كان رائعاً...

خرجت من الغرفة لم اجدها....وانا احمل في يدي باقة الورد والبس الفستان الازرق الجميل..نزلت ابحث عنها...حتى وصلت الى الشارع...

وجدت رجلاً يحمل في يده الة كمان ويعزف لي....لم اكن لأفهم اي شيىء تابعت طيريق وهو يلحق بي...حتى اجتمع معه عازفون اخرون...يعزفون ورائي....

الى ان وصلت الى زاوية اخرى وانا اهرول هرباً منهم....وقبل ان اصبح في الشارع....وجدت الساحة ملئية بالزهور....ومنصة....مضاءة....وا لفرقة نفسها...صعدت اليها....ورجل يقف وظهره لي وللجميع من حولي الذي لا اعلم من اين أتوا ولكن كل منهم بدأ يصفق لي وانا اقترب من المنصة كالمسحورة لا اعرف ماذا يحدث...

بدأ الفرقة تعزف لحناً جميلاً....وونزلت من اعلى المنصة الى اسفل لوحة كبيرة كتب عليها..

(عاوز اتجوزك يا منار) انتي موافقة؟؟؟

وقفت والدموع في عنيه والجميع يصفق لارى بعدها الرجل الذي استدار لم يكن الا مجد.....

يمسك بيده المايكرفون ويغني مع الفرقة....

- منار اشلبيديش

يعني بحبك

بالألماني وبكل اللغات

وحفضل على عهدي العمر كلو

من هنا لحد الممات

ما فيش حاجة حتبعدني عنك

من غيرك ما فيش حياة

ثم نزل ومعه علبة فتحها وانا اقف مذهولة والدموع تنجرف من عيوني لا اعرف لماذا.....وركع امامي وقال...

- تتجوزيني يا منار....

- ضحكت وقلت وانا انا اسمح دموعي: انت مجنون...

- يبقى مواقفة..هاتي ايدك..(البسني خاتم الزواج في يدي اليمنى )

واعطاني الخاتم الأخر .....البسته اياه...

والجميع يصفق لي وله......وانا ابكي.....

واستيقظت من الحلم........على صوت رنين الهاتف....



يتبع....



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-17, 09:40 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس عشر


وجدت وسادتي وقد بللتها الدموع ...لقد كنت ابكي حقيقة ايضاً وانا نائمة....نظرت الى هاتفي وجدته رقماً غريباً...

رددت بشكل متثاقل وقلت..


- الو مين..

- انا سراج يا جميل

- قلت بلهجة عصبي: انت مين الي ادالك نرتي يا وقح...ما تصلش هنا تاني

- وقبل ان اقفل الخط قال: استني استني انا مش حضايقك خلاص...انا بس عاوز مساعدتك عشان عيلة سرحان ترتاح من الي اسمو حمدي ده...

- قلت وقد بدأت اخاف من لهجته : يعني ايه مالهم عيلة سرحان

- اصل الي اسمو حمدي تقريباً ممكن تقولي عى بوابة افلاس خسر في البورصة كل فلوسو ما فاضلش غير رأفت سرحان عندو حتتين ارض حيستثمرهم في مشروعين تلاتة وياخد قرض من البنك بضامنتهم وطبعاً عشان بنته متجوزة نزار وبقم عيلة واحدة مش حيرفضو......

- قلت عندها بغضب: انت عاوزة ايه ما تخلص الكلام لاقفل السكة

- استني شوية الكلام في مصلحتك....

- اسمعي...حمدي حيبيع الاراضي دول وياخد كل الفلوس ويهرب..هو بيخطط لكده ناس من الحبايب عنده وصلولي ده......

- وانا مشكلتي ايه في الموضوع عاوز مني ايه

- محسن بيه عارفاه الي رفضتيه من زمان عشان كنتي مع حمدي....هو الي انا بشتغل عندو دلوقت...ليه فلوس عند حمدي ومش راضي يدهملو....وعاوزين اوراق تثبت ان حمدي له صفقات مشبوهه يعني عشان نضغط عليه وما يلعبش بديلو ويسافر...

- انا ما معاييش حاجة بقلك....انت مش بتفهم انت...

- لأ معاكي يا منار....وانا متأكد من كده...عاوزهم وحتاخدي ربع مليون جنيه....

- انا تعرف نفسي في ايه...نفسي افضحك وافضحه واخلص منك ومنه في يوم واحد..

- فكري اذا كان مش عشاني عشان عيلة سرحان ولا انتي متعودة تطعني في ضهر الي يمدلك ايدو..

- ربنا ياخدك يا سراج.....ابعد عني...انت فاهم..

- يومين وعاوزة جواب...ربع مليون...وانتي فلة ما لكيش دعوة بحاجة بس تدينا الاوراق دي...

اقفلت سماعة الهاتف ورأسي يدور لا اعلم كيف اتصرف....وماذا افعل؟؟

اذا قلت للسيدة سناء عن ما عرفته هل ستصدقني؟؟؟

ستقول انني اقول ذلك لأنتقم منه لا اكثر...

وستسألني اكثر واكثر عن وضعه معي...وسأجلب الفضائح لنفسي ولنزار الذي لايعلم اي شيىء عن والد زوجته الذي سيكون قريباً الجد لأبنائه......

اي انت يا مجد الأن لتحل لي هذه المشكلة وتقف الى جانبي......وتساندني...

يا ليتني قلت لك قصة حمدي قبل ان تسافر وتتركني....

يومين..ورق..... لقاء ربع مليون ...

ولا اعلم تبعاتها وما سيحصل لي ولعائلة سرحان....

وان بقيت بعيدة أكون قد خنت عائلة اكلت وشربت لديها.....ولا تستحق مني ان اعلم ان عملية نصب ستقع فيها واسكت..

يبدو ان حمدي قد باع كل مبادئه حتى انه تخلى عن ابنته لأنه حتماً سيضرها اذا فعل ما فعله مع ال سرحان ...

ما احقره من بشر.....

لن اتركه يصل الى مبتغاه مهما كلفني الأمر...

رغم انني لا املك اية اوراق من التي يقول عنها سراج..كنت استعملها فقط كوسيلة ضغط على حمدي كلما اعترضني..ليتركني وشأني....ولكنني لا املك شيئاً...

..................................................

انهيت عملي وانا لم اقم به في هذا اليوم بالشكل التام..

كنت متعبة وشاردة ومشتتة من كل النواحي..حتى انني لم اسلم على الحاجة فاطمة قبل ان أغادر.....

عدت الى المنزل لأجد زائرة غير متوقعة ابداً تجلس الى جانب الحاجة فاطمة .....

مي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

- اعترتني الصدمة خاصة ان الحاجة فاطمة كانت مبتسمة وكأنها علمت الموضوع ....وانا التي لم اقل لها في يوم أن لي شقيقة توأم....

- ابتسمت وقالت: اهلاً يا منار انا والله يا بنتي اول ما شفتها داخلة عندي ومعاها عيل قلت ايه ده ...منار ايه الي رجعها بدري من الشغل..بس اما عرفت انها اختك الي رجعت من السفر اتبسطت....عشان انتي كل اهلك بعاد عنك....واهو اختك جت...

- اصطنعت مي السلام علي وحضنتني ببرود وانا عاجزة عن الكلام وغير مصدقة....

قالت الحاجة: ادخل اعملكم شاي بقة...

- قلت بعد ان دخلت الحاجة فاطمة: ما توقعتش اشوفك هنا يا مي...(قلتها مبتسمة).

- تنهدت وقالت: ما جابنيش ا لا الشديد القوي....

- يعني افتكرتي اني ليكي اخت وسامحتيني...(قلتها بلهفة)

- افسدت فرحتي بها وقالت:لق...انا عاوزة ابيع البيت ...ولازم تمضي على الموافقة..

قلت بذهول: ابيع البيت؟؟؟

- اه انا عاوزة ابيع البيت...في حد حيشتري هو وكل بيوت الحارة...وانا حبيع....

- تبيعي ليه..ده بيت ماما..ايه الي جابرك...حتقعدي فين لو بعتيه

- حشتري قودة صغيرة..اعيش فيها انا وابني وبالفلوس افتح محل صغير بدل المصنع الي بشتغل فيه وباخد منو ملاليم....وخالي بيبعتلي كل شهر فلوس بس مش ضامناه ....

- تنهدت قائلة: والمبلغ كويس؟؟

- كويس اه...وبالعدل..نصه لية ونصو ليكي...

- انا مش بتكلم عشان كده.....انا بس حازز في قلبي ابيع بيت ماما

- ضحكت بإستهزاء : لأ بجد..حنينة اوي....مع اني اعرف انك بتموتي بالفلوس...وعشانها دستي على كل حاجة....لأ حتبيعي احسن ما يوقع عليية انا وابني كده كده البيت ايل للسقوط..

- قلت بملل: كفاية مي...الي عاوزه حعمله....

- يبقى بيوم الاتنين الي جي حخلص كل حاجة وحبعتلك تجيي عندي تمضي وتاخدي فلوسك ..

- بل ان تغادر قلت: انا مش عاوزة حاجة خدي الفلوس انتي يا مي..

- سرحت فيي وقالت: لأ....اشبعي بيهم انتي...لاحسن تقولي في يوم اختي سرقتني..انا ما خدش فلوس مش حقي يا منار..ولا ابص لغيري....

تركتني وغادرت ........

اتت الحاجة فاطمة تحمل في يدها الشاي وقالت...

- هي اختك فين

- اصلها روحت متسعجله...

- روحت بالسرعة دي ...بقالها ساعة مستنياكي...

- حترجع ان شاءالله قريب حترجع....

.................................................. .....

مر يومين وانا على اعصابي....متوترة واشعر بالضعف...لا املك اي شيىء...افعله....

جاء اتصال سراج..

وبقيت لثوان انظر الى الرقم ولا استطيع ان أرد.....

- الو...

- ايه يا جميل...الاوراق فين..

- قلت ببرود: ما فيش اوراق..وما فيش حاجة..وانت حتبعد عني...ومش عاوزة اعرف ولا اشوف وشك بعد النهاردة...يا حقتلك يا سراج...واسلم نفسي...انت فاهم...

اقفلت سماعة الهاتف...وانتزعت البطاقة منه...ورميتها في اقرب حاوية نفايات........

.................................................. ...

بقيت امشي لوحدي في الشوارع ...

افكر تارة وابكي تارة واسرح تارة الى ان اصطدم بأحدهم لأعتذر واواصل الى لا مكان....

الحزن الذي في داخي لا يزول مهما كر الوقت والمشاعر المختلطة المثقولة بنفحات من الألم لا تنجلي بل تصر دائماً على ان تمزقني....

شعرت ان قوتي اخذها مجد معه عندما سافر هذا ان كانت تسمى قوة بل هي اشلاء ثقة بالنفس وبقايا ايمان ......تجمعت مع بعضها لتعطيني قوة....

كلما نظرت الى السماء اشعر ان الله معي اكثر....لتعود الي ابتسامتي وحبي للحياة وللتوبة التي لن اتراجع عنها ابداً...عهداً قطعته على نفسي امام الله ولوالدتي ......

لم اعد املك اي شيىء...خسرت عائلتي...ومن احب.....

وحيدة مهما حاولت أن أحيط نفسي بأشخاص غرباء عني ....

وقفت امام احد المقاهي.....انظر الى العشاق الذي يجلسون في من خارج الزجاج.......دخلت لاشاركهم عشقهم بنظراتي البلهاء....لأشعر بخيبة ويأس اكبر.....ولكن انا بحاجة الى الحب بحاجة لأن أراه لدى غيري لأنه استحالة ان يكون لي في يوم.....أتنفس من خلاله ضعفي....وقلة حيلتي لأنني بيدي وبإرادتي ضحيت بمن احب لكي لا اخسره بعدها رغماً عني...

شربت فنجان قهوتي.....وغادرت ....مررت بجانب احد الملاهي الليلة....وجدت فتاة اعرفها تخرج منه ما ان لمحتني حتى فررت هاربة لكنها اوقفتني..

- ريم....ازيك ايه ده انتي بتهربي مني ليه..

- قلت وانا ادير وجهي: عاوزة ايه يا نجوى هانم....

- يا ستي قولي كان بينا عيش وملح...السلام لله

- اه هو لله مش للي زييك

- طيب ماشي يا ستي الحق عليية اني كلمتك منتي عاملة فيها الخضرة الشريفة

- ابعدي من سكتي..كانت ايام سودة يوم ما عرفتك...انتي السبب في كل الي حصلي يارب ينتقم منك ومن الي زييك.....

- قال بصوت عال في الشارع: انا لميتك من الشارع ومن الفقر الي كنتي فيه....خلي الفقر ينفعك....حتشحتي بكرة وتقولي يا ريتني فضلت زي منا مش موكوسة زييك...وحترجيعي راكعة وتقوليلي عاوزة حتة ابات فيها يا نجوى..

- اقتربت عندها منها والنار تشتعل داخلي وامسكتها من شعرها وضربتها واوقعتها ارضاً وانا اصرخ واقول: حقيرة وسافلة انتي والي زييك....ربنا حينتقم منك..لو قادرة اخنقك حخنقك.....(امسكت رقبتها بيدي الاثنتين)

- قالت بصراخ وهي تحاول الوقوف امام الناس: طول عمرك حتفضلي في نظر كل الي يعرفك بنت ليل....يشترو الليلة معاكي ببجنيهات...عاوزة تعملي نفسك شريفة اعملي بس ما تبعنيش مبادىء اتخليتي عنها بإرادتك ما حدش ضربك على ايدك يا حقيرة..لسه حتشوفي ايام سودا ....

 

ابعدني الناس عنها....وقفت امام كلماتها والجميع ينظر الي بعد ما سمعوه........تركتها...لم ارد بعدها عليها...غادرت مسرعة....ابكي...

هل حقاً انا كما قالت.....

انا اقوم بتمثيل دور الشرف فقط وأنا لست كذلك؟؟؟؟

لم افعل لغاية الأن اي شيىء جيد في حق نفسي ولمن حولي.....الجبن والضعف دائماً اتذرع بهما لأهرب من كل المشاكل والصدمات...

ولكن كفى....

لن استكين لأي شيىء بعد الأن....

وسأقوم ولو لمرة بموقف مشرف في حياتي....

اخذت اول سيارة اجرة صادفتها متجهة الى منزل ال سرحان..

وجدت الجميع في الصالة....

وقفت كالمجنونة وقلت للسيدة سناء وللسيد رأفت..

عاوزكم في موضوع مهم لو سمحتم...متعلق بحمدي...دلوقت حالاً..




يتبع...........


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-17, 09:41 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس عشر


وقف الاثنين وانا جالسة ......قالت السيدة سناء..

- مالك يا ريم....


- قلت بأسى::انا حقلكم حاجة بس وحياة اغلى حاجة عنكم ما تسألونيش في تفاضيلها

-- قالت السيدة سناء: ريم انا قلبي حيوقف في ايه

- قال السيد رأفت: هو ايه الحكاية بالضبط مالو الاستاذ حمدي...

- قلت بعصبية : ده مش استاذ ده احقر الناس...انا جية احذرك منو...

- قال بذهول: ازاي مش فاهم وانتي دخلك ايه بحمدي تعرفي منين

- اعرفو..من زمان اعرفو...مش مهم الموضوع مشم وضوعي وموضوعو...المهم انك ما تخشش معاه في اي صفقة ولا اي بيع ارض ولا اي حاجة..حمدي مفلس خسر كل فلوسو في البورصة و بيوهمك بموضوع المشاريع والارض عشان ياخدهم ويبيعهم ويسافر .........الراجل ده كول عمرو كده...نصاب وحرامي..(نظرت اليهم وجدت الحيرة في عيونهم وكأنهم غير مصدقين فعدت وقلت بإصرار)

- وحياة ربنا انا بتكلم صح...صدقوني...والله العظيم الراجل ده نصاب اوعو..انا عشان اكلت في البيت ده عيش وملح ما قدرتش اعرف الحجات دي وافضل ساكتة مع اني عارفة ان كلامي حيعملي مصايب كتير ومشاكل اكتر بس ما قدرتش...

- قال رأفت: مين قلك يا ريم؟؟

- ناس معارفو ....وأكدولي الموضوع ده....صدقني لو دورت على سجلات حمدي في البنوك حتلاقي مفلس اسأل واتأكد والموضوع الي بيعملو عليك كلو بس عشان ياخد الاراضي الي حيلتك ويخلع بيهم..

- قالت السيدة سناء: وازاي يعمل كده...فينا بالذات...ده احنا بنتو جوانا .....مش ممكن...

- قلت بثقة: هو ما تفرقش معاه ولادو..اسأليني انا...ما يهموش الا نفسه وبس...

- قال السيد رأفت محفزاً: قولي يا ريم تعرفي ايه قولي....مش حكذبك...

- انا كل الي اعرفو قولتو..

- لأ يحقلنا نعرف انتي تعرفي منين وازاي جبتي المعلومات دي...

- قالت السيدة سناء : ايوة...قولي يا ريم طالما معتبرنا زي اهلك وعاوزة تساعدينا وتخرجينا من ورطة احنا بردو يهمنا نعرف ايه علاقتك بحمدي...

- قلت وانا امسح العرق الذي بدأ يتصبب على وجهي: اعرفو من زمان...كان نصيب وما تمش....كده

- قالت وهي تشهق: يعني اما كان هنا كنتي عارفاه وما قلتيش...

- مافيش داعي اتكلم في حكاية راحت في حالها وخلاص يا طنط سناء

- شعرت انها فهمت قصدي لانها تعرف قصتي كلها فقالت وهي تهز رأسها: فهمت خلاص....فهمت

- قال السيد رأفت بإستغراب: فهمت ايه..انا مش فاهمة حاجة...فهموني لو سمحتم(قالها بصوت عال)

- قلت وانا اغادر: انا اسفة...جيت في وقت غير مناسب...بس ما قدرتش ما قول....عن اذنكم..

وانا خارجة اصدمت بسماح تقف على الباب تسمعنا ...فقالت..

- انتي رايحة فين يا ريم استني...ده نزار وقمر جييين يتعشوا معانا

- سلميلي عليهم حبيتي..اشوفك على خير عن اذنكم..

لحقت بي السيدة سناء الى الحديق اوقفتني والدمعة في عينها .....

- استني يا ريم...استني..

- ايوة يا طنط...

- قالت وهي تحاول ان تخرج من جوفها الكلمات بصعوبة: اصل...اصل...الي قلتي قلب كياني كلو...ولخبطني انا ورأفت..مش عارفة..اتوجعت..عشان قمر مرات ابني..

- لأ يا طنط...قمر ما لهاش ذنب...قمر بنت كويسة..والاهم انها بتحب ابنك نزار...

- انا عارفة بس اضايقت اوي...عشان انا متأكدة انها هي ما تعرفش ابوها انو كده..

- انا الي اعرف....(تنهدت بقوة والم)

- يعني قصدك ان حمدي هو الي كان السبب في موضوع العملية واتنكر لابنك و..(صمتت )

- خلاص ما تكمليش يا طنط سناء...ماضي وراح في حاله..بس ربنا انتقم منه برده..وهو بقة على الحديدة....

- يا ربي..انا مش مصدقة..اخر حاجة كنت اتوقعها من الراجل المحترم الي عامل نفسه محترم يكون كده

- واكتر من كده....انتو عيلة جميلة وربنا مش حيوقعكم في ايدين حد زيو....

- قالت وهي تبتسم لي : انتي الي كويسة...وبنت بجد مش قادرة اوصف اخلاقك الجميلة ...

- انا الي مهما عملت مش حرد جمايلكم يا طنط سناء...

- مع اني حاسة اني ظلمتك اوي يا بنتي(قالتها بحزن)

- قلت وانا اتصنع الا مبالاة: لأ...عادي...ربنا يرزقه بلي احسن مني يارب..مجد يستاهل كل خير..

- قالت وهي تهز رأسها رافضة: مجد تعبان اوي...كل يوم يتصل بية ويعاتبني ...انا زعلانة عشانو....

- قلت بثقة: هي الدنيا كده ما بتدناش كل الي عاوزينو ولا كل الي بنحبو...ويمكن يكون في خير لينا مش العكس...صدقيني....

- حضنتني وقالت: انتي بنت تجنني ربنا يديكي على قد نيتك الصافية يا ريم يارب..

قبلتها وابتعدت..وانا انظر اليها من وراء اسوار الحديقة الى ان غابت عن ناظري....عندها بدأت البكاء...

..............................................

مرتاحة نوعاً ما .....لكن....اشعر بالخوف بين الحين والأخر لأنني كنت اعلم ان ما فعلته سيجر قدماي الى المجهول..ولكن لم يعد يهمني...ماذا املك في هذه الدنيا اخاف عليه.؟

لا شي؟

نعم لا شيئ...الذي كنت اخاف عليه قد ذهب...او انا كنت اظن ذلك.....

بعد ايام قليلة......اعترض طريقي سراج ووهو يحمل في يده سكينة ......

- ايه ....فاكراني نسيتك....

- قلت بقوة: لأ....اهو ادامك عاوز ايه...خاف على نفسك مش علية انت الي حتروح فية لو قتلتني..

- منا لو ما عملتهاش حيعملها حمدي......بعد ما فضحتي....بدل ما ستاعدييني انا وتاخدي قرشين روحتي قولتي لعيلو سرحان والنتيجة ايه ما طلتيش حاجة..فضلتيهم علية...

- انت تبعد عني لاحسن اصوت ولم عليك الناس وابلغ البوليس...

- جه انتي حتشوفي ايام لسه استني علية....فاكراني مش عارفك...عارفك..وعارف سكتك..وعارف حتى بيت اختك..مهما هربتي حلاقيكي.....

- انتو الاتنين اوسخ من بعض عادي..(حاولت الافلات منه وبدأت اركض وهو يصرخ)

- ماشي ياريم ليكي يوم بس استني علية......

.................................................. .......

الغريب انني لم اخف....تعودت على حلقات الرعب والألم التي اعيش فيها كل يوم ...اشعر انني لم اعد اشعر....

لا شيىء..كأنني لم اكن..كأنني لست انا..

فتاة هائمة في بحر الحياة لا تملك من القوة الا نفحات تجعلها تتنفس وتأكل وتنام وتعمل فقط لا غير....

دائماً احاول ان اجعل حياتي طبيعية ولكنني اعجز...اهرب من مشكلة لاقع في ورطة..اهرب من ورطة لاقع في مصيبة..لتلحقها كارثة..

والحلقة كلها محورها انا...نعم انا....

ابتعدت عن كل شيىء...اصبحت امشي في الطريق وانا مشتتة لا يهمني ان يصيبني مكروه او حتى يعترضني حمدي ويقتلني او سراج ا اي احد....اريد فقط ان ارتاح...

اصل الى المنزل اتحدث قليلاً مع الحاجة فاطمة...

ان كان لديها ما تقوله لي اجلس معها ..ان لم يكن لديها اتركها وادخل الى مضجعي ارتمي فيه حتى يقتلني النعاس بعد ان اتعب من التفكير وانام...

وان كانت تريد التحدث معي اجلس بقربها وانظر الي عيونها كي تشعر كم احبها واحتاج اليها في حياتي...

- ريم جت اختك النهاردة وسألت عنك

- مين مي..

- اه وبتقلك انها اجلك المعياد ليوم 15 الشهر الي جي عشان تروحي عندها البيت وتمضي لأن معاملة الضرايب لسه ماخلصتش..

- ما قعدتش خالص..

- لق قالتلي الكلمتين دول على الباب وروحت...

- قلت وانا اتنهد: انا عاوزة اطلب منك طلب يا حجة..

- قولي يا بنتي..

- لو حصل لي اي مكروه ....(قاطعتني قائلة..بعد الشر)..اسمعيني يا جاجة لو حصلي حاجة ووحشة...امانة عليكي تفضلي تسألي عن مي وعلي...ماشي..وتحني عليهم..انا عارفة طيبة قلبك...

- ده انتي واي حد من طرفك على دماغي من فوق..ولو حب تيجي تعيش معانا يا ميت اهلا وسهلا ..والله بجد..

- تسلمي يا حجة مش كفاية انا متقلة عليكي..

- متقلة بأيه ده انتي شايلة كل حاجة الاكل والشرب والادوي بتاعتي..يكفي دخلتك علية..ده انتي حيتكتبلك الجنة ان شاءالله

- ضحكت وقلت: تفتكري يا ماما..

- طبعاً يا جبيتي الانسان بأعماله..وانا ديما بشوفك في رؤية جميلة....الا..

- الا ايه يا ماما فاطمة

- من يومين كده...شفت حجارة بتوقع ...وانتي خارجة هدومك متوسخة بس بعدين فجأة لقيتها بقت بيضة..بس الهدوم كأنها مش بتاعتك...

- خير يارب....

- هو كلو خير حبيتي....انا لو حسيت ان في حاجة وحشة ما كنتش قلتلك..بس يارب خير...

- ادعيلي انتي بس ربنا يبعد عني ولاد الحرام....

- يارب يا بنتي....

(طرق عندها الباب )...فتحت لأجد حمدي من جديد..

- قلت فوراً: الظاهر دعاكي يا ماما فاطمة لسه ما وصلش...عشان الي منقول عليهم ظهرو اهم

- قال والشرار يتطاير من عينيه: ايه حتيجيبي مين دلوقت يضربني ..حبيبي القلب سافر...

- عاوز ايه يا حمدي...اخرج من هنا لالم عليك الحارة..

-لق جدعة..الي عملتي مش حفوتهولك...خليكي فاكرة..

- قلت بثقة وبرود: الي تقدر عليه اعملو..انا زمان كنت اخاف منك..دلوقت لأ...واطلع برة

(اقفلت في وجهه الباب..ثم عدت وفتحته وقلت)

- قول للذيل بتاعك الي اسمو سراج الي بيلهب على الحبلين لحساب محسن يبعد عني عشان لو شفتو مرة تانية حقتلو اقتلك او ابلغ عنكم انتم الاتنين ...ماشي ولو حصلي اي حاجة حتروح في داهية يا حمدي اكتر ما انت رايح فاهم..وعن اذنك دلوقت حقفل الباب كويس عشان الشياطين ما تنطلناش كل شوية...

.................................................. ...

اعتقدت ان حمدي سيضرني جسدياً كما فعلها قبلها لينتقم مني...لم اكن اعلم ان ضرره سيلحق بي على المستوى المعنوي والمهني ....

تخيلت ان المجرمين ضررهم يتوقف عند حدود معينة...لكن مع حمدي تخطى الضرر كل الاساليب الوقحة.....لضيل الى ما وصل اليه.....

وانا في عملي اتى ساعي البريد الينا وأعطى رسائل الى جميع العاملات في الحضانة وعلى رأسهم المديرة وانا من ضمنهم...

فتحت الرسالة لأجد ما لم اتوقعه..

صوري......وانا في اوضاع محرجة مع عدد من الرجال .....

وبدأ الجميع ينظر الي....فنفس الرسالة ارسلت الى الجميع وصور كانت تذداد....

استدعتني فوراً مديرة الحضانة والغضب يملأ كلامها..

ولم استطع تبرير ما رأت....

كيف اقول لست انا ....وهي انا؟؟؟؟

وان كذبت وانكرت هل ستثق بي بعد ما رأته؟؟؟؟

تركتها بعد ان اعطتني معاشي الاخير قائلة..

- شغلك عندنا خلص...وانا بقى اتكلم مع سناء ....واكيد هي ما ترضاش ان حد زييك يشنغل عندنا

- قلت لها بأسى: انتي شفتي حاجة وحشة مني طول الفترة الي اشتغلت فيها عندك؟؟

- لأ...بس بردو ما قدرش اشغل عندي وحدة تربي اطفال صغيرين وهي كانت كده....يمكن...

- خخلاص ما تكمليش....ما تكمليش...

بدأت ارض في الشوارع وانا في حالة غير واعية ابداً....لم اكن مستعدة لهكذا صدمة....خسرت من جديد شرفي....وعملي....ففي كل مرة انسى ما كنت فيه واعيد بنتء شرف جديد يأتي احد ويسلبه مني تحت مسمى( الماضي).......لأفقد عذريتي من جديد في كل مرة اعود ببنائها.......

وصلت الى البيت لأجد الحاجة فاطمة تحمل في يدها ايضاً نفس الظرف....ونفس الصور.........

قالت وهي تنظر الي بذهول..

- ايه ده يا بنتي...

- ركعت عندها على قدميها وبدأت البكاء وقلت: ححكيلك كل حاجة يا ماما فاطمة.......بس قبلها...حجيبلك حاجة..

دخلت الى غرفتي وجلبت القرأن الكريم وقلت وانا اضع يدي عليه..

- والله العظيم اني تبت...وما قربتش للحرام من فترة كبيرة..ومش حقرب..ربنا من عندو بيقبل التوبة..ليه الناس مش راضية..ليه بيعاملوني اني زبالة كده...مع انهم ما بيشفوش مني الا كل حاجة كويسة..عشان بس كنت كده...منا مش كده...انا بطلت كده...بطلت كده....

اعمل ايه طيب اكتر من الي بعملو عشان الناس تنسى وتغفر....

حضنتني وقالت: معلش يا بنتي اهدي بس...واحكيلي..

- مسحت دموعي وقلت: ححكيلك ...ححكيلك يا ماما...

حكيت لها كل شيىء...من اللحظة التي تركت فيها منزل والدتي الى اللحظة التي دخلت فيها اليها.....بكت عندما بكيت ..وتألمت عندما تألمت...وبعد ان انهيت...دخلت غرفتي...ولم انتظر الى ان اسمع ما تريد ان تقوله...فلقد كنت اعرف السيناريو نفسه...

وضعت اغراضي في حقيبة وخرجت اليها..

- اشوف وشك بخير يا حجة فاطمة..

- قالت وهي تبكي: على فين يا بنتي

- خلاص...مش حستنى منك تقوليلي انتي انك مش عاوزاني زي ما عمل الكل معاية...اروح..ربنا ما بيسبش حد..

- اقتربت مني بتثاقل ومسحت دموعي وقالت: اذا كان في ربنا في السما بيغفر ويسامح ويقبل التوبة..يبقى انا ما قبلهاش يا بنتي...يا حبيتي..تعالي في حضني...تعالي..

رميت الحقيبة وحضنتها بقوة وبكيت انا وهي...بشدة...حتى نسيت نفسي..ونسيت الامي.....ولأول مرة اشعر ان هناك على هذه الأرض من يقبل التوبة......لعلها الحاجة فاطمة عملة نادرة لن تتكرر في هذا الزمن......

.................................................



يتبع......



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-17, 09:42 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع عشر



اصبحت بلا عمل....ابحث عنه كل يوم دون جدوى.....اما بائعة ملابس بجنيهات قليلة او سكرتيرة لأحد الأطباء وجميعهم يقول لي

( حنتصل بيكي)....


الا ان وجدت عملاً لدى بائع حلويات...كبير في السن...كان يريد فتاة تساعده في المطبخ وفي المساء في المحاسبة...انه العم شكري...

شعرت في داخلي برغبة كبيرة لأن اعمل عنده..في نظراته نفحات لأبوة افتقدها منذ زمن....كان لا يقول لي الا (يا بنتي) ومنذ ان اتيت اليه وافق فوراً على ان اعمل عنده ...

سألته بعدها( وافقت علية بسهولة كده ليه وفي كتير قدمو )

فقال لي: شبه بنتي الي اتوفت من سنة....

عرفت السر وعندما اراني صورتها شعرت تأكدت انه لم يخطىء ابداً ......حتى من يأتي لزيارته في المحل ويراني يقول له( مين البت دي شبه سحر الله يرحمها) فأرى عينه تدمع وينظر الي ويبتسم...

كان دوام عملي طويل من الساعة السادسة صباحاً وحتى السادسة مساءً وساعة غداء عند الساعة الواحدة ظهراً.....لكنني احيانا لا استغلها واعود الى المنزل بل ابقى في المحال واتناول السندويشات التي تصنعها لي ماما فاطمة في الصباح ...

وذلك كنوع من التوفير في المواصلات..فراتبي لم يكن كالذي كنت اتقاضاه في الحضانة ولكنني سعيدة بالعمل مع العم شكري...

شعرت أن الله يرسل الي دائماً من يفتحون الأبواب في وجهي مهما اغلقت من حولي وهذا الباب اتى من خلال الشبه بيني وبين ابنته ..ولعل جملة( يخلق من الشبه اربعين) تأتي في بعض الأحيان في صالح الشخص وليس العكس خاصة في حالتي...

كنت انا وهو في المحال ومعنا صبي صغير يدعى يحيى يوصل الطلبات.....

كان العم شكري من المتخصصين بفطيرة حلوى لا يعرف ان يصنعها احد غيره في المنطقة (حلوى التفاح) فيقصده جميع اغنياء البلد للحصول عليها لمذاقها اللذيذ وطعمها الرائع.....

كان لدى العم شكري مصطلح وهو( سر المهنة) فلا يقول لأحد كيفية صنعها..

ولكن الغريب انه علمني اياها....وفي اقل من اسبوع اصبحت اتقن صنعها ليس مثله ولكن على الاقل اصبحت اعرف هذا السر...

.......................

اتى الخامس عشرة من الشهر...وذهبت الى منزل اختي ليتم بيع المنزل...

وجدتها تجلس وتبكي...

- مالك يا مي في ايه؟؟ فين المحامي

- قالت ببكاء: ما فيش محامي وما فيش بيع..

- ليه انتي بتقولي كده ليه حصل حاجة

- البيت طلع مرهون

- نعم؟؟

- ايوة رحت الضرايب عشان اخلص اوراق عشان البيع لقيتو مرهون ...الرهنية 20 الف جنيه لابو سمير...السمسار بتاع الحتة..

- مش معقول(اصابني الذهول) وماما عملت كده ليه

- عشان ...عشان..

- عشان ايه؟؟؟ امك تاخد المبلغ ده ليه

- انا فاكراه من خالي مش منها

- مش فاهماكي....ماما حتعوز المبلغ ده في ايه

- قالت بخجل وهي تمسح دموعها :عشان اديناهم لكمال...

-كمال طليقك...ليه عشان ايه..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

- اصلو كان عاوز يدخل في شغل مع حد....وكان مضطر عليهم...فماما قالت خلاص ادبر انا الموضوع ....وما كنتش عارفة انها حترهن البيت بس هو كان متأكد انو المبلغ في اقل من شهرين حيرجع اضعاف

- قال بغضب: ايه الكلام ده..وحصل ايه...

- ولا حاجة زي ما انتي شايفة...كمال سافر ةراح ما رجعش وبعتلي ورقة طلاقي

- قالت بحدة: يعني مش مووضوعي انا السبب زي ما انتي قلتي...؟؟؟؟

بدأت البكاء اكثر ولم ترد علي...

فعدت وقلت: يعني مش موضوعي انا..زي ما فهمتي ماما اني انا السبب في طلاقك ...السبب انو اخد الفلوس وهرب ...صح؟؟؟وماما من وقتها عييت اكتر عشان عارفة موضوع البيت صح

- قالت وهي تصرخ في وجهي: اسكتي..خلاص مش عاوزة اسمع...

- قلت بعصبية: كرهتي ماما فية اكتر ..وخليتين احس اني سبب كل تعاسة الدنيا....حرام عليكي...

- قالت وهي تصرخ: حرام عليكي انتي...كلو بسببك انتي مهما عملتي مش حتكفري عن ذنبك..

- انا مش ضعيفة اوي بالشكل الي انتي متخيلاه عشان تتكلمي معاية بالطريقة دي واسكت..خلاص مش حسكت بعد النهاردة....

- خلاص يبقى تسيبيني في حالي...اخرجي يلا...ان شاءالله البيت يوقع علية مش فارقة معاية..اخرجي يلا...

تركتها وهممت بالخروج..

توقفت وعدت اليها وانا اسمع صوت بكائها...

- اقتربت منها وقلت: مش مشكلة..الرهنية تتحل انا ححاول اجيب المبلغ ده

- قالت وهي تنظر الي بشكل مستفز: اه مهو سهل عندك تجيبي اي مبلغ..

- صفعتها على وجهها ولم اتحمل نفسي وقلت: انتي ما لكيش حق تحاسبيني...لية رب يحاسبني..سيبوني في حالي بقة...انا تعبت..

.................................................. .....

يبدو ان مي اصبحت تتقن فنون التعذيب النفسي معي....فكل مرة اراها فيها تحبط من عزيمتي وقوتي وثقتي بنفسي...وتجعلني ارتمي في بحر من الاحزان لا تهدأ امواجه....

تأتي الي الحاجة فاطمة عندها لتواسيني...

- معلش يا حبيتي...اصبري..ده ربنا مع الصابرين والتوابين..

- انا مش صعبانة علية نفسي..انا صعبانة علي مي وعلي...مش عارفة اعملهم ايه بجد..والمبلغ كبير...

- جبيها تعيش معانا هنا يا ريم..

- تسملي يا حجة انا اعرف نشافة دماغها مش حترضى,,

سمعت طرقات على الباب ...فتحته لأجدها امامي تحمل في يدها علي وتقول بإستكانة..

- ممكن اشرب معاكي فنجان قهوة...اصل...اصل...

شددتها من يدها وضممتها لم انتظر كي تقول اكثر.....وكان اول لقاء بيني وبينها بهذا الشكل منذ اكثر من اربعة سنوات..

استمر البكاء بيننا لدقائق....وهي تطرق بيدها على ظهري وتقول..

- انا تعبت اوي في غيابك عننا....سامحيني....

- قلت لها وانا امسح دموعها: انتي الي سامحيني يا مي...سامحيني على كل سببتو ليكي انتي وماما..

..........................................

ومن يومها عدت انا ومي توأمان على حق....

بدأت تتودد الي دائماً وتزورني في منزل الحاجة فاطمة وايضاً في عملي...

ووعدتها ان احاول ان اجمع مال الرهن في اسرع وقت ممكن لكي تتمكن من بيع البيت...

اتت الي في محل العم شكري وما ان رأها حتى قال..

- ايه ده...ايه القمر ده..انا بقة عندي بنتين دلوقت..ربنا بيعوض اهو

- ضحكت وقلت موجهة الكلام الي مي: شفتي يا مي...ده عم شكري الي قلتلك عليه...ما بيشبعش مجاملات

- قالت مبتسمة: حكتيلي ريم عنك كتير....ربنا يرحم سحر

- قال وهو ينظر الينا نحن الاثنتين: انتو ما يتفرقش بينكم خالص

- قلت وانا اضحك: ماما كانت بتفرق من شامية صغيرة على كتفي

- لق بس مي برد تتفرق عنك

قلت بذهول: بأيه

- قال: في ودنها الشمال ورا كده علامة زي وقعة او كده

- قالت وهي تضحك: اه اصلي من فترة وقعت على ازازة واتعورت من هنا وقطبوها كم قطبة..

- شفتو بقة ة افتشكم ازاي

-قلت بضحك: يا عجوز قد ايه ملاحظتك قوية انا لو كنت اصغر من كده بشوية كنت خفت منك

- قال وهو يضحك: يا ستي مش باقي من العمر قد الي راح..وموت سحر بنتي الوحيدة قصفلي عمري

- ربنا يديك طولة العمر( قالتها مي)

- قال لها: انتي بشتغلي يا مي

- ايوة في مصنع

- وبتاخدي كويس؟؟

- الحمد الله...

- طيب ايه رأيك تشتغلي معانا ..

- قالت: لـا..انا تقريباً شغلي في المصنع بقالو مدة...ومرتاحة فيه

- على كيفك....انا اطول اتنين يشبهو بنتي يكونو قدامي اما تروح واحدة تفضل التانية...

.................................................. ........

كان العم شكري الفرحة التي ارسلها لي الله بعد حزن كبير عشته واالام لم تبرح ان تخرج مني....

لدرجة انني اقتنعت انني ابنته سحر ولست لا منار ولا ريم...

فلعبت هذا الدور بإتقان.....فكنت اشعره دائماً انني ابنة ولست موظفة لديه وهو كان يطير فرحاً بهذا الشعور الذي أنا ايضاً كنت بحاجة اليه....

هو بحاجة الى ابنة وانا بحاجة الى أب....

قضيت ايام جميلة في محاله واصبحت كما يقولون( الكل بالكل فيه) وعم شكري لا يتدخل في اي شيىء بل يصنع الحلوى صباحاً ويجلس على المكتب طوال النهار يقرأ في بعض الكتب ويتلقى اتصالات من الزبائن للطلبات...ويكتبها على ورقة ويعطيني اياها... وانا اقوم بكل شيى من بيع و توريد والاعتناء بكل صغيرة وكبيرة...

الا ان جاء طلب قالب حلوى كبير وفطيرة تفاح الى السيد رأفت سرحان عبرالهاتف .....بمناسبة نجاح ابنته في الثانوية العامة...

صنعت لها الفطيرة بنفسي...وطلبت من العم شكري ان يكون القالب مميزاً جداً لأنها تهمني...

ارسلتهم وكتبت على ورقة

( الى اجمل سماح الف مبروك على النجاح)

ريم...

ف ياليوم التالي اتصلت السيدة سناء لتشكرني على ما فعلته ولتقول لي..

- انا اتبسطت اوي...بجد ...كانت مفاجأة لينا كلنا...بس انا ما كنتش عارفة انك بتشتغلي هنا

- وانا اتبسطت اكتر عشان اعوض ولو شوية عن الي عملتو معاية

- حبيتي يا ريم ربنا يوفقك انتي اجمل بنت بأخلاقك وطيبة قلبك يكفي الي عملتي عشان تنقذينا من الي شكري..

- هي قمر عرفت حاجة

- لق ولا حد عرف حتى ان رأفت قلو انو مش عاوز يبيع الارض وبس..ونزار ساب الشغل من عنده عشان فلس زي ما قلتي وما حبيناش نزعج قمر في حاجة اصلها حامل وعلى وش ولادة

- ربنا يقومها بخير وسلامة يارب

- قالت بخجل: انا كل مرة بزعل من نفسي اوي..عشان انا السبب في انك و..

- قلت لها حاسمة الموضوع: كل شيىء قسمة ونصيب وكده احسن حبيتي..كده احسن

..............................

هذا الحديث مع السيدة سناء كان له تبعات ولعلي اكتشفت تبعاته بعدها......

لم افكر كثيراً في اي امر يصادفني لأن وقتي كان مشغولاً بالعمل دائماً في محال العم شكري...ولم اعد ارى من حينها لا سراج ولا الشيطان الاخر حمدي....

لكن كلما فكرت في منزل والدتي احزن...كان ينقصني وقت طويل لأستطيع ان اجمع الرهن...ولا اريد ان اطلب من عم شكري اي شيىء حتى لا يعتقد انني استغل ابوته لي...

كنت اسرح بين الحين والأخر في هذه المشكلة لأستيقظ على صوت احد الزبائن يريد ان يشتري شيئاً...

- انسة لو سمحتي ممكن فطيرة كبيرة...

-لم انظر اليه بل هرعت فوراً لأجلب علبة اضع فيها الفطيرة...نظرت اليه لأسأله عن حجمها...

واذا بي ارى..

مجد..............

يتبع...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-17, 09:43 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل الاخير

تجمدت في مكاني وانا احمل علبة صغيرة وانا اراه يبتسم لي وكأنه يعرف انني اعمل هنا وأتى من اجلي وليس صدفة...

- جلست على الكرسي وقلت له : انت جيت ليه؟؟


- قال بهدوء ورقة: عشان في حد بطل تلفيونو يشتغل ومش قادر اسمع صوته ...

- في هذه الاثناء اتى العم شكري نظر اليه وقال: اهلا وسهلا اي خدمة؟؟؟

- ارتبك مجد وقال: اه ..اصل...عاوز فطيرة تفاح....انا اول مرة ادخل المحل الناس قالتلي ان انت عندك فطيرة تفاح هايلة كده يعني ما فيش زييها مهما لفيت الدنيا مش حلاقي في طيبتها وجمالها وعشان كده جيت من اخر الدنيا عشان احملها في ايدي واروح بعيد كده وتبقى لية لوحدي........

-قال العم شكري وهو غير مركز في الموضوع : ماشي حجيبهالك من جوة لسه عملهم الصبح ...ما تاخدش من الي هنا.....

.

- قلت وانا انظر اليه بعتب: لأ مجد...ما تعملش كده وترجع الي جواية انا مش عارفة نسيت ازاي ..جيت ليه

- انا ما جيتش عشان تفتكري...انا جيت عشان احققلك الي مش يتفكري فيه

- قلت بأسى: صعب

- مافيش حاجة صعبة...الصعب ده احنا الي منعمله عشان ربنا ديما بيهألنا السهل الي قدمنا يبقى احنا ليه نرفضه ونصعبه......

عاد العم شكري يحمل في يده الفطيرة بفرح قائلاً..

- دي شغل ريم...كأني انا الي عملتها بالضبط...لدرجة اني تهت بلي انا عملته ولي هي عملته عشان هي نفسها...

- ابتسم مجد وقال: ده يبقى حظي من السما...

- دفع ثمنها للعم شكري وقال: انا والله حبيتك يا عم ...

- اسمي شكري..

- ايوة يا عم شكري...حرجع اصل بعد الضهر اخد كمان

- اهلا بيك يا استاذ محلك ده...

- غادر وهو ينظر الي بعيون فرحة وكأن تفاؤل الدنيا كلها في روحه ابتعد ثم عاد من وراء الزجاج واشار الي بيده مودعاً....ارتفعت يداي رغماً عني لتسلم عليه من وراء الزجاج ايضاً.....

وجدت العم شكري ينظر الي قائلاً..

- احم احم..هو في ايه بالضبط...

- ابتسمت له وقلت: ايه مش حتشرب معاية شاي..

- لأ حشرب معاكي شاي .....وقهوة وحاكل..بس بنتي الجميلة تحكيلي في ايه.....

- لالا ما فيش ده واحد بس اعرفه من زمان....

 

شوقتي ولهفتي لم يكن لها حدود برؤيته...دخلت الى المطبخ واقفلت الباب خلفي بدأ قلبي يخفق بشدة وفرح ....

مع انني اعرف ان ما افكر فيه هو مستحيل ولكنني حلمت..

لأول مرة منذ مدة أحلم...أحلم ان يكون لي بيت واسرة وزوج يحبني وابناء اربيهم و اطبخ واقوم بأعمال المنزل وفي المساء اسهر مع زوجي وانظر في عينيه واتحدث معه عن ما يزعجني . يفرح عندما افرح..ويبكي عندما ابكي...ويسمح دمعتي اذا حزنت...ويقتل من يتجرأ على المساس بي ولو بكلمة...

ولكن.....لم احلم بها الا مع مجد....

فقط هو.... واصبحت في هذا الوقت بالذات استطيع ان احلم...

وهذا يعود الى ثقتي التي عادت الي بعد غياب....

اعتقدت انني لن اراه ثانية...ولكن عندما رأيت نسيت جرحي وشعرت انني اريد ان اضم الدنيا ومن فيها....

واقول لجميع الناس...نعم انا احب هذا الانسان واريد ان اكمل معه حياتي...

ولكن بعدها اشعر فوراً بالخوف...من كل شيىء...من كل شيء..من الماضي ةمن الحاضر ومن المستقبل.....لأغمض عيوني من جديد واغرق في بحر من الدموع لا يهدأ ولا يستكين...

ولكن هل اتى مجد فعلاً ام انني احلم؟..؟؟؟

خرجت عندها مسرعة الى للعم شكري..

- هو في حد جيه من شوية اشترى فطيرة تفاح واتكلمت انت معاه..

- قال لي : قصدك مين الواد الحلو الي اتكلم معاية ومعاكي..

- يعني في حد جيه كان لابس اسود وحاطط شال رمادي وبرنيطة سودا...

- ايوة ليه هو انتي نسيتي..

-لأ اصلي افتكرت اني بحلم..

- نظر الي قائلاً: ايه ده انتي كنتي بتعيطي.؟؟؟

- يعني شوية افتكرت ماما الله يرحمها

- لالالال...وضعك صعب...اقعدي هنا يلا(امسك بيدي واجلسني رغماً عني على الكرسي امامه وقال)...احكيلي يلا...

- قلت بخجل: ايه؟

- يلا يا بنتي يلا...حكايتو ده ابو برنطية وشال...يلا

- ما فيش...هو كان مسافر ورجع ...وكان يعني عاوز نرتبط ببعض وما تمش النصيب

- قال بغضب: ليه كده ليه....هو مش كويس

- ده احسن حد في الدنيا كلها..بس ظروف..

- لا بقة...الا اذا كنتي ما بتحبهوش..

- معلش يا عم شكري نقفل السيرة دي عشان جيه زباين

..........................
........................ .

اقفلت الموضوع...لكنني فتحت له الف باب في قلبي...

انهيت عملي لاجده مسنداً على عامود الكهرباء بجانب المحل...

- ده انا رجلية ورمت من الوقفة..وانتي ما خلصتيش شغل لحد دلوقت

- ايه ده!!! انت هنا ...

- ايوة هنا..ومش حتحرك من هنا

- قالت وانا امشي: معلش انا اتأخرت على الحاجة فاطمة....بعدين بقيت 7 بليل ....والعشا ادن من بدري

- اوقفني قائلاً: ما حستش انك سعيدة انا شفتيني...

- قلت وانا اتهرب منه: خلاص يا مجد....سبني اروح

- اسيبك تروحي..انا ما جتش من المانيا لهنا عشان تقولي كده....

- بس انا الموضوع قفلتو معاك من قبل ما تسافر

- اه بس رجعتي فتحتي

- انا امتى؟؟

- اما قلتيلي بحبك على التليفون..بحبك يا مجد مش قلتيها.؟؟؟

- نظرت عندها اليه وقلت: لأ...انا شفتها في الحلم وانا بقلها بس..

- حلم ايه وواقع ايه...قلتيها يا ريم وهي الي جابتني هنا.....عشان بس الكلمة دي ممكن تصبرني عليكي 100 سنة..وانتي قبلها نكرتيها بس قلتيها..سمعتها ...سمعتها....ما تعذبنيش خلاص...

- قلت وانا ادمع: قلتها....ومش عايز افتكرها...(نكست رأسي)

- قال وهو يدمع ويرفع وجهي بيده وينظر الى عيوني : منار...ارفعي راسك وبصيلي....ما تخافيش من حاجة....ما تعذبيش نفسك وتعذبيني....انا جربت الحياة من قبلك وفي وجودك ومن بعدك..ومتقبل الوضع ...انا ما يهمنيش انتي كنتي ايه..انا يهمني انتي دلوقت ايه وحتبقي ايه.....انا عشت نفس ظروفك يا منار..نفسها..بس الفرق اني راجل وانتي بنت..عشان كده بيحاسبوكي وما بيحاسبونيش....بس انا تبت زييك عشان حبيتك...وعارف ان ربنا حيباركلنا عشان انا عاوزك انتي وبس

- قلت وانا ابكي: انا مش حكون ست كاملة...ما قدرش اجبلك ولاد

- ومين قلك هو ده كل الحياة...ما انا ممكن اخدك بتجيبي ولاد وتطلعي بعدين ما بتنجبيش...انا ما بفكرش عشان واثق ان ربنا اما يعوز يبعت حاجة ما بيسألش عباده...زي ما حطني في طريقك....مش عايز غير كلمة اه..عاوزاك يا مجد..وشوفي مجد حيعمل ايه.....

تركته واكملت طريقي وانا ابكي.....ولم ارد عليه بل تركته يقف لوحده........

تجمد عقلي ولم اعد افكر في اي شيىء...سوى انني اريده ولا استطيع ان اقولها....فأنا لا اريد ان اعذبه في يوم من الايام ويندم...

قطعت مسافة كبيرة من المشي...ووقفت امام النيل....اتنفس بعض الهواء .....عندها رأيت اسمي على شراع كبير......والمركب الصغير يدور ويروح ويجيىء....(بحبك يا منار..يا اجمل فطيرة تفاح في الدنيا)

ضحكت....

التفت لأجده ورائي....

- قال وهو يهز بكتفيه: اصل..اتأخرتي والراجل مستني في المركب من الصبح...خفت يروح قبل ما تجي وتشوفيها عشان انا عارف انك بتعدي من هنا كل يوم....مراقبك بقالي يومين وكنت بحضر كلام...

- قالت له بهدوء وحب: مش حتندم في يوم يا مجد

- قال مقاطعاً: انا حندم لو ما كنتيش في حياتي...غير ده ما فيش ندم....افهمي بقة انا عاوزك افهمي ...نكون انا وانتي وبس اجمل اسرة في الدنيا..ونبعد ونروح من كل هنا...نسافر انا ما نشوفش حد...ولا يعرفنا حد....وتبدأي حياة جديدة انا وانتي وبس...

وضعت يدي على وجهي وقلت: ياريت الاحلام تكون ممكن تتحقق بالبساطة دي

- حتتحقق.....صدقيني..بصي للسما ..اهي...نجوم وقمر...مهما كان في ظلمة حاوليها..انتي ما بتشوفيش غير حتتة النور الي بتطلع دي...ودوري عليها حتلاقيها في قلبك مهما كان في ضلمة حوليكي...

..........................
.............

بقيت لساعتين اقف انا وهو ولا اتحدث كثيراً بالقدر الذي اسمع في كلماته التي جعلتني احلق في السماء لأقطف النجوم واضعها في قلبي لتضيىء عمري وايامي معه.....

اوصلني الى المنزل ....وطلب مني ان يراني في مساء اليوم التالي واكون بكامل الاناقة وعلى اتم الاستعداد.....لأن اخته تحضر لنا مفاجأة....

انتظرت هذا اليوم كثيراً الذي اشعر فيه انني استطيع ان احقق ولو حلم بسيط وهو ان اكون مع من احب وبعدها ليأخذ مني الجميع كل شيىء ولكن فقط اضع رأسي على كتف رجل بالحلال هو عندي بالدنيا وما فيها....

شعور لا استطيع ان اصفه حتماً لأنني لغاية الأن لم اشعر به...ولكنن متأكدة انه اغلى من جميع كنوز الأرض....ومهما تعبت في المستقبل من اي مسؤولية ملقاة على عاتقي يكفي ان هناك رجلاً في الدنيا قد حملني اسمه ولأصبح ملكه هو وحده....

وانا اريد ان اكون ملك مجد وانسى..حقاً اريد ان انسى كل ما عشته...

..........................
........

وصلت الى منزل السيدة سناء برفقة مجد وانا البس فستاناً اسود طويل وبسيط جداً....

وجدت منزل السيدة سناء مزين بالورود البيضاء كله....وكان في استقبالي الجميع حتى نزار وقمر....

دخلت على موسيقى فيها مباركة.....بالخطوبة.....ثم
اختفى مجد.....

رافقني الجميع الى الحديق الخلفية..لأجد شاشة كبيرة وضع عليها صورتي...وانا في احد المرات التي لم اتنبه فيها انه صورني ...

وبعدها تدخل فرقة موسييقية...وتعزف لحناً جميلاً..ليخرج هو ويبدأ الغناء....

باللغة الالمانية...ثم يقول بالعربية ..

بحبك يا منار وعاوز ااتجوزك...والجميع يصفق من ورائي...

ثم ينزل على صوت الموسيقى ويخرج من جيبه خاتم الزواج ويضعه في يدي اليمنى....

وانا ابكي .....

واعطاني الخاتم ووضعته في اصبعه...نظرت اليه وانا اضحك وابكي في نفس الوقت...

- قال لي امام الجميع: ايه....افهم من ده انك موافقة

- ضحكت وانا ابكي وقلت: اصلو كان حلم...شفتو قبل كده

- مين انا ولا الخاتم

- ضحكت اكثر وقلت: بحبك يا مجد.....

..........................
........................ .............

قضينا سهرة في وسط اجواء لم اعهدها سابقاً يملؤها الحب والفرح ...الى ان اتت سماح تحمل في يدها قالب الحلوى لنقطعه جميعنا....واتى اصحابها واصحاب السيد رأفت والسيدة سناء.....كان الجو العام اشبه بحفلة منظمة ولكنها أتت عفوية بشك كبير وغير محضر لها مسبقاً....

وانا كنت ملكة....لا ارى احد الا مجد...

داعاني الى الرقص.....رقصت وانا ادمع...ولا اعرف ماذا اقول له.....الحب كله أحببته فيه على قول ام كلثوم....

قال لي فقط: لأخر العمر

قلت له: لأخر العمر يا كل العمر...

الا ان....

سمعت صوت حمدي وهو يقول من ..

- الف مبروك يا عرسان..ما عزمتونيش ليه؟؟؟

-قال له مجد: اصلها جو عيلة في بعض...ما فيش مكان للي زيك هنا

- قلت لمجد: خلاص..ما تكلموش..هو حيمشي..

0- قال مهدداً: حمشي...طيب...

- بس لازم هدية الخطوبة..ولا ايه

- قال مجد بعصبية: مش عاوزين منك حاجة..اطلع برة من غير شوشرة عشان بنتك هنا مش عارفة حاجة

- قال بغضب: انا ما عدش يهمني حد....

- قلت : خلاص يا مجد امشي ندخل جوة خلاص..

ابتعد حمدي بعد ان وتر الاجواء كلها..لكن مجد حاول ان يبدو طبيعياً...

بعد فترة قصيرة...انقطع صوت الموسيقى........انطفأت الاضواء....

وفجأة ظهر على الشاشة الكبيرة.....فيلم.....

وكنت انا من فيه....

فيلم من افلام الماضي.....حيث لم اكن انا....كنت فتاة ليل في احد الشقق مع احد الرجال......عندما تركني حمدي في يوم مع احد اصدقائه لكي اجبره ان يقول لي عن شيىء يخص العمل لاستدرجه بأنوثتي وتصرفاتي.....وان يتم التصوير لكي يتم ابتزازه بعدها فيه....لكنني اعتقدت ان هذا الفيم قد تم حرقه بعدها كما اخبرني حمدي...لكنه يبدو انه احتفظ بي..وجاء اليوم الذي يظهر فيه هذا الفيلم واظهر انا......امام الجميع..بهذا الشكل..وهذا العري..وهذا الوضع الا اخلاقي........وقفت في مكاني كأنني تلقيت صاعقة وانا انظر بذهول الا ما لا يرى من شدة هوله...والجميع بدأ يوجه انظاره نجوي بخزي وقرف......ومجد لم يعد يدري كيف يتصرف لتدارك ما حدث.....ثم..توجه فوراً واوقف الشريط .........

لم اجد نفسي الا وانا امسك بكوب من الزجاج واوجهه نحو الشاشة بكل قوتي واكسرها...واصرخ واصرخ..

اتى الي مجد يحاول ان يهدأ من روعي..وانا اصرخ....

- ابكي واقول له: ليه كده...ليه كده...انا تبت....انا بنت كويسة...انا مش بنت وحشة كده...

انظر الى الناس من حولي واقول للجميع...

- انا مش وحشة عشان تبصولي كده...انا بقيت بنت شريفة..انا غلطت اه بس بقيت كويسة..انا بقيت شريفة..ما حدش عاوز يديني فرصة في الحياة ليه...انا تعبت...والله تعبت...خلاص..ياربي خدني وريحني..عندك يمكن التوبة اكبر انت عاوزني يارب فتحتلي ايديك ..هما قفلوها في وشي كتير..خدني عندك يارب..رحمتك واسعة يارب...انا مش عاوزة اعيش..مش عاوزة اعيشششششششششششششششششششششش ش
شششششششش....

..........................
.......................

لا اعرف بعدها ماذا حصل...

فتحت عيوني لأجد نفسي في منزل السيدة سناء....والجميع من حولي...

والطبيب يعطيني حقنة مهدىء....

عدت بعدها الى النوم......ولم استيقظ الا في اليوم التالي....

لأجد أمامي مجد والسيدة سناء...

- قالت. حمد الله على السلامة يا حبيتي...

- قال مجد بحنان: الحمد الله انك كويسة..

- قالت وانا اضع يدي على رأسي: حصل ايه امبارح

- تعبتي شوية وجبناكي ترتاحي هنا

- قلت وقد بدأت اتذكر: الفيلم...حمدي..

- قالت السيدة سناء: ما تجبيش سيرتو خلاص...ربنا ينتقم منه....حتى نزار عرف امبارح بلي عملو حمدي كلو وقمر بردو......

- ليه كده يا طانط سناء قلتيلو

- لازم يعرف.....وقمر نم وقتها حابسة نفسها في قوددتها وبتعيط...ونزار بيقولي انا مش قادر اتقبلها بعد النهاردة من الي عملو ابوها

- لأ لأ..مالهاش ذنب..

- قال مجد: ما تتكلميش كتير انتي لازم ترتاحي اوك..

- قلت وانا امسح دموعي: لازم اروح البيت....خدني لللبيت

- حخدك خلاص بس روقي وما تتعصبيش...

..........................
................

عدت الى البيت...وطوال الطريق لم يتكلم معي مجد ولا كلمة...قبل ان انزل من السيارة قلت له...

- انت مش راضي تكلمني ليه زعلان مني

- لم يرد بل بدأ بالتنفس بصعوبة....

- قلت: مجد انت مش راضي تكلمني ليه...انا عارفة الي حصل صعب بس

- قال وهو يصرخ في وجهي: انا مضايق...بس مضايق مش اكتر..ممنوع اضايق....(وبدأ يبكي)

تركته فوراً ونزلت..استقبلتني الحاجة فاطمة وهي تحضنني وقالت..

- قلقت عليكي ا بنت يلولا ان حد من عند ست سناء جيه وقلي حتفضلي عندهم..

دخلت مسرعة الى غرفتي وانا اعبث بالخاتم في اصبعي....اريد ان اخرجه لكنني لم استطع.....اخرجه ثم ارجعه من جديد.....لأدفن رأسي بعدها تحت احدى الوسائد لأهرب من كل شيىء...

ذهبت الى محال العم شكري...ومصاعب الدنيا كلها فوق رأسي....والمي وجرحي عاد ينزف من جديد...والماضي عاد يرفرف بجناحيه حولي؟؟؟والفضل لهذا المخلوق الذي يدعى شكري...

ماذا افعل لأرتاح؟؟

ليس هناك من حل سوى ان اتقبل قدري ومصيري وانا صامتة.....

كنت لم اخبر بعد العم شكري انني اتخطبت لمجد....

لم اجده في المحال....

الى ان اتى مجدد..........ينظر الي بحب ويقول..

- ما فيش فطيرة للبيع .....عشان عاوز احتفل بخطوبتي ...

- اقتربت منه...وحاولت ان اخرج الخاتم من اصبعي...امسكني من يدي وارجعه فوراً وقال.: اوعي تعملي كده مرة تانية.....امسكي سكينة وادبحيني بيها قبل ما تقلعي من ايدك..انتي فاهمة..ما يفرقناش الا الموت....عشان انتي حتكوني في قبر وانا في قبر وبس....

اتى العم شكري ورأى هذا المشهد فقال فوراً..

- الله الله.....في ايه حغير الاسم من فطاير العم شكري لفطاير الاحبة والعشاق...

- قال مجد وهو يبتسم: ليه ممنوع اتكلم مع خطيبتي..

- قال العم شكري بذهول: اتخبطو يا ولاد ال.................الله..ا
يه الخبر الجميل ده..وتقوليلي اصل واصل....ماشي يا قروبة انتي يا ريم..الف الف مبروك....

..........................
........................ ..........

في اليوم التالي.....كنت انتظر ان تأتي الي مي لنذهب انا وهي الى المحامي لنتكلم معه في موضوع الرهن ونسأله عن المهلة التي ممكن اان نسدد فيها واقصاها كي لا يذهب البيت منا.....ولكنها لم تأتي....

اتصلت بها...لتقول لي ان علي مريض وهي لا تستطيع الخروح وطلبت مني ان اجب لها دواءً...

اتصلت بمجد وقلت له انني سأذهب الى مي لأن علي مريض ولن اذهب الى المحامي لأنه كان يريد ان يأخذنا.....فطلب مني ان اذهب وهو يلحق بي...

في الطريق وجدت سراج.......بصقت في وجهه وتابعت.....

فقال لي: ايامك مش طويلة يا حلوة...في الف شريط بردو حيجيو عند حمدي وحيبيعهم على الرصيف بجنيه عشان يعوض خسارتو الي حرمتي من انو يعوضها...

فقلت له: انت شيطان مش عاوز تبعد عنني..ربنا ينتقم منك

- قال: ماشي...الي عاوزاه..تبقي بس سلميلي على عمك شكري

- توقف وقلت: مين قلك على عم شكري...انت مالك ومالو

- قال مهدداً: اما ترجعي المحل اسألي اصل كنت عنده الصبح....واديتيو كده شريط يعني يشوفو....

 

الصاعقة الثانية تلقيتها من جديد...وهذه المرة لم ترميني ارضاً...بل جعلتني اضحك....نعم ضحكت...ضحكت...وضحكت.....

بعدها بكيت....ثم تركته يتحدث ووضعت اصابعي على اذناي...لا اريد ان اسمعه....وما يقوله يدور في رأسي....

وشعرت ان نوبة من الجنون قد اصابتني...والخوف...والألم يسري في عروقي...لم اعرف كيف وصلت الى منزل اختي...

ارتميت في حضنها وبكيت.....وشرحت لها ما حصل معي.....

نظرت في عيوني وقالت: في ربنا يا منار...في ربنا.....كفاية ان ربنا معاكي..وانا..ومجد...

- قلت بأسى: مجد.....

- خلاص..روقي حعملك قهوة تهدي اعصابك...

دخلت مي وبقيت انا في غرفة الجلوس...

وفجأة واذا بحجارة تسقط من السقف....

ثم يسقط غبار كثيف....

بدأت مي بالصراخ...

منارررررررررررررررررررررر ر
ر..البيت بيوقع يا منار....علييييييييييييي..

منار كانت في المطبخ...

كان علي على السرير في غرفة النوم...هرعت اليه حملته ووقفت تحت العتبة لانها لم تكن لتسقط ابداً...اما كل شيىء فبدأ بالنزول بدأ من المطبخ الى ان وصل الى غرفة الجلوس...اما غرفة النوم فجزء صغير قد سقط منها...

كل شيىء كان في ثواني....اعصار او زلزال او ما شابه....لم اعد اسمع صوت صراخ اختي...وانا مليئة بالغبار الكثيف وعلي يبكي وانا اضمه واحميه....

وضعته جانباً.....واسرعت لاراها....لم اجدها..

بدأت اصرخ....وانا احاول انتشال الحجارة من عليها...

وجدت وجهها ممتلىء بالدماء.....بدأت اهزها بععنف..

- مي اصحي يا مي...ميييييييييييييييييييي
يييييييييي...

لم يكن هناك نفس....ولا اي نبضات قلب....وعلي يبكي...

لقد ماتت مي..........

بدأت اصرخ....مي....اصحي يا مي......

ذكريات الدنيا كلها اتت الي..طفولتي....والدتي...بي
تنا...احزاني وافراحي في هذا المنزل....كل شيىء اتى الي في لحظات ليعود ويتدمر عندما غادرته لأمشي في الطريق التي مشيت فيها لأعود واحاول التوبة ولكن لا استطيع ان اصلح اي شيىء لينهار كل شيىء الأن امام عيني...وتدفع مي الثمن ...الله يريدني ان اعيش...يفتح لي كل مرة اشعر فيها باليأس باب التوبة..يريدني الله ان اموت وقد اصلحت كل ما افسدته في السابق....

بدأت ابكي واضم اختي.........

الى ان اخرجت الخاتم من اصبعي ووضعته في اصبعها هي.....شعرت ان روحي خرجت مع الخاتم .......وتألمت كثيراً.....وقبلت جبينها وقلت ..

- انا اسفة يا مي...اسفة حبيتي....ما قدرتش اعمل غير كده....عشان انتي ربنا عارف انتي ايه..وانتي طالعة عنده..بس انا الناس مش راضية تسبني في حالي....وانا حعيش بين الناس..وانتي حتتروحي عند ربنا .......اسفة يا حبيتي انا اسفة........

امسكت شيىئاً حاداً كان بجاني....وجرحت رقبتي الى جانب اذني اليسرى....وكشفت عن كتفي الشمال وقطعت اللحم مكان الشامية.....وانا اصرخ اكثر واتألم اكثر...

بدأ البيت ينهار اكثر...اسرعت عندها وحملت علي.....

وحاولت قدر المستطاع النزول ولأن البيت كله طابقين فقط لم يكن الموضوع صعب وهو ينهار اكثر واكثر....

استطعت الخروج بمساعدة الناس التي هرعت الى المكان وهي تصرخ .....

وجدت مجد يركض نحو المكان اتياً من بعيد وهو لا يعرف ماذا حدث.........

نظر الي وانا احمل علي وهول الصدمة في عينيه والدماء تملؤني....

- قال برعب: حصل ايه........منار فين؟؟؟

- قلت وانا ابكي واشير بأصبعي الى الداخل: جوة....جوة...

لم يتنظر ان يسمع اكثر بدأ يصرخ(مناااااااااااااااااا� �
اار) محاولا الدخول الى والمبنى ينهار اكثر.......الى ان اخرج مي عدد من الرجال.....وضعوها على خشبة ولم يظهر منها سوى وجهها ويدها التي اسدلت على الطرف وفيها خاتم مجد....

جلس على الارض بقربها يبكي....وانا ابكي...ويقول..

- سبتيني بدري يا منار......يا اشرف واجمل واطهر بنت في الدنيا......

حملت علي وابتعدت...وانا اتركه يبكي على منار التي ماتت لتعود الحياة لها من جديد....

..........................
........................ ...

عدت الى منزل الحاجة فاطمة على انني مي....

والى محال العم شكري على انني مي وطلبت العمل لديه بدل اختي رحمها الله....

واصبحت مي....

بعد الحادث بأسبوع اتى الي مجد......الى المحال.....

حاولت التصرف بطبيعية معه...لكنه قال....

- ازيك يا مي...

- الحمد الله يا مجد...

- اخبار علي ايه

- اهو مع الحاجة فاطمة...رضيت تخليني عندها وزي ما انت شايف عم شكري بردو زعل اوي عشان منار وصمم اني اكون هنا....وانت اخبارك ايه يا مجد

-انا لسه جي نم عند قبر منار..كل يوم بروح واقعد هناك....بس دلوقت خلاص ما عدش ينفع حاجة... انا جي اودعك عشان مسافر...

-قلت بحزن: حتسافر خلاص

- ايوة ومش راجع نهائي للبلد دي.....خلاص...

- قلت وانا ابتسم بأسى: ربنا معاك....ويوفقك يارب....(كنت اتحامل على نفسي كي لا ابكي امامه )

- ممكن ماتتضايقيش مني لو عملت حاجة

- تعمل ايه؟؟

- ابص في عيونك شوية...اصلها شبه عيون منار الله يرحمها...

- نظرت اليه وقلت: لأ..ما يضايقنيش....الله يرحمها يارب...(شعرت بالاسى وهو ينظر الي.....وكنت قدأ بدأ ادمع......قاطعني وقال)

- علفكرة..حمدي في السجن ...هو وسراج..عليه شيكات من غير رصيد ...فضلت وراهم لغاية ما وقعتهمهما الاتنين ....خلي منار تارتاح في قبرها من الي عملوه فيها

- قلت له : دلوقت هي عند ربنا مش عاوزة حد.....

- قال مودعاً: اجمل حاجة فيكي انك شبهها.......عن اذنك....

..........................
........

اتى العم شكري قائلاً.....

- مالك يا مي....

- ولا حاجةعم شكري....تحب ادخل اجيب الحلويات من المطبخ

- اه ما فيش مشكلة يلا...

دخلت المطبخ ..لم اكن اريد الخروج حتى ترتاح اعصابي..وبدأت احضر فطيرة..واشغل نفسي..صنعت فطيرة تفاح وبللتها بدموعي.....وانا احاول ان انسى واتمتم واقول..

(انا مي..انا مي..انامي..انا مي.)

بقيت لأكثر من ساعة في المطبخ..الى ان دخل العم شكري...ووجدني لوحدي..فقال

- ريحة ايه دي..انتي عملتي فطيرة....

- اخرجها من الفرن وهو ينظر الي بذهول...ثم تذوقها وقال....

(انتي منار).....................
..................

 

عشت حياتي كلها على انني مي....الا العم شكري لم يقتنع...ومنذ ان تذوق فطيرة التفاح وهو مصر انني منار ضمنياً ولكن ظاهرياً يعاملني على انني مي ......

لم ار مجد من بععدها......خسرت حب..لأعوض بحب اكبر..

علي......الذي يكبر امام عيوني...لأشعر معه انني اولد من جديد....

وانني يوم بدلت شخصيتي كنت ابدل عذريتي ...لاصبح فتاة جديدة....ولأقضي وقتها ليليتي الأخير كمنار....ليلة عذراء الاخيرة بشرفها الزائف لأن الشرف الاخلاقي والعذرية الاخلاقية لا يعرف الناس عنها اي شيىء.........

تمت بحمد الله


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:02 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.