آخر 10 مشاركات
لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          ☆باحثاً عن ظلي الذي اختفى في الظلام☆ *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Ceil - )           »          أجمل الأسرار (8) للكاتبة: Melanie Milburne..*كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          شعر ثائر جزائري (6) *** لص ذكي سارق عجيب *** (الكاتـب : حكواتي - )           »          تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )           »          219 - صديقان ...وشيئا ما - جيسيكا ستيل (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : bella snow - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree10Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-03-21, 06:25 PM   #141

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





Part 63


‏"هذا التعوّد على الشر، هو ما ينبغي أن نحزن له“
-دوستويفسكي-




6:34 pm


تجلس على الكُرسي ورأسها مُسترخي على السرير الأبيض حيثُ يرقد عمها والذي إنتهت عمليته ليلة الأمس على خير ولكنه لم يستيقظ بعد ..
أغمضت عينيها فلقد داهمها النوم الذي لم تذقه طوال ليلة الأمس من شدة التفكير به وبذلك الحقير المدعو بدارسي ..
خوفها عليه وخوفها من دارسي جعل عقلها يبقى مُستيقضاً لفترةٍ طويله ..
ظهرت إبتسامةً خافةً على شفتيها وهي تشعر بكُل هذا الحنان الذي يُداهمها ويُدخل السعادة الى قلبها الذي لم يذق السعادة منذ فترةٍ طويله ..
ثوانٍ حتى إستوعبت بأن يده تُربت على شعرها فإستيقظت من النوم ورفعت رأسها بسرعه لتجده يبتسم لها بوجهه المُتعب هذا ..
الدموع تجمعت في عينيها وكتمت شهقتها وودت لو تحتضنه بقوة من شدة السعادة والشوق الذي يملأ صدرها ولكنها إكتفت بأن تضم يده الى صدرها تقول بصوتها المُرتجف: أنت بخير ؟
بقيت الإبتسامة على شفتيه هامساً: قصصتي شعرك ؟ أخبرتُك بأنه سيكون أجمل عندما تفعلينها ..
شهقت رُغماً عنها تقول بإبتسامه: أتسائل هل كلماتك هذه هي التي دفعتني الى قصه عندما كُنتُ فاقده لشعري ..
ضحك رُغماً عنه وتوقف فجأه عندما شعر بالألم فقالت بخوف: مابك ؟!!
إبتسم يقول: "فاقده لشعري" ؟!! أنتِ حمقاء ..
قطبت حاجبيها تقول: لا تقولها ، أنتَ تُزعجني ..
سحب يده بهدوء من بين يديها ووضعه على خدها يمسح بقايا دموعها وهو يهمس بتعب: آسف لأني لم أكن موجوداً بجوارك عندما كان يُفترض بي أن أكون ، هل تأذيتي كثيراً ؟
هزت رأسها بالنفي تقول: كلا ، ما يهمني هو أنت ..
سألها بهدوء: لما لم تتصلي بي ؟ لما لم تُخبريني عما يحدث لك ؟ ألم أكن على قدرٍ كافٍ من الثقة كي تعتمدي علي ؟
هزت رأسها نفياً فقال: إذاً لماذا !
عضت على شفتيها وقالت: دعنا نتحدث بهذا فيما بعد ..
نظر الى عينيها المليئتان بالدموع ثُم قرّب وجهها لصدره يحتضنها بهدوء وهو يهمس: آسف لكُل ما حدث معك ..
هزت رأسها تهمس بصوتها المُختنق: لم تقترف أي خطأ ..
وعم الصمت بينهما لفترةٍ ليست بالقصيره لتبتعد بعدها رين عن صدره وتنظر الى وجهه قائله: ماذا حدث ؟ لما ذلك الحقير دارسي كان في شقتك ؟!
إبتسم لها يقول: إذاً أنتِ من أنقذ حياتي ؟ حسناً في هذه الحالة حياتي ملك لك ، هيّا ماذا تُريدين أن أفعل ؟
قطبت جبينها هامسه: توقف عن مِزاحك هذا ، أنا قلقه لأجلك وأنت تأخذ الأمر ببساطه ! ألا يُمكنك أن تتخيل مدى الظلام الذي شعرتُ به وأنا أراك بدون حِراك ؟ كان الأمر مُخيفاً ، أسوأ من الكوابيس ، العالم فجأه توقف أمامي ..
إرتجفت شفتيها تُكمل: ضننتُ بأني سأفقدك ، سأُجنّ لو حدث هذا ، سأُجنّ يالوكا ..
عقد حاجبه ومسح على شعرها يقول: هيّا توقفي ! أنا أُحاول تغير مزاجك فلا تبكي ، لم يحدث شيء سيء فلما البُكاء !
صرخت في وجهه: كدتَ تموت وتقول لم يحدث شيء سيء ؟!!!
فزع من صُراخها ورمش بعينيه قليلاً قبل أن يبتسم قائلاً: ماذا ؟ ألا تزال أخلاقك سيئة ؟ ضننتُك تغيرتي وأصبحتِ أكثر لُطفاً ..
أشاحت بوجهها عنه بضيق ، هي تكاد تموت من الخوف وهو يأخذ الأمر بإهمال ولا مُبالاه !
نظر إليها لفتره ثُم قال بإبتسامه: لدي هديةً لك ، ألا تُريدين رؤيتها ؟
هزت رأسها بالنفي وهي لا تزال تُشيح بنظرها عنه ..
تنهد وقال: خساره ، لقد كانت تتوق الى رؤيتك ..
نظرت إليه تقول: لقد رأيتُها ليلة الأمس ..
دُهش وقال: حقاً ؟ كيف وصلتي لها ؟!!
وأكمل بشيء من الضيق: وأنا الذي أردتُ جمعكما ببعض ..
إبتسمت تقول: إحتجتُ لمُساعدتها لذا إتصلتُ بها ، إنها لطيفة على عكس ما تبدو ..
لوكا: من ؟
رين: صديقتك ، أتت الشُرطة بالأمس ليُحققوا بأمرك فطلبتُ منها المجيء لتأخذ مكاني وكأنها هي من شاهدت الموقف وليس أنا ، وجدتُ رقمها في هاتفك لذا شرحتُ كُل شيء لها كي تقوله هي للشُرطة بدلاً عني ، لقد بقيت بجوارك طوال يوم أمس ولم تُغادر سوى عصر اليوم ، إنها لطيفه ..
نظر إليها لفتره وقال: ولما لم تقولي أنتِ كُل شيء للشرطة ؟
تنهدت وقالت: عرفتُ هذا ، عرفتُ بأنك ستغضب لإدخالي لها في الأمر ولكني كُنتُ مُضطره ولم يخطر ببالي غيرها .. وجدتُ رسالة حديثة منها بهاتفك فتأكدتُ بأنكما لا تزالان على تواصل وعلاقتكما جيده ..
لوكا: لم يكن هذا قصدي ، لما أُضطررتِ لطلب مُساعدتها ؟ عرفتُ بأن الشُرطة تشتبه بك فلما حدث هذا الإشتباه ؟!
لم تكن تُريد أن تتحدث عن الأمر الآن ولكن صوته الجاد هذا يعني بأنه لن يتراجع ..
أجابته بهدوء: لا شيء ، فقط عندما قُتلت آري كُنتُ متواجدةً حينها ، طلبتُ الإسعاف لعلي أستطيع إنجادها ولكنها كانت بالفعل ماتت عندما وصلت الى المشفى ..
صمتت للحضات وعقلها يتذكر ذلك اليوم عندما كانت تنهار باكيه وصديقها جاكي هُناك ليلحق بهما بعد فترة كلود أيضاً ..
أكملت بهدوء: عندما أتت الشُرطة لتُحقق بأمر الجريمه ..... قال لهم كلود بأني السبب ، وكُنتُ حينها قد غادرت ، ومن بعدها وهم يبحثون عني وأنا كُنتُ في حالةٍ سيئه لا تسمح لي حتى بالتفكير بشأنهم لهذا هربتُ منهم وهذا زاد الشكوك بشأني ..
عقد حاجبه بإستنكار يقول: ولما يقول صديقك هذا عنك ؟!!!
إبتسمت هامسه: لم يكذب ، كان كُل شيء بسببي ..
صمتت للحضه ثُم أكملت: كانوا يسعون خلف ما سرقه والدي ، بسبب عنادي وغضبي لم أُفكر بشكلٍ جيد وكذبتُ عليهم بخصوص إمتلاكي له ، وعندها إضطروا لتهديدي بصديقتي ، كان هذا غباءاً مني ، مهما حاولتُ أن أقول الحقيقه لم يصدقني أحد ، وقُتلت ..
ووقفت بعدها بهدوء وغادرت الغُرفه عندما شعرت بأنها ستنفجر باكيه ..
نظر إليها حيث غادرت قبل أن يهمس: ما كان عليّ أن أسألها الآن ..
شعر بإنزعاج وغضب شديد بداخله عليهم جميعهم ..
وحتى على نفسه التي لم تستطع الإنتقام من دارسي وهو الذي كان بين يديه !
أمضى الكثير من الأيام والأسابيع بحثاً عنه وعندما وجده سقط هو أولاً !
وبطريقةٍ مُخجله ..
وقعت عيناه على هاتفه وهاتفها على الدولاب المجاور ، حاول الوصول إليه وبالكاد أمسكهما بعد أن شعر بألمٍ شديد في معدته ..
فتح هاتفه أولاً ودخل الى قسم الرسائل ليجد صديقته ردت يوم أمس بجملةٍ واحده "أرسلي لي العنوان الآن !!"
تنهد وتمنى لو كان هُناك خدمة تحفظ الرسائل المرسله فهو يُريد أن يعرف ماذا حدث بالضبط يوم الأمس وما الذي قالته لها ..
لا يُريد سؤالها فهي في ضغطٍ نفسي مما حصل معه ..
إبتسم بسُخريه ، أراد القدوم لمُساعدتها وهاهو يسبب لها الألم !
فتح هاتفها وسجل فيه رقمه ورن رنةً على نفسه ليُحفظ رقمها عنده ..
بعدها قلّب الهاتف بين يديه هامساً: إنه آخر إصدار ، كيف حصلت عليه ؟
دخل الى قائمة الأرقام فهو على قدرٍ كبير من الفضول ليعرف من الذين تعرفت عليهم خلال الأشهر القليلة الماضية التي تلت موت والدها ..
عقدت حاجبها وهي ترى ثلاثة أرقام مُسجله ..
"ريكس ، ثيو ، دارسي"
دُهش من الرقم الأخيره وهمس: هل تتواصل معه أم ماذا ؟!! تلك المجنونه !
عقد حاجبه ينظر الى إسم ثيو وهو يشعر بأنه قد سمعه في مكانٍ ما ..
دخلت رين في هذه اللحضة بعدما غسلت وجهها جيداً لتُرغم نفسها على التوقف عن البُكاء ..
فالبُكاء والحزن على حوادث الماضي لن يُغير من الأمر شيئاً ..
دُهشت وتقدمت منه تسحبه هاتفها قائله: ليس من اللباقة تفتيش هاتف الفتاة !
رفع حاجبه يقول: لما رقم ذاك الحقير في هاتفك ؟
عقدت حاجبها ونظرت الى هاتفها حيثُ كان مفتوحاً على قائمة الأرقام فعرفت بأنه يقصد دارسي الذي سجلت رقمه بالأمس بعدما أرسل رسالته تلك ..
تنهدت تقول: أي حقير فيهم تقصد ؟ ثيو أو دارسي ؟
لوكا: ثيو ؟ ولما تصفينه بالحقير ؟
حركت يدها تقول: ضابط من الشرطه ، هل من سبب أكثر ؟
تنهد لوكا يقول: ضابط ؟ حسناً إذاً يستحق لقب الحقير بجداره ..
ضحكت رُغماً عنها تقول: واااه لوكا أنت لم تتغير ..
إبتسم لضحكتها ثُم قال: على أية حال لقد أخطأتِ سابقاً ..
عقدت حاجبها ليُكمل: المُفاجئه التي قصدتُها ليست صديقتي ، بل فتاة تعرفينها جيداً ، ألم تشتاقي لرؤيتها ؟
عقدت حاجبها لثواني قبل أن تتسع من الصدمه وتقترب منه تقول: لا تقلها !!!
ابتسم وهز رأسه بالإيجاب فرفعت يديها الى فمها تكتم شهقتها لتنحني وتجلس القُرفصاء وهي تهمس بصوتٍ مُرتجف: لا أُصدق ..
رفع جسده قليلاً كي يُمكنه رؤيتها وهو يقول: مابك ؟
بلعت ريقها تقول بصوتٍ كتمت فيه نبرة البُكاء: خفتُ عليها كثيراً ، كانت بين إيديهم قبل فترةٍ قصيره ، كان التفكير بالأمر مُرعباً حقاً ..
إبتسم وقال: تشتاق لرؤيتك ..
إبتسمت تمسح عينيها هامسه: وأنا أيضاً ، أين هي الآن ؟
لوكا: في مكانٍ آمن ..
رين: وكيف هي الآن ؟
لوكا: بأحسن حال ..
رين بهمس: هذا مُريح ..
نظر إليها قليلاً بعدها عاود النظر الى هاتفه يقول: ما الذي ستفعلينه الآن ؟
لم تُجبه مُباشرةً ، بقيت صامته لفتره ثُم وقفت تقول: ربما إنتظار صديقتك فلقد إتفقتُ معها على التناوب في البقاء معك وبعدها سأذهب لرؤية نينا ..
رفع حاجبه يقول: ولما هذا الإتفاق ؟
فتحت هاتفها ووجهت الشاشة الى وجهه حيث رسالة دارسي ..
صُدم وهو يقرأها فأغلقت الهاتف تقول بهدوء: الأمر خطير ، إياك والتهور فلن أحتمل ضربةً ثالثة لقلبي ..
أشاح بنظره عنها يحاول كتم غضبه ، لا يُحب أن يظهر أمامها كرجل قليل الصبر سريع الغضب ، فهذا سيُحزنها ليس إلا وما أصابها سابقاً كافٍ لذا لا يُريد أن يزيد عليها ..
سيبتسم ويدخل الطمأنينة الى قلبها ، عليها أن تعود رين السابقه بدون آلام أو أوجاع تسكُن قلبها ..
ودارسي هذا .... سيقتُله لا محاله !
إلتفت ونظر إليها لفتره وهي شاردة البال فسألها: مابك ؟
نظرت إليه قليلاً ثُم قالت: هل لا بأس لو فعلتُها ؟ أنا حائره ..
لوكا: تفعلين ماذا ؟
رين: التعاون مع الشُرطه ..
رفع حاجبه يقول: هل رين من تتحدث ؟ لابد من وجود خطب ما في عقلك ..
إبتسمت بهدوء وقالت بعدها: ليس الشُرطة بمعنى أدق ، بل مُحقق يمتلك الهدف ذاته ... كيف أقولها ؟
صمتت لحضه ثُم أكملت: محقق مُستعد لتجاوز القوانين الممله ليصل الى هدفه ، وهدفه مُشابه لي ، الإنتقام لمقتل والده ..
لوكا: هذا خطير ، إنسي الأمر ودعيه يفعلها لوحده ..
نظرت إليه تقول: وماذا أفعل في هذه الحاله ؟ شهران مُنذ فقداني لذاكرتي وثلاث مرات او أربع تم الإمساك بي من طرفهم ، لن يمكنني الهرب ، مواجهتهم هو أفضل حل ..
لوكا: لا داعي للهرب ، إختبئي ، زوري أوراقك ، هُناك طُرق عده ، أما مواجهتهم فإنسي ، لن اسمح لك ..
تنهدت وهمست: لهذا لم أكن أُريد أن أُخبرك بشيء ..
عقد حاجبه لتتسع عيناه من الصدمة تدريجياً يقول: لحضه لحضه !! ثيو ثيو ؟ ثيو ذاك نفسه ؟
لم تفهم ما يقصده فقال بعدم تصديق: المُحقق ؟ بلى هو نفسه ذاك الذي يملك شعراً اسود اللون ! آه صُداع رأسي منعني من التعرف عليه بسرعه ..
هزت رأسها فقال بتعجب: لما تقولين أنك مُحتارةً في أن تنضمي إليه ؟ لما تصفينه بالحقير ! أولستُما مُتعاونان مُنذ فتره ؟!
عقدت حاجبها بإستنكار تقول: كلا ، بلى .... أقصد كلا ولكنه إستغلني عندما كُنتُ فاقده لذاكرتي ، ولكن الحقيقة هي لا لا يوجد بيننا أي تعاون ..
بدأ يشعر ببعض الصُداع وهو يقول: لحضه ما الذي تقولينه ؟ فاقده لذاكرتي ؟
رين بسُخريه: أخيراً علقت على الأمر ، إنها المرة الثانيه التي أقولها ..
أمسكت كتفه وساعدته على الإسترخاء تقول: أنت مُتعب من دون أدنى شك ونسبة التركيز عندك هبطت للأسفل ، خُذ قسطاً من الراحة ودعنا نتحدث فيما بعد ..
أبعد يدها يقول بعدم تصديق: لحضه رين أجيبيني ؟!! ماذا تقصدين بفقدان الذاكره ؟ ماذا حدث معك ؟!!
تنهدت تقول: قصه طويله ، سأُحدثك بها عندما تستيقظ مُجدداً ..
حسناً ! لقد صبر بما فيه الكفاية ولكنه بحق يُريد معرفة كُل ما حدث معها !
فاقده لذاكرتها ؟!!
تقول انه أُمسك بها ما يُقارب الاربع مرات ؟!!!
ذاك المُحقق استغلها ؟!!
الكثير من الأمور يحتاج لأن يسمع لها تفسيراً !
لن يتركها حتى تقول كُل ما لديها ..

***

10:15 pm



في إحدى مطاعم ستراسبورغ الشهيرة والراقيه ..
تجلس بهدوء على طاولةٍ حُجزت مُسبقاً لشخصين فقط بغُرفةٍ خاصة مُخصصه لكِبار الشخصيات تُطل بزُجاجٍ عاكس على شوارع ستراسبورغ المُضيئه ..
مُرتديةً فستاناً أحمر اللون وتأنقت بكامل أناقتها المعهوده ، هي جميله وعندما تتأنق تُصبح مُبهره جداً وأي رجل كان ليقع في حُبها ..
نظرت الى الساعة وقد تجاوزت العاشره مُنذ فتره ولم يأتي كما دعته بالرسالة الخاصة التي أرسلتها ظُهر اليوم ..
تنهدت وإستمرت بالإنتظار ، لدقيقه ، عشر ، لنصف ساعه .!
وعندما إقتربت الساعة من الحادية عشر والغضب بدأ يزداد بداخلها إبتسمت عندما رأته يدخل أخيراً ..
رمقها بنظرةٍ بارده هادئه وجلس على الكُرسي المُقابل فأشارت للمُضيفة التي دخلت بعده وطلبت منها أن تُحضر ما طلبته منها مُسبقاً ..
خرجت وأغلقت الباب وقبل حتى لا تتحدث سبقها يقول ببرود: ما الذي تُحاولين فعله ؟
إبتسمت له تقول: ماذا ؟ هل هُناك ماهو غريب في أن يتناول الرجل مع زوجته طعام العشاء في المطعم ؟
سألها بهدوء: نعم ، خاصةً إن كانت زوجته بالأسم فقط !
ضحكت ضحكةً قصيره وإنحنت بجسدها الى الأمام تقول له بإبتسامه: ألا تزال غاضباً ؟ هيّا كانت غلطةً مُتهورة من الماضي ، هل تُريد أن تُحطم عشرة أكثر من 25 عاماً بسبب غلطةٍ واحده ؟
ضاقت عيناه يقول: جينيفر ! أنتِ من حطمها ولستُ أنا ..
مدت يدها تُمسك بيده فسحب يده بحدة منها ولكنها أصرت وأمسكت بها بين يديها تقول: وها أنا أعتذر ، زوجتك وأُم أطفالك أخطأت لمرةٍ ومُستعده لأن تفعل ما تُريد لتُكفر عن هذا الخطأ ..
إبتسمت له وأكملت: أُريد الحفاظ على عائلتي ، أنتَ بالطبع تُريد هذا أيضاً ، لو كان الغضب والإنفصال يحصل بهذه السهولة لتفككت كُل العوائل في العالم ..
طُرق الباب فسمحت لهم جينيفر بالدخول ، دخلوا ووضعوا بعض المُقبلات أولاً ثُم الأطباق الرئيسيه وآليكسندر ينظر الى زوجته بهدوءٍ تام ..
ما إن خرجوا حتى تحدث قائلاً بهدوء: إسمعي ، ذاك الطفل إبني وأنتِ عندما أنجبته وإكتشفتِ إعاقته أخفيته خشيت ألا أعترف به ، وعندما إكتشفتُ هذا غضبتُ من تصرفك وتم الطلاق بيننا ، هذا ما سيحدث فأنا لن أُحب أن تظهري بمظهر الأم الزانيه ، ليس لأجلك ولكن لأجل إدريان وإليان ..
حاولت الإبتسام بالكاد وهي تقول: طلاق ؟ أنت جائع بكُل تاكيد لهذا تأتيك الأفكار الحمقاء هذه ، إبدأ بتناول طعامك ..
وأخذت الشوكة والسكين تبدأ بقطع لحم الستيك البقري بأيدٍ ترتجف من شدة التوتر والغضب بآنٍ واحد ..
لن تسمح بهذا ، لن تسمح بأن يحدث هذا الطلاق !
إنها جينيفر ! ليست آليس ليكون مصيرها مُشابه لها ..
لطالما عاشت كإمرأة لها مكانةٍ وكبرياء عالي لن تسمح لهذا أن يتحطم وبسبب من ؟؟ طفل صغير حقير !
ستعيش كما تُريد وتحصلُ على ما تُريد ..
راقبها آليكسندر بهدوء ليقول بعد فتره: سأعطيك يومان لتُفاتحي ولديك بالأمر فأنا لا أُريد أن أصدمهم بقراري وخاصةً إليان التي هي على مشارف إمتحاناتها النهائيه ، بعدها دعينا نُنهي الإجراءات بهدوء ..
رفعت عينيها إليه تقول: أنتَ تُبالغ ، رُبما أخطأتُ عندما طلبتُ رؤيتك بهذه السرعه ، يوم ونصف لم يكن الوقت الكافِ لتستعيد تفكيرك العقلاني ، لنؤجل إذاً الحديث عنه في يومٍ آخر عندما تهدأ أعصابك المُنفعله ..
آليكسندر: لا أضنُ بأني كُنتُ عقلانيّ في يومٍ من الأيام أكثر من الآن ..
وقف وأكمل: لهذا دعينا ننتهي من الأمر سريعاً قبل أن أكتشف المزيد من الأمور الفضيعة عنك ، والتي بكُل تأكيد مسألة فضح فلور إحداها ..
ومر من جانبها ليرحل فعضت على شفتها وقالت: توقف !!
توقف وإلتفت ينظر إليها ليرى ماذا قد تقول !
بقيت مُمسكةً بالسكين والشوكة قليلاً ثُم قالت: مسألة الطلاق تخصنا كلينا ، لا يحق لك تقرير ذلك والرحيل قبل أن أتحدث أنا عن الأمر !
رفعت عينيها إليه وأكملت: أرفضُ حدوث ذلك ، رُبما خُنتك جسدياً لمره ، ولكنك خُنتني بداخلك آلاف المرات ومع هذا لم أتحدث ! كلانا مُخطئ فلما ....
قاطعها ببرود: حسناً كلانا أخطأ بحق الآخر ، هذا سبب كافي للإنفصال ..
وبعدها خرج دون أن يسمح لها بالرد حتى ..
شدت على أسنانها لترمي بعدها كُل مافي الطاولة على الأرض بغضبٍ شديد !!
كُل شيء بحياتها كان مثالياً وعليه أن يبقى هكذا !!
عمل رائع ، أبناء رائعون وزوجٌ ناجح !!
فقط أبناء أخيه وإبن زوجته من كان يُعكر صفو الأمر وعندما إقتربت من التخلص منهم تنقلب كُل الأمور على رأسها هكذا وبسبب من ؟؟!!!!!
ذاك الطفل الحقير !!
فجأه ، غضبها الشديد من سير مُحادثتها مع آليكسندر قد إتجه تماماً الى ذاك الطفل !
ستقتله ! ستجعله يصرخ ألماً مئات المرات قبل أن تُنهي حياته وتجعله يختفي تماماً من الوجود !!
أخذت حقيبتها وخرجت وبرأسها نيةً حتى المتوحشون يترددون في فعلها !
وهي ، لم تتردد ..
ولن تتراجع !

***
11 February
8:34 am


إستيقظ من نومه للتو ..
بالأمس صُدم من كون إيدن مُختفٍ من المنزل وعندما ذهب الى العيادة وجد بأن الدكتور جان بندوةٍ طبيه بلندن لمُدة ثلاثة أيام !
لا يملك أي فكرة عن مكانه وبدأ يشعر بعض القلق إزاء الأمر رُغم أنه قالها بوضوح لوالده كي يهتم هو به ..
وبالليل ذهب الى المُنظمة ليجد بأن كارمن لم تأتي طوال اليوم ، لا يزال يشعر بالقلق من كونها تعرف أموراً كثيرةً عنه لا يعلم كيف عرفتها ..
هل ستتحدث للبروفيسور بما أنه هُنا بستراسبورغ في هذه الفتره ؟
تنهد وذهب ليأخذ له حماماً ساخناً يُنشط جسده فلقد قرر هذا اليوم الذهاب للشركة بعد إنقطاع طويل عنها ..

خلال نصف ساعة كان قد إنتهى ولبس ملابسه وهو مُتجه الآن الى غُرفة الطعام لتناول طعام الإفطار ولكن أوقفه صوتٌ يقول: إستيقظت أخيراً ؟ تعال معي فسأدعوك الى إفطارٍ خارجي ..
توقف ريكس وبدأ يشعر بالضيق من هذا الصوت ..
إلتفت الى الخلف حيثُ كان يجلس على الأريكة وبيده مجلةً كان يقرأها وكوب قهوة فارغ أمامه دليل إنتظاره الطويل ..
همس له: ألا تمل ؟
ضحك قليلاً وترك المجلة يقول: تتجاهل إتصالاتي ورسائلي طوال الوقت ، هل الجلوس معك صعبٌ الى هذه الدرجه ؟
بعدها تقدمه وخرج الى الخارج فشعر ريكس بالإنزعاج وقد قرر أن يتجاهله ..
خرج خلفه قائلاً: لدي أمرٌ مُهم بالشركة لذا سأذهب إليه ، دعنا نتناول الطعام سوياً في يومٍ آخر ..
فتح سيارته وهو يُجيبه: حسناً إذاً سألحقك الى الشركة ، إنتظرتُك هُنا لساعتين لذا يُمكنني مواصلة إنتظارك في الشركة أيضاً ..
ريكس: آلبرت مُنذ متى وأنتَ لحوح هكذا ؟
إبتسم آلبرت يقول: إلحق بي وسأُخبرك حينها ..
وأغلق بعدها باب السياره وبقي فيها بإنتظار ريكس ليركب سيارته ويلحق به ..
نظر ريكس إليه لفتره ومن ثُم إلتفت مُستسلماً وركب سيارته ، إبتسم آلبرت وخرج من بوابة الفيلا فلحق به ريكس الى الشارع العام ..
دقائق مرت إتجه فيها آلبرت الى إحدى مطاعم الإفطار الشهيه وعينيه على مرآة سيارته الجانبيه ينظر الى ريكس الذي يتبعه ..
ما إن مر من أمام إشارة المُرور حتى صُدم بريكس يأخذ الإتجاه الأيسر ويذهب بطريق مُختلف تماماً ..
كان شارعاً عاماً ، لا مجال للرجوع واللحاق به ..
أوقف سيارته جانباً وتنهد بعُمق هامساً: لقد صدمني ، ماذا أفعل معه ؟


بعد دقائق أوقف ريكس سيارته أمام شركته ونزل مُتجهاً إليها ..
تقدمت منه السكرتيرة تقول: هاتفك مُمتلئ بالكثير من الإتصالات ، العديد من الرسائل الأليكترونيه تتهافت والكثير من المُعاملات الهامه متوقفةً على توقيعك ، ناهيك عن ....
قاطعها: يكفي ، أحضري لي كُل الأوراق سأوقعها مرة واحدة الآن ..
تعجبت وقالت: إنها مهمة نوعاً ما ، ستأخذ عدة أيام من أجل مُراجعتها والتأكد ...
دخل الى مكتبه مُقاطعاً إياها: يكفي ، أرسليها الي ..
وكأن هذا يهمه !
سيوقعها فلقد إقترب كُل شيء من نهايته ولن يهمه إن كان هُناك إختلاس أو صفقات فاشله ..
جلس على مكتبه وأغلق هاتفه عندما رن للتو بإتصالٍ من آلبرت ..
أرسل رسالةً الى أحدهم كتب فيها: "ماذا فعلت بخصوص المبلغ الذي أخبرتُك بشأنه ؟"
ما إن وضع هاتفه جانباً حتى رد عليه الطرف الثاني بسُرعةٍ غير متوقعه كتب فيها: "الأمر لا يزال صعباً ، أعطني مزيداً من الوقت"
إنزعج ريكس فشركته على وشك الدمار ولن ينتظر المزيد من الوقت ..
طُرق الباب ودخلت السكرتيرة بالملفات المطلوبه ..
طلب منها المُغادره وقلّب الأوراق بشكلٍ عشوائي حتى توقف عند صفقة شراكه لبناء مُجمع تجاري ضخم في أحد الأحياء القريبة من الشوارع العامه ..
نظر الى الصفقة قليلاً وإرتسمت على شفتيه إبتسامه وإستدعى السكرتيره وما إن أتت حتى أعطاها الملف يقول: أرفضي هذه الشراكه ..
أخذت الملف وعندما رأت صفحته الأولى قالت بدهشه: إنها صفقةٌ ناجحه ، ويليامز من أشهر المُستثمرين بالبلاد وجميع مشاريعه ناجحة مائه بالمائه ، عليك أن تعقد إجتماعاً معه وتوافق على مُشاركته ، ستكسب الكثير و....
قاطعها ببرود: ماذا قُلت ؟
إنها لا تفهمه ؟!!! من بين جميع الصفقات هذه التي نسبة نجاحها مائة بالمائه !
إن رفضها فسيأخذها غيره وسيتفوقون عليه ..!
لم تستطع أن تعترض أكثر لذا هزت رأسها وغادرت ..
ما إن خرجت حتى أرسل للرقم ذاته: "سأضع في حسابك مبلغاً صغيراً يُقدر بخمسين ألف يورو ، إشتر أي أرض في حي نيليا ، إحرص على أن يبدو الأمر طبيعي للغايه ، وسجلها بإسمك ، عندما تفعل أخبرني "
إبتسم عندما أتاه رده موافقاً فطرق الباب في هذه اللحضه ..
طلب منها الدخول فهو سيطلبها بمُهمةٍ ما ولكنه دُهش عندما رأى آلبرت من دخل !
لقد صُدم منه فلقد ضنه سيمل من تجاهله وسيتركه ..
الإصرار هذا مُزعج ..
دخل آلبرت وأغلق الباب خلفه يقول: صدمتني عندما إستغفلتني وهربت ، ألهذه الدرجة لا تُريد مواجهتي ؟
بدأ ريكس يفتح الملفات ويوقعها بشكلٍ عشوائي وهو يقول: أنا مشغول ، ومنذ متى علاقتنا جيده لتُلح على الجلوس معي ؟
جلس آلبرت على الكُرسي المُقابل للمكتب وقال: لم تكن كذلك إلا عندما بدأتُ أراك تتصرف بطريقةٍ مُزعجه ، وكأبن عم يكبرك بعدة سنوات شعرتُ بأن هذه مسؤليتي ..
ريكس بهمس: لطالما أحببتَ التفاخر بفارق العامان هذا !
إبتسم آلبرت يقول: ولطالما كان هذا التفاخُر يُزعجك ..
رفع ريكس عينيه الى آلبرت ثُم تنهد وضغط زراً في الهاتف ليطلب كوبا قهوة لهما فهذا المُزعج يبدو بأنه لا ينوي المُغادره ..
دقائق حتى دخل الموظف بكوبا قهوة وغادر ..
ودقائق أُخرى مرت وآلبرت ينظر الى ريكس المشغول بهدوء تام فنفذ صبر ريكس هُنا وعلق قائلاً: هل أتيت لتُراقبني هكذا ؟
رد آلبرت: لا أُحب الحديث مع رجل مشغول لذا أنا أنتظرك تنتهي ..
ريكس: في هذه الحالة لن أنتهي سوى بعد خمس ساعات ، أرح نفسك وغادر ..
سأل آلبرت بهدوء: لما لا تتفقد الملفات قبل التوقيع عليها ؟ إنها تقارير فتأكد من مصداقيتها فعمليات إختلاس الموظفين لرؤسائهم شائعه للغايه ..
ريكس: شُكراً لنصيحتك سأُفكر بها جيداً ..
نظر آلبرت الى عينيه يقول: الإختلاس المُتكرر سيضر شركتك ووحدك من سيتلقى اللوم ويُسجن ..
ريكس بلا مُبالاه: قرأتَ المُخالفات التي أنا فيها مُسبقاً ، هل الإختلاس قد يؤثر أكثر ؟
إنزعج آلبرت منه للغايه ..
سأله: لما أصبحتَ هكذا ؟ ما الذي تُريده ؟ السجن ؟!! يستحيل أن يكون هذا هدفك بعد إتصالك بتلك المُنشأه السويسريه !
توقف ريكس عن التوقيع للحضه ثُم أكمل عمله يقول ببرود: ليس الأمر كما تضن ولا أضنه يعنيك في شيء لذا لا تُدخل نفسك بأمور الآخرين فهذا مُزعج !
شد آلبرت على أسنانه يقول: ما الذي تكرهه في هذا العالم كي تتوق لتركه ؟!!! تمتلك كُل شيء يا ريكس ! الأب والأخوة والمال والمنصب ! ما الذي ينقصك ؟!
أغلق ريكس الملف بقوه ونظر الى آلبرت يقول: ينقصني إبتعاد الفضوليين عني ، أمثالك بالضبط !
آلبرت بإستنكار: ألا يُمكنك حتى التفريق بين الفضول والإهتمام ؟!!
ريكس: لا حاجة لي بإهتمامك ، لديك كين إذهب وإهتم لأمره ..
نظر إليه آلبرت لفتره ثُم قال: سنتحدث أيضاً بخصوص كين ولكن أولاً ....
قاطعه ريكس: تحدث معه هو لا معي ، هل يُمكنك الذهاب فأنت تُشغلني ؟
ضاقت عينا آلبرت لفترة ثُم قال: أنتَ تُزعجني أكثر مما ضننت .. لستُ طفلاً لترمي بمشاكلك علي وترفض أن تُخبرني عنها ! تلك الأوراق ياريكس ، أُقسم أني سأُسلمها لعمي إن خرجتُ من هُنا دون أن تُخبرني عن أي شيء ، أُقسم أني سأفعلها ياريكس ..
نظر إليه ريكس بهدوء ثُم قال: هل أثقلتك الى هذه الدرجه ؟ حسناً هاتها وإنسى أمرها ..
آلبرت: لن يحدث هذا ، إما أن تُخبرني وإما أن أُسلمها لعمي ليتكفل بأمرك هو ، وسأُخبره بخصوص تلك المُنشأه الألمانيه ..
إتسعت عينا ريكس بصدمه وشد على أسنانه يقول: لا شأن لك بهذا الأمر !!
آلبرت بحده: نحنُ عائله لذا يحق لي التدخل عندما يُقرر شخصاً غبياً مثلك أن يسلك هذا الطريق المُظلم !!
عض على شفتيه قليلاً والغضب بادٍ على وجهه وهو يهمس مُكملاً: هل جُننت ياريكس ؟ الكُل يُمكنه مُلاحظة هذا ، مُلاحظة كم عمي يُحبك أكثر من الجميع بمراتٍ عديده ، لما تُريد كسر قلبه مرةً أُخرى ؟ لما تُريد له أن يتحطم مُجدداً ؟
ضرب على الطاولة يُكمل بحده: لما تُريد الإستعانة بتلك المُنشأة ؟!!! ماذا فعل العالم لك لـ .....
قاطعه ريكس بحدة: آلبـــرت !!!
توقف آلبرت عن الحديث وهو ينظر إليه بعينين مُتألمتين فشد ريكس على أسنانه هامساً: لا شـأن لـك !
آلبرت بهدوء: تلك المُنشأة لن توافق على مُساعدتك مالم تكون تُعاني من مرضاً صعب ، رأيتُك في تلك الحفلة وأنت تتألم ، أخبرني فرانس عن كونك تتعاطى مواداً ممنوعه ، وها أنت تُدمر شركتك بنفسك ! ريكس ما الذي يحدث معك بالضبط ؟
ضاقت عيناه وأكمل: إن لم تتحدث وتُخبرني كُل شيء فسأذهب الآن الى عمي مُباشرةً ، فإن كُنتَ ترا بأنه لا يحق لي أن أتدخل في أمورك فوالدك إذاً يستطيع ..
تبادلا النظرات لفترةٍ طويله قبل أن يقول ريكس: التهديد لا يُمثلك ..
آلبرت: بعض الأحيان الطرف الأخر يُرغمني على أن ألتجئ لتصرفاتٍ لا تُمثلني ..
ريكس: حسناً ما دُمت سمعت عن أمر الأدوية من أخاك فإسئله هو بدلاً من سؤالي ..
آلبرت: إن كان مُستيقظاً لفعلت ولكنه مريض ..
عقد ريكس حاجبه فقال آلبرت: مُنذُ رجوعك لم تزر القصر لذا من الطبيعي ألا تعلم عما حدث لفرانس ..
أكمل بعدها: تعرض لإختطاف وهجوم من أحدهم ، هل لديك فِكرةً عمن يكون ؟
دُهش ريكس يقول: متى حدث هذا ؟
آلبرت: أثناء زيارتكم لأُخت جينيفر ..
ريكس: وكيف حاله الآن ؟
تنهد آلبرت يقول: لا بأس ، مؤشراته الحيوية جيده ولكنه لم يستيقظ من غيبوبته بعد ..
هز ريكس رأسه وهو يتسائل عما حدث له ليصل الى هذا الحد ..
رن هاتف آلبرت في هذه اللحضه ، رد عليه ليصله صوت إمرأةٍ في منتصف العُمر تتحدث برسميةٍ تامه ..
إتسعت عيناه بصدمه قبل أن يهمس لها: حسناً فهمت ، سآتي الآن ..
نظر الى ريكس الذي كان ينظر إليه من البدايه وقال: ماذا ؟
ريكس: هل حدث شيء سيء ..؟
صمت آلبرت قليلاً قبل أن يقول: مُديرة مدرسة كين ، يبدو بأنه داخ عليهم قليلاً ، لاحظتُ بالأمس بكون وجهه ذابل وأمرته بتناول طعامه ولكن يبدو بأن لم يستمع إلي .. سآخذه الى المنزل لينال قسطاً من الراحه ..
ريكس بهدوء: إذهب به الى الدكتور ..
عقد آلبرت حاجبه يقول: من تقصد ؟
ريكس: كين ، خذه الى الدكتور ليقوم بفحصه ..
آلبرت: ولما أفعل ذلك ؟ إن دوار بسبب سوء التغذيه ..
ريكس: فكر قليلاً آلبرت ، أتتذكر ذلك اليوم الذي سمعتَ فيه جينيفر تتحدث عبر الهاتف بالصدفه ؟ قبل عدة أشهر ..
عقد آلبرت حاجبه قليلاً قبل أن تتسع عيناه من الصدمة يقول: لحضه ! أنت لا تعني هذا صحيح ؟
ريكس: في ذلك اليوم ما سمعتَه جعلك تأخذ فكرة عن كونها تتخلص ممن يُزعجوننا عن طريق وضع شيء لهم بالشراب ، أُراهن بأنك ضننتَه سُماً أو ما شابه ، الأمر أكبر من هذا بكثير لذا خُذه الى الطبيب وحينها رُبما قد تفهم ..
حاول آلبرت ضبط أعصابه وهو يقول بهدوء: أنت تقصد بأنها وضعت شيئاً لكين ؟ لتتخلص منه ؟
صمت ريكس لفترة قبل أن يقول: صدقني ، لو كان هدفها التخلص منه لكان هذا أهون بعشرات المرات من نيتها الحقيقيه ..
إتسعت عينا آلبرت بصدمه من كلامه !
لم يفهم ما يعنيه ، ولكن الأمر يبدو أكبر بكثير مما كان يضنه ..
لم يسأله ولم يستفسر عن مقصده ..
كُل ما فعله هو أنه قام وخرج ليذهب مُباشرةً الى كين ..
عليه أن يأخذه الى الطبيب فوراً ، عليه أن يفهم ما الذي يحدث !
تلك الجينيفر أي مدىً من السوء يُمكن أن تصل ؟

في حين بقي ريكس في مكانه لفترة قبل أن يتنهد هامساً:
حسناً ، يبدو بأنه نسي موضوعي وهذا أفضل ..
وتسائل بعدها في نفسه عن كيفية معرفة آلبرت بأمر تلك المُنشأه ..

***


- قبل ستة عشر عاماً تقريباً -


تجلس لوحدها في غُرفةٍ مُظلمةٍ إلا من ضوء خافتٍ يُنيرها ..
كانت حين إذن إمرأةً شابه في مُنتصف الثلاثين من عُمرها ولكن وجهها مُتعب ذابل والأرهاق الشديد واضح على ملامحها ..
طُرق الباب فهمست: أُدخل ريكارد ..
دخل ريكارد وتعجب من مظهرها حيثُ تسند رأسها على يديها مُغمضةً العينين وكأن همّاً كبيراً يستوطن صدرها ..
تقدم منها وقال بهدوء: مابك ؟ إنه اليوم الثاني على التوالي تحبسين نفسك هُنا ، هل حدث أمرٌ سيء ؟
إبتسمت بهدوء تقول: لا أعلم ، هل هو أمرٌ سيء أو جيد ..
رفعت رأسها له فشعر بالقلق من تغيرها من إمرأةٍ شابه حيويه الى إمرأةٍ ذابلة هكذا ..
سألها بقلق: ماذا حدث ؟
نظرت إليه لفتره ثُم نظرت الى ورقةٍ كانت بالقُرب منها على الطاوله وهمست: لقد كُنتُ مُهمله لمرتين فحسب ، فلما حدث فيهما هذا ؟
عقد حاجبه فهو لم يفهم ما قالته فأخذت نفساً عميقاً ونظرت الى ريكارد تقول: أنا حامل ..
إتسعت عيناه من الصدمه وسُرعان ما إزدادت صدمته وهو يقول: لا تقولي لي بأن ....
ولم يستطع أن يُكمل فهمست بهدوء: من غيره ، رايان والده ..
تقدم وجلس على الأريكة بجوارها يقول بسرعه: لا مجال للتفكير ، تخلصي من الطفل ! الأمور ستتعقد هكذا !
عضت على شفتيها وظهر الضعف على وجهها والذي لا يظهر إلا عندما يتعلق الأمر بأطفالها فقط لا غير ..
همست بصوتٍ شبه مُرتجف: إنه طفلي ، قطعةً مني ، لا يُمكنني فعلها ..
ريكارد: آليس أرجوك فكري بعقلك ! الطفل لم ينمو بعد ، لم يتكون جسده ، تخلصي منه فهو سيُعيق تقدمك وربما تلقين حتفك بسببه !!
نظرت الى الفراغ لفترة قبل أن تهمس: هل تُخبرني أن أقتل إبني لأعيش أنا ؟
ريكارد: لا تقوليها هكذا ، لديك ريكس لذا عيشي من أجله ، أما وجود طفل للبروفيسور ؟!! هل جُننتي ؟!!! ألا تُريدين أن تُنهي كُل شيء وتبتعدي ؟ فلما إذاً تتمسكين بشيء يربطك بالبروفيسور الى الأبد !!!
بقيت صامته لفتره قبل أن تهمس: أعلم هذا ، الأمر مُحير ، ولكني في الوقت ذاته قطعاً لن أتخلص من الطفل ..
جُن من تفكيرها العاطفي هذا ! لطالما كان عقلها هو المُتحكم دائماً فلما يحدث هذا الآن ؟؟!
حاول الضغط عليها قائلاً: هل تُريدين له أن يخرج الى عالم كهذا العالم ؟ والده من أكبر رجال العصابات بفرنسا ووالدته جاسوسة روسيه مجهول مستقبلها ؟ أي حياة هانئة سيعيشها برأيك ؟ فكري به ولا تكوني أنانيه هكذا ..
أسندت رأسها على يديها مُغمضة العينين وهي تهمس: أعلم أعلم ..
ريكارد: إذاً فكري لأجله ، هذا يكفي ، عليك أن تتخلصي منه ..
همست: لا أستطيع فعلها ..
ريكارد بدهشه: رجاءاً كوني عاقله !! أولستِ أفضل جاسوسة أرسلتها روسيا خلال هذا العقد ؟!! لما تغيرتي ؟؟ لا مكان للعاطفه فهي ستجعلك تتراجعين وترتكبين الأخطاء ! ألا يكفيك خطأ إنجاب ريكس ؟ لما تُريدين تكرار الأمر ؟!
همست له: لن يُمكنك أن تفهم هذا ، عندما يكون بداخلك طفل صغير ؟ كيف لقلبي أن يجرؤ على التخلص منه ! هذه وحشيه ، وأنا لم أرتكب الوحشية بحياتي لأفعلها الآن مع طفلي ! رجاءاً ريكارد أصمت ولا تتحدث بهذه الطريقه ..
هو حقاً لا يُمكنه تصديق كم أصبحت حساسةً هكذا !!
لقد تغيرت بالكامل بعد زواجها وإنجابها لريكس ، تغيرت من إمرأةً باردة قاسيه بدون أي نقاط ضعف لديها الى إمرأة ترتكب الأخطاء من أجل إبنها !
ألا يكفي ما حدث لها قبل عدة أعوام عندما تسبب لها ريكس بالسجن وبقيت فيه لعام كامل وبالكاد تدخلت الحكومه الروسيه لتُنهي الأمر ؟
ألا يكفيها إنقطاعها عن مُهمتها لعامٍ آخر من أجل ألا تجذب أنظار الشُرطة التي بقيت تُراقبها !!
إنها تتراجع ، وبالكاد عادت الى الطريق الصحيح فلما تُعاود إرتكاب نفس الخطأ !!!
شد على اسنانه وهمس بداخله: "إن لم تفعل هي ذلك فعلي إيجاد طريقةٍ لفعلها بنفسي فهذا الطفل سيُسبب الكوارث في المُستقبل" ..

**

فتح عينيه بهدوء هامساً: كُنتُ مُحقاً ، سيجلب الكوارث فور خروجه الى العالم ، والدتُه كُشفت ، وتمت مُطاردتها ، والآن والده يتحرك بطريقةٍ مجنونة من أجل الوصول إليه لدرجة أنه سيقتل أي أحد في طريقه ، حتى لو كان أنا ..
قالها وهو ينظر الى تسجيل كاميرا المُراقبة المُثبتته في منزله وهو يرى إثنان دخلا حين غيابه وفتشا المنزل رأساً على عقب ..
يعرفهما فلقد رآهما أكثر من مره ، إنهما من أتباع البروفيسور ووصولهما إليه لا يعني سوى أنه كُشف ..
سُحقاً !
أخذ هاتفه ونظر الى رقم مارك الذي أخذه من زوجته مُسبقاً والتي كلمته يوم الأمس تُخبره بأن مارك رد عليها أخيراً مُعتذراً بأنه لن يعود الآن وعليها ألا تقلق لأجله وأغلق هاتفه بعدها ..
ضغط على إسمه ورن الهاتف ولكن كالعاده لم يُجبه ، إنها مُحاولته المائة مُنذ الأمس ..
سُحقاً له ولرين المُزعجه !!!
نزل بالأرقام الى رقم ريكس وهو يُفكر هل يتصل به ؟
هو على إتصال مع رين لذا رُبما يعرف شيئاً عن مارك ..
نظر الى إسمه بهدوء وهو يتذكر جملة آليس في ذات الليلة التي أخبرته فيها عن كونها حامل ..
" أتعلم ريكارد ، رُبما الأمر ليس سيئاً الى هذا الحد ، ربما والداه سيئان ولكن الطفل سيخرُج وله أخ أكبر رائع ، وريكس رُبما .... يتوقف عن لوم نفسه عما حدث لي ويصب إهتمامه في هذا الطفل ، سيُساندان بعضهما بعضاً ، ومن يدري ، رُبما هذا الطفل يصنع مُعجزة لم يتخيلها أحد "
تنهد وهمس: يالها من مُتفائله ..
تراجع عن مُحاولة الإتصال به وأغلق الهاتف ..

***
6:11 pm



أوقف إدريان سيارته أمام أحد المنازل ومن ثُم نزل منها وهو يتقدم من السيارة التي وقفت قبله ..
إقترب من النافذه ففتح السائق الزجاج ليقول له إدريان بهدوء: حسناً أعتقد بأنك تعي ماذا قد يحدث لك لو أخبرتَ والدتي عن كونك جلبتني الى هُنا صحيح ؟
هز السائق رأسه وقال: لكن أرجوك ، لا تُخبرها أنت ..
تجاهله إدريان يقول: غادر قبل أن يفتقدك أحد ..
ومن ثُم إبتعد فتحرك السائق وغادر المكان فوراً ..
رفع إدريان رأسه ينظر الى حيثُ أخذه السائق ، هو أكثر من يعرف والدته ويعرف بمن تثق وأولهم هذا السائق لذا إستجوبه وبالكاد أجبره على أخذه الى هُنا ..
الى حيثُ طلبت منه جينيفر أن يُخبئ الطفل ..
تقدم من المنزل ورن الجرس وبعد دقائق قليله فُتح الباب وظهرت فتاة من خلفه تبدو كمُمرضه منزليه ..
نظرت إليه بحذر قائله: من أنت ؟
إبتسم لها بمرح يقول: المُغني الرائع إدريان ألم تسمعي بي ؟
بعدها تجهم وجهه وأبعدها عن طريقه وهو يدخُل عنوه ..
أغلقت الباب خلفه تنظُر إليه وهو يتقدم الى الداخل فتراجعت خِلسه وذهبت بسُرعة الى الهاتف وفتحته على أول رقم ..
ما إن ضغطت زر الإتصال حتى مد إدريان يده من خلفها وسحب الهاتف مُغلقاً الإتصال ..
نظر الى الشاشة يقرأ الإسم وهو يقول: "الدكتور" ؟ هل بالمُصادفه إسمه جان ؟
خُطف لون وجهها فعلم بأن كلامه صحيح ..
وضع هاتفها في جيبه وتقدم الى الداخل يفتح الغُرف حتى فتح أخيراً غُرفةً وجد فيها الطفل يجلس على كُرسيه وأعصابه مشدودة للغايه ..
لقد رن جرس المنزل لذا لن يأتي سوى الدكتور ولكن تحول وجهه من ملامح الحذر والخوف الى ملامح الصدمه وهو ينظر الى أخاه الذي لم يره مُنذ فترةٍ طويلةٍ جداً ..!
إنه إدريان بكُل تأكيد !!!
في حين نظر إليه إدريان بهدوء وشعر ببعض الألم من منظره ، لقد كبُر قليلاً عن آخر مرةٍ رآه فيها ..
تقدم منه وإنحنى يجلس أمامه ينظر الى عينيه يقول: سأسألُك سؤالاً وأجبني عليه بصراحه ، حسناً إيدن ؟
بلع إيدن ريقه متوتر من قرب أخاه ومن الجدية الظاهرة على وجهه ليهز بعدها رأسه بالإيجاب ..
إدريان: هل الدكتور جان هو والدك ؟
ظهرت الصدمة على وجه إيدن وأشاح بنظره وهو خائفٌ للغايه ..
أخطأ في الماضي عندما جعل إليان تشعر بهذا الأمر أيضاً والآن إدريان ؟!!!
ستغضب منه والدته بدون شك وهو لا يُريد هذا ..
شد إدريان على أسنانه والأمر الآن بات مؤكداً ..
والدته بالفعل أنجبت هذا الطفل عن طريق الخيانه !
ومِن مَن ؟!! جان !!
همس لنفسه: "كيف أنخفضت معايريك هكذا يا أُمي !!"
الأمور الآن مهما حاول تجاهلها فهي تتجه للأسوأ وعليه إتخاذ خطوةٍ تُقلل من عنف الأحداث القادمه ..
نظر الى إيدن وهو يتذكر مُحادثة ريكس ووالدهما عندما أخبره أن يعتني بإيدن ..
والده لو رأى الطفل .... فسيزداد غضبه !
-طفل مشلول ومُشوه ، إن وجهه ذابل حتى !
سيضن السبب هو قلة الإهتمام !!!
-حُرق وجهه بسبب حريق فلما لم تهتم أمه بمُعالجة هذا التشوه ؟!!!!
هذا ما سيُفكر به والده وسيُعقد الأمور أكثر ..
همس بهدوء: علي مُحاولة تصحيح ما أستطيع من أخطاء والدتي ..
نظر إيدن إليه وهو لا يعرف ماذا يقصد بهمسه هذا ..
إنتبه إدريان إليه ونظر الى عينيه لفتره ، إبتسم بعدها يقول: كيف حالُك إيدن ؟
بالكاد منع إيدن نفسه من أن يتاثر ويبكي ، لقد إشتاق لأخاه إدريان كثيراُ !
لطالما سأل ريكس وإليان عنه ، كان يُريد رؤيته فهو يُحبه للغايه ولا يعلم لما ..
رُبما لأنه يُشبهه أكثر من البقيه ..
بلع ريقه وأجابه بصوتٍ مُرتجف فشل فيه من إخفاء نبرته الباكيه: أنا بخير ..
ليُكمل بصوتٍ إختفى من قوة نبرة بكائه: إشتـ ـقتُ إليـ ـك ..
قطب إدريان جبينه مُتألماً من جُملة أخاه ..
لقد .... أخطأ كثيراً بحقه ..
سُحقاً له ولهروبه الدائم من مواجهة المشاكل !
مد يده وبدأ يُصفف خُصلات شعره وهو يقول: ما دُمتَ تُشبهني هكذا فعليك أن تُصفف شعرك مثلي لتغدو شاباً وسيماً ..
غمز يُكمل له بهمس: أُراهن بأن الفتيات حينها سيتهافتن عليك ، لا توليهن أي إهتمام وصُب إهتمامك على الفتاة التي تكره غرورك فهذا هو قانون المشاهير أمثالنا ..
شهق إيدن هُنا وإنفجر باكياً فصُدم إدريان وقال بسُرعه: هل قُلتُ شيئاً خاطئاً ؟؟؟
هز إيدن رأسه نفياً وهو يبكي بصوتٍ مسموع ويتكلم ببعض كلماتٍ غير مفهومةٍ على الإطلاق ..
كلام أخاه الأكبر اللطيف والمازح أثر فيه ، يُحبه حقاً لذا يبكي ولا يعلم لما بالضبط ..
كُل ما يعلمه أنه سعيد ..
سعيدٌ للغايه ..
إبتسم إدريان بهدوء وربت على كتفه قبل أن ينحني ويهمس له بأُذنه: أخاك الوسيم الرائع فعل شيئاً مجنوناً هذا الصباح لأجلك ، سرق أوراقك الرسمية من المكان الذي لا يجب عليه أن يقترب منه ، والدته ستغضب كثيراً عندما تكتشف هذا ولكنه سيتحمل لأجلك .... لانه يُحبك ويُريد أن يُرسلك الى الخارج للعلاج ..
إتسعت عينا إيدن بصدمه فإبتعد إدريان عنه وبدأ يتحسس الحروق في وجهه قائلاً: فقط بعض عمليات تجميل وستُصبح أجمل مني ..
أنزل يده الى رُكبتيه مُكملاً: وقدمك لم تكن مشلولةً منذُ طفولتك لذا رُبما يكون هُناك علاجاً لها ، سأبذُل قُصارى جُهدي لذا أبذل أنت قُصارى جُهدك لهذا ، ولا تقلق إن لم يكن هُناك علاج فلا بأس من العيش هكذا ، فأخاك سيحرص على أن يُصبح نجماً عالمياً وحينها الكُل سيود الحديث معك ولن يرمقوك بأي نظرة شفقه بل بكونك أخٌ لمشهور رائع مثلي .. لذا إن تقبلتَ نفسك هكذا وكُنتُ أنا داعماً لك فلن يُعيقك شللك على الإطلاق ..
شعورٌ مُتضارب عصف بقلب الطفل الصغير ..
سعيد لمُقابلة أخاه ولكلام أخاه ولإهتمام أخاه ولكن .... هذا القدر الكبير من السعادة موجع ..
لن يُمكنه أن يقبل بهذا ، الدكتور جان هدده من قبل من تدخل إليان وريكس وبأنه سيؤذيهما لو طلب منهما المُساعده ..
بالتأكيد سيفعل المثل مع إدريان ..
بلع ريقه وهمس له: لا أُريد السفر ..
عقد إدريان حاجبه قبل أن يبتسم ويقول: هل أنت خائف من أن توبخني والدتي ؟ حسناً لقد فعلتُ خطئاً وإنتهيت لذا سأوبَخ سواءاً ذهبت أو لم تذهب ..
عض إيدن على شفتيه هامساً: آسف لأني أُسبب لك المشاكل لذا أرجوك دعني ..
إدريان بإنزعاج: ما بال الشخصية الضعيفة هذه ؟!!! لما تتأسف من أمرٍ من المُفترض أن نفعله لأجلك !! هذا حقك وعليك أن تطلبه من البداية فلما تُحمّل نفسك خطأنا نحن ؟
خاف إيدن من غضب إدريان وهمس: آسف ..
آسف ؟!!
أشاح بنظره عنه وهو مُنزعج منه ومُتألم في الوقت نفسه ..
إهمالهم له صنع منه شخصاً ضعيفاً هكذا ..
أخذ نفساً عميقاً قبل أن ينظر إليه مُجدداً يقول: إسمع ، عندما يطلب منك أخاك الأكبر أمراً عليك أن تُطيعه ، ستُسافر ، وطائرتُك الليله !
أخرج من معطفه تذكرة سفر وقال: أُنظر ! إنها في تمام العاشرة والرُبع .. إنها الليلة بالفعل لذا لا مجال لإعتراضك ..
شحُب وجه إيدن عندما أيقن بأن أخاه إنتهى من كُل شيء حقاً !!
مد يده وأمسك بيد إدريان حيثُ التذكره يقول بخوف: أرجوك أخي لا تفعلها ، أرجوك لا تفعلها أرجوك ! إستمع إلي ولو لمرة ، لا أُريد السفر ، آسف لكوني سببتُ لك بعض المشاكل ولكونك فعلت هذا لأجلي ولكني لا أُريده أرجوك ..
كانت نظراته مُرتعبه مليئةٍ بالخوف والرجاء !
بقي إدريان ينظر الى عينيه وقد أيقن من كونه خائفٌ من شخصٍ ما ولكن من ؟
والدته ؟ أو رُبما .... الدكتور جان !
نعم هو يعلم عن كون الدكتور يأتي الى المنزل بين حين وآخر ليُعالجه ..
هل طلب منه ألا يقبل مُساعدة أحد ؟
صمت لفترة قبل أن يقول: ممن خائف ؟ لا تقلق من والدتي فأنا إبنُها المُفضل ، سأقُنعها بألا تُحملك أي ذنب ، وأما الدكتور جان ...
صمت قليلاً ليُكمل بأسفٍ مُصطنع: أعلم بأنه والدك ورُبما يؤلمك ما سأقوله ولكن قد تم القبض عليه بتُهمةٍ طبيّة صعبه ، رُبما يُحكم عليه بالإعدام أو السجن مدى الحياة لذا لا سبب يدعوك للخوف منه ..
إتسعت عينا إيدن على وسعهها من الصدمة العارمه !!
الدكتور جان .... قُبِضَ عليه ؟!!!
أبعد يده بسُرعةٍ عن إدريان عندما أدرك الوضع وبدأ جسده يرجف بقوة وهو يهمس بخوفٍ شديد: ولكن مرضي .... المُعدي .... كان يُعالجني ...... أنا ......
ولم يستطع إتمام كلماته ، هو مُرتعب للغايه ..
عقد إدريان حاجبه قليلاً قبل أن يقول: أتعلم ماذا سرقتُ أيضاً ؟ سجلك الطبي ، ساُرسله الى الخارج حيثُ يتم علاجك ، فأياً كان نوع مرضك فسيُصبح علاجه سهلاً الآن فهم يملكون فكرةً شاملةً عنه لذا لن يأخذوا وقتاً في تشخصيه ..
كذب عليه وقالها وهو حتى الآن لم يفهم ماذا يقصد بالمرض المُعدي ؟؟
عادةً الأمراض المُعدية تكون أثارها ظاهره ! كالحِصبة وغيرها ولكنه يبدو بأفضل حال فماذا قصد بكلامه ؟
في حين لا زال الخوف يُسيطر على إيدن وأصبح فارغ العقل تماماً لا يعلم بماذا يُفكر ..
فقط دموعه تهطلُ من عينيه ..
والده مقبوضٌ عليه ، قلبه يؤلمه لهذا ..
فمهما كان يُخيفه فهو والده ..
قطع عليه مشاعره صوت إدريان يقول: لا تقلق ، سأكون بجانبك دائماً حتى تُشفى ، إليان وريكس أيضاً ..
إليان وريكس ..
شهق إيدن وهو يهمس: اُريد رؤيتهما ..
نظر إدريان إليه لفتره ثم قال: حسناً ، بشرط أن تُسافر وصدقني حينها سأجعلُهما يأتيان لتوديعك ..
خائف .. هو خائف للغايه من هذه الخطوة الجريئة التي تُعارض تحذيرات والده المُتكرره ..
بلع ريقه ونظر الى إدريان يقول: هل .... هل ريكس يعرف عن هذا ؟ هل هو موافق ؟
إبتسم إدريان يقول: إنه صاحب الفِكرةِ أصلاً ..
دُهش إيدن في حين أشاح إدريان بنظره عنه يُحاول إخفاء ضيقه ..
إضطر للكذب ، هو فعل كُل هذا لأجله ولكن إهماله السابق له لم يجعل من هذا الصغير أن يثق به ..
ريكس وهو الذي لا تربطه أي علاقة دم كان يهتم به أكثر منه ..
لذا سينسب هذا الفضل لريكس ، فماهو مُهم الآن هو أن يُقنع الصغير بالذهاب ..
عليه أن يفعل شيئاً لأجله ولو لمره ، لأجله وليس ليتفاخر أمامه بأنه فعل هذا ..
إبتسم وعاود النظر الى إيدن يقول: هو فقط مشغول لذا طلب مني فعلها ولكنه حتماً سيكون في المطار لتوديعك ..
إرتجفت شفتا إيدن وبدأ يبكي بصمت وهو يهمس: إنه ليس غاضباً مني ، إنه ليس غاضباً مني ..
لم يفهم إدريان لذا قال: ولما يغضب ؟ ألا تعلم كم هو يُحبك ؟
هز إيدن رأسه بالإيجاب وهو يُحاول إيقاف نفسه من البُكاء فإبتسم له إدريان يقول: إذاً جهز نفسك ، سنتذهب للتسوق من أجل شراء الملابس الجميلة والأحذية الرائعه ..
وخرج من الغُرفة قبل أن يعترض إيدن مُجدداً ..
خرج ليجد أمامه تلك الفتاة التي كانت تقف بعيد عنهم تستمع لكُل ما كانا يقولانه ..
إقترب منها لترتجف وترجع الى الخلف حتى إصطدم ظهرها بالحائط ..
إتكأ بيده على الحائط وإقترب من وجهها ليبتسم هامساً: عزيزتي هل يُمكن أن أطلب منك خدمه ؟ لن أُعرضك للتوبيخ بسببي لذا فقط هل يُمكنك الصمت عما حدث لأربع ساعات ؟ وبعدها إفعلي ما تشائين ، أخبري الدكتور إن إضطررتي الى كوني هددتُك أو ضربتُك أو أي شيء ، فقط أمهلينا أربع ساعات حسناً ؟
بلعت ريقها وإحمرت وجنتاها من إبتسامته وطلبه اللطيف لتهمس: حـ حسناً ..
مد يده الأُخرى يُداعب شعرها وهو يقول: كُنتُ أعلم بأن الجميلات أمثالك فقط من يُمكنهن تفهّم موقفي ، شُكراً لك ..
هزت رأسها نفياً تنظر الى الأسفل تُلاعب طرف قميصها بخجل وهي تقول: كلا كلا لا تشكُرني ..
إبتسم ووضع هاتفها بيدها وبعدها إبتعد عنها ليأخذ أخاه الى حيث أخبره ..

***

7:10 pm


إستيقظ من نومه وهو يشعر بصداع في رأسه ..
نظر حوله بعينيه الناعستين قبل أن تتضح له الرؤية تدريجياً ويرى نفسه في غُرفةٍ بالمشفى ..
ماذا حدث ؟ ولما أنا هُنا !
لا يستطيع التذكر ، جاءه صوتٌ هادئ يقول: إستيقظت ؟
إلتفت عن يمينه ليجد أخاه الأكبر آلبرت ينظر إليه بهدوء تام ..
أجابه: ماذا حدث ؟
آلبرت بهدوء: سقطتَ مغشياً عليك بالمدرسه ..
إتسعت عينا كين من كلامه وتدريجياً تذكر هذا وقبل أن يُعلق شد آلبرت على أسنانه يقول: مُنذ متى وأنتَ مريض هكذا ؟! لما لم تُخبرني ؟
أجابه كين: فقط لأني فوّتُ بعض الوجبات ، الأمرُ ليس سيئاً ..
صرخ آلبرت بحده: كُف عن هذا !!! إنه السُكر أتعلم ماذا يعني هذا ؟ تخطي الوجبات يؤثر سلباً وربما تسقط في غيبوبةٍ مطوله ، أنظر الى نفسك ! مُنذ التاسعه وأنت نائم حتى الآن ! هذا كثير إن كُنتَ لا تعلم !
أغمض كين عينيه فهو لا يزال يشعُر بالدِوار ويشعر ببعض التعب لذا حقاً هو لا يُريد التجادل مع أحدهم في هذه الفتره ..
يُريد النوم وحسب ..
مُجدداً حاول آلبرت السيطرة على أعصابه يقول: ردة فعلك طبيعيه ، هذا يعني بأنك على علمٍ بمرضك هذا ! مُنذ متى ؟ هل تذهب الى المشفى وتأخذ أدويتك ؟ تحدث يا كين ..
فتح كين عينيه بهدوء ونظر الى أخاه يقول: لما غاضب بسبب هذا المرض ؟ هل هو خطير ؟ أيعني هذا بأني لو فوّتُ وجبةً أو إثنتين فسأسقط هكذا ؟ هل علي أخذ أدويةً طوال عُمري ؟ ألا يوجد له عِلاجٌ حقاً ؟!!
كان صوتُه هادئاً ولكنه يائساً في الوقت ذاته !
شعر آلبرت بأنه بالغ بردة فعله ، ماذا يفعل ؟ لقد جُن عندما عرف بوجود مرض مُزمن لأخيه لذا لم يستطع قراءة الوضع جيداً والتحكم بأعصابه ..
كُل ما يحدث حوله جنونيٌّ بالكامل لذا أصبح لا يتصرفُ بحِكمةٍ كعادته ..
تنهد وأجابه: هو ليس بالسوء الذي تتخيله ..
كين: بلى هو كذلك ، لقد قرأتُ عنه ! إن كُنُتُ أُريد الحفاظ على صحتي فعليّ ان ابتعد عن السُكريات والدهون ، علي أن أكل الأكل الصحي ، علي الإكثار من شُرب الماء يومياً ، علي أن أُمارس الرياضة دائماً ، علي الحفاظ على نفسيتي وإبعادها عن أية ضغوط ، علي تناول الأقراص وأبر الانسولين ، هذا مُرهق !!! أنا لا يُمكنني فعل هذا !! لا أُريد هذا المرض !!
لم يستطع أن يُعلق آلبرت فهو لا يملك أي خلفيةٍ عن هذا المرض ..
حاول تهدئة الأمور قائلاً: لا أضن أن الأمر بهذا السوء ، وكُف عن الإعتماد على مواقع الإنترنت فهي تُضخم الأمور ليس إلا ، إستشر الطبيب وستجد الأمر بغاية السهوله ..
شد كين على أسنانه يقول بحده: لستُ طفلاً لتضحك عليّ بمثل هذا الحديث !!!
همس بعدها بهدوء مُكملاً: أُريد قتل جينيفر ..
عقد آلبرت حاجبيه يقول بصوتٍ حاد: كين !! لا تقل مثل هذه الكلمات أتسمع ؟!
أشاح كين بوجهه ولم يُعلق على تحذيره ..
هو لا يعلم بمقدار الكُره الكبير الذي يزداد كُل لحضةٍ في صدره تجاه هذه المرأة ..
حتى قتلها لن يكون كافياً لإفراغه ..
أخذ آلبرت نفساً عميقاً ثُم قال: حسناً إسمعني ، أنتَ لستَ طفلاً كي تتصرف على هذا النحو ، نعم الأمرُ صادم والمرض مُزعج ولكنه لا يعني نهاية العالم ، كم من شخص على هذا الكوكب مريضٌ بالسُكر ؟ الكُل يعيش حياةً هانئة طبيعيه ، هي فقط بعض الأمور التي يُدخلها الشخص الى روتين حياته وسيكون كُل شيء بعدها طبيعي للغايه ..
همس كين: الأمرُ ليس طبيعياً ، هذا المرضُ قاتل ، لا زِلتُ مُراهقاً ، أُحب الحلوى ، أُحب تناول الوجبات السريعه ، لما أُحرم منها ؟ لا يُمكنني تحمُل هذا ..
فتح آلبرت شفتيه ليُعلق ولكن قاطعه كين يُكمل بنفس الهمس: لا أُحب القيود في حياتي ، أُريد أن أتخطى بعض الوجبات ، أُريد أن أشرب الماء متى م أردت ، لا أُريد أن يشفق علي أحد ويتجنب إخباري عن أي شيء قد يُسبب ضغطاً نفسياً لي ، أكرهُ هذا ..
عض على شفتيه مُكملاً بصوتٍ مُرتجف: لا أُريد تناول الدواء يومياً ، لا أُريد إبر الأُنسولين ، لا أُحب أن أمرض هكذا ، أن أكون محط شفقة الآخرين ، أن لا أتشارك المُناسبات والإحتفالات ، الجميع يتناول الشوكولا وأنا لا يُمكنني فعلها .. أن يخرج أصدقائي لتناول الغداء في مطعم للوجبات السريعه ولا يُمكنني فعلها ... هذا يُمرضني حقاً ..
أمسك آلبرت بكتف كين ولفه لتتلاقى أعيُنهما وهو يقول: كين كُف عن تكبير الأمر ! صدقني أنت تُضخمه أكثر مما يجب ! من قال بأنك ستُحرم من هذه الأمور ؟ كُل مافي الأمر هو التقليل منها وحينها ....
قاطعه كين بصراخ: لا أُريد !!!! لا أُريد أي قيود !!! لطالما كرهتُ القيود فتوقف عن الشفقة علي ومُحاولة إبهاجي !!!!
ومن ثُم أشاح بنظره عنه وهو بحق يتألم من الداخل ..
من المرض الذي دخل حياته فجأه ومما هو أكبر من المرض ..
من كون جينيفر ستبقى مُتحكمةً بحياته الى الأبد ..
وقد تقتُله في أي لحضة ..
هو عاجز ، عاجزٌ للغايه ..

في حين نظر آلبرت إليه بهدوء ثُم قال: للتو إستيقضت لذا لنتوقف عن إكمال حوارنا لفتره ..
همس كين: لنتوقف عنه للأبد ..
وقف آلبرت وأكمل غير مُبالي برده وهو يضع هاتف كين بجانب الطاولة: سنُكمله في يومٍ آخر لذا خُذ قسطاً من النوم وتوقف عن الإنفعال فهذا سيضُرك وإتصل بي إن أحتجت الى شيء ..
كين بهمس: شُكراً على شفقتك ..
أشاح آلبرت بوجهه مُنزعجاً وغادر الغُرفه رُغم أنه لا زال يملك الكثير من الأسئلة لكنه يخشى على صحته من التدهور ..
أخرج هاتفه ومشى في الممر وهو يتصل على أحدهم ..
ما إن رد الطرف الآخر حتى سأله آلبرت بهدوء: أخبرني ريكس ، هل الأمر السيء الذي تقصده بخصوص جينيفر يتعلق بمرض كين المُفاجئ هذا ؟
لم يجد رداً أو تأكيداً على كلامه لذا همس بهدوء: هو كذلك إذاً لهذا يمتلك كين الرغبة في قتلها ، هل ستُخبرني كيف حدث هذا فالأمر لا يبدو منطقياً بالنسبة لي ؟
جاءه صوت ريكس الهادئ يقول: يكفي أن تعتني بكين فاللعب معهما سيقلب الأمور الى الأسوأ ..
لم تفت على آلبرت كلمة "معهما" لكنه تجاهلها وهو يقول: حسناً لا بأس ، إتخذتُ قراري فإما تُخبرني بنفسك أو أذهب وأنبش خلف جينيفر ..
صمتٌ طويل قبل أن يُجيبه ريكس: دع الأمر لي ، سأُنهيه في خلال أسبوع ..
آلبرت: أسبوع ؟ هذا كثير ، سأفعلها بنفسي ..
ومن ثُم أغلق الهاتف قبل أن يسمع منه أي رد ..

وبالداخل عند كين ..
يجلس بهدوء تام وحادثة الليلة الماضيه تدور في خِلده مراراً وتكراراً ..

-قبل 18 ساعه -
إنتصف الليل ونام الجميع ما عداه هو الذي يجلس في غُرفته التي لا يُنيرها سوى ضوء الأباجوره بجانب سريره وأمامه كتابه يُحاول الإستذكار فغداً إمتحان أخير لتثبيت درجات الفصل قبل الإمتحانات النهائيه ..
وهو الأيام الأخيره كانت صعبة لهذا لم يستطع فتح الكتاب حتى لذا يُحاول الآن إستذكار أي شيء رُغم أن عقله الباطني اليائس يُخبره أن يتوقف عن هذا فحياته رُبما لن تُصبح طويلة ..
عقد حاجبه عندما سمع صوتٌ خافت آتٍ من باب غُرفته ..
رفع رأسه الى الباب الذي يكاد لا يرى شيئاً منه حتى لاحظ زوجة عمه تخرج من الظلام مُرتديةً روب النوم نيليّ اللون وتمشي بخُفين من الريش ..
إبتسمت وتقدمت منه هامسه: تستذكر في مثل هذا الوقت ؟
سألها بهدوء وحده: ماذا تُريدين ؟
جلست على طرف السرير الذي يجلس في وسطه كعادته عندما يستذكر وقالت: أردتُ مُحادثتك ، لقد أرهقني آلبرت من شدة جلوسه معك دائماً ، هل أنت مُتفرغ ؟
هز رأسه نفياً يقول: لستُ كذلك ..
إبتسمت وقالت: حقاً ؟ إذاً سأنتظرُك ..
ووضعت رجلاً على رجل وبيدها هاتفها المحمول تُقلب فيه ..
لما أتت ؟!!!
هو لا يُريد رؤية وجهها ، يكرهها للغايه !
يشعر برغبةٍ عارمة في أن ينقض عليها الآن ويُحاول قتلها !!!
لقد حاول التسبب لها بالأذى عن طريق كشف موضوع الطفل ولكنه الآن يرى بأن هذه المرأة لم تتأثر مُطلقاً !
لا يُمكنه كسرها ! لا تزال طاغيةً كما هي ..!
سألها: ماذا تُريدين ؟
إرتسمت إبتسامة صغيرة على شفتيها قبل أن تلتفت إليه قائله: متى آخر مرة رأيتَ فيها وجهك في المرآة ؟
لم يُجبها فمدت يدها تلمس خده قائله: لقد أصبح وجهك ذابلاً وكأنك تُعاني من وقتٍ عصيب للغايه !
ضرب يدها عنه يقول بحده: لا شأن لك ..
جينيفر: كيف لا شأن لي ؟ أنتَ أحد أطفالي الأعزاء لذا يجب علي الإهتمام بصحتك جيداً ..
قلبت جوالها لتفتح المحفظة المُلتصقة بغطاء حماية الهاتف وأخرجت منه كيساً بلاستيكياً صغيراً يحوي على حبةٍ بيضاء ..
وضعتها في مُنتصف كتابه تقول: مرضك للتو إستحل جسدك فإن لم تتناول أدويتك فسيهلكك ، هذا طوره الدكتور جان قبل أشهر ، جرب تناوله فرُبما يكون علاجك ، لقد أخبرك بكُل تأكيد بأننا لسنا مُجرمون ! نحنُ بحق نبحث عن الأدوية ونُحاول تطويرها ، تناول الحبة وسأُرسل لك صباح الغد شخصاً يأخذ عينة دمٍ منك ليُحلله الدكتور ويرى تقدم العلاج ..
إبتسمت وأكملت: لا تقلق ، إن لم يُفيدك فهو لن يضرك ..
نظر الى الحبة قليلاً ثُم رفع عينيه الى وجهها المُبتسم قائلاً: إنه سُم لتتخلصي مني بعدما فعلتُه لك ، لستُ غبياً ..
جينيفر: بل أنا لستُ غبيةً لأجعل الغضب يعميني عن المُستقبل الذي أتوق إليه ، لا ألومك على تهورك ذاك فأنتَ كُنتَ لا زِلت تحت تأثير الصدمه وكُنتَ بحاجةٍ لفعل شيء مُتهور لتُدرك بأن كُل ما تفعله لن يُفيدك ..
همست له مُكمله: صدقني كين ، إن أطعتني فسأجعلُك تنجو .. فكر جيداً بمصلحتك ..
بعدها وقفت وإبتسمت له هامسه: عِمتَ مساءاً ..
وخرجت بهدوءٍ تام ..

**

فتح عينيه بهدوء وهو بحق لم يعد يعرف أين مصلحته ..
هل هي صادقه ؟ لا سبب قد يدعوها الى الكذب ..
إذاً هل حقاً سينجو ويتخلص من المرض نهائياً ؟
هل من سبيل ليعود الى حياته الطبيعية السابقه ؟
هز رأسه مُحاولاً إبعاد هذا التفكير اليائس عن دماغه ..
كم من سنواتٍ مضت والبشريه تبحث عن علاجاتٍ لأمراضٍ كهذه ولم تجد فكيف لذاك الدكتور أن يجده الآن ؟
ولكن .... هُناك أمراض أُخرى وجد العالم علاجاً لها بعد سنواتٍ من البحث ..
الأمرُ ليس مُستحيلاً !
شد على أسنانه ومن ثُم سحب هاتف المشفى بجانب سريره ورماه بقوة بالجدار المُقابل وهو يصرخ !
كلا ...!!
ماهذا التفكير الذي بدأ يُسيطر عليه ؟!
لن يخضع لها !!
لن يسمح لها بتدمير شخصيته بعدما دمرت جسده !
لن يُجاريها ، لن يكون أحمقاً !!!
عليه أن يتخلص منها !
إن كان التسبب بالمشاكل لن يكسرها فعليه قتلها !
لا سبيل للتخلص منها سوى هذا !!
وهو لا يفعل خطئاً بتفكيره المجنون هذا فتلك المُختله ستتسبب بالأذى للكثير إن إستمرت بالحياة ..
موتها سيُنقذ الناس من شرها ..
عليه أن يفعلها ..
وبتفكير إنتقامي يُسيطر على عقله سحب هاتفه النقال الذي وضعه أخاه ودخل على مُحرك البحث وبدأ بالتفتيش عن أنواع للسموم القاتله ..
أنواع طبيعيه يستخلصها هو بنفسه ليُنهي حياتها بهدوء دون أن يعرف أحد بالأمر ..
فإمرأةٌ مِثلها عليها ألا تستمر بالحياة ..

***

8:00 pm
-Paris-


تجلس بملل في هذه الشقة تنظر الى التلفاز حيثُ قناة ديزني المُفضله لجميع الأطفال ..
ولكنها ملت منها ..
مُنذ أيام ولا تُقابل سوى التلفاز وهذه القناه ..
تعبت ..
تنهدت بهدوء وضمت رُكبتيها الصغيرتين الى صدرها هامسه: متى سأرى أُختي ؟ قالوا لي قريباً ولكن الأمر طال كثيراً ..
أغمضت عينيها لتفز فجأه واقفه عندما رن جرس المنزل ..
ذهبت الى الباب وسألت بهدوء: مـ من ؟
جائها صوت تلك الفتاة قائله: إفتحي صغيرتي ..
إبتسمت لها فهي تُحب هذه الفتاة كثيراً ، لم ترها سوى بعد خروجها من عند المُنظمة ولكنها كانت لطيفةً معها للغايه وتُلبي جميع إحتياجاتها ..
فتحت الباب تقول بمرح: هل أحظرتي لي ما طلبتُه منك ؟!!
إختفت الإبتسامة من شفتيها وظهرت الصدمة العارمة على وجهها للحضات وهي تهمس بعدم تصديق: من ... أنتِ ؟
نظرت الفتاة الى يمينها حيثُ رين التي كانت تُساعد عمها على البقاء واقفاً وعينيها مليئتيان بدموع الفرح ..
إبتسمت لها رين تقول: نعم كان شعري بُني اللون وطويل حينها ، هل نسيتني ؟
سالت الدموع من عيني الطفلة نينا وهي تهمس: أنتِ هي حقاً ؟ أنتِ بخير ؟ لم تموتي ؟
تركت رين عمها -الذي بالكاد تماسك من السقوط قبل أن تهب صديقته لمُساعدته- وتقدمت من نينا تحتضنها وهي تهمس: شُكراً لأنك على أحسن ما يُرام ، أنا سعيده ، هذا مُريح للغايه ..
إنفجرت نينا باكيه ولم تستطع الرد على كلامها مُطلقاً فبدأت رين بالمسح على ظهرها تُحاول تهدئتها وهي تهمس: هيّا يكفي ، كم صار عُمرك لتبكي كالأطفال هكذا ؟ كُل شيء على ما يُرام لذا توقفي ..
شهقت نينا وتشبثت بها وهي تقول بصوتٍ باكي: قالوا بأنهم سيقتلونك ، قالوا باني لن أراك أبداً ، كُنتُ خائفه يا أُختي ، خائفةٌ كثيراً ..
إبتسم رين بألم هامسه: لا تقلقي ، سينتهي هذا الخوف قريباً ، كوني واثقةً بي ، لا تقلقي ..
ردت عليها نينا بنفس الصوت الباكي: ماتت جدتي وتركتني وحدي ، إنتظرتُك كثيراً ولم تأتي ، لما فعلتِ هذا بي ؟ ليس لدي في العالم سواك فلما تركتني ؟
بالكاد حافظت رين على صوتها من الإرتجاف وهي تهمس: آسفه ، أنا آسفه ، إغفري لي هذا ، لن أُكررها صدقيني ..
شهقت نينا وواصلت البُكاء دون أن تقول شيئاً فنظر لوكا إليهما بهدوء قبل أن يهمس لصديقته: دعينا ندخل ..
ساعدته على الدخول فلقد كان جُرحه لم يبرأ بعد لذا لا يُمكنه الضغط عليه أكثر خلال هذين اليومين على الأقل ..
جلس على الأريكة مُسترخياً فجلست بالقُرب منه تقول: ماذا ستفعل الآن ؟
أجابها: مُضطر للراحة قليلاً حتى يُمكنني التحرك براحةٍ مُجدداً ..
سألته: وإبنة أخاك ؟
مط شفتيه يتذكر مُحادثتهما بالأمس عندما أخبرتُه كُل شيء وأعطته قرارها بخصوص خطواتها القادمه فهمس: إنها تتغلب علي بالعناد ! لم أستطع إقناعها بتاتاً ..
نظرت إليه قليلاً ثُم قالت: هل تشعر بأن قرارها كان خاطئاً أو رفضك هو لأنك تخاف عليها ؟
تنهد وهمس: لا أعلم ، رُبما لأني أخاف عليها ، ورُبما لأني كرهتُ ذاك المُحقق المُستغل بعدما أخبرتني كُل شيء حدث معها ، أكره قرارها في أن تتعاون معه ، أُريد تحطيمه حقاً !!
إبتسمت وقالت: حسناً فعل هذا لأجلكما فلما الغضب ؟
نظر إليها يقول: تُريدين الشجار معي صحيح ؟
ضحكت ولم تُعلق فدخلت نينا في هذا الوقت تمسح دموعها في حين دخلت رين خلفها وهي تُغلق الباب ..
جلست رين على الأريكة المُقابله لعمها في حين جلست نينا بجوارها وإحتضنتها فإبتسمت لها رين قبل أن تقول للوكا: عليك البقاء هُنا لعدة أسابيع حتى تُشفى تماماً ...
علق في نفسه: "عدة أسابيع ؟ وكأن هذا سيحصل"
أكملت: لا تُحاول الخروج بتاتاً فدارسي الوغد يستهدفك ، ستتكفل صديقتك بإمدادكم بالمال والطعام لذا لأجلك ولأجل نينا لا تتصرف بتهور ..
رفعت نينا رأسها الى رين تهمس لها: من هذا ؟
إبتسمت رين لها هامسه: إنه حارسٌ شخصيّ عينته لأجلك ..
إتسعت عينا لوكا بصدمه يقول: نينا لا تُصدقيها !! أنا عمُك يا عزيزتي ..
قطبت نينا حاجبيها بتفكير قبل أن تهمس: لم تُخبرني جدتي عن كوني أملك أعماماً ..
رين بهمس لنينا: هل تعرفين كيف خرجتِ آخر مرة من عند تلك المُنظمة البغيضه ؟ هذا لأني أرسلتُه ليُقاتلهم لأجلك ، أنا لم أنسك يا عزيزتي ..
إبتسمت نينا رُغماً عنها وحضنت رين بقوةٍ أكبره هامسةً برجفه: أُحبك كثيراً ، أُحبك ..!
الصدمة العارمة حلّت على وجه لوكا وقبل أن يُعلق همست له صديقته: توقف ! هل تُريد أن تُفسد علاقة الأُختين ؟ إنها سعيده لأن أُختها أنقذتها فلما لا تُبعد الحِقد قليلاً من صدرك !
ظهر الإستنكار على وجهه قائلاً: تمزحين صحيح ؟!
إبتسمت وعبثت بشعره الرمادي تقول: تصرف بنضج أكبر ..
بعدها وقفت تقول لرين: سأتي لهم صباح الغد حسناً ؟ أراكِ لاحقاً وكوني حذره فلقد تعبتُ من تهور لوكا ..
إبتسمت رين تقول لها: لا عليك ، إني أدرس خُطواتي جيداً هذه المره ..
ردت لها الإبتسامة ثُم غادرت المكان ..
نظرت رين الى لوكا تقول: لقد أحببتُها ، تمنيتُ لو تعرفتُ عليها في ضروفٍ أفضل من هذه ..
إبتسم لوكا ولم يُعلق ..
بعد فترة صمت قال: حسناً ، ماذا ستفعلين الآن ؟
صمتت لفترة ثُم قالت: لدي حديثٌ طويل مع ثيو وبعدها أحتاج لأن أذهب الى منزل السيدة جينيفر ، كانت المأوى لي بعد فقداني للذاكره لذا علي أن أتحدث معها ، وسيكون من حظي لو قابلتُ إدريان وإليان أيضاً ، ففي الحقيقة إشتقتُ لهما رُغم أن الأخيرة كانت تُضايقني ، أتسائل ماذا حدث معها هي وذاك النادل ؟
لوكا: حسناً وماذا بعد ؟
صمتت قليلاً ثُم قالت: سأذهب لرؤية ريكس ، هُناك الكثير من الأمور المُشتركه بيننا ، وعدتُه بعدة أمور علي الوفاء بها فهو ... ساعدني كثيراً في الأيام القليلة الماضيه ..
صمتت للحضه ثُم أكملت: وأُريد رؤية فرانس ايضاً ، لدي الكثير من الأسئلة أُريد سؤاله عنها ... وبعدها سأرى ماذا سأفعل ..
رفعت نينا رأسها تنظر الى رين قائله بخوف: هل ستترُكيني مُجدداً ؟
إبتسمت رين تقول: أبداً ، سنعيش معاً ولكن نينا في الأيام الماضيه هُناك أشخاص لُطفاء ساعدوني ، ألا يُمكنني شُكرهم على الأقل ؟
لم يكن الرضى واضحاً على وجهها ولكنها همست: حسناً كما تُريدين ولكن لا تتأخري ..
لعبت رين بخديها تقول: وهل يُمكنني الإبتعاد عنك بعدما قابلتُك أخيراً ..
ضحكت نينا تقول: ايي أنتِ تُؤلمينني ..
قاطع لوكا لعبهما قائلاً: حسناً وذاك الصبي مارك ؟
تنهدت رين وهزت كتفها هامسه: لا أعلم ، صحيح أني أحتفظ به كورقةٍ رابحه في حين قام البروفيسور بمُحاولة أذيتي ولكن ... حقاً لا أعرف ماذا سأفعل ؟ هل أتحدث معه عن عائلته ؟ هل أترك الأمر لريكس ؟ لا أعلم حقاً ..
لوكا: بإختصار أنتِ لا تعرفين ماذا تفعلين أصلاً ؟
عقدت حاجبها هامسه: لا تُقلل مني هكذا ؟
تنهدت وأكملت: الأمرُ مُعقد ....
صمتت قليلاً ثُم قالت: أُريد قهوةً بارده ، هل تصنعينها لأجلي يا نينا ؟
نظرت نينا إليها ثُم إبتسمت قائله: حاضر ..
ووقفت ذاهبةً الى المطبخ فحال إختفائها عن نظرها أكمت رين: إن كُنتُ أُريد الإنتقام منهم فعلي إختيار حليف قوي ، أعترف بأني لا يُمكنني فعلها وحدي ، ثيو رُغم أني لا أزال غاضبةً منه ولا أزال أرغب بالإنتقام إلا أنه أفضل حليف ! قوي وذكي ويملك جاسوساً بداخل المُنظمه ! سأُوهمه بأني موافقةً على التحالف معه وعند ذهابي الى ستراسبورغ سأُناقش ريكس عن الأمر وأرى رأيه ، إن وافق فسيكون هذا جيداً وإن لم يُحبب دخول ثيو فسأرى ماذا سأفعل حينها ..
عقد لوكا حاجبه يقول: ولما لا تُقررين أنتِ ؟ أعني لما رأي ريكس هذا مُهم هكذا ؟
رين: لأني أثق به ، هو لم يستغلني ولا لمرةٍ على عكس ثيو ، وأيضاً ساعدني عدة مرات ، ضننتُها في البداية لأنه يرغب بالمعلومات التي لدي ولكن ...
صمتت قليلاً ثُم أكملت بهدوء: حتى لو لم أملك المعلومات التي يُريدها كان ليُساعدني ، فُضح امره أمام قاتِل بمنظمته بسببي ولم يُحاول تركي عن طريق حماية نفسه .. لا اعلم ، إستمعتُ لعقلي طوال المرات السابقه لذا ... أُريد الإستماع لقلبي هذه المره ، هو يستحق الثقه ، هكذا أنا أشعُر ..
تنهد لوكا ولم يُعلق رُغم أنه يُزعجه كونه كان من ضمن مجموعة القتلة الذي قتلوا أخاه ..
أما رين فكانت شاردة البال بأمره حتى أيقضها صوت نينا التي إبتسمت وقدمت الكوب قائله: أتمنى أن يُعجبك ..
إبتسمت لها رين تقول: دام أنه من هذه اليدين اللطيفتين فسيُعجبني حتماً ..
إبتسمت نينا بسعاده وجلست بجوارها تُراقب ردة فعلها من الطعم وزادت فرحتها عندما إمتدحتها رين بخصوصه ..
تنهد لوكا مُجدداً يقول: ألن تقولي لها أني عمها ؟ ألا تعلمين أني لم أرها في حياتي سوى عندما كانت طفلةً صغيرةً ؟
فكرت رين في كلامه وإستوعبت أنه بسبب إنفصال والديها لم تكن نينا تعيش معها لذا لوكا لم يرها عندما كبُر وأصبح يزورهم دائماً ..
تنهدت تقول: حسناً اشفقتُ عليك ..
نظرت الى نينا تقول: حبيبتي هذا حقاً عمُك ، أخ والدنا ، أنتِ لم تُقبليه وهذا ليس جيداً ، قلبه مُحطم ..
نينا بدهشه: كيف هذا وجدتي لم تقل لي شيئاً عنه ؟
رين: ربما لم تكن تعلم جدتنا بهذا ، هو كان يسكن في مدينةٍ أُخرى بعيده لهذا لم نره مُنذ فترةٍ طويله ..
نظرت نينا إليه لفترةٍ ثُم تقدمت منه تقول: مرحباً عمي ..
إنه سلامٌ رسمي أزعجه بعض الشيء ..
أشار لها لتقترب أكثر وما إن إقتربت حتى سحبها بخفه الى حُضنه وهو يقول: عزيزتي الصغيره ، آسفٌ لكونك مررتِ بكُل هذا ، أعدُك بأن عمك الرائع سيحميك حتى آخر يومٍ في عُمره ..
إبتسمت ولم تُعلق فهي سعيدة لكونها تمتلك شخصاً غير أُختها رين ..
هي حتماً سعيده ..
إبتعدت عنه قليلاً ونظرت الى رين تقول بقلق: وأخي جاكي ؟!!
عقدت رين حاجبها تقول: ماذا ؟
تقدمت منها نينا تقول: ماذا بخصوص أخي جاكي ؟!! لقد تأذى بسببي ، أرجوكِ أُختي أُريد رؤيته ..
دُهشت رين من كلامها وقالت: وكيف قابلتِ جاكي أصلاً ؟!! وماذا تعنين بأنه تأذى بسببك ؟!
نينا: لأنه كان يحميني منهم ، ولكن الأُخت الشريرة ريتا أحضرت أصدقائها وتشاجروا ، أرجوك أُختي أُريد رؤيته ..
هذا الكلام تسمعه لأول مره !
أصدقائها .... لما عليهم أن يتضرروا بسبب مشاكلها أيضاً !!
تركتهم كيلا يتكرر ما حدث مع آريستا ولكن جاكي .....
شعرت بالحُزن ، لم تكن تُريد أن تُقابلهم الآن فهي لا تزال خجلة مما حدث آخر مره ولكن لن يُمكنها التهرب أكثر بعدما أُصيب صديقها من أولئك الأوغاد !

***

8:30 pm



كان التوتر التام يسكُنها ..
لا يُمكنها السماح له بإقتحام المكتب هكذا وفي الوقت ذاته لا يُمكنها منعه ..
كُل ما فعلته هو أن تُكرر جملتها قائله: سيد آلبرت أرجوك ، السيدة جينيفر ستغضب إن علمت بأني سمحتُ لك بالدخول ، أرجوك لقد أعطتني المُفتاح لأُنظف لها الغرفة وطلبت مني ألا أسمح لأحدٍ بدخولها ، رجاءاً لا توقعني بالمشاكل ..
لم يستمع لها آلبرت وهو يجلس على كُرسي الجلد البُني أمام مكتبها وقد أخرج جميع الملفات والأوراق من أدراجها وبدأ بالتقليب فيها واحداً تلو الآخر ..
تقدمت منه تقول برجاء: أرجوك عملي على المِحك ، لا تتسبب بفصلي منه ، أرجوك أُخرج ولن يعلم احد عن دخولك صدقني ..
آلبرت ببرود: لا أهتم ، دعيها تعرف ..
عقد حاجبه قليلاً وهو يرى هذا الملف الصغير المطبوع حيث صوره مع صديقته وصوراً من الإمتيازات التي قدمها لها خلال عملها ..
إبتسم بسُخريه هامساً: حقاً إمرأةٌ مجنونه ..
ومن ثُم مزّق الملف الى أربعة أقسام ورماها بحاوية النفايات الصغيرة أسفل المكتب ..
شهقت الخادمه واضعة يدها على فمها وهي تقول بدموعٍ تتجمع في عينها: ماذا فعلت ؟!! ستقتُلني السيدة جينيفر ، أرجوك لا تفعل هذا بي ..!
تنهد بملل منها حيث لم تكف عن الشكوى مُنذ دخولها ..
رفع عينيه إليها يقول: إسمعي ، تخافين منها ؟ حسناً ضعي عنوان للتواصل معك في غُرفتي وغادري المنزل ، أعدك بأني سأعوضك بعملٍ آخر ، هلّا تركتني الآن ؟
دُهشت من كلامه وللحضه ضنت بأنه يسخر منها وسينسى أمرها عندما تُقدم على الهرب ..
تحدثت مُجدداً تقول: أرجوك أُخرج ، ستنفجر السيدة غاضبة إن رأت ما حدث ، أرجوك سيدي ..
لم يستمع لها وهو يُعاين ملفاً آخر فيه بعض المعلومات عن شركة ريكس ، لم يُحاول التفتيش فيه أكثر فهو لا يملك الوقت لذلك لذا قام بتمزيقه أيضاً وهو يهمس: إنها تُدخل نفسها بأمور لا شأن لها به ..
ورماها أيضاً في الحاوية فإرتجفت شفتا الخادمة وأيقنت بأن غضب السيدة جينيفر آتٍ لا محاله ولا مجال للتراجع لذا لم يكن عليها سوى الإعتماد على كلامه والهرب فأصلاً لن يكون لها مكانٌ هُنا بعد إكتشاف السيدة جينيفر الأمر ..
تنهد آلبرت براحة عندما خرجت فلقد أراحته من صوتها ..
نظر الى إحدى الملفات حيثُ نموذج مُصغر لمشروعٍ ضخم قادم تنوي البدء فيه بعد ثلاث سنوات ، دراسة حوله وحول الشُركاء والموقع وتكلُفة المشروع المُقدره واسماء الجهات المُختصه التي ستُشرف عليه والجهات التي ينبغى أخذ موافقتها والعديد العديد !
لقد تعبت حقاً ويُراهن بأنها مضت أشهر أو رُبما سنواتٍ في هذه الدراسه ..
همس بهدوء: تُهددين كين بفرانس ؟ حياة الآخرين لُعبة بين يديك ..
مزق الملف لقطعٍ صغيرة ورماها بالحاوية التي بدأت تمتلئ ..
لن يرأف بها ، هو تاجر أيضاً ويعلم كم تُقدر صعوبات دراسة المشاريع ..
ومع هذا لن يرأف بها ..
فإما يجد الشيء الذي تُهدد كين بخصوصه أو يُدمر كُل ما يخُصها ..
جائه صوتها الهادئ تقول: ماذا تفعلُ هُنا ؟
رفع عينيه إليها قليلاً ثُم عاود تصفح الملفات وهو يقول: أتيتي ؟
تقدمت منه مُجيبةً: كما ترى ، أدخُل القصر بعد فترةٍ من تركه لأجد الخادمة تنزل بحقيبتها وحالما رأتني هبت إلي مُسرعة لتطلب مني أن أُذكرك بوعدك لها ، ماهو الوعد هذا ؟ ما نوع المشاكل التي حدثت في غيابي ؟
أجابها بلا مُبالاه: ليس الكثير ..
رفعت حاجبها وجلست على طرف المكتب تنظر الى الأوراق المُنتشرة على سطحه قبل أن تقول: ماهذه الفوضى ؟ لم يحدث الكثير وأنت تقتحم مكتب جينيفر الخاص ؟ لا سبب يدعوك لفعل هذا إلا إن كان سبباً قاهراً فهذه ليست طبيعتك ..
لم يُعلق على كلامها فرفعت رأسها ونظرت في أرجاء المكتب قائله: أتعلم ، إنها المرة الأولى التي أرى فيها مكتب جينيفر ، كانت تؤصده بمفاتيحها ولا ...... آه الآن فهمت ، سرقت المفتاح من الخادمة المسؤولة عن التنظيف المُستمر ، لهذا هي تهرب ، وااه أنتَ قاسٍ !
عقد حاجبه يقرأ في هذا الملف بتركيزٍ شديد فتنهدت بملل وسألت: هل عمي هُنا ؟
آلبرت: تنوين الإعتذار ؟
مطت شفتيها قليلاً ثُم قالت: هل يُمكنني إستشارتك في أمر ؟
لم يُجبها فبقيت صامته لفتره مُثبتة عينيها على تُحفة على شكل حورية ذهبي اللون لتقول بهدوء: أيهما عليه الإعتراف بالحُب أولاً ؟ هل سأحط من قدر نفسي لو قُلتُها ؟ لا أُريد ولكني تعبتُ الإنتظار ..
همست بصوتٍ لا يسمعها سواها: أُريده أن يراني كإمرأةٍ وليس كإبنة صديقه !
أجابها آلبرت: إن كان يبدو على الطرف الآخر لا مُبالاة مُفرطه فلا تُقدمي على خُطوتك ..
نظرت إليه وقالت: ماذا لو كان أحمقاً يحتاج فقط لأن يُنبهه أحدهم على ماهو غافل عنه ؟
آلبرت بلا مُبالاه: فليبقى غافلاً إذاً الى الأبد ..
لم تُعجبها إجابته وهمست: من بين الجميع لم أجد سوى آلبرت لأستشيره !!
إبتسم آلبرت عندما وصله همسها ورفع عينيه إليها يقول: إستيلا أنظري ، إن كان الرجل لم يلتفت للمراة من قبل بتاتاً رُغم كونها حوله بشكلٍ دائم فصدقيني لن يفعل بعد إعترافها ، رُبما يُجاريها يُحاول ان يُبادلها ولكن ثقي بي ... هو لن يُمكنه الإستمرار ..
عاود النظر الى الملف مُكملاً: هذا رأيي ولكِ حُرية الأخذ به من عدمه ..
أشاحت بنظرها عنه تُعاود النظر الى تُحفة الحوريه الذهبيه وهي تهمس: رُبما تكون مُحقاً ..
ثوانٍ مرت من شُرودها قبل أن تعقد حاجبها وتنزل من فوق المكتب مُتجهةً الى التُحفة ..
مدت يدها تُمسك سلسالاً ذهبياً رفيعاً كان مُلتفاً على ذيل الحوريه لتعقد حاجبها عندما كان نهاية السلسال مُثبتاً بأحد زُعنفيّ الذيل ..
شدّتُه قليلاً ضناً منها أنه مُلتصق لا غير ولكنها فوجئت بالزُعنُفة تخرج ليظهر لها أن كان مُفتاحاً مُخبئاً كجُزءٍ من التُحفه ..
نظرت إليه قليلاً ثُم إبتسمت قائله: آلبرت هُناك شيء سيُعجبك ، تعال ..
عقد حاجبه ووقف ذاهباً إليها وهي تسحب المُفتاح لتبقى الحورية بزُعنفةٍ واحده ..
رفعتها أمام ناظريها تقول: ما رأيُك ؟
أخذ المُفتاح الذي كان ذهبياً بالكامل ما عدا شُفرته باللون الفضي المعهود للمفاتيح ..
نظر إليه قليلاً ثُم الى التُحفة فعلقت إستيلا قائله: أوليس هذا واضحاً ؟ لا أحد يُخبئ مُفتاحاً بتصميم التُحفةٍ إلا لأنه يفتَح خِزانةً مُهمةً للغايه ..
إبتسمت وأكملت: خزانةً تحتوي على كُل الأمور السيئه التي تُخبئ جيداً عن أعيُن المُتطفلين أو الشُرطة لو لزم الأمر ..
نظر آلبرت إليها بعدها دار بنظره في الغُرفة يبحث عن أي شيء يبدو كخِزانه ..
تقدم من أحد الألواح المُعلقة ورفعها فلم يجد شيئاً خلفها ، ساعدته إستيلا تبحث في أرفف الكُتب لعلّ هُناك مدخلاً مُختفياً ، فما دام المُفتاح صُمم بعِنايةٍ كي لا يُكشف فلابد بأن الخِزانةَ صُممت كذلك ..
دقائق قليله حتى توقف آلبرت عن البحث يقول: لا جدوى فرُبما الخِزانة ليست في المكتب أصلاً ..
نظرت إليه إستيلا بتعجب تقول: إذاً هل ستستسلم ؟
رفع هاتفه النقال يقول: كلا ، سأُثبتُ كاميرا ، عندما ترى أني فتشتُ بملفاتها فستتفقد أشياءها الخاصة ومنها المُفتاح وحالما تكتشف إختفائه ماذا ستفعلُ برأيك ؟
إستيلا بدهشة مصحوبة بإبتسامه: ستذهبُ فوراً الى الخِزانه !
آلبرت: أجل ، لو كانت هُنا فسنعرفُ مكانها ، وإن كانت في الخارج فسألحقُ بها دون ان تشعر ..
ضاقت عيناه بعدها بهدوء ..
لقد .... إنتهى امرُ جينيفر تماماً !

***

9:12 pm



يجلس في مكتبه المُظلم إلا من نور الأباجوره الصغيرة المُثبتته على سطحه ..
المبنى بكامله فارغ سواه هو فمنزله أصبح غير آمن ولهذا لم يجد له هذا اليوم سوى البقاء في مقر عمله حتى يبحث عن مكانٍ آخر آمن صباح الغد ..
يجلس بهدوء وبكوبِ قهوةٍ صنعها من آلة صُنع القهوة في مكتب الموظفين وعقله مشغول بترتيب أفكاره القادمه ..
بمارك ، ورين ، وريكس ، والبروفيسور الذي بدأ يبحث عنه في كُل مكان ..
عليه أن يجد مخرجاً من كُل هذا ليُعيد كُل شيء الى نِصابه الصحيح ..
ومع هذا فأهم شيء يُفكر به ويُريد منه أن يحدث هو .... أن تعود رين الى صفه !
فلولا ذاك الشيء المُزعج الذي تُخبئه لما إهتم بها بتاتاً ولكنه بحق سيموت من أجله !
أخذ نفساً عميقاً وهمس: لا تزال فتاةً شابه يافعه ، أمثالُها لابد من أن يُخطؤا في قراراتهم ، علي إيجاد أسلوب وطريقةٍ أدخل منها ..
عقد بعدها حاجبه عندما لاحظ نوراً يأتي من النافذة المفتوحه ..
المبنى بأكمله مُظلم وساحته الخارجيه واسعه للغايه لذا أقرب إنارة هي بالشارع العام !
فمن أين هذا الضوء ؟
وقف بهدوء وتقدم من النافذه ينظر الى الأسفل حيث هُناك فارق ثلاث طوابق عن الساحه ..
ضاقت عيناه وهو يرى ثلاث سيارات توقفت ونزل منها ما يُقارب ثمانية رجال وبدأوا يتشاورن قبل أن يتقدموا من بوابة المبنى ..
ظهرت إبتسامة ساخرة على شفتيه هامساً: رجال البروفيسور دون أدنى شك ، هل حانت إذاً نهايتي ؟
أبعد رأسه عن النافذه ونظر الى مكتبه لفترة قبل أن يهمس: وتقولين لي يا آليس بأنه سيصنع المُعجزات ؟ إنه طفل شؤم صدقيني ..


End



البارت القادم يوم الخميس الساعه الثامنة مساءاً
كيف كان طول البارت ؟ والأحداث ؟
أسعدوني بآرائكم فالروايه تتجه للنهايه




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-03-21, 07:27 PM   #142

شجنّ العُذوب

? العضوٌ??? » 418154
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 832
?  نُقآطِيْ » شجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 1 والزوار 9)
‏سجى الإحساس


تسلمي كاتبتنا العزيزززززززززه أحداث فووق الإبداع...والفصحى لذيذه من قلمك...ننتظر الفصل الجاي بشوووووق كبير


شجنّ العُذوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-21, 09:47 PM   #143

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 64



يرتدي قُبعةً سوداء على شعره الأشقر ونظاراتٍ زُجاجية ذات إطارٍ أسود إعتاد على إرتدائها عند خروجه الى الأماكن العامه تحسُباً من إنتشار أعين الصحفيين أو المُعجبين ..
هو فقط يُريد أن يُرسل أخاه الى الخارج دون أي جذب للأنظار ..
يُمسك بالكُرسي المُتحرك ويدف أخاه أمامه وبجانبه أحد موظفي الخدمات بالمطار يسحب معه عربة الحقائب التي ملئها بملابس وأحذية والكثير من الأمور التي صرف فيها أكثر من ألفي يورو !
تجاوز جميع الإجراءات حتى وصل الى إمرأةٍ في أواخر العشرين من عُمرها كانت تنتظره مُنذ فتره ..
إبتسم حالما وصل إليها يقول: مرحباً كاتي ، كيف الحال ؟
إبتسمت ومدت يدها تِصافحه قائله: أهلاً ، بأفضل حال ..
نظرت الى إيدن وإنحنت إليه تقول: هل هذا هو الصغير اللطيف إيدن ؟
إنكمش إيدن على نفسه قليلاً بخوف فهو غير مُعتاد على الغُرباء ..
إبتسمت وقالت له: سأكون رفيقتُك طوال الرحله ، لننسجم سوياً حسناً ؟
إنحنى إدريان وهمس بإذن إيدن: لا تقلق ، إنها لطيفه ، أخذتُ وقتاً لأختار فتاةً مثلها ، هي ذكيه وطبيبه وستفهم كُل طلباتك ، لا تخشاها ..
هز إيدن رأسه بهدوء فعاود إدريان الوقوف يقول: سأُرسل لك جميع وسائل التواصل بي في حال إحتجتي شيئاً ولا تنسي أن تُطلعيني على آخر التحديثات ..
مد يده وعبث بشعر أخاه مُكملاً: أرسلي لي مقاطع وصور له فسأشتاق له كثيراً ..
لف إيدن رأسه ناظراً الى إدريان يقول بقلق: هل سأذهب وحدي ؟
إبتسم إدريان له يقول: لا تقلق ، لدي فقط بعض الأمور العالقه عليّ إنهاؤها وبعدها سآتي إليك ، صدقني لن أتأخر ..
إبتسم إيدن في حين تقدمت إليان ومن خلفها ريكس ايبتسم إدريان حال. ؤيتهما ويقول: أنظر من أتى لأجلك ؟
إلتفت إيدن وعند رؤيتها إبتسم إبتسامةً واسعة يقول: ريكس !! إليااان !
وحرك كُرسيه بنفسه ذاهباً إليهما ، تركه إدريان بهدوء وهو ينظر الى مقدار شوقه الكبير لهما وشعر بوجعٍ بصدره جراء هذا المشهد ..
لقد .... أخطأ في حق هذا الطفل كثيراً ..
لا يستحق حتى أن يُسمي نفسه أخاً كبيرا وهو الذي لم يُفكر ولا لمرةٍ في عصيان والدته وزيارته خفيةً كما فعلا ريكس وإليان ..

جلست إليان أمامه وإبتسمت أخيراً بعد أن كانت مُتجهمة الوجه طوال الطريق وهي برفقة ريكس ..
تقدمت بجسدها إليه لتحتضنه قائله: عزيزي إيدن ، وأخيراً ستكون بخير ..
حاول إيدن إبعادها يقول بقلق: أُختي ستتأذي ..!
بقيت تحتضنه وقلبها يعتصر من الداخل ، هي سعيدة لكونه سيتعالج أخيراً ومُتألمة لكونها لم تكتشف مُنذ البداية بأن بقاؤه بمنزلهم طوال تلك الفترة الماضية لم يكن لأجل العلاج !!
أغمضت عينيها وهي تتذكر المُحادثة قبل عدة دقائق ..

-قبل رُبع ساعه-
تجلس بجواره في السيارة بهدوءٍ تام لم يتحدثا فيه أبداً سوى عندما طلب أن تركب معه من أجل الذهاب الى المطار .. وبعدها لم يتخاطبا ..
تحدثت هي أخيراً تقطع هذا الصمت قائله: لستُ راضية في أمر علاجه بالخارج ! سيبدو الأمر وكأننا نتخلص منه برميه بعيداً ..
إنه رأيها الذي كتمته مُنذ أن أرسل إدريان رسالةً يُخبرها فيها عن كونه دبر له مشفى بالخارج وطبيبة خاصه تُرافقه طوال فترة علاجه !
لما في الخارج ؟!!! المستشفيات هُنا كثيره وسيكونون بجواره دائماً ، أما إرسال طفل الى الخارج لوحده فهو غباء بالكامل !
تمنت بأن إدريان لم يُفكر ، لو بقي مُتجاهلاً الأمر لكان أفضل ..
أخيراً علق ريكس على كلامها قائلاً بهدوء: مُنذ متى وهو يتعالج هُنا برأيك ؟ لم يُحرز تقدماً لهذا أنا أوافق قرار إدريان ..
نظرت إليان إليه تقول: يذهب الى مشفىً آخر ، فرنسا لها تقدم في مجال الطب فلما يُسافر الى أمريكا !! هذا غير منطقي !
لم يُجبها ريكس فأشاحت بنظرها عنه وأكملت هامسه تُحدث نفسها: إنه طفل صغير ، سيؤثر على نفسيته أمر بقائه في الخارج لوحده ، وهذا لن يُحرز تقدماً ..
طال الصمتُ بينهما لتسأل إليان أخيراً بهدوء: هل ... الدكتور جان شخصاً سيئاً ؟
عقد ريكس حاجبه ولم يُعلق فأكملت عندما رد عليها بالصمت: ألهذا السبب أنت توافق إدريان بقراره ؟
رفعت عينيها إليه وقالت: هل تعرف ما علاقته بإيدن ؟
لم يُجبها ولكن بالوقت ذاته لم يُبد أي نظرة إستنكار وهذا يعني بأنه بالفعل يعرف عن علاقتهما ببعض ..
تحدثت قائله: ما دُمتَ تعرف علاقتهما فهذا يعني بأنه من الأصح لإيدن أن يُعالج تحت يده ، هو إبنه لذا هو أكثر من سيبذل قُصارى جهده من أجله ألا توافقني الرأي ؟!!
ظهر الألم على وجهها عندما لم يُعلق على كلامها وهذا يدل بأن ما تُفكر به صحيح ..
سألته أخيراً لتتأكد أكثر: الدكتور جان يُعالج إيدن جيداً صحيح ؟ هو يبذُل قُصارى جهده صحيح ؟ هذا ما يفعله الآباء تجاه أبنائهم لذا ...... هل جان يفعل ذلك أيضاً ؟
الصمت كانت إجابته لتعض على شفتيها وتُشيح بنظرها عنه عندما شعرت بإرتجاف جسدها ..
هذا ... مُخيف !
طوال تلك المُده كانت تضن بأنه يُعالج على يديّ جان !
حتى عندما علمت عن كونه إبن جان كرهت الدكتور لكونه هو من خانت والدتها والدها لأجله ولكن لم تفعل شيئاً فهو في الأخير والد إيدن لذا لن تتدخل في الأمر فصحة إيدن هو كُل ما يهمها ..
عرفت كم يكره إيدن علاج الدكتور جان ولكن بعدما عرفت عن كونه والده ضنت بأنه يقسو عليه لمصلحته !
فهذا ما يفعله الأباء أصلاً !!!
ولكن مخاوفها .... تم التأكيد عليها من صمت ريكس ..
شعرت بالغضب وإلتفتت مُجدداً تجاه ريكس تقول بحده: كُنتَ تعرف كُل هذا ولم تتدخل ؟!!!! أي قسوةٍ هذه التي تحملها بقلبك ؟!! حتى ولو لم يكن أخاك فإيدن لا يراك سوى كذلك ! إنه يُحبك أكثر من أخاه الحقيقي فلما تفعل هذا بحقه ؟!!
إرتجفت شفتيها تهمس: كُن قاسياً بأي أحد ولكن ليس بطفل مريض !
شد على أسنانه هامساً: يُطلقون الأحكام كالعادة دون حتى أن يسألوا ..!
وبعد فترة صمت بينهما همست دون أن تنظر إليه: توقف ! سأنزل ، سآخذ سيارة أُجره الى المطار ، لا أُريد البقاء معك في نفس السيارة ..
لم يستمع إليها فشدت على أسنانها تقول بحده: قُلتُ توقف !!
توقف رُغماً عنه عندما ظهرت إشارة مرور حمراء أمامهما ففتحت باب السيارة ليُصدم مما فعلت ويمد يده بسرعه يُغلق الباب وهو يصرخ فيها: أجُننتِ ؟!!
عاد الى مقعده يُغلق زر أمان الأبواب من جهته فحاولت فتح الباب مُجدداً ولكن لم يُفتح معها ..
نظرت إليه بحده تقول: لا أُريد البقاء معك !! إفتح قبل أن أتهمك بمُمارسة العُنف معي !!
رد عليها بحده: كوني عاقلةً يا إليان !! المطار أمامنا مُباشرةً لذا دعينا نصل إليه بهدوء وحينها عودي مع إدريان لو شئتِ !
ضاقت عيناها هامسه: حقير ، لا تملك أي تبريرٍ واحد على الأقل ، لم أتوقعك بهذه القسوة على الإطلاق !
هو حقاً يكره التجادل معها !! فعلى الرُغم من ذكائها وتفوقها الدراسي إلا أنها فتاةً حساسه للغايه ..
وهو شخص يكره أن يعطف على احدٍ ويُبرر له ويُداري أحاسيسه ..
أخذ نفساً عميقاً عندما لاحظ كيف هي بالكاد تمنع عينيها من أن تمتلئ بالدموع ..
قال لها بهدوءٍ تام: أُقسم لك بأني لم أعرف عن كونه يستغل إبنه سوى قبل فترةٍ قصيره ! أعلم كم أن الدكتور جان فضيع للغايه ولكني لم أتخيل قط أنه سيُمارس فضاعته حتى على إبنه !
إتسعت عيناها الحمراوتين بدهشه قبل أن تهمس: ماذا تعني بفضيع ؟ ما الذي فعله بإيدن ؟
أشاح بنظره عنها وحرك سيارته عندما أضائت الإشارة الخضراء فسألته مُجدداً: أجبني !! وهل تعرف أُمي بذلك ؟ وكيف عرفتَ أنت ؟
إنزعجت عندما مارس هوايته المُفضلة وهي التجاهل والصمت !!
تكرهه عندما يفعل هذا !
إختفى إنزعاجها تدريجياً وبقيت تنظر إليه لفترة وهي يبحث عن موقفٍ مُناسب بعدما وصلا أخيراً الى المطار ..
ما إن أوقف سيارته حتى همست له: آسفةٌ لأني نعتُك بالقسوه ..
بعدها نزلت من السيارة دون أي تعليقٍ آخر فتنهد ونزل خلفها ..
**

إبتعدت عن إيدن وبدأت تلمس وجهه بأطراف أصابعها قائلةً بإبتسامه: كُن قوياً ، سأزورك حتماً حال إنتهاء إمتحاناتي وعندما أفعل أُريد رؤيتك قد تقدمتَ كثيراً بالعلاج حسناً ؟
هز رأسه بالإيجاب فوقفت وتنحت جانباً ليتقدم ريكس والذي توتر إيدن حال إقترابه ليقول بسرعه: آسف أخي ، آسف لأني تجاهلتُ كلامك ، أرجوك لا تغضب علي ..
ريكس ببرود: وهل برجائك هذا سيذهب غضبي ؟ لا زِلتُ غاضباً ..!
إتسعت عينا إليان بصدمه وتقدمت منه تقول: هيه ماذا تفعل !!!
رفع يده لها بمعنى ألا تتدخل فعضت على شفتيها وهي لا تفهم كيف يُمكنه ان يُعامل طفل مريض هكذا ..!
ظهر الألم بوجه إيدن وإرتجفت شفتيه يقول: أرجوك أنا آسف ، كُنتُ فقط .... آسف ، أنا ... أرجوك سامحني ..
ريكس: إن كُنتَ تُريد مُسامحتي فأبذل جُهدك لتكون أفضل ، خُذ أدويتك في مواعيدها وتناول أطعمتك وكُن مُتفائلاً دائماً ، عندما يحدث هذا سأُسامحك ..
إيدن بسرعه: سأفعلها صدقني لذا سامحني ..
ريكس: إفعلها أولاً فأنا لا أُريد وعوداً ..
ظهرت الرجفة على صوت إيدن وهو يقول: سامحني الآن أرجوك أخشى ..... ألا نلتقي بعدها !
إتسعت عينا ريكس بصدمه لتتقدم إليان وتجلس أمامه تقول بإبتسامه: ماهذا الكلام إيدن ؟ ستكون بخير وسنلتقي صدقني !
ريكس بهدوء: وماذا لو لم أراك بعدها ؟ هل هذا يعني نهاية العالم ! لا تُفكر بمثل هذا الأمور وكُن بخير ..
عقد إدريان حاجبه ورفع عينيه الى ريكس الذي قال جُملته وأشاح بعدها بوجهه يُشغل نفسه بهاتفه بينما إليان شتمته على فضاضته وحاولت مُلاطفة إيدن ببعض الكلمات التفاؤليه ..
ضاقت عيناه قليلاً قبل أن يأتي صوتٌ من خلفه يقول: إدريان ؟
إتسعت عينا إدريان بصدمه وإلتفت بسرعه ليرى بأنها هي بالفعل !!!
تف بتعجب بفروٍ رمادي تُدفئ جسدها به وقطتها لوسي بين يديها بينما بجانبها خادمتين تحملان حقائبها ..
تقدمت منها فوراً ليلفها قليلاً كي لا تقع نظرها على إيدن والبقيه وهو يقول بإبتسامةٍ متوتره: أهلاً خالتي العزيزه ، أي صُدفة طيبة هذه التي جمعتنا هُنا ، يالها من صُدفةٍ غير متوقعه ولم أحسب لها حساباً ههههههه ..
كان التوتر التام يعلوه حتى لو حاول أن يبدو طبيعياً فعقدت حواجبها وأجابته على سؤاله: لا توجد مطارات في سينت دي لذا قدمت الى ستراسبورغ لآخذ بعض الحاجيات التي تنقُصني وأُسافر ..
إدريان: اه هكذا إذاً ، لم أكن أعلم هذا ..
كايري: ما الذي تفعله أنت هُنا ؟
إدريان: آآه أستقبلُ صديق في المجال الفني ..
حاول المشي ليُجبرها أن تمشي معه ويبتعدون وهو يقول: ولكن هذا من حظي فلقد نِلتُ شرف توديعك بنفسي و...
قاطعته وهي تتوقف عن المشي الذي يُجبرها عليه وتقول بإستنكار: لما تُبعدني عن ريكس وإليان ؟!! لقد كُنتُ أعلم هذا !!! هناك مُشكلةٌ بينهما من دون أدنى شك ..
وإلتفتت لتذهب إليهما ولكن أوقفها إدريان يقول بسرعه: خالتي أرجوك دعيهما إنهما ..... أجل يستقبلا صديق ريكس ذاك الذي يعمل كمدرس في كُلية إليان ، وأنا أنصحك ألا تُقابليه فهو يكره القطط أقصد يُعاني حساسيةً منها لذا ....
قاطعته تقول بهدوء: هل أنا حمقاء الى هذه الدرجه ؟
شعر بالإحراج وإضطر أن يتوقف عن مُحاولاته في إخفاء الأمر أكثر ..
تركته وتقدمت من ريكس وإليان لتنعقد حاجبيها وهي تُلاحظ طفل يجلس على كُرسي مُتحرك ..
سألت بهدوء حال وصولها: من هذا ؟
رفعت إليان رأسها بصدمه ووقفت فوراً حيث كانت مشغولةً بالحديث مع إيدن ولم تلحظ وجودها على الإطلاق بينما رفع ريكس عينيه عن شاشة هاتفه وهو متعجب من وجودها !
هل أخبرها إدريان بهذا أو ماذا ؟
نظرت إليان الى ريكس وكأنها تستنجده فهي لا تعرف ماذا تفعل ووجود خالتها صادم للغاية بالنسبة لها !
في حين لم يستجيب ريكس لإستنجادها فهو حتى الآن لا يعلم هل الأمر كان مُصادفةً أو أن إدريان إستدعاها ..
نظرت كايري بهدوء الى نظرات إليان المتوتره التي ترمُقها لريكس وبات الأمر الآن مُريباً بالكامل !
هُناك سر يخفونه هؤلاء الأطفال ..
تجاهلتهم ونظرت الى الطفل لفترةٍ قبل أن تتسع عيناها بصدمه وتترك قطتها لتنحني منه تُمسك فكه بيدها هامسةً بعدم تصديق: إنه نُسخةٌ مُصغرةٌ من إيدي !!
رفعت رأسها الى إليان وريكس لترى الأولى تُشيح نظرها في الأرجاء بتوتر والآخر يقلب بهاتفه وكأن الأمر لا يعنيه ..
إلتفتت الى الجهة الثانية حيث إدريان الذي كان يضع يداً في جيبه والأُخرى خلف رقبته يفركها مُشغلاً نفسه بتأمل سقف المطار ..
نقلت بنظرها بينهم الثلاثه لفتره قبل أن تقول: لا أحد فيكم يملك الجُرئة ليُفسر لي هذا الموقف ؟
حاولت إليان الإبتسامة تقول وهي تتحاشى إلتقاء أعينهم: أهلاً خالتي ، لما أنتِ هُنا ؟
نظرت إليها كايري بهدوء ثُم الى الآخران والذان لا زال يتصرفان بغباء !
تجاهلتهم جميعاً وإنحنت الى إيدن تقول: عزيزي ما إسمُك ؟
أجابها إيدن بتوترٍ تام: إيدن ..
كايري: إيدن ؟ لا فرق كبير بين إسمه وإسم إدريان !
إبتسمت له مُجدداً تقول: حسناً عزيزي إيدن ، لما أنتَ هُنا ؟ ولما إدريان والبقية معك ؟
رفع عينيه الى ريكس وإليان ولكن لا أحد ينظر إليه ..
يشعر بالخوف من التصرف بمُفرده ، يحتاج الى من يوجهه كما إعتاد ..
بلع ريقه وأجابها: إنهم يودعوني ، سأُسافر مع هذه السيدة ..
نظرت كايري الى حيث يؤشر لترى إمرأةً تُقاربها بالعُمر ، سألتها: عفوا من أنتِ ؟
إبتسمت المرأة قائله: أهلاً سيدتي ، أُدعى كاترينا ، طبيبةٌ خاصة عيني إدريان لرعاية أخاه الأصغر ..
إتسعت عينا كايري بصدمة من كلامها ونظرت فوراً الى إدريان الذي هذه المرة كان ينظر الى قدمه عاضاً على طرف شفتيه ..
تقدمت منه تقول بعدم إستيعاب: إدريان ماذا يعني هذا ؟ كيف تقول أنه شقيقك الأصغر ؟ فهمني !
حاول ألا ينظر إليها وهو يقول: الأمرُ هو ....
عندما توتر ولم يجد ما يقوله قالت بعدم تصديق: كيف لكم أن تملكوا أخاً لا أعرفُ عنه ؟!!! لما لم أره بحياتي كُلها ؟!!!
عندما لم يستطع أن يُجيبها مطت شفتيها قليلاً ثُم قالت: حسناً ، على سؤال جيني بنفسي ..
وحال إخراجها لهاتفها مد إدريان يده على الهاتف يقول: خالتي كلا !
رفعت حاجبها تقول: ولما تمنعني ؟!
بلع ريقه بتوتر يقول: أعني ... لا تُزعجيها ، هي نائمةٌ الآن ..
ظهر الإستنكار على وجهها تقول: نائمه ؟ قبل أن تصل الساعة العاشرة حتى ؟!!! هل تكذب علي في أُختي التي أعرفها أكثر من أي أحدٍ آخر ؟!
إختفى إستنكارها تدريجياً بعدما أشاح إدريان نظره عنها ولكن لا يزال مُمسكاً بيدها حيث هاتفها ..
نظرت الى يده لفترةٍ قبل أن تقول: ما الذي تفعلونه بالضبط من دون علم جيني ؟!
إبتسم إدريان بتوتر يقول: لا شيء خالتي ، نحنُ فقط ....
كايري: أكمل ! فقط ماذا ؟
تدخل ريكس يقول: سيتأخر عن طائرته ، عليه أن يدخل الى صالة الإنتظار قبل الموعد بنصف ساعةٍ على الأقل ..
إلتفتت كايري الى جهته لتتقدم منه قائله: جيد أرى بأنك تملك لساناً ، حسناً أجبني على السؤال الذي لم يستطع أخاك الأحمق أن يُجيب عليه ، ماذا الذي تفعلونه من دون علم جيني ؟ ولما هي تملك طفلاً لا أعرف عنه أبداً ؟!!!
تنهد ريكس وقال: إسأليها هي ، فهي من خبأت الأمر وليس نحن ..
رفعت هاتفها تقول: أردتُ سؤالها ولكن منعتوني فلما ؟
إنزعج ريكس عندما أصبح هو في وجه المدفع ..
رفع عينيه خلفها حيث إدريان ليجد الأخر ينظر إليه بلا مُبالاه ويُشير بعينيه وكأنه يقول "كن أخاً ولو لمره وأنقذنا"
أخذ ريكس نفساً عميقاً وقال: كان مريضاً لذا كان دائماً في رحلات سفر من أجل العلاج .. إسألي جينيفر إن أردتِ مزيداً من التفاصيل ولةن ليس الآن ، فهذه المرة قرر إدريان أن يذهب به الى مشفى لم تُوافق والدته عليه لهذا هو يفعلها من خلف ظهرها ، يُمكنك مُحادثتها غداً في الأمر لو أردتِ ..
نظرت كايري إليه قليلاً ثُم الى البقية قبل أن تستقر أنظارُها على إيدن الصغير لفترة ..
ظهر الحزن على وجهها هامسه: الطفل المسكين !
تشعر بالشفقة عليه ، ومن داخلها غضب شديد تجاه الموقف بأكمله !!!
لما خبئ الجميع عنها أمر إمتلاكها لإبن أُختٍ آخر ؟!!! لما لم يُخبرها أحدٌ عنه !
كيف فعلت جينيفر هذا بها ؟!
الأمر لا يُمكن تصديقه ! هي حقاً غاضبةً للغاية تجاه هذا الأمر وتجاه تصرف جينيفر هذا الذي يُشعرها وكأنها ليست جُزئاً من العائله ..
نظرت الى إدريان تقول: الى أين سيُسافر ؟
أجابها: أمريكا ..
كايري: هذا جيد إنه نفس طريق سفري ، نيويورك ؟
هز رأسه نفياً يقول: بل لوس آنجلوس ..
كايري: لا بأس ، لا يبعُدان كثيراً عن بعضهما ..
أخذت قطتها من يد خادمتها مُكملةً ببرود: أنا سأهتم به ، إن أتصل أحدكم عليه فسأغضب بشده ..
وأشارت لكاترينا قائله: هيّا بنا ..
هزت كاترينا رأسها ورمت نظرةً الى إدريان ليهز الآخر رأسه فتنهدت وذهبت معها وهي تدُف كُرسي إيدن أمامها ..
إلتفت إيدن الى الخلف حيث أُخوته فإبتسمت إليان ترفع يدها تلوح له بينما رفع إدريان صوته قائلاً: سنتصل عليك لاحقاً ، كُن بخير وإستمع الى الخالة جيداً فهي لطيفة وستُحبها كثيراً ..
توقفت كايري وإلتفتت إليه فأشاح بنظره يتأمل السقف مُجدداً ..
تنهدت وهمست: أحمق ..
لتبتسم بعدها بهدوء وتُكمل طريقها ..
وإختفوا بعدها عن الأنظار ..
تقدم حينها إدريان من ريكس وقال: إن كُنتَ تنتظر شُكري فلن أشكُرك ، كان هذا واجبك كأخٍ أكبر ..
ريكس ببرود: وهل طلبتُ شُكراً ؟ يبدو من كلامك وكأنك تُريد فعلها وبشده ..
إنزعج إدريان ليقول بعدها: أجل كُنتُ أُريد ولكني تراجعت ، خسرتَ إمتناني الذي يتمناه الملايين ..
ريكس: أُراهن بأنه لا أحد من هؤلاء الملايين بشرياً صحيح العقل ..
قطب إدريان حاجبه يقول: يارجل ! لما لا زِلتَ تميل الى الإستفزاز الحقير هذا ؟
ريكس: لأنك لا زِلتَ تخسر فيه دائماً ..
إنزعج إدريان وغادر بعيداً عنه هامساً: ما كان علي أن أُحاول التجادل معه ! لديه قُدرةُ عجيبة على الإستفزاز ..

***
10:36 pm



دخلت جينيفر من الباب للتو بعدما كانت في الخارج تُنهي بعض الأعمال ..
رن هاتفها في الوقت الذي أشارت فيه للخادمة أن تُحضر لها طعام العشاء ..
نظرت الى الرقم وتلفتت حولها قبل أن تُجيب قائله: أهلاً دكتور ..
جائها صوت الدكتور جان حانقاً يقول: أمسكي أبنائك قبل أن أقتُلهم بيدي !
إتسعت عينا جينفير تقول بحده: إلا هم يا جان !!! ماذا حدث ؟
حاول ضبط أعصابه وهو يُجيبها: ماذا حدث ؟ بل ماذا لم يحدث ؟ جينيفر المشاكل من جهتك ألا تنتهي ! لقد سئمتُ الأمر وبُت أشعر بأن حُلمي كُله سيتحطم بفضلك ..!
إنزعجت من كلامه تقول: كُف عن هذه المُقدمات وقُل ماذا حدث ؟
صمت قليلاً قبل أن يقول: إبنك إدريان ! صباحاً جاء الى عيادتي وطلب رؤيتي ! تشاجر حتى مع موظف الإستقبال ضناً منه أن يكذب عندما أخبره عن أمر سفري ، والآن وصل الى المنزل حيث إيدن وأخذه منه وإختفيا تماماً !!!
إتسعت عينا جينيفر بصدمه من كلامه وهي تقول: إدريان ؟ تمزح معي !!! هو لا يعرف عن شيء !
د.جان: لا يعرف عن شيء ويأتيني الى العيادة ؟ ومن ثُم يخطف إيدن بعيداً ؟!! أتمزحين معي جينيفر ؟!!
إنخطف وجهها بالكامل وبدأت تُمتر المكان ذهاباً وإياباً تُفكر بكلامه !!
يستحيل أن يصل الى إدريان أي أمر بأي شكل من الأشكال ؟؟؟
ماذا حدث بالضبط ؟
آليكسندر لن يُخبره ، وريكس أيضاً لن يفعل !
هل هو كين إذاً ؟!!
لا أحد غير هذا الحقير يفعلها !!!
أغمضت عينيها تُحاول التفكير بعقلانيه فجائها صوت جان يقول: قومي بإنهاء هذا الأمر بهدوء وسُرعه لأنك لو لم تفعلي فسأفعل أنا ! لا أُريد ان يتحطم كُل شيء بسبب مشاعر الأمومة الغبية التي تملكينها ..
ومن ثُم أغلق الهاتف قبل حتى أن تُعلق !
نظرت الى شاشة الهاتف هامسه: تصرُفاته باتت مُزعجه !
تجاهلته ورنت على إدريان ولكن هاتفه كان مُغلقاً ..
ضاقت عيناها ثُم صعدت الى الأعلى لتتأكد ما إن كان كين الحقير فعلها أو لا !
هذا ليس بمُستبعد فلقد أخبر آليكسندر فما الذي سيمنعه من إخبار إدريان أيضاً ..
دخلت الى الغُرفة فوجدت خادمةً تُنظف المكان ، عقدت حاجبها وسألتها: أين كين ؟
أجابتها الخادمه: لقد تعب صباح اليوم وأخذه أخاه من المدرسة الى المشفى وسيبقى فيها ليومين تقريباً ..
تعب ؟!!
هذا يعني بأنه أطاعها وأكل الحبة بالفعل !
ما دام فعل فهذا يعني بأنه أصبح مُطيعاً لذا يستحيل أن يُخبر إدريان بالأمر ..
إن لم يكن كين فمن فعلها ؟
خرجت من الغُرفة في الوقت الذي عقدت فيه الخادمة حاجبها وهي ترى قُرص دواء مرمي بجانب السرير ، أخذته وألقته في سلة المُهملات وأكملت تنظيف الغُرفه ..

نزلت جينيفر الى الأسفل وقررت الذهاب الى الفيلا لترى إدريان وتعرف منه كُل شيء ..
ولم تعلم بأن إدريان هذه الليلة بالذات قرر البقاء بالفُندق ، فغضبها يوم غد سيكون أهون بمئات المرات من غضبها حين إكتشافها للأمر في لحضتها ..

***
‏12 February
8:51 am


خرج من مكتبه وإبتسامةٍ غريبة تعلو مُحياه ..
ما سمعه من أخبارٍ جيدةٍ بالداخل فتح نفسه لمُحاضرته القادمه ..
وعلى ذِكر الأخبار الجيده ! هاهو يراها تمشي برفقة زميلتها وتربط كم قميصها مُتجهتهان الى مبنى الفصول الدراسيه ..
تقدم منهما فلاحظته صديقتها أولاً لذا إبتسمت قائله: إيلي سأسبقُك الى الفصل ..
وغادرت تحت أنظار إليان المصدومة وهي تقول: ولما تسبقينني أصـ...
توقفت عندما لاحظت آندرو وفهمت تصرف جيسيكا المُزعج ..
تكرهُها عندما تفعلُ هذا ..
توقف آندرو أمامها قائلاً: مرحباً إليان ، هل ما سمعتُه صحيح ؟
تجاوزته دون رد فإلتفت ومشي بجوارها يقول: هل حقاً سحبتي شكوتك تلك ؟ فعلتِها حقاً ؟!!
همست: إبتعد فأنا لا أُريد للطلبة أن يُشاهدوني معك !
تظاهر بالغباء وهو يقول: ماذا ! أنا أُرافق طالبتي الى الصف ، لما ألم تسمعي مُستجدات الأمور ؟
عقدت حاجبها ونظرت إليه ليقول: تم إيقاف الدكتور آرثر لأسبوع تحت ذمة التحقيق فبالأمس ظهر دليلٌ يُدينه لهذا أنا سأُدرس بدلاً عنه حتى يتم التأكد من أمره وحينها أما يعود الى التدريس للترم القادم أو يبحثوا عن بديل له إن تم إثبات التُهم المنسوبة إليه ..
توقفت عن المشي ونظرت إليه بصدمةٍ كبيره وهي تقول: هل أنت جاد أو تسخر مني ؟ كيف بهذه السُرعه !!!
توقف بدوره يقول: هل تعرفين تلك الفتاة التي في صفكم ؟ ذات الشعر القصير الرمادي ببعض الخُصل الزيتيه ؟
عقدت إليان حاجبها وهي لا تفهم مادخل سؤاله في سؤالها فأجابته: أجل إيليت ، ماذا بها ؟
آندرو: لطالما كانت تحوم حولي وعرفتُ أنها مُعجبةٌ بي ومن الجيد أني كُنتُ لطيفاً بالتعامُل معها ، حسناً ... بعد غبائك المُسبق بخصوص ...
تجهم وجهها فإبتسم وعدل حديثه قائلاً: بعد خطأك في تقدير الأمور سابقاً وإتهامك لجميع الدكاتره جُزافاً وبعدما سألتني كثيراً عن الدكتور آرثر بدأتُ أبحث عنه كثيراً ووجدتُ بعض الشُبهات حوله ، قررتُ حينها أن أتحدث الى إيليت هذه وسألتها كُل شيء عنه وعرفتُ حينها عن تصرفاته تجاهك وخصوصاً بأمر الدرجات لذا طلبتُ منها أن تذهب الى المُدير وتُخبره بنفسها عن هذا التصرفات ، أخبرتُها إن فعلت فسيُحجز مؤقتاً ليتأكدوا من إستعماله الصحيح لسلطته بتوزيع الدرجات وحينها سآتي لتدرسيهم ولهذا قبلت مُساعدتي بكُل سرور !
إبتسم وقال: لقد كان وعداً عادياً رُبما لن يحدث ولكنه صادف كونك عُدتِ لوعيك وإتهمته مُباشرةً وحينها كان على الكُلية أن تتخذ إجراءاً بحقه وتتأكد من صحة هذه الإدعاءات ، ومُحاميك زاد من حدة الأمر عندما طلب أن يكون التحقيق قانونياً وليس مُجرد جلسة تأديب في الكُليه لهذا تم تحويله صباح اليوم الى التحقيق الرسمي ، أرأيتِ كيف يُمكن لأن يكون الأمر بسيطاً للغايه ؟ لما كُنتِ عنيدةً في بداية الأمر ؟
رفعت حاجبها تقول ببرود: ولما أنت ؟ لما من بين جميع الدكاتره هُنا أنت الذي يحل محل الدكتور آرثر ؟
إبتسم وهمس لها: رشحتُ نفسي فأنا لن أُفوت فرصة تدريسك ..
إنزعجت وقالت: ألا تعلم كم أكرهك ؟!!!
آندرو: بلى أعلم ولهذا أستفزك ..
صُدمت من رده فضحك لصدمتها وقال: لطيفه ! لقد صدقتني مُباشرةً !
ثُم تقدمها ودخل الى الصف وهي تقف في مكانها مندهشة من الموقف بأكمله ..
همست: أكرهه حقاً !
بعدها فكرت بكلامه كثيراً ..
لا تُصدق بأنه تم إتخاذ إجراءاتٍ سريعةٍ بحق الدكتور آرثر !
لقد كان إدريان مُحقاً ! عندما تتهم شخصاً بعينه فسيتم إتخاذ الإجراءات بطريقةٍ أسرع من لو كان الإتهام يشمل الجميع ..
من الجيد بأنها إستمعت له ..
تتمنى أن يجد المحامي دليلاً على كونه هو من دبر تُهمة الغش بحقها ، تخشى أنه سيُعاقب قليلاً فقط لسوء إستعماله لسُلطته كمُعلم فقط !
رفعت عينيها تنظر الى الصف وهمست: تصرف آندرو دعم أقوالي ، لم يكن لأحد في الصف سيفعلها ويدعم كلامي فالجميع يكره كوني أتفوق عليهم في كُل شيء ، والجميع يحب الدكتور آرثر لذا ..... إن كان ينتظر مني أن أشكره فلن أفعل ..
دخلت الى الصف تحت همسات الطُلاب بشأن آندرو الذي بدأ يكتُب التاريخ واليوم على السبورة البيضاء ..
جلست بجانب جيسيكا وهي تهمس: لا تُكلميني ليومٍ كامل ..
ضحكت جيسيكا وهمست لها: هيّا إنه صديقٌ قديم ، يؤلمني قلبي عندما أرى شجاراً بينكما لذا اود أن ينتهي الأمر بصُلحٍ جيد ..
نظرت إليان إليها تقول: ولن يحدث هذا !! لن أغفر لشخص يستغل الطلاب هكذا !
إبتسمت بسُخريه ونظرت الى إيليت التي كانت تنظر الى الدكتور آندرو بسعادة وحب بالغ وهي تهمس: وللتو لاحظت بأنه لم يكف عن ذلك وإستغل طُلابه مُجدداً ..
تنهدت جيسيكا بملل تقول: لا زِلت تذكرين هذا الموضوع القديم ، هيّا كوني عقلانيه ! لو كان سرق حقوقها بالفعل فلما لا يزال مُدرساً هُنا ؟
أخرجت إليان كتابها تقول: لا أدري ، رُبما له سُلطة لا أعرف عنها ، كُل شيء كان ضده وإتهامه كان علنياً لذا لو كان بريئاً لظهرت براءته علناً ، أغلقي هذا الموضوع رجاءاً ..
فتحت جيسيكا فمها لتتحدث ولكن قاطعها صوت آندرو يُلقي التحية على الطُلاب ليقول بعدها: الدُكتور آرثر يواجه بعض الظروف لهذا سأُدرسكم هذا الأسبوع وأُراجع معكم الدروس الفائته قبل الإمتحانات ، لنتعاون جيداً من أجلكم أولاً لكي تحصدوا درجات جيده في الأخير ..
تهامس الطلبة ورفع أحدهم صوته يقول: أي ظروفٍ هذه ؟!!
بينما الأُخرى قالت: هل هو من سيكتب لنا أسئلة الإمتحان أم أنت !
أجابها قائلاً: لا فكرة لدينا حتى الآن ، ولا تقلقوا إزاء هذا الأمر فعندما تُراجعون الدروس جيداً معي سأضمن لكم أن تحصدوا درجاتٍ جيده مهما كان الشخص الذي سيكتب الأسئله ..
مطت شفتيها وعلقت: نُريد الدكتور آرثر !
علق آخر: ماذا بخصوص الدكتور آرثر ؟ مانوع الظروف هذه بالضبط ؟!!
أجابته أُخرى: سمعتُ بأن اللجنة التأديبية إستدعته ..!
تعجب أحدهم يقول: ولما ؟!! هل هي شكوى ضده ؟
دُهشت أُخرى تقول: الدكتور آرثر !!!!! ولما ؟ من هذا الذي قد يقول كلاماً سيئاً عن أكثر الدكاتره شعبيةً هُنا ؟!!
قطع آندرو عليهم حديثهم قبل أن تتجه الأمور الى الأسوأ وقال: أخرجوا كُتبكم ودعونا نتناقش في الدروس وبطريقة المُراجعة التي تُفضلونها ..
بدأوا يُخرجون كُتبهم لتُعلق إحداهن قائله: هل يُمكن بأن إليان السبب ؟
تحدثت أُخرى: أجل ومن غيرها !! لابد من هذا ..
ضرب آندرو الطاولة قائلاً: لنفتح الآن أول درسٍ ....
قاطعه أحد الطُلاب: أليس من حقنا أن نعرف ماذا حدث بالضبط مع أُستاذنا ؟
آندرو: من حقك ولكن ليس بمُنتصف المُحاضره ، عندما ينتهي الصف يُمكنك الذهاب الى مكتب ....
إضطر للتوقف عن حديثه عندما كانت إحدى الطالبات تتحدث في نفس الوقت الى إليان قائله: يالها من حركةٍ قذرة تفعلينها !!! ألأنك فقط خسرت بعض درجات في مادته إفتعلتِ كُل هذه الجلبة ووضعت حادثة غشك به صحيح ؟!! أنتِ ...
قاطعها آندرو بحده: هدوء !!
أكملت حديثها بعناد قائله: أنتِ فاشله إعترفي بالأمر وتوقفي عن نشر مرضك هذا !!
ضرب أندرو الطاولة بحده قائلاً: توقفي عن إفتعال الشِجار وإلا طردتُك من الحصه !!
تحدثت صديقتها تقول بقهر: لما تُدافع عنها ؟!!!
تحدثت الفتاة قائله بسُخريه: إنه ليس بالأمر الجديد على مُعلم سيء السُمعة مثله ! يتصيد الطالبات المُتفوقات ..!
إبتسمت وعلقت: هذا مُضحك ..
عقد آندرو حاجبه ونظر الى ناحية الصوت ، الكُل نظر الى إليان التي قالت جُملتها بإبتسامةً على شفتيها ..
رفعت إليان عينيها ونظرت الى الفتاة تقول: تنعتيني بالفشل وبنفس الوقت تعترفين بتفوقي ؟ أنتِ مُضحكه !
الفتاة بإستنكار: عفوا ؟!!!
نظرت إليان الى صديقتها وقالت: أنا أُخبرك لما يُدافع عني ، هو لا يفعلها لأجلي ، بل لأجلكم أنتم ..
نقلت نظرها بين الجميع تقول: فما تفعلونه الآن بحقي يُعد تنمراً ! وأنا فتاةً مجنونه قامت بمُقاضاة أُستاذها وستُدخله السجن قريباً لذا لا شيء يمنعني من مُقاضاتكم وتطبيق عقوبات الخدمة الإجتماعية عليكم جميعاً ، عليكم أن تكونوا شاكرين له وتُخرسوا أفواهكم العفنة هذه قبل أن أفعلها حقاً !!
صُدم الجميع من ردها في حين إبتسم آندرو إبتسامةً صغيره هامساً في نفسه: "لا تزال سلطية اللسان وقوية المنطق" ..
ضحك مُكملاً في نفسه: "حسناً من المُحرج أن تتفوق طالبةً عليك يا آندرو ، أخرستهم بينما لم تستطع أنت "
أرتفعت أصوات الهمسات بين الطلبة فتجاهلتهم تماماً فلا أحد منهم تجرأ وواجهها بكلامه وهذا بالنسبة لها انتصار ..
رفعت عينيها بهدوء ونظرت الى آندرو نظرةً مُطولة وهو مشغول بمُحادثة الطُلاب بخصوص الماده ..
أشاحت بنظرها وفتحت كتابها ودفتر ملحوضاتها لتُتابع معهم المُراجعه ..

***
4:12 pm
-Paris-

كان الجو صافياً والشمس باردة والهدوء يعم هذا الحي الهادئ ..
وهي تقف بهدوء واضعةً يديها في جيب بنطالها تسند ظهرها على جدار المنزل وشاردة البال تماماً ..
دقائق حتى سمعت صوت خشخشةٍ في الجوار وعندما إلتفتت وجدته قد عاد لتوه من مكانٍ ما يحمل بيديه كيساً ورقياً وباليد الأُخرى عكازةً يستند عليها ..
توقف حالما رآها وعقد حاجبه ينظر الى هذه الفتاة الشقراء ذات الشعر القصير لتتسع عيناه بصدمةٍ يهمس بعدم تصديق: رين ؟
نظرت الى رجله لثواني قبل أن ترفع عينيها الى وجهه وتُحاول الإبتسامة وهي تقول: مرحباً ، مر وقتٌ طويل ..
لم تختفي الصدمة من عيناه الخضراوتان وبقي ينظر إليها غير مُصدق بأن من يراها أمامه هي رين بالفعل !!
آخر مرة رآها فيها هو بالمشفى عندما ماتت آريستا آنذاك ..
تحاشت النظر الى عينيه وهي تقول: هل ، يُمكننا الحديث قليلاً ؟
إختفت الصدمة تدريجياً ليسألها بهدوء: لما إختفيتِ طوال تلك المُده ؟ وأين كُنتِ ؟
لم تُجبه فتقدم من باب منزله ليفتحه لكنها قاطعته: في مكانٍ آخر رجاءاً ..
نظر إليه فتجنبت نظراته وقالت: أُراهن بأن والدتك لن تُسعد برؤيتي ..
نظر إليها لفترة ثُم فتح باب المنزل ووضع الكيس الورقي وهو يُنادي إحدى أخوته لكي تأخذ الكيس الى المطبخ ..
أغلق الباب وتقدم من الممر الذي يوصِلُ الى المقهى القريب فلحقت به بهدوءٍ تام ..

دقائق حتى جلسا على الكراسي الداخلية للمقهى وطلبا كوبا قهوةٍ لهما ..
بدأت هي الحديث تقول: هل رجلك على ما يُرام ؟
هز رأسه بهدوء دون تعليق ..
سألته مُجدداً: متى سيُمكنك التخلي عن العكاز ؟
أجابها بهدوء: بعد أسبوعين على الأقل ..
وعاد الصمت يسكنهما من جديد ، لا تعرف كيف تُحاوره ، تشعر بأن هُناك الكثير من الحواجز بينهما رُغم كونهما كانا من أعز الأصدقاء ..
بماذا تبدأ ؟ وماذا تقول ؟
مُنذ متى وهي تتردد عندما تتحدث معه ؟
لما تشعرُ بكُل هذا الذنب الكبير يُثقل كاهليها ؟!
همست بصوتٍ بالكاد يُسمع: آسفه ..
رفع عينيه بهدوء إليها حيثُ كانت تُمزق المنديل الخاص بالمقهى بيديها بتوترٍ شديد وعيناها تتحاشا النظر إليه ..
بعد فترة صمت سألها: لما قصصتِ شعرك ؟
أجابته بهدوء: لا أعلم ، رُبما من أجل التغيير ..
جاكي: هل تأذيتِ ؟
نظرت الى عينيه ولم تفهم مقصد سؤاله فوضح ذلك وهو يقول: علمتُ عن أمر إنتشار صورك مع أحد المُغنين ، هل تأذيتِ من الإعلام ؟
دُهشت من معرفته بالأمر وبقيت صامته لفترة قبل أن تُجيبه: كلا ، لقد تولى المُغني الأمر وتوقفت وسائل الإعلام عن الحديث عني ..
هز رأسه بهدوء فتقدمت المُضيفة وأعطتهما كوبا القهوة وغادرت بعدها ..
رشف القليل من قهوته الساخنة وبعد فترة صمت قال بهدوء: الخروج برفقة مشاهير والإهتمام بمظهرك بقص شعرك والسفر هُنا وهُناك ، لابد من أنه كان مُمتعاً ..
أشاحت بنظرها عنه فهي لا تحتمل نظرات العِتاب من عينيه !
لطالما كان الشخص المُتفهم من بين أصدقائها ، الطيب واللطيف والذي يُحبه الجميع ..
تلقي العِتاب منه خاصةً لهو أمرٌ مؤلم ..
تحدث بهدوء: إفعلي ما تشائين وعيشي حياتك كما ترغبين ولكن على الأقل إهتمي بأُختك الصُغرى .. لا ذنب لها كي تتأذى بسببك .. أم أنك تُريدين منها أن تُلاقي مصير آريستا نفسه ؟
نظرت الى سطح قهوتها حيثُ الرغوة الكثيفة لفترةٍ قبل أن تقول: أخبرتني بما حدث ، شُكراً لمُساعدتك ..
صمتت قليلاً قبل أن تُكمل بهدوء: وآسفه لكوني سبباً في تأذيك هكذا ، لقد حاولتُ أن أُبعدكم عن الأمر قدر المُستطاع ولكني فشلت ..
رفع نظره الى عينيها اللتان تنظران الى كوبها بهدوء لتُكمل كلامها بذات النبره: لا أملك ما أقوله بخصوص آري ، لطالما أحببتُها ولا زِلتُ كذلك ، لن يُمكنني أن أجد صديقةً مثلها ، لقد .... أخطأتُ بحقها وتسببتُ بموتها بفضل قراراتي الخاطئه ، لا يُمكنني تصحيح هذا .... مهما حاولت لن يُمكنني فآري لن تعود الى الحياة أبداً ..
قالت جملتها الآخيرة برجفةٍ لم تستطع إخفائها ..
تُحاول تجاهل التفكير بها وبما حدث لها ولكن لا يُمكنها ذلك ..
لقد قُتلت ، وبسببها رحلت عن هذه الحياة !
إنه ذنبٌ شنيع لن يُمكنها التخلص منه طوال حياتها ..
لانت ملامح جاكي الجامده عندما رأى الدموع في عينيها وهمس لها: يكفي ، ألم تقولي لي بالمشفى بأنك لم تكوني السبب ؟ حسناً إذاً لا تُحملي نفسك ذنب ذلك يارين ..
رفعت يديها وغطت وجهها تكتم بُكائها وتُحاول مُعاودة السيطرة على مشاعرها من جديد ..
تنهد ونظر إليها بهدوء حتى أبعدت يديها وأخذت كوب القهوة الباردة ترتشف القليل منه ..
سألها: لما كُنتِ بستراسبورغ ؟
رفعت عينيها إليه وأجابته: أردتُ الهرب والإختباء لفتره ..
جاكي: لما ؟ ومِن مَن ؟
صمتت لفترةٍ قالت بعدها: والدي تورط مع الرجال الذين كان يعمل لديهم ، إكتشف عنهم بعض الأمور السيئة وعندما أراد فضحهم .... قتلوه ..
صمتت قليلاً لتُكمل بعدها: مُسبقاً سرق منهم بعض الأدله وأخفاها ، ضنوا بأني أعرف مكانها ، عندما إستجوبوني عنها كُنتُ خائفه بعض الشيء ، والدي قُتل على يدهم وعصابةً سيئة أمامي !! إنه أمرٌ مُفجع أواجهه لأول مرةٍ بحياتي ، كرهتهم وفي الوقت ذاته خفت من أن يقتلوني أيضاً لذا كُل ما فعلته هو إخبارهم عن كون الأدلة معي وسأذهب بها الى الشرطة إن حاولوا إيذائي ، حدثوني ، رشوني بالمال ولكني لم أتراجع لأني أصلاً لم أكن أملك شيئاً وكذبتي كانت من أجل أن أنجو من ذاك الموقف السابق الذي كُنتُ لأموت فيه بلا شك فهم واثقون من كوني أملكه .. لم أكن أضن بأن الأمر سيتحول الى الأسوأ وسيطال الأذى أصدقائي أيضاً ..
أشاحت بنظرها عنه مُجدداً تنظر الى من حولها مُكملةً: لن يُمكن تخيل مقدار الفزع الذي شعرتُ به عندما ظهر في وجهي وأنا برفقة آريستا ، هُددتُ لأول مرة بأن يتم قتلُها لو لم أُسلم لهم الأدلة ، إنهرتُ بشدة وصارحتهم بكوني كذبت وبكوني لا أملك أي شيء ولكن .... لم يُصدقوني ، وأمام عيني فقدتُها ، ضنوا بأني سأُخبرهم لو تأذت أو أصبحت على مشارف الموت ، وحتى عندما سقطت شبه ميته لم يُصدقوا وضنوا بأني عنيدة لدرجة أن أتخلى عن أي أحد مُقابل ألا أُسلمهم ما أوصى به والدي لي ..
عاودت النظر الى عينيه تقول: أُقسم لك يا جاكي ، لو كُنتُ أعرف ولو قليلاً عن أن الأمر سيصل الى هذا الحد لما كذبتُ في البدايه عليهم .. صدقني .... أنا .....
بلعت ريقها تُحاول إيقاف الرجفة التي بدأت تظهر في صوتها وهي تقول: لطالما عِشتُ عيشةً طبيعية للغايه ، هذا الجانب الفضيع من البشر لم أتصور قط أنه موجود ! حتى بالأفلام التي تُظهر هذا النوع من الناس لم نكن نُفكر ولا للحضه بأنهم موجودون حولنا ، وبأنا لو قابلنا أحدهم فعلينا أن نُفكر ألف مرة قبل أن نتصرف أي تصرفٍ أحمق !!
همست بهدوء تام: الأفلام تصور الواقع، ولكن الأشخاص المرفهين أمثالنا يغترون بنفسهم ويقولون "هذا محض فلم" ! أنا .... أصبح الفلم واقعي ، وإغتراري أفقدني أعز أصدقائي ..
قالتها برجفةٍ تامه مليئةٍ بمشاعر الألم والندم اللذان لن يُغيريا في الواقع شيئاً ..
نظر جاكي بهدوء الى إنكسارها التام الذي لم يعهده مُسبقاً منها ليقول أخيراً: لما هربتِ إذاً ؟
إبتسمت تهمس: ولما أبقى ؟ كان الأمر مُفجعاً ، أردتُ الهروب والبقاء بمُفردي ولو قليلاً ، أنا حتى حاولت الإنتحار ففقدان والدي وصديقتي العزيزه بوقتٍ قصير هو شيء لم يُمكنني تحمله ، فوجِئتُ بعدها بكون الشُرطة تشتبه بي ، وبكون كلود الذي أخبرهم عن كوني السبب بموتها ، كان الأمر كثيراً علي ، خفتُ من مواجهة الأمر ، خفتُ أيضاً من مواجهتكم ، خِفتُ من أن تتضرروا أيضاً كما حدث مع آري فتلك المُنظمة لا تزال تُطاردني ، ولا تزال واثقةً من كوني أملك ذاك الدليل ، الأمر كان مُفجعاً لفتاةٍ عنيدة مثلي إعتادت العيش بحُريةٍ وغرور كأي فتاةٍ عادية دخلت العشرين للتو ..
إبتسمت بهدوء ونظرت إليه تقول: ولكن لا بأس ، إستطعتُ تقبُل واقعي البائس وها أنا ذا أُحاول التخلص منه والعودة كما السابق ..
صمتت قليلاً ثُم قالت: سامحني جاكي ، هربتُ لستراسبورغ لأقطع صِلاتي بكم تماماً ولأُبعد المُنظمة عنكم ولكن شائت الأقدار أن تتضرر بسببي في النهايه ..
وأكملت بعدها: وشُكراً لك على حماية أُختي والتي حتى هي لم يتركوها وشأنها ، ضننتُ بأنها في أمان في منزل جدتي وخاصةً أنها لم تعش معي أنا ووالدي لذا لم أتخيل أن يصلوا إليها ، إني حتى زُرتها لأطلب منها أن تُنكر رؤيتها لي وعلاقتها بي وتُخبرهم عن كوننا مُنفصلين مُنذ الطفوله ، ضننتُ بأنهم سيتوقفون عند هذا الحد فهي طفلة في النهايه ولكن خابت ضنوني ونسيت حينها كم هم عصابةٌ قذره قتلوا فتاةً بريئه لذا لا شيء يمنعهم من إيذاء الأطفال حتى !
جاكي بهدوء: ما كان عليك تركُها طوال الأشهر الماضيه ، على الأقل كان عليك الإطمئنان عليها وتدبير مكانٍ آمنٍ لها بعد موت جدتك ..
إبتسمت بألم هامسه: أعلم ، ولكن حادثة فقداني لذاكرتي أفسدت كُل شيء ..
عقد حاجبه يقول: فقدانك لذاكرتك ؟
رشفت القليل من كوبها لتقول بعدها: خططتُ لشيء حتى أجد مأوى آمن كي أتحضر لخطوتي القادمة في إستعادة حياتي الطبيعيه ولكن الأمور خرجت عن السيطرة نتج عنها حادثٌ تسبب في فقداني لذاكرتي ، لولا حضوري الى باريس برفقةٍ فتاةً من الأُسرة التي إعتنت بي لما قابلتُ ذاك الوغد القاتل ولما بدأت كُل تلك الأمور السيئة التي ضغطت على ذاكرتي كثيراً لأستعيدها في نهاية المطاف ، أتسائل ، هل كُنتُ حينها لا أزال في منزل تلك السيدة أتناول طعام الإفطار وأُشاهد التلفاز كالعاده ؟
جاكي بدهشة: إذاً حادثة ذاك المُغني ؟
اجابته: كان إبنُ السيدة التي إعتنت بي ، ليلتُها حضرتُ لحفلةٍ وهو أعادني بنفسه الى المنزل ، صدقني لم أكم ألعب ، لم أكن حتى أعرف من أكون وما هي الأمور العالقة بسببي ، ليتني إستعدتُ ذاكرتي بوقتٍ أبكر لرُبما تغير الوضع قليلاً ولم تكن لتُصاب بسببي ..
بقيا صامتين لفترةٍ قبل أن يسألها: لما فجأه قررتي أن تُخبريني بكُل هذا ؟ لم تفعليها في ليلة موت آريستا عندما سألتُك عن الأمر بإلحاحٍ شديد ، لما الآن بعد كُل تلك الشهور ؟
إبتسمت بهدوء قائله: هل سيبقى الأمرُ سراً بيننا ؟
عقد حاجبه يقول: ماذا هُناك يارين ؟
رفعت نظرها الى الفراغ بشرود وهي تقول: قررتُ هذا أخيراً ، قراراً قد يبدو أنانياً ..
إبتسمت بسُخريه تُكمل: عجباً ، أشتم صفاتي السيئة التي اوصلتني لهذا الحال وها أنا أستعملُها مُجدداً ..
بدأ جاكي يشعر ببعض الضغط وهو يقول: ماذا هُناك بالضبط يارين ؟
لفت بنظرها تنظُر الى عينيه قبل أن تقول: أردتُ الإعتذار منكما أنتَ وكلود ، أمنتُ لنينا حياةً جيده جداً ، كُنتُ مُحتارةً في الأيام القليلة التي تلت إستعادتي لذاكرتي ولكني الآن أشعرُ بالراحة عندما إتخذتُ قراري الأخير وهو المضيء قِدماً والإنتقام لموت والدي وآريستا ، أعلم مقدار خطورة الأمر لذا جهزتُ نفسي وهيأتُها جيداً لأسوأ الضروف فكما قيل "إن أردتَ الإنتقام فإحفر قبران ، قبرٌ لك وقبرٌ لعدوك" ، لهذا أحاول إنهاء جميع الأمور العالقة ، فلو حدث ومُتُ في سبيل الإنتقام لا أُريد أي ندمٍ يجتاحُني حينها ..
إتسعت عيناه بصدمةٍ يقول: تمزحين ؟!
رين: لستُ كذلك ، إنه قرار سهرتُ طوال ليلة الأمس أُفكر به ، لن يُمكنني إكمال حياتي وكأن شيئاً لم يكن ..
تقدم بجسده الى الأمام يقول بصوتٍ بالكاد بدا هادئاً: عندما مات والدكُ ألم تقولي لنفسك ولو لمرة هذا ؟ ألم تقولي "لما والدي قرر قراراً أنانياً ليكشف فساد المؤسسة التي يعمل لديها ؟" ؟؟ ألم تتمني لو أنه تجاهل ما رآه من أجل أن يُكمل حياته معك ؟ ألم تُفكري بهذا ولو لمره ؟ أجيبيني يارين ؟!!!
أشاحت بنظرها عنه دون جواب ، هذا واضح !
لطالما تمنت هذا ، ولطالما بعد موته ذهبت الى قبره تصرخ فيه وتنعته بالأناني ..
شد على أسنانه وقال بحده: إذاً لما تفعلين نفس الشيء يارين ؟!!! لما تقترفين نفس الخطأ ! هل تُريدين لنينا أن تمر بما مررتِ به من مشاعر ؟!!! أن تبكي كُل ليلة وتصفك بالأنانية التي فكرت بنفسها ولم تُفكر بها ولو قليلاً ؟!! رين هذا قرار غبي أناني جداً !
إعتصر قلبُها ألما من ذِكره لنينا فنظرت الى عينيه مُباشرةً تقول بألم: إن لم أفعل فكيف لي أن أُطفئ نار الغضب والندم بصدري ؟ إني أحترق من الداخل ولا أحد منكم يُمكنه أن يتخيل مدى الألم الذي يجتاحُني كًل دقيقةٍ وكُل ثانيه !!! أعرفُ نفسي جيداً وأعرف عن كوني لا يُمكنني إكمال حياتي وكأن شيئاً لم يكن ! أُكملها وذكرى والدي وآري يُنغصان مضجعي كُل ليله !! لا تصفني بالأنانية وأنت الذي لم تُجرب ما ممرتُ به على الإطلاق ..
شد على أسنانه بغضب وهو يرى نظرات الإصرار والألم في عينيها ..
يعرف هذه النظرات ، هي لن تتراجع ..
إختفى نظره الغضب تدريجياً من عينيه وقال ببرود: حسناً ، إذاً أنا لن اُسامحك مطلقاً ..
إتسعت عيناها من الدهشة فوقف ووضع المال على الطاولة وهو يُكمل: إذهبي وإرمي نفسك الى الموت ولكن صدقيني أنا لن أغفر لك تصرفاتك الماضيه ... وتصرفاتك الآتيه ..
ومن ثُم غادر تحت صدمتها من كلامه ..
ثواني حتى قطبت حاجبيها هامسه لنفسها: هو الأنانيُّ الآن وليس أنا !!
ووقفت تخرج من المقهى كي تلحق به ولكنها توقفت فور ما إن رأته يقف وأمامه شاباً أشقر الشعر بمثل عُمره ..
إنه كلود !
تجمدت أطرافها ولم تدري هل تذهب أو تُواجهه الآن فكلود على عكس جاكي تماماً !
لم يكن بإمكانها أن تُفكر أكثر حالما رفع كلود عينيه لتتلاقى مع عينيها وهُنا عرفت أنه لا مفر من مواجهته ..
كانت تتمنى أن تطلب من جاكي أن يشرح له كُل الأمر أفضل ..!
ثوانٍ حتى إختفت الإبتسامة من على شفتيّ كلود وحل محلها الصدمة وهو يقول: رين ؟؟!
عاود النظر بسرعه الى جاكي فلقد خرج من الباب أيضاً قبل قليل وقال له: ماذا يحدث ؟!! هي رين صحيم ؟!! وكُنتَ تُقابلها مُنذ زمن ؟
تنهد جاكي وقال له بهدوء: رأيتُها قبل قليل لأول مره ..
بقيت الدهشة في عيني كلود لفترةٍ قبل أن يضغط على أسنانه ويتجاوز جاكي مُتجهاُ إليها ..
توقف أمامها مُباشرةً يقول بصوتٍ حاد: هل تجرؤين بعد كُل ما فعلتِ أن تُظهري وجهك أمامنا ؟!!!
تنهدت فشخصٌ مثله لن تتعامل معه كما تتعامل مع جاكي ، فهو لا يُفضل التفاهم على الإطلاق ..!
نظرت إليه بهدوءٍ تقول: هل هذا ممنوع ؟ ألا يُمكنني مُقابلة أصدقائي عندما أُريد ؟! إن لم تكن تُريد أن أظهر أمامك فتحدث عن نفسك فقط ..
جُن جُنونه من كلامها !
لا تزال فتاةً وقحةً كما عرفها دائماً !
نظرت الى قبضة يده عندما شد عليها بغضب فعقدت حاجبها ونظرت الى عينيه تقول: تحكم بغضبك ، فضرب أو الصُراخ على فتاةٍ في الشارع أمام جميع هذه الأعيُن أشبه برمي نفسك من على قمة جبل ، في كِلا الحالتين ستموت ..
بالكاد سيطر على أعصابه من كلامها هذا الذي زاد من غضبه ليس إلا ..
إنها بارده وهذا يستفزه ..
إبتسمت بعدها وهي ترى مُحاولاته المُستميتة بالتحكم بأعصابه وقالت: لا تزال كما عهدتُك ، إشتقتُ لرؤيتك هكذا ..
جُن جنونه ومد يده يسحبها من معصمها بعيداً عن أعين الناس حتى يستطيع أن يُجادلها ويصرخ في وجهها !!
في حين تنهد جاكي وهو يرى رين تُعاود التصرف كما إعتادت بالسابق ، تحرك ولحق بهما ..
توقف كلود حال دخولهما الى داخل الحي وبعيداً عن أنظار الناس وحالما كاد يصرخ في وجهها سبقته تقول: آسفه ..
عقد حاجبه للحضه فأكملت: أفهم كم أنت غاضب ، لكني حقاً آسفه ..
إحتد صوتها تقول بشيء من الإنفعال: كان الأمر مُخيفاً لي فلا تقم بلومي هكذا !! أعرف بأني لي جانباً من الخطأ ولكنه ليس مُتعمداً صدقني ، لا اُريد منك أن تكرهني لهذا السبب ..
صمتت للحضه وأكملت بعدها بهدوء: فقدتُ آريستا ، فقدتُ أحد أعز أصدقائي ، لا أُريد فقدان صديقٍ آخر ، لا أُريد أن تكرهني يا كلود ..
شد على اسنانه بغضب يقول: لكنك أنتِ من قتلها يارين وهربتي !! أياً كانت المُشكلة التي أنتِ فيها لم يكن عليك أن تُقحميها فيها وتتسببين بقتلها !! إنك حتى هربتي !! لن يقعل هذا سوى المُذنبون وحدهم !!!
أجابته بإنفعال: كان الأمر مُخيفاً لي !! لم أكن أنوي الهروب للأبد ، كُنتُ سأُخبركم بكُل شيء ولو عن إتصال على الأقل ولكن حدث لي حادثٌ أفقدني ذاكرتي ، لم أقصد أن أترككم دون أي تفسير ، صدقني ياكلود !!
كلود بإستنكار: حدث لك حادث أفقدك ذاكرتك ؟ هل هذه طريقةٌ جديده في الدفاع عن نفسك ؟!
رين: أُقسم لك بأن هذا ما حدث !
كلود بحده: لستُ غبياً يا رين ، مُنذ متى برأيُك نعرف بعضنا ؟ أعرف ألاعيبك جيداً !!
شدت على أسنانها ورفعت صوتها تقول بحده: وهل أخافُك لكي أُبرر لك وأستخدم مثل هذه الألاعيب !! يُمكنني مواجهتك وإخبارك بالحقيقة فلا سبب يمنعني ! لذا لا يحق لك تكذيبي ما دُمتَ تعرفني حق المعرفه !!
شد على أسنانه وضاقت عيناه لفترةٍ قبل أن يقول: رُبما خوفك من الذنب يجعلك تكذبين !
رين: لقد إعترفتُ بذنبي قبل قليل وقُلتُ بأني سبباً في موتها ولكنه ليس بالسبب المُتعمد !!
عضت على شفتيها تُكمل: لذا أرجوك ! يكفيني لوم نفسي ..
أشاح بوجهه عنها وإلتفت مُبتعداً لخطوتين يُحاول السيطرة على أعصابه ..
إنها تُزعجه وتُغضبه كثيراً !!
بداخله شعوران مُتضادان يتصارعان !!!
أحدهما يراها كفتاةٍ أنانيه قتلت حبيبته بسبب عِنادها والآخر يراها كرين صديقته ، بل أحد أعز أصدقائه التي رافقته لبضع سنوات !
تارةً يرغب بالإنتقام منها لكونها حرمته من الإنسانة التي أحبها لعدة سنوات وتارةً يرغب بمُساعدتها وبتخفيف الألم الذي يجعلها تشعر بِكُل هذا الذنب لدرجة الإعتذار ..

ثوانٍ ليلتفت بعدها إليها مُجدداً يقول: إذاً لما ؟!!! لما ماتت آريستا ؟!! لما كان عليها أن تموت ؟! لما لم تمنعي هذا ؟!! لما كُل شيء بسببك ؟!!!
هزت رأسها نفياً تقول: لا فِكرة لدي ! فقط تورط والدي ببضعه أمور ودفعتُ أنا ثمنها ، دفعتُ ثمن عدم تقديري للأمور ولخطورتها ! رُغم أن والدي قُتل على أيديهم ولكني لم أعي مقدار وحشيتهم ! عندما أخبرت آريستا بما حدث طلبت مني البقاء معها لعدة أيام كي يُشفى قلبي المجروح من حادثة قتله ، لا أعرف لما إنقلبت الأمور ووصلوا إلي ، لم أعرف أنهم مُتوحشون لدرجة قتلهم لنفس بريئه !! صدقني بكيت ورجوتهم أن يتركوها وشأنها ويقتلوني أنا ولكن الأمر كان دافعاً ليس إلا لذلك الوغد كي يقتُلها أمامي !!
شدت على أسنانها وأكملت بحدةٍ أكبر: حتى إنه فعلها مُجدداً وكاد يقتل لوكا أمامي !!!! شخصٌ فاق الحيوانات بشراسته وبوحشيته ! عندما أُقابل مجنوناً مُغتالاً هوايته قتل الناس أياً كانوا فكيف يُمكنني أنا التي لم تكن تعرف شيئاً عن هذا العالم المُظلم أن أتصدى له ؟!!! مشهد موتها يتكرر برأسي كثيراً ويُمرضني من الداخل بشده !!! أرجوك كلود هذا يكفيني صدقني هذا يكفي !!!!
بعدها أشاحت بوجهها عنه بعيداً تُهدأ نفسها التي إنفعلت بشدة وظهر الكُره والألم بوجهها وصوتها ..
بعد كُل هذا كيف لها ألا تنتقم ؟!!!
كيف لها ألا تُعرض حياتها للخطر من أجل الإنتقام ؟!!!
همست بصوتٍ مُرتجف من الغضب: بعد كُل هذا كيف لك أن تطلب مني أن أدع القاتل يستمر بالحياة وكأن شيئاً لم يكن ؟!
إلتفتت الى حيث كان يقف جاكي بعيداً عنهما وأكملت: كيف يمكنك أن تكون أنانياً وتطلب مني هذا ؟!!
نظر إليها جاكي بهدوء ولم يجد ما يقوله لفتاةٍ سيطر الكُره والغضب عليها ولم تعد تعرف كيف تُهدئه سوى بسلوك هذا الطريق الخطير الذي لا عودة منه ..
عرف الآن بأنه مهما قال ومهما فعل فلن تتراجع ..
نبرة صوتها كان وكأن ناراً بداخلها تشتعل وتخرج حرارتها بكلماتها !
إنتظرت منه أي تعليق فلم يقل شيئاً ..
نقلت نظرها بينهما قبل أن تقول: تمنيت أن أذهب وأنا مُرتاحة البال بشأنكما ولكنكما أنانيان بما فيه الكفاية لتستمرا بتأنيبي وبمُصادرة قراراتي !!
شدت على أسنانها وهمست: أكرهكما ..
وبعدها غادرت من عندهما فلا أحد يحاول فهمها !
أحدهم متألم لموت آريستا ويستمر بإلقاء غضبه عليها والآخر بكُل بساطةٍ يطلب منها أن تعيش تاركةً الإنتقام خلف ظهرها !
كسرها ذاك الدارسي كثيراً !! جعلها مكسورةً من الداخل والخارج فكيف تسمح له أن يستمر بذلك ؟
ليست ممن يتم كسرهم وتتنازل !
لا يهمها الموت ما دام هذا في سبيل أن يرقدا والدها وصديقتها بسلام ..
وفي سبيل ان تنعم بالراحة طوال حياتها ..
ربما قراراها مُتهوراً ولكنها ستفعل المُستحيل لكي تخرج منها سالمه ..
لأنها لا تُريد حياةً مليئة بالذُل والخوف من قاتل مثله ..
لا تُريد هذه الحياة مُطلقاً !

***
8:23 pm


أوقف ريكس سيارته ونزل منها ..
أخذ نفساً عميقاً ونظر الى المنزل لفتره قبل أن يدخل إليه وهو ليس مُطمئن على الإطلاق ..
أن يستدعيه البروفيسور هكذا فجأه ؟ وبعد يومٍ واحد من تصريح كارمن له بأنها إكتشفت كونه خائناً ؟!! بالتأكيد لن يكون مُطمئن ..
لا يُريد أن يُكشف الآن ! إنه وقتٌ حساس للغايه !
سأل أول رجلٌ قابله ودلّه على الغُرفة التي يجلس فيها البروفيسور الآن ..
بعد دقائق طرق الباب ودخل ليجد البروفيسور يجلس بهدوء تام على كُرسي من الجلد الأزرق وأمامه صحنُ شوكولا بلجيكيه بجانب كوبٍ من القهوة السوداء ..
تقدم منه وجلس على كُرسي يُقابله فبادره البروفيسور قائلاً: أهلاً ريكس ، مر وقتٌ طويل لم أرك فيه ..
نبرة صوته كانت غريبه لا توحي بشيء وهذا زاد من قلق ريكس ..
أجابه بهدوء: أهلاً ، لما أستدعيتني ؟
سأل مُباشرةً ، هو يُريد معرفة السبب ليرتاح !
إبتسم البروفيسور إبتسامةً غريبة قبل أن يقول: أتذكُر كيف دخلت الى المُنظمة قبل عدة سنوات ؟
ريكس: أذكر ..
البروفيسور: ما كان هدفك حينها ؟
ريكس: جني الكثير من المال ، كُنتُ مبتدأ في شركتي وأردتُ الوصول الى القمة بسرعه ..
البروفيسور: ووصلتها بسرعة بالفعل ، وماذا حدث بعدها ؟
عقد ريكس حاجبه يقول: لم أفهم ..
إبتسم البروفيسور وأشار بعينيه الى صحن الشوكولا يقول: أتُريد واحده ؟
أخذ ريكس واحدةً مُجامله ووضعها على الطاولة أمامه فتحدث البروفيسور يقول: في الآونة الأخيره شركتُك لا تتقدم على الإطلاق ، إنها لا تزال في موضعها مُنذ نصف سنةٍ تقريباً ، حتى عقود الصفقات لم توقع سوى لمرتين أو ثلاثه ، هل هُناك ما يشغل تفكيرك هذه الأيام ؟
بماذا يُجيبه ؟
شركته مليئة بالمُخالفات لهذا هو لا يفعل أي شيء ضخم كتوقيع العقود بالوقت الراهن حتى لا يجلب الأنظار فالوقت ليس مُناسباً بعد ..
أجابه: مشاكِلُ عائلية تحدثُ هذه الأيام لهذا إنشغلتُ عنها ..
نظر إليه البروفيسور لفترة ثُم قال: مشاكل عائليةٌ إذاً ؟
عقد ريكس حاجبه من نبرته وهذه ويتمنى لو يتحدث البروفيسور ويقول ما عنده مُباشرةً !!
أخذ البروفيسور كوب قهوته ورشف القليل منها ببُطءٍ شديد قبل أن يسأل: ما أخبار رين ؟
ضاقت عينا ريكس لوهلة قبل أن ينظر الى البروفيسور يُحاول أن يفهم هدفه من السؤال ..
هل عرف ؟ بالتأكيد جوي أخبره !!
لم يعرف بماذا يُجيبه فإبتسم البروفيسور قليلاً ثُم قال: لم تكُن لتدخل المُنظمة مالم أُسهل لك أنا ذلك ، على الرُغم بأن هوية وإسم والدتك الحقيقي غير موجود بسجلاتك إلا أني عرفتُ كونك إبن أكبر خائنةٍ في تاريخ مُنظمتنا ، لم أُعاملك كخائن لأني على إعتقاد بأن كُل شخص وله حياته الخاصة التي يجب أن نحكم عليه على أساسها ! راقبتُك طوال الفترة التي مضت ، إني حتى جعلتُ دارسي يُنهي جميع مشاكلك التي تعرف عنها والتي لا تعرفُ عنها ، كُنتُ مُتفائلاً بشخصيتك وبالدم الذي يجري في عروقك ، أرى فيك مُستقبل شخص قوي وذكي ذو خطط وأساليب تُفيد المُنظمه .... هل تُراني أخطأت ؟
سأل سؤاله الأخير بهدوء وهو ينظر الى عيني ريكس مُباشرةً فبقي ريكس صامتاً لفترة قبل أن يقول بهدوء: أشكُر لك ثقتك الكبيرة ومديحك هذا ، لا أضُنك أخطأت ولكن شاباً مثلي لابد أن ينحرف عن الطريق التي أرادها عندما يكتشف كون والدتُه قُتلت على يد عضوٍ هُنا ، لا أزال عضواً هُنا ولكني بالمُقابل لا يُمكنني منع رغبة الإنتقام التي تنامت بصدري ..
حاول قدر المُستطاع أن يُجيب جواباً لا يوقعه في المشاكل ..
للتو عرف عن هُوية قاتل والدته أخيراً .. يُريد الإنتقام منه قبل أن تنقلب كامل المُنظمة عليه ..
الخائن مصيره الموت لذا سيسعى ألا تُكشف خيانته وهدفه الأساسي من دخوله بينهم قبل أن يُنهي كُل أموره العالقه !
نظر البروفيسور إليه بهدوء قبل أن يقول: من المُشين أن تضُن نفسك قادراً على خداعي يا ريكس ..
ظهر الأسف في صوته وهو يُكمل: لقد أحببتُك ، ولكن خيانتُك لا تُغتفر ..
إبتسم ريكس يقول: إن سيطرت مشاعر إنتقام على قلبي هل يُعتبر هذا خيانةً في حقك ؟
البروفيسور: بل إستغفالك لي ومُحاولة الكذب علي هو خيانةً بحقي فكيف بكونك تقف في وجه أوامري أيضاً ؟
إختفت إبتسامة ريكس الساخره ونظر إليه دون تعليق فتحدث البروفيسور مُكملاً: لما تُساعد رين وأنت الذي تعرف كم عانت المُنظمة في آخر شهرين من مُحاولة التخلص منها ومن الدليل الذي معها ؟
أجابه ريكس بعد فترةِ صمتٍ طويله: أخطأتُ حينها فلقد أغرتني ببعض معلوماتٍ تمتلكُها بخصوص قاتل والدتي ..
نظر البروفيسور إليه لفترة ثُم قال: وكيف يُمكنني تصديق هذه الكذبه ؟
لم يُعلق ريكس على سؤاله فوقف البروفيسور وتقدم من أحد النوافذ العاكسه يقول: رين تلك خسرت جميع حُلفائها ، حتى ريكارد الذي كان بجانبها طوال الأشهر الماضيه ، والآن كما أخبرني دارسي فلقد لجأت الى ثيو الذي لطالما كانت ترفض جميع إستجواباته ، يُمكنك رؤية كم هي يائسه لدرجة إلتجائها لشخص من الشُرطه ..
صمت قليلاً ثُم قال: تُخفي شخصاً ما أنا أُريده بشده ..
إلتفت ونظر الى عينيّ ريكس مُباشرةً يقول: أُقتُلها وأحضر لي هذا الشخص وإلا ستُقتل أنت !
إتسعت عينا ريكس بصدمةٍ من كلامه فقال البروفيسور ببرود: ماهو قرارُك ؟
بقي ريكس صامتاً لفترة وهو بين خيارين أحلاهُما مُر !
ولكن ..... هدفه له الأولوية القُصوى ..
أجابه بهدوء: كما تُريد ..
إبتسم البروفيسور وقال: أتمنى أن أسمع نتائج إيجابية قبل إنتهاء هذا الأسبوع ، المُهمه ستكون سهلةً بما أنك أنقذتها لمره ، فلينتهي كُل شيء سريعاً وكُن حذراً من ثيو .. يُمكنك الذهاب ..
نظر إليه ريكس لفتره ثُم وقف وغادر ..
ما إن أغلق الباب حتى قال البروفيسور بهدوء: لستُ أحمقاً ياريكس ، أنتَ خائنٌ حتى النُخاع والأدلة كثيره ، أنا فقط أُعطيك فُرصةً للعودة الى الطريق الصحيحه ، فُرصةً لم أُعطها قط لأي أحدٍ قبلك لذا إغتنمها جيداً فأنا لا أُحبذ رؤيتك مقتولاً كوالدتك ..!

***

9:39 pm


لقد أزعجها للغايه ..
ذهبت الى فيلتها ولم تجده هُناك ، إتصلت عليه لتجد إما مُغلقاً هاتفه أو يرن دون أي رد ..
تعرف تصرفاته هذه جيداً !
يفعلها عندما يُقدم على خطأ ويتهرب منه ضناً بأن الرقت كفيل بتخفيف حدة الغضب التي سيتلقاها ..!
تنهدت وحدثت الخادمه تطلُب منها أن تُجهز لها كوباً من الشاي الأسود وتُرسله الى مكتبها قبل أن تسألها عن آليكسندر لتُجيبها بأنه كان هُنا عصر اليوم وغادر قبل ساعتين تقريباً ..
إتجهت الى مكتبها تُفكر بكلامه عندما أعطاها يومان لكِ تُفاتح فيه أبنائها بخصوص كذبة إيدن هذه ..
لن تفعل وسترى ماذا سيفعل عندها ، لن توافق على هذا الطلاق مهما حدث !
عقدت حاجبها عندما رأت باب المكتب مفتوح تقريباً فدخلت ضناً منها أن الخادمة تُنظفه ولكن عيناها إتسعت على وِسعها وهي ترى الملفات مُبعثرةٌ على مكتبها !!
تقدمت الى المكتب ونظرت حوله لترى جُزءاً آخر من الملفات في سلة المُهملات وقد قُطّع لعدة أجزاء ..
سحبت أحد القطع تنظر الى صورة آلبرت برفقة موظفته وهُنا أيقنت بأن الفاعل هو آلبرت لا محاله !!
ذلك الوغد !!! لم يكن هُدوءه من فراغ !
سُحقاً له !
عقدت حاجبها وسحبت قطعة ورقةٍ أُخرى لتتسع عيناها من الصدمة وهي تراهُ جُزءاً من ملف مشروعها الضخم الذي تنوي البدء فيه بالمُستقبل !!
جُن جنونها من شدة الغضب وقالت بحده: أيُها الحقير !!!
تقدمت الى الخارج وهي تنوي الذهاب إليه ولكن خُطواتها تباطئت وإلتفتت بصدمةٍ عارمه الى التُحفة الذهبيه لتتسع عيناها وهي ترى أحد زعانف الحورية مفقود !!
هذا ..... لا يُمكن !
لا يُمكن أن يكون وصل الى هذا الحد !!!!
إلتفتت سريعاً الى جهة زاوية المكتب حيثُ فازةٍ عملاقةً هُناك ..
دفتها قليلاً ليتضح فُتحةٍ صغيرةٍ بالأرض ، مررت أصابعها عليه لتلتصق بعض الأتربة عليه فتنهدت بإطمئنان فهو لم يصل الى هذا الحد ..
ثوانٍ حتى عقدت حاجبها ووقفت بهدوء هامسه: لا تقولوا لي بأنه لهذا السبب ترك الأوراق مُبعثرةٌ على المكتب ؟
تقدمت من الباب وألقت نظرةً الى الخارج ولكن لم يكُن هُناك أي شخص بالجِوار ..
إلتفتت ونقلت نظرها في أرجاء الغُرفة حتى ضاقت عينيها للحضه وتقدمت من مكتبة الكُتب لتجد في زارية المكتب الداخليه كاميرا تسجيل مُثبتةٍ بشكلٍ جيد ولكنه واضح بعض الشيء ..
أخرجت قُرص الذاكرة منه وكسرته هامسه: خُدعةٌ ساذجة يا آلبرت ، حسن مُستواك باللعب قليلاً !
بعدها تقدمت ببرود وأشعلت شمعةً فواحةً بمكتبها ورمت فُتات قُرص الذاكرة فيه لتختلط رائحة اللافندر برائحة بلاستيك مُزعجةٍ وقذره ..!
رفعت عينيها بهدوء الى الباب هامسه: حسناً آلبرت ، أنت من بدأ باللعب بالنار لذا تحمّل حرارتها !
قالت جُملتها بكُل هدوء وصلت الى مسامع وأنظار آلبرت وهو يُراقبها بإبتسامةٍ هادئةٍ من كاميرا أُخرى مُثبتةً بعنايه بزاوية المكتب !




End



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 28-03-21, 10:57 PM   #144

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 65


‏"أعظم إنجاز يمكنك تحقيقه هو أن تصبح نفسك في عالم يحاول بإستمرار أن يجعلك شيئاً آخر."
‏ - رالف إيمرسون -

دخلت الى غُرفته حيثُ كان بابها مفتوحاً على مِصراعيه فرأته يجلس على أريكةٍ مُنفردةٍ ينظر الى هاتفه بتركيزٍ شديد ..
تقدمت منه ولاحظت كرتونا كاميرا على الطاولة التي بجانبه أحدهما من نوع التسجيل والآخر يبثُ مُباشرةً !
سألته: لما إثنتين ؟
عقد حاجبه ورفع رأسه ليقول: إستيلا ؟ لم أشعُر بك ..
نظر الى المعطف الذي ترتديه وسأل: ذاهبةً الى مكانٍ ما ؟
هزت رأسها تقول: زيارة فرانس ، لم تُجبني عن سؤالي ، أوليست كاميرا واحده كافيه للتجسس على جينيفر ؟
هز رأسه بالنفي يقول: ماذا لو شعرت بالخطر عند فقدانها للمُفتاح وخبأت مافي خِزانتها بمكانٍ آخر ؟ وضعتُ واحده بمكانٍ واضح لتضُنها الوحيدة وتشعر بالإطمئنان ..
هزت رأسها مُتفهمه وقالت: وهل حدث شيء جيد ؟
إبتسم بهدوء هامساً وهو يراها تُقلب بالملفات التي على المكتب: أجل ، فقط أنتظرُها تُغادر ..
إبتسمت قائله: هل أفعلُها لأجلك ؟
نظر إليها فإلتفتت وقالت: عليك الإعتماد علي في هذه الأمور ..
ونزلت بعدها الى الأسفل وتوجهت مُباشرةً الى مكتب جينيفر ..
وقفت عند الباب قائله: أين عمي ؟!!
رفعت جينيفر رأسها ودُهشت من وجود إستيلا فهي لم ترها مُنذ فتره ..
تجاهلتها وهي تضع الملفات في الدُرج فإبتسمت إستيلا بسُخريه قائله: غريب هذا ، رُغم كونك تتباهين بإعتنائك لفرانس إلا أنك لم تزوريه ولا لمرةٍ خِلال الأيام الماضيه ! هل يعرف عمي بهذا ؟
جينيفر ببرود: لا أدري ، إسأليه إن أردتِ ..
إستيلا وهي تُطيل الكلمات بشكلٍ مُتعمد: إذاً هـل تعلمـين عن كونـه قد إستيقـظ أخيـراً ؟
عقدت جينيفر حاجبها للحضه قبل أن تقول: مُبارك لكم ..
إستيلا: هذا مُضحك ..
رفعت جينيفر عينيها الى إستيلا بحذر من تعليقها الغريب هذا لتُكمل إستيلا بإبتسامةٍ مُستفزه: ما قاله عنك حال إستيقاظه مُضحك للغايه ، أتوق لرؤية عمي لأُخبره بهذا ، كما أتوق لمعرفة ما سيفعله حال سماعه ، جينيفر العظيمة سقطت أخيراً !
وبعدها إلتفتت وغادرت فضاقت عينا جينيفر وهي تهمس: ذلك الفاشل ! ما الذي وشى به بالضبط ؟
أغلقت الأدراج وإتجهت الى الخارج وعندما كادت أن تُغلق باب المكتب خلفها توقفت للحضه ونظرت الى زاوية المكتب بهدوء ومن ثُم دارت بعينيها بأنحاء المكتب قبل أن تبتسم بهدوء وتُغادره ..

**



خلال دقائق بالمشفى ..
تقف بهدوءٍ أمام سريره الأبيض وهي تهمس: متى ستستيقظ ؟
لم تجد جواباً كعادتها ، وضعت كيس الكعك المخبوز على الطاولة بجانبه ومن ثُم مسحت بيدها على شعره الأشقر الناعم تتأمل وجهه بعينيها الخضراوين ..
إبتسمت تهمس: خبزتُ الكعك المُفضل لك ، هل وصلت رائحته إليك ؟ إنك تُحبه لذا عليك الإستيقاظ من أجله !
تنهدت بيأس ونظرت الى الساعة قليلاً ، إنحنت بعدها وقبّلت جبينه هامسه: أراك غداً ..
إلتفت ولكنها تشجنت من الصدمة وهي ترى إستيلا تقف على الباب وتنظر إليها ببرودٍ تام !
شتت نظرها بالأرجاء بتوتُرٍ بالغ فعلقت إستيلا ببرودٍ قائله: إذاً أنتِ من كان يُحضر الكعك يومياً ؟!
همست بإنزعاج: يالها من تصرُفاتٍ لا طائل منها !!
شعرت كارلا ببعض الضيق وأحنت رأسها قليلاً هامسه: أستميحُك عُذراً ..
وإتجهت الى الخارج وحال مرورها من جانبها علقت إستيلا قائله: يتم رميه يومياً بالقُمامه ! لا طائل من تعبك اليومي هذا لذا كُفي عنه ، وفي حال إستيقاظه إخبزيها لأجله فسيكون سعيداً حينها ..
بالكاد منعت كارلا نفسها من أن تتسع إبتسامتها وهي تهمس بسعاده: حسناً ..
وغادرت وهي تكاد تقفز من فرط السعاده !!
في حين تجهم وجه إستيلا ودخلت الى الداخل تقول: لما عليّ أن أكون لطيفةً معها !!
تقدمت ووقفت أمام فرانس لفترةٍ ومن ثُم ألقت نظرةً على الكعك لتهمس بعدها بهدوء: ولكنها كانت مُهتمةً به حقاً ، هي لا تسعى خلف ماله كما كُنتُ أضن ..
تنهدت وجلست على الكُرسي ونظرت الى فرانس مُجدداً تقول: طال نومك إن كُنتَ لا تعلم ..

**


قبلها بدقائق ..
وقف آلبرت ينظر من نافذة غُرفته بعد خروج جينيفر من الغرفه فلا بد من أنها ستذهب الى المشفى من بعد حديث استيلا ذاك ..
فالمُخطئون يتملكهم الخوف من أتفه الأمور ..
طُرق الباب في هذا الوقت فقال: من ؟
دخلت الخادمه من الباب المفتوح تقول: سيد آلبرت هل لي دقيقةً من وقتك ؟
نظر إليها لتقول ما عندها فقالت بتردد: لقد ... وجدتُ شيئاً غريباً بغُرفة كين أثناء تنظيفي لها ..
عقد آلبرت حاجبه يقول: ماذا وجدتي ؟!
بلعت ريقها وقالت: إنه شيء غريب أشبه بـ... بممنوعات او شيء من هذا القبيل ..
إتسعت عيناه بدهشه يقول: عن ماذا تتحدثين ؟! لا ترمي التُهم جُزافاً هكذا !
إنحنت بسرعه تقول: آسفه ، أعتذر لفضاضتي ..
قطب حاجبيه بإنزعاجٍ شديد لثوانٍ ثُم أغلق هاتفه وخرج قبلها الى غُرفة كين ..
دخلها ودخلت خلفه فسألها: أين هي ؟
تقدمت من الدولاب الجانبي لسريره وفتحته لتُخرج كتاباً منه ..
قدمت له الكتاب فأخذه وفتحه ليُفتح فوراً على صفحةٍ بوسطها كيسٌ به بودرةً بيضاء ..
إنها تُشبه بالفعل الممنوعات كما يعرضها لهم الإعلام بالشاشات ..
أخذ الكيس وقلبه بين يديه وتردد لثوانٍ قبل أن يقطع طرفه ويضع القليل على أصبعه ..
قربها من أنفه لينعقد حاجبيه وبنظر الى الخادمه يقول بإنزعاج: إنه سُكرٌ مطحون !! ألا يُمكنك التفريق قليلاً ؟
إنحنت مُجدداً تقول: آسفه لتسرُعي ، سامحني رجاءاً ..
أشار له بيده بإنزعاج لترحلت فرحلت فوراً ..
ما إن خرجت حتى عاود النظر الى الكيس الذي لم يكن سُكراً مطحوناً على الإطلاق !
أرادها فقط أن تنسى هذا الموضوع ولا يخرج الى أي أحد ..
رفع رأسه الى النافذه وإقترب منها حال سماعه لصوت فرأى جينيفر تخرج من المنزل أخيراً ..
طوى الكيس جيداً ووضعه في جيبه ، سيرى أمره حال إنتهائه من موضوع جينيفر ..
نزل فوراً الى الأسفل وإضطر لإستخدام القوة كي يكسر الباب فلقد كان مُحكم الإغلاق ..
لا يهمه إن إشتكت حيال هذا فيما بعد ... هذا إذا كان لها فُرصةً لتُفكر بالشكوى ..
إتجه مُباشرةً الى المكان وجلس يبحث في الأرض حتى رأى فُتحة الأرض الصغيرة التي تكفي لشيفرة المُفتاح فقط ..
أدخل المُفتاح وأدار المُفتاح ففُتح الغطاء وكشف عن خزنةٍ صغيرة بالأرض ..
عقد حاجبه لثوانٍ قبل أن يشد على أسنانه هامساً: تلك الحقيره !
قالها بعينيه الغاضبتين حيث ينعكس فيهما منظر الأوراق التي قطعها سابقاً !
لقد فعلتها وبدلت أوراقها الخاصة بهذه المُقطعه لتستفزه !!
هذا يعني بأنها هي من أرسلت الخادمه لتُشغله عنها كيلا يلحق بها !
أخرج هاتفه فوراً وإتصل على إستيلا وحالما ردت قال لها: أُخرجي من غُرفة فرانس وراقبيه من بعيد ، إن حظرت جينيفر فأخبريني فوراً ..
لم تفهم ما هدفه ولكن نبرته لم تكن قابلة للنقاش حتى لذا قالت: كما تُريد ..
أغلق هاتفه وأمامه فقط أملٌ واحد !
يتمنى بأنها ذهبت لتفقد فرانس أولاً قبل أن تذهب لمكانٍ آخر لتُخبئ أوراقها هذه ..
فهي حتماً لن تُخبئها بهذا المنزل بعد الآن وستضعها ببُقعةٍ بعيدةٍ عن مُتناول يده ..
لذا لديه أُمنيةً واحده يائسه ..
أن تؤجل ذلك لبعد تفقُدها لفرانس ..

***

10:12 pm
-Paris-


يقف أمام مرآةٍ طويلة بغرفة المعيشة بدون قميصه وبالقرب منه ضماداتٍ جديده ومرهم جروح ..
نزع القديمة من على معدته وبدأ بوضع المرهم عليه وهو يقول: ماذا حدث بالضبط ؟
ورفع عينيه الى الأعلى قليلاً حيثُ إنعكاس لإبنة أخيه وهي تجلس على الأريكة مُنكمشةٌ على نفسها تحتضن الوِساده ..
رفعت عينيها قليلاً تقول: لقد تشاجرتُ مع كلود وجاكي ..
إبتسم قليلاً ليضحك بعدها قائلاً: ألم تذهبي لكي تُصلحي سوء الفهم ؟ أنتِ فاشلةً كعادتك ..
مطت شفتيها بإنزعاج تقول: لا تسخر ! فأنا مُنزعجةٌ ومُتضايقةٌ بما فيه الكِفايه ..
إبتسم وبدأ يضع الضمادات الجديده قائلاً: إن كُنتِ كذلك فلما أفسدتِ الأمر إذاً ؟
رين: لأنهما أزعجاني !! أحدهم طيب أكثر من اللازم لدرجة أنه يتصرف بأنانيه لكي لا أفعل ما أُريده والآخر شرير أكثر مما يجب ولا يُريد مُسامحتي !! لما شخصيتهُما هكذا ؟!!! ألا يُمكنهما أن يكونا وسطيين قليلاً !
لوكا: مُنذُ متى وأنتِ صديقةً لهُما ؟ ألم تتعلمي حتى الآن كيفية التصرف معهما ؟
رين: لم أكن أُجيد ذلك من البدايه ، آريستا هي حلقة الوصل بيننا وتفهم الجميع ، أما أنا ففاشله لهذا بدلاً من التصالح معهما قُمتُ بالشجار ..
لوكا: أُهنئك على شخصيتك الفاشله ..
كاد أن يصطدم وجهه بالمرأة بعدما إرتطمت الوِسادة برأسه من قِبل رين التي إنزعجت من تعليقاته الساخره ..
نظر الى إنعكاس وجهها ليجدها تأخذ وِسادةً أُخرى وتحتضنُها من جديد ..
تنهد وهمس: إنها غاضبة حقاً ..
رمى ضماداته القديمة والمناديل بحاوية النفايات قبل أن يغسل يديه ويتقدم حيثُ تجلس وهو يسأل: ذهبتِ الى الشُرطي المُزعج ذاك ؟
رين: كلا ..
تعجب وقال: لما ؟ قُلتِ بأنك ستذهبين إليه بعد أصدقائك ..
تنهدت وقالت: كان مِزاجي مُعكراً ..
نظرت إليه وقالت: وأيضاً أردتُ رؤيتك أولاً لذا إنتظرتُك حتى تصحو من النوم ..
لوكا بتعجب: ماذا هُناك ؟
سألته: كم تملك من المال ؟
إبتسم وقال: آها إذاً أفلستِ ..
إنزعجت هامسه: لا تقُلها هكذا !
ثُم أكملت: نعم نفذ المال الذي معي ، ونصف أغراضي فُقدت عندما فقدتُ ذاكرتي لذا لا يُمكنني أن أسحب من رصيدي البنكي ، ولا يُمكنني الذهاب الى منزلي وهو مُحاطٌ برجال موريس ، لذا أقرضني بعض المال ، الكثير منه إن كان يُمكنك ..
لوكا: كم تُريدين ؟
رين: شيئاً يتجاوز الخمس آلاف يورو ..
إتسعت عيناه من الدهشة يقول: ماذا تُريدين بكُل هذا ؟
رين: سأُعطي السيدة جينيفر الألف الذي أعطتني إياه سابقاً ، والبقية لريكس حيث أعطاني المال أكثر من مرة وإشترى لي هاتفاً باهض الثمن أيضاً ، لا أُحب أن أكون مدينةً لأحد ..
هز رأسه مُتفهماً يقول: حسناً ، سأُعطيك بطاقتي فمن الخطير أن تحملي كُل هذا المبلغ معك ..
رين: وإن إحتجتَ أنت الى بعض المال ؟
إبتسم يقول: ما فائدة التقنيات الحديثة برأيك ؟ يُمكنني الدفع عن طريق هاتفي لا تقلقي ..
رين: هذا جيد ..
لوكا: ماهي خُطتك ؟
رين: لن أُخبرك ؟
تعجب وقال: لما ؟
رين: أتضُنني حمقاء ؟ أعرف بأنك تُحاول تجميع أكبر قدر من المعلومات عن خططي حتى تُساهم بها حالما تشعر ببعض التحسن ، لن أُخبرك ..
دُهش من كلامها ليبتسم قائلاً: هل أنتِ جاده ؟ وأترك نينا وحدها ؟!! لستُ سيئاً بقدرك ..
ضايقها كلامه رُغم أنها تعرف بكونه قالها ليستفزها كالعاده ..
لا تُحب أن يقول لها أحدهم أنها سيئة وخاصةً إن كان الأمرُ يتعلق بنينا ..
هي تفعلُ كُل هذا لأجلها ، لا تُريد منها أن تُجرب تلك المشاعر المُرعبة مرةً أُخرى !
إن لم تتخلص من المُنظمة فسيضلون يُلاحقونها وقد يتعرضون لنينا مُجدداً !
وهذا شيء لا يُمكن لها أن تتحمله ..
همست للوكا: دعني أفعل ما أراه صائباً ، لا تحكم قراراتي الخاصه ، لا تتدخل فيها ، هذه مُشكلتي وسأحلُها بنفسي ..
نظرت إليه وأكملت: لو تتدخلتَ وحدث خطأ فسألومك أنت حتى لو كان هذا خطأي ، لا أُريد هذا !! أكره أن أتهم غيري بأخطائي ولا يُمكنني منع هذا لذا لا أُريد أي سبيل قد يجعلُني أفعلها ..
لوكا: رين ، كلامُك بالضبط أوجهه لك ، لا تمنعيني عن فعل ما أُريد حسناً ؟
وقف وإتجه الى المطبخ يقول مُغيراً الموضوع: سأطبخ لكما طعام العشاء ، ماذا تُريدين ؟
نظرت إليه لفترةٍ ثُم إبتسمت قائله: وكأنك تعرف تطبخ شيئاً غير الباستا !!
ضحك من داخل المطبخ يقول: تُراهنين ؟
إبتسمت وهي تُخرج هاتفها وتكتب فيه بعض كلماتٍ قصيره لتُرسلها مُباشرةً الى ثيو ..
تفهم عمها ، وتفهم مشاعره وكانت لتفعل ما سيفعله ولكنها لن تحتمل فكرة فقدانه !
الثواني المُرعبة التي شعرت فيها حال توقف قلبه لا تُريد أن تعيشها طوال عمرها ..
بتاتاً !

***

13 February
8:11 am



أوقف سيارته في الحي الذي أشارت له مُسبقاً ..
نظر الى جهتها ليجدها رُغم جلوسها ومقعدها الغير مُريح إلا أنها مُغمضة العينين وقد غلبها النُعاس رُغماً عنها ..
إبتسم هامساً يُقد جُملتها التي قالتها قبل عدة ساعات: "أنام ؟ ومن قال اني غبية لأنام بسيارة عدو!"
نظر بعدها حوله وهو يتسائل لما إختارت هذا الحي بالذات ..
تنهد وأرجع المقعدة قليلاً الى الوراء ليسترخي بجلسته وبدأ يُقلب بهاتفه يُراجع بعض الأمور المُهمه ..
دقائق قبل أن تعقد حاجبيها وتفتح عينيها تدريجياً وسُرعان ما أيقنت بأن النوم غلبها رُغم كُل مُحاولاتها ..
أغمضت عينيها قليلاً وهي تتذكر تهديدها الذي لم تفي به ! الأمرُ بحق مُحرج !!
تحدثت تقول: هل سنبقى بالسيارة طويلاً ؟
رفع عينيه الى جهتها يقول: كلا ، كيف كان نومك ؟
لما عليه أن يكون وقحاً ويُذكرها بهذه الطريقة الملتويه ؟
تجاهلت سؤاله تقول: هل أنت واثق بأن لا أحد تبعنا ؟
أجابها: من باريس الى ستراسبورغ وأخذنا قرابة الست ساعات ، برأيك كم من طريقٍ ملتوي أخذت ؟
وسألها بعدها: هل هذا هو المكان الذي تُريدينه ؟
نظرت بإتجاه كُشك الأعمال اليدوية الصغير الذي عن يمينها وقالت: أجل هو ، قبل أن ننزل علينا أن نتحاور أولاً ..
أطفأ هاتفه يقول: ألم ننتهي من إتفاقنا ؟
هزت رأسها نفياً تقول: كلا ، هل فعلتَ أولاً ما طلبتُه منك ؟
إبتسم بهدوء دون تعليق ، حتى وإن كانت في العشرين فما دامت أصغر منه فرُغماً عنه يرى تصرفاتها طفولية للغايه ولا يُمكنه إستيعاب أنها تتحدث بهذه الطريقة الجاده ..
روانا والتي هي أكبر منها بعقدٍ كامل يراها طفله ، لذا يُضحكه حديثها الجدي ..
لم تغب إبتسامته الغريبة عن عينيها فرفعت حاجبها تقول: إن تذكرتَ نُكتةً فأسمعني إياها علني أضحك قليلاً ..
فتح هاتفها ودخل الى ألبوم الصور ثُم أراها صورةً للمبنى الذي بداخله شقة عمها وأختها قائلاً: هو هُناك يُراقب مُنذ ثلاث ساعاتٍ تقريباً ، لا تقلقي من هذا الشأن ..
سألتها: وهل هو على قدرٍ من الثقة والمسؤوليه ؟
أجابها: كُل من يعمل لدي أثق بهم جداً ..
صمتت لفتره ثُم قالت: حسناً سأُخبرك بالسر الذي لدي على شرط أن تُخبرني أنتَ أولاً بإسم الجاسوس الذي يعمل لديك ..
نظر إليها لفتره ثُم فتح الهاتف مُجدداً ودخل الى تطبيق خاص فتح فيه ملفاً ومن ثُم أدار الهاتف الى وجهها يقول: هذه ..
نظرت الى الصورة لتتسع عينيها بدهشةٍ وهي ترى إمرأةٍ بأحد المطاعم التي تمنح الخصوصية تجلس أمامه تماماً ..
شعرها الأسود هذا تعرفه جيداً فلقد جذبها طوله وقصة مثله تماماً !!
كانت ستصرخُ فيه تنعته بالكذب ولكنها معه بالصوره !!
إنها حقاً في صفه !
واحدة من الرؤساء الثلاثه !!
لا يُمكنها أن تُصدق !
رفعت عينيها الى عينيه وفي هذه اللحضة أيقنت وتأكدت بأنه حقاً صريح معها ولا يحتفظ بأي شيء لنفسه !
وأنه يثق بها تماماً وهذا جعلها تشعر برغبةٍ في أن تثق به ثقةً عمياء بالمُقابل ..
فجاسوس بهذا الثقل لم يكن ليُريها إياها إن كان يملك ذرة شك أو نيةٍ صغيرة في الخيانه ..
خرج من التطبيق وأغلقه في حين سألته: كيف هي جاسوسةً لديك ؟ إنها شريرةٌ مثلهم !! الى هذه اللحضة أتذكر إستيائها الشديد تجاه والدي لقيامه بخيانتكم ، كان وجهها حانقاً ويستحيل أن يكون هذا تمثيلاً ! لطالما أمرت بقتلي ، حتى أحد أعضائها خانها لمُساعدتي ، أنا لا يُمكنني أن أفهم !
وقبل حتى أن يُجيب عن تساؤلاتها سألته مُجدداً: ولما إذاً تُريد مني مُساعدتك وأنت تملك شخصاً أقوى مني الى جانبك ؟ إن كانت جاسوستك فمركزها كفيل بأن يُحقق لك إنتقامك بأسهل طريقة ! فلما لم تُحققه مُنذ البداية ؟
علق قائلاً: ألا يُمكنك أن تسألي سؤالاً واحداً في كُل مره ؟
صمتت قليلاً ثُم قالت: لما لم تنتقم منهم حتى الآن ما دُمتَ تملكها الى جانبك ؟
أجابها: كان هُناك ظُروف مُعينةً لهذا الإتفاق لذا بيننا شروط تمنعني أن أنتقم بشكلٍ مُباشر ..
رين: وماهي هذه الشُروط ؟
أجابها: مبدأ الأخذ والعطاء ، لن تُعطيني ما أُريد إلا في حال أن أُعطيها شيء بالمُقابل ، لن تفعل شيئاً لأجلي إلا في حال فعلتُ أنا ذلك ، وعلى المعلومات التي أطلبها ألا تضر المنظمة بالكامل ، فأنا فقط أُريد الإنتقام ممن تآمروا على الغدر بوالدي وهي تُساعدني على هذا فقط ! فالمُنظمة بعد كُل شيء تعدها منزلها الثاني لذا لا تُريد تدميره ..
عقدت رين حاجبها بإستنكار تقول: إذاً أنت لن تُنهيهم عن بكرة أبيهم ؟!!!
أجابها: من قال ؟ سأفعل هذا وحدي دون مُساعدتها ، إتفاقي معها ما زال قائماً ، ولكن هذا لا يعني ألا أفعل شيئاً آخر لوحدي ..
رين: وهل هي تعرف ؟
ثيو: لم أُخبرها ولكنها بالتأكيد أيقنت هذا ..
سألته: وكيف إذاً تفعل شيئاً لأجلها في حال أردتَ شيئاً بالمُقابل ؟
صمت قليلاً يُفكر ثُم قال: أستعمل سلطتي في التغطية على زلاتها ، مثلاً فشلت آخر مرة عملية تهريب وحُرقت البضاعة وجذبت نيرانها أعين الشُرطه ، إضطررتُ للتحدث والتدخل كي يُغلق التحقيق في الأمر ..
إستنكرت رين هذا وقالت: إذاً أنت تستعمل سِلطتك في الشر ؟!!
ضحكت وهي تُكمل: لم أكن مُخطئةً عندما كرهتُ ممثلي العدالة !
تنهد وقال: وهل قِلتُ لك ساعدتُها على التهريب ؟! أنا أيضاً لدي شروطي في التغطية على أفعالها ! بضاعتها حُرقت وإنتهى الأمر فماهو الضرر في التغطية عن الأمر ؟ لا أضر أحداً ولا أخدع العدالة ففي النهاية سيكون تحقيقهم من دون فائدة إن تم التخلص من كل كاميرات المُراقبة حول المكان ، وحتى وإن وجودوا دليلاً فلن يُفيدهم كثيراً ..!!
ضاقت عيناها بشك وهمست: لم أرى قط بحياتي شخص إستغلاليّ بقدرك ! ليس البشر فحسب بل حتى العلاقات ومركزك ، كُل شيء تراه تستغله ..
إبتسم يقول: إنه في دماء عائلتي مثلما كان العناد وكُره العدالة في دماء عائلتك ..
أطفأ السيارة يقول: والآن ألن ننزل ؟
بقيت تنظر إليه لفتره ثُم سألت: لما تُخبرني بكُل هذه الأمور الحساسة للغايه ؟
أشار الى عينيها يقول: لأنهما كانتا مليئتان بالحذر ، حتى ردات فعلك ، وحديثك ، ونبرة صوتك ، كُنتِ حذرةً للغايه وأُراهن أنك لم تكوني لتُخبريني عن سرك لو إستمر هذا الحذر لذا أردتُ أن أُريك موقفي بالكامل تجاه هذا التعاون ..
بعدها نزل من السياره فبقيت في مكانها لفتره قبل أن تفُك حزام الأمان وتنزل من السياره التي كانت مؤجرةً تفادياً لتتبعهم لسيارته فلقد أصبح على علم بأنهم يعرفون علاقتهما ببعض ..
نظر إليها ينتظرها أن تتقدم فلقد أخبرته سابقاً بأن سرها ليس بمعلومة بل بشخص ..
يملك فضولاً ليعرف ماهو بالضبط هذه الورقة الرابحة التي تمتلكها ..
أما هب فلم تتحرك من جانب السيارة لفتره حتى إلتفتت إليه تقول: ومن هم ؟ أقصد الذين تآمروا على قتل والدك ؟
أجابها: دارسي وفيكتور ، عينا قناصاً ماهراً لأجل ذلك ..
لقد أجابها مُباشرةً ، لم يُظهر أي تردد فلما هي مُتردده ؟
كانت ترغب بأن تتحدث مع ريكس اولاً عن الأمر ولكن سير الأحداث جعلها تصل الى هُنا قبل أن تُقابله ..
هل لا بأس مع ريكس لو علم أنها أخذت ثيو الى أخاه قبل حتى أن تُخبره عنه ؟
لا بأس ... ستفعلها ..
إنها رغبتها الخاصه وسيتفهم الأمر دون شك ..
تقدمت ومرت من جانب الكُشك فلحق بها ثيو وهو يتفحص المكان حوله ..
وبعدما دخلت من عدة ممرات توقفت أخيراً أمام مبنىً هالك تقريباً وذهبت الى رجل الإستقبال ..
إبتسمت له تقول: آسفه لتأخري ، سأدفع الإيجار الآن لذا هلّا سلمتني الهاتف ؟
أعطاها هاتف مارك الباهض الذي وضعته معه كرهان حتى تدفع له الإيجار وهو قبل به بكُل سرور فثمن الهاتف يُساوي إيجار شهرٍ كامل في مبناه القديم هذا ..
أعطته البطاقه فوضعها بالجهاز وهو يقول: لقد نزل أخاك وطلب الهاتف لدقائق وقبلتُ بهذا ، كُنتُ لطيفاً معه فشخص آخر لم يكن ليكون مُهملاً مع مرهوناته ..
إبتسمت تُجاريه قائله: شُكراً للطفك ، تستحق إكرامية لأجل هذا ..
إبتسم فهذا ما يُريده في حين كان ثيو يُراقب بهدوء وهو يتسائل ماذا قصد هذا الموظف بأخاها ؟!
دقائق حتى أخذت بطاقتها ومن ثُم إتجهت الى المصعد فلوح لها الموظف قائلاً: أتمنى لك إقامةً طيبه ..
صعدت وصعد ثيو خلفها وخلال ثوانٍ أوصلهم المصعد الى الطابق الثالث فإتجهت مُباشرةً الى باب الشقه وطرقت الباب ..
سألها: ألن تتحدثي قبل أن تُدخليني على شخص غريب ؟
رين: لن أفعل ، لا بأس بأن تشعر بالتوتر قليلاً فأنا لا زِلتُ حانقةً بخصوص إستغلالك لي ..
رفع حاجبه ولم يُعلق على الموضوع ، ولكن إجابتها أراحته قليلاً فلقد شك للحضه بأنها ستوقع به ..
فُتح الباب وخرج من خلفه مارك الذي ما إن رآها حتى قال بإنزعاج: أخيراً !! أُقسم بأني سأقتُلك عـ...
بتر جُملته عندما لاحظ الشاب الذي خلفها في حين تجاوزته رين تقول: ألم أقل لك أني أُختك الكبرى ؟ الإخوة الكِبار يحق لهم فعل ما يشاؤون ..
إنزعج يقول: كلا ليس كذلك ..
بعدها عاود النظر الى ثيو الذي كان عاقد الحاجبين ينظر إليه بتفحص ..
إلتفتت رين الى الخلف تقول لثيو: ألن تدخل ؟
تقدم ثيو ليدخل فتراجع مارك الى الخلف وما إن دخل حتى مد مارك يده وسحب رين قبل أن تُرافقه الى الداخل ..
همس لها: من هذا الغريب ؟!!
إبتسمت وهمست له: ستعرف ، إصبر ..
أخرجت هاتفه من جيب معطفها وقالت: خذه وشكراً لجعلي استخدمه ..
أخذ الهاتف منها وهو منزعج من إجابتها التي لم تُجبه عن شيء ..
إبتسمت لملامحه المُنزعجه وقالت: هل لي أن أطلب طلباً آخر ؟ أُريد التحدث مع هذا الرجل على إنفراد من فضلك ..
مارك بسخريه: آها ، أذاً تطرديني ؟
رين: رُبما ..
رفع حاجبه من إجابتها المُستفزه لتضحك وتُعلق قائله: آسفه آسفه ، فقط لدقائق قليله ، اعدك حينها بأنِي سأُخبرك بأمرٍ لم تتوقعه على الإطلاق ..
مارك: اقنعيني بطريقةٍ أفضل من هذه ..
تنهدت وفكرت قليلاً قبل أن تقول: ماذا لو أخبرتُك بأن لوالدتك إبن قبل زواجها بوالدك وإنجابك ؟
إتسعت عيناه من الدهشة تدريجياً وهو يهمس: آليـ.. رين ... أُقسم بأني لن أُسامحك لو كُنتِ تسخرين مني ..!
رين: لا أسخر ، بالفعل لديك أخ أكبر ..
تقدم خطوةً منها يقول: ولما لم يُخبرني والدي عنه ؟!! أعني ...
قاطعته: أعدك بأني سأُخبرك كُل شيء ، لذا هلا تتركنا بمُفردنا ؟
صمت لفترة ثُم قال: سأجلس بردهة المبنى ..
رين: جيد ، إنتبه من الخروج للخارج فالحي غير آمن كما أخبرتُك سابقاً ..
هز رأسه وغادر وعقله منشغل تماماً بجملتها تلك ..
أغلقت رين الباب ودخلت الى غرفة المعيشه حيث سبقها ثيو بالجلوس وهو يضع معطفه بجانبه ..
سألته وهي تجلس: أتُريد شرب شيء ؟
أجابها بالنفي فلقد خمن من جلستها بأنها سترفض صنع شيء لو أجابها بالإيجاب ..
في حين مطت شفتيها وودت لو قال أجل كي تُحرجه بالرفض فما زالت بداخلها منزعجة على إستغلاله ذاك ..
تحدث أولاً يقول: والآن ماذا ؟ هل هذا هو الشخص ؟ أخاك الذي لا أعرف من أين خرج ؟ أسرارك العائليه لا دخل لها بالمُنظمه إن كُنتِ لا تعلمين ..
إبتسمت تقول: يُمكنني إستشعار فقدانك لأعصابك بنبرتك ..
ثيو: رين نحنُ لسنا أطفالاً ، أكاذيبك الطُفولية هذه ...
قاطعته: ولما حكمت علي بالكذب ؟ لما أنت مُستعجل ؟
ثيو: صدقيني رين لا سبب يدعوني للإستعجال بخِلافك أنتِ ..
نظرت إليه لفتره ثُم قالت: إنه إبن آليس ..
عقد حاجبه للحضةٍ قبل أن يقول: ولكن ريكس إبنها الوحيد كما أعرف ، تطلقت هي ووالده وهو بعمرٍ صغير لذا ...
إبتسمت تُقاطعه: ومن قال بأن والده هو آليكسندر ؟
ضاقت عيناه للحضة قبل أن يقول: حسناً وفي ماذا قد يهم هذا الطفل ؟ آليس ماتت ، وجود طفل لها أو إثنان أو حتى عشره لا يهم فهي ليست العدو ..
رين: وماذا لو أخبرتُك بأن والده هو البروفيسور ؟
ضاقت عيناه للحضة قبل أن يسأل: هذه ليست بمزحه ؟
هزت رأسها نفياً فتقدم بجسده الى الأمام بعدما كان مُسترخياً وهو يقول لها: كيف ....
صمت قليلاً وهو بحق مُندهش ليقول بعدها: هل البروفيسور يعلم بأمره ؟
رين: أجل ، ليس مُنذ البدايه فلقد حرصت آليس على إخفائه ولكنه في الأخير إكتشف الأمر ومن حينها وهو يبحث عنه في كُل مكان ..
ثيو: وكيف تعرفينه أنت ؟
رين: حسناً الحسنة الوحيدة من فقداني للذاكره هو إلتقائي به ، كان مُجرد جار وكُنتُ مُجرد فضوليه وهكذا عرفنا بعضنا ..
ثيو: جار لمن ؟ هل يعلم ريكس بهذا ؟ هل لهذا ...
وإستمر يسألها وهو بحق مندهش من هذه المعلومة القويك التي لم يتخيل وجودها على الإطلاق ..
مندهش وبداخله حماسةً ترتفع فالأمور أصبحت بصالحه أكثر من قبل بكثير ..

***


1:12 pm



خرجت من صفها الذي تدرس فيه لوحدها من دون صديقتها جيسيكا وإتجهت تمشي بهدوء الى الخارج لتعود للمنزل ..
تنهدت بهدوء وهي تقرأ رسالة والدتها التي أرسلتها لها صباح اليوم تطلب منها أن تُنادي إدريان الى الفيلا وتوهمه بأن والدتهما ذهبت الى ليون من أجل بعض الأمور العالقه الخاصة بجدهما المتوفي ..
أغلقت الهاتف تهمس: سوف تُشاجره ، وسيتم إدخالي في الشجار دون شك ..
صمتت قليلاً مُفكره تقول: ولكن .. لم تقل شيئاً عني ! أهذا يعني بأن خالتي لم تقل شيئاً لها ؟ أتضنُ إدريان فعلها لوحده ؟
إبتسمت ونسيت التفكير في هذا الأمر عندما وجدت المُحامي يقف بهدوء عند باب الكُلية يُطالع في الملف الذي بين يديه ..
توقفت أمامه تقول: عِمتَ مساءاً ، كيف الحال ؟
رفع رأسه لها وإبتسم بلباقةٍ يقول: أهلاً ، عِمتِ مساءاً ، كيف كان يومك ؟
أجابته: جيداً ..
إبتسم مُعتذراً يقول: آسف لتأخري في إنجاز الأمور ، أُراهن أنك تواجهين بعض المُضايقات بسبب هذا ، سأحرص على أن يُكشف كُل شيء وسيعتذر لك الجميع بعدها ..
أجابته بإستنكار: لا تقلق تجاه هذه الأمور التافهه ، يُمكنني تدبر أموري بسهوله ، ركز في عملك وخُذ وقتك ، الأهم لدي هو النتيجه ..
إبتسم لكلامها ليقول بعدها: طلبتِ رؤيتي قبل مُغادرتي للكلية ، ما السبب ؟
صمتت للحضة لتقول بعدها: هُناك أمرٌ يخص الدكتور أُريد أن أُطلعك عليه ، إنها قضيةٌ مُختلفه ، لا أُجبرك على أن تقوم بها ، فقط أنظر إليها وإن كان نسبة نجاحك فيها 100% فإفعلها لأجلي ، أما إن كان ينقُصك بعض الأمور فسنؤجلها لحين رؤيتي لصاحبة الشأن ..
هز رأسه بتفهم يقول: كما تُريدين ، ماهي القضية ؟
أجابته: قضية تحرش بإحدى طالباته ...
صمتت قليلاً ثُم قالت: عُذراً قُلتُها بطريقةٍ ألطف مما يجب ، إحدى طالباته كانت على عِلاقةٍ معه ، مُعجبةً به كسائر بقية الطالبات لدرجة أنها تتقرب منه في كُل فُرصةً تُريدها ، أرادت علاقه عاطفيه لطيفه وهو إستغل الأمل وفي مرةٍ دعاها لشقته ، ترددت ولكنها وافقت فهو مُدرسها الذي تُحبه وبالتأكيد لن يتمادى ولكنه فعل ! دفع لها المال وأعطاها الدرجات ليُكفر عن زلته كما يقول لها ولكن حدث وأنها إكتشفت قبل فترة أمر حملها وهُنا تغيرت معاملته لها تماماً وطلب منها أن تُسقطه وتنتقل الى كُليةٍ أُخرى .. لا أعرف بعدها ماذا حدث فهذا كُل ما كتبته لي وآخر جملها كانت "انا خائفه ، كل شيء في حياتي مُرعباً"
دُهش قليلاً من كلامها ليقول بعدها: حسناً فهمت ، هل من دليل ؟
إليان: أجل ولكن المُشكله خوفها من إكتشاف والدها للأمر فهو شديد ولا يقبل مثل هذه العِلاقات إلا بعد الزواج ، لذا لا تُريد الإلتجاء الى الشُرطة على الإطلاق ..
سألها: إذاً ما الذي تُريده بالضبط ؟ تعويض ؟ إثبات نسب ؟ إجهاض ؟
هزت إليان كتفها تقول: لا أعلم حثاً ، كلامها لم يكن مُعتدلاً على الإطلاق ، تحدثت عن مشاعرها أكثر من أي شيء آخر ..
المُحامي: حسناً ، عليك في هذه الحالة أن تُقابليها أولاً ، مثل هذه القضايا من السهل الفوز بها ولكن علي أن أعرف أولاً ما الذي تُريده هي لأختار طريقة الفوز المُناسبة التي تخدُمها ..
هزت رأسها تقول: حسناً ، أملك عنوانها وسأُحاول زيارتها هذا اليوم ..
إبتسم لها وقال: جيد ، راسليني حينها ..
وبعدها إلتفت وغادر فتنهدت إليان وهمست: أتسائل لما أنا من بين الجميع ؟ أُفكر بكثير من التخمينات ولكني غير مُقتنعةٍ بأي واحده منها ..
إلتفتت لتُغادر ولكنها توقفت وهي ترى من بعيد تلك الفتاة المدعوة بماريا ..
من أحدثت ضجةً السنة الماضيه بخصوص تعرضها للإستغلال من الدكتور آندرو ..
لما توقفت للنظر إليها ؟
لما تملك بداخلها هذه الرغبة في سؤالها عما حدث حقاً حينها ؟
كُل شيء واضح والكُل يعرف بما حدث فلما تشعر بهذا الشعور المُزعج الذي يقول لها "فقط تأكدي ولن يضرك الأمر" ؟
تحركت قدماها وإتجهت إليها بسبب هذا الشعور المُزعج الذي يُبسط الأمر في رأسها ويقول لها "هيّا تأكدي حتى تتخلصي مني نهائياً"
وقفت أمامها حيثُ كانت برفقة ثلاث من صديقاتها يتجادلن حول المطلعم الذي سيذهبون إليه الآن قبل العودة للمنزل ..
توقفوا ونظروا إليها فقالت إليان بمُنتهى الهدوء: أُريد خمس دقائق من وقتك على إنفراد ..
نظرت ماريا الى صديقاتها حيث هزت إحداهن كتفها بتساؤل لتُعاود بعدها النظر الى إليان وتقول: حسناً ..
وتقدمت وذهبت مع إليان بعيداً بعض الشيء بالقُرب من شجرةٍ قريبةً من باب الخُروج ..
بادرت ماريا بالحديث قائله: ماذا أردتِ ؟ هل أعرفك ؟
نظرت إليان إليها لثوانِ تُفكر بسؤال بسيط لا يبدو وكأنها تستجوبها عما حدث سابقاً ..
سألتها بهدوء: في الحقيقة ، أنا إحدى المُعجبات بكتابك الذي أصدرتِه في إجازة العام الماضي ، ألهمني هذا في تأليف كتاب وأردتُ بعض النصائح إن كُنتِ لا تُمانعين ..
إبتسمت ماريا ببعض الحرج تقول: حسناً ، لم أفعل الكثير ، أول تجربةٌ لي لذا إحتجت أولاً لنصائح البالغين ، أقاربي وبعض المُعلمين ، أنجزته على أكمل وجه وأريته لبعض النُقاد كي يُطلعوني على أخطائي ، لم أنشره إلا بعد ما تأكدتُ من كونه مِثالي ..
إليان بدهشه: هذا جيد ! إذاً هذه النقاط مُهمة لنجاح الكتاب ؟
شعرت ماريا بالحماسة تقول: أجل ، ولكن الخطوة التالية أيضاً مُهمه ، بل هي أهم نقطة في نجاح الكتاب وهي الدِعايه ، تحتاجين لطريقة لكي يعرف الجميع أنك ستُصدرين كِتاباً ، وحينها سيشتريه الجميع وسيتبادلون المعلومات بخصوصه ويكبر نجاحك مع الوقت ، وبما أن كِتابك جيد فسيكتبون عنه إنطباعاً جيداً في المواقع وستزداد شُهرتك ، كِلا النُقطتان تُكملان بعضهما ..
إليان: إذاً الكتاب الناجح لن ينجح بدون دِعايةٍ ناجحه ، وبالمُقابل الدِعاية الناجحه لن تنجح إن لم يكن الكِتاب ناجحا ؟
ماريا: بالضبط !!!
بقيت إليان تنظر إليها بإبتسامةٍ مُزيفه وبداخلها تفكير مختلف أو بالأحرى تخمين مُخيف لو كان حقيقي بالفعل !
سالتها: هذه نصائح قيمه ، حسناً حدثيني عن تجربتك في الدِعايه ؟ كيف فعلتِها ؟ قصص الناجحين على الإنترنت أشعر بأنها لا تُمثلني فهي تتحدث عن أشخاص بالغين وليسوا طلبةً عاديين مثلنا لذا كنتُ بحاجةٍ ماسه لسماع تجربة شخص في مثل عمري وظروفي الدراسيه ..
تحدثت ماريا وأجابتها بكُل حماسةٍ ، تُحب عندما يسألها أحد عن نجاحها ، تُحب إستعراض هذا ..
وإليان تستمع إليها والإبتسامة المُزيفة لم تُغادر شفتيها قط لتُنهي أخيراً حديثها معها بجُملةٍ لطيفه وتُغادر بهدوء تام ..
بعدما تأكدت كُل شكوكها تماماً ..
وفهمت ما حدث بالضبط ..

***


2:11 pm



نزل من سيارته ونزع النظارة الشمسيه عن عينيه ينظر الى الجو الصافي تماماً ..
إبتسم ونفسيته من الداخل مُرتفعه للغايه ..
دخل الى الفيلا وحالما صادف الخادمه سألها: أين عزيزتي إيلي ؟
أجابته: في غُرفة السينما ..
إبتسم وإتجه الى هُناك هامساً: إيلي الصغيره ، منذ زمن لم تتدعني الى وجبة ، وخاصةً في أيامٍ حساسةٍ كهذه ..
دخل الى الغُرفة قائلاً: عزيزتي غداً هو يوم الحُب إن كُنتِ لا تعلمين لهذا ...
بتر جُملته حالما رأى والدته تجلس بكُل هدوء على الأريكة السوداء تضع رجلاً على رجل وكوب القهوة بين يديها ..
وعن يسارها تجلس إليان وهي تبتسم له إبتسامة إعتذار ..
إلتفت يقول: أوه السيارة نسيتُها مفتوحه ، عليّ إغلاقُها فـ...
قاطعتُه والدته ببرود: إيدي على الأقل فكّر بحُجةٍ أكثر إقناعاً ..
تنهد وهمس بداخله: "صوتها خالٍ من الغضب ، على الأقل الإختباء ليومين قد أتى بفائده" .
إلتفت إليها يقول: ماما لقد إشتقتُ إليك ، أشعُر وكأن لي دهراً من الزمان لم أرك فيه ..
أشارت بعينيها الى الأريكة تقول: كلامك المعسول لن يُغير شيء سوى أنه سيزيد غضبي ليس إلا ..
جلس على الأريكة التي عن يمينها دون تعليق فآخر شيء يُريده هو زيادة غضبها ..
عاد الهدوء مرةً أُخرى يُخيم على الغُرفة لتقطعه جينيفر قائله بهدوء: لما عصيتَ أوامري يا إدريان ؟
إبتسم يقول: حاولتُ مُساعدتك فقط ..
رفعت عيناها الى إبتسامته المتوتره لتقول بعدها: مُساعدتي عبر عصيانك لأوامري ؟ كيف تكون هذه مُساعده ؟
إدريان: هيّا أُمي ، كان عملاً لطيفاً من جهتي لأجلك فلا تغضبي ، أعني إنك تصرفين الكثير من الأموال على علاجه هُنا ويشغلك هذا كثيراً عن أعمالك ، كبُرتُ الآن وأصبحتُ رجلاً يُعتمد عليه لذا أردتُ أن أُساعدك ، وفي النهاية هو أخي لذا لا بأس بأن أمُد لأخي يد المُساعده صحيح ؟
جينيفر بحده: سؤالي كان واضحاً !! لما عصيتَ أوامري ؟!
شتت إدريان نظره بعيداً عنها للحضات قبل أن يقول: أعتذر لهذا ..
جينيفر: طلبتُ إجابةً لا إعتذار !
عاود إدريان النظر إليها لفترةٍ قبل أن يقول: لا أملِكُ سبباً مُقنعاً ، كان هذا تفكيرٍ أرعن مني أتاتي في لحضة وفعلتُها ..
هيّا !
هو يُريد أن يُنهي هذا الحِوار بسرعه !
ليس لأجله فلقد فعلها وهو مُستعد للعواقب ..
هو فقط لا يُريد أن تظهر أمه بهذا الغضب والعصبية أمام إليان ..
يخشى بأن تزل بكلمةٍ عن الطفل أمامها ..
لما اصلاً دعتها الى هُنا فهي لا تعلم عن كونها مُتعاونةً معه !
أمضى يوم أمس كُله يُحاول الإتصال بخالته وإقناعها بألا تقول لجينيفر أي شيء عن مُرافقة إليان وريكس له ..
لقد فعلها بنفسه ولهذا سيتحمل وحده كُل شيء ..
جينيفر بهدوء: هل تراني طِفلةً لتُسكتني بهذه الجمله ؟ إد ... لا تجعل والدتك تغضب وأخبرني لما فعلتَ هذا ..
لا يُمكنه أن يقول الحقيقه ..
ليس أمام إليان على الأقل ..
كذب يقول بهدوء: آسف ، وردني إتصالٌ منه ، بكى يطلب مني أن أذهب به الى دولةٍ أُخرى فلقد كره فرنسا كُلها ، لابد من أنها ضُغوطات بسبب العلاجات لهذا أصبح يكره البقاء هُنا ، لم أستطع أن أتجاهل الموقف بتاتاً ، آسفٌ أُمي ..
إتسعت عينا جينيفر بدهشةٍ لتقول بعدها في نفسها: "إذاً فهذا خطأُك أنتَ يا جان فلقد عينت إمرأةً غير كُفؤٍ في مُراقبة إيدن" !
سألته: ولهذا سرقت وثائقه من خِزانتي ؟
إدريان بهدوء: آسف ..
ضاقت عينيها وقالت: حسناً أين هو الآن ؟
ماذا يفعل ؟
لا يُريد إخبارها ، ولا يُريد أن يتعقد الأمر أكثر بإخبارها عن كون إيدن الآن مع خالته ..
يتمنى لو كان يستطيع أن يسألها لما هي قاسيةٌ بعض الشيء مع هذا الطفل ولكنه لا يستطيع ..
يخشى الإجابة كثيراً ناهيك عن كون الوضع الآن لا يُناسب على الإطلاق ..
عندما رأت تردده قالت: إن كُنتَ تُريد مصلحته فعليه أن يعود ، عِلاجه هُنا وعليه أن يستمر عليه ، مرضه صعب ولن يعرف الأطباء بالخارج تشخيصه بسهوله ، ماذا ستفعل لو ساءت حالته أكثر بسببك ؟
دُهش إدريان للحضه قبل أن يقول: لن يحدث ، حرصتُ على مُحادثة الطبيب بنفسي ، سيكون على ما يُرام ..
جينيفر بهدوء: إذاً أنتَ تعرف حالته أكثر مني ؟
زاد توتره وأصبح فجأه يتسائل هل ما فعله صحيح ؟
هو لا يعرف شيئاً عنه أو عن مرضه ! ماذا لو كان مرضه اصعب مما يضن ؟
ماذا لو كان ما فعله سيزيد من عذابه وألمه ليس إلا ؟!!
زاد القلق بداخله وللحضه تمنى لو أنه لم يفعلها على الإطلاق ..
تدخلت إليان أخيراً تقول: الدكتور جان دكتور سيء ..
ضاقت عينا جينيفر لوهله ومن ثُم نظرت الى إليان التي قالت بهدوء: سمعته مرةً يُعذب إيدن ، صدمني الأمر كثيراً لهذا أنا أوافق إدريان على ما فعله ، على الطفل أن يُعالج في الخارج ، بقاؤه في المنزل سيُسبب له المرض النفسي وهذا أسوأ من المرض الجسدي حتى ..
جينيفر: ما الذي تقولينه ؟ كيف له أن يعذبه ؟!! إليان لما تكذبين ؟!
ظهر الإستنكار على وجه إليان تقول: أمي لما تنعتيني بالكذب ؟!!! تعرفين كم هي علاقتي جيده مع الدكتور فلما اكذب بشأنه !! الأمر صدمني لدرجة أني لم أُخبرك حتى في حينها والآن تقولين أني أكذب ؟!!
لم تقل جينيفر شيئاً ، لقد صدمها الأمر ونعتتها بالكذب ، ولكن في الحقيقة تعلم بأن إليان لا تكذب ..
جان ذاك ..... سُحقاً له !
تنهدت وعلقت: حسناً فهمت إيلي ، سأتأكد من الأمر ..
نظرت الى إدريان تقول: وماذا عنك ؟ ألن تُخبرني أين هو الآن ؟
تحدثت إليان تقول: لما هو مريض هكذا ؟ لما لم تُخبرين والدي عنه رُبما كان يملك طريقةً لعلاجه في مكانٍ ما ..
دُهش إدريان لجُرأتها في سؤالها هذا الذي حذرتهم والدتهم من التحدث بخصوصه تماماً ..
شعر ببعض الضيق كون إليان تتحدث وتسأل على عكس شخصيتها الهادئه لكي فقط تُبعد والدته عن إرغامه في الإجابه ..
هو الأكبر وهو من عليه أن يُساندها وليس العكس ..
في حين نظرت جينيفر بهدوء الى إليان تقول ببرود: ماذا قُلتُ بهذا الشأن يا إليان ؟ لا أسئله !
تدخل إدريان يقول: أتفهمُ كون والدي قد يغضب ، أعني هو يهتم بصورة العائلة المِثالية التي لا تشوبها شائبه ، أطفال أصحاء وناجحين ، ولكن أُمي ، والدي سيغضب أكثر لأنك خبأتِه عنه ..
قالها وهو حقاً لا يعنيها ..
هو فقط يُريد من والدته أن تجد هذا عذراً وتقوله لهم ..
هو عرف الحقيقة وإنتهى الأمر بالنسبة إليه ولكن لا يُريد لإليان أن تكتشف هذا ..
وخاصةً أن والده غاضب لذا عندما ترى شجارهما لا يُريد منها أن تقفز بإستنتاجاتها بعيداً ..
في حين نظرت إليه جينيفر بهدوء تام وفي الحقيقة هي مُنصدمه فلقد ضنت منهم أنهم سيستنتجون كون الطفل ليس أخاهم الشقيق ..
ما دام الأمر هكذا فهل إذاً تفعل كما طلب آليكسندر وتمشي على هذه الكِذبه ؟
أليس هذا أفضل ؟
أفضل لها ولأبناءها ولكنها لا تثق بتصرفات ذلك الكين ..
تخشى بأنه سيقلب كُل شيء ويُخبر الجميع وليس عمه فقط ..
لا بأس ، ستكون كاللبوة تحمي أطفالها حتى لو عنى هذا أن تتخلص من كين ..
أجابته بهدوء: هذه الأمور خاصةً بيني وبين والدك ، لا تتدخل فيها ..
فقط ، قررت أن تقول هذا فقط لتؤكد كلامه ..
نظرا إليها ولدهما بهدوء دون تعليق ..
ولكن بداخلهما .... لقد إهتزت صورة والدتهما ..
لم يُعلق أحد وإنتهت المُحادثة عند هذا الحد !

***


3:23 pm


يقف بهدوء تام أمام الحائط في قصر والدته ينظر الى الخِزانة الفارغه ..
لا وجود لأي شيء ..
لا لأوراقه ولا لكُل شيء آخر خبأه طوال الفترة الماضيه ..
كُلها أُخِذت من قِبل مجهول ..
تعب بحثه وتجميعه للمعلومات قد ذهب هباءاً !
لقد أراد أن يُنهي كُل شيء بهدوء ولكن .... كُل شيء ذهب من بين يديه ..
تقدم وجلس على الأريكة يُفكر فيمن قد يكون من فعلها ..
لم يخطر بباله سوى كارمن ، ولهذا هي تعرف كُل شيء عنه ..
الآن عرف كيف إكتشفت ذلك ..
والآن أيضاً خمن بأنها أخبرت البروفيسور ولهذا طلب رؤيته ..
فأمر جوي هذا حدث مُنذ أكثر من إسبوع فلما يتحدث عنه الآن ؟
هو فقط إكتشف خيانته وأعطاه فُرصةً أخيره ..
إنها الفُرصة الأخيرة بين يديه وعليه إستغلالها ..
لم يتبقى أمامه سوى أهدافٌ قليله ..
أولها تدمير شركته وقلب كُل شيء على جينيفر ..
وآخرها قتل قاتل والدته والذي يكون دارسي الوغد !
ولكن ماذا .... لو كانت كارمن تكذب عليه ؟
ماذا لو كانت هي من فعلتها وقررت أن تُلقي اللوم على دارسي ؟
ماذا لو أنها قالتها وإتفقت مع البروفيسور لمُراقبة ردة فعله ؟
عقله حائرٌ بالكامل !
مُنذ طلب البروفيسور ذاك وهو حائر ..
كان يُمكنه تجاهل أوامره والذهاب الى دارسي مُباشرةً وإنهاء إنتقامه ولكنه يخشى أن يكون مُظلّلاً من قِبل كارمن ..
يحتاج لأن يتمسك بالمُنظمة أكثر .. يحتاج لأن يتأكد ..
يحتاج لبعض الأوقت فالإستعجال سيجعله يموت بندم ..
وهذا الشيء لا يُريده ..
وصل الى هاتفه رِسالةً نصيه ..
تنهد وأخرجه بهدوء من جيبه فوجدها من رين تطلب رؤيته هذا المساء ..
نظر الى إسمها لفترة والى محتوى الرِسالة قبل أن يهمس: رغبتي بالإنتقام جعلتني أنسى موضوع هذا الأخ ..
عليه الآن أن يعرف أولاً من يكون وأي حياةٍ يعيشها بالضبط ..
عليه أن يتأكد بأنه يحضى بحياةٍ سعيدة آمنه ..
هذا هو المُهم لديه الآن ..
رد عليها ومن ثُم وقف وغادر المنزل وحالما إتجه الى سيارته توقفت سيارةً بجانبها ونزل منها آلبرت ..
تقدم آلبرت منه يقول: من الجيد أني عثرتُ عليك ، هل أصبح لقاؤك صعب الى هذه الدرجه ؟
ريكس: أنا مشغول الآن فإن كان ما تُريده هو نفس الأمر المُزعج ذاك فأترُكني وشأني ..
وقف أمامه مُباشرةً يقول: جينيفر تغلبت علي وأنا فقدتُ طوالة بالي التي أتمتع بها ولن أكون صبوراً لكشف ما تُخبئه لذا أخبرني أنتَ بكُل ما تعرفه عنها وعما فعلتُه لكين ..
إبتسم ريكس يقول: هل أنا أتخيل أم أنها المرة الأولى التي تطلب فيها مُساعدتي ؟ سيُجن أخوتك كثيراً فهم يرونك أفضل مني بمراحل وذكاؤك لا تشوبه شائبه ..
تجاهل إستفزازه يقول: إكتشفتُ أنه يُعاني من مرض السُكر ، كيف لجينيفر عِلاقه بمرضه ؟ هل تعني بأنها عرفتَ هذا مُسبقاً ولكنها تكتمت عن الأمر لتزداد حالة كين سوءاً وخاصةً أنه يُحب الشوكولا كثيراً ؟
شد على أسنانه وأكمل: هذا هو بالضبط ما فكرتُ به ولكني غير مُقتنع البته ، كين لأول مرةٍ أراه خائفاً منها هكذا ، تكتمها عن الأمر لن يجعله محطماً هكذا !! ما الذي يحدث بالضبط يا ريكس ؟!!
ضاقت عيناه وأكمل بتهديد: أُقسم بأني لن أدعك تُغادر من أمامي الآن إلا بعدما تُخبرني حتى لو عنى ذلك إستخدام القوة معك ..
ريكس: لم أضن أنك ستخسر حرباً ضدها ..
آلبرت: لدى هذه المرأةُ أعيُناً في كُل مكان ! وتعرف نقاط ضُعفي وتستخدمها ببراعه .. حتى عندما إقتربتُ أخيراً من هدفي إستخدمت خوفي على كين ضدي لتشغلني عن رؤيتها وهي تُخفي أسرارها بعيداً .. ربما أفوز بالحرب لو إستمريتُ بها ولكني لم أعد أُريد الإستمرار ، سيخرُج كين غداً من المشفى وأنا أُريدُ أن أُنهي كُل شيء قبل خروجه ..
نظر ريكس مطولاً الى عيني آلبرت ليقول بعدها: حسناً ، سأُخبرُك كُل شيء ..
عقد آلبرت حاجبه وضن لوهله بأن ريكس يكذب عليه فهذا الرجل نادراً ما يقول ما لديه ..
تحدث ريكس يقول: ولكن عِدني أولاً بهذا .... بألا يصل لإدريان وإليان أياً مما سأقوله لك ..
آلبرت: حسناً ..
قالها بدون وعي لها فهو يُريد معرفة ما يحدث أكثر من أي شيء ..
إنزعج ريكس كثيراً وقال: آلبرت ، أُقسم بأني سأجعلًك تندم لو وصل إليهما أي شيء ، لن أُسامحك وسأنتقم منك لو تطلب الأمر لذا ... أُريد وعداً صادقاً ..
شعر آلبرت هُنا بأن الأمر كبير لدرجة أن يكون ريكس شرساً هكذا لأجله ..
تردد كثيراً ، أجل هو لا يملك سبباً ليقول أي شيء لإدريان وإليان ولكنه يخشى أن يكون الأمر كبيراً لدرجة أنه لا يُمكنه السكوت عنه وحينها ماذا سيفعل ؟!!
ما إن رأى ريكس الحيرة في عينيه حتى فتح باب سيارته يقول: حسناً إنسى الأمر ..
أمسك آلبرت بباب السيارة قبل أن يُغلقه ريكس على نفسه وقال: حسناً ، أُقسم لك ..
نظر ريكس إليه قليلاً ثُم قال: إركب إذاً ..
ذهب آلبرت الى الجِهة الأُخرى وركب السيارة معه ..
حرك ريكس السيارة لتتوقف بعد ثرانٍ أمام إشارة مرور حمراء تأخذه الى الطريق العام ..
تحدث مُباشرةً يقول: تملك جينيفر بالخفاء مُختبراً خاصاً وتفعل المُستحيل لتجني المال من أجل هذا المُختبر .. لا يُمكنها صرف الأموال مُباشرةً لأجله فصرف مبالغ ضخمه لجهاتٍ غير معروفةٍ يُعرضها للمُسائلة القانونيه فقضايا غسيل الأموال كثيرة للغايه ..
صمت قليلاً وهو لا يعرف لماذا قرر أن يُخبر آلبرت بكُل شيء حقاً ؟!!
لقد كان ينوي أن يُخبره عن كين فقط فلما بدأ بسرد كُل شيء من البدايه ؟
تردد للحضات وهو يُفكر هل يُخبره كُل شيء حتى أصغر التفاصيل أو يكتفي بأن يُخبره عما حدث لكين ؟
نظر آلبرت إليه يقول: مابك ؟
حرك ريكس سيارته عندما أضاءت الإشارة الخضراء وبقي صامتاً لفترةٍ ولم يرد على سؤاله ليقول بعدها: الدُكتور جان شريكاً لها ، هو يقوم بالمُختبر والأبحاث وهي تمده بالمال وتُسهل عليه الحصول على المزيد من المعلومات من مُختصين حول العالم بهذا الخصوص ..
عقد آلبرت حاجبه للحضه ليقول بعدها: هل تفعل هذا من مالك أنت ؟
ضاقت عينا ريكس للحضه فأكمل آلبرت: سمعتُ مرةً من فرانس عن أن جينيفر تُريد السيطرة على كُل شيء ، وباموالك وإسمك أنت تمول لمشروعها السري والذي هو هذا المُختبر صحيح ؟ وتنوي في الأخير أن تُلصق بك كُل هذا ، ما الذي يجعلك توافقها هكذا ؟ ما الذي تمسكه عليك ولا تُريد منها إفشائه ؟
سأل سؤاله الأخير وهو يتذكر بوضوح جملة فرانس التي قالها آخر مره ..
- *وستُنشر بعدها حقيقة من تكون والدته .. لا أُحب هذا ! كرهها العميق لآليس مقزز ! *
هو لا يفهم هذه النُقطه ..
هل يقصد بأنها ستُخبر الجميع بأن والدته جاسوسه ؟
ولكنه هو وأخوته وعمه يعرفون هذا بالفعل ..
هل يقصد للعامه ؟ ولما قد تفعلها ؟
حسناً وإن يكن فهذا ليس سبباً مُقنعاً ليوافقها ريكس على كُل شيء ..
هُناك خطبٌ ما ..
لم يُجبه ريكس على الإطلاق فقد تجاهل أسئلته وهو يُكمل: مشروعها والمُختبر له نظرةً مُستقبليه لعلاج الأمراض المُزمنة أو التي لا عِلاج لها ، أن تجد دواءاً لمرض لم يُخلق له دواء من قبل فهو اسرع طريقة لتحصيل الثراء والسُمعه والمكانه ، وهذا هدفُها ..
عقد آلبرت حاجبه يقول: هل هذا مشروعها ؟ ولما هو سريٌّ هكذا ؟ أعني حتى الجمعيات الطبيه حول العالم تدرس الأمراض كثيراً لتجد العلاج المُناسب .. وجود دكتور كالدكتور جان معها سيُصبح من السهل إستخراج ترخيص رسمي لمُزاولة هذا النوع من المشاريع ، فلما هو سريٌّ هكذا ؟
صمت ريكس قليلاً ليقول بعدها: لأنهم يختصرون سنوات الدراسه والبحث ويختصرون الكثير من إجرائات التراخيص المُعقده والتي قد لا يأخذونها حتى ويجرون تجارباً مُباشرةً على البشر ، فهذا أسهل وأسرع ومضمون ..
إتسعت عينا آلبرت بصدمه من كلامها وهو يقول: ريكس قُل أنك تمزح ؟!!
ريكس: إنتظر فمن المُبكر أن تُصدم هكذا ، إنهم يأخذوا الفُقراء ويدفعون لهم بالمُقابل أموالاً طائله ليجرون التجارب ، هُناك عشرات الضحايا ، منهم من مات ومنهم من أصبح بحالة سيئه وغير قابله للمزيد من التجارب ، هوسهم أوصلهم لفعلها مع إبنهم إيدن ، ليس هذا فحسب بل أصبحوا يحقنون المرض بالشخص كي يتسنى لهم إجراء التجارب عليه ، وهذا ما حدث مع أخاك كين بالضبط ..
ألجمت الصدمة لسان آلبرت وبات عقله مُتحجراً غير قادراً على إستيعاب هذه الحقيقة المُتوحشه !!
نظر ريكس إليه يُكمل: لأنه من النادر أن يجدوا مريضاً يرضى بالتجارب لذا يبحثون عن الشخص المُناسب ويحقنونه بالمرض ومن ثُم يجرون التجارب عليه ..
آلبرت بحده: ما هذا الهُراء الذي تتفوه به ؟!!!
لم يُعلق ريكس فشد آلبرت على أسنانه والصدمة أوقفت عقله تماماُ !!
لا يُمكنه إستيعاب هذا !!
الأمر صادمٌ للغايه ، لم يتخيل أن يكون هُناك وحوشاً كهؤلاء على سطح هذه الأرض ..
إنهم حتى قريبين منه كفاية !
الأمر صادم ومُرعبٌ في آنٍ واحد ..
شعر بغضبٍ شديد وهو يقول: وأنت تعرفُ كل هذا وتصمت ؟!!! لا تفعل شيئاً ؟ ترى الأشخاص يموتون دون أن تفعل لهم شيئاً ؟!!
إنزعج ريكس يقول: وماذا أفعل ؟ جميع من وافق على التجارب كانوا فُقراءاً أغراهم المال !! لقد وافقوا وهم يعرفون العواقب فكيف أُقنعهم بعكس هذا ؟!! جربتُ مرةً دفع مال أكبر ليتنازلوا ولكنهم طمعوا وأخذوا مالي ومالهم ووافقوا على التجارب !! إن كانوا حمقى فلما أنا من يتحمل حماقتهم ؟
آلبرت: أوقف جينيفر عند حدها !!
ريكس: لا تتذاكى علي وأنت لم تستطع فعلها ! تلك المرأة مُرعبة ، إن أرادت تطويقك فستفعل وستمنعك عن إتخاذ اي قرار .. صدقني لو كُنتُ أعلم أن الأمر سيصل لكين لأوقفتها قبل فعلها ولكني لم أكن أتخيل هذا أصلاً !!
آلبرت: طوقتك بماذا بالضبط ؟!!!
أشاح ريكس بوجهه عنه وأسرع بالسيارة فشد آلبرت على أسنانه والغضب بداخله يزداد على جينيفر ..
يُريد رؤيتها حالاً ، يُريد قتلها !!
إمرأةٌ مثلها عليها أن تموت ..
تحدث ريكس بهدوء يقول: عليك حمايته جيداً ، سأُقابل جان غداً وسأحرص على أن يجد طريقةً ليتخلص كين من السموم التي بجسده ، لم يكن المرض وراثياً أو طبيعياً بل أتى بفعل فاعل ، لابد من وجود طريقةً ليتخلص منه قبل أن يستوطن جسده ويتمكن منه ويُصبح أبدياً ..
إبتسم آلبرت بسُخريه يقول: يالك من لطيف .. وهل سيستمع لك ذاك المتوحش الآخر ؟
لم يُجبه ريكس ..
لأنه يعلم بأن جان لن يستمع إليه إلا لو طلب شيء بالمُقابل ..
يشعر بأن ما حدث مع كين غلطته لذا سيُعطيه المُقابل الذي يُريده ..
أياً كان ..

***

5:17 pm


دخلت الى الشقة وأغلقت الباب خلفها ..
جلست تُنزل حذائها عند الباب وهي تقول بصوتٍ مُرتفع: هل أنتَ نائم ؟
جائها صوته قريب منها يقول: أنتظرُك ..
رفعت رأسها مُتفاجئه لتجده يقف يُكتف ذراعيه ويبدو وكأنه سيفقد أعصابه في أي لحضه ..
إبتسمت تقول بإعتذار: لقد طال موعدي مع ثيو قليلاً ، آسفةٌ على هذا ..
رفع حاجبه وإنحنى يقول: هل تعلمين بأني رسام ؟ وبأني بالفعل بدأتُ برسمك قبل عدة أسابيع ، صدقيني أول شيء سأفعلُه حال عودتي الى المنزل هو قطع تلك الورقة ورميها في القُمامه لأنك لا تستحقين ..
ومن ثُم دخل فهمست: واااه هو غاضبٌ بالفعل ..
دخلت وإتجهت مُباشرةً الى المطبخ ، صنعت كوبا قهوةٍ من أكياس القهوة سريعة التحضير ومن ثُم ذهبت إليه وقدمت له كوباً وهو يجلس على الأريكة يُقلب في التلفاز ..
جلست على الأريكةُ الأُخرى تقول: هيّا أُختك الكُبرى تعتذرُ إليك بكوب قهوه ، كُن لبقاً وإقبل إعتذارها ..
تجاهلها وهو بالفعل غاضب !
تُخبره صباح اليوم بمعلومةٍ صادمه وتجعله يُفكر فيها طوال اليوم وتتركه دون شرح ..
إنه بحق مُنزعج ..
إبتسمت تقول: هيّا توقف ، كُن لبقاً معي ، بهذه الطريقة لن تقع الفتيات بحُبك ..
لم يوليها أي إهتمام فبقيت تنظر إليه لفتره ثُم قالت: أخاك هُنا بستراسبورغ ، يُمكنني جعله يأتي هو بنفسه ويُصلح بيننا ما رأيُك ؟
نظر إليها بهدوء ثُم قال: ولما لم يُخبرني والدي عنه قط ؟!!!
حرك هاتفه يُكمل: أتعلمين أني بالكاد منعتُ نفسي من الإتصال به وسؤاله ..
رين: آسفه حقاً ، كان من المُفترض أن أعود مُبكراً ، آسفه لهذا ..
هز رأسه دون تعليق على هذا وقال: وكيف لي أخٌ لا أعلم عنه ؟
رين: رُبما زوج والدتك السابق على عداوةٍ مع والدك ولهذا لم يُخبرك ، بعض الأحيان الكِبار يُفكرون بأن هذه التصرُفات من مصلحتنا بينما هي ليست كذلك ..
مارك: ولكنه تصرف قاسيٍ من والدي ..
رين: أعلم ..
مارك: وأمي لما لم تُخبرني ؟
هزت رين كتفها تقول: ربما لا تعلم ، ورُبما تعلم ولكن والدك طلب منها ألا تفعل ..
صمت لفترة ثُم سألها: كم يكبُرني ؟
رين: امم رُبما بعشر سنوات ؟
دُهش وقال: إذاً أكبر منك أيضاً ! هو بالغ الآن !
هزت رأسها فقال مارك: ولما لم يُفكر برؤيتي طوال هذه السنوات ؟!!
رين: لأنه لم يكن يعرف عنك أصلاً ، ضن كما ضننتَ أنت بأنه ولد والدته الوحيد ..
شعر مارك بالضيق ، لا يعرف هل عليه أن يكون سعيد لكونه يملك إخوة أخيراً أو يشعر بالضيق لكُل تلك السنوات الماضيه التي عاشها وحيداً دون إخوه ..
لا يعلم من يلوم ، يلوم نفسه لأنه لم يسأل ولو لمره أو يلوم والده لأنه خبأ عنه هذه الحقيقة أو يلوم أمه المتوفية التي لم تُخبر ولدها الأكبر عنه .. أو حتى يلوم هذا الأخ الذي لم يبحث خلف والدته وعن إمكانية كونها أنجبت من زوجها الثاني ؟!!
بعد فترةٍ من الصمت سألها بهدوء: كيف حاله الآن ؟
فكرت قليلاً قبل أن تقول: أكون كاذبةً لو قُلتُ لك بأنه بخير ..
عقد حاجبه يقول: ولما ؟!! هل هو مريض ؟
رين: لا أعلم ما يكون مرضه ولكنه مريض حقاً ..
صُدم لهذا بينما أكملت بهدوء: ويعيش حياته من أجل الإنتقام وحسب حتى لو عنى هذا أن يتأذى ويرمي بنفسه الى الموت ..
ظهر الإستنكار على وجهه يقول: ينتقم لماذا ؟!!
ستُخبره ..
هو ليس طفلاً ..
ربما عندما تُخبره كُل شيء عن ريكس ينسى حقده القديم تجاه هذه العائله ويتقبله ..
عليه أن يعرف بأن أخاه لم يعش حياةً سعيدةً كما كان يضن ..
ما يعيش فيه ريكس كافٍ ! لا تُريد أن يكرهه أخاه أيضاً !
أجابته: من كُل شيء ، من الحياة التي لم تكن جيدةً معه ، من الاشخاص السيئين الذين أنهوا حياة والدتكما مبكراً ، حياته مُتخبطه .......
صمتت لفترة تُفكر بكلام ثيو معها هذا اليوم بعدما أخبرته كُل شيء عن مارك ..
نظرت الى مارك وقالت: هل أطلبُ منك معروفاً ؟
عقد حاجبه فقالت: أرجوك ، لا تكرهه ، لا تلمه على أي شيء ، الكُل بالفعل يلومه فلا تفعل أنتَ أيضاً ..
لم يقل شيئاً ، فللتو إستوعب بأنه قام بلومه بالفعل ..
ولربما كان سيصرخ بوجهه حال رؤيته ويُحمله سبب غيابه عنه طوال السنين الماضيه ..
أجابها بهدوء: لن أفعل ..
إبتسمت وقالت: حسناً حان وقت الصدمه ..
عقد حاجبه ونظر إليها وهو لا يفهم ما قصدته فقالت: أخاك شخصٌ تعرفه ، كان قريبٌ منك طوال الوقت ..
مارك: ماذا تقصدين ؟
رين: أتعرفُ ريكس ؟ الذي بالفيلا بجاور منزلك السابق ؟ أجل هو ..
إتسعت عيناه من الصدمه للحضةٍ قبل أن يعقد حاجبه ويقول بإستياء: أتسخرين مني ؟
رين: كلا ، هو ليس ولد جينيفر إن كُنتَ تضنُّ ذلك ، والدته هي زوجة آليكسندر السابقه ، والدته هي آليس .. والدتُك ..
عادت الصدمة تعلو ملامحه وهو يقول: لن أُسامحك إن كُنتِ تُمازحينني ..
رين: لستُ كذلك ..
مارك بحده: بلى تُمازحينني !! هذا غير معقول !
تنهدت وهي ترى تعابير عدم التصديق تطغو ملامحه ..
لطالما كره تلك العائله ، من الطبيعي ألا يُصدق مثل هذه الحقيقه ..
مارك: إن كُنتِ لا تُمازحيني فلما والدي يعمل لديهم ؟!! ألم تقولي بأن والدي ووالد أخي بينهما الكثير من المشاكل ؟!! إن كان كذلك فلما يعملُ لديهم ؟!
رين: قُلتُ رُبما يامارك إن كُنتَ لا تعلم ، الإجابة لم تجدها لدي ..
عندما قررت إخباره بنفسها تجنبت إخباره عن حقيقة والده ..
هي لا تحتمل رؤية المزيد من الصدمات عليه ..
تُشفق لحاله كثيراً ..
في حين كان الإستنكار التام يملأ ملامحه ولم يقوى على قول أي إعتراضٍ آخر فوجه رين لم يكن بوجه الشخص الساخر على الإطلاق ..
إنها تعي ما تقوله ولكن لا يُمكنه الإستيعاب ..
ريكس ...؟
لا يُمكنه إستيعاب كونه أخاه الأكبر ..
الأمرُ غريب وصادم ..

***


6:58 pm


أوقف سيارته في هذا الحي الهادئ وأطفئها وهو لا يزال بداخلها ..
أشعل لنفسه سيجارةً ووضعها بين شفتيه فالتفكير أرهقه كثيراً ..
دقائق حتى لاحظها تقف على الرصيف المُقابل ، ضغط بوق السياره فإنتبهت إليه وقطعت الشارع تتقدم منه ..
فتحت الباب المُجاور له وركبت تقول: مرحباً ..
نظر إليها بهدوء ثُم قال: هل أنهيتي ضروفك الخاصة كُلها ؟ لقد أخذتِ الكثير من الوقت ..
تنهدت تقول: رحّب بي على الأقل ..
بعدها ظهر الإنزعاج على ملامحها تُكمل: ورائحة الدُخان سيئه ، أطفئها لو سمحت ..
ضغط أحد الأزرار وفُتحت نافذة السيارة التي بالأعلى يقول: لن تُزعجك الآن ..
رين: لما تُهمل صحتك هكذا ؟ ألا يهُمك جهازك التنفسي ؟
رد عليها ببرود: هل إستعدتِ ذكرياتك أو ذكريات نصائح برامج الأطفال بالتلفاز ؟
تنهدت بيأس وقالت: وأيضاً لما لم تُخبرني بأننا تقابلنا مُسبقاً ونحنُ أصغر سناً ؟
عقد حاجبه يقول: من ؟
رين: أنا وأنت ..
ريكس: لا أتذكر ..
رين: أنا تذكرتُ هذا ..
ريكس: حسناً لم أتغير منذُ طفولتي ، بالنسبة إليك رُبما كُنتِ أكثر بشاعةٍ لهذا لا أتذكرك ..
رفعت حاجبها تقول: ألا يُمكنك أن تختر كلماتٍ لطيفه ؟ هل الأمرُ صعب الى هذه الدرجه ؟
ريكس: ماذا فعلتِ للبروفيسور ؟
دُهشت من سؤاله المُفاجئ هذا وقالت: ماذا تقصد ؟
ريكس: إنه يُرسل الأعضاء للبحث خلفك وقتلك ..
إبتسمت بسُخريه تقول: وما الجديد ؟
نظر إليها بهدوء قبل أن يقول: لما تقوليها بسُخريه ؟ ماذا لو هذه المرة سيقتُلك من أرسله ؟
رين بثقه: لن يحدث ، البروفيسور لن يجرؤ على قتلي مالم يحصل على ما أملكه ..
ريكس: حسناً ماذا لو أرسل شخص يعرفك جيداً ويُراقبك دائماً وسيقتُلك بعدما يحصل على ما تملكينه ضد البروفيسور ! ماذا ستفعلين حينها ؟
إبتسمت تقول: لما تُريدني أن أشعر بالحذر ؟ هل أنتَ قلقٌ لأجلي ؟!
ريكس بهدوء: يقول المثل إحذر عدوك مره وإحذر صديقك ألف مره .. عليك أن تكوني حذرةً من الجميع خاصةً أصدقائك ..
نظرت إليه لفترة ثُم قالت: كيف عرفتَ هذا ؟
عقد حاجبه فأوضحت قصدها قائله: كيف عرفتَ عن تحالفي مع ثيو ؟
رفع حاجبيه للحضة ثُم قال: وكيف خمنتِ أني أقصد ثيو ؟
رين: ومن غيره ؟ لقد كان مُحقاً ، أخبرني بأن دارسي على علمٍ بعلاقتنا ، لم أكن أضن بأنه سيُخبر الجميع ..
فقد ريكس أعصابه وأطفأ السيجارة يقول بهدوء: رين أنا لا أقصد ثيو ..
تعجبت من كلامه فرفع نظره إليها يقول: أقصد نفسي ، ماذا لو كان إنتقامي وإكتمال هدفي مرهونٌ بقتلك فماذا ستفعلين ؟


End



نلتقي بالبارت القادم ولو مشي ع حسب تفكيري حيكون طوييييل وحتجلطكم القفله
كونوا مُستعدين XD




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-04-21, 02:23 PM   #145

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 66


"يجب أن لا نبكي على أحبائنا ، إنها رحمة أن نفقدهم بالموت و لا نفقدهم و هم أحياء"
-مونتسكيو-


رفع حاجبيه للحضة ثُم قال: وكيف خمنتِ أني أقصد ثيو ؟
رين: ومن غيره ؟ لقد كان مُحقاً ، أخبرني بأن دارسي على علمٍ بعلاقتنا ، لم أكن أضن بأنه سيُخبر الجميع ..
فقد ريكس أعصابه وأطفأ السيجارة يقول بهدوء: رين أنا لا أقصد ثيو ..
تعجبت من كلامه فرفع نظره إليها يُكمل: أقصد نفسي ، ماذا لو كان إنتقامي وإكتمال هدفي مرهونٌ بقتلك فماذا ستفعلين ؟
بقت عيناها مُعلقتان بعينيه الجادتين لفتره قبل أن تبتسم قائله: لم أضنك تُجيد إلقاء النُكات هكذا ..
لم يُعلق بل بقيت نظرته الحادة ذاتها على وجهه فإختفت إبتسامتها تدريجياً وشيء من القلق غزا صدرها فهو يبدو جاداً حقاً بجملته ..
فترة صمتٍ مرت قبل أن تنطق أخيراً قائله: حسناً ، حينها سأُقنعك بالعدول عن ذلك ..
ريكس: كيف ؟
أجابته بهدوء: إن كانت هذه أوامر البروفيسور فليس عليك إطاعتها حتى لو عنى هذا أن ينقلب عليك ، أيامه باتت معدوده ، ليس عليك أن تبقى بجانبه ، تُريد أن تُكمل هدفك بالإنتقام ممن قتلوا والدتك ؟ ألم تُفكر بأني قد أعرف من فعلها ؟ ريكس ... أترك جانبه ، أترك المُنظمة كُلها ، حقق إنتقامك بإستخدام طُرق صحيحه ، ليس عليك أن تحترف الإجرام لتصل الى مُبتغاك ، ليس عليك أن تقتُل بريئاً لتنتقم لوالدتك ..
بقي ينظر إليها لفترةٍ قبل أن يبتسم مُعلقاً: أجعل رئيس مُنظمةٍ ضخمةً عدواً لي لأن فتاةً تصغُرني بعدة سنوات طلبت ذلك ؟ هل ترين هذا مُقنعاً ؟
رين: أجل هذا مُقنع ، ما دامت هذه الفتاة تمتلك عدة وسائل للتغلّب عليه ، يكفي بأن الشخص الذي أمضى فترة طويلة بالبحث عنه معي ، هو لا يستطيع أن يقتُلني ، وأُراهن بأنه أرسلك أنت بالذات لأنك تعرفني ، أُراهن بأنه طلب منك أن تجد الشخص الذي معي أولاً ثُم تقتُلني ، ودعني أُراهن أيضاً ... هو لم يخبرك من يكون هذا الشخص صحيح ؟ لأنه إبنه من آليس ، لأنه أخاك وبالتاكيد كُنتَ ستتردد لو قال لك هذا لذا أخفاه عنك ..
هذا ما كان يضنه ريكس طوال الوقت ولهذا تحدث معها في بادئ الأمر ..
سألها بهدوء: وكيف عرف ؟
رين: لم أكن أُريد أن يعرفوا ، أردتُ أخذه وإخفائه ولكنهم سبقوني إليه ، حارس فيلا جينيفر هو أحد رجالهم ، حالما رأيتُه تعرفتُ إليه فلقد رأيته مرةً من قبل ، كانوا يُراقبونه لذا ما كان علي سوى أخذه بعيداً عن أنظارهم وإعلان كوني من أخذه حتى أضمن بالمُقابل أني لن أموت ..
ريكس: إذاً إستخدمتِه كسلاح ! لو خيروك بالمُقابل بشقيقتك كُنتِ ستتخلين عنه فوراً صحيح ؟
صُدمت من كلامه وقالت بإنفعال: قطعاً لم أكن لأفعلها ، حتى وعمي مُنهار أمامي على مشارف الموت لم أفعلها !!! أنا لستُ حقيرةً ولا تُفكر بي هكذا ! لم أكن يوماً من يؤذي بريئاً لأجل نفسه ومصلحته ..
ريكس بهدوء: ولكنه إبنه لذا لن يؤذيه على الإطلاق ، صدقيني عندما توضعين في ذلك الموقف ستتخلين عنه وستُهونين الأمر على نفسك بقولك أنه والده وسيهتم به ..
الإنفعال بداخلها يكاد ينفجر وهي لا تُصدق لما نظرته سيئه للغايه تجاهها !!
لما يقول هذا الكلام لها ؟؟
لما منه هو ؟!
ردت عليه قائله بحده: لا تُقارني بك ! إن كُنتَ ستفعلها فأنا لن أفعلها ..
ريكس بسُخريه: بدأتِ تُهاجميني الآن ؟
رين: إذاً من المُفترض أن أبقى صامته وأنت تتهمني بأمور لا أفعلُها ؟
ريكس: حسناً ، أين هو الآن ؟
رين: أخاك ؟ لم أعد أرغب بإخبارك ، أنتَ لستَ أهلاً للثقة ..
إبتسم للحضاتٍ قبل أن يقول: حسناً ، علي فقط البحث عنه في هذه المنطقه ، أُراهن بأنه بأحد المنازل التي في هذا الحي ..
رين: اتمنى لك التوفيق في بحثك اليائس هذا ..
وبعدها حل الصمت بينهما لفترةٍ قصيره قبل أن تقطعه رين قائله بهدوء: ريكس ، أنا لا أُصدقك ..
نظر إليها لتُكمل بهدوء: إن كُنتَ تضع المُنظمة كأولويتك القُصوى لتخليتَ عني عندما ظهر ذاك المُغتال أمامي في الحديقه ، ساعدتني وأنت تُدرك العواقب ، ريكس .. لو حقاً أردتَ قتلي لما قُلت لي هذا من البداية ، لسألتني عن أخاك أولاً ومن ثُم قتلتني دون أن أعرف ، لكنك لا تُريد ولهذا أخبرتني ..
إبتسم بهدوء يقول: رُبما لأني لستُ شخصاً وغداً يقتُل بالغدر ولهذا أردتُ إعلامك أولاً لتكون حرباً عادله ..
نظرت الى عينيه مُباشرةً قائله: الشخص الذي جرب فقدان عزيز وعاش تحت وطأة هذا الألم سيكون أرحم من الجميع ، ذِقتَ الفقد في حياتك مرةً لذا يستحيل أن تجعل غيرك يذوقه أيضاً .. لا تكذب عليّ ياريكس ، رُبما كان هذا مُتأخراً ولكني الآن أصبحتُ أفهمُك جيداً .. لا يُمكنُك خِداعي ..
لم تُزح ناظريها عن عينيه الهادئتين اللتان لم تستشعر فيهما أي شيء ..
ثوانٍ حتى قال بهدوء: هذا ما قصدتُه بأن تحذري صديقك ألف مرة ، لا تُفرطي بالثقة بي يا رين ..
رين: سأفعل لأني كما قُلتُ لك أصبحتُ أفهمك ولهذا أثقُ بك ..
أشاح بنظره عنها ينظر الى الشارع الفارغ إلا من عجوزتان تمشيان وتتبادلان الحديث ..
مرت فترة الصمت بينهما لدقائق قبل أن تبدأ رين بالحديثِ قائله: أتذكر ذلك الملف الذي طاردوني لأجله ؟ إنه بين يديّ ثيو الآن والذي تخلصوا منه هو مُزيف ليس إلا ، البروفيسور مشغول البال بإبنه وإبنه معي ، ثيو يملك جاسوس قوي بداخل المنظمه لا يُمكنك حتى توقع من يكون ، كُل شيء في صالحنا ، نحنُ الكِفة الأقوى ، كُل امبراطورية إجراميه ولها نهايه وقصص السابقين خيرُ مثال ، قد تتفاجئ بأن بعضهم كانت نهايتهم بسيطه للغايه ! القوة ليست كُل شيء .. أتركهم يا ريكس وتعال الى جانبي ، إن كُنا نحن الثلاثه فمعركتُنا ضدهم ناجحه ، صدقني ..
سألها بسُخريه: لما تُخبريني بهذه التفاصيل الحساسه ؟ ألا تخشين أن أُخبرها لهم ؟ ألن يغضب ثيو إن علم أنك أخبرتني ؟
رين: أخبرتُك أني أثق بك ، ولا يعلم ثيو بهذا ولكني سأُخبره ، سيغضب بالتأكيد وهذا شيء يُسعدني فما زِلتُ غاضبةً منه ..
صمتت قليلاً وبداخلها الكثير من المشاعر المُتضاربه التي لم تُحددها بعد ولم تتأكد من صِدقها حتى !!
ولكن كعادتها ، تقول مافي قلبها مُباشرةً !
نظرت إليه تقول بهدوء: فكر بكلامي جيداً ، أنا أُحبك لهذا لا أُريد أن أستمر في رؤيتك تودي بنفسك الى الهاويه ..
إتسعت عيناه للحضه من الدهشه في حين أكملت: لا تُلقي لكلامي أي بال ، قُلتُه لأني لم أكن أُريد منه أن يبقى بداخلي ، لا اُرغمك على الرد ، كُل ما أًريده منك الآن هو أن تختار طريقك جيداً ..
إبتسمت وقالت: والآن لنُغير حديثنا ، أُريد منك خِدمه فهل تفعلها لأجلي ؟
بقي ينظر إليها لفترةٍ قبل أن يُجيب: ماذا ؟
رين: أُريد زيارة فيلا جينيفر ، وحبذا لو إدريان وإليان هُناك ، أُريد شُكرهم ..
ريكس: ألا تعرفين الطريق ؟
هزت رأسها نفياً تقول: لم أطلب منك لأني لا أعرف الطريق ، لأني أردتُ منك أولاً أن تُخبرني بنفسك من تكون جينيفر بالضبط ..
عقد حاجبه لتُكمل: إنها لطيفه وطيبه وهذا ما تُظهره لي فقط ، ولكن الجميع يقول عكس ذلك ، كلام استيلا عنها يتردد في داخلي حتى هذه اللحضه ، لن يكرهها أبناء عمك من دون سبب ، قالت استيلا شيئاً كـ أنك أيضاً تكرهها ، لذا هل لك أن تُسدي لي معروفاً وتُخبرني عمن تكون هذه المرأه ؟
ريكس: وما المُقابل ؟
كشرت في وجهه هامسه: بخيل ..
ثُم اكملت: سأتراجع عم كلامي وسأُخبرك كُل شيء عن أخاك ، وعن مكانه ، إنه شخص قد رأيتَه من قبل عدة مرات ..
ظهرت الدهشة في عينيه يقول: عفوا ؟
إبتسمت وقالت: ماذا ؟ أصبحتَ أكثر تشوقاً لمعرفة من يكون صحيح ؟ أخبرني عن جينيفر أولاً وسأُخبرك كُل شيء عنه ..
بقي ينظر إليها لفتره قبل ان يسأل: أنتِ لا تكذبين ؟
رين: أُقسم لك بأني لا أفعل ..
ثوانٍ مرت كان يرمُقها فيها بهدوء ولكنها بالفعل جاده وهذا حيره أكثر وزاد الفضول بداخله ..
شغّل سيارته وحركها قائلاً: حسناً ، ماذا تُريدين أن تعرفيه بالضبط ؟
رين: كُل شيء عن جينيفر ..
أجابها: إمرأة تزوجت والدي وهي لا تزال في التاسعة عشر من عمرها ، آنذاك كُنت بعامي الثاني ، لم تأخذ الكثير من الوقت قبل أن تُنجب إدريان ، عائلتُها كانت تعرف عائلة والدي لهذا عرفته وتقربت منه حتى تزوجها ، هل من تفاصيل أُخرى تُريدينها ؟
إنزعجت تقول: تستفزني صحيح ؟
إبتسم رُغماً عنه يقول: أنتِ طلبتِ معرفة كُل شيء عنها ..
رين: ليس هذا ما أعنيه ! حسناً سأكون واضحةً أكثر ، لما تكرهها استيلا ؟
ريكس: إسألي استيلا نفسها ..
ضبطت أعصابها وقالت: حسناً ، مانوع علاقتك بجينيفر ؟
ريكس: زوجة والدي ، أي والدتي بالقانون ..
إبتسمت رين تقول: شُكراً على المعلومات ، جرب إسألني عن أخاك وصدقني إجابتي ستكون مُستفزه ، سأردد عليك معلومة أنه أخاك وأنه إبن آليس وأنه إبن البروفيسور ..
ضحك رُغماً عنه ضحكةً قصيره في حين أشاحت بنظرها تنظر الى الخارج عبر النافذه ..
ثوانٍ حتى تحدث قائلاً: لأنها أخذت مكان والدتي ، كانت تحوم حول والدي قبل أن ينفصلا والداي لذا الكُل يكرهها ، الكُل يُقارنها بوالدتي لهذا نشبت العداوة بينهما بين جينيفر وأبناء عمي ..
إلتفتت رين إليه تقول: ولكنها تزوجت والدك وأنت بعامك الثاني ، كانوا صِغاراً فكيف يتذكرون والدتك ؟
ريكس: حتى لو إنفصل والداي فهي تزورني دائماً وقد أحبها الجميع ، لذا عندما كبرتُ قليلاً وأصبحتُ أذهب لزيارتها كانوا يأتون معي دائماً ، رُبما إنقطعت زيارتي لها لعام وأنا بعُمر الخامسه ولكن استمرينا بعد ذلك قبل أن تختفي تماماً وأنا بعامي الثامن ..
قال جُملته الأخيره بهدوءٍ تام وسكت بعدها قبل أن يُكمل: لهذا يعرفونها جيداً ، توفيت والدتهم مُبكراً لذا كانوا يرون والدتي وكأنها أُمٌ لهم وخاصةً فرانس فلقد كان مُتعلقاً بها لدرجة أن حالته النفسية سائت كثيراً عند إعلان خبر وفاتها قبل عشر أعوامٍ أو أكثر بقليل ..
نظرت إليه بهدوء قبل أن تقول: هل تعرف لما ؟ لما إنقطعت عن زيارتك لثمانِ أعوامٍ كامله ؟ فهذا كثير ..
هز رأسه نفياً دون تعليق لتقول: حسناً دعنا نتحدث بالأهم ، عرفتُ سبب كُرههم لها ولكن ماذا عن علاقتك أنتَ بها ؟ هل كُنتَ تراها سبباً لإنفصال والديك ولهذا كرهتها ؟
ريكس: رُبما ..
وصمت بعدها ، لم يُعطيها الإجابة الوافية التي تُريدها ..
سألته مُجدداً: هل تعرف عنها شيئاً سيئاً وتُخفيه عني ؟
لم يُجبها فبقيت تنظر إليه لفتره ثُم قالت: هل تعرف لما كانت تعتني بي بلطف إن كانت سيئةً هكذا ؟
أجابها: إسألي فرانس أُراهن أنه يعرف ..
هزت رأسها هامسه: ينبغي علي ذلك ..

بعد فترة صمت طالت بينهما لدرجة أنه إقترب من فيلا جينيفر تحدثت أخيراً تقول: عُذراً ولكن غيرتُ رأيي ، لن أذهب إليها ..
ظهر الإستنكار على وجهه يقول: عفواً ؟
رين: لا أُريد الذهاب وأنا لم أعرف من تكون جينيفر بالضبط ، لنؤجل هذا بعدما أعرفُ كُل شيء من فرانس ..
أوقف سيارته على جانب الطريق يقول: إذاً ؟ تُريدين مني أخذك الى فرانس ؟
إبتسمت تقول: يالك من سائِقٍ ذكي ..
رفع حاجبه قبل أن يقول: حسناً إن كُنتِ لا تعلمين ففرانس يرقُد في المشفى ..
إتسعت عيناها من الدهشة تقول: لما ؟!!!
ريكس: لا فِكرة لدي ، وُجِد بحالةٍ يُرثى لها داخل أحدى الأماكن الغير مأهوله وفاقدٌ لوعيه ومُنذ ذلك اليوم لم يستفق بعد ، مر على ذلك أربعة أيامٍ تقريباً ..
لا تُنكر أنها شعرت ببعض القلق ..
مما فهمته منه أنه يعرفها ويعرف بمُشكلتها ، هل هذا يعني بأن المُنظمة فعلوا له شيئاً سيئاً ؟
لا يسعها سوى التفكير بهذا ..
رين: حسناً ، رجاءاً خُذني إليه أود رؤيته ..
حرك سيارته يقول: أولستِ تتصرفين بأريحيةٍ مُبالغٌ فيها معي ؟
رين بإبتسامه: أخبرتُك أني أثق بأنك لن تقوم بقتلي لذا ما المانع في التصرف بأريحيه ؟
رفع حاجبه ثُم نظر الى الأمام دون أي تعليق ..

***

‏14 February
8:20 am



إنه يوم الحُب العالمي ..
وإدريان كعادته كُل عام يتحمس لهذا اليوم كثيراً لأن هذا يعني حصد المزيد والمزيد من الهدايا من قِبل المُعجبين ..
فهاهو الآن يقف في غُرفته الخاصه في وسط المؤسسة الترفيهيه ينظر الى الكم الهائل من الهدايا الذي كان ينتظره ..
ولن تتوقف هذه الهدايا قبل أن تدق ساعة الثانية عشرة مساء اليوم ..
تحدث من بجانبه مُعلقاً: لما السعادة تعلو مُحياك وكأنها المرة الأولى التي تتلقى فيها الهدايا ؟
إدريان: يارجل ما أجمل أن تُسعد لأتفه الأمور فهذا يصنع لحياتك معنى ، لستُ ممن يمل الأشياء بسرعه ..
بعدها جلس على الكُرسي وقلّب في رسائل المُعجبين واحداً تلو الآخر وإنغمس فيها حتى قاطعه صوتٌ يقول بهدوء: واو كُل هذا ؟
عقد حاجبه وإلتفت الى الخلف ليتفاجئ بوجود كاتالين التي لم يرها مُنذ مُده بسبب إنشغالاتها الفترة الأخيره حتى أصبحت تكادُ لا تُرى في المُؤسسه ..
تحدث يقول لها: اهلاً ..
رفعت نظرها إليه والى كم الرسائل التي فتحها وقالت: أحقاً إدريان ؟ تُتعب نفسك من أجل كلماتٍ لا تعرف من أرسلها حتى ؟
إلتفت يُكمل قراءه بقية الرسالة وهو يقول: أجل كما تعب الشخص في كتابة رسالة يعلم بأني لن أعرف بأنه من كتبها ..
تجاوزت بعض الهدايا التي على الأرض حتى وصلت إليه لتنظُر الى حيثُ يقرأ وتُردد: ".... جميع الطوابع الثلاثون جمعتها طوال السنة الماضيه ، أكملتُ ألبومي الأول الخاص بك وضممتُه الى مكتبتي المليئة بأقراص موسيقاك التي تُدفئ قلبي دائماً ، صوتك أخرجني مرةً من حالة إكتئابٍ ممرتُ بها ، عزيزي إدريان ... أنت مُنقذي لهذا أنا أُحبك" ..
ما إن أنهت الكلمة الأخيره حتى ضحكت قائله: حقاً ؟!! أتقولها وهي جاده بها ؟!
أغلق الرسالة يقول بهدوء: لما الضحك الآن ؟
كاتالين: لأنها فتاةً كاذبه ! تُنمق كلماتها هذه برسالة وأعجب من كونك تقرأها حقاً ! هل تُعاني الجفاف في حياتك الى هذه الدرجة كي تقرأ جميع رسائل الحُب هذه ؟!!
ترك الرسالة وقال: حسناً ماذا أردتِ من قدومك ؟ لدي أطنان من الرسائل ولا أُحبذُ قرائتها بوجودك ..
إختفت السُخرية من وجهها لتأخذ بعدها الرسالة وتُمزقها لنصفين مما جعل إدريان يقف بدهشةٍ من تصرفها !!
تحدثت قبل أن ينطق بحرفٍ قائله: ماذا ؟!! أستُشاجرني من أجل فتاةٍ لا تعرف شكلها ولا عُمرها ولا حتى ما إن كانت كتبت رسالةً حقيقة أو سرقت كلماتها من الإنترنت ؟! هل ستفعل ؟
ضبط أعصابه يقول: لا يحق لك أن تمسي ماهو ليس لكِ ..
شدت على أسنانها ومدت يدها تنزع رسالةً أُخرى وتُمزقها وعينيها على عيني إدريان قائله: بلى يحق لي فهن من تطفلن أولاً على شيء ليس بملكاً لهن ..
أمسك يدها قبل أن تُمسك برسالةٍ ثالثه وقال بإستنكار: "ليس بملكاً لهن" ؟ أصدميني وقولي بأنك تضُنينني ملكٌ لك ؟
ذهبت العصبية من وجهها وسحبت يدها بهدوء من يده تقول بإبتسامه: أنتَ تعلم ماذا يكون اليوم ؟ إذاً من المُفترض أن تدعوني على عشاءٍ هذه الليله ، سأنتظر رسالتك ..
صمت إدريان قليلاً قبل أن يُجيبها: سأقضي اليوم برفقة عائلتي ..
كاتالين: ركز عزيزي ، إنه يوم الحُب وليس يوم العائله ..
إدريان: أعلم وأنا أُريد تمضيته برفقة عائلتي ..
نظرت إليه بهدوءٍ تام قبل أن تقول: إنها فُرصتك الأخيرة عزيزي ، فُرصتك لتعتذر لي عن كُل شيء ، لا تجعلني أُدمر وجودك هُنا فأنت وُجِدتَ لأجلي فقط وكاميل يتحملُك لأجلي فقط ، لا تغتر بنفسك وإغتنم فُرصتك ..
وبعدها غادرت وهو ينظر إليها بهدوءٍ تام ..
إبتسم بسُخريه هامساً: ها أنا أدفع ثمن تمثيلي بهذه المسرحية الغبيه ..
إلتفت وذهب الى نافذة الغُرفة ينظر الى الأجواء الصافية وهو غارقٌ في التفكير بكلامِ كاتالين ..
عقد حاجبه عندما لمح سيارته وبشيء مُعلقٌ بإيطارها ..
إنها هديةً من مُعجبةٌ من دون شك ..
كيف تجاوزت سور موقف السيارات الخاص بمنسوبي المؤسسه ؟
أخرج هاتفه وحادثَ أحد الوظفين المُبتدئين الذي يطلب منه عادةً إحضار قهوةٍ لأجله من الخارج وطلب منه هذه المرة أن يُحضر الهدية إليه ..
لا يُحبذ وجودها هُناك وعبث اي أحدٍ بها ..
خلال دقائق أحضرها له الموظف فتقدم منها وأخذ الرسالة المُعلقة على الكرتون الصغير وعاد يجلس على الكُرسي المُريح وهو يفتحها ..
بدا بقرائتها :
"كيف هو صباحُك الآن ؟ آسفة لإختيار مكان كإيطار السيارة كي أُعلق به هديتي ولكني أُحبه فهو من سمح لي بأن أتحدث معك وجهاً لوجه لأول مرةٍ في حياتي .... "
عقد حاجبه ولا يعلم لما تذكر تلك الفتاة التي أوصلته في ظُهر إحدى الأيام عندما تعطلت السيارة في مُنتصف الطريق ..
ولكنها لم تكن تبدو كمُعجبه !
أكمل قراءة الرسالة: "... أتذكُر عندما سألتُك ماذا يُفضل الشُبان هدايا في مثل هذا اليوم المُميز ؟ أتذكُر عندما أخبرتُك بأني سأُهدي الشاب الذي أُحبه هديةً لأجله ؟ لقد كان أنت ، عامٌ كامل أحببتُك به كما تُحب كُل مُعجبة فنانها المُفضل ، ولكني كُنتُ أُريد ماهو أبعد من ذلك ، لم أُرد أن يكون مُجرد إعجاب ، أردتُ أن تُبادلني هذا الحُب ، إجتهدتُ لأكون قريبةً منك ، أصبحتُ صحفيةً في مِجلةٍ إلكترونيه لأكتب عنك ، ستجد الكثير من المقالات التي كتبتُها لأجلك ، لأُخبرهم بأن إدريان آليكسندر هو مُغنٍ صاعد يمتلك صوتٌ قوي وليس مُجرد حبيب للمُغنية كاتالين ، حاولتُ قدر المُستطاع لتظهر بشكلٍ مُستقل ، لا أُكره كاتالين لأني أغار منها ، بل لأنها لا تستحقك ، مجرد مُعتلةً نفسية تحتاج لشاب ليكون حبيبها ويُلبي مطالبها ويُشعرها بكونها انثى مرغوبة ، إنها تُعاني من مرض التملك ، والمُؤسسة كُلها تُجاريها لأنها مشهورةً للغايه على مُستوى فرنسا كُلها ، لا يهتمون لمهاراتك ، هم فقط يصعدون بك بالمراتب كُلما كُنتَ لطيفاً معها فهي الأهم ، لا يهتمون بإيجاد أفضل المُلحنين الذين يستطيعون إستخراج القُدرات الكامنة في صوتك ، لم يهتموا بإختيار انماط مُختلفة لكلمات أغانيك ، لا يهتموا وأعلم بأنك لا تُحبها ولكنك تُجاريها لأجل مصلحتك ، هذا المكان بأكمله لا يستحقك ، فعلتُ الكثير لأجلك ، حفرتُ خلفها لأجد أشياءً قد تُسقطها للأسفل ، أنا من أرسل لك مُشغل الـUSB في ليس أوريس ، لا أُريد فعل شيء لأجلك أنت لا ترضاه ، ولكنك رفضت وكسرت قلبي ، لا أهتم ، سأبقى أُساندك من الخارج حتى تُقرر أنت بنفسك أن تخرج من القوقعة التي حبسوك المُؤسسة بها ، وحينها ستجدني بجوارك ، أنت موهوب والمكان بأكمله لا يُقدرك لذا فكر ملياً ..... أتمنى بأن إختياراتي للأغاني تُعجبك ، أخبرتني بأن المُغني سيُفضل هديةً بسيطة كمُشغل أغاني تحتوي أُغنياته المُفضله ، الأغاني المُحمّلة ذوقي أنا إخترتها لتعرف أي نوع من الفتيات أكون ..... وهل لي بطلبٍ أناني واحد ؟ أُريد تناول طعام العشاء معك ، أرفقتُ ورقةً بالطاولة المحجوزة بأحد المطاعم ، سأنتظرك ولن أغضب إن تخلفتَ عن المجيء فكما أخبرتُك إنه طلبٌ أناني لذا من حقك أن ترفض .. أتمنى لك يوماً سعيداً
-شيري شامال- "
وإنتهت الرسالة عند هذا الحد ..
شعر بأنه قرأها من قلبه لا من لسانه ..
لأول مرةً تؤثر به رِسالة مُعجبةٍ الى هذا الحد ..
لقد لامست الكثير من أفكاره التي يُخبئها ويُنكر وجودها قدر المُستطاع .
أغلق الورقه وفتح الهدية الصغيرة ليجدها مُشغل أغاني بسماعة أُذن وبطاقةٍ لأحد المطاعم ..
أخذها ووضعها في جيب معطفه المُعلق وعقله بالكامل مشوش بكلامها ..
لدرجة أنه لم يُكمل قراءة بقية رسائل المُعجبين ..

***
10:34 am



دخل كين الى غُرفته وجلس على سريره في حين دخل من خلفه آلبرت وهو يحمل كيس أدويته ..
وضعها بهدوء على الطاولة الصغيره بجانب سريره وهو يسأل: كيف حالُك الآن ؟
أجاب كين: بخير .. أُريد النوم فحسب ..
نظر إليه آلبرت لفتره ثُم قال: ألن تُخبرني ماذا يحدث معك ؟ ألا زِلتَ مُصراً على الصمت ؟
كين بهدوء: لا يوجد أي شيء ، أُريد النوم فقط ..
بقي واقفاً لفترةٍ قبل أن يلتفت ليُغادر ولكنه توقف في مكانه قليلاً ثُم إلتفت بإنزعاج وتقدم منه يقول: لما تُريد مني أن أبقى مُغفلاً ؟ لما لا تُخبرني عما فعلَته لك جينيفر ؟ وعن الدكتور جان !
دُهش كين ونظر إليه فأكمل آلبرت بشيء من الغضب: عن الادوية الممنوعه وعن تجاربهما السيئه ؟!!! عن المرض الذي زرعوه فيك وعن كُل ما حدث ؟!
كين بعدم تصديق: كـ كيف عرفت ؟
آلبرت: إن لم أعرف فهل كُنتَ ستبقى صامتاً للأبد ؟ وتدعها تعبثُ بك كما تشاء ؟!!!
أشاح كين بوجهه ولم ينطق بكلمه في حين كبت آلبرت غضبه قدر المُستطاع قبل أن يهمس: سأحرص على أن ينتهي كُل شيء أياً كانت الطريقه ..
وحال إلتفاتته ليُغادر أمسك كين بيده يقول: آلبرت رجاءاً ، لا تظهر لهم أن كشفت أي شيء ..!
زاد غضب آلبرت من طلبه هذا وسحب يده يخرج من الغُرفة دون أي رد في حين شعر كين بالكثير من الضغط !
صمته طوال الوقت الماضي سيكون بلا فائده !!
سيضنونه هو من أخبر أخاه !
سينتقمون حتماً ..
جينيفر بالتأكيد ستنتقم أشد الإنتقام !
عليه أن يفعل شيئاً ..
عليه أن يُنهي هذه المخاوف التي لا تنتهي !!
حتى لو إضطر لإختيار أسوأ الطُرق !


من جهةٍ أُخرى نزل آلبرت الى الأسفل وإتجه الى حيث أخبرته الخادمة عن مكان جينيفر الحالي ..
في الصالة الرِياضيه ..
دخل ليجدها ترتدي ملابس رياضية رمادية اللون وترفع شعرها الى الأعلى أمام المِرآة ..
تقدم منها لتقول وهي ترى إنعكاسه على المرآة: أهلاً آلبرت ، أتُريد مُشاركتي تدريبات هذا الأسبوع ؟
توقف حالما وصل إليها ووضع يديه في جيبه يقول بهدوء: عاد كين من المشفى ، وهو مريض بالسُكر ..
جينيفر: آه أجل ، أخبرني آليكسندر ، سأذهب لزيارته ، يالا الصغير المسكين .. لم يتهنى بعد بمُراهقته وهاهو يواجه قدراً صعباً بسنٍ مُبكره ..
إبتسم آلبرت يقول: حقاً ؟ أيُرثيكِ حاله ؟
تنهدت وإلتفت إليه حال إنتهائها من رفع شعرها وقالت: مابك آلبرت ؟ أنتم أبناء أخ زوجي لذا من الطبيعي أن يهمني أمركم ..
آلبرت: لم نحتج لإهتمامك يوماً ، كان عليك أن تُعطيه لابنائك وتتركينا وشأننا ..
رفعت حاجبها تقول: هل حزنك لمرض أخاك تحول لغضبٍ علي أو ماذا ؟
آلبرت بهدوء: ولما تسألين هذا السؤال بإستنكار ؟ ألا يجب علي أن أُحول الغضب عليك ؟ أن أُحملك المسؤليه ؟ ألا يحق لي ذلك ؟
جينيفر: أتفهم حزنك وغضبك ولكن من الخطأ أن تُفرغه بأحدٍ آخر !
آلبرت: لما ؟ أولستِ من جعل كين يصل الى هذه المرحلة ؟ ألا يعني هذا أنه من حقي أن أغضب عليك ؟
ضاقت عيناها للحضة تقول: عن ماذا تتحدث ؟ هل أنا من طلب من أخاك أن يُفرط بتناول السكريات حتى وصل الى هذه الحاله ؟
هز رأسه نفياً يقول: كلا لم تفعلي فهو لم يكن ليستمع لأوامرك ..
أشاحت بنظرها عنه تتقدم من إحدى الآلات تقول: إذاً لا تشغلني رجاءاً وتمالك نفسك قليلاً ..
نظر الى حيثُ ذهبت يقول: أتمالك نفسي أكثر من هذا ؟ كيف ؟ أعني ..... أمامي من أدخلت السموم لجسد أخي وعبثت به من أجل تجاربها اللعينة وبالكاد أمنع نفسي من قتلها فكيف أتمالك نفسي أكثر من هذا ؟
توقفت في مكانها مُتصلبةً من الصدمة !
لقد عرف ؟!!!
ذلك الكين الحقير مُجدداً !!
إنه لا يكف عن صُنع المشاكل رُغم كُل التهديدات التي هددته بها !
لا زال مُصراً على التصرف بتهورٍ وغباء !!
سُحقا !
إلتفتت إليه بهدوءٍ تقول: عفواً ؟ أتمنى أن تتحدث بأمورٍ أفهمُها ..
تقدم منها حتى وقف أمامها يقول بهمسٍ مليء بالغضب: لا تتظاهري بالغباء ، لا تجعليني أُخبر ولديك بأفعالك الشنيعه ..!
إتسعت عيناها للحضةٍ قبل أن تقول: لا تقترب من شيء قد يُحرقك يا آلبرت ! فللتوقف عند هذا الحد قبل أن ....
قاطعها: قبل أن ماذا ؟ تُدمريني ؟ أو تُغضبينني أكثر بتعديك على فرانس كما هددتي كين سابقاً ؟!
ضاقت عينياها وبالفعل الغضب بداخلها يزداد ..
إرتسمت على شفتيه إبتسامة مُتلاعبه يقول: تقولين لي بأن آليكسندر من أخبرك عن مرض كين ؟ كاذبه ! هو غاضب منك بما فيه الكفايه ويُريد الإنفصال عنك اليوم قبل غد ، أنتهيتي تماماً ، ما حدث مع كين والدكتور جان سأحرص على أن ينتشر ، أوراقك العزيزة التي خبأتِها في منزل جان القديم وصلتُ إليها وأصبحت معي ، ستنتهين بأبشع طريقةٍ مُمكنه .. سأجعلك تتمنين بأنك لم تتعدي الخط الأحمر وتعبثي معنا ..
وجهها كان ينطق بالغضب والحقد المكبوت الذي ظهرت معالمه على تقاسيم وجهها المشدوده ..!
العصبية واضحةً عليها جداً ..
يُمكنه رؤية كما تُكافح لتُحافظ على ملامحها الطبيعيه وهي تقول: ماهذا الهُراء الذي تتفوه به ؟
آلبرت: هُراء ؟ حسناً .... قريباً سيظهر جُنون أحدهم وسنعرف ما إن كان هذا هُراءاً أو لا ..
وبعدها خرج وهو لا يعلم بأنه بالفعل الليله ستحدث الكثير من الأمور المجنونه ..
وستدُق ساعة مُنتصف الليل على مشهدٍ ...
بشع !

***

2:12 pm



خرج من الكُلية وهو يشعر بالكثير من الإرهاق وشعر بأنه أخطأ عندما طلب أن يأخذ مكان الدكتور آرثر لطُلاب السنة الثانيه ..
نعم لقد أخطأ وهو يعترف بذلك ..
تقدم من السياره وهو يُلاحظ الاجواء حوله ، دائماً ما تكون مُفعمه بالنشاط وبالألوان الحمراء في كُل يوم مُماثل من كُل سنه ..
حتى أنه تلقى بضع هدايا قليلةٍ على مكتبه هذا الصباح عند حضوره ..
أخرج المُفتاح وإقترب من سيارته ليتفاجئ عند رُؤيته لإليان تقف بجوارها وكأنها كانت تنتظره مُنذ مُده ..
ترتدي معطفاً باللون القُرمزي الداكن الذي أبرز لون شعرها الأشقر المُنساب على كتفها الأيسر ..
ونظارةً شمسيه لا فائدة منها في هذا الجو الصحو البارد ..
يُراهن أنها إرتدتها لتُخفي وجهها ولا يُلاحظ الطلبة من تكون عندما تقف بجاور سيارة أحد المُعلمين ..
تقدمت منه ما إن رأته تقول: هل لك أن تأخُذني في جوله ؟
تعجب من تصرُفها تعجباً شديداً ليقول بعدها: حسناً ، كما تُريدين ؟
ركبت السيارة دون تليق بينما بقي واقفاً لفتره وألقى نظرةً على المكان من حوله لثوانٍ ومن ثُم ركب السياره ..
بادرت بالحديث تسأل: لما من النادر تحضر الى الكُلية بسيارتك ؟
آندرو: حسناً ... لأنها تكون عند الشركة المُصنعة أغلب الوقت ، مشاكِلُها كثيره لهذا اصبحتُ أملها ..
إليان: تبدو جيده ..
علق ساخراً: من الخارج فحسب ..
ومن ثُم خرج خارج مُحيط الكُلية وهو يُفكر بشكلٍ سريع بجميع المطاعم التي خطرت بباله وأيهما أفضل ..
أو رُبما الذهاب الى مطعم كانت فِكرةٌ مُبالغه ؟
حاول قطع الصمت بسؤاله: كيف تسير معك أمور الكُلية ؟
أجابته: جيده ..
وحل الصمت مُجدداً ليسأل مرةً أُخرى: لم يتبقى الكثير عن الإختبارات ، أُدرسي جيداً ..
إليان: سأفعل ..
تنهد عندما عاودوا الى الصمت مُجدداً ليتوقف حينها عن فتح مواضيع لا أهمية لها ويسألها مُباشرةً: لما أردتِ مني أخذك بجوله ؟ مُنذ زمن لم تطلبي مني ذلك ..
نظرت إليه تقول: هل أزعجك ذلك ؟
إبتسم بهدوء وعينيه على الطريق: بل أسعدني بشده ..
أشاحت بنظرها تهمس: لا تُبالغ ..
أجابها: لستُ أفعل ..
صمتت للحضاتٍ قبل أن تسأله: أنتَ لم تستغل ماريا صحيح ؟
دُهش من فتحها لهذا الموضوع الذي تكره التحدث فيه تماماً ..
أجابها: إجابتي هي نفسها مُنذ العام الماضي ..
إليان: طلبت منك أن تُعطي رأيك بكتاباتها ؟
آندرو: وعدلتُ لها الكثير من الأخطاء ..
إليان: لما ساعدتها ؟
صمت مُفكراً قبل أن يقول: كانت تُعاني من ظروفٍ صعبه ، لم أستطع أن أتجاهل موهبتها ..
نظرت إليه تقول: ولكنها في الأخير إستفادت منك وألفت كتاباً مِثالياً بسبب تعديلاتك ومُلاحظاتك !
آندرو: لا بأس ، يُخطئ الإنسان دائماً وأنا تعلمتُ من خطئي هذا ..
تذكر فوراً الموقف قبل عدة أيام أمام شقته عندما تدخل ريكس آنذاك ..
همس بداخله: "هل حقاً تعلمتُ من خطئي أو ماذا ؟"
أخذ نفساً عميقاً مُتجاهلاً التفكير في الأمر لتقول: إذاً كيف نشرتَ الكتاب بإسمك أول مره ؟
لا يُحب آندرو الحديث في هذا الأمر فهو يُذكره بكم كان غبياً ..
ومع هذا أجابها لأنه لا يُريد منها أن تضن عنه ضنون سيئه ..
آندرو: أخبرتني عن ظروفٍ صعبه تمر بها وبأنه حُلمها وبأن لا أحد من عائلتها يوافقها على نشر الكتاب ، حتى أنهم هددوها بشأن هذا ، قالت بأنها ستستمع لهم ولكنها في الوقت ذاته لا تُريد لحُلمها أن يذهب هباءاُ ، طلبت مني معروفاً أن أنشره أنا بإسمي لأن وجود الكتاب في المكاتب أياً كان ناشره فهو يُسعدها ..
إبتسمت إليان بسُخريه: إستفادت من خبرتك بتعديل كتابتها وجعلتك تنشره كي تقلب الأمر عليك وتتهمك بالسرقه ، آندرو من أكثر المُعلمين شعبية بالكُليه مُتهم بإستغلال موهبة فتاة !! الكُل سيملك فضولاً ليعرف ماذا يكون هذا الكتاب ليجرؤ هذا المُعلم على سرقته ، الكُل سيقرؤه ويتداوله ، إنها أفضل دِعاية قد يحضى فيها أي شخص ..
لم يُعلق على كلامها فشدت على أسنانها من الموقف الذي أزعجها بكامله وعلقت: ولما إذاً لم تُظهر الحقيقة بعدها ؟
لم يُعلق مُجدداً فقالت بسُخريه: لا تقل لي بأنها كذبت عليك مُجدداً قائلةً شيء كـ "اوه أرجوك إنه نجاحي الاول والوحيد فلا تُحطمه" او "أنا فتاةً فقيره وهو مصدر دخلي ، أرجوك لا تفعلها وتُخبر الجميع عن كذبتي" ..
لم يجد ما يقوله لذا مُجدداً فضّل الصمت ..
أشاحت بنظرها بشيء من الإنزعاج هامسه: أُراهن بأنه شيء من هذا القبيل ..
تحدث يقول بهدوء: ذكرى تلك الفتاة هي ذِكرى سيئة بالنسبة لي ، دعينا نتوقف عن الخوض فيها يا إليان ما دُمتِ عرفتِ كُل شيء ..
إليان: لم أعرف كُل شيء بعد ، لما صمتّ عن الأمر وجعلته يمر بدون تشهير ؟! شهرت بك لأجل نفسها فقط لذا عليك أن تفعل الأمر المِثل لأجل سُمعتك ! هل تم الضغط عليك من الإداره ؟ أو ماذا حدث ؟
توقف أمام إشارة مرور يقول: الكثير من الأمور السيئه حدثت في ذلك اليوم ، ولإنهاء الأمر من الطرفين كان على الجميع الصمت وعدم التحدث عنه مُجدداً ..
إليان: والرابح الوحيد كانت تلك الفتاة ؟
آندرو: حسناً دعينا نتوقف عن الحديث بالأمر ، أين تُريدين أن نتوقف ؟
نظرت إليان إليه لفتره ثُم قالت: أوصلني الى منزلي ، لم أعد أرغب بالبقاء معك ..
همس لنفسه: "هل أُفسد أنا الأمر أم ماذا ؟!"
أخذ الطريق المُعاكس حالما أُضيئت إشارة المرور ليقول لها: أعرف مُطعماً لذيذاً ، ستشكُرينني عليه وسيكون إدمانك للأشهُرِ القليلة القادمه ..
إليان: أشهر قليله ؟ إذاً هو ليس بالروعة التي تصفها ..
إبتسم يقول: إنه تعبيرٌ مجازيّ يا إليان ..
لم تُعلق وبقيت صامته وحتى الآن لا تزال تُفكر بأمره مع تلك الفتاة ..
قررت أن تتوقف عن سؤاله بما أنه أبدى عدم رغبةٍ في الحديث ولكنها حتماً لن تترك الأمر يمر هكذا ..!
لحضه ...
نظرت إليه تقول: هل السبب لأنك فقدتَ أعصابك ذلك اليوم ومددت يدك عليها ؟ لهذا أُضطررت الى الصمت ؟
أجل بالتأكيد هذا ما حصل فهي تتذكر ذلك الموقف جيداً ..
تتذكر عندما إنتشرت فضيحته بالكُلية وهي ذهبت بحثاً عنه لكي تستفسر منه ما حدث !
وجدته حاداً بالتعامل معها وهو يطلب منها أن تتراجع عما قالته ..
كان عُنفاً واضحاً لمُعلم تجاه طالبته !
تحدث آندرو يُجيبها بهدوء: قانون حماية الطُلاب قاسٍ حقاً ، لو لم ينتهي الأمر بالتسوية والصمت عن الأمر لكُنتُ أنا الخاسر ، فالكاميرات صورتني وأنا أتعامل بشيء من العنف بينما لا يوجد دليل على طلبها لي بأن أنشر الكتاب بإسمي ، القانون لا يحمي المُغفلين ، وأنا أحد هؤلاء المُغفلين ..
بقيت عيناها مُعلقةً به بشيء من الصدمة قبل أن تُشيح بنظرها عنه بشيء من الضيق والإنزعاج ..
هذا غير عادل ....
إبتسم يقول ملطفاً للموضوع: هيّا ، لقد ولى الأمرُ وإنتهى ، ما كان يُضايقني به هو أن تُفكري بي سوءا ولكن ما دُمتِ أخيراً عرفتِ كُل شيء فهذا هو المُهم عندي ، إنسي الأمر وتطلعي للمطعم ..
تحدثت بهدوء هامسه: هذا ليس عدلاً ..
آندرو: لن تبتسم لك الحياة دائماً ، لا بأس يا إليان ..
نظرت إليه بهدوء دون أي تعليق ..

***
4:51 pm



دخل ريكس الى منزل العائله وباله مشغولٌ تمام بالكثير من الأمور التي بدأت تختلط عليه والوقت لم يعُد يُسعفه ..
اهمها البروفيسور وماذا يفعل بخصوص أمره بالقتل ؟
هو ... لم يقتل أحد في حياته قط فيكيف بفتاةٍ بريئه ؟
هذا صعب ... بل أشبه بالمُستحيل حالياً ..
وأما بخصوص رين ....
تذكر كلمتها الغريبة التي فاجأتُه يوم الأمس وهمس: إنها تُفاجئني بتصرفاتها دائماً ..
قاطع طريقه مُرور جينيفر وهي تقول بنبره هادئه آمره: إتبعني ..
عقد حواجبه ونظر إليها وهي تتجه الى مكتبها فبقي في مكانه لفتره ثُم لحق بها وهو قد خمن سبب واحد لطلبها هذا ..
ثوانٍ حتى دخل المكتب ليجدها تُديرُ له ظهرها تقف أمام النافذه التي تفتح على الحديقة الجانبيه للمنزل ..
أغلق الباب خلفه وتقدم منها لتقول دون أن تلتفت إليه: هل كان أنت ؟
لم يُجبها وقد بات موقن بأن ما يُفكر به صحيح ..
تحدثت بعدما طال صمته تقول: كلمتُ جان ولم يكُن الفاعل ، وهُناك شخصٌ آخر أشُك فيه وحققتُ معه ، لم أثق برفضه ولكن في الوقت نفسه قد لا يكون هو فهل أنت من فعلها ؟
إلتفتت إليه وقالت: قُل الحقيقه لأنه إن أنكرت فلن يدفع الثمن سوى كين ..
ياله من أسلوبٍ مُستفز تتمتع به ..
أجابها بهدوء: نعم ، أنا من أخبر آلبرت بكُل شيء ..
إتسعت عيناها بشيء من الغضب وقالت: ريكس كيف تجرُؤ !
ريكس بهدوء: أنتِ من بدأ هذا عندما تعرضتِ لكين ، أخبرتُك ألا تستفزيني بأي شيء ، والتعرض لأبناء عمي هو نوع من الإستفزاز .. تحملي العواقب ، ولتكوني على عِلم فلقد تدبرتُ أمره ولن يكون تحتَ تصرُّفك بعد الآن ..
ظهر الإستنكار على وجهها وتقدمت منه تقول: عفواً ؟ ما الذي تقوله ؟
ريكس ببرود: هل من أمرٍ آخر ؟ أنا مشغول ..
جينيفر بحده: ريكس ! هل تعي عواقب ما فعلتَه ؟!
لم يُجلها فأكملت: لا تجعلني أُنفذُ كُل تهديداتي و ....
قاطعها: إفعلي كُل ما تستطيعين فعله ، شركتي سأُدمرها بنفسي قبل أن ترمي كُل شيء إليها ، ملفاتي لم تعد بحوزتك لذا لن يُمكنك فعل أي شيء بالوقت الراهن ...
إتسعت عيناها من الصدمة وهي تُقاطعه: لا تقل لي بأنك من سرقها ؟!!
تجاهل سؤالها وهو يُكمل: وبخصوص ذلك الموضوع ....
إنحنى وهو يهمس بأذنها: فوالدي الآن يُجري ترتيبات الطلاق ، سيكون مُجرد هُراء تنطق به إمرأة مُطلقة لتُنفس عن غيضها ..
توسعت عيناها من الغضب لتهمس: كيف تجرؤ !!
ومدت يدها لتصفعه من شدة غضبها فأمسك بيدها يقول بهدوء: لقد إنتهيتي ، لديك فُرصةً لتُكفري عن كُل أخطائك وتعيشي بسلام مع أبنائك ، إستغليها قبل أن يفوت الأوان ..
ضاقت عيناه وأكمل: فعلى عكسي ... آلبرت يملك قلباً قوياً لذا لن يتراجع وسيفضح أمرك ، إعتذري إعتذاراً لائقاً منه ومن كين وصححي خطأك ، إبتعدي عن جان وأنهي كُل علاقاتك المشبوهه وركزي على أبنائك وعلى إيدن الذي لم يعرف قط ماذا يعني حنان الأُم ..
شدة على أسنانها تقول له: صدقني ... جينيفر لن تكون المرأة التي تسقُط بسهوله ، سأقلب كُل شيء عليكم ، ولن أرأف بك أنت خاصةً بعد الآن ..
ريكس بنظراتٍ مليئة بالشفقه: فكري جيداً وراجعي موقفك ، رُبما نصيحتي هذه هي النصيحة الوحيدة التي أُعطيك إياها ، أعطي لأبنائك الأولويه وأُتركي جشعك بإمتلاك كُل شيء ، المال والعائله والمنصب والشُهره ، ستُكسر رقبتك إن إستمررتي بالنظر الى الأعلى ..
سحبت يدها منه بالقوه ودفعته من صدره تقول: تمردتَ أكثر مما يجب يا ريكس ، أصبحتَ قِطعة نِفايةٍ بالنسبة لي وسأتخلص منك فوراً ، سأجعلك تندم على كلماتك المغرورة هذه ، ستتمنى لو أنك إستمريت بصمتك ولم تتجرئ بسرقة أي شيء مني أو إخبار أي أحد بأمري ، ستندم أشد الندم ..
نظر إليها بهدوء قبل أن يبتسم إبتسامةٍ غريبه وهو يقول: سعيتُ تدريجياً لأُخلص نفسي منك ونجحتُ أخيراً ، ما تملكينه ضدي الآن هو تلك المعلومة الغبية والتي كما أخبرتُك لن يُصدقك أحد وسيضنُ بأنه هُراء إمرأةٍ مُطلقه .... اي شيء آخر ؟ لا يوجد ، لا مُستندات ولا ملفات ، ولا أي شيء ، إعتذري من آلبرت وكين ، إنها نصيحتي لأنه عندما ينشر آلبرت كُل شيء عنك فسأدعم أقواله بالكلام والدليل ..
بعدها إلتفت ليُغادر فصرخت فيه: توقف عندك يا ريكس !!!
لم يستمع إليها وحالما وصل الى الباب صرخت مُجدداً: توقف يا إبن تلك الجاسوسة الشريره الحقيره !!!
توقف لثواني قبل أن يلتفت إليها يقول: أتعلمين ؟ إنك مُثيرةٌ للشفقه .. سعيتِ خلف والدي وكرهتي والدتي لدرجة أنك نبشتي خلفها حتى تجدي سبباً لينفصلا ، وصلتِ الى مُرادك لذا كان يجب عليك أن تتوقفي عند هذا الحد ، دائماً ما تُكررين بأن العائلة مهووسةٌ بها ... كلا جينيفر ، أنتِ وحدك مهووسة بها حتى وهي ميته ، لرُبما عِشتِ حياةً سعيدة لو توقفتي عن التفكير بها .. أملك رقم دكتور نفسي يُدعى چارلين ، لو أردتِ أن تُصححي طريقك وتذهبي إليه فأخبريني لأُرسله لك ..
وبعدها خرج مُغلقاً الباب خلفه رُغم ندائاتها المُتكرره له ..
شدة على قبضة يديها من شدة الغيظ وقامت برمي كُل شيء من على المكتب وهي تصرخ من الغضب !
تسارعت أنفاسها ونار صدرها تزداد إشتعالاً وهي تقول: حسناً ، ريكس آلبرت وحتى كين ! سيندم كُل واحدٍ مِنكم ، إستفزيتموني بما فيه الكِفايه ، سأعرف كيف أقلب كُل شيء عليكم ، ترقبوا هذا !!
وبعدها سحبت معطفها وغادرت المكتب ، بل غادرت المنزل كُله وآلاف الأفكار السيئه تغزو رأسها ..

***

11:02 pm



يجلس في غُرفته بتوترٍ بالغٍ يسكُنه ..
وكلام جينيفر مع عصر اليوم لا يُغادر رأسه ..
فكاعدتها تتهمه بكونه من أفشى أسرارها لأخاه آلبرت ..
أنكر كما كان ينكر الإتهامات التي سبقتها ولكن لا فائده فكالعادة لم تُصدقه على الإطلاق ..
وغادرت بعد أن أعطته هذه المرة تهديدها قوياً ووعدت بأن تفعله بالقريب العاجل ..
كرهها حتى بات يوقن بأن وجودها في هذا الكوكب لهو خطأ وعليها أن تموت ..
إن ماتت فسيعود كُل شيء كسابق عهده وستتوقف الأمور السيئه من الحدوث أكثر ..
لا مزيد من التهديدات
لا مزيد من المشاكل له أو لإخوته
ولا مزيد من جينيفر بعد الآن !
رفع عينيه بهدوءٍ تام ينظر الى تلك العُلبة التي أمامه ..
عُلبةٌ صغيره قاده تفكيره السوداوي لجلبها ..
ولا يزال يقوده حتى هذه اللحضه !



بعد أقل من ساعةٍ تقريباً ..
كانت جينيفر في غُرفتها ترتدي روب نومٍ أحمر وتقف أمام المرآة تنظر الى نفسها بهدوءٍ بالغ ..
لقد فعلت اليوم الشيء الكثير ..
وغداً ستُكمله وتُفاجئ الجميع ..
ليست جينيفر التي تسقُط هكذا ..
وليست المرأة التي يُقالُ لها إستسلمي وإعتذري من الجميع ..
هي التي تفوز دائماً ..
هي التي من ينظر إليها يشعر بأنها إمرأةً بعيدة المنال ..
ناجحه ، متفوقه ، بأبناء رائعين ناجحين ..
زوجٌ مُحب ، وذكاء تُحسد عليه ..
هي هكذا ... وستكون هكذا دائماً ..

قطع خلوتها صوت طرق الباب فقالت: أُدخل ..
دخلت الخادمه وهي تحمل صحنٌ فيه كوب قهوةٍ وقطعةٍ من فطيرة التُفاح فهي لم تتناول عشائها جيداً ..
سألتها جينيفر قبل أن تُغادر: من بالمنزل ؟
أجابتها: الجميع بإستثناء السيد آليكسندر والآنسة إليان ..
هزت جينيفر رأسها دون تعليق وأشارت لها بالذهاب ..
بعد خروجها تقدمت جينيفر من طاولتها الصغيره وجلست على الأريكة التي بجانبها وهي تهمس: إنها الليلة الثالثه ، ألا زال رأسه يابساً ؟ هل علي أن أُفاتح إليان بالموضوع فهي بكُل تأكد ستطلبُ من والدها ألا يُقدم على هذه الخطوه ووالدها .... يُحبها ولا يستطيع رفض طلباتها ..
تناولت قطعة من الفطيرة وهي تُفكر بالأمر ..
لا بأس ..
ستلتجئ الى هذا الخيار في النهايه أما الآن فستُحاول معه مرةً أُخرى ..
أمسكت بالكوب وحالما قربتُه من شفتيها الحمراوتين تذكرت كلمات ريكس لها عصر اليوم فإشتدت أعصابها ورمت الكوب فوراً على الأرض دون أن ترشف منه قطرةً واحده ..
همست بغضب: ذاك الحقير !
طُرق الباب فالخادمة لم تبتعد كثيراً بعد وقد قلقت عندما صدر صوت إنكسار الكوب ..
رفعت جينيفر صوتها تقول بحده: غادري !!
جفُلت الخادمة برُعب وتوقفت عن الطرق في حين وقفت جينيفر وذهبت الى المرأة تنظر الى وجهها لتجد عيناها حمراوتان جداً ..
إنه يُغضبها !
إبن آليس تلك يُغضبها للغايه ..
تسارعت نبضات قلبها وشعرت بجسدها يرجف !
لم تكن تتخيل أن غضبها منه يؤثر عليها بهذا الشكل ..
لطالما كرهته ولطالما كانت تنتظر اليوم الذي تراه فيها ميتاً ليُغادر العالم خلف والدته !
جحُضت عيناها الحمراوتين وضاق تنفسها فوضعت يديها على حلقها وهي لا تفهم سبب الأعراض التي إشتدت فجأه ..
إهتزت رؤيتها وتشوشت وضاق تنفسها أكثر وشعرت بروحها تصل الى حلقها من شدة الألم الذي إنتشر فجأه ..
ماهذا ؟!!!!
ماهـــذا !!!!!!
تقدمت خطوة برجلها اليمنى لتخونها الرجل الأُخرى وتسقط على رُكبتيها ..
رفعت أنظارها المشوشه لتنظر الى قِطعة الفطيرة التي أكلت منها وهُنا فهمت كُل شيء !
كــــلا !!
على هذا ألا يحدث !!
حاولت المشي والصُراخ ولكنها تسقط تدريجياً ولا يُمكنها الوصول لأي شيء ..
جحُضت عيناها أكثر وتهاطلت الدموع منها ولوهله شعرت بالكثير من المشاعر أهمها ...
الندم !
حتى خُيّل لها أنها تسمع الى صراخات الجميع ..
جميع من ماتوا بفعل تجاربها ..
زاد هطول الدموع من عينيها حتى تهاوى جسدها فجأه على الارض وتدفق سائِلٌ أبيض من شفتيها مُعلناً ان هذا الجسد قد تعرض للتسمم ..
بسُمٍ يُميت بسُرعه !
وهُنا ،
دقت ساعة مُنتصف الليل ..
وكأنها تُعلن رحيل شخص عن هذه الحياه ..

**



تلك الخادمه لم تتحرك من عند الباب ..
لا زال يُشغلها صوت التكسير قبل عدة دقائق قليله ..
والآن زاد قلقُها من صوت إرتطام شيء بالأرض ..
طرقت الباب ..
مره ، واثنين ، وثلاثه !
فتحته بهدوء تقول: السيده جينيفر ؟
عندما لم تسمع رداً دخلت وتقدمت قليلاً حتى لاح لها جسدُ سيدتها مُلقاً على الأرض بالقُرب من دولاب زينتها ..
صرخت بفزع وهي تهب إليها تُحركها قائله بقلق: سيده جينيفر ! سيدتي !!
إرتجف جسدها وتركتها فوراً لتنزل الى الأسفل حيثُ يجلس إدريان مُنذ فترة غارقاً بأفكاره بقُربه علبة مشروبه الغازي المُفضل ..
وقفت أمامه تلهث وهي تقول بنفسٍ مُتقطع: السيـ ده جينيفر .. السيده جـ ـينيفر !
وتُشير للأعلى بأُصبعها ففز واقفاً يقول بقلق: مابك ؟!! مابها أُمي ؟!!
أخذت نفساً عميقاً لتقول دُفعةً واحده: لا أعلم ، إنها على الأرض دون حِراك ولا تستجيب لندائاتي مـ...
لم يسمح لها بالإكمال فقد أبعدها عن طريق وأسرع يخطو الدرج الى الأعلى وبداخله رُعب شديد ..
والدته لم تسقط هكذا قط ..
لطالما كانت الإنسانه التي تهتم بصحتها فكيف تقول هذه أنها لا تتحرك ؟!!
كيف تقول أنها على الأرض دون حركه ؟!
وجد إستيلا أمامه قد خرجت من غرفتها حيثُ كانت مُستيقضةً فيها وجذبتها صرخة الخادمة قبل قليل ..
سألته: ماذا هُناك ؟
تجاوزها يدخل الى جناح والدته ليجدها كما وصفتها الخادمه تماماً ..
جثى على رُكبتيه فوراً يُحركها وهو يُنادي بإسمها ولكنها لا تُجيبه ..
وبشيء من الخوف بدأ يتحسس نبضها ولكنه لم يشعر بأي شيء ..
صرخ فيها وهو يهزها: أمـي ! أُمـــي !!
إلتفت بسرعه الى إستيلا التي كانت تنظر الى هذا المشهد بصدمه ليقول لها بحده: إتصلي على المشفى !!!
ليترك والدته فوراً يقول: كلا كلا غطيها بمعطفٍ دافئ وسأحظر مفاتيحي فأنا لن أنتظر قُدومهم ..
وخرج لتتقدم إستيلا وتأخذ إحدى المعاطف المُعلقه وتقترب منها ..
جلست أمامها تتحسسها وبالفعل لا يوجد أي نبض ..!!
سرت رجفةٍ في جسدها تهمس: لما ؟!! كييف ؟!
ألبستها المعطف وما إن أنتهت حتى جاء إدريان وحملها بين ذِراعيه يخرج بها الى الخارج وينزل عبر الدرجات التي يراها بالكاد بسبب تجمُع الدموع في عينيه ..
وكُل ما يقوله ويُردده هو كلمة واحده !
"لا تموتي" !

طرقت إستيلا باب غُرفة آلبرت مراراً لتُخبره بما حدث ..
ومع كُل هذه الجَلبه كان كين عند باب غُرفته يُراقب كُل هذا بهدوء ..
وهو وحده يعرف ماذا حل بها بالضبط !
ولكن .....
رُغم أنها أمنيته أن تموت ..
وتختفي من هذا العالم ..
ورُغم كونه فعل المُستحيل ليحصل على السم ..
من أجل قتلها ....
لتختفي ..
إلا إنه بعد حدوث ذلك تملكه ندمٌ عارم !
وتمنى في هذه اللحضة لو يعود الزمن الى الوراء ..
حينها قطعاً لم يكن ليُفكر بمثل هذا التفكير الجنوني ..
الذي جعله الآن يذرف الدموع من عينيه بدون وعي ..
ولسانه يُردد ذات الكلمه تلك ..
"لا تموتي" !
ولكنها ماتت ..

End


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-04-21, 11:00 AM   #146

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 67


"كل العائلات السعيدة تتشابه، لكن لكل عائلة تعيسة طريقتها الخاصة في التعاسة."
‏- ليف تولستوي -




يجلس إدريان على الكُرسيّ يُخفي وجهه بقبضتيّ يده اللتان يتكأ بهما على رُكبتيه وهُما ترتجفان بشكلٍ واضح ..
وكلمات الطبيب تتردد بأذنه بطريقةٍ قاسيةً للغاية على قلبه ..
إنها والدته ، وهو كان إبنُهما المُدلل ..
كلمة "ماتت" كانت مُفجعه جدا ..
عيناه من حينها لم تتوقفان عن ذرف الدموع ..
وجسده لم يتوقف قط عن الإرتجاف ..
وقلبه يعتصر ألماً مع كُل لحضةٍ تمر ..

تقدمت منه قدما والده حتى توقفت أمامه تماماً ليمد يده يضعها على ظهر إبنه قائلاً بهدوء: يكفي إدريان ، كُن قوياً ..
شهقة خرجت لم يستطع كتمها أكثر وهو يهمس: ماتت أمي ، لقد ماتت ورحلت يا والدي ..
تنهد آليكسندر بهدوء قائلاً: هكذا هو الموت ، إنه يأتِ في حين غفلةٍ ويأخذ الأرواح بدون رحمه ، علينا أن نكون أقوياء لمُجابهته ..
لم يستطع أن يقول إدريان أي شيء ، فالألم بداخله كبير جداً ..
رفع آليكسندر رأسه عندما تقدم منه الطبيب يقول: هل تقرب للمُتوفية جينيفر ؟
أجابه: زوجها ..
الطبيب: حسناً ، هلّا رافقتني لدقائق ..
ربت آليكسندر بهدوء على كتف ولده قبل أن يلحق الطبيب تاركاً إدريان وحده مُنهاراً بجانب الغُرفة التي توفيت فيها والدته ..

ظهرت الصدمة على وجه آليكسندر وهو يتقدم خُطوةً من الطبيب يقول: ما الذي تقوله ؟!
تنهد الطبيب الذي كان يقف أمامه بمكانٍ بعيد عن مكان إدريان وهو يُجيبه: ما سمعته ، وجدنا بعض السُم في جسدها وهو ما أدى لموتها ، أردتُ إخبار أحد عائلتها بأني سأتصل بالشُرطة لتُحقق ما إن كان ماتت مُنتحره أو قُتلت ..
بقيت الصدمة العارمه مُسيطرة على آليكسندر وشيء من الذنب دخله وهو يتخيل بأنها إنتحرت لأنها كرهت كونهما سينفصلان ..
هل من المُمكن أن هذا ما حدث ؟
يعرفها جيداً ويعرف كم تكره الإنفصال أكثر من أي شيء آخر ولهذا إختار الطلاق ليتخلص منها أولاً ولينتقم أيضاً لخيانتها له ..
ولكنه لم يتخيل أن يصل الأمر الى الإنتحار !
أخذ نفساً عميقاً وهو يهمس بداخله: "لا تستبق الأحداث ، رُبما ....
ولم يُكمل ..
قُتلت ؟!!
وكيف ستُقتل ؟!
ومن الذي قد يقتُلها ؟!
الفكرة صادمةٌ أيضاً !
تحدث الطبيب يقول: بهذه الحالة سيتأخر أمر تسليم الجُثة لحين إنتهاء التشريح الجنائي ، أردتُ إخبارك بهذا ..
جُثه ؟!
الكلمة ثقيلةٌ بعض الشيء ..
لقد كره تصرفاتها الأخيره وبكونها تملك إبناً من رجل آخر ولكن ...
لقد كانت زوجته لسنواتٍ طويله ..
كلمة "جُثه" كلمةٌ قاسية عليه ..
همس له: حسناً ، إفعل ما تراه مُناسباً ولكن ... كُل شيء بسريه ، لا إعلام ولا غيره !
هز الطبيب رأسه يقول: بكُل تأكيد ..
آليكسندر بهدوء وتهديد في الوقت ذاته: إن أثار الأمر فضول أحد العاملين هُنا ومررها للإعلام فسأُقاضي المشفى بأكمله وسأُحملك أنت المسؤوليه !
شعر الطبيب بالإرتباك وهو يقول: سأكون حريصاً لا تقلق ..
وهنا تأكد بأن هذه المرأة أو زوجها يملكان مركزاً مهماً قد يجعل الإعلام يتهافت لأي واقعةً تحصُل في العائله ..

خلال دقائق جلس آليكسندر بجانب إدريان يقول له: مرت ساعتين بالفعل ، عُد الى المنزل ..
أجابه إدريان بصوتٍ مُرهق من الألم والبُكاء: لا أستطيع ..
آليكسندر بهدوء: سأهتم بالأمور هُنا ، عُد وخُذ قسطاً من الراحه فأنت لم تنم كما سمعت ..
هز إدريان رأسه بالنفي ليهمس بعدها: هل أخبرك الطبيب بسبب الـ ـوفاة ؟
قال الكلمة الأخيره بغصةٍ آلمت قلبه وجعلت عيناه تلمعان بالدموع مُجدداً فقال آليكسندر: ليس بعد ..
لم يستطع إخباره في حين همس إدريان: لقد كان هُناك طعاماً بالقُرب منها ، لطالما كانت تأكل بطريقةٍ راقيه ، هل غصت أو ماذا بالضبط ؟ لما كانت لوحدها ؟ لما بقيتُ بالأسفل بدلاً من أن أبقى معها لرُبما أنجدتُها !! كُنتُ أعرف أنها مُستيقظه وأن الخادمة ستُحضر الطعام لها ومع هذا تجاهلت الأمر وبقيت وحدي ، لو لم أفعل ....
قاطعه والده بحده: كفى ! لا تبدأ بلوم نفسك فلستَ المُخطئ أتسمعُني ؟!
إرتجفت شفتي إدريان ليعض عليها ويتكئ برأسه على يديه يحبس عبرته وألمه بداخله ..
في حين تنهد آليكسندر ومسح على ظهره دون تعليق قبل أن يصله صوت إدريان الهادئ يقول: ماذا عن إليان ؟ ستُجن ..
تألم آليكسندر عندما تذكرها وهمس له: سأُخبرها بنفسي يوم الغد ..
وقف بعدها وقال بلهجةٍ آمره: والآن عُد الى الفيلا وخُذ قسطاً من النوم ، الفيلا يا إدريان أسمعت !
ومن ثُم غادر ليؤكد لإدريان بأن هذا أمراً صارماً لا رجعة فيه ..
وقف إدريان وخرج من المشفى بخطواتٍ مليئةٍ بالإنكسار ..
ركب الى سيارته وقاد في شوارع المدينة ليجد نفسه تدريجياً يقود بسرعةٍ كبيره !
من حوله السيارات السريعه وأضواء المدينه جنونيه ومُنتشره ..
شاشة عملاقةٍ تُعرض إعلاناً لعطرِ فرنسي شهير وأضواء الأبراج الضخمة قوية تعكس جنون ليالي فرنسا البارده .
رجل هنا يعزف الكمان واصطفاف الناس حوله ليضعوا المال بقبعته الباليه ..
ومجموعة مُراهقين في الرصيف المُقابل يستعرضون حركاتهم البهلوانية بالرقص !
ومطاعم تضج بشتى أنواع الموسيقى الرومانسيه احتفالاً بعُشاقها الزبائن بمثل هذا اليوم الكبير من كُل سنه ..
صخبٌ في كُل مكان !
يُريد الهرب من كُل هذا !
يُريد الهرب من العالم بأسره ..
**

تلك الليلة كانت ثقيلةٌ على الجميع ..
على كين الذي دفن نفسه بسريره يبكي ندماً ..
وعلى آلبرت الذي لم يعد يعرف ما موقفه من موتها الذي جاء فجأة وهدم كُل شيء ..
وعلى ريكس الذي بات فكره مشغولاً بسبب موتها المُفاجئ وبوضع كُلاً من إدريان وإليان ..
ما عدا فلور التي كانت نائمةً إستعداداً ليومها المدرسي كعادتها ..
ليصدمهم آليكسندر بحضوره وإغلاقه لغرفة زوجته قائلاً جملةً واحدةً لا غير !
" كونوا على إستعداد فالشُرطة ستحضر يوم غد للتحقيق "
تحقيق لما ومن ماذا ؟
لا أحد يفهم !
ومضت الليله بدون أن يفهم أي أحد شيء ..

***


15 February
9:25 am




تجلس على الأريكة وأمامها طعام إفطار تتناوله وهي تُتابع أحد البرامج الواقعية على التلفاز بإنسجام تام ..
حتى أنه خرج من غُرفته ولم تشعر به ، بقي ينظر إليها لفتره ثُم تقدم منها يسأل: أين طعام إفطاري ؟
نظرت الى وجهه المُتجهم لتقول بإبتسامه: ألا يُمكنك أن تقول صباح الخير على الأقل ؟
تأفف بملل دون تعليق فهزت كتفها بيأس وأشارت الى المطبخ تقول: هُناك ، يُمكنك تسخينه بالمايكرويف ..
تركها لتُعاود مُتابعة برنامجها وهي تلقي له نظرةً سريعة بين حين لآخر ..
دقائق حتى جلس بالقُرب منها وبدأت يتناول إفطاره ويُتابع معها البرنامج الذي لا يفهم عن ماذا يتحدث حتى ..
بعد دقائق نظر إليها يقول: هل ما زِلتِ على تواصل مع هذا الذي يُدعى ريكس ؟
إبتسمت لطريقته بالإشارة إليه وقالت: أجل ..
تحدث يقول: حسناً ، أُريد رؤيته ..
نظرت إليه تقول: وأخيراً ! بعد يومين تقريباً أخيراً بدأت تتقبل الأمر ..
نظر إليها بشيء من الحِدة يقول: لم أتقبله ! أُريد فقط أن أعرف بالضبط أي نوعٍ من الاشخاص هو !! أملك الكثير من الأسئلة أُريد سؤاله عنها ، هذا كُل مافي الأمر ..
إبتسمت وإقتربت منه تهمس: ماذا ؟ أعترف ، أنت من الداخل سعيد لكونك تملك أخاً أكبر صحيح ؟ لا تقلق لن أُخبره ..
زاد إنزعاجه من مُضايقاتها التي لا تتوقف ليقف قائلاً: لا تفترضي أموراً لا صِحة لها !
رفعت حاجبها وكأنها تُحاول تصديق هذه الكِذبه ليزداد إنزعاجه ويأخذ طعامه قائلاً: لن أبقى برفقتك ، ولا تتصلي به لم أعد أرغب برُؤيته ..
تنهدت تقول: حسناً مادامت هذه رغبتك ..
توقف قبل أن يدخل الى غُرفته ونظر إليها بصدمة وهي تُعاود النظر الى التلفاز ..
إنها جاده !!
كتمت إبتسامتها بعد أن لاحظت كونه يقف بصدمة ..
تُحب إستفزازه بهذا الأمر ..
تُريد منه أن يعترف بهذا ، فالكِبرياء أحياناً يُشتت العقل ولا يجعل الإنسان يُدرك مشاعره الحقيقيه ..
تُريد منه أن يقولها !
أن يقول بأنه يُريد رؤيته حقاً لأنه أخاه الوحيد ..
ولأنه سعيد بهذا ..
إن لم يعترف بهذا فستبقى تُزعجه حتى ينطقها ..
فالكلمة تقع عند النطق بها وسيُدرك وقتها حقيقة كونه بالفعل يشعر بالسعادة لأنه يملك أخاً كبيراً يعتمد عليه ..
تنهدت عندما لم يقل شيئاً ودخل غرفته مُغلقاً الباب خلفه بقوه ..
همست: إنه عنيد ، لا بأس وأنا أكثر عِناداً منه ، سأجعله يعترف بهذا ..
رن هاتفها مُعلناً وصول رسالةً لتجدها من المُزعج ثيو ..
تعرف محتواها فهو سيسألها ماذا تفعل ..
وبالفعل هذا ما سأله ..
لا يثق بها على الإطلاق ، طلب منها الإنتظار بهدوء لأنه يُرتب لأمرٍ ما ومع هذا يُرسل ثلاثة رسائل يومياً ليتأكد من أنها تنتظر بهدوء حقاً ..
أجابته: "أنا بالخارج أبحثُ عن ريكارد"
رد عليها : "حسناً كوني حذره"
ضاقت عيناها هامسه: لما لم يغضب ؟ هل يُراقبني ؟


في حين أغلق ثيو تطبيق التعقب بعدما تأكد أنها لا تزال في الشقه ..
وضع هاتفه جانباً وهو ينظر الى كارمن التي جلست على المقعد أمامه في هذا المقهى الشبه مُظلم بديكوره وأضواءه ، بالكاد يرى الجالس فيه ملامح من هم بالقُرب منه ..
شعرها الأسود القصير تُغطيه بقُبعة صوفٍ سوداء لتحمي أُذنيها من الهواء البارد بالخارج ومعطف بيجٍ طويل على ملابسها السوداء ..
نظرت إليه بعينيها الهادئتين بتفحص فمُنذ وقتٍ طويل لم يتقابلا ..
سألته: تبدو مُختلفاً ..
أشار للنادل وهو يقول: بطريقةٍ جيده ؟
هزت كتفها مُعلقه: من يعلم ، تبدو مُختلفاً فحسب ..
تقدم النادل ووضع القهوة التي طلبها ثيو مُسبقاً لتُبادر هي بالحديثِ قائله: ماذا تفعل هذه الأيام ؟
رشف من قهوته قبل أن يُجيبها: أتنقل من هُنا وهُناك بحثاً عن طريقةٍ مُناسبه لتنفيذ بعض الأمور التي تدور بخِلدي ، كيف هي أوضاعُكِ أنتِ ؟
فكرت بالبروفيسور ومُحادثتهما معاً قبل أن تُجيب: لا بأس ..
سألته بهدوء: إبنة فينسنت معك صحيح ؟
رفع عينيه الزرقاوتان الهادئتين إليها لفترةٍ قبل أن يُجيب: نعم ..
كارمن: كيف ضممتها الى صفك ؟ فشلتَ مراتٍ عدة في الماضي ..
ثيو: هل حقاً تُريدين مني سرد القصه ؟
تنهدت وقالت: كان سؤالاً تافهاً لم يحتج الى تفصيل في الرد ، على أية حال هل تعلم بأن البروفيسور إكتشف هذا ؟
هز رأسه قائلاً: أعلم ، عن طريق دارسي .. مسألة وقتٍ قبل أن يبدأوا بتعقبي ليصلوا إليها ، لا زِلتُ أوهمهم أني في باريس لذا ....
قاطعته: أنتَ مُخطئ ..
عقد حاجبه لترتشف من قهوتها قليلاً قبل أن تُكمل: البروفيسور أرسل إثنان خلفها ، وكلاهما سيبحثان عنها مُباشرةً دون أن يبدأوا بتعقبك فلديهم وسائلهم الخاصه ..
ضاقت عيناه للحضة قبل أن يقول: ماذا تقصدين ؟
إبتسمت مُجيبه: ألا تعلم ؟ ريكس ودارسي ، أحدهما صديقٌ لها من البداية والآخر يملك رقم هاتفها فلذا تعقبهما لها سهلٌ للغايه ..
دُهش ثيو من كلامها ليقف بعدها يُخرج المال من محفضته فقالت له بإبتسامه: ماذا ؟ ألم تطلبني لسبب آخر ؟
وضع ثيو طرف المال تحت كوب القهوة وهو يقول: إعذريني ، فيما بعد .. آسفٌ لمُغادرتي هكذا ..
هزت رأسها تقول: لا بأس ..
غادر بعدها من أمامها وهو يهمس: قالت رين بأنها قابلت ريكس بالأمس ولكنها لم تقل شيئاً بخصوص أوامر البروفيسور ! وكيف لدارسي أن يملك رقمها في المقام الأول ؟!! هل أعطاه ريكس ذلك ؟
ركب سيارته وضغط زر الإتصال وهو يهمس: ما كان عليها الوثوق به !!

أخذت رين هاتفها وردت على الإتصال تقول: ماذا ؟
ثيو: لا تزالين بالشقه ؟
رفعت حاجبها تقول: أنت تتعقب هاتفي صحيح ؟
ثيو: صحيح ، ودارسي يفعل ذلك أيضاً ، أطفئي هاتفك تماماً وتواصلي معي عن طريق هاتف مارك ، بسرعه يارين !
وأغلق الهاتف لتعقد حاجبها وتهمس: ماذا يعني ؟ وكيف !
إتسعت عيناها بدهشة عندما تذكرت كون دارسي يملك رقمها الآن !
لما لم يخطر الأمر في بالها سابقاً !!
سحبت ورقةً خارجيه وسجلت رقم ثيو والبقية فيه قبل أن تُطفئ الهاتف تماماً وتُخرج الشريحة منه ..
وقفت وتقدمت من النافذة تنظر الى مُقدمة المبنى فلم ترى أي شيء مُريب ..
همست: كيف عرف ثيو ؟ هل هذا يعني بأن دارسي بدأ بتعقُبي ؟
إتسعت عيناها من الصدمة عندما رأت سيارةً سوداء تقف بالقُرب من المبنى وينزل شخصاً منها ..
شعرٌ أسود طويل وعينان سوداوتان خطيرتان !
إنه دارسي !!
وقف ينظر الى هاتفه قبل أن ينظر الى المباني من حوله ..
لقد فقد إشارة هاتفها عندما إقترب منها ..
هي في هذه المنطقة دون ريب وبما أنه حي هادئ فهذا يعني بأنها تسكن في أحد الشقق الرخيصة فيه ..
لذا ....
ونظر مُباشرةً الى المبنيين الذان أمامه ليدخل مُباشرةً الى أحدها ..
إبتعدت رين فوراً عن النافذه ، فتحت محفضتها وأخرجت الألف يورو التي سحبتها مُسبقاً لكي تُعيدها الى جينيفر وخرجت مُباشرةً من الشقه ..
نزلت الدرج بسرعه وتوقفت أمام رجل الإستقبال ذاك وأعطته نصف المال تقول بنفسٍ سريع: أُريد خدمه ، سيأتي رجُلٌ بعد قليل طويل القامة بشعرٍ وعينان سوداوتان ويُريك صورةً لي ، أنكر كونك رأيتني حسناً ؟
نظر إليها قليلاً قبل أن يقول: أنا لا أُريد المشاكل لذا ...
قاطعته: المشاكل ستأتيك أن قُلتَ له الحقيقه ، لأنه حينها سيقتُلك ليلحق بي ، فقط قُل ما أخبرتُك به وصدقني سيُغادر بهدوء ، رجاءاً ..
نظر الى الخمس مائة يورو وقد أغراه المبلغ هذا جداً وكلامها بدا مُقنعاً لذا هز رأسه فإبتسمت له قائله: جيد ، شكراً ..
ودخلت بسرعةٍ الى المدخل المؤدي الى الدرج وبقيت واقفةً هُناك لتتأكد من أن الأمور ستسير بسلاسه ..
دقائق حتى سمعت الباب الزُجاجي الخاص بالمبنى يُفتح ويتقدم أحدهم بخطواتٍ هادئةٍ من رجل الإستقبال ..
إزداد تنفسها توتراً وهي تسمع صوته يسأل الرجل عن الفتاة بالصورة ..
إنه صوته البغيض ذاته ..
لا تنسى تهديده ذاك قبل أيام عنددما خيرها بين إخباره وبين حياة عمها ..
تكرهه أشد الكُره ..
تُريد قتله !!
ضبطت أعصابها الغاضبة والمُتوترة وهي تسمع نفي موظف الإستقبال ليسأله دارسي مُجدداً بتأكيد ولكن النفي القاطع كان الرد ..
ثوانٍ حتى سمعت خطواته الثقيلة تُغادر المبنى ..
خرجت من مكانها وتقدمت من الباب الزُجاجي لتجده يقف قريباً يُخرج سيجارته ويُشعلها ناظراً الى المباني من حوله ..
همست: إرحل ، غادر هيّا !
تذكرت صوت ثيو قبل قليل بالهاتف ..
لقد بدا مُستعجلاً ..
تخشى حضوره الآن بوجود دارسي ..
العواقب حينها لن تكون جيده ..
شدت على أسنانها عندما وضع الهاتف على أُذنه ولم تستطع سماع ما يقوله ..
يبدو بأنه لن يرحل بسهوله ..
همست: ماذا لو أنه يُريد تمشيط المنطقة بأكملها ؟!!
تراجعت خطواتٍ الى الخلف وإتجهت الى الموظف تقول: هل لي بهاتفك لدقيقةٍ واحده ؟
بطمعٍ أجابها: كُل شيء وله ثمن ..
رين: سأدفع ، هاته ..
أخذت الهاتف وأخرجت الورقة من جيبها حيثُ الأرقام المدونة وأرسلت رسالةً الى ثيو كتبت فيها : "دارسي يحوم في الحي ويبدو بأنه لن يُغادره بل ستزداد الأمور سوءاً بطلبه لبعض الرجال ، سأُلهيه لنصف ساعه ، خذ مارك حينها بعيداً من هُنا "
وأرسلتها قبل أن تعود الى الباب الزُجاجي ..
فتحته بهدوءٍ كي لا يشعُر بها ومشت على طول الرصيف مُبتعدةً عنه حتى وصلت الى إمرأةٍ عجوز تجلس على الأرض وأمامها بساطٌ خشبي صغير تبيع عليه بعض المنسوجات الصوفيه ..
تحدثت بصوتٍ مسموع: وااه تبدو مُذهله ! هل أنتِ من صنعتِها ؟
عقد دارسي حاجبه وإلتفت الى الخلف حيثُ الصوت ليرى فتاةً كرين تماماً !
ضاقت عيناه وتقدم وحينها إلتفتت رين لتلتقي أنظارهما ..
إتسعت عيناها تتظاهر بالصدمة قبل أن تفر هاربةً عن طريق الزِقاق خلف المرأة العجوز فإبتسم دارسي هُنا ورمى سيجارته قبل أن يلحق بها مُباشرةً ..
جرت بأقصى سُرعتها وهي تتمنى أن يكون تهورها هذا في صالحها وليس العكس ..
هي مُتفائله ..
لن تموت ما دام مارك مُخبئ في مكانٍ ما ..
لن يأمر البروفيسور بقتلها أبداً ..
همست: ولكنه أرسل ريكس لقتلي ، هل دارسي يتصرف بمُفرده كالعاده ؟!!
بدأت تقلق من هذا ..
لربما يقتلها حتى لو لم يرغب البروفيسور بهذا كما حدث مع صديقتها آريستا ..
إبتعدت بسُرعةٍ كبيره دون أن تنظر الى الخلف ولا لمره ..
لن تُقلل من فُرصة نجاتها لأجل نظرةٍ لن تُفيدها ..
دخلت من بين الكثير من الأزقة تُحاول الفرار منه وتضييعه قدر المُستطاع ..
رأت على بُعدٍ منها مخرجان وبالقُرب من زواية أحدهما رُكام أثاثٍ قديم مُهترئ ..
رمت بجسدها فوراً بين هذا الرُكام وغطت نفسها بلوحةٍ خشبية لباب قديم ..
ثوانٍ حتى وصل دارسي لذات النُقطة وتوقف عندما رأى مخرجان ومن ثُم إتجه الى المخرج الذي إختبأت في زاويته فلقد خُيل إليه أنها كانت تجري سالكةً الجهة اليُمنى لذا ستختار المخرج الأقرب منها ..
تنفست الصُعداء وبقيت في مكانها لفترة وهي تهمس: هل وصل ثيو ؟
كتمت أنفاسها بسرعةٍ عندما سمِعت دارسي يعود ليتوقف بالقُرب منها ..
لقد كان مخرجاً مُقفلاً في النهايه وهذا يعني بأنها سلكت المخرج الآخر !
فات أوان اللحاق بها ..
فتح هاتفه ولم يجد إشارة هاتفها بعد ..
رن في يده فأجاب ليقول بعدما سمع الطرف الآخر: لا تهتم لأمري ، فتشوا الحي بأكمله ، سأُوافيكم بعد قليل ..
كتمت شهقتها بالكاد وهي تهمس بداخلها: "كان هذا سريعاً ! حتماً ثيو لم يصل بعد !!"
سمعته يقول مُجدداً بعدما تحدث الطرف الآخر: أي منزل أو شقةٍ تجد فيها صبياً أو فتاةً عمره ما بين 15 الى 19 ولوحده أخبروني بذلك .. وبالطبع لو رأيت تلك المُزعجة فأمسكوا بها فوراً !
بعدها أغلق هاتفه وغادر الى المخرج الثاني فلن يخسر شيئاً من التأكد ..
خرجت من مكانها تهمس: هو لا يعرف عنه شيئاً بعد ، مابين الخامسة والتاسعة عشره ؟ هو يحسب عدد سنوات عمل آليس مع البروفيسور ، على أية حال هذا يعني بأن البروفيسور لم يُخبره هو أيضاً أي شيء عن مارك ..
نفضت الغُبار عن ملابسها وشعرها وذهبت الى المخرج الأيمن الذي عاد منه قبل قليل لتجده بالفعل مُغلق بالأخير بشبكٍ حديدي ..
ماذا تفعل ؟
لن يُمكنها العودة الى حيث مارك وهي لا تعلم هل نجح ثيو بالوصول أو لا ؟
تُريد سؤاله ولكنها لا تملك هاتفاً !
بالكاد إختبأت من أعين دارسي ، لن يُمكنها الإختباء من أعين بقية رجاله لو عادت لتتأكد !
شدت على أسنانها هامسه: هل أخطأت ؟!!! أردتُ أن أُبعده عن مارك لم أتخيل أن رجاله قريبين لدرجة أن يصلوا بهذه السُرعه !!
هزت رأسها تُبعد الأفكار السوداوية عنها وهي تقول: حتى لو عُدتُ الى الأعلى وأخذت مارك معي فالوقت الذي أقطعه في ذلك هو نفس الوقت الذي قطعته في الهروب من دارسي ، بكلا الحالتين كانوا سيأتون قبل هروبنا ..



من جهةٍ أُخرى أوقف ثيو سيارته قبل أن يغوص بداخل الحي لتضيق عينيه وهو يرى من بعيد أربع سياراتٍ والكثير من رجال العصابات مُنتشرون في المنطقه ..
أخرج هاتفه وإتصل على الشُرطة ليُبلغ عن جريمة شغبٍ يُحدثها رجال العصابات في الحي ..
وبالفعل كانوا يفعلون هذا فهم يطرقون أبواب المنازل والشقق بالقوة ويُفتشونها تحت تهديد الأسلحة البيضاء ..
يتمنى أن تصل الشرطة قبل أن يصلوا هؤلاء الرجال الى مارك أولاً ..
وبمسافةٍ ليست ببعيدةٍ عنه توقف دارسي بعدما كان آتٍ من الجهة التي فقد رين فيها وضاقت عيناه وهو يرى سيارة ثيو من بعيد ليهمس: هو معها بالفعل ..
نظر الى حيثُ ينظر ثيو وللحضات إستوعب بأنه بالتأكيد لم يكن يراقبهم !
لابد من أنه إتصل بالشرطة فهو يفعلها دائماً عندما يرى مجموعة منهم كما حدث آخر مرة عندما لاحقوه من أجل الملف ..
أخرج هاتفه وإتصل على تابعه وأعطاه أمراً واضحاً بالهرب والإختباء لفتره ..
أخذ الأمر بعض الوقت وهم يخرجون من المنازل ويركبون السيارات وما إن تحركوا حتى سمعوا أبواق صافرات الشُرطه ففروا هاربين بسياراتهم بعيداً بطريقةٍ همجية أثارت إنتباه رجال الشُرطة ولحقت بهم إحدى السيارات بينما البقيه بقيت في الحي لتتأكد من خلوه من رجال العصابات وليسمعوا إفادات السُكان ..
شعر دارسي ببعض الإنزعاج فلقد تمنى بأن تلحقهم جميع الشُرطه ويبقى هو مُراقباً ثيو ليعرف طريق ذاك الطفل ويُمسك به ..
ولكن بوجود رجال الشرطة فالأمرُ صعباً بعض الشيء ..
عاود النظر الى ثيو الذي نزل من سيارته وإتجه الى داخل الحي مشياً ، قرر البقاء في مكانه فبعد ما حصل بالتأكيد ثيو لن يدع الطفل هُنا بعد الآن وسيأخذه بسيارته بمكانٍ بعيد ..


إلتفتت رين الى ثيو تقول بإستنكار: ما الذي تتفوه به !!
ثيو وهو يُراقب الشُرطة الذين يُحصون المُمتلكات التي أُفسدت بفضل رجال العصابات: ما سمعتِه ، لنرحل وندع مارك هُنا ..
تقدمت منه بحده تقول: لن أفعل ! إرحل لوحدك فأنا حتماً لن أتخلى عنه حتى وإن طاردني دارسي لآخر العالم ..
عاود النظر إليها رقال: لن نتخلى عنه ، فقط سنترُكه هُنا فهذا أأمنُ له ..
ظهر الإستنكار على ملامحها ليُكمل قبل أن تُعلق: كم سنةٍ مضت وأنا أُطاردهم ؟ بِتُّ أعرف كُل تحركاتهم وأعرف طريقة تفكير كُل واحدٍ منهم ..
رفع نظره الى سيارة دارسي وهو يُكمل: هو يُراقبنا من مكانٍ ما ، حوّل المكان الى فوضى وسيعرف بأننا سنُحاول الهرب منه برفقة إبن البروفيسور ، إن هربنا وحدنا فسيُصدم وسيعتقد بأن إبن البروفيسور لم يكن هُنا مُنذ البداية وبأننا نُخفيه بمكانٍ بعيد عن مكان تواجدنا ، صدقيني لن يُعاود البحث هُنا ، أما الخروج برفقته فسيجعله أولاً يعرف ما شكله ، ولا أدري إن كان يملك آخرين أو لا ولكن تخيلي لو كان يملك رجالاُ آخرين يُطاردوننا عند خروجنا ؟ إنها خسارةٌ فادحه ..
نظرت إليه لفترة وهي غير قادرةٍ على الإعتراف بكونِه أقنعها ..
وفي نفس الوقت شعرت بشيء من التردد فهي تخشى أن تترك مارك في مكانٍ سبق دخول رجال المنظمة إليه ..
تنهد وقال: سأُعين أحد لمُراقبته من بعيد ..
إبتسمت لهذا الإقتراح وسبقتُه الى السياره ..
أخرج هاتفه وكتب فيه بعض كلمات قبل أن يلحق بها ليُشغل السيارة مُبتعداً تحت أنظار دارسي المُندهشه ..
أوليس من المُفترض أن يكون إبن البروفيسور معهم ؟!!
هل هذا يعني بأنه لم يكُن هُنا في المقام الأول ؟
رفع هاتفه وإتصل على تابعه ليأمُره بمُراقبة سيارة ثيو مُراقبةً لصيقه وإن فقده فسيقتُله بدون أن يسمع تبريره ..
ويبدو بأن هذا ما سيحدث فذاك التابع المسكين قد فقده ..
في حين ظهرت إبتسامةٍ مُريبه على شفتيه همس فيها: ولكن هذا يعني بأن كلامي كان صحيحاً ! يالها من خبيثه !

***

11:18 am


غُرفة جينيفر المُغلقه ، فُتحت !
وبدأ فريق التحقيق من مُطالعة مسرح موت الضحية للتأكد من سبب الوفاة ..
هل كان إنتحاراً ، أو قتل ..
إدريان لم يعد للمنزل مُنذ الأمس ..
وإليان في الكُلية لا تعرف شيئاً بعد ..
وفلور بمدرستها ولا تعرف أي شيء ..
بينما كين يحبس نفسه بالغرفة مُنذ الأمس وأخوته الكِبار يعتقدون بأن حاله من حال فلور لا يعلم شيئاً ..

آليكسندر يتحدث بهدوء مع رئيس فريق التحقيق بينما البقيه يجلسوا على الأريكة بالأسفل ينتظرون النتائج بعدما عرفوا كُل شيء من آليكسندر هذا الصباح ..
وحرّص عليهم ألا يعرف البقية عن هذا وخاصةً أبنائها ..
إستيلا غادرت للمشفى تزور فرانس كعادتها ولم يبقى سواهما ..
بادر آلبرت بالحديث قائلاً: هل تضنُه إنتحاراً حقاً كما يضن عمي ؟
لم يُعطه ريكس إجابةً شافيه فحتى هو لا يعلم ..
لما قد تنتحر إمرأةً مثل جينيفر ؟!
هل لأنها في طريقها لخسارة كُل شيء ؟
كلا ، ليست ممن يستسلم بسرعه ..
كانت لتعود أقوى في كُل مره ..
إذاً ........
تحدث يقول بهدوء: رُبما قُتلت ..
ظهر شيء من الإستنكار على وجه آلبرت يقول: ومن سيقتُلها ؟ نعم هي إمرأةٌ سيئه ولكن لا أحد ممن هم حولها قاتلاً ليتجرأ ويفعلها ..
فكر ريكس ولم يجد في باله سوى جان ..
ولكن جان لن يفعلها هكذا فهو سيخسر الكثير من موتها ..
هما شريكان ، هي أحد أهم المُستثمرين بمشروعه هذا ..
فإن لم يكن هُو فمن ؟!!
هل رُبما ظهرت أحد عوائل ضحاياها لينتقموا منها ؟!!
هذا هو التوقع الأصح ولكن من ؟
قطع تفكيرهم رجُلان نزلا وطلبا الخدم ..
هاقد بدأوا بالتحقيق مع الخدم ..
همس لإلبرت: أصبح الأمرُ واضحاً ، لقد قُتلت ..
لم يُرد آلبرت أن يُصدق هذا ..
فمسألة كونها قُتلت ستتعقد كثيراً من الآن ..
وقف ريكس وقرر المُغادره فلم يعد هُناك ما يستحق بقائه فلم يبقى سوى يومان على نهاية الأسبوع لذا عليه أن يجد حلاً وسيؤجل أمر جينيفر التي بموتها المُفاجئ سببت بعض التعقيدات ..
أوقفته إمرأةٌ برداء الشُرطه تقول: عُذراً ، سنحتاجُ لإفادتك أولاً ..
قطب حاجبه بإستنكار وإنزعاج لتقول: آسفه ولكن عليك البقاء ..
ومن جهةٍ أُخرى ظهرت الدهشة على وجه آليكسندر يقول: هل أنت واثق من هذا ؟
هز رأسه يقول: أجل ، السيدة جينيفر ماتت مقتوله ، كُل شيء في الغُرفة يقول هذا لذا علينا التحقيق مع كُل من كان متواجداً ليلة الأمس ..
إختفت الدهشة تدريجياً وظهر الإستنكار على وجهه يقول: هل تقصد بأننا مُتهمون ؟
إنحنى مُعتذراً يقول: هذا عملي ..
آليكسندر بحده: هل جُننت ؟!!
لم يرد عليه سوى: عذراً ، لا أقصد الإساءة ولكنه عملي ..
أشاح آليكسندر بوجهه عنه منصدماً ومُستنكراً في الوقتِ ذاته ولكن لا يُمكنه فعل شيء ..
إنه عملهم !
عاود النظر إليه يقول: فليتم كُل شيء بسريةٍ تامه وينتهي بسرعه أفهمت !
وغادر الغُرفة بعدها ليتنهد المُحقق ويهمس: لهذا أكره التحقيق مع الأغنياء ..

خرج آليكسندر وهو يُرسل لإدريان طلباً بألا يرد على أي إتصال من مجهول ..
يُريد أن يُعطيه بعض الوقت قبل أن يكتشف الحقيقة الصادمة لموت والدته ..
توقف يُمسك بالدرابزين المُطل على الدور الأرضي وأخذ نفساً عميقاً يُحاول السيطرة على مشاعره ..
ظهرت نظرة ألم في عينيه هامساً: كيف لي أن أُخبرك يا إليان ؟
أغمض عينيه لفترةٍ قبل أن يُعاود فتحها بهدوء وينزل ليُخبر ريكس وآلبرت والذان كانا أول من سيتم التحقيق معهما وتفتيش حجرتهما بالكامل ..
والدور التالي سيكون على كين !


خرج أحد رجال الشُرطة الى الخارج حيثُ غُرفة البواب وقام بتفتيش كاميرات المُراقبة حول المنزل للتأكد من كون لا وجود لأي يد من خارج المنزل ..
أخذوا ما يُقارب الساعة بالتحقيق مع كُلاً من ريكس وآلبرت وبتفتيش غُرفهما ليعثروا على أي دليل مُفيد ولكن لم يجدوا ..
خرج بعدها ريكس أخيراً من المنزل بعد أن وقع تعهداً بأنه تحت ذمة التحقيق وعليه أن يُلبي أي إستدعاء في المُستقبل ..
طرق أحدهم باب غُرفة كين ودخل إليها ليجلس كين بعدما كان مُستلقياً على سريره ..
تقدم الرجل منه يقول: كين ريكسوفر ؟ لما لم تنزل عندما تم إستدعاؤك للأسفل ؟
نظر إليه كين بهدوء يقول بهمس: أشعرُ ببعض التعب ..
ضاقت عينا الشُرطي يقول: ولكن يُمكنك التحدث حسبما أرى ! إنه تحقيق أوليّ لذا لستَ مُجبراً على الذهاب للمركز بل فقط النزول للأسفل ، هل تتهربُ من شيء ما ؟
دخل آلبرت يقول: طوال الفترة الماضية كان بالمشفى ولم يخرج سوى بالأمس ، مريض بحاجه الى الراحة لذا لا بأس بتأجيل التحقيق قليلاً ..
ضاقت عيناه يُحاول أن يكون مُهذباً وهو يُكمل: وإيضاً هو مُشتبهٌ به وليس مُتهماً رئيسياً لذا ليس من القانوني التحدث معه بصيغة الإتهام ناهيك عن كونه قاصر ..!!
نظر مُساعد المُحقق إليه لفترة قبل أن يقول: سأُمهله لعشر دقائق ..
ومن ثُم خرج من الغرفه فشد آلبرت على أسنانه للحضه قبل أن يتنهد ويتقدم من كين ..
جلس بجواره يقول: هل تشعر بتوعك ؟
هز كين رأسه بالإيجاب فقال آلبرت: لا بأس ، خُذ قسطاً من الراحه فلستَ مُجبراً على النزول الآن ، سأتحدث مع المُحقق نفسه وسيتفهم ذلك ..
رفع كين عينيه إليه يقول: هل ..... قُتلت العمة جينيفر ؟
صمت آلبرت قليلاً قبل أن يقول: كما يبدو ، لا تقلق من هذا الأمر ، حرصتُ على ذِكر الدكتور جان بإفادتي لذا سيُمسكون به عما قريب .. سينتهي كُل شيء ، لا تُرهق نفسك بالتفكير ..
ضاقت حينها عيناه وهو يتذكر كلام ريكس بخصوص جان وكين ..
لقد قال شيئاً كأنه سيتدبر الأمر وقد يجد دواءاً لكين ..
شد على أسنانه ووقف وهو يُعيد شعره الأسود الى الخلف بتوتر بالغ يتسائل فيه بنفسه هل أخطأ عندما ذكر إسم جان بإفادته ؟!!
سُحقاً !
ماذا لو صابت توقعات ريكس وكان هُناك دواءاً لكين ؟!! بإفادته سيكون قد أفسد كُل شيء !
ياله من تصرفٍ غير مسؤول منه !
أخذ نفساً عميقاً يهمس في نفسه: "كُف عن التشاؤم ، قال رُبما هُناك دواءاً ، وحتى لو كان يوجد فسيُعالج كين رُغماً عنه !
ولكن ماذا لو اصابه حقدٍ وتظاهر بعدم وجود علاج ؟
سُحقاً !!
خلخل أصابع يده بشعره الأسود وهو عاقد الحاجبين بإنزعاجٍ تام ..
خف الإنزعاج تدريجياً وهمس: ماذا لو لم يكن هو من قتلها أصلاً ؟ لما أنا واثق هكذا بكونه القاتل ؟ ولما قد يقتُلها أصلاً ؟!
جائه همس كين يقول: آلبرت ..
إلتفت آلبرت إليه يقول: ماذا ؟
أشاح بنظره عنه ووجهه مخطوفٌ بالكامل وكأنه يُخفي شيئاً كبيراً بجُعبته ..
عقد آلبرت حاجبه وتقدم يجلس بجواره مُجدداً يقول: ماذا هُناك يا كين ؟
حاول كين السيطرة على الإرتجاف الذي بات واضحاً بيديه وهو يضغط عليهما وعاود الرُعب يسكُنه وهو يسأل: هل وجدوا سُماً في طعام العمه ؟
تنهد آلبرت يقول: لا تُفكر بالأمر ، سأحرصُ على إبعادك أنت وفلور من المنزل خلال الأيام القادمة ، الأمور المُفجعة كهذا لا تدعها تُؤثر على حياتك بأي شكلٍ من الأشكال ..
إرتجف صوته وهو يهمس: أجبني ، هل ماتت من السُم الذي بطعامها ؟
يسأل بخوف وهو يتمنى ان تكون الإجابة مُختلفه ..
لقد سممها ولكنه على أملٍ مُستحيل أن يكون سبب موتها مُختلف عن التسمم ..
تدحرجت وإصطدم رأسُها بالطاولةِ مثلاً !
شيئاً مُستحيلاً كهذا يتمنى بأن يكون هو ما حدث ..
أي شيء غير التسمم ..
أي شيء غير أن يكون هو القاتل !!!!
مسح آلبرت على ظهر كين يقول: حسناً هذا ما حدث ولكن كما قُلتُ لك لا تُفكر بهذا الأمر كثيراً ، لا تدعه يؤثر عليك بالمُستقبل ، الموت شيء طبيعي فلا تجعل التفكير به يُخيفك ويُسبب لك ضغطاً هائلاً أو ....
توقف عن الحديث مُنصدماً عندما شهق كين وبدأ بالبُكاء بطريقةٍ لم يره يفعلها من قبل !
إحتضنه بسرعه يقول: كين مابك هذا يكفي !!
لما يبكي !!
كان ليتوقع بأنه حُزناً عليها ولكنها عذبته قبل موتها لذا من المُفترض ألا يتأثر ..
أو ... هل هو يبكي فرحاً ؟
لا يعلم !
بدأ يمسح على شعر أخاه المُبعثر كعادته وهو يُردد: كفى يا كين ، توقف رجاءاً ..
إرتجف صوت كين وهو يهمس بصوته المخنوق: لم أكن أُريد ذلك ، لم أكن أدري أن الأمر سيكون مُفجعاً هكذا ... آلبرت ماذا أفعل ؟!
آلبرت بهدوء: لا شيء ، ليست غلطتك ، والموت كان سيأتي إليها سواءاً الآن أو لاحقاً لذا ...
قاطعه صوت كين: لكنها غلطتي ، ماتت بسببي أنا ..
إنزعج آلبرت وهو يقول: كين يكفي ! لا تُحمّل نفسك سبب موتها !! لم تفعل شيئاً لذا لا تُفكر هكذا مرةً أُخرى ..
كين بصوتٍ مُرتجفٍ مكسور: ولكني السبب ، لم تكن لتموت لو لم أضع السم ، أنا من قتلها ، أنا ... خائف !
إتسعت عينا آلبرت وأبعده بصرعه من حضنه يقول بعدم تصديق: ما الذي تتفوه به !!!
شد على أسنانه وأكمل بحدة: كين توقف عن قول مثل هذا الكلام الفارغ !!!!
أنزل كين رأسه للأسفل حتى غطت خُصلات شعره على عينيه وبدأت شفتيه ترتجفان وهو يقول: ليته كان هكذا ... لكني فعلتُها يا آلبرت ، أشعُر بالخوف ، ماذا أفعل ؟
هز آلبرت رأسه نفياً وعيناه مصدومتان من هذا الكلام الذي ينطق به أخاه ..
رفع يديه وأمسك بكتف أخاه يقول بعدم تصديق: كين ، لا تجعل ما حدث يؤثر عليك لدرجة أن تتفوه بهُراء لا أصل له !
عض كين على شفتيه يقول: لا تفعل هذا يا آلبرت ، لا تُصعب الأمر علي ، أخبرتُك بما حدث فلما لا تُصدقني ..
صرخ آلبرت بحده: لأن هذا غير معقول !!! ما الذي يُجبرك لفعلِ أمرٍ لم تكن لتفعله قط !!
صمت قليلاً ثُم هدأ صوته يقول: كين ، هل أجبرك أحدٌ للإعتراف كذِباً ؟ هل هو الدكتور جان ؟
هز كين رأسه نفياً بهدوء ..
إحتدت ملامح آلبرت بعدم تصديق وبدت عيناه تتحول للون الأحمر من فرط الصدمة التي حلت به ..
همس له: كين ... لم يكن أنت ، لا تملك أي سبب لتفعلها ! هُناك بكُل تأكيد من أجبرك ، أُقسم بأني سأكرهُك لو كُنتَ تُخفي عني شيئاً هذه المره ..!!
لم يرفع كين رأسه ولم يقل شيئاً بل إكتفى بأن يهزه نفياً كالمرة السابقه ..
أرخى آلبرت قبضته عن كتفي أخاه وعقله مشوشٌ بالكامل ..
هذا لا يُمكن أن يحدث !
إنه .... أسوأ من الكوابيس حتى !!
شد على أسنانه هامساً: ولما قد تفعل شيئاً أحمقاً كهذا ؟!
لم يُجبه أيضاً فهو بنفسه أصبح لا يعرف ما الذي قد يدفعه لفعلها ..
مهما حدث ما كان عليه أن يصل الى هذا الحد ..
كان أحمقاً وغبياً بالكامل ..
رفع آلبرت عينيه ينظر الى كين قبل أن يُشيح بوجهه واقفاً يقول: فلتبقَ صامتاً هذه الفترة ولا تقل أي شيء للشُرطة قبل أن أُخبرك ..
وخرج بعدها من الغُرفة ومشى بإتجاه غُرفته بعقلٍ مشوشٍ تماماً ..
ماذا يفعل ؟
كيف له أن يحُل هذه المُعضله ؟!!
من بين جميع الأشخاص ..... كين هو من قتلها !!!
إنها ليست مُعضله ، إنها كارثه !
كارثة يشعرُ بأنه لا يقوى على تحمُلها ..
أبداً ..

***

12:30 pm



ظهر الإمتعاض على وجه إستيلا وهي تقرأ رسالة عمها يطلبُ منها الحضور الى المنزل فوراً !
همست: ماتت وخلفت وراءها الكثير من المشاكل ، إنها تُصر على إزعاجنا ..
أخذت نفساً وأكملت بهدوء: حسناً يكفينا حديثاً عن الأموات ، الأمرُ مُخيف ..
رفعت عينيها تنظُر الى أخاها الراقد مُنذ عدة أيامٍ ولم يستيقظ بعد ..
إقتربت مُنحنيةً تهمسُ بأُذنه: متى ستستيقظ ؟ هُناك الكثيرُ من الأخبارُ المُثيرة التي حدثت في الأيام الماضيه ، أولها زيارة عمي لك لثلاث مراتٍ تقريباً وهذا الذي لم أكن لأتخيل حدوثه في يومٍ ما ..
صمتت لفتره تُكمل بهدوء: وأخيراً موت جينيفر المُفاجئ ، كان ولا يزال الموقف مُرعباً لدرجة أضُنه حُلماً مُزعجاً ، لطالما كرهتُها ولكن موتها أفجعني حقاً ..
أرخت رأسها على حافة السرير وأغمضت عينيها هماسه: لم أنم جيداً من بعدها ، أُريد حقاً أن أخُذَ قِسطاً من الراحه ..
لم تدري كم مر ..
لم تتوقع حتى أنها ستغفو دون أن تشعر ..
إستيقظت عندما أحست بحركةٍ فرفعت رأسها الى المُمرضة التي تُغير المُغذيات كعادتها ..
عقدت حاجبها عندما لم ترى المُمرضه ... من أين أتت الحركة إذاً ؟!
نظرت فوراً الى فرانس ولكنه كان يغط في نومه العميق ..
جلست بإعتدال تنظر الى الساعة التي تجاوزت الواحدة بعشر دقائق ..
أخذت نفساً عميقاً قبل أن تتسع عيناها تدريجياً وهي ترفع رأسها تنظر الى يده التي حركها بهدوء ..
وقفت بسُرعة وإبتسمت رُغماً عنها وهي ترى إنعقادة حاجبيه فخرجت فوراً لتستدعي الطبيب !!
في حين فتح عينيه ليُغلقها فوراً عندما اصاب نظره ضوء اللمبة الساطع ..
لم يُحاول فتحها مًجدداً ورغبةً في داخله تجره للنوم من جديد ..
إستيقظ قبل أن يغط في نومه عندما فتح أحدهم عينيه وهو يُصوب شعاعاً من جهازاً صغيراً يُراقب حركة حدقته ..
سمع صوته يقول: نعم إستيقظ من غيبوبته ويبدو بأن دِماغه سليم وهذا مُطمئن ، سيحتاج بعض الوقت قبل أن يستيقظ بشكلٍ كامل ..
أكمل الطبيب كلامه الذي بدا وكأنه يبعُد شيئاً فشيئاً ليجد نفسه إنغمس بنومه مُجدداً ..
حالما إنتهى قالت إستيلا: هل سيحتاج الى عنايةٍ بعد إستيقاظه أو يُمكنه الخروج ؟
الطبيب: كلا سيبقى لبعض الوقت للتأكد من صِحته ، وفي هذه الأثناء حاولوا ألا تُثقلوا عليه بالأسئلة فحال إستيقاظه نتوقع منه ألا يتذكر الساعات القليلة التي سبقت غيبوبته ، كما أن إخباره بالأخبار السيئة مُباشرةً قد تؤثر سلباً على ذاكرته لذا تجنبوا هذا أيضاً .. حتى الشُرطة ممنوعةٍ من التحقق معه إلا بعد خمس أيامٍ من إستيقاظه على الأقل ..
إبتسم بعدها وأكمل: سيكون جيداً وسيُقدر إهتمامك بزيارته بشكلٍ يومي ..
وغادر بعدها الغُرفه ..
نظرت الى فرانس وتقدمت منه ..
أمسكت بكفه تهمس: هل عُدتَ للنوم ؟ ألم تمل منه ؟
لم تلقى إستجابه فإبتسمت تقول: إشتقنا لتصرُفاتك الغريبه ولهروبك من المشاكل التي تصطنعها ..
رفعت يدها ومسحت على شعره هامسه: شُكراً لعودتك ..

***

4:33 pm


أمام نهر الإيل على حدود مدينة ستراسبورغ ..
أوقف سيارته فيها فجر اليوم بعدما بقي قُرابة الأربع ساعات يحوم الشوارع دون أي هدفٍ يُذكر ..
سُرعةٌ جنونيه بقلبٍ مُحطم وعقلٍ فارغ ، من الحيد بأنه لم يُصب بأي حادث ..
إنتهى به الأمر بإيقاف سيارته بين كُل هذه الأشجار وأمام النهر واضعاً سماعة مُشغل الموسيقى بإذنه ليهرب من الواقع المُر ..
والمُفاجئة أنه بالفعل نسي كُل شيء وإنغمس بتشكيلة الأغاني الجميلة التي سمعها لدرجة أنه غط بنومٍ عميق لم يستيقظ منه سوى الآن ..
نظر بهدوءٍ الى مُشغل الموسيقى الذي فرغت بطاريته ولا يعلم متى حدث ذلك ، حسناً عشر ساعاتٍ مرت وهو يعمل لذا هذا طبيعي ..
أخذ هاتفه ينظر الى الإشعارات فيها والى رسالة والده ..
دخل الى قائمة الأرقام وإتصل عليها ..
ثوانٍ حتى ردت تقول: ماذا ؟ إتصلتَ بالأمس لتقول لي بأنك تُحبني ، ولّى يوم الحب ورحل فماذا تُريد الآن ؟
إبتسم إبتسامةٍ بالكاد تُسمى إبتسامه وهو يهمس: ألا زِلتِ غاضبةً مني ؟
أجابته: على الإطلاق ، ما فعلتموه لم يُغضبني أبداً ، تجاهلُكم لكوني جُزءٌ من العائله وإخفاء الأمر لم يُغضبني على الإطلاق ..
همس لها: تعلمين أني اُحبك ، إغفري لي هذه المره ..
صمتت لفتره قبل أن تقول: مابه صوتك هكذا ؟ هل هُناك خطبٌ ما ؟
أجابها: على الإطلاق ، أردتُ الحديث مع خالتي فقط ، ألا يُمكنني ؟
رفعت حاجبها تقول: الحديث مع خالتك أو تُريد سماع صوت أخاك ؟!
همس: صدقاً أُريد الحديث معك ...
صمت قليلاً ثُم أكمل: حدثيني عن نيويورك ، هل هي مُمتعه ؟ سمعتُ عن حديقة سنترال بارك ، إنها مشهورة ويُقال بأنها مُبهره ، هل علي زيارتُها ؟!
تنهدت تقول: أنا في لوس آنجلوس ، مابها ذاكرتك ؟!
صمت للحضه قبل أن يقول: أجل صحيح ، نسيتُ أنك ذهبتي مع إيدن ..
تحدثت تقول بهدوء: عزيزي مابك ؟ لما تبدو تعيساً هكذا ؟ هل تم رفضُك من قِبل فتاةٍ ما ؟
إبتسم يقول: خالتي ! ومن هذه التي قد ترفض شاباً وسيماً مثلي ؟
ثُم أكمل بهدوء: آسف يبدو بأنك مشغوله وقُمتُ أنا بتأخيرك ..
عقدت حاجبها: الأدب الجمُّ هذا لم أعهده منك ..
إبتسم هامساً: لا تشتمني هكذا فقلبي سيُكسر ، الى أين أنتِ ذاهبه فأنا أسمع صوت السيارات ؟
أغلقت الخادمة باب سيارة الأُجره بعدما أوصلها الى مدخل المشفى وهي تُجيبه: إشتريتُ بعض الدونات لإيدن ، وشكّلتُ له بعضاً من أكياس الشوكولا ..
سألها: كيف هي أحواله ؟ نفسيته ؟ هل كُل شيء على ما يُرام ؟
كايري: لم تكتمل جميع الفحوصات بعد ، ولكنه جيد فلقد أحب لوسي لذا أتركها في كثير من الأوقات معه ، لكنه خجول وغير مُتطلب لذا أُحضر له كُل يومٍ أشياء جديده وأتبين من ردة فعله ما يُحب وما يكره ..
بقي صامتاً لفترةٍ قبل أن يهمس: هل تُحبينه ؟
عقدت حاجبها تقول: مابال سؤالك الغريب هذا ؟! إنه أخاكم ، بالطبع سأُحبه كما أُحبكم ..
رفع نظره الى خارج السيارة حيثُ عصفورٌ يحوم بالقرب من سطح النهر ..
راقبه بعينيه لفترةٍ وهو يقول بهدوء: هل لي أن أطلبُ منك طلباً ؟
عقدت حاجبها ليُكمل: كوني كأُمٍ له فهو لم يعرف حنان الأم في حياته قط ..
تعجبت كثيراُ من كلامه ومن نبرة صوته ، لديها حقاً الكثير من الاسئلة بشأنه ولكنها مُسبقاً قررت ألا تسأل إلا بعدما تكتمل جميع الفحوصات ويبدأون بعلاجه ..
فتحت باب الغُرفة التي فيها إيدن وهي تقول: على أية حال كُن على إستعداد لتلقي التوبيخ من والدتك فأنا سأتصل بها قريباً ..
شعر بغصةٍ في حلقه وهو يهمس: ليتها تفعل ..
توقفت عندما شعرت بكمية الألم بصوته فسألت: إدريان ؟!!
همس: أراك لاحقاً ..
وأغلق الهاتف فأبعدته عن أُذنها وبدت تشعر بالكثير من القلق ..
إبتسمت عندما رأت إيدن ينظر خلفها حيثُ الخادمة التي تحمل الأكياس ..
تقدمت منه تقول: هل تتطلع لما أحضرتُه لك هذه المره ؟
أشاح بنظره عن الأكياس بتوتر وهو يقول: لا الأمرُ ليس كذلك ..
تقدمت تربت على رأسه تقول: كفاك خجلاً أنا خالتُك ..
ومن ثُم وضعت حقيبتها على الطاولة وجلست على مقعد الجلد بالقُرب من السرير وهي تقول للخادمه: تعالي ..
وبدأت تُخرج مافي الأكياس وتُراقب إبتسامته السعيدة ..
بقيت تنظر إليه وكلام إدريان يتردد في رأسها ..
تنهدت ووقفت تقول: إعذرني عزيزي سأعود بعد قليل ..
وخرجت من الغُرفة وهو ينظر إليها ..
إبتسم وهمس بداخله: "أُحبها ، إنها لطيفه" ..
إختفت إبتسامته وهو بحق إشتاق لريكس وإليان وإدريان ..
يُريد مُحادثتهم ولكنه يخجل أن يطلب منها هذا ..

في حين أخرجت كايري هاتفها وإتصلت على جينيفر لتسألها عن إذريان فصوته وكلامه لم يكن كما عهدته منه إطلاقاً ..
هُناك خطبٌ ما بلا ريب ..
أبعدت الهاتف عن أُذنها عندما وجدتُه مُغلقاً وقررت أن تتصل بها في وقتٍ لاحق ..
عندما إلتفتت لتعود وجدت نفسها قلقت أكثر من قبل ..
هُناك شيءٌ خاطئ بكُل تأكيد ..
حاولت الإتصال بها مُجدداً ولكنه كان مُغلقاً لذا إتصلت بآليكسندر الذي رد عليها بعد عدة رنات لتقول بإبتسامه: مرحباً آليكسندر ، كيف حالُك ؟ أتمنى بأني لم أتصل في وقتٍ خاطئ فليس لدي معلومةٌ عن فارق التوقيت بيننا ..
أجابها: أهلاً كايري ، لا بأس لم تفعلي ..
إجابته هادئه ومُختصره مما أثار هذا ريبتها فهو لا يُجيبها هكذا عادةً ..
سألته: حسناً ، أردتُ فقط أن أسأل عن أُختي ، هاتفها مُغلق وهذا ليس من عادتها .. هل من خطبٍ ما يحدث ؟
توقفت سيارة آليكسندر ورفع السائق عينيه الى المرآة حيثُ إنعكاس وجه آليكسندر الهادئ جداً ..
تحدث بعد فترةِ صمت طالت: آسفٌ يا كايري ، جينيفر رحلت ..
إتسعت عيناها وغطت فمها حالما شهقت لتقول بنبرةٍ مُرتجفه: لا تقُلها .....!
نظر عبر زجاج نافذته الى فيلا جينيفر وهو يقول بهدوء: ماتت ليلة الأمس ، إنه قدرُها ، كوني قويه ..
سقط الهاتف من يدها وإنهارت جالسةً على كُرسي الإنتظار الذي خلفها تنظر الى الفراغ بصدمه والدموع تتجمع في عينيها تدريجياً ..
هزت رأسها نفياً وهي تقول: لا تفعليها يا جيني ، لا تُغادري فجأه هكذا ..
إنهمرت الدموع من عينيها ولم تعد تقوى قول أي شيء ..
صدمة وألم كبير يجتاحان قلبها الرقيق ويُمزقانه لأشلاء عديده ..
الموت حقيقةٌ صعبه ، وموجعه ..
وهي لا تقوى على مُجابهتها ..
**
تنهد آليكسندر وبقي لفترةٍ في مكانه بعد مُكالمته مع كايري ..
دقائق لينزل بعدها من السيارة ويتقدم من باب الفيلا ..
ما مد يده يرن الجرس حتى فُتح الباب ووجد أمامه إليان تهمُّ بالخروج ..
توقفت حال رؤية والدها تقول: أهلاً أبي ، والدتي ليست بالداخل ..
هز رأسه بهدوء ينظر الى حقيبة الكُتب التي بيدها وسأل: الى أين ؟
تنهدت تقول: الى صديقتي جيسي ، سندرُس معاً حتى المساء ، لم يبقى سوى يومان ونصف على الإمتحان الأول ..
هز رأسه يقول: جيد ، إيلي عزيزتي هل لا بأس لو تبقي معها طوال فترة الإمتحانات ؟
عقدت حاجبها تقول: لما ؟
آليكسندر: حتى لا ينشغل بالك ، تعرفين عائلتنا تظهر المشاكل فيها فجأه ولا أُريد أن يُؤثر هذا على مُعدلك ..
إليان بتردد: امم لكن .. كلا لا أُحب هذا ... عائلتها عائلة عملية لا أُحب أن أبقى معهم لفترةٍ طويله فرُبما يُزعجهم هذا ..
ضحكت وأكملت: لا تقلق لقد قررتُ ألا أذهب الى منزل العائله وأبقى في فيلا والدتي طوال فترة الإمتحانات ..
آليكسندر: هذا جيد ، ولأجلك سأطلُب من والدتك وإخوتك ألا يأتوا هُنا ويُشتتوك لذا لا تشغلي بالك بهم وبغيابهم ..
عقدت حاجبها للحضة فقال: حسناً يُمكنك الذهاب يبدو بأني أخرتُك ..
هزت رأسها ومشت من جواره تقول: وداعاً أبي ..
همس: وداعاً ..
أخذ نفساً عميقاً عندما شعر بالعجز أمامها ..
يُحبها ولا يقوى على رؤيتها كسيرةً مُتألمه ..
لا يقوى على أن يقول لها ما حدث ..
ماذا يفعل ؟ والى متى سيؤجل الأمر ؟
قريباً ستُقام مراسم الجنازه ، هل سيُخفي هذا عنها أيضاً ؟
ألن تغضب فيما بعد لكونها لم تحضر جنازة والدتها ؟
زفر نفسه بحراره وإلتفت ليتفاجئ من كونها تقف ناظرةً إليه بحيره ..
إبتسم يقول: لم ترحلي بعد ؟
إليان: هل حدث شيء ما ؟
تردد لثانيةً قبل أن يقول: مثل ماذا ؟
تقدمت منه تقول: أبي ، أعرف وجهك عندما يحدث أمراً سيئاً ، ماذا حدث ؟ هل أخوتي بخير ؟ هل ساءت حال فرانس ؟ هل الجميع على ما يُرام ؟
إبتسم يقول: فرانس بخير ، أخبرتني ستيلا عن كونه إستعاد وعيه أخيراً ولكنه ما زال مُرهق الجسد ويغط في النوم ..
إليان: هذا مُريح ... فقط ؟
قالت جملتها الأخيره بشك فبقي ينظر إليها لفتره ثُم تقدم منها ووضع يديه على كتفها ..
نظر الى عينيها الزرقاء التي إمتلأت قلقاً من تصرفه هذا ..
رفع أحد يديه ومسح من جانب شعرها الأشقر وهو يقول: أنتِ فتاةً قويه صحيح ؟ الكُل يراك كذلك ، وأنا أراك كذلك ، لا شيء يكسرك وإن حدث فأنتِ تعودين بقوةٍ أكبر من السابق ، كوني كما عهدتُك ..
زاد الخوف بداخلها فوالدها لم يتصرف هكذا من قبل ..
بلعت ريقها تقول: هل ... ستُطلق والدتي ؟
نظر إليها وود لو قال "ياليت الأمر كان هكذا" ..
لكان أهون بكثير ..
هز رأسه نفياً يقول: كلا ، ليس الأمر كذلك ..
إليان: أبي إستمع إليها ، أنا واثقه من أنها تملك تبريراً ، لا تقسو عليها أرجوك ..
آليكسندر بهدوء: الأمرُ ليس كذلك ..
إرتجف صوتها تقول: بلى ، أنا أعرفُ بأن كين أخبرك ، ومن حينها وأنتَ شبه مُختفٍ من المنزل ، رجاءاً فكر كثيراً ..
بالكاد إبتسم يقول بكذب: لا تقلقي ، لقد تحدثنا بالسابق وقد كانت تملك تبريراً ، سامحتُها ، كُنتُ فقط أحتاج لفترةٍ كي أُرتب أوضاعي ولكني حقاً سامحتُها ..
إبتسمت براحه ولكن إبتسامتها تلاشت تدريجياً عندما لمحت عيناه تلمعان وكأن هُناك دموعاً تُهدد بالنزول ..
شعرت بأن الأمر أكبر من ذلك ..
رفعت يدها تُمسك بكفه الذي يشد به على كتفها وقالت: ماذا بك ؟
قربها لصدره وإحتضنها يهمس لها: آسف يا إليان ، لو كُنتُ موجوداً لرُبما تغير الأمر ، سامحيني ..
رجف قلبها بخوف وهي تقول: ماذا حدث ؟!!!
همس لها: والدتك يا عزيزتي ... والدتك قررت أن ترحل مُبكراً .. لقد جاءها قدرُها مُبكراً وتركتكما ، ولكنها بالتأكيد ستُراقبكما ، كوني قويه لتُسعديها وهي تحت التُراب ..
بلعت ريقها والصدمة تُغطيها بالكامل لدرجة أنها لم تعد تسمع ماذا يقول والدها ..
حتى جسدها الذي يُعتصر في أحضانه لم تعد تشعُر به ..
كُل شيء بات يتحول الى السواد ببطئ ..
حتى مُستقبلها لاح لها من البعيد سواداً ..
كُل شيء أسود ما عدا صورة والدتها ..
لم تعد ترى غيرها !
حتى كادت تهوي على الأرض فاقدةً لوعيها لولا إمساك والدها لها ..
حركها يِحاول أن تفيق وتستند واقفه ولكنها لم تستجب له .
لقد فقدت وعيها فعلاً ..
صدمةً عاطفيه حلت عليها ولم يستحملها قلبها الضعيف على الإطلاق ..
إنها والدتها ..
لا شيء أعظم من الأم بالنسبة لأي بشري ..

***

6:11 pm


: ممن نحنُ نهرب ؟
سألها مُباشرةً وهي تضع رقمها الجديد في هاتفها السابق بوسط الشقة الجديدة التي إستأجرها ثيو لأجلهم ..
عقد حاجبه بإنزعاج من تجاهُلها وكأنها لم تسمعه ، جلس بالقُرب منها على الأريكة يقول: أنا أسألُك ، لما تركنا شقتنا السابقه ؟ من يُلاحقك لتُغيري مكانك دائماً وترفضين خروجي لمكانٍ عام ؟
رفعت رأسها إليه تقول: الأشرار يُطاردوننا لذا علينا الهرب منهم ..
إنزعج يقول: لا تسخري مني !!
تنهدت وركزت في هاتفها وهي تُعيد تشغيله قائله: أتعرف ما الساخر ؟ أنّ ما قُلتُه لك -وإن بدى كسُخريه- فهو ليس كذلك ..
عقد حاجبه بإستنكار فرفعت عينيها إليه تقول: سأشرح لك كُل شيء صدقني ..
مارك: هذا ما كُنتِ تُرددينه طوال الأيام السابقه ..
رين: سأفعل هذا قريباً ..
وقف يقول: على أية حال سئمتُ كُل هذا ، حسناً تكفيني الإجابات التي وجدتُها على اسئلتي ، سأعود لوالدتي ..
وتقدم من هاتفه الذي وضعه على الشاحن فبقيت تنظر إليه لفترة ثُم قالت: حسناً كما ترغب ، ولكن لا تتواصل مع والدك على الإطلاق ..
إلتفت ينظر إليها يقول: لما ؟
رين: لأنه حقير ..
وبعدها دخلت الى غُرفتها وأغلقت الباب خلفها تاركةً إياه مصدوماً من كلامها ..
تقدم من الباب وطرقه يقول: إفتحي وفسري لي لما تنعتينه بالحقير ؟
رفعت صوتها تقول: لأنه يستحق وأنا أكرهه ..
إنزعج لا يعلم لماذا .. هو يعلم بأنه أبٌ سيء ولكن لا يُحب أن يشتمه أي شخص آخر ..
رفس الباب يقول: لا تشتمينه بهذه الطريقه ..
رين: وقح وحقير وسافل ..
زاد إنزعاجه يقول: لا تستفزينني !!
رين بسخريه: المُضحك هو أن ما أقوله حقيقةً وليس إستفزازاً ..
عض على شفتيه وعندما مد يده ليضرب الباب فتحته تقول: هل تُريد أن تتأكد ؟
إختفى إنزعاجه للحضه قبل أن يقول: كلا ، لأني وحدي من يحق لي أن أراه شخصاً سيئاً ، تربيته لي لا علاقة لك بها كي تكرهيه !
إبتسمت تقول: ولكني لا أشتمه على هذا الاساس ، بل لأنه إستغلني وكذب علي ..
عقد حاجبه يقول بإستنكار: عفواً ؟ وكيف فعلها ؟!!!
أشاحت بنظرها عنه تقول: لا شأن لك بهذا ولكن لا تمنعني من شتمه ..
مارك: إذاً لا تشتميه أمامي ..
رين بسُخريه: لا يستحق دفاعك ..
مارك: لا دخل لك بهذا ..
نظرت إليه رين لفترة قبل أن تتنهد قائله: هيّا فلنترقف ، لما نتشاجر وكأننا أطفالاً ؟
تجاهلها وعاد الى هاتفه يقول: أنتِ من بدأ ..
بقيت واقفةً أمام غُرفتها تُفكر بكلامه ..
لما بدأت تفقد سيطرتها هكذا ؟
هل مُطاردة دارسي لها هذا اليوم جعل أعصابها متوترة هكذا ؟
خرجت وجلست تفتح هاتفها وتُرسل الى ريكس رسالةً تُخبره فيها أنها تُريد مُقابلته ومارك معها ..
إنتظرت ردة ولكن لم يُجب على رسالتها ..
تنهدت ووضعت رأسها بين يديها هامسه: أشعُر بالصُداع ..
سمعت صوت مارك يقول: أهلاً أُمي ..
علقت دون أن ترفع رأسها: لا تُخبرها عن عنوانك ..
وبعدها وقفت ودخلت الى غُرفتها تأخُذُ قِسطاً من الراحه ..
بينما جلس مارك وبدأ يتحدث مع والدته ..
يعتذر عن غيابه ، يُخبرها أنه سيعود قريباً
فقط ومن دون أي تفاصيل أُخرى ..


ومن جِهةٍ أُخرى دخلت بهدوء الى مكتبها وتقدمت تنزع عنها مِعطفُها فأتاها صوته الهادئ يقول: في الأخير كُنتُ مُحقاً وكُنتِ بالفِعلِ خائنه ..
توقفت عن المشي للحضة قبل أن تلتفت وتنظر الى الخلف لتجد البروفيسور يجلس بهدوء على الأريكة ويبدو بأنه كان ينتظر كثيراً ..
إبتسمت وتقدمت منه تقول: كُنتَ تُراقبني ؟
وضعت المعطف بجانبها على الأريكة الطويله وجلست تُكمل: هذه فضاضة وتصرفٌ غير أخلاقي منك يارايان ..
البروفيسور بهدوء: لا أُحب أن يُنادونني الخونة بإسمي ..
وضعت رجلاً على رِجل تقول: خونه ؟ يالها من كلمةٍ كبيرةٍ منك ..
لم يُعلق فقالت: هيا أخبرني ، فكرة من كانت فلستَ ممن يُرسلون جواسيس خلف أتباعه وخاصةً شخصٌ بمِثلِ مكانتي ..
البروفيسور: لا أُحب الخوض بحديثٍ لا طائل منه لذا فسري لي سبب لقائك بثيو ..
كارمن: لا أُحب تفسير تصرُفاتي ، إن أردتَ نعتي بالخائِنه فإفعل فصدقني لن يُهمني ما ستفعله ما دُمتَ وصلت لمثل هذه المرحله ، مرحلة التشكيك بتصرُفاتِ من هم بجانبك دائماً ..
ضاقت عيناه يقول: لا تتذاكي ! خروجك مع عدو بشكلٍ سري ماذا قد يعني ؟ ما الذي سيجعله يهب بسرعة خلف رين مالم تكوني من أخبرته عن دارسي !
صمتت قليلاً ثُم قالت: لهذا أخبرتني بشكلٍ واضح عن دارسي ؟ لتنصب لي فخاً ؟ لم تشُك فحسب بل دبرتَ فخاً أيضاً ! هذا قاسٍ ..
ظهر البرود في عينيها وأكملت: إنك تجعلُني أكرهك ..
البروفيسور: وأنتِ تجعلينني أرغب بقتلك لكونك بعد كُل هذا تتظاهرين بالوفاء ..
كارمن: عندما ظهرت حقيقة آليس بالسابق وعن كونها خائنه لم يتهمك أحدٌ بالتعاون معها ، لقد صنعوا لك عُذراً وقالوا أنك أيُها القائد العظيم خُدعتَ أيضاً ، حتى وأنت تبحث خلف من تآمروا على قتلها لم يقل لك أي احد عن كونك تُفضل جاسوسة على أعضاء مُنظمتك ، الكُل صنع لك الكثير من التبريرات لذا من الوقاحة ألا تُحاول أن تنظر الى وضعي من جِهةٍ أُخرى ، من مثلاً كوني أختصر الطريق وأتقرب منه لأسحب كُل المعلومات وأقلب كُل شيء لصالحنا ..!
ضاقت عيناه للحضةٍ قبل أن يقول: لا تُراوغي ، فأنتِ من أخبرتِه عن دارسي وعن كونه يُلاحق هاتف رين ..
إلتفتت الى معطفها وأخرجت هاتفها النقال ..
فتحت قائمة الرسائل ووقفت مُتهجةً إليه ..
وضعت الشاشة أمامه تقول: أنظر ، فعلتُها لأكون المُنقذه التي تُعطيهم موقعاً آخر للإختباء ليكونوا بمنطقةٍ من السهل قطعهم فيها عن العالم الخارجي وإستعادة كُل شيء منهم ..
أغلقت الهاتف وأكملت: فلقد كانت لديه الكثير من الأعيُن هُناك ولهذا حال إنتشار رجال العصابة أتت سيارات الشُرطه ، ثيو ذكي لذا كان علي أن أفعل الكثير لأجعله يثق بي ..
إبتسمت بسُخريه وأكملت: العدو وثق بي والصديق أتهمني بالخيانه ..
أغلقت هاتفها وقالت: حسناً كان عليك بدلاً من الثقة بدارسي أن تُفكر لما يُحاول قلبك علي ، ماذا سيستفيد من ذاك ، أنا حقاً أشعرُ بالخيبه ، هل أنت قائدُنا ؟!
إلتفتت وغادرت الغُرفه بينما البروفيسور مُندهش بالكامل ..
فرسالتها الى ثيو ذكرت فيها أنه مكان آمنٌ للإختباء مع رين والشخص الذي يُرافقها ..
بالتأكيد هو مارك !
شعر ببعض الإنزعاج هامساً: هل تسرعتُ مُجدداً ؟ ولكنّ حتى دارسي شكك بها أيضاً لذا ....
تذكر كلامها بخصوص دارسي وشعر بشيء من التشتُت ..
سُحقاً !
لقد أخطأ هذه المره ..
أو ...
هذا ما جعلتُه كارمن يضُنه ..
مشت في الرِواق وصعدت بالرسائل بهاتفها الى الأعلى حيثُ رسالة ثيو لها يقول فيها "حال خروجي من المقهى لمحتُ أحد رجال البروفيسور ، لقد كانوا يُراقبوك لذا فكري بشيء يُنجيك"
وهذا ما فكرت به طوال اليوم ولهذا أرسلت هذه الرسالة المُزيفه لتظهر برائتها ..
والآن ...
ستقلب البروفيسور على دارسي لتخرُج هي منها ..
فمادام دارسي أيضاً بدأ بالشك وبدأ يُحاول التخلص منها فستفعل هي ذلك قبله ..
أو ، هذا ما إقترحه ثيو عليها
"إرمي بكُل شكوكه الى شخص آخر ويُفضل لو كان دارسي !"
إبتسمت وغادرت المخبأ تماماً فعليها أن تتظاهر بالغضب كيلا يطلب منها عنوان ثيو ..
رُغم أنها تتسائل لما أصر ثيو على أن تذكُر وجود شخص مع رين !
هذا لا يهُم ..
فما حدث هذا اليوم يعني أن أحداثُ اللُعبة تتسارع الى النهايه ..
وعليها أن تُجيد اللعب حتى تنجو ..


End



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 17-04-21, 04:08 AM   #147

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 68


"إننا نخلقُ لأنفسنا أحزاناً وأشجاناً، ونظلّ نشكو ونتوجّع"
-دوستويفسكي-




يجلس آلبرت في غُرفته مُنغمِسٌ في أفكاره والصُداع ينهش رأسه فالطعام لم يدخل لفمه مُنذ إعتراف أخاه له !
إنه حتى لم يتفقد هاتفه ولم يعرف عن فرانس ..
حبس نفسَه هُنا في غُرفته بعيداً عن الجميع ..
حتى فلور لم تعرف عما حدث إلا من حديث الشُرطة معها ..
أهمل الجميع تماماً ..
بات واثقٌ الآن بأن كلام جينيفر له ذاك اليوم كان حقيقي مائة بالمائه ومهما حاول تعديل الأمور تنقلب ضده في كُل مره ..
مُجرد فاشل هرب الى الخارج بحُجة الكِفاح لأجل مصلحة العائله ..
أصبح يرى نفسه هكذا !
ضاع فرانس سابقاً من بين يديه ..
والآن كين !
ما كان يراه سابقاً في مصلحة العائله أصبحت ضدهم ..
فبسبب هذا إنحرف فرانس وشوه سمعة العائله في ذاك الإحتفال ..
حمّل أخوته مسؤولية أكبر منهم دون أن يشعر بذلك مما جعل هذا كين يتصرف وكأنه أكبر من عمره حتى نمَت له هذه الشخصية الإستقلاليه والتي لم تكن لتطلُب المُساعدة قط !
وهذا جعله يقع مرةً تلو المرة في المتاعب حتى أصبح الخُروج منها مُستحيلاً ..
أصبح قاتلاً ، حتى لا يُمكنه أن يُسمي هذا دفاعاً عن النفس !
لقد قتلها إنتقاماً لما فعلته به !
حتى وإن كانت قد هددته فالإلتجاء الى السُلطات هو الخيار الأمثل وليس القتل !
هو ليس دفاعاً مهما حاول النظر إليه !
ماذا يفعل ؟
كيف يُصحح هذا الموقف ؟
لقد طلب من عمه ألا يجعل الشُرطة تحقق مع كين هذه الأيام بما أنه مريض ..
خلال اليومين القادمين سيفعلون ، وسيكتشفون فوراً كذبه لو كذب !
لا مجال لإصلاح ما تم إفساده ..
وهذا جعله منغمس هُنا بأفكارٍ سوداء وندم شديد لدرجة أن أي تصرفٍ فعَلَه بالماضي أصبح يراه تصرفاً خاطئاً !
"ماذا لو لم أفعلها ؟ ماذا لو لم أُسافر ؟ ماذا لو إنتبهتُ حينها ؟!!"
وماذا وماذا والكثير من الندم الذي يصعُب التخلص منه ..

***

8:45 pm


قرّبت الطاولة من سريره وبدأت بوضع بعض الأطعمه التي أحضرتها معها من المنزل ..
رفعت عينيها الخضراوتين إليه تقول بإبتسامه: إنه شيء بسيط ، للتو إستيقظت لذا أنتَ بحاجة الى الطاقة و....
قاطعها بإبتسامه وهو ينظر الى الأطباق: والدتك مُذهله عندما يتعلق الأمرُ بالطعام ..
شتت نظرها بينه وبين الطعام قبل أن تهمس: أجل ، والدتي صنعتُه لأجلك ..
بدأ بالأكل وهو يقول: أُشكريها نيابةً عني ..
هزت رأسها: سأفعل ..
تنهدت بعدها وبقيت تنظر إليه لفترةٍ ثُم قالت: هل أنتَ بخير ؟
هز راسه بالإيجاب يقول: كما أعتقد ..
سألته بتردد: هل تذكر ماذا حدث لك ؟
توقف عن الأكل قليلاً ثُم قال: في الحقيقة ليس تماماً ، أعتقد بأني سقطتُ في شقتي فآخر ما أتذكره هو تناول طعامي ..
رفع عينيه قليلاً إليها يقول: أتذكر أن ستائر الغُرفة كانت تُزعجني فهي لا تحجب عني ضوء الشمس وقررتُ تعديلها ، هل سقطتُ من على السلم أو ما شابه ؟
هز رأسه نفياً يقول: لا يُمكنني التذكر ..
قالت بسرعه: حسناً لا تُجبر نفسك ، لم يمر حتى ساعة من إستيقاظك ، يُقال بأن من ينام لعدة أيام يفقد ذكريات الساعات الأخيرة التي سبقت نومه ، إنها حالةً مُؤقته لا تقلق بشأنها ..
هز رأسه بتفهم وأكمل طعامه يقول: كم نمت ؟
فكرت قليلاً قبل أن تقول: قُرابة ثمانية أيام ..
رفع حاجبه بدهشه لثوانٍ قبل أن يبتسم قائلاً: من الجيد إذاً أني لم أفقد ذاكرتي كما حدث مع رين ..
عقدت حاجبها تقول: رين ؟
أجابها: آليس آليس ، تلك الفتاة التي كانت بمنزل زوجة عمي ..
ظهرت الدهشة على وجهها تقول: عرفتُها ، إشتقتُ إليها بالفعل .. هل تعرف ماهي أخبارها يا فرانس ؟
هز رأسه نفياً يقول: كلا ، ولا أُريد ، إنها تُخيفني ..
نظرت إليه بتردد تقول: تُخيفك ؟ ضننتُك نوعاً ما ... كيف أقولها ؟ .... تُعجبك ..
توقف عن الأكل قليلاً قبل أن يقول: حسناً ، ليس تماماً ..
ترددت مُجدداً قبل أن تسأله: إذا ماذا ؟
صمت مُفكراً قبل أن يقول: حسناً ... فقط أشعُر بالإنتماء ..
ظهر الإستنكار على وجهها تقول: الإنتماء ؟!! إنها مُجرد فتاة عرفتموها لفترةٍ قصيره فكيف ...
قاطعها: أعرفُها مُنذُ زمن ..
صُدمت من كلامه وقالت: منذ متى ؟!
فرانس: لا أذكر ، منذ زمن ، آليس حدثتني عنها ..
شعرت كارا بالتشتت ، آليس أخبرته عن آليس ؟!
ماذا يقول هذا !
عندما فتحت فمها لتسأل قاطعها يقول: شبعت ، أشكري والدتك جزيل الشُكر ، لقد كان لذيذاً جداً ..
ردت بهدوء: أنا من قام بطهوه لأجلك ..
دُهش في حين لم تعرف كيف تجرأت وقالتها ..
هل لأنه أفصح عن كونه يعرف فتاة أُخرى منذ فترةٍ طويله ؟
هل شعور الغيرة هو ما دفعها ؟
رُبما ..
إبتسم يقول: أوه حقاً ؟ شُكراً لك لقد كان لذيذاً ..
إبتسمت وهي مُحبطه من رده ..
كعادتها تُحبط دائماً من عدم رؤيته لمغزى أفعالها ..
لم يُلاحظ ولا لمره ..
لقد أكدت هذه المرة على المغزى ، لم تقل أنا من قام بطهوه فحسب بل أكملتها بكلمة "لأجلك"
لما لا يُلاحظ ؟!!
لما لم يُفكر بكيف كان كُل هذا الطعام جاهزاً حال إستيقاظه ؟
لقد كانت تزوره يومياً وما إن علمت عصر اليوم بأنه إستيقظ حتى عادت للمنزل وصنعته ..
وهو لم يُلاحظ ..
إستيقظت من أفكارها على إمساكه لكفها يهُزها ..
إحمر وجهها تقول: نـ نعم ؟
فرانس: أُناديك مُنذ فتره فأين كُنتِ ؟
إرتبكت تقول: هُنا هُنا ..
بعدها وقفت وبدأت تلم الأطباق وتضعها بالحقيبة الخشبيه التي أحضرتها معها ..
نظر إليها يقول: ستُغادرين ؟
أجابته: أجل ، والدتي لا تُحب أن أبقى خارج المنزل لوقتٍ مُتأخر من الليل ..
فرانس: لا تزال الساعة التاسعه ؟؟!
ضحكت تقول: إنه وقتُ مُتأخر بالنسبة لفتاة شابه أن تبقى لوحدها ، والدتي تخاف عليّ كثيراً بعدما تعرضتُ لبعض التحرش قبل عامان تقريباً ..
دُهش يقول: حقاً ؟ ولما لم تُخبريني ؟!!
كارا: ليس بالأمر الجلل ، وقد كان مُنذ وقتٍ طويل أيضاً ..
حملت الحقيبه وأكملت: هل تُريد شيئاً قبل رحيلي ؟
هز رأسه بالنفي دون تعليق ..
لا يُريد البقاء لوحده حال إستيقاظه ولكنه لن يُجبرها على عصيان والدتها ..
لوحت له مُودعه وغادرت بعدها ..
تنهد وإسترخى يُغمض عينيه ودقائق قليله حتى غاص بالنوم دون أن يشعُر بذلك ..

***

9:27 pm


في أحد مراكز التسوق المُنتشره في ستراسبورغ ..
رفعت شعرها القصير بربطةٍ ولبست قُبعةً وهي تُخرج بعض الخُصلات من تحتها ونظاراتٍ سوداء رُغم أن الوقت غير مُناسبٍ البتة لإرتدائِها !
تمشي من بين الملابس تتفقدها وهو يمشي من خلفها يمط شفتيه بعدم رِضى ..
توقفت أمام هودي رماديّ اللون ببعض الكلمات السوداء فعلق قائلاً بملل: لا أُحب إرتداء هذا النوع من الملابس ..
أجابته ببرود: في تلك الليلة بالحديقة كُنتَ ترتدي واحده ..
مط شفتيه بإنزعاج بينما جربته عليه من الخارج تنظر نظرةً تقيميةٍ على شكله ..
أعجبها ووضعته على ذراعها وأكملت التسوق بحثاً عن بنطالٍ مُناسب ..
إنزعج وهو يقول: لما عليّ أن أتأنق قبل مُقابلتي لهذا المدعو بريكس ؟!! لا يُعجبني الأمر !
توقفت وإلتفتت إليه تقول: تتأنق ؟ إني أشتري ملابس عاديه ، التأنق يكون بإرتداء السُترات والبدلات الرسميه ، هل تُريد أن أشتري واحده ؟ رُغم أني لا أُحب أن أراها على المُراهقين ..
علق بنفاذ صبر: آليس !!
إلتفتت تُكمل التسوق وهي تُعلق: آليس إسم والدتك ..
توقفت أمام قسم الملابس السُفليه وبدأت تبحث بينها فتحدث يقول: متى ستتوقفين عن التصرفُ وكأنك والدتي ؟
ردت ببرود: أنا أُختك الكُبرى ، وعدتني أُمك أن أكون كذلك لذا أنت مُجبر على دعوتي بهذا ..
أشاح بوجهه يهمس: توقفي عن التحدث عنها ..
علقت بسُخريه: لما ؟ هل يُفطر هذا قلبك ؟!
إنزعج من سُخريتها يقول: ما بال هذا التعليق التافه ؟!!
إلتفتت إليه تقول: إذاً هل أقول "أوه آسفه لم أقصد تذكيرك" ، ومن ثُم تشعُر بالحُزن وأنا أشعُر بالذنب ويتحول الموقف بأكمله الى ذكرى مُحزنه ؟!
عقد حاجبه فإبتسمت تقول: لهذا لا أُحب أن تستمر الطاقة السلبية حولي ، إن شعرتُ بأن أحدهم كاد أن يدخل بها أُخرجه منها حتى ولو بالسُخريه ..
أكملت بعد ثوانٍ من الصمت: لقد جربتُها ، إنها سيئه ، بسببها حاولتُ الإنتحار ..
أكملت التبضُع وهي تُكمل حديثها قائله: لا يعني هذا بأني لا اشعُر بالحُزن ، كُلنا نفعل ، كُلنا لدينا مشاكلنا التي تُؤذينا ، إن إستسلمنا لها فهذا أمرٌ سيء ، إستسلمتُ لها عدة مرات ولا أُريد للآخرين أن يفعلوا ..
راقبها بعينيه وهي تُقلب بالملابس ليقول بعد فترة صمت: إذاً ، هل أُبالغ عندما أحزن عليها بينما لم أعرفها بحياتي ؟
إبتسمت وعلقت: بل تُبالغ عندما تُقنع نفسك بعكس هذا ! إنها والدتك ، كُنتَ في بطنها لتسعة أشهُر كامله ، رُبما لا تتذكر هذا ولكنك بالتأكيد بقيت في كنفها وأنت طفلٌ رضيع ، صدقني لا شيء أعظم من الأم ..
صمتت قليلاً وإختفت إبتسامتها وهي تقول: بعد مُشكلةٍ بين والدي غادرت أمي بعيداً لفترةٍ طويله كُنتُ أراها فيها بين فترةٍ وأُخرى ، بعدما ماتت تملكُني حُزنٌ عارم وتمنيت لو قضيت معها وقتٌ أطول ، لم يمر على وفاتها الكثير ولكن الندم يتملكُني حتى الآن ، أندم على تصرفاتي المُزعجة التي ...
توقفت ومن ثُم قالت: هيا ! دعنا لا نتحدث بأمور مُحزنة لا فائدةً من تذكُرها ، إنه الماضي ومن المُفترض أن نرميه خلفنا ..
إلتفتت إليه تستعرض إحدى البناطيل: ما رأيُك بهذا ؟
هز رأسه نفياً فمط شفتيها وبدأت بالبحث عن غيره فراقبها لفترةٍ ثُم سأل: هل أملك صورةً معها ؟
إبتسمت وعلقت: ماذا تعتقد ؟
هز كتفه فتنهدت قبل أن تُعاود الإبتسام عندما وجدت بنطالاً مُناسباً فإلتفتت إليه وقالت: هذا مُناسب ، إذهب الى الغُرفة وبدل ملابسك هيا ..
قالتها وهي تُعطيه ملابسه فإمتعض وجهه جراء هذا ..
لم تسمح له بالإعتراض وهي تدفه الى غُرفة القياس ..
إتكأت على الحائط تنتظره وهي تنظر الى رسالة ريكس التي وصلت للتو يسألها فيها عن مكانها ..
أرسلت له العنوان وبعدها إلتفتت الى مارك الذي خرج لتوه ..
إبتسمت تقول: واااو سيُعجب بك ريكس ويقول ...
أكملت بصوتٍ أجش: يستحق أن يكون هذا الفتى أخاً لي ..
قطب حاجبيه بإنزعاج يقول: آليس !!!!!
ضحكت وهي تقترب منه وتأخذ لهما صورةً شخصية ..
حاول إبعادها ولكنها كانت مُزعجة بحق مما جعله يستسلم لها في الأخير ..
دفعت ثمن الملابس وغادرا المحل وذهبا بإتجاه إحدى المقاهي بداخل هذا المركز ..

خلال رُبع ساعةٍ تقريباً إبتسمت وهي ترى ريكس من بعيد يدخل الى المقهى بعدما إنتظراه كُل هذا الوقت ..
تحدثت الى مارك تقول: أنظر إنه أخاك ..
علق ساخراً: لقد أتى مُبكراً للغايه ..
ضحكت وقالت: كُف عن هذا لقد كان التوتر واضحاً للغاية عليك ..
لقد ضاق ذرعاً بها !
إنها حتى لا تسمح له بالمُكابرة ولو قليلاً !
هذا مُزعج ....
لاحظهُما ريكس من بعيد وتقدم منهُما وعينيه على هذا الشاب الذي برفقتها ..
قالت شيئاً كـ أنك تعرفه ، ولكنه لا يعرف أحداً بمثل هذا العُمر ..
ما إن وصل إليهما حتى قالت رين: أهلاً ريكس ، إجلس فلدينا حديثٌ طويل ..
جلس بهدوء وهو عاقد الحاجبين فالآن بحق يشعر وكأنه رآه في مكانٍ ما !
تجاهل هذا الشعور عندما بدأ يُلاحظ كم هو يشبه والديه ..
يملك تعابير والدته وتقاسيم وجه والده ..
حتى ولو لم يرث منهما أي صفاتٍ جينيه كألوان الأعين والشعر إلا أن الدم لا يُخطئ ..
رين إذاً ... كانت مُحقه ..
لا يعلم لما تملكه بعض الشك ، لا يعلم أين بالضبط ؟
هل بكونها تكذب ، او أخطأت ، ولكن أن يظهر له أخ من الفراغ كان أمراً صادماً لذا كان بداخله شك طوال تلك الفتره ..
والآن وهو يراه أمامه ويرى بعض التشابه .... إختفى ذاك الشك !
في حين شعر مارك بتوترٍ بالغ من نظرات ريكس التفحصيه الهادئه ..
لا يعلم لما يتخيله يُقيمه ويرى هل يستحق أن يكون أخاه أو لا ..
لقد لعبت رين بتفكيره حقاً !
تحدث ريكس أخيراً يقول: ما إسمُك ؟
أجابه فوراً: مارك ..
ريكس: هل هو الإسم الذي إختارته والدتي ؟
مارك: هكذا أخبرني والدي ..
بقي ريكس ينظر إليه لفتره ثُم سأله: بالسادسة عشر صحيح ؟
مارك: أجل ..
ريكس: كيف كُنتَ تعيش سنواتك الماضيه ؟ هل كانت جيده ؟
مارك: أجل ..
لقد أصبح كالطفل المُطيع فجأه ودون أن يشعُر بذلك ..
لم يستطع أن يُعامله بتكبر أو إستفزاز وعناد كما يفعل مع رين ..
تملكه خوف منه ، نظراته وصوته الهادئ البارد ..
لقد بعث هذا بقلبه شيء من الرُعب رُغم أنه كان يكرهه سابقاً من دون سبب فقط لكونه من تلك العائلة التي سرقت والده منه ..
كان يملك أفكاراً كثيره بشأنه قبل أن يُلاقيه ..
أفكاراً وأسئلة والكثير ولكن ما إن راه والتوتر والخوف هو فقط ما يُسيطر عليه حقاً ..
لاحظ فجأه أن رين كانت تنظر إليه طوال الوقت بإبتسامةٍ على شفتيها ..
هو موقن بأنها الآن تسخرُ منه في داخلها ..
هذا واضح !
إلتفت ريكس الى رين يقول: هل أخبرته عن والده ؟
رفعت رين يديها بإستسلام دون أن تِعلق فتنهد عندما فهم أنها تركت له هذه المُهمه ..
هُنا ... شعر مارك بأن كُره رين لوالده كان لسبب ما دام ريكس سألها هذا السؤال ..
تحدث يقول بتردد: مابه والدي ؟
نظر إليه ريكس يقول ببرود: إنه مُجـ....
قاطعته رين تُغلق فمه بالقوة قائله: يارجل !!!!
أبعدها ريكس بإنزعاج يقول: ماذا !!
همست بإذنه وهي حقاً غير مُصدقه: هل تمزح ؟!!! للتو تقابلتما وتُريد كسر قلبه مُباشرةً !!! أعطه إنطباعاً جيداً في البداية وأترك هذا الأمر فيما بعد وإلا فإن كُل مرةً يُقابلك فيها بالمُستقبل سيستحضر موقفك هذا والسلبية التي فيه وسيبقى حاقداً عليك دون أن يعرف أياً منكما ما السبب ، الأمر نفسيّ لذا ....
أبعدها يقول: حسناً حسناً فهمت ..!
جلست في مقعدها تتنهد هامسه: أحمق ، الآن عرفتُ لما أغلب معارفك يكرهونك ..
رفع حاجبه ولم يجد ما يُعلق به فهي نوعاً ما مُحقه فشخصيته هذه سببت له الكثير من المشاكل ..
لذا إنزعج من حديثها دون ان يجد رداً عليه وهذا مُزعجٌ أكثر ..
في حين نظر إليهما مارك والقلق والخوف بداخله قد زاد حقاً ..
رفعت رين يدها وإستدعت النادله ..
ما إن أتت حتى قالت لها رين: حسناً ، أحضري لنا كوب ميلك شيك الشوكولا وكوباً من ...
قاطعها مارك: لا تقولي بأن هذا لي ؟!
رين بتعجب: أجل ..
مارك: كُفي عن مُعاملتي كالأطفال !!
رين بدهشه: ولكنه لذيذ ، حتى أنا أُحبه لاسيما بطعم الأوريو ..
مارك: ولكنه مُخصص للأطفال !
رين بإنزعاج: لا تقل هذا فهو يبدو وكأنك تشتمني !!
ريكس بهدوء: كُفي عن إزعاجه بهذا الشراب وأطلبي له القهوة التي يُريدها ..
رين بعناد: لن أفعل ..
نظرت الى النادله وقالت: أحضري ثلاث أكواباً منه ..
دُهش مارك في حين سألت النادله: هل تُريدينه بارداً أم ساخناً ؟
رين: باردٌ بالتأكيد ..
علق ريكس: لا أُحب هذه التفاهات ..
رين: ستشربها فلقد شعرتُ بالإهانة وأنتما تنظران لشرابي المُفضل وكأنه للأطفال لذا سأُرغمكما على شُربه ..
ريكس: وما الخطأ في كلامه ؟ تصرفك هذا دليلاً كافياً عن كونك كذلك ..
صُدمت من إستفزازه في حين كتم مارك ضحكته بالكاد فضبطت رين أعصابها هامسه: ستُجبرك هذه الطفلة على شراب الأطفال هذا ..
تنهد ولم يُعلق فهو لم يعد يملك طاقةٍ ليستفزها أكثر ..
ما حدث مع جينيفر وتحقيقات اليوم استنزفت طاقته بالكامل ..
علق بعدها يقول: لم أكن أعلم بأن علاقتك به جيده ، كيف حدث هذا ؟
تنهدت رين تقول: كُنتُ أعلم ، أنتَ لم تتذكره صحيح ؟ هل تُعاني الزهايمر ؟ لم تتذكر كوننا إلتقينا سابقاً ولا تتذكر أين رأيت مارك ؟
ريكس: أجل أُعاني هذا لذا تفضلي وساعديني ..
رين: يعمل لديك في الشركة ..
عقد حاجبه يُحاول التذكر في حين دُهش مارك من كذبتها التي قالتها كرد على إستفزازه بخصوص ذاكرته ..
تحدث ريكس يقول: أنتِ مُخطئه ، لم أكُن لأُعين شاباً بمثل عُمره ..
رين: إذاً أنت تعترف بأنك شخصٌ سيء لا توظف الشباب الطموحين صغار السن ؟!
قطب حاجبه يقول: ماهذا الكلام !
تحدث مارك يوقف هذا قائلاً: أسكُن بالمنزل المُجاور لفيلا جينيفر ..
نظر ريكس إليه في حين مطت رين شفتيها فلقد أرادت اللعب أكثر مع ريكس ..
ثوانٍ حتى دُهش ريكس يقول: إبن المرأة المجنونة تلك !!
مارك بسرعه: لا تشتم والدتي !!
شد ريكس على أسنانه وتملكه بعض الغضب هامساً: ويقول لي بأنه يؤمن له حياةً جيده !! ذلك الحقير !
شعر مارك بالغضب وهو يرد عليه: كُنتُ أعيش حياةً جيده ، لا تشتم والدتي !
رد عليه ريكس: كلا تلك ليست حياةً جيده !!
دُهشت رين فلم تكن تتوقع أن يُشاجره على أمرٍ كهذا لذا تدخلت بسرعه قائله: لم تكن معهم في المنزل لذا لا تعرف حقاً كيف هي حياته ، لا تحكم من معرفتك السطحيه بوالدته ، هذا لو كُنتَ تعرفها حقاً ، أنت فقط سمعت عنها ..
أشاح ريكس بوجهه يُحاول كتم غضبه ..
الأمر بأكمله لا يُعجبه !!
إنه أخاه ! من المُفترض أن يعيش حياةً أفضل من حياته ولكن ما حدث هو العكس ..
منزل صغير تافه مع والدة سكيرةٍ معروفة بجنونها !
لابد من أنها حياةً سيئه ، لا يحتاج لأن يُخبره أحد بعكس ذلك ..
تقدمت النادلة ووضعت الأكواب أمامهم ومن ثُم رحلت ..
قرّبت رين الكوب قليلاً من ريكس تقول: خُذ إشرب ، أُراهن بأن صدرك يغلي لذا برّد على نفسك قليلاً ..
نظر ريكس إليها بعدم تصديق !
همس وهو منصدم: هل حقاً أنتِ تُحبينني ؟ تصرُفاتك عكس ذلك !
أبعدت نظرها بتوتر تقول لمارك: جرب جرب تناوله سيُعجبك ..
رفع مارك حاجبه وأخذ الكوب وهو يرمُقها بهدوء دون أن يُعلق بشيء ..
ساد الصمت بينهم لفترة فوقفت رين تقول: سأُذهب الى دورة المياه ..
وغادرت تاركتاً إياهما لمُفردهما ، تُريد أن يتحدثا مع بعضهما ، تُريد أن تتوطد علاقتهما أكثر ..
تتمنى ألا ينتهى الأمر بكارثه ومُشاجره كالتي كادت تحصل قبل قليل ..
شرب مارك قليلاً وهو ينظر الى الناس بالمقهى في حين بقي ريكس ينظر إليه بهدوءٍ قبل أن يقول أخيراً: ما الذي تُريد أن تُصبحه بالمُستقبل ؟
تفاجئ مارك من السؤال الغريب هذا ليُجيبه بعد فترة صمت: لا أدري ، رُبما فناناً ولكن والدتي تقول بأنه عمل تافه لا يجلب المال لذا لم أُفكر بعد بالأمر بشكلٍ جدّي ..
ريكس: لما ماهي موهبتك ؟
أجابه: رُبما الرسم ، لستُ بارعاً ولكن أطمح لأن أكون كذلك ..
لم يُعلق ريكس وإكتفى بأن يهز رأسه بهدوء قبل أن يسأل: كيف تُعاملك رين ؟
أجابه: بمُنتهى الإستفزاز ..
همس ريكس: كُنتُ أعلم هذا ..

***

‏16 February
10:12 am



في غُرفتها شبه المُظلمه ..
ترقد على سريرها وهو يجلس على كُرسيّ بجانبها مُمسكاً بيديها وعينيه شاردان في الفراغ ..
أحس بحركتها فإلتفت إليها يهمس: إيلي ؟
عقدت حاجبها وفتحت عينيها تدريجياً تنظر الى السقف لفتره قبل أن تلتفت وتنظر الى وجه أخاها ..
إبتسم لها يقول: كيف لك أن تكوني جميلة وأنتِ مُرهقةً هكذا ؟
تلألأة عيناها بالدموع وهي تهمس: أُمي يا إد ...
ضغط على كفها يقول: لا بأس عزيزتي ، لا تُفكري بهذا الآن ..
شهقت وهمست بتعب: قُل لي بأن هذه مِزحه ..
إبتسم إبتسامةً صفراء يقول: إنها مِزحه ..
سحبت يدها منه وغطت وجهها تبكي فنظر إليها بألم وهو يهمس: يكفي ، إنها المرة الثالثة تستيقظين وتبكين وتُعاودين النوم ، لا تؤلمي قلبي يا عزيزتي ..
همست بصوتٍ باكي: لا أستطيع ، أُريد أُمي يا إد ، أرجوك أُريدها ..
إدريان بهدوء: كُلنا نُريدها ، ولكن يبدو بأنها لم تعد تُريد الحياة ، توقفي عن البُكاء ، دعي روحها تُغادر براحةٍ يا إيلي ..
هزت رأسها بالنفي وهي تُغطي وجهها تبكي وشعرها الأشقر مبعثر على مخدتها ..
بقي ينظر إليها لفترةٍ يُحاول فيها أن يكون قوياً لأجلها ..
أخذ نفساً عميقاً ومد يده يسحب يديها عن وجهها قائلاً: توقفي إيلي ، لن يتغير شيء مهما بكيتي ، تعالي لنتناول بعض الطعام فمُنذ الأمس لم تأكلي شيئاً ..
حاولت بفشلٍ واضح أن تسحب يديها منه وهي تقول: لا أُريد ، أُريد أمي يا إد ، أرجوك أنا لا أُريد سواها ..
إدريان: وهي لا تُريد منك أن تؤذي نفسك هكذا ! لن يُريحها إضرابك عن الطعام والشراب !
صرخت في وجهه: إنها أُمي !! أتعرف ماذا يعني هذا ؟؟!
شد على يديها يقول: أعلم فهي والدتي أيضاً ! أشعر بنفس مقدار الحزن الذي تشعرين به !!
عضت شفتيها المُرتجفتين تنظر الى وجهه قبل أن تُشيح بنظرها عنه تهمس: أرجوك ، دعني لوحدي ..
إدريان: لن أفعل ، أنا لم أتناول طعامي مُنذ البارحه ، بل مُنذ ليلة رحيلها ، ولن أتناوله مالم أرك تأكلينه أمامي ..
إرتجف صوتها وهي تهمس: لا تفعل هذا بي ..
إدريان: أنا جاد يا إليان ..
بعدها تركها بهدوء وغادر الغُرفه فعضت على شفتيها ورفعت اللحاف على وجهها تبكي بينما إدريان بقي واقفاً لفتره يُداري دمعته من النزول ..
لم يكن يُريد أن يضعف أمامها ..
يُريد أن تتجاوز الأمر ، فإن هي تجاوزته فسيشعر بالراحة التامه وكأنه تخطاه أيضاً ..
أخذ نفساً عميقاً ونزل الى الأسفل ..

***

11:09 am


إتسعت عيناه على وِسعها من هول الصدمة وهو يقف بطريقةٍ حاده يقول: ما الذي تهذي به ؟!!!!
همس له إبن أخاه بهدوء: ما سمعتَه يا عم ، كين من فعلها ..
صرخ آليكسندر في وجهه يقول: آلبرت ما يحدث معي كافٍ بالفعل لذا لا تمزح معي في مثل هذه الأمور !!
رفع آلبرت عينيه الحمراوتين بفعل السهر والتفكير وأجابه: ياليتها مِزحه ..
هز آليكسندر رأسه بعدم تصديق !
ما هذا الهُراء ؟!!!
لما كين ؟!!!
إلتفت ومتّر الغُرفة ذهاباً وإياباً وهو يكادُ لا يُصدق ما سمِعه ..
كين !!
قاتل زوجته أحد أبناء أخيه ؟؟؟
عاود النظر الى آلبرت يقول: جميعُنا يعرف كين !! كان في السابق يُحب المِزاح من هذا النوع ، رُبما كذب عليك أو ....
توقف عن إكمال حديثه وهو يرى آلبرت يهز رأسه نفياً بكُل إنكسار ..
سأل بنبرةٍ مصدومه: ولكن لما ؟ لما فعلها !
لقد سأل نفسه سابقاً ما الذي يجعل كين يُفشيمثل هذا السر عن عمته ..
كان حركةٍ جريئه لم يتوقعها منه ولكنه لم يملك وقتاً للتفكير بها ..
والآن هذا تصرف أكثر جُرأةٍ من السابق !
بل إنه تصرفٌ فضيع !
لما يفعل معها كُل هذا ؟
فقط لأجل الإستفزاز ؟
هل كانت شخصية كين سيئة هكذا ؟
تحدث آلبرت يقول: أنا لا أصنعُ له الأعذار ، ولا أرى ما فعله له تبرير مُقنع ولكن عليك أن تعرف بأنه تم الضغط عليه نفسياً حتى وصل الى هذه الحاله ..
نظر آليكسندر إليه بإستنكار وكاد أن يوقفه عن الحديث ولكن قرر سماع ما لديه رُغم أنه واثق بأن لا مُبرر للقتل ..
إطلاقاً ..
صمت آلبرت لفترةٍ لم يعرف فيما كيف يبدأ ..
للتو عمه فقد زوجته ، للتو صُدم من كونها قُتلت وصُدم أكثر من كون كين من فعلها ، ناهيك عن ألمه النفسي تجاه أينائه الذين فقدوا والدتهم فجأه ..
هل من الصائب إخباره ؟
ولكن لا مجال للتأجيل ..
هم عائله ، هو لم يجد شخصاً يُخبره بما حدث سوى عمه ..
لا يُريد إخبار الشُرطة الحقيقه ..
لا يُريد لكين أن يُعاقب ويُسجن حتى وإن كان مُخطئاً ..
ولكنه لا يعرف كيف يتستر عن هذه الحادثه ..
الشرطة لن تتوقف عن التحقيق مالم يجدوا الفاعل ..
وبالكاد منعهم يوم الأمس من التحقيق مع كين بحُجة كونه مريض ..
لو فعلوا فسيكتشفون كًل شيء ..
وهو لا يريد ..
يشعرُ بأنه أنانيّ بتفكيره هذا ولكنه حقاً لا يُريد ..
لقد آذته جينيفر وأدخلته بمرضٍ جسديّ ونفسيّ جعل منه شخصاً آخر يقترف الأخطاء بدون وعي ..
هو ... لا يستحق العقاب ..
بل هي من إستحقت الموت ..
نظر الى عيني عمه مُباشرةً وحكى له كُل شيء ..
عن كين ، وعن جينيفر ، وحتى عن جان ..
جُملةٍ تجُرّ جُمله وقصةً تجُرّ قِصةً أُخرى ..
كان يُريد أن يُخبره فقط ما ينبغي أن يعرفه ولكنه وجد نفسه يُخبره عن كُل ما يعرفه هو ..
وقد كان هذا جنونياً ..
كلامٌ جنونيّ لم يقدر آليكسندر أن يستوعبه أو حتى يُصدقه ..
ولكن آلبرت لا يكذب ..
هو يعرف بأن آلبرت لا يكذب ..
حتى أنه قال له إسأل ريكس ..
في كُلِّ جُملةٍ يقولها يستشهد بريكس والذي هو الآخر قال له كلاماً مُريباً مُسبقاً عن جينيفر ..
وكِلاهما لا يملكان سبباً كي تبليان عليها ..
وهذا يعني بأن هذا حقيقي ..
حقيقيّ بالكامل ..
نطق بحده: يكفي !!
توقف آلبرت عن الحديث ونظر الى عمه الذي همس من بعد حدته تلك: أُتركني قليلاً ..
بقي ينظر إليه لفترةٍ قبل أن يهمس: آسفٍ يا عمي ..
بعدها وقف وغادر الغُرفة تاركاً آليكسندر مُنغمسٌ بصدمته التامه ..
صدمته التي كانت أكبر بكثير من صدمته بخبر موتها مقتوله ..
أكبر بمئات الأضعاف !

***

1:55 pm


وقفت فقال لها: الى أين ؟
أجابته: الى المنزل ، مُنذ الصباح وأنا معك ، أحتاج للراحة إن كُنتَ لا تعلم ..
تنهد بشيء من الإحباط وقال: حسناً ، ألم يُخبروك متى يُمكنني الخروج ؟
أجابته: يجب أن تبقى لفتره ، جسدك بحاجةٍ الى الراحة قليلاً ..
سألها: هل يعلم عمي عن مكاني ؟
إبتسمت وقالت: ويعلم أنك مُستيقظ ، أُراهن بأنه سيزورك قريباً فكُن على إستعداد لتلقي التوبيخ الذي هربت منه ..
وخرجت وهي تضحك ..
قطب حاجبيه بإنزعاج وهو يهمس: من الواضح بأنها تستفزني !
إختفى الإنزعاج عن وجهه تدريجياً وهو يُكمل: ماذا يحدث ؟ تجنبت الكثير من أسئلتي ، عن كيف وجدوني وماذا حدث معي ! عن المنزل وعن آلبرت والبقيه ، من الواضح أن تُخفي شيئاً ..
قالها وهو يُحاول الإسترخاء ليُعاود النوم فلا شيء يفعله بجلوسه لوحده ..
كانت أُخته إستيلا هُنا مُنذ العاشرة صباحاً وتناولت معه الغداء ، لقد كانت لطيفة معه على عكس العادة فهي دائماً ما تقوم بسؤاله وتوبيخه على كثير من الأمور ..
ولكنها لم تفعل أي شيء من هذا ..
وهذا حقاً مُريب ..
فُتح باب الغُرفة بهدوء ففتح عينيه بشيء من الفضول ، هل إستيلا أشفقت عليه وعادت أم أنها كارا ؟
عقد حاجبه للحضةٍ عندما رآها قبل أن تتسع عيناه بدهشة وهو يرى رين تتقدم منه وتجلس بالكُرسي الذي كانت تجلس فيه إستيلا سابقاً ..
لم يعرف ماذا يقول ..
لما هي هنا وماذا تُريد ؟
أشاح بنظره بتوتر في المكان فبدأت هي تقول: مرحباً فرانس ، كيف حالُك الآن ؟
نظر إليها مُتعجباً من لُطفها ، لقد ضن بأنها ستستمر بغضبها ..
أجابها: بخير ..
إبتسمت: جيد ، هل هذا يعني بأنك ستُجيبني عن أسئلتي ؟
حسناً لم تكن لطيفةً من فراغ ..
كيف يتهرّب منها الآن ؟
إبتسم يقول: آليس أنا ...
قاطعته: لقد إستعدتُ ذاكرتي بالكامل ، يُمكنك أن تُحدثني براحة ودون أن تُخفي أي شيء ..
إتسعت عيناه من الدهشة ليرتبك بعدها ويقول: أوه هذا جيد ، مُبارك ..
نظرت إليه بهدوء دون أي رد لتقول بعدها: لقد عرفتُ هذا ..
فرانس: عرفتي ماذا ؟
رين: أن لك يداً في حادثة صدمي وإفقادي لذاكرتي ..
إتسعت عيناه من الدهشة وهو لا يعلم كيف عرفت ..
ماذا يقول لها الآن ؟
هي بالتأكيد ستطلُب شرحاً ..
وهو لا يُريد أن يشرح لها أي شيء ..
كيف يهرب من هذا الموقف ؟
بينما نظرت إليه بهدوء وهي أتت لهذا اليوم لتجد أجوبةً عن جميع الأسئلة التي بداخلها ..
ولن ترحل قبل أن تسمع الأجوبه ..



End



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 20-04-21, 02:25 AM   #148

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



Part 69



نظرت إليه بهدوء دون أي رد لتقول بعدها: لقد عرفتُ هذا ..
فرانس: عرفتي ماذا ؟
رين: أن لك يداً في حادثة صدمي وإفقادي لذاكرتي ..
إتسعت عيناه من الدهشة وهو لا يعلم كيف عرفت ..
ماذا يقول لها الآن ؟
هي بالتأكيد ستطلُب شرحاً ..
وهو لا يُريد أن يشرح لها أي شيء ..
كيف يهرب من هذا الموقف ؟
هل يبدأ بالإنكار ، أو يرفض التحدث عن الأمر ؟
لا يعرف حتى أي ردة فِعلٍ يُبدي لها ..
نظرت الى الحيرة والتوتر اللذان يكسوان وجهه وقالت: لطالما كُنتَ تُبدي هذه الملامح ، حتى عندما كُنتَ تدعي كونك صديق إدريان فالضياع يسكن ملامحك دائماً ..
نظر إليها فأكملت: هذا يعني بأنك ضائعٌ في حياتك أيضاً ، لا تملك هدفاً ولا تعرف كيف تتولى أمورك .. لو أسألك أين ترى نفسك بعد عشر سنوات فلن يُمكنك الإجابه ..
أشاح بنظره عنها لتُكمل: أُراهن بأنك دائماً ما تفعل أموراً لستَ راضياً عنها ، تفعلها مُرغماً إما لأن أحد يُجبرك أو بسبب ضُعفٍ في شخصيتك ، لما لا تُحاول أن تُغير من نفسك ؟ أن تقول كلا لكُل شيء لا يُعجبك ؟ فرانس ، رُغم كونك خدعتني وكذبت علي ورُغم كونك تعاونتَ مع ريكارد الوغد ضدي إلا أني لا أكرهك ، أنا فقط أكره تصرُفاتك ، أكره إنقيادك إما لأوامر ريكارد أو جينيفر ..
همس دون أن ينظر إليها: لا تتحدثي وكأنك تعرفينني ..
رين: في فترة فقداني لذاكرتك كُنتَ بجانبي دائماً ، أُراهن بأنها أوامر ريكارد لكي تُراقبني ولكنك كُنتَ لطيفاً ، أنت شخصٌ طيب لذا لما تفعل الأمور السيئه ؟
لم يُعلق فنظرت إليه لفترةٍ ثُم قالت: هل شعرتَ بالذنب لأنك تعاونت في حادثة صدمي لهذا وافقت على مُراقبتي ؟ لكي تعوضني ؟ إشرح لي يافرانس فلن أعلم إن لم تقل لي ..
نظر إليها يقول: ما دُمتِ تعرفين كُل شيء فلما أنتِ هُنا ؟ إذهبي لريكارد فهو المسؤول ..
رين: ولكنك حذرتني من الثقة به لذا أنا هُنا ..
دُهش لكونها فهمت كلامه آنذاك ..
أشاح بنظره عنها مُجدداً لتقول: لما لم تكن تُريد مني أن أثق به ؟ إشرح لي ما تعرفه ..
لم يُجبها فقالت بهدوء: أنا أُعطيك فُرصةً لأصفح عنك فأنا أُريد منك أن تتوقف عن رمقي بنظرة المُذنب هذه ..
عض على طرف شفتيه وهو بحق يشعرُ بذنبٍ بالغ تِجاهها ..
ليست هي فقط ولكن الكثيرين أيضاً ..
ولكنه لا يقوى على المواجهه ..
يخشى الإعتراف بالذنب ، يخشى نظراتهم المليئة باللوم ..
إعتاد على الهرب مُنذ أن كان طفلاً فكيف له إن يواجهها الآن ؟
لا يستطيع ، هو حقاً لا يستطيع ..
بقيت تنتظره يُجيب أو يتحدث ولكن الصمت هو رده ..
تحدثت تقول بهدوء: جينيفر ماتت ..
إتسعت عيناه بدهشة وإلتفت إليها بعدم تصديق يقول: ماذا تقولين أنتِ ؟!
رين: كما سمعت ، جينيفر ماتت ... مقتوله ..
زادت صدمته وقال بحده: رين كُفي عن اللعب !!!
رين: أنا لا ألعب معك ، أخبرني ريكس بهذا قبل قليل ..
هز رأسه بعدم تصديق وهو يقول: إنها مِزحةٍ غبيه ، جينيفر إمرأةٌ قويه ، هي لا تموت بسهوله ..
رين: ولكن هذا ما حدث ، لقد تم تسميمها من قِبل أحدهم ، لقد ماتت ..
بقيت عيناه المصدومتان مُعلقتان بها وهو لا يكادُ يُصدق ما حدث ..
لم يتخيل أن تموت هذه المرأة في يومٍ من الأيام ..
هذا جنونيّ بالكامل !!
لا يُمكنه إستيعابُ ذلك !
تحدث أخيراً يقول: تسممت ؟
هزت رأسها بالإيجاب فسأل: مِن مَن ؟
هزت كتفها قائله: لا يزال التحقيق جارٍ .. مِن مَن تتوقع ؟
تفاجأ بالسؤال ولم يعرف بماذا يُجيب ..
هو لم يتخطى صدمة كونها ميته بعد فكيف تسأله عن توقعاته ..؟
قُتلت ؟
وفجأه بدأ يُفكر في من قد يقوم بقتلها ..
من له مصلحةً في ذلك ؟
عاود النظر الى رين لفتره ثُم قال: ريكس من أخبرك بهذا ؟
رين: أجل ..
بقي ينظر إليها دون تعليق ولا يعلم لما كان ريكس هو أول من فكر به ..
هو أكثر من تضرر منها ..
من مصلحته أن تموت هذه الجينيفر ..
بل لقد سمعه مرةً يقولها بأنه سيقضي عليها ..
لا أحد غيره قد يكون القاتل !
لا أحد قد تضرر بقدره ولا أحد يملك الجُرءة في قتلها ..
إنه ريكس من دون شك ..
عقدت حاجبه وقالت: هل شككت في أحد ؟
تفاجئ للحضه فعلقت: ملامح وجهك مكشوفه ، في من تشُك ؟
شتت نظره في الأرجاء يقول: لا أعلم ، أنا فقط مصدوم من أنها ماتت هكذا ..
حاول أن يبدو مصدوماً ولكن عبثاً يُحاول فقد سألته: لقد فكرت في أحدهم هذا واضح ، من هو ؟
لم يُعطِها إجابه لأن من كلامها بدى وكأن علاقتها مع ريكس أصبحت جيده لذا لن تُعجبها إجابته أبداً ..
سألها: كيف أخبرك ريكس بهذا ؟ لم تكن علاقتكما جيده في الماضي ؟ كُنتِ تكرهينه جداً ..
رين: حسناً ، حدث وأن تغيرت الأمور لذا لا تتهرب من سؤالي ، من هذا الذي شككت به ؟
فرانس: وهل ستُفيدك إجابتي ؟
صمتت لفتره ثُم أجابت: حسناً أنتَ مُحق ، لن أستفيد شيئاً ..
إبتسمت وأكملت: لذا أجبني على الأسئلة التي قد تفيدني ، ما كانت خطتك بالضبط مع ريكارد ؟ كيف تعرفه ؟ ولما .... تمتلك قلادة آليس ؟
إتسعت عيناه من الصدمه فضحكت وقالت: الآن بعد إستعادتي لذاكرتي فهمتُ لما خبأتها عني ، ضننتُك كُنتَ خجِلاً لكون صدرك مكشوفاً ..
نظر إليها قليلاً ثُم أشاح بنظره يقول: كُنتُ أعرفها ، أعني .... هي زوجة عمي لذا من الطبيعي أني عرفتُها ..
رين: يبدو بأنها أحبتك فهي لا تُعطي مثل هذه القلادة لأي أحد ..
إبتسم بهدوء وهمس: رُبما ..
رين: هل تفتقدُها ؟
رفع عينيه إليها وبقي ينظر إليها لفترة قبل أن يُجيب: ألستِ كذلك ؟ لقد عرفتِها قبل وفاتها بفترةٍ قصيره ، ألم تتعلقي بها ؟
رين: بلى ، كانت لطيفة معي ..
تكتفت وإبتسمت تقول: حتى أنها أفصحت لي بسرٍ ما ..
فرانس بفضول: ماهو ؟
رين: خمّن ..
ماذا يُخمن ؟ هل حقاً تعرفُ شيئاً أم أنها تختبره ليقول كُل مالديه كالأحمق تماماً !
ماهو السر بالضبط ؟
عملها ؟
أو حياتها ؟
أو .......
إتسعت عيناه بدهشة عندما تذكر أمر طفلها الذي أنجبته من البروفيسور ..
رفع يديه يُمسك رأسه وهو يتذكر تلك الغُرفة القديمة القذره ..
وذاك الصوت الذي إستمر بسؤاله مِراراً وتكراراً بخصوص سر البروفيسور ..
الذي حرمه الماء والطعام وقيده لينصاع من التعب ويُخبره كُل شيء ..
تذكر كفاحه وتشتت أفكاره التي تضعف تارةً وتارةً تُصر على الصمت ..
عرف الآن لما هو بالمشفى ..
ليس بسبب سقوطه من على السلم كما توقع ..
بل .....
همس: هل أخبرته ؟!!!
لا يتذكر بالضبط كيف فقد وعيه ..
هل بسبب الجوع والعطش ؟
إذاً كيف وجدوه !
هذا واضح ، لقد ضعف وأخبره لهذا تركه يحيا ..
سُحقاً !!!
شعر بالكثير من الألم وهو يهمس: آسف ..
لا يعلم لما يعتذر ..
لآليس ؟ لأنه أفضح عن وجود إبنها للأعداء ؟
إبنها الذي كافحت لأجله ؟
وبكُل بساطه هو أفصح عنه وعن وجوده ؟؟؟؟
وقفت رين عندما رأته وكأنه مُنغمس في أفكاره يُصارع نفسه وأمسكت يده تُبعدها عن رأسه قائله: فرانس ماذا هُناك ؟
دفع يدها بعيداً عنه وهو يقول بعدم تصديق: لقد أخبرتهم !! لقد أخبرتهم من دون شك !! سُحقاً لي ! ليتني مُت فتافه مثلي لا يستحق البقاء حياً ..
دُهشت وهي تقول: عما تتحدث ومن الذين أخبرتهم ؟!! ولما تقول مثل هذا الكلام عن نفسك !!
عض على شفتيه وظهر الألم في عينيه وهو يهمس: أرجوكِ رين أتركيني ، أرجوكِ ..
نظرت إليه قليلاً لتقول بعدها: فرانس أخبرني ، ماذا دهاك ؟
صمتت قليلاً ثُم أكملت: قال لي ريكس أنهم وجدوك في غُرفةٍ قديمة مُقيداً على كُرسي ، من فعل بك هذا ؟ هل هم المنظمه ؟ هل إستجوبوك بشيءٍ ما ؟ عني مثلاً ؟!
رفع عينيه إليها يقول: وجدوني ؟ كيف ؟!!
هزت كتفها قائله: لا أعلم ، أخاك أبلغ عن فقدانك والشرطة بحثت حتى وجدتك ..
شتت نظره في الأرجاء وهو يهمس: هل هذا يعني بأني لم أُخبرهم ؟!!
بعثر شعره بحدة وهو يُكمل: لا يُمكنني التذكر ، لا يُمكنني تذكر شيء ..
نظرت إليه رين قليلاً ثُم عادت للجلوس على مقعدها دون تعليق تاركةً إياه وشأنه بينما عقد حاجبه للحضة ورفع عينيه ينظر الى رين بدون أي تعليق ..
تعجبت وسألته: ماذا هُناك ؟
أشاح بنظره عنها بذنبٍ تام دون أي رد ..
هو فقط لا يُمكنه تذكر حدثٍ تافه كهذا ، ماذا لو فقد كامل ذكرياته ؟
سيُجن حتماً !
هو ... يشعرُ بالذنب لأنه وضع رين في مثل هذه الحاله حتى لو لم يكن قاصداً إياها ..
لا يُمكنه تصور مدى العذاب النفسي الذي مرت به طوال الأشهر القليلة الماضيه ..
دقائق فقط ويشعرُ بأنه سيُجن فكيف بأشهرٍ ودون أي ذِكرى ؟
هذا الشعور قاتل ..
همس وهو ينظر الى الفراغ: أنا آسف ، على كُل شيء ..
دُهشت للحضة قبل أن تقول: على ماذا ؟
نعم ، كانت تُريد إعتذاراً ..
ولكن الإعتذار وحده لا يكفي ..
تُريد أن ينطق بلسانه كُل الأمور السيئة التي أجرمها بحقها ..
تُريد فقط أن يستوعب حجم الألم الذي وضعها فيه ..
وحينما يعترف ويعي كُل هذا ..... ستُسامحه ..
أغمض فرانس عينيه للحضة قبل أن يفتحها بهدوء وهو يهمس: على تعاوني بخطة ريكارد ، لم أكن أعلم أنها من دون علمك سوى بعد ذلك ، وبسبب هذا شعرتُ بالذنب وأضطررتُ لمُراقبتك كما طلب مني ، حاولتُ تصحيح خطأي والإعتناء بك وضننتُ أني بهذا أُكفر عما فعلتُه ضدك ، وبسبب خوفي من أن تعرفي بكوني المُتسبب أُضطررتُ للكذب في كُل مره ، كذبةً جرّت أُخرى حتى وصل الأمر لأظهر بمظهر المُخادع ، آسفٌ على كُل هذا ..
رين: لم يكن ليحدث شيء لو أخبرتني مُنذ البدايه ..
فرانس: كُنتِ لتغضبين ، صدقيني ..
نظرت إليه لفتره ثُم قالت: إذاً حاول المرة القادمة أن تواجه أخطائك ، الهرب سيجعلك تُقدم على أمورٌ أكثر سوءاً من هذا ..
لم يرد عليها ..
يعلم بأنها مُحقه ولكنها شخصيته ولن يُمكنه تغييرها بمُجرد أنه يُريد ..
الأمرُ صعب ..
فُتح الباب في هذا الوقت ودخل آلبرت فإتسعت عينا رين من الدهشة فهي لم تتوقع أن يزوره أحد من عائلته بعد استيلا مُباشره ..
وقفت فوراً تقول له بهمس: سأراك لاحقاً ..
وعندما تجاوزت آلبرت لتخرج أوقفها الآخر يقول بتعجب: آليس ؟
توقفت وإبتسمت له تقول: مرحباً ، عُذراً أنا في عجلةٍ من أمري ..
أوقفها مُجدداً يقول: كيف وصلتي هُنا ؟
تدخل فرانس: ريكس أخبرها ، لا عليك لقد أتت للإطمئنان فحسب ..
قالها لكي يقطع أي وصلة شك قد يشُك بها آلبرت ويبدأ بإستجوابها ..
في حين ضاقت عينا آلبرت وإلتفت الى فرانس يقول: إعذرني لدقائق ..
وخرج يهمس لرين: إتبعيني ..
نظرت رين الى فرانس وكأنها تقول حررني من اخاك هذا !!
تنهدت بإمتعاض وخرجت خلفه ..
سألها مُباشره: كيف عرفتي عنه ؟ هل لك يداً بما حدث له ؟
هزت رأسها نفياً تقول: عندما تضرر أخاك كُنتُ حينها في باريس ، أتيتُ فقط للإطمئنان لا أكثر ..
آلبرت: إذاً لا تعرفين شيئاً ولا علاقة لك بما حدث معه ؟
رين: هل تُريد مني أن أُقسم لك حتى تُصدقني ؟
أشاح بنظره عنها عندما إستوعب أنه يُبالغ في إستجوابها ..
لا زال يؤرقه ما حدث مع فرانس لذا هو يستجوب أي أحد ..
عقد حاجبه للحضه ثُم نظر إليها يقول: ريكس أخبرك ؟ كيف ؟ ما الذي قد يجعلك تسألين عن فرانس أصلاً ؟
تنهدت بملل تقول: هو أخبرني هكذا دون سؤال ، وجئتُ أنا للإطمئنان ، هو بالأسفل بسيارته ينتظرني ، يُمكنك سؤاله إن كُنتَ لا تُصدقني !
إنسعت عيناه بدهشه للحضه ..
أوصلها بسيارته ؟ وينتظرها !!!
مُنذ متى كان ريكس يتصرف بطلفٍ مع الغُرباء ؟!
تذكر تلك الليلة التي إختبأت منه خلفه ، لقد كانت اللامُبالاه تُسيطر عليه ، لم تكن علاقتهما جيده فكيف تحول الأمر هكذا ؟!
لدرجة إخبارها عن فرانس وإيصالها وإنتظاره لها ..؟
إختفت الدهشة تدريجياً ليقول بعدها: حسناً ، إعذري لي فضاضتي في سؤالك ..
أُحرجت من أسلوبه وقالت: كلا لا بأس ، أتفهم قلقك ..
آلبرت: كيف حالُك الآن ؟ قُطعت أخبارك من بعد إنتشار صورك مع إدريان ..
رين: بخير ، إستعدتُ ذاكرتي وأعيش مع أسرتي ..
دُهش يقول: هذا جيد لك ..
عقد حاجبه قليلاً ثُم قال: عُذراً لفضولي ولكن لما ريكس من يوصلك ؟ هل علاقتكما جيده ؟
رين بتفكير: تقريباً ، عائلتي في باريس لذا لا أحد يُنهي أموري هُنا غيره ، أنا مُمتنة لهذا ..
بدأ التعجب يُسيطر عليها وهي ترى نظراته الغريبة التي لم تستطع تفسيرها ..
سألته: هل هُناك شيء ؟
سألها مُباشرةً: هل تعرفين بأن ريكس مريض ؟
دُهشت للحضة قبل أن تقول: أجل ، وآسفه لا يُمكنني أن أُفيدك فأنا لا أعرف ماهو مرضه ..
آلبرت: ألم تُحاولي سؤاله ؟
رين: لا أعلم ، شُغلتُ في الأيام الأخيره لذا لم يخطر ببالي هذا ..
آلبرت: هل تهتمين لأمره ؟
صمتت لفتره ثُم قالت: لما هذه الأسئله ؟ هل هُناك خطبٌ ما معه ؟ هل مرضه خطير أو ماذا ؟
نظر إليها لفترةٍ طويله قبل أن يقول بهدوء: لا فكرة لدي ، ولكن ما أنا مُتأكدٍ منه هو أن مرضه مُميت ..
إتسعت عيناها على وِسعهما من الصدمة !
ما إن رأى صدمتها حتى أدرك قدر إهتمامها به ..
تقدم منها يقول: أنا فشلت في هذا لذا حاولي أنتِ ، ريكس يُخطط لأمرٍ سيء ، حاولي إيقافه ..
تلاشت صدمتها وحل محلها القلق وهي تقول: ماذا تقصد ؟ أوقفه عن ماذا ؟!!
آلبرت بهدوء: عن الموت ، لقد صمم على هذا وأنهى أموره ، تعاون مع المُنظمة الألمانية التي يتم تحت يدها قتل الناس قتلاً رحيماً عندما يُعانون من مرضاً صعباً ويُريدون إيقاف مُعاناتهم بالموت ، إنها مُنظمة مُرخصه ووافقت على طلبه ولم يتبقى سوى حضوره ..
حلّت الصدمة العارمه على رين من كلامه المُخيف هذا !!
ما هذا الهُراء الذي يتحدث به ؟!!
شدت على أسنانها تقول بإنفعال: لا يُمكن له أن يفعل هذا !! هو لا يُخطط لقتل نفسه ! إنه مُهتم بأمر أخاه ، ومُهتم بتلك المُنظمه و....
توقفت عن الحديث عندما أدركت أنها تُحاول أن تُنكر الحقيقه ..
فهذا الشاب الذي أمامها لا مصلحة له بإختلاق أمرٍ خطير كهذا !!
رفع آلبرت يده وربت على كتفها عندما لاحظ إحمرار عينيها وهمس: آسف لهذا ..
ثُم دخل الى الداخل فبقيت واقفةً في مكانها تنظر الى حيثُ كان والصدمة لم تُفارقها بعد ..
شدت على قبضتها عندما شعرت بإرتجاف أطرافها وإلتفتت تُغادر المشفى وهي تنظر الى خطواتها بالكاد ..
كُل شيء أمامها مشوش ، عقلها لم يستوعب الصدمه ، وعينيها مُلئتا بالدموع ..
عضت على شفتيها تمنعها من الإرتجاف وبالكاد تماسكت حتى خرجت من المشفى وإتجهت الى حيثُ كان يوقف سيارته مُنتظراً إياها ..
ركبت بجانبه دون أن تنظر إليه ..
ترك هاتفه ونظر إليها ، تنهد وحرك السيارة يقول: يبدو بأن حديثك مع فرانس أسفر بنتائج غير جيده ..
أشاحت بنظرها الى زُجاج السيارة تنظر الى الشوارع دون أن تنطق بشيء فما زالت تُحاول إستيعاب ما قاله آلبرت لها ..
رمى ريكس نظرةً لها ليسأل: ماذا هُناك ؟
همست: هل أنت قلق لأجلي ؟
إبتسم يقول: وهذا لا يحدث إلا نادراً لذا إستغلي الأمر ..
رفعت يدها وبدأت بقضم أظافرها مُحاولة إشغال نفسها كي لا تجهش بالبُكاء الآن ..
لا تُحب الظهور بمظهر الفتاة البكائه حتى وإن بكت بحضوره مُسبقاً عدة مرات ..
إختفت إبتسامته وتوقف عن التعليق فلقد كان من الواضح بأن ما سمعته من فرانس أمرٌ صادم حتى يجعلها في هذه الحاله ..
همست بعد فتره: أوصلني للشقه ..
هز رأسه وبعد دقائق من الصمت طوال الطريق توقف أمام المكان الذي أخذها منه قبل ساعتين ..
نظر إليها عندما لم تنزل من السياره لتتحدث هي قائله: هل تهتم لأمر مارك ؟
رفع حاجبه من سؤالها الغبي هذا ..
أجابها: على الإطلاق ..
نظرت إليه تقول: حقاً ؟ لا تهتم ؟ إذاً هل ....
قاطعها بإنزعاج: مابالك ؟ ألم يكن من الواضح أنها كذبه ؟ ماذا قال لك فرانس لينقلب حالك هكذا لدرجة أن تكوني غبيه ..
رين بهدوء: إنها ليست كذبه ، فلو كانت كذلك لفعلتَ المُستحيل لأجله ، لبقيت بجواره وعوضته وقُمتَ بواجبك كأخاه الأكبر الوحيد ولكنك لا تهتم لأمره ..
رفع حاجبه في حين شدت على أسنانها هامسه: لذا إنسى أمره فهو لا يُريد شيئاً منك ، سأهتم أنا به وأنت إفعل ما تشاء وإرمى بنفسك الى الجحيم ..
إتضحت نبرة الإرتجاف في صوتها وهي تُكمل: أنانيّ !
ومن ثُم نزلت من السيارة وأغلقت الباب خلفها بقوةٍ كادت أن تُكسر الزجاج من شدته ..
نظر بعدم تصديق الى حيث ترحل وهو يقول: مابالها ؟!!!!
عاود النظر الى الباب ومن ثُم الى حيث ذهبت وهو في صدمته من تصرفها الغريب للغايه ..
لا يُمكنه تفسير سبب هذا على الإطلاق ..

***
3:00 pm


في مكتبه الخاص يجلس بهدوءٍ تام وعقله لا يُفكر سوى بكلام آلبرت ..
عن جينيفر ، وعن تجاربها ، وعن تعاونها مع جان ..
عن تهديداتها ، وعن كين ومرضه ، وعن إقدام كين لقتلها ..
مُنذ الصباح ولا يُفكر سوى بهذا ..
لم يُغادر المنزل ، بل إنه لم يُغادر مكتبه هذا طوال الساعات الأربع الماضيه ..
في عائلته جاني ومجني عليه ..
ولكن الحقيقة هي العكس ..
لم يعد يعرف هل يلوم كين أو لا ..
أغمض عينيه بهدوء وهو لا يزال يجلس على الأريكة وحاول الإسترخاء بعدما غزا الصداع رأسه ..
ثوانٍ حتى فُتح باب المكتب بطريقةٍ حاده ..
أطلق تنهيدة وفتح عينيه لتقعان على وجه إبنه المصدوم ..
وقبل أن يسأل تقدم وهو يقول بعدم تصديق: والدي هل هذا صحيح ؟!!! ألم تمت والدتي ميتةً طبيعيه !!!
نظر الى نظراته التي ترجو الإنكار ولكن لم يُحقق له رجاه وهو يُجيبه: ألم أطلب منك أن تبقى في فيلا والدتك بجاور إليان ؟ لما أنتَ هُنا ؟
تقدم منه إدريان وجلس أمامه على الأوض يقول وهو يكاد يفقد أعصابه: أبي إشرح لي !!! ماذا يقصدون بمقتوله ؟!! من الذي قد يقتلهــا ؟!! من فعلهـــا !!
عدّل آليكسندر من جلسته وربت على كتفه يقول: لا تُفكر بهذا ودعه علي ، إذهب الى إليان وإحرص على ألا تعرف بشيء ..
إدريان بحده: لا تُعاملني كطفل وأجبني !!! كيف لها أن تموت والدتي هكذا ؟!! من الذي تجرأ وفعلها ؟!!
"إبن عمك ..
كين الذي لطالما كُنتما تستفزان بعضكما البعض على طاولة الطعام "
هو قطعاً ...... لا يُمكنه قولها ..
أجابه بهدوء: لا زالت الشُرطة تُحقق ..
إتسعت عينا إدريان من الصدمه فرد والده يؤكد جميع الهُراء الذي سمعه من بقايا الشُرطة الذين قابلهم عند الباب ..
والدته حقاً قُتلت !!
هُناك حقاً شخص فعلها وقتلها !!!!!!
لم تكن لتُغادر والدتهم هكذا ولكن هُناك شخص حقير فعلها ..!!
شد على أسنانه والغضب التام سيطر عليه وهو يقول: إنها تلك الخادمة من دون ريب !!! هي من فعلتها ! أُقسم أني سأقتُلها !
ووقف مُسرعاً الى الخارج فصُدم والده وصرخ فيه بحده: إدريــان توقــف !!
ولكن نبرة والده الآمرة التي لطالما كانت مُطلقه لم تعد تعني شيئاً الآن بالنسبة لشخص فقد عقله وأصبح لا يُفكر سوى برد الدين مُضاعفاً !
إتجه الى قسم الخدم وهو يصرخ مُنادياً عليها حتى أن جميع من في المنزل سمع لصراخه هذا ..
إختبأت بخوف من نبرته المُرعبة التي لم تسمعها في حياتها قط بينما تقدمت إحدى الخدم تقول برجفةٍ واضحه: ماذا هُناك ؟!
صرخ فيها: لم أُنادي عليك !!!
لم تستطع أن تُجادله وإبتعدت فوراً بعدما كانت تُفكر في تهدئة غضبه ..
صرخ مراراً وتكراراً وأقسم أنه سيقتُلها إن لم تظهر الآن في وجهه !!
خرجت بخوف من قسم تخزين المواد الغذائيه وجسدها بالكامل يرجف ..
ما إن رأى وجهها حتى تقدم منها يقول بحده: أنتِ من قتل والدتي !!!
صرخت وجلست أرضاً بسرعه تُخبئ رأسها بين ذراعيها وهي تنهار باكية تقول: لم أفعلها ، لا دخل لي ، لستُ من فعلها ، لستُ من فعلها ..
شدها بقوة من ربطة الخدم التي بشعرها ورفعها ينظر الى وجهها يقول: من غيرك يصنع الطعام لوالدتي ، أنتِ من وضع السم في الطعام ، أنتِ من فعلها ..
صرخت ببكاء تقول: أُقسم لم أفعلها ، إسأل كين لقد كان معي بالمطبخ ، صدقني لم أفعلها ..
تلاشى غضبه كُله فوراً وهو يسأل بعدم تصديق: ولما كان كين معك في المطبخ ؟ لقد كان نائماً مُنذ التاسعه ..
آليكسندر بحده: إدريان أوقف هذا العرض المُحرج !!
إلتفت إدريان الى الخلف لتقع عيناه على عيني والده الحادة وهو يقول: تصرف كرجلٍ مُحترم وأترك هذه التصرفات الهوجاء ..
ترك إدريان الخادمة التي فرت بسرعةٍ الى حُضن إحدى صديقاتها بينما تقدم إدريان من والده يقول: لما كين كان في المطبخ بينما من المفترض أن يكون نائماً ؟ كيف نزل دون أن اشعُر به وأنا الذي كُنتُ طوال الساعات الأخيره أجلس بالقُرب من الدرج ؟ هل تسلل ؟ لما يتسلل ؟!!
دُهش آليكسندر وهو يقول: راقب نبرة صوتك ! إنه إبن عمك !!
شعر إدريان بالضياع ..
هو لا يقصد هذا ، لا يقصد التشكيك في أحدٍ من العائله ولكن ..... لما فجأه شك به ؟
هل لأنه يائس لمعرفة من قتل والدته ؟!!
أشاح بنظرة عن والده هامساً: آسف ، لم أقصد هذا ..
ألقى آليكسندر نظرةً حوله حيث الخادمات يُراقبن بأعينٍ قلقه وحذره ثُم نظر الى إدريان قائلاً: تمالك نفسك وإتبعني ..
ومن ثُم خرج الى خارج قسم الخدم ليجد إستيلا تقف قائله: ماذا هُناك يا عمي ؟
همس لها: لا شيء مهم ..
رفع نظره لأعلى الدرج حيثُ كان يقف كين ، رمقه بنظرةٍ حادة جعلت كين يُدهش منها للحضةٍ قبل أن يتراجع ويعود الى غُرفته ..
أغلق الباب على نفسه وجلس خلف الباب بإنكسار هامساً: هل يعلم عمي ؟ هل أخبره أخي ؟
عض على شفتيه ودفن وجهه في رُكبتيه والندم لم يعد يجد شيئاً لينهش عقله فلقد تملكه بالكامل لدرجة أنه سيعترف بكُل شيء حالما يسأله أي أحد ..

***


5:34 pm


في غُرفةٍ من غُرف هذا المنزل ، مُخصصة لمن هم مثله ..
لمن يُجيدون إطلاق النار ..
وضع السماعات على أُذنه يرتدي نظارةً وعينيه على الهدف الذي ظهر أمامه ..
أطلق عليه عدة طلقاتٍ كُلها في الرأس بأماكن مُتقاربه ..
ضاقت عيناه عندما ظهر هدفٌ آخر وأطلق ثلاث طلقاتٍ أُخرى رُغم أن طلقةً واحد كانت كافيه ..
زفر عندما إختفت الأهداف وأنزل السماعات الحامية للأذن من على رأسه فجائه صوت تصفيق من الخلف ..
إلتفت ليجد جوي الذي تقدم يقول: أنت مُذهل كعادتك يا دارسي ، أشُعر برغبةٍ في مُنافستك ..
عاود دارسي النظر الى أغراضه وهو يُنزل المسدس وينزع القفازات قائلاً: مُنذ متى وأنت في ستراسبورغ ؟
تقدم جوي يقول: مُنذ البارحه ، هل وجودي يُزعجك ؟
دارسي: كلا ولكني توقعتُ أن تختفي لفترةٍ بعد الإذلال الذي تعرضتَه من ثيو ..
إبتسم جوي يقول: إذلال ؟ ولهذا أنا هُنا ..
نظر دارسي إليه فتقدم جوي من أحد المُسدسات المُخصصه للتدريب ذات الطلقات الغير ناريه وبدأ يتخذ وضعيةً مُناسبه ليبدأ بالتصويب على الأهداف ..
سأله دارسي: ماذا تقصد بكلامك ؟
أغمض جوي إحدى عينيه وصوب على الهدف في المُنتصف تقريباً ..
إبتسم وقال: أُمرتُ بالإطاحة به ..
دارسي بسخريه: أنت ؟
جوي: تخيّل ؟ أجل أنا .... وإحزر ماذا ؟
عقد دارسي حاجبه فإلتفت جوي إليه يقول: مُنحت الإذن لإتخاذ أي اسلوب اُريده في التخلص منه .. أياً كان حتى لو آذيتُ الأبرياء المُقربين منه ..
رفع حاجبه دون تعليق في حين أكمل جوي: حسناً هل تعرفُ بأنه كان مُتزوجاً ؟
تذكر دارسي الخاتم الفضيالذي كان بإصبعه دائماً وقال: رُبما ..
تنهد جوي بأسى يقول: للأسف مع أنني إستطعتُ أن أكتشف كونه كذلك إلا أني فشلتُ في تتبع أخبار زوجته وإبنته ، ولكن الفشل دائماً ما يولد النجاح ، فهذا جعل مني أُفكر بخطةٍ مِثاليه ..
تقدم دارسي من علبة الماء وبدأ بالشُرب يقول: وماهي ؟
جوي بإبتسامه: راقب النتائج قريباً ، سأُدهشك ..
دارسي: آه أجل ، ستُدهشني ، عندما يُزج بك بالسجن من قِبله ..
ضحك جوي قبل أن يقول بهدوء: سترى النتائج التي ستُخرس لسانك ..
وبعدها بدأ يصوب على الأهداف بطريقةٍ عشوائيه ليجلس بعدها يأخذ إستراحه ..
رفع جوي عينيه الى دارسي الذي كان مشغولاً في هاتفه ليسأله: ماهو جديد أخبارك مع إبنة فينسنت ؟
لم يُجبه دارسي فإبتسم جوي يقول: أتعلم ، بدأتُ أُحب هذه الفتاة ، لا أعلم كيف تفر من أيدينا في كُل مره ، أثارت إعجابي وبِتُ أحترمها ، أشعُر بأني في المرة القادمة التي أُصادفها بها سأضعف وأتركها وشأنها ..
راقب ردة فعل دارسي بعينيه ولكن الآخر تجاهله فلا يوجد لديه تعليق على كلامه ..
إبتسم جوي بسخريه ثُم وقف وقال: مُتفرغ هذا المساء ؟ أحتاج نصيحةٍ منك ..
هز دارسي رأسه بالإيجاب فقال جوي: حسناً ، سآتي لحجرتك مساءاً ..
بعدها غادر المكان وهو عاقد الحاجبين يهمس: إنه طبيعي للغايه ، لم يطلب مني البروفيسور مُراقبته ومُراقبة ردات فعله عن أي شيء يخص إبنة فينسنت أو الرئيسة كارمن ؟ ماذا هُناك ؟
إبتسم بسُخريه وعلق: هل يشكك بوفائه ؟ هذا غير مُستبعدٍ عن دارسي ..

***

6:45 pm


بدأ ضوء النهار يختفي تدريجياً ويزداد بُرودة الجو مع دخول الليل ..
الشارع شبه فارغ يُراقبه بعينيه العسليتين وهو يستند على حائط المنزل مُنذ ساعتين تقريباً ..
تنهد ونظر الى ساعته هامساً: الى السابعه وبعدها سأُغادر ..
عاود النظر الى الشارع عندما سمع صوت سيارةٍ ليجدها لمجموعة صديقات يبدو وأنهن ذاهباتٍ للتنزه في مكانٍ ما ..
همس: صحيح ما أخبار إليان ؟ هل تستعدُ جيداً للإمتحان ؟
أخرج هاتفه ونزل لإسمها ، تردد قليلاً ثُم إتصل ووضع الهاتف على أُذنه ..
رن وإستمر بالرن حتى قُطع دون إجابه ..
أغلق الهاتف وهو يلوم نفسه على الإتصال بمثل هذا الوقت الخاطئ ، الإمتحان لم يتبقى له سوى أقل من يومين ، بالتأكيد هي مُنهمكةٌ بالإستذكار ..
قطع أفكاره هذه إقتراب سيارةٍ وهي تتباطئ تدريجياً فنظر إليها ليجدها سيارة ريكس ..
لقد حضر إذاً ..
نزل ريكس من سيارته عندما أوقفها أمام منزل والدته وعندما تقدم من الباب لاحظ أحدهم مُتكئ على الحائط المُجاور للباب بمسافة ..
نظر إليه ودُهش عندما رأى بأنه آندرو ..
في حين كانت النظرة الهادئة على وجه آندرو تماماً وبدون أي ردة فعل ..
تقدم ريكس من الباب وفتحه وهو يقول: لما لم تدخل ؟
آندرو: راهنتُ نفسي على الإنتظار لساعتين ، لم أتوقع أن الحظ يُحبك هكذا ..
إبتسم ريكس ودخل وهو يقول: يارجل ، ليس الحظ فحسب ..
رفع آندرو حاجبه وهمس: يالها من ثقة ، كيف يُمكنه التصرفُ بكُل هذه الأريحيه بعد كُل ما حدث ؟
ثوانٍ حتى تبعه الى الداخل ..
تقدم من المقعد الذي يجلس عليه دائماً وهو ينظر الى المكان من حوله ليجد ريكس خرج من جهة المطبخ ومعه كوبا قهوه ..
وضع الكوب أمامه وجلس على مقعدٍ آخر يقول: مادام الحظ كان بجانبي فهذا يعني أنك قررت الإستماع إلي ؟
آندرو: كعادتك يُمكنك قراءة أفكاري ..
صمت قليلاً ثُم أكمل: بعد آخر موقفٍ لي مع إليان أدركتُ شيئاً ، الأوراق ليس عليها أن تبقى مفتوحة ، على الجميع أن يأخذ فرصته بالتحدث لينغلق الملف تماماً ..
نظر إليه ريكس لفتره قبل أن يقول: أنتَ تعرفُ بأني لا أُحب أن أشرح موقفي ..
آندرو: أعرف كما أعرف أني دائماً ما أُجبرك على فعلها .. لذا إشرح لي موقفك ، بالكامل ..
لم يُعلق ريكس مُباشرةً ليقول بعد فترةِ صمت: لا أملك تبريراً مُناسباً ، وإن كُنتَ تنتظر مني أن أُنكر كوني عضواً في المُنظمة التي إغتالت والدك فآسفٌ على تخييب ضنك ، أنا واحدٌ منهم منذ زمن ..
آندرو: لا يُمكنني تصديقُك ..
إبتسم ريكس بسُخريه ورشف من قهوته يقول: صدقني ، إنها الحقيقه ..
آندرو: أعضاء المنظمة الواحده لا يفتشون خلف بعضهم ..
عقد ريكس حاجبه ليُكمل آندرو: رأيت باتريك ورجالهم وهم يقتحمون المنزل ويفتشونه ، لو كُنتَ صديقاً له لما فعل هذا بك ..
ريكس: آندرو لا تكن أحمقاً ، إن المُجرم لا يثق حتى في نفسه فكيف يثق بزميله ؟
آندرو بهدوء: لستُ أحمقاً وأعي كلامي جيداً ، أن يقوم باتريك بزيارتي شخصياً وإفساد علاقتي بك يعني بأنك عدواً له ويسعى لتدميرك ..
ريكس: بل يعني أنه يغار من ثقة الرئيسة بي لذا يبحث خلفي ويستفزني لأتصرف تصرفاتٍ سيئة تضر بمكانتي ، هكذا هي المُنضمات الإجراميه ، يتنافسون لأجل مصالحهم الشخصيه ..
آندرو: لا يُمكنني تصديقك ..
ريكس: صدقني أنا لا أُجبرك على هذا فأنت حُر بتصديق ما شئت ..
أخذ آندرو كوبه وبدأ يرشف منه قليلاً ليقول بعدها: أعرفُك مُنذ زمن ، أُراهن أني بقيتُ برفقتك أكثر مما فعل والدك وإخوتك ، أحفظ شخصيتك ظهراً عن قلب ، لذا أنا أعرف عندما تُخبئ شيئاً عني ..
صمت قليلاً ورفع عينيه الهادئتين لعيني ريكس وهو يُكمل: كالإنتقام مثلاً ..
رفع ريكس حاجبه يقول: إنتقام من ماذا ؟
آندرو: لمقتل والدتك ، آليس ..
ريكس: حسناً وإن كُنت ، هل هذا يُبرر دخولي للمُنظمة والعمل لمصلحتهم ؟
آندرو: هذا يُبرر الكثير ..
بعدها أكمل بإستنكار: لذا رجاءاً توقف عن الظهور بمظهر الشخص السيء !
نظر إليه ريكس لفترة قبل أن يقول: لا أتظاهر ، صدقني يا آندرو ، أنا ذلك الشخص السيء الذي لم تكن لتود أن تعرفه ..
إبتسم آندرو قائلاً: صدقني أنت ، أنا لم أُصادق في حياتي أشخاصاً كهؤلاء ، وأنتَ لست منهم ..
علق ريكس: لما ؟ هل صادقت أحداً غيري ؟
قالها ساخراً وهذا إستفز آندرو كثيراً !
إنه يتحدث معه بجديه وهذا إما يسخر أو يتهرب !
تحدث ريكس يقول بهدوء: أعتذر يا آندرو عن كذبي عليك ، لم أكن أعرف من البداية أنها ذات المنظمة ، وعندما عرفتُ كان من الصعب علي أن أُصارحك حتى إنكشفت الحقيقة فجأه ..
وضع كوبه الفارغ على الطاولة وأكمل: هذا كُل ما لدي ، إعذرني وفي المُقابل لا تتأمل الكثير مني ، إن كانت علاقتي بهم إنتقاماً أو غيره ، إنها حربي أنا وسأخوضها وحدي ..
آندرو بهدوء: بخصوص حربك ... إنه الموضوع الآخر الذي أتيتُ لأُحدثك عنه ..
ريكس: أنتَ تعرف بأني لا أُحب أن يتدخل أحد بأموري ..
آندرو: صحيح ، ولطالما تدخلتُ غير آبه برأيك لذا ستستمع الى كلامي مُرغماً ..
نظر إليه ريكس بهدوء وفي الحقيقة هو فضولي ليعرف ماهو هذا الموضوع ..



End



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 07-05-21, 07:14 AM   #149

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



Part 70



آندرو بهدوء: بخصوص حربك ... إنه الموضوع الآخر الذي أتيتُ لأُحدثك عنه ..
ريكس: أنتَ تعرف بأني لا أُحب أن يتدخل أحد بأموري ..
آندرو: صحيح ، ولطالما تدخلتُ غير آبه برأيك لذا ستستمع الى كلامي مُرغماً ..
نظر إليه ريكس بهدوء وفي الحقيقة هو فضولي ليعرف ماهو هذا الموضوع ..
لذا لم يُعلق وصمت ينتظره يتحدث ..
آندرو بهدوء: أُتركهم ..
رفع ريكس حاجبه يقول: عفواً ؟
آندرو: أخي يُخطط لتدميرهم ، ويبدو بأنه وصل الى آخر مراحله ، أتركهم لكيلا يطالك إنتقام ثيو ..
إبتسم ريكس يقول: هل هذا ما أردتَ قوله ؟
آندرو: لا يحق لي فضح أسرار ثيو ولكن لا يُمكنني منع نفسي من القلق عليك ، سيُنهي عليهم ، إما بالسجن أو القتل ، أُخرج منها حالاً ..
أكمل بهدوء: رجاءاً يا ريكس ..
بقي ريكس ينظر إليه لفترةٍ طويلة ليقول بعدها: لما لا يتوقف ثيو عن تدميرهم ؟ يحق له تحقيق إنتقامه وأنا لا ؟
تقدم بجسده قليلاً يُكمل بنبرةٍ هادئة وحاده: لن أُغادرهم حتى أقتُل أحدهم ، عِشتُ حياتي حتى هذه اللحضة من أجل الإنتقام لذا لن أتخلى عنه مهما كان السبب ..
آندرو: حتى لو كان أنا من أطلبه ؟
ريكس: حتى لو والدتي بنفسها خرجت من قبرها لتطلبه مني فصدقني لن أتراجع !
أشاح آندرو نظره بضيق ليهمس بعد فتره: كُل شيء بخصوصك خاطئ ، تصرفاتك ، أهدافك ، حياتُك ، كُلها خاطئه ..
ريكس: أعلم هذا ، ولهذا سأعرفُ كيف أُنهيها ..
عقد آندرو حاجبه ونظر الى ريكس يقول: ماذا تقصد ؟
ريكس: إشرب قهوتك فلقد برُدت ..
ومن ثُم وقف ليُغادر فوقف آندرو ومد يده يسحبه من معصمه قائلاً بحده: لا تقل جُملاً مُريبة وتُغادر هكذا !!
بقي ريكس صامتاً للحضةٍ قبل أن يبتسم بإستفزاز يقول: لم أكن أعنيها ولكني إشتقتُ لرؤية وجهك الحانق هذا ..
ضاقت عينا آندرو وهو غير مُقتنع تماماً بكلامه ..
أشار بعينيه الى الكُرسي يقول: إذاً إجلس ، لما تتصرف وكأنك تتهرب ؟
تنهد ريكس وجلس يُتمتم ببضع كلمات غير مفهومه ..
تجاهلها آندرو يقول: إذاً أخبرني بمن يكون ..
ريكس: من ؟
آندرو: الشخص الذي تُريد الإنتقام منه ..
صمت ريكس قليلاً ثُم قال: لستُ مُتأكداً من هويته ..
آندرو: ولما لستَ كذلك ؟
رفع ريكس حاجبه وهو يسأل: في ماذا قد تُفيدك إجابتي ؟
صمت آندرو قليلاً ثُم قال: فكرتُ بأن أطلب من ثيو أن يترك هذا الشخص بالذات لكي تُصفي حسابك معه ، المُهم أن تخرج من وكرهم قبل فوات الأوان ..
إبتسم ريكس بهدوء يقول: حسناً ، أشكُر لك قلقك ولكن دعني أتدبر أموري بنفسي ..
نظر إليه آندرو لفترةٍ ليست بالقصيره ليقول في الأخير: أتفهم رغبتُك بالإنتقام فأنا أملِكُ الشُعور ذاته ولكن .... إفعلها بالقانون ، لا تُلطخ يدك بدمٍ فاسد ..
إبتسم ريكس بسُخريه يقول: بالقانون ؟ لم يُفكر احد أصلاً بأن يُحقق بوفاتها ! بالنسبة لهم هي دخيلةٌ روسيه لا مكان لها هُنا ، عينت الشُرطة مُحامياً أحمقاً أنهى القضية بصمتٍ وأُغلقت ملفاتها ، حتى قبل عدة سنوات عندما أردتُ أن أفتح الملف لم يستمع إلي أحد ، لم يوافقوا ، قالوا الكثير من الأسباب السخيفه و.....
صمت قليلاً ولم يُكمل كلامه ، لا يُريد إخباره ..
إنه سِرٌ مات مع جينيفر ، يستحيل أن يُفشي هذه الحقيقة لأحد ..
أكمل بهمس: القانون لم يكن بصفي ، لذا سآخذ إنتقامي بيدي ..
آندرو: صدقني ، لو طلبتَ مُساندة ثيو فسيفعل بكُلِ سرور .. لديك الفُرصة لتتراجع لذا لا تُضيعها ..
ريكس: آسفٌ لتخييب ضنك في صديقك ولكني ضمن رجال هذه المُنظمه وسأبقى فيها الى الأخير مهما كان هدفي من إنظمامي لها ..
ضاقت عينا آندرو يقول: لما أنتَ عنيد ؟
ريكس: لستَ ببعيد عن صفاتي فأنتَ تُصر على تغيير طريقي الذي سعيتُ له مُنذ سنوات .. وهذا لن يحدُث ..
صمت آندرو لفترةٍ قبل أن يقول بهدوء: ماذا لو قُلتُ لك أن مُسامحتي لخداعك مرهون بتركك لهذه المُنظمة السيئه فماذا سيكون ردك ؟
أجابه ريكس بمُنتهى الهدوء: لو كُنتَ تعدني صديقاً لما ساومتني هكذا ..
أشاح آندرو بنظره بضيق شديد ..
هو يعلم هذا ، من الحقارة أن يطلب منه مثل هذا الطلب ولكن ... هو حقاً يُريد أن يُنقذه مما هو فيه ..
إنه غريق ، الموج سيبتلعه إن لم يُساعده ..
ولكنه يرفض بعناد مد يده ..
ولن يستطيع إنقاذه مالم يُبادر هو ..
بعد فترةٍ من الصمت التام تحدث آندرو يقول: كما ترغب ولكن لدي طلب ... لا تُخبئ أي شيء عني ، دعني أُعاونك ..
ريكس بإستفزاز: دعني أُخمن .... لقد قررتَ أن تصفح عني بدون مُقابل ، يالا طيبة قلبك ..
قطب آندرو حاجبيه هامساً: أكره هذه الصفة فيك ..
أكمل بعدها: سأتوقف عن منعك من قراراتك ولكن شاركني بها ، حسناً ؟
لم يُعلق ريكس على الأمر وكُل ما يُفكر به هو أن بالتأكيد آندرو يمزح !!
هل سيُدخله بعدما آذاه باتريك آخر مره ؟
بالتأكيد لن يسمح لهذا بأن يحدُث ..
إنها حربه هو ولن يسمح لأن يتأذى أحداً فيها سواه فقط ..

***

‏9:12 pm



فتحت عيناها بهدوء ليقع نظرها على سقف غُرفتها المُظلم ..
بقيت تنظر إليه لفترةٍ طويلة وهي لا تعرف حتى ماهي الساعة الآن .. أو كم من الوقت قد مضى ..
مُنذ سماعها خبر وفاة والدتها وهي في هذا الغُرفة تبكي وتبكي ولا شيء آخر ..
أغمضت عيناها مُجدداً عندما تصاعدت حرارة البُكاء فيهما وهمست: لا يُمكنني المضيء قِدماً من دونها ..
زمت على شفتيها المُرتجفتين تُقاوم البُكاء فرأسها سيتفجر من الصُداع ..
صُداع الجوع وكثرة النحيب ..
ثواني حتى هدأت تقطيبة حاجبيها عندما تسلل الى أُذنها صوتٍ خافتٍ جداً لأُغنيةٍ ما ..
فتحت عينيها مُجدداً ونظرت الى يسارها حيثُ الصوت لتجد رأس إدريان الذي كان يجلس أرضاً مُتكئاً بظهره على جانب سريرها ..
نظرت الى شعره المُبعثر ثُم الى أُذنيه التي يضع فيهما سماعاتٍ يخرج منها هذا الصوت الخافت للغايه ..
بقيت تتأمله بعينيها وهي واثقه بأنه على كلامه ولم يأكل شيئاً بسببها ..
تشعُر بيدها ضعيفه لا يُمكنها حتى رفعها بسهوله بسبب ضعف طاقتها فكيف له هو الذي لم يأكل مُنذ ليلة موتها ..؟
رفعتها بالكاد ومسحت على شعره تُرتبه فشعر بها ولف الى جهتها وهو ينزع إحدى السماعات عن أُذنه ..
إبتسم بهدوء عندما لم يرها تبكي وهمس: كيف حالُك ؟
همست له: الى ماذا تستمع ؟
نظر الى مُشغل الأغاني يقول: جائني هدية في يوم الحُب ..
وضع السماعة الأُخرى في أُذنها يقول: هل تُريدين مُشاركتي ؟
لم تُعلق وسمحت له بفعل ما يُريد ، ثوانٍ حتى أغمضت عينيها بهدوء تقول: الأُغنية جميله ، من غناها ؟
إبتسم يقول: هل تُصدقيني عندما أقول لك لا أعلم ؟
فتحت عينيها مُجدداً تقول: ولكنك مُغني ، من المفترض أن تعرف أغلب المُغنين ..
هز رأسه يقول: أعلم ولكنن للأسف لم أعرف هذه الأُغنيه ، لا أعرف ما إسمها حتى أبحث بالإنترنت ، جربتُ كتابة كلماتها ولم يظهر لي أي شيء في البحث ..
عاودت إليان أغماض عينيها هامسه: صوتُها دافئ ، لابد من أنها ألمانيه ، أستطيع إستشعار لكنتها في طريقة نُطقها للكلمات ..
إدريان: لا أعرف الكثير عن المُغنيات الألمانيات ، ولكنها تنطق الفرنسيه ، رُبما كانت تمتلك دماً ألمانياً من أحد والديها ..
إليان: أو عاشت فترة طفولتها في ألمانيا ..
إدريان: لما الطفولة بالذات ؟
إليان: لأن اللكنة تُكتسب في مرحلة الطفوله ، تُجيد الفرنسيه كثيراً ولكن لكنتها تعود لأصول طفولتها ..
هز إدريان رأسه وبقي ينظر إليها وهي تستمع بهدوء ومُغمضة العين ..
إبتسم عندما لاحظ نص إبتسامةٍ ظهرت في شفتيها من شدة إندماجها ليهمس: إبتسمي هكذا دائماً حتى يُمكنني تخطي الأمر أيضاً ..
فتح عينيها تنظر إليه قائله: ماذا قُلت ؟
هز رأسه نفياً يقول: لا شيء مُهم ، هل تُريدين الإستماع لبقية الأغاني ؟ إنها تشكيلة كبيرة من 16 أُغنيه ، أحببتُ هذه أكثر ولكن البقية رائعه بحق ، أحدها للمُغني جيمي تعرفينه !
إليان: لا تقل لي أن أغنيتي المُفضله له هُنا ؟
إدريان: اجل ، تلك الأُغنية بالضبط ..
وبدأ يضغط الأزرار حتى وصل إليها فإستمعت إليها وبعد دقيقه همست: لم أكن أعلم أن لمُعجباتك ذوقٌ رفيع ..
إبتسم يقول: بالتأكيد وإلا لما أُعجبن بي أنا ..
تنهدت بملل وأكملت الإستماع الى الأُغنية وسرح إدريان قليلاً في تلك المُعجبة قبل أن تنتهي الأُغنيه لينظر الى إليان للحضاتٍ قصيره ثُم قال: أنا جائع ، هل تتناولين الطعام معي ؟
وكأنها عادت مُجدداً الى واقعها المُر ..
كادت أن ترفض ولكنها لا تُريد أن يموت جوعاً بسببها ، همست له: حسناً ..
إبتسم ووقف ماداً يده لها ليُساعدها على النزول عن السرير ..
وهي استجابت له دون أي إعتراض ..

‏***
11:23 pm


تجلس في غُرفتها المُظلمه على السرير تحتضن مخدتها وعينيها تغوصان بالفراغ ..
ولا شيء يملأ عقلها سوى حديث آلبرت لها بخصوص ريكس ، ومرضه ، وما ينوي فعله ..
فُتح باب غُرفتها وتسلل الضوء الى الداخل ..
لفت بعينيها لترى مارك على الباب ينظر إليها ..
أشاحت بنظرها عنه تُعاود النظر الى الاشيء وهي تهمس: ألم تنم ؟
تقدم حتى وقف قريباً منها ليقول بعدها: هيه آليس .... من يكون والدي ؟
لفت بنظرها مُجدداً له ليُكمل: لما تكرهينه ؟ ما الذي كان ينوي ريكس أن يقول بخصوصه قبل أن تُسكتيه ؟
بقيت عينيها مُعلقتان به لتقول بعدها: مارك ، ماذا تُريد في المُستقبل ؟
عقد حاجبه بشيء من الإستنكار يُعلق: هذا ليس حديثنا !
تجاهلت تعليقه وهي تقول: مع من تُريد العيش ؟ والدك ، والدتك ، ريكس ؟
لم يُجبها فهو لا يمتلك إجابةً واضحه ، يُريد والدته ، يُريد والده ... ونوعاً ما .... لقد أحب فكرة كونه يملك أخاً كبيراً ..
فهل من الأنانيه أن يتمنى البقاء مع الجميع ؟
عندما لم يتحدث قالت: والدك تركك لسنوات ، من رأيي ، والدتك من تستحق أن تبقى معها ..
نعم ، هي مُحقه ... ولو سأله أي أحد لقال هذا فوراً ..
فعلى الرُغم من شخصيتها القاسيه إلا أنها من بقي معه طوال السنوات الماضيه ، رُغم أنه ليس إبنها ..
ووالده .... نوعاً ما أصبح مُعتاداً على بُعده ..
تحدثت رين مُجدداً تقول: صدقني مارك ، والدك لا يستحقه فتوقف عن التفكير به ، ما إن تتوقف سترى بأن حياتك تسير جيداً ..
همس: أعلم هذا ..
نعم ، يعلم هذا ، كان مُخطئاً عندما كان يُفكر به طوال الوقت ..
وكان ينتظر رجوعه في كُل مره ..
عليه .... أن يتجاوز هذا ..
رين بهدوء: وبخصوص ريكس .... هل تُحبه ؟
مارك: ماذا هُناك ؟ أنتِ لم تكوني طبيعيةً طوال اليوم ، بل من بعد رجوعك آخر مره .. هل قال لك شيئاً مُزعجاً !
إبتسمت تقول: وإن قُلتُ أجل فماذا ستفعل ؟ هل ستُشاجره لأجلي ؟
إنحنى يقول: بل سأُشاجرك من أجله ..
قطبت حاجبيها بإنزعاج هامسه: خائن ..
سألها بجديه: حقاً آليس ، ماذا بك ؟
صمتت لفتره قبل أن تقول: دعنا نتحدث عنك أنت ، تُريد الذهاب لوالدتك الآن ؟
مارك: نعم ، إختباراتي ستبدأ بعد يوم غد وأنا لا أُريد أن أسقط فيها ..
رين: حسناً سأوصلك بنفسي ولكن لدي طلب هل يُمكنك أن تستمع إليه ؟
مارك: ماذا ؟
رين: لا تتواصل مع والدك .. سأشرح لك كُل شيء ولكن في هذه الفترة فقط لا تفعل ، رجاءاً ..
نظر إليها لفتره ثُم قال: ولما لا تشرحين لي كُل شيء الآن ؟
رين: لا أشعر بأن الوفت مُناسب ..
مارك بهدوء: لا تُعامليني كطفل ، أخبريني رجاءاً ..
نظرت الى عينيه لفترةٍ ثُم أشاحت بنظرها بشيء من التردد ..
لما عليها أن تفعل هي هذا ؟
هل تترك الأمر لريكس ؟
كلا !
ذاك الأناني لا يصلح لشيء ..
تنهدت بعُمق عندما إستوعبت بأنه لا أحد سيُخبره غيرها ..
لا ريكارد ، ولا ريكس ولا أحد ..
لذا .. لن يفرق الأمر إن قالته الآن أو فيما بعد ..
عاودت النظر إليه وتسائلت في نفسها ماذا لو لم تُخبره ويبقى يعيش تحت إسم ريكارد طوال عمره ؟
ماذا عن أوراقه ؟ لا تعتقد بأنها رسميه ..
هذا يعني بأنه سيعرف الحقيقة عاجلاً أو آجلاً ..
إستيقضت من أفكارها على صوته يُناديها ..
نظرت إليه للحضةٍ قبل أن تقول: آسفه ، شردتُ قليلاً ..
صمتت قليلاً ثُم أكملت: ريكارد ... هل تُحبه ؟
زاد توتره يقول: آليس أتركينا من المُقدمات وأخبريني ما تُخفينه بخصوصه !!
تنهدت بعُمق قبل أن تقول: ريكارد ، ليس والدك البيولوجي ..
إتسعت عيناه تدريجياً من الصدمة لتُكمل: ولكنه إهتم بك وهو من تولى أمرك بطلب من والدتك الحقيقيه ، كونه ليس والدك البيولوجي لا ينفي حقيقة كونه من رباك وإهتم بك طوال السنين الماضيه ..
لا تعلم لما فجأه بدأت بالدفاع عن ريكارد ..
لكن بالتأكيد ليس لأجله بل لأجل مارك فلقد أوجعها كونها صدمته بالحقيقه ..
تُريد التخفيف عنه حتى لو عنى هذا أن تمتدح ريكارد ..
مدت يدها وأمسكت بكفه تقول: آسفه لهذا ..
لم يرد عليها ..
هو فقط لا يُمكنه أن يفهم ..
كيف له ألا يكون والده ؟!!
لما لم يُخبره أحد بذلك ؟ لما لم تفعل أمه ؟
لطالما تشاجر معها بخصوصه فلما لم تتحدث !
لطالما غلط عليها يقول بأنك لستِ والدتي ووالدي فقط من يحق له أمري ... فلما لم تتحدث وتقول الحقيقه ؟
هل هي أيضاً لم تكن تعرف ؟!
في هذه الحاله .... ريكارد فقط كان يعرف الحقيقه واخفاها ؟!
ما السبب ؟!!
أخبروه عن أن والدته ليست والدته الحقيقه فلما لم يُخبروه عن والده أيضاً ؟
ما الفرق ؟
هو لا يفهم ..
مصدوم وفي نفس الوقت لا يُمكنه أن يفهم اي شيء ..
همس لرين: هل ما تقولينه الحقيقه ؟
أجابته: أجل ..
نظر الى عينيها لفتره ثُم قال: إن كان ما تقرلينه حقيقه فمن والدي ؟
أكمل بسخريه: لا تقولي بأنه آليكسندر ؟
بلعت ريقها قليلاً وهي تشد على كفه لتهمس: كلا ليس آليكسندر ، هو رجلٌ ما ..
مارك: من يكون ؟
شتت نظرها قليلاً تقول: لا أعلم الكثير عنه ..
مارك: إسمه ؟
نظرت إليه لفتره قبل أن تُجيبه: رايان ..
صمت قليلاً ثُم قال بهدوء: وأين هو ؟
رين: لا أعرف ، إسمه هو كُل ما أعرفه عنه ..
لا يُمكنها أن تُخبره بما هو أكثر ..
سيتم سجنه قريباً لذا ... يكفي بأن يعرف هذا عنه ..
تحدثت تقول: لا تُفكر به ، رُبما هو ميت الآن ..
مارك بهدوء: ماذا لو كان يبحث عني ؟
دُهشت للحضه قبل أن تقول: حسناً ، رُبما ، ولكن لو كان جاداً لوجدك .. لا تُفكر به مارك ، لا تجعلني أندم لأني أخبرتُك ..
سحب يده بهدوء يهمس: سأذهب الى النوم ..
لم تستطع سوى أن تُجيبه: حسناً ..
إلتفت وغادر بهدوءٍ تام وهي تُراقبه بعينيها وبداخلها بعض الشعور بالندم ..
دفنت وجهها بالمخده هامسه: لم تفعلي سوى الصواب ، لا تُفكري بالأمر يارين ..
همست بعد فتره: أتمنى بأن تكون صدمته بسيطه ، أتمنى لو ينام فوراً دون تفكير ، أتمنى لو .....
رفعت رأسها عن المخدة لثوانٍ ثُم نزلت من على السرير ولحقت به ..
فتحت باب غُرفته وشغلت الضوء ليعقد حاجبه قائلاً: ماذا تُريدين ؟
إبتسمت عندما لم تُلاحظ أي أثر للبُكاء وهمست: لم أقل لك ليلةً سعيده ..
هز رأسه وغطى وجهه باللحاف هامساُ: لكِ أيضاً ..
لا بأس ، سيكون أقوى ..
كُلنا نُصدم من بعض الأمور في حياتنا ..
سيتخطاها فهو أقوى مما يبدو ..
خرجت وأغلقت الباب والضوء خلفها ..

***

‏17 February
‏11:11 am



عقد المُحقق حاجبه يقول: عفواً ؟!
آليكسندر بهدوء: ما سمعته ، أُريد إيقاف التحقيق ..
المُحقق بإستنكار: يستحيل هذا ، نحنُ لا نزال في بدايته ، بل وإقتربنا من كشف القاتل ، السم وآثاره منتشرة في المطبخ دليل أنه فُرغ هُناك في طعامها ، نحنُ نُحقق مع الخدم بعدما تأكدنا من عدم وجود أشخاص من الخارج ، لم يتبقى سوى القليل ..
آليكسندر: أعلم ولكن أُريد أن ينتهي كُل شيء ، سأُقيم جنازتها يوم الغد وأحتاج أن تكون الأمور مُغلقةً حينها ..
المُحقق: ألا يُهمك معرفة من قتلها ؟!!
آليكسندر: لطالما كانت تصنع عداواةٍ مع الكثير ، لم أعد أملك رغبةً في معرفة من يكون وأُريد أن يقف الأمر عند هذا الحد ..
نظر إليه المُحقق بعدم تصديق لفترةٍ قبل أن يقول: لا يُمكنني فهم سبب طلبك لهذا ولكن أعتذر ، لا يُمكنك إنهاء التحقيق ما دام وصل إلينا ، علينا إغلاق القضية عندما نعثر على القاتل ..
نظر آليكسندر بهدوء الى اللوحة أمام مكتب المُحقق قبل أن يقول: تمتلك وضيفةً جيدة يا جوليان ، يُمكنني ضمان مُستقبلك فيها ، الأمور عليها أن تقف عند هذا الحد ، شخصٌ مُثلي لا يُريد جذب أنظار الناس ، أنت تفهمني ..
توتر المُحقق عندما فهم آليكسندر وفهم عرض الرشوة هذا ..
تحدث بغباء يقول: أجل أفهم ولكن يُمكنني إنهاء التحقيق دون أن يخرج للعامة أي شيء ، أعطني بعض الوقت وسأجد الجاني وكُل هذا بتكتمٍ شديد ، صدقني ..
إنزعج آليكسندر من إدعاءه الواضح ليقول بعدها بهدوء: هل يُمكنك فعلها إذاً قبل الجنازة عصر الغد ؟
المحقق: أحتاج لبعض الوقت ، تبقى لي السائقين وادريان وكين ، لم أُحقق معهم بعد ..
آليكسندر: وما شأن إدريان وكين ؟ أنت لا تشك بهما صحيح ؟
المحقق: على الإطلاق ولكن لابد من هذا .. إنها إجراءات روتينيه ليكتمل الملف ..
آليكسندر: أحدهما إبنها والآخر كان للتو عائداً من المُستشفى ونائماً من التعب ، لا أضن أن حتى الإجراءات القانونيه توجب التحقق معهما ..
تنهد المُحقق يقول: لا تُعد هذه أسبابا كافيه ، بل حتى بعد التحقيق مع الجميع عندما لا نكتشف شيئاً نوسع دائرة تحقيقاتنا مع الأقارب الذين لم يكونوا متواجدين في الفيلا ليليتها ، كفرانسوا وإليان وغيرهم ..
ضاقت عينا آليكسندر للحضةٍ قبل أن يقول: حسناً ، إن لم تُنهي تحقيقك قبل عصر الغد فلن أعدك مُحققاً كُفؤاً وسأطلب من المركز تعيين شخص آخر ، هذا آخر ما لدي ..
كان تهديداً صريحاً واضحاً إما بأن يُغلق القضية بصمتٍ أو يتسبب بمشاكل له في عمله ..
قالها وخرج فشد المُحقق على اسنانه هامساً: فقط يومان من التحقيق وهذا الثالث ! لم يتسنى لي فعل الكثير ..
وقف وتقدم من نافذته يُفكر في الأمر ..
هل يُغلق الموضوع بصمتٍ أو يستمر فيه ويواجه المشاكل الذي قد يفعلها شخص في مركز آليكسندر هذا ؟!
همس: أكره الأغنياء الفاسدين ..
ضاقت عيناه للحضةٍ قبل أن يقول: هل يُحاول التغطية عن أحدهم ؟
إلتفت الى مكتبه وفتح مُذكرته وقلّب فيها حتى توقف عند كلام الخادمة التي صنعت الطعام لجينيفر ..
همس: كين من كان متواجداً بالمطبخ في تلك الليله ، هل يُمكن أنه يُغطي عليه ؟ حتى أن أخاه رفض أن يتم التحقيق معه !
أخذ مُذكرته ومحفضته ومن ثم خرج من المكتب مُتجهاً الى منزل آليكسندر ..
عليه أن يُحقق مع كين هذا ..
حتى وإن كان مُجرد مُراهق مريض ، لقد واجه عدة قضايا كانوا الجُناة فيها أبعد من مُستوى الشُبهات ..

ولكن الأمر كان صعباً عليه ، فما إن دخل حتى رفض آلبرت أن يتم التحقيق مع كين ..
وكان رفضه قاطعاً لدرجة أنه هدد بالشكوى على سلوك المُحقق !
حاول المُحقق أن يتحدث معه ببعض اللباقة ولكن الرفض القاطع كان الجواب وهذا زاد الشكوك بداخله أكثر ..
حتى وإن قالوا بأن الرفض لأنه صغير بالعمر ومريض فالشك بداخله يزداد وهذا جعله يرفض العودة قبل أن يُحقق معه ..
بإمكانه أن يُصدر مُذكرةً بالإستدعاء بعد أن يضع بعض الأدلة التي تجعله مُشتبهاً به ولكن هذا يأخذ بعض الوقت وربما لن تُصدّر سوى بعد إنتهاء المُهله التي وضعها آليكسندر ..
علا صوت الجدال بينهما ووصل الى مسامعه ..

تنهد المُحقق أخيراً يقول: أتفهم كونه مريضاً ولكن تركته ليومان أوليس هذا كافياً ؟ التحقيق عليه أن يتم مع جميع سُكان المنزل !
آلبرت: على جميع المُشتبهين ، وكين ليس منهم ، لقد كان طوال الفترة الماضيه فيالمشفى ! كيف يكون مُشتبهاً به وأنتَ تعلم بأن القتل بمثل هذا الطريقة تحتاج تحضيراً ..
المُحقق: أتفهمُ هذا لذا دعه يقول هذا في إفادته ، ليقول ماذا كان يفعل طوال الفترة الماضيه وفقط ! نحن لا نُريد سوى افادته وحسب !
آلبرت: إفادةً لن تُقدم ولن تؤخر في التحقيق لذا لا فائدةً منها ، بسبب مرضه لم يتمكن من التحضير لإمتحاناته جيداً ، غداً هو أول أيام إختباراته ، وشخص في عائلةٍ مثل عائلتنا يحتاج لأن يصب إهتمامه في مُستقبله ، تحقيقات لا طائل منها ستتسبب في إرباكه وتأخيره ولن يحصد الدرجات المُتوقعه ، لن يُمكنك تعويضه حينها !
أخذ المُحقق نفساً عميقاً ليقولها هذه المرة بصراحه ..
قال بهدوء: هو في دائرة الشك لذا لابد من إفادته ..
ظهر الإستنكار على وجه آلبرت يقول: وكيف يكون كذلك بعدما أخبرتُك بوضعه ؟!!
المُحقق: ذُكِر في إفادة الخادمة عن كونه كان في المطبخ في تلك الليلة ، وكان هذا قبل نصف ساعةٍ من موت السيدة جينيفر .. إتسعت عينا آلبرت بدهشةٍ قبل أن يقول: أوه أجل ، لقد سممها تحت أنظار الخادمه ، يالك من مُحقق عبقري ..
حاول المُحقق تمالك أعصابه يقول: لن يفعل تحت أنظارها ، رُبما في حين غفلةٍ منها ، لقد كان كلامها واضحاً عندما سألتُها عما كان يفعل ، أجابتني بلا أدري ، أي أنه كان يحوم بدون هدف ، ألا يجعلك هذا تشك به ؟ بكونه كان ينتظر لحضةَ غفلةٍ منها ليضع السُم بالطعام ؟!!
دُهش آلبرت ليهمس فوراً بتهديد: إتهامُك صريح فإنتبه منه ، يُمكنني مُقاضاتك عليه !
المُحقق بهدوء: إفعل لو كُنتُ على خطأ !
صُدم آلبرت من ثقته المُفرطه بينما لم يعرف المُحقق كيف قالها وكيف فجأه أصبح مُتأكداً من كون كين هو الفاعل !
جائهما صوته الهادئ يقول: سأعترف ..
صُدما وإلتفتا الى الخلف ليجدا كين يقف بهدوءٍ تام عند الباب المفتوح ..
شد آلبرت على أسنانه يقول بحده: إصعد الى الأعلى وأرجع الى دروسك ..
رفع المُحقق يده يقول لآلبرت: لحضه !
نظر الى كين مُكملاً: ما الذي قُلتَه ؟
رمق آلبرت أخاه بنظرةٍ حاده ولكن كين لم ينظر إليه بل قال للمُحقق بهدوء: أنا من قتلها ..
إتسعت عينا المُحقق بصدمةٍ عارمه بينما آلبرت كاد يُجن من تصرف أخاه الأحمق هذا ..
تقدم منه فوراً ليقف أمامه مُمسكاً بمعصمه يقول بهمس: كين ياغبي !! إنسحب وأنكر ! قُل إنها مِزحه وأُترك الأمر لنا فعمك سيُنهي الأمر تماماً !!
همس كين بهدوء: فكرتُ كثيراً يا آلبرت ، سيبقى الذنبُ يُمزقني طوال حياتي ، حرمتُ ثلاث أشخاص من والدتهم ، أستحق أن أُعاقب ، دعني أُعاقب حتى يُمكنني المضيء قِدماً ، أرجوك يا أخي دعني أنال عِقابي لأُكفر عن ذنبي ..
إختفت الحِدّة تدريجياً من وجه آلبرت وحل محلها شيء من الألم وهو يهمس له: هُناك طُرق عديدة غير الإعتراف ! إستمع لي ولو لهذه المره ..
نظر كين الى عينيّ أخاه يقول: أرجوك آلبرت ، أشعرُ بأنه القرار الصحيح الوحيد الذي أتخذته طوال الفترة الماضيه ، دعني ..
مُنذ فتره لم يرى آلبرت نظرة كين القديمة هذه ..
نظرةً مليئه بالإصرار ..
إنه حقاً قد فكر وإتخذ قراره النهائي ..
ولكن كأخاه الأكبر .... لا يُمكنه دعم قراره هذا ..
فتح فمه وقبل أن يتحدث تقدم المُحقق ووضع الأصفاد في يدي كين وهو يقول: بموجب هذا الإعتراف أصبحتَ مُتهماً رئيسياً ولهذا سيتم القبض عليك من قِبلي أنا جوليان انطونيو ، يُمكنك مُمارسة حقك في الصمت أو استدعاء المُحامي ، لنذهب الآن ..
وقاده بهدوء أمام عيني آلبرت المصدومه وهو يشعر للمرة الألف بأنه مُقيدٌ تماماً ولا يعرف كيف يتصرف ..
لا يعرف على الإطلاق !!
وكين .... قرر الإعتراف ونسف جميع جهود عائلته في التغطية عليه ..

‏***
4:33 pm


وأمام موقف الحافلات ..
كعادتها عندما تخرج برفقة مارك خاصةً ترتدي قُبعةً تُغطي شعرها ونظارةً شمسيه تُخفي ملامح وجهها ..
تخشى عليه أكثر من نفسها ..
سألها: ألن تُرافقيني ؟
هزت رأسها نفياً تُجيب: لا حاجة لي بالذهاب ، وأيضاً يبدو بأن والدتك لا تُحبني ..
مارك: إذاً ، ماذا ستفعلين ؟
أجابته: لا أدري ، سأُفكر حال رحيلك ..
مارك: ألن تُخبريني ؟
عرفت ما يقصد وأجابت: إنها حياتي ومشاكلي فدعني أهتم بها ..
مارك بإنزعاج: إذاً لا تُدخليني فيها !
رين بإستنكار: كُل ما طلبتُه منك ألا تُخبر ريكارد عن مكانك ! هل هذا صعب ؟
مارك: أجل ، صعبٌ للغايه .. أخبريني عن السبب وسأفعل ما تُريدين بكُل سرور ..
صمتت قليلاً ثُم قالت: ألم تقل لي بأن والدتك هربت لتختبئ من ريكارد ؟ حسناً إذاً لا أحتاج لأن أُخبرك عن أسبابي لأني لا أضنك ستُعاندني وتفعل أشياءاً قد تضر والدتك ..
قالتها بإبتسامة إستفزاز كبيره جعلته يقطب حاجبيه بإنزعاج تام منها ..
بدأ من حوله الصعود الى الحافلة فنظر إليها مُعلقاً: أراك لاحقاً ..
هزت رأسها ترد: إنتبه على نفسك ..
توقف قليلاً قبل أن يدخل ثُم نظر إليها لفترة فعقدت حاجبها تقول: ماذا ؟
سألها: هل تشاجرتي مع ريكس ؟
تنهدت فهو لا يزال يُفكر بحالها يوم الأمس ..
طمأنته قائله: الأمور جيده لا تقلق ..
مارك: إن أزعجك أخبريني ، صدقيني سأُشاجره لأجلك ..
إبتسمت له وربتت على كتفه تقول: شُكراً لك ، لا تُفكر بالأمر كثيراً وركز على إمتحاناتك ، إن كانت درجاتُك عاليه فسأُكافئك بهديةٍ رائعه ..
قطب حاجبه وغادر هامساً: لا تُعامليني كطفل ..
راقبته وهو يصعد الى الحافله ولوحت له مودعة حالما رأته يستقر على الكُرسي بجوار النافذه ..
تنهدت وهي تُراقب الحافلة تبتعد عن أنظارها بتسارُعٍ حتى إختفت تماماً ..
إبتسمت بعدها تقول: لقد أحببتُه حقاً ..
رن هاتفها مُعلناً وصول رِسالة وفتحتها بهدوء حيثُ كانت مُرسلةً من ريكس لتجده يُعلمها عن كون تشييع جُثمان جينيفر سيُقام عصر الغد في أحد المقابر القريبة من منزل العائله ..
نظرت الى رسالته لفترةٍ ثُم أغلقتها دون أن ترد عليه ..

في الجهة الأُخرى بات الأمرُ مُريباً لريكس ..
إنها حتى لم تُجب على الرسالة ، ماذا بها ؟
هل قال فرانس شيئاً سيئاً بخصوصه لهذا هي غاضبةٌ هكذا ؟!
أغلق هاتفه هامساً: على رؤيتها وسؤالها بنفسي ..
دخل الى المنزل ليهدأ الجو تماماً حال دخوله ..
آلبرت يقف بهدوءٍ وأمامه على الأريكة إستيلا مُنهارةً تبكي وكأن هُناك من مات ..
تقدم منهما يقول: ماذا هُناك ؟
حاولت إستيلا كتم بُكائِها بينما بقي آلبرت صامتاً فنظر إليهما بهدوء ثُم إلتفت وصعد الى الأعلى فيبدو بأن الأمر لا يعنيه ..
هل من المُمكن أن آلبرت أخبر أُخته عما فعلته جينيفر بكين ؟ رُبما فهذا يُفسر إنهيارها ..
في حين نظر آلبرت الى إستيلا يقول بهدوء: يكفي ، لا تجعلني أندم على إخبارك !
هزت رأسها نفياً تهمس بصوتٍ مُرتجف: كيف تُريد مني الهدوء يا آلبرت ! إنه أخي !!
آلبرت: وهو أخي كذلك ! حدث الأمرُ وإنتهى لذا علينا أن نُفكر بالمُستقبل لا الماضي !
رفعت رأسها تنظر إليه قائله: وماذا سنفعل ؟!!!
آلبرت بهدوء: عمي سيُحاول إخراجه رُغم أن الأمر شبه مُستحيل فالإعترافُ كان صريحاً ! عيّن له مُحامياً جيداً وإن فشل الأمر فرُبما يُسجن لسنواتٍ قصيرة بما أنه قاصر ..
صمت قليلاً ثُم أكمل بذات الهدوء: أخبرتُك لتدعمي موقفي ، حال إنتهاء الجنازه سأتظاهر بالسفر وأُخبر الجميع أن كين برفقتي وسأُعلمه في الخارج ، لا أحد عليه أن يكتشف هذه الحقيقه وخاصةً إدريان أو إليان ، التكتم عن الأمر أفضل بمئات المرات من إخبارهم فهذا سيجعلهم يحقدون عليه لا أكثر وأنا حينها لن يُمكنني أن أبقى صامتاً حيال ما فعلتُه والدتهم به .. والعواقب آنذاك لن تكون جيده ..
نظر الى وجهها المُتألم وقال: أخبرتُك لتكوني عوناً لي لذا قوي من نفسك ولا تجعلي أي أحد يشُك بالأمر حسناً ؟ إستيلا أنا أثق بك ..
عضت على شفتيها ووضعت رأسها على قبضة يديها تنظر الى الأرض بإنكسار هامسه: لما كُل هذا يحدُث لنا ؟ لما المشاكل تتوالى علينا هكذا ؟!
آلبرت بهدوء: المشاكل موجودة في كُل عائله ، التعامل الصحيح معها هو ما يُنهيها ..
أغمضت عينيها بقوةٍ تُحاول تدراك مشاعرها لتهمس بعد دقائق: وما الذي فعلَتُه جينيفر معه ليضطر كين الى إتخاذ مثل هذه الخطوة الغير متوقعه ؟
أجابها: أخبرتُك بأني أتكتم عن الموضوع ، الآن على الأقل ..
إستيلا: أجبني آلبرت ! فالحقد لدرجة القتل يجعلني لا أستطيع تخيل مدى بشاعته !
آلبرت: صدقيني سأُخبرك ولكن ليس الآن ..
رفعت نظرها إليها تستجديه للمرة الأخيره ولكنه كان مُصراً على موقفه ..
سألته بعدها: هل يُمكنني رُؤيته ؟
آلبرت: لا تفعلي ، بالتأكيد هو خجل من فِعلته لذا أُريده أن يعتقد بأن لا أحد يعرف سوانا أنا وعمي ليتخطى الأمر ، وبعدما يستقر سأُرافقك بنفسي إليه ..
إختفت الجدية من ملامحه وهو يهمس: إستيلا توقفي عن البُكاء ، لم أعهدك هكذا لذا لا تُؤلمي قلبي أنتِ أيضاً ..
عضت على شفتيها وعاودت إسناد رأسها على يديها هامسه: آسفه ..
تنهد بعُمق ولم يُعلق بعدها أبداً ..

***

‏18 February
‏5:00 pm



الغيوم تُغطي الشمس والبرودة تسكن الجو وتُنذر بهطول المطر ..
المقبرة كانت شاسعه وواسعة تحدُها الأشجار وتملؤها القُبور ..
وهي -تلك المرأة المُسماة بجينيفر- كانت بداخل هذا التابوت الضخم حيثُ حُروف إسمها مُرصعةٌ بوضوحٍ على سطحه ..
الكُل يرتدي السواد ، الكثير هُنا يستمعون الى الرجل الذي بجانب التابوت يتلو على مسامعهم بعض العبارات التوديعيه وبعض الإنجازات التي فعلتها هذه المرأة في حياتها ..
وكُلها إنجازات جيدة أبكت الجميع وأوجعت قلوبهم ..
أبنائها ، أقاربها ، ومعارفها !
إليان بفستانٍ أسود لنصف ساقها وشعرها الأشقر الذي ترفعه كاملاً الى الأعلى كانت تنظر الى التابوت بأعينٍ زرقاء مليئتان بالدموع وبجانبها إدريان يشد بيده على كتفيها دون أن يكون قادراً علً قول شيء ..
فإن كانت هي تبكي على موتها فهو مُتألم وموجوع لكون موتها كان نتيجة قتل !
ورُبما حتى قد يكون القاتل بينهم الآن !!
أنواعٍ كثيرة من المشاعر تغزوا صدره ، مشاعر حزن وألم وغضب وحقد !
شعر بيد والده يربت على كتفه ليستوعب بأنه كان يرمق التابوت بحقد تام ..
أخذ نفسه يُحاول السيطرة على مشاعره وهو يهمس لوالده: آسف ..
لم يُعلق آليكسندر وإكتفى بتربيتةٍ أخيره ..
وعلى جانبه الآخر يقف ريكس بهدوء دون أي قطرة حُزنٍ بداخله عليها ..
إنه هُنا فقط من أجل المظهر ومن أجل إخوته ، فشخصٌ مثلها لا يستحق تكريمها بعد وفاتها ..
عقد حاجبه عندما لاحظ آلبرت وفرانس وإستيلا وفلور ... فقط من دون كين ..
هل هو مريض مُجدداً ؟ أم أنه رفض الحضور ؟
إن رفض فهو لا يلومه ولكن موقفه سيُصبح غبياً أمام أبناء عمه ..
جاءه همسٌ من الخلف يقول: هل أُبالغ لو قُلتُ أن لموتها بعض الفوائد ؟
إلتفت ريكس إلتفاتةً قصيره ينظر الى آندرو الذي حضر لتوه ليُكمل الآخر: أعني ، لن يُظهر أحدهم لي مشاعر الكُره عندما أحضر الى مُناسبات عائلتكم ..
إبتسم ريكس مُعلقاً بهمس: كلا لستَ تُبالغ ..
رد آندرو له الإبتسامة لينظر بعدها بهدوء بإتجاه إليان التي يبدو عليها وكأنها بالكاد تقف لولا دعم أخاها لها ..
عاود ريكس النظر الى آندرو ليُعلق عندما لاحظ نظراته: إنسى ولا تُحاول تعزيتها ، لن تُرحب بمشاعرك الصادقة بمثل هذه الظُروف ..
إبتسم آندرو يهمس: أنتَ مُتأخراً جداً في المنهج ، لقد تم إصلاح سوء الفهم بيننا ..
رفع ريكس إحدى حاجبيه بشيء من الدهشة هامساً: عجباً ! كيف تنازَلت وإستمعتْ الى تبريرك ؟ ليست ممن يُعطي فُرصاً كهذه ..
إبتسم آندرو وعلق ولكن ريكس لم يُركز على تعليقه وهو يرى من خلف آندرو ذاك الرجل يتقدم بهدوء الى صفوف المُعزين ..
ماذا يُريد هذا هُنا ؟!!!
هل من المعقول أن والده إستدعاه حتى بعدما عرف عن علاقته مع جينيفر ؟!
ذاك الطبيب الوغد ..!

لم يكن وحده من لاحظه ..
شد آلبرت على قبضة يده حال رؤيته وبالكاد يُحاول الحفاظ على أعصابه من التهور فهذا لن يعود بالسوء سوى عليه هو فقط !!
واثق بأن عمه إستدعاه من أجل المظهر العام ولكيلا يتسائل أحد عن السبب في عدم حضور طبيب العائلة الى جنازة جينيفر ..
ذاك الوغد ..
بسببه هو وتلك الجينيفر أصبح كين الآن هُناك في السجن !
مُحتجزاً في ذاك المكان القذر والذي لا يُفترض بأن يكون بداخله ..
بل هذان !!
أشاح بنظره عنه وحاول تهدئة نفسه وهو يُفكر بما يملكه ضد هذا الرجل عندما فتش أوراق جينيفر ..
سيصمت في هذه الفتره ولكن قريباً ... وقريباً جداً سيسجُ بهذا الحقير الى السجن ..
رفع عينيه الى ريكس لفترة مُفكراً بأمره وبأمر مرض كين ..
تجاهل التفكير وحاول إستعادة هدوءه مُجدداً فليس من الجيد أن يُلاحظ أي واحدٌ من الحضور ملامح وجهه الحاقدة هذه ..
بينما تراجع فرانس من جانبه بهدوء وعاد الى الخلف عندما لاحظ أحدهم ..
وقف بالقُرب منه يقول بهدوء: ألم تسمع بما حدث لي ؟
رفع هذا الرجل عينيه الى فرانس يقول بهدوء: لنتحدث فيما بعد ..
فرانس: طاردتي المُنظمة وأنا الذي لا شأن لي بكُل شيء ، كِدتُ أموت !
تحدث الرجُل مُجدداً هامساً: ليس الآن ..
شد فرانس على أسنانه يقول: حتى أنك لم تُكلف نفسك عناء البحث عني وإنقاذي ! ألم تُطمئني دائماً بأن علاقتي بك لن تُكشف وسأكون بأمانٍ من هذه المنظمه ؟ لما إذاً يحدث هذا لي بسببك ! هل أنتَ من أخبرهم عني ؟ أجبني ياريكارد !
نظر ريكارد إليه وهمس بحده: فرانس قُلتُ ليس الآن !! هل تُريد التسبب بمُشكلةٍ في جنازة عمتك ؟
إبتسم فرانس بسُخريه قائلاً: أنت تعلم بأنه لا يُهمني ، لقد تسببتُ سابقاً بمُشكلةٍ في حفلة ريكس وأغضبتُ الجميع مني ..
همس ريكارد: مجنون ..
فرانس: أعلم لذا أخبرني كيف وصلوا إلي !! إنه عن طريقك أنت صحيح ؟!! لا أعرف أحداً آخر على صِلةٍ بهم سواك ..
ريكارد بهدوء: ولما لا تقول بأنه عن طريق رين ؟
عقد فرانس حاجبه للحضةٍ ليُكمل ريكارد بهدوء: هُناك الكثير أُريد التحدث به معك ولكن ليس الآن ، وأيضاً ... أنتَ تعلم من بيننا هو الشخص السيء ، لستُ أنا بل رين ..
أشاح فرانس بنظره متوتراً ليُكمل ريكارد: فهي من تتصرف بشكلٍ سيء على عكس ما تُريد أنت ، بينما أنا ماذا أفعل ؟ إهدافي هي ذاتُها أهدافك لذا إعرف من توجه له أصابع الإتهام ..
بعدها تقدم وتجاوزه فشد فرانس على أسنانه وهو يتذكر زيارة رين له ..
لقد إستعادت ذاكرتها فلما تستمر بإدعاء الغباء !!
ستكون فتاةً لطيفة لولا تصرُفها !
أخذ نفساً عميقاً وإلتفت ينظر الى حيث وقف ريكارد بعيداً عنه ..
هل حقاً عرفت تلك المُنظمة طريقه بواسطة رين ؟
هل أخبرتهم أم كان الأمرُ مصادفه ؟
همس: كلامها لي لا يدل على أن لها يداً في ذلك ..
ولكن ... ماذا لو كانت تتدعي الغباء كما حدث سابقاً ؟
سألته: يداً في ماذا ؟
إنتفض رُعباً وإلتفت ليُصدم بها تنظر إليه بتساؤل وهي ترفع إحدى حاجبيها ..
بلع ريقه يقول: لما أنتِ هُنا ؟ من إستدعاك ؟؟
إبتسمت وهي تتكتف قائله: لما ؟ أولستُ مُرحباً بها ؟!
توتر وهو يُجيبها: كلا ليس كذلك ، بل .... مرحباً ..
وبعدها حاول العودة الى حيثُ إخوته ليتهرب منها ولكن لم يستطع فكلام ريكارد يتردد في رأسه ..
نظر إليها لفترة فقالت: ماذا ؟ قُل ما لديك وخلصني ..
فتح فمه وسألها: من إستدعاك ؟
وجد نفسه يسأل سؤالاً بعيداً عن المقصود ..
أجابته وهي تنظر الى الصفوف الأولى: ريكس ولم أكن لأحضر ولكني فعلتُ لأجل إلين وإدريان ..
عاودت النضر إليه وأكملت: ومن الجيد أني رأيتُك ..
وعلى شفتيها إبتسامه غير مُطمئنة البته ..
لم يُعلق فنوعاً ما هو أيضاً يُريد أن يسألها بعض الأسئلة أيضاً ..
لذا ... لن يتهرب ..

راقبهما ريكارد بهدوء لفترة حتى تأكد بأن تلك الفتاة التي تُحدث فرانس هي رين بكُل تأكيد ..
كانت ترتدي قُبعةً سوداء على شعرها الأشقر القصير ونظارةً زجاجيه بإيطار أسود جعل التعرف على وجهها صعباً بعض الشيء ..
بقيت عيناه مُعلقتان بها وكلام ذاك الرجل يتردد في رأسه كثيراً ..
أخرج هاتفه وكتب فيه بضع كلماتٍ وضغط زر الإرسال ومن ثُم رفع نظره الى حيث سيبدأ الآن مراسم الدفن ..
وهذا النهار .... لا يبدو بأنه سينتهي على خير أبداً !


End


البارت اطول من السابق ولكن مو بالطول اللي تمنيت اقدمه لكم
القادم باذن الله بيكون الضعف لان الوقت حيسعفني اكيد عكس بارت الليله وحنقفل فيه احد فصول الروايه



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 07-05-21, 07:20 AM   #150

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,432
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




Part 71


"كلما اتسع حجم الخصم زادت نقاط ضعفه وضوحاً"




إنهارت إليان باكيةً بصوتٍ مسموع بعدما كانت طوال الفترة الماضيه بالكاد تُحافظ على رباطة جأشها ..
ولكن منظر دفن والدتها كان أقوى من إحتمالها على مُشاهدته ..
إدريان جلس على رُكبةٍ واحده يحتضنها وهو يدفن وجهها بصدره كي لا تلتفت مُجدداً لرؤية والدتها تُغادر دون عوده ..
عيناه حارتان والدموع تملؤهما ونظره لم يتزحزح عن ذاك التابوت المُغلق والذي بدأ يختفي بفعل الرِمال ..
المنظرُ كان مُؤلماً ومُحزناً بحق ، الكثير من الحضور أشفقوا على حالة أولادها من بعدها ..
وحزنوا على حالة أبناء عمهم أيضاً فهي من كانت تهتم بهم وخاصةً بعدما رأوا الدموع تملأ عينا إستيلا دليل محبتهم الكبيره لها ..
ولكن تلك الدموع لم تكن لتنزل قط من أجل جينيفر ، كانت تبكي أخاها الصغير الذي سُجن وضاع مُستقبله بسبب تلك التي يحزن الجميع لأجلها ..
لا تستحق كُل هذا الحُزن ، لا تستحق على الإطلاق ..
خرج صوتها مُرتجفاً تهمس: كُنتُ مُستيقضه ، ليتني خرجتُ من غُرفتي ومنعتُ موتها !
آلبرت بهدوء همس: إستيلا يكفي ..
قالها وهو يعلم بأنها لن تتوقف ..
هو بنفسه بالكاد يمنع عقله من التفكير بمصيره وبما فعله أخاه ..
أخذ نفساً عميقاً وأشاح بنظره عن منظر الدفن لتقع عيناه على جان مُجدداً ..
نظر إليه ببرود والى نظرته العادية تلك التي يرمق بها المقبره ..
ذاك الوغد !
أشاح بنظره عنه مُجدداً حتى لا يتهور فهو ليس ممن يفقدون رباطة جأشهم أمام حشدٍ من الناس ..
ولكن يبدو بأن الآخر سيُجبره على فعلها ، فهاقد تقدم جان منه حالما لاحظه وحادثه يقول: أحتاجُ للحديث معك لذا لنذهب الى مكانٍ هادئ بعد إنتهاء مراسم الدفن ..
أمسك آلبرت أعصابه ولم يرد عليه في حين إبتعد جان قليلاً بنظرةٍ هادئةٍ تعلو مُحياه ..
إلتفت آلبرت بعدها ينظر الى حيثُ رحل ..
ضاقت عيناه قليلاً وقد خمّن الموضوع الذي يُريد الحديث عنه ..

ثوانٍ حتى زادت الغيوم وبدأ رشاش المطر بالنزول أولاً ..
رفع إدريان رأسه لأعلى حيثُ السماء الرمادية الماطره ولكن حجب عن نظره هذا المنظر مِظلةً سوداء غطته هو وأُخته ..
لف نظره قليلاً تجاه أخاه الذي أمسك المظلة لهما وهمس له: خذ إليان بعيداً ..
رد له ريكس الهمس: ستذهبان كلاكما معي ..
عاود إدريان النظر الى القبر الذي إكتمل دفن الجُثة فيه وهو بحق لا يُريد التحرك ..
يُريد البقاء هُنا بجوار والدته ، الجو بارد ولا يستطيع ترك والدته وحدها هكذا !
إرتجف صوته رُغماً عنه يقول هامساً: أرجوك ريكس خُذها ..
ريكس بهدوء: الأخ الأصغر من عليه إطاعة أخاه الأكبر ..
تدخلت جيسيكا صديقة إليان بعدما كانت تُراقب المشهد من بعيد بعينيها الدامعتين المُتألمتين لحال صديقتها المُقربه ..
جلست وهي تُمسك بمظلتها بيد واليد الأُخرى وضعتها على كتف إليان تقول: أرجوك توقفي إليان ، لا تؤلمي قلبي هكذا ..
ثُم حاولت سحبها وإجبارها على الوقوف ليُغادروا من هذا المكان ..
ساعدها إدريان وهو يهمس لجسيكا: أبعديها حتى عن منزل العائله ، وإهتمي بها رجاءاً ..
هزت جيسيكا رأسها دون تعليق وحاولت سحب إليان معها بعيداً وتلك الأُخرى تُقاد دون أن تشعر بشيء فعقلها غائب عن العالم تماماً ..
وفاة أُمها يجعلها تضن بأن العالم سيُصبح أسوداً الى الأبد ..
راقبهما إدريان بعينيه بهدوء ثُم إلتفت الى ريكس ..
أشاح بنظره عنه ينظر الى روبرت كلاودي وهو يُعزي آليكسندر وهمس: أُراهن بأنه ستتوالى زيارات المعارف والعلاقات التي كونها كُلاً من والديّ لمنزل العائله فالكنسية التي حدثت فيها الجنازة لم تكن تكفي الجميع ، لذا لابد من وجود أحد بجوار والدي ، غادر معه ..
ريكس بهدوء: أخبرتُك ، ستُغادر معي ..
إدريان: أُريد البقاء بمُفردي ..
ريكس: سأبقى معك ..
شد إدريان على أسنانه ونظر الى عيني ريكس بحده هامساً: ألا يُمكنك أن تتفهم الأمر وتتركني وشأني ؟!!!
ريكس بهدوء تام: ولأنني أتفهمه جيداً لن أتركك تواجهه بمُفردك كما حدث معي حين وفاة والدتي ، كان الأمرُ مُروعاً وتمنيت لو أن أحدهم بجانبي ..
دُهش إدريان للحضةً قبل أن يُشيح بنظره بشيء من الذنب فهو حينها لم يكن بجواره ..
كان آنذاك صغيراً في الاعدادية وريكس حال وفاة والدته اصبح منطوياً ولم يستطع الاقتراب منه ..
ليته فعل ..
همس له: فلتفعل ما شِئت ..

لم يحضر الجميع مراسم الدفن ، فقط المُقربين من العائله ..
أفراد العائلة وبعض أصدقائهم المُقربين وأُسر أُخرى مُقربه كعائلة كلاودي وطبيب العائلة ومُدير أعمال جينيفر وبعض من المسؤولين المُهمين في أعمال آليكسندر والجيران المُقربين ..
المعارف بعضهم إكتفى بحضور الجنازة قبل ساعةٍ تقريباً ورحل حال بدء مراسم تشييع الميت والذهاب به الى المقبره ..
والبعض الآخر فضّل أن يقوم بنفسه بزيارة المنزل بعد إنتهاء الدفن ..

المطر لم يزداد بعد وكان يهطل كرِشاش خفيف ..
تقدم آليكسندر من إدريان الذي كان يقف بهدوء أمام قبرها وبالقُرب منه ريكس يُمسك بالمظلة وقال: هيّا إدريان ، لنذهب الى المنزل ..
تدخل ريكس قائلاً: سنلحق بك لاحقاً ..
هز آليكسندر رأسه وربت على كتف إدريان قبل أن يهمس لريكس: أين إليان ؟
أجابه بهدوء: أخذتها صديقتُها بعيداً ..
آليكسندر: حسناً ، هذا أفضلُ لها ..
ومن ثُم إلتفت وغادر برفقة آلبرت وأحد الرجال المُقربين الذين يعرفهم بعمله ولحق بهما إستيلا وفلور ..
حال إلتفاتة ريكس لإدريان لاحظ رين التي كانت تنظر إليه وما إن بادلها النظرات حتى أشاحت بنظرها عنه وغادرت ..
عقد حاجبه وأصبح الآن مُتأكداً بأن هُناك خطبٌ ما فنظرتها كانت مليئة بالكُره ..
إنه فرانس بلا شك ولكن ماذا قد يقول لها مثلاً ؟!!
بحث عنه بنظره حتى وجدته يلحق برين مُبتعدين ..
فرانس هذا .... سيقتُله بالتأكيد !
قطع نظره وجه جوليتا التي إبتسمت له تقول: مرحبا ..
أجابها بهدوء وهو يُحاول تتبع رين وفرانس بنظره: أهلاً ..
تجاوزته وتقدمت من إدريان تقول: كيف حالُك إدريان ؟
رفع إدريان نظره إليها ، حتى والسواد يكتسحها بالكامل كانت لا تزال جميله بشعرها اللؤلؤي وعينيها الصافيتين ..
أجابها بهدوء وهو يُشيح بنظره عنها: بخير ..
إبتسمت تقول: كلا لستَ كذلك ..
عاود النظر إليها لتُكمل: أنتَ لستَ بخير ، ولكن لا تُلام على هذا ، أتمنى بأن تتخطى هذا الأمر سريعاً وتعود إبتسامتك تلك ، مُنذُ كُنتَ طِفلاً وأنت لطالما كُنتَ حيوياً ومرحاً دائم الإبتسام ، لا تحرمنا هذا ..
مدت يدها مُمسكةً بكفه تضغط عليها قائله: كُن قوياً كعادتك ..
سحبت يدها لتُغادر ولكنه شد عليها يمنعها ، تعجبت ونظرت إليه ..
بقي ينظر إليها لفترةٍ قبل أن يهمس: ريكس لا يستحقك ..
إلتفت ريكس تاركاً رين وفرانس يبتعدون عن نظره وهو يُطالع إدريان بهدوء والذي أكمل: لا أحد بهذه العائله يستحقك ، أتمنى لك بأن تجدي الرجل الذي يُحبك ويُحارب لأجلك ..
إختفى تعجبها لتبتسم قائله: شُكراً لمشاعرك اللطيفه ، أتمنى لك المِثل ..
إبتسم لها إبتسامةً صفراء وترك كفها لتُغادر مُبتعدةً عنه ..
لطالما أحبها من طفولته ، ولكنه تخطى هذا ..
وعند إنفصالها عن ريكس شعر بشيء من الغضب وراودته أفكار بالعودة لحُبها ولكن .... فتاةً رائعه مثلها لا يستحقها فلقد إنسحب سابقاً كالجبان ولم يُحارب لأجلها ..
تستحق من هو أقوى ..
وأفضل ..

تدريجياً خف الحضور ولم يبقى سواهما ، ريكس وإدريان ..
بينما آندرو إنتظر خارجاً بالسيارة فلا حاجة له للبقاء بينما هو مع أخاه والأُخرى غادرت برفقة صديقتها ..
تسائل في نفسه هل صديقتُها تلك ستُخفف عنها أم سيكون الأمر صعباً ؟
إليان حساسةٌ للغايه وأمر كهذا بالتأكيد هزها من الداخل ..
هو ..... يرغب بأن يكون بجوارها ..
أشاح بنظره الى النافذه وهو يهمس لنفسه: توقف آندرو ... إنها طالبةٌ لديك ، لا تتمادى بمشاعرك الحمقاء هذه ..

وبمكانٍ لا يبعُد كثيراً كانت رين تقف تحت الشجرة بالقُرب من مدخل المقبره وأمامها فرانس الذي أخذته جانباً لتتحدث معه ..
عينيها تُراقبان ريكس وأدريان من بعيد وهي تهمس لفرانس: هل عرفتُم من قتلها ؟
هز فرانس كتفه يقول: أعتقد بأن التحقيق توقف مُؤقتاً ..
رين بتعجب: ومن قد يُقدم على قتلها ؟ هل كارهيها كُثر ؟
إبتسم فرانس يقول: كثير للغايه ، أولهم إخوتي ..
أكمل مُمازحاً: لا أستبعد أن أحداً منهم فعلها ، رُبما إستيلا فهذا إسلوبها .. فلور أجبن من أن تفعلها وكين يأخذ حقه بطُرِق مُلتويه وآلبرت يلجأ للمواجهات والأدله .. حسناً إنتهى الأمر إنها إستيلا دون ريب هههههههههههه ..
قطبت حاجبيها قائله: لا تقل هذا الأمر أمام أبنائها فلن يأخذوا بكلامك على أنه مِزحه !
فرانس: قد أكون أحمقاً ولكن ليس الى هذه الدرجه ..
تنهدت وعاودت النظر الى القبر لفترةٍ قبل أن تهمس له: هل تعلم لما كانت تعتني بي بكُل هذه اللطافه ؟ فما حدث معها لا يدل سوى عن كونها سيئة لدرجة أن يُقدم أحدهم على قتلها ..
صمتت قليلاً ثُم أكملت: وكُره ريكس لها لابد من وجود مُبرر له ..
إلتفتت تنظر الى فرانس وأكملت: حتى إستيلا قالتها ، وكين نصحني منها ، إن كانت سيئه لدرجة أن الجميع يعلم هذا فلما كانت تُمثل الطيبة أمامي ؟ ما الذي كان لتستفيده ؟
نظر إليها لفترةٍ ثُم نظر الى ريكس الذي يكتسحه السواد من بعيد إبتدائاً بشعره حتى بدلته الرسمية وحذائه وإنتهائاً بالمِظله ..
تحدث بعد فترة صمت يقول: لأنها تكره ريكس ..
رين: وما شأني أنا ؟ إنها حتى أسمتني بإسم والدته وجعله هذا يستشيط غضباً لدرجة أنه ذات مرةٍ حاول طردي من المنزل ..! هل فقط تُريد إستفزازه ؟ فلما إذاً تتدعي الطيبه لي ؟
فرانس: لا تُفكري كثيراً فالأمر أبسط من ذلك ، كُنتِ فقط كورقةٍ رابحه تضمها لأوراقها ضد ريكس فسُمعته سيئه للغايه وهي وحدها من تعرف هذا وتمتلك أدلةٍ عليه أيضاً ، تنتظر منه فقط أن يعصي كلامها ويتحداها وحينها بسبب لُطفها البالغ معك ستطلُب منك أن ترفعي شكوى ضده لتُؤدبه وتُخبره بأنها ستفعل ماهو أكثر إن كرر هذا ..
بعدها سكت وعينيه لا تزالان على ريكس في حين سألته رين: ولما تكُن كُل هذا الكُره له ؟
لم يسمع سؤالها بل علق على كلامه هامساً: أتعلمين ما الغريب في الأمر والذي إكتشفتُه مُؤخراً ..... ريكس لا يهتم ، حتى عندما قُمتُ بتشويه سُمعته في الحفلة لم يتحدث عن الأمر بتاتاً بل سألني عن شيء آخر مُختلف ، ما الذي يجعله بارداً تجاه كُل هذا ؟
إبتسمت بسُخريه تقول: لأنه حقير ..
إتسعت عيناه بدهشه ونظر إليها يقول: ماذا ؟
أشاحت بنظرها عنه دون تعليق فهي لا تُريد الحديث عن هذا مُطلقاً ..
فكُلما تذكرت كلام آلبرت .... تمزق قلبها من الداخل وزادت كراهيتها تجاه قرارات ريكس الأنانية هذه ..
سألها فرانس: لم أعد أفهم ، هل تحسنت علاقتك به أو ماذا ؟
لم تُجبه بل بادرت تسأله بهدوء: لما جينيفر تكره ريكس ؟ هل لأنه إبن آليس ؟
فرانس: من السهل تخمين الإجابه فإمرأة جشعة مثلها لابد من أن يستفزها أتفه الأمور ، فطفل وحيد من زوجة سابقه رائعه يحصل على إهتمام أكبر من أبنائها كان سبباً كبيراً بالنسبة لها ..
علقت رين: ألا تعلم بأن هذا يعني بأنها تعترف إعترافاً تاماً بأن آليس أفضل منها بمئات المرات ؟ إنها غيرةٌ واضحه ..
هز فرانس كتفه دون تعليق ..
دقائق قليله مرت قبل أن تسأل رين بهدوءٍ تام: ماهو مرض ريكس ؟
عقد فرانس حاجبه فنظرت الى عينيه مُباشرةً تقول: أخاك يقول بأنه مرضٌ ميؤوسٌ منه ، ماذا يكون ؟
فرانس: أخي ؟ من تقصدين ؟!
خطر بباله آلبرت فلقد حادثها قليلاً قبل أن يدخل إليه ولكنه لا يعرفها فكيف يُحادثها فجأه عن ريكس ومرضه ؟
بل .... كيف يعرف آلبرت عن مرضه ؟
سألته قاطعةً عنه حبل أفكاره: هل هو خطير ؟ الى أي درجةٍ من الخطوره ؟ هل له علاقةٍ لعدم رغبته بالزواج لدرجة أنه عاند والده وفصل خطبته من جوليتا ؟
همست بعد لحضاتٍ من الصمت: هل .... هو الإيدز ؟
إتسعت عيناه للحضةٍ يقول: لما تفترضين أسوأ الأمراض ؟!!
رين بإندفاع: إذاً ماذا ؟ هو المرض الوحيد الذي لا علاج له والذي يُمكن أن نُطلق عليه مرضاً ميؤوساً منه !!
نظر الى عينيها المليئتان بالترقب والخوف ليُجيبها بعد فترة صمت قائلاً بهدوء: لا أملك فِكرةً عن نوعه بالتحديد ولكنه مريض بالسرطان ، نوعٌ تشوه بفعل الأدوية الممنوعه .. أُراهن أنه أصبح يندرج الآن تحت أنواع الأمراض الميؤوس من علاجها ..
إتسعت عيناها تدريجياً من الصدمة وهي تهمس: تكذب !
فرانس: يُمكنك سؤاله إن أردتِ ..
إلتفتت فوراً تنظر الى حيث يقف أمام القبر وهي لا تزال مصدومة من كلامه ..
هذا غير معقول ؟!!!
وماذا يقصد بمرضٍ تشوه بفعل الأدوية الممنوعه ؟!!
عاودت النظر الى فرانس تقول: ماذا تقصد بأدوية ممنوعه ؟ هل هي التي توجد بقنينةٍ شفافةٍ يحملها معه ؟
فرانس: رأيتها إذاً ؟ أجل هي ..
رين: كيف لدواءٍ أن يكون ممنوعاً ؟ ألم يكن ما بالقنينة حبوب مُخدره أو ما شابهها ؟
فرانس: أقصد أدويةً غير مُرخصه قام بتطويرها أحدهم ، وما كان مع ريكس هو حبوب مُسكنة غير مُرخصةٍ أيضاً تُخفف الألم حال هيجانه .. ولكن لا فائدة منها فهي لا تُعالج المرض بل تُخفف الألم لا اكثر ..
رين: ولما هو مُضطر لإستعمالها ؟ وكيف وصل إليها ؟!
فرانس: إسأليه بنفسك ..
شدت على أسنانها تقول بحده: أنا أسألك أنت !
فرانس بهدوء: وأنا أقول إسأليه بنفسك فهو يملك الإجابة الشافيه ، أنا لا أعرف سوى بعض الأمور لا غير ..
أشاحت بنظرها تنظر الى ريكس مُجدداً وهي تهمس: ذاك المجنون !!!
ثوانٍ حتى إلتفتت الى فرانس تقول بشيء من الإنفعال: نعم أنا أُخاطر بنفسي من أجل الإنتقام لوالدي وآري ولكني لا أفعلُها بكُل هذا الجنون لأقتل نفسي !!! بل أحرص على أن أعود حية من كُل هذا لأجل من ينتظرني ، لأجل عائلتي فلما هو لا يهتم لمشاعر من يُحبونه ؟!! لما لا يحرص على أن يعود سالماً إليهم !! أنا حقاً أكرهه !
دُهش من إنفعالها ومن عينيها اللتان إحمرتا وكأنها تُنذران بتجمع الدموع فيهما ..
مد يديه ووضعهما على كتفيها يقول: لا بأس رين ، أنا حقاً لستُ مُتأكداً مما لدي من معلومات ، إسأليه بنفسك فرُبما هو يُعالج نفسه في مركزٍ ما ..
إرتجف صوتها رُغماً عنها هامسه: بل تقصد يُخطط لقتل نفسه في مُنشئةٍ ما ..
عقد حاجبه يقول: ليس الى هذا الحد ..!
أشاحت بنظرها تنظر الى الشارع الذي بدأ يزداد هطول الأمطار عليه هامسه: بل هو كذلك ، ذاك الأناني ..
عيناها مصوبتان على الشارع حتى تمنع نفسها من الإنفعال مُجدداً بينما نظر إليها فرانس لفتره قبل أن يسألها بهدوء: هل تُحبينه ؟
دفعت يديه عن كتفها قائله بإندفاع: كلا فأنانيّ مثله لا يستحق أن يقع أي أحد في حُبه ..! إنه لا يستحق سوى الكراهية ولا شيء سوى هذا ، ليتني لم أعرفه قط في حياتي ..
تنهد وهمس لها: إنتظريني هُنا ، سأحضُر مِظلةً من أجلك فالمطر قد إشتد ..
بعدها غادر وهو يحمي رأسه بجاكيته فجلست فوراً وظهرها على جذع الشجرة الضخمه ..
دفنت وجهها برُكبتها وهُنا إنفجرت باكية بشكلٍ لم تتخيله قط ..
**
قبل كُل هذا بثُلثِ ساعه ..
يجلس على أريكته مُسترخياً بينما دخل أحد رجاله مُستئذناً وتقدم منه ..
فتح له الهاتف حيثُ رِسالةٍ تملأ شاشتها وناوله لزعيمه قائلاً: إنها من ذاك الرجل ، من ريكارد ..
أخذ البروفيسور الهاتف وقرأ ما فيها حيث عنواناً يتبعه كلامه قائلاً: "...... تتواجد رين فينسنت هُنا لحضور جنازة المرأة التي إعتنت فيها ، ولكنها لوحدها ، أعطيتُك المعلومات التي تُريدها لذا كُن على إتفاقنا في أن تترك للصبي قرار الإختيار "
رفع البروفيسور عينيه الى الرجل يقول: كما أمرتُك سابقاً ، فوراً ..
هز الرجل رأسه وغادر ليُنفذ الأوامر فوراً قبل أن تتحرك أو يُضيعونها ..
سحب البروفيسور هاتفه من جانبه وأرسل رسالةٍ الى أحدهم هامساً: لا تلمني يا ريكس فيما أفعل ، مر الأسبوع ولم تُنفذ ، سيطرت تلك الثعلبة على عقلك كما فعلت مع آليس سابقاً لذا ليس من العدل أن تموتا بدونك ..


توقفت رين تدريجياً عن البُكاء وهدأ صوتها الذي كان يختلط سابقاً مع صوت المطر وبقيت تستمع إليه دون أن ترفع رأسها عن رُكبتيها ..
ثوانٍ حتى شعرت بإقتراب أحدهم منها ، إنه فرانس بكُل تأكيد ..
توقفت القدمان أمامها مُباشرةً فأغمضت عينيها لفتره لتتأكد من خلو الدموع منها وهي تهمس لنفسها: "حقير ، لا يستحق شيئاً ، لا تُفكري به يا رين من الآن وصاعداً" ..
أخذت نفساً عميقاً وبعدها رفعت رأسها لتقع نظرها على حِذاءٍ لم يكن حذاء فرانس على الإطلاق ..
رفعت رأسها تدريجياً لتتوقف على تلك النظرات الباردة كبُرودة الجو من حولها ..
يالا تلك النظرات التي تكرهها ..
أشاحت بنظرها عنه ليتحدث قائلاً: ماذا تفعلين لوحدك هُنا ؟
نظرت الى إدريان الذي بقي لوحده أمام القبر برفقة المِظلة وهمست: أذهب الى أخاك وأتركني ، لم آتي لأجلك كما تعلم ..
علق بهدوء: هل تبكين على جينيفر ؟
نظرت إليه بنظراتٍ حادة تقول: كلا !
سألها: إذاً من ؟
أشاحت بنظرها عنه هامسه: فقط تذكرتُ والدي .. غادر لو سمحت ..
عقد حاجبه مُستنكراً يقول: "لو سمحت" ؟ إنها جُملةٌ لم تكن لتقولها رين التي أعرفُها !
عاودت تنظر إليه بحدة تقول: كلانا لا يعرف أي شيء عن الآخر .. غادر عني ، فمارك الذي كان يربطنا قد أرسلتُه الى والدته ..
ظهرت الصدمة على وجهه يقول بحده: لما فعلتِ هذا ؟!!! إنها مُختلةً لا تصلُح لتربية أحد !
رين بسُخريه: انظروا من يتحدث ؟!! على الأقل هي تُكافح لأن تبقى معه على عكس أشخاصٍ أعرفهم !
شد على أسنانه وقد طفح الكيل معه فسألها مُباشرةً: ماذا أخبرك فرانس لتكوني عِدائيةً هكذا معي ؟!!
رين بإندفاع: أنا عِدائيةٌ معك مُنذ البداية ، وياليتني إستمريت لكُنتُ الآن أتشمتُ بدلاً من أن ....
بعدها توقفت ولم تُكمل فهي ترفض الإعتراف بكونه مزق قلبها ألماً من قراره الإنتحاري هذا ..
همست وهي تنظر بعيداً: غادر ، الهواء بارد والمطر قد بللك ..
إبتسمت بسُخريه وأكملت: آسفه نسيتُ أنك لا تهتم لصحتك ..
إلتفت عندما سمع صوت إقتراب أحدهم ليجد فرانس الذي دُهش من وجوده ..
تلعثم وتركه متقدماً من رين يُعطيها مِظلةً غير التي يحملها بيده فأخذتها منه ، إلتفت بعدها الى ريكس ينظر الى شعره الذي تبلل ، لابد من انه قطع الطريق من إدريان الى تحت الشجرة دون أن يُغطي نفسه ..
مد له المِظلة التي معه يقول: أتُريد واحده ؟
نظر ريكس إليه لفترةٍ قبل أن يقول: ألن تتوقف عن إثارة المشاكل في كُل مكانٍ تذهب إليه ؟
ظهر الإستنكار على وجهه وقال مُدافعاً عن نفسه: لستُ أنا من أخبرها عن مرضك !!!
ظهرت الدهشة في عيني ريكس في حين وقفت رين تقول: فرانس فلنذهب ..
ومن على بِنايةٍ طويلة قريبه ، إنطلقت تلك الرصاصة من بُندقية هذا القناص المُحترف وعبرت الهواء بشكلٍ خاطف لتستقر في جذع الشجرة بعدما إخترقت هذا الجسد وأسقطته أرضاً ..
ولكن اوراق الشجرة الضخمه جعلتُه يُخطئ الهدف لتنطلق شتيمةً من بين شفتيه هامساً: كان عليّ إختيار مكان أقل علواً ..
لتتراقص بعدها إبتسامةٍ لعوبة مُكملاً: لا بأس ، أكره إنتهاء المهام بسرعه ، لا مانع من اللعب قليلاً ..

***

6:05 pm


يجلس بهدوءٍ تام على كُرسي خشبي بهذه الغُرفة المُظلمه إلا من إنارةٍ واحدة فقط ..
الأصفاد تُكبّل يديه وعيناه تغوصان بالفراغ ..
خمس دقائق من دخوله حتى دخل المُحقق وتقدم جالساً على الكُرسي المُقابل وتتوسطهما طاولةٌ خشبيه رمادية اللون ..
فتح المُحقق جهازه المحمول قائلاً: هل أنتَ مُستعد لجلسة التحقيق الثانيه ؟
نظر كين إليه لفترةٍ قبل أن يهز رأسه بالإيجاب ..
بدأ المُحقق بتسجيل الجلسه وهو يبدأها قائلاً: بعد جلسة التحقيق البارحه ذهبنا للتأكد من أقوالك ولكن تبيّن لنا بأنكَ كُنتَ تكذب بخصوصها ..
عقد كين حاجبه ليوضح المُحقق كلامه قائلاً: عُلبة السم التي رميتها في سلة مُهملات المطبخ لم نجد لها أثراً ، لا بالمطبخ ولا بسلة المُهملات الخاصه بالحي .. أين تخلصت منها يا كين ؟
تنهد كين وهو يهمس: أخبرتُك ، في ذات الليله رميتُها في سلة المُهملات بالمطبخ ، رُبما سقطت بجانبها أو لا أعلم فتشوا جيداً ..
المُحقق: فتشنا في كُل مكان ولا أثر ..
صمت قليلاً ثُم أكمل: كين ، تجاوب معنا ، أنتَ لا تزال في الرابعة عشر من عُمرك ، قانونياً أنت فتىً قاصر لذا لن تكون العقوبة مُشدده ، ولكن إن بدأت بتظليل التحقيق فلن تكون العواقب جيده ..
رفع كين يديه المُكبله وأسند رأسه عليها يهمس: لا يُمكنني التذكر ، أعتقد بأني رميتُه من حينها ، ولكن رُبما رميته في سلة المُهملات بغُرفتي ، أو بأي واحدة رأيتُها في طريقي ، ما أنا واثقٌ منه أني تخلصتُ منها ..
هز المُحقق رأسه يقول: حسناً سنبحث في كُل مكان ، كين .... كيف حصلتَ على السُم ؟ هو سُم سيانيد لا يتواجد بسهوله في مُتناول الجميع ؟
أغمض كين عينيه وهو لا يزال يتكئ برأسه على يديه ليهمس بعد صمت: تدبرتُ أمري ..
المُحقق: لابد من أن تُجيبني ..
فترة صمتٍ مرت قبل أن يقول: صنعتُه بنفسي ..
عقد المُحقق حاجبيه بإستنكار يقول: كيف فعلتها ؟!!
ظهرت إبتسامه ساخرة على شفتي كين وهو يقول: الانترنت يُعلمك كُل شيء حتى طُرق تصنيع القنابل وأنت تسأل عن سُمٍ تافه ؟
تنهد المُحقق ليقول بعدها: حسناً ، فتشنا هاتفك ووجدنا بعض الأمور المُريبة في صفحات البحث ولكن لم أعتقد بأنك فعلتها حقاً عن طريق ذلك .... أعني ...
صمت وقرر أن يُبقي رأيه لنفسه وهو يُكمل: حسناً ، هل لك أن تُخبرني بالطريقه التي أتبعتها ؟
كين وهو لا يزال مُغمض العينين فالصُداع الذي يُسيطر على رأسه شديد ، همس له: دونتُه في مُلاحظات الهاتف ، يُمكنك تفقُدها ، أعتقد بأني حذفتُها ولكن يُمكنكم أسترجاعها فهذا عملكم ..
بقي ينظر المُحقق إليه لفترةٍ قبل أن يسأل بهدوء: ولما قتلتها ؟
وهُنا ... لم يُجبه مُجدداً ..
إنتظره المُحقق لدقائق طويله ولكن إجابته كانت الصمت كالأمس تماماً ..
المُحقق: هل تعلم بأنه لو كان الدافع قوياً فسيُقلل هذا من مُدة حُكمك ؟ بل رُبما لا يُحكم عليك أصلاً ، الدافع قوي وأنت فتىً قاصر سيكون هُناك الكثير من الأمور بصالحك أمام لجنة القُضاة !
كين بهدوء: لقد قتلتُها مع سِبق الإصرار والترصد ، ليس لأنني صغيرٌ في السن تضحك علي لتجُرني على قول ما لدي ..
المُحقق بهدوء: ولما إذاً لا تُريد قول ما لديك ؟
فتح كين عيناه ونظر الى المُحقق يقول: لأني لا أُريد ..
كانت إجابه واضحه أُجبر فيها المُحقق ألا يطرح المزيد من الأسئلة بخصوص السبب ..
فهذا سيجعل كين يزداد عِناداً لا أكثر ..
يُمكنه تأجيل السؤال لجلسة التحقيق القادمه ..
سأله السؤال التالي يقول: هل أنت نادم على فِعلتك ؟
كين: لم أكُن لأُسلم نفسي لو لم أكن كذلك ..
المُحقق: هل هُناك شريك معك ؟
هز كين رأسه بالنفي ..
المُحقق: هل تعلم بأن الخادمه رأيتك في المطبخ ليلتها ؟
كين بهدوء: أعلم ..
المُحقق: لما إذاً لم تُحاول إسكاتها عن الوِشاية بك ؟
كين: لأني أردتُ التوقف عن مُحاولة قتل جينيفر ، ولكن ما حدث قد حدث .. كانت لحضة طيش ..
المُحقق: هل لك أن تشرح لي ما حدث ليلتها بالتفصيل ؟
هز كين رأسه بالنفي يقول: ما قالتُه الخادمة يكفي ، دعني أُغادر فأنا أشعُر بالتعب ..
عقد المُحقق حاجبيه يقول: أخبرنا أخاك عن حالتك ، هل تشعُر بتوعك ؟ أتُريد أن نأخذك الى المشفى للإطمئنان على حالتك ؟
كين: أنا مُرهق من قِلة النوم لا أكثر .. دعني أذهب وأستريح ..
تنهد المُحقق فهاهي الجلسة الثانيه تتوقف إجباراً ..
أنهى تسجيل الجلسة وأغلق حاسبه المحمول في حين دخل أحدهم من الخارج ليقود كين الى الحجز ..
مشي معه كين لخطوتين قبل أن يتوقف وينظر الى المُحقق يسأل: هل أرسل أخي لي مُحامياً ؟
نظر المُحقق إليه يقول: قال بأنه سيفعل ولكن لم يأتِ أحدٌ بعد ..
كين: حسناً ، لا تُحقق معي مُجدداً إلا بعد حضوره ..
تنهد المُحقق بهدوء دون تعليق ليسأله كين مُجدداً: بخصوص كلمة شريك ، إشرحها لي ..
عقد المُحقق حاجبه يقول: ماذا تعني ؟
كين: سألتني ما إن كان هُناك شريك لي ، هل السائق الذي أحضر لي الأغراض التي صنعتُ منها السُم يُعتبر شريكاً ؟
هز المُحقق رأسه نفياً يقول: كلا ، لا يكون كذلك إلا إن كان يعرف بنيتك ، أما إن ضنها أغراضاً لك شخصياً أو لعملٍ مدرسي فلا يُسمى شريكاً ..
كين: والخادمه ؟
المُحقق: ليست كذلك أيضاً ، هي فقط رأتك بالمطبخ وفقط أحضرت الطعام لجينيفر ، لو كانت تعرف بأن ما بداخله سُماً لأصبحت شريكاً ..
نظر كين إليه لفتره فسحبه الشُرطي خارجاً وحال ما خطى كين خُطوةً واحده توقف ونظر الى المُحقق مُجدداً يقول: ولكنها كانت تعلم بنيتي ، أنا أمرتُها بالذهاب للطعام الى جينيفر ، هل هي شريكٌ في هذه الحاله ؟
تنهد المُحقق فقد بدأ ينزعج من كثرة أسئلته الغبيه وهو يقول: أخبرتُك لن تكون كذلك ، أنت أمرتَها بأن تذهب بالطعام وهي فعلت ، كيف تكون شريكاً وهي فقط تُطيع أصحاب المنزل ؟!!
كين: أنت قُلتَ بأنه لو علم السائق مثلاً بأني أصنُع سُماً وأطاعني بطلباتي لأصبح شريكاً فكيف يكون الأمرُ مُختلف مع الخادمه ؟!!
عقد حاجبيه بشيء من الإستنكار وهو يُكمل: هل أنتَ جاد ؟!
تعجب المُحقق للحضات ليقول بعدها: هل كانت تعلم بأن في الطعام سُماً ؟
كين: أجل ، ألم تقل لك ذلك ؟ ولهذا عرفتُم أني الفاعل ؟
دُهش المُحقق للحضةٍ قبل أن يتنهد قائلاً: كلا لم تقل هذا ، أعتقد بأنها خافت ولهذا أنكرت معرفتها ، أرأيتَ لما كُنتُ أُريد منك أن تشرح أنت تفاصيل تلك الليله ؟ لابد من مُطابقة التفاصيل مع الجميع ليُكشف الكاذب !
هز كين رأسه دون تعليق بعدها سحبه الشُرطي الى الحجز ..
مشى معه كين بهدوء وهو يُفكر بها ، لما فعلت هذا ؟
هل سكتت عن موضوع السُم لتحميني ؟
لم يتوقع لطافتها هذه فهو لم يحتك بها كثيراً ..
أدخلَه الشُرطي الى الحجز وأغلق الباب فجلس كين وشعر ببعض الذنب لأنه فضحها ..
لو كان يعلم بأنها أنكرت موضوع السُم لأجله لأنكرَ هو ايضاً أمر معرفتها به ..
إتكأ برأسه على الجِدار وأغمض عينيه بإرهاق لم يعهده من قبل ..
لم يكن يتعب بسهولةٍ هكذا أما الآن فمن أتفه شيء يُصاب بالتعب والصُداع والوهن الجسدي ..
سُحقاً لمرضه هذا !
سُحقاً لجينيفر ولجان ..
عليه أن يفضح أمرُهما ، إنها فُرصته ولكن لن يفعل قبل أن يستشير أخاه آلبرت ..
قراراته التي تُبنى عن طريق الإنتقام أصبح خائفاً من نتائجها ، لذا لن يفضحهما إلا بعدما يسأل آلبرت ويرى ما رأيه ..
قال بأنه سيزوره حال إنتهاء الجنازة اليوم ..
سينتظره ..

***

6:12 pm


بجانب كابينة هاتفٍ على الرصيف الواسع الذي لا يبعُد كثيراً عن المقبره ..
كانت المِظلة الكبيره تُظلل الكابينة وبجوارها كُرسيّ خشبي طويل جلس فيه آلبرت بعدما أصر أن يقول جان مالديه هُنا بعدما طلب منه الآخر الذهاب لمكانٍ هادئ ..
فآلبرت وعد كين بزيارته بعد الإنتهاء من الجنازه لذا لن يُضيع الوقت في الحديث مع حقير كجان ..
أما جان فوقف مُستنداً على الكابينة وهو غير راضٍ عن المكان ولكن لا يُمكنه تأجيل الحديث أكثر لذا سيُحدثه هُنا ..
المطر غزيرٌ ويُحدث أصواتً على سطح المِظلة الكبيرة هذه مما يجعل من الآمن الحديث فلا يُمكن لأحدٍ سماع حوارهما مالم يكن قريباً بما فيه الكفايه ..
بادره بالحديث يقول: حسناً آلبرت لقد فُقدتُ شيئاً من منزلي وعندما تفقدتُ كاميرات المُراقبه وجدتُك المُتسلل ! هذا صدمني كثيراً ..
لم يُعلق آلبرت فتحدث جان بعدما قوبل بالصمت مُكملاً: لم أُبلغ الشُرطة وفضلتُ المجيء إليك بسبب العلاقات الجيدة التي تربُطني بأُسرتك لذا هلّا شرحتَ لي سبب هذا التصرُف المُشين والذي لم يكن ليخرُج من شخصٍ مُحترمٍ مِثلُك ؟
آلبرت بهدوء: لأنني توقفتُ عن هذا ..
عقد جان حاجبه فنظر آلبرت الى عينيه وأكمل: توقفت عن أن أكون مُحترماً ويالا المُفاجئه ! الأمور أصبحت بعدها سهله .. ليتني فعلتُ من البدايه ..
لم يرتح جان لنبرته ومغزى حديثه وبدأ شكه يزداد في كون آلبرت قد تصفح مافي الملفات جيداً ..
كان على أملِ أنه لم يفعل فلقد داهمهم موت جينيفر فجأه وضن بأنه إنشغل به عن تلك الملفات ..
ولكن يبدو بأنه كان مُخطئاً ..
حاول التأكد وهو يسأل: ولما فعلتَ هذا ؟ وما الذي قد تستفيده من أمورٍ خاصةً فيّ أنا ؟!
آلبرت: سأُجيبك إن توقفت عن إدعاء المِثالية أمامي ، أزل قناعك البغيض هذا وتحدث معي من دونه ..
الآن ... أصبح واثقاً بأنه عرف بعض الأمور ..
سُحقاً لجينيفر ، لابد من أنه تبعها في ذلك اليوم الذي خبأت فيه ملفاتها بمنزله ..
تنهد جان بعُمق ورفع عينيه الناعستين والتي يبدو الإهمال فيهما وهو يقول لآلبرت ببرود: أعدها لي ..
أشاح آلبرت بنظره عنه وهو ينظر الى الأمام حيثُ فتاةً تعبر الشارع بمِضلة تُظللها من المطر الذي إزداد عما كان عليه وهم بالمُقبره ..
رد عليه: لن أفعل ..
جان بهدوء: إنها أموُر لا تخصك ..
آلبرت: أعلم ولكني سآخذها ، ألم أقُل لك بأني توقفت عن كوني مُحترماً ؟ قررتُ أن أسرقها وأفعل بها أموراً جنونيةً بعض الشيء ..
ضاقت عينا جان من هذا التهديد المُبطن وهو يقول: حذاري يا آلبرت من اللعب مع الكِبار فأنتَ لستَ نِداً لهم !
وقف آلبرت وإلتفت بهدوء الى يساره حيث يقف جان وهو يرد عليه: لا حاجة لتحذيري فلقد قرأتُ عنهم ، عن الشُركاء في أبحاثك وأغلبهم أسماءٌ ثقيلة ، كُنتُ دائماً أتسائل كيف لجينيفر وحدها أن تُدير مثل هذا المشروع ؟ كيف تغفل عنكم وزارة الصحة وأنت تُزاول عملك في عيادتك ؟ وكيف تغفل أيضاً وزارة التجارة في البحث خلف المال الكبير الذي يُحول لمشاريع غير مشروعه ، الآن فهمت ، لأنكما لستُما وحدكما ، هُناك أشخاصٌ كِبار خلف الأمر أيضاً ويُغطون عنكم .. جينيفر إستفادت من عِلاقات عمي جيداً لتكسب المُستثمرين في صفها وتُعطيهم نِسباً من المشروع مُقابل التستر القانوني عليه .... وما إن ينجح فمثلما تستسروا عليهم سيعرفون كيف يُخرجونه للعالم بطريقةٍ قانونيه ..
تقدم خطوةً منه يُكمل بهدوءٍ تام: لذا لا حاجة لتحذيري فأنا أعرف أي نوع من الأشخاص هم ، أركض وتشكى لهم عن كوني أنوي إخراج كُل هذا الى العامة لأُحدث قضية رأي عام ضخمةٍ في البلاد ..
بعدها إلتفت مُتقدماً من صندوقٍ صغير تتواجد فيه بعض المضلات وما إن مد يده ليأخذ واحده ويُغادر حتى جاءه صوت جان الهادئ يقول: مسكينٌ أنتَ يا آلبرت ..
ضاقت عيناه للحضه ولم يلتفت إليه ليُكمل جان بنبرة إستصغار: أُشفق لتفكيرك الذي يعتقد بأن أصحاب السُلطة هم وحدهم من يستطيعون تدميرك ، إنك لا تُبدي أي حذرٍ مني رُغم أن حبل المِشنقة المُلتف على عُنقك بين يديّ أنا ..
إلتفت آلبرت إليه بهدوء وهو يُضيق عينيه الزرقاوتين بحدةٍ هامساً: ماذا لديك مُجدداً أيُها الوغد ؟
إبتسم جان يقول: إعذرني ، أخشى أن تستشيط غضباً وتعتدي بالضرب علي ، تكريماً لجينيفر لن أتحدث فأنا لا أُريد أن يُفسد يوم دفنها بحادثةٍ مُخجلة تحدث مع العائله ..
إلتفت مُغادراً وهو يُكمل: رُبما لو أتيتني بالأوراق وأنتَ تركع باكياً ومُعتذراً أُفكر في تخليصك من هذا الحبل ..
وبعدها بدأ يبتعد تحت المطر وآلبرت يشُدّ قبضته بأقوى ما لديه وهو يهمس: ماذا يقصد هذا الحقير !!

***
وقفت رين تقول لفرانس: فلنذهب ..
لا تُريد سماع أي شيء من فمه ، لا تعليق ولا أي شيء ..
في حين قاطعها ريكس قائلاً لفرانس: ماذا تقصد بمرض ؟
عاود النظر الى رين يُكمل: من قابلتي بالضبط ؟!!
شدت على أسنانها وتحركت مُغادره لكنه مد يده ليوقفها وفي هذه اللحضة تحرك قليلاً من مكانه مما جعل تلك الرصاصة السريعة تخترق ذراعه بدلاً من صدره لتتسع عيناه من الصدمة ويسقط أرضاً جاثياً على رُكبتيه بينما الصدمة العارمة غطت على كُلاً من فرانس ورين ..
ما إن إستوعبت حتى صرخت برعب وجلست أمامه فوراً وهي تراه يشد على ذراعه ووجهه يعتصر من شدة الألم ..
على الرُغم من أن ملابسه سوداء إلا أن الدم كان واضحاً من بين أصابعه التي تشد على ذراعه الأيمن ..
مدت يدها ولكن رصاصةً أُخرى إستقرت فجأه على الأرض أمام رُكبتيها مما جعلها تصرخ مُجدداً من الفزع ..
إلتفت ريكس فوراً الى الخلف حيث كان إتجاه إطلاق الرصاصات وهو يُغمض إحدى عينيه ببعض الألم يُحاول أن يعرف من الفاعل ..
هل حقاً البروفيسور نفذ كلامه وقرر قتله !!!!
أما فرانس تجمد بالكامل وبداخله رُعب لا مثيل له ..
لم يعهد في حياته مثل هذه المواقف ، إطلاق رصاص وإصابات !
الرُعب دب في قلب رين أيضاً وهي تهمس بصوتٍ مُرتجف: إنهم هم ، أرسلوا قناصاً هذه المرة ، هل هذا يعني بأننا سنموت ؟
كُل الثقة التي تحلت بها الفترة السابقة لكونها تمتلك مارك معها قد تلاشت تماماً وهي ترى الموت على مقرُبةٍ منها ومِن مَن حوليها ..
همس ريكس وعينيه لا تزالان تدوران في المكان: يستهدفونني أنا لذا غادرا الآن فوراً ..
ظهرت الدهشة على وجهها تقول: مُستحيل ! أنتَ واحداً منهم لذا يستحيل أن يستهدفوك أو ....
قاطعها ينظر إليها بحده قائلاً: أخبرتُك بأن تُغادري قبل أن يُلاحظك القناص وبهذا سيعرفون مكانك ، إفهمي !!
نظرت إليه بشيء من الدهشة قبل أن تتحدث بهدوءٍ قائله: لا تتصرف بلطفٍ معي !
إنزعج وإلتفت الى فرانس يقول: خُذها بعيداً .. بسرعه !
تحرك فرانس أخيراً وأمسك بذراعها ليوقفها معه ولكنها سحبت يدها تقول : كلا ! لنتصل بالشرطه !! عليهم أن يتدخلوا الآن ويُمسكوا به ..
تقدم إدريان منهم بعدما لاحظهم من بعيد .. شتت نظره بينهم يقول: ماذا هُناك ؟
إتسعت عيناه من الصدمة عندما لاحظ ذراع أخاه وتحدث فوراً يقول: ريكس ماذا حدث ؟!! هل إصطدمتَ بشيءٍ أو ماذا ؟
وقف ريكس بالكاد ومن ثُم إبتعد عنهم قليلاً وهو يُخرج هاتفه ليتصل على دارسي ..
راقبه إدريان بعينيه ونظر بعدها الى رين وفرانس يقول: كيف أُصيب ؟
إعتدلت رين واقفه تقول بهدوء: مرحباً إدريان ..
حاولت الإبتسام وهي تُكمل: لم أرك مُنذ فتره ..
تقولها بقلبٍ مُرتجفٍ بالكامل من الداخل فهُناك قناص قريب قد يفعلها الآن ويقتُلهم ..
مدت يدها قبل أن يُعلق وصافحته تقول: صحيح ، آسفةٌ على ما حدث مع والدتك ، أردتُ تعزيتك من البداية ولكني لم أحضر الا مُتأخراً لذا قررتُ إنتظارك حتى تُغادر لأقول لك هذا ..
إبتسم لها يقول: شكراً آليس .. كيف هي أحوالك أنتِ ؟ لقد إختفيتي تماماً ، قلقتُ لأجلك ..
نسيت للحضة أمر القناص وهي تبتسم له ..
هي حقاً قد إشتاقت له ..
أجابته: آسفه لهذا ، وإن كُنتَ تُريد الإعتذار عن مسألة تلك الشائعات فلا داعي لهذا ، تلك كانت أسرع طريقةٍ لأعرف هويتي ، والآن أنا قد إستعدتُ ذاكرتي ، يُمكنك أن تتوقف عن مُناداتي بآليس ونادني رين ..
إدريان: رين ؟ إسمٌ لطيف ، يُناسبك حقاً ..
نظر الى شعرها مُكملاً: لقد تغيرتي ، كيف أقولها ؟ .... اصبحتي أجمل ..
إبتسمت تعلق: هذا من لُطفك ..
نظر إليها فرانس بعدم تصديق !!
للتو رصاصتان إستهدفتهم ومع هذا تتصرف وكأن لا شيء حدث !!
عاود النظر الى ريكس الذي يقف تحت المطر يُكلم أحدهم وهو حقاً لا يُمكنه تصديق كمية البرود فيهما ..

في حين سأل ريكس مُباشرةً: هل أرسل البروفيسور أحدٌ ليقتُلني ؟
عقد دارسي حاجبه للحضةٍ قبل أن يقول: ولما قد يفعل هذا ؟
علم ريكس أن إما المُستهدف كان رين أو أن دارسي لا يعرف شيئاً بعد ..
ولكنه تأكد من أنه الخيار الأول عندما أكمل دارسي مُعلقاً: جوي قبل قليل خرج لتنفيذ أمر البروفيسور في إستهداف رين ، هل أنت معها ؟ إن كان أجل فلا تقلق المُستهدف ليس أنت ..
أغلق ريكس الهاتف فوراً وتقدم منهم يقول: لنُغادر ..
وتحرك قبلهم حتى لا يدع لأي منهم فُرصة السؤال أو التعليق ..
تقدم من سيارة آندرو التي كانت تنتظر خارجاً وضرب النافذه ليفتحها الآخر وقبل أن يتحدث قاطعه ريكس قائلاً: أحتاجُ خِدمةً مِنك .. هل يُمكنك إيصال فرانس وإدريان الى المنزل فسيارتهما ليست معهما ؟
نظر آندرو الى ذراعه المُصابه وعلق بدهشه: كيف أُصبت ؟
ريكس بكذب: سأشرح لك لاحقاً ، خذهم بعيداً الآن ..
صمت آندرو لفترةٍ قبل أن يقول: تلك المُنظمة مُجدداً تستهدف رين صحيح ؟ بسيارتك أنتَ تنوي أخذها بعيداً ليلحقوا بها وتُضيعهم ، أي أنك ستُعرض حياتك للخطر على فتاةٍ مثلها !
أكمل بهدوء: أنت من أوصلهم للمنزل بعيداً عن المُجرمين المُنتشرين هُنا وأنا من سآخذ رين بنفسي ....
قاطعه ريكس: آندرو فلتفعل ما قُلتُه لك !
تجاهله آندرو مُتقدماً بسيارته عندما لاحظ رين أمامه على بُعدِ مسافةٍ قصيره ليقف بجانبها تماماً ويقول: تعالي ..
ولكي لا يدع لها مجالاً للرفض إستخدم إسم أخاه مُكملاً: إنها أوامر ثيو ..
وياله من سحر ! لقد ركبت بجواره دون أي إعتراض ..
كُل هذا وريكس مُنصدم !
آندرو يتصرف بمُفرده على عكس ما يُريد ورين تستمع لكلامه دون إعتراض كعادتها !!
سُحقاً لهما !!
هو يعرف كم أن هذه المُنظمة عندما تستهدف أحداً لا تتركه وشأنه !
عقد حاجبه عند هذه النُقطة وسأل نفسه لما توقف إطلاق الرصاص ؟
هل كان لغرض التخويف لا أكثر ؟
تقدم إدريان منه وظلله بالمِظلة يقول: مُنذ متى وعلاقة رين جيدة مع صديقك ؟
لم يعرف بماذا يُجيبه ريكس ، هو قلق للغايه ..
الألم يُسيطر عليه من إصابة ذراعه وعقله مشغولٌ تماماً بآندرو ورين !
إتسعت عيناه بدهشة عندما مرت من جواره ثلاث سيارات سوداء تِباعاً لتسلُك المُنعطف الذي سلكتُه سيارة آندرو قبل لحضات !
إنها سياراتهم ، إنهم يستهدفونها حقاً !!
نظر الى إدريان والذي حقاً لم يكُن يُريد تركه لوحده في مثل هذه الحاله ، ولكن خوفه على صديقه ورين كبير للغايه ..
قال له: آسفٌ إدريان لدي عملٌ مُستعجل ، هل يُمكنك الذهاب للمنزل بسيارة أُجره ؟
إدريان: تعال الى المنزل وسأطلبُ لك طبيباً ..
ريكس: كلا ليس المشفى ما سأقصده بل أمرٌ مهم في عملي ..
نظر إليه إدريان لفتره ثُم قال: حسناً ، ولكن فلتعد فوراً بعد هذا فلدي أمرٌ أُريد مُحادثتك بشأنه ..
هز ريكس رأسه وغادر الى سيارته وركبها وهو ينزع جاكيته الرسمي الذي تبلل بالكامل وبقي بقميصه الأبيض الذي إصطبغ بالأحمر بجهة ذراعه الأيمن ..
ضغط أزرار هاتفه وإتصل على آندرو ولكنه لم يرد عليه ..
إتصل على مغناطيس المشاكل ولكنها لم ترد أيضاً ..
شد على أسنانه وإتصل على دارسي والذي هو أيضاً لم يرد عليه وخاصةً بعدما أغلق الهاتف في وجهه قبل دقائق ..
وضعه رأسه على المقود هامساً: سُحقاً ..
سحب بعدها ربطة عُنقه ولفها على ذراعه المُصابه ليتوقف تدفق دمه وحرك سيارته وهو على أمل أن يتمكن من اللحاق بهم ..


من جهةٍ أُخرى علق آندرو بعدما مرت دقيقةٌ من الصمت قائلاً: لقد أمر ثيو بأن تتوقفي عن التجول حول ريكس بعد الآن ..
إلتفتت تنظر إليه لفترةٍ قبل أن تقول: لن أفعل ..
عقد حاجبه بإستنكار يقول: للتو إستمعت لأوامره فلما لا تفعلين الآن ؟!!
رين: لأنه من الواضح بأنه كلامك ، إستغللت أخاك لتنفيذ رغبتك ..
بعدها إلتفتت تنظر الى الطريق المليء بالماء بفعل المطر الذي لم يتوقف بعد ..
تنهد آندرو وهو يشتم الوضع بداخله وقرر هذه المرة أن يطلب من أخاه أن يقول لها إبتعدي عن ريكس ..
ثوانٍ حتى إلتفتت إليه مُجدداً عاقدة الحاجبين تقول: لحضه ! لا تقل لي بأنك إستخدمت إسم أخاك بكذب عندما طلبت مني الصعود لسيارتك ؟
آندرو: إطلاقاً ..
ضاقت عيناها وهي واثقه بأنه يكذب !!
ولكنها لم تُعلق ، هي تعرف بأنهم يستهدفونها ، لذا هي تُريد الإبتعاد عن ريكس الذي أُصيب بسببها ولم تكن تعلم بأن ذاك القناص كان لحضتها يستهدف ريكس فقط ..
والذين يستهدفونها يلحقون بها الآن ..
سألته بعد فترةٍ أُخرى من الصمت: أين ستذهب ؟
آندرو: لمكانٍ ما بعيداً عن أعيُن تلك السيارات السوداء ..
عقدت حاجبها ونظرت عبر المرآة الجانبيه لتُدهش من وجود ثلاث سيارات تلحق بهم ..
قلقت بعض الشيء ولكن الأمرُ مُطمئن فهطا يعني بأنهم تركوا ريكس ومن معه ..
هذا جيد ..
نظرت الى آندرو تقول: إياك وأن تدع لهم فُرصةً في اللحاق بنا .. ضيعهم أسمعت ؟
قطب حاجبيه هامساً: هذا بدلاً من أن تعتذري لكوني قد أتأذى بسببك ..
هزت كتفها قائله: أنت من أقحم نفسه بالأمر ، لا شأن لي أنا ..
رن هاتفه مُجدداً فألقى نظرةً له ولكن لم يكن ريكس المُتصل كما إعتقد بل أخاه ثيو ..
عندما رأت رين المُتصل قالت: رد عليه وأخبره بأنك نفذتَ أوامره وأخذتني بعيداً ..
قالتها بشيء من السُخريه وكأنها تُخبره بأنها كشفت كذبته تلك في حين لم يُعلق آندرو ولم يرد على الهاتف فجُل تركيزه على القيادة والحرص على أن يكون بين مجموعة سيارات كي لا تتقدم تلكم السيارات وتحُدّه من على الجانبين كعادتهم ..
إلتفت مع أول مُنعطفٍ الى اليسار وبدأت السيارات في هذا الطريق تقل فتوترت رين وهي ترى بأن السيارات الثلاث لازالت تُلاحقهم ..
نظرت الى آندرو تقول: لما إخترت هذا الطريق ! إنه يقول الى خارج المدينه ، كُن في وسط الأحياء كي لا يتسنى لهم فُرصة الإمساك بي ..
آندرو: لدي خُطه ..
رفعت حاجبها وعلقت: هل تعرف كيف تُخطط ؟
قطب حاجبيه قائلاً: هذه وقاحةٌ ألا تعلمين ؟
إبتسمت بسخريه تقول: لن أعتذر عنها ..
همس: وكأنني كُنتُ أنتظر تصرفاً لبقاً منك ، مُنذ عرفتُك وأنتِ وقحه ..
رين: ومُنذ عرفتُك وأنت تتشكى دائماً ..
رن هاتفها مُجدداً من ريكس فتنهدت ولم ترد ، تعرف بأنه سيسأل عنها ..
إكتفت هذه المرة بأن تُرسل إليه رسالةً كتبت فيها:
" لما تُكثر الإتصال وكأنك تهتم لما يجري معي ؟ لو كان هذا يهُمك فعلاً لتوقفتَ عن التصرف بأنانيه "
وأرسلتها ليستلمها ريكس وهذه المرة حقاً لا يفهم !
عن أي أنانيةٍ تتحدث ؟
تُذكره بآلبرت الذي إستمر بتكرارها بعدما كشف أمر نيته ..!
عقد حاجبه للحضةٍ قبل أن يهمس: لا تُبالغ بالتفكير ريكس ، يستحيل أن تعرف ، رُبما هي غاضبةٌ لأني تجاهلتُ إعترافها ، هذه هي إهتمامات الفتيات ..
عاود بعدها الإتصال على آندرو ولكن الآخر لم يرُد عليه !
هما حقاً سيُسببان له الجُنون !!
رفع رأسه الى الطريق ليتوقف تدريجياً بعدما تأكد بأنه من المُستحيل أن يلحق بهم وهو لا يعرف أي إتجاهاتٍ قد سلكوها ..
حاول هذه المرة الإتصال مُجدداً بدارسي ومُجدداً لم يرُد عليه ..
لا يعرف الكثير من الأرقام ، بمن يتصل إذاً ؟
يُريد منع هذه الحادثة من الحصول !
حرك سيارته وقصدَ هذه المرة مقر كارمن ليطلُب هذا منها مُباشرةً رُغم أن المقر بعيد ورُبما لن يصل إلا بعدما يحدث شيء سيء لهما !
ولكن البقاء على أملٍ ضئيل أفضل من ألا يفعل أي شيء !!
**


المطر خفيفٌ في هذه المنطقة ، بل رُبما يكاد يكون معدوماً ..
فقط جوٌ بارد وسماء مُلبدةٌ بالغيوم مع بعضٍ من القطرات التي تنزل بين فينةٍ وأُخرى ..
بدأت سُرعة آندرو بالتباطؤ تدريجياً وحالما أحست رين بهذا نظرت إليه تقول بدهشه: ماذا تفعل ؟!!
نظر عبر المرآة الجانبيه يقول: إنهم خلفنا تماماً ، لا مجال للهرب ..
رين بعدم تصديق: إذاً أسرع وضيعهم !!
آندرو: فات الآوان ..
صُدمت وحالما فتحت فمها تُهاجمه أشار بنظره الى الأمام فإلتفتت لتُصدم من أن الطريق مُغلق للصيانه ..
أوقف ندرو السيارة قائلاً: رأيتُ لوحةً تُنذر بأنه طريق مسدود ولكن لم يكن لدي خيار فهم خلفي وأنا بأقصى سُرعتي لذا تمنيت لو يظهر مُنعطف ما ولكن لا شيء ، كوني هادئه ... سأتصرف أنا لذا لا تخرجي من السياره ..
حالما رأته يهم بالنزول قالت: لا تفعل ! إنها مُشكلتي ، سأحلُها بنفسي فأنا لن يُمكنني أن أُظهر وجهي مُجدداً الى ريكس إن حدث لك مكروه ..
إبتسم ساخراً يُعلق: عجيب !
ومن ثُم غادر السيارة بعد أن تمتم لها بجُملةٌ قصيره أجبرتها على ألا تخرج خلفه فوراً ..
توقفت السيارات الثلاث على بُعد عدة أمتار ونزل من السيارتان الأولى أربع رجال ومن الأخيره خرج رجُلٌ تبعه جوي ..
تقدمهم جوي بهدوء ناظراً الى آندرو وهو يبتسم قائلاً: عندما أراك على الطبيعة أُدرك بأنه لا يوجد شبه كبير بينك وبين ثيو ، عيناك مُملتان ولا تُوحيان بأي ذكاء ..
إبتسم آندرو يقول: آسف لتخييب ضنك ، يُمكنك إذاً ترك هذا الأحمق وشأنه وأن تعود أدراجُك الى رئيسك ..
ألقى جوي نظرةً الى السيارة يقول: هل تختبئ تلك الفتاة بالسياره ؟ يالها من محظوظه فهي تملِكُ الكثير في صفها ، ريكس وثيو والآن أنت ..
عاود النظر الى آندرو وأكمل بهدوء: ماذا عنك ؟ هل ستُفضل أن تُصاب بدلاً عنها كما فعل ريكس سابقاً ؟ أو ستُهاجمني تاركاً لها فُرصة الهرب كما فعل ثيو ؟ ماهو أسلوبك ؟
إبتسم وتقدم لخطوتين يُكمل: أتعلم ، لدى أخاك عادةً سيئه جعلته يُنصبني عدواً له ، أتعرف ما تَبِعات هذه العادة ؟ أني أُمرت بقتل رين ولكني قررتُ تغيير الهدف وقتلُك أنت بدلاً عنها ، أُراهن بأن ثيو حينها سيبحث عني كالمجنون !
إبتسم آندرو مُعلقاً: تصرُفٌ طبيعي يصدُر من ضعيف لم يستطع أن يُجاري القوي لذا يبحث عن شخصٍ أضعف ليُثبت قوته ..
إختفت إبتسامة جوي الساخره وحلت النظرةُ الباردة على عينيه وهو يقول: أتعلم ؟ قُلتُها لأُلاعبك وأرى ردة فعلك ولكن يبدو بأنك تُريد حفر قبرِكَ هُنا ..
لم يهتم آندرو بكلامه وهو يقول: هل هؤلاء هم فقط من أحضرتُهم معك ؟ إنه عددٌ قليل ..
تقدم أحدهم يقول: جوي أُترك أمر هذا المغرور لي ، سأُرديه ميتاً في ثوانٍ ..
علق آندرو ساخراً: أرجوك ! مع كُل هذا الشعر الذي يُغطي عينيك ؟ إن وصلتَ إليّ دون أن تسقُط أرضاً فأنا من سيقتُل نفسي لأجلك ..
إستشاط الرجل غضباً في حين ضاقت عينا جوي ومد يده ليوقف الرجل الذي كاد يهجم على آندرو فتوقف مُرغماً وهو حانقٌ بحق عليه !!
جوي بهدوء لآندرو: لما كُل هذه الثقة في الحديث ؟ لن يستخدم أحدهم الإستفزاز وهو على مشارف الموت بل سيطلب الرحمة !
آندرو: رُبما لأني أدركتُ نهايتي لذا أُريد إغضاب عدوي قبل موتي على الأقل ..
خرجت رين في هذه اللحضة من السيارة ونظرت الى جوي ..
دُهشت لثوانٍ عندما تعرفت على شكله لتُعاود التظاهُر بالهدوء قائله: حسناً ، أعلم ما الذي يسعى له البروفيسور ، أخبروه بأني سأُنفذ له ما يُريد ..
عقد آندرو حاجبه ونظر إليها مُتعجباً من كلامها !
لقد إنتهى موضوع الملف لذا مالذي تقصده بالضبط ؟
إبتسم جوي مُعلقاً: قصصتي شعرك ؟ لتهربي منا ؟
لم تُجبه على سؤاله فتقدم منها يقول: على أية حال سعُدتُ لرُؤيتك مُجدداً ، كيف حالُك بعد تلك الليلة ؟
تراجعت خُطوةً الى الخلف قائله: لا تقترب فنحنُ نتناقش هُنا !
توقف وإبتسم يقول: إنك ترتجفين ، ألا أزالُ أُسببَ رُعباً لك ؟
شدت على قبضتها وهي مصدومة من كونها كانت ترتجف بالفعل !
أخذت نفساً عميقاً لتُهدئ من نفسها وهي تقول: أخبرتُك بما لدي لذا أوصله الى البروفيسور !
جوي: حسناً آسفٌ لتخييب ضنك ، ولكن أوامر البروفيسور مُطلقه ، قال أن عليها أن تموت ، أي أنه لن يقبل أي جدال بخصوص الأمر !!
دُهشت من كون البروفيسور حقاً لن يهتم على الإطلاق !!
هل أغضبته أكثر منا يجب أو ..... هو بالفعل يعرف مكانه ؟
شعرت بالرُعب من أن يكون التوقع الثاني هو الصحيح !!
حاولت إستعادة رباطة جأشها وهي تقول: حسناً هل لي أن أطلُب خِدمةً قبل أن تقتُلني على الأقل ؟
رفع حاجبه مُعلقاً بدهشه: هل أنتِ بهذه البساطه ؟ أنا مصدوم !
تجاهلت تعليقه وقالت: هل أخبرتَ دارسي عن كونك ذاهباً لقتلي ؟
عقد حاجبه مُتعجباً من سؤالها ، هل هُناك شيئاً بخصوصه ؟
أجابها ليعرف نهاية سؤالها: أجل ..
رين: وهل يعرف أي أحدٍ آخر عن كونه يعلم عن مُهمتك ؟
جوي: ما الذي تُريدين الوصول إليه ؟
رين: أجبني على هذا فقط وسأشرح لك ما ببالي صدقني !
قرر أن يُجيبها هذه المرة قائلاً: أجل ..
إبتسمت وقالت: هذا جيد ، شُكراً لتعاونك المُثمِر هذا ..
لم يكن له فُرصةٌ للتعجب حتى فلقد هجم رجال الشُرطة فجأه وطوقوهم لتصرخ رين بتمثيلٍ مُتقن: طاردوني طوال الطريق ، يُريدون قتلي ، لقد أشهروا مُسدساتهم في وجهي !!
تقدم منها شُرطي يُطمئنها قائلاً: لا بأس ، أنتِ في أمانٍ الآن ..
نظر جوي الى كُل هذا بصدمةٍ كبيره !!
من أين ظهروا هؤلاء فجأه ؟!
تقدم آندرو منه يقول: ذكرني ماذا قُلتَ لي ؟ ستحفِرُ قبري هُنا ؟ لم أكن أعرفُ أن رجال العصابة يُجيدون إلقاء النُكات ..
نظر خلف جوي حيث ذاك الرجل العصبي وأكمل يُحادثه ساخراً: إنتبه لطريقك وأنتَ تُقاد الى السياره ..
زمجر العصبي بغضبٍ فغادر آندرو بإتجاه رين ضاحكاً بينما جوي يشعُر بأنه لم يستوعب أي شيءٍ على الإطلاق !!
ما الذي يحدُث بالضبط ؟
سحب يده من الشُرطي الذي تقدم ليُكبل يديه وقال له بحده: ما تقوله الفتاة كاذب ! أنا فقط أعرفُها وأتيتُ لأتحدث معها !
الشُرطي بهدوء: لا تقلق سنستمع لجميع الأقوال في المركز ..
عرف جوي بأنه لا مفر الآن لذا قرر تسليم نفسه بهدوء وهو موقن بأنه سيخرُج من كُل هذا في النهاية كما حدث سابقاً ..!
ولكن ما يشغل رأسه هو كييف ؟!!!
كيف كانت الشُرطة مُتمركزين هُنا ؟
دُهش وهو يتذكر سؤال رين بخصوص دارسي !
هل كان هو ؟!!






راقبته رين بهدوء وهو يذهب الى سيارات الشُرطة التي حضرت بعدما حدثت المُداهمه فقطع عليها نظرتها حضور آندرو وقبل أن يتحدث قالت بهدوء: إذاً لم تكُن تكذب عندما قُلتَ لي بأنها أوامر ثيو ؟
آندرو: كلا فهو بالفعل إتصل بي لآخذك من المقبرة بعيداً الى هذا الموقع بالضبط !
نظرت إليه وقالت: ولما لم يُطلعني أنا على خُطته هذه ؟ إنها المرة الثانية التي يفعل بي هذا !
آندرو: ظهر كُل شيء فجأه لذا لم يملك وقتاً ليشرحَ كُل شيء ..
رين: لما طلب مني أن أسأل جوي بخصوص دارسي ؟
آندرو: ألم تسأليه بنفسك عندما حادثتيه قبل قليل بالسياره ؟
رين: قال ما لديه بإستعجال شديد ولم يدع لي فُرصةً للسؤال ..
هز آندرو كتفه يقول: لا علم لي ، هو لم يُخبرني بهذا ..
تركته وعادت الى السيارة ..
جلست على المقعد وإتصلت به وخلال ثوانٍ رد يقول: لا تنفجري غاضبه وإلا أغلقتُ الهاتف !
رين بهدوء: لن أفعل ، أجبني على أسئلتي ..
ثيو: فيما بعد فأنا من سيستقبل هؤلاء الرجال في المركز ..
رين: لم تتحرك السيارات من هُنا بعد لذا كلمني حتى يصلوا إليك ..
تنهد وقال: حسناً سؤالٌ واحد والبقية سأشرحها حالما أراك ..
رين: كيف عرفتَ بأنهم يستهدفونني ؟ لا تقل لي بأنك مررت لهم هذه المعلومة ليتبعونني وتُلقي القبض عليهم ؟ هل إستخدمتني كطُعمٍ مُجدداً ومن دون علمي هذه المره !!
وببرود أجابها: آسف ولكني كُنتُ مُضطر ، سأشرح لكِ كُل شيء لاحقاً ..
وأغلق الهاتف تاركاً إياها مصدومةٌ بالكامل ..
ركب آندرو السيارة في هذه اللحضة فتعجب من وجهها وسألها: مابك ؟
نظرت إليه بحده تقول: أخاك أكبر إستغلاليّ عرفتُه في حياتي !!
إبتسم آندرو بغباء يقول: لما يبدو وكأنك للتو تعرفين هذا ؟ إن بحثتِ عنه في الإنترنت لرأيتي وصف "إستغلالي" في كُل موضوعٍ عنه ! إنه مشهورٌ بهذه الصفة حتى بين من يعمل معهم ..
إتسعت عيناها من الصدمة لتُعلق: ولما تقولها بإبتسامة وكأنه شيء يُفتخر به !!
بعدها صرخت بإنزعاج قائله: أُقسم بأني سأقتُله يوماً ما !!!


أغلق ثيو هاتفه بعدما حادثها لينظر الى الرقم الذي يعلو رقمها ..
إنه رقم ريكارد !
وهُنا عادت له الذِكرى قبل أيامٍ قليله ..

- قبل ثلاثة أيام -
فتح ريكارد باب شقته ليتفاجئ وهو يرى ثيو من كان يرن الجرس !
لما قد يأتي ثيو خلفه ؟
إبتسم ثيو يقول: ألا يُمكنني الدخول ؟
إبتعد عن طريقه ليدخل ثيو ويجلس على الأريكة وحالما جلس ريكارد أمامه دخل ثيو في الموضوع مُباشرةً يقول: أنا أتتبع تحركات البروفيسور لذا أعلم أنه سعى خلفك قبل فترةٍ قصيره ..
ضاقت عينا ريكارد ليبتسم ثيو ويقول: نسيتُ أن أبدأ بالأهم وهو أن رين أخبرتني كُل شيء عن مارك وحقيقته ..
إتسعت عينا ريكارد بصدمه وشتمتها بداخله بأبشع الشتائم !!
أكمل ثيو حديثه يقول: لذا سعى خلفك البروفيسور لذات السبب ، من أجل مارك ، وبرُؤيتك خرجت من بين يديه سالما فهذا لا يعني سوى شيءٌ واحد وهو أنه تم عقدُ إتفاقٍ بينكما ! ودعني أُخمن ... إتفاق يقتضي بأن تُعطيه معلومةٌ عن مكان مارك أو رين على الأقل ، لا أهتم بتفاصيل الإتفاق فأنا لم آتي لأستعرض لك مهاراتي في التحليل بل لأعقد معك إتفاقاً ..
ضاقت عينا ريكارد ولم يُعلق ليُكمل ثيو: وجهك وجه شخصٍ يملؤه الهم ! أنت عقدتَ الإتفاق معه مُرغماً لذا سأُخلصُك منه ، حالما تضطرُ لأن توصل إليهم المعلومه ، سواءاً كانت عن مكان مارك أو رين فأخبرني بها فوراً ..
نظر إليه ريكارد لفترة وتحدث أخيراً يقول: وماذاسأستفيدُ أنا ؟
ثيو: سلامة مارك ، فهدفي هو نصبُ كمين حال قدومهم لأقبض عليهم ، وبهذا سينجو مارك ..
ريكارد: ما فائدة أن ينجو مُقابل أن أموت أنا فهم بالتأكيد سيعرفون بأن لي يداً في هذا وحينها لن يرحموني !
إبتسم ثيو هُنا قائلاً: لا تقلق ، أنا لا أُريد القبض عليهم إلا لهدف أن أضع اللوم بأكمله لفردٍ مهم منهم ، لن تكون أنت في موضع شك بل هو !
ضاقت عينا ريكارد وهذا العرض ... بدأ يرُوق له !

***

6:40 pm


إستمع البروفيسور الى تقرير تابعه بهدوء تام وهو يُخبره عن فشل كلتا المُهمتين فلقد كانت الشُرطة متواجده ..
أولاً القناص الذي بدلاً من القتل بدأ باللعب قليلاً مع ريكس ليتفاجئ بعدها برجل شرطه مُتخفي يُمسك به بعدما تتبع مصدر الطلقات وكأنه كان قريباً يُراقب الجنازة بتخفي ..
والآخر جوي وأتباعه الذين بدلاً من أن يقضوا على رين بمكانٍ هادئ جرتهم هي الى كمين ليُلقى القبض عليهم ..
وليكون ثيو بالمركز بإنتظارهم مُعلناً بأن كُل هذا كان من تخطيطه هو ..
وأخيراً ...... كلام جوي الأخير الذي قاله عندما إتصل بهذا التابع من مركز الشُرطة ليوصل رسالةً مُهمه الى البروفيسور ..
رسالةً يقول فيها بأن دارسي وحده من كان يعلم عن المُهمه ..
أكد التابع كلام جوي الأخير وهو يختم تقريره قائلاً: لقد سمعتُ هذا بنفسي عندما ذهبتُ لأُخبره أن يبدأ بالمُهمة بعدما أمرتني ، كان مع دارسي وحالما ذكرتُ أن البروفيسور يطلب التحرك فوراً علق دارسي بخصوص المُهمه ورد له جوي التعليق مازحاً ، كان تعليقاً يدل عن كونه يعرفُ بتفاصيلها ..
علق البروفيسور بهدوء يقول: فهمت ، غادر الآن ..
هز التابع رأسه وغادر مُغلقاً الباب خلفه تاركاً البروفيسور لوحده جالسةً على الأريكة يستند بيده على مسندها ليشد بعض لحضاتٍ على مقبض المسند بقوةٍ حتى إبيضّت أنامله وهو يهمس: من بين الجميع .... أنت يا دارسي !
كان غضبه شديداً ..
غضبٌ مُخيف لم يغضب مثله مُنذ سنواتٍ طويله !
وغضبٌ كهذا الغضب لن ينطفئ إلا بالدم !!
**


بمكانٍ ليس ببعيدٍ عنه ..
تجلس كارمن في مكتبها بهدوء وهي تُفكر بثيو وبطلبه ذاك ..
فحالما علم عن قدوم جوي الى ستراسبورغ حتى إتصل بها وطلب منها أن توصل إليه بأي طريقة أوامر خاطئه بخصوص أن البروفيسور يطلب منه التقرب من دارسي ..
وأن يجلس معه دائماً كالاصدقاء ويتبادلان الأحداث بغرض المُراقبه ..
أخبرها ثيو أن هذا في مصلحتها إن أرادت أن تتم إثبات تُهمة الخيانة على دارسي ..
لذا إضطرت لرشوة أحدهم لينقل هذه الأوامر الخاطئة الى جوي ..
وحتى الآن لا يُمكنها أن تفهم لما طلب هذا ، وكيف يكون له علاقةٌ بإثبات تُهمة الخيانه !

قطع تفكيرها طرق الباب فتحدثت قائله: أُدخل ..
تعجبت عندما رأت بأنه ريكس !
علمت قبل يوم الأمس بأن البروفيسور يُخطط لقتله في أول يومٍ من الأسبوع التالي ..
واليوم هو اليوم الأول فكيف يأتي الى المقر هكذا ؟
هل عفى عنه البروفيسور او ...
وقبل أن تُكمل تساؤلاتها لاحظت ذراعه وهو يتقدم منها حتى جلس على الأريكة التي تُقابل مكتبها يقول بهدوء: عُذراً على الإزعاج ولكن أُريد منك طلباً ..
قطبت حاجبيها ونقلت نظرها من ذراعه الى عينيه تقول: ماذا ؟
عندما أتى كانت نيته هو طلب مُساعدتها في أن تمنع أمر البروفيسور في القضاء على رين كيلا تُصاب هي وآندرو بأذى ..
ولكن ما إن دخل المقر حتى وجده مقلوباً رأساً على عقب فلقد تم قبل قليل القبض على أحد المُغتالين الناجحين في المُنظمة ..
وهذا المُغتال كان يُلاحق إبنة فينسنت ..
فعلم حينها أنهما بأمان لذا حان الآن وقت التفكير بنفسه ..
وبذاك القناص الذي إستهدفه والذي بشكلٍ غريب أطلق رصاصتان فحسب !
إنها رسالة تخويف من البروفيسور ..
وهو هُنا علم بأنه حتى لو خوفه فلن يتراجع عن هذا ، عن مسألة أنه يرفض إطاعة أوامره في قتل رين !
لذا ، المرة القادمه سيقتله ولن يُخوفه فحسب ..
نظر الى كارمن وقرر الآن أن يكون واضحاً صريحاً ليُحقق إنتقامه قبل أن يقتله البروفيسور ..
لم يعد هُناك أي وقت للمُجاملات والخداع !
سألها مُباشرةً: من قتل والدتي ؟ أجيبيني بصدق يا كارمن ... هل كان دارسي أم قُلتِها لتُشتتيني عن المُذنب الحقيقي ؟
نظرت إليه كارمن بهدوء فهذه المرة الأولى التي يواجهها بوجهه الحقيقي ..
بوجه الرجل الذي لم يدخل المُنظمة إلا للإنتقام ولم يهمه أي شيء آخر سوى هذا !
إبتسمت تقول: رُغم أني إكتشفتُ مؤخراً أمر خيانتك إلا أنه من الصادم أن تُظهر لي هذا الجانب ! فلقد كُنتُ قد بدأتُ بالثقة بك ..
ريكس: آسفٌ لتخييب ضنك ..
ضحكت قليلاً وأكملت: أصبحتُ الآن لا أعلم هل تعمل لأجل نفسك او لأجل إنتقامك ؟ وما علاقة ثيو ليطلب مني حمايتك ؟
عقد حاجبه للحضه ولكنه تجاهل هذا وهو يقول بهدوء: هل يُمكنك أن تُجيبيني على سؤالي الذي قضيتُ سنواتٍ عديدة في البحث عنه ؟
كارمن بهدوء: وماذا ستفعل إن أجبتُك الجواب الحقيقي ؟ ستُقدم على قتله ؟
عيناه كانتا تُجيبها بنعم ومن دون تردد ..
إبتسمت وأكملت: حسناً ماذا لو كان شخصاً تُقدره وتعزه ؟ هل ستقتُله حينها ؟ ماذا لو كان القاتل ميتاً أصلاً ؟!! ألم تُفكر يوماً بأنه من المُبالغة أن تستمر بكُره شخصٍ لا تعرف هويته أصلاً ؟ ألم تُفكر بأن نهاية الكُره هذا قد يكون صادماً ؟!!
دُهش ريكس من كلامها الذي زاده توتُراً وهو يقول بحده: رجاءاً كارمن أخبريني من يكون !!!

***

‏8:00 pm



جلس على كُرسيه في غُرفة المعيشة بمنزله والأضواء خافةً من حوله والجو هادئ إلا من المطر الذي عبرت أصواته نافذته المُغلقه ..
عينيه على المدفئة المُشتعله وبيده كوب قهوة وإبتسامةٍ لعوبة تتراقص على شفتيه وهو يتذكر حواره مع آلبرت قبل ساعتين تقريباً ..
همس: أُراهن بأن العذاب النفسي والتفكير الزائد سيُجبره على الحضور لمُقابلتي قريباً ، أتطلُع لهذا ، أنتظرُك آلبرت ، أنتظرُك يا عزيزي ..
وضحك ضحكةً خافتةً بطيئه ..
رن هاتفُ منزله الذي بجوار كُرسيه فوضع كوب قهوته وإلتقط السماعة قائلاً: من ؟
جاءه صوتها الخائف يقول: سيد جان ، أنا خائفه ! إسترخى في جلسته مُبتسماً يقول: مابك آماندا ؟
تحدثت آماندا قائله بخوف: أتت الشُرطة وإستجوبتني ، أخبروني بأني شريكةٌ لكين رُغم أني لم أُفصح بأي شيء بخصوص السم الذي كان معه ، كيف لي أن أكون شريكه !!! هل سأُسجن ؟!! أرجوك يا سيد جان أنا لا أُريد السجن !!
ضحك جان يقول: آماندا السجنُ ستدخُلينه إن تركتي الخوف يُسيطر عليك ! كوني واثقه وإتبعي كلامي بالحرف الواحد ولن يعدك حينها أحدٌ شريكه وسيتعفن وحده هُناك ..
آماندا بقلق: ولكن ... ماذا لو قالها ؟
ترددت كثيراً وأكملت: ماذا لو شرح تفاصيل تلك الليلة ؟ ماذا لو قال بأنه طلب مني التخلص من الطعام المسموم وتغييره ولكني لم أفعل ؟! سأكون في هذه الحالة القاتله وليست الشريكة فحسب !
جان بإبتسامه على شفتيه: آماندا ! .... لقد حضر ووضع السم بنفسه وغادر صحيح ؟ حتى أنك لم تري ما فعله ! أتى بعدها نادماً يقول تخلصي من الطعام وإصنعي لجينيفر غيره ، لم يقل شيئاً عن كونه وضع سُماً لذا لستِ مُخطئه ، حتى لو لم تُغيري الطعام فيُمكنك قول بأنك ضننته يرغب بإزعاجك كعادته وزيادة العمل عليك لذا تجاهلتي طلبه ، أنتِ حينها لستِ شريكه ، لستِ كذلك على الإطلاق !
آماندا بتردد: ولكن قال لي الطعام مسموم فتخلصي منه وأنا ....
قاطعها جان: كما أخبرتُك قولي ضننتُها مِزحة ليُجبرني على التخلص منه وتعريضي لتوبيخ جينيفر على التأخير !
آماندا: ولكنهم سألوني عن علبة السم التي تخلص منها كين !!
جان: قولي لهم بأنك لم تريها وإنتهى الأمر !
آماندا بخوف: لستُ مُتفائله ، أخشى بأن يكتشفوا الأمر وبأن ...
قاطعها بحده: آماندا !!!
إرتعبت من صراخه وقالت فوراً: آسفه ، سأكون أكثر تماسُكاً ..
جان بهدوء: أتمنى هذا ..
بعدها أغلق الهاتف وعاود الإسترخاء ينظر الى المدفئة بهدوءٍ تام وهو يتذكر ذلك اليوم في المشفى ..
عندما قرر زيارته بعدما علم أنه تنوم هناك فلقد سقط مغشياً عليه في المدرسه ..
ولكن عندما دخل غُرفته لم يجده بل يبدو وكأنه ذهب الى الحمام ، وجذب أنظاره الهاتف الذي كان يتوسط السرير وفتشته راغباً في معرفة هل الفتى مُستمرٌ بصمته أم أنه يُخطط لشيء آخر ..
وهُناك كانت المُفاجئه ..
وهُناك قرر أن يُحيك هذه الخُطه ..
يُراقبه وهو يصنع سمه ذاك والذي لم يكن ليكون قوياً على الإطلاق ..
ولأنه شخصياً سئم من جينيفر التي بدأ كُلٌ من حولها إكتشاف أمرها لدرجة أن يقتحم آلبرت منزله ويسرق أهم الملفات !!
إنها حتى أخبرته عن ريكس وتهديده لها ، كان من الواضح بأنها ستسقط ويُفضح كُل أمرها لذا قتلها وإيقاف كُل هذا كان الحل الأنسب ..
فما كان عليه سوى إنتظار كين ليقوم بخطوته الأولى ..
همس: ولكن ذاك الجبان كاد يُفسد كُل شيء عندما عاد ليطلبُ من الخادمة رمي الطعام بالقُمامه ، بذرة الشر التي بداخله لم تكن قويةٌ بعد ، سأحرص على دخولك السجن ياكين لتنمو هذه البذرة وتخرج شخصاً آخراً مُناسبٌ ليكون بجانبي .. وحينها سأعتني بك وبمرضك جيداً ..
رشف من كوب قهوته قليلاً ثُم همس بإبتسامه: آسفٌ لتعذيبك قليلاً ولكنك ستشكُرني على هذا في المُستقبل ، صدقني ستفعل ..



End



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:46 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.