آخر 10 مشاركات
أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          كيف لو كنت في البحر ! (الكاتـب : كَيــدْ ! - )           »          إيحــــاء الفضــــة (3) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة حـ(ر)ـب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          [تحميل]ليالي.. الوجه الآخر للعاشق / للكاتبة رحاب ابراهيم ، مصرية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رَقـصــــة سَـــــمـا (2) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          عشق وكبرياء(6)-ج1 من سلسلة أسرار خلف أسوار القصور-بقلم:noor1984* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-04-20, 12:30 AM   #111

طُعُوْن

كاتبة بمنتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية طُعُوْن

? العضوٌ??? » 328503
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 648
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » طُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يامقيدني وأنا حر الجناح..لآتبعثرني وأنا بك ممتلي..!
افتراضي


Part 37

‏"لدي كدمات زرقاء في روحي."
‏ -فرانسوا ساغان-


أوقف ريكس سيارته حالما وصل الى مخزن بضائع بالقرب من الطريق الذي بدأوا بإستخدامه مؤخراً لنقل بضائهم ..
توقفت السيارات الثلاث خلفه بينما تلك السيارة التي تتبعهم توقفت في مكان بعيد أضطر صاحبها الى النزول والتسلل بمفرده لرؤية ما يحدث ..
تقدم ريكس من حارس للبوابة الحديدة وأشار له ففتح القفل ومن ثم البوابه ..
دخل وبدأ المكان يُضيء بعدما فتح الحارس الأنوار فلف ريكس بنظره حول المكان بعدها إلتفت الى ماثيو والبقيه يقول: أحصوا لي عددها وتأكدوا هل تم فتحها أو لا تزال مُغلقه بإحكام ..
إنتشروا وكُل واحد منهم بدأ بمجموعة من الكراتين الكبيرة البيضاء وبدأ يتفحصها ..
في حين تقدم ريكس من الغرفة الداخليه وجلس على الكرسي أمام شاشة كبيره وبدأ بتفقد مشاهد الليلة الماضيه حيث وُضعت البضاعه وحتى الآن حتى يتأكد من أن لا أحد إقترب ..

تقدم ماثيو بهدوء من إحدى الكراتين البيضاء والتي يلتف حولها كمية من ورق النايلون وفوقهم شرائط خضراء ، إنها محكمة الغلق حقاً ..
لف بنظره حول البقيه الذين يتفقدون الصنادق فإبتسم عندما رأى إثنان منهما يدخنون السجائر في هذا الوقت ..
إتكأ على الجدار وإنتظر مرور عدة دقائق حتى رمى أحدهما سجارته أرضاً وبدأ بإشعال واحدة أُخرى وهو مُستمر بالتفقد ..
إنتظره حتى إبتعد تدريجياً عن مكان رمي سجارته السابقه ليتقدم هو بعدها من نفس المكان ..
أعطى البقيه نظرة أخيره وعندما تأكد من كونهم شارفوا على الإنتهاء أخرج ولاعته وخنجره الصغير من جيبه وجلس أمام أقرب صندوق للسيجارة المُلقاه ومن ثم قطع القليل من النايلون الملفوف بإحكام على الكرتون ومن ثم قطع الكرتون نفسه من الزاوية السفلى ..
أخرج منديل قماشي من جيبه وأشعل في طرفه النار وحشره داخل الكرتون بين القوارير الموجودة بداخله ..
وقف بعدها وإبتعد عن مكانه قليلاً وقال بعدها: حسناً أضن بأن الجميع قد إنتهى ، دعونا نخرج خارجاً وننتظر ريكس هناك ..
قال أحدهم: ولكن أنا ...
قاطعه ماثيو بإنزعاج: أنت ماذا ؟ لقد تفقدنا جميع الكراتين ، هل تريد البقاء أكثر في مكان مختنق برائحة البضائع !
بعدها إلتفت وخرج فخرج الآخرين خلفه بقلة حيله وبقيوا حول سياراتهم يتجاذبون أطراف الحديث ..
بينما ماثيو كان يلقي نظرة نحو المخزن بين فترة وأخرى ، من مكان وقوف سياراتهم لا يُمكنهم سوى رؤية نصف المخزن ..
يشعر بالقلق فلم يخرج أي دخان حتى الآن ، هل إنطفأت تلك النار الصغيره ؟
الكرتون نفسه يقع بالجهة اليسرى من المخزن وهو من مكانه لا يرى سوى الجهة اليمنى منه لذا سيتفائل ويُخبر نفسه بأن كُل شيء يجري كما خطط ..


أما ريكس فقد كانت عيناه مُستقرتان على الشاشه يُراقب الأحداث الماضيه ويبدو بأن كُل شيء على ما يُرام ..
إن كانت البضاعة محكمة الغلق ولم يقترب أحد من المخزن فسيكون هذا أمراً جيداً مُبشراً ..
شيئاً فشيئاً بدأت عيناه المُستقرتان هذه تشرد وبدأ عقله يتذكر أمور قديمه جعلت من شفتيه العبوستين دائماً تتحركان وتُظهران تلك الإبتسامة الصغيره عليهما ..
هز رأسه ليعود الى أرض الوقع وبدأ يفرك عيناه قبل أن يُعاود النظر الى الشاشه ولكن تلك الذكرى القديمه لم تغب عن باله ..
أدخل يده في جيب بنطاله وأخرج محفضته الصغيرة والتي تحوي على بطائق فحسب ..
أخرج صورةً من تحت بطاقة الهويه ونظره بهدوء الى تلك المرأة الفاتنه ذات الشعر الأسود ..
حرك بأصبعه الإبهام على وجهها المُبتسم متأملاً ملامحها وبدأ شيئاً فشيئاً تتسلل الى أنفه رائحة دخان جعل هذا يحفز ذاكرته متذكراً ليلة الشواء حيث كانت والدته تستعرض قدرتها في شوي قطع اللحم ..
كانت ليلة سعيده ذهب فيها هو وآلبرت وإستيلا وفرانس وإدريان الى منزلها ويجلسون في ساحته منتظرين العشاء ..
كانوا صغاراً للغايه ، أتت لبيت العائله لأخذ إبنها فطلب البقية مرافقته عندما عرفوا بأنها ستُحضر عشاءاً مشوياً ..
لا يزال ظهرها المُستقيم أمام آلة الشواء راسخاً في رأسه ..
كان يُحبها ، يُحبها أكثر من أي أحد آخر ..
إستيقظ فزعاً من بحر ذاكرته على دخول أحدهم من الباب المفتوح يقول بخوف: ريكس هناك حريق !
وقف فوراً تاركاً محفضته والصوره أمام الشاشة وخرج ليُصدم من زاوية المخزن الذي تشتعل فيه النيران ..
لا ! هذا خطير !!
البضائع لم تكن سوى بعض المشروبات الكحوليه لذا شعلة نار واحده ستأكل البقيه دون أي رحمه !!
كيييف حدث هذا ؟!!!
صرخ بالجميع الذين كانوا بالمكان منصدومين وقال: هيّا فلتُطفئوا هذه النار بسرعه !!!
بدأوا يتحركون بشكل غير متوازن ليقول ماثيو وهو رافعاً حاجبه: وكيف سنطفئها ؟ نأخذ قوارير بلاستك نملؤها من صنابير المغسله ونبدأ بعملية الإطفاء ؟
إنزعج ريكس ليس من كلامه بل من الحقيقة هذه ليقول شخص آخر: أاتصل بالإطفاء ؟
ريكس بسرعه: إياك !!
ثم إلتفت الى البقيه وقال: لابد من وجود نظام طوارئ ، إن لم يعمل بسبب الدخان فأشغلوه عنوه ، إبحثوا عنه !!
إنتشروا يبحثون عن أي شيء يدل عن كونه نظام طوارئ بينما كان ينظر الى النار التي إلتهمت حتى الآن ربع البضاعه !
مُستحيل ، كيف يمكنه إيقافها ؟
لا يستطيع طلب الإطفاء فهذا سيفتح باب التحقيق وسيعرفون إنها كحول غير مرخصه ولم تُدفع ضرائبها حتى !
المُشكلة أن غداً هو يوم نقلها وهو منذ اليوم مسؤول عنها ! لما يحدث معه هذا الحظ السيء الآن ؟!!
لم تحصل حادثةً كهذا من قبل فلما تحدث لأول مره وعندما يكون هو المسؤول !
إنه ليس الوقت المُناسب بتاتاً ..
أخرج منديله القماشي من جيبه وغطى به أنفه وفمه عندما بدأ الدخان يخنق المكان ..
شعر بالإرتياح عندما إشتغل نظام الأمان ونزلت رشاشات الماء على النيران الضخمه هذه ..
جيد ، لقد وجد أحدهم الزر المناسب ..
لم يدم هذا الإرتياح طويلاً حتى قل الرشاش وإنتهى في الأخير فلف على أحدهم يقول بصدمه: لما أطفأتوها ؟!!
تحدث أحدهم يقول: لم نفعل !
علق الآخر: لابد أن خزان الماء مفرغ ..
صُدم مما سمع بينما إنفجارات النيران وأصوات إشتعالها كان يرعب قلوبهم ..
نظر الى النيران التي أكلت نصف البضاعه ..
شد على أسنانه فلقد فات الآوان ، دقيقتان على أكثر تقدير وسينتهي أمر البضاعة تماماً ..
عليه أن يستسلم للواقع المؤلم هذا ..
خرج البعض من المخزن بينما قال أحدهم لريكس: إنتهى الأمر ، علينا أن نخرج ..
هز ريكس رأسه بهدوء فغادر البقيه بينما لحقهم بهدوء وهو يُفكر بطريقة لتعويض كل هذا ..
لقد دفعوا أموالاً طائله من أجل هذه البضاعه ، كيف يمكنهم أن يحلوا الأمر الآن ؟
ناهيك عن أن الطرف الثاني من المُفترض أن يستلمها ليلة الغد ! هذه حقاً مُعضلة من دون حل ..
لا يُمكنه تخيل ماذا ستكون ردة فعل كارمن مما حدث !!
لقد حاول جاهداً الصعود وكسب الثقه ولا يُريد خُسارنها الآن بسبب حادث أتى مُصادفه !
شد على أسنانه ينظر الى النيران التي تلتهم كل شيء بالمخزن وهمس للبقية الذين يقفون بالقرب منه: إياكم أن يصل هذا الأمر لا لكارمن ولا حتى باتريك ..
تبادلوا النظرات وهزوا بعدها رأسهم بالموافقه بينما إبتسم ماثيو بسخريه يهمس بداخله: "أتمزح معي ؟ لم أفعل كُل هذا كي يتم التستر عليه ، لن أدع لك فرصة لتصحيح الأمر أو حتى إخبارهم بنفسك بطرقك التي قد تهون الأمر"
أخرج هاتفه النقال وهو يعود الى الخلف قليلاً كي لا يره أحد بعدها أخذ مقطع فيديو قصير للمخزن الذي تبتلعه النار ومن ثم قام بإرساله ..
ومن الخلف بمسافه ..
كان ثيو يقف بهدوء ببقعة لا يستطيعون رؤيته فيها وهو ينظر الى ما يحدث هامساً بداخله: "لا أعلم على ماذا كانوا يخططون ولكن يبدو بأن خطتهم بطريقة ما قد فشلت ، أهي بضاعة عليهم تهريبها أو نقلها ؟ لا أعلم ولكن ما حدث جيد بنظري"
عقد حاجبه بتعجب وإندهاش وهو يرى ريكس يجفل فجأه ومن ثم ينطلق ركضاً الى داخل المخزن الذي بالكاد يُرى ما داخله بفعل النيران والدخان ..
ماذا يفعل هذا الشخص ؟!!!
في حين صرخ أحدهم يقول: ريكس هذا خطر ماذا تريد ؟!!
لم يجبه ريكس وذهب فوراً الى الداخل وتفكيره في صورة أمه التي تركها بالغرفة الداخليه ..
لم يفكر بالبطائق ووثائقه فالصورة هي الأهم ، هي الصورة الوحيده لها التي كانت تنظر فيها الى الكاميرا بإبتسامه ..
يستحيل أن يسمح لإبتسامتها هذه أن تختفي من حياته ..
إلتفت أحد الرجال الى ماثيو يقول: ما الذي علينا فعله ؟!!
بقي ماثيو صامتاً لفتره بعدها قال: ماذا يمكننا نفعل ؟ نحن لسنا أبطالاً أخيار كي نتهور من أجل متهور أحمق !!
رجل آخر: ولكنه قائدنا و...
قاطعه ماثيو بحده: بشكل مؤقت !! ومن تصرفه هذا تستطيع أن تعرف بأنه لا يستحق هذه المكانة مُطلقاً ، سيدتنا كارمن بالتأكيد لن تُعطيه هذا المركز بتاتاً بعد أن أثبت فشله بجداره ..!
إلتفت الى السيارة وأكمل: سأعود فلا سبب يجعلني أبقى أكثر ، لابد من أنه شعر بالخزي من فشله لذا قرر رمي نفسه إما ليقتل نفسه أو ليتشوه ضناً منه أن هذا سيُقلل من غضب كارمن منه ..
ركب الى السيارة وهو يقول للسائق الذي أوصلهم: ما الذي تنتظره ؟!!!
نظر السائق الى زميله قليلاً قبل أن يتنهد وركب فتبعه رجلان وركبا بذات السياره ..
تحركت السيارة مُبتعده وبقي الآخرون في مكانهم يتبادلون النظرات حتى قال أحدهم: هو محق ، ما الذي سنجنيه من بقائنا هنا ؟! أعني لا أحد سيدخل هناك من أجل ريكس ! وعندما يخرج كُل ما سيفعله هو العودة صحيح ؟ هذا إن لم تحرقه تلك النيران !
صمت قليلاً ثم قال: سأعود ..
تردد البقيه وشيئاً فشيئاً حتى غادر الجميع تاركين ريكس الذي خرج لتوه وجلس فوراً مستنداً على الجدار الخارجي للمخزن الذي يستمر بالإحتراق ..
تقدم منه الحارس بقلق وهو يرى ملابسه قد تمزقت بفعل الحريق وقال: هل أنت بخير ؟
ريكس بهمس شديد: يمكنك المغادره والعودة غداً ..
هز الحارس رأسه ووضع قارورة ماء بجانبه قبل أن يذهب ..
فتح ريكس عيناه الحمراوتين التي إحترقتا من الدخان المنتشر ونظر الى سيارته التي أصبحت وحيدة هناك بدون وجود أي أحد ..
همس من بين شفتيه: أولئك الأوغاد ..
قرر البقاء قليلاً ليأخذ قسطاً من الراحه قبل أن يعود هو أيضاً فالنار هذه ستتوقف عندما لا تجد شيئاً آخر لأكله ..
المخزن موجود بمنطقة نائيه ومع ظلام الليل هذا يستحيل أن يرى أي أحد الدخان من بعيد ..
ستُطفأ بنفسها دون أن يعلم أحد بالأمر ..
همس لنفسه: أم علي البقاء حتى تخمد ؟ لا أدري ..
مُحبط للغايه لدرجة عدم رغبته بفعل أي شيء ..
فمعضلته هذه دمرته بالفعل ولا يدري ماذا يفعل حيالها ..
شعر بعينيه تسترخيان وبدا وكأنه سيأخذ غفوة دون أن يشعر بذلك ..
تقدم ثيو منه بهدوء ووقف أمامه مباشرةً ولكن لم يتحرك ريكس ولم يفتح عينيه حتى ..
نظر ثيو الى ثيابه المتضرره والى بعض الحروق التي أصبحت واضحة في ذراعيه ..
نظر بهدوء الى ما يُمسك طرفه بقوة في قبضته وجلس بهدوء أمامه ..
لم تكن الصورة واضحه فالسواد يغطيها ولكنه علم بانها صوره ..
هل عاد من أجلها ؟!
إذاً هل تدمرت الصوره او ان السواد هذا مجرد رماد وسيزول ببعض التنظيف ..
فتح ريكس عينيه عندما شعر بنفس قريب منه وسقط نظره على رجل أحدهم يجلس أمامه ..
ماذا ؟ ألم يغادر الجميع ؟
رفع رأسه ونظر الى ثيو الذي كان وجهه غريب عنه بالكامل ..
هو ليس أحد الرجال الذين أتو معه !
إذاً هو أحد المارين ، هذا ليس الوقت المناسب لوجود متطفلين ..
ثيو بهدوء: ماهو هدفك ؟
رفع ريكس حاجبه متعجباً من سؤاله !
هذا ليس بسؤال يسأله متطفل !! إذاً من يكون ؟!!
نظر خلفه فلم يجد أي سيارة قريبه فتحدث ثيو يقول مجدداً: سؤالي واضح يا ريكس ، ماهو هدفك ؟
ضاقت عينا ريكس وعاود النظر إليه بهدوء وحذر فهذا الشخص بحق ليس بالشخص العادي ..
من ؟!!
لا يمكنه أن يفكر بأحد قد يسأله بسؤال مثل هذا !
أو هل هو من جماعة باتريك ويضن بأنه السبب بإفتعال الحريق ويسأله عن الهدف ؟!!
باتريك هذا ألا يمل من الشك !
تحدث ببرود يقول: أياً ما كان تقصده بسؤالك فلا سبب يجبرني على إجابتك ..
بقي ثيو ينظر إليه لفتره وهو يهمس بداخله: "يبدو من ردة فعله العاديه ومن إجابته هذه بأنه لم يعرف من أكون ! كيف إذاً يحوم حول آندرو وهو لا يعرف شكل أخاه الأكبر والذي يزعج منظمتهم بإستمرار ؟ هل إستنتاجي كان خاطئاً" !
ضاقت عيناه وأكمل بداخله: "كلا ليس خاطئاً ، فإن لم يكن هو من يتقرب من أخي لأسباب خفيه فعلى الأقل أحدهم أمره بذلك"
سأله بشكل أوضح يقول: ما هدفك من البقاء مع آندرو وكسب ثقته هكذا ؟
ضاقت عينا ريكس لفتره وهو مصدوم من ذكر إسم آندرو في هذه المحادثه ..
ما دخله ؟! ومن يكون هذا ليسأله عنه هكذا !
لحضه !
نظر الى عينيه الزرقاوتين الحادتين وشعر وكأنه ينظر الى آندرو ..
قد لا يملكان نفس اللون ولكن عيناهما ذاتها ، هل هو إذاً أخاه الأكبر ذاك ؟!!
نعم ، لا يوجد توقع غير هذا فعلى حسب ما يقول له آندرو فأخاه يلاحق منظمة ما والتي قريباً إكتشف بأنها منظمته ذاتها لذا ليس من الغريب أن يُصادفه هكذا ..
سحقاً ، هذا ليس باللقاء الجيد بتاتاً !
لما الآن !
سأل ليتأكد من شكوكه: ثيو ؟
ثيو ببرود: بلحمه وشحمه ..
شد ريكس على أسنانه .. سحقاً لحظه السيء الذي يستمر بالتمسك به خلال هذا اليوم بالذات !!
تكفيه مصيبة واحده هو ليس بحاجةٍ الى المزيد !
إبتسم بسخريه وقال: هل كُنتَ تُراقب صديق أخاك ؟ هذه وقاحه ..
نظر إليه ثيو لفتره قبل أن يقول: بل أُراقب أشخاص أوغاد لأكتشف بالأخير كونك أحدهم ..
ريكس بذات النبرة الساخره: إذاً لا تنسى أن تحرص على إعلام الجميع بإكتشافك المُبهر هذا وأولهم أخاك حسناً ؟
أكمل بعدها في نفسه: "ماذا تفعل يا ريكس ؟ لما تستفزه ! سُحقاً أصبح عقلي يُفكر بطريقةٍ حمقاء !! لم أعد أعرف أين الصواب حتى !"
في حين بقي ثيو ينظر إليه بهدوء بالغ قبل أن يعاود سؤاله السابق: ما هدفك ؟
لم يُجبه ريكس بل قرر منع نفسه من الإستمرار بإستفزازه وتحامل على نفسه حتى إستقام واقفاً ..
تقدم متجاوزاً إياه فهمس له ثيو وهو لا يزال على وضعيته ذاتها: إن أصاب أخي خدش واحد فأنت أول من سأسعى لقتله ..
إبتسم ريكس بسخريه وذهب الى سيارته فوقف ثيو بهدوء بعدها إلتفت ينظر الى السيارة التي تحركت وبدأت بمُغادرة المكان ..
إلتفت بعدها ونظر الى المخزن التي بدأت النار تختفي تدريجياً فلم يعد هناك ما يمكنها أكله بينما الجدار والسقف كان بصحة جيده فلقد تميز المخزن بسقف مرتفع وبجدران قويه ..
تنهد وبقي ينظر الى النار لفتره قبل أن يهمس: إنه واحد منهم ولكنه في الوقت ذاته مكروه بينهم فلقد تخلوا عنه ببساطه ..
أخرج هاتفه النقال ومثّل كونه عابر سبيل وهو يُبلغ عن حادثة حريق ..
على الأقل سيُسبب لتلك المنظمة بعض المشاكل ..
إلتفت وغادر المكان ..

***








‏30 juonyour
7:40 am


دخلت إليان عبر بوابة الكلية متجهه مُباشرةً نحو غرفة محدده ..
كان وجهها جاداً وبالكاد سيطرت على ملامحها كي لا تُظهر أي ضيق أو غضب من الهمسات التي تسمعها طوال مرورها من بين الطلاب لدرجة أن أحدهم رفع صوته مخاطباً إياها بسؤال مستفز ولكن لم تدع له فرصة إكمال سؤاله فقد جعلته يتوقف من تلقاء نفسه غاضباً عندما غادرت وتجاهلته تماماً أمام الجميع ..
دخلت الى مكتب أحد المسؤولين الكبار ووقفت أمامه تقول ببرود: أُريد تحقيق شامل ..
رفع المسؤول رأسه وعندما وقعت عيناه عليها قال ببعض الإنزعاج: ألا تعرفون كيف تُطرقون الباب قبل أ....
قاطعها مد يدها بورقة أمامه تقول بنبرتها الباردة نفسها: هذا مُحامي رسمي وكلته بالتحقيق وهذه ورقة رسمية لكي توقعوا على الموافقه ، عليه أن يتعاون معكم في مسألة التحقيق مع كُل شخص ينتمي الى القسم الذي أدرسه سواءاً كان طالباً أو معلماً ، إدارياً كان أو حتى منظفاً ! الجميع عليه التعاون ومن يرفض ستتوجه إليه أصابع الإتهام ..
أبعدت يدها عن الورقه وأكملت بهدوء: فلقد قدمتُ شكوى الى وزارة التعليم الوطني بتهمة تشويه سُمعه ومحاولة إلصاق تهمة كاذبة بي ..
إتسعت عيناه بصدمه ووقف من فوره يقول بعدم تصديق: أياً كان ما حدث فعليك إرسال شكواك الى رئيس قسمك وسيتم حل الأمر بدلاً من أن تجعلي الأمر يصل الى الوزارة و....
قاطعته ببرود: سيأتي مبعوث منهم ويتحدث معك عن تفاصيل التحقيق الذي سيحدث ، كان لطفاً مني أن أُخبرك بالأمر حتى تستعد وتعرف كيف تستقبل المبعوث بلطف ..
بعدها إلتفتت وغادرت الغرفه ..
مشيت وهي تنظر الى الفراغ بعينين حادتين وتهمس بداخلها: "أُقسم بأني سأخرس جميع الألسنه وسأُعاقب المُتسبب بأعسر عقاب قد يخطر بباله"
إصدمت حقيبتها بيد أحدهم مما جعله يفقد تركيزه قليلاً وتُرمى كتبه وأغراضه أرضاً ..
لم تصدر منها أي ردة فعل بل إستمرت بالمشي وكأن لا شيء قد حدث ، حتى نظرة واحده لم ترمها على هذا الرجل ..
بينما دُهش وإلتفت فوراً الى الفتاة الوقحه التي مرت وأخطأت وغادرت دون حتى إعتذار ولكن غضبه تلاشى عندما وقعت عيناه عليها ..
إنها إليان !!!!
هذا غير معقول ! كيف عادت ؟!!
لقد وُضعت بموقف مُحرج وأمثالها من الطلبة المتفوقون ينهارون تماماً عند أول حادثة كبيره تُشكك بجهدهم !
لم يتوقع عودتها بالمره !!
ضاقت عيناه وهمس: ولكنها لن تستمر ، لن تحتمل مضايقات الطلبه ، مسألة وقت وستُعاود الإختفاء ..
إبتسم بسخريه ، فربما أصلاً أتت لهذا اليوم كيف تنتقل الى مدرسة أُخرى ..
لم أغراضه بإبتسامة عندما تقدمت طالبتين لمُساعدته بعدها إلتفت وغادر بهدوء ..

***








8:00 am


نظرت آليس الى أرجاء المنزل نظرة أخيره وهي تحمل بين يديها الظرف الذي يحوي الصور ورسالة ذلك المسن الطيب ..
لقد عادت الى هذا المنزل من أجل إستعادتهما فتلك هي صور عائلتها الغاليه ولا تُريد خُسارنها ..
فتحت دولاب الملابس لتجد تقريباً أربع قطع ملابس لشابة بمثل عمرها ، لقد تم الإهتمام بها حقاً من طرف المسن ومن معه ..
مر برأسها صوت فرانس وهو يحذرها من الثقة بأحد ..
أخذت نفساً عميقاً بعدها سحبت قبعةً سوداء وحيده ووقفت أمام المرآة ..
لمت شعرها كله الى الأعلى جيداً وغطته بالقبعه ..
حسناً ، قبعة سوداء ومعطف عادي لا يبدو نسائياً على الإطلاق ، هذا أعطاها مظهراً رجولياً بعض الشيء ، هذا التنكر البسيط كافٍ من أجل وجهتها القادمه ..
خرجت من المنزل وذهبت الى أقرب شارع وبقيت واقفةً لدقائق قبل أن توقف سيارة أجره ..
جلست خلفه وأعطته عنواناً حفظته عن ظهر قلب منذ أن أعطاها إياه ريكس ..
خلال دقائق توقفت السياره ودفعت أجرته قبل أن تنظر الى جهة المنزل ببعض التردد ..
في آخر مره تم أخذها منه عن طريق ذاك الرجل الأصلع وجماعته المُخيفه ..
لابد من أنهم لا يزالون يُراقبون المكان ..
عليها أن تكون حذره وتتصرف وكأنها شاب أتى لزيارة صديقه ..
رنت الجرس وخلال ثوان أتاها صوته يقول: من ؟
إبتسمت نصف إبتسامه فيبدو بأنه من بعد حادثة إقتحام تلك العصابة لمنزله وهو حذر في تصرفاته ..
أجابته بهدوء: إنها أنا ..
لم تسمع رداً منه لثوانٍ قليله حتى فتح لها الباب فإبتسمت ودخلت تقول: مرحباً دانييل ..
أجابها بالإبتسامة ذاتها: أهلاً بك ..
ثم ألقى نظرةً خاطفه بالأرجاء ولكنه لم يرى أي أحد بالجوار ..
أقفل الباب جيداً ثم لحق بها الى الصالة الصغيره يقول بشيء من القلق: ما الذي حدث معك ؟! ألم يختطفك ذاك الأرعن وجماعته !
جلست وإبتسمت له تقول: وهربتُ منهم ..
تردد قليلاً فقالت: لا تقلق ، لن أبقى كثيراً ..
دُهش وقال بسرعه: هذا ليس ما عنيته البته !!
أنزلت القبعة وتركت شعرها ينسدل على كتفيها وهو أخيراً قد عاود لونه الطبيعي الأشقر وأصبحت الصبغة القديمة البنيه تزين أطرافه السفليه فحسب ..
نظرت إليه قليلاً بعدها قالت: ماذا ؟ ألن تُقدم لي شيئاً ..؟
إعتذر فوراً يقول: آسف ، ماذا تريدين أن تشربي ؟
آليس: حليب ساخن فلقد تجولتُ اليوم كثيراً ودخل البرد الى عظامي ..
لتُكمل بعدها بهمس وكأنها تُكلم نفسها: رُغم أنه حذرني من الخروج من المنزل ..
ذهب دانييل ليُحظر لها الكوب وهي تنظر إليه لفترة ليست بالقصيره وسألته بعدها: كيف حال إصابتك ؟
إبتسم يقول: لا تقلقي ، أنا بخير ..
آليس: هل عاودوا الرجوع الى هنا ؟
دانييل: ومجدداً أقول لك لا تقلقي ، نعم عادوا ولكن شرطياً يبدو بأنه ليس بشرطي عادي كان بإنتظارهم وقبض عليهم ومنذ يومها لم أرى أي أحد ..
عقدت حاجبها تقول: شرطي ؟ هل إتصلتَ إذاً على ...
قاطعها: كلا كلا لم يحدث ..
إلتفت وتقدم إليها واضعاً كوب الحليب الساخن أمامها بينما جلس على أريكة قريبه وهو يُمسك بكوب آخر وضع فيه بعض القهوه المفضله لديه ..
أكمل كلامه يقول: ألا تعرفينه ؟ يملك عينان زرقاوتان وشعر حالك السواد ! لقد كان يبدو وكأنه على معرفة بك !
عقدت حاجبها بتعجب تُفكر بموصفات كهذه ..
حسناً ريكس يملك شعراً حالك السواد ولكنه ليس بشرطي بل مجرم وغد ..
وهناك أيضاً أبناء عمه فرانس وكين والآخر الكبير وكلهم يمتازون بشعورهم السوداء ولكن لا تضن بأن أحدهم شرطي ..
رغم أنها لا تعرف ما نوع عمل ذاك الأخ الكبير إلا أنها لا تتذكر كونه يملك عينان زرقاوتان ..
من إذاً ؟
أجابته: كلا ، لا أعرف شخصاً بهذه المواصفات ..
تعجب للحضات قبل أن يقول: أوه نسيت ، أنتِ فاقده لذاكرتك فلذا من المحتمل ألا تتذكريه ..
تنهدت بهدوء فهو مُحق بذلك ، لابد من أنه شخص مما كانت تعرفهم قبل فقدانها لذاكرتها ..
سألته: وكيف قابلته ؟
دانييل: بدا لي وكأنه يتعقبك فلقد أتى وسألني عنك وعندما أخبرته عما حدث بدا عليه الإنزعاج منه وكأنه كان يعلم بأن هذا قد يحدث ..
بقيت تنظر إليه لفتره بعدها قالت: إذاً كيف أمسك بهم ؟
دانييل: عادوا بعد فتره على حسب توقعاته وكان بإنتظارهم ، إستفز زعيمهم ليتصرف عكس القوانين وقبض عليه بسببها ..
هزت رأسها بهدوء دون أن تُجيبه ..
علق وقال: لقد أعطاني رقمه في حال سمعتُ شيئاً عنك أو تواصلتي معي ، هل تريدين أن أُخبره ؟
لا تعلم لما ولكنها منذ أن إستيقظت صباح اليوم وجملة فرانس لا تغب عن عقلها ولا لمره ..
لذا ، لن تثق بأشخاص لا تعرفهم ، وأيضاً لا ترى داعياً من مقابلته فهدفها هو واحد لا غير ..
إيجاد أختها الصغرى ..
قالت: كلا ، على أية حال دانييل لقد عُدتُ لسبب واحد فحسب ، سؤال واحد أُريدك أن تُجيبني عليه ..
ظهر التعجب على وجهه وقال: ماهو ؟
صمتت لفتره ثم سألته: ما إسمي ؟
عقد حاجبه يقول: سؤالك غريب ، هل أتيتي من أجل هذا السؤال فحسب ؟
هزت رأسها بالإيجاب فقال: أخبرتُك سابقاً به ، هل نسيته أم ماذا ؟
آليس: آسفه ولكن أريد أن أسمعه مجدداً ..
صمت لفتره قبل أن يقول: هل إستعدتي ذاكرتك ؟
هزت رأسها بالنفي فقال: أمرك غريب ..
آليس: هل سؤالي صعب الى هذه الدرجه ؟ مابك !
تنهد وقال: حسناً ، لقد كان ليندا ..
نظرت إليه لفتره بعدها سألته: أتتذكر إسم والدي أيضاً ؟
دانييل: ليس تماماً ، ولكنه كان من الأسماء المُتداوله ، شيء يدخل فيه حرف السين أو ما شابه ..
آليس وببطئ: أتقصد فـيـنـ...
وصمتت فقال بسرعه: أجل تذكرت لقد كان فينسنت ..
بقيت تنظر إليه لفتره وعقلها يكاد يُجن ..
العالم من حولها يقول بأن إسم والدها هو فينسنت ، وقبل وقت قصير تذكرت ذكرى صغيره لشخص ما يُناديها برين ..
في البدايه من بعد هذه الذكرى أيقنت أن دانييل يكذب عليها لسبب ما وقد أتت لتعرفه ولكنها فوجئت بكونه يعرف إسم والدها !
صحيح لم يتذكره مُباشرةً ولكنه يعرفه !!
في هذه الحاله ماهو إسمها حقاً ! ليندا أم رين ؟!
هل هذا على حق ؟ إذاً ما سبب ذكراها تلك ؟
إنها حتى لم تستطع تذكر وجه من نادها بهذا الإسم ..
لقد كان رجلاً ، إن لم يكن والدها فمن ؟
صديق لها ؟
هذا ليس ما يهم ، الأهم هو أمر إسمها هذا ..
سألته: هل أنت واثق من أن إسمي هو ليندا ؟
تعجب وقال: هل هناك خطب ؟ لا يمكنني فهم إصرارك في هذا السؤال !
أشاحت بنظرها تنظر الى كوبها لفتره قبل أن تهمس: أملك أخت صغرى ، هل تعرف إسمها ؟
أجاب بعد فترة صمت: أعتذر ، علاقتنا لم تكن قوية لذا لا يُمكنني تذكر أنك تملكين أُختاً أصلاً ..
تنهدت ونظرت الى عينيه لفتره قبل أن تقول بهدوء وهي تُراقب ردة فعله: لقد تذكرتُ إسمي وهو لم يكن ليندا ..
إتسعت عيناه للحضه بعدها عاد الهدوء على وجهه وهو الآن بات يعرف سبب إصرارها على ذكر إسمها ..
رشف القليل من كوبه ولم يُعلق على كلامها مُطلقاً ..
قالت له بهدوء بعدما طال صمته: أخبرني ريكس بهذا ، لم يقلها مُباشرةً ولكنه كان يُلمح لمسألة أنك كاذب ..
عقد حاجبه ونظر إليها فأكملت: قال لي جملة لم أفكر فيها مطلقاً ولكن بعدما إستعدتُ ذكرى إسمي راجعتُ جملته وفكرتُ فيها وتذكرت الموقف الذي حدث عندما ذكرت هذه الجملة لك ..
دانييل: فسري كلامك ..
آليس: غضبتُ عليه جداً عندما طردك من أمام المنزل وغضبتُ أكثر عند معرفتي بعودتك وطردك مجدداً ، في الأخير أعطاني عنوانك وقال لي أخبريه عن حالك الآن وعن كونك لم تعودي تعيشي معنا ..
نظر إليها بهدوء فأكملت: عندما أتيتُ إليك أخبرتُك بهذا ، عن كوني لم أعد معهم فسألتني متى سأعود للعيش معهم ، ولما أخبرتُك بأني قطعاً لن أفعل بدت الصدمة الكبيرة على وجهك ونطقت بجملة لم تستطع إكمالها بسبب رن الجرس وحظور المجرمين آنذاك ..
صمتت للحضه ثم سألت: هل ما أُفكر به صحيح ؟ أعني حتى عندما فتحت لي الآن لم تُبدي سعادة كبيره بوجودي كما كُنتَ تفعل سابقاً .. أخبرني الصدق يا دانييل ..
بقي ينظر إليها لفتره ليست بالقصيره بتاتاً ..
لم تُعلق ولم تُكرر سؤالها وبقيت هادئه تنتظره يتحدث حتى قال أخيراً بهدوء: عندما أتيتُ للمنزل للمرة الثانيه شاهدني المدعو بريكس ، حاولتُ أن أكون لطيفاً معه ولكنه قال لي بشكل مُباشر "أنا أعرف أشكالك ، تتظاهر بكونك تتذكر الفتاة فقط كي تحصد المال من العائله الثريه التي تهتم بها" ، صُدمت من كلامه وحاولتُ الدفاع ولكن ردوده كانت مُلجمه وطلب لي الأمن وقتها ..
وسكت بعدها فقالت: إذاً ... كان مُحقاً ؟
إبتسم نصف إبتسامه وأجاب: حسناً ، تقريباً ..
دُهشت للحضه فشرب رشفة من كوبه ثُم نظر الى عينيها وأكمل: ولكن لدي أسباب أُخرى أيضاً .. هل أنتِ مُهتمة بسماعها ؟
بقيت تنظر إليه بهدوء قبل أن تُشيح بوجهها تنظر الى الفراغ وهي تهمس: لا ..
لقد ، صدمها ..
أكثر مما تعتقد ..
وثقت به ورأته طوال الفترة الماضيه حبل نجاتها وخيط أملها ولكن كُل هذا كان سراباً وكذباً ..
تحدث متجاهلاً إجابتها قبل قليل وهو يقول: أنا شاب عاطل أكثر مما تتخيلين ، أُريد المال ، أنا حقاً أُريده بأي طريقة وثمن وحينها وقعت صورة بلاغ إختفائك بين يدي ، وهُنا كان الفرج ..
شدت على أسنانها لتقول دون أن تلتفت إليه: أخبرتُك بأني لم أعد أُريد سماع شيء منك ..
أكمل من دون مُبالاه: العنوان الموضوع كان ينتمي لعائلة ثريه وهذا يعني المجد بالنسبة لي ، لن أتظاهر بكوني من عائلتها لأنه حينها سيتحتم علي أخذها من عندهم ، لذا تظاهرتُ بكون جار قديم ، مثل هذا التظاهر سيجعلني قريباً من هذه العائله وبكل شهامة سأتطوع للبحث بنفسي عن عائلتها لكوني أعرفهم لذا حينها سيدفعون لي الأموال كمُساعدة لي في بحثي ، أردتُ إستنزاف أموالهم بهذه الطريقة شيئاً فشيئاً ..
آليس بهمس: يكفي ، أنت قذر في عيني لذا لا تُحاول أن تبدو أكثر قذارة مما أنت فيه ..
دانييل بشيء من الإحباط: ولكن إبن العائله أبدى عدائية كبيرة تجاهي وهنا شعرتُ بأن خطتي في طريقها للفشل وخاصةً بعدما قابلته للمرة الثانيه ..
نظر إليها وهي لا تزال تُشيح بنظرها عنه وقال: ولكن أخبرتُك فهذا ليس سببي الوحيد ..
صمت قليلاً بعدها قال: صورتك لم تكن غريبةً عني ، تذكرت فتاة ما رأيتها قبل فتره كانت تُشبهك للغايه لذا ضننتُ بأنها أنتِ وحينما قابلتُك تأكد لي هذا الضن فلقد كانت أنتِ بالفعل ..
ضاقت عيناها للحضه فأكمل: لا أعتقد بأنك ستتذكريني حتى لو لم تكوني فاقده لذاكرتك ، أنا حتى لم أرك سوى لمرة واحده برفقته ، برفقة وغد سافل أكرهه حتى الموت ، شعرتُ بأنه عندما أستغلك سأكون بهذا إنتقمتُ منه ، وهذا الذي جعلني لا أعرف إسمك مطلقاً ولكني بالمُقابل أعرف إسم والدك ..
إلتفتت ونظرت إليه فقال: آسف لكوني وغداً ولكن ضعي اللوم عليه وليس علي ..
وقف وأخذ كوبه الى ركن القهوة الخاص به كي يملئه من جديد وهو يُكمل: لذا أنصحك من الآن وصاعداً الإبتعاد عني فكرهي لذلك الوغد شديد لذا لن أتردد بإستغلال وأذية كُل من لهم علاقة به ..
إبتسم وأكمل: وإعذريني لأني لن أُجيبك عندما تسأليني عن هويته ، فهذا أيضاً نوعاً من الإنتقام لأني أعرفه جيداً ، لو سمع فقط بكونك مختفيه فسيقلب العالم على رأسه بحثاً عنك ، هذا يُسعدني ولا أريد منه أن يجدك مُطلقاً ..
تنهد وهمس: آسف لأني وغد الى هذه الدرجه .. لو عرفتي ما فعل بي لعذرتيني على هذا ..
همست بنبرة حقد: يستحيل أن أعذرك ..
إبتسم وقال: سنرى حينها ..
تركت كوبها وعاودت إرتداء قبعتها قبل أن تلتفت وتخرج الى الخارج ..
إتكأت بظهرها على جدار المنزل الخارجي قبل أن تهمس: إنه وغد حتى النُخاع ..

***


طُعُوْن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-20, 12:32 AM   #112

طُعُوْن

كاتبة بمنتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية طُعُوْن

? العضوٌ??? » 328503
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 648
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » طُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond reputeطُعُوْن has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يامقيدني وأنا حر الجناح..لآتبعثرني وأنا بك ممتلي..!
افتراضي

1:34 pm


خرج آندرو من أحد مكاتب الدكاتره وعلامات الضيق واضحة للغايه على مُحياه ..
مشي بخطوات شبه سريعه وعيناه تدوران بالمكان على أمل أن يُصادفها فهذا المبنى يحوي على فصولها الدراسيه التي تتردد إليها ..
يريد رؤيتها وفي الوقت ذاته لا يريد فلا زال يشعر ببعض الخجل منها بعد تلك الحادثة المزعجه ..
تباطئت خطواته تدريجياً وهو يراها تقف ببرود مع زميلتها أمام شابان على نهاية الممر ..
تردد بعض الشيء ، هل يُحادثها أو لا ؟
ولكن لا يستطيع ، يُريد أن يوصل إليها وجهة نظره فما تفعله خطير وقد يضرها ..
هو لا يريد لها الضرر مُطلقاً ..
شاهدها ترحل من أمام الشابين الغاضبين برفقة زميلتها فعرف أنهما كانا يضايقانها وكعادتها ردت لهم الأمر بشكل مضاعف ..
إبتسم وهمس: إنها تُشابه ريكس في الردود المُلجمه ..
تنهد وقرر أخيراً اللحاق بها والتحدث معها رغم أنه يخشى ردة فعلها ..
خرجا الى الساحة الخارجيه وبعد أن مشيا فيها لخطوات جائهما صوت آندرو يقول: لحضه يا فتيات ..
توقفتا وإلتفتتا الى الخلف لتتسع عينا إحداهما والتي لم تكن سوى إليان وعندما إلتفت مجدداً لتتجاهله كان قد جائها من الأمام وإعترض طريقها ..
تنهد وقال: هل يُمكنني أخذ بضع دقائق من وقتك ؟
إحتدت نظراتها الحاقده وهمست: لا أتحدث الى مُجرمين ..
وعندما مشت يساراً لتتجاوزه قطع طريقها مُجدداً يقول: خمس دقائق فقط إيلي ، صدقيني ..
شعرت بالغضب وقالت بحده: لا تنادي بهذا الإسم !
نظرت جيسيكا إليهما قليلاً قبل أن تلتفت وترحل قائله: سأسبقك الى الخارج ..
إتسعت عينا إليان بدهشه وهي ترى صديقتها ترحل وتتركها !
ألا تعلم هذه عن مقدار كرهها له فلما ترحل وتتركها معه ؟!!
جائها صوت آندرو الهادئ يقول: أنا سعيد لكونك لم تُكسري وعُدتِ بقوة غير متوقعه ولكن ما تفعلينه خطأ ..
نظرت إليه بحده فأكمل كلامه: أوافقك بأمر التحقيق هذا ولكن أُعارضك في إدخال حتى دكاترتك ضمنه ! هذا ليس جيداً لك إليان ، سوف تزرعين الكراهية فحسب بينك وبينهم ! علاقات الثقه والإعجاب التي بنيتِها طوال العام الماضي وهذا العام ستتهدم تماماً وستحكمين على نفسك بالتعاسة في بقية سنوات دراستك ، أنا أحدهم ومن بينهم لذا أعرفهم حق المعرفه ، لن يتوانون في الضغط وحتى الإنتقام بكُل الطرق سواءاً بالبحوثات أو الإختبارات ، مهما كُنتِ ذكيه ومجده فلا أضمن أنك ستجدين درجات تُعادل جهدك ، صدقيني إليان ..
ضاقت عيناها تقول: رغم معرفتك بكوني أتعب وأنزعج من مجرد رؤيتك تأتي بكل وقاحه وتُحادثني !
زادت الحدة في صوتها تقول: كف عن التصرف وكأنك تهتم لأمري ! هذا يشعرني بالغثيان ! أخبرتُك أن تتظاهر وكأنك غريب تماماً عني لذا إستمر بذلك ودعني أتصرف وفق هواي أنا فأنا لستُ طفلة لتُشكك بقراراتي !!
بعدها إلتفتت وغادرت من أمامه وهو ينظر إليها بهدوء تام قبل أن يهمس: لما لا يُمكنها أن تُفكر بعقلانيه ولو قليلاً ؟
"هذا يشعرني بالغثيان !"
ضاقت عيناه ببعض الضيق قبل أن يخرج ويذهب الى سيارته عائداً لمنزله ..

دقائق قليله حتى وصل الى العمارة وصعد الى شقته ..
توقف مندهشاً عندما رأى أخاه الأكبر ثيو يقف بهدوء مستند على باب الشقه وينظر الى موطئ قدمه بشرود كبير بينما يخبئ يديه في جيب معطفه الطويل ..
تقدم منه يقول: ثيو ؟
رفع ثيو عينيه الزرقاوتين ونظر الى أخاه لفترة ليست بالقصيره فقال آندرو: كان عليك الإتصال بي وسأطلب حينها من مديرة العمارة أن تُعطيك مفتاحاً إحتياطياً ، لما تُتعب نفسك بالإنتظار ؟
قالها وهو يُخرج مفتاح شقته ويدخل الى الداخل فدخل ثيو من بعده دون أن يُعلق وذهب الى الصالة ..
جلس على الأريكة ينظر الى آندرو الذي ذهب الى غرفته يضع كتبه وملفاته قبل أن يخرج ويقول له: أتريد شرب شيء ما ؟
ثيو: أُريد التحدث إليك فحسب ..
تعجب آندرو فتقدم وجلس على أريكة أُخرى يقول: أقلقتني ، هل هُناك أمر ما ؟
أكمل بعدها بشيء من الخوف: هل قرر حبيب روانا موعد زواجهما ؟
عقد ثيو حاجبه يقول: ولما تسأل بهذا الخوف ؟
هز آندرو رأسه نفياً وهو يعلق: لأنه من الرعب أن يرتبط بها ، لقد أحببته لذا من الطبيعي ألا أتمنى له حياةً تعيسه !
رفع ثيو إحدى حاجبيه يقول: مغفل ..
ضحك آندرو وقال: حسناً حسناً في ماذا أردتني ؟
سأله ثيو بهدوء: كيف تعرفت على ريكس ؟
تعجب آندرو من سؤاله وقال: لما تسأل شيئاً كهذا ؟
ثيو: فقط متعجب من كون مُعيد بالكليه يُصادق رجل أعمال ، لدي فضول لأعرف كيف تعرفتما على بعض ..
آندرو: ليست بالقصة المُثيره لتتحمس بشأنها ، أعني ....
قاطعه ثيو: من إقترب من الثاني أولاً ؟
إبتسم آندرو رُغماً عنه يقول: لقد كان أنا ..
عقد ثيو حاجبه وسأل بعدها: ولما تضحك ؟
آندرو: ههههه فقط تذكرتُ كم كُنتُ مُزعجاً حينها ، أعني لقد صدني مرات عده ولكنني أصررتُ على عقد صداقة معه ..
ثيو: وما الذي جعلك تُصر على ذلك بينما كان لا يُريد هو الأمر ؟
إختفت إبتسامة آندرو قليلاً وصمت لفتره قبل أن يقول: لا أعلم ، لقد أثار فضولي ... أو رُبما شفقتي ، لا أعلم بالضبط ..
صمت قليلاً وأكمل بعدها: بدا لي حينها كالذئب ولا زلت أراه هكذا ، شرس وقح ولا أحد يرغب بالإقتراب منه ، لقد كان كالذئب الوحيد في نظري ، لا صديق وحتى علاقته بأسرته وأخوته سيئه ، فقط لأن شخصيته صعبه تركه الكثير ، أردتُ حقاً أن أكون صديقاً لذلك الذئب الوحيد ..
نظر إليه ثيو لفتره قبل أن يقول له بهدوء: تصادق مع الذئاب على شرط أن تكون فأسك مستعده يا آندرو ..
نظر آندرو إليه بشيءمن الإنزعاج فأكمل ثيو: فالذئاب ليست فقط وحيده ، بل سيئه وخائنه ، غادره ومُخادعه ..
زاد إنزعاج آندرو وقال: ماذا ؟ هل شربت الشاي مع روانا وأقنعتك بترهاتها !! ثيو لم أضنك يوماً تحكم على الآخرين دون أن تُقابلهم حتى !!!
ثيو: وماذا لو قابلتهم ؟
آندرو بحده: لم يحدث فلو حدث فلم تكن لتقول مثل هذا الكلام !
وقف ليُنهي هذا الحوار الذي أصبح مُستفزاً وقال: سأطلب بعض الطعام ..
ثُم إتجه الى الهاتف ورفع السماعه فجائه صوت ثيو وهو يقف قائلاً: لا تطلب لي شيئاً ..
إتجه الى باب الخروج وآندرو يراقبه بنظراته المنزعجه حتى خرج ..
أغلق الهاتف وجلس واضعاً رأسه بين يديه بضيق شديد من كلام أخاه هذا ..
إنها روانا المُزعجه من دون شك ..
سُحقاً لها !

***








3:12 pm


نزل ريكس من سيارته ودخل بهدوء الى منزل كارمن الشاسع والذي يكفي لتواجد أعضاء منضمتها بشكل دائم ..
إتجه بهدوء الى حيث يكون باتريك حتى وصل الى غرفة أنيقه يجلس فيها باتريك على الأريكة وهو يتحدث مع بوفير الذي يجلس على أريكة أُخرى ..
توقفا عن الحديث عندما دخلا عليهما فتقدم جلس على أريكة أخرى في حين سأله باتريك: أحقاً ما سمعت ؟
لعنهم ريكس بداخله فهم لم يكتموا الأمر كما طلب منهم ، على أية حال أمر كبير كهذا لم يكن ليظل طي الكتمان لفترة طويله ..
أجابه بهدوء: أجل صحيح ..
شعر باتريك بشيء من الغضب وهو يقول: وتُجيبني ببرود أيضاً ! إنها كارثه إن كُنت لا تعي حجم الأمر ..
نظر ريكس إليه وقال: أعلم هذا ، أنا المسؤول لذا سأتصرف في الأمر ..
تحدث بوفير يقول: ألا تعلم بأن الشرطة صباح اليوم بدأت بالتحقيق حول المخزن ؟
عقد ريكس حاجبه وبشكل مُباشر طرأ برأسه صورة ثيو ، يبدو بأنه من بلغ عن الأمر ..
أكمل بوفير حديثه: المخزن تحت إسم مزيف وأوراق مزيفه ، الأمر لن يمر مرور الكرام على الشرطه وسيكثفون التحقيقات وقد تطول ، والأسوأ أن المخزن قريب من منطقة تهريب بضائعنا لذا لن يمكننا طوال تلك الفترة أن نفعل أي شيء وستتوقف أعمالنا لفترة غير محدوده ، هذا إذاً لم تسوء الأمور ويجدون خيطاً قد يدلهم علينا أو على أحدنا على الأقل ، الأمر مخيف بالكامل فهل حقاً أنت تعي حجم هذا الأمر ؟ ناهيك عن الأشخاص الذين قد وقعوا عقودهم معنا ! كيف سنسلمهم البضائع ؟ لا تنسى بأن أهمهم موعد تسليم بضاعته هو الليله ! وبضاعته هذه دُمرت بالكامل ! ماذا ستفعل ؟ كيف ستحل الأمر ؟
لم يُجبه ريكس على تساؤلاته الصعبة هذه ..
هو يعلم حجم هذه الكارثه ولكنه لم يستطع التوصل الى أي طريقة لحلها وخاصةً لحل أمر البضاعة التي دُمرت بالأمس !
باتريك بهدوء: كيف نشب الحريق في المخزن ؟
ريكس: لا علم لدي ..
باتريك: توجد كاميرات لداخل المخزن أيضاً فلما لم تتفقدها ؟
ريكس بهدوء: كُنتُ منشغلاً بتفقد الكاميرات الخارجيه وعندما نشب الحريق لم أملك وقتاً لتفقدها وخاصةً أنها لابد وأن تكون تضررت أيضاً ..
باتريك: ماذا لو لم تتضرر غرفة الكاميرات يا ريكس ؟ أتعلم ما يعنيه هذا ؟
إتسعت عينا ريكس بدهشه فهو لم يُفكر في هذا الأمر مطلقاً ..
التسجيلات المُباشره لابد من أنها إلتقطته هو ومن معه عند دخولهم للمخزن !
صورته بالتأكيد ستصبح بين يدي الشرطه !
باتريك: نظراً الى صدمتك فهذا يعني بأنك لم تُدمرها !! لقد قالوا لي عن كونك هرعت الى الداخل لذا ضننتُ بأن السبب هو تدمير الأدله ، إن لم يكن هذا سببك فماهو ؟
لم يُجبه ريكس على سؤاله فقال باتريك بهدوء تام: هل الحريق جاء مُصادفه أم أنه مُتعمد ؟
نظر ريكس إليه في حين عقد بوفير حاجبه يقول: ماذا تقصد ؟
تحدث باتريك يقول وعينيه على ريكس: أجبني على سؤالي ..
بقي ريكس ينظر إليه بهدوء تام قبل أن يقول: كثرت الشكوك قد تدعو الطرف الآخر الى الخيانه ..
باتريك: ماذا لو كان خائناً من الأصل ؟
ريكس: أثبتها بالأدلة أو أغلق فمك فالشك لوحده ليس دليلاً إلا على كون روحك ضعيفه ..
باتريك ببرود تام: مقاطعة ******* شارع الـ***** شقه ثمانيه بالعمارة السادسه ، أتعرف هذا العنوان ؟
إتسعت حدقتا عين ريكس فهذا هو عنوان الشقة التي إستأجرها ليُخبئ فيها آليس لفترة من الزمن ، كيف عرف عنها ؟
هل .... قبضوا عليها ؟
لا ، لن يتسرع بالحديث ..
أجابه ببرود: من الوقاحة أن تبحث خلف أمور خاصةً بي لا علاقة لها بعملنا ..
باتريك: أوليس من الغريب أن تُستأجر الشقة في ذات اليوم الذي هربت فيه تلك الفتاة ؟
ريكس: الشكوك العقيمة لا أرد عليها ..
وأكمل في نفسه: "لم يأتِ بذكرها ، يبدو بأنها سمعت لكلامي ولم تفتح الباب لأي طارق ، غريب منها هذه الطاعة المُطلقه" ..
باتريك: ماذا تُفسر إذاً وجود متعلقات نسائيه في الشقه ؟
حافظ ريكس على ملامح وجه من الدهشة التي حلت عليه ..
هذا يعني بأنه فتش فيها !!
لحضه ؟ متعلقات نسائيه ؟!!
إذاً لم يجدوها بالداخل ..
إبتسم بسخريه هامساً لنفسه: "كُنتُ أعلم بأنها يستحيل أن تُطيعني" ..
باتريك: لم تُجبني ؟
وقف ريكس وقال بسخريه: ربما كُنتُ أُخبئ فيها خليلتي السريه ، وربما إستأجرتُها لأُختي التي تركت المنزل منذ أيام ، الخيارات كثيره فكر بها لأني حتماً لن أعطيك إجابة ..
بعدها أكمل بهدوء: وأتمنى بأن تكف عن التقصي خلفي لأني ضقتُ ذرعاً بك وصدقني سأرفع شكوى بخصوص أفعالك هذه ..
بعدها إلتفت متجهاً الى الخارج فقال بوفير: لحضه ريكس ماذا بخصوص حادثة المخزن ؟!! نحنُ هنا كي نناقشها و...
قاطعه ريكس: مشكلتي وأنا من سيحلها ..
بعدها خرج وأغلق الباب خلفه فنظر بوفير الى باتريك يقول: وماذا عنك ؟ لما بدأت بخلق شكوك خارج مجال حديثنا ؟ أتعجب لأمرك حقاً !

خرج ريكس وفتح هاتفه وأرسل رسالة الى آليس يتمنى فيها أن تسمع كلامه لهذه المرة على الأقل ..
في الجهة الأُخرى ..
كانت آليس تمشي بهدوء تام على الرصيف وشاردة الذهن تماماً ..
أخرجت هاتفها عندما وصلها صوت رسالة ما ففتحتها ..
عقدت حاجبها وهي تقرأ "الشقة مُراقبه ، لا تعودي إليها وسأُدبر لك مكان آخر قبل أن ينتهي هذا اليوم" ..
نظرت الى الرسالة بهدوء لفتره بعدها نظرت الى العمارة التي أصبحت قريبةً منها للغايه ..
تنهدت وإلتفتت تتجه الى المقهى لتجلس فيه حتى يرسل لها مُجدداً ..
إبتسمت هامسه بسخريه: غريب ، لما أنا أستمع إليه ؟

***








4:33 pm


دخلت إليان الى فيلا والدتها بعد فترة غياب عنها ..
إبتسمت إحدى الخدم عندما رأتها وقالت: سعيدة برؤيتك ..
نظرت إليان إليه ثم إبتسمت بهدوء هامسه: شكراً ..
حالما إتجهت الى الدرج رأت المُربية تحمل صحن طعام وتصعد به الدرج فنظرت إليان إليها لفتره ثم سرّعت خطواتها حتى أوقفتها تقول: أتركيه ، سآخذه أنا إليه ..
بدأ التردد واضحاً على وجهها فسحبت إليان منها الصحن وقالت: أمرتُك أن تتركيه صحيح ؟
هزت المربية رأسها تقول: كما تُريدين ..
صعدت إليان درجة واحده قبل أن يصلها صوت بارد مرتفع يقول: ماذا تفعلين إليان ؟
إتسعت عينا إليان بصدمه ونظرت الى الخلف لتجد والدتها قد عادت لتوها من الخارج ..
نظرت والدتها إليها ثم الى المربية والطعام ، كان من الواضح أنه طعام أُعد لطفل ..
عاودت النظر الى إليان تقول: أجيبيني ..
صمتت إليان قليلاً قبل أن تقول: لم أتناول طعام غدائي بعد ورأيتها تحمل الصحن ، لا يمكنني الإنتظار لذا قررتُ أكله فلدي الكثير من الأمور علي إنجازها قبل أن تغرب الشمس ..
لم تقتنع جينيفر بإجابتها تماماً فقالت: حسناً ، على اية حال لما غِبتِ كُل هذه الفترة عن المنزل ؟
إليان: كالعادة درجة سيئه ، لا تذكريني بالأمر يا أمي ..
تنهدت جينيفر تقول: حسناً ولكن حاولي السيطرة على مشاعرك المرة القادمه ، لقد قلقنا عليك كثيراً ..
إبتسمت إليان تقول: سأُحاول ..
بعدها صعدت الدرج وإتجهت الى غرفتها ..
وضعت الصحن على السرير وجلست بجانبه وهي تأخذ نفساً عميقاً ..
نظرت الى الصحن بهدوء قبل أن تهمس: لقد حذرت الجميع من الإقتراب من الغرفه ، كِدتُّ أن أورط نفسي ..
بقيت تنظر الى الصحن لفترة ليست بالقصيره قبل أن تهمس: منذ متى لم أره ؟ في آخر مره وجود ريكس منعني من الدخول ، هذا يعني بأنه قرابة ثلاثة أشهر لم أجلس وأتحدث معه ..
شدت على أسنانها بشيء من الألم وهي تهمس: على قدر كرهي لريكس إلا أنه الوحيد الذي يعصي الأوامر ويزوره بإستمرار ، ليتني أملك شجاعته هذه ..
رفعت عيناها بهدوء الى باب الغرفه وهي تتذكر ذاك الحدث قبل أربع سنوات عندما فتح عليها الباب ..
كان وجهه هادئاً كعادته وقال لها بكل هدوء "هل تأتين معي"
وعندما سألته عن السبب أجابها "إيدن مريض وسآخذه الى المشفى"
صدمها كلامه آنذاك ، كيف يجرؤ على عصيان الأوامر بكل هذا الوضوح ؟!!!
إنه نوع العصيان الذي ترغب بفعله ولكنها لا تستطيع ..
همست بهدوء: ليتني أمتلكها ، شجاعتك وعدم إلتفاتتك لكلام الآخرين ..
قبضت على يدها لفتره ليس بالقصيره قبل أن تقف وتأخذ الصحن معها ..
خرجت من غرفتها بهدوء وتلفتت حولها فلم ترى أي أحد ..
إتجهت مُباشرةً الى جناح إيدن الخاص ..
ما إن وصلت الى الباب حتى تنفست الصعداء فلقد خشيت أن تراها والدتها ..
فتحت الباب فإلتفت إيدن بسرعه وبخوف بإتجاه الباب ..
شعرت بالدهشة من ملامحه المرتعبه التي إختفت تدريجياً وهو يقول بسعاده: إليان !
إبتسمت له ودخلت حاملةً صحن غدائه تقول: كيف حال صغيري ؟
إيدن: سعيد للغايه ..
نظرت الى وجهه قبل أن تُجهز له طاولة طعامه تقول: ولكن التعب يبدو واضحاً على وجهك ..
إيدن: رؤيتك تجعل الكل بخير ..
شعرت بشيء من الحزن على كلامه فوضعت الصحن على طاولة طعامه وهي تقول: غريب لما تتناول طعامك متأخراً ؟
أجاب: لم أستيقظ مُبكراً ، المهم كيف حالك إليان ؟ لم أرك منذ زمن طويل ..
جلست على أريكة بالقرب من كرسيه المتحرك وقالت: أنا بخير ، إنشغلتُ ببعض إختبارات الكليه إعذرني عزيزي ..
إيدن: لا عليك أنا لا أغضب منك لأني أُحبك ..
إبتسمت تقول: وإليان أيضاً تُحبك ..
شعر بالسعاده فأخذ ملعقته وبدأ بتناول طعامه وهي تنظر إليه بهدوء ..
يده ... لقد كانت ترتجف ، يُمكنها رؤية ذلك من مسكته للملعقه ..
نظرت الى وجهه ، من الواضح أنه متعب للغايه ولكنها لا تجرؤ على التأكد من الأمر ..
تخشى أن تكتشف حقيقة كونه محموماً أو تعباً لأنها لو كشفت ذلك فليس لديها الجرأه على أخذه الى المشفى ..
إتسعت عيناها بدهشه عندما فجأه بدأ بالسُعال وإخراج كُل ما أكله من معدته ..
وقفت من فورها وإلتفتت حولها حتى وجدت فوطةً صغيره ، أخذتها وبدأت تمسح على ظهره واضعةً الفوطة أمام فمه وهي تشعر بالألم من حجرشة حلقه وإحمرار وجهه ..
إنتهى من إستفراغه فبدأت تمسح فمه بالمناديل وأبعدت طاولة الطعام المتسخة عنه ..
جلست أمامه ناظرةً الى وجهه المُتعب تقول: مابك عزيزي ؟ هل غصيت بالطعام أم ماذا ؟
حاول الإبتسام وهو يقول: لا أدري ربما ، آسف على التسبب لك بالمتاعب ..
نظرت إليه بحزن وهي تشعر بحرارة جسده تخترق يدها التي تضعها على ظهره ..
هو مريض هذا واضح للغايه ..
سألته: أنت مريض ؟ أتشعر بالتوعك ؟
هز رأسه نفياً يقول: كلا كلا لا تقلقي ..
شدت على أسنانها تهمس بداخلها: "تصرف كطفل طبيعي !! أرجوك إبدأ بالتشكي بدلاً من ألا تُحملنا القلق" !
لا تعلم ماذا تفعل ، هي مُحتارة للغايه ..
لحضه !!
هناك حل بسيط !
طبيب العائله جان ، تستطيع أن تطلب منه هذه الخدمه سراً وسيِلبي لها الخدمة دون شك ..
أخرجت هاتفها النقال بحثاً عن إسمه فسألها بتعجب: ماذا تفعلين ؟
أجابته: طبيب عائلتنا ، لا تقلق سأطلب منه أن يُبقي الأمر سراً ، سأستدعيه بحجة كوني أنا المُتعبـ...
قاطعها بسرعه ماداً يده أمام شاشة هاتفها يقول بكل خوف ورعب: لا أرجوك لا تفعلي !!!
تعجبت ونظرت الى وجهه الذي يكسوه الرعب وسألت: لما ؟
توتر للغايه وقال بعدها: أخبرتُك بأني بخير لا تقلقي لأجلي أختي ، أرجوك ..
نظرت إليه لفتره وهي تشعر بأن سبب الرفض القاطع قبل قليل لابد من أن يكون قوياً ..
المسألة ليست مسألة أنه لا يُريد أن يقلق عليه أحد ..!
هل إذاً هو خائف من أن تكتشف جينيفر الأمر وتُعاقب ؟
صُدمت عندما بدأ مُجدداً بالسعال الحاد فوضعت المناديل أمام فمه ولأنه أخرج كل طعامه قبل قليل أصبح فقط يُخرج بعض أحماض معدته مع قطرات من الدم ..
إتسعت عيناها على وِسعها وهي ترى الدم وقالت بحده وبخوف عارم: إيدن !!
توقف عن السُعال وحاول أن يبدو طبيعياً قدر المُستطاع وهو يقول لها: لا بأس أختي ، إنها حرارة عاديه ، أعطني مخفضاً لها وسأكون بخير ..
هزت رأسها نفياً وهي لا تُصدق ذلك !
هو مريض بشده !! ربما إكثر بكثير مما تتوقع !
خروج دم من الجسد ليس بالأمر الشائع ! إنه أمر خطير من دون شك !!
كلا ، كلا كلا لا يُمكنها أن تتجاهل هذا الأمر مُطلقاً !!
لا يُمكنها ذلك ..
ضغطت على هاتفها وهي تشعر بكره تام لنفسها ..
تُريد أن تفعل شيئاً ولكنها لا تعرف ماذا تفعل !!
لم يسبق لها عصيان والدتها ، لطالما كانت والدتها رمزاً للطاعه ولم يجرؤ أحد لا هي ولا أخاها إدريان أن يعصيانها بشيء ..
ماذا تفعل ؟!!! تشعر بخوف شديد ..
إنتفض جسدها عندما لامست أصابعه الصغيرة وجهها فنظرت الى إبتسامته البريئه وهو يقول: أختي لا تُظهر هذا الوجه ، أنا بخير ..
بدأت إبتسامته اللطيفة هذه تهتز بعينيها ..
لما ؟! لما وجهه يصبح مشوشاً هكذا ؟
رفعت أصبعها ومسحت تلك القطرات الحاره التي تجمعت في عينيها ..
سُحقاً سُحقاً !!!
فتحت هاتفها ، حتى لو كانت تكرهه وحتى لو كان آخر شخص في العالم تريد محادثته أو طلب مُساعدته !!
لا يُمكنها البقاء دون فعل شيء ، لا يُمكنها أن تتصرف وكأن لا شيء يحدث ..
ظهر الخوف على وجهه وهو يقول: ماذا تفعلين ؟ أرجوك لا أُريد الطبيب جان أرجوك أختي !!!
وضعت الهاتف على أذنها وهي تنظر إليه بشيء من التعجب ..
هو ... كيف يعرف إسمه ؟

***








4:56 pm

مشي بسيارته بهدوء في هذه المنطقه وهو يرمي بنظراته يُمنةً ويُسره ..
لم يرى أي شيء غريب لذا لو كان هُناك من يُراقب فهو بالتأكيد يُراقب العمارة فحسب لذا الشارع الذي يفتح عليه باب المقهى هو بعيد عن الأنظار وبزاوية حادة أيضاً ..
أوقف سيارته أمام المقهى ومن مكانه نظر الى الأشخاص الذين بالداخل عبر الزجاج الكبير على طول مقدمة المقهى ..
عقد حاجبه عندما رأى شخصاً يرتدي معطفاً ويلبس قبعة تُغطي مُعظم ملامحه .. هو الوحيد الذي لم يلمح ملامحه كالبقيه إذا هذه هي من دون أدنى شك ..
حسناً من الجيد أن تعي الخطر الذي هي فيه لذا تُخفي نفسها جيداً ..
أخرج هاتفه وأرسل رسالة لها وبعدها راقبها من مكانه ..
شاهد هذا الشخص يُخرج هاتفه النقال وينظر إليه وبعدها يلتفت الى الزجاج لينظر الى السيارة التي تنتظر في الخارج ..
كما توقع لقد كانت هي ..
خلال دقيقتين كانت قد خرجت من المقهى وجلست بجواره فحرك سيارته قائلاً: من الخطر أن أستأجر لك شقة أُخرى فعلى ما يبدو بأنهم يراقبون مخرج مصروفاتي لذا يعرفون كُل شيء أشتريه أو أستأجره عن طريق البطاقه ..
أكمل بعدها: ولا يُمكنني سحب مبلغ مالي وأدفع المبلغ مباشرةً فهذا سيزيد شكوكهم ليس إلا ..
بعدها صمت لفترة ليست بالقصيره فهمست له: أُريد التحدث معك على إنفراد ..
أجابها: ليس اليوم فلدي عمل مهم علي انجازه ..
نظرت إليه آليس لفتره بعدها قالت: لن أُطيل حديثي ، نصف ساعة ستكون كافيه ..
رد بعد فترة صمت قصيره: حسناً لا بأس ..
أكمل في نفسه: "ربما تكون هذه المرة الوحيدة التي أستطيع محادثتها فأنا على يقين بأن باتريك سيتمادى مُستقبلاً ويُعين أشخاصاً ليُراقبوا تحركاتي"
بعد فترة من الوقت توقف أمام منزل .. بل قصر كبير كئيب المظهر فلقد نمت الأحشاش على جدرانه الخارجيه وأصبح يبدو كمسكن للأشباح ..
نظر إليها لفتره بعدها قال: ستبقين هُنا ، لا يغرك المظهر فهو آمن وخالي من الأشباح إن كُنتِ تخشينها ، فقط لا تُغادريه مطلقاً ، ستجدين غرفة واحده مرتبه ونظيفه وصالحه للنوم ..
أكمل بعدها: لا بأس سأُريك أين هي ..
أمسك مقبض بابه ولكن رن هاتفه جعله يتراجع ، أخذ الجوال كي يرى المتصل في حين نزلت آليس وأغلقت الباب خلفها تنظر الى المظهر الخارجي للمكان ..
بقيت عينا ريكس المدهوشتان مُعلقتان على الهاتف وهو يرى إسم أخته إليان !
هي ... منذ فترة طوييله لم تتصل به مُطلقاً !!
لما الآن ؟! ماذا حدث ؟!
أجاب عليها ليسمع صوتها تقول: ألو ؟
رد: أهلاً إليان ..
بقيت صامته لفتره قبل أن تقول: يُقززني أن أتصل بمجرم ولكن لم أجد غيرك ليُساعده ..
شعر بضيق من جملتها الأولى قبل أن يسأل: يساعده ؟ ماذا تعنين ؟!
بدأ التوتر والخوف في صوتها وهي تقول: إيدن ، إنه مريض للغايه لدرجة أنه يسعل دماً ، يجب أن يرى الطبيب في الحال ..
دُهش من كلامها وقال: حسناً حسناً أنا قادم في الحال ..
أغلق الهاتف بعدها تذكر أمر آليس والكلام الذي تريد قوله له ..
تردد قليلاً بعدها فتح نافذة بابها وعندما فتح فمه ليُنادي عليها شعرت بشيء من الضيق فهو لا يُريد أن يُسميها بآليس ..!
بعد فترة قصيره قرر أن يطرق بوري السياره فإلتفتت على ناحيته ..
أشار لها بأن تقترب فإقتربت حتى إتكأت على نافذة بابها وقبل أن يفتح فمه قالت بهدوء: رين ..
عقد حاجبه بعدم فهم فقالت: اُضطررت لطرق البوري لأنك لم ترغب بمُناداتي بآليس صحيح ؟ حسناً إسمي رين ..
إبتسمت وأكملت: إستعدتُ بعضاً من ذكرياتي وإسمي من ضمنهم ، وأيضاً هناك بعضاً من الذكريات التي تخص المرأة الروسيه ..
دُهش من كلامها فقالت: أعلم بأن الإتصال يبدو عاجلاً وناديتني لتعتذر ، لا بأس إذهب وسأنتظرك ..
نظر إليها قليلاً بعدها رمى لها المُفتاح يقول: كوني حذره ولا تُصدري أي شيء يُشكك الآخرين بوجودك ..
إبتسمت بعدها إلتفتت متجهه الى الداخل تهمس لنفسها: بعد الكلام الذي قُلته له أُراهن بأنه سيأتيني في أقرب فرصة تسنح له ..
مدت يدها وأدخلت المفتاح بالباب وعندما فُتح سمعت صوت سيارته تُغادر ..
تنهدت ودخلت الى الداخل وهي لا تعلم عن وجود شخص آخر ينتظر هناك ..



Part End




البارت القادم يوم الأربعاء أي بعد ثلاث أيام


طُعُوْن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-20, 02:33 AM   #113

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 38



"الأطفال أزهارٌ تفوق كلّ زهرٍ وسامةً وقامةً وحُسنًا"
‏- أوسكار وايلد -




دخلت آليس بهدوء الى المنزل المظلم إلا من بعض الأضواء التي تتسلل من بعض النوافذ الغير مُغطاه جيداً ..
مشيت بهدوء تنظر الى المكان حولها وهي تشعر ببعض التوتر يتسلل الى قلبها ..
هل السبب كون المكان مظلم أو ماذا ؟ هي لا تدري ..
تقدمت حتى دخلت الى صالة شاسعه للغايه حيث أمامها بعد مسافةً كبيره درج يوصل الى الأعلى ..
المكان ضخم أكثر مما كانت تعتقد ..
عقدت حاجبها قليلاً وإلتفتت الى اليمين لتجد جلسة هُناك وشخص ما يجلس على أحد آرائكها بإسترخاء ..
تراجعت خطوة الى الخلف بقلق هامسه: لم يُخبرني بوجود أحد !! هل هي خادمه أم ماذا ؟
نظرت الى المُفتاح الذي بيدها ، هي متأكده بأن الباب كان مؤصد قبل أن تفتحه ، هذا يعني بأن هذا الشخص لم يدخل عنوة ..
عقدت حاجبها ونظرت إليه مجدداً هامسه: أو ربما خُيّل لي أنه شخص ! المكان مظلم لذا ربما أخطأتُ النظر ..
عاودت تنظر الى محيط المكان فتصميمه حقاً غريب وجميل بحق ..
همست: هل من الممكن أنه منزل والدته ؟ لا توقع آخر لدي سوى هذا !
عاودت النظر الى تلك الأريكة التي لم يتحرك الجسد المسترخي عليها ولا لحركة واحده منذ دخولها وهذا يؤكد أنه ليس ببشر فربما كان غرض ما موضوع هناك ويبدو بشكل بشري من بعيد ..
تقدمت منه تدريجياً لتزداد دهشتها فهو يبدو كجسد بشري كلما تقدمت !
وقفت أمامه تنظر إليه بصدمه ..
لقد كان شاباً جالساً بهدوء ويبدو وكأن النُعاس قد غلبه لذا نام على هذه الوضعيه ..
هذا الشاب تعرفه جيداً !
لما هو هُنا ؟!!
حسناً ، ما دام أنه حظر حفل ريكس فهذا يعني بأنه قريب له أو صديق رغم أنها متعجبه من كون كتلة الوقاحة المتحجرة تلك يملك أصدقاءاً ..
ولكن لابد من أنه كذلك بعدما إتهمها كثيراً بكونها كاذبه وأنها تحوم حول ريكس لأذيته ..
بدأ الكره يظهر في وجهها هامسه: إنه حتى لم يُعطني إسم العطر !
يبدو بأن همسها هذا جعله يستيقظ من غفوته الغير متعمده ويفتح عينيه ناظراً للجسد الذي يقف أمامه مُباشرةً ..
بقي حاجباه معقودان قبل أن تتسع عيناه بدهشه ويعتدل بجلسته وهو يقول بعدم تصديق: المخادعه !!
أجابته بإنزعاج: لا يحق لخائن بوصفي هكذا !
عقد حاجبه يقول: خائن ؟
آليس: نعم فرغم أنك وعدتني إلا أنك لم تفي بوعدك ولم تُعطني إسم العطر ! هذه خيانه وغدر !!
رد عليها بإنزعاج شديد يقول: أنتي في النهاية من رفض قائله بأن الأمر لم يعد يهمك !!
آليس: هذا لا يُغير حقيقة كونك خائن غدار !
إنزعج أكثر من كلامها الذي يُذكره بكلام أخيه ثيو له هذا الظهر !!
وقف وأصبح مواجهاً لها يقول: ما الذي أتى بمُخادعة مثلك الى هذا المكان ؟! أجيبيني ! لما تسعين خلف ريكس بكُل هذه الضراوه ! ما هدفكم من ذلك !!
تكتفت وقالت: لن أُجيبك بأي شيء حتى تُخبرني بإسم العطر ..
إنزعج أكثر وقال: ليس عطري بل عطر أخي فماسبب تعلقك به هكذا ؟!!!!
إختفى إنزعاجه تدريجياً مُفكراً في حين قالت: وهل أخاك فقط يملكه في العالم !! هل هو بإسمه حتى ترفض إخباري إياه !! هااه ؟
إبتسم بسخريه ولم يُجبها فتعجبت وزاد إنزعاجها في الوقت ذاته وقالت: مابك تتبسم وكأنك ترى عرضاً مسرحياً ؟
عاود الجلوس بكُل برود واضعاً رجلاً على رجل يقول: ما رأيُك لو أخذتُك الى صاحب العطر نفسه ؟
رفعت حاجبها وقالت: لا ، أريد الإسم فقط لذا أعطني إياه وكف عن المراوغة أيها الخائن ..
بقيت الإبتسامة تُلازمه وهو يقول: أعلم لما تبحثين عنه ، ففاقد الذاكرة يتذكر الروائح قبل الأوجه عادةً ، وصدقيني أنا أعرف من صاحب العطر الذي يربطك بماضيك ..
إبتسمت بسخريه تقول: أخيراً إقتنعت بكوني فاقده لذاكرتي ؟
إنزعج من كونه صرّح بهذا الإقتناع فمازال لا يفهم لما هي حول ريكس إن كانت فعلاً فاقده لذاكرتها لذا قال: حسناً بعضها وليس كلها أنا واثق بأنك لا تزالين تتذكرين الكثير وتُخفين الأمر ..
سألته: إذاً من هو ؟
عقد حاجبه فأوضحت سؤالها تقول: من هو الرجل الذي أنت واثق من كونه صاحب العطر الذي أنا أتذكره ؟ ولما تعرف هذا وما علاقتك بي ؟
حسناً ، فاجئه إهتمامها وسؤالها له بهدوء فلقد ضن بأنك ستُكمل المحادثة بالصراخ والعناد ..
سألها: ولما تريدين ذلك بشده ؟
لما ؟ هي حتى لا تعرف !
ما زال وجهه غير واضحاً في ذاكرتها .. كُل ما تتذكره هو وجوده يستجوبها وهي لا ترد بتاتاً ..
تتذكر غضبه عليها وعلى صمتها وهي لا تُجيبه ..
تتذكر خاتم الفضه الذي كان يميز أصبعه والذي كانت تنظر إليه دائماً لتتجنب نظراته ..
لكن لما كانت تتجنبها ؟
شعورها آنذاك لا يُمكنها تذكره جيداً ولكن ....
ولكنه لم يكن شعور الخوف مطلقاً ..
هي لم تكن تخافه بتاتاً ..
ألا يعني هذا بأنه ليس بالرجل السيء ؟
لا يمكنها التيقن بهذا الأمر بعد لذا .... هي حقاً تُريد تذكر هذا الشخص ..
نظرت الى آندرو مطولاً بعدها أجابته على سؤاله قائله: لا أعلم ..
رفع إحدى حاجبيه يقول: لا تعلمين ؟ تصرين كُل هذا الإصرار على معرفته وتتشاجرين معي لأجل ذلك ومع هذا لا تعلمين لما تفعلين كُل هذا ؟!!
سُحقاً !! لما لا يفهمها ؟!!
هي فاقده لذاكرتها لذا كُل ما تفعله هو إتباع مشاعرها وحدسها من دون أي أسباب منطقيه ..
لا يوجد لديها سبب منطقي فكيف ستُجيبه ..
أشاحت بنظرها عنه وقررت الذهاب وهي تقول: إنسى الأمر ..
وقف بسرعه وأمسك بمعصمها قبل أن تُغادر وهو يقول: لم تُجيبيني ، لما أنتِ هنا الآن ؟
قالت من دون أن تلتفت إليه: لم تُخبرني بهوية صاحب العطر وبعلاقتي به لذا لما أُجيبك ؟
بقي ينظر الى مؤخرة رأسها لفتره قبل أن يقول: إن أجبتيني أولاً أعدك بأني سأُجيبك على كُل شيء ..
قالت بصوت لا يخلو من السخريه: كاذب فلقد قلتها لي سابقاً ولم تنفذ وعدك ..
شعر بالإنزعاج ولكنه لم يُعلق لذا قال: حسناً أُقسم بأني سأفعل هذه المرة ..
بقيت في مكانها لفتره ثُم إلتفتت تنظر الى وجهه وتقول: حقاً ؟
آندرو: نعم لقد أقسمتُ بذلك ..
سحبت يدها بهدوء من يده وقالت: ريكس أحضرني ، والآن أجب على أسئلتي ..
إتسعت عيناه بدهشه يقول: يستحيل لريكس أن يفعل ذلك !!
إنزعجت تقول: ماذا ؟ تكذيبي الآن هو عذر جديد لتتجنب إجابتي صحيح ؟!!
آندرو بذات الإنزعاج: كلا ليس كذلك !! بل أنا جاد فريكس حتماً لن يأخذ أي أحد الى هذا المنزل فكيف بك أنتِ التي يكره وجودها !! قولي كذبةً معقوله !
آليس: يكره وجودي !! من المُفترض أن أكره أنا وجوده وليس العكس فهو من أوصلني الى هذا الضياع والتخبط !! ولا مصلحة لي بكذبة كهذه فلو كُنتُ حقاً متسلله لما إقتربتُ منك وأيقضتُك صحيح !!
دُهش من جملتها الأخيره المُقنعه فقال بعدم تصديق: ولكن لما يفعل ريكس هذا ؟ لا أجد سبباً مُقنعاً !
آليس: إسأله هو وليس أنا !
أشاح بوجهه بضيق ودهشه فلا شيء يحدث منطقي بتاتاً ..
أولها حديث ثيو له هذا اليوم والآن تصرف ريكس !
لما يفعل ريكس هذا معها ؟!!
هي مجرمة تنتمي الى منظمة وضيعة فلما يُقدم على مُساعدتها ..؟
همس لنفسه: "ولكن ... هو لا يعلم عن كونها مجرمه فأنا لم أُخبره ! هل حدث المُستحيل ومال قلبه لها وأصبحا مقربين وأنا لا أعلم ؟ ومتى حدث كل هذا ؟!! ولكنه التفسير الوحيد فربما أيضاً شاهدهما أخي ولهذا بدأ بالتحدث عن ريكس بهذا الكلام السلبي ! سحقاً !! علي تحذير ريكس منها وإخباره عمن تكون بالضبط ! ربما لا أعرف الكثير عنها ولكن بما أن أخي يُطاردها فهي عضوة حقيرة منهم لذا عليه أن يحذر منها ، قد تكون مُسالمةً الآن بسبب كونها فاقده لذاكرتها ولكن الأمر لن يطول الى الأبد" !!
عاود النظر إليها قبل أن يهمس: حقيره ..
قطبت حاجبيها بإستنكار تقول: إني أراك تبدأ الآن بالهجوم كي لا تُجيبني !! هيّا ! أنت مُرتبط بقسمك لذا عليك الإيفاء به ..
أشاح بنظره مجدداً عنها بضيق شديد ..
لا يُريد ، يكرهها ولا يُريد أن يُخبرها عن أي شيء ..
صمت لفتره مُفكراً قبل أن يُقرر هذا القرار ..
سيُخبر أخاه ثيو عنها وعن مكانها أيضاً ، ما دامت علاقتها بريكس أصبحت معروفة لدى أخاه فإذاً لا خيار الآن سوى إخبار ثيو عنها ليقبض عليها وتُغادر بعيداً ..
نظر إليها لفتره وقال: هل آخذك إليه ؟
هزت رأسها نفياً تقول: لا أثق بك ، أعطني إسمه ومعلومات عن علاقته بي وحسب ، طلبي ليس صعباً ..
آندرو: ستطلبين مُقابلته إن أخبرتُك لذا دعينا نختصر الأمر و...
قاطعته: لدي ماهو أهم وأنا أعمل عليه الآن لذا لن أُغادر لأي أحد ، أعطني المعلومات فقط ..
إنزعج من عنادها وقال مهاجماً: ماذا تقصدين بلديك ماهو أهم ؟ تخططين على شيء صحيح ؟!!
إنزعجت هي الأخرى منه وقالت: نعم أُخطط على شيء ولكن هذا الشيء يخصني أنا وأنا وحدي فقط فإطمئن يا عزيزي فبالكاد أعرفك حتى تخشى على نفسك !
آندرو: هذا ليس ما أقصده بـ...
قاطعته بسخريه: ولن يضر هذا الأمر صديقك العزيز ريكس لذا إطمئن ..
صمت وهو يشتمها بداخله فلقد أخرسته حقاً بردودها ..
إنها مُزعجه حتى النُخاع ولا يتمنى أن يصطدم بها مُجدداً ..
لذا أفضل طريقة هي إخبار أخيه ليأخذها معه الى باريس ويتخلص من وجهها ..
باريس ؟
إختفت نظراته المنزعجه وهو يتذكر عندما قابلها دارسي وكان يهددها ..
هو يعلم عن كونها متورطة مع تلك المنظمة ، من المفترض أن تكون فرداً منها فلما كان دارسي إذاً يهددها ؟
هل نشب خلاف داخلي ؟
هز رأسه يبعد هذا التفكير عنه فأمرها لا يُهمه كي يفكر فيه ..
بقي ينظر إليها لفتره وهو غير مقتنع بأمر إخبارها بمعلومات ، ولكنه وعدها وأقسم على ذلك ..
حسناً ، لم يُخبرها بالتفاصيل بل ببعض الأمور وهذا أفضل ..
أخرج هاتفه النقال وقلب في الصور كثيراً حتى وأخيراً عثر على صورة واضحة لثيو ..
أدار الشاشة إليها يقول: هل تتذكرينه ؟ قابلته لمرات كثيره قبل فقدانك لذاكرتك !
نظرت الى الصورة ومدت يدها لتأخذ الهاتف ، لم يكن راضياً ولكنه تركها تأخذه ..
بقيت تتأمل في وجهه لفتره ولكن ذاكرتها لم تتنشط وهذا ضايقها كثيراً ..
نظرت الى آندرو تقول: هل هو حقاً ؟ لم أتذكره !
أجابها بإنزعاج: ومن قال فاقد الذاكره يتذكر الأوجه فور رؤيتها ؟ لو كان كذلك لإستعاد كُل فاقدوا الذاكرة ذاكرتهم حالما يستيقضون وحولهم عائلتهم !! البعض حتى أمه ووالده لا يتذكرهم فماذا بشخص غريب !
إنزعجت من هجومه !! أوليس هو من سألها في البداية إن كانت تتذكره فلما إذاً يُعطي مُحاضرةً حول الأمر !!!
ياله من بغيض !
عاودت النظر الى وجهه لفترة طويله بعدها نزلت بنظرها لآخر الصورة حيث يده اليمنى وذلك الخاتم الفضي الذي تتذكره جيداً يزين أصبعه ..
عاودت النظر الى وجهه وهي الآن أصبحت واثقه من كونه الرجل نفسه ..
بقيت تتأمل ملامح وجهه الحاده لفترة حتى سحب منها آندرو الهاتف قائلاً: كفي عن تفحصه هكذا !!
سألته: هل هو متزوج ؟
صُدم من سؤالها الغير متوقع ليُجيب بسرعه: كلا لم يتزوج ولم يُنجب الأبناء حتى ! ولما قد تسألين مثل هذا السؤال أصلاً ؟؟
وأكمل بعدها بإنزعاج: إياك أن تضعي عينيك عليه فهو ليس ممن يمكنك إيقاعهم بشباكك القذره و...
قاطعته بإنزعاج: سُحقاً لك ولأفكارك التي تذهب لأبعد مما أتخيل !! لقد رأيتُ خاتمه ودار في بالي هذا السؤال فقط لا أكثر ..
تنهد براحه مما زاد هذا من إنزعاجها ..
أغلق هاتفه يقول بلا مُبالاه: حسناً وفيت بوعدي وأريتك إياه لذا ...
قاطعته: كلا لم تفعل فلقد سألتُك عن علاقته بي ولم تُجبني عليها بعد ..
آندرو: سؤال بسؤال أنا لا أُعطي بدون مُقابل ..
إنزعجت لتعقد حاجبها تسترجع كلامه عندما تحدثوا عن العطور فإبتسمت بسخريه تقول: إذاً هو أخاك ؟
دُهش من كلامها ! هل تعرف منذ زمن أو تذكرت أم أنها تُخمن هذا !!
دهشته كانت كافيه لتأكيد ذلك فضاقت عيناها قليلاً تُفكر وهي تتذكر كلامها مع دانييل هذا الصباح فسألته: ويعمل في الشرطه ؟
وقف رُغماً عنه يقول: إذاً كُنتِ تمثلين أمر فقدانك للذاكره ها ؟!!!!
جوابه كان تأكيداً لشكوكها فنظرت إليه وهو ينتظر إجابتها على سؤاله فإبتسمت بسخريه تقول: أجل ..
بعدها إلتفتت وغادرت وهو مصدوم من كلامها بينما هي صعدت الدرج تفكر بإجابتها الأخيره ..
ما دام أنه صديق لريكس فإذاً لابد أن يصل الى ريكس معلومة إسترجاعها لذاكرتها وهذا سيُعزز موقفها معه عندما تحادثه سيكون مقتنعاً بالكامل بصدقها ..
إبتسمت ، هذا حقاً لصالحها تماماً !

***


5:30 pm



رفعت رأسها الى الباب مذعورةً عندما فُتح فجأه فآخر ما تتمناه الآن هو حضور والدتها !
تنفست الصُعداء عندما كان ريكس هو القادم والذي أسرع الى الطفل الصغير وجلس أمامه يقول بقلق: إيدن هل أنت على ما يُرام ؟
إتسعت عينا إيدن بدهشة عندما رأى بأن من إتصلت به إليان كان ريكس لا غير فلقد خشي أن تتصل بذلك الطبيب ..
إبتسم بسعاده يقول: أخي ريكس كيف حالك ؟
ريكس بحده: أجب عن سؤالي ولا تتظاهر بالعكس !
جفل إيدن مرتعباً من نبرته وأشاح بنظره بعيداً وهو بحق الآن لم يعد بإستطاعته إدعاء العافيه ..
إرتجفت شفتاه وهمس: أنا أتألم ، معدتي تتمزق ، جسدي كُله يشتعل وشعور دائم بالغثيان يُلازمني ... أنا مُتعب للغايه يا ريكس ..
إرتجفت شفتا إليان منصدمةً مما يشعر به أخاها الصغير ..
في حين أن ريكس بعدما سمع ما سمعه لم يتردد ولا للحضه في أن يفتح كرسيه المُتحرك ومن ثُم يحمله على ذراعه قائلاً: يجب أن تذهب الى الطبيب ..
إتسعت عينا إيدن بصدمه وهو يقول: لا أرجوك لا أريد ..
وبدأ يُحاول إسقاط نفسه بعنوه فإلتفت ريكس الى إليان وقال: هذا الطفل قطعاً لن أُعيده الى هُنا ، إن سألت والدتك عنه فأنكري معرفتك بأي شيء ، سأتحمل هذا الأمر بالكامل ..
ومن ثُم خرج خارجاً وإليان تتبعه بهدوء تام لتشد بعدها على أسنانها هامسه بألم: كف عن ذلك ، كف عن التصرف هكذا !

نزل ريكس من الدرج فإتسعت عينا المُربية على وسعهما وهي التي كانت للتو حضّرت طعاماً آخر غير الذي أخذته إليان الى غرفتها ..
وبسرعه وقفت أمامه تقول: الى أين تأخذه ؟!! هل جُننت أخيراً يا ريكس ! أعده ، أعده الى مكانه حالاً ..
ريكس بهدوء تام: كانت أُمي تُحبك لذا لا أُريد إيذائك ، رجاءاً غادري من أمامي ..
نظرت المربيه إليه ولم تعد تدري ماذا تفعل ..
لقد ربته بيدها وتعرفه أكثر من الآخرين ، هو حتماً لن يستمع إليها ..
إبتعدت من أمامه بهدوء فأكمل نزول الدرج وهو يقول لها: تصرفي وكأنك لم ترني ..
وبعدها خرج من المنزل ووضعه في المقعد الخلفي من السيارة يقول: كف عن البكاء ..
إيدن وهو يستمر بالبكاء: أرجوك لا تفعل ، سيُعاقبني جان ، سيُعاقبني كثيراً على هذا ..
شد ريكس على أسنانه يقول بحده: لا تذكر أسم ذلك الحقير !! سأُبعدك عن حياتك هذه ، لن تخاف أحد بعد الآن !
بعدها أغلق الباب بقوه وإلتفت ذاهباً الى المقعد الأمامي وإنطلق بعدها خارج المنزل ..


في حين خرجت جينيفر من إحدى الغرف وجذبها صوت سيارة ريكس التي إبتعدت وهي تُصدر صوتاً مُزعجاً للغايه ..
نظرت عبر الباب المفتوح الى الخارج قليلاً بعدها نظرت الى المربية التي لا تزال تقف في منتصف الدرج متوتره للغايه ..
سألتها: ماذا حدث ولما يرحل ريكس مسرعاً هكذا ! قبل نصف ساعه لم يكن موجوداً حتى !
ترددت المربيه ولم تدري ما تقول فقالت جينيفر بشك: هل تشاجر مع إليان ؟
هزت المربية رأسها وقررت أن تتحدث قائله: كلا لم يحدث ولا أدري ما به ، حتى أنا لم أشعر سوى بصوت سيارته العالي وهو يبتعد خارجاً ولا أدري ماذا حدث ..
نظرت جينيفر الى الصحن الذي تحمله وقالت: حسناً لا بأس ، أكملي ما كُنتي ستفعلينه ..
هزت المربية رأسها وصعدت الى الأعلى وهي الآن على إستعداد للتظاهر بالصدمة من إختفاء إيدن ..
وكل ما تستطيع فعله هو الدعاء بداخلها أن يمر هذا الأمر على خير ..


دخلت إليان بهدوء الى غرفتها وأغلقت الباب خلفها ..
أخذت نفساً عميقاً تُفكر بأمر إيدن حتى همست: من المفترض أنه معزول تماماً ، لا أحد يعلم عنه سوانا نحن الثلاثه فكيف هو يعلم بأمر جان ؟ إن أرادت أمي إخفاؤه عن الجميع فعليها أن تجلب له طبيباً من الخارج حتى لا يتسرب أمر وجوده للآخرين فلما تجلب جان ؟ معرفة إيدن به دليل على أنها تجلبه إذا مرض ، لما جان ! هو ليس طبيبها هي ، هو طبيب العائله ووالدي من تعرف عليه في المقام الأول قبل سنوات كثيره ، إذاً لما ؟ ألا تخشى أن يُخبر والدي عنه ؟
لديها العديد والعديد من الأسئله حيال الأمر وهي حتى هذه اللحضه لا تفهم حتى لما والدتها تُخبئه !
خمنت سابقاً بأنه بسبب إعاقته وتشوهه ، ولكن لما قلبها يقول بأن الأمر أكبر من هذا بكثير ؟
قطع أفكارها صوت رن الهاتف فنظرت الى الشاشه لترى إسم أخيها يضيئه ..
تنهدت ثُم تقدمت من سريرها وجلست عليه ..
ردت تقول: مرحباً إيدي ..
إبتسم إدريان رُغماً عنه يقول: وأخيراً قررت الأميرة التنازل والرد على مُكالماتنا ..
شعرت بالغيض وهمست: كُف عن ذلك ..
ضحك يقول: حسناً حسناً ، كيف حالك إيلي ؟
إليان: بخير وبأحسن حال ..
إدريان: ودراستك ؟ هل كُل شيء على ما يُرام ؟
صمتت لفتره قبل أن تُجيبه: لا بأس أنا أُسيطر على الأمر ..
إدريان: ماهو إذاً ؟
إليان: إعذرني ، مشكلة دراسيه لا أرغب أن يعرف عنها أحد ، يمكنني حلها لا عليك ..
تنهد وهو غير راضٍ عن هذا ولكنه واثق بقدرتها على تخطي أزماتها لذا قال: لا بأس يمكنك فعلها أنا واثق .. وإن أردتي مُساعده فأخاك الرائع لن يتوانى عن تقديم كُل جهده ..
إبتسمت تقول: شكراً إيدي ..
إدريان: حسناً إليان ، ما رأيُك بنزهة صغيره ؟ الإختبارات إقتربت وأُريد أن تفرفشي عن نفسك قليلاً قبل أن تنشغلي بها ..
إليان: لا ، لا أشعر برغبة في ذلك ..
إدريان: لن تأخذ منك سوى يوم واحد وأعدك بأنك ستستمتعين كثيراً ، هيّا إليان ..
صمتت لفتره ثُم تنهدت وقالت: حسناً وأين هذه النزهه ؟
أوه سُحقاً لم يكن يريد منها أن تسأل هذا السؤال فهي لن توافق إن علمت أن المكان بعيد الى هذه الدرجه ..
أجابها محاولاً تحوير السؤال: هناك مهرجان غنائي أُقيم منذ أيام وأنا مُشارك في آخر يوم فيه وهو يوم غد ، أريد منك مُرافقتي فلا أُحبذ السفر وحيداً ..
سألت بسخريه: تلك المغرورة ليست مُشاركةً أيضاً ؟
هز إدريان رأسه يقول: كلا ، إنه ليس بالمهرجان الشهير الى هذه الدرجه وهي لا توافق على المهرجانات العاديه ، سأذهب أنا ومُغنية أُخرى من نفس الوكاله ..
إليان: وأين يُقام المهرجان ؟
سُحقاً ، لقد كان سؤالها واضحاً لا يُمكنه تحويره بتاتاً !
سألت مجدداً: إدريان أين مكان المهرجان ؟
إدريان: سنذهب إليه بالطائره فالرحلة لن تستغرق وقتاً طويلاً ..
رفعت حاجبها وقالت: أين يقام يا عزيزي ؟
تنهد بإستسلام وقال: ليٓه اورس ..
إرتسمت إبتسامة سُخريه على شفتيها تقول: قد أكون مُخطئه لذا صحح لي الأمر ، أوليس يبعد هذا المكان عنا بأكثر من سبعمائة كيلو متراً ؟ أوليس يقع على الحدود الإيطاليه بأقصى الجنوب ؟؟
إدريان: مسافة كهذه تُقطع بسهولة بالطائره و...
قاطعته إليان: إنسى ، منذ البدايه لا رغبة لي بالذهاب فكيف الآن أذهب والمكان بعيد الى هذه الدرجه ؟ سأستغل اجازة نهاية الأسبوع بالإستذكار أفضل لي ..
إدريان: هيّا إليان ، منذ متى لم نُسافر سوياً ؟
إليان: أرجوك أنت ، لا رغبة لي وأيضاً لدي أمور أهم ..
حاول إغرائها قائلاً بإبتسامه: أولستِ تُحبين عروض رقصة الكان كان ؟ ستُقام ليلة غد ، لا أضنك تُريدين تفويتها ..
إليان: لا بأس فبعد إنتهاء إختباراتي هُناك عرض لها سيُقام في ليون ، أقرب وأفضل ..
إدريان وهو مُستمر بإغراءها: ليٓه اورس تقع بالقرب من جبال الألب ، منذ متى لم نتزلج سوياً ؟ هذه فرصةٌ رائعه فبعد إنتهاء إختباراتك سينتهي الشتاء ولن ...
قاطعته: جبال الألب متجمده بشكل شبه دائم لذا يمكنني زيارتها متى ما أردت ..
إدريان: ولكن متعتها الآن فهناك العديد من العروض الممتعه ، إيلي عزيزتي الأمر لا يُفوت إطلاقاً ..
فتحت فمها لترد ولكن فتح باب الغرفة المُفاجئ من قِبل أمها أسكتها وجعلها تنظر الى وجه أمها المرتبك بدهشه ..
ضاقت عينا جينيفر وقالت: من تُكلمين ؟
لفت إليان شاشة الهاتف الى جهتها تقول: إنه إيدي ..
دارت جينيفر بنظرها في أرجاء الغرفه قبل أن تستقر على وجه إبنتها لفتره ثُم تبتسم قائله: حسناً ، أعتذر عن إزعاجك صغيرتي ..
وبعدها خرجت وأغلقت الباب خلفها ..
شدت على أسنانها هامسه: حسناً ، أصبح الأمر واضحاً ، ريكس هو سبب إختفاء إيدن من غرفته !
تقدمت وأخرجت هاتفها وإتصلت به ..
وهنا زاد تأكدها من الأمر عندما تجاهل ريكس إتصالها بالكامل ..
ضاقت عيناها وظهر الغضب الشديد فيهما ..

***


6:05 pm



مشت بقدميها الحافيتين على هذه الحشائش الخضراء التي تُغطي المكان ..
المكان كُله من خلفها عبارة عن أرض شاسعه لا نهاية لها مليئة بالحشائش الصغيره ..
نظرت أمامها وتقدمت تخرج من أرضها الخضراء الى رمال صفراء ناعمه وبارده وبدأت قدماها تغوص فيهما وهي تتقدم من شاطئ البحر ..
توقفت عندما بدأت مياه البحر تُداعب قدميها فإبتسمت تنظر الى الأفق الشاسع القرمزي والذي يُعلن عن موعد شروق شمس هذا الصباح ..
إستنشقت رائحة البحر بعمق وشعرت به يتسلل الى رئتيها ويُعطيها بهجة وسعاده لا توصف ..
فتحت عيناها تدريجياً وبدأ قوس الشمس يلوح لها من الأفق البعيد ..
لقد كان ساطعاً يشخص الأبصار من ضوءه الكبير ..
بدأت إبتسامتها تتسع وهي ترى نصفه قد ظهر لها من حدود البحر البعيد ..
وضعت يديها أمام عينها فنوره قوي قوي أكثر مما تتخيل ..
لا ، ليس الشمس ..
فما لاح لها بالأفق وسطع عينيها بهذا الشكل لم يكن سوى رأس زعيمها يشرق بصلعته الساطعه عليها ..
نوره أقوى من نور الشمس بأضعاف فهمست بسعاده: سيدي موريس ..


عقد هذا الشاب حاجبه ونظر عن يمينه حيث ترقد فتاة شابه على سرير أبيض وفير ورأى إبتسامة غريبه تعلو مُحياها ..
هل تحدثت أم أنه كان يتخيل ؟
عاود النظر الى المجلة الفنيه التي بين يديه ليصله صوتها مجدداً تقول: أنت ساطع للغايه كعادتك ..
إلتفت بسرعه إليها ولكنها كانت نائمه !
إذاً ، هل تتحدث في نومها أو ماذا ؟!
هذا يعني بأنها أصبحت في صحة جيده ، هذا مُطمئن ..
أغلق المجلة وحاول مُحادثتها وهو يقول: ريتا ، هل تسمعينني ؟
عقدت حاجبها وبدأت إبتسامتها تختفي وهي تهمس: لا تغب ، لم يحن موعد غروبك أرجوك ..
هزها بخفه فزاد إنعقاد حاجبيها حتى بدأت تفتح عينيها تدريجياً ..
ظهرت نظرت حزن على عينها وهي تنظر الى السقف الكئيب وهمست: سيدي موريس ..
تحدث الشاب يقول: هل تشعرين بأي ألم ؟
نظرت عن يمينها إليه لفتره قبل أن تسأل: أين أنا ؟ أين الشاطئ ؟ لما غاب سيدي بهذه السرعه فهو لم يُكمل شروقه بعد !
عقد حاجبه وهو لا يفهم عما تتحدث ولكنه خمن أنها كانت تحلم لذا قال: كان حُلماً ، كيف تشعرين الآن ؟ هل أنت على ما يُرام ؟
لم تفهم عن ماذا يسأل فأجابته: كُنتُ كذلك ولكن كُل شيء تلاشى ..
مجدداً تحدثت بأمور لا يفهمها فقال: على أية حال من الرائع أنك لا تزالين بخير ، لقد كُنتِ راقده لأربعة أيام دون حركه ، هل يؤلمك كتفك ؟
بقيت تنظر إليه محاولةٍ إستيعاب جملته حتى لاح لها منظر دارسي وهو يُطلق عليها النار من دون رحمه ..
صرخت وجلست بسرعه تُمسك مكان الرصاصة ففزع هو الآخر وقال: ريتا مابك ؟
بقيت عيناها شاخصتان في الفراغ وهي تهمس: قتلني ، لقد قتلني ولكني بحق لم أكن أعلم فبماذا أُجيبه !!
وضع يده على ظهرها يقول: لا تتحركي بطريقة حاده فالخياطة ستُفتح هكذا ..
أبعدت يدها تدريجياً عن مكان إصابتها الذي للتو بدأت تشعر بألمه ثُم همست: لم أمت ؟
هز رأسه وقال: لا لم يحدث هذا ..
نظرت إليه وقالت: لما ؟
تنهد وأجابها: سيدي موريس تدخل عنوة في الأمر وأخذك ، حسناً لتعلمي فحتى الآن لا يعرف أحد بأنك بخير فحتى دارسي نفسه كان موقناً بأنك ستموتين حالاً ، لذا عليه أن يستمر في ضنه هذا ..
عقدت حاجبها دون فهم ولكنها في الوقت ذاته إبتسمت وهي تهمس: هل تقول لي بأن سيدي موريس ساعدتني ؟ هل هو حقاً فعل ذلك ؟!
هز رأسه وقال: نعم فأنتِ الآن الوحيدة التي تعرفين عن مكان الطفله لذا لم يكن يُريد خسارتك ..
إختفت إبتسامة ريتا تدريجياً وأشاحت بنظرها فأكمل لها: لدي رسالة من أجلك ، السيد موريس سيُعطيك المال الكافي ويطلب منك مغادرة باريس الى الأبد ..
دُهشت ونظرت إليه فأكمل: قال بأنك لا تزالين صغيرة وساذجه ولا داعي لأن تدخلي الى عالم أكبر منك ، بالكاد نجوتي الآن من الموت ولا يُريد أن تكرار ذلك ، لذا أخبريني عن مكانها وسأوصل الموقع الى سيدي موريس وأنتِ إذهبي وعيشي حياتك بعيداً عن هنا ، إنها رغبة السيد موريس ..
ريتا بعدم تصديق: كينتو ما الذي تقوله ؟ كيف أبتعد ؟!! كلا ، لقد نذرتُ نفسي لخدمة السيد موريس الى الأبد ، لا تمنعوني من هذا أرجوكم !!
كينتو: أخبرتُك ، إنها رغبة السيد موريس بنفسه ، هذا جيد لك ، لا تزالين في العشرين من عمرك ، أكملي دراستك وجدي لك أصدقاءاً ..
هزت رأسها نفياً تقول: لا أريد ذلك ، أرجوك لا أريد ذلك ، أنا فقط من يعرف ما الجيد لي ، بقائي بجوار السيد موريس هو السعادة الحقيقيه ، سأبقى أرجوك !
كينتو: لا شأن لي فهي رغبة السيد موريس كما أخبرتك ، لذا عليك إطاعته يا ريتا حسناً ؟
هزت رأسها غير مصدقه لما يقوله ، لما ؟
هي لا تُريد الرحيل بعيداً ، تريد البقاء بجواره دائماً ..
دُهش عندما شاهد الدموع في محجر أعينها فتنهد وقال: ريتا كفاكِ بُكاءاً ! صدقيني أن هذه أفضل فرصة لك للبدء بحياة جديده ، لا تنظري للأمر بسلبيه ..
شهقت ومسحت دموعها دون رد فسألها: حسناً ماذا عن الطفله ؟ أين خبأتِها ؟
توقفت عن مسح دموعها وهي بحق لا تعرف بماذا تُجيب ..
الكُل يضنها خبأتها ، كذبتها في البدايه انتشرت بشكل كبير ..
لا ، لا تُريد تخييب ضن سيدها موريس لذا لا يُمكنها قول الحقيقه ..
صمتت لفتره ثم نظرت إليه تقول: حسناً على الأقل دعوني أُكمل مُهمتي ، سأرعاها بعيداً حتى يطلب مني السيد موريس أن أحضرها إليه وحينها سأغادر باريس ، لا تقلقوا سأُخفي نفسي جيداً ولن يعرف أحد أني لا أزال حيه ، أرجوك ..
دُهش من كلامها وقال: ولكن ....
قاطعته: سيدي موريس مشغول الآن بأمر أختها ، لا أُريد إزعاجه بالإهتمام بالطفلة أيضاً ، دعوني أُكمل مهمتي ، إنها آخر مهمة لي معه لذا دعوني أُنجزها أرجوك ..
سكت لفتره بعدها تنهد وقال: حسناً سأخبره بهذا الكلام ..
إبتسمت رُغماً عنه تقول: شُكراً لك كينتو ، أنت شخص رائع ..
إبتسم بعدها وقف وغادر الغرفه فتنهدت وعاودت الإستلقاء على ظهرها هامسه: سأخرج وأبحث عنها ، لا أُريد لمهمتي الأخيره أن تكون فاشله ، ساعدني سيدي موريس ضناً منه أني كُنتُ قويه ولم أُفصح عن مكانها ، لا أريد أن تتغير نظرته هذه لي ، لا أريد ذلك ..
أغمض عينيها بهدوء وتدريجياً عادت للنوم فجسدها لا يزال مُرهقاً حتى الآن ..

***


6:55 pm



غربت الشمس وثلاثتهم لا يزالون يجلسون على طاولة خارجيه لإحدى محلات العصائر الشهيره ..
وهي بصغر جسدها ، بالكاد تتكئ بساعديها على الطاوله وهي تُمسك بكوب عصير طازج طويل وقشته في فمها تشربه ببطئ وعيناها عليهما وهما يتجادلان تاره ويصمتان تارة أُخرى ..
شعرها لا يزال قصيراً وتُغطيه بقبعة صوف حمراء تلف رأسها بالكامل وشال آخر صوفي يلف رقبتها وفوق كُل هذا معطف ثقيل وحذاء طويل لنصف ساقها وقفازان ثقيلان أيضاً ..
لقد ألبسوها جيداً وبالغوا في تدفئتها ضناً بأنها قد تتأثر من الجو البارد إن أهملوا منطقة دون تدفئه ..
نظر إليها أحدهما ذا العينان الخضراوتين اللتان تشعرانها بالأمان وسألها بنبرته اللطيفه: هل تشعرين بالبرد ؟
إبتسمت وهزت رأسها نفياً فعاود النظر الى صديقه يقول: حسناً بحثنا اليوم بما فيه الكفايه ، دعنا نعود الآن الى منازلنا ..
إبتسم صديقه كلود بشيء من السخريه يقول: أحقاً ؟ وماذا ستقول لأمك ؟
لم يُجبه فلا إجابة يملكها الآن ..
والدته منذ علمت بكون الطفلة أخت صديقته رين التي تسببت بمقتل صديقتهم الرابعه آريستا وهي دائماً تطلب منه أخذ الطفله الى الشرطة أو أي دار رعايه ..
ومنذ وقتها وهو يُماطل في والدته ..
نظر الى نينا لفتره وهو يتذكر عندما أخبرها بأنه سيأخذها الى الشرطة وهي ستبحث عن فرد من عائلتها ، لقد كانت ردة فعلها مُحزنه ، إرتجفت وبكت وأخبرته بأنها لن تزعجه وستذهب بحال سبيلها ولكن عليه ألا يُجبرها على الذهاب للشرطه ..
هذه الطفلة تُخفي شيئاً ولكنه لا يُحبذ بتاتاً إستجواب الأطفال ..
أمثالهم من المُفترض حمايتهم وملاطفتهم وليس إستجاوبهم في حال بقائهم صامتين عما يحدث معهم ..
تنهد وعاود النظر الى صديقه كلود يقول: لا أعلم ، سأُماطلها أكثر ..
بقي كلود ينظر إليه لفترة قبل أن يقول: أرأيت ، الكُل من حولك يفكر بنفس الشيء إلا أنت مُصر على كونها ...
قاطعه جاكي: كلود ليس الآن !
أمال كلود شفتيه ورمى نظرة الى نينا قبل أن يتنهد ويعاود النظر الى المكان من حولهم ..
بعد فترة صمت قال: إنسى الأمر جاكي ..
نظر إليه جاكي فأكمل كلود وهو ينظر في الفراغ: لقد إعتذرت عن هذا الترم في الجامعه ، واليوم إكتشفنا عن كون ملف نينا سُحب من مدرستها ، رين خططت لكُل شيء ، هي إختفت وأخفت كُل شيء يخصها ، البحث عنها لن يُفيدنا بشيء ، تذكر تلك الحادثه صحيح ؟ أيام الثانويه عندما غضبت وهربت من المنزل ، لأسبوع كامل بحث الجميع عنها بجنون ولم يجدوها ، إن قررت الهروب فمن الإستحاله إيجادها ، لقد كانت هذه الفتاة أذكانا ولا تزال كذلك لذا لا جدوى من خروجنا بشكل يومي والبحث بكُل مكان عنها ..
بقي شارداً في الفراغ قبل أن يهمس: فالشخص الوحيد الذي كان يعرف كُل شيء عنها وكانت لا تُخفي عنها أي شيء قد رحلت ، ما دامت آريستا ليست هُنا فلا أحد بالعالم يعلم مكانها ..
نظرت نينا الى كلود لفتره ثُم سألت: من آريستا التي تذكرونها دائماً ؟
دُهش جاكي ونظر فوراً إليها يقول: آه نينا هذه ....
قاطعه كلود يقول: فتاة ماتت ..
جاكي بسرعه: كلود !!
كلود بهدوء وهو ينظر الى نينا: كانت صديقتُنا ولكنها ماتت قبل فترة قصيره للغايه ، لقد قُتلت من دون أي ذنب ، تم إطلاق الرصاص عليها بوحشيه وهي لا تزال في مُقتبل العمر ..
جاكي: حسناً كلود هذا يكفي ..
كلود بهدوء: لم تستحق أن تموت ، إن كان هناك من بيننا يستحق الموت فهو ...
قاطعه جاكي: كلوود !!
أكمل كلود بهدوء أكبر: أنا ..
دُهشت نينا في حين عقد جاكي حاجبه ونظر الى كلود مطولاً حتى قاطعه صوت نينا تقول: ولكنك شخص جيد ، أنت لا تستحق الموت ..
نظر كلود إليها لفتره قبل أن يبتسم بهدوء يقول: شكراً لك ..
بعدها وقف وقال: سأشتري شيئاً لأشربه ..
وغادر تحت أنظار جاكي الهادئه قبل أن يتنهد بعمق ..
نظر بعدها الى نينا وإبتسم يقول: أتُريدين شيئاً ما أشتريه لأجلك ؟
هزت رأسها نفياً وأشارت الى عصيرها تقول: لم أُنهي هذا بعد ..
ربتَ على رأسها بإبتسامه قبل أن يأتي كلود ويجلس ناظراً الى نينا وهو يقول: نينا سأسألك سؤالاً ..
نظرت إليه فأخرج هاتفه وقلب في الصور حتى وصل الى صورة ما وقام بتكبير الصوره كثيراً حتى يصل الى إيطار الصوره الموجود على الرف ..
لف الصورة عليها وسألها: هذا الشاب ، تعرفينه ؟
نظرت الى الصورة التي كانت تضم ثلاث شبان وفتاتان ..
إبتسمت وهي ترى أُختها برفقة جاكي وكلود وقالت: هؤلاء أنتم ، لقد رأيتُ الصورة في غرفة جاكي أيضاً ..
كلود: حسناً أعلم لكن ركزي بهذا الذي بالطرف ، أتعرفينه ؟
نظرت الى طرف الصورة حيث الشاب الثالث الهادئ المظهر وبقيت تنظر إليه لفتره قبل أن تنظر الى كلود وتقول: كلا ، إنها المرة الأُولى التي أراه فيها ..
تنهد كلود بشيء من الإحباط وأغلق هاتفه وهو يشرب من عصيره فقال جاكي: لما تسألها عنه ؟
كلود: لا فائده من إجابتي ما دامت لا تعرفه ..
وبعدها عاد الصمت مجدداً عليهم ..

***

7:45 pm


كان كالملاك النائم على سرير ناصع البياض ..
الهدوء التام يسيطر على جو غرفة المشفى هذه والآخر يجلس بهدوء أيضاً على كرسي مجاور ينظر إليه مُفكراً ..
قطع تفكيره هز هاتفه المحمول الموضوع مُسبقاً على وضعية الإهتزاز ..
ألقى نظرة سريعة الى الإسم فتجاهل الإتصال عندما رأى بأنها زوجة والده لا غير ..
لو لم يكن ينتظر إتصالاً هاماً لأغلق هاتفه تماماً وإرتاح من إتصالاتها المُتكرره ..
عاود النظر الى الطفل النائم وهو يُفكر بالخطوة القادمه ..
حالته سائت عن السابق تماماً ، بالكاد كذب على الطبيب وأخبره بأمور لا صحة لها ..
هو ، ليس مُستعداً بعد لقول الحقيقه ..
عاود إلقاء نظرة سريعه الى هاتفه الموضوع بجانبه على الدرج بعدما سمع صوت هزة صغيره فوجد أنها رسالة نصيه ..
تناول الهاتف عندما قرأ بأن المُرسل كان إليان وفتح رسالتها فإذ هي تسأله "هل هو بخير ؟"
أجابها بكلمة واحده بالإيجاب ثُم أغلق هاتفه وأعاده الى مكانه ..
بقي شارد الذهن قليلاً فيها ليمر بذاكرته كلامها قبل عام ونصف تقريباً ..
عندما جلست أمامه وهو يتناول طعامه في غرفة الطعام ..
"ماذا ستفعل ريكس ؟ أعني ذلك الوغد يلعب معك بقذاره شديده وواضحه ، إن لم تردعه فستخسر الكثير ! لقد تعبتَ لتصل الى هذا المركز ، عليك فعل شيء حيال الأمر"
أغمض عينيه يبعد ذكراها عن رأسه قبل أن يلتفت ويُعاود النظر الى وجه هذا الطفل النائم ..
مجدداً دار في رأسه وجهها الملطخ بالدموع وهي تصرخ في وجهه "أخبرتُك أن تردعه ولكن ليس بالقتل يا ريكس !!! كان قذراً ولكن ليس مجرماً كحالك أنت !!"
وقف وأخذ نفساً عميقاً وتقدم بعدها الى النافذه ..
أشغل نفسه برؤية المنظر الخارجي لفتره محاولاً تناسي تلك المسألة القديمه التي لا يُريد تذكرها بتاتاً ..
شعر ببعض الدوار فأخذ نفساً عميقاً وهو يتكأ على النافذه كي لا يسقط ..
رن هاتفه فتثاقل وهو يذهب إليه ويتمنى ألا تكون عمته مجدداً ..
إلتقط الهاتف فوراً عندما رأى بأنه المُتصل الذي ينتظر إتصاله منذ فتره ..
أجابه يقول: ماذا حدث ؟
جاءه رد الطرف الآخر يقول: أوصلتُ له رسالة إعتذارك بخصوص الشحنه ، لقد كان الإمتعاض الشديد واضحاً على وجهه وبدا غير راضياً البته وقال لي بالأخير بأنه قد يتناسى ما حدث بشرط أن تصله كاملة خلال أسبوع واحد فقط ..
تنفس ريكس الصعداء وقال: جيد ، وبخصوص المخزن ؟
أجابه: مررتُ به قبل لحظات ، لا يوجد لأي أثر للشرطه ولكن المكان بالكامل محاط بلافتاتهم تمنع الإقتراب ، لم أتجرأ على تجاوزها ..
ريكس: لا بأس ، سأتصل بك لاحقاً ..
جلس على الكُرسي بعدما أغلق الهاتف ، لقد إستطاع تدبر أمر صاحب الشحنه بعدما إضطر بأن يُرسل أحدهم برسالة الإعتذار مع العديد من الوعود ومن الجيد أن الأمر مر بخير ..
ضاقت عيناه يفكر بأمر المخزن ، ما دام لم يصل إليه أحد فهذا يعني بأن توقعات باتريك خاطئه والكاميرات بالتأكيد دُمرت بالكامل ..
صورة والدته تضرر جزئاً منها لذا من الطبيعي أن تتضرر الأجهزه التي كانت بتلك الغرفه ..
هذا ما يتمناه ، فهو يخشى بأن الضرر خارجي وبأنهم الآن يُحاولون إصلاحها وإخراج تخزينات الذاكرة منها ..
تذكر ثيو ، لولا تدخله لما قلق الآن على هذا الأمر !
تنهد عندما تذكر آندرو أيضاً ..
عاود النظر الى الطفل لفتره قبل أن يهمس: كُل شيء يسير نحو الأسوء بسرعة كبيره ، علي مجاراة ذلك قبل أن أغرق ..
وقف وأخذ هاتفه وغادر الغرفه والدوار الذي يشعر به بدأ يزيد ..


خلال دقائق أوقف سيارته أمام منزل والدته ونزل منها ..
دخل الى الداخل ودار بنظره في المكان فلم يجد أثراً لأي أحد ..
ذهب الى الغرفة وفتحها فعقد حاجبه عندما لم يجدها ..
نزل مُجدداً وبدأ يدور في المكان بحثاً عنها ، دخل المطبخ ولا أثر لها أيضاً ..
إتسعت عيناه بصدمه وخرج مجدداً الى الصالة الواسعه وتذكر كلامها عصر اليوم فرفع صوته وناداها بذلك الأسم ولكن لا مُجيب ..
كاد أن يُجن وهو يُخرج هاتفه ويتصل عليها ليلتفت بعدها الى جهة الأريكة عندما سمع صوت هاتفها يرن هناك ..
ذهب ودُهش من وجود الهاتف لوحده ولا أثر لها ..
أين ذهبت ؟!!!
إلتفت فوراً الى جهة الباب عندما سمع صوتاً فرآها تدخل وهي تحمل في يدها كوبا قهوة بارده ..
إبتسمت عندما رأته وتقدمت منه تقول: شعرتُ بأنه لن تأتي الساعة الثامنه إلا وأنت هنا ..
وقفت أمامه ومدت له بكوب وهي تُكمل: عربون شكر على تهربيك لي ، لم أشكرك جيداً وقتها ..
شد على أسنانه وهو يقول: لما خرجتي ؟
مطت شفتيها وهزت الكوب تطلب منه أخذه فزادت حدة صوته وهو يقول: لما خرجتي وقد طلبتُ منك البقاء بالداخل ها ؟!!
رفعت حاجبها تقول: ألن تقبل هديتي على الأقل ؟
مد يده وأخذ الكوب منها ليضعه جانباً بينما عقد حاجبها بتعجب عندما تلامست أصابعهما فلقد كانت أصابعه حارة للغاية رغم الجو البارد هذا ..
عاود النظر إليها وقال: قبلته ، والآن أجيبيني على سؤالي ..
تنهدت وقالت: لستُ طيراً أليفاً لتحبسني بقفص ! أكره أن أكون مُقيده ..
أكملت بعدها بإبتسامه: وعلى أية حال لم يحدث أي شيء سيء ، إشتهيتُ القهوه وذهبت لإبتياعها ، لقد رأيتُ المحل عبر النافذه لذا لم أُخاطر بشيء ..
بقيت عيناه الغاضبتان شاخصتين بوجهها وهي ترد له ذلك بإبتسامه هامسه في نفسها: "ما باله غاضب ؟ هذا وأنا التي بدأت تتصرف بود معه ، عليه إحترام لطفي ولو قليلاً" ..
تنهد وأغمض عينيه ليجلس بعدها على الأريكة فجلست على الأريكة الأُخرى تقول: هل هُناك خطب ما ؟
تجاهل سؤالها وهو ينظر جهة هاتفها وقال: ولما لم تأخذي هاتفك معك ؟
أجابته: نسيته .. وعلى أية حال المكان قريب للغايه لذا الأمر طبيعي ..
أشارت بعينيها الى كوب القهوه تقول: ألن تتذوقه ؟ لقد طلبته من دون إضافة الكراميل ، أشعر بأن كُل الرجال لا يحبون القهوة المُحلاة الى هذا الحد ..
نظر الى القهوة لفتره ليقول بعدها: الجو بارد ، ألا يُمكنك قراءة الوضع قليلاً ؟ إنك مثلها في ذلك ..
عقدت حاجبها لم تفهم جملته الأخيره بينما أجابت على سؤاله الأول: وهل لأن الجو بارد نحكر أنفسنا في المشربات الساخنه فقط ! حسناً ، مع طلبات الطعام تأخذون مشروباً غازياً فلما لا تتجنبونه بحجة أن الجو بارد ؟
وضع رأسه على يده يهمس: حسناً فهمت فهمت ..
مطت شفتيها وهمست: إذاً تذوقه ..
بقي الوضع هادئاً لفتره هو يجلس بهدوء متكأ بمرفقيه على رجله ومغطياً عينيه بيده بينما هي ترتشف القهوة وتراقبه ..
سألها بعد فترة صمت طالت بينهما: ماهو ؟ الشيء الذي تذكرتيه بخصوص المرأة المدعوة بآليس ؟
إبتسمت تقول: يمكنك الإشارة لها بأمي لا تقلق ..
لم يُجبها فصمتت قليلاً وقالت بعدها: تبدو مُرهقاً ..
همس: أجيبيني فحسب ..
هزت رأسها نفياً تقول: كلا ، أنا أُريد حواراً بين طرفين عاقلين ينظران لبعضهما بكُل تركيز ، أنت لا تنظر الي بل تبدو مُرهقاً لدرجة أنك ترفض طيبتي التي قدمتُها لك عن طريق كوب قهوة ، لا يُمكنني مُحاورتك بهذه الطريقه ..
شد على أسنانه ولم يقوى على مجادلتها فهو يعرف مدى عنادها ..
عاد الصمت من جديد على المكان ، طال لدرجة أنها أنهت كوبها وهو لا يزال على وضعيته ..
حتى انها شكت هل لا يزال واعياً أم أنه غفى على نفس جلسته هذه ..
همست: ريكس ؟
أجابها بهمس بالكاد يُسمع: ماذا ؟
نظرت إليه لفتره وقالت: أنت تتعرق ..
لم يُجبها فقامت وجلست بجواره ، وضعت يدها على ظهره لتُصدم من كونه رطباً وساخناً للغايه ..
سألته: هل أنت على ما يُرام ؟ حرارتك مُرتفعه مع أن الجو معتدل وجيد للغايه !
همس لها: إبتعدي فحسب ..
أمسكت بيده التي يضعها على عينيه وسحبتها تقول: أنظر إلي أولاً ..
صدمت من لون عينيه المحمرتان جداً في حين حاول سحب يده منها والغريب أنه لم يستطع رغم أنه أقوى منها جسدياً بأضعاف ..
ضغطت على معصمه تهمس: يدك ترجف ، مابك ؟ هل أستدعي الطبيب ؟
أشاح بوجهه للجهة الثانيه يقول: غادري فحسب ألا يُمكنك فعل مثل هذا الشيء التافه !
فتحت فمها ولكن قطع عليها صوت رن هاتفه فألقت نظرة إليه وعندما شاهدت إسم جينيفر قالت: إتصلت في وقتها ، سأطلب منها أن ....
وقبل حتى أن تُمسك الهاتف أمسك بيدها وهو يقول بحده: إياك !!!
نظرت بدهشه الى عينيه الحادتين وبشكل تلقائي تذكرت كلام كين لها في يوم الحفله ..
همست تسأله: لما تكره جينيفر ؟ إنها تُعاملك كإبنها تماماً !
ترك يدها وهو يقول: كفي عن التدخل فيما لا يعنيك وغادري من أمامي !!
شدت على أسنانها تقول: مرحباً عزيزي !! أنا هُنا قلقة من أجلك وكُل ما تفعله هو طردي والصراخ في وجهي ! كف عن وقاحتك هذه فهي ستطرد الآخرين بعيداً عنك وستبقى وحيداً طوال عمرك !!
أشاح وجهه متجاهلاً وعاد الى وضعيته السابقه وهذه المرة أصوات أنفاسه صارت مسموعة لها ..
مطت شفتيها وقالت: سأذهب كما أردت مني ولكن ليكن في علمك بأنك لن تجدني وقتها ابداً وحينها إبحث عن شخص يُخبرك بنوع علاقة والدتك مع المدعو بالبروفيسور ..
ووقفت مغادره وبالكاد منعت نفسها من الإبتسام عندما تحرك بطريقة حاده وأمسك بمعصمها ..
نظرت إليه لتجده ينظر إليها بصدمة عارمه ..
جيد !! لقد أصابت الهدف !
بقي ينظر إليها بصدمه وهو يقول: هل حقاً تعرفين ما السر بينهما ؟
سر ؟ لا تفهم معنى سؤاله !
هل هو يعرف بنوع العلاقة أو لا ؟
على أية حال عليها أن تستمر بتمثيليتها هذه وإدعاء معرفة كُل شيء ..
أجابته ببرود: ماذا في رأيك ؟ أعرف أموراً يستحيل لك معرفتها يا ريكس وها أنت ذا تُضيعني من بين يديك بسبب غرورك ووقاحتك ..
أغمض إحدى عينيه عندما إجتاحته فجأه وخزة ألم حاده ..
ترك يدها وأمسك بكلتا يديه رأسه وبدأ يعصره ..
إختفت ملامح البرود من وجهها وجلست بجواره مجدداً تقول: أنت متعب بالفعل ! إن كُنت لا تريد مساعدة جينيفر فهل أتصل بإليان لتُعطيني رقم أي طبيب مناسب ؟ يجب أن يراك أحدهم ! لا تقلق لن أقول لها أنه من أجلك فأنا اعلم بأن علاقتكما ليست جيده لذا ...
قاطعها: لا أريد شيئاً ..
صمتت مفكره ، ليس بإجابته بل إجتاحتها تلك الذكرى ..
جملة إليان لها عندما تحدثت عن علاقتها بريكس وعندما وصفته بالقاتل ..
بقيت تنظر الى ريكس لفتره قبل أن تسأل بشكل غير إرادي: هل أنت قاتل فعلاً ؟
لم يُجبها فالألم يزداد ولم يعد قادراً على التحمل ..
هو لا يريد الإلتجاء الى هذا ولكن لم يعد يستطيع التحمل فالألم حقاً لا يُطاق لذا همس بالكاد: في درج سيارتي علبة حبوب ، أحضريها من أجلي ..
نظرت إليه قليلاً بعدها أخذت مفتاح سيارته الذي كان بجانب هاتفه وخرجت خارجاً وهي تسمع صوت الهاتف يرن ثانيةً من نفس الشخص ..

***


10:23 pm




قبل شهرين ..

تقدمت بهدوء تخطو على طول غرفة المعيشة هذه المتواضعه وهي تقول: كلا ، خطتي هي ما ستُنفذ لا شيء آخر ..
إلتفتت الى الرجل الهادئ والذي يبدو في أواسط الأربعينات من العمر بينما هو في الحقيقه أكبر من ذلك بعقد من الزمان ..
نظرت للحضه الى نظراته الهادئه الغير راضيه على كلامها فتجاهلت ذلك وأكمل كلامها تقول: تعبتُ من إخفاء نفسي بطرقك القديمة هذه ، أنا أحتاج لأحد يحميني ، أنا بحاجة لشخص قوي وذو سلطه ، بإختصار شخص ثري !
رفع حاجبه فتكتفت وأكملت تمشيط الغرفة ذهاباً وإياباً ببطىء وهي تُكمل فكرتها قائله: إشتريتُ كُرسي متحرك وشكلي غيرته منذ فتره من لون شعري وطوله ، كُل ما علي فعله الآن هو إيجاد أسره ثريه ساذجه .. يُفضل أن يملكوا أبنائاً في بداية طموحهم العلمي ، نعم عليهم أن يكونوا أسره ثريه لديها مركز بين العائلات وأبناءاً طموحين يُخشى عليهم للغايه ، بهذه المواصفات سيضطرون الى حمايتي من أجل سمعتهم وسمعة أبنائهم !
توقفت ونظرت إليه مُكمله: مثلاً أصطدم بالخطأ بأحد أبنائهم وأتظاهر بسقوط أغراضي الشخصيه من على كرسيي المتحرك ، يُفضل أن تحدث هذه الصدفة في يوم ماطر ..
إبتسمت وأكملت: في اليوم التالي أذهب الى أحد كبار هذه العائله ، يُفضل الى الأم فهي ستكون عاطفية من دون شك ، وبتمثيلية صغيره سأُجبرهم على الإعتناء بي ..
رفع حاجبه دليل عدم الإقتناع وكأنه يطلب منها توضيحاً أكبر فأكملت: أُخبرها بأني فتاة يتيمه في أحد دور الرعايه وقبل وفاة مربيتي وجدت لي قريب بعيد للغايه ، مثلاً إبن عم والدي أو شيئاً من هذا القبيل وكتبت لي عنوانه في ورقه ، سأُخبرها بأن إبنها أُو إبنتها إصطدما بي وبسبب ذلك سقطت الورقه على الماء وتبعثر الحبر وضاعت عائلتي الوحيده الى الأبد وأصبح لا مكان لي لأعود إليه ، لا بأس في أن أصنع بعض الرضوض في جسدي دليل الرعاية القاسيه التي تلقيتُها في الدار ..
إبتسمت وقالت: لن يُمكنها طردي ، تخشى أن أذهب الى الشرطه وعندما أعطيهم التفاصيل يتورط إبنهم الطموح في ذلك وتتشوه سمعته وخاصةً بأني أبدو مُثيرة للشفقه ، شابه صغيره مُقعده لا ملجأ لها .. الكُل في هذا الأمر سيقف معي وهذا ليس جيداً لعائلتهم ، لا بأس لو قررت أن تنشر معلوماتي بالإنترنت من أجل أن يجدني قريبي المزعوم ففي النهايه ستتكفل أنت بمحوها ..
أكملت بعد برهه: لذا جد لي عائله بهذه الموصفات ويُفضل أن يكون إبنها الذي أُصطدم به شخص فض وجاف ومغرور فهذا سيزيد من فرصتي ..
تحدث أخيراً يقول بهدوء: ليست مضمونة مائه بالمائه ..
ردت عليه: مُعظم الخطة تعتمد في حواري مع والدته ، وأنا ذكيه بما فيه الكفاية لتحويل كُل شيء لي ..
عاودت المشي وهي تُكمل: فكُل ما أُريده هو إيجاد مكان قطعاً لن تُفكر تلك المنظمة في وجودي به ، نفذ مالي وأنا بحاجة الى المال ، ووقتها سأُفكر بهدوء وسأجد أفضل حل للإنتهاء من ظروفي السيئة هذه فأنا لا أُريد أن أبقى مُطارده طوال حياتي من المجرمين والشرطه !
نظر إليها لفتره بعدها قال: حسناً وماذا عنيتي بجملة "يصطدم بي أحد أبنائهم" ؟ أتقصدين حادث سيارة مثلاً ؟
شهقت ووقفت تنظر إليه وتقول: كلا !!! أنا لا أُريد الموت ! قصدتُ إصطدام جسدي طبيعي وعادي !
نظرت الى عينيه الغير مُقتنعتين فتقدمت منه ووضعت يدايها على جانبي أيدي الأريكة لتقترب من وجهه وهي تقول: لن أُسبب لجسدي أي أذى ، فالشيء الوحيد الذي جعلني أُقاوم في حياتي البائسة هذه هو نينا ، يجب أن أكون أقوى من أجلها هي وتذكر شيئاً مهما ! حماية نينا من حمايتي أنا فإن كُنتَ تخشى علي الموت فعليك أن تخشاه على نينا أولاً لذا في فترة بقائي بمنزل الأسرة الثريه إعتني بها جيداً ..
وقفت وأنهت حوارهما بجملة: فأي مكروه يحدث لها يعني موتي لا محاله .. فنينا هي خطي الأحمر ، هي خط حياتي ..

إرتسمت على شفتيه إبتسامة غريبه وهو يتذكر هذا الحدث الذي مضى عليه أكثر من شهران ..
إرتشف القليل من قهوته الساخنه وهو يجلس بهدوء على أريكة فرديه بوسط هذه الشقة الواسعه المظلمة التي لا يسكنها سواه وحده ..
فكر في أحوالها الآن فبعد أن عدل خطتها بإرادته الخاصه ومن دون علمها ساءت الأمور على نحو غير متوقع وفقدت ذاكرتها ، يتساءل هل ستعود إليه مجدداً بعد إسترجاعها لذاكرتها أو لا ؟
حسناً ، ستعود ، فلا تملك مُعيناً غيره ..
رفع نظره بهدوء الى الطاولة التي أمامه حيث سابقاً سحب ملفات أختها الصُغرى من المدرسة بعد موت جدتها ..
حسناً ، حتى الآن لم يجد لها أثراً فالطفلة بشكل غير متوقع هربت من المنزل بعد موت جدتها مباشرةً ، أين هي الآن ؟!
بل أين أختها الكبرى في المقام الأول ؟!!
يالها من عائلة تعشق الهروب والإختفاء ..
فكُل أفراد العائله من دون إستثناء قد هربوا وإختفوا في إحدى فترات حياتهم إبتدائاً بوالدتها التي أخذت طفلتها الصغرى معها وإنتهاءاً بهذه الصغيره ..
قطع عليه أفكاره وصول رسالة نصية الى هاتفه النقال ..
أخذ هاتفه ونظر الى نص الرسالة لتتسع عيناه بصدمه وبالكاد منع يده المرتجفه من أن تسقط كوب القهوة أرضاً ..
مُستحيل !!
شد بعدها على أسنانه وهمس بعدها: لقد فعلتها تلك المرأة المجنونه ! لقد أخذت مارك معها وهربوا بعيداً !
وقف بطريقة حاده وأخذ هاتفه وذهب ليُبدل ملابسه ويتأكد من الأمر ..
عليهما ألا يرحلا بعيداً !!
لا بأس في أن يتحمل أمر إختفاء رين وأُختها نينا ولكنه قطعاً لن يتحمل أمر إختفاء زوجته ومارك !
كلا ، الأمر ليس عليه أن يتعقد الى هذا الحد !



Part end




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 18-10-20, 12:43 PM   #114

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




صباح الخيرات ♥

كيف الأخبار عساكم طيبين ؟
أعتذر من الجميع ، لكل القراء من رواد المنتدى او من خلف الكواليس ، غبت لفتره طويله بدون لا أعطيكم خبر قبلها وهذا تصرف غبي مني فاتمنى تعذروني ..
الأسباب ذكرتها بحسابي بالانستغرام ، اسباب شخصيه م احب تنذكر بالمنتدى ابد

باذن الله حاعوضكم تعويض حلو ، هالاسبوع حانزل لكم اربع بارتات بين كل بارت وبارت يوم إبتداءاً من الآن ..
والروايه قريب حتنتهي ان شاء الله ، خلال شهرين بالكثير فاتمنى الاقي الدعم اللي يستحق واتمنى تعطوني من وقتكم لو ثواني بسيطه تكتبوا فيها لو كلمة شكراً لانها تفرق عندي وتعني لي الكثيير والله ♥


دقايق ويكون البارت بين ايدكم



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 18-10-20, 12:51 PM   #115

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



Part 39


" أردتُ أن أكون في مكانٍ ما ، حيث يعجز من أعرفهم الوصول إليه "
- سيلفيا بلاث -



11:13 pm

واقف بهدوء في الساحة الصغيره التابعه للمنزل وينظر الى اللافته المعروضة على الباب والتي كُتبت بخط كبير "للبيع" !
شد على أسنانه وحاول فتح الباب ولكنه كان مؤصد ..
سحقاً !
لقد فعلتها حقاً !
أخرج هاتفه النقال وإتصل عليها فزاد إنزعاجه عندما وصله صوت يقول بأنه خارج الخدمه ..
تلك المجنونه ما دامت قد نوت الهروب فستفعل ذلك بكُل إستطاعتها ..
كلا ، عليه أن يجدها !
لقد حذرها مراراً وتكراراً حتى أنه حرص على أن المال الذي يُعطيهما تكفي فقط حاجتهما ولا تزيد حتى لا يكون لها مجالاً للإدخار والهرب ..
كيف فعلتها ؟!! من أين لها بالمال ؟
أو هل من المُمكن أنها هربت وهي لم تملك المأوى بعد ؟
إمرأة مجنونة مثلها هي وحدها من تفعلها !
سُحقاً !
دار حول المنزل وذهب الى ساحته الصغيرة الخلفيه وبالفعل كُل شيء مختفي ، لقد أخذت كُل أغراضها ..
ما دامت أنها أخذتها كُلها فهذا يعني أنها عرضتها للبيع لجمع المال ..
هل جمعته هكذا حقاً ؟
ولكن منازل هذه الأيام ليست بهذا الرخص !
إلا لو أمنت إستئجار شهر واحد على الأقل ..
أخرج هاتفه وإتصل على أحدهم والذي كان هو ذاته من أرسل له الرسالة قبل نصف ساعه تقريباً ..
بعد مدة رن قصيره جاءه صوته فقال له: إسمع ، حاول إيجادها عن طريق تعقب رقم هاتفها حتى لو أُضطررت للتبليغ عن كونها خاطفة لمُراهق ! المهم تعقبوا هاتفها ، وإبحث بالجوار عن أي معلومات أُخرى قد تُفيد ..
أغلق بعدها الهاتف ودار مجدداً حول المنزل ليصل الى البوابة الأماميه القصيره ..
فتحها وخرج منها وبقي واقفاً في مكانه لفتره مُفكراً قبل أن يصله صوت إمرأة ناعم يقول بتساؤل: ريكارد ؟
دُهش وإلتفت الى اليمين ليُفاجئ بجينيفر التي تتقدم منه وهي تُحيط جسدها بمعطف فرو أبيض ..
تقدم منها وإلتقيا في المنتصف يقول: أهلاً سيدة جينيفر ..
جينيفر وهي تنظر خلفه حيث المنزل: لما كُنتَ واقفاً أمام منزل المرأة المجنونه ؟
إبتسم يقول: لاحظت لافتة بيع فتوقفتُ لأتأكد منها وقد بدا لي الأمر غريباً فأصحاب المنزل يسكنونه منذ أعوام عديده ..
تعجبت جينيفر لتقول بعدها: على أية حال إرتحتُ منها فلقد كانت لا تكف عن رمقي بكره في كُل مرة تراني فيها ..
هز رأسه دون تعليق ليقول بعدها: على أية حال أستئذنُك للذهاب ..
هزت رأسها له فإلتفت وغادر الى سيارته بينما بقيت واقفةً لفتره تنظر الى المنزل مطولاً قبل أن تضيق عيناها ثُم تلتفت وتعود الى فيلتها ..

دخلتها وإستدعت الخادمه لتحمل عنها معطفها وعندما أخذته سألتها عن ما إذا كان ريكس قد عاد فأجابتها بالنفي ..
تقدمت بعدها جينيفر عندما لاحظت ضوء الممر الذي يقود الى غرفة السينما وفتحت باب الغرفه فرفعت حاجبها عندما رأت أبنائها يجلسون ويشاهدون فيلماً ما ..
إبتسم إدريان عندما رآها وقال: مرحباً بوالدتي العزيزيه !
جينيفر: أوليست طائرتك غداً صباحاً ؟ ضننتُك قد خلدت الى النوم مُبكراً !
ضحك إدريان ووضع يده على كتف أخته الصغرى يقول: بعدما بائت مُحاولاتي في إقناعها بالفشل قررتُ على الأقل مُشاهدة فيلم معها ، منذ زمن لم نبقى معاً ، تعالي معنا الفيلم من نوعك الذي تكرهينه للغايه ههههههههه ..
رفعت حاجبها ونظرت الى الشاشة التي أوقفت إليان عرضه عندما دخلت والدته ونظرت بعدها إليهما وقالت: حسناً إستمتعا عزيزيّ ..
نظرت بعدها الى إدريان وقالت: بعدما ينتهي مر على غُرفتي فأنا أُريد محادثتك بأمر قبل سفرك ..
إدريان: كما تُريدين ..
إليان: طاب مساؤك أمي ..
إبتسمت لها وقالت: طاب مساؤك عزيزتي ..
بعدها خرجت وأغلقت الباب ..
إتجهت الى الأعلى ودخلت الى غرفتها ..
جلست بهدوء تام على كُرسي مكتبها وأخرجت ملفاً خاصاً بدرجها الذي دائماً ما يكون مؤصد الإغلاق ..
وبهدوء تام بدأت بالتخطيط لأمر جديد ..
فهي إن هددت بشيء فستفعله دون شك !

***


1 February
9:48 am


كان غارقاً في نوم عميق وهي تجلس بهدوء تام على الأريكة المُقابله تتناول طعام إفطارها الذي ومُجدداً لم تسمع كلامه وخرجت لتشتريه من الخارج ..
رفعت عينيها إليه عندما أحست بحركته وأكملت تناول فطيرة الكروسون وهي تراقب إستيقاظه ..
جلس مُمسكاً رأسه بألم ودار بعينيه على المكان الشبه مُظلم قبل أن تقف على وجهها ليستوعب بعدها أنه نام مُباشرةً بعد تناول الحبة بالأمس ..
عقد حاجبه ونظر الى جهة إحدى النوافذ والتي على الرغم من كونها مُغلقه إلا أن نور الشمس تسلل من فتحاتها ..
إنصدم من هذا الأمر ، هل نام كُل هذه المُده ؟
نظر إليها والى الطعام الذي كان من الواضح أنها إشترته من الخارج فقطب حاجبيه بإنزعاج وعندما فتح فمه ليُوبخها فاجأته بسؤالها تقول: هل تتعاطى الممنوعات ؟
تعلقت عيناه المصدومتان فيها قبل أن يتجاهل سؤالها ويقول: لما خرجتِ بعد كُل تحذيراتي ؟
أجابته: لما لا ترد على سؤالي أولاً إن كُنتَ تُريد إجابتي ؟
شعر بالإنزعاج منها لينعقد حاجبيه عندما وقع نظره بالعلبة التي بجانبها ..
إنها علبة حبوب ولكنها مُختلفه تماماً عن علبته التي في السياره ..
عاود النظر إليها يقول: أي حبةٍ أعطيتني بالأمس ؟
أجابته ببرود وهي تقضم لقمتها: إشتريتُ حبوب صداع قويه تُسبب النعاس ..
إنصدم من إجابتها وقال بحده: طلبي بالأمس كان واضحاً !!
نظرت الى عينيه وقالت: أجل واضحاً كوضوح كونك تتعاطى الممنوعات ، لن أدخل في جريمة معاونة مُتعاطي لذا أعطيتُك شيئاً آخر قوياً يُسكن ألمك ولو قليلاً ..
أكملت بعدها بلا مُبالاه: وقد أدى غرضه بشكل غير متوقع ، يبدو بأن من قال أن نصف الدواء هو نفسية المريض كان مُحقاً فلقد تناولتَه ضناً منك أنها حبوبك لذا أدت نفس الغرض ..
شد على أسنانه وهو يكاد يُجن من هذه الفتاه ..
وقف وسحب مُفتاح سيارته فإرتسمت على شفتيها إبتسامه تقول: لن تجدها في سيارتك ..
توقف عندما مر من أمامها وحاول ضبط أعصابه قبل أن يقول بهدوء تام دون أن يلتفت إليها: أين هي ؟
أكلت آخر لقمة وهي تقول: تخلصتُ منها ..
إتسعت عيناه بصدمه قبل أن يلتفت إليها وبشكل فاجئها أطبق قبضته على عنقها وهو يشد على أسنانه قائلاً: كيف تتصرفين وكأن لك شأناً بي ؟!!!
حاولت إبعاد يده عنها وهي تكاد تختنق منه فقالت له: بالفعل الممنوعات تجعل الإنسان يتصرف كشيطان !
زاد من قبضته على عنقها حتى لا يُمكنها الحديث مُجدداً وهو يقول بنبرة هادئه غاضبه: كان واضحاً من البداية أني شيطان لذا ما كان عليك الإقتراب مني وإستفزازي بهذا الشكل !
أغمض بعدها أحد عينيه لوهله عندما شعر بنغزة ألم وخفّت قبضته فنظرت إليه بهدوء والى عينيه التي ولّدت بداخلها ذِكرى غريبه فقالت بهدوء: أنتم من أدخلتموني عنوة الى حياتكم المظلمه لذا لا يحق لكم مُحاسبتي ..
رفع أحد حاجبيه بإستنكار يقول: هل أنا من طلبتُ منك المرور من أمام سيارتي ؟ أو قبول دعوة جينيفر في البقاء بمنزلنا ؟ أو أن تُمسك بك تلك المنظمة وتظهرين مجدداً في وجهي ؟!! هل أنا من طلب منك كُل هذا !
صرخت في وجهه: بل هي من دخلت حياتنا المُسالمه وقلبتها رأساً على عقب !! تلك الروسية السافلة هي السبب بكُل هذا !!
هي ؟
توقفت عن الحديث منصدمه مما تفوهت به شفتاها ولا تعلم حتى لما قالتها ؟
عن ماذا كانت تتحدث ؟ ما دخل تلك الروسيه ؟
لا تعلم ، هي بالفعل لا تعلم لما نطقت بتلك الكلمات الغريبه !!
في حين إختفى الإستنكار من وجه ريكس وحل محله الدهشة وهو يقول: ماذا تقصدين ؟
أشاحت بوجهها وهي تشعر بتوتر غريب قائله: لا أعلم ..
لف وجهها عنوة إليه وسألها مجدداً ولكن بنبرة حاده هذه المره: سألتُك ماذا تقصدين ؟
صرخت في وجهه: لا أعلــم أنا بالفعل لا أعلــم !!!
ودفعته عنها لتقوم وتُغادر مُبتعده فصرخ فيها: ريــن توقفي !!!
ولكنها صعدت الى الأعلى متجاهلةً ندائه فشد على أسنانه ولحق بها حتى دخلت الجناح مؤصدةً الباب خلفها بقوه ..
ضرب الباب يقول: إفتحي الباب حالاً !! إفتحيه قبل أن ...
قطع كلامه إغلاقها للباب الداخلي أيضاً وبهذا لن يصلها صوته أبداً ..
شد على أسنانه قبل أن يرفس الباب بقدمه ويسند ظهره على الجدار ..
أغمض عينيه وهو قد بدأ يشعر بالألم والدوار يُعاود جسده مجدداً فشعر بغضب مُضاعف اتجاهها ..

***


‏10:46 am
‏- Colmar -


مدينة ريفيه تقع على بُعد ساعة تقريباً من ستراسبورغ ..
مبهره ومُميزه بمنازلها ذات الألوان الزاهيه والمشرقه ومحلاتها ذات الواجهات اللطيفة المزهره ، تمتلئ بالزهور ذات الألوان المتنوعه الحيويه وتمر عبر منازلها قنوات مائيه إعتاد السيُاح على عبورها بزوارقهم الخشبيه ..
المنزل الذي إستأجرته لستة أشهر قادمه لم يكن باهض الثمن ولم يكن كبير للغايه ..
منزل صغير من دور واحد وعلّية واحده إختارها كغرفة خاصة له فلقد كانت تُطلع على أحد القنوات المائيه القريبه جداً ..
إستيقظ من نومه منذ دقائق قليله وبقي على نفس وضعيته يُراقب السقف الخشبي وهو يُحاول الإعتياد على هذا المنظر فبحسب كلام والدته يبدو بأنه سيقضي بقية حياته هنا ..
تنهد وقطع عليه تفكيره فتح والدته للباب لتُطل برأسها وتقول بإبتسامة لطيفه: إستيقظت ماركي ؟ هيّا تعال فالإفطار جاهز ..
نظر الى جهتها وهز رأسه بالإيجاب فعاودت إغلاق الباب وتلك الإبتسامة اللطيفة لا تزال على شفتيها ..
بقي ينظر الى الباب المُغلق لفترة ليست بالقصيره وهو يُفكر بكونه غير راضٍ بتاتاً على إنتقالهم بعيداً عن ستراسبورغ ..
لقد ترعرع هُناك وذاك المنزل .... هو صلته الوحيدة بوالده ..
على الرغم من أنه يكره إبتعاده عنهم إلا أنه كان يُفضل البقاء فيه كي يأتي في يوم من الأيام ويعتذر ..
ما دامهم قد إبتعدوا ففرصة رؤيته مُجدداً اصبحت شبه معدومه ..
هو بحق غير راضٍ ولكنه لا يُريد الإعتراف بهذا ..
لا يُريد الإعتراف بكونه يفتقد والده وبأنه سينتظره دائماً ..
تنهد وجلس على السرير وهمس: بالمُقابل أمي تغيرت ، كُنتُ نادراً ما أرى إبتسامتها الصادقة هذه ، منذ أتينا هُنا وهي مُشرقه وحيويه ودائمة الإبتسام ..
شتان بين حياتهم في المنزل الماضي وهذا المنزل فلقد كانوا سابقاً لا يتوقفون عن الشجار لأتفه الأسباب ..
كانت أمه دائماً عصبيه متوتره وكأنها تُعاني مرضاً نفسياً ولكن كُل هذا إختفى حالما إنتقلوا الى هذا المنزل ..
نظر الى الأرض بهدوء وهمس: سأقبل هذه الحياة ، لن أتشاجر مع أمي التي تحملتني لسنوات من أجل وغد خائن تركنا ورحل خلف أهدافه ..
تفاجئ بفتح والدته للباب ليجدها قد دخلت وبيدها صحن الإفطار تقول: كُنتُ أعرف أن إبني الكسول لا يزال على السرير لذا قُلتُ لنفسي سأذهب بطعامنا إليه ..
مارك بدهشه: آسف أنا ...
قاطعته وهي تضع الصحن على منضدته: ههههه أنا لا أُعاتبك لا مُشكلة من تغير مكان تناول الطعام بين فترة وأُخرى ..
إتجهت الى الكراتين الكبيرة المليئة بأغراضه والتي لم يُفرغها بعد وسحبت إحداهم ليُصبح أمام ولدها بعدها أخذت صحن الإفطار ووضعته عليه لتجلس أخيراً بجانبه على السرير وعينيها على بقية الكراتين ..
تنهدت تقول: متى ستوضب أغراضك ؟ هل تريد مني أن أفعل هذا ؟
مارك بسرعه ومن دون وعي: كلا سأفعل ذلك بنفسي !!
تعجبت من نبرته الهجوميه ونظرت إليه فتوتر وقال بإبتسامه: لقد تعبتِ في توضيب أغراض المنزل لذا لا أُريد أن أُثقل عليك بأغراضي أنا أيضاً ، سأُرتبها هذا اليوم لا تقلقي ..
إبتسمت له تقول: وااه ماذا فعلتُ ليكون إبني باراً بي هكذا ؟
بادلها الإبتسامة وبدأ بتناول طعام إفطاره وعينيه على أحد الكراتين المُغلقه وذكرى ذاك اليوم قبل سنين عديده لا يزال يدور في رأسه رغم كونه كان صغيراً آنذاك ..

***


1:33 pm
-London-


أنهى عمله في الشركة وخرج أخيراً منها وكُل ما يدور في رأسه هو رسالة عمه له يوم الأمس ..
لقد كان جاداً صارماً وهو يطلب منه مُقابلته ..
في ماذا قد يطلبه ؟
إنها المرة الأولى التي يُرسل فيها مثل هذه الرسائل فبالعاده تكون رسائله طبيعيه ويشرح فيها سبب طلب مقابلته كحفلة عائليه أو غيرها ..
للتو كان في ستراسبورغ فماذا يريد منه الآن ؟
هل الأمر متعلق بهروب فرانس من المنزل ؟
ولكن هذا حدث منذ مده ولو كان سيستدعيه لهذا الأمر لفعل ذلك وقتها ..
تنهد وفتح باب سيارته وجلس فيها ينظر الى هاتفه التي لم تصله أي رسالة بعد ..
لقد رد عليه بالأمس قائلاً بأنه مشغول فهل الأمر بهذه الأهميه ؟ ولكنه لم يتلقى أي رد من عمه حتى الآن ..
لقد أخّر أعماله في لندن كثيراً لذا لا يُمكنه في هذا الوضع السفر وتركها تتراكم أكثر !
وما يُزعجه أن إستيلا حتى هي لا تعرف سبب طلب عمه هذا !
إذاً ماذا ؟
أخذ نفساً عميقاً يُحاول التوقف عن التفكير فالعمل اليوم كان مُجهداً بما فيه الكفاية ولا يُريد التسبب لنفسه بمزيداً من الصداع ..
ما إن أخرج مفتاحه ليُشغل سيارته حتى أتته رسالة نصيه فإلتقط هاتفه ينظر الى المُرسل فرأى بأنها من عمه ..
فتحهها وقرأ محتواها القصير الذي ينص على "تعال فوراً" ..
بقي ينظر الى الكلمتين هذه وتأكد بأن هُناك مصيبة كبيرة تنتظره ، ماذا عساها تكون ؟
إن لم يكن الأمر يتعلق بفرانس فهل يتعلق بريكس ؟
ولكنه لم يناقشه قبلاً بأموره !
أطال النظر الى الرسالة ولم يستطع بتاتاً توقع سبب لذا كتب له "خلال أسبوع سأجد لي فرصة وآتي" ..
رمى هاتفه منزعجاً وشغّل سيارته ولكن سرعان ما وصله الرد من عمه ، ألقى نظرةً عليه وزاد إنزعاجه عندما كان النص كالسابق تماماً !
ماذا يقصد بتعال فوراً ؟!!!
هو مشغول وشخص تاجر كعمه عليه أن يعي معنى أن يرتبط الشخص بأعماله وخاصةً إن كانت بعد إنقطاع طويل !
داس على الفرامل وغادر المكان بطريقة مُلفتة للأنظار جعلت هذه الشقراء ذات العينين العسليتين تنظر الى سيارته بتعجب كبير ..
ركبت سيارتها وأخرجت هاتفها الفضي وبحثت عن رقمه بأصابعها النحيلتان المزينتان بالطلاء الأحمر على أظافرها ..
وضعت الهاتف على أذنها عندما رنت عليه وبقيت تنتظر رده وهي تنظر الى مكان سيارته السابق بعينين قلقتين من خلف نظارتها الشمسية السوداء ..
إنه معروف تماماً بهدؤه وبقدرته على تمالك أعصابه حتى في أحلك الأمور لذا هي قلقه بخصوص السبب الذي جعله يفقدها الآن !
لم تجد رداً فبقيت في مكانها ضيقتي العينين قبل أن تُحرك سيارتها وتعبر طريقاً مُخالفاً لطريق منزلها ..


دخل الى شقته الفارهه ذات الإيجار السنوي وحلّ ربطة عنقه ورمى بجسده على أريكة صوف ناعمه ..
أغمض عينيه مُسترخياً ومُفكراً بالوقت ذاته في طريقة للذهاب الى ستراسبورغ فلم يعد لديه خيار آخر ويتمنى أن يكون سبب دعوته كبير ويستحق هذه التضحيه وإلا ....
تنهد وتوقف عن صنع تهديدات لا طائل منها وبدأ يُفكر بمواعيد عمله يوم غد وكيف سيؤجلها ..
خلال دقائق رن جرس شقته فعقد حاجبه ووقف متجهاً الى الباب ومتعجباً فلا أحد سيطرق في مثل هذا الوقت من النهار ..
فتحه فبانت على شفتيه إبتسامة صغيره وهو يقول: هذه أنتِ آنجي ..
دخل فخلعت آنجيلا نظارتها ودخلت خلفه تنظر الى الشقة المُظلمه ثُم نظرت إليه يجلس على الأريكة وهو لا يزال بملابس العمل ..
ظهر الإستنكار على وجهها وأغلقت الباب خلفها وأنارت إحدى الأضواء وهي تقول: آلبرت ماذا هُناك ؟
هز رأسه نفياً فقالت: بلى هناك خطب فيك دون شك !
تقدمت وجلست بالأريكة المُجاوره ومدت يدها تضعها على كتفه تقول: عزيزي مابك ؟ تصرفاتك عندما خرجتَ من العمل لم تكن طبيعيه !
تنهد ونظر الى عينيها الصافيتين اللتان تُشعره دوماً بالراحة والأمان فإبتسم لها وقال: فقط بعض مشاكل في ستراسبورغ تتطلب وجودي ..
إبتسمت تقول: حسناً لا بأس ، إذهب وحلها بهدوء فالتذمر والتفكير المُبالغ لن يُفيدانك بشيء ..
عقد حاجبه بإستنكار يقول: والشركه ؟
أجابته: لن تضيع ما دُمتَ أنت المُدير ، أعلم بأنه يُمكنك تدبر الأمر .. أنت آلبرت ريكسوفر من يصنع المُستحيل فكيف بمعضلة صغيرة كهذه ؟
تنهد وعاود النظر الى الفراغ يقول بهمس: لا أعلم ، ستنتهي طاقتي في يوم ما ، تعبتُ من لعب دور الشخص الناجح في كُل شيء ، الكُل يطلب مني المستحيل ، الكُل يتوقع مني الكمال في كُل شيء ، أنا مثل الجميع ، بشر لدي طاقتي ، أُريد الراحة ولو قليلاً ..
صفقت يديها ببعض تقول: فكره ! ما رأيُك لو ذهبنا وقضينا الليلة في فعالية ما ؟ تزلج أو عروضاً مسرحيه ... لندن مليئة بمثل هذه الأشياء لذا ...
قاطعها بإستنكار: آنجي !!
هزت رأسها نفياً ومدت يدها تلاطف خده وهي تقول بهدوء: لن أسمح لك بالإعتراض ، مشاغل اليوم يُمكن تأجيلها ، مشاغل غد يمكن تأجيلها ، نعم ستتراكم عليك الأمور بعدها ولكن لا بأس ، العمل حتى وإن كان مُجهداً إن جاء بعد فترة راحة وإستمتاع سيكون لا شيء أما ضغط النفس دائماً بالأعمال بحجة أنه لا يُمكن تأجيلها فستستنزف طاقتك شيئاً فشيئاً دون أن تشعر وفجأه تستوعب بأن أدائك في تناقص وهذا سيضعك في ضغط أكبر وأصعب حتى تنتهي طاقتك تماماً وعواقب هذا وخيمة للغايه ، فهمتني آلبرت ؟
بقي ينظر الى عيناها لفترة قبل أن يتنهد ويُشيح بنظره هامساً: لا أعلم ..
آنجيل: بالتأكيد لن تعلم ، فقط من يُراقبك دائماً هو وحده من يعلم ، أنت تحتاج للإسترخاء والإستمتاع حتى وإن كان هذا خارج شخصيتك ، لن أترك لك خيار التفكير فأنت الآن تحت ضغط العمل لذا أنا من سيُفكر عنك ، ستتناول الآن طعام غدائك وتأخذ قسطاً من الراحه حتى الخامسه ومن ثم أترك جدول الليلة علي ، لا تُفكر بالعمل ، سأتواصل بنفسي مع جدولك لهذا المساء وسأرتب مواعيدك في أوقات أُخرى من الأسبوع ، أنا من سيحجز لك تذكرة الذهاب والعوده فلا تقلق نفسك بالتفكير بهذا أيضاً ، فقط تناول الطعام ونم ، لا شيء آخر حسناً ؟
بقي صامتاً لفتره ورأسه مليء بمواعيد الليله وبطلب عمه وبسفره فوقفت وقالت: حسناً إتفقنا ولا يحق لك الرفض ، بدل ثيابك وخذ حماماً ساخناً وأنا من سيطلب لك الطعام ، إنتهى الأمر ..
وذهبت الى التلفون وهو يُراقبها بعينيه الهادئتين قبل أن يأخذ نفساً عميقاً ويجد نفسه لا إيرادياً يتبع أوامرها متجهاً الى غرفته ليبدل ثيابه ويأخذ حماماً ساخناً ..

***



4:39 pm
- Paris -


قطع عليه نومه طرق الجرس المتكرر بطريقة يتعمد فيها الطارق الإزعاج !
قام من على سريره وهو متأكد من كون والدته وأخوته الصغار ذهبوا الى منزل خالتهم فهذا ما يفعلونه عادةً في كُل نهاية أسبوع وهذا يُفسر عدم فتح الباب من قِبل أي واحد منهم ..
تقدم من الباب الذي هو متأكد بأن من يقبع خلفه ويُزعجه هكذا هو كلود لا غير ..
فتحه بعينيه الناعستين يقول: ماذا كلود ! ألا تعلم ....
توقف عن الكلام وعينيه متسعتين من الصدمه وهو يرى الفتاة ذات الشعر الثلجي وهي تُبعد النظارة السوداء عن عينيها وتنتظر إليه بعينيها الزرقاوتين تقول: ماذا ؟ هل رأيتَ شبحاً لترمُقني بهذه النظره جاكي ؟
رفعت يدها وعبثت بشعره العابث أصلاً من نومه ودخلت تنظر الى المنزل وهي تقول: أين عبارة "مرحباً كلير لقد مر وقت لم أرك فيه" ؟ للتو عدت من سفر كما تعلم ! ألا تتحمد لي بالسلامة على الأقل ؟ هذا قاسٍ ..
أغمض عينيه وأخذ نفساً عميقاً وأغلق الباب وهو يلتفت إليها قائلاً: فقط لم أتوقع عودتك ، أخبرتنا بأنك ستُنهين دراستك الجامعيه كاملاً في الخارج ، نحن لا نزال في السنة الثانيه لذا عودتك لم تكن متوقعه كلير ..
وضعت طرف نظارتها بين شفتيها وهي تدور في الصالة تقول: إشتقت لرؤيتك ، ألا يحق لي زيارتك عندما أشتاق ؟
وضع يديه في جيب بنطاله يقول: ليس هكذا ، كان عليك إخباري مُسبقاً لنتقابل في مكان ما و....
قاطعته تنظر إليه وتقول: وهل كُنتَ تظهر ردة الفعل الميتة هذه عندما تزورك رين فجأه لمنزلك ؟ أُراهن بأن الإجابة هي لا ..
عقد حاجبه يقول: كلير دعينا لا نخض في ...
قاطعته تقف أمامه وتضع وجهه بين كفيها ناظرةً بجرأه الى عينيه تقول: أنا أُحبك جاكي ، وسأظل كذلك حتى لو عنى الأمر أن أتخلص من عائلة رين كلها ..
أخذ نفساً عميقاً وقال: كفي عن إفتراض أمور ....
قاطعته: لا أفترض ، أنت واقع بحبها بالكامل ، ولكني سأُكرر الأمر مجدداً ، أنا من سيفوز ..
زم على شفتيه بضيق ونظر الى عينيها ليرد عليها ولكنه توقف عندما رآها تنظر خلفه بتعجب ..
إلتفت الى الخلف فدُهش عندما رأى نينا قد خرجت من الغرفة تنظر إليهما ..
كلا !!
سألته كلير: إنها ليست من أخوتك ، من هذه ؟
نظر إليها يقول بإبتسامة توتر: إنها إبنة خالتي ، أحظرتها والدتها كي أعتني فيها لأنها مريضة ولا تريد منها أن تختلط مع الأطفال .. تعرفين أن إخوتي وأبناء خالتي يتجمعون في مثل هذا اليوم لذا ...
تركته وتقدمت من نينا وإنحنت تتأمل وجهها في حين خافت نينا من نظرات التفحص هذه وأمسكت بحافة الباب بخوف وهي ترمي نظرات إستنجاد لجاكي ..
كلير: ياله من وجه يذكرني بفتاة بغيضة تُدعى رين ..
سحقاً ! يعرف كلير ويعرف مدى قوة ملاحظتها ..
لا يريد منها معرفة صلة القرابه بينهما ..!
في حين دُهشت نينا عندما أتت هذه الفتاة الغريبه بذكر أختها ، وأيضاً ظهر الضيق على وجهها فلقد نعتتها بالبغضيه ..
إنتبهت الى جاكي فنظرت إليه ووجدته يضع أصبعه أمام شفتيه وهو يبتسم لها وكأنه يطلب منها إلتزام الصمت ..
إبتسمت لإبتسامته وهزت رأسها بالإيجاب فتعجبت كلير وإلتفتت الى الخلف حيث جاكي وقالت: ماذا قُلت لها حتى تهز رأسها هكذا ؟
إبتسم جاكي يقول: أُطمئنها كيلا تخاف منك ..
ظهر الإنزعاج على وجهها تقول: لا تقل أموراً بغيضة بوجه مبتسم هكذا !
ضحك وقال: حسناً إنتظريني هنا ، سأُبدل ملابسي لنخرج ونتناول شيئاً ، عليّ ضيافتك صحيح ؟
تعجبت وتكتفت تقول: ما هذا الكرم ؟ وأيضاً ماذا عن إبنة خالتك ؟ أستتركها وحدها في المنزل !
جاكي وهو يدخل غرفته: سنذهب الى المقهى المجاور لوقت قصير ، لا بأس في هذا فهي ليست مما يخشون البقاء وحدهم ويمكنها الحضور إن شعرت بتوعك فالمكان لا يبعد سوى امتار قليله ..
عقدت حاجبها بتعجب فهو لم يكن يوماً مُهملاً بالأطفال خاصةً فكيف بقريبته المريضه ؟
ولما فجأه قرر أخذها للمقهى وهو من استنكر في البدايه حضورها من دون موعد !
نظرت الى نينا لفتره قبل أن تهمس: هل يخشى عليها مني ؟!! نعم أكره الاطفال ولكني لا أؤذيهم !!!
لمّت شعرها الثلجي لتضعه على كتفها الأيمن وهي تجلس على الأريكة تنتظره وعينيها على نينا التي لا تزال تقف قرب الباب مُمسكةً به وهي تُراقبها ..
همست: جاكي يُشبه والدته فإذاً لما لا يتشابهان هو وإبنة خالته في شيء ؟ هل الطفلة أخذت جينات والدها مثلاً ؟
مطت شفتيها وأخرجت هاتفها المزين بفصوص ألماس وبدأت تتصفح تطبيقاتها المُفضله وتُبعد تفكيرها فهي كانت ولا زالت تدقق في كُل شيء حتى وإن كان طبيعياً !
خرج جاكي وإتجه الى الباب يقول: هيّا ..
رفعت حاجبها تقول: هكذا ؟
فتح الباب ونظر إليها بتعجب يقول: ماذا ؟
أشارت بهاتفها تجاه نينا تقول: تذهب دون أن تُعطيها بعض التعليمات كإتصلي بي أو تعالي إن مللتي أو لا تفتحي الباب لغريب !! أنت يا جاكي ؟!!!
عض على طرف شفتيه لوهله قبل أن يقول: ههههه نعم نسيت ولكن لا بأس فخالتي صارمة دائماً وعلمتها على مثل هذه الأمور منذ نعومة أظفارها لذا لا داعي للقلق ، هيّا كلير ..
رفعت كلير حاجبها بعدها أمالت شفتيها بعدم إهتمام وخرجت قبله فإلتفت ونظر الى نينا يقول: لن أتأخر فقط سأقوم بإبعادها حسناً عزيزتي ؟
هزت نينا رأسها تقول: حسناً ..
إبتسم لها بعدها خرج وأغلق الباب خلفه ..
نظر الى كلير التي تنظر الى السماء تقول: أشعر بأنها ستُمطر ..
جاكي: ربما ..
أدخلت نظارتها السوداء الى حقيبتها فالجو غيم ولا أثر لأشعة الشمس ثُم إتجهت برفقة جاكي الى مقهى قريب ..
جلسا بعدما طلب لهما كوباً من القهوة السادة مع الحليب المخفوق ..
بادر بسؤالها: هل ستُطيلين البقاء هُنا ؟
هزت كتفها تقول: هذا يعتمد ..
عقد حاجبه وسأل: يعتمد على ماذا ؟
نظرت إليه قليلاً ثُم إبتسمت وبدأت ترشف القليل من القهوه قبل أن تقول: صديقك ذاك ما إسمه ؟ أجل أجل كلود ، ماهي أخباره ؟
بقي صامتاً لفتره وهو لا يزال قلقاً مما تفكر فيه ، أجابها بعد فتره يقول: على أحسن ما يُرام ..
كلير: وكيف أصبحت علاقته مع تلك الفتاة رين ؟ سمعتُ بأنه يلومها على مقتل آريستا ..
إنزعج من الموضوع الذي فتحته وقال: لا أعلم ، إسأليه هو ..
ثُم بدأ يشرب من كوبه وهو ينظر بعيداً عنها ..
نظرت إليه لفتره ثُم قالت: معه حق في لومها فلو لم تكن رين موجوده لما ماتت آريستا ..
شد على أسنانه قبل أن ينظر إليها ويقول: هل قطعتِ كُل هذه المسافة لتقولي هذا الكلام وتفتعلي المُشكلات !!
كلير ببرود تام: لما تغضب إن تحدثنا عن الأمر ؟
جاكي: لأني أكره رمي التُهم جزافاً هكذا على الآخرين !!
كلير بذات البرود: نحنُ دائماً ما نُناقش أموراً كهذه بهدوء تام وأنت أكثرنا ضبطاً للأعصاب ولكن عندما يتعلق الأمر برين تنزعج وتغضب ، ألم تسأل نفسك لماذا ؟
إبتسمت إبتسامة غريبه وأكملت: لأنه بقرارة عقلك أنت مقتنع بكونها فتاة سيئه وأنها السبب بذلك ولكن قلبك يرفض هذا الإعتراف لهذا ترفع صوتك الخارجي لتُغطي صوت عقلك من الداخل !
إتسعت عيناه بدهشه من كلامها وهو يقول بسرعه: كلا بل ....
قاطعته: التوتر في الحديث والإندفاع دليل عدم الثقة يا جاكي ..
أشاح بوجهه عنها وبقي صامتاً لفتره قبل أن يُخرج مالاً من محفضته ويضعه على الطاولة وهو يقول بهدوء: آسف كلير ، سأمتنع عن رؤيتك حتى تتوقفي عن قول الهراء ..
بعدها وقف ليُغادر فقالت بإبتسامه: لم أقطع كُل هذه المسافة لقول الهراء فحسب ، بل لأنه وقع بين يدي دليل على ذلك ..
توقف في منتصف طريقه ولم يلتفت إليها ، ثواني حتى أكمل طريقه وغادر وهي تنظر إليه بهدوء تام ..
همست من بين شفتيها: سُحقاً لك يارين ..!

***


6:00 pm
- Les Orres -

كان منظر الشفق جذاباً جعل الكثير يصطف في هذه المساحات الثلجيه الشاسعه من أجل إلتقاط الصور له ..
وهو ، يقف وعيناه تُطالع الشفق كالآخرين بينما عقله مشغول بوالدته ..
تحدثت الفتاة الجذابة بجانبه ولم يسمعها ، رفعت صوتها ولم يسمعها أيضاً ..
إبتسمت وداست على قدمه فشعر بالألم وإستيقظ من شروده يقول: لماذا شارون ؟!!!
إبتسمت شارون له تقول: في ماذا سارح البال يا إدريان لدرجة أن صوتي لم يصلك ؟
تنهد وقال: لا شيء ، أمور منزليه فحسب ..
شارون: حسناً ما دُمت لا تستمتع بمنظر الشفق فدعنا ندخل حيث مقاعدنا بالداخل ، تعبتُ من المشي والوقوف المطول ..
نظر إليها بتعجب يقول: ألا تُريدين مُطالعة الشفق ؟
إبتسمت وغطت فمها تقول: ماذا ؟ هل أخذتني ووقفت بجانبي طول هذه المدة من أجلي ؟ أنت مُراعٍ أكثر مما إعتقدت ..
إنزعج من سُخريتها ورد عليها: حسناً أنا رجل لبق في الأخير ، هيّا لندخل وكفي عن السخريه ..
دخلا الى الداخل حيث المهرجان الكبير كان يُقام ، ذهبا الى مقاعدهما المُخصصة في الدرجة الأولى فكلاهما لديه عرض بعد بضع ساعات ..
إلتفتت إليه تقول: لمن أعطيت التذكرة الثانيه ؟
تنهد وقال: لا أحد ، أردتُها لأُختي ولكنها رفضت ..
إبتسمت وسألت: ماذا عن كاتي ؟ ضننتُك ستدعوها ! أنت تعرف بأنها ستُوافق لو كان أنت من طلب حضورها ..
صمت لوهله قبل أن يرد: لن توافق ، علاقتنا أصبحت سيئه وأنتِ شاهدتي آخر تصريح لها ..
شارون: إدريان عزيزي الكُل في الوكالة يعرف بالفعل أنها فعلت ذلك من أجل أن تُحركك قليلاً فأنتَ بدأت تُصبح جافاً معها ، إنها لا تزال تُحبك والكُل يعرف هذا ، حتى أنت تعرف هذا فلا تُنكر ..
إبتسمت وأكملت: إذاً ... متى سينتهي شجار الأحباء هذا ؟
صمت لفترة طويله بعدها قال: تعرفين بأنك أحد القلائل الذين أثق بهم في الوكاله ..
شارون: ياااه ، ياله من شرف ..
إنزعج فكعادتها هي تسخر ، تجاهل ردها وأكمل كلامه: لذا سأُخبرك بأمر ما ..
شارون: ماهو سرك الصغير هذا ؟
صمت قليلاً ليقول بعدها: أنا لم أُحبها قط ..
إبتسمت بهدوء ولم تُعلق فأكمل: هي تعلقت بي بالبدايه ، هي أحبتني ، هي فتاة مشهوره ، إنها الرقم واحد في وكالتنا وتكاد تكون الرقم واحد في فرنسا أيضاً .. حاولتُ ملاطفتها ولكني تفاجئت بالمُقابل بأنها تريد علاقة جاده ، وأيضاً الوكالة كلها تطلب مني الموافقة على هذا ..
بدأ الإنزعاج يظهر على وجهه وأكمل: حتى فجأه أصبح بقائي وشهرتي مرهوناً بها ، إما أن أدخل بعلاقةٍ معها أو أتحمل كُل الأذى الذي ستسببه الوكالة لي ..
أشاح بوجهه منزعجاً فلم يكن يُريد البوح بهذا فقالت شارون بهدوء: حسناً كُنتُ أعرف هذا يا إدريان ..
نظر إليها بهدوء فأكملت: إذاً ؟ وافقتَ على طلباتهم ؟
صمت للحضه ثم قال: نعم ..
إبتسم بعدها بسخريه وأكمل: وحينها وجدتُ الإمتيازات التي لم أكن لأجدها لو عملت لسنوات طويله ، حتى أصبحت سُمعتي بين أقراني في الوكالة سيئه فبالنسبة لهم لستُ سوى محتال يخدع أفضل واحدة من أجل نيل الشهره ، بالنسبة لهم لستُ سوى مُتسلق حقير أناني ..
إختفت إبتسامته الساخره وهو يُكمل: لا أحب هذا ، كرهتُ مجالي بسببها وبسبب الوكالة التي أجبرتني أن أكون محركاً لها كي لا تُصاب هي بالإكتئاب أو المرض النفسي فهذا لن يفيدهم إطلاقاً ..
شارون: إذاً ؟ متى ستنفجر ؟
إدريان: لا أعلم ، أريد أن أكون مُستعداً للعواقب أولاً ولكني لا أعرف كيف أستعدُ لها ..
شارون: من الغريب أن الوكالة هذه الأيام لا تضغط عليك ؟
إدريان بسخريه: يضنونه شجار أحباء مؤقت ، مديري يطلب مني يوماً بعد يوم مُصالحتها وأنا أُماطله كثيراً ..
شارون: والى متى ؟
تنهد يقول: لا أعلم حقاً ، كفي عن سؤالي فأنا بنفسي لا أعرف الإجابه ..
صمت لفترة ليست بالقصيره ليقول بعدها: في كُل مرة تأتيني فكرة ولكن نهايتها هو الفشل ، آخرها أخذي لفتاة ما الى حفلة أخي ، هُناك صحفي مشهور ومُحترم سيحضر لتلك الحفله ، قلتُ لنفسي هذه فرصةً كي يكتب عني بالصحف وعن كوني إصطحبت فتاة جميله الى الحفلة وبقيت معها طوال الوقت لوحدنا ولكن كُل شيء قد قُلب رأساً على عقب في تلك الليله وأولها أن ذلك الصحفي لم يأتي وبدلاً من ذلك صورتني صحيفة قذره وأنا معها بالخارج مما أدى الى إنتشار صورها في كُل مكان ، ربما إستغللتُها لهدف خاص ولكن لم أقصد أذيتها وإنتشار صورها لذا ما كان مني سوى إنكار كُل هذا ..
تنهد وأكمل: ومن بعدها إختفت ولم أسمع عنها شيئاً لذا لا أزال أشعر بالذنب تجاهها وأتمنى بأنها لا تُعاني من قِبل مُعجباتي أو مُعجبات كاتالين ..
شارون: وهل تُحبها ؟
إبتسم وهو ينظر الى فرقة رقص صعدت الى المسرح وقال: أُصدقك القول بأني متأكد تمام التأكد بكوني لن أقع بالحب مع اي أحد ، ولا تسألني عن السبب فأنا بنفسي لا أعرف ، أشعر بأن الحب شيء كبير للغايه ، شيء صادق لن يأتي لشخص مثلي ..
رفعت حاجبها تقول: "شخص مثلك" ؟ وما بك حتى تُقلل من تقدير نفسك الى هذا الحد ؟
أشاح بنظره عن الراقصات ناظراً الى شارون وأجابها: نعم وضعتُ كُل اللوم على الوكالة في أمر علاقتي مع كاتالين ولكن هذا لا يُنكر حقيقة أني وافقتُ وخدعتُها بحب مزيف حتى لو كُنتُ مجبراً ، أؤمن بأن من يكسر قلب فتاة لن يجد الحب في حياته ..
تنهدت شارون ونظرت الى المسرح هامسه: مقولة غبيه والأغبى هو من يُؤمن بها ..
ضحك ضحكة قصيره وهو يقول: على أية حال دعينا نُغير هذا الموضوع فنحن هُنا لنستمتع لا لأن نتكدر ..
إلتفتت إليه لتتحدث ولكن قاطعها أحد العاملين الذي أتى وهمس بإذنها يُخبرها بأن تذهب الى الكواليس من أجل بعض الأمور البسيطة من أجل فقرتها القادمة بعد ساعتين تقريباً ..
حالما رحل إبتسمت وقالت: سأُغادر لبضع دقائق ، لا تُغادر مكانك حسناً فأنا لستُ ممن يحببن البقاء لوحدهن إطلاقاً ..
بعدها غادرت خلف الموظف وإدريان يبتسم لها ليتنهد عندما إبتعدت ويُعاود النظر الى المسرح .،
بعد فتره أخرج هاتفه النقال وحاول مجدداً الإتصال على آليس ولكن كالعادة لا مُجيب ..
أطفأ هاتفه وهو يتمنى أن تكون على ما يُرام على الأقل ..
عقد حاجبه عندما شعر بوجود شيء ما فإلتفت حيث مقعد شارون المجاور له فوجد باقة ورود أرجوانية اللون وعليها بطاقه ..
نظر حول متعجباً !
مقعدهما بين الصفوف الأولى أي أن جميع من حولهم هم من الشخصيات الهامه لذا لا يمكن للمعجبين الإقتراب ووضع هداياهم ..
سحب البطاقة ينظر إليها فتفاجئ كونها مُهداة إليه هو ..
لقد ضنها مهداة الى شارون بما أنه مقعدها ..
عاود النظر حوله ولكن لا شيء مُريب حوله بتاتاً ..
أخذ الباقه وتأملها قليلاً قبل أن يهمس: من وضعها وكيف وصل إلي ؟
عقد حاجبه لوهله ثُم قرّب البطاقة لأنفه يشم رائحة العطر المنبعثة منه ..
إبتسمت تقول: لم أضنك تُقدر هدايا المُعجبين الى هذا الحد ! هذا لطيف ..
إنزعج وأبعد البطاقة عن أنفه وهو ينظر الى شارون التي جلست على مقعدها بعد أن أخذت الباقه فرد عليها: كلا ليس الأمر هكذا !
قلبت الباقة بين يديها قائله: ورود أرجوانيه ، هذا يعني حب من أول نظره ، من هذه الفتاة ؟ من الغريب أن يرسلن المُعجبات ورود ذات معاني فبالعادة يخترن اللون الأحمر فتفكيرهن هكذا ..
إبتسم بسخريه ووضع البطاقة مكانها بوسط الباقه يقول: لو عرفن أنك ترينهن سطحيات لشنوا حرباً ضروس عليك ..
شارون: ههههههههههههه سيكون الأمر مُمتعاً ..
وضعت الباقة في حجره وهي تُكمل: على أية حال ربما كان إختيارها للون مُصادفة أيضاً من يدري ..
تنهد وقال: ولكن كيف أحضرته ؟ أعني جميع من يجلس حولي إما مغنين مثلي أو أشخاص عاملين بمجالات فنيه أُخرى ، المنطقة هذه لا يُسمح للمُعجبين أو هداياهم بالدخول إليها ، أنا مُحتار ..
غطت فمها بيدها تقول: يا إلهى ، هل مُحبتك هذه المرة شخصية هامه ؟ إدريان أنت محظوظ كعادتك في النساء اللاتي يقعن بحبك ..
تجاهلها وعاود النظر الى الباقة لفترة ليست بالقصيره قبل أن تعمل موسيقى الكان كان فتجاهل أمر الباقه ونظر الى المسرح وهو يرفع هاتفه مصوراً مقطعاً منه ليرسله الى أخته كمحاولة منه لإستفزازها بعد رفضها القدوم معه ..

***


6:04 pm


فتحت آليس باب غرفتها -أو بالأصح غرفة ريكس- وألقت نظرة الى الخارج وإطمأنت عندما لم تجد له أثراً ..
لا تعلم لما ضنت بأنه ينتظرها حتى هذا الوقت !
تسللت لخارج الغرفه ومشيت بهدوء تنظر حولها هامسه: والدته هذه تمتلك ذوقاً رائعاً في التزيين ..
وقفت أعلى الدرج وطلّت من أعلاه فلم تجد له أثراً ، حسناً هذا واضح هو خارج المنزل من دون شك ..
نزلت وذهبت الى الأريكة فوقع نظرها على علبة الدواء التي أعطته حبوباً منها ليلة الأمس ..
جلست وأخذت العلبه لتجد بأن أغلبها فارغ دليل أخذه للكثير من الحبات في الساعات القليله الماضيه ..
نظرت الى العلبة بهدوء قبل أن تهمس: رغم أنه مُسكن قوي إلا أنه إستهلك الكثير منه ، يبدو بأنه يُعاني كثيراً من تعبه ، هل فعلتُ الصواب عندما تخلصتُ من تلك العلبة المشبوهه ؟
لقد كانت علبة مشبوهه حقاً ، علبة غير مخصصه للدواء وبورقة خارجيه مكتوب عليها بلغة لا تعرفها ومليئه بالحبوب ، حتى الطفل يستطيع أن يخمن أنها ليست علبة دواء مُرخصه ..
وبالنسبه للأعراض التي عانى منها كانت أعراض مدمنين من دون شك ..
هي واثقه من ذلك ، لقد رأت هذا كثيراً في الأفلام ..
إنه حتى لم يُنكر عندما إتهمته بذلك !
أخذت نفساً عميقاً وهمست: حسناً وما شأني إن كان مُدمناً أو لا ؟! هو ليس إبني كي أخشى على صحته !! تصرفي كان مزعجاً بحق وأتعجب من أنه لم يقتلني حينها !
بقيت عيناها مُعلقتان على العلبة لفتره لتقرر أخيراً الصعود وإرتداء معطفها وحذائها والذهاب الى الصيدلية حيث ألقت بالعلبة التي كانت في سيارته بإحدى حاويات القمامة القريبة منها ..
همست: أتمنى بأنهم لم يُغيروا الحاوية ولم تمتلئ بالقمامة أيضاً ..


بعد عدة دقائق من خروجها أوقف ريكس سيارته ونزل منها لينزل من الجهة الثانيه آندرو وهو يقول: نسيت أن أُخبرك بأني زُرتك يوم الأمس هُنا ولم أجدك ..
ريكس بلا مُبالاه وهو يُغلق سيارته: ألم أطلب منك ألا تدخل منزلي مجدداً دون إذن ؟
هز آندرو كتفه يقول: إعطائك نُسخة من المُفتاح لي يعني ماذا برأيك ؟
توقف ريكس عندما تذكر شيئاً ونظر الى آندرو يقول: هل قابلتها ؟
هز آندرو رأسه قائلاً: تلك الحقيره ؟ أجل ..
تنهد ريكس وإتجه الى الداخل يقول: طلبت مني جينيفر إيجاد مأوى مؤقت الى حين أن تستأجر لها شقة أُخرى غير التي عرفها الصحافة بفضل إدريان ..
فتح ريكس باب منزله وهو يشعر بالإنزعاج إزاء تبريره هذا في حين دخل آندرو خلفه ولم يُعلق على الموضوع فبادر ريكس بتغييره قائلاً: على أية حال لما أنت مُصر على مُقابلتي هكذا ؟
نظر آندرو إليه قليلاً قبل أن يبتسم ويقول: فقط لم أجلس جلسةً مُطولةً معك منذ مده ، إشتقتُ للحديث معك ..
دخلا الى الداخل وأكمل آندرو حديثه يقول بإحباط: إقتربت فترة الإمتحانات وزادت علي الضغوط ، بدأ الطلبة من الآن يتهافتون علي يطلبون إختباراً أو بحثاً من أجل أن يُحسنوا درجاتهم ! أين كانوا بحق الله طوال العام !! لم يشعروا بالذنب سوى الآن !
تنهد وأكمل: على أية حال ضغطتُ نفسي وأعطيتُ الجميع موعداً لإختبار تحسين الأسبوع القادم ..
ريكس: آندرو لا تكن طيباً الى درجة السذاجة ! لا تفعل أموراً لا تُريدها من أجل الآخرين ، هذا ما جعلك تُخدع من قِبل تلك الطالبة الحقيره ، إبق مُتيقضاً ..
وجلس على الأريكة بينما آندرو واقف في مكانه وجملته الأخيره تدور في رأسه ..
"إبق مُتيقضاً"
ضاقت عيناه بهدوء تام وهو يتذكر جملة أخاه ثيو أيضاً ..
"الذئاب ليست فقط وحيده ، بل سيئه وخائنه ، غادره ومُخادعه"
همس له آندرو: هل أنا حقاً سهل الخِداع ؟
عقد ريكس حاجبه من سؤاله الغريب ونظر إليه يقول: مابك ؟ هل هناك خطب ؟
أغمض آندرو عينيه وأخذ نفساً عميقاً قبل أن يتقدم ويجلس على الأريكة المُقابله يقول: على أية حال كيف هي أحوالك ؟ ألم تنتهوا من أمر تلك المزعجة التي صدمتها ! لقد عوضتموها أكثر مما يجب ، دعوها ترحل ..
إسترخى ريكس ينظر الى علبة الحبوب التي تغير مكانها وأجابه: لا عليك ، مسألة وقت وسترحل عن عائلتنا ..
آندرو: إنها فتاة سيئه من دون شك ، دعها تُغادر من الآن ! لقد أخبرتُك سابقاً عن كونها مُطارده من قِبل أخي ، لما لم تتخذ موقفاً جاداً حيال الأمر من وقتها ؟
ريكس بهدوء: لا أعلم ..
رفع آندرو إحدى حاجبيه يقول: لا تعلم ؟!! ريكس لا يعلم !! منذ متى وأنت تتردد في مثل هذه الأمور ؟
ثُم أكمل بسخريه يقول: لا تقل لي بأنك أشفقت عليها !! صدقني هذا لأنها فاقده لذاكرتها ، لو إستعادتها فسترى شيطانياً على هيئة بشر ..
إبتسم ريكس بسخريه ولم يُعلق ..
شيطان ؟!!
ليست هي ، بل هو الشيطان الحقيقي في هذا المكان ..
قال بعدها: على أية حال هل تريد مُقابلتي من أجل الحديث عنها ؟ إن كان أجل فإتمنى أن ترحل وتدعني آخذ قسطاً من الراحه ..
آندرو بإستنكار: راحه ؟!! ريكس إنك حتى حظرت لعملك مُتأخراً بسبب النوم ، هذا غريب ..
تنهد ريكس يقول: حسناً أصبح من الواضح بأنك تريد شخصاً لتتسلى معه تهرباً من الضغوط التي جلبتها لنفسك ، ما رأيُك لو تُغادر وتكتب أسئلة الإمتحان لطُلابك بدلاً من ....
قاطعه آندرو بعدما تذكر شيئاً: هل أنت على معرفة بما تريد إليان فعله ؟
عقد ريكس حاجبه فلما رأى آندرو تعجبه قال: كنت أعرف هذا ، ريكس ، حسناً أعلم بأن علاقتك بأختك مُتوترة بعض الشيء ولكن يجب عليك أن تنصحها ! ما تفعله خطير ! هي تنوي أن تُعرّض كامل من يُدرسها الى التحقيق بأمر ورقة الغش التي وُجِدت بحوزتها !! إنها تُريد التحقيق مع أساتذتها وحتى المسؤولين عن أنشطتها !! هذا خاطئ ! خاطئ بالكامل فهي بهذا تُهينهم جميعاً وكأنها تطلب منهم أن يحقدوا عليها ! حقدهم ليس بصالحها فبإمكانهم جميعهم خسف درجاتها وبهذا ستُطيح بمعدلها الى الأسفل وستندم لاحقاً أشد الندم !!
دُهش ريكس من كلامه هذا !
نعم يعلم كم هي قويه وإن أضعفها شيء فستُعاود بعده بقوه ولكن لم يتوقع هذا منها ..
صمت لفتره بعدها قال: لا تُكبر الموضوع ، هي عبقريه وليست ذكيه فحسب ، حتى لو صَعُبت الأسئله فسيُمكنها حلها ، لا تقلق ..
آندرو بإستنكار: هل دخلت الجامعه من قبل ؟!! أحقاً تضن أن الدرجات هي فقط ما تُعطى خلال الورق ؟!! الأنشطه ؟ البحوث ؟ المُشاركات ! هذه درجات يُقررها الأستاذ بحسب ما يراه وهنا مهما عملت بجد فلن تحصل ثمرة ذلك إن كان الأستاذ لا يُريد ! لهذا أغلب الطلبة يُحاولون كسب الدكاترة الى صفهم !
صمت ريكس ولم يدري ماذا يقول ، فهو لا يعلم هل فكرت هي بهذه العواقب أم لا ..
من عادتها أن تدرس الموضوع من كُل جوانبه ولكنها أيضاً متهورة إن كان الأمر يعني الإنتقام ..
آندرو: جرب وحدثها ، جربتُ أنا وفشلت ، على أحد إيقافها ، على الأقل حتى لو كان إدريان فهي تُحبه لذا يُمكن أن يؤثر فيها ..
تنهد ريكس وهمس: حسناً سأنظر في الأمر ..
بدأ الصداع يجتاح رأسه تدريجياً فمفعول حبة المُهدئ بدأ يختفي ..
في حين بقي آندرو ينظر إليه مطولاً بعدها سأله: هل هُناك خطب ما ؟
عقد ريكس حاجبه بتعجب ونظر إليه يقول: مثل ماذا ؟
آندرو: أي شيء ، مثلاً أمر يؤرقك ولم تُخبرني به ، أو شيء تُخفيه أو أي شيء من هذا القبيل ..
نظر إليه ريكس لفترة وأصبح شكه في كون ثيو قد حدثه يزداد ..
أجابه بعد فترة صمت: كلا لا يُوجد ، لما ؟ هل هناك أمر ما ؟
إبتسم آندرو يقول: كلا كلا ، تعرف ، أصبحتَ الأيام الأخيرة تغيب كثيراً وأصبحتْ سُخرياتك اللاذعة نادره لذا ضننتُ بأن هُناك ما يشغل بالك ..
ريكس: ألهذه الدرجة إشتقتَ أن تُهان ؟
آندرو بإنزعاج: ليس هذا ما أقصده !!! بالطبع سخرياتك تلك صفة سيئه ومن الجيد أنها إختفت ، أنا فقط أتعجب من الأمر لا أكثر ..
أكمل بعدها بهمس وهو يُشيح بنظره: ليتني لم أُذكره ..
تنهد بعدها بداخله وهو يحدث نفسه قائلاً: "الآن تأكدتُ بأن روانا هي وراء تصرف أخي بالأمس ! سُحقاً لها ، سأتصرف في أمر تلك القزمة ذات اللسان الطويل"
في حين نظر ريكس مجدداً على علبة الدواء فمن شكله يعني بأنها خرجت من الغرفة ..
هل عادت إليها أم أنها كالعادة خرجت خارجاً من أجل شراء طعام لها ؟!
لحضه !
من أين لها بكل هذا المال أصلاً ؟
عندما هربها كانت خاوية اليدين ولا أحد غيره يعلم عن مكانها كي يمدها بالمال !
يتمنى أن ما يُفكر به ليس صحيحاً ..
وقف يقول: إعذرني للحضه ..
آندرو بتعجب: الى أين ؟
لم يرد عليه ريكس وصعد الى الأعلى ..
الدواء ، وطعام الإفطار وبالأمس كوبا قهوة من محل مشهور ..
يستطيع أن يخمن بأنها تتجاوز المائة !
دخل غرفته فلم يجدها فيها ، هذا يعني بأنها بالفعل غادرت ، ربما لشراءطعام الغداء هذه المره ..
فتح درجه وأخرج محفظةً قديمة فيها وفتحها ..
رفع حاجبه وضغط على المحفظه هامساً: كُنتُ أعرف هذا ، كرمها بشراءها لي معها كان من مالي أنا .. إنها بحق تتصرف وكأنه منزلها !
وضع المحفظة بجيبه حيث تبقى فيه بعض المال وهو يتوعدها بداخله عندما تعود ..
ولم يدري بأن ذهابها هذه المرة جعلها تقع بيد شخص لم يكن متوقعاً بالمره لذا عودتها لن تكون بالأمر السهل بتاتاً !



Part end



" لا تبخلوا علي بتوقعاتكم وتعليقاتكم "



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-10-20, 02:50 PM   #116

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 40


" إنها الذكريات ، ما يجعل كُل كائن حي خطراً وذا رغبات "
- خابيير ماريّاس -



7:00 pm
- Paris -


غربت الشمس وبدأ الظلام يسود هذه المدينة البارده فرفعت عينيها الزرقاوتين تنظر الى السماء الصافيه وهي تضع يديها في جيب معطفها الأبيض الذي يُشابه لون شعرها المُميز ..
تنفست بعمق وجعلت الهواء الصافي البارد يدخل الى رئتيها وأعطاها هذا إسترخاءاً وراحةً كبيره للغايه ..
عاودت النظر الى الطريق الذي تحفظه جيداً لتتوقف أخيراً عندما أصبح المنزل على مرأى من عينيها ..
كان شاحباً على الرغم من أنه لم يكن بالمنزل القديم ولكن ربما فروغه من البشر جعله يُعطي هذا الإنطباع !
بقيت تنظر الى المنزل الذي يبعد عنها بمسافة مائة مترٍ تقريباً وهمست: إذاً هل حقاً تركتِ باريس ؟ هل تلك الشائعات صحيحه ؟
ظهر بعض الحقد في عينيها قبل أن تعقد حاجبها عندما توقفت دراجةٌ ناريه أمام المنزل وأبعد الشاب الذي يركبها الخوذة عن رأسه ناظراً الى المنزل دون أن ينزل من دراجته ..
عقدت حاجبها تنظر الى لون شعره الرمادي ومظهره من الخلف فهو لا يبدو غريباً عليهاً وخاصةً أنها لا تنسى الأشخاص الذين قابلتهم بتاتاً !
قررت أن تتقدم لتتعرف عليه ولكنها تراجعت عندما رأت رجلاً مشبوهاً يرتدي السواد يتقدم منه وهو يقول بغضب "هيه أنت !!"

إلتفت الشاب بهدوء ونظر الى الرجل بعينين تشع بروداً حتى توقف أمامه يقول: لما تقف هنا ها ؟
الشاب بهدوء تام: وما شأنك ؟
غضب الرجل وكاد أن يُمسكه من ياقة قميصه لكنه تذكر تحذير رئيسه من البدء بالشجار لذا ضبط أعصابه وهو يقول: المنزل تحت مُراقبة الشرطة لذا يُمنع لأي أحد الإقتراب منه ..
الشاب بذات البرود: أرني شارتك ..
إنزعج الرجل منه ومن أسلوبه البارد وكأنه لا شيء أمامه فقال: إن كُنت تريد رؤيتها فجرب وخالف القوانين كي نقبض عليك ، والآن أجبني وقل لي ما صلتك بهذا المنزل كي تقف أمامه ؟!!
نظر إليه الشاب مطولاً وبسهولة عرف بأنه كاذب وبأنه ليس بشرطي فالشرطة ستراقب المنزل وتُبعد المتطفلين وليس كهذا الذي يستجوبهم وكأنه يحاول قدر الإمكان جمع المعلومات عن كُل المقربين من أصحاب المنزل ..
إذاً ... هذا الرجل واحد منهم من دون أدنى شك !
شعر بالإنزعاج الشديد فلم يتوقع أن يصل بهم الأمر لمُراقبة كُل شيء يخصها حتى منزلها الذي تركته منذ أشهر ..
ثبّت خوذته قبل أن ينزل من الدراجه ويقف أمام الرجل مُباشرةً ناظراً الى عينيه ..
سأله بهدوء تام: كم تتقاضى مُقابل عملك ؟
تعجب الرجل من السؤال الغير متوقع لكنه رد بغضب: كف عن طرح الأسئلة وأجبني قبل أن ...
قاطعه الشاب: سأُعطيك الضعف مُقابل أن تنقلب عليهم وتُعطيني كُل المعلومات التي أُريدها عنهم .. طبعاً أقصد جماعتك التي يرأسها المدعو بموريس ..
إتسعت عينا الرجل بصدمه وهُنا تأكد بأن هذا الشاب على معرفة لصيقة بالفتاة الهاربه ! بل يبدو وكأنهم متعاونون لذا يجب القبض عليه بأي ثمن ..!
ضاقت عيناه وهو يفكر بطريقة للقبض عليه ، هل يتركه ويراقبه ويطلب المساعده أو من الآن يفقده وعيه ويأخذه مُباشرةً الى رئيسه موريس ؟!
إبتسم الشاب لأول مره وهو يرى نظرات التفكير التي يرمُقها له الرجل فقال: لن يُمكنك لذا أنصحك بالإنصياع لي ..
غضب الرجل من أسلوبه وغروره الواضح هذا فقال له: لسنا ممن ينصاع لفتى غر مثلك ! سأحرص على أن تتذوق الألم ونجبرك على البوح بمكان تلك المزعجة الهاربه ومن ثم نرمي جثتك للكلاب لتنهش بلحمك وعظامك ..
قال جملته وهو يستعد ليفقد الشاب وعيه ولكنه تفاجئ من ردة فعل الشاب التي سبقته وجعلته من اللامكان يُخرج خنجره الصغير وبحركة خاطفه قطع شريان عُنقه ..
شخصت عيناه وبدأ يسقط أرضاً والشاب ينظر إليه ببرود وهو يهمس: إذاً إلحق بمن سبقوك ..
وسقط بعدها الرجل جثةً هامدة على الأرض ..
أغلق الشاب خنجره وركب دراجته مُجدداً ليصله صوتها تقول: لم أتفاجئ بقتلك إياه بكُل برود فما دامت رين مجرمه فبالتأكيد كُل معارفها يُشابهونها بالإجرام ..
إلتفت ونظر بهدوء إليها وعندما رأى شعرها الثلجي عرفها فوراً ..
فعلى الرغم من المرات القليله التي قابل رين فيها إلا أنها حدثته عنها وعن كونهما كالنار والزيت لا يجتمعا في مكان إلا ويحدثان حريقاً فيه ..
بقي ينظر الى إبتسامتها الإستفزازيه لفتره قبل أن يُخرج ورقةً من جيبه ويكتب فيها شيئاً ومن ثُم يُعطيها إياها ..
تعجبت من تصرفه وأخذت الورقه لتتفاجئ من كونه دوّن رقم هاتفه النقال فإنزعجت ونظرت إليه تقول: هذا مُقرف !! هل ضننتني ممن ...
قاطعها: إن عرفتي أي شيء عن رين فإتصلي بي ..
رمى نظرةً الى الرجل الميت أمامهما وأكمل: وإن رأيتي أي شخص من جماعة هذا القذر فأخبريني فوراً ..
لبس خوذته وشغل دراجته هامساً: فأنا أُريد إبادتهم جميعهم ..
ومن ثُم إنطلق مُبتعداً عنها وهي في أوج دهشتها من تصرفاته ..
عاودت النظر الى رقمه لفتره وهي تتذكره آخر مره عندما كان برفقة رين في حفلة التخرج من الثانويه ..
لقد كان حيوياً وكثير الإبتسام والضحك ، على الرغم من مرور عامان فقط على ذلك اليوم إلا أنه مختلف تماماً الآن ..
تلك العينان الباردتان والهالة المُظلمه التي تحيط به !! يستحيل أن يكون نفس الشخص ..
نظرت الى حيث رحل وتسائلت في نفسها ..
أي من الشخصيتين هي شخصيته الحقيقيه ؟

***

10:44 pm


الكئآبة الشديدة تملئه وهو يجلس في هذه الغرفة البيضاء ..
كُل شيء ناصع البياض ..
الأرضية والستائر وحتى فرش السرير ..
نظر عن يمينه حيث صحن شوكولا مُغطى فتنهد وعاود النظر الى الساعة التي يُراقبها منذ إستيقاظه وكأنه ينتظر موعداً مُحدداً ..
ولكنه للأسف لا ينتظر أي موعد ، هو فقط يريد دخول أي احد فلقد تضاعفت لديه الكئابة منذ إستيقظ وحتى الآن ..
فالمُستشفيات هي أكثر ما يكرهه في حياته كُلها ..
فكُل ذكرياته السوداء والمؤلمه ، كانت في غرفة كهذه الغرفة تماماً ..

شعر بحرقة تسيل على خده فرفع يده ومسح دموعه فوراً وهو يهمس برجفه: أين أنت يا ريكس ؟
رفع شرشفه وغطى وجهه متهرباً من منظر الغرفه وهو يُغمض عينيه بقوه مُجاهداً نفسه بألا يبدأ بالبُكاء ..
دقائق حتى شعر بباب الغرفة يُفتح ببطئ فأبعد الشرشف عن وجهه مُتلهفاً والإبتسامة الكبيرة تملأ شفتيه الصغيرتين وهو يهم بذكر إسمه ولكن ....
تحول كُل هذا الفرح الى رعب وشخصت عيناه وإرتجف جسده وهو يرى هذا الرجل الذي يُرعبه أكثر من أي شيء في العالم !
إبتسم الرجل إبتسامة لطيفة وهو يقول: كيف حالُك عزيزي إيدن ؟ سمعتُ من ريكس بأنك لم تكن على ما يُرام ..
إحتضن إيدن طرف شرشفه برعب وهو ينطق برجفه: ريـ ـكس ؟
جلس الرجل على الكُرسي ومد يده يربت على شعره وهو يقول: أجل ريكس ، لقد كان قلقاً للغاية وهو يُخبرني عن حالك ، إنه حقاً يُحبك ..
إرتجفت شفتا الطفل وهو يتمتم: ريكس أخبـ ـرك ؟
تعجب الرجل يقول: مابك ؟ ألم تُصدقني ؟
هز إيدن رأسه نفياً وهو بداخل نفسه غير مصدق لهذا !
لما ؟!!
لما يفعل به ريكس هذا ؟!!
هل حقاً أخبره ؟ ولكن لما وهو يعرف بأن هذا الرجل هو سبب كُل شقائه ؟
عاود هز رأسه بالنفي يُنكر هذا الأمر قدر الإمكان بينما الرجل والذي كان يرتدي زي طبيب إبتسم وأنزل يده لخده مُمسحاً بقايا دموع تراكمت في عيناه وهو يقول: لا تقلق ما دُمتُ هنا ، ستكون على أحسن ما يُرام ..
إنتفض جسده من الداخل وبدأت عيناه تغوران بالدموع مُجدداً وهو يهمس: لا ... أنا بخيـ ـر ، لا أُريد شيئاً ..
إبتسم الرجل وقال: أنا الطبيب هُنا لذا أنا من يعرف حالتك جيداً ، لا تقلق ، ستكون على أحسن ما يُرام ..
وعاود مجدداً مسح دموعه فإرتجف شفتا إيدن وهو يقول: أُريد رؤية ريكس ..
إختفت إبتسامة الرجل للحضه قبل أن يقول: لا تقلق ، ستراه بعدما تُصبح على ما يُرام ، أنت لا تُريد أن تنتقل إليه العدوى صحيح ؟
إتسعت عينا إيدن بصدمه من كلامه فتظاهر الرجل بالتعجب وهو يقول: مابك ؟ ألم تكن تعلم بأن مرضك مُعدي ؟
هز إيدن رأسه بالنفي فتنهد الرجل وقال: بلى يا عزيزي هو مُعدي وإلا فلما أنت معزول عنهم ؟ أتضن بأني قاسٍ لدرجة إبعادك عن أخوتك الذين يحبونك ؟ أنا فقط أُريد السلامة لهم ، أنت أيضاً لا تُريد أن يُصيبهم ما أصابك صحيح ؟ إن بقي أحدهم برفقتك بضع المرات فلا يُمكنني أن أضمن لك بأنه سيكون على ما يُرام ..
إرتعب إيدن ومد يده فوراً يُمسك بيد الرجل بترجي وهو يقول: لا أرجوك ، لا أُريد أن يمرضوا ، أرجوك تأكد من أن ريكس وإليان لم يصيبهم شيء ! أرجوك طمئني عليهم فأنا لا أُريد أن أفقدهم بتاتاً وأعدك بعدها بأني لن أراهم أبداً حتى أُصبح بخير ، أرجوك سيدي ..
ضاقت عينا الرجل عندما أتى بذكر إليان ..
لم يتوقع منها أن تعصي أوامر والدتها مُطلقاً !!
همس بداخله بمنتهى الهدوء: "على تلك الفتاة أن تأخذ درساً صغيراً في الأدب" ..
إبتسم بعدها بلطف وهو يقول: حسناً ، سأنظر بالأمر وأتمنى بأنهم على ما يُرام ولكن بالمُقابل كُن مُطيعاً ، خروجك من المنزل وإختلاطك بالأخرين سيؤذيهم هم ، أنت لا تُريد منهم أن يُعانوا ما عانيته صحيح ؟
هز إيدن رأسه بالإيجاب فقال الرجل: إذاً ، ماذا ستقول لريكس عندما يأتي لزيارتك ؟
صمت إيدن لفتره بعدها سحب يده بهدوء من على يد الرجل وقال: سأطلب منه أن يُعيدني وأن لا يقترب مني مُطلقاً ..
إبتسم الرجل برضى وقال: وماذا لو لم يستمع لكلامك ؟
نظر إيدن إليه يقول: سأُقنعه ، ريكس لطيف وسيُلبي رغبتي إن أصررتُ عليها ..
مد الرجل يده ومسح على شعر إيدن يقول: إنك حقاً طفل مُراعٍ ، إهتمامك بالآخرين يدل على نضجك عزيزي ، حسناً سأُغادر أنا الآن لذا أتمنى بأن تكون غداً في المنزل ، ولا داعي لأن تُخبر ريكس عن كلامي معك ، أعني سيضن بأن طلبك بالرجوع ليس نابعاً من قلبك بل بتأثير مني لذا ربما لن يستمع إليك ، أنت تفهم ما أعني صحيح ؟
هز إيدن رأسه بالإيجاب فقال الرجل: طفل ذكي ..
بعدها وقف وغادر الغرفة بهدوء كما دخلها تاركاً إيدن خلفه قلقاً وخائفاً ومرعوباً للغايه ..
ليس من أجل نفسه بل من أجل أخوته الذين قد يُعانوا ما يُعانيه ..
من الصعب عليه أن يتحمل كُل هذا وحده ولكنه سيصبر كما طلب منه الطبيب حتى يستطيع العيش معهم بالمُستقبل براحةٍ كبيره والى الأبد ..
الى الأبد ؟
إبتسم لهذه الجمله السعيده التي لم يكن يعلم بأنها لن تحدث بتاتاً ما دام هذا الطبيب المدعو بـ جان موجوداً في حياتهم ..

***

‏2 February
‏11:50 am
‏- Paris -


الصداع الشديد ينهش رأسه وهو يرى التقارير التي جُمعت وقُدمت إليه من قِبل أحد أعضاء منظمته ..
تقارير لأعضاء تختلف رُتبهم ما بين الرتب الضعيفة والمتوسطه وجميعهم تم قتلهم على فترات إمتدت لأسبوعين تقريباً ..
23 فرداً لم يكن هذا بالأمر اليسير الذي يجعله يدير ظهره له !
والكُل تقريباً قُتل بنفس الطريقة ، بواسطة خنجر أو سكين على الأقل ..!
أي أن أعضائه الذين بالكاد تخلوا أحزمتهم من الأسلحة الناريه قد تم قتلهم بسلاح أبيض !
الأمر أصبح يستفزه للغايه !
والمُشكلة لا دليل ..
يُتركون كجثث بدون أي شاهد عيان في الجوار ..
حتى أن مواقع قتلهم كانت بشوارع تخلوا تقريباً من الكاميرات أو أن يكونوا بنقطة عمياء ..
القاتل شخص يستهدفهم من دون أدنى شك ..
ولكن من هو ؟
أعدائهم كُثر لذا لا يُمكنه تخمين من يكون !
كُل ما يعرفه هو إن أستمر الأمر على نفس هذه الوتيره فلن يبقى في المنظمة أحد خلال أشهر قليله !!
يجب أن يضع حداً للأمر ..
تحدث تابعه يقول: سيدي ، أرى بأن أمراً كهذا عليه أن يصل الى البروفيسور ..
إتسعت عينا فيكتور ونظر الى تابعه يقول: كلا !!
تدارك ردة فعله المُبالغه وهو يُكمل: لا تنسى بأنه مشغول بما فيه الكفايه بأمر الخونه ..
شد على أسنانه بغيض وهو يُكمل بداخله: "الخونه الذين يُصادف كونهم جميعهم من مقر إدارتي أنا ! لا أُريد مزيداً من الفشل !!"
رفع عينيه الى تابعه وقال: إسمع ، إجمع أربعة من الأعضاء ذو الرتب العُليا وأطلب منهم أن يكونوا طُعماً لهذا القاتل ، فعلى ما يبدو بأن هذا المزعج يقتل بشكل عشوائي وأي شيء يشاهده تابعاً لهذه المنظمه ..
ضاقت عيناه وقال: قل لهم أن يبقوا يقضين وإحتياطاً عليهم أن يعينوا إثنان أو ثلاثه يراقبونهم من بعيد ! أُريد خلال يومان فحسب أن يقع ذلك الوغد بين يدي سمعت ؟!
هز تابعه رأسه يقول: كما تأمر ..
وسأله بعدها: هل من شيء آخر ؟
أشار فيكتور بيده بأن يرحل فهز التابع رأسه وغادر الغرفة تاركاً رئيسيه في دوامة عميقه من التفكير ..

***

1:34 pm

يمشي في ممرات المشفى الخاص وهو سارح التفكير في أمرها ..
حتى أن هاتفها المحمول متروك في المنزل ..
ستُسبب له هذه الفتاة الجنون في يوم من الأيام دون أدنى شك !
ومع هذا ... لقد بدأ يقلق بالفعل ..
إنها ليست المرة الأولى التي تخرج فيها دون إذنه ضاربةً بأوامره عرض الحائط ..
ولكنها بالتأكيد المرة الأولى التي تتأخر فيها الى هذا الحد ..
لقد إفتقدها منذ الأمس !! أي أنه بعد ساعات قليله سيمر يوماً كاملاً على خروجها من المنزل ..
أين ذهبت ؟
هل هي على ما يُرام أم أن مكروهاً أصابها ؟
لقد تأكد من كون منظمته لم تصل إليها بعد ، هي ليست بين يديهم ..
حتى أنها ليست في الفيلا ولا المنزل الرئيسي للعائله ولا حتى في الشقة التي إستأجرها لها المرة الماضيه ..!
إن لم تتواجد في أي من هذه الأماكن فأين هي الآن إذاً ؟!!!
سيُجن حقاً من فرط التفكير ..!
تنهد عندما وصل الى باب الغرفه ودخل إليها فرآى ذلك الجسد الصغير جالساً بهدوء وأمامه صحن غداء المشفى ..
أغلق الباب خلفه يقول: متى إستيقظت ؟
رفع الصغير رأسه ولأول مرة في حياته لا يبتسم لرؤية وجه ريكس الذي يحبه أكثر من أي شيء آخر ..
تعجب ريكس من ردة فعله وتقدم حتى جلس على الكرسي وقال: هل أنت على ما يُرام ؟
إرتجفت الملعقة في يده وهو يهمس بداخله: "إنه قريب مني ، سيمرض مثلي ، أنا لا أُريد ذلك" ..
عندما لم يسمع ريكس أي إجابة مد يده وربت على رأسه يقول: إيدن ؟
وبحركة مُفاجئه أبعد إيدن رأسه بكُل رُعب فسقطت يد ريكس الذي دُهش من تصرفه هذا ..
بقيت عينا إيدن المرتعبتان شاخصتان في وجه ريكس قبل أن تنطق شفتيه الصغيرتين بـ: أ أعتذر ..
ضاقت عينا ريكس وسأل بعدها: إيدن ما الخطب ؟
شتت إيدن عيناه في الأرجاء قبل أن يهمس: لا شيء ، أنا بخير ..
عاود النظر الى وجه ريكس وأكمل: لذا أُريد الخروج من المشفى ..
ريكس: حسناً هذا ما أنوي فعله فمن الخطر بقاؤك هنا ، صحيح أبعدتُك كثيراً ولكن ذلك الوغد يملك الكثير من الصِلات في المجال الطبي لذا المسألة مسألة وقت قبل أن يجدك ..
إيدن: الوغد ؟
ريكس: إنسى الأمر ، هل أنت على ما يُرام فعلاً ؟ أجبني بصدق فأنا لا أُريد إخراجك وأنت ما تزال تُعاني ..
إيدن: أجل ... أنا بخير لذا أعدني الى منزل أمي ..
شد ريكس على أسنانه هامساً: لا تقل أُمي !
خاف إيدن وشعر بالتوتر فلقد أغضب أخاه من دون قصد فقال بسرعه: آسف أنا آسف ..
أخذ ريكس نفساً عميقاً قبل أن يقول: وعدتُك بأن أُخرجك من كُل هذا لذا لا تذكر ذلك المنزل مُجدداً ، سآخذك الى منزل آخر حتى أنتهي من إجراءات سفرك الى الخارج من أجل وضعك تحت العناية وعلاجك ..
هز إيدن رأسه نفياً يقول: لا ... أُريد العودة الى المنزل ..
تجاهل ريكس كلامه وقال: ما ينقصني من أجل إجراءات سفرك هو أوراقك الرسميه ولكن إيجادها لن يستغرق الكثير من الوقت لا تقلق ..
إيدن بإصرار: سأعود الى المنزل ..
ريكس ببرود: إن قلتُ شيئاً فسيُنفذ لذا كف عن العناد !
شعر إيدن بشيء من الخوف فتردد قليلاً قبل أن يقول: إن كُنتَ تُحبني فدعني أعود ..
ريكس: ومن قال بأني أُحبك ؟
إنصدم إيدن ونظر إليه بدهشة عارمه فتنهد ريكس من تصديقه لمثل هذا الإستفزاز الواضح ..
حقاً يصعُب التعامل مع الأطفال ..
ريكس: أكمل تناول طعامك ، سأذهب لأُنهي أوراق خروجك ..
وحالما شرع في الوقوف مد إيدن يديه بسرعه وأمسك بمعصم ريكس يقول: إنتظر !!
دُهش من نفسه وترك يد ريكس بسرعه خوفاً من إنتقال العدوى وأكمل بعدها: أرجوك إستمع لي ، أُريد الذهاب الى المنزل ، لا تجعلني أفعل شيئاً خارج عن رغباتي أرجوك !
عقد ريكس إحدى حاجبيه يقول: مابك ؟!! ماذا حدث لعقلك ؟ أوليس ذلك المنزل هو الجحيم بالنسبة لك !! أخبرتُك بأني سآخذك الى مكان لن يصل إليه أي أحد فلما لا تثق بي !
إيدن بسرعه: كلا أنا أثق بك أُقسم بذلك ولكن ...
شتت عينيه بألم وهو يُكمل: لا أُريدك أن تتأذى بسببي ..
عقد ريكس حاجبه لفتره قبل أن يسأله بهدوء: هل زارك أحد قبلي ؟
هز إيدن رأسه نفياً فقال ريكس: بلى ، لابد من أن هذا قد حدث ! حسناً صارحني ، بماذا هددك حتى تنصاع الى كلامه ؟ أقصد الوغد جان !
دُهش إيدن مجدداً وقال: لما تقول عنه وغداً وأنت الذي ....
صمت بعدها عندما تذكر طلب جان فقال ريكس: وأنا الذي ماذا ؟
أشاح إيدن بنظره بتوتر وهو يقول: لا شيء ..
إنزعج ريكس كثيراً فقال: إنتهى الأمر ، ستُطيع أوامري رُغماً عنك ، جهز نفسك للمُغادره ..
بعدها خرج متجاهلاً ندائات إيدن له ..
نظر إيدن الى الباب بألم شديد وبدأت دموعه تجتمع في عيناه وهو يهمس: لا أريد له الأذى ، أنا لا أريد ذلك فماذا أفعل ؟
نظر الى يساره حيث هاتف المشفى ثم عقد عزمه وسحب السماعه ..

***

5:33 pm


باب سيارته مفتوح ويجلس على المقعد بينما رجليه بالخارج ..
أحدهما على رصيف الشارع والثانيه على طرف السياره وعينيه الزرقاوتين على البيت الذي يقع بالشارع المُقابل ..
ضاقت وكلام أخيه الأصغر يتردد في رأسه لهذا اليوم فلقد أخبره الكثير عن تلك الفتاه ..
عن كونها فاقده لذاكرتها والآن تتدعي أنها إستعادتها بالكامل ..
عن كون ريكس صدمها بدايةً وإعتنت زوجة والده بها لكيلا يكبر الأمر ويصل الى الصحافه ..
وعن أيضاً كونها سافرت لباريس مع إبنة عم ريكس وصادفت هُناك دارسي الذي حاول قتلها ..
علاقتها بإدريان وإنتشار صورها وطلب جينيفر من ريكس أن يخبئها في منزله ..
لقد قال الكثير من التفاصيل التي كان يجهلها تماماً ..
وأخيراً عن كونها خرجت منذ الأمس ولم تعد مطلقاً حتى الآن ..
أخذ نفساً عميقاً وهمس: في شهر ونصف تقريباً تسببت الفتاة بالعديد من المشاكل كالعاده ، ولكن هل حقاً إستعادت ذاكرتها أم قالت هذا لتستفز آندرو فعلى حسب كلامه فعلاقتهما سيئه للغايه !
فقدان الذاكره ؟!
لقد كان أمراً غير متوقعاً بالمره ، يتعجب كيف تدبرت أمر نفسها إن كانت فاقده لذاكرتها هكذا !
كيف دارت الأمور بهذا الشكل ليعتني بها أحد أفراد تلك المنظمه ؟!
ضاقت عيناه وهو يتذكر جملة قالتها قديماً ..
" لن يظفر بي أحد ! لا الشرطة ولا المنظمه ! قد أبدو شابه صغيره في نظرك ولكني أملك عقلي ومساعداً بجانبي وهذا ما يجعلني أعرف كيف أهرب من كلاكما "
همس: من هذا الذي قصدته بكلامها ؟ أكانت تقصد ريكس ؟ هل حادثة صدمه لها كانت مدبرة من كلاهما لإخفائها ! ولما يفعل هذا وهو عضو في المنظمة ؟ أوليس تسليمها سيرفع من شأنه كثيراً ؟ أحتاج إجابات لكثير من الأسئله ..
ضاقت عيناه وأكمل: أم هل كانت تقصد شخصاً آخر ؟ أياً كان هذا الشخص فلابد من أنه تربطه علاقةً مع المنظمة وإلا فكيف يعرف الكثير ويُساندها !
غاص بأفكاره كثيراً فالأحداث التي حدثت والمعلومات التي يملكها تؤكد أن هناك الكثير لا يعرفه بعد ..
هناك الكثير من الأمور التي لا تبدو منطقية بالنسبة إليه ..
والدها كان جاسوساً وسرق مستندات مهمه للغاية منهم فلما يطاردونها هي بعد قتله ؟
لما هم متأكدون من أنها تُخفي هذه المستندات ؟
تسائل قائلاً: إنها إبنته ، لو كُنتُ في مكانه لما كُنتُ سأورطها وأُخبئ المستندات لديها ، لذا لما هم واثقون ؟ وإن كانوا واثقون الى هذه الدرجة فلما عندما يجدونها وترفض الإفصاح عن مكانها لا يقتلونها ! كُنتُ سأفعل هذا لو كُنتُ في مكانهم ولكن الأمر وصل بهم الى تهديدها بصديقتها المُقربه ! بل وحتى قتلوها في سبيل أن تتحدث ! مهما كانت تحمل تلك المُستندات من أهمية كبيره فقتل رين هو الخيار الوحيد إن كانت عنيده فلما لم يفعلوا ؟ لما أشعر بأن هُناك سبباً آخر لا أحد يعرفه !
شعر بالضيق والغضب في آن واحد عندما تذكر والده ..
لقد كان ضابطاً بمكانة عاليه للغايه وكان كالشوكة في حناجرهم وأمسك بالكثير من أعضائهم وأحبط الكثير من عملياتهم لذا على الرغم من أن مركزه خطر إلا أنهم قتلوه وهم لم يبحثوا خلفه فربما كان يُخبئ الكثير !
فلما إذاً يعجزون عن قتل هذه الفتاه التي حتى علاقتها مع الشرطة سيئه ..
هل المستندات مهمه لدرجة أنهم يريدونها ؟
على أي درجة من الأهميه فالمعلومات التي وصلته عنها كانت عاديه ، نعم تشكل أهميه ولكن ليست بدرجة الرغبة في إستعادتها فلو ضاعت للأبد فهذا جيد بالنسبة لهم ..
هل المعلومات كانت خاطئه ؟
توقف عن التفكير وهو يرى شابةً حسناء تخرج من باب المنزل والغضب الشديد واضحاً على مُحياها ..
بالنسبة الى شكلها وتلك الخصل الحمراء التي تُزين شعرها عرف بأنها التي تحدث عنها آندرو كونها ذهبت الى باريس مع رين ..
راقبها بنظره وهي تقف خارج بوابة القصر وكأنها تنتظر أحدهم والإنزعاج واضح للغايه ..
تسائل في نفسه عن سبب غضبها هذا وخمن بأنه آتٍ من داخل البيت من دون شك ..
ثوانٍ حتى خرجت فتاة أُخرى تبدو مُراهقه وبدأت بالتحدث معها بهدوء ولكن الشابة صرخت في وجهها غاضبه ..
لم يسمع مالذي قالته بالضبط ولكن من دون أدنى شك سمع إسم ريكس وعن كونها ستجعله يدفع الثمن وعن أنها لن تعود الى المنزل ..
عقد حاجبه وتسائل في نفسه عن سبب هذا الغضب الكبير ، ثوانٍ حتى توقفت سيارة بيضاء أمامها فركبت فيها وغادروا وهو يُراقبهم بنظره حتى إختفوا ..
عاود النظر الى المُراهقة التي تبدو في أوج توترها ويبدو بأنها تخشى العودة الى الداخل ..
إلتقت عيناهما بينما كانت تنظر في الأرجاء فبقيت تنظر إليه فلقد كان من الواضح أنه يراقب المنزل تماماً ..
بقيت تنظر إليه لفتره وقطعت بعدها الشارع واقفةً أمامه تقول: من أنت ؟!! مترصد لعين صحيح ! لما تُراقب المكان ؟ إدريان ليس في المدينة أصلاً فإن كُنتَ صحفياً وغداً فغادر وراقبه بعيداً عنا ! كفى ترصداً للعائله ونشر الإشاعات الدنيئة هذه فلقد تعبنا منكم جميعاً !!!
نظر إليها للحضات ثُم إبتسم بلطف قائلاً: آسف إن كان وجودي ضايقكم فأنا لم أقصد هذا ، فقط كُنتُ أتأمل الفيلا الكبيرة هذه ، سأقوم ببناء واحده قريباً لذا أُراقب بعض الفلل الجميله من أجل الإلهام ..
شعرت فلور بالخجل من رده وقالت: لا لا أنا هي الآسفه ، ضننتُك أحد المترصدين بعمي أو بإبن عمي فكلاهما مشهوران بمجالات مختلفه ..
تبدو ساذجه ، هذا ما إكتشفه من طريقتها بالكلام ..
إبتسم وقال: لا بأس أقبل إعتذارك ، الصحفيين بشكل عام مزعجين بالنسبة للجميع ، أُراهن بأنكم عانيتم الكثير ..
فلور: آه أجل ، كثيراً ، لدرجة أن أحدهم إستطاع في مرة الوصول إلي وترصدني حتى خرجت من مدرستي من أجل فقط أن يسألني عن علاقات إبن عمي العاطفيه !
مثّل الدهشة وهو يقول: الى هذه الدرجه ! إنهم لا يفقهون معنى الخصوصيه !
فلور بإنزعاج: إطلاقاً !! إن كان مشهوراً فإذهب إليه في عمله ! ما شأن عائلته لتترصدهم وتُزعجهم ! هذه وقاحه ..
سألها: سمعتُك تقولين إدريان ، هل بالمُصادفه هو ذاك المُغني الذي إنتشرت صوره برفقة فتاة ما مؤخراً ؟
هزت رأسها تقول: أجل ذاك للأسف هو قريبي ، الأشاعات تُلاحقه دائماً وتُسبب لنا الأذى في بعض الأحيان ..
هز كتفه يقول: لو أنه يكف عن ألاعيبه فقط ! لما لا ينصحه والده ؟ أعني مواعدة عدة فتيات هذا لن يجلب لعائلته سوى المشاكل !
هزت رأسها تقول: كلا كلا تلك الإشاعه خاطئه ، هو مغرم بكاتالين فقط وتلك الفتاة التي أوصلها لمنزلها لم تكن سوى قريبه ولكن الصحافة اخخخ لا أدري ماذا أقول !
وصل الى النقطة التي أرادها لذا سألها: إذاً تلك الفتاة ليست حبيبته كما أُشيع !
فلور: أبداً ، أُراهن بأنه يراها كأخته تماماً ، إنها محض فتاة ترعاها عمتي كتعويض عن أمر ما فقط لا غير ..
سألها: هذا يعني بأنها يتيمه ؟ يالا المسكينه ..
هزت فلور رأسها مُجدداً تقول: كلا ، أو ربما ، لا أعرف ، صدمها إبن عمي وفقدت ذاكرتها وعمتي تعتني بها حتى تجدها عائلتها ، لذا هي إختلطت بعائلتنا وعرفها إدريان وعمتي طلبت منه في تلك الليلة أن يوصلها الى شقتها كما أضن ، ومن هنا خرجت الإشاعة اللعينه ..
علق قائلاً: بما أن إبن عمك كما تقولين يراها كأخته فهذا يعني بأن علاقتها بكم وطيده ، تتزاورون كثيراً من دون شك ..
هزت رأسها نفياً تقول: أُراهن أن علاقتها جيده مع إدريان فحسب فالجميع هنا يكرهها أو بالأحرى لا يهتم بوجودها ، أنا شخصياً أكرهها ، وطبعاً لا نتواصل ، على أية حال منذ الإشاعة لم نسمع عنها شيئاً ، ربما وجدتها عائلتها من يدري ..
إكتشف بأنه لا فائده فهذه العائلة لا تعرف الكثير عنها ، حتى أن آخر معلومة عنها يعرفونها هي عندما أوصلها إدريان ..
لا فائده من الترصد لهم إذاً ..
إبتسم بلطف وقال: أوه عذراً لكوني ثرثار فلقد أشغلتُك ، يُمكنك العودة الى منزلك وآسف على الإزعاج ..
إبتسمت له تقول: كلا لا يوجد أية إزعاج فأنا منذ زمن لم أتحدث مع غريب براحة هكذا ..
إكتفى بإبتسامة لطيفة لها وهو يعود داخل السياره ويُغلق الباب مُغادراً وهي تُراقبه بإبتسامه وداخلياً لا تعلم لما سحرها وجعلها تتحدث معه بطلاقة وشفافيه ..
عاودت الرجوع الى داخل المنزل ووجهه لم يغب عن خيالها أبداً ..
في حين إختفت إبتسامته المزيفه حالما إبتعد وضاقت عيناه يُفكر في كلامها ..
إن كانت علاقتها سيئه من الجميع فلا دخل لعائلة ريكس في أمر تهريبها ..
لذا ، إما ريكس هو الشخص الذي كانت تثق فيه بالماضي وإما شخص من خارج هذه العائله ..
إدريان ؟ هل من الممكن أن يكون هو بما أن علاقته بها جيده ؟
لا يدري ، عليه أن يبحث خلف أمره الآن ويتأكد فيما كانا يعرفان بعضهما قبل حادثة فقدانها للذاكرة أو لا ..
وسيُحاول أن يُنهي التحقيق في هذا الأمر في حلول يوم واحد على الأقل ..
فأكثر ما يشغل باله هو أين من الممكن أن تكون الآن ؟!!!
منزل ريكس كان الأكثر أماناً فلما لم تعد إليه بعد خروجها !
أين ذهبت ؟!
ومن الشخص الذي هي معه الآن !

***

‏8:20 pm
‏- paris -



ظهرت الفرحة على وجهها وهي تقول: هل أنت واثق ؟!! أمعن النظر في الصورة ، هل هي ذاتها ؟!
هز رأسه يقول: نعم واثق ، أنا أحفظ الزبائن كثيروا التردد على مقهاي ..
إبتسمت رُغماً عنها وهي تُمسك بكفيه وتشكره كثيراً بينما هو متعجب من شكرها المُبالغ له وبالكاد تخلص منها ليعود الى عمله ..
تلفتت حولها تنظر الى هذا المقهى المفتوح حيث أنه يقدم المشروبات في الهواء الطلق ..
شدت المعطف الأسود على جسدها وهي لا تزال ترتدي نظارتها الشمسيه وتغطي رأسها بقبعة صوف من ماركتها المُفضله ..
جلست على أحد الكراسي ونظرت الى الصورة التي بين يديها هامسه بسعاده: إقتربتُ كثيراً من إيجادها ، سيسعد سيدي موريس كثيراً ، سيُغرقني بالإطراء ، أتشوق الى هذه اللحضه ..
وبعدها بدأت تُراقب الناس فلقد أخبرها صاحب المقهى عن كونه شاهد هذه الطفلة تأتي الى هنا مع شابين بشكل شبه متكرر ..
ستنتظر هنا طوال هذا اليوم وغداً وبعد غد حتى تراها ..
إلتفتت يميناً عندما لاحظت فتاة بعمرها تمشي ولكن لم تكن هي ..
بقيت تراقب جميع الفتيات الصغيرات اللاتي يمشين هُنا وهُناك حتى شاهدت فتاة تشبهها تماماً تمر من جانب سور المقهى برفقة شاب آخر ..
عقدت حاجبها ووقفت لتلحق بها وتتأكد إن كانت نفسها أو فقط تشبهها ..
لم يأخذ هذا منها الكثير من الوقت فلقد عرفتها فوراً !
إنها هي نينا من دون أدنى شك ..
نظرت الى الشاب الذي يُرافقها حيث أنه مُمسكاً بهاتفه النقال ويتحادث مع شخص آخر وممسكاً بيد نينا بيده الأُخرى ..
قررت ملاحقتهم حتى يذهبوا الى مكان يخلوا من البشر وحينها تُهاجمه وتُمسك بنينا ..
إبتسمت فالليالي البارده الماضيه التي قضتها تبحث عنها في كُل مكان أثمرت نتائجها أخيراً ..

في حين ، تنهد جاكي وهو يقول: كلود تعرف بأنه لا يُمكنني تركها !
كلود في الطرف الآخر من الهاتف: وهل سترعاها الى الأبد ؟
جاكي: كلا ، أنا واثق بأنها ستظهر في الأخير !
كلود: وماذا لو كانت ميته ! ماذا لو تسببت بمُشكلة وقُبض عليها وسُجنت لعدة سنوات ؟ ماذا لو هاجرت من فرنسا ؟ أنت تعرف كم هي مجنونه فلا تُعلق نفسك بأمل ضئيل ، رين لن تعود أنا واثق أو بالأصح هذا ما أتمناه كي لا أقتلها بيدي ..
إبتسم جاكي بهدوء وهو يقول: كلا ، ستكون لطيفاً وتتحدث معها أولاً قبل إفتراض أي شيء ، أعرف كم أنت لطيف ..
كلود بإنزعاج: أنا لستُ بشخص لطيف على الإطلاق !! توقف عن كونك ساذجاً !
تجاهل جاكي هذا وقال: لا بأس ، سأنتظرها ، أنت لا تتوقع مني رمي الطفلة بالشارع صحيح ؟
كلود: لم أقل إرمها بالشارع بل أودعها عند أي دار للرعايه ، لن تقبل أمك بوجودها أكثر في منزلك فتوقف عن صنع الأعذار وضع حداً لهذا فنحن مُقبلون على فترة إمتحانات لذا لا تُشتت تركيزك بأمور لا طائل منها ..
جاكي: إتصلتُ أطلب حلاً يا كلود ..
كلود: وهذا هو الحل الأنسب لذا إفعله رجاءاً فاللطف المُبالغ فيه كارثه ..
تنهد جاكي وهو محتار للغايه ..
همس له: حسناً ، أراك غداً ..
بعدها أغلق هاتفه فنظرت نينا إليه لفتره قبل أن تسأله: أنا أُسبب لك المشاكل صحيح ؟
نظر إليها مُتفاجئاً ثم إبتسم وجلس أمامها يقول: إطلاقاً ، أنا فقط قلق بشأن أُختك فلقد بحثنا عنها في كُل مكان ولم نجدها ، لا تقلقي هي بخير فرين فتاة قويه أكثر مما تتوقعين ..
إبتسمت نينا تقول: أجل ، أُختي قويه للغايه ، أُريد أن أُصبح مثلها ..
هز رأسه ليقف بعدها ويواصلان المشي الى حيث لا يعلم ..
لقد إعتاد على هذا ، على الخروج معها والبحث بشكل عشوائي في كل مكان هو وكلود لينتهي بهم الأمر لشرب شيء ساخن وبعدها يفترقون ..
ولكن هذه المره خرج معها هو فقط فلقد مل كلود من الأمر وقرر التوقف ..
لا يُمكنه لومه إطلاقاً ، بداخله يعلم بأن كلود محق ولكن لا يمكنه التوقف إطلاقاً ..
لطفه الزائد هذا حقاً كاللعنة عليه كما يقول له كلود دائماً ..

توقف عن المشي عندما قطع عليه وقوف فتاة لا يمكنه رؤية ملامح وجهها بسبب النظارة الكبيره والوشاح الملفوف على عُنقها ..
كُل ما لاحظه بعض الخصل الورديه من تحت قبعتها السوداء ..
رفع حاجبه وسأل: أي خدمه ؟
همست له بهدوء: أعطني الفتاة فأنا من يُمكنها فقط لم شملها مع أختها ..
دُهش من الجواب الذي لم يتوقعه إطلاقاً فقال: من أنتِ ؟
أجابته ريتا ببرود: كف عن طرح الأسئلة فأنا شخص مشغول ..
عقدت نينا حواجبها وقالت بتساؤل: أُختي ريتا ؟
دُهشت ريتا من معرفتها بها فلقد حاولت تغيير صوتها ..
أشاحت بوجهها وهي تشعر بخجل شديد منها بعد آخر موقف حدث ، لقد كانت تنوي إنهاء المهمة وتسليمها الى موريس دون أن تدعها تعرفها ..
قالت بصوتٍ حاولت تغييره بشده: لستُ كذلك ..
نظر جاكي الى نينا التي لا تزال تنظر الى أطراف شعر ريتا وقالت: حقاً ؟
نظر جاكي الى ريتا التي أجابت: نعم ، والآن أيها الشاب سلمها بدل ....
تجاهلها في منتصف حديثها وهو يجلس أمام نينا قائلاً: أتعرفينها ؟ أهي أحد أقربائك ؟
هزت نينا رأسها نفياً بينما قالت ريتا بإنزعاج: لا تُعطي الآخرين ظهرك وهم يُحادثونك ! هذه قلة تهذيب !!
سألها جاكي مجدداً: إذاً ما صلتك بها فلقد دعوتها بأُختي ..
نينا: كانت لطيفة معي عندما لم يكن لدي منزل لأذهب إليه ..
جاكي: فقط ؟
هزت نينا رأسها بالإيجاب ..
بقي ينظر إليها لفتره بعدها وقف وإلتفت ناظراً الى ريتا وقال: حسناً ، آسف لتجاهلك ..
شعرت ريتا بالرضى في حين أكمل: وشكراً على إعتنائك بها طوال المدة الماضيه لذا لا تقلقي بشأنها الآن فأنا قريب لها وسأتكفل بالإعتناء بها ، شكراً لإهتمامك ..
سُحقاً سُحقاً سُحقاً !!
أشاحت بوجهها وهي تشعر بخجل شديد !!
إنه لطيف معها للغايه ، إنه لا يعرفها ومع هذا يُحادثها بلطف !
كانت تنوي إلحاق الأذى به وهاهو يُعاملها بلطف !
لقد آلم هذا قلبها !!
أغمضت عيناها محاولة إستجماع شجاعتها فأوامر موريس هي الأهم ..
نظرت إليه بحدة وبعزم كبير ولكن كُل هذا تلاشى عندما إبتسم لها بإمتنان فشدة على أسنانها وصرخت في وجهه: سُحقاً لك ..
ومن ثُم إختفت فجأه وهو مندهش من ردة فعلها ..
تسائل في نفسه هامساً: ما خطبها ؟

في حين توارت عن الأنظار تُراقبهم من بعيد وهي تعض على وشاحها هامسه: لا بأس ، سأُراقبهم ، هو لن يبقى برفقتها دائماً لذا ما إن يفترقا سأُمسك بها وأختفي معها تماماً ..
جائها صوت من الخلف يقول: ولما تُريدين الفتاة الى هذا الحد ؟
إندهشت وإلتفتت فوراً لتقع عيناها على فتاة في نفس عمرها ذات شعر ثلجي مُميز ..
لحضه ، تعرفها !!
لقد رأتها تمر من أمام المقهي فلقد جذبها لون شعرها هذا !
سُحقاً !
هل هذا يعني بأنها كانت برفقة الشاب والطفله وشاهدتها وهي تتبعهم !
في حين بقيت كلير تنظر الى هذه الفتاة الغريبه ..
لقد ذهبت قبل ساعه الى منزل جاكي لتُحادثه ولكنها توقفت عندما رأته يخرج برفقة إبنة خالته ولأنها من الداخل تُراودها شكوك من ناحيتها قررت مراقبة ما سيفعله وبقيت تلحق بهما من بعيد لتُفاجئ بعد فتره بهذه الفتاة تلاحقهما أيضاً ..
سألت كلير مجدداً: هل كان سؤالي صعباً ؟
عضت ريتا على شفتيها وقالت: لا أضن الأمر يعنيك ..
تقدمت كلير منها حتى وقفت أمامها تماماً وهمست: أجيبيني وسأُحظر لك الفتاة بالمُقابل ..
دُهشت ريتا وبدأت تشعر بالريبه من هذه الفتاة ولكن لن تخسر شيئاً إن وافقتها ..
أجابت: فقط فتاة هاربه يُريدها شخص ما ..
كلير: ولما هي هاربه ؟
ريتا: سبب خاص وصدقيني لن تستفيدي شيئاً إن عرفته ..
صمتت كلير لفتره تُفكر ثُم قالت: سؤال أخير ، هل لها علاقة برين ؟
دُهشت ريتا وقالت: أتعرفين مكانها ؟!!
إبتسمت كلير إبتسامة غريبه فهي لم تكن بالإبتسامة السعيدة بتاتاً ..
همست بداخلها: "كذب جاكي مجدداً"
إلتفتت لتُغادر فأمسكت بها ريتا تقول: لحضه ! الى أين ؟
كلير ببرود: لم أعدك بإحضارها ، لقد كذبت لذا لومي نفسك على كونك غبيه ..
ضاقت عينا ريتا وقد تملكها الغضب فلفتها بقوه كي يصطدم ظهرها بالجدار المجاور لهذا الزقاق الضيق ..
شعرت كلير بالألم فإقتربت ريتا منها كثيراً وهي تهمس: أجل قد أكون ساذجه في بعض الأحيان ولكني لستُ ضعيفة أبداً ..
أمسكت بمعصمها ولفته مُكمله: لذا أجيبيني ، كيف تعرفين رين وإن لم تُعطني الإجابة التي تُرضيني ستخسرين ذراعك ..
أصبح كُل شيء واضحاً في عيني كلير الآن فهذه الفتاة حتماً تنتمي لتلك المنظمة التي بسببها ماتت آريستا ..
إبتسمت بهدوء هامسه: ما فائدة قوتك إن كُنتِ حمقاء ؟
نظرت الى عينيها مُكمله: فلو كذبتُ الآن ستُصدقينني وسأنجو !
ظهر الإستنكار على وجه ريتا وهي تقول: هل تُعانين من مرضٍ نفسي ؟ إن كان هذا ما ستفعلينه فلما تُخبريني به ؟! إني هكذا سأُقرر إيذائك بكلا الحالتين !!!
إبتسمت كلير بدون أي تعليق فشدت ريتا على أسنانها ثُم دفعتها بعيداً عنها تقول: لا أملك الوقت لأُضيعه معك ..
بعدها غادرت باحثةً عن نينا لتُكمل مُراقبتها فهي لم تبتعد بعد بكُل تأكيد ..

بقيت كلير واقفةً في مكانها لفتره بعدها أخرجت هاتفها ودخلت الى إحدى تطبيقات الدردشه وأرسلت الى جاكي ..
" أُخت رين إذاً ؟ وتستمر بإخباري بأنك لا تهتم بأمرها ، أكرهك "
فتح الرسالة وأتاها إشعار كونه يكتب ولكن بعدها خرج دون إرسال أي شيء ..
شعرت بغضب عارم وقررت الذهاب دون حتى أن تُخبره عن أن الطفلة مُراقبه ..
ولكنها توقفت عندما تذكرت كم هو أحمق وسيتمسك بالطفلة لدرجة أنه قد يتعرض للأذى من تلك المُجرمه ..
فتحت الدردشه وكتبت مجدداً ..
" هناك متربصه بك تريد خطف الطفله ، إحذرها فهي مُجرمه "
وبعدها أغلقت الهاتف وغادرت متجاهلة كُل اصوات الإشعارات التي هي منه دون أي شك وبداخلها تشعر بغضب جراء تصرفه ..
فهو لم يهتم عندما عرفت بكذبه وغضبت منه ولكن بالمُقابل أي شيء يخص رين سيحرق هاتفها بالإشعارات من أجلها ..
هي حقاً تكره هذا !

***

10:00 pm
- Les Orres -



مسترخياً على السرير المُريح في غرفته بالفندق وفي يده هاتفه النقال ..
الإبتسامة على شفتيه وهو يُراسل أُخته الصُغرى إليان حيث كانت تُحاول جاهده الإدعاء بأن أمر الحفلة التي حظرها ليست بتلك الأهميه ..
همس بإبتسامه: هي غاضبه ، بالتأكيد غاضبه ..
أرسل لها مجدداً :" حسناً يؤلمني رؤية أُختي الصُغرى غاضبه لذا أعدك بأن آخذك بنفسي الى إحتفال مُشابه فور إنتهائك من فترة الإمتحانات القادمه"
أرسلها لينفجر ضحكاً عندما ردت عليه بغضب تُخبره بأنها ليست غاضبه والإحتفال لا يهمها ..
إكتفى بأن يُرسل إليها تعبير ضاحك بعدما سمع صوت الجرس يرن حيث وصله طعام عشائه من دون أدنى شك ..
تقدم من الباب وفتحه لتدخل الموظفة بعزبية العشاء وتُرتبه بأناقة على الطاوله ..
سألته إن كان يُريد شيئاً آخر وخرجت بعدها عندما أجابها بالرفض ..
جلس على الكرسي وسحب المنديل القُماشي ليتفاجأ بسقوط ضرف كان مُخبئاً بين طياته ..
إنحنى وإلتقطه فلقد كان ضرفاً خفياً للغايه فعرف بأنها رسالةٌ من مُعجبه فلطالما مر بمثل هاته المواقف ..
فتح الظرف لتضيق عيناه وهو يُخرج مدخل USB اسود فقط ..
نظر إليه قليلاً ليقوم بعدها من فوق العشاء فقد إستولى هذا التخزين على إهتمامه ..
جلس على سريره وهو يفتح جهازه المحمول كي يعرف ماهي محتوياته والإبتسامة على شفتيه وهو يهمس: سأُجن حقاً لو كانت رسالة من مُعجبه ، إنهم يتطورون مرةً بعد مره ..
لقد كان ممتلئاً دليل وجود الكثير بداخله وليس محض رسالة إعجاب لذا إختفت الإبتسامة من على شفتيه وبدأت الجديه تطغى على ملامحه ..
وجد ثلاث مقاطع فيديو وملف نصوص واحد ..
فتح الملف النصي أولاً وقرأه محتواه ..
" تُريد التخلص منها ؟ أنا أيضاً يزعجني كونك تُضحي كثيراً من أجلها ، إنها تستنزف طاقة حياتك شيئاً فشيئاً ، لا تُضيع شبابك بعلاقةٍ مُتعبه كهذه ، لدي الكثير من المقاطع والصور التي ستُدينها لو نشرتُها للعامه عن طريق مواقع الصحافه ، ستتطلخ تماماً ويستحيل بعدها أن تعود الى موقعها السابق وبهذا لن تكون هي الرقم واحد ولن تكون أنت مُضطراً للإستمرار معها ، يُمكنني فعل ذلك لأجلك ولكن بالمُقابل عليك أن تعدني بأنك ستُلبي أُمنيتي أياً كانت ، فأنا بالمُقابل سأُخاطر بمكاني في الصحافه عند نشري لتلك المقاطع فمثل هذا التشهير سأُعاقب عليه بالطرد كأقل تقدير وقد يصل الى السجن ، لذا أُريد مُقابلاً لمُخاطرتي هذه ، إن كُنتَ موافقاً فأترك ولو كلمة واحده تدل على موافقتك أو رفضك على التقويم الموجود بالغرفه ، أعتذر فلن اُخبرك الآن عن المُقابل الذي أُريده ، ولكني أعدك بأنه لن يضرك مُطلقاً فأنا لن اُخاطر بمُساعدتك بالتخلص منها كي أضرك بالمُقابل ، أنتظر ردك "
إتسعت عيناه شيئاً فشيئاً وهو يقرأ هذا الكلام ليخرج بعدها من الصفحه ويفتح الفيديوهات المُرفقه ..
صُدم وهو يرى فيديوهات لكاتالين بغرف النادي ، بعضها تظهر بمظهر مُثير للشفقه وهي تتعاطى الكثير من الكحول وبعضها يصل بها الأمر لبناء علاقة مع رجل يُرافقها ..
هي بالفعل ستتلطخ بالوحل في حال نشر هذه الفيديوهات ..
ضاقت عيناه لفتره وهمس بهدوء: ولكن من هذا الصحفي المجنون الذي يضحي بنفسه وينشر هذه المقاطع ؟ لو أدانته المؤسسه بشده فسيُسجن لمدة قد تصل الى سبع سنوات ! لما يفعل هذا ؟ هل يريدني أن أُحقق أُمنيته الى هذا الحد ؟!
صمت لفتره وأكمل بعدها: أم أنه مجرد صحفي حقير يسعى لإيقاعي بفخ دنيء ليُدينني أنا !
رفع نظره ودار بالغرفة ليجد التقوم بجانب شاشة التلفاز الكبيره ..
ليس لديه الكثير من الوقت ليُجيب على طلبه هذا ..
ماذا يفعل ؟
هو بحق يريد التخلص من كاتالين وبشده وفي المقابل لا يريد من مجهول أن يفعل هذا لأجله ..
وأيضاً .... قد يكون كُل هذا فخ من مُراسل خبيث أو شخص أرسلته كاتالين لتختبره أو لتورطه ..
ولكن السؤال الذي يتبادر الى رأسه هو كيف لهذا المُراسل أن يعرف بنوع علاقته الحقيقيه بكاتالين ؟ فلا أحد أبداً يعرف عنها حتى أخته إليان ..
اليوم فقط أخبر شارون وهو يثق بها جداً لذا لا يضن بأن لها يداً في هذا الأمر ..
أغلق جهازه المحمول وخرج وهو يُحاول جاهداً ألا يُفكر بهذا الأمر مُطلقاً فهذا سيُجهده ليس إلا ..

***

10:34 pm


جوع منتصف الليل أيقضها من سُباتها وجعلها تُغادر السرير مُرغمه ..
خرجت من باب حجرتها وهي تهمس: استحق ذلك ! من قال لي أن أستمر بعنادي وأرفض تناول العشاء مع والدي ؟
خطت رجلاها الصغيرتان على أرض المنزل الخشبيه وهي تمد يدها تتحسس الجدران كي لا تصطدم بشيء فالظلام دامس في المكان ..
إتجهت الى المطبخ وأشعلت شمعداناً يضعونه على الطاولة للزينه ..
لا تُريد أن تُشعل الضوء ويشعر بها والدها فهي تعرف بأنه عادةً لا ينام إلا في وقت متأخر من الليل ..
تقدمت من أحد الأرفف وحاولت الوقوف على أطراف أصابها حتى تصل الى برطمان التوت فقطعة خبز مع مربى هو أسرع عشاء قد تفكر فيه ..
وهو أيضاً لن يحتاج الى إشعال النار أو الفرن ..
أطلقت شتيمة من شفتيها عندما لم تستطع الوصول إليه ..
أنها لا تزال في الثالثة عشر من عمرها لذا طولها لا يُساعدها مُطلقاً ..
تلفتت تنظر في المطبخ بحثاً عن شيء تقف فوقه حتى وقعت عيناها على صورة والدها ووالدتها وهما يحملانها في صغرها ..
شدت على أسنانها بغيض شديد ..
بعد إنفصال والداها قبل فترة طويله للتو فقط عرفت عن السبب ..
سابقاً كانت تضع اللوم على نفسها لكونها طفلة مشاغبة عنيده ومتمرده تصنع المشكلات في المدرسة والحي ولكن هذا اليوم فحسب إكتشفت السبب الحقيقي ..
عن كون الأمر هو علاقة والدها بإمرأة أُخرى جميله أجنبيه ..
هذا ما جعلها تُشاجر والدها وتُغلق على نفسها الباب دون عشاء ..
توقفت عن البحث عاقدةً حاجباها عندما وصل الى أُذنها صوتٌ هامس بالخارج ..
إقتربت من النافذه لتجد والدها يقف في باحة المنزل ويتحدث مع إمرأة ما ..
إتسعت عيناها بصدمة وغضب وغادرت مكانها متجهةً الى الخارج ..
فتحت الباب بقوه وهي تصرخ في وجه والدها قائله: تقول لي أني مُخطئه وعلاقتك بها هي علاقة عمل !!! الآن ظهر تناقضك السيء هذا !!! أكرهك أيها الخائن !
دُهش والدها ونظر إليها في حين نظرت المرأه إليها بهدوء تام ..
كان وجهها أحمراً من شدة الغضب وعيناها حمراوتان تُنذران بتساقط الدموع .. تقدم والدها منها يشرح لها لكنه توقف عندما أشارت له المرأة بذلك ..
تقدمت المرأة بدورها وأزاحت غطاء الرأس عن شعرها الأسود وإنحنت أمامها تقول بإبتسامه: كيف حالُك رين ؟ مرة فترة طويله صحيح ؟
إتسعت عينا رين بصدمه عندما تعرفت على وجهها وإختنقت الكلمات بحلقها لترتجف بعدها قائله: أنتِ هي التي أخذتي والدي من والدتي ؟!!!
تعجبت المرأة وفتحت فمها لتُصحح سوء الفهم هذا ولكن قاطعها صراخ المُراهقة في وجهها: أنتِ إمرأة شريره !!! لقد خدعتني وسرقتي والدي ! أكرهك !!
ثُم إنطلقت من بينهما الى الشارع تجري هاربةً من كُل هذا والذنب الكبير يأكلها قلبها الصغير هذا ..

**

فتحت عيناها بهدوء تنظر الى السقف وهذه الذكرى تتكرر في رأسها مجدداً ..
لا تعلم ، هل هو حلم أم أنها إستيقظت مسبقاً وجائتها هذه الذكرى في مرحلة يقضتها ..
كُل ماهي متأكده منه أن يبدو واقعياً وقديماً للغايه ..
وكأنه حقاً ذكرى من عدة سنوات ماضيه ..
بدأ عقلها يتجاهل التفكير في هذه الذكرى عندما تسللت رائحة العطر القوية الرجاليه الى أنفها ..
عقدت حاجبها قليلاً وشيئاً فشيئاً بدأت تستوعب كون هذا السقف غريباً عنها بالكامل !
حاولت الجلوس ولكنها لا تزال تشعر بتخدر في جسدها فإلتفتت الى يمينها حيث الغرفة الشبه مظلمه إلا من بعض الإضائات الخافته هُنا وهُناك ..
وقعت عيناها على أثاث راقي مخملي وجدران فاخره ذات ألواح متعدده لرسومات غير واضحة المعالم ودولاب كبيير مليء بزجاجات الشراب ذات الأشكال والأحجام المختلفه ..
وأمامها ، يقف جسد رجل يُعطيها ظهره ويبدو بأنه يضع بعض الشراب في كأسه الزجاجي الأنيق ..
عاد القليل من النشاط الى جسدها وجلست بعدما كانت مستلقية على أريكة مخملية قرمزية اللون ..
شيئاً فشيئا بدأت ذاكرتها تسترجع الأحداث الماضيه عندما قررت الخروج من المنزل متجهة الى الصيدلية من أجل صندوق النفايات القريب منها ..
شعرت أنها في ورطة كبيره عندما تذكرت كُل شيء فبادرت بالسؤال: من أنت ؟
إبتسم ولم يلتفت إليها وهو يقول: أتُريدين كأساً ؟
ردت بحده: كلا ، والآن من أنت وأين أنا ؟
بعد ثوانٍ قليله إلتفت وهو يحمل في يده كأسه وتقدم منها وهو يقول: حسناً ، لا أذكر بأننا إلتقينا من قِبل ولكن لابد من أنك سمعتِ بإسمي في مرة من المرات ، أنا رايان ..
عقدت حاجبها ولم تتذكر الإسم ثم إبتسمت على نفسها بسخريه فهي لم تسترجع حتى نصف ذكرياتها لذا لا تدري حتى إن كانت قد سمعت به أو لا ..
قالت: لم أسمع به ولا أُريد أن أسمع به حتى ، أُريد أن أُغادر ..
جلس بهدوء تام على الأريكة المُقابله وبقي ينظر إليها بإبتسامه جعلتها ترتبك ..
لا تعلم كم يبلغ من العمر ولكنه تجاوز أواخر الثلاثين وربما الأربعين أيضاً ، على الرغم من أنه في منتصف العمر إلا أن إبتسامته كانت مُربكه للغايه ..
لقد كان يتمتع بجاذبيه كبيره للغايه ، شعر أشقر مصفف بعنايه الى الخلف وعينان ناعستان رمادية مائله للزرقه ، لوناً مميزاً لم ترى مثله من قبل !
هي واثقه بأنه قد حظي بالكثير من الصديقات في جميع مراحل عمره فجاذبيته كبيره على الرغم من أنه تجاوز مرحلة الشباب ..
رشف القليل من كأسه وسألها: كيف كُنتِ تعيشين في الأشهر الأخيره ؟ أُراهن بأنك إستطعتي تدبر أمر نفسك فلقد عرفتُ بأنها ليست المرة الأولى التي تهربين فيها ، لقد فعلتي هذا مراراً وتكراراً من طفولتك وحتى مُراهقتك ..
تذكرت فوراً الذكرى التي راودتها قبل دقائق وهمست: من يدري ..
إنها ليست المرة الأولى التي تسمع فيها من أعدائها عن كونها هاربة بارعه ولكنها حقاً لا تدري إن كانت كذلك أو لا !!
فمنذ أن فقدت ذاكرتها وهي لم تهرب ولا لمره بنفسها بل كُل شيء كان بمساعدة أحدهم !
أولها في باريس عندما ساعدها المدعو بآندرو من أيدي ذاك المجرم !
وبعدها عندما هربها العجوز بعد إنتشار صورها في كُل مكان ..
وأخيراً عندما أخرجها ريكس بعدما وقعت بين أيديهم ببساطه ..
لقد كانت ساذجه وكانت تتلقى المساعده دوماً فهل هي حقاً هاربة بارعه أم أن حتى مغامرات هروبها قبل فقدانها للذاكره كانت بمُساعدة أشخاص آخرين ؟!
هي بالفعل لا تدري ..
راقبها رايان بعينيه الهادئتين لفتره ليقول بعدها: أرى بأن القدر جمعكما مجدداً أنتِ وريكس ..
عقدت حاجبها ونظرت إليه فأكمل: ويبدو بأنه قربكما للغاية لدرجة إدخاله لك لمنزله الذي لا يدخله سوى القلة فقط ، كيف تطورت هذه العلاقة ؟ أيُمكنك أن تُجيبيني ؟
نظرت إليه لفتره بعدها قالت: ومن تكون لأُجيبك ؟ أوليس من الأدب أن تُعرفني بنفسك أولاً حتى أعرف مع من أنا أتحدث !
رفع حاجبه قبل أن يبتسم ويقول: أخبرتُك أُدعى رايان والقلة يعرفوني بهذا الإسم ، لكن يبدو بأنك لم تكوني منهم كما كُنتُ أضن ، حسناً ماذا عن الإسم الآخر ؟ يستحيل أن لا تكوني قد سمعتي به ..
عقدت حاجبها ليُكمل ببطيء قائلاً: يُلقبونني في كُل مكان بالبروفيسور ، سمعتي به صحيح ؟
إتسعت عيناها بصدمه فهذا آخر شخص كانت تتوقع مقابلته بهذه السرعه !!



‏Part End



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 22-10-20, 03:12 PM   #117

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 41


‏" وكنتُ أحبّ أن أقول الحقيقة، فلم يصدقني أحد، فأخذت أكذب ."

‏-ليرمنتوف-



تردد كلام فرانسوا في رأسها كثيراً ..
طلبت منه معلومات قد تُفيدها في نقاشها مع ريكس وهذه كانت إحدى المعلومات ..
عن كون الزعيم يُلقب بالبروفيسور !
الرعب إجتاحها داخلياً وهي تراه أمامها حقيقة فلم تتوقع مُقابلته في يوم من الأيام ..
كُل ما تعرفه هو أن والدها سرق منهم شيئاً ما لذا المنظمة تُطاردها ، إنه شيء بسيط تافه فلما هي الآن في حضرة الزعيم بنفسه !!
لما ؟!
لا يُمكنها التفسير !
هل الأمر أكبر من كونه مجرد سرقة عاديه ؟
أو ربما ما سُرق يخص الزعيم نفسه !
لا تعتقد هذا فتلك المرأة المُسماة بكارمن طلبت أن تقتلها إن لم تعترف لذا ....
أما كان من الأفضل أن يقتلوها بدلاً من أن تجد نفسها أمامه ؟
هي لم تعد تفهمهم إطلاقاً !

أما هو ..
فبقي يُراقب ردة فعلها بإبتسامة غريبه حتى بدأت هي الحديث قائله بحذر: لما ؟
هذا هو السؤال الوحيد الذي تبادر الى ذهنها ..
لما ؟
لما لم يقتلوها ؟
لما هي حية وأمامه هو ؟
وضع كأسه بهدوء تام على طاولة بجانب أريكته بينما كان مسترخياً في جلوسه يضع رجله اليُمنى على اليُسرى ..
شبك أصابعه ببعضها وهو لا يزال يبتسم إبتسامته تلك ويقول: لا تتظاهري بالغباء ، أنتِ تعرفين لما ..
لا .. هي قطعاً لا تعرف ..
لقد تعبت من تكرار هذه الإجابة على مسامع الجميع !!
وهذا لن يختلف عنهم ، هو أيضاً لن يُصدق كونها فاقده لذاكرتها !
لم يصدقها أحد من قبل فكيف بالزعيم الآن ؟
تذكرت ذاك الأصلع ، نعم هو في نهاية الأمر صدقها ..
لو أنه موجود لساندها وأكّد كلامها ..
نظرت حولها كمُحاولة يائسه للعثور عليه ولكن الغرفة كانت فارغه تماماً من البشر عداهما ..
عاودت تنظر إليه وقالت: وهل ستُصدقني أياً كانت إجابتي ؟
هز رأسه نفياً يقول: أنتِ كالحرباء مثلها تماماً ، لذا يستحيل أن أُصدقك إلا إن أخبرتني عن مكانه ..
عقدت حاجبها وهي تتسائل في نفسها عما يقصد ؟
هل يقصد ما سُرق ؟
إن كان أجل فماذا تفعل ! ذاكرتها عن هذا الأمر لم تعد بعد !!
هل سيكون مصيرها الموت ؟
لن يكون لديها خياراً آخراً سوى تلفيق كذبة مُقنعه تُخرجها مما هي فيه ..
هذا أفضل من أن تقول الحق وتجد التكذيب فهذا لن يوقعها سوى في مزيد من المشاكل ..
أجابته بهدوء: آسفه ، لا أستطيع إخبارك عن مكان ما تبحث عنه ..
نعم .. ما دام وصل الأمر أن يطلب منها الزعيم هذا فيعني أن ما سُرق مهم للغايه ولن يقتلوها حتى يحصلوا عليه ..
رغم أنها لا تفهم لما تلك المرأة أمرت بقتلها فدارسي والزعيم يبدون مستميتين للحصول عليه أكثر من أي شيء آخر ..
ولكن ما تخشاه الآن هو أن يأتي بذكر أُختها الصُغرى ويهددها بها ..
في هذه الحاله ، ستكون نقطة ضعف كبير لها ..
لتتمنى فحسب ألا يذكر الأمر ..

بقي ينظر إليها لفترة ليست بالقصيره بعدها قال: ما الذي تقصدينه بالضبط في قولك لن تُخبريني عن مكانه ؟
حاولت إخفاء توترها قدر المُستطاع فهي حتى الآن لا تعرف ما الذي سرقه والدها حتى تُجيبه ..
هل كانت ملفات ؟ أم جهاز تخزين ؟ أم ربما شيء آخر !
كيف ستُجيب على هذا السؤال دون أن تكشف كذبها ؟
أجابته بعد فترة صمت: وما غيره ؟ الشيء الذي لن يُمكنك العيش من دونه طبعاً ..
بقيت تُراقب ردة فعله لتعرف إن كانت إجابتها قد أصابت الهدف أو لا لذا كُل ما لاحظته هو وجه هادئ للغايه دون أي ردة فعل ..
تأكدت هُنا بأنها وُفقت في جملتها ، إذاً ما سُرق هو شيء ثمين للغايه بالنسبة له !
مد يده بعد فترة الصمت هذه وأخذ كأسه ليرشف منه وهو لا يزال هادئ الملامح وذاكرته تعود لسنين بعيده الى الوراء ..
بعدما أنهى شرب كأسه دون أن يشعر سألها بهدوء وعينيه لم يُزيحهما عن الكأس الفارغ: ما الذي قد يجعلك تتحدثين ؟
أجابته: لا شيء ، لا شيء سيُجبرني على إخبارك عن مكانه ..
سألها بالنبرة الهادئة ذاتها دون أن يرفع عينيه إليها: وما الذي ستستفيدنه من إخفائه ؟
فكرت لبرهة قبل أن تُجيبه: الإنتقام ، قتلتم والدي وصديقتي لذا في المُقابل سأحرص على أن لا تصلوا الى مرادكم ..
ضاقت عيناه لوهله عندما نطقت بـ"صديقتي" ليقول بعدها: حتى لو وصل الأذى الى المقربون منك ؟
أشاحت بنظرها عن وجهه هامسه: لقد وصل إليهم وإنتهى فما الجدوى من الحفاظ على شيء ليس بموجود ؟
قالت جملتها وهي تدعي مجدداً ألا يأتِ بذكر أختها الصغرى فهي الوحيدة التي بقيت لها ..
رفع عينيه أخيراً إليها وراقبها لفترة قبل أن يقول: حسناً أجيبيني ، ما نوع علاقتك بريكس ؟
عاودت النظر الى عينيه لفتره تفكر بنوع الإجابة التي عليها أن تُجيبها ..
هل قول الصدق سيُفيدها أم أن الكذب هنا هو المفيد أكثر ؟
أجابته بسؤال آخر تقول: ولما أنت مُهتم بنوع علاقتنا ؟ هل أنت والده لتقلق من إختياراته ؟
إبتسم إبتسامة غريبه يقول: وماذا لو قُلتُ أجل ؟
لم تستطع إطلاقاً إخفاء صدمتها العارمه من إجابته ليضحك هو في المُقابل رغماً عنه فلم يتوقع منها أن تُصدق سخريته الكاذبة هذه ..
عندما رأته يضحك إستوعبت كونها خُدعت من قِبله فأشاحت بنظرها عنه بإنزعاج هامسه: إسأله هو عن نوع علاقتنا ..
كانت سخريته هذه من صالحها لذا سيضن بأنها أجابته هذه الإجابة بدافع الغضب وليس لأنها بالفعل لا تعلم بماذا تُجيبه ..
إبتسم لها لفتره وسأل بعدها: وهل أخبرته ؟
عقدت حاجبها لوهله ثُم نظرت إليه تقول: عن ماذا ؟
رايان: أنتِ تعرفين عزيزتي أن ما يُهمني يهمه أيضاً بنفس المقدار لذا هل أخبرته ؟
ضاقت عيناها هامسه في داخلها: "هل يقصد بأن ما سُرق يُدين ريكس بنفس المقدار ؟!!! ولكن ريكس لم يسألني عن مكانه إطلاقاً بل بدى وكأنه مهتم بأمر آخر !"
تذكرت عندما أمسك ريكس بمعصمها سائلاً إياها عما يخفيه الزعيم ووالدته !
لحضه !!
همست داخلها: "لا تقولوا لي بأن ما يسعى خلفه الرئيس مختلف تماماً عما يسعى خلفه شركائه !! أجل فهذا يُفسر كون تلك المرأة أمرت بقتلي إن لم أعترف بينما الزعيم يبدو وكأنه سيموت ليعرف فقط مكان الشيء الذي يبحث عنه !! هل والدي سرق شيئان ؟ أم أنه سرق ملفات ما وبالمقابل يعرف معلومات خاصة عن أمر آخر ؟ هذا منطقي أكثر ويفسر الكثير من الأمور فالمنظمة تسعى خلف ما سُرق والزعيم يسعى خلف المعلومات !"
فكرت بداخلها هل تجيبه على سؤاله بأجل أو لا ؟
إن قالت أجل فستورط ريكس ليُصبح مطارداً من قِبل زعيمه لأجل معلومات لا يعرفها ، هذا لا يهمها ، يهمها كونها هل ستخرج من الأمر بأمان ؟
هل سيغض الرئيس الطرف عنها ويتركها وشأنها ساعياً خلف ريكس بما أنه يعمل تحت إمرته أم أن هذا سيجعله يفكر بقتلها فلم تعد هي الوحيدة التي تملك المعلومات ؟
لا ، لن تخاطر فلو كانت بمكانه فستأمر بالقتل فلا فائدة من وجود شخصان يعرفان بالسر ذاته ..
أجابته: ولما علي إخباره ؟ إنه سُر أؤتمن لي لذا لن أبوح به لأي أحد ..
إبتسم بهدوء وأخيراً وضع كأسه الفارغ على الطاولة وهو يقول: عنيدة مثلها تماماً ، لقد عرفت آليس لمن تودع سرها ..
دُهشت وأخفت دهشتها فوراً كي لا يُلاحظ هذا البرفيسور شيئاً ..
أشاحت بنظرها عنه تقول في نفسها: "هل يعني هذا بأن ما يبحث عنه أخبرتني تلك الآليس عنه وليس والدي ؟ ولما تُخبرني أنا ! أوليس من الأفضل لو أخبرت إبنها" !!
تذكرت الذكرى التي راودتها قبل قليل وهمست بداخلها: "لقد بدت علاقتي بها سيئه للغايه فكيف لهذا أن يحدث ؟؟؟! لا يُمكنني أن أفهم" !
شدت على أسنانها لتهمس: سُحقاً لذاكرتي الضائعة هذه !
هي الآن حقاً تُريد إسترجاعها أكثر من أي وقتٍ مضى ..
رفع عينيه إليها وقال: حسناً عزيزتي لننهي حوارنا بهذا السؤال ، هل أنتِ مُصرة على كتم هذا الأمر ؟
ترددت كثيراً فهي لا تعلم ما الذي سيفعله بعد إجابتها ..
لقد كشف وجهه لها وأخبرها حتى بإسمه الحقيقي ، لا تضن بأنه سيتركها تعيش مهما كانت إجابتها ..
عاد الرعب الشديد يسكن داخلها وترددت كثيراً كثيراً للغايه قبل أن تُجيبه: لا ..
هذه الإجابة الوحيدة التي تملكها فهي حقاً لا تعرف ما يبحث عنه ..
لا تملك غير هذه الإجابه ولا يمكنها حتى التراجع عند هذه النقطه وإخباره بأنها فاقده لذاكرتها فستبدو بمظهر ضعيف وشخص ساذج يتعلق بكذبات غير معقوله للخروج من الموقف ..
رفع ساعة معصمه التي تبدو باهضة الثمن وهو يقول: إنها الحادية عشر مساءاً ، وما دام أني أُحب لعبة صيد الفئران فسألعبها معك ..
عقدت حاجبها ليقول: لذا أريني قدرتك على الهرب ، سأمنحك 24 ساعة للإختباء وبعدها سيخرج ثلاثة من أفضل المغتالين بمنظمتي للحاق بك وقتلك ، أريني مهاراتك بالهرب ..
إتسعت عيناها بصدمة من كلامه ليقول بعد رؤيته لصدمتها: عزيزتي ، من يثر عش الدبابير عليه أن يجيد الركض أليس كذلك ؟
وقف وأخذ كأسه متجهاً ليصب لنفسه مزيداً من الشراب وهو يقول: أركضي جيداً ، وإبتعدي عن أحبائك فلن يكونوا على قيد الحياة إن رأوا مغتاليني الأعزاء ، حظاً موفقاً ..
وقفت فوراً تقول: لكن ....
ولم تدري بماذا تُكمل حديثها !!
الخوف الشديد نهش قلبها بالكامل !
إنها الوحيدة الآن التي تعرف عما يريده فلما يقتلها ؟!!
لقد كانت تضن بأنها تُسيطر على الأمر جيداً فلما إنتهى بها الى هذا المصير المروع ؟!
ماذا تفعل ؟ لا يبدو بأن ما ستقوله أياً كان سيُغير من رأيه فهو زعيم منظمة كامله في نهاية المطاف ..
هي خائفه ، خائفه جداً فلا تعلم لمن تلتجئ في عالمها هذا الذي قابلت فيه الكثير من الكاذبين والمُجرمين ..!!
بعدما صب لنفسه الشراب إلتفت ونظر إليها لفتره قبل أن يُشير الى الباب ويقول: أهربي من هنا ، الدقائق تمر والـ24 ساعه ليست بالمدة الطويلة كما تعتقدين ..
أشار بعدها الى علاقة خزفية مثبتةً بالحائط وقال: خذي معطفك فقد تكون هذه أبرد ليلة تمر بحياتك ..
تقدمت خطوة تجاه المعطف لتكتشف أن رجلها ترتجف بالكامل وبالكاد هي تقف عليها ..
هل الرعب الذي بداخلها كبير لهذه الدرجة !
بقيت إبتسامته على شفتيه وهو يرشف من كأسه وينظر إليها قبل أن يقول: ما دُمتُ تُشبهينها بعنادها فلا داعي لأن تموت هي وتبقين أنتِ على قيد الحياة ، يكفيني أن أعرف بأنك تعرفين عن ذلك السر ، فتاة فضولية مثلك يستحيل ألا تكون قد زارت المكان لمرة على الأقل في حياتها ، البحث خلف جميع الأماكن التي ذهبتي إليها ليس بالأمر المُستحيل ..
زادت إبتسامته وأكمل: لذا إن كُنتِ تضني بأنك ستلوين ذراع البروفيسور فقط لإمتلاكك لهذه المعلومه فأنتِ مُخطئه بالكامل ..
أشار الى الباب بعينيه وأكمل: مرت خمس دقائق ، الوقت ليس بصالحك صغيرتي ..
شدت على أسنانها فلقد كانت غبية بالكامل !!
إتجهت الى معطفها وخرجت من الباب وهو يُراقبها بإبتسامة غريبه ..
خرجت وكُل تفكيرها هو أن تتجه الى أقرب مكان للشرطة وتخبرهم عن موقعه ، عليها أن تبدأ هي الصيد قبل أن تُصطاد !!

***

‏3 February
‏3:23 am



إستيقظ من نومٍ -يكره أن يصفه بهذا- ولكنه كان نوماً عميقاً ومُريحاً للغايه ..
تلفت حوله ليجد نفسه في حجرته بداخل فيلا جينيفر فشعر ببعض الضيق كما يحدث معه دائماً ووقف مُغادراً السرير ..
وقف أمام النافذه ينظر الى المحيط الهادئ حوله فأنوار المنازل مُطفئة وصوت الهواء البارد الداخل عبر فُتحات النافذه هو ما يزعج هذا السكون التام في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل ..
رفع يده ليفتح النافذه فوقعت عيناه على الضمادة التي تدل على أخذه لإبرة قبل فترة ليست بالقصيره ..
نظر إليها لفتره فهذه الإبرة أو بالأصح هذه الجرعة أراحته من الصداع الذي نهش رأسه في اليومين الماضيين ..
أشاح وجهه بضيق وخرج من غرفته متجهاً الى الممر المُحرم دخوله ولكنه الوحيد الذي ينتهك هذه الحرمة مهما كانت العواقب موجعه ..
فتح الباب الموجود في نهايته وإتجه الى الباب الآخر وفتحه ليظهر من خلفه سرير وسيع في غرفة بارده مظلمه ..
تقدم من السرير ووقف بالقرب من حافته ناظراً الى الوجه الصغير النائم بسلام فقال بهدوء تام: هل أنتَ راضٍ عما فعلته ؟
صمت لفتره بعدها قال: عاد كُل شيء كما السابق ، أياً كانت الوعود التي وعدك إياها فهو يكذب ، أياً كان نوع التهديد الذي هددك إياه فهو أجبن من أن يوفي به ، كان عليك الثقة بي أنا وليس به هو !
شد على أسنانه وهمس: أحمق ..
بعدها خرج من الغرفة بضيق وإنزعاج كبير بينما ذلك الخدين الصغيرين قد شقت الدموع الحارقه طريقها فيهما وظهر الهمس الباكي في الظلام يقول: آسف ، أنا آسف ..

***

8:12 am


صوت رنة هاتفه المُمله تردد صداها بداخله حتى أيقظته من نومه العميق ..
جلس وهو يُغمض إحدى عينيه ونظر الى الهاتف منزعجاً فهو بالكاد إستطاع أن ينام بعد أن قضى ليلته كلها بالتفكير في أمر رين ومن حولها ..
نظر الى المتصل فعقد حاجبه ورد فوراً قبل أن ينطفئ وهو يقول: أهلاً ..
إستمع الى الطرف الثاني بإهتمام شديد وبين شفتيه ترتسم إبتسامة صغيرة تنمّ عن سعادته مما سمعه ..
ما إن أنهى حديثه حتى قال: حسناً ، إن كان هذا لا يُزعجك فأرسل لي المقطع لأتأكد أكثر ..
بعدها أغلق الهاتف وقام من على السرير فوراً ليأخذ حماماً ساخناً ويهندم نفسه فلديه عمل ما لهذا اليوم وقد ينتهي بنتيجة إيجابيه على عكس الايام الماضيه ..

ما إن أنتهى حتى وصله طعام الإفطار الذي طلبه مسبقاً وجلس بعدها ملتقطاً هاتفه ليفتح المقطع الذي وصله قبل لحضات ..
كان يُصور ردهة أحد مراكز الشرطه في وقت متأخر من الليل حيث المكان هادئ تقريباً حتى دخلته فتاة بمعطف برد واتجهت الى أحد الشرطيين وبدأت بالتحدث إليه وهي تبدو في عجلة من أمرها ..
لم يكن حوارهما واضح بالكامل بسبب بُعد الكاميرا عنهم ولكنه إستطاع سماع كلمات كـ "زعيم عصابه ، العنوان ، قبض ، مجرم"
لقد كانت الكلمات مُطابقه لما قال له الضابط على الهاتف قبل قليل حيث أخبره عن فتاة تُشبه المتهمة "رين فينسنت" اتت ليلة البارحه لتُبلغ عن منزل شخص ما قائله بأنه زعيم منظمة سيئه ويُلقب بالبرفيسور وعليهم أن يتحركوا للقبض عليه ..
بيد أن الشرطي الذي قابلها لم يأخذ كلامها على محمل الجد فهي لم تُعطه إسمها ولا بطاقة هويتها عندما طلب منها ذلك فما كان منها غير الإبتعاد من أمامه حالما بدأ يضغط عليها بالأسئلة بخصوص هويتها ..
لم تكن الصورة واضحه إلا أن هيئتها الخارجيه تُشبه رين فعلاً ..
هذا يعني أنها هُنا في ستراسبورغ ..
سأل نفسه بهدوء: لما كانت في عجلة من أمرها ومتوتره للغايه ؟ وهل هي جادة عندما قالت بأنها تعرف عنوان منزل البروفيسور ؟ كيف تعرفه وهو هناك في باريس ؟ من أعطاها العنوان ؟
ضاقت عيناه وهمس: إلا إن كان لديه عنواناً آخر هنا بستراسبورغ ؟
قام من على سفرة الإفطار وإرتدى معطفه وخرج بعدما طلب من خدمة الغرف ترتيب المائده من خلفه ..
سيذهب الى مركز الشرطة هذا ويقابل الشرطي بنفسه فلعل هناك تفاصيل قالتها الفتاة أيضاً ..
ويحتاج أيضاً ليرى الكاميرات الخارجيه للمركز حتى يعرف في اي إتجاه ذهبت ..

خرج متجهاً الى سيارته وهو مرتاح على الأقل من كونها لا تزال في ستراسبورغ وغير متورطة مع أي أحد ..
وجودها بتلك الحالة المتوتره تعني بأن ذلك الشخص الذي يساندها أياً كان ليس بجوارها في الفترة الحالية على الأقل فلو كان كذلك لما بدت متوترة ومستعجلة هكذا وكأنها لوحدها دون حليف ..
ركب سيارته متسائلاً عن السبب الذي يجعل شريكها ليس بجوارها هذه الأيام ؟
وأيضاً ... معرفتها بإسم البرفيسور يعني بأنها ليست فاقده لذاكرتها أو على الأقل إسترجعتها في وقت قريب ..
إذاً لما لم تلتجئ الى هذا الشريك فلطالما قالت له بأنها لن تحتاج لأحد ولن تخسر ضد أحد ما دام بجوارها ..
أمرها غريب ..

إستغرق بعض الوقت من أجل أن يعطوه تسجيلات الكاميرا الخارجيه للمركز ، لو لم يكن المسؤول عن قضيتها ولم يكن يملك الأوراق التي تُثبت ذلك لما أعطوه أبداً ..
راقبها عبر شاشة الكومبيوتر وهي تدخل الى المركز حيث خرجت من إحدى الأحياء تركض كما لو كان هُناك من يُلاحقها ..
راقب خروجها مسرعة لتقف بعدها تنظر حولها قبل أن تختار طريقاً وتسلكه بخطوات سريعه وهي تضع قلنسوة معطفها على شعرها الأشقر ..
بعدما شاهد الفيديوهات طلب مُقابلة الشرطي المُناوب الذي حادثها بالأمس ولكن لم يكن لديه أي معلومة مُفيده ..
خرج بعدها من المركز واضعاً يده في جيب معطفه ينظر بعينيه الزرقاوتين الى حيث ذهبت وهمس: إنها مُطارده ، ومن المنظمة دون أدنى شك ولكن الكاميرات لم تصور أي شخص غريب يحوم بالجوار ..
صمت قليلاً يُفكر بخطوته القادمه بعدما تأكد من أنها بالفعل رين ومن أنها سلكت الطريق الشرقي ..
هذه ليست منطقته فلا يمكنه نشر رجال الشرطة للبحث عنها ، عليه أن يأخذ تصريحاً وهذا لن يحدث قبل يوم على الأقل وسيكون حينها الأوان قد فات فبالتأكيد ستكون إبتعدت هذا إن لم يقبض عليها مُطاردها ..
فتلك الفتاة على الرغم من قدرتها الكبيرة على الهرب إلا أنه قد تم القبض عليها عدة مرات لذا لابد من أن يتحرك بسرعه ويسبقهم إليها هذه المرة ..
ولكن الأفكار كُلها تلاشت من رأسه ..
لقد أتعبته كثيراً ، تستحق لقب ملكة الهروب !

***


2:22 pm



نزلت فلور من الدرج وهي تُدندن لأحد الأغاني التي نزلت حديثاً لفنانها المُفضل ..
توقفت في منتصف الدرج وقطعت غنائها مندهشة وهي ترى أخاها الأكبر آلبرت ..
إبتسمت رُغماً عنها ونزلت الدرج بسرعه تقول: أخي !
إلتفت إليها أخاها بعد أن أعطى حقيبته الصغيره للخادمه كي تأخذها لغرفته ثم قال: ما هذا الفرح ؟ أولا تكرهين رؤيتي وتتمنين عدم حظوري !
توقفت عندما كادت أن تحتضنه وقالت بحاجبين عابسين: كف عن قول هذا في كُل مرة تأتِ الى هُنا ..
تنهد وربت على شعرها يقول: لا بأس ، أين عمي ؟
أجابته: في الخارج الآن ..
نظر إليها قليلاً ثُم قال: هل تعرفين لما يُريد رؤيتي ؟
صمتت قليلاً متردده ثُم قالت: لا أعلم ..
رفع رأسها لتنظر الى عينيه وقال: أنتي تعلمين ..
ترددت كثيراً وقالت: أرجوك لا تضعني بموقف صعب ، عمي أخبرنا ألا نتحدث عن الأمر ، وإستيلا قد تغضب إن تحدثتُ عن أمر يخصها ..
عقد حاجبيه يقول: إستيلا ؟ ماذا تعنين ؟ هل الأمر متعلق بإستيلا !
هزت رأسها تقول: أجل ، أشعر بأن هُناك سبب آخر فلقد بدى غاضباً منك أنت أيضاً لذا ربما هناك سببان وليس سبباً واحداً ..
شعرت بالضيق وأكملت: فجأه بدأ يغضب منا واحداً تلو الآخر ، أولاً فرانس والآن أنت وإستيلا ، تلك البغيضة هي من تملأ رأسه أنا واثقه ..
شدت على أسنانها وهمست: ريكس تملؤه المشاكل ومع هذا لم أره يصرخ في وجهه ! تملكني غضب عارم عندما رأيته يصرخ على إستيلا لسبب أتفه من مشاكل ريكس تلك ولكن لا يمكنني فعل شيء ، هذا ظلم ..
ربت على كتفها وقال: لا بأس ، لا تشغلي نفسك بأمور الكبار ، ركزي على دراستك وكُل شيء سيمر على ما يُرام .. على أية حال أين إستيلا ؟
هزت كتفها تقول: منذ شجارها مع عمي خرجت من المنزل ولم تعد إليه ..
تنهد وقال: حسناً ، وكين ؟ وهل من أخبار جديده عن فرانس ؟
هزت رأسها نفياً تقول: لا جديد ، وكين في غرفته ..
آلبرت: إذاً لا أحد في المنزل سواك أنتِ وكين ؟
فلور: نعم ..
صمت قليلاً ثُم قال: وتلك الفتاة ما آخر أخبارها ؟ المدعوة بآليس ..
هزت كتفها تقول: لا علم لي ، لم أسمع عنها أي شيء بعد تلك الحفلة المشؤومه ..
هز رأسه متفهماً ليلتفت عندما وصل الى مسامعه صوت زوجة عمه وهي تُعطي حقيبة عمل الى الخادمه كي تأخذها الى مكتبها الخاص ..
تقدمت منه تقول بإبتسامه: أهلاً آلبرت ، سحقاً للمشاكل التي تُجبرك على ترك عملك مراراً وتكراراً ، عمك مهما حاولتُ في أن أمنعه عن إدخالك فيها لا يستمع إلي ..
همست فلور مقلدةً صوتها بسخريه فظهرت إبتسامه خافته على شفتي آلبرت قبل أن تصل جينيفر إليهم ناظرةً الى فلور وتقول: هل قُلتي شيئاً ؟
هزت فلور رأسها نفياً ثُم إبتسمت لأخاها قائله: سأُخبرهم أن يصنعوا لك شراب البرتقال البارد ..
ثُم غادرت في حين عاود آلبرت النظر الى جينيفر وهو يتذكر مكالمته الأخيره مع كين ..

" همس كين له: جينيفر تعلم بعلاقتك بها ..
عقد آلبرت حاجبه ليُكمل كين: تعرف عن علاقتك بإحدى موظفاتك ، ولديها ملفات عن الإمتيازات التي أعطيتها لها .. أنت تعلم ، من غير الجيد أن يرتبط الرئيس بعلاقة عاطفيه مع احد موظفيه فماذا إذا كان يُغرقهم بالإمتيازات والواسطه ؟ لما تفعل هذا ؟ لطالما كُنتَ مثالياً في عملك فلما تُدمره هكذا ! لما تجعل للآخرين فرصة لتدميرك يا آلبرت ؟ "

مع تصرف جينيفر الودود هذا أصبح شكه بكون والده إستدعاه لهذا الأمر يزداد ..
عمته من هذا النوع الذي يسعى لتدمير من يزعجوها ..
على الرغم من أنه متعجب لكونها أخبرت عمه ولم تقم بفضحه ، لابد من وجود سبب لذلك ..
إبتسم وقال: وجهك مليء بالسعادة على عكس آخر مرة كُنتُ فيها ، هل تحدث معك بعض الأمور الجيده ؟
إبتسمت وردت: أجل ، الجيده للغايه ..
آلبرت: حسناً هذا جيد ، أتمنى لك التوفيق ..
إكتفت بإبتسامة غريبه لجملة "اتمنى لك التوفيق" !
فهذا الأحمق على الرغم من أنه قالها غير قاصداً بها إلا أنه سيندم كثيراً ويتملكه الجنون من شدة الغضب عندما يعرف ما نوع هذه الأمور الجيده بالضبط ..

***

5:33 pm


" إلتوت شفتيها بإبتسامةٍ جذابه وهي تضع سبابتها على شفتيها برقه هامسه: هذا سرنا الصغير ، لا تُخبري أحداً به يا رين "

فتحت عينيها بهدوء ناظرةً الى السماء الصافيه الخالية من أشعة الشمس ..
أخذت نفساً عميقاً قبل أن تجلس بعدما كانت مستلقيةً على هذا الكرسي الخشبي متخذةً معطفها وسادة لها ..
نظرت الى المعطف بهدوء تام ومن ثم همست: هذه الذكرى تُراودني منذ الأمس من بعد خروجي من منزل المدعو بالبرفيسور ، هذا يعني بأنه بالفعل هُناك أمرٌ ما يُريد البروفيسور معرفته يتعلق بهذه المرأه ..
صمتت لفتره قبل أن تهمس: لكن لما ؟ لما أخبرتني أنا به ؟ نحنُ بالكاد نملك علاقة ، حتى أني كُنتُ أكرهها فلما ! أنا حقاً لا أفهم ..
أغمضت عينيها وسحبت نفساً عميقاً فعقلها مُتشابك وضائع بسبب مقتطفات متباعده متناقضه في ذاكرتها ..
لم تعد تعرف مانوع مشاعرها تجاه هؤلاء الأشخاص من ماضيها المجهول ..
هل هم أعدائها أو حُلفاء لها ..
هل تكُن لهم الحب أو البغض ؟
لم تعد تعرف ذلك مُطلقاً ..
عاودت فتح عينيها تنظر الى الحافله التي وقفت أمام كرسيها الموضوع بالقرب من مظلة إنتظار الحافلات ..
كم الساعة الآن ؟
لا تملك هاتفها ولا تملك ساعة في معصمها ولا تملك القدرة في قراءة الوقت عن طريق الجو ..
لكن الضوء المنتشر حولها ليس دليلاً إلا على كون المهلة التي أعطاها إياها ذلك البروفيسور لم تنتهي بعد ..
نظرت بهدوء الى الناس وهم يقطعون التذاكر قُبيل دخولهم الى الحافله وهمست: الى أين أذهب ؟ يستحيل أن أحتمي لدى عائلة جينيفر فالبتأكيد هو ليس بالمكان الآمن ، إذاً أين ؟
شدت على أسنانها وأكملت بشيء من الضيق: حتى عندما حاولت قلب الطاولة عليه والإبلاغ عن مكانه لم يصدقني أحد ، ربما لو زُرت مراكز شرطة أكثر لإستمع إليّ أحدهم ولكن ما الفائده ؟ هو بالتأكيد لن يبقى هُناك طويلاً ..!
نظرت الى الفراغ لفترة ليست بالقصيره قبل أن تقول: أُريد العودة الى باريس ..
نعم ، تعرف بأنه مكان خطير وأن ذلك العم حذرها برسالته من الذهاب هُناك ولكن لا يمكنها إحتمال ذلك ..!
قد توفي والداها هذا مؤكد ولكن لابد من أن هناك من يعرفها ، صديق أو جار أو صلة قرابة من بعيد ..
أي شيء تشعر بالإنتماء إليه ..
فشعور الوحدة في هذا العالم قاتل ..
وقفت وإرتدت معطفها ، تكتفت تضم جسدها وهي تمشي وتدخل أكثر بين الأحياء شاردة التفكير في الذكريات القليلة التي عادت إليها والتي كانت مُتناقضة للغايه ..
فتارة تصرخ في وجه تلك الروسيه كرهاً وتتهمها بكونها السبب في إنفصال والدها ووالدتها وتارةً أُخرى تكون معها وكأنهم أصدقاء وزيادة على ذلك تُخبرها بسر يبدو خاصاً للغايه ..!
أغمضت عينيها مُحاولةً تذكر على الأقل ذلك السر الصغير الذي أُخبرت به ، ربما هذا السر سيفك الكثير من العقد الصعبه وقد تتضح بعدها معالم ماضيها المجهول ..
أو على الأقل سبب رغبة البرفيسور بمعرفته الى هذا الحد ..
وبينما هي تمشي بهدوء مغمضة العينين إصطدمت بجسد شاب كان قد خرج للتو من أحد المنازل ..
أمسكت رأسها بألم وهي تنظر إليه بعين مفتوحه واحده بشيء من الإنزعاج لكن الكلمات توقفت في حلقها عندما رأت بأنه ذلك النادل لا غير ..
بينما عقد ريو حاجبه ونظر إليها بهدوء غريب جعلها متعجبة من عدم صراخه عليها فهي المُخطئه وخاصةً أنه بكل تأكيد يكن لها الكره بعد إستفزازها له آخر مره بالمقهى ..
إبتسمت عندما طال صمته وعلقت قائله: تنتظر إعتذاراً ؟
إستيقظ من شروده وقال بعد مدة صمت قصيره: أجل ..
صُدمت ، لقد قالتها كسخريه فهو لم يبدو كمن ينتظر إعتذاراً ، ولا يبدو كمن يُجاري سخريتها ويُجيبها بالإيجاب ..
فتحت فمها ولكن سُرعان ما أغلقته عندما قفزت هذه الفكرة المجنونة الى رأسها ..
لا تعلم لما ولكنها في الأيام الأخيره بدأت تتصرف بلؤم بعض الشيء وتستغل جميع من حولها ..
لا تدري إن كانت هذه شخصيتها القديمه أو أنها ردة فعل بعد تعرضها لكثير من الخداع في الفترة التي تلت فقدانها للذاكره ..
المهم أنها قررت أن تُحاول إستغلال هذا الشاب في تأمين مخبأ مُناسب لها قبل إنقضاء المدة التي حددها لها البروفيسور ..
إبتسمت وقالت: إعتذار لماذا ؟ لإصطدامي بك أو لإستفزازي لك بالمقهى ؟
بدت عيناه أكثر بروداً عندما تذكر فعلتها في المقهى لذا تجاهل ما كان يُفكر به وإلتفت مُبتعداً فلحقت به تقول: ماذا ماذا !! أولم تكن تنتظر إعتذاراً ؟! لما رحلت وأنت لم تسمعه ؟
لم يُجبها فوضعت يدها على شفتها تُحاول كتم سخريتها وهي تقول: أو ربما لأني ذكرتُك باليوم الذي تعرضتَ للإذلال فيه ؟!
وبحركة حاده إلتفت وأمسك بمعصمها وكاد أن يصرخ في وجهها ولكنه توقف في حين تفاجئت هي وظهر الخوف في عينيها وهي ترى نظراته التي تشتعل ناراً ..
قرر عدم التجادل معها فهي تبدو وكأنها مُراهقة لا تعي حجم الكلمات التي تنطق بها ..
رمى بيدها عنه وإلتفت مُكملاً طريقه فأمسكت بمعصمها وبدأت بتدليكه وهي تهمس: أرعبني ..
ومع هذا ستُحاول مُجدداً فربما لن يُمكنها إيجاد شخص آخر يساعدها غيره ..
لحقت به تقول بمزح: هيّا لقد كُنتُ أنتقم فقط لصديقتي فلما أنت غاضب ؟ دعنا نطوي تلك الصفحة السيئه ولنبدأ من جديد ..
تعجب من كونها لحقت به فلقد ضنها ستتوب بعد أن كاد يؤذيها ، لديها إصرار غريب ..
هل هي متفرغه الى هذا الحد أو أن لديها هدف ما ؟
عاد البرود يكسو ملامحه عندما خطر بباله كونها تتملقه لتتقرب إليه ..
نعم هذا هو سبب إصرارها من دون شك ..
إنه حقاً يكره هذا النوع من الفتيات ..!
سألته: ذاهب الى المقهى ؟
لم يجبها ، تذكرت أنها عندما إصطدمت به لم تسمعه يودع أحداً وهو خارج من منزله فسألت: هل تعيش وحدك ؟
لم يُجبها فإبتسمت وقالت: هل يُمكنني المُكوث فيه لبعض ليالٍ إذاً ؟
إنزعج كثيراً ..
فهي ليست من النوع المتملق فحسب ..
بل النوع المتملق الجريء أيضاً ..
زادت إبتسامتها تقول: لم تعترض وأفهم من هذا أنه لا مانع لديك !!
توقف عن المشي فتوقفت بدورها تنتظر ردة فعله ..
بقي صامتاً قليلاً قبل أن يلتفت ويقول: لا أستقبل فتيات ليل في منزلي ..
ضنها ستُصدم أو على الأقل ستصرخ منكرةً هذا المُسمى ولكنها فاجئته بإبتسامتها تقول: أعدك بأني سأبقى مؤدبة في أي حجرة تضعني فيها ، لن أُصدر صوتاً أو أي إزعاج ، سأكون كاللوحة تماماً !
عض على شفته السفليه بانزعاج قبل أن يقترب منها ويقول: ما الذي تريدينه بالضبط !!
لا تُنكر بأنها قد خافت من نظرة العداء التي في وجهه ولكنها لن تتراجع فأولى إهتماماتها هي أن تبقى حيه لتجد أختها ..
هذا هو كُل ما يهمها وستفعل المُستحيل من أجل ذلك حتى لو إتهمها أحدهم بكونها فتاةً سيئه أو غيره ..
أجابته: لا أهدف لشيء ، فقط أُريد مكاناً أبقى فيه لبضع ليالٍ حتى أجد طريقة آمنه تأخذني الى باريس ..
كانت كلماتها واثقه للغايه ولكنه لم يستوعب هذا أبداً ..
فتح فمه ليضع حداً لها ولكنه توقف قليلاً قبل أن يسأل بهدوء: هاربة من عائلتك ؟
أجابته ببساطه: أجل هاربه .. ولكن ليس منهم بل إليهم ..
ضاقت عيناه وبقي ينظر إليها لفترة مطوله بعدها قال: وممن هاربه ؟
هزت رأسها نفياً تقول: لن أُخبرك ..
تقدمت خطوة حتى أصبح لا يفصل بينهم أي شيء وسألت بهدوء تام: إذاً هل ستُلبي طلبي أو لا ؟ سأعطيك أي مُقابل تُريده !
لو كانت أي فتاة أُخرى لقال لا بدون أي ذرة تردد ولكن ...!
إنها الفتاة التي بقي يتأمل صورتها لفترة ليست بالقصيره ..
لقد شغلت تفكيره منذ زيارة ذلك الرجل له وطلبه منه أن يتصل عليه إن شاهد الفتاة زبونة لديه في يوم من الأيام ..
فهي كما وصف له تعشق المقاهي وتذهب إليها أكثر من ذهابها لأي مكان آخر ..
تستفزه بتصرفاتها وفي المُقابل يشعر برغبة دفينة لمعرفة ما حكايتها !
لذا يشعر بالتردد ..
أخذ نفساً عميقاً وقال بعدها: أي مُقابل ؟
أجابته بثقه: نعم ، أي مُقابل تطلبه ..
وأكملت في نفسها: "وكأني سأفعل ! سأهرب حالما أرى أن المُقابل صعب أو مُستحيل" ..
إبتسم ووضع يديه في جيب بنطاله قائلاً: حسناً ، أخبريني قصتك وأعدك أن آخذك بنفسي الى باريس بطريقة آمنه للغايه ..
تراجعت خطوة الى الخلف وهي تمط شفتيها بعدم رضى لتقول بعدها: ساعدني أولاً ..
ريو: بل المُقابل أولاً ..
إنزعجت وبشكلٍ سريع حاولت التفكير بكذبة متقنه فهي لا تربطها أي علاقةٍ بهذا الشاب كي تحكي له قصة حياتها ..!
أجابته: أنا حبيبة سابقه لمشهور وقد قُمتُ بفضحه عندما طلب مني أن ننفصل ، هو غاضب الآن ويبحث عني كالمجنون كي يُرغمني على حذف ما نشرته لذا أُريد الهروب الى عائلتي في باريس ..
لقد كانت كذبةٍ سريعه مُتقنه لم يشك فيها بتاتاً فسألها وهو يتذكر الشاب: هل بينك وبين عائلتك تواصل ؟
هزت رأسها قائله: أجل ولكنه ليس بالتواصل الدائم فلقد كانوا يُعارضون علاقتي به لذا هناك بعض المشاكل ..
ريو: الى درجة أنهم لا يعرفون مكانك ؟
أجابته مستنكره: ما بال أسئلتك الغريبة هذه ؟
لم يُعلق فهو يُريد الآن أن يعرف ما إن كان الشاب الذي أعطاه الصوره من عائلتها أو أنه من طرف ذاك المشهور ..
فجوابها يُحدد تصرفه القادم إما بالإتصال به أو تجاهل ذلك ..
قالت بعد فترة صمت: حسناً يبدو أن أسئلتك كثيره ، ما رأيُك أن تذهب الى عملك وسأنتظرك أنا في المنزل لحين عودتك وحينها إسأل كما تشاء ..
بقي ينظر إليها بهدوء تام ليقول بعدها: أنتِ حقاً جريئه ، ألا تخافي على نفسك مني ؟
إبتسمت تقول: لن أشعر بالغضب أن تمت مُغازلتي من شاب وسيم مثلك ..
دُهش من إجابتها وتأكد من كونها حقاً جريئه ، بل جريئة أكثر مما يجب ..
إنه بالفعل يكره هذا النوع من الفتيات ..!
قرر ألا يُساعدها مُطلقاً ..
إلتفت وغادر فدُهشت ولحقت به تقول: ماذا هل غضبت ! لقد كُنتُ أمزح معك ، أنا فتاة تميل الى الاستفزاز لذا أحببتُ أن ألعب معك قليلاً ، سامحني ، لن أُكررها ..
لم يجبها فكررت كلامها تقول: هيّا إنها مزحه ، سامحني وأعدك بأني لن أُكررها ..
تنهد وتوقف يقول: إذاً أجيبيني .. لما تطلبين مُساعدتي بثقه ومن دون خوف مني فنحن لا نعرف بعضنا مُطلقاً ..
تنهدت هي الأُخرى تقول: إنهم يُطاردونني الآن لذا أحتاج مُساعدة أي أحد حتى لو كان غريباً عني ، وأما عن عدم الخوف فأنت لا تبدو من الرجال الذين قد يقتربون من الفتيات دون رضاهن ، شخصيتك تبدو أرقى من هذا ..
تجاهل إطرائها له وقال: سؤال أخير ، أتعرفين شاباً يملك عينان تشابه لون شعره تماماً ، اللون البني الرمادي ؟
عقدت حاجبها متعجبه من سؤاله لها عن شخص لا تعرفه ..
لما يسألها ؟ هل الشاب هذا له علاقة بها ؟
لا مستحيل فلو كان كذلك فكيف لنادل أن يعرفه ؟
إذاً ربما أحد معارفه ويبحث عنه ومن شدة يأسه يسأل الجميع ..
أجابته: اللون البني الرمادي ؟ يبدو شكله مميز ، حسناً ، لا لم أرى أحداً بهذه المواصفات ..
ضاقت عيناه وعلم من إجابتها أن الشاب الذي أعطاه الصوره لا يقرب لها ..
إذاً ربما كان احد رجال ذاك المشهور ويبحث عنها في كل مكان ..
في هذه الحاله سيتجاهل طلبه بالإتصال في حين رؤيتها ..
فعلى الرغم من أن الفتاة هذه أزعجته سابقاً إلا أنه ليس سيئاً لدرجة أن يرميها لأعدائها ..
تنهد وأخرج المفتاح قائلاً: إبقي في الصالة مؤدبةً لحين عودتي ووقتها سنتحدث أكثر فلا زِلتُ أملك بعض الأسئله ..
إبتسمت وأخذت المفتاح وهي لا تصدق كم هو لطيف على عكس مظهره ..
قالت له: شكراً لك ، أنت لطيف ، سأرد معروفك يوماً ما صدقني ..
ومن ثم غادرت وهو ينظر إليها لفترة قبل أن يلتفت ويغادر لعمله ..

وقفت أمام الباب وحالما مدت المفتاح لتفتح الباب أمسكت برأسها حينما فاجأها صُداع رهيب جعل عيناها تغوصان بالظلام ..
جلست على ركبتيها وصورةً من بعيد بدأت تظهر في ذاكرتها لشاب يبتسم لها بكُل لطف وهو يقول "فاجئتُك صحيح ؟"
فتحت عيناها تدريجياً وبدأ الصداع يخف وهي تنظر الى الفراغ بصدمه لتلتفت بعدها بسرعه تنظر الى حيث كانت هي وريو يتحدثان ..
همست بعدم تصديق: هل يعرفني ؟

***


6:23 pm


دخل الى حجرته بعد أن عاد لتوه من عمله الذي كان أطول من المُعتاد وبدأ بأخذ بعض المُستلزمات وباله مشغول مع رسالة باتريك التي أرسلها قبل ساعتين يطلب فيها مقابلته لوحده في مكان بعيد عن مقر المنظمه ..
حدسه يُخبره أن خلف هذا الطلب مُشكلة ما فباتريك لم يفعلها من قبل هذا غير عن كونه بدأ يشك فيه من لحضة وقوفه أمام كارمن التي أعطته ثقتها ..
عليه أن يكون حذراً في التعامل معه فللتو صعد الى مركز جيد في المنظمة ولا يُريد خسرانه بسبب ذاك المزعج الذي لا يكف عن التدقيق والشك في كُل شيء ..
أخذ نفساً عميقاً عندما تذكر رين ..
هل طلب باتريك له علاقة بأمرها ؟
هل امسك بها وهي أخبرته كُل شيء ؟
هو أقرب إحتمال يدور في رأسه الآن ..
إلتفت ليتجه الى باب حجرته ولكنه دُهش عندما فُتح بطريقةٍ حاده ليظهر من خلفه وجه إليان الحانق المليء بالخذلان وبالغضب ..!
عقد حاجبه لتُبادر هي بالحديث قائله بنبرة فيها بعض الإرتجاف الذي حاولت إخفائه: لما ؟!!!
لم يفهم ما بها وما معنى سؤالها هذا فقالت بصوت منفعل: هل تستمتع برؤيتي أُصدم وأُخذل من قِبلك الى هذه الدرجه !!
ريكس: ما الذي ...
قاطعته بذات الإنفعال: لا تقل كلاماً إن لم يكن بإستطاعك عمله ! لا تقطع وعوداً غير قادرٍ على الإيفاء بها !! لا تقل بانك ستُساعد إيدن ولن تُعيده مُطلقاً الى هُنا إن كُنت ستكذب وتتخاذل !
أشاح بنظره عنها عندما فهم سبب إنفعالها لتقول أخيراً بصوت هامس مرتجف مليء بالكره: حقير جبان ! لم تكن لتتصرف هكذا لو كان أخاك حقاً !!
ومن ثُم خرجت وهي ترجف الباب خلفها بكُل قوه فصرخ فيها وهو يلحق بها: إليان !!
فتح الباب فوجدها واقفةً تُعطيه ظهرها فأمسك بكتفها ولفها عليه بهدوء يقول: إياك أن تُكرريها !!
أشاحت بنظرها عن وجهه فهي لا تُريده أن يُشاهد دموعها فأكمل كلامه وهو يصك على الكلمات: إنه أخي وأهتم به كما لو كانت تربطنا علاقة دم لذا لا تُكرري هذه الجمُلة مُطلقاً ..
أبعدت يده عن كتفها تقول: إن كان كذلك فلما عاد الى هُنا ؟!!
أبعد نظره عن عينيها ولم يُجبها فشدت على أسنانها ومن ثُم غادرت من أمامه ..
أغمض عينيه وسحب نفساً عميقاً قبل أن يصك على أسنانه بحقد ومن ثُم يُغادر المكان ..
نزل الى الأسفل وحالما فتح باب المنزل وجد أمامه مُباشرةً إستيلا التي كانت ستدخُل لتوها ..
دُهشت لوهله قبل أن يظهر الغضب والكُره في عينيها ليرفع حاجبه من نظرتها ويتسائل في نفسه عن سبب غضب هذه الأُخرى ..
ثوانٍ قبل أن تتسع عيناه بصدمه عندما رفعت يُمناها وصفعته بقوة على وجهه !
إلتفت ينظر إليها بعينين باردتين حادتين فلم تهتم وقالت بنبرةٍ حاقده: حقير !!
رفعت يدها ودفعته من كتفه وهي تُكمل: وغد جبان !!
لم يتزحزح من مكانه لتستمر بدفعه من كتفه وهي تُكمل بنبرةٍ إنفعاليه: حياتي الخاصه لا شأن لك بها !! هي حياتي أنا وأنا لستُ بطفلةٍ كي تتدخل فيها وتُخبر عمي عنها !! على الأقل كُن رجلاً وواجهني وجهاً لوجه بدلاً من الذهاب الى عمي فهذا لن يُظهر سوى مقدار جُبنك وحقارتك !
ضاقت عيناه لوهله قبل أن يُمسك بمعصم يدها التي تدفعه بها وشد بقوة عليها وهو يشد على أسنانه قائلاً: من الوقاحة أن تتهجمي دون أن تفسري سبب ذلك !
إنزعجت وسحبت يدها بقوه وهي تقول: كف عن التظاهر بالبراءه !!
ضحكت بسخريه وأكملت: لا تقل لي بأنك أخبرت عمي بالكثير لذا لا تعرف عما أتحدث عنه بالضبط ؟!! هذا متوقع من جبان ووغد مثلك !
عاد الغضب يكسو ملامحها وأكملت: ما الذي ستسفيده من كُل هذا !! لما تريد أن تُسبب المشاكل لنا !!
أكملت ببعض الحقد: الأمر واضح للجميع من بعد تلك الحفله ، الكُل بالفعل صار يعرف كم يُفضلك عمي على الجميع لدرجة التغاضي عن الشائعات التي أطلقها فرانس فإذاً ما الفائده التي ستجنيها من التسبب بالمشاكل لنا !!
إنزعج منها فهذا بحق ما كان ينقصه !
تجاوزها ليُغادر دون قول شيء فغضبت وإلتفتت مُمسكةً بذراعه تقول: لا تذهب وأنا لم أُنهي حديثي بعد !
سحب يده منها بعنف وهو يقول بنبرة حاده: عندما يختفي الشيطان الذي يُسيطر على عقلك تعالي لأعرف كيف أتحدث معك ..
ومن ثُم إتجه الى سيارته لتقول بحقد: كف عن التظاهر بالغباء فلا أحد بالعائله يعرف عن نوع علاقتي بميشيل سواك أنت يا ريكس !
توقف عن المشي وإلتفت ناظراً إليها فتقدمت منه ووقفت أمامه تقول: فمن غيرك سيُخبر عمي بهذا ؟! إنها حياتي أنا ! أن أقع بالحب مع رجل يكبرني بعقدين من الزمان أمر يخصني ولا يحق لأحدٍ التدخل فيه !!
ضربته من كتفه مُجدداً مُكمله: مُستقبلي أنا فلما يتم إتهامي بتشويه سُمعة العائله بسببك أنت !! هل أصبحتُ الآن من يشوه سمعتها !!!
هزت رأسها نفياً وأكملت: لم أعد أعرف من صاحب هذا الرأي السخيف هل هو عمي أو أنت من ملأت رأسه بهذا ! حقارتك حقاً تصدمني يوماً بعد يوم ..
ظهر الإنزعاج في عينيه وقال: هل قال والدي بأني من أخبرته ؟
إستيلا: ليس بحاجة لقولها فأنت وحدك من تعرف بهذا !!
ريكس بحده: وهل هذا سبب كافٍ كي تتهجمي عليّ ! الآن تأكدتُ بأنك بكُل تأكيد لا تزالين بعمر المُراهقه ..
غضبت من إنكاره وكذبه الواضح فظهر الإستحقار في عينيها تقول: تكذب ؟ من يُبدي مصلحته على مصلحة والدته يجب ألا نستغرب أي تصرف منه !!
إتسعت عيناه بغضب وتقدم خطوةً منها يقول: كرري هذا لأدفنك الآن !
إستيلا: بالتأكيد ستفعلها ، من يتسبب بمقتل أمه لن يفرق معه قتل أي أحد آخر !
صرخ بوجهها وهو يملك أعصابه قدر المُستطاع: إستيـــلا !!
رمقته بنظرة إحتقار ومن ثم تجاوزته وهي تضرب كتفها بكتفه بشكل متعمد وذهبت الى سيارتها ..
صوت التفحيط الناتج عن إحتكاك الكفرات بالأرض وصل الى مسامعه وهو يُغمض عينيه مُحاولاً ضبط أعصابه حتى سمعها تُغادر من البوابة الرئيسيه ..
أخذ نفساً عميقاً ومن ثُم إلتفت ووقف أمام سيارته ..
أخرج المفتاح وضغط زر فك القفل قبل أن يشد على أسنانه ويرمي بالمفتاح أرضاً ولا زالت جملتها تتردد في رأسه وتجعله يزداد غضباً وذاكرته تتذكر مشاهداً لطالما حاول تناسيها ..

***


7:30 pm


في الآونه الأخيره أصبح يُلازم غرفته كثيراً ..
لا يعلم ما قد يكون السبب ، ربما لأنها فترة إمتحانات قصيره ، أو ربما مشاكل هذا المنزل أصبحت لا تُطاق !

على أريكة مُريحه طويله كان مستلقياً عليها وبيده هاتفه المحمول يلعب في إحدى ألعاب الألغاز ومندمج في ذلك ..
إنتهى عصراً من الإستذكار ولكنه حقاً لم يعد يملك الرغبة في الخروج ومواجهة المشاكل فما حدث يوم أمس يكفي ..
طُرق الباب فتعجب ونظر إليه يقول: من ؟
ردت الخادمة فزاد تعجبه لأنه لم يطلب أي شيء !
تنهد وسمح لها بالدخول فدخلت وتقدمت منه وبيدها كأس عصير البرتقال الطازج قائله: طلب مني أخاك الأكبر أن أُعطيك كوباً عندما علم بأنك لم تتناول شيئاً منذ الغداء ..
عقد حاجبه يقول: أخي الأكبر ؟
وضعت الكأس على الطاولة التي أمامه تقول: أجل ، أخاك آلبرت ..
دُهش للحضه ثم قال: إذاً لقد حضر !
أشار لها بالخروج وهو يشعر ببعض الضيق ..
عندما كان في مُشكلة وطلب حضوره رفض ولكن عندما إتصل به عمه لم يرفض ..
جلس وهو يُبعد هذا التفكير عن رأسه ونظر الى عصير أخاه المُفضل ..
لقد سئم العيش في هذا المنزل ..
لطالما تمنى أن يكونا والداه لا يزالان على قيد الحياة ويعيش هو وأخوته تحت ظلالهما بعيداً عن عمه وعائلته ..
بل بالأحرى بعيداً عن زوجة عمته فهي ليست سوى حية خبيثه تُدير أفكار عمه بمكرها ..

في الأسفل ، نزلت الخادمه بعدما أعطت الكأس لكين فصادفت في وجهها رب هذه الأسره السيد إلكسندر يدخل لتوه فتقدمت منه قائله: سيدي ..
نظر إليها فقالت: لقد عاد السيد آلبرت من سفره ..
أشاح بوجهه متجهاً الى مكتبه وهو يقول: إستدعيه لي ..
هزت رأسها ومن ثُم ذهبت الى إحدى غرف المنزل حيث رأته يدخل سابقاً ومعه أخته فلور ..
وقفت في إحدى الممرات الفارغه قبل أن تصل الى الغرفه وتلفتت حولها قليلاً قبل أن تُخرج هاتفها المحمول وتفتح على رقم سيدة هذا المنزل ..
وبأصابعها السريعه كتبت هذه الرساله ..
" لقد أعطيتُه المشروب دون أن يشك بشيء "
ومن ثُم دخلت الغرفه ..




End *






فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-10-20, 06:57 AM   #118

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 42


القطط والنساء سيفعلون دائمًا ما يحلو لهن ، يجب على الكلاب والرجال الاسترخاء وتقبل هذه الحقيقة .
‏- روبرت أنسون هاينلاين -




دخل آلبرت بهدوء تام الى مكتب عمه وألقى التحية قبل أن يجلس على الكرسي المُقابل للمكتب ..
بينما عمه كان يسترخي بمقعده مشبكاً يديه وعيناه مصوبتان على إبن أخيه منذ دخوله من الباب وحتى جلوسه ..
سأله بهدوء تام: كيف أعمالك بلندن ؟
آلبرت: لم أستطع إنهاء ما فاتني بعد ..
وكأنه بجملته يُعاتب عمه ويطلب منه ألا يستدعيه مجدداً عندما ينهمك فيها ..
لم يُبالي عمه بذلك وقال: وكيف هي علاقاتك مع الموظفين هُناك ؟
آلبرت بهدوء: جيده ..
عمه: هل علاقاتك معهم علاقات عمل فقط ؟
صمت آلبرت لفتره عندما تأكد بأن زوجة عمته فعلتها حقاً فقال: نعم ، علاقات عمل فحسب ..
بدى وكأن الإجابة لم تُعجبه فسأل وهو يُصر على كلماته: لم تتعدى علاقاتك أكثر من ذلك ؟
آلبرت: إطلاقاً ..
إجاباته كانت هادئه بارده ولو لم تكن هُناك أدله لصدقه أليكسندر حقاً ..
قال بحده أخيراً: لم أضنك قد تكذب عليّ يوماً !
آلبرت رد ببروده ذاته: لم أفعل ..
إتسعت عينا أليكسندر للحضه منصدماً من وقاحته فهذا آخر شخص كان يتوقع منه مثل هذا التصرف ..
فسأل بحدة واضحه: وآنجيلا ؟
آلبرت: ماذا بها ؟
إنه بالفعل يريد أن يزج بعمه الى مشفى الأمراض العقليه ببروده وردوده المُستفزه !
أخذ أليكسندر نفسه عندما كاد أن يصرخ بوجهه وحافظ على رباطة جأشه في آخر لحضه ليسأل بعدها بهدوء: سمعتُ بأنك على علاقة عاطفية معها ؟
آلبرت: سمعت ؟ ومنذ متى نحنُ نصدق الأقاويل دون ادله ؟
أليكسندر: ألا يكفي دليل ترقيتك لها دون سبب مقنع ؟
آلبرت بهدوء: طلبتُ خدمةً ما من الموظفين خارج نطاق العمل ووعدتُ بعلاوة جيده لمن يُنجزه وقد كانت هي أول من أنجزه ، هل أخطأتُ عندما وفيت بوعدي ؟
عقد أليكسندر حاجبه وقال: وماذا عن زيادة الراتب ؟
ألبرت: الترقيه تتبعها زيادة في الراتب ، هذه أمور واضحةٌ يا عمي ، مابك ؟ ممن سمعت هذه الأقاويل لدرجة أنه أثر على تفكيرك المنطقي !
نظر إليه عمه لفتره طويلة ليقول بعدها بهدوء: وماذا لو إكتشفتُ أنك تكذب ؟
آلبرت ببررد: أكذب بخصوص ماذا بالضبط ؟
أشاح أليكسندر بوجهه وهو يفكر في السبب الذي قد يجعل كين يكذب عليه ، لطالما كان آلبرت الأخ الذي يحترمونه كثيراً فلما يقول مثل ذلك الكلام ؟
هل من الممكن أنه أخطأ في فهم تصرفات أخيه وضن ما ضنه ؟
ربما ، هذا التفسير منطقي ..
في حين كان آلبرت راضي تمام الرضى عن كذبته هذه ، أو بالأحرى عن مراوغته للأسئله حيث أنه لم يعطه أي إجابه صريحه ..
مع أنه حتى الآن لا يعرف ما السبب الذي جعل من جينيفر تُحاربه هكذا ؟
هل من الممكن أن عمه قرر تسليم أمور العائله ولهذا قررت تشويه سمعته ؟
ربما رغم أنه لا يزال يضن بأن عمه لا يريد غير ريكس ليمسك بزمام الأسرة وأموالها ..

قطع أفكار عمه بسؤاله: سمعتُ بأن إستيلا غادرت المنزل بعد مشاجرة بينكما ؟ هل للأمر علاقة بي ؟
عاد الإنزعاج على وجه أليكسندر من ذكر هذا الأمر وقال: بل تصرفاتها الغير عقلانيه هي السبب !
آلبرت: إستيلا ؟ ربما فهمتها خطئاً فهي حكيمة وعاقلة في جميع خطواتها !
أليكسندر: أجل حكيمه للغايه لدرجة أنها تخطط للزواج من رجل يكبرها بالعمر وذا خلفية سيئه !
عقد آلبرت حاجبه فقال أليكسندر: أقصد ميشيل صديق والدك ، لم يعجبني منذ البدايه ولكني لم أمنعه من حظور مناسبات العائله إحتراماً لأخي ولكم ولكن أن تجمعه علاقة عاطفيه مع إستيلا فهذا شيء لن ارضى به !
دُهش آلبرت وقال: ميشيل ؟!!
أليكسندر: لم أُصدق الأمر وواجهتها لأتفاجئ بأنها بالفعل تخطط للزواج منه ! إنه بعمر والدها ولا يملك أي خلفية جيدة بل على العكس عُرف بطفولته بإبن متحرش ! لا شيء جيد فيه ! لم أضنها قد تفكر مثل هذا التفكير مطلقاً !! صُدمت للغايه من الأمر وصُدمتُ أكثر من أنها تُصر على أنها لم تُخطئ !
صمت آلبرت ولم يعرف بماذا يُعلق ..
لقد لاحظ بأن إستيلا هي أكثرهم تعلقاً بصديق والدهم ولكن توقع بأنها تراه كوالدها فلقد كانت أكثر من بكى لوفاته ..
لم يضن ولا لوهله بأنها قد تفكر بالإرتباط به !
هل حبها الشديد لوالدها جعلها ترغب بأي شيء يربطها به ؟
هل هذا يعني بأنها تضن نفسها واقعة بحبه وهي في الحقيقة متعلقة بكونه صديق والدها الوحيد ؟
لم يعد يعرف ما السبب ، عليه أن يتحدث إليها ليفهم الأمر أكثر ..
علق أخيراً وقال: سأتحدث إليها ..
أليكسندر: إن كُنتَ ستُشجعها على قرارها فلا تتدخل من البدايه ..
آلبرت: لا تقلق فقط أُترك أمرها لي ..
تنهد أليكسندر وقد كان صمته دليل موافقته لترك أمرها لأخاها الأكبر ..

***


7:44 pm


وصل ريكس الى إحدى الملاهي الليليه المرخصه ودخل الى الداخل ..
دار بعينه في المكان وتقدم من إحدى الطاولات حيث كان ينتظره هناك باتريك مع أحد الرجال ..
جلس أمامهما ليتحدث الرجل قائلاً: أتُريد شراباً ؟
هز ريكس رأسه بالنفي ونظر الى باتريك ينتظر منه معرفة السبب الذي دعاه الى رؤيته في مكان بعيد عن المنظمه ..
رشف باتريك القليل من الشراب وهو ينظر الى وجه ريكس ليقول بعدها: تبدو مشرقاً أفضل من الأيام السابقه ، هل كان هناك ما يُقلقك سابقاً ؟
ريكس: لا ..
إجابه سريعه مختصره وكأنه ينهي أي حوار لا علاقة له بسبب إستدعائه ..
فهو يكره المقدمات كثيراً ..
تفاجأ عندما بالفعل دخل باتريك في صلب الموضوع سائلاً إياه: ما علاقتك بآندرو ؟
صمت ريكس لفتره فقد توقع بأنهم عاجلاً أم آجلاً سيكتشفون علاقة الصداقة التي تربطه مع أحد أبناء هذه العائله ..
أجابه: زميل ..
باتريك بهدوء: من الوقاحة ان تعترف بدون تبرير ..
ريكس ببرود: عرفتُه قبل أن أعرف عن كون أخاه الأكبر عدو قديم للمنظمة لذا لماذا تحتاج الى تبرير ؟
باتريك: إقطع علاقتك به ..
ريكس: ولما تُملي علي أوامر بخصوص حياتي الخاصه ؟ فأنت لستَ بوالدي وأنا لستُ طفلاً ..
باتريك: أنت تتعمد إستفزازي ؟
ريكس: لا يجدر بك حشر أنفك بخصوصياتي إن كُنت ستستنكر ردة فعلي ..
حاول باتريك الحفاظ على أعصابه وهو يقول: بل الأمر ليس من خصوصياتك إن كان سيضر المنظمه !
ريكس: وهل أنا طفل لأنشر بالأرجاء عن كوني فرد بعصابه ! مادام أنه لا يعرف عن علاقتي بكم فمما أنت خائف ؟
إبتسم باتريك وأجاب: منك أنت ..
رفع ريكس حاجبه فقال باتريك: لستُ قلقلاً من أن تكشف نفسك له ، بل قلق من كونك في صفهم منذ البدايه ..
لم يُعلق ريكس وبقي صامتاً لفتره قبل أن يقول: هل هذا كُل ما لديك ؟ فأنا رجل مشغول ..
باتريك ببرود: أثبت ولائك بقطع علاقتك به قبل أن أُعلنك كخائن رسمي للمنظمة ليؤمر بتصفيتك ..
مد ويكس يده ولأول مره يطاول على باتريك عندما أمسكه من ياقة معطفه ساحباً إياه قليلاً وهو يهمس: إنعتني بما تشاء ولكن عليك أن تقول هذا لمن أدخلني الى هذه المنظمه ، فأنت تعلم بأن من أدخلني هو رجل أعلى منك بكثير لذا كن شجاعاً وواجه قائلاً له "آسف ياسيدي ولكنك كُنتَ غبياً وعينت خائناً" ..
دفعه ووقف مغادراً فقال باتريك بهدوء: سنرى ما سيحدث يا ريكس ..
تجاهل ريكس تهديده الذي يعتقد في قرارة نفسه أنه لا فائدة منه فباتريك لن يستطيع فعل شيء سوى التفوه بالتهديدات ..
ولكنه كان مخطئاً فباتريك ليسوا مما يرضون الإهانه وسيرد الصاع صاعين ..

***


9:44 pm


كانت مهذبه للغايه ..
منذ أن دخلت للمنزل وهي تجلس في الصالة ولم تُغادرها سوا للذهاب الى دورة المياه ..
رغم أنها تشعر بالجوع إلا أنها لم تدخل الى المطبخ ولم تخرج لتشتري الطعام ..
لقد سمح لها بالبقاء بمنزله لذا لن تتصرف بوقاحه وتُعامله وكأنه منزلها ..
تنهدت ونظرت الى الساعة الجداريه هامسه: بقي الكثير حتى يُنهي عمله ..
صمتت قليلاً وأكملت: وبقي ساعة تقريباً على إنتهاء المهلة التي أعطاني إياه ذاك البروفيسور ..
أغمضت عيناها مُكمله: هل ما أفعله صحيح ؟ الإختباء فحسب ؟ والى متى !
وقفت ودارت بالصالة ذهاباً وإياباً وهي منشلّة التفكير تماماً ..
همست بهدوء: كان علي ترك المدينه والهروب بعيداً ، لكن كيف ؟
أخذت نفساً عميقاً وهي تقف أمام الساعة تنظر إليها ..
توارى الى رأسها منظره والخاتم الفضيّ يُزين أصبعه ..
لو أنها فحسب لم تتلقى الكثير من الأكاذيب خلال الشهرين المنصرمين لجربت الإلتجاء إليه ..
ولكنها الآن تُعاني من عدم مقدرتها على الوثوق بأي أحد ..
ولا أي أحد ..
أصبحت تتعامل مع الجميع من مبدأ الصفقات المُتبادله ..
حتى إيواء ريكس لها كان بمُقابل أن تُخبره عما تعرفه ..
لا أحد سيفعل أي شيء من أجلها دون مُقابل ..
ياله من عالم قاس ..
تفاجأت تنظر الى الباب عندما فُتح فجأه فتنهدت براحه عندما رأت بأنه ريو ..
أغلق الباب خلفه فسألته: لم ينتهي وقت عملك صحيح ؟
تقدم وجلس على الأريكة يقول: صحيح ولكني أستأذنتُ مُبكراً ..
رفعت حاجبها وعلقت: لا تثق بي ؟
ريو: أكون كاذباً إن قُلتُ بلى ، نعم لم أستطع أن أشعر بالراحة وهُناك غريباً يجلس في منزلي ..
تقدمت نحو أريكة مُقابله وهي تقول: اممم أحببتُ صراحتك ..
نظر إليها وقال: صارحيني ، أنت هاربة ممن ؟
تعجبت وقالت: لقد أخبرتُك ..
ريو: كُنتِ تكذبين ..
رفعت حاجبها بإستنكار تقول: ولما الآن تُكذبني ؟
ريو: لأني فكرتُ بالأمر ملياً ..
صمت قليلاً بعدها قال: أعطيني إسم المشهور أو عنوان المقال الذي شهرتي به ..
بقيت تنظر إليه لفتره بعدها قالت: نعم لقد كذبت مثلما كذبت أنت علي ..
ظهر الإستنكار على وجهه يقول: كذبتُ عليك ؟
أجابته: أو بالأحرى خدعتني وإستغفلتني ..
ريو: وااه يبدو بأني سيء للغايه ..
بعدها أكمل بإنزعاج: هذه المرة الثانيه التي أُقابلك فيها فمتى خدعتك وإستغفلتك !!
تكتفت وقالت: لأنك تتدعي عدم معرفتك بي ..
ريو: هل أنتِ مريضه ؟
رين: لا داعي لسؤالك فأنت تعرف عن مرضي ..
سيُجن حقاً منها !
إنها بالتأكيد تُعاني من خطب في عقلها ..
أكملت: توقف عن رمقي بهذه النظرات ، لا أعلم كيف تعرفني ولكن ما كان عليك أن تُخبئ هذا عني !!
ريو: حسناً لقد إكتفيتُ من ترهاتك ، إعتبري إتفاقنا ملغياً ولا تُريني وجهك مُجدداً ..
إنزعجت منه وقالت: لا تُكمل تمثيليتك هذه !!
ريو بإستنكار: هاااه !
رين: أجل ! لقد إستعدتُ جزءاً من ذاكرتي ورأيتُ فيها أني على معرفةٍ بالشاب الذي وصفته لي ! لقد سألتني للتأكد إن كُنتُ لا أزال أفقد الكثير من ذكرياتي أو لا صحيح ؟!! لما لم تُخبرني بأنك تعرفني ؟
إتسعت عيناه بدهشه وهو يقول: فاقدة لذكرياتك ؟!!!
رين بإنزعاج: توقف عن تمثيليتك ألم يكن طلبي واضحاً !!
حاول كبت إنزعاجه من كلامها وقال: ضني كما تشائين ، أنتِ من البداية كذبتِ علي ، لو كُنتِ صريحه لما حصل سوء الفهم هذا !
وقف متجهاً الى غرفته وقال: نقاشنا عقيم ما دُمتِ مُصرة على رأيك ، أتمنى أن تُغادري المنزل ..
وقفت بعصبية تقول: لا تتركني في منتصف نقاشي وكأنك تستحقرني !
تنهد وإلتفت إليها قائلاً: وهل تُسمين هذا نقاشاً ؟ لقد كُنتِ تُلقين علي التُهم جُزافاً دون أن تشرحي أي شيء وتتركي لي فرصةً للرد !
زمت على شفتيها وحاولت كبت غضبها هذا ..
لقد كانت مُسيطرة على نفسها ولكن كُل شيء إنفلت منها حالما راودتها ذكرى ذاك الشاب ..
أشاحت بوجهها هامسه: لا تلمني ! تلقيتُ الكثير من الخداع لذا لا يُمكنني سوا الغضب عندما أواجه موقفاً مُشابهاً ..
ريو: أخبرتُك اني لم أِقابلك في حياتي سوا مرتين !
رين: اسفه ، سأستمع إليك ..
تنهد ثم تقدم وعاود الجلوس على مقعده فجلس بأدب تام تنتظر شرحهه لسوء الفهم ..
تحدث قائلاً: الشاب الذي سألتُك عنه وزع صورتك طالباً بأن نتواصل به في حال إيجادنا لك فلهذا سألتُك عنه .. الأمر بغاية البساطه ولم يستدعي كُل هذا الغضب منك !
أشاحت بنظرها تُتمتم: مابه لقد أعتذرت فلما لا يزال غاضباً ؟
رفع حاجبه قائلاً: ماذا قُلتي ؟
هزت رأسها نفياً لتسأل: إذا أحدهم يبحث عني ؟ هل هو شخص جيد ؟
ريو: أجل إنه محترم للغايه ولا يملك أي سجل إجرامي وأيضاً ناجح في عمله ..
إنزعجت من سخريته وتمتمت: لن تخسر شيئاً لو أجبتني بـ"لا أعلم" ..
رفعت عينيها إليه وسألت كما لو أنها طفله: ماذا بشأن وعدك لي بأنك ستجد لي وسيلةً آمنه للذهاب الى باريس ؟ هل ستخلفه بسبب كذبي ؟
ريو: أهذا ما يُهمك ؟ إن كُنتِ حقاً فاقده لذاكرتك أوليس من الأولى أن تسأليني المزيد عن الشاب أو تطلبي رقم هاتفه الذي أعطاني إياه ..؟
رين: لن أفعل ، هو مُخادع كدانييل تماماً أنا واثقه ... كُل ما سأطلبه منك هو أن تنسى أنك رأيتني ولا تتصل به مُطلقاً ..
ريو: ولما واثقه ؟
رين: فقط هكذا بدون سبب ..
ريو: وماذا لو لم يكن كذلك ؟
أشاحت رين بعينيها وهي تتذكر تلك الذكرى ووجهه المُبتسم وهو يقول لها "فاجأتُك صحيح"
همست: لا أعلم ، الإبتعاد منذ البداية أفضل من الشعور بالخذلان ، لقد جُرحت كثيراً بسبب دانييل ولا أُريد تعليق أملي بشخص آخر أبداً ..
وهدأ الوضع بينهما لفتره بعدها سألها: وماذا ستفعلين الآن ؟
إبتسمت له وقالت: أنتظر طريقتك الآمنه في أخذي لباريس ..
رفع حاجبه وقال: بعد كذبك علي ؟
أظهرت وجه الأطفال وهي تقول: هيا أنت شاب ناضج ، لا تغضب بسبب حماقة فتاة حمقاء مثلي ..
ريو: ولما تُريدين باريس ؟ وممن هاربه ؟
كذبت مُجدداً: يُطاردني جامعوا الديون بسبب ديون والدي المتكرره كما يقولون ، والدي متوفى ولا يوجد سواي ليدفع لهم ، وباريس فيها أُختي الصغرى الوحيده ، سأذهب إليها خشية أن يزعجوها هؤلاء ومن ثم سنجد لنا مأوى بعيد عنهم ..
بقي ينظر إليها لفتره بعدها قال: إستقلي الحافلة وإذهبي ، الأمر ليس صعباً فلما تريد مُساعده ؟
فكرت للحضات قبل أن تقول: أبي إستدان من رجل يملك علاقات بمحطات السفر لذا سيجدني بسهوله ..
ريو بإستنكار: وكم يبلغ المال حتى يصلون الى هذا الحد ؟
رين بدون تفكير: سبع ملايين ..
إتسعت عيناه بدهشه فهذا المبلغ كافي ليبني أربعة قصور تقريباً !
ريو: لا أضنك جاده ؟!!! ولما قد يطلب والدك كُل هذا المبلغ ؟
رين: والدي أحد الذين باعوا روحهم للقمار لذا خسر الكثير وطالب بالمال ليُعوض ولكن هذا زاد عليه الخسارة لـ...
قاطعها: هذا يكفي !! إنها كذبة واضحه !
أشاحت بوجهها دون تعليق وهي تهمس لنفسها: "كان علي أن أقول سبعون ألفاً فلما قفزتُ الى فئة الملايين" ؟
وقف وقال: لن أُمانع بقائك لليلة هذه فحسب ولا يمكنني فعل أكثر من هذا لأجلك فيبدو بأنك عالقةً في مشاكل أنا في غِنىً عنها ، ونصيحة مني خذي رقم ذاك الشاب وتواصلي معه ، فربما يكون حبل نجاتك على عكس ما تتوقعين ..
ومن ثُم غادر من أمامها وهي تنظر إليه ومجدداً صورة ذاك الشاب تقفز الى خيالها ..
همست: لكني أخاف الخذلان ، أخافه كثيراً ..

***

4 February
‏3:23 am


الهدوء التام يعم الفيلا وجمع الأنوار مُطفأه م عدا أنوار قليله ذات إضاءات ضئيله متوزعة هُنا وهُناك ..
خرجت من غرفتها وتقدمت تمشي في هذا الدهليز الطويل حتى وصلت الى الغرفة الوحيدة الموجوده في آخره ..
دخلت الى الداخل وكان كُل شيء مُظلمٌ تماماً ، إتجهت الى غرفة النوم وأضاءت النور فتحرك الطفل النائم على السرير وهو يشد على عينيه دليل الإنزعاج ..
تقدمت وجلست على الكُرسي وراقبته هو وملامحه التى عادت تدريجياً الى الإسترخاء ..
همست له: إيدن ؟
قطب حاجبيه فتحدثت مُجدداً تقول: إستيقظ ، أُريد مُحادثتك ..
فتح عينيه تدريجياً ونظر الى وجهها ليقول بعد فتره بصوت يملؤه النوم: إليان ؟
إبتسمت له تقول: أزعجتُك ؟
هز رأسه نفياً وحاول الجلوس فساعدته على ذلك ليسألها: هل طلعت الشمس ؟
إليان: ليس بعد ، إنها الثالثة فجراً ..
تعجب وقال: هل هناك خطب ما ؟
إليان: فقط أردتُ سؤالك عن أمر ما والإطمئنان عليك ..
أكملت عندما إنتظر سؤالها وقالت: ماذا حدث ؟ لما عُدتَ الى هُنا بعد أن أخذك ريكس ؟
إتسعت عيناه من الصدمة عندما إستوعب وحاول أن يزحف بجسده بعيداً عنها وهو يقول بتوتر: لا شيء .. إليان أرجوك أُريد النوم هلا تركتني وحدي ..
دُهشت من تصرفه وقالت: ماذا بك ؟
إيدن: لا شيء ، أشعر بنُعاس شديد ، أُريد النوم ..
نظرت الى وجهه وهو يُحاول أن يُشيحه عنها وقالت: هل تكرهني ؟
صُدم ونظر إليها يقول: كلا أنا أُحبك !
إليان: إذاً لما تتجنبني ؟
توتر وهو يقول: لا لا شيء ..
عرفت بأنه حدث أمر ما فقالت: إذاً أخبرني بماذا حدث بعدما أخذك ريكس من هُنا ؟
إيدن: ليس بالأمر الهام ، فقط الى المشفى وأعطوني بعض المُسكنات ثُم عُدت ..
إليان: وهل أعادك ريكس بنفسه ؟ ولما !
إيدن: أرجوك أُختي غادري قبل أن تعلم والدتي ، أنا أيضاً أشعر بالنوم ..
مطت شفتيها تقول: لن أفعل ، أخبرني ما حدث وحينها سأُغادر ..
إيدن: صدقيني لم يحدث شيء ، أصبحتُ على ما يُرام وعُدت ، فقط ..
لم تُصدقه فتجاهلت السؤال عن هذا الأمر وقالت: حسناً ، ما خطبُك مع الدكتور جان ؟
إتسعت عيناه بدهشه ليقول بعدها بتردد: لا شيء ، فقط هو طبيبي الخاص ..
إليان: إذاً لما رفضتَ أن أستدعيه لك عندما مرضت ؟
زاد توتره وشتت نظره في المكان يقول: لأني أكره الدواء ..
إليان: فقط ؟
إيدن: أجل ، فقط ..
إليان: حسناً ، سأسأله بنفسي ..
إيدن بدهشه: إليان لا تفعلي ..
إليان: ولما ؟
إيدن: ربما يُخبر والدتي عن كونك قد زُرتني دون إذن منها ..
إليان بإستنكار: وما شأنه بي وبوالدتي ؟ ولما سيُخبرها أصلاً وهو لا يعلم عن شيء ؟!!
صمت إيدن ولم يُعلق فعقدت حاجبها تقول: هل أخبرته أنت عن ما قالته والدتنا بشأنك ؟
هز رأسه نفياً فبقيت تنظر إليه لفتره ليس بالقصيره قبل أن تسأل وهي تخشى الإجابه: هل هو والدك ؟
أشاح بنظره بتردد وكأنه يُريد الإنكار ولكن دهشته من السؤال منعته ..
تردده هذا صدم إليان فالطبيب كان آخر شخص قد تفكر بكونه هو والد أخاهم !!
إنها لم تفكر به أصلاً !
لقد ضنت بأنه فقط مشرف على حالته الصحيه ولهذا يأتي الى المنزل كثيراً ..
همست: هذا لا يُصدق !
إيدن: أنتِ مُخطئه ، هو فقط ...
قاطعته تقول بإبتسامه باهته: آسفه لأني أيقضتُك ، عاود النوم عزيزي ..
قبلته على جبينه وغادرت الغرفه بصمت كبير ..

***

6:44 am
Paris

" أحتاج لمُساعدتك من دون أن يعلم سيدي موريس بذلك ، الطفلة مع بعض من أصدقاء رين بالدراسه ولا يُمكنني مواجهتهم لوحدي ، أنتظرك كينتو "
ومن ثُم أرسلت العنوان ..
هذا ما فعلته ريتا وهي تختبيء في مكان قريب من منزل جاكي ..
فجاكي لم يترك جانب الطفلة طوال الفترة الماضيه وببعض الأحيان يكون بجواره صاحبه ، هذا غير عن تلك الفتاة فلقد لحقت بها سابقاً وتخاف أن تظهر في وجهها مُجدداً ..
هي قويه ولكن لا يُمكنها مواجهة ثلاث أشخاص بمفردها ..
لو أنها تضمن أن جاك لوحده معها لشجعت نفسها وحاولت الوقوف في وجهه ولكنها لا يُمكنها التأكد من هذا ..
فالأفضل إستدعاء بعض المُساعده حتى لا تنتهي مُهمتها بالفشل ..

بالداخل ..
مُستلقي كلود على سرير جاكي بجانبه حقيبته فأولى محاضراته لن تبدأ إلا بعد ساعتين من الآن لذا قرر زيارة صديقه ليبقى معه قليلاً قبل ذهابهما معاً ..
كان يتحدث معه بخصوص موقف حدث يوم أمس في الجامعه بينما الآخر يجلس على الكُرسي بهدوء يُنهي واجبه الفني الذي من المُفترض أن يُسلمه اليوم ..
ونينا تقف بجانيه مبهورة بعمله على هذه اللوحة الخشبيه وتسأله بين فترة وفتره عن تفاصيل ما يفعل ..
أنهى كلود قصته قائلاً: وتدخل حينها مدير القسم وأخذهم جميعهم على مكتبه ..
جاكي: هممم هذا غريب ..
كلود: بل مُضحك ، منذ زمن لم أرى شجاراً لأسباب سخيفه ، فقدتُ هذا النوع من الشجار منذ التخرج من الثانويه ..
إبتسم جاكي وعلق: تقصد أنك إفتقد رين وكلير ..
دُهش كلود عندنا إستوعب ما قاله وقال: لم أشتق لوجودها بتاتاً !!
رفعت نينا رأسها الى جاكي تقول: كلير كانت تتشاجر مع أُختي دائماً ؟
جاكي: أووه ، في كُل مرةٍ يتقابلان فيها ..
إبتسمت نينا ولم تُعلق فتحدث كلود يقول: ماذا حدث بخصوص كلير ؟ ألم تظهر في وجهك مُجدداً ؟
جاكي: كلا ، أتمنى بأنها عادت الى منزلها ..
كلود: تعلم بأنها تُحبك لذا لا تكن قاسياً عليها ..
دُهش جاكي وتوقف عن عمله ناظراً الى كلود يقول: لستُ قاسياً البته !! هي فقط من تتصرف بطريقة مُزعجه ! لا تتحدث وكأنك لا تعلم مدى إزعاجها !
هز كلود كتفه وعلق بلا مُبالاه: من يدري ..
إنزعج جاكي منه فتجاهله وعاود إنهاء عمله ..
سأل كلود: ماذا بخصوص المجرمة التي تُلاحقك ؟
جاكي: لم أرى أي شيء ، بدأتُ أشك بأنها كذبت علي لتفرغ غضبها لا غير ..
كلود: كلير مُزعجه لكنها لا تكذب في مثل هذه الأمور ..
جاكي: صدقني ستفعل من أجل أن ترى إن كُنتُ أهتم بأمر رين أكثر منها أو ماذا ، أنا أكثر من يعرفها ..
تحدثت نينا تقول: لما هي تكره أختي ؟
تنهد جاكي وقال: لسببٍ تافه ..
تحدثت تقول ببرود مليء بالحقد: آسفه إن كان سببي تافهاً في نظرك .!
صُدم لدرجة أنه أخطأ في عمله في حين جلس كلود من الدهشة وهو يرى كلير تقف على عتبة باب الغرفه ..
تحركت نينا ووقفت بالجانب الثاني من جاكي كي تبتعد عنها في حين ظهر الإنزعاج على وجه جاكي يقول وهو يُحاول تعديل الخطأ: كان عليك طرق الباب أولاً ..
كلير: لقد كان مفتوحاً فلما أطرقه ..
كلود: مرحباً كلير ، لم أرك منذ مده ..
نظرت إليه وإبتسمت قائله: لقد أصبحت أكثر وسامةً بعد آخر مرة رأيتُك فيها ..
كلود: أووه أتقصدين بأنك تفوقتُ على جاكي ؟
كلير: أنتَ تعلم بأنه لا أحد يتفوق عليه ..
ضحك كلود مُعلقاً: هذا في نظرك فقط صدقيني ..
كشرت في وجهه قائله: مزعج كعادتك ..
نظرت الى جاكي وقالت: وماذا عنك أنت ؟ هل تضنني بهذا الغباء كي أخترع كذبة من أجل أن أُؤكد لك بأنك تهتم لرين أكثر مني ؟ الأمر واضح ويُمكنني معرفة ذلك دون أي خُدع ..
تنهد بقلة حيله ولم يُعلق فإنزعجت وقالت: أنا جاده ، لقد كانت تتبعكما ، هي تُريد الطفلة وقد تتعرض للأذى من أجل ذلك !
جاكي: كان يُمكنها أذيتي عندما وقفت أمامي سابقاً ، لستُ غبياً لأُصدقك يا كلير ..
زاد إنزعاجها ولكنه إختفى تدريجياً عندما عرفت كيف تُغيضه ..
قالت ببرود تام: أتعلم بأني قابلتُه ؟
جاكي دون أن يرفع عينيه عن لوحته: من ؟
كلير: الشاب الذي أحظرتُه رين في حفل تخرج الثانويه ..
دُهش ورفع رأسه إليها يقول: هل أنتِ واثقه ؟!!
كلير: ولما قد أكذب ؟ نعم وقد عرفني فوراً ، أعطاني رقمه من أجل أن أتواصل معه في حال معرفتي بأي أمر يخصها ..
إتسعت عينا جاكي من الدهشه في حين قال كلود: هذا رائع ! أين هو رقمه ؟
إبتسمت تقول: ومن قال بأني سأُعطيه لكما ؟ من قال بأني أُريد أن يتم إيجاد تلك الفتاة ؟ أنا سعيدة بإختفائها صدقني !
جاكي بصدمه: كلير !
نظرت كلير إليه تقول: ماذا ؟ إن ضايقتك الطفلة فضعها في الدار ، صدقني كان يُمكن لذلك الشاب أن يجدها لو لم تُخبئها في منزلك ..
نظر جاكي الى نينا يقول: لقد حان وقت برنامجك المُفضل على التلفاز ، يُمكنك الذهاب ومُشاهدته ..
هزت نينا رأسها وغادرت الغرفه فوقف جاكي وتقدم من كلير يقول: أنتِ تمزحين ؟!!! إنها طفله فكيف لم يحن قلبك لها وأنتِ تعرفين بأن ذلك الشاب هو الوحيد الذي سيؤمن لها مكاناً آمناً ! لما لم تُخبريه عنها ؟ لما لم تفعلي ! لا تكوني فتاةً سيئه الى هذا الحد !
أشاحت بنظرها عنه وهي تهمس: أنا فتاةً سيئه منذ اليوم الأول الذي خرجتُ فيه من رحم والدتي !
تلاشى غضب جاكي عندما تذكر ما تُعانيه فهي لطالما حمّلت نفسها سبب موت والدتها فور ولادتها ونعتت نفسها بالسيئة منذ طفولتها ..
وحتى هذه اللحضه لم تتجاوز هذا الأمر ..
أخذ نفساً عميقاً وقال: إن كُنتِ تكرهينها فلا بأس ، هذا أمر يخصكما ولكن في المُقابل لا تلومي طفلة على ذلك لأنها فقط أُختٌ لها ! هذا ليس بالأمر الجيد يا كلير .. أنتِ لستِ سيئة لتُعاقبيها بسبب مشاكلك مع رين ..
نظرت كلير إليها تقول: وماذا لو وجدها الشاب بسبب إخباري له عن مكان أُختها ؟!! ستعود حينها رين الى حياتك مُجدداً وهذا شيء لا يُمكنني أن أتحمله ..
نظر إليها لفترة قبل أن يقول: هذا لأنك فتاةً أنانيه ..
بعدها سحب معطفه وخرج خارج الغرفة فُدهشت وأرادت اللحاق به ولكنها توقفت لأنها لا تُريد أن تعترف بخطئها مُطلقاً ..
تنهد كلود وقال: لا تقولي كلاماً لا يُمثل إعتقاداتك ، لا تجعلي غيرتك تُغيرك ..
شدت على أسنانها وقالت دون أن تلتفت إليه: لو لم يكن يكرهني سابقاً فسيكرهني الآن صحيح ؟
نظر إليها كلود لفتره ليبتسم بعدها: لا تقلقي ، جاكي مهما غضب فهو لطيف من الداخل ، سيتفهك ولكن بالمُقابل عليك أن تعتذري له ..
كلير: لا يُمكنني ذلك فهو سيطلب الرقم مُقابل أن يُسامحني ..
كلود: إذاً أعطيه ، الأمر ليس صعباً ..
هزت رإسها نفياً تقول: لا يُمكنني فعلها ، الأمر ليس بيدي ، لا يُمكنك أن تلومني ..
تنهد كلود وهو بحق لا يعرف كيف يُقنع فتاة مثلها ..

في حين كان جاكي بصحبة نينا بالخارج ..
كان فقط يشعر بالغضب ويُريد الخروج قليلاً لعل كلير تشعر بخطئها فوجد نفسه يأخذ نينا معه عندما وجدها تقف في المطبخ متردده تُريد تناول بعض الطعام فلقد تذكر بأنه أخوته الصغار بالتأكد تناولوا إفطارهم منذ ساعة تقريباً ..
سيُفطرها قبل ذهابه اليوم لأنه لن يعود سوى في وقت متأخر وهي لن تخرج من غرفته طوال هذا اليوم كعادتها ..
لا يعلم لما تُحاول تجنب والدته ، لابد من أنها سمعتها مرة وهي تتحدث عن بقائها المُبالغ فيه معهم ..
نظر إليها وهي صامته تماماً ، هو متأكد بأنها تفهم بعض المشاكل التي تحدث لكنها تُفضل تمثيل دور الطفلة التي لا تفهم أي شيء ..
توقف أمام مخبز وإشترى لها فطيرة ساخنه بالجبنه يقول: لا ألذ من تناول الخبز السلخن مع برودة الجو في الصباح ..
إبتسمت وأخذت الفطيرة منه تقول: شكراً لك ..
إبتسم لها ولم يُعلق ..
مشي وهو يحمل كوب الشوكولا الساخن الذي إشتراه لها وهي تمشي بجانبه تتناول طعامها ..
بقي شارد البال في أمر كلير التي لطالما كانت تُسبب المشاكل بسبب أفكارها التي تجعلها تظهر بمظهر الفتاة المغرورة المتعجرفة القاسيه ..
يعلم كم هي لطيفة من الداخل ولكن لا يُمكنه إحتمال تقكيرها وخاصةً عندما تُسيطر هذه الأفكار المُزعجة على أفعالها ..!
تنهد ليبتسم بعدها وهو ينظر الى نينا قائلاً: لا تقلقي ، لقد وجدنا ذلك الشاب ، وهو وحده من يُمكنه تأمين مكانٍ آمن لك .. ستبتعدين عن الحياة المُقلقه التي تعيشينها ..
رفعت رأسها إليه مُتعجبه تقول: من تقصد ؟
جاكي: لا أضنك تعرفينه فلقد حدثتني رين عن المشاكل القديمة التي حدثت ، لا عليك بأمر المشاكل فهو حتماً لن يتركك تُعانين بعد الآن وسيُحارب الكثير من أجلكما ..
إبتسمت نينا فكلامه مُطمئن رغم أنها لم تفهم ما قاله ..
حالما دخل من إحدى الممرات التي تُعيده الى منزله وقف بوجهه رجل غريب مانعاً إياه من المرور ..
عقد جاكي حاجبه بتعجب وفتح فمه ليتحدث ولكن سقوط طعام نينا أرضاً جعله يلتفت إليها ليُصدم وهو يرى الخوف الشديد يملأ عينيها ويجعل جسدها يرتجف بقوه ..
رمش قليلاً قبل أن يسحبها خلفه ناظراً الى هذا الرجل الذي هو من دون ادنى شك ممن يُلاحقونها كما أشارت سابقاً ..
تراجع خطوتين الى الخلف ليلتفت فجأه هارباً ولكنه توقف عندما وجد خلفه رجل آخر يسد عليه طريق الهروب فصُدم عندما إستوعب حينها بأن كلير لم تكن تكذب وبأن تلك الفتاة حقاً كانت تنوي الشر ..
إنها من تلك الجماعة التي تُطارد رين لأسباب لا يعرفها ..
والآن هو في مأزق بسبب قلة حذره فوحده لن يُمكنه مُجابهة هؤلاء ..
ماذا يفعل ؟ كيف يُمكنه حماية نينا بعدما وعدتها لتوه بأنها ستجد الحماية الأبديه ..؟
عليه أن يُفكر في الأمر بسرعه !
تقدم احد الرجلان منه فتراجع جاكي خطوتين وهو يُخبئ نينا خلفه فتحدث الرجل وقال: هاتها إن كُنتَ لا تُريد أن تتعرض للأذى !
هز جاكي رأسه نفياً فتقدم الرجل وحالما أصبح قريباً للغايه رمى جاكي مشروب الشوكولا الساخن في وجهه ..
صرخ الرجل من الألم وإستغل جاكي هذا للتملص منه وجرى هارباً وهو يسحب نينا خلفه ..
لم يدم هذا لخطوات كثيره فلقد كانت ريتا تقف أمامه مادةً ذراعيها تقول: توقف ، يُمكنك تجنب الأذى عن طريق إستسلامك ، رجاءاً ..
دُهش من وجودها وقبل أن يُفكر بأي شيء آخر كان الرجلان قد أصبحا خلفه فإنزعج ونظر إليها يقول: لقد ساعدتيها سابقاً فلما الآن تفعلين هذا ؟!!!
شتت ريتا عينيها بتوتر لتتسع عينيها وتصرخ: توقف !!
لكن الرجل الذي إحترق وجهه قبل قليل لم يستمع إليها حيث مد يده ورمى بجاكي بقوة على الجدار المجاور ..
صرخ جاكي بألم مُمسكاً كتفه وهو ينهار جالساً على رُكبتيه فصُدمت نينا وتقدمت مسرعة له تقول: أخي جاكي !!
نظرت ريتا الى الرجل تقول بحده: ألم نتفق على ألا نؤذي أحداً !
تجاهلها الرجل وتقدم منهما يقول: لن يحدث ما دام يقف في طريقنا ..
وقف أمامهما ومد يده ليُمسك بنينا ولكن جاكي صفع يده وهو يشد نينا الى صدره يقول: إبتعد وقُل لرئيسك بأن مُشكلتكم مع رين وليس مع الطفله !! أخرجوها من هذا العالم فهي لا تزال صغيره !
الرجل: لا شأن لك ! كف عن التدخل فالمرة القادمه سأقتلك صدقني !
نظر إليه جاكي بحده يقول: كيف يُمكنكم أن تؤذوا طفله !! أتركوها وشأنها !
تمسكت نينا به وهي تدفن وجهها بصدره تشهق بكُل خوف ورعب ..
تقدمت ريتا تقول: لن تتأذى ، سيدي لطيف ولن يقتل الأطفال لا تقلق ..
نظر جاكي إليها بحقد فدُهشت وشتت نظرها بكُل خجل مما تفعله ..
لطالما هي تفعل هذه الأعمال فلما الآن تشعر بأنها حقيرة للغايه .؟
أزاح جاكي بنظره عنها ناظراً الى الرجل الآخر الذي لم يتدخل بعد وقال له: إن كان هدفكم أن تسحبوا منها أي معلومة فأُقسم لك بأنها لا تعرف أي شيء ! لطالما عاشت بعيدة عن أُختها لذا لا تعرف أي شيء ، رين قطعاً لن تُخبرها بأي معلومة خوفاً عليها من أن تتعرض لهجوم ، لن تستفيدوا شيئاً لذا دعوها وشأنها !
تقدم الرجل أخيراً والذي لم يكن سوى كينتو وقال: ربما هي لا تعرف شيئاً ولكن بالمُقابل ستظهر رين من مخبأها حالما تعرف ما حل بها ، هذا هو هدفنا ... إسمع ، سيدي لا يُحب قتل الأبرياء لذا أتمنى أن تُسلمها بهدوء حتى لا نضطر لأن نؤذيك !
جاكي بإستنكار: لا تُحبون قتل الأبرياء ؟!!!! وماذا بخصوص آريستا !
دُهش كينتو وشتت نظره يقول: حسناً هذا ...
قاطعه الرجل الآخر يقول: لا داعي لأن نشرح له شيء !! نُريد الطفلة ولو مات فهو من تسبب بقتل نفسه بعناده هذا !
رفعت نينا رأسها لوجه جاكي تقول من وسط شهقاتها: ستموت ؟!!
دُهش جاكي ورفع يده يدفن وجهها بصدره قائلاً لها: لا تستمعي لهم ، لن يحدث هذا ، لا تقلقي ..
تحدث الرجل يقول: نعم سيموت ، أتركيه وتعالي إن لم تكوني تُريدي له الأذى ..
جاكي بحده: أصمت !!
الرجل بغضب: لا تصرخ في وجهي !!
كينتو بإنزعاج: يكفي !!
وحل الهدوء بعدها ، تقدم كينتو حتى وقف أمام جاكي ، أخرج سلاحه وصوبه بإتجاه وجهه المنصدم ..
كينتو بهدوء: دقيقة واحده وسأضغط إن لم تستسلم ..
ريتا بدهشه: كينتو !
قال ببرود: لا شأن لك ..
شد جاكي على أسنانه وهو يشعر بشتات شديد ..
لا يعلم ماذا يفعل ، هو في ورطة لم يتوقعها من قبل !
هل يسلمها لهم بما أنهم لن يقتلوها ويبحث بعدها عن طريقة لإخراجها ، أو يموت هُنا ببساطه ؟

بدأ يشعر بألم شديد وهو يرى بأن خيار تسليمها هو الأفضل !
لا ، لا يُريد هذا !!
عليه أن يجد حلاً آخر !
أي حل حتى لو عرضه هذا لبعض الأذى ..
بشكلٍ خاطف دار بعينيه بالمكان محاولاً إيجاد زاوية تُمكنه من الهرب أو عالأقل من الخروج الى الشارع حيث يتواجد هناك بعض الأشخاص الذي سيمنع وجودهم من تمادي هؤلاء المُجرمين ..
لاحظ كينتو حركة عينيه فقال يعد تنازلياً: عشره ، تسعه ...
نظر إليه جاكي بصدمه فلم تمر الدقيقة بعد !!
وقف وهو يشد نينا إليه حتى لا ترى المُسدس وتشعر بالخوف والضعف ..
كينتو ببرود: سته ، خمسه ...
قاطعه جاكي: صدقني لن تستفيد فرين ليست بالجوار حتى لذا لن تعرف شيئاً عن أختها ..!
كينتو: ثلاثه ، إثنان ...
جاكي بسرعه: حسناً حسناً توقف !
توقف كينتو وقال: إذاً ؟
توتر جاكي قليلاً بعدها قال: عدني بأنك لن تمس شعرة منها بتاتاً ؟
ريتا بسرعه: نعدك بهذا لا تقلق ..
جاكي: أن تؤمنوا لها مكاناً مُريحاً ؟
ريتا: لديها غرفة كامله مُريحه ونلبي جميع طلباتها ..
أجابته بكُل سعاده فقد كاد عقلها يطير قبل لحضات عندما كاد ينتهى كينتو من العد ..
أشاح جاكي بنظره وقال: حسناً ، بشرط أن تصلني أخبارها من أجل الإطمئنان ..
إنزعج كينتو وكاد يتحدث ولكن قاطعته ريتا: لا تقلق ، سأُصورها يومياً من أجلك ..
بعد فترة صمت طويله قال جاكي بهمس: حسناً ..
إبتسمت بسعاده وتنهد كينتو بعدم رضى فما إن أرخى مسدسه حتى دفعه جاكي من أمامه ليسقطه أرضاً بينما أسرع يجري وهو يسحب نينا خلفه ..
إتسعت عينا الرجل بصدمه يقول: خدعنا !!
ولحق به بسرعه بينما وقف كينتو وأخذ سلاحه صارخاً بريتا: لما واقفه ؟!!! إلحقي بهما !
جفُلت من صراخه وقالت فوراً: آه ، حسناً ..

رغم خداعه لهم من أجل أن يُرخوا دفاعهم قليلاً إلا أنه أكتشف بأن هذا لم يفده عندما تفاجئ بطلقة رصاص إخترقت ساقه وجعلته يسقط أرضاً ..
صرخت نينا برعب بينما شد على رجله يتآوه من شدة الألم ..
تقدم الرجل منه يلهث وهو يقول: سُحقاً لك ، أنت جلبت هذا لنفسك !!
ورفع المُسدس لوجهه ليُنهي عليه فإحتضنته نينا بسرعه تقول وهي تبكي: سآتي سآتي أرجوك أتركه أرجووك ..
دفعها عنه يصرخ: أخرسي !!
وحالما كاد أن يطلق وقفت ريتا في وجهه تقول: يكفي !! الناس يُشاهدون !
دُهش ونظر حوله فرأى إمرأتين واقفتان برعب عند مدخل أحد الأزقه ..
شد على أسنانه هامساً: سُحقاً ..
بعدها أمسك بمعصم الطفله وسحبها معه مبتعداً بينما حاول جاكي الوقوف ومنعه ولكن الألم الشديد أفقده القدرة على الصراخ عليه حتى !!
إنحنت ريتا إليه وضعت يدها بالقرب من قدمها هامسه: آسفه ..
بعدها غادرت وهو يغمض عينيه متألماً ويكاد يفقد قدرته على البقاء واعياً ..
ما إن إبتعدت حتى تقدمتا المرأتان بسرعه وإتصلت إحداهما على الإسعاف وهو يشد على أسنانه متألما على ضعفه في حماية نينا أكثر من ألمه من الرصاصة المُفاجئه التي إخترقت ساقه ..
لم يكن يعلم مُطلقاً بأن حتى الآخر يملك مسدساً ..
سُحقاً !
لقد كره غبائه وضعفه كثيراً ..!

***

1:00 pm

إنتهى وقت مُحاضرته وبدأ بلم حاجياته وهو يُجيب عن أسئلة عدة طالبات تجمعن حول طاولته بينما البقية بدأ يُغادر الصف واحداً تلو الآخر ..
جيسيكا وهي تُعدل خصلات شعرها: أنتِ حقاً مُخيفه ! رُغم جُرأتي إلا أنني لا أملك الشجاعة لفعل ما فعلتي ! لا أعلم كيف أمكنك هذا ..!
إليان ببرود: سُمعتي أهم عندي من أي شيء آخر ..
جيسيكا: ربما تُبرأين من الغش ولكن ستتطلخ بكونك الوقحة التي قاضت أساتذتها جميعهم !
وقفت إليان من على مقعدها وهي تقول: الجُبناء وحدهم من يرونها وقاحه ، لقد طلبتُ إستجواب الجميع لتبرأة نفسي ، أين الخطأ في ذلك ؟
جيسيكا: لكنهم أساتذتك ! أعني لهم مكانتهم في الكُلية لذا ...
قاطعتها إليان بسخريه: ولما علي أن أُراعي ذلك بينما لا أحد منهم حاول التدخل ومُساعدتي ؟
إتجهت الى باب الصف وهي تُكمل: دعينا لا نتحدث عن هذا الأمر ..
ناداها أُستاذها قائلاً: لحضة يا إليان ..
توقفت ونظرت إليه وهو يبتسم للطالبات اللاتي بدأن بالخروج في حين ترددت جيسيكا وقررت الخروج لحين إنتهاء حديث الأستاذ مع إليان ..
ما إن خرج الجميع حتى تقدم الأُستاذ وجلس على أحد مقاعد الطلاب الأماميه بالقرب من مكان وقوف إليان وقال: كيف تُبلين هذه الأيام ؟
أجابته: جيداً ..
الأُستاذ: هذا مُطمئن ، فتاة مُتفوقة مثلك عليها أن تهتم لدرجاتها جيداً ، أن تكون بالقمة تعني أن تُضحي بالكثير من أجل الوصول إليها ..
لم تفهم إليان معنى كلامه ولكنها تشعر بأنه يقصد تصرفها إزاء ما حدث معها بشائعة غشها ..
ومن هُنا إستنتجت بأنه سيُعاتبها على تصرفها تجاهه هو والبقية في أمر الإستجواب ..
تحدث قائلاً: لا أُصدق أن جيسيكا صديقةٌ لك فهي على عكسك تماماً في كُل شيء ، كنصيحة مني إبتعدي عن كُل من قد يُلهيك عن دروسك سواءاً كانت هي أو غيرها ..
تعجبت من نصيحته وتسائلت في نفسها عن ما إن كانت هُناك مُشكلة بينه وبين جيسيكا ..
أجابته: صديقاتي لا أُحب أن ينعتهن أحد بالسوء ، ويُمكنني تدبر أمري شُكراً لقلقك ..
إبتسم وقال: حسناً جيسيكا صديقتُك ولكن الأُخرى ليست كذلك ..
عقدت حاجبها ليُكمل: لا زِلتِ صغيره ولا تعرفين عن الكيد الذي قد يفعلنه الطالبات من أجل إسقاطك ، عليك أن تكوني حذره ولا تُصدقي أي شيء ، بل لا تنظري في الأمر من الأساس فهُناك ماهو أهم وهو مُستقبلك ..
لم تفهم قطعاً من يقصد ، صديقتها هي جيسيكا ..
إلا إن كان يقصد الأُخريات اللاتي تخرج معهن بين فترة وأُخرى ؟
بدأت إبتسامته تختفي تدريجياً وتنامى بداخله إنزعاج تام وهو يرى علامات عدم الفهم على وجهها ..
هو واثق بأنها تعلم كُل شيء فلما تتظاهر بعكس ذلك ؟
هذا مُزعج !
تحدث بهدوء يقول: تعرفين بأني أقصد ساندي صحيح ؟
زاد تعجبها من هذا الإسم الذي تسمعه لأول مره فقال: لديك دليل سابق بخصوص الأُستاذ آندرو ، صحيح أن الطلاب صدقوا الطالبة في إتهامها لكننا نحن الاستاذه نعرف بعضنا ونعرف بأن آندرو يستحيل أن يفعلها ، دائماً في أي فضيحة تحدث يأخذ الطلبة جانب من هو مثلهم ، الأمر مُشابه مع ساندي تماماً ، كوني ذكيه وحكمي عقلك فهي ليست سوى طائشه متمرده تُريد التسبب بمشكله لأني فقط لم أستمع لها عندما طلبت زيادةً في الدرجات ..
بقيت إليان تنظر إليه لفتره وهي حقاً لا تعلم عما يتحدث بالضبط !!
تُريد إخباره عن أنه مُخطئ وأنها لا تعرف هذه الفتاه ولا عما يتحدث عنه ولكن الثقة التامه التي يتحدث بها يجعلها تشك ..!
هل حقاً قابلت فتاة بهذا الإسم ونست ذلك ؟
حتى لو حدث هذا فهي قطعاً لا يُمكنها نسيان ما قد تقوله الفتاة لها لو كان يتعلق بهذا الأُستاذ !
فعلى ما يبدو بأنها سببت له مشكله ، لكن لما يأتي إليها هي ؟!!
ما الذي يجعله واثقاً بأنها تعرف عن الأمر !
هي لا تفهم !
بقيت صامته وهي لا تعرف بماذا تُجيبه ..
بينما نظر إليها ينتظر منها أي شيء تقوله وعندما لم تتحدث تنهد وقال: لا بأس ، فقط أعطيني ما أعطته لك وحينها سننسى الأمر تماماً ..
تحدثت أخيراً تقول: أُعطيك ماذا ؟
حاول الحفاظ على إنفعالاته وهو يقول: أنتِ تعرفين ماهو ..
إنزعجت إليان من سوء الفهم الواضح هذا فقالت: عذراً لابد من أنك مُخطئ ، الآن إعذرني ..
وإلتفتت مُغادره فقال: عبثاً تُحاولين ..
توقفت ونظرت إليه تقول: عفواً ؟
وقف ومر من أمامها مُغادراً وهو يقول: فأنا من ورطك بالغش وحرصتُ على ألا أترك أي دليل ، وسأفعل ماهو أكثر إن لم تستسلمي ..
وخرج بعدها تاركاً إياها في صدمة لم تتوقعها إطلاقاً ..
ما الذي يتحدث عنه ؟!!!
هل هو جاد أم أنه يستهزأ لا غير ؟
وإن كان جاداً فلما !!!
ما الضرر الذي ألحقته به كي يحقد عليها بهذا الشكل ؟!!
هي قطعاً لا تفهم !!
أيقضها من صدمتها صوت جيسيكا وهي تقول: مابك إيلي ؟!
نظرت إليان إليها لفتره بعينيها المندهشنين لتسأل بعدها: هل تتذكرين مرة آذيتُ فيها الدكتور آرثر ؟ حتى لو كان مُجرد تعليق ساخر بإحدى المُحاضرات ؟!
عقدت جيسيكا حاجبيها بإستنكار تقول: أنتِ ؟!! يستحيل أن تفعليها بأي أُستاذ !!
إليان بإنفعال: إذاً لما ؟!!
دُهشت جيسيكا وقالت: إيلي مابك ؟!!
شدت إليان على شفتيها تقول: في البداية يتم ظلمي في إختباراته ومن ثُم يُلفق لي تهمة الغش والآن يُهددني !! لما كُل هذا ؟!!
عقدت جيسيكا حاجبها تقول: ماذا تقولين ؟
إلتفتت إليان وغادرت الصف بحثاً عنه حتى وصلت الى مكتبه لتتفاجئ عندما سألت عنه بكونه قد غادر فمحاضراته لهذا اليوم قد إنتهت !
مشت في ممر المبنى تعض طرف إظفرها وهي تكاد تُجن لدرجة أنها بدأت تشك فيما سمعت ..
ربما قال جملة أُخرى وهي سمعتها خطئاً !
أجل هذا هو التحليل المنطقي !!
توقفت عندما شاهدت آندرو واقفٌ يُحادث بعض الطلبة فضاقت عيناها وإنتظرته حتى ينتهي ومن ثُم تقدمت إليه ..
تفاجئ عندما ظهرت أمامه وقبل أن يتحدث سألته مُباشره: كيف هي علاقتُك مع الأُستاذ آرثر ؟
تعجب من سؤالها ومع هذا أجابها قائلاً: علاقة عمل ..
إليان: لا أهتم بنوع العلاقه ، اُريد معرفة ما إن كانت قوية أو سطحيه !
لم يفهم حقاً ماسبب هذا السؤال فأجابها: حسناً ، لا بأس بعلاقتنا .. هي ليست سطحية وبالمقابل ليست قويه ..
إليان: إذاً هو لم يشتكي لك لمرة عن الطلاب !
آندرو: مابك إليان ؟ إن كُنتِ تواجهين مُشكلة فأخبريني ..
إليان بحده: أجبني عن سؤالي فحسب !
بدأت شخصيتها تُزعجه ..
لم تكن هكذا سابقاً ، كانت قوية الشخصيه وبالمقابل مُحترمه !
لقد أصبحت وقحة مع مرور الوقت وهو واثق بأنها لم تنتبه على هذا وتضنها مجرد زيادة في الثقه وقوة الشخصيه !
أجابها: لن أُجيبك ما دُمتِ تستخدمين هذا الأسلوب ! أنا أُستاذك بالكلية ناهيك عن كوني أكبُرك بالعمر ..
ومن ثُم مر من جانبها ببرود فشدت على أسنانها وإلتفتت الى حيث يرحل وهي تقول برجفه: لا تلمني !!
دُهش وإلتفت إليها ففتحت فمها لتتحدث ولكن ترددت كثيراً وشعرت بالإنزعاج من نفسها لأنها ضعفت أمامه ..
إلتفتت مُغادره وهي تقول: إنسى الأمر ..
لحق بها يقول: إليان لحضه !!
ولكنها سرّعت من خطواتها وإختفت من أمامه بلمح البصر ..
بقي واقفاً في مكانه مندهشاً قبل أن يهمس: هناك خطب يحدث معها !!
تذكر نبرتها المُرتجفه وود لو كان قريباُ منها كما كان سابقاً ليعرف مابها ويُساعدها ..
يؤلمه حقاً كونها في مرحلة ضعف ..
يؤلمه هذا كثيراً .!

ذهب الى مكتبه ولم أغراضه وهو شارد البال لدرجة أنه لم يشعر بجينا وهي تُحدثه ..
خرج من الكلية فقد إنتهى عمله لهذا اليوم وذهب الى شقته وعيناه على هاتفه المحمول متردداً للغايه ..
لازال يحتفظ برقمها ..
هل يتصل بها ويُجرب سؤالها فلربما تتحدث معه ؟
أو يستخدم الرسائل ؟
أو ينسى الأمر ولا يتدخل بأمورها !
لا ..
لا يستطيع تجاهل الأمر وبالوقت ذاته متردد للغايه في أمر التواصل معها ..
فتح باب شقته ودخل إليها ليسند ظهره على الباب ويكتب بضع كلمات ويُرسلها ..
إختار الرسالة فهي أهون من مكالمتها ..
إبتسم بسخريه وهو يسأل نفسه هل ستصلها رسالته او لا فالسنة الماضية كانت غاضبة منه لدرجة أنها حظرت رقمه تماماً ..
تنهد ودخل الى الداخل ليتسلل من خلفه غريب بشكل مُفاجئ ويضرب رأسه بعصاً جعلت عيناه تتسع بصدمه ليسقط بعدها على الأرض دون حِراك ..




End



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 01-11-20, 05:50 PM   #119

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 43 *

" الكذب لا يُخفي الحقيقه ! إنما يؤجل إنكشافها "
- ألدوس هكسلي -






لم يدم فقدانه لوعيه سوى دقائق قليله فقد إستيقظ بعدها تدريجياً بسبب الألم الكبير الذي يشعر به ..
أمسك بمؤخرة رأسه جالساً وهو يُحاول إستيعاب ما حدث ..
رفع رأسه ونظره شبه مشوش إلا أنه لاحظ رجل ضخم الجثه يقف أمامه مُباشرةً ..
أغمض عينيه وفتحها مراراً وتكراراً كي يستعيد الرؤيه وهو يسمع هذا الرجل يقول لشخص ما: لقد إستيقظ ..
سمع صوتٌ هادئ يقول: مرحباً آندرو ..
وقف آندرو وهو يترنح قليلاً ونظر بإتجاه الصوت ليجد رجلاً يجلس بهدوء على أريكة منفرده ويقف بجانبه رجل آخر ..
نظر إليه والى الرجل بجانبه ثم نظر الى الضخم القريب منه وهو لا يفهم ماذا يفعل هؤلاء في منزله ..
شد على أسنانه عندما زاد الألم في رأسه ونظر الى الرجل الجالس يقول: ماذا تفعل هُنا وكيف دخلت ؟!
إبتسم الرجل والذي لم يكن سوى باتريك نفسه وقال: ألقيتُ التحيه لذا من الأدب ردُّها ..
آندرو: بل من الأدب عدم دخول بيوت الناس من دون إذنهم !
باتريك: حسناً دخلنا وإنتهى الأمر ، لا جدوى من البُكاء على الماء المسكوب ، دعنا نُدردش ..
نظر آندرو إليه لفتره ومن هيئة من هم حوله أيقن بأنهم يتبعون لمنظمة ليس إلا ..
المنظمة الشريره الوحيدة التي تبادرت الى رأسه هي مُنظمة قتلة والده لا غير ..
ظهر بعض الحقد في عينيه يقول: كيف لكم أن تكونوا وقحين حتى تظهروا أوجهكم أمامي بعد مافعلتموه بوالدي ؟
إبتسم باتريك وقال: أُهنئك على ذكائك ، ضننتُ بأن نصف دردشتنا ستضيع في إخبارك عمن نكون ..
حاول آندرو كبت أعصابه وهو لا يعلم حتى ما سبب زيارتهم له بهذه الطريقة المُستفزه ..
هل من المُمكن أنّ أخاه ثيو قد تمادى معهم وهم الآن ينتقمون منه عن طريق أخاه الأصغر !
أشار له باتريك بمقعد أمامه يقول: إجلس ..
أدخل آندرو يده في جيب معطفه يقول: سأتصل بأمن المبنى لكي ...
عقد حواجبه وتوقف عن الحديث وهو يبحث عن هاتفه فقال باتريك: لا جدوى فلقد أخذناه ..
إلتفت آندرو حتى يتجه الى الباب ويطلب الأمن فسد عليه الرجل الضخم الطريق فقال آندرو بهدوء يُحاول ضبط أعصابه فيه: إبتعد ..
الرجل: لم نأتي سوى للحديث ، من الوقاحة الذهاب ..
آندرو: بل الوقاحة دخول المنزل بدون إذن !
باتريك: يا إلهي يبدو بأن دخولنا بدون إذن أكثر ما أغضبك هُنا ..
شد آندرو على أسنانه وإلتفت إليه يقول: بل وجودكم بحد ذاته هو المُستفز !
إبتسم باتريك يقول: ‏لما تكرهنا إلى هذا الحد ! فلستُ أنا من انهى حياة والدك بتلك الوحشيه ؟
جُنّ جنون آندرو وتقدم بهجوم كي يسكته ولكن الرجل الضخم أمسك به فتصنع باتريك الدهشه يقول: اوه ‏آسف آسف لم أتوقع أن تغضب هكذا !
سحب آندرو نفسه من الضخم يقول: أتركني !!
تركه ليتقدم آندرو خطوة من باتريك مُكملاً: حذاري أن تتمادى بالكلام مرة أُخرى !
باتريك: وإن فعلت ؟
آندرو بحده: لن آبه بإتفاق أخي معكم وسأدفنُك هنا !
باتريك: وكأن هذا الإتفاق ما زال جارياً بعدما فعلتموه ؟
عقد آندرو حاجبه يقول: لم يُخل أخي بشيء !! بل يبدو وكأنكم أنتم من تماديتم بمجيئكم إليّ هكذا !
باتريك: عجباً أهذا صحيح ؟
إنزعج آندرو من سخريته هذه وعندما فتح فمه ليتحدث قال باتريك: لا تصطنع الغباء يا آندرو ، فأنا أعلم عن خطتكم التي شارككم ريكس بها ..
آندرو بإستنكار: عن ماذا تتفوه أنت ؟!! وما شأن ريكس بأمرنا ؟
إبتسم باتريك بسخريه ولم يُعلق فعندما لم يجد آندرو إجابةً قال: هل لي أن أعرف سبب زيارتك الغير مُرحّبٌ بها ؟!
باتريك: إذا تصنعت الغباء فلا مجال أمامي سوى إنتظار ريكس ..
آندرو بدهشه: مجدداً !! وما شأنه حتى تذكره في كل مره ؟!!!
إنزعج وتقدم خطوةً أُخرى يُكمل بتهديد: مُشكلتكم مع عائلتي فإياكم أن تُدخلوا ريكس فيها !
رفع باتريك إحدى حاجبيه ونظر الى الرجل الذي يقف بجانبه فإنحنى الرجل وهمس بإذنه: ربما فهمنا الأمر خطئاً ألا تضن ذلك ؟
باتريك ببرود: أو ربما هو مُمثل بارع ..
الرجل: ولكن فكر بالأمر ، ثيو تنازل عن الكثير مُقابل ألا نلمس عائلته ، لا يُعقل أن يستخدم أخاه بخططه صحيح ؟
باتريك: من المُمكن أن آندرو خطط لهذا دون الرجوع إليه ..
الرجل: حسناً ، معك حق هذا مُمكن ..
عاود باتريك النظر الى آندرو بتفكير قبل أن يقول: أتسائل ، من منكما يستعمل الآخر في خططه ؟
مجدداً لم يفهم آندرو ما يرمي إليه بجمله الغامضة هذه فقال: هل أتيت لتُدردش في أمور لا تعنيني ؟ إن لم يكن لديك ما يُقال فغادر حالاً ..
باتريك: أنت من يجعل دردشتنا دون فائدة بكذبك المُستمر ..
ظهر الإستنكار على وجه آندرو فوقف باتريك وإتجه الى مكتبةٍ أنيقة موجوده بالصاله وهو يقول: آندرو أنا أكره العنف لذا لما لا تجعلنا نُنهي حديثنا بسلام ؟
وأمسك بعدها برواية وهو يُكمل: أتُحب قراءة الروايات ؟
آندرو: لا تلمس شيئاً لا يخُصك !
إلتفت باتريك الى جهته وهو يتصفح الكتاب قائلاً: حسناً ، سأُعيد عليك السؤال بصيغة أُخرى ، أنت وريكس ، من منكما يستعمل الآخر للإطاحة بنا ؟
آندرو: وما شأن ريكس لتتحدث عنه ؟
إبتسم باتريك يقول: لابد من أنه يسعى للإنتقام هو أيضاً فمؤخراً علمتُ عن ما حدث لوالدته ، ربما تم ضمه بنية طيبه وريكس بالمُقابل يُريد الإنتقام ليس إلا .. فإذاً ما نوع علاقتكما ؟ هل تقرّب أحدكما للآخر من أجل مصالحه ؟
غطت ملامح الإستنكار على وجهه تماماً وهو يقول: عن ماذا تتحدث ؟
نظر باتريك إليه لفتره وهُنا تأكد بأن آندرو لا شأن له بشيء فردات فعله واقعيه للغايه ..
إلتفت مُعيداً الكتاب قبل أن تظهر على شفتيه إبتسامة خبيثه ..
إلتفت على آندرو يقول: أوه إذاً ريكس تقرّب منك لأجل جمع المعلومات التي يملكها أخاك بشأننا ..
عقد آندرو حاجبه فقال باتريك: لما ألا تعلم ؟ ريكس عضو فعّال وجيد من منضمتنا التي تكرهها أكثر من أي شيء آخر ..
إتسعت عينا آندرو بصدمه يقول: ماذا تقول أنت ؟
باتريك: كلامي كان واضحاً ألم تفهمه ؟ حسناً بصيغةٍ أُخرى صديقك ريكس كلباً وفياً لقتلة والدك ..
تقدم منه وهو يُكمل بهدوء: فهو يعمل بطاعة تامه تحت إمرة البروفيسور الذي أمر بإنهاء حياة والدك والآن بكُل برود يتقرب منك كي تُخبره بتحركات أخاك وخططه ..
جُنّ جنون آندرو وأمسكه من ياقة قميصه يقول بغضب: كف عن التفوه بالهُراء !!!
أمسكه الرجل الضخم وأبعده عن باتريك بِكُل عنف ليسقط جسده بين الأريكة بعدما كسر الطاولة الصغيره التي تنتصفها ..
شد آندرو على أسنانه بألم فتقدم الرجل وإنحنى ليُمسكه من قميصه ويُعطيه لكمة قوية في وجهه وهو يقول: حتى تتعلم المرة القادمه ألا تلمسه لمسةً واحده ..
لم يهتم آندرو بهذا التهديد ولم يهتم بالآلام التي تنتشر بجسده بل دفع الرجل بعيداً عنه وهو بالكاد يقف متقدماً من باتريك يقول: مالذي ستستفيده من هذا ؟!! لما تكذب في مثل هذه الأمور التي ....
قاطعه باتريك ببرود: لا تُحاول إنكار الواقع فأنت تعلم بأني لن أستفيد من الكذب شيئاً ..
صرخ في وجهه: كاذب !!!
باتريك: أعلم بأنه من الصعب تقبل حقيقة كون صديقك خائن ويستغلك طوال الوقت ..
شده آندرو من ياقته بكُل عنف يقول: توقف عن قول الهُراء فأنا يستحيل أن أُصدقك !!
باتريك ببرود: لا أضُنك غبياً لدرجة أنك لم تُلاحظ مطلقاً أي تصرف غريب منه ..
فتح آندرو فمه ليُسكته لكنه لم يستطع أن ينطق بشيء فإبتسم باتريك يقول: كُل شيء غريب حوله ، أتسائل لما لم تشك بهذا ولا لمرةٍ واحده ؟ خصومه يتم تصفيتهم إما بالقتل أو بسقوط أعمالهم الى وحل الإفلاس ، لم يُنافس ريكس أي أحد إلا وتضرر آخرهم فابريان ألا تتذكره ؟ الذي وُجِد مقتولاً في كراجٍ مهجور ، ماذا بشأن كارلوس ؟ هل سمعت عنه شيئاً مؤخراً ؟ لقد أفلست شركته تماماً ومن برايك فعل هذا ؟ .. كُل شيء واضح ولكنك كُنتَ أعمى ، لقد أعماك جيداً يا آندرو ، أرثى لحال والدُك فهو أنجب طفل يُخدع بسهوله من قِبل أعداءه ..
هز آندرو رأسه بعدم تصديق من كُل ما سمعه الآن !

***

‏1:33 pm


موقع جغرافي دون أي كلمة أُخرى
هذه كانت مُحتوى الرسالة التي أتت على هاتف ريكس مرسلة من باتريك ..
لابد من أنه يطلب لقاؤه مرة أُخرى ، ألم يمل حتى الآن ؟
تجاهل الرسالة وقرر عدم الذهاب إليه بسرعه كما حدث يوم أمس ..
لن يضيره الإنتظار قليلاً فلديه الآن ماهو أهم ..

دخل الى قصر والده ناظراً في الأرجاء ليجد آلبرت يجلس بهدوء على أحد الكراسي الخارجيه بالحديقه وأمامه كوبا عصير برتقال ..
رغم أنها الظهيره إلا أن أشعة الشمس مختفيه ونسمات الهواء البارده هي ما تُداعب أجسادهم وكأنهم لا يزالون في ساعات الفجر الأولى ..
تقدم منه وجلس في الكرسي المُقابل يقول: أتمنى ألا يكون موضوع إستيلا نفسه ؟
إبتسم آلبرت يقول: كلا ، طلبتُ رؤيتك لسببٍ آخر ..
أشار الى كوب العصير الذي أمامه يطلب منه رشف القليل منه فتنهد ريكس وهو لا يُفضل البرتقال بتاتاً ..
إنه يعرف هذا منذ أن كانوا أطفالاً فلما يُقدمه له ؟
تجاهل هذا وأخذ الكأس يشرب قليلاً منه فقال آلبرت: ولكن سؤالك شدني ، ماذا تقصد بموضوع إستيلا ؟ أعني إن كان يخص إستيلا فلما قد أستدعيك أنت لأُحدثك عنه ؟
ريكس: إسألها هي ، على أية حال ماذا أردت مني ؟
آلبرت: ولما أنت مُستعجل ؟ نحن لم نجلس مع بعضنا هكذا منذ فترة طويله ، دعنا نُدردش قليلاً ..
ريكس: في وقت آخر فأنا على موعد مع أحدهم ..
نظر آلبرت إليه لفتره بعدها قال: حسناً ، أُريد التحدث معك بخصوص تلكم الأوراق التي تُدينك ..
رفع ريكس حاجبه يقول: تحدثنا بخصوصها سابقاً ..
آلبرت: أعلم ، ولكن الآن أُحدثك بعدما عرفتُ من أرسلها إلي ..
إسترخى ريكس في مقعده يقول: أوه حقاً ؟ ومن كان ؟
آلبرت: لا يبدو عليك وكأنك ستتقطع شوقاً من أجل معرفة من يكون ..
ريكس: لا بأس أخبرني ، فأنا أملك الفضول لمعرفة من يكون ..
ضاقت عينا آلبرت يقول: كُف عن السُخريه !
ريكس: أنا لا أسخر فبالفعل أملك فضولاً لمعرفة من الذي تقصده ..
آلبرت: لما ؟ ألهذه الدرجة تُشكك في قدرتي على معرفته ؟
صمت ريكس ولم يُجيبه فأكمل آلبرت: إنه أنت ، أنت من أرسلها لي ..
شبح إبتسامة غريبه إرتسمت على شفتيه يقول: ولما قد أُرسل ما يُدينني إليك ؟
آلبرت: هذا السؤال الذي أُريدك أن تُجيبني عليه !
ريكس ببرود: إن كان لا يُمكنك إيجاد سبب فهذا يدل على أن تخمينك خاطئ يا شيرلوك ، لا تستدعيني مُجدداً لتطرح إستنتاجاتك علي ..
عقد آلبرت حاجبه يقول بإستنكار: لا أفهم سبب إنكارك هذا ! أتضنني قُلتها هكذا دون أن أملك دليلاً ؟ لما تكذب ؟ ولما تُرسلها لي ؟ لما كُل تصرفاتك غريبه وغير منطقيه ؟ ما الذي تهدف إليه من كُل هذا !
ريكس: ولما قد يُهمك الأمر ؟
آلبرت: لأنك أدخلتني بمخططاتك الغريبه لذا يجب عليك أن تشرحها لي ..
وقف ريكس يقول: إن كُنتَ مُصراً على كوني من أرسلها لك فوالدي موجود ، إذهب وإعرض عليه الملفات فهذه فرصتك كي يتوقف والدي عن جعلي وريث أعماله .. أو قم وأنشرها للعامه كي يتوقف الآخرين عن التعامل مع مُخادع مثلي ..
مشي قليلاً ليبتعد فوقف آلبرت يقول: لما تضع حياتك في يدي أنا ؟
تجاهله ريكس وغادر دون أن يقول كلمة واحده ..
جلس آلبرت ينظر الى كأس ريكس الشبه مملؤ وهو بحق سيُجن منه !!
هو واثق تمام الثقة من أنه المُرسل ولكن لا يُمكنه فهم سبب تصرفه هذا !!!
ماذا يريد ؟ ما الذي يهدف إليه ؟!!!
ولما يجمع كُل ما يُدينه ويُعطيني إياه !
ما سبب فعلته هذه ؟ وما الذي ينتظره في المُقابل ؟!!!
لا يُمكنه إيجاد أي سبب لذلك ..
ولا حتى سبب واحد !!

***

بعد خمسة عشر دقيقة تقريباً أوقف ريكس سيارته أمام المبنى الذي يسكنه آندرو ونزل من السياره عاقداً حاجبيه ..
نظر مُجدداً الى الموقع الجُغرافي فوجد أنها بالفعل توصل الى هُنا ..
إتسعت عيناه بصدمه وأسرع بعدها الى الداخل صاعداً الدرج بخطوات واسعه حتى وصل الى الدور المقصود وحاول فتح الباب ..
شد على أسنانه وطرقه مراراً وتكراراً حتى فتح له الرجل الضخم الباب وإبتسم بعدها ..
صُدم ريكس من رؤيته ودفعه عنه وهو يدخل الى الداخل ليتوقف فوراً حالما وجد جسد آندرو ملقياً على الأرض دون حِراك ويبدو وكأنه ضُرب حتى فقد الوعي ..
إرتجفت قدمه للحضه قبل أن يتقدم ويجلس محركاً إياه وهو يُنادي عليه ولكن من دون أي مُجيب ..
شد على أسنانه قبل أن يرفع نظره الى باتريك الذي كان يُراقبه بهدوء تام ..
وقف وتقدم منه حتى وقف على بُعد مسافةٍ قصيرة منه ..
ريكس وهو يضغط على كلماته: ما الذي تهدف إليه ؟!!! ألم أُخبرك بأنك مُخطئ بتوقعاتك السخيفة هذه !! لما تُهاجمه !! ما شأنه هو ؟!!
باتريك بهدوء: إعترف بهدفك من دخول المنظمه وحينها صدقني لن نفعل أي شيء مرةً أُخرى ..
إتسعت عينا ريكس بغضب يقول: أخبرتُك بأن لا هدف لي وإذهب إسأل البروفيسور بنفسك إن كُنتَ تشك بشيء فهو من أدخلني بنفسه الى هُنا !!
ضاقت عينا باتريك فلقد كان يضن بأن دارسي من أدخله وليس البروفيسور بنفسه !!
لما قد يفعل البروفيسور هذا وهو أكثر من تضرر من تلك المرأة الروسيه ؟!!!
وجد نفسه صامتاً تماماً لا يقدر على قول أي شيء فلما طال صمته قال ريكس: كان عليك ألا تظهر بمظهر الغبي أمامي وتتوقف عن النبش عن أمور لا تخُصك !
ضاقت عيناه وأكمل بعدها بتهديد: خسرتُ الكثير بحياتي لذا قطعاً لن أُسامح من يتسبب بإيذاء أي قريب لي فهمتني يا باتريك !
إبتسم باتريك بهدوء بعدها وقف وتجاوز ريكس وهو يقول: هذا إن بقي بجانبك بعد الآن ..
إتسعت عينا ريكس بصدمه وإلتفت مُمسكاً بكتف باتريك يقول: ماذا قُلتَ له ؟!!!!
أبعد باتريك يد ريكس عن كتفه وهو يقول: الحقيقه ..
وبعدها غادر تحت أنظار ريكس المصدومة للغايه !
ثوانٍ بعد خروجهم حتى رمى بجسده على الأريكة التي بجانبه ينظر الى الأرض بعينين جاحضتين تماماً ..
أغمضهما وتكأ برأسه على يديه وهو لا يُصدق ما حدث فآخر ما كان يتمنى حصوله هو هذا ..
ماذا يفعل ؟ كيف سيشرح له الأمر بعدما كذب عليه طوال هذه المده ؟
وهل سيستمع إليه أصلاً ؟!
كم كان غبياً عندما كان يضن بأنه سيُخفي الأمر حتى ينتهي كُل شيء ويموت بعدها بهدوء ..
أخذ نفساً عميقاً بعدها رفع رأسه ونظر الى آندرو لفتره ..
وقف وتقدم منه ورفعه قليلاً وبالكاد إستطاع حمله حتى السرير بداخل غرفته ..
جلس أرضاً وهو مُتعب ثُم بدأ يُفكر بخطوته القادمه ..
فعلى الرغم من أنه قلق بشأنه إلا أنه لا يُريد منه أن يستيقظ وهو موجود ..
لا يمكنه رؤية وجهه بعد الآن ..
سُحقاً لباتريك !!

***

2:46 pm
Paris


تنهد كلود ونظر خلفه حيث كانت تقف كلير فقال: هل ستفقين خلفي طوال الوقت ؟
كلير ببرود: ألن تدخل لتطمئن على صديقك ؟
هز كتفه بقلة حيله قبل أن يمد يده يوفتح الغرفة التي يرقد فيها صديقه بهذا المشفى الكبير ..
دخل فتبعته كلير بهدوء وهي تنظر الى سرير جاكي بقلق كبير..
فتح جاكي عينيه عندما أحس بدخول أحدهم فإبتسم له كلود يقول: مرحباً كيف حالُك الآن ؟
جلس جاكي بالكاد وهو يقول بصوت مُتعب: أحسن بكثير ..
إختفت إبتسامته حينما لاحظ كلير فأبعد نظره عنها ناظراً الى ما يحمله كلود بيده وقال: شوكولا !! إنه لا يُناسبك هههههههه ..
كشر كلود في وجهه ووضع الشوكولا على الطاولة المجاوره يقول: لقد إشتريتُها بثمن باهض إن كُنتَ لا تدري ..
جاكي: ههههههههه حسناً شُكراً شُكراً لكرمك ..
تجاهل كلود ذلك ونظر الى رجل جاكي التي يلفها الضماد بكثره وقال: متى سيُمكنك المشي عليها ؟
جاكي: قال لي الطبيب أن الأمر بسيط ومن الجيد أن الرصاصه مرت دون أن تقطع الأوتار أو تؤذي العظام ، حسناً ربما بعد شهر تقريباً ..
كلود: هذا جيد ! وماذا بخصوص الكليه ؟
أشار جاكي الى الخلف يقول: إمتحاناتُنا إقتربت لذا لا خيار أمامي سوى حظورها بالعكاز كما ترى ..
نظر كلود الى العكاز قبل أن يُعاود النظر الى جاكي يقول: سيكون مُتعباً ..
جاكي: حسناً سأتحمل ، لا أملك خياراً آخر ..
تنهد كلود وقال: سحقاً لهم ، ليتني لحقتُ بك عندما خرجت ..
جاكي: كف عن لوم نفسك ، أخبرتُك هذا الصباح بأنه لا ذنب لك ..
كلير بهمس: آسفه ..
تجاهلها قائلاً لكلود: هل إستجوبتك الشرطه ؟
كلود: أجل ، بعد خروجي من عندك صباحاً أمسكت بي وطرحت العديد من الاسئله ، بالكاد تملصتُ منهم للحاق بآخر مُحاظراتي لهذا اليوم على الأقل ..
جاكي: ما كان عليك إنتظارهم حتى يُنهوا علاجي !! محاضراتك أهم ..
كلود بإبتسامه: هل أنت جاد ؟!! قطعاً لن أذهب قبل الإطمئنان عليك ، لا تقلق فقد إستطعتُ حظور آخر واحده ..
تنهد جاكي وهمس: سحقاً .. ليتني كُنتُ أقوى ولو قليلاً ..
قطب كلود حاجبه يقول: يكفي جاكي !!! لا تلم نفسك في شيء كان أكبر منك ! كان هذا سيحدُث سواءاً كُنتَ قوياً أو لا فهم كانوا ثلاثة كما أخبرتني ! لم يكن بوسعك التصدي لهم وأيضاً توقف عن القلق فعلى الرغم من أنهم أشراراً إلا أنهم لن يؤذونها كما وعدتك تلك الفتاة ! هم يُريدون رين لذا ....
قاطعه جاكي بهدوء: ماذا بخصوص آريستا ؟
دُهش كلود وظهر الضيق على وجهه هامساً: الأمر مُختلف ، فرين القذره لن تتخلى عن أُختها كما تخلت عن آريستا ..
جاكي: توقف عن ذلك ، نحنُ لسنا متأكدون ، تلك عصابة حقيره ، إنها تُنهي حياة الناس دون أن يأبهوا بشيء ، أنا واثق بأنها لم تكن لتتخلى عنها ، إنها آريستا يا كلود !! أقرب صديقات رين الى قلبها ..
كلود: دعنا نُنهي هذا الحديث فأنا لا أُريد أن أُضايقك بكلامي ..
صمتوا بعدها لدقائق قبل أن تتقدم كلير قليلاً تقول: هل تشعر بألم ؟
لم ينظر إليها فمطت على شفتيها تقول: حسناً أنا آسفه ولكن هذا ليس خطأي !! أخبرتُك من قبل أن تلك الفتاة تتربص بك فلما خرجت غاضباً مني حينها !
تقدمت منه وأكملت: إعتذرتُ مِراراً فلما لا يقسى قلبك سوى عليّ أنا ؟!!
نظر إليها وقال: لا تتصرفي كالمسكينه ! أخبرتُك صباحاً بأن تُعطني رقم ذلك الشاب وماذا كان ردك حينها ؟
إنزعجت وقال: جاكي سافعل أي شيء تُريده لكني قطعاً لن أُعطيك رقمه ! إنسى أمر رين وأُخت رين وعائلتها كُلها ، عش حياتك كما كُنتَ تعيشها قبل دخول تلك المشؤومة إليها ..!
نظر إليها جاكي ببرود يقول: لا تنسي بأنك دخلتِ حياتي في الرقت ذاته ، فأرى بأن نسيانك أنتِ أفضل بالنسبة لي ..
عضت على شفتيها وبدأت عيناها تغوران بالدموع فهمست له: أكرهك ..
بعدها رمت باقة الورود التي أحظرتها معها في وجهه وغادرت الغرفه ..!
أبعد الباقة عن وجهه متألماً فقال كلود: لقد كُنتَ قاسياً معها ، إنها تُحبك كما تعلم لذا ألم يكن من اللطيف إختيار كلمات أفضل من هذه ؟
وضع الباقه جانباً يقول: أكره أنانيتها يا كلود ! لقد أتعبتني بها جداً ماذا عساي أن أفعل !!
كلود: جاملها ..
جاكي: جاملتُها كثيراً لكنها تُريد تملُكي بالكامل ، ممنوع علي الإهتمام بأي فتاة غيرها ، ممنوع علي القلق بشأن أي واحده أخرى حتى لو كانت طفله ! هذا مُبالغ ، ضِقتُ ذرعاً منها ..
تنهد كلود ولم يجد تعليقاً آخر سوى قول: لا ألومك وبالمُقابل لقد أحزنتني ..
لم يتحدث جاكي وفضّل الصمت ..

***

4:22 pm


دخل إدريان الى القصر الكبير وهو يسحب حقيبة سفر صغيرة وراءه ..
هرعت إليه إحدى الخدم وأخذت منه الحقيبة وهو يقول لها: جميع الملابس متسخه فإحرصي على تنظيفها ..
هزت رأسها وذهبت الى الداخل بالحقيبة وهو يمشي ناظراً حوله فلم يجد أثراً لأي أحد ..
أين الجميع يا تُرى ؟
ما إن أنهى تساؤله حتى ظهرت فلور في وجهه فأشاح بنظره يقول: أي أحد غيرها ..
رفعت حاجبها حينما لاحظته فتكتفت تقول: هاقد حظر مشهورنا المشغول أخيراً ..
نظر إليها مُبتسماً يقول: ما الذي فعلتُه في حياتي لأُعاقب بك كأول وجه أراه بعد عودتي ؟
ظهر الإنزعاج الشديد على وجهها تقول: إدريااان !!
تقدم منها وضرب بإصبعه على جبينها يقول: لا تقطبي جبينك غاضبةً فهذا سيتسبب بظهور التجاعيد عليه مُبكراً ليس إلا ..
وبعدها مر بجانبها وهي تُمسك جبينها بإنزعاج تنظر إليه ..
ما إن إبتعد حتى فتحت هاتفها النقال وكتبت في مُحرك البحث "ظهور التجاعيد مُبكراً بسبب الغضب" ..
وإنهمكت تقرأ المواضيع واحداً تلو الآخر بدهشةٍ كبيره فلقد كانت تضنه يستفزها ولكن الأمر حقيقي بالفعل !!!
إرتجفت رعباً عندما علت ضحكته الكبيره من خلفها فإلتفتت تراه يضحك بشكل هيستيري عليها فغضبت وبدأت بضربه تقول: إيها الوقح لا يحق لك التجسس !!!
أمسك بيدها يقول بنبرةٍ جاده: التجاعيد يا فلور التجاااعيد !
دُهشت وتوقفت عن قطب جبينها فإنفجر ضاحكاً عليها فاستفزها هذا كثيراً فإلتفتت وذهبت مُبتعدةً عنه ..
إبتسم بعدما أنهى ضحكه يقول: إنها مُمتعة حقاً ..
دخلت والدته للتو وعندما شاهدته قالت: أهلاً إيدي ، عُدت من السفر أخيراً ..
إبتسم وتقدم منها يقول: أوه إشتقتُ الى جميلتي الشقراء ..
بعدها أمسك بيدها وقبلها بطريقة كلاسيكيه قبل أن يقول: سُحقاً لما أنتِ والدتي ؟ الآن من أين لي أن أجد عشيقةً بجمالك آنستي ؟
إبتسمت له وعبثت بشعره تقول: توقف عن المجامله فعشيقتك بالفعل أجمل بمراحل ..
تجاوزته مُكمله: وكيف لي أن أكون آنسه وأنا قد أنجبتُ طفلان يتجاوزانني بالطول ؟
جاء صوتٌ من بعيد يقول: تقصدين ثلاثة أطفال ..
إلتفتا الى حيث الصوت فكان كين يتقدم منهما وهو يُمسك كتابه بيده بينما من خلفه آلبرت ويبدوان قادمان من الجناح الرياضي فظهر البرود على وجهها بسبب جملته ليبتسم كين يقول: أولم تقولي لعمي بأنك تعتبرين ريكس إبنك ! لما نسيته ؟
همس آلبرت وهو يتجاوزه: ألم آمرك بالتوقف عن تصرفاتك هذه ؟
كين ببراءه: في ماذا أخطأت ؟
لم يُعلق آلبرت فهو لا يرى أي خطأ في جملة كين ولكن ردة فعل جينيفر جعلته يشك بأن أخاه الصغير يستفزها ..
قطب إدريان حاجبه يقول: آلبرت ؟ ما الذي جعلك تعود بهذه السرعه ؟
آلبرت: مشاكل لا أعلم من تسبب بها ، أين كُنت أنت ؟
إدريان: حياة المشاهير صعبه ..
توقف آلبرت أمامه وحدثه قائلاً: حسناً يا أيها المشهور ، من الجيد أني قابلتُك فلدي طلب لك ..
عقد إدريان حاجبه يقول: ماذا ؟
آلبرت: ألا يُمكنك وضع حد للصحافه ؟ لقد إستطاعوا الوصول الى مدرسة فلور وحاولوا مضايقتها بأسئلتهم الكثيرة عنك وعن الفتاة المجهوله وعن علاقاتك ..
دُهش إدريان قبل أن يميل بشفتيه قائلاً: إنهم كالحشرات فعلاً ، لكني حقاً لا أستطيع فعلها ، إنهم صائدوا الفضائح لذا لا شيء يردعهم ، بالعكس إن صرحتُ بإنزعاجي لتدخلهم بأقربائي فسيضنون بأني أُخفي شيئاً وأخشى وصولهم إليه ..
تقدم كين يقول: بسيطه ، هددهم بمُقاضاتهم ..
نظر إدريان إليه يقول: لا فائده ، أنا مشهور بالمجال الفني ولستُ بتاجر أو سياسي ، أي أن شُهرتي بيد المُراهقين والمُتعصبين ، لو هددتُ ونفذتُ تهديدي فهذا لن يفيدني بل على العكس سأظهر بمظهر الرجل السيء الذي يستفز مُعجبيه ، على أمثالنا أن يكونوا مثاليين تماماً ..
كين: هذا مُقرف ..
هز إدريان كتفيه يقول: علي التحمل ما دُمتُ أُريد هذا المجال ..
قطع حوارهم صوت فلور المرتجف تقول: أخــي !!
إلتفت الجميع الى حيث الصوت لتتوقف فلور عندما رأتهم والدموع تملؤ عينيها ..
من أعلى الدرج لم تُشاهد سوى آلبرت وضنته لوحده في حين عقد آلبرت حاجبه وهو يرى دموعها فتقدم منها يقول: مابك ؟
ضغطت على هاتفها برجفةٍ تامه والإنهيار التام واضح عليها ..
تعجب إدريان من مظهرها فللتو كانت على أحسن ما يُرام !
وقف آلبرت أمامها وسألها مُجدداً: مابك ؟ لما تبكين ؟
أخفت الهاتف خلفها تقول برجفة وبصوتٍ منخفض: أرجوك ، أرجوك لا تغضب مني ..
زاد تعجبه وقال: لما ؟ ماذا حدث ؟
نزلت دموعها تقول: عدني أولاً بأنك لن تغضب علي !
زاد توتر آلبرت وقال بحده: فلور تحدثي !!
إرتجفت رُعباً فعادت خطوتين الى الخلف ومن ثُم ركضت الى الأعلى فصرخ بإسمها ولكن لم تستمع إليه فصعد خلفها مُباشرةً ..
تقدم كين وذهب خلفهما في حين كانت الدهشة التامه تُغطي على إدريان فهمس: ما بها ؟
إبتسمت جينيفر بهدوء وإتجهت الى الداخل فنظر إدريان إليها لفتره قبل أن يعقد حاجبه ومن ثُم ينظر الى حيث كانت فلور تقف ..
هل من المُمكن ...؟


دخل آلبرت خلف فلور التي إرتمت على سريرها تبكي فجلس على طرف السرير يقول: فلور !! ماذا هُناك ؟
هزت رأسها نفياً تقول: لا شيء لا شيء أتركني ..
إنزعج وكاد أن يصرخ عليها لكنه توقف وهدء نفسه قبل أن يسألها مُجدداً: فلور ماذا هُناك ؟ ما خطبُك ؟ تحدثي وأعدك بأني سأتفهم الأمر أياً كان ..
وصل كين وبقي واقفاً عند باب الغرفة للحضات ثُم دخل مُغلقاً الباب خلفه ..
تقدم قائلاً: لابد بأنه وصلتها رسالة ما ، لقد كانت تُخفي هاتفها عنك قبل لحضات ..
نظر آلبرت الى يدها فوجدها تُخفيها تحت جسدها المُرتمي على السرير ..
تنهد وقال: فلور ... حدثيني ..
توقفت عن البُكاء ولكنها لم ترفع رأسها إليه ولم تنطق بأي كلمه ..
كين بإنزعاج: ‏أن كنتي في مشكلة فأخبري البرت عنها قبل أن يعلم عمي بذلك ، لقد سئمتُ من المشاكل التي ظهرت تباعاً في مدةٍ وجيزه ..
جفُلت حينها ذكر عمها فرفعت رأسها عن السرير ونظرت الى آلبرت بعينيها الحمراوتين ..
حاول آلبرت أن يكون لطيفاً وهو يسألها: ‏ما بك يا فلور ؟
شتت نظرها في الأرجاء قليلاً قبل أن تقول بتردد: ‏عدني بأنك لن تغضب ؟
‏أخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول: ‏حسنا أعدك ..
ترددت قليلاً وقالت بتوتر تام وهي تكتم شهقتها: أنا أملك حساباً في موقعٍ للبث المُباشر ..
عقد حاجبه فأكملت: إنه موقع تصور فيه فيديوهات وعلى حسب عدد المشاهدات تستفيد فإن تجاوزت مئات الآلاف تكسب المال من خلالها ..
بلعت ريقها وحاولت إلا تنظر الى عيني أخيها وهي تُكمل: كُنتُ أُصور لهم بشكلٍ شبه يومي ..
أكملت بسرعه وبتبرير: ولكنها كانت فيديوهات عاديه صدقني ، أُشغل أغنيةً ما وأرقص عليها وأنا أضع قناعاً ، صدقني أخي كُنتُ أضع قناعاً في كُل مرة ولم أُزله ولا لثانية واحده وحتى إسمي كان مُزيفاً ومعلومات وعمري كُل شيء كان مُزيفاً تماماً ، يستحيل أن يعرفني أحد ! لم أتحدث حتى مُطلقاً بالبث وإن حدث فقد عدلت على الصوت عبر برنامج لتعديل الأصوات ، صدقني حرصتُ على ألا أُسبب أي مُشكلةٍ للعائله !
تمالك آلبرت أعصابه قدر المُستطاع فما فعلته أخته خاطئ ويُريد حقاً توبيخها ولكنه أيضاً يُريد معرفة ماذا حدث وما الذي دفعها للبكاء لدرجة أنها أخبرته عن الأمر ..
بالطبع لم يأبه لأمر وعده لها ، فقط رغبته بمعرفة ما حدث هي ما جعلته يصمت وينتظرها تُكمل حديثها ..
شعرت فلور ببعض الراحة عندما لم تر أي علامات لغضب أخاها فقالت بتردد: أنا ..... أنا ....
آلبرت بصوتٍ حنون مصطنع للغايه: أنتِ ماذا ؟ أكملي لا تقلقي ..
إبتسمت لنبرته الحنونه بينما رفع كين حاجبه ونظر الى أخاه هامساً في نفسه: "قُنبلة ستنفجر في أي لحضه" ..
فلور: آسفه يا أخي ، أُقسم لك بأني لم أفعلها ، أُقسم لك بهذا صدقني ..
آلبرت: حسناً أنا أُصدقك ولكن ما الذي حدث بالضبط ؟
فلور: لا أعلم ، أنا حقاً لا أعلم ، عندما دخلتُ الى حسابي تواً وجدتُ كُل شيء قد غُيّر ، صورتي ذات القناع قد بُدلت بصورةٍ تُظهر وجهي كاملاً ، معلوماتي المُزيفه بُدلت بمعلوماتي الحقيقيه ، إسمي كاملاً وسكني وعمري وكُل شيء !!! لقد أصبح حسابي في قمة حسابات هذا اليوم من حيث عدد التعليقات والمُشاهدات ، الكُل عرفني وربطني بإسم إدريان المغني المشهور وآليكسندر الغني صاحب مجموعة كبيره من الشركات ، أُقسم بأني لم أفعلها ولا أعلم من فعلها ، إني حتى لا يُمكنني تسجيل الدخول وتغير كُل هذا فقد غُيّرت جميع كلمات المرور التي إعتدتُ إستخدامها ، أنا آسفه ، اُقسم لك أن لا شأن لي ولم أقصد أن يصل الأمر الى هذا الحد .!
بقيت عينا آلبرت متسعتان من الصدمه لثواني قبل أن يشد على أسنانه ويمد يده قائلاً: أعطيني هاتفك !
أعطته الهاتف فنظر الى الملف الشخصي والى التعليقات ثُم قلّب في فيديوهاتها ذات الأعلى مُشاهده وهو مصدوم بالكامل !!!
إنها كانت تقتنص أي فرصة مناسبة عالميه لترتدي ملابس تُناسب ذلك ، حتى أن بعضها كان فاضحاً للغايه ..
هو مصدوم منها ، مصدوم الى درجةٍ كبيره !
بدأ القلق والخوف الشديد يتسلل الى قلبها وهي ترى وجهه ..

في حين لاحظ كين ذلك فلم يُرد أن يُسلط أخاه غضبه عليها لذا سألها فوراً: أيعرف أحد بأمر ذلك ؟ صديقة لك أو قريب أو أي أحد ؟
هزت رأسها نفياً فقال: حاولي ، تذكري اي شيء ..
شتت نظرها بالأرجاء مُفكره قبل أن تتسع عيناها بصدمه تقول: بلى بلى هُناك شخص ما ..
رفع آلبرت عينيه إليها فأكملت: إدريان ، لا أعلم كيف أكتشف ذلك لكنه يعلم بأمر الحساب فقد إستفزني مرةً بخصوصه ..
كين بدهشه: إدريان ؟!!
دُهش بحق ، نعم هو مُستفز للغايه ولكنه لا يفعل أموراً حقيره كهذه !!
في حين وقف آلبرت يقول: متأكده بأن إدريان يعرف ؟
هزت رأسها تقول: أجل واثقه للغايه !
نظر آلبرت في الأرجاء قبل أن يُدخل هاتفها النقال في جيبه وهو ينظر الى كين قائلاً: قم بجمع جميع أجهزتها الكهربائيه وضعها بغرفتي ، هي محرومة منه حتى إشعار آخر ..
وغادر تحت صدمة فلور العارمه من كلامه ..
وقفت وحاولت اللحاق به فأمسكها كين يقول: هل جُننتِ ؟!!! ألم تري غضبه ؟!! حرمانك من الأجهزه نعمة كبيره لذا لا تُفكري أبداً بأن تُحادثيه الآن فهو بالكاد يُسيطر على أعصابه ..
ظهر الإستنكار على وجهها تقول: لا يُمكنني العيش بدونها !!
رفع كين حاجبه يقول: تُخطىء ومع هذا ترفض أقل أنواع العِقاب ..
تقدم منها وأكمل: فلو وصل الأمر لإستيلا فأنتِ تعرفين ماذا قد تفعل فيك ! لذا كوني هادئه وفكري بخطأك جيداً وأدعي ألا يصل الخبر لا الى عمي ولا الى إستيلا ..
هز كتفه وأكمل: مع أنني أشك بذلك فلقد إنتشر في الموقع إنتشاراً مهولاً وخلال فترة قصيره سنراه إما في مواقع أُخرى أو في مواقع إخباريه ..
بعدها ذهب يجمع أجهزتها وهي تجلس على السرير بخوف شديد تهمس: لما يحدث هذا معي !!! سُحقاً لك يا إدريان ، أكرهك ..! أتمنى أن يقتُلك أخي تماماً ..
عقدت حاجبها وإلتفتت تنظر الى مين فوجدته يتكئ بيديه على مكتبها منزلاً رأسه الى الأسفل فسألته: مابك ؟ هل أنت على ما يُرام ؟
ثوانٍ حتى رفع رأسه مُجدداً هامساً: أجل ، مجرد تعب بسيط ناتج عن الإرهاق ..
فلور بتعجب: إرهاق من ماذا وأنت الفترة الأخيره دائم النوم والبقاء في غرفتك ؟
حمل الجهاز اللوحي مع حاسبها المحمول وهاتفها الآخر وخرج وهو يقول: ولما تسألينني ؟ أنا لستُ بطبيب ..
نظرت الى حيث رحل قبل أن تهمس: هذا غريب ..


مشي آلبرت بهدوء متقدماً من الغرفة وهو يُرتب الأحداث في رأسه قبل أن يفتح الباب ويدخل فوراً من دون إستئذان ..
رفعت رأسها الى المرآة حيث كانت تمسح زينتها فتعجبت عندما رأت إنعكاس صورته فإلتفتت إليه وربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها الى غرفتها الخاصه ..
تقدم حتى وقف أمامها وقال: أنتِ خلف كُل هذا صحيح ؟ لستُ واثقاً بأمر إستيلا ولكن أنتِ من أخبرتي عمي بشأني ومن أيضاً قام بفعل هذا بحساب فلور !
ظهر التعجب على وجهها تقول: عن ماذا تتحدث ؟
آلبرت: أعرف إدريان جيداً ، قد يكون مُستفزاً ومُزعجاً بعض الأحيان ولكنه قطعاً لن يكون لئيماً ويفعل مثل هذه الأمور لإبنة عمه حتى لو كانت تزعجه دائماً فهي مُجرد مُراهقه ولن يأخذ إزعاجها له بمحمل الجد ، ولكن ما دام إدريان وحده من يعلم بذلك فلابد من أنك سمعتي بهذا منه ، قالها صدفةً أو أنك سمعتي إستفزازه لها بهذا الأمر وسألته من باب الفضول المحض ... ما الذي ستستفيدينه من كُل هذا ؟
تكتفت تقول: عجباً ، أرى أنك تتهمني فجأه بشيء غير معروف ..
آلبرت: لا بأس معي ومع إستيلا ، فنحنُ بالغين وذو حروب دائمه معك ولكن لما تفعلين هذا مع فلور ؟ إنها مُراهقه بسيطه لا تمتلك ذاك الدهاء أو المكر كي تفعلي هذا بها ! لا يوجد أي سبب ..
جينيفر: كُن واضحاً كي أستطيع الرد ..
آلبرت: بل أنتِ كوني واضحه فلا جدوى من إدعاء الغباء معي فأنا أكثر من يعرفك ..
صمت قليلاً بعدها تقدم خطوة منها يقول: لمن الدور التالي ؟ كين ؟
شد على قبضة يده يقول بتهديد: إياك والإقتراب منه أو من أي أحد آخر ، وصدقيني بأني لن أدع ما فعلتِه يمر مرور الكِرام ، صدقيني يا جينيفر ..
إلتفت مُبتعداً لكنه توقف قليلاً قبل أن يلتفت إليها يقول: كانت آليس أفضل منك بفرق سنين ضوئيه ، ليتك أنتِ من مُتي وليست هي فحالنا جميعاً ستكون أفضل وأروع بوجودها ..
ظهر الحقد التام في عينيها فإبتسم ساخراً: حسناً ، سمعتي هذا ، أنا من إستفزك لذا إسعي خلفي أنا وليس خلف أخوتي ، أنتظرك ..
بعدها إلتفت وأغلق الباب خلفه تاركاً إياها في أوج غضبها ..
إلتفتت ونظرت الى إنعكاس وجهها بالمرآة هامسه: ماذا عساي أن أفعل أكثر حتى أقطع إسم هذه المرأة من عقول الجميع ؟!!

***

5:10 pm
Paris




ريتا بدهشه: ماذا تقول ؟!!
كينتو: لما أنتِ مُنصدمه ؟ أخبرتُك سابقاً بأن الرئيس موريس طلب منك الذهاب بعيداً من البدايه ولكنك طلبتي أن تُكملي مُهمتك وسمحنا لك بذلك ، والآن عليك الرحيل ..
شتت ريتا عينيها تقول: لكن نحنُ لم نُمسك برين بعد ، عليّ أن ....
قاطعها كينتو: انتهى الأمر ، الإمساك بإبنة فينسينت ليست من مهامك أنتِ بل من مهام الرئيس ..
مد لها الأوراق وقال: أمر الزعيم بتجهيز كُل هذا ، جواز سفر وهوية جديده ، ستُسافرين الى مارسيليا وتبدأين حياةً جديده هُناك ..
ريتا بإستنكار: إنها بعيدة جداً عن باريس !!!!
كينتو: وهذا هو المطلوب ، هيّا خُذيها وغادري ..
إبتسمت ريتا تقول: لكن نينا تُحبني ، لن يُمكنكم التفاهم معها من دوني .. بقائي أمر مُهم ..
كينتو بإنزعاج: ريتا الأمر مفروغ منه !!
جفُلت برعب وهزت رأسها فمد يده مجدداً لتأخذ الأوراق بهدوء دون تعليق ..
إلتفت وغادر فتنهدت ونظرت الى الأوراق بعينين دامعتين وهي تهمس: لكني لا أُريد الرحيل ..
أخذت نفساً عميقاً ثُم أخرجت هاتفها النقال لترى الإشعارات ولكن لا يوجد أي شيء ..
لما ؟
لقد إنحنت هذا الصباح لجاكي ليس فقط لتعتذر بل لكي تُخبئ في جيبه ورقة تحوي رقم هاتفها ..
أولم يكن سيموت من أجل حماية نينا ؟!!
لماذا إذاً لم يهتم ولم يتواصل معها بعد الآن ؟
همست بقلق: هل من المُمكن أن تلك الرصاصة آلمته كثيراً ؟ هل هو بخير ؟ أنا قلقه ..
تنهدت بعمق ثُم قررت المرور بنينا قبل رحيلها وهي تهمس: سأبقى لسنة واعود ، عشت بباريس ولا اتخيل نفسي في مكان اخر ..
إبتسمت واكملت: لو اطلتُ شعري وصبغته بلون اخر لن يتعرف علي احد وهكذا سيسمح لي السيد موريس بالعوده ..
وقفت أمام الباب حيث نينا بالداخل وتلفتت حولها فعندما لم تجد أحداً أدارت المُفتاح ودخلت ..
رفعت نينا رأسها عن الوساده فما إن رأت ريتا حتى عاودت الدموع الرجوع الى عينيها تقول: هل مات أخي جاكي ؟
دُهشت ريتا وقالت: من قال هذا ؟! كلا لم يمت !! هو بخير ..
دُهشت نينا وقالت: حقاً ؟ هل أنتِ واثقه ؟!! هل هو حقاً حي ؟ هل هو على ما يُرام ؟!!
ريتا: أجل أجل إنه حي وبأحسن ما يُرام لا تقلقي بتاتاً فلقد كانت خدشة صغيره وضع عليها لاصقاً ليس إلا ..
شعرت بأنها بالغت في كلامها وخشيت ألا تُصدقها نينا لكنها تفاجئت بها تبتسم وتمسح دموعها بسعاده ..
واااه لقد صدقت كذبتها الواضحه بسهوله !
ثوانٍ مرت قبل أن تقول نينا بتردد: أنتِ من هؤلاء الأشرار ؟
أزاحت ريتا بعينيها بعيداً تقول: نعم ..
ثم أكملت بسرعه: ولكن لا تخافي ، إنهم طيبون مع الأطفال ، لن يؤذونك أبداً ..
نينا بهمس: اكرهك ..
تفاجأت ريتا وبشكل غير متوقع شعرت بالحزن الشديد من كلمتها هذه ..
بلعت ريقها وحاولت الإبتسام وهي تُخرج هاتفها النقال تقول: سآخذ لك صورة من أجل جاكي ، ابتسمي ..
رفعت نينا عينيها إليها ولكن لم تبتسم فالتقطت ريتا الصورة بهدوء ثُم إلتفتت وغادرت الغرفه دون التفوه بأي شيء ..
مشت بهدوء تفكر بنينا حتى قاطعها صوت اشعار رسالةٍ نصيه ..
أخرجت هاتفها ورأت بأنه من هاتف مجهول ففتحت الرسالك فوراً فهي من جاكي من دون ادنى شك ..
ولكن محتوى الرسالة كان مختلفاً ..
كان يؤكد لها أن من أخذ الورقة لم يكن جاكي بل شخصاً آخر ..

**


من جهة أُخرى إتسعت عينا موريس بصدمه يقول: ماذا قُلت ؟!!!
روماريو: البروفيسور بنفسه طلب التوقف عن متابعة موضوع فينسينت وابنته ، الامر مفروغ منه فقد ارسل مُغتاليه ليُنهوا عليها ..
موريس بعدم تصديق: ولكن ما سُرق مهم !! لما يأمر بقتلها ؟!! كيف لنا أن نجد ما سرقه والدها إذاً ؟!!
هز روماريو كتفه يقول: لا أعلم ، إنها أوامر البروفيسور ..
هز موريس رأسه محاولاً إستيعاب ذلك في حين قال روماريو: أتعلم ؟ عندما علم دارسي بهذا غضب كثيراً ، هل لأن البروفيسور لم يرسله هو بصفته أفضل المُغتالين ؟
موريس بإنزعاج: أنا منزعج من أمر القتل هذا وأنتَ تُحدثني عن دارسي ؟!!! فليذهب الى الجحيم لا يهمني أمره !
وبعدها بدأ بتمشيط الغرفة ذهاباً وإياباً وهو غير مصدق وغير مستوعب !
إلتفت بعدها الى روماريو يقول: في هذه الحالة ماذا بشأن تلك الطفله ؟ ماذا بشأن خُططي ؟ لقد إقتربتُ كثيراً فلما يُفسد علي كُل شيء !!!
دُهش روماريو وتلفت حوله فلم يجد أحداً ، تنهد براحه وهو يقول: أرجوك كُف عن التحدث بقلة إحترام عن البروفيسور ، إنه مُخيف ، سيقتُلك حالاً ..
دُهش لحضةً وأكمل: لحضه نسيت ...
موريس بإنزعاج: ماذا أيضاً ؟
روماريو بتعجب: لا أعلم لما ولكنه غاضب بعض الشيء وأمر أن يأتيه من قتل صديقة الفتاة ، تلك المدعوة بآريستا ..
رفع موريس حاجبه يقول: ماذا ؟
هز روماريو كتفه يقول: كما سمعت ، أتسائل لما يُريد ذلك ؟
ضاقت عينا موريس بتفكير في حين أكمل روماريو بهمس: البروفيسور غريب للغايه ..

***

6:12 pm


كان الثلج يهطل بشده في الخارج وإمتلأت الشوارع بألوان المظلات الزاهيه والبرد شديد حتى لمن هم يحتمون بمنازلهم ..
أغلقت المرأة المُسنه الستائر على النافذه وغطت الشاب جيداً بمعطف آخر لتحميه من البرد ..
وقفت ودارت بالغرفة ذهاباً وإياباً وهي تنتقده بداخلها لعدم توفيره لندفأة بغرفته ..
إنهم في شتاء فرنسا ، البرد حينها يُصبح لا يُطاق ..
ياله من مُهمل !
سمعت بعض الهمهمات فإلتفتت بسرعه وتقدمت من سريره لتجده يعقد حاجبيه بألم قبل أن يفتحهما ..
مسحت على شعره تقول: مرحباً آندرو ، هل أنت على ما يُرام ؟
نظر آندرو الى وجهها وعرفها فهي جارته العجوز التي يراها كُل صباح تقريباً ..
نقل نظره في أرجاء غرفته المنخفضة الإضاءه وعندما حاول الجلوس شعر ببعض الآلام في عظامه ..
أمسكت به المرأة المُسنه تقول: أرح جسدك يا عزيزي وسأُحظر لك حساءاً ساخنا ، إنه جاهز فقط إنتظرني قليلاً ..
وخرجت فعقد حاجبه وشعر بثقل فيهما ..
رفع يده يتحسس جبينه فلمس ضمادة جروح تلتصق فيها ..
إتسعت عيناه من الدهشة تدريجياً عندما تذكر كُل شيء ..
شد على أسنانه ناظراً الى باطن يده بألم كبير ..
شد على قبضة يده وكلام باتريك كُله يدور في رأسه ..!
تدريجياً تذكر تحذيرات أُخته من ريكس ، تذكر كلام أخيه ثيو الأخير الغريب ..
همس: كُنتُ مُغفلاً !
عاود الألم إعتصار صدره من الداخل وهو يُجاهد نفسه ألا يدمع ولا دمعة واحده من أجل شخص لا يستحق !!
سُحقاً سُحقاً !!!
مر وجه ريكس في مُخيلته فأفمض عينيه بقوه هامساً: لا أُصدق !!! لا يُمكنني تصديق ذلك !!
دخلت المرأة المُسنه وبيدها صحن فيه بعض الحساء وخبز الثوم المحمر ..
وضعته بالطاولة التي بجانب السرير تقول: أنت راقد منذ الظهيرة وأُراهن بأنك لم تتناول طعام الغداء ، تفضل غذي نفسك ودفء جسدك ..
وظر آندرو إليها لفتره قبل أن يقول: كيف دخلتي ؟
تنهدت تقول: إستدعاني صديقُك من أجل أن أعتني بك ، لقد تعب معك كثيراً فقد ضمد جروحك بنفسه ، ما نوع المُشاجرة التي دخلت فيها حتى أصبحتَ هكذا ؟ لم تبدو لي بتاتاً بأنك من هذا النوع !
أشاح آندرو بنظره عنها هامساً: شُكراً لك يا خالة على الإهتمام ، يُمكنك العودة وإراحة جسدك ..
تنهدت وقالت: حسناً ، إن إحتجت إلي فأنا سأكون متواجده في منزلي طوال اليوم ..
هز رأسه فربتت على كتفه قليلاً قبل أن تقف وتُغادر ..
نظر الى صحن الطعام لفتره ثُم أخذ هاتفه الذي كان موضوعاً على الطاوله وفتح قائمة الأسماء حتى وصل الى رقم ريكس ..
إرتجف أصبعه الذي كاد أن يضغط على الإتصال عندما وقعت عيناه على الإسم الذي أعطاه إياه "الغبي جداً" ..
بقي ينظر في الإسم لفترة طويله ليهمس أخيراً: أنا من كُنت الغبي للغايه ..
وبعدها حظر الرقم وحذفه من هاتفه تماماً ..

**



في جهة أُخرى من المدينه ..
كان ريكس يقود سيارته على الطريق المُثلج وتفكيره كُل في آندرو ..
هل إستيقظ أم بعد ؟
هل كل مافيه هي جروح خارجيه أو أن أحد أضلاعه قد كُسرت ؟
هو قلق بشأنه كثيراً ولكن لا يجرؤ بتاتاً على الإتصال به ..
لا يعلم كيف سينتهي الأمر ولا يُريد مواجهته أيضاً ..
ليس الآن على الأقل !
أوقف سيارته أمام قصر والدته المهجور وبقي فيها مُغمض العينين يتكأ برأسه على المقود ولا يزال يُفكر بأمر آندرو ..
حاول تجاهل الأمر وهو يهمس: لا بأس ، ربما هذا هو الأفضل للمُستقبل كي لا .....
بعدها صمت ولم يُكمل كلامه ..
دقائق عديدة مرت لم يشعر بها كاد فيها أن يغفو لولا أن البرد القارص منعه من ذلك ..
نزل من سيارته وتقدم من باب المنزل لكنه توقف عندما لاحظ أحدهم يجلس في الحديقة سانداً ظهره على جدار المنزل ..
تقدم منه حتى وقف أمامه وعرفه فوراً فقال بهدوء: أين كُنتِ طوال تلك المُده ؟
رفعت رأسها عن رُكبتيها ونظرت الى وجهه لفتره قبل أن تُجيبه بهدوء: أُريد أن أتحدث معك ، في مكان بعيد عن المنزل ، هل يُمكنني ذلك ؟
بقيت عيناه مُعلقتان بها لثوانٍ قبل أن يلتفت الى سيارته قائلاً: حسناً ..
وقفت وقالت: لحضه ..
نظر إليها فقالت: لا أريد الذهاب بسيارتك ، دعنا نوقف سيارة أُجره ..
رفع حاجبه مستنكراً طلبها الغريب فقالا: أرجوك ، سأُخبرك بأي شيء تُريده ، حسناً ؟
تنهد وقال: حسناً ..
وعندما كاد أن يخرج الى الشارع قالت بسرعه: لحضه ..!
ظهر الإنزعاج على وجهه ونظر إليها يقول: ماذا بعد !!
إبتسمت إبتسامه صفراء وأشارت خلفها تقول: لنأخذ من الشارع الآخر ، آخر طلب صدقني ..!
سيُجن حقاً منها ومن طلباتها الغير منطقيه بتاتاً ..!!
بقي ينظر الى نظرة الرجاء في عينيها فقرر التنازل لآخر مره وذهب حيث أشارت فلحقت به بهدوء وهي تشد بيديها على جسدها فعلى الرغم من أنها ترتدي معطفاً إلا أن البرد تخلخل الى عظامها ..
برد قارس لم يعد بأمكانها تحمله ولم تعلم بأن هذه الليله ستكون أكثر برودة وستواجه ماهو أصعب بكثير !




End


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 07-11-20, 02:00 AM   #120

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,429
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 44



‏"مالحياة الا مجموعة من الخيارات السيئة، وخيار جيد له أعراض جانبية"

‏- سورين كيركغارد-





فتح هاتفه النقال حالما وصلته رسالةً مكتوب فيها :
" قابل ريكس فتاة تُشبه رين فينسينت وذهب برفقتها على سيارة أُجره "
عقد حاجبه وأرسل له:
" لاحقهم وأرسل لي الموقع بعدها "
ومن ثُم أغلق الهاتف وشغل سيارته هامساً: كُنتُ أعرف أنها في النهايه ستلتجئ إليه ..
وحركها قاصداً الحي الذي شوهدا فيه آخر مره حتى يصله العنوان بالتحديد ..

***


في إحدى الحدائق القديمة في مدينة ستراسبورغ ..
لم تكن مأهوله ومظهرها يبدو وكأن قدماً لم تطئها منذ سنوات عديده ..
جلست رين على إحدى الكراسي الخشبيه بينما بقي ريكس واقفاً ينظر حوله وهو يقول: ولما في مكان مهجور هكذا ؟
رين: لأنه آمن ولن يخطر على بال أحد ..
عقد حاجبه ونظر إليها لفترة قبل أن يقول: هل يُطاردك أحدهم ؟
صمتت مُفكره قبل أن تقول: حسناً ... دعنا لا نخض حديثاً لا طائل منه ..
ريكس: بل هو حديث مُهم فأنا لا أُريد منهم أن يروني برفقتك !
أشارت رين حولها تقول: ولهذا إخترتُ مكاناً كهذا ! لن يرانا أحد حسناً ؟
نظر إليها قليلاً قبل أن يسأل: أين كُنتِ طوال تلك الفتره ؟ حتى أنك لم تأخذي هاتفك معك ..
رين: برفقة البروفيسور ..
رفع حاجبه يقول: كفي عن الكذب وأجيبيني ..
رين: ولما أكذب ؟ كُنتُ برفقته حقاً ..
إلتفت مُغادراً وهو يقول: كُنتُ مُخطئاً عندما إستمعتُ إليك ..
وقفت بسرعه تقول بإنفعال: لما لا تُصدقني !!!
إلتفت إليها منزعجاً يقول: لأنه لو حصل لكُنتِ في عِداد الأموات الآن !
رين بحده: وهذا ما سيحدث !! لقد أرسل رجالاً خلفي كي يقتلوني ! لهذا قررتُ أن ألتجئ إليك ..
شدت على أسنانها وهمست: ولكن رُبما كُنتُ مُخطئه ..
إلتفتت وقررت هي المُغادره تقول: حسناً فلتنسى الأمر ، ما كان علي أن أختارك من بين الجميع ، كُنتُ حمقاء سامحني ..
إنزعج وخطا بعض الخطوات ليُمسك بيدها يقول: حسناً توقفي لقد صدقتُك !
إلتفتت ونظرت إليه فأشار بعينيه على الكرسي يقول: إجلسي ، سأستمع الى ما لديك ..
بقيت واقفه في مكانها لثوانٍ قليله بعدها تقدمت وجلست على الكُرسي بهدوء ..
إتكئ ريكس بظهره على جذع شجرة أمامها ووضع يديه في جيب بنطاله يقول: تحدثي ..
بقيت صامته لفتره قبل أن تقول: لما لم تُخبرني بأننا كُنا نعرف بعضنا سابقاً ؟
عقد حاجبه يقول: أنتِ ومن ؟
رين: أنا وأنت ..
ظهر الإستنكار بعينيه يقول: عفواً ؟
رين: لا تكذب فقد قالها لي البروفيسور ، قال بأن القدر قد جمعني بك مجدداً ، ناهيك عن أني أتذكر بعض الذكريات عن وجودي برفقة والدتك ..
دُهش من كلامها فهو لا يتذكرها على الإطلاق !
هل كان يكذب البروفيسور معها ؟ ولكن لا سبب يدعوه الى فعل ذلك !
أجابها بهدوء: لا أعرف لما قال لك هذا ولكني لا أتذكرك على الإطلاق ..
أمالت شفتيها فهي واثقه بأنه لا يكذب ..
لقد أتت إليه من بين الجميع لأنها تعلم مقدار صراحته ولأنه الوحيد ممن عرفتهم سابقاً لم يتملقها أو يستغلها ..
لا سبب يدعوه الآن لأن يكذب !
تسائلت في نفسها عما إن كان البروفيسور من يكذب !
تنهدت وقالت: حسناً ، سأُخبرك بكُل شيء والحقيقة فحسب ولكن لا تغضب ..
عقد حاجبه ليقول بعدها: حسناً ، تحدثي ..
بدأت علامات غير الرضى ترتسم على وجهها فرفع حاجبه يقول: ماذا ؟
رين: لما لم تسألني عن سبب إخباري لك الحقيقه ؟ لما لم تقل جملاً كـ"لما أنا من بين الجميع ؟" أو شيئاً من هذا القبيل ؟
ريكس: وفي ماذا قد تهُمني إجابتك ؟ ما يُهمني هو ما تملكينه من معلومات فحسب ..
أشاحت بنظرها جانباً تقول: يالها من قسوه ، أرثى لحال جوليتا ..
ريكس بإستنكار: وما الداعي لذكرها الآن ؟
رفعت حاجبها تقول: ولما علامات الإستنكار هذه ؟!! ستكون زوجتك في المُستقبل لذا من المُفترض أن تبتسم تلك الإبتسامة المُقرفه التي يبتسمها الأحباء عند ذِكر أحبابهم ..!
ريكس ببرود: لا تتدخلي فيما لا يعنيك ..!
بادلته رين نبرته البارده تقول: إذاً إذهب ولن أُخبرك ما أعرفه عن والدتك وعن البروفيسور فالأمر لا يعينك ..
إلتفت يقول: حسناً فلستُ أنا من طلب مُقابلتك على أية حال ..
صُدمت ووقفت بسرعه تقول: لحضه كانت مزحه كانت مزحه لما أنت ثقيل الدم هكذا !!!
إبتسم للحضه قبل أن يُعاود النظر إليها يقول: لا أُحب هذا المُزاح ، سأرحل إن لم يكن لديك ما تقولينه ..
مطت شفتيها تهمس: مُستفز ، أكرهك ..
ريكس: أُبادلك المشاعر ذاتها ..
نظرت إليه لفترة ليست بالقصيره لتسأل بعدها: هل تُحب جوليتا ؟
إعتدل ريكس في وقفته بعد أن كان يتكئ على جذع الشجرة قائلاً: أرحل ؟
رين بإنزعاج: لاا ! يالك من شخص بغيض حقاً !
عاود الإتكاء فأخذت نفساً عميقاً قبل أن تقول بهدوء: آسفه ..
ريكس: على ماذا ؟
رين: كذبتُ عليك سابقاً ..
ريكس: في ماذا ؟
رين بعد فترة صمت: أنا لا أعرف ما نوع العلاقة التي تربط والدتك بالبروفيسور ..
دُهش للحضه قبل أن يكسو البرود مُحياه فبالفعل أغضبته وجعلته يشعر بالخيبة الكبيره ..
نظرت الى عيناه وإستشعرت الكُره فيهما فأشاحت بنظرها تقول: لقد أردتُ إستغلالك لأجل نفسي فقط ، لم آبه بمشاعرك مُطلقاً ..
صمتت قليلاً بعدها أكملت: على أية حال هذا لا يعني أني لا أعرف ! أقصد ... أنا فقط لا أتذكر ، لو عادت لي ذكرياتي فحتماً سأعرف كُل شيء ، كُل ما أتذكره أن والدتك أعطتني سراً والبروفيسور يُريد معرفة هذا السر ....
أكملت بعد فترة صمت: وأنا عجزتُ عن تذكر هذا السر الذي يتقاتل عليه الجميع ، أنت والبروفيسور وذاك القاتل المدعو بردسي على ما أضن ..
ريكس: دارسي ..
رين: أجل دارسي إسمه ..
ريكس بهدوء: ولما يُريد معرفته ؟
هزت كتفها تقول: وكيف لي أن أعلم ؟
ريكس: كان عليك أن تسأليه ..
تنهدت تقول بشيء من السُخريه: الأمر لم يكن يعنيني ، سأُجرب سؤاله المرة القادمه عندما يأتي لقتلي ..
رفع حاجبه فنظرت الى عينيه تقول: أجل ، سألني البروفيسور عن السر الذي تُخفيه والدتُك وعندما لم أُجبه سمح لي بالمُغادره كي ألعب معه لُعبة المُطارده ، أنا أهرب وهو يُرسل قتلةً خلفي .. ماذا ؟ هل أنت عضو في منظمة مجرمين أو مُنظمي ألعاب حركه ؟
صمت لفتره بعدها قال: هل هذا كُل ما لديك ؟
رين: نعم ، ولكن لا تُفكر بتركي وحدي ..
إبتسم بسخريه يقول: حقاً ؟ ومالذي سأُجنيه من البقاء معك سوى المشاكل ..
رين: فكر في الأمر ، لا أحد غيري يعرف بالسر سوى البروفيسور ، وأنا وحدي من يعرف أين خبئته والدتُك ، لذا سيأتي اليوم الذي أتذكره فيه ، هل ستتخلى عنه ؟ عن شيء ثمين خبئته والدتك عن الجميع ؟
هزت كتفها تقول: في شهرين فحسب تذكرتُ كثيراً من ذكرياتي ، صدقني ، في غضون أشهر أُخرى قليله سأتذكر كُل شيء وحينها يستحيل أن أُخبرك بعد تخليك عني ، أمّن لي الحمايه والمُساعده وسأكون حينها من يُفسر لك كُل شيء غامض تُريد معرفته ..
إبتسمت وأكملت: من يدري ، رُبما في ليلة واحده تعود جميع ذكرياتي فجأه ، الأمر طبيعي وقد يحدث كما أخبرني الطبيب چارلين .. ما رأيُك ؟
بقي ينظر إليها لفتره قبل ان يقول: لماذا لا تعقدين هذه الصفقة مع فرانس ؟ فهو يعرف الكثير عنك بعكسي وقد يساعدك كثيراً ناهيك عن كونه مُعجب بك بكُل تأكيد ..
رين بهدوء: كذب علي مره ، لا يُمكنني الثقة به ..
ريكس: وتثقين بي أنا ؟!
ضحكت بسخريه تقول: لن أثق بمجرم !
هزت كتفها وأكملت: ولكن أُحب عقد الصفقات المُتبادله مع الأشخاص الصريحين مثلك فأنت لو أردت طعني ستطعنني من الأمام وهذا أهون بكثير من الطعن في الخفاء !
ريكس: وتُريدين مني أن أُصدق بأن هذا هو سببك الوحيد ؟
صمتت لفتره تنظر إليه فقد فاجأها بسؤاله وهي التي تضنه لن يشك بتاتاً بنيتها ..
لم تعرف بماذا تُجيبه ..
تملك العديد من الأسباب ..
تُريد أن تفهم مع الوقت ما قصده البروفيسور بكونهما كانا يعرفان بعضهما في السابق ..
تُريد أن تعرف منه أكثر عن والدته آليس فلقد كانت تربطهما علاقة في ذكرياتها ..
وأيضاً .... لسبب غير معروف تشعر بالأمان معه رغم كونه مجرم وقاتل !
أجابته بعد فترة من الصمت: حسناً بما أنك تعمل مع حفنة من المُجرمين فلابد من أنك تعرفهم جيداً ..
وقفت وتقدمت منه وهي تُخرج من معطفها صورة ..
قدمت له الصوره مقلوبة حيث رقم هاتف محمول مدون خلفها وقالت: شخص ما عرفتُ بأنه يبحث عني في المقاهي فكما يقول أنا اُحبها وآتيها دائماً ، هل لك أن تُهاتفه وتعرف من أسلوبه إن كان ينوي لي الشر أو لا ؟ قدم لي هذه الخدمة الصغيره .. من يدري ربما يكون صديقاً لي وبهذا سأُريحك من عناء مُساعدتي ..
رفع ريكس حاجبه يقول: ومن قال بأني وافقتُ على مُساعدتك أصلاً ؟
خبأت يديها الباردتين في جيب معطفها تقول: آسفه لأني إستبقت الأمور ، هل ستُهاتفه من أجلي ولو لمره ؟
لا يعلم لما صارت لطيفة فجأه بعدما كانت مُستفزه ووقحه طوال الفترة الماضيه فبقي ينظر الى عينيها لفتره قبل أن يتنهد ويُخرج هاتفه النقال ويُدون الرقم فيه ..
وضع الهاتف على أُذنه ليرد شاب ما بعد رنة واحده فحسب وهو يقول: آلو ..
ريكس وهو يقلب الصورة ناظراً الى وجهها: سألتني سابقاً عن فتاة تبدو كما في الصورة التي أعطيتنـ....
قاطعه قبل أن يُكمل كلامه: أجل أجل ، هل صادفتها ؟ هل رأيتها ؟ أتبدو مثلها وأين أنت بالضبط ؟!!
نظر ريكس الى رين لفتره قبل أن يُجيبه: كلا ، أردتُ فقط أن أسألك عما أفعله إن رأيتُها ؟
بقي الطرف الآخر صامتاً لفتره قبل أن يقول بهدوء: إتصل مُجدداً من أجل السخريه وحينها ستكون في عِداد الأموات ..
بعدها أغلق الخط في وجهه فأبعد ريكس الهاتف عن أذنه ونظر إليها فسألته: أغلقه ؟ لماذا ؟ وماذا شعرت أنت تجاهه ؟
أعاد ريكس الهاتف لجيبه يقول: مُتلهف لرؤيتك وفي نفس الوقت يبدو خطيراً ، لا يُمكنني الجزم إن كان في صفك أو ضدك ..
مطت شفتيها هامسه: جميع من حولي خطيرون ..
تذكرت مُجدداً وجهه المُبتسم الذي ظهر في ذِكرياتها فتنهدت وقالت لنفسها: لا يبدو خطيراً ، حسناً انسي الأمر ففرانس أيضاً بدا طيباً ولكن علاقاته خطيره ، ودانييل أيضاً إتضح أنه محض مخادع كاذب ينتقم من شخص ما عن طريقي ..
نظرت الى عيني ريكس وقالت: إذاً ... هل إتفقنا ؟
ريكس: كلا ، لن أُعلق نفسي بذكزياتك التي قد لا تعود يوماً ، بقائي معك يعني أن أخون المنظمه وأنا لدي الكثير علي أن أتعامل معه هناك ..
إبتسمت بسخريه تقول: أنت تخونها منذ اليوم الأول هناك ..
ريكس بهدوء: هذه أمور لا تعنيكِ !
رين: حسناً ، مُساعده واحده ، خذني الى باريس فقط ..
ريكس: لا أُريد ..
رين بإنزعاج: لا تكن بخيلاً !
صمتت للحضه بعدها إبتسمت تقول: أتذكر المكان الذي كُنا فيه عندما أخبرتني والدتُك بسرها ، لما لا نذهب هُناك فرُبما كان مُخبئاً في نفس المكان ؟
ريكس: أتمزحين معي ! لا تتذكرين السر ولكنك تتذكرين المكان ؟!!
رين: ليس الأمر هكذا !!! أنا أتذكرها وهي تقف أمامي وتطلب مني كتمان سر ما ، لا أتذكر ما قالته بتاتاً قبلها ولكني أتذكر المحيط حولي وهي تقول لي هذه الجمله ، أفهمت ؟ أنا أتذكر الأمر كما لو كان مقطع فيديو أمامي لذا من الطبيعي أن أتذكر مافي الفيديو فحسب !
نظر إليها بشك ليقول بعدها: وأين هذا المكان ؟
رين: باريس ..
إبتسم بسخريه يقول: أتضنينني غبياً ؟
رين: نعم أعرف أنه يبدو كعذر غبي لتأخذني الى هُناك ولكني أُقسم بأن المكان هو حقاً في باريس .. لن تخسر شيئاً ! خُذني هُناك ومن يدري قد نجد ما خبأته حقاً وبهذا تنتهي علاقتك بي للأبد وترتاح من مشاكلي وإزعاجي !
بدأ كلامها مُقنعاً فهو على أية حال يُريد الإبتعاد هذه الفترة عن باتريك وعن آندرو وعن أي شيء آخر كي يُصفي ذهنه ويُرتب أموره من جديد ..
ولكن في المُقابل لا يُريد التورط معها بأي شكل من الأشكال فهي ليست سوى مغناطيس يجذب المشاكل لها ولمن يُرافقها ..
لم يدم تفكيره كثيراً فقد قاطعه صوت رجل يقول: ريكس هُنا ؟ يالها من مُفاجئه ..
إتسعت عيناه من الدهشه بينما رفعت رين قلنسوة معطفها تُغطي شعرها وهي تتسائل من هذا بالضبط ..
همس لها ريكس: لا تلتفتي !
توقفت عندما كادت تلتفت الى الخلف لترى صاحب الصوت أما ريكس فقد عرفه فوراً فهو المُغتال رقم إثنين في المنظمه !
إنه يرجو ألا يكون قد تبع رين الى هنا فهو لا يريد أن يدخل في مُشكلة لكونه شوهِد معها ..
تقدم الرجل الذي كان يحمل مُسدساً في يده يلعب به وهو يقول: إبنة فينسينت بصُحبتك ! ياله من منظر مُدهش يحتاج الى تفسير ..
شد ريكس على أسنانه !
إنها حقاً مغناطيس مشاكل فأكثر ما كان يخشاه حدث بسرعة البرق !!
في حين إتسعت عينا رين بصدمه فما دام أنه عرفها فهو أحد القتله الذين أرسلهم البروفيسور من دون أدنى شك !!
رفعت يدها بخوف وإرتجاف تقبض على طرف معطف ريكس فإنزعج وهمس بداخله: "هذا ما كان ينقصني ! تستنجد بي ولا كأنها من أدخلني بورطه أكبر !!!"
توقف الرجل حالما وصل إليهما وقال: أرجوك أخبرني بأنك تُقابلها لتقبض عليها ليس إلا ؟ لا تجعلني أُصدم فيك فقد صُدمت بالكثير من الخونة سابقاً ..
ريكس ببرود: ماذا تفعل هُنا يا جوي ؟
جوي وهو يُشير الى رين: أبحث عنها ..
ريكس: لما ؟
جوي بكُل بساطه: لأقتُلها ..
ريكس: ولما ؟
جوي: حسناً من الواضح أننا نُطاردها منذ زمن فلا تتدع الغباء ..
ريكس: ولكن لإستجوابها وليس قتلها ..
جوي: البروفيسور غير رأيه ..
ريكس: وما سرقه والدها ؟
جوي: لم يعد مُهماً ، لن نقضي حياتنا في مطاردتها وإستجوابها ، لدينا ماهو أهم للقلق بشأنه .. على أية حال تحتاج لتفسير الموقف ألا ترى ذلك ؟
بقي ريكس صامتاً لفتره بينما رين ترتجف بالكامل وعقلها مشوش تماماً لا تعرف ما تفعل !
هل تهرب الآن ؟ هل يمكنها إضاعته لو لحق بها ؟
هل هي أسرع منه ؟
سيُمسك بها بكُل تأكيد فهو قريب وقطعاً لن تكون أسرع منه هي واثقه ..
إذاً ، هل تُراهن على ريكس ؟ هل ستفوز بالرهان ويُساعدها حقاً !
قطعاً لا فهو لن يهدم سنين من التخفي بينهم من أجل فقط سر قد لا تتذكره البته !
إذاً مالعمل ؟!!!
الشيء الوحيد الذي فكرت فيه هو الإلتفات عليه فجأة لتُسقطه وتجري بعدها فالسقوط أرضاً سيُعطيها بعضاً من الوقت !
قطع تفكيرها صوت ريكس الذي قال: أتيت وحدك ؟
جوي: ومنذ متى المُغتال يحتاج الى رفيق ؟
ما إن أنهى جملته حتى سحب منه ريكس المسدس بطريقة سريعه ووجه الفوهة إليه قائلاً: حسناً ، دعنا نُنهي الأمر هُنا ..
دُهش جوي وإبتسم رافعاً يديه بإستسلام يقول: هذا كان مُفاجئاً ، أعني أنت إبن آليس لذا الخيانة متوقعه منك ولكن ليس لأجل فتاة لا فائده منها ، أنا مصدوم ..
إنزعج ريكس من كلامه الذي يدل على معرفته بهوية والدته !
لم يكن يعلم هذه الحقيقة سوى البروفيسور ودارسي والآن هناك عدة أشخاص أُخر !
إبتسم جوي وبطريقة خاطفه أخرج مسدساً آخر من حزامه الخلفي ووجهه إليه يقول: مُفاجئه ! أملك واحداً آخر ..
كان يعلم ريكس بأن خطوته هذه خطيره وأن المُغتال هذا خطير ولن يتخلص منه بسهوله ..
ندم الآن على المحاوله ..
ولكن لم يعد يملك طريق آخر للرجوع ..
عليه أن يتخلص منه وإلا ستُطارده المنظمة برمتها وينهدم كُل ما بناه طيلة السنين القليلة الماضيه !
إتسعت عيناه بصدمه بينما صرخت رين برعب عندما إخترق صوت الرصاصة إذنها ..
إبتسم جوي يقول: هل كُنتَ تتوقع أن أتوانى ؟ إنها غلطتُك عزيزي ..
فتحت عينيها عندما شعرت بأنفاس ريكس السريعه فدُهشت وهي ترى وجهه المُتألم ونظرت الى كتفه حيث يُمسك به بكُل قوته والدماء بدأت تسيل من بين أصابعه ..
دارت الأرض بعينيها من شدة صدمتها مما تراه وبقيت واقفةً دون أي ردة فعل أو حراك !
إهتز المسدس بيده وسقط بعدها أرضاً فهو لم يعد يقوى على الإمساك به أكثر ..
ايقضها هذا من هول صدمتها ونظرت الى الأسفل حيث المُسدس مُلقى عند قدمها وبقيت عيناها جاحضتين فيه ومشاهد متتاليه غير مفهومه تمر برأسها حتى ثبتت على وجه إمرأة جميله ذات شعرٍ أسود ناعم كالحرير ..
همست: آليس ..
إبتسم لها هذا الوجه وهو يُخبئ مسدساً مُماثلاً قائلاً "كفي عن الفضول يا رين ولا تُفتشي بأدراجي"
ومن بعدها صوت فتاة صغيره مُراهقه تقول "كُنتُ أُريد البحث عن صورة إبنك ، أُريد أن أرى شكله"
إبتسمت آليس تقول "لا تغضبي ولكنه في الحقيقة أجمل منك بكثير"
ظهرت الغيرة في عينيها تقول "أُريد مُقابلته لأتأكد ، وحينها اممم آسفه لهذا ولكني سأجعله يُناديني بأُختي الكبيره"
وعلا بعدها صوت ضحكات هذه المرأة ليختفي بعدها المشهد تدريجياً ويتردد صدى ضحكتها بأذنيها حتى دوى بعدها صوت رصاصة جعلت جسدها يرجف للحضه وهي تلتفت برعب ناحية جوي ولكنه لم يطلق أي رصاصة لا هو ولا ريكس ..
لا تدري ، هل الصوت من المشهد الذي تذكرته للتو أو أن صوت الرصاصة قبل قليل تردد مجدداً في أُذنها ..
إبتسم جوي فور رؤيته لوجهها وقال: لم يكن من الصعب العثور عليك ..
بلعت ريقها بخوف شديد تنظر الى وجهه العابث اللا مُبالي والذي بالتأكيد لن يتردد للحضه في قتلها !
إنه حتى لم يرف له جفن حال إصابته لعضو مهم في منظمة فكيف بقتل عدوه ؟
هل ستموت الآن ؟!!!
الآن وهُنا دون أن تعرف لأجل ماذا ماتت وتترك خلفها أُختها الصغيرة الوحيده ؟!!
شعرت بيد ريكس تُمسك بها فإلتفتت إليه ليقول لها بهمس: أُهربي ..
دُهشت تقول: وأنت !!!
رفع ريكس عينيه لجوي يقول بصوت بالكاد يُسمع من شدة الألم: لن يقتلني ، البروفيسور لن يُسامحه على هذا لذا لن يجرؤ ..
لم تفهم ما علاقة البروفيسور به ولما هو واثق هكذا ولكنها بحق خائفه من الهروب ..
تخشى أن تترك ريكس خلفها هكذا ، تخشى أن يُصاب أكثر أو ربما يموت بسببها كما مات من سبقوها ..
وأيضاً ، تخشى من أنها ما إن تُدير بظهرها حتى تخترق الرصاصة جسدها وتُسقطها ميته ..!
الخوف الكبير ثبت قدمها وجعلها لا تعرف ما تفعل حتى بدأت عيناها تغوران بالدموع ..!
نزلت عينيها الى قدميها حيث المُسدس وبقيت عيناها مُعلقتان به وعقلها يسترجع بعض حوارات كانت من نفس المشهد الذي تذكرته قبل قليل ..
" اممم آليس ، لما تملكين مُسدساً ؟ هل أنتِ شُرطيه ؟ "
" حسناً علميني عليه ، أراه كثيراً في الأفلام وودتُ لو أمتلك واحداً "
" أرجوك !! مرة واحده فحسب "
لم تفكر كثيراً بل إنحنت وإلتقطت المُسدس وصوبته بإتجاه جوي بيدين ترتجفان بشده ..
لا تعلم لما فعلت هذا ولا تدري إن كانت فعلاً تُجيد الإطلاق أو لا بل إنها واثقه بأن خوفها سيمنعها عن ضغط الزناد ..
لكنها على الأقل تشعر بوجود أداة حمايه رغم أنها واثقه بأن جوي لو أراد قتلها لن يُخيفه شيء فلقد أطلق ببرود على ريكس رغم كونه أفضل منها بكُل شيء ..
إبتسم جوي بشيء من الإستمتاع في حين شد ريكس على أسنانه من غبائها هذا !!
هل حقاً تضن بأنها قادره على ردعه ؟!! إنها غبيه بشكل لا يُطاق !
رفع جوي يده بإستسلام وهو لا يزال يُمسك بمُسدسه يقول: أووه إبنة فينسينت تُريد قتلي ، هيّا إفعليها ..
زاد خوفها من إستخفافه هذا وحاولت مراراً وتكراراً ضغط الزناد إلا أن يدها أبت ذلك وبقيت متصلبه تماماً ..
أنزل يديه يقول بسخريه: كما فعل والدك تماماً عندما لم يجرؤ على ضغط الزناد ..
إتسعت عيناها بصدمه وإنطلقت الرصاصة من مسدسها مارةً من جانب رأسه وهو مصدوم من مقدرتها على ذلك ..
إرتجف المسدس فوراً وسقط أرضاً وهي لا تعرف حتى كيف أطلقت ، جسدها بالكامل يرتعش من فعلتها هذه ..
بينما جوي إختفت نظرة الإستخفاف من عينيه ورفع مُسدسه فمد ريكس يده ساحباً إياها ليكون هو في وجه جوي وهو يقول: توقف ! ألا تضن ...
قاطعه جوي: ريكس لا أُريد أن اقتلك لذا لا تُجبرني على أذيتك أكثر ..
ريكس بهدوء: أُهربي وإلا سأتركه يقتُلك ..
نظرت إليه بضياع فهي حقاً لا يمكنها تحريك أي جزء في جسدها فكيف بالجري والهروب !!
هذا صعب للغايه ..!
إنطلقت الرصاصه وإخترقت يده فصرخت رين برعب وهي تُغمض عيناها بينما دُهش ريكس وهو يرى المُسدس يسقط من يد جوي المُصابه ليلتفتا بعدها الى جهة المكان الذي أُطلقت منه الرصاصه ..
فتحت رين عينيها تدريجياً ونظرت الى ريكس لتُدهش عندما لم ترى هناك أي إصابة غير الأولى ..
نظرت الى جوي الذي إنحنى ليلتقط المُسدس ولكن رصاصةً أُخرى بالقرب من المُسدس أوقفته عن الإتيان بأي خطوة أُخرى فالرامي أياً كان لابد من أنه مُحترف ولن يتردد بقتله ..
دُهشت رين وإختفى إرتعاش جسدها عندما غزت أنفها رائحة عطر مُميزه جعلتها تشعر بالإسترخاء لسبب تجهله ..
ولكن هذه الرائحه ... هي حتماً التي كان يملكها آندرو في مرة من المرات ..
نظرت الى صاحب هذا العطر عندما إقترب منهم وعينيه مثبتتان على جوي كي لا يأتي بأي حركة خاطفه ..
ما إن إتضح وجهه حتى تذكرته فوراً !!
تذكرت هذا الوجه ذو العينين الزرقاوتين والشعر حالك السواد !
بشكلٍ لا إيرادي نظرت الى يده لتجد الخاتم الفضي يُزين أصبعه كما تتذكر تماماً ..
من يكون بالضبط ؟!!
لا تعرف ، ولكنها تشعر بالراحة ..
لا وجود لأي مشاعر خوف كما حدث معها عندما قابلت دارسي أول مرة في الندوه ..
جعلها هذا تبتسم رُغماً عنها وهي حتى لا تعرف إن كان صديق أو عدو ..
وقف أخيراً وأشار بمُسدسه لجوي كي يبتعد قليلاً فتحرك جوي الى الخلف لخطوات فتقدم ورمى برجله مسدسه بعيداً عنه ..
تنهد بعدها ونظر الى ريكس المُصاب والذي كان يُشيح بنظره بعيداً عنه وبعدها إلتفت ونظر الى رين ..
الى الوجه الذي لم يراه من فترة طويله !
أخيراً رآها !
إبتسم بسخريه وهو يتسائل في نفسه عن سبب النظرة السعيدة هذه في وجهها ..
هل تذكرته ؟ يستحيل فلو فعلت لما أظهرت هذه النظره ..
فلطالما كانت تكره وجوده وتعبس كُلما ظهر في وجهها ..
لا بأس ، من الجيد أنها تراه الآن البطل المُنقذ فهذا سيُساعده بعض الشيء ..
نظر بعدها الى جوي وقال: أعرفك ، أحد المُغتالين البارزين بالمنظمه ..
إبتسم جوي بسخريه يقول: تُشبه داميان نورماندي كثيراً ، أنت إذاً إبنه المُزعج ثيو ..
ثيو: من سوء حضك أنك قابلتَ هذا المُزعج ..
جوي: بل من حُسن حظي فلطالما أردتُ رؤية الوجه الجبان الذي لم يستطع حتى الآن الإنتقام لمقتل والده ..
أطلق ثيو رصاصةً مرت بجانب رأسه وهو يقول: المرة القادمه ستكون في رأسك ..
جوي بإبتسامة: ستقتلني ؟ هكذا ؟ بدون أي سبب ؟ لا يُمكنك فعلها ..
كان مُستفزاً للغايه وبالكاد يُحافظ ثيو على مبادئه في عدم قتله لأي أحد بدون سبب قوي ..
فهو حقاً ود لو أرداه قتيلاً على الأرض !
في حين نظرت رين الى ريكس عندما سمعته يُطلق تأوه خفيف من شفتيه فوجدته قد تعرّق بشده من شدة الألم رُغم أن الجو شديد البروده ..
نظرت إليه لفتره قبل أن تُمسك بيده السليمه تُساعده وهي تهمس له: سآخذك الى المشفى ..
ريكس بهدوء: لا أُريد ..
إنزعجت وأجبرته على المشي معها وهي تقول: بل ستفعل ..
صُدم ثيو ونظر إليهما يقول: الى أين ؟!!
نظرت رين إليه تقول: المشفى أليس هذا واضحاً !!
أشار بعينيه خارج الحديقة يقول: سيارتي هُناك ، أركبت فيها وسآخذكما بنفسي ..
ترددت بعض الشيء فوصلها همس ريكس يقول: وافقي ..
فوراً هزت رأسها بالموافقه وبدأت تخرج من الحديقة وما إن غطتهما الأشجار عن عيني ثيو تركها ريكس وهو يقول: إذهبي برفقته ..
صُدمت من كلامه تقول: لا أُريد ! لقد إتفقنا أنا وأنت فلا تُخل بهذا الإتفاق ..
أخرج ريكس هاتفه وهو يهمس بإنزعاج: ومتى وافقتُ على إتفاقك هذا ؟!!
صمتت قليلاً وإبتسمت تقول: عندما دافعت عني أمام ذاك القاتل ، شُكراً لك ، لن أنسى هذا أبداً ..
رفع حاجبه ووضع السماعة على أُذنه يقول لها: إذهبي مع هذا الشرطي وأتركيني وشأني إن كُنتِ حقاً مُمتنه ..
مطت شفتيها تقول: كلا ، أنا ...
توقفت عن الحديث عندما لاحظت عيناه تُغمضان ليسقط الجوال من يده فتقدمت بسرعه مُمسكةً به قبل أن يهوي على الأرض فاقداً لوعيه ..
هزته بصدمه وهي تشعر بحرارة جسده تشتعل بينما صوت الطرف الآخر من الهاتف أخذ يُردد كلمة "ألو"





ما إن غادرا ريكس ورين حتى تقدم ثيو بحذر من جوي وهو يقول: لا أملك وقتاً للتفاوض معك ، سأُسلمك للمركز وهم سيبتون بأمرك .. بوجود شخص مُصاب وشاهدان بالتأكيد ستُزج بالسجن لبعض الوقت ..
إستسلم له جوي بهدوء دون أي محاولة هروب فأخرج ثيو الأصفاد التي دائماً ما تُرافقه وكبّل إحدى يديه وعندما كاد أن يُكبّل الأُخرى إنسل جوي من بين يديه وبحركةٍ سريعه إلتف حوله خانقاً إياه بالأصفاد بعدما ركل يديه ليطير المُسدس بعيداً ..
شد ثيو على أسنانه وحاول التملص منه وعندما كاد أن يُخنق إنزلق الى الأسفل ليقلب جوي الى الأمام وضربه أرضاً ..
إنحنى ملتقطاً المُسدس بينما جوي سحب سكيناً من حذائه ووقف بسرعه جارحاً ثيو في ساعده وعندما كاد جرحه في عنقه غرز ثيو المُسدس في معدته وأطلق الرصاصه ..!
إتسعت عينا جوي وجثا على رُكبتيه يُقاوم الألم حتى سقط أرضاً دون حِراك ..
تقدم في هذا الوقت رجلاً آخر وهو يركض قائلاً: ماذا حدث ؟!!!
إلتقط ثيو أنفاسه ناظراً الى جوي وهو يقول: أطلب الشرطه ..
دُهش الرجل حالما وصل ومظر الى ثيو يقول: ولكـ..... ماهذا الذي في يدك ؟!!!
حاول ثيو السيطرة على جرحه وهو يقول: قُل لهم سمعت صوت الرصاص وعندما أتيت وجدتُ هذا الشخص مُلقاً على الأرض ..
إلتفت راحلاً وهو يُكمل: سألحق بك فيما بعد لأشرح لهم الأمر فلدي ماهو أهم الآن ..
وغادر بينما مُساعده واقفاً بدهشه فكُل ما يعرفه ان ثيو سيُقابل إبنة فينسينت وريكس فلا يعلم مالذي جعل الأمر يتطور الى هذا الحد ..

في حين وقف ثيو في الشارع بالقرب من سيارته وهو ينظر في الأرجاء بعينين غاضبتان للغايه ..!
ركل إطار سيارته وهو يهمس: هربت مُجدداً !!!!

***


7:45 pm
- Les Orres -



وقفت ببرود تام أمام التقويم تنظر إليه ..
لقد كان فارغاً عكس ما كانت تتوقع ..
شدت على أسنانها هامسه: جبان ! سيبقى جباناً للأبد !
أشاحت بنظرها بغضب لتجد جهاز الـUSB موجوداً على الطاوله ..
إنزعجت وأخذته تنظر إليه وهي تقول بعدم إستيعاب: احمق جبان !! لما ؟ هل يُريد أن يكون أسيراً لديها للأبد ؟! لما لا يقبل المُساعده ؟ سيبقى مُغفلاً الى الأبد !
جلست على أقرب كُرسي وهي تقضم أظافرها بإنزعاج شديد ..
عرضت عليه كُل شيء ، وقفت بصفه لفترات كثيره فلما لا يُساعدها على تخليص نفسه ؟
لما يرفض هذا ؟!!
لقد إستغلوه بحقاره فلما لا يلعب بحقارة مُماثله ؟!!!
تكره طيبة قلبه هذه !
من عاملك بقسوه عامله بقسوة أكبر !!!
شتت نظرها بالأرجاء وهي لا تعلم ماذا تفعل أكثر !
رفض طلبها فكيف تستطيع أن تُساعده الآن ؟
هل تتجاهل رغبته وتفعل ما تُريد ؟
ولكن .... هذا قد يُضايقه ..
هي لا تُريد منه أن يكرهها ..
دخل أحد الموظفين الى الغرفة قاطعاً عليها تفكيرها وهو يقول: هل أعجبتك الغُرفه ؟
إبتسمت تقول: ليس كثيراً ، أعتذر لا أضنني سأستأجرها ..
دُهش الموظف وحاول إستعراض خدمات الفُندق بينما هي لا تزال تُفكر بإدريان وبطريقةٍ أُخرى لمُساعدته ..

***

9:11 pm
Paris


مشى دارسي في هذا الدهليز الطويل وهو يتسائل في داخله عن سبب رغبة البروفيسور بمُقابلة قاتل تلك الفتاة الشابه المدعوة بإريستا ..
ما الذي يجعله يطلب مثل هذا الطلب ؟
وكيف عرف بأمرها أصلاً ؟
هو لا يختلط بالأعضاء حتى يستمع الى ثرثرتهم فمن قد أوصل إليه هذه المعلومة الغير مُهمه ؟
الأمر غريب حقاً ..
طرق الباب قبل أن يدخل فجائه صوت البروفيسور يقول بهدوء: أُدخل ..
دخل دارسي ووجده أمامه يجلس على مقعد من الجلد الأسود وذو مظهر هادئ للغايه يبعث على القلق ..
تنهد وتقدم منه يقول: مرحباً ، طلبتَ رؤيتي صحيح ؟
وجلس بعدها على مقعد آخر قريب منه فنظر البروفيسور إليه بهدوء قبل أن يقول: ماهي آخر أخبار ريكس ؟
دارسي: لا جديد ، يعمل كالعاده وأنا كالعادة أُنظف فوضاه كما طلبتَ مني ..
البروفيسور: هل من شيء مريب حوله في الفترة الأخيره ؟
دارسي: لا أضن ، أموره طبيعيه كالمُعتاد ..
البروفيسور بهدوء: حسناً ، إستمر بهذا ..
دارسي بإبتسامه: هل تسمح لي بسؤال ؟
نظر إليه البروفيسور دون رد فأكمل دارسي: الى متى ستستمر بالعناية به ؟ ولما كُل هذا الإهتمام به ؟
هز كتفه وأكمل: لا أقصد التشكيك بقدراتك ولكن هل أنت حقاً واثق منه ؟ والدته كانت خائنه ، ألا تعتقد بأنه قد يحذو حذوها ؟
نظر إليه البروفيسور ببرود شديد يقول: لا تنعتها بالخائنه أمامي ..
إبتسم دارسي وهز رأسه دون تعليق فأكمل البروفيسور: وبخصوص الآخر فنفذ الأوامر من دون تفكير ..
حرك دارسي يديه يقول: حسناً كما تُريد وإعذرني على فضولي ..
البروفيسور: على أية حال هُناك شخص أُريد منك أن تتحرك بشأنه ..
نظر إليه دارسي بإهتمام فأكمل البروفيسور: أحد أبناء عمومة ريكس ، الإبن الثاني ، هُناك علاقة تربطه بآليس ، إكتشف لي ما نوع هذه العلاقه ..
تعجب دارسي يقول: وكيف عرفت ؟
تجاهل البروفيسور سؤاله يقول: حاول أن يتم الأمر بسريه وبسرعه ..
تنهد دارسي وهز رأسه بالإيجاب قبل أن يقول: هذا كُل شيء ؟
نظر إليه البروفيسور لفتره قبل أن يقول: لما قتلت تلك الشابة المدعوة بآريستا ؟
تعجب دارسي وقال: هذا طبيعي فلقد كُنا نُريد الضغط على رين ..
البروفيسور: أمرتُ بقتل والدها فحسب ! ألا تعلم بأني أكره قتل الأبرياء الذين لا يحشرون أنوفهم في شيء ؟!
دارسي: لابد من التضحيات اثناء تنفيذ الأوامر ..
البروفيسور: تعلم بأني أكره التبرير ؟
تنهد دارسي وقال: حسناً لقد أخطأت ، أعتذرُ لذلك ..
البروفيسور: حسناً ، غادر ..
هز دارسي رأسه وخرج من الغرفه ..
مشي في الممر وهو يهمس: يبدو معكر المزاج تماماً ..!
أخرج هاتفه من جيبه عندما وصلته رساله فوجدها من الشخص الذي طلب منه تتبع أخبار رين ..
عقد حاجبه وهو يقرأ محتواها :
" جوي أرسل عصر اليوم عن كونه عرف موقعها ومن بعدها قُطعت الإتصالات به حتى الآن ، نشك في كونه قد قُتل "
رفع دارسي حاجبه ليبتسم بعدها هامساً: هل هي عبقرية أو مُجرد فتاة محظوظه ؟
أدخل الهاتف في جيبه ومقصده الآن هو ستراسبورغ ..
قطعاً لن يسمح بقتلها حتى يعرف ما يُريده منها ..
ومن الجيد وجود تلك المهمة الجديده لذا لن يشك أحد في سبب ذهابه الى هُناك ..



End




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:00 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.