آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          وصيه ميت للكاتبه:- ميمي مارش (الكاتـب : الاسود المغرمه - )           »          دموع أسقطت حصون القصور "مكتملة" ... (الكاتـب : فيرونا العاشقه - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          قساوة الحب - أروع القصص والمغامرات** (الكاتـب : فرح - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          عاشق ليل لا ينتهى *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : malksaif - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          485 - قلب يحتضن الجراح - كارا كولتر ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree10Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-09-21, 05:17 PM   #431

صرخة المشتاقه
 
الصورة الرمزية صرخة المشتاقه

? العضوٌ??? » 488976
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 73
?  نُقآطِيْ » صرخة المشتاقه is on a distinguished road
افتراضي











Final Part

" يُمكن أن نضع قوانين على كُل شيء في الحياة بإستثناء الحُب
فالحُب لا قانون له
"
- تايلور سويفت -



صباح اليوم الثاني عشر من مارس ..
الصباح الذي ترى فيه ضوء الشمس مُجدداً بعد كُل تلك السنين التي قضتها بعالمٍ أسود مُخيف ..
عاشت تلك السنين بضياعٍ وكأنها تغرق ببحرٍ لا قاع له في وسط ليلة لا قمرَ فيها ..
كُل شيءٍ كان خانق ومُظلم !
تنفست عميقاً وهي تجلس على كُرسي بجوار النافذه تنظُر الى كُل هذا الضوء الذي أعمى بصيرتها التي لم تعتد عليه ..
أغمضت عينيها قليلاً بسبب الصُداع الذي ملأ رأسها قبل أن تُشيح بنظرها عن النافذه وتنظُر الى الغُرفة التي تقطُنها بهدوء ..
إنها شيئاً فشيئاً تستعيد صحتها وذاكرتها التي طُمست لكثيرٍ من الوقت ..
فُتح الباب في هذا الوقت ودخل هذا الرجل الذي دخل الخمسين من عُمره مُنذ عامٍ واحد ، وقف على عتبة الباب لثوانٍ ينظُر إليها وكأنه ينظُر الى حُلم !
لم يعتد رؤيتها بعد كُل هذه السنين ، إنه كالحُلم حقاً ..
دخل وأغلق الباب خلفه ومع كُل هذه الجلبة لم تنظر الى جهته بل كانت غارقةً بعالمها الخاص ..
لم يُزعجها وبقي ينظُر إليها وهو يتسائل هل مرت إحدى عشر عاماً حقاً ؟
لا يُصدق هذا ، تبدو شابةً كما إعتاد رُؤيتها ، لا السنين ولا المرض غيّر الكثير من ملامحها ..
تقدم منها وتعمّد إصدار بعض الصوت فأيقضها هذا من شُرودها لتلتفت إليه دون تعليق ..
إبتسم وقال: كيف حالُك الآن ؟
هزت رأسها بالإيجاب دون أن تنطق شيئاً فإختفت إبتسامته تدريجياً بشيء من الحُزن فهي مُنذ الأمس لم تنبس ببنت شفه !
هل من المعقول أنها أحد الآثار الجانبيه لغيبوبتها الطويلة تلك ؟
حاول ألا يُركز على الأمر كثيراً وعلق قائلاً: لقد طلبتُ لك طعام الإفطار ، دقائق وسيقومون بإحضاره ..
أشاحت بنظرها الى النافذة مُجدداً شاردة البال بالكثير من الأمور ولعلّ أبرزها كان فرانس ..
فصوته ... كان أول ما سمعته ..
صوتٌ حزين قادمٌ من أعمق أعماق البئر الذي كانت تغرق به ..
بل رُبما العكس ، هي من مكثت طويلاً بالأعماق وهو كان يُناديها من السطح ، ليلوح لها مع صوته ضوءٌ صغيرٌ ساطع آتٍ من بعيد ..
تعبت كثيراً حتى حاولت الوصول الى ذلك الضوء ، ولكن حالما وصلت إليه ... لم تجد لفرانس أي أثر ..
هل كان حُلماً ؟ أم أنه كان هُناك حقاً ؟
لا يُمكنها تذكر ما قاله ، ولكنه تحدث كثيراً ..
حديثٌ طويل مشحونٌ بالحُزن البالغ ..
لطالما كان هذا الفتى حساساً أكثر مما يجب ..

طُرق الباب في هذا الوقت فذهب إليه ليستلم طعام الفطور وحالما فتح الباب وقفت وإتجهت بهدوءٍ الى الهاتف الموجود على الطاوله ..
وضعت السماعة في أُذنها وبقيت أصابعها على الأرقام تُحاول تذكر ذلك الرقم الذي إتصلت به كثيراً في السابق ..
ما إن تذكرته حتى ضغطت على الأرقام بهدوء ليصلها رنين بطيء جداً ..
ثوانٍ حتى جائها صوته قائلاً: مرحباً ..
تسللت الراحة الى صدرها فرقمه لا يزالُ كما هو ..
لم يتغير طوال السنوات الماضيه ..
تحدثت بهدوءٍ تقول: مرحباً لوديس ، إنها أنا ..
عقد حاجبه لتُكمل بهدوء: آليس ..

***








8:22 am


صوت الرنين المُتكرر لباب الشقة أيقظه من نومه ليذهب الى الباب بنفسٍ مُنزعجه وهو يشتم الطارق بداخله مِراراً وتكراراً ..
فمن هذا الذي يطرق الباب في مثل هذا الصباح الباكر ؟!!!
فتح الباب ينظُر الى الطارق بنصف عينٍ مُغلقه لتتسعان فوراً من الدهشة وهو يقول: ثيو !!
دخل ثيو الى الداخل دون أن ينظر إليه ودار بعينيه في أرجاء المكان قبل أن يتقدم من النافذه وينظر الى الشارع قائلاً: لما أنتَ نائمٌ حتى هذه الساعه ؟
تنهد أخاه الأصغر وأغلق الباب وتقدم يرمي نفسه على الأريكة بكسلٍ يقول: لم أنم الليل ..
إلتفت ثيو الى جهته يقول: والكُليه ؟
تثاوب آندرو مُعلقاً: أخذتُ إجازةً للأسبوع الأول ، ليس وكأنه أسبوعٌ مُهم حتى ..
عقد ثيو حاجبه وتقدم منه ليمد يده يُدير وجه آندرو إليه قائلاً بدهشه: ماهذا ؟!!
أشاح آندرو بوجهه يقول بكذب: شجارٍ مع ثملٌ إعترض طريقي أنا ورين قبل يومان ..
ثيو: ولما لا تقولها وأنت تنظر إليّ مُباشرةً ؟
تصنع آندرو الملل وهو يقول: هيّا أنا فقط مُحرجٌ من كونه ترك آثاراً في وجهي ولم أُرد أن أبدو كشخصٍ لا يُجيد القتال ..
تنهد ثيو ثُم تقدم وجلس على الأريكة المُقابله يقول: أين رين ؟
آندرو: ذهبت الى ستراسبورغ لتُشاجر فرانس ..
عقد ثيو حاجبه يقول: ماذا ؟!
آندرو: موضوعٌ وعدتُها ألا أُخبر أحدٌ بشأنه لذا إسألها لو كُنتَ تملك فضولاً كي تعرف ..
لم يُعلق ثيو على هذا ، لقد رغب بمُقابلتها وخاصةً عندما تجاهلت رسالته قبل يوم البارحه ..
إبتسم آندرو يقول: مُبارك ، إستطعتَ الإطاحة بفيكتور ..
تنهد ثيو وهو يُجيب: الأمرُ لا يستحق ..
آندرو: أووه أنظروا الى كُل هذا الغرور ! يتعامل وكأن الإطاحة بأحد أعمدة مُنظمةٍ شريرة سهلٌ كشُرب الشاي !
قطب ثيو حاجبه دون تعليق فهو لم يقصد هذا ..
كُل مافي الأمر أنه فقط غير راضٍ تماماً ، غير راضٍ بالتضحيات التي إستلزمت هذا الإنجاز ..
لذا هو لا يعتبره إنجازاً كي يُحفل به !
تحدث قائلاً: على أية حال لقد أخذتُ إجازه .. سأُسافر الى لندن خلالها لذا أردتُ رؤيتك قبل سفري ..
آندرو بدهشه: حقاً !
ثيو: عُد الى ستراسبورغ وحضّر لعملك جيداً وحاول أن تكون حذراً دائماً ، رُغم أن البروفيسور ليس ممن ينتقم من الأشخاص عبر أقرباؤهم إلا أن الأمر ليس مؤكداً لذا فقط كُن حذراً ..
آندرو: ماذا عنك ؟
ثيو: أنا بخير ، ألم أُخبرك دائماً ألا تقلق من هذه الناحيه ؟
وقف وأكمل: أردتُ رؤية رين ولكن بما أنها لم تعُد هُنا فرُبما عليّ تأجيل الأمر ..
آندرو: قد تُسافر وتختفي ؟
إتجه ثيو الى الباب يُجيب: يُمكنني إيجادها حينها ..
وغادر بعدها ليتنهد آندرو وهو يهمس: متى سيمر فترة من الزمان كي يتجاوز أخي أمر لوكا هذا ؟
يتمنى بأن إجازته برفقة عائلته تُغير شيئاً من مزاجه ..
وقف وذهب الى الغُرفة وهو يتثاوب قائلاً: وأنا إذاً ماذا أفعل وحدي هُنا ؟ عليّ العودة أيضاً الى ستراسبورغ ..
أخذ هاتفه وأرسل رسالة لريكس يُبلغه برغبته بتناول الغداء معه قبل أن يبدأ بترتيب حاجياته ولكنه عقد حاجبه عندما وجد رسالةً من جينا ..
فتحها وتعجب أكثر من جملتها هذه ..
" عليك أن تتفقد مُنتدى الكُليه "
همس: وماذا قد يكون فيه سوى تنمر الطلبة ومُشاجراتهم مع بعضهم البعض ؟
ومع هذا ذهب ليتفقده ...


من جهةٍ أُخرى ، بستراسبورغ ..
تجلس في الحافلة وعلى كتفها شنطتها الدراسية متوجهةً الى الكُليه ..
الإبتسامة على شفتيها وهي تُدردش عبر الهاتف مع إحدى قريباتها وكأنه يومٌ عادي آخر من أيامها المُسالمه ..
ولكن هذا لم يدم ..
عقدت حاجبها عندما بدأت الإشعارات من صديقاتها تتهافت الى هاتفها فإضطُرت الى إنهاء مُحادثتها مع قريبتها وذهبت لتفقد رسائل زميلاتها ..
عقدت حاجبها وهي تقرأ سيل جُملهم هذه
"أين أنتِ ؟!!"
"هل تفقدتي مُنتدى الكُليه ؟؟"
"عليك بتفقده يا ماريا"
"أسرعيييي"
والعديد من الرسائل المُشابهه ..
تنهدت وذهبت الى مُنتدى الكُلية وهي تهمس: ماذا أيضاً ؟! هل هُناك دكتورٌ وغد سيُجري إمتحاناً مُفاجئاً ؟ هذا ليس بغريبٍ عليهم حتى وإن كُنا لا نزال في أسبوعنا الأول ..
ذهبت الى إحدى المقالات الجديدة والتي كانت من أكثر التعليقات حالياً وفتحتها تهمس: "إليان آليكسندر" ؟ تلك الطالبة المُتفوقه ، أعتقد بأنها المرة الأولى لها تكتب مقالاً في المُنتدى ..
فتحتها وهي واثقه بأنه بخصوص موضوع الدكتور آرثر ذاك فمُنذ عودتهم للدراسة وذاك الدكتور هو حديثهم بكُل الإجتماعات ..
إرتجف الهاتف بين يديها وإتسعت عيناها من الصدمة وهي تقرأ هذه الجُملة القصيره الوحيده ..
"ليسوا الدكاتره أوغاد وحدهم ، فحتى الطلبة قد يكونون كذلك مثل ماريا التي لفقت تُهمة السرقة الفكريه بالدكتور آندرو من أجل الترويج لكتابها"
إرتجف فكها وهي تهمس: ما هذا الذي تكتبه ؟!
نزلت الى التعليقات التي تجاوزت الخمس آلاف تعليق رُغم أن المقالة لم تُكتب سوى مُنذُ رُبع ساعه !
تحركت حدقة عينيها بصدمةٍ بالغه وهي تقرأ التعليقات ....
" من هذه ماريا ؟ كان عليك إرفاق صورتها "
" لا تقوليها إليان !! هل حقاً فعلت ذلك ؟ أنا مصدوم "
" أتذكر هذه الحادثه ، كُنتُ على ثقةً بأن الدكتور آندرو لا يفعلها ، كان لطيفاً ، صدقاً كان ألطف من أن يسرق طالبه ! "
" لما بدأتُ أشعرُ بالذنب لكوني صدقتُها ؟ أُستاذ آندرو لك مني بالغ الأسف "
همست ماريا بعدم تصديق: لا تُصدقوها ! لا تُصدقوها !!
" حقيره "
" ماريا من الأفضل ألا تُظهري وجهك لي لأني بدأتُ أستحقرك بشده "
" يالها من ##### "
صرخت ماريا: قلــتُ لا تُصدقوهــا !!!
نظر كُلٌ من في الحافلة إليها وهي تنظر الى شاشة هاتفها برُعبٍ بالغ وعيناها بدأت تُذرفان الدموع ..
لم يعد بإمكانها قراءة المزيد ..
نظرها مُشوش والهاتف يرتجف بشدة بين يديها ..
سقط على الأرض ورفعت يديها تُغطي أُذنها وهي تُطأطأ رأسها الى الأسفل تبكي بصمت ولا تُكاد تُصدق ما حدث ..
كان كُل شيء على ما يُرام ..
حتى في السابق لم يُكذبها الكثير رُغم أن سُمعته كانت جيده ..
كانت تمتلك أدلة ، تعاطفوا معها ..
فلما فجأه الجميع إنقلب ضدها من أجل مقالةٍ واحده ؟!!
مقالة غير رسمية ومن دون أدلة ودفاعاً عن أُستاذ سُمعته مُشوهه ؟؟؟
لما صدقوها ؟!!!!
شدت على أسنانها هامسه: إليان أيتُها الوغده ، لهذا إمتدحتي كتابي في ذلك اليوم !!! حقيره ، حقيــــره !
صرخت بكُل غضب وحدّه وهي تشُد بيدها على رأسها وتضرب بقدمها الأرض ..
ستُجن ، ستُجن حتماً !!
لقد دمرتها تلك الوغده الحقيره !
لقد أنها عليها بجُملةٍ واحده فقط !!
السنة الماضيه خططت وعملت وتعبت لتجني ثمار تعبها وينجح كتابها لتأتِ هذه الفتاة وتُدمر كُل شيء بلحضةٍ واحده !
من تحسبُ نفسها ؟!!!
ستُقاضيها ، ستتهمها بتدمير السُمعة والتنمر على شبكات الإنترنت ..
عليها أن تسترد حقها ..!!!

ثوانٍ فقط مرت بعد صرختها الجنونية تلك قبل أن تشهق وتنهار بالبُكاء الشديد ..
حتى وإن هددت فهي ليست نداً لتلك الطالبه !
إليان تلك قلبت الطاولة على أحد الدكاتره الكِبار وأصبحت رمزاً مشهوراً بالكُلية فكيف يُمكنها هي الفتاة البسيطة أن تواجهها ؟
لها كلمتها المسموعه وخاصةً بعدما أثبتت براءتها بكُل قوه فكيف لها أن تُكذب كلامها ؟
حتى أنها لا تجرؤ على مُقاضاتها ، فتلك الفتاة مُرعبة ومن أسرةٍ ثريه فبالتأكيد ستستعين بمُحاميين يقلبون الطاولة عليها وتظهر الحقيقة القديمه ..
وهُنا ستتحطم مرتين !
نطقت برجفةٍ من بين بُكائها: لما تفعلين هذا بي ؟ لما تُدمريني هكذا ..
حتى وإن كان الأمرُ غير رسمي ومُجرد مقالة على الإنترنت ، حتى وإن لم تُجازى على ما فعلته .... فلقد إنتهت ..
كيف يُمكنها أن تُظهر وجهها بالكُلية بعد كُل ما حدث ؟
سيتم التنمُر عليها ..
بالتأكيد سيحدث هذا ..
إتسعت عيناها من الصدمة حالما إستوعبت أمراً فإنحنت وإلتقطت الهاتف وهي تُكرر: لا لا ، أرجوكم إلا هذا ..
فتحت على دار النشر التي نشرت كتابها وبحثت عن كتابها حتى وجدته ..
صُدمت عندما رأت تقييم الأربع نجوم والنصف السابق قد أصبح 3,8 !!
فتحت على التعليقات لتجد عشرات التعليقات الجديده السلبية بالكامل والتي نُعتت بكلماتٍ قاسية مُتفاوته !
" سارقه ، حقيره ، مُعتلة نفسيه ، دنيئه ........"
هزت الهاتف وهي تهمس: أرجوكم ، أرجوكم فلتوقفوا .... إلا هذا أرجوكم !
ولكن لا زالت التقييمات تتوالى ، والتعليقات السلبية تزداد ..
وهي تنظُر الى كُل هذا بصدمةٍ كبيره ..
لقد إنتهت !
إنتهت تماماً !!



جلست بهدوءٍ على السرير لتظهر إبتسامته رُغماً وهو يقرأ تلك الجُملة القصيره ..
لقد قرأ التعليقات وشاهد ردات الفعل بنفسه ..
هو لا زال مُعترضاً على فكرة تدخلها وإيقاع نفسها بالمشاكل ..
ولكن على ما يبدو بأنها أنهت الأمور ببساطة ودون مشاكل ..
إليان تلك ، لطالما كانت تملك القُدرة على حل مشاكلها ومشاكل الآخرين ..
قد تُفكر كثيراً وتأخذ الكثير من الوقت ، ولكنها في الأخير تحل الأمر بشكلٍ مثاليّ !
إنها مُذهله ..
هذه الفتاة حقاً مُذهله ولم تتوقف قط عن إبهاره ..
همس بهدوء: أنا حقاً أُحبها ..
خرج من صفحة المُنتدى وذهب الى إسم ريكس حيث أرسل له سابقاً خبراً بأنه سيتناول طعام الغداء معه ..
عاود الآن إرسال رسالةٍ أُخرى كتب فيها: "لم أعد أرغب بتناوله معك فقد قيل عندما تحدث أمورٌ جيدة في يومك حاول ألا تُقابل تعيسي الحظ حتى لا يتم إفساد هذا اليوم"
ضحك بعد كتابتها ليذهب بعدها الى رقم إليان وكتب: "شُكراً"
توقف للحضات وشعر بأن ما فعلَته لأجله لا يُجازى بكلمة شُكرٍ واحده ..
هل يُضيف "جزيلاً" ؟
هز رأسه هامساً: توقف عن الإستغباء ..
تردد مُفكراً قبل أن يُقاطع تفكيره رسالة ريكس التي رد عليه: "كُنتُ سأرفض إستقبالك للسبب نفسه"
ضحك هامساً: يعرفُ كيف يقلب الأمور بجُملٍ قصيره ..
تنهد بعدها ونظر الى إسم إليان كثيراً ..
كثيراً لدرجة أنه إنغمس بمشاعره وقرر التهور بلحضةٍ غاب فيها تفكيره المنطقي عن دماغه وكتب لها كلمةً واحده ..
"أُحبك"

***








10:30 am


كان هذا أول ظهورٍ إعلامي له من بعد كُل تلك الجلبة التي حدثت إثر قضيته مع كاتالين ..
إلتقطته عدسة الصحفيين وهو يخرُج من سيارته مُتجهاً الى مؤسسة WRPG الفنيه ..
حال دخوله نزع النظارة الشمسيه عن عينيه ليبدأ بالإبتسام وهو يستقبل ردود أفعال موظفي المؤسسة من تهاني الى ترحيب والعديد من الأسئله ..
رد على إحداهن يقول: أشكُرك على مشاعر الإشتياق الصادقه ولكن لا أعتقد بأن ما تتأمليه سيحدُث ..
صُدم آخر وهو يقول: ألن تُكمل في المؤسسه ؟!!!
إبتسم إبتسامة إعتذار وغادر دون تعليق ليذهب الى المصعد ..
تنهد وهو يكره أن يكسر قلوبهم هكذا ، لقد أحب هذا المكان حقاً ولكن قد حان وقت الرحيل ..
حتى وإن إعتذروا كِبار المؤسسة منه ووعدوه بتعويض ... هو لن يبقى هُنا أكثر ..
فلن يكون أحمقاً ليعود الى أشخاصٍ أداروا له ظهرهم في مرةٍ ..
فإن فعلوها مرةً ... فسيجدون حتماً سبباً بالمُستقبل ليفعلوها مرةً أُخرى ..
فُتح باب المصعد ليتفاجئ بشارون أمامه فقال: كيف لي أن أُقابلك دائماً عند المصعد ؟
تكتفت وسألته بإبتسامه: غريب ، آخر شيء كُنتُ أتوقعه منك هو العوده بعد كُلِ ما حدث ..
إبتسم ومشي يقول: من الجيد أني لا زِلتُ أرقى لتوقعاتك ..
مشت بجواره عاقدةً حاجبها تقول: أتقصد بأنك بالفعل لن تعود ؟
هز رأسه نفياً فإبتسمت وعلقت: هذا هو القرار الصحيح ..
دخل الى غُرفته وهو يقول: جِئت لإنهاء أموري هُنا ولتوديع الأصدقاء وداعاً لائقاً ، ولإسترداد بعضاً من أغراضي أيضاً ..
تكتفت عند الباب وهي تتكئ عليه وإدريان أمامها يُقلب في حاجياته ويأخذ المُهم منها ..
سألت: إذاً .... هل تنصحني بفعل المِثل ؟
توقف قليلاً من التقليب وإستقام واقفاً لثوانٍ قبل أن يبتسم ويقول: جداً ..
رفعت حاجبها وعلقت: تقولها لمصلحتي أو بُغية دمار المُؤسسه ؟
ضحك قليلاً قبل أن يقترب منها ويقول: حسناً ... الإثنين ..
شارون: الصراحة جيده ..
إدريان: شارون حقاً فكري في الأمر ، تُعانين أنتِ أيضاً منهم ، وبريك كذلك ، فلنخرج جميعاً معاً الى مؤسسة أُخرى ، هُناك واحده سأذهب إليها لذا رافقوني ، ما رأيُك ؟
شارون: لا أعتقد بأن الأمر بهذه البساطه ..
إدريان: أعلم هذا ، يحتاج الأمر الى بعض الجُرئه ، وأنتِ أُستاذةً فيها لذا لا تترددي !
إبتسمت على إطراءه وهي تقول: تعرف كيف تختار كلماتك جيداً ..
غمز يقول: أُجيد الإقناع ..
تنهدت وقالت: نعم ، مُحق في كوني أُعاني منهم ولطالما حاربتُهم في بعض الأمور وإنزعجوا مني كثيراً ، أُراهن بأنهم في أول مُشكله سيتخلون عني كما فعلوا معك ..
ضحك وقال: كُنتُ أسبب لهم المشاكل ..
بعدها أكمل: وإذاً ؟
إبتسمت تقول: الفكرة جيدة ودخلت الى رأسي مُنذ فتره ، الآن إقتنعتُ بها فعلى أية حال بعد فضيحة كاتالين سيكون أمام المؤسسة طريقٌ طويل ليُعاودوا النهوض وأنا لا اُحب الإنتظار ..
هزت كتفها وأكملت: وأيضاً تخلو عن صديق مهم بالنسبة لي ، لا سبب يدعوني للبقاء ..
بعدها إلتفتت وغادرت فإبتسم إدريان وهو يُراقبها قبل أن يستوعب كونه أُعجب بكلامها حقاً ..
همس: بتَ شريراً يا إدريان فها أنت تبتسم بسعاده لكون المؤسسة تسقط شيئاً فشيئاً ..
إلتفت وعاود تجميع أغراضه وهو يُكمل: فضيحة كاتالين وبعدها خروجي أنا وشارون وأيضاً بريك ! إني أرى المؤسسة تسقُط ..
إبتسم وهمس: وهذا ما يستحقونه ..

***



صرخة المشتاقه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-21, 05:24 PM   #432

صرخة المشتاقه
 
الصورة الرمزية صرخة المشتاقه

? العضوٌ??? » 488976
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 73
?  نُقآطِيْ » صرخة المشتاقه is on a distinguished road
افتراضي








4:55 pm



طرقت الباب قليلاً قبل أن تتكتف تنظر الى المكان حولها ..
حيٌ هادئ بسيط ، لطالما إعتادت المرور من هذا الشارع الرملي الذي يوصل المنزل بالشارع الرئيسي ..
إبتسمت بهدوء وهي تتذكر تلك الأيام اللطيفة التي كانت تعيشها سابقاً ..
حيث لا وجود للمشاكل ... المشاكل الحقيقيه وليست تلك العقبات الصغيره التي كانت تُلقبها بمُشكله !
الآن فقط بعد موت والدها وتتالي الأحداث عرفت ما معنى أن تكون حقاً في مُشكله ..
تنهدت ثُم إلتفتت الى الباب حالما فُتح ليُقابلها صديقها بإبتسامه يقول وهو يفتح الباب أكثر: فلتدخُلي ..
دخلت عبر العتبة ونظرت الى هذه الصالة التي إعتادتها كثيراً ..
أغلق الباب ورفع صوته يقول: نينا لقد عادت أُختك ..
خرجت نينا من إحدى الغُرف ونظرت الى أُختها رين بدهشة ثُم ذهبت لإحتضانها ..
إبتسمت رين تقول: ما كُل هذا الإشتياق ؟
نينا بهمس بالكاد يُسمع فلقد كان وجهها مدفوناً بصدر أُختها: خشيتُ ألا تعودي بسرعه ، كالسابق ..
تنهدت رين عندما تذكرت بأنها بالفعل لطالما تركت نينا لفتراتٍ طويله وكانت دائماً ما تقول سأعود بسرعه ، ولكنها لا تفعل !
إبتسمت وقالت: وعدتُك بأنها يومان فحسب ، وهاقد وفيتُ بوعدي ..
هزت نينا رأسها بالإيجاب وبقيت تحتضنها لفترةٍ قبل أن تبتعد عن حُضنها وتقول: والآن ، أين سنذهب ؟
رين: ماذا قُلتُ لك أمام النهر ؟
إبتسمت نينا تقول بسعاده: الى جدي !!
إبتسامتها هذه جعلت رين تتأكد بأن نينا بالفعل حتى وإن رفضت قولها إلا أنها تُريد العيش مع هذا الجد ..
مع والد لوكا ..
هزت رأسها تقول: أجل ، الى جدنا ..
نينا: الآن ؟
رين: نعم ، الآن ... لُمي حاجياتك وأُشكري أخاك اللطيف جاكي على إعتنائه بك طوال اليومين الماضيين ..
إلتفتت نينا إليه حيث كان يقف ويُراقبها بإبتسامه فقالت: شُكراً لك أخي جاكي ، شُكراً للطفك ..
ثُم ذهبت الى الغُرفه وبدأت بترتيب حاجياتها البسيطه بالحقيبه ..
إلتفتت رين الى جاكي وقالت بإبتسامه: شُكراً لك ، لا أعرف أحداً بباريس أكثر ثقةً منك لذا إعذرني على إزعاجك ..
قطب جبينه بإستنكار يقول: لا تفعلي ! رين لم تكُن قط فتاةً مُهذبه ، هذا مُريب ..
ضحكت ضحكةً قصيره ثُم قالت: حسناً ، لن أفعلها مُجدداً ، وكُن سعيداً لكوني أثق بك لذا عليك تحمل طلباتي ..
إبتسم يقول: أجل ، أنتِ رين الآن ..
خرجت نينا تحمل حقيبتها على ظهرها فمدت رين يدها تقول: هاتها عنك ..
نينا: كلا كلا ليست ثقيله على الإطلاق ..
تنهدت رين بإستسلام فلا جدوى من الإصرار فهذه الطفلة ورثت العناد من العائله ..
نظرت الى جاكي بإبتسامه تقول: حسناً ، أراك لاحقاً ..
جاكي: ستعودين صحيح ؟ الى باريس .... الى الجامعه ..
صمتت رين قليلاً قبل أن تقول: لا أعلم ، لم أُفكر بالأمر بعد ، كُل ما أُريده الآن الإبتعاد عن كُل شيء ..
جاكي: لا داعي لأن تُفكري فخيار الإبتعاد عن كُل شيء مرفوض .. تم إلغاء ترمك الأول لذا عودي في هذا الترم فلا زلنا في بدايته وإلا سيفوتك الدكتور فيليب فهذه آخر سنة يُدرسها ..
إنفجرت ضاحكه رُغماً عنها وهي تقول: ذاك المُزعج الذي لا يكف عن مُناداتي برينا ؟؟؟ اوووه جاكي كم إشتقتُ حقاً لإستفزازه ..
جاكي: لم أرى دكتوراً مثله يخلط بين العمل والحياة الشخصيه ، ومن سوء حظك أنك تُشبهين حبيبته التي هجرته ..
رين: هههههههههههه بل قُل أنه من سوء حظه هو ..
جاكي: ههههههههههههههه وهو كذلك ..
إبتسمت نينا رُغماً عنها لتجد الدموع فجأه تنساب من عينيها ..
دُهشت رين وجلست أمامها فوراً تقول بقلق: نينا مابك ؟!!
شهقت نينا وهي تهمس: كُنتُ خائفه ، أنتِ لم تبتسمي ولم تضحكي قط مُنذ وفاة عمي لوكا ... خفتُ أن تفعلي بنفسك شيئاً سيئاً ..
إحتضنتها رين وهي تهمس: مابك ، لن أفعل شيئاً سيئاً فلم يكُن هُناك داعٍ للخوف ..
دفنت نينا وجهها بكتف رين وهي تقول برجفه: قال لي عمي لوكا ، قال أنه علي ألا أتركك أبداً مهما حدث لأنه قبل فترة عندما كُنتِ وحيده عانيتِ كثيراً لدرجة أنك ألقيتي نفسك من على جُرف لتموتي ، قال لي بأنك قد تفعلين هذا بالمُستقبل لذا عليّ أن أبقى معك دائماً ... كررها لي كثيراً لذا خفت ، خفت عندما رأيتُ مدى حُزنك ، خفتُ كثيراً ..
ضمتها رين الى صدرها أكثر وهي مُندهشه لتهمس: لا ، لن أفعلها ، نينا أنا حقاً لن أفعل شيئاً كهذا ..
عضت بعدها على شفتيها وهي تُكمل في نفسها: "لما تقول هذا الكلام لطفله !! ألهذه الدرجة عرفتَ بأن موتك سيترك أثراً كبيراً بنفسي ؟!! إذاً كان عليك ألا تموت بدلاً من أن تفعل هذا !!!"
أغمضت عينيها بقوةٍ تمنع دموعها التي بدأت تتجمع فيهما وأخذت نفساً عميقاً وطويلاً ..
ثوانٍ حتى إبتعدت عن نينا ونظرت إليها بإبتسامه تقول: لوكا قالها من شدة قلقه ، ولكن الحقيقة أني لم أفعلها قط ، كيف لي أن أموت وأترك زهرتي الصغيرة خلفي ؟ نينا .... أنتِ أكثر شخصٍ أُحبه في هذه الحياة ، أنا لم أكُن قط من الأشخاص الذين يُبكون ويكسرون قلوب أحبائهم ، لن أفعل هذا لذا كوني على ثقة بكلامي حسناً ؟
هزت نينا رأسها بالإيجاب فبدأت رين تمسح دموعها من عينيها الصغيرتين وهي تقول بإبتسامه: لذا إبتسمي ، أريني إبتسامتك الجميله .. رين لن تكون سعيدة إن لم ترى إبتسامة نينا ..
إبتسمت نينا فمسحت رين على وجنتيها بهدوء وهمست: أُحبك ..
بعدها وقفت ونظرت الى جاكي وفتحت فمها لتتحدث لكنه قاطعها بإبتسامه: إذاً ، أنا من نِلتُ شرف إضحاكك ها ؟ عليك أن ترُدي لي هذا المعروف وتعودي للجامعه ..
رفعت حاجبها تقول: كلمة شُكراً تكفي فلا تكُن طماعاً ..
جاكي: أنتِ من علمني الطمع لذا هي غلطتك ..
تنهدت وقالت: لا أعلم حقاً ، لا أشعُر برغبةٍ في الإختلاط بالبشر مُجدداً ، ليس الآن على الأقل ..
لم يستطع أن يُصر عليها أكثر فقال: لا بأس ، خُذي وقتك رين ..
إبتسمت له بهدوء ثُم قالت: أراك لاحقاً ..
إلتفتت وغادرت هي ونينا ..


خلال دقائق كانوا بالشقة يقومون بترتيب حاجياتهم بالحقائب ليستقلوا المطار فطائرتهم بعد ساعةٍ ونصف تقريباً ..
جلست رين بهدوءٍ على السرير بجانب حقيبتها حيثُ قد ذهبتا سابقاً الى منزلهما وأخذتا جميع الأمور المُهمه من هُناك ومنها صندوقٌ كانت تحتفظ بجميع ذكرياتها الثمينة فيه ..
وهاهو الصندوق بين يديها تُحاول تخفيف الذكريات منه والتخلص من كُل شيء قد يؤلم قلبها ..
نظرت بهدوءٍ الى مجموعة الصور حيثُ أولها لصورةٍ عائليه قديمةٍ جداً حيث كانت نينا رضيعةً آنذاك ..
نظرت الى والديها قبل أن تهمس: غادرتُما الى السماء مُبكراً .. مُبكراً للغايه ..
قلبت الصورة التاليه حيثُ صورتها مع والدها بإحدى حفلات التخرج المدرسيه ومعها جدتها والتي لاحقاً إعتنت بنينا ليكون مصيرها الموت أيضاً ..
قلبت الصورة التاليه لتكون الصورة الأكثر إيلاماً لقلبها ، صورةً جمعتها مع أصدقائها وعمها لوكا ..
نظرت الى صديقتها آريستا ، تلك الفتاة الطيبة والمُبتسمة دائماً بشعرها الأشقر القصير والمموج دائماً .. لطالما أحبت صبغ جذوره بالأسود مرةً وبالبني مرةً أُخرى ، كانت ترى بأن مظهرها حينها يكون أجمل ..
همست: لطالما كُنتِ جميلة ، مهما فعلتِ فأنتِ كذلك ..
أغمضت عينيها تُحاول تشتيت ذهنها عن التفكير بموتها الشنيع على يد دارسي ..
لتلف بنظرها الى عمها وهمست: كُنتُ أُكرر دائماً بأني سأنتقم منه ، ولكنك أنتَ من أخذ بإنتقامي ، لا أعلم هل أشكُرك أو أشتمك !
نظرت الى الصورة التاليه والتي بعدها وبعدها ...
لما كُل الصور هكذا ؟
لما كُلهم يحتوون على أشخاصٍ أحبتهم ورحلوا ؟
أمها ، أباها ، جدتها ، عمها ، صديقتها ..
لقد فقدت الكثير حقاً ..
إلتفتت خلفها وسحبت محفضتها لتُخرج صورةً جمعتها بريكس إلتقطتها بإحدى فعاليات التصوير في مدينة الألعاب الإلكترونية بالأمس ..
نظرت الى الصورة حيثُ كانت تُمسك بذراعه وتُقربه منها بالقوة ليظهر داخل إيطار الصوره ..
لم يكُن وجهه راضياً ، رفض الإبتسام رُغم مُحاولاتها الكثيره ..
وهي كانت تبتسم ، إبتسامةً مُزيفة من أجل الصورة فحسب ..
لا تعلم لما هي تبحث عن الألم لنفسها ؟ لما أصرت أن تأخذ هذه الصورة لتكون كذكرى لها حال رحيله ؟
ضمّت الصوره الى مجموعة الصور السابقه وهمست بتهكم: لن تكون مُختلفه عن السابق ، كُلها صورٌ تحوي على أشخاصٍ إختاروا الرحيل ..
لتجد نفسها بالأخير لم تستطع التخلص من أي شيء ..
تنهدت وإتكأت على ذراعها تنظُر الى الأرض بهدوء هامسه: لا أُريد ترك أي شيء مُعلق خلفي ، وموضوع آليس لا زال مُعلقاً ..
أغمضت عينيها وهي تهمس: حال عودتي للمُستشفى إكتشفت بأن ما كانت فيه هي غيبوبةٍ طويله ، لا أعلم لما والدي ضنها موتاً دماغياً ، هل كان هذا هو التشخيص الأولي لها ؟ رُبما ، هو لم يكن من الأشخاص الذي يتأكدون مراراً ، تقبل الواقع بهدوء ولم يسأل بعدها ، يُمكنني تخيل ما حدث ..
إذاً في هذه الحاله ماذا تفعل ؟
رفعت رأسها تنظُر الى الفراغ وهي واثقه بأنه إحدى الأمرين قد حدث ..
إما إستيقظت وغادرت بنفسها ..
وإما ريكارد كانت خلف هذا ، فما دام فرانس تبعها .... فريكارد بالتأكيد فعل ..
فهدوءه طوال الفترة الماضيه كان مُريباً ..
بالتأكيد إختار مُراقبتها عن بعد حتى تشعُر بالأمان ليصل بالأخير الى مكان آليس ..
في هذه الحاله ، هل آليس إستيقظت ؟
هل من المُمكن حدوث ذلك ؟
تشعُر بأنه ضرباً من خيال ، لقد إعتادت على حقيقة موتها مُنذ طفولتها ، أن تكون حيةً فجأه ..... هذا حقاً صادم ولا تعرف ماذا قد تفعل لو قابلتها وجهاً لوجه ..
لو تحدثتا ..
ماذا قد تفعل حينها ؟
لا تعرف حتى ماذا عليها أن تقول ..

حسناً ..
الموضوع المُعلق الأكثر أهمية هو ريكس ..
والذي لم تستطع حتى الآن إخباره ..
فالأمور تغيرت ، وآليس لم تمت حقاً ، لم يكُن موتاً دماغياً !
هي حيه ، فماذا قد تفعل ؟
تُخبره ؟ نعم ... تشعُرx بأن هذا ما يجب عليها أن تفعل ..
ولكنها لم تعرف بعد ماذا قد تكون ردة فعله ..
تخشى بأن كلامه ذاك كان حقيقياً ، وبأنه بالفعل سيلوم نفسه حينها ..
ناهيك عن كون تشخيصه الطبي سيء ، والموت ينتظره في النهاية مهما كان قراره ..
تنهدت وأخذت هاتفها لتدخُل الى الرسائل ..
نظرت الى الشاشة مُطولاً تُفكر برسالةٍ تكتُبها له ..
إحتارت كثيراً قبل أن تُقرر وتكتب بهدوء: "تخل عن إنتقامك وأُترك المُنظمة وإقطع كُل ما يربطُك بها ، وحينها ..... سأقول لك سراً لا أعلم إن كان سيُبهجُك أو لا ، ولكنه بالتأكيد شيء مُهم لك أنتَ أكثر من أي شخصٍ آخر"
أرسلت الرسالة ونظرت الى هاتفها مُطولاً قبل أن تبتسم بسُخريه هامسه: الآن إستوعبت لما كُنتُ مُترددة حيال إخباري له ، لماذا كُنتُ أبُرر كثيراً ..
وقفت ومشيت بهدوء الى النافذه ونظرت الى الشارع من على علو طابقين وأكملت بهدوء: كان عليّ إخباره فلما كُنتُ أبحث عن الأعذار وأُفكر كثيراً بمشاعره وبتقبله للأمر ؟
صمتت قليلاً وأكملت تُجيب على نفسها: أردتُ أن يتخل عن إنتقامه لأجلي لا لأجل والدته ، رغبتُ لو كُنتُ شخصاً مُهماً بحياته بمثل أهمية والدته ، ولكني فشلت ، لم أعتقد أن حُبك حرباً لا يُمكنني الفوز فيها ..
فتحت هاتفها مُجدداً وأرسلت: "إنه بخصوص والدتك"
ستتخلى عن رغبتها هذه ، في أن يفعل ولو شيئاً واحداً لأجلها هي ..
المُهم لها الآن هو ريكس ، حتى وإن كان مصيره الموت من مرضه ..
فعلى الأقل ، عليه أن يموت سعيداً ..
عانى كثيراً مُنذ طفولته وحتى الآن ..
فلينعم بنهايةً سعيدة ، هذا هو الشيء الوحيد الذي تستطيع أن تفعله لأجله ..
ضحكت رُغماً عنها على تفكيرها وهي تقول: أنظُر ريكس ، جعلتني أتقبل موتك وأبحث عن الميتة الأفضل لك .. يالك من مُتحجر ..
بعدها أشاحت بوجهها وأكملت ترتيب حاجياتها بوجهٍ مُتجهم بارد وبداخلها .....
ناراً تأبى الخمود ..

***








5:19 pm


في غُرفته بداخل فيلا جينيفر هذه ..
يجلس بهدوءٍ على السرير ينظر الى هذا المُسدس الذي يحمله بين يديه ..
لطالما إحتفظ بهذا السلاح ، كان ينظُر إليه دائماً ويتخيل نفسه ينتقم من قاتل والدته عن طريقه ..
والآن .... عرفَ من هو القاتل ..
وبقي الإنتقام ..
ظهرت نظرةٌ حارة في عينيه وهو يتخيل وجهه ..
ذاك الوجه البارد ، القاسي ..
ياله من قاتلٍ حقير ، من بين الجميع ..... لما فعلها ؟
إنه مُمثلٌ بارع ..
مُمثلٌ حقير ..
الآن ... لقد إنهى تقريباً كُل الأمور العالقه ..
وحان وقت الإنتقام الذي لا يدري هل يعود منه حياً أو لا ..
فغريمه رجلٌ قوي ، رجُلٌ قاتل ..
لم يسلم منه عدو ..
لم يخض هذا القاتل قتالاً وجهاً لوجه وخرج منه الآخر حياً ..
حتى آليس خرجت ميته ..
حتى وهو بتلك الحالة السيئه تغلب عليها ، وقتلها ..
لذا .... لن يكون هو أوفر حظاً ..
ومع هذا لن يتراجع ، أقسم على أن يقتله وسيفعل حتى وإن كان مصيره الموت ..
فهذا المصير لا يُخيفه ، بل هو هدفه أصلاً ..
رن هاتفه في هذه اللحضة وقطع عليه تفكيره ..
عندما شاهد رقم المُتصل رد عليه ليبدأ الآخر بالحديث قائلاً: هل سمعت ما حدث ؟ تم التوقيع بالأمس رسمياً على مشروعٍ ضخم وكبير بالمنطقة القريبة من الأرض التي طلبت مني شراؤها ، وبفضل هذا المشروع أصبحت تلك الأراضي العادية باهضة الثمن والكُل يتقاتل لشراءها ، إشتريتُها سابقاً بمبلغٍ زهيد وحتى الآن عُرض علي أربع عروض لشراؤها أكثر سعراً منهم هو مليون والنصف !!
إبتسم ريكس بهدوء يقول: جيد ، لا تقم ببيعها .. ولكن أُريد منك نقل ملكيتها الآن لشخصٍ ما ، سأُرسل لك معلوماته فإفعل هذا بأقرب فرصه ..
تعجب الرجل وقال: كما تُريد ، ضننتُك ستنتظر حتى يزداد سعرها وتبيعها ..
ريكس: كلا لن أفعل ، سأُرسل المعلومات ..
رد عليه: كما تُريد ..
أغلق ريكس الهاتف وذهب الى المُستند الذي أنهاه مُنذ أسبوعين تقريباً والذي حوى جميع المعلومات بخصوصه ..
بخصوص أخاه مارك ..
وأرسلها الى الرجل لينقل ملكية الأرض له ..
وبهذه الطريقه ...... أنهى أحد الأمور العالقه ..
وإستطاع أن يبني لأخاه مُستقبلاً جيداً ..
فتلك الصفقة التي رفضها عرف عن طريقها نية أحد التُجار الكِبار بفتحِ مشروعٍ تجاري ضخم ، وكما هي العادة ، المنازل القريبة من المجمعات التجاريه الضخمة والمطاعم دائماً ما تكون باهضة الثمن ..
لذا ... لأنه سيُسأل عن ماله إن أودع مبلغاً ضخماً قرر أن يشتري أرضاً بتلك المنطقة النائية بمبلغٍ زهيد وينتظر بعدها حتى يوقع ذاك التاجر على الصفقة وترتفع أسعار الأراضي بهذا الشكل المهول ..
وستكون أغلى من ذلك حال إكتمال المشروع ..
لهذا قرر أن يُعطيها لمارك ، ليكون مُستقبله زاهراً حينما يصل الى سن الرُشد ..
والآن ..
بقي أمرٌ واحد ، سينهيه اليوم وحينها لن يبقى سوى الإنتقام ..
رن هاتفه مُعلناً وصول رساله ..
تجاهلها وهو يتفقد الرصاص بداخل مُسدسه ليجدها كامله ..
قلّب المُسدس بين يديه وبداخله شعورٌ غريب ..
القتل ... لم يفعلها من قبل ..
فهذه الخطوه غريبه عليه تماماً ..
رُغم أنه إعتاد كثيراً على هذه الفكره ولكن تنفيذها غريب ..
غريبٌ للغايه ..
غريبٌ لدرجة أنه أقسم على أن يموت حال إنتقامه ..
فهو يستحقر القتله ، وقطعاً لن يكون واحداً منهم ..
لذا حالما يُصبح كذلك ، سيُنهي حياته بنفسه ..
قطع تفكيره صوت رسالةٍ أُخرى فتنهد وأخذ هاتفه ليجدها رسالتين من "مغناطيس" المشاكل رين ..
نظر الى الإسم قليلاً بعدها همس: هيّا ، لم تعُد تُسبب المشاكل ..
غيّر إسمها الى "رين" ومن ثُم قرأ الرسالتين ..
عقد حاجبه ورد عليها "ماذا تقصدين ؟" ..
ليأتيه ردها سريعاً تقول: "تخلّ أولاً عن هذا الإنتقام وصدقني .... هو أمرٌ رغبتَ به كثيراً بأُمنياتك المُستحيله"
ظهرت إبتسامةً ساخره على شفتيه وهو يهمس: أكثرُ ما رغبتُ به هو عودة الزمن الى الوراء ، هل ستفعلينه لأجلي ؟
رمى هاتفه بإهمال دون رد وبدأ بتبديل ملابسه ومن ثُم وضع المُسدس بجيب معطفه الداخلي قبل أن يأخُذ الهاتف مُجدداً وينزل الى الأسفل ..
حال وصوله الى الباب جائته رسالة أُخرى فتفقد هاتفه ليجدها من إدريان كتب فيها "عندما تذهب الى الفيلا أُدخل الى غُرفة المعيشه ، فلتفعل هذا لأجلي"
عقد حاجبه هامساً: مابه هذا أيضاً ؟
فجأه الجميع بدوا غريبي الأطوار ..
تراجع الى الخلف وذهب الى غُرفة المعيشه ودخلها فلم يجد أي أحد ..
دار بنظره في أرجاء المكان هامساً: ماذا كان يُريد بالضبط ؟
إتسعت عيناه من الدهشة عندما وقعت أنظاره على الحائط !!
فبجانب الصورة العائليه كانت هُناك لوحة مُعلقه لصورته هو ومارك بالمقهى !!
إنها الصورة التي أخذها على حين غفلةٍ لهما وتهامسا بها هو وإليان ..
رفع حاجبه بإنزعاج هامساً: هذا الشاب مُزعج بحق ، بل يتعمد الإزعاج ..
خرج من الغُرفه وهو يُرسل له: "متى ستكبُر وتُصبح رجلاً"
من الجهة الأُخرى إستقبل إدريان رسالته لينفجر ضحكاً وهو يقول: سُحقاً لإنشغالي الذي منعني من رؤية ردة فعله ، ليتني صبرت ولكني أحمقٌ لا يُطيق الصبر ..

***








6:00 pm


وفي المطار ..
مشت رين بهدوء بجانب نينا وهي تتفقد هاتفها في كُل مره ..
هل تجاهل رسالتها ، أو أنه مشغولٌ بأمرٍ ما وسيرد عليها بعدها ؟
أو رُبما يُفكر في كلامها بجديه ؟
لقد سبب لها الكثير من الوساوس ..
ما يُريحها أنه يبدو بخير ، أي أن موته بسبب المرض لن يكون في هذه الفترة القريبة على الأقل ..
وأيضاً لا يدري عن هوية القاتل ، لذا لا بأس ، بإمكانها إعطائه المزيد من الوقت ليُفكر ..
حتى يوم غد على الأقل ..
وإن كان رده تافهاً وأصر على هدفه فلا خيار لها سوى أن تقول له ما تعرفه ..
وجهاً لوجه ..
فأياً كانت ردة فعله فهي تُريد أن تكون بجانبه لذا لا يُمكنها إخباره عبر الهاتف ..
نظرت الى نينا تقول: إسمعي ، سأعود غداً الى ستراسبورغ ..
نظرت نينا إليها تقول: كلا ! ألم تقولي سنعيشُ عند الجد أكثر ؟
تنهد رين تقول: بقي أمرٌ علي الإنتهاء منه ، لا تقلقي ، أنا أقولها لك بصدق ، فقط سأتحدث مع صديق لذا لن يحدث أي أمرٍ سيء فلا تقلقي ..
هزت نينا رأسها دون تعليق فكررت رين: نينا أقولها جاده ، أولئك الجماعة الشريره تم القبض عليهم ولم تعد تربطني علاقةٌ بهم ، لا تقلقي .. الأمرُ لا يتعلق بهم ..
إبتسمت نينا بهدوء تقول: حسناً ، لن أفعل ..
إبتسمت رين لها وذهبت الى شُباك التذاكر لتُعطيهم تذكرتها هي ونينا ..
تلك المنطقة التي تحوي العديد من نوافذ التذاكر التي تُقطع سواءاً كان الذهاب والسفر لداخل أو خارج فرنسا ..
المليء بالكثير من السُياح والمواطنين وغيرهم ..
ومنهم تلك الإمرأة الروسية ..
التي كانت ترتدي بنطالاً واسعاً طويلاً رمليّ اللون بقميصٍ أبيض ومعطفٌ على كتفيها يُناسب لون بنطالها ..
وبين يديها تذكرة سفرها وجوازها ..
تقف أمام أحد نوافذ التذاكر وتلك النظارة الشمسية السوداء تُغطي عينيها رُغم أنهم بداخل المبنى ولا أثر لأي شمس ..
أنهت أمورها وإلتفتت لتسمع صوت شابة تقول للموظف: رين فينسنت ونينا فينسنت ..
توقفت وإلتفتت بهدوء الى جهة الصوت لتجد شابةً عشرينيه برفقة فتاة صغيره ..
نظرت الى ظهرهما لفتره لتتسع عيناها بدهشة عندما إلتفتتا لتُغادرا ..
الوجه ... إنه وجهها ..
وجه رين بالفعل ..
رُغم أنها تتذكرها وهي صغيره ، ولكن ملامحها لم تتغير كثيراً مُنذ ذلك الوقت ..
كان شعرُها قصيراً وتلمه بعشوائية بربطةٍ الى الخلف لتتناثر بعض الخُصل على وجهها ورقبتها ..
إبتسمت بهدوءٍ هامسه: كبُرتي كثيراً ..
جعل منظرها هذا تتسائل بداخلها مُجدداً كيف أصبح كُلاً من ريكس ومارك الآن ؟
ولكنها تجاهلت التفكير للمرة الألف وهي واثقه بأنهما يعيشان جيداً ..
لقد كانا كذلك في السابق وكبرا جيداً من دونها وإعتادا على فراقها لذا ..... الأمرُ بخير ..
همست لها بهدوء: الى أين ستُغادرين ؟
إلتفتت المرأة الروسيه الى الخلف لتجد رين وحدها تنظُر إليها بهدوء ..
نظرت حولها ولم تجد أُختها فعاودت النظر إليها وبات من الواضح أنها تعرفت عليها ..
وهي التي كانت تتمنى ألا يعرف أحد فلقد إتفقت مع ريكارد أن يُنهي الأمور في المشفى وتظهر التقارير كونها توفيت ..
ودُفنت ..
لتنقطع علاقتها بالجميع حتى برين وفرانس اللذان عرفها بأمرها ..
بقيت تنظُر إليها بهدوءٍ لفترةٍ قبل أن تُجيبها: الى حيثُ أنتمي ..
شدت رين على أسنانها وهمست: الشخص لا ينتمي الى البلد الذي وُلِد فيه ، بل الى المكان الذي تتواجد به عائلته ، فالعائله هي الوطن ..
تقدمت خُطوة منها وأكملت بحده: فإما البقاء معهما أو أخذهما معك !
نظرت آليس إليها لفترة قبل أن تبتسم قائله: كبُرتي ولا زِلتِ تتمتعين بالعناد ..
تجاهلت رين تعليقها وهي تسأل: هل تعرفين ماهي أخبار ريكس ؟ أم ستُغادرين هكذا !
حركة يدها مُكمله: ماذا عن مارك ؟! لقد كبُر وأصبح فتىً مُختلفاً عن الطفل الذي تركته ، ألا تتوقين لرؤيته ؟
لم تُعلق آليس بل بقيت تنظُر إليها بهدوء ومن دون أية ردة فعل فجُن جنون رين وهي تقول: آليس أنتِ لستِ جاده !! هل ستُسافرين حقاً !!
أشارت الى المدخل الذي خلفها والتي كانت ستدخله وأكملت: الى روسيا ؟!! وأبناءك ؟! هل تعلمين بأن ريكس يلوم نفسه بموتك ؟ ولا زال يلوم نفسه رُغم إنقضاء كُل تلك السنين ؟؟! هل تعرفين بأن مارك يتوق لصورةٍ واحده لك ولا زال يُقدّر تلك الذكرى القديمة عندما ودعتِه بتلك الليلة الثلجيه ؟!!!
ضاقت عينا آليس لوهله فلم تكن تعتقد بأنه يتذكر ذلك الموقف أو حتى يعرف أنها هي ..
أكملت رين: كيف يُمكنك إختيار المُغادره دون حتى أن تسألي عن أخبارهم على الأقل ؟
وجدت نفسها تصرخ بغضب وهي تُكمل: ريكس مُصابٌ بالسرطان !! والعلاج منه ميؤوسٌ تماماً !
إتسعت عينا آليس بصدمه حيثُ أكملت رين: ومارك عثر عليه البروفيسور وإلتقاه لمره ولا نعلم إن كان سيجُر إبنه معه الى عالم الجريمة أو لا ..
هدأ صوتها تدريجياً: وذاك الوغد الذي قتلك لـ....
تقدمت آليس منها بسُرعه وغطت فمها تقول: كلا !!
توقفت رين عن الحديث في حين تنهدت آليس وهمست: هو الوحيد الذي لا أُريد منه أن يعرف بأني على قيد الحياة ..
رين: لما ؟ تخشين بأن يُلاحقك ليقتُلك ؟
هزت رأسها نفياً تقول: بل أُريد تدميره بحقيقة بقائي ميته ..
عقدت رين حاجبها ولم تفهم ، لم تهتم حتى بالأمر فقد قالت بإستنكار: هل هذا ما إهتممتِ به ؟! أكثر من مرض ريكس ومُستقبل مارك ؟
إبتسمت آليس هامسه: أنا أُمٌ سيئه صحيح ؟
هزت رين رأساً نفياً تهمس: لا تردي مثل هذا الرد ، لا تجعليني أتألم لحقيقة أن ريكس عانى طوال حياته لأجل أُمٍ غير مُكترثة هكذا ..
إختفت إبتسامة آليس وهمست: لا يُمكنك أن تفهمي ..
صرخت رين بغضب: أفهم ماذا ؟!!! أقول لك بأن ريكس سيموت وأنتِ جُلّ ما إكترثتِ به هو ذاك القاتل !!!!
إلتفتت آليس وغادرت تقول بهدوء: إن كُنتِ ستصرُخين فدعينا نوقف المُحادثة هُنا ..
شدت رين على أسنانها لتهمس: فضيعه ..
تقدمت ووقفت أمامها قبل أن تذهب الى صالة إنتظار طائرتها وقالت: أتعلمين ؟ الجميع ، الجميع دون إستثناء كان يُحبك ويمتدحك ، أبناء ريكسوفر ، أبناء آليكسندر أيضاً ، الجميع يُحبك ويراك إمرأةً رائعه لا تُكرر ، فلما إذاً تغيرتِ الى هذه الدرجه ؟ ما الذي يجعلك تُقررين المُغادرة هكذا دون أن تُقابليهم ؟ على الأقل أبنائك ؟!
نظرت إليها آليس بهدوءٍ قبل أن تقول: لأنهما يستحقان الأفضل ، ووجودي بحياتهما لن يُسبب سوى المشاكل ..
رين: لا تُقرري قبل أن تسمعي رأيُهما !
آليس: الأُم وحدها تعرف مصلحة أبنائها وليس هم ..
نظرت إليها رين بهدوء ثُم قالت: وهل مصلحتهم تتضمن عدم إطمئنانك عليهم ؟ عدم السؤال عن أحوالهم ؟ عن تجاهلهم حين مرضهم ؟ أين المصلحة في هذا ؟!!
تقدمت آليس منها خُطوة تقول: إذاً ، هل المصلحة هي التعرف عليهم مُجدداً وإحياء أملٍ قديم بصدورهم ؟ وماذا بعد ؟ أنا إمرأةٌ لا تصلُح لأن تكون أُماً ! لدي حياةٌ مُختلفه لا يُمكنني الفكاك منها ، ماضيّ مُشين حتى النُخاع ولا سبيل للتملص منه ، سيبقى التهديد يُلاحقني للأبد ، أعدائي كُثر وكُلهم يتمنون رأسي ! إذاً ؟! هل أُحيي هذا الأمل وأقتُله مُجدداً في فترة قصيره ؟ مصيري الموت ! إن بقيتُ وعشتُ حياةً طبيعيه فمصيري الموت لا محاله فما الفائدة من كسرهم لمرتين ؟ هل عرفتِ أين المصلحة التي أقصدُها ؟!
فتحت رين فمها لتُرد ولكن قاطعتها آليس تُكمل: إعتادا على رحيلي حتى وإن كانا يشتاقان إلي ، هذا طبيعي ، كُلنا نُحب أشخاصاً ويتركوننا ونبقى على ذِكراهم ، هما ليسا وحدهما ! ريكس يمتلك عائلته ، والده ، إخوته وأبناء عمومته ، مارك لم يعرفني كثيراً لذا يُمكنه مواصلة العيش وإختيار مُستقبله بنفسه ، فإن كان ريكس كما تقولين يحتاجني فهذا لا يعني سوى أنه لم ينضُج بعد ! إن كان لا يزال يتعلق بشخصٍ ميت فهو بحاجةٍ لأن يفُك تعلقه ، إن عُدتُ فهذا سيزيد من شدته لا أكثر !
صمتت قليلاً ثُم أكملت بهدوء: رين صدقيني ، بقراري هذا فأنا أكثرُ من يتألم وليس هن ..
ردت عليها رين: إنها إحدى عشر عاماً ، أعدائك خلالها لم يستطيعوا أن يصلوا إليك ، حتى ريكارد المُتعلق بك بشده لم يستطع ، الكُل تأكد من كونك غادرتِ العالم .. يُمكنك أن تعيشي حياةً طبيعيه !!
آليس: كيف ؟ وهويتي ؟ إن كُنتُ سأرجع كأُمٍ لمارك وريكس فالجميع حينها سيعرف بوجودي وسيُلاحقونني مُجدداً ! وإن فكرتِ بالتزوير فلن يُغير هذا من الأمر شيئاً فمُجرد بقائي بجانبهم سأجذب الأنظار ! "من هذه الإمرأه ؟" "أوليست تُشبه الراحلة آليس ؟" "إنها آليس بالفعل" ومُجدداً نعود الى نُقطة البدايه ..
صمتت قليلاً ثُم قالت بهدوء: رين ، أنا لستُ عاطفيةٌ للغايه ، قد أضعفُ في مراتٍ قليله ولكن عقلي هو المُسيطر دائماً ، لن أُؤذيهم ببقائي معهم .. حاولي إبعاد عواطفك وفكري بعقلك قليلاً وحينها ستتفهمين هذا القرار ..
عضت رين على شفتيها هامسه: أنتِ لا تفهمين ..
آليس بهدوء: بل أنتِ التي لا تفهم ، ما زِلتِ صغيره لذا من الصعب رؤية الأمر من منظورٍ منطقي ..
رين: أقول لك ريكس سيموت !
تنهدت آليس وهمست بهدوء: لا تتوقعي أني لا أكترث للأمر ، لكن لا يُمكنني رؤيته ، حال وصولي لروسيا سأحرص على إيجاد أفضل طبيب لأجله وسيكون بخير ..
نظرت رين الى عينيها تقول: تحاليله عُرضت على طبيب موثوقٍ هُنا وقالها بصراحه بأن لا أمل له بالعيش كثيراً ، على الأقل .... أعطيه نهايةً سعيده ..
نظرت إليها بهدوءٍ ظاهري بينما قلبها يبكي من كلامها هذا ، لتُعلق بهدوء: رُبما هو ليس جيد الى هذه الدرجه ، سأجد له طبيباً أفضل ، طبيبٌ عالمي .. سيكون بخير ..
شدت رين على أسنانها تقول: وماذا لو كان كلامه نفسه ؟ ماذا ستفعلين حينها ؟
لم ترد آليس فوراً لتنطق بعد ثوانٍ: رين .... أنا موشوشةً كثيراً ، مرت إحدى عشر سنة من عُمري وتخللها كثيرٌ من الأحداث ، لذا أنا بحاجةٍ الى هذه السفره ، بحاجةٍ للبقاء بعيداً ومواكبت الأحداث ، لا تقسي علي بتوقعاتك ..
لم تستطع رين أن تُعلق أو تقول شيئاً ..
إنتظرتها آليس لدقيقةً قبل أن تتنهد وتمر من جوارها وهي تربت على كتفها هامسه: كوني بخير ..
وغادرت بهدوء بينما رين بقيت في مكانها مُتألمه وتشعُر بعجزٍ تام وكراهيةً كبيره لنفسها ..
لكونها لم تستطع حتى أن تُقنعها ..
لكونها تركتها ترحل هكذا دون أن تمنعها وتفعل شيئاً جيداً لأجل ريكس ..
لأجل ريكس ؟!!
إبتسمت بشيء من السُخريه وهي تهمس: ألا تُلاحظ هذا يا ريكس ؟ أستمرُ بفعل الكثير من الأمور لأجلك وماذا عنك ؟
أشاحت بوجهها وعادت الى أُختها ..
وبدأت تُسيطر على دماغها فكرة ..... أنه لا يستحق !
حتى وإن أحبته .. إن لم يُقدّر حُبها هذا ولو قليلاً فهو لا يستحق جُهدها المُضني لأجله ..
لا يستحق بتاتاً !

***






صرخة المشتاقه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-21, 05:38 PM   #433

صرخة المشتاقه
 
الصورة الرمزية صرخة المشتاقه

? العضوٌ??? » 488976
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 73
?  نُقآطِيْ » صرخة المشتاقه is on a distinguished road
افتراضي









7:12 pm


رُغم أنه مُطارد من قِبل السُلطات ..
ورُغم أنه يعيش حياةً يملؤها الخوف من أن يتم القبض عليه قبل أن يُغادر خارج الحدود ..
إلا أن أخبار تلك الخادمة كانت تُسعده ..
وتُغير مزاجه دائماً ..
فهاهي صورةٌ حديثة لذلك الشاب المدعو بآلبرت يجلس على الأريكة وهو يتكأ برأسه على إحدى يديه ويبدو مُرهقاً ..
إنها تُعطيه تفاصيل تحركات آلبرت ومدعومةٌ بالصور في بعض الأحيان ..
تفاصيل تُبين له تطور المرض بجسده وبكونه بدأ يُعاني من أعراضها ..
ينتظر الآن فقط أن يُشاهده يذهب الى المشفى من أجل الفحوصات ويُصدم بالنتيجه ..
وهُنا سيضحك كثيراً ..
وسيتلاشى غضبه العارم تجاه هذا الرجل الذي دمره ..
فرُبما خسر معركةً ضده ولكنه من سيفوز بالحرب !
سيموت هذا الرجل تدريجياً بينما هو سيُغادر ويبني نفسه من جديد ..
وتنقلب الأمور الى صالحه مُجدداً ..
فلم يكُن قط من أولئك الأشخاص الذين ينتهون بسهوله ..
على الإطلاق ..
قطع عليه أفكاره دخول فتاةٍ دائماً ما تكون شريكته بأعماله وقالت: دكتور ، ريكس بالخارج ..
إبتسم الدكتور وقال: نعم ، أردتُ رؤيته قبل مُغادرتي ، دعيه يدخُل ..
خرجت وخلال دقائق قليله فُتح الباب ودخل ريكس ..
كانت الغُرفة ذات أثاثٍ أبيض يجعلك تشعُر وكأنك بمُختبر أو مشفى ..
مكتبةً بيضاء لا يُلونها سوى الكُتب والملفات التي تملؤها ..
وأثاثٍ ذا ألوانٍ مُتباينة وفاتحه لدرجات البيج وما يُشابهه ..
ومكتبٌ كبيرٌ بكُرسي شاذٍ بلونه البُني الغامق والذي كان يجلس عليه هذا الدكتور بإسترخاءٍ تام ..
تقدم ريكس وهو يُعلق قائلاً: ضننتُك غادرت فرنسا ..
إبتسم الدكتور جان يقول: كلا ، بقي لي أمرٌ عالقٌ واحد لم ينتهي وأردتُ إنهاؤه قبل الرحيل ..
ريكس: وهو ؟
د.جان: أنت ..
تنهد ريكس وجلس بهدوءٍ على الأريكة القريبة من المكتب في حين نادى الدكتور جان على مُساعدته لتُحضر لضيفه شراباً ..
حال خروجها بدأ د.جان بالحديث قائلاً: ما هي أحوالك مع المُسكّن ؟
قبض ريكس يده وبسطها وهو يُجيب: جيده ، أقوى من السابق ..
د.جان: نعم ، لقد طورتُه قُبيّل موت جينيفر بفترةٍ قصيره والدراسات الأولية له تُثبت فاعليته ، من الجيد بأنه لم يُسبب لك أعراضاً جانبيه ..
علق ريكس: رُبما في بدايته شعرتُ ببعض تشنُجات الأطراف ولكن لم يستمر سوى ليومين وإختفى بعدها ..
د.جان: لا تقلق ، إنها ردات فعلٍ عصبية مُتوقعه ، إستمر عليه حتى نهاية الشهر وبعدها سننظُر الى التحاليل ونرى النتائج .. أتوقعُ تقدماً جيداً عكس الشهر الماضي ..
لم يُعلق ريكس فإبتسم جان وقال: لم أرى في حياتي شخصاً يُريد الموت مثلك ، حتى كلمة "تقدُم" تُزعجك .. لا تقلق ، أنا عند وعدي لك ، فقط شهرٌ آخر من التجارب وسنصل الى النهاية التي تتمناها ، أُريد هذا التقدم لهذا الشهر من أجل دراساتي ..
دخلت المُساعده في هذا الوقت وقدمت لهُ مشروباً غازياً فعلق د.جان: عُذراً من الصعب الذهاب وشراء مُكونات القهوه لذا موارد البقالة هي كُل ما لدينا ..
ريكس: لا بأس ..
حال خروج المُساعده مُجدداً سأل د.جان: ماهي أخبار آلبرت ؟
فتح ريكس علبة المشروب الغازي وهو يرُد: ولما تسأل ؟
د.جان: أملُك فضولاً لأعرف إن كان يعيش جيداً بعدما فعل بي كُل هذا ؟
رفع ريكس عينيه بهدوءٍ الى جان وهو يقول: حذرتُك ، لا تقترب منهم ، إن كان يُغضبك بشيء فإنتقم عن طريقي أنا فقط !
إبتسم د.جان وقال: لكن آلبرت تمادى ..
ريكس: فليتمادى كما يشاء ، أنا حافظتُ على وعدي لذا حافظ عليه أيضاً وأُتركه وشأنه وإلا إنتقامي لن يكون هيناً ..
بقي د.جان مُبتسماً دون تعليق في حين شرد ريكس بتفكيره قليلاً قبل أن يقول: أنتَ رجُلٌ لا يُحافظ على وعوده ..
عقد د.جان حاجبه ليوضح ريكس مقصده: أقصد بإتفاقك مع آلبرت ورين ، ألم يطلُب منك ملف تحاليلي مُقابل ألا يقوم بنشر ما لديه للإعلام ؟
ضحك جان هُنا رُغماً عنه قبل أن يُعاود التكشير وهو يقول: ولكنه هو أيضاً خانني ونشرها حقاً ..
إبتسم بعدها ونظر الى ريكس يُكمل: لما ؟ هل حدثك بشأنها ؟
ريكس: أجل ، التحاليل المُزيفة التي تُثبت كوني سأموت قريباً .. شاجراني هو ورين عليها كثيراً ، سببتَ لي إزعاجاً كبيراً ..
رفع جان يده يرفع خُصلات شعره المموجة الى الخلف وهو يبتسم قائلاً: عُذراً ولكن رأيتُهما مصدر تدخُلٍ مُزعج لإختباراتي فأردتُ إعطائهم شيئاً يجعلهم يتوقفون وييئسون ..
شرب ريكس من المشروب الغازي وهو يقول: إشتريتَ راحتك على سبيل إزعاجي أنا ..
علق د.جان ضاحكاً: أعتذر أعتذر ..
وضع ريكس المشروب على الطاولة بعدما شرب نصفه ليقول: حسناً لدي موعدٌ مُهم قريباً ..
وقف الدكتور جان يقول: حسناً فلتنتظر للحضات إذاً ..
تقدم من أمام دولابٍ خشبي أبيض طويل وفتحه لتظهر من خلف الأبواب العديد من القنينات وعينات الأدوية والإختبارات وعُلب الأقراص الدوائيه وغيرها ..
سحب إبرةً جديدة وفتح الكيس البلاستيكيّ عنها وأخذ عُلبة سائِلٍ شفاف اللون مُغطى بإحكام وبدأ يُعبئ الإبرة منه في حين تحدث ريكس يقول: بالنسبة لآلبرت فهو بخير ، بما أنك سألتني عنه ..
إبتسم الدكتور جان بهدوء مُركزٌ على عمله وهو يقول: اممم حقاً ؟ هذا جيد ..
ريكس: أجل ، قابلتُه ظُهر اليوم على طاولة الطعام .. وكان على أحسن ما يُرام ..
بقيت الإبتسامة على شفتيّ الدكتور ولم يُعلق ..
إنتهى من تعبئة الإبره وإلتفت الى ريكس ، جلس بالقُرب منه وبدأ يمسح مكان الإبرة ويُعقمها ليتحدث ريكس مُجدداً يقول: لذا لا داعي لأن تُرغم الخادمة على الإستمرار بتوصيل أخباره إليك ..
جفُل الدكتور للحضة وتوقفت يده حالما كاد أن يُعطيه الإبره ..
عقد حاجبه ورفع نظره الى عين ريكس الباردتين الذي أكمل بهدوء: لا تُحاول رشوة الخدم مُجدداً ..
عاد الدكتور بجسده الى الخلف لتضيق عينيه وهو يقول: أووه ، لا تقُلها ..!
لم يؤكد عليه ريكس شكوكه بينما شعر الدكتور بشيء من الغضب بداخله فالإنجاز الذي كان يعتبره إنجازاً .... لم يكُن كذلك !
سحب ريكس الإبرة من بين يديه ومد ذراعه ليُكمل إعطاء الحُقنة لنفسه وهو يقول دون أن ينظُر إليه: ألم أُحذرك من المساس بهم ؟ كان بيننا وعد ..
راقبه الدكتور بهدوء وهو يقول: من أخبرك ؟
ريكس ببرود: لا أحد ، ولكني عرفتُ من كونك لستَ أهلاً للثقه ، خُنتَ جينيفر وقتلتها ، نكثتَ بوعدك مع آلبرت وأعطيته ملفاً مُزيفاً ، عرفتُ بأنك لن تُحافظ على الوعد الذي بيننا ..
رفع عينيه الى الدكتور وأكمل: ومن غيرَ الخدم يُمكنك الإستعانة بهم داخل المنزل ؟ كُل ما علي هو أن أسبقك وأعدهم بإعطائهم ضعف ما ستفعل وحينها ستأتي إلي الخادمة التي تختارها وتُخبرني بكُل شيء ..
رمى الحُقنة الفارغه ووقف ليتجه الى المكتبة التي حوت بعض الملفات مع الكُتب وبحث فيها قليلاً وهو يُكمل: سلّمت لي الزجاجة الحمراء تلك ولم تضع ولا قطرةٍ واحده بالعصير كما أردتَ أنت منها ، صورَت لك صوراً تُظهر إنجازاتك المُزيفه ..
سحب الملف الذي حوى إسم ريكس وأكمل: تركتُها تستمر باللعب معك وإعطائك أخباراً زائفةً بخصوصه ، تُصوره في لحضاتٍ طبيعية لأي شخص وتختار لقطات إرهاقه لتُقنعك بأنه حقاً مريض ..
تقدم من مكتب الدكتور وسحب القداحة التي كانت هُناك وأشعلها فضاقت عينا جان الحادتين وهو يهمس: ماذا تفعل ؟
قرّب ريكس الملف من القداحة وبدأ يُحرقه وهو يقول: إذاً ما رأيُك ؟ ماهو شعورك وأنتَ مُستمتعٌ ليومٍ كامل بإنجازٍ مُزيف ؟
وقف الدكتور جان بعصبيةٍ واضحه ومد يده ليسحب الملف من ريكس قبل أن يُحرق حقاً ولكن ريكس رفع يده التي حوت الملف وبيده الأُخرى دفع بالدكتور قليلاً وهو يقول:والآن ماهو شعورك وعينة إختبارك الوحيدة التي حافظتَ عليها لفترةٍ طويله يتم حرق جميع الدراسات حولها ؟! شعورٌ موجع صحيح ؟!
جُن جنون جان وهجم عليه مُجدداً ليلتقط الملف فتشابك مع ريكس الذي لا زال يُبعد الملف عن متناول يده وهو يُكمل له: ألم تعرف بعد لما إخترتُ الإستسلام التام لك ؟ لأكون وحدي فأر تجاربك الأساسيّ ، لأثق بأنك لن تتخذ شخصاً وتؤذه بشكلٍ دائم بتجارُبك التي لا تنتهي ، التي تُمزق الجسد من الداخل مع كُل إبرةٍ وقُرص دواء .. ولأثق ..... بأنه عندما أحرق مُستقبلك هكذا أمام عينيك يكون هو وحده من تُعوّل عليه نجاحك ، ويُكون هو سبب جنونك هذا ..
سقط الملف أرضاً وعندما حاول الدكتور دفع ريكس ليصل إليه مد ريكس رجل وداس عليه والذي كان قد إحترق نصفه وبدأ يُخمد الإحتراق بفعل أرضية الغُرفة الباردة ..
نظر الدكتور جان بغضب شديد الى الملف الذي أصبح نصفه رماداً ورفع عينيه الى وجه ريكس وهو يهمس بغضب: أيُها الوغد !
ريكس: الوغد من يقتُل أطفالاً وأبرياءاً بدافعٍ أحمق يُسمى العلم ! الوغد .... من يُنجب طفلاً ويُخرجه الى العالم فقط ليُعذبه بالمرض والأدويه !! هذا هو الوغد الحقيقي ..
براكين غضبٍ تشتعل بصدر جان وبالكاد هو واقفٌ بهدوء ..
يُريد حقاً تمزيق هذا الرجل قطعةً قطعه فهو لم يُعطه إنتصاراً زائفاً على آلبرت وحسب ، بل أفسد دراساته !!
مر الكثير من الوقت إستطاع فيها دراسة ثلاثة أمراضٍ بعدّة أنواعٍ من العلاج على جسده ..
لطالما كان جسده قوياً ولطالما كان لا يتحسس من أي عنصُرٍ لذا كان هو الأنسب ليكون حقل تجارب ..
وهو .... سلم له أمره دون إعتراض ..
ولم يُفكر قط بأنه يُفكر بهدم كُل شيءٍ هكذا وببساطه !!
كان يضنه مسجوناً لديه بفعل التجارب ..
همس بهدوءٍ: بهذه الطريقه ... لا مجال لأن تُشفى من مرضك ، حتى وإن ذهبت الى طبيب جيد و....
قاطعه ريكس: ومن قال بأني أهتم ؟
شد جان على أسنانه فأكمل ريكس وعينيه على الحُقنة التي على الأرض: أردتُ فقط مُسكنٌ قوي ليُساعدني على إنهاء آخر أموري وبعدها لا مُشكلة لدي في أن أموت بفعل المرض ..
عاود النظر الى جان وأكمل بإستفزاز: هذا إن كان سيقتُلني حقاً فلقد بدوتَ سعيداً وأنت تتحدث عن نتائج دوائك الجديد هذا ..
وبحركةٍ خاطفه سحب جان دباسة الورق الكبيره من على المكتب وضرب بها وجه ريكس ليتراجع الآخر رُغماً عنه وهو يضغط على فكه من الجهة اليُسرى ليبدأ الدم يتسلل من بين أصابعه ..
إنحنى جان وإلتقط الملف من على الأرض وبدأ يُقلب صفحاته والذي بالكاد هُناك بعضٌ منها سليم ..
تجهم وجهه كثيراً والغضب الشديد يُسيطر عليه حقاً لدرجة لم يعُد يعرف كيف يُطفئه !!
تقدم ريكس تاركاً إياه خلفه وهو يقول: لم تسألني ..
نظر جان إليه بشيء من الدهشة والغضب بآنٍ واحد وكأنه يقول "ماذا بعد" ؟!!!!
إلتفت ريكس إليه بهدوء وقال: ألم أقُل لك بأني لن أغفر لك لو حاولت إيذاء آلبرت أو أي واحدٍ من العائله ، لم تسألني بعد كيف سأُعاقبك !
تقدم جان منه تاركاً الملف على المكتب وهو يقول: لقد ضِقتُ ذرعاً بك !
أمسكه من ياقة قميصه ودفعه الى الحائط وهو يشد على الياقة قائلاً بغضب: أتضُنني ممن يغفِرُ لمن يُضايقني ؟! هل لأنك شخصٌ مُهمٌ لي في تجاربي تضُن بأنك ستفلِتُ من إنتقامي ؟!!
ريكس: توقف عن النُباح أكثر فلقد ولّى عهدُك ..
إتسعت عيناه بغضبٍ شديد ليقطع كُل هذا صوت فتح الباب القوى والمُفاجئ ودخول العديد من عناصر الشُرطة الى الداخل ..
إلتفت جان الى حيثُ هذه الجَلبه ليُصدم بشده مما يرى حيثُ أشهروا مسدساتهم بوجهه وتحدث قائدهم يأمُره بتسليم نفسه !
أبعد ريكس يد جان عنه وهو يقول: هاك ردي على مُحاولتك لإلحاق الضرر بآلبرت ..
تقدم إثنان من العناصر وأمسكوا بجان وبدأوا بتقييد يديه وهو مصدوم وغاضب وعلى وشك الإنفجار !!!
إلتفت الى ريكس يصرخ فيه: أيُها الوغد !!! أيُها الوغد ..
سحبوه بالقوة الى الخارج ليُعاود جان الصُراخ وهو يقول: أيُها الحقير !!!
قالها حالما إستوعب بأن ريكس إستدعاهم مُسبقاً وبلّغ وإنتهى !!
أي أن موضوع آلبرت ، وحرق الملف أمام عينيه فقط لإستفزازه أكثر ! لم يكتفي بالتبليغ وحسب بل جعله يُجن تدريجياً ..
في حين راقبه ريكس بهدوء حتى إختفى عن نظره ليتقدم بعدها من الملف ومن خلفه بعض عناصر الشُرطة وهم يقومون بمُصادرة جميع مافي الغُرفه ..
سحب القداحة مُجدداً وأكمل حرق الملف بالكامل فهو لا يُريد أن يتواجد إسمه في تحقيقاتهم هذه ..
فلينتهي ذاك الرجُل دون أن يكون له أو لعائلته أي صلةٍ به ..
بدأ الملف يحترق وهو على المكتب دون أن يكترث بأن هذا آخر أملٍ له بأن يُشفى من الأمراض المُتحورة التي بجسده ..
إحترق الملف تدريجياً فانتبه له الشُرطي وجاء بسرعةٍ إليه وهو يقول بصدمه: لا تُدمر الأدله !!
وقف ريكس أمامه قبل أن يصل الى الملف فإنزعج الشُرطي وتجاوزه ولكن كان الأوان قد فات وإنتهى الملف تقريباً ..
بدأ يتحدث الشُرطي بغضب من هذا التصرُف بينما نظر إليه ريكس بهدوء ودون تعليق ..
ليخرج بعدها من المكان بأكمله وعندما إقترب من سيارته وأدخل يده في جيبه ليُخرج المُفتاح أمسك بالقنينة الحمراء التي كانت مُختبئةً فيه ..
أخرجها ونظر إليها لفترة طويله ..
لقد .... فكر بأن يُجازيه بجنس عمله ، ويضع هذا السائل المليء بمرض الإيدز بشرابه ..
ليموت من جراء أعماله ومن نفس الكأس التي أسقاها لضحاياه ..
ولكن ..... لم يستطع ..
من يقتُل بهذه الطريقه ... الوحوش وحدهم ..
وهو لم يكُن قط منهم ..
ولا يُريد أن يُشبه جان بشيء ولا أن يتبع نفس طريقته ..
رمى العُلبة بهدوءٍ في حاوية القُمامه وإكتفى بما فعله ..
أثار أعصابه ودمر مُستقبله أمامه وجعله يأخذ جزاءه الكامل بالقانون ..
والقانون لن يرحم أشكاله ..
فالقانون حقاً قاسٍ عندما يتضمن أذية الأطفال ..
وجان فعل ماهو أكثرُ من ذلك ..

***








8:20 pm


لم تكُن على طبيعتها طوال هذا اليوم ..
هادئه ، صامته ، كثيرة الشُرود ..
تنهدت وقطعت عليها شُرودها للمرة الألف وهي تقول: حسناً ما كان عليك فِعلَ ما فعلتِه إن كان سيُمزقك الندم هكذا !
عقدت حاجبها تقول: ماذا تعنين ؟
أجابتها: اقصد ماريا ! مُنذ منشورك ذاك وأنتِ شاردة الذهن دائماً ، حتى وإن تحدثتي معنا فأنتِ لا تتحدثين كثيراً ! أجل ... كُنتُ سعيدةً بما فعلتِ فتلك الحقيره تستحق ولكن إن كان هدم مُستقبلها سيُشعرك بكُل هذا الذنب فلن أُسعد على الإطلاق !
نظرت إليها إليان لثوانٍ قبل أن تستوعب كلامها فتنهدت وقالت: الأمرُ لا عِلاقة له بها يا جيسي ..
جيسيكا: إن لم يكُن فلما مُنذ تلك اللحضة وأنتِ مُكتئبه ؟
أشارت حولها وأكملت: إني حتى تعنيتُ وأخذتُك الى مقهاك المُفضل لأُبهجك ..
نظرت إليان الى المكان بهدوء ولم تُعلق سوى بتكرار جُملتها: صدقيني ، الأمرُ لا عِلاقة له بها ..
تنهدت جيسيكا بإستسلام قبل أن تبتسم وتقول: أتعرفين أكثر ما يُدهشني ماذا ؟ كون الجميع صدقك ولم يُشكك فيك ! أعني عندما إتهمتِ الدكتور آرثر تلك المرة هاجمك الجميع وأصبحتِ مكروهةً تماماً ، حتى حادثة الغش لم يستنكرها الجميع بل الأغلبية صدقها رُغم كونك من أكثر الطلبة مثاليه ، ولكن بووف ! كُل شيء إنقلب بعدما حدث البارحه وظهور الحقيقه ..
علقت إليان بهدوء: طبيعي ، بقدر كُرهك للشخص وظلمك له سينقلب الأمر للعكس تماماً حال ظهور الحقيقه .. الذنب سيجعلُك تُقدره وتُحبه أكثر من السابق ..
إتسعت عينا جيسيكا لحضةً قبل أن تقول بعدم تصديق: لحضة إيلي !! لا تقولي بأن هذا سبب إندماجك الغريب بالطلبة بالأمس ؟
علقت إليان ببرود: تجاهُل مشاعرهم الصادقة بالإعتذار سيعكس الأمر ويُعاودوا كُرههم لي ..
جيسيكا بدهشه: ولهذا تقبلتِها وتصرفتِ بلطف وتفهمٍ بالغ لتكسبي الجميع الى صفك ومن ثُم تستغلينهم في إنتقامك من ماريا ؟!! إيلي أنت تُرعبينني !
إبتسمت إليان رُغماً عنها تقول: كفى ! الأمرُ ليس بالسوء الذي تتخيلينه ..
جيسيكا بجديه: ألا تخشين أن تتهمك بالتنمر ؟
إليان: تكون هذه غلطة عُمرها ، فما حدث هو ثرثرات ويتوقف الأمر فقط هُنا ، ولكن بفتح تحقيق وإتهام سيكبُر الأمر وستظهرُ حقيقتها البشعه أمام الجميع وتُعاقب عليه أيضاً ..
إلتوت شفتيها بإبتسامةٍ تهمس: طبعاً هذا ما تُفكِرُ فيه هي بعقلها الصغير ذاك ..
عقدت جيسيكا حاجبها بعدم فهم فقالت إليان: لو كانت أكثرُ ذكائاً لوثقت بخُطتها السابقه وبكون لا شائبه تشوبها ولن يستطيع القانون إيجاد ثغرات لذا الإلتجاء إليه وإتهامي وقلب الأمور علي سيكون خيارها الصحيح ، ولكنها للأسف ، محدودة التفكير ، الرُعب مما حدث سيشُلها تماماً وجُلّ ما ستُفكر به هو الإنتقال الى كُليةٍ أُخرى ..
إتسعت عينا جيسيكا من الدهشة قبل أن تمُد يدها وتُمسك بكف إليان تقول: إسمعي ، كوني لجانبي دائماً ، أنا واثقه بأني سأحتاجُك لتفادي المشاكل بالمُستقبل ..
إبتسمت إليان تقول: كفاك سُخريه ..
ضحكت جيسيكا تقول: تُرعبينني وفي الوقت ذاته أفخرُ بكونك صديقتي ، شعورٌ مُتناقضٌ لذيذ ..
لم تُعلق إليان لتُكمل جيسيكا: محظوظٌ من هو قريبٌ منك وتهتمين لأمره ، محظوظٌ الأستاذ آندرو كثيراً ..
نظرت إليان إليها بهدوء ليُعاود تفكيرها السابق -الذي نسيته لثواني- السيطرة على دِماغها مُجدداً ..
ثوانٍ مرت قبل أن تسأل: هيه جيسي ..
جيسيكا: ماذا ؟
إليان بهدوء وعيناها ضائعتان بالفراغ: ماهو تعريفُك للحُب ؟
نظرت جيسيكا الى حيثُ تنظر ولم تجد أحداً ، فقط تنظر للمقهى بشرود ..
عاودت النظر الى إليان وقالت: لا يُمكنني رؤية أي كيمياء بينكما ..
عقدت إليان حاجبها ونظرت إليها فأكملت الأُخرى: أقصِدُ بينك وبين النادل الوسيم ذاك ..
قطبت جبينها بإستنكار تقول: لم يكُن هذا سؤالي !
شربت جيسيكا قهوتها ببرود تقول: ولكنه المقصود ..
أشاحت إليان بنظرها وللتو لاحظت كونهما بالمقهى الذي يعمل فيه ريو ..
دارت بنظرها أنحاء المقهى ولكن لم ترى له أثراً ..
هل تغيب عن عمله هذا اليوم أم أنه مُنشغل بالداخل ؟
همست بعد فترة صمت: هل الى هذه الدرجة كُنتُ واضحه ؟
جيسيكا: كثيراً ..
صمتت قليلاً ثُم تنهدت وعدلت إجابتها قائله: حسناً ، ليس كثيراً ، ولكني صديقتُك المُقربه لذا إستطعتُ مُلاحظة نظراتك وتصرفاتك تجاهه .. أيّ شخص آخر لم يكُن ليُلاحظ ..
عاودت إليان النظر إليها وإبتسمت تقول: ما دُمتِ صديقتي المُقربه فأخبريني ، أي نوعٍ من الشُبانِ يُناسبني ؟
إبتسمت جيسيكا وتركت قهوتها ومن ثُم عدلت جلستها تقول: حسناً ، إليك رأيي الثمين .... تستحقين رجُلاً ناجحاً ، لا يتصِفُ بالغرور ، من طبقةٍ غير بعيدة عن طبقتك ، يُحبك ويُقدرك ويُعطي لرأيك قدراً كبيراً من الإهتمام والأهم يتحمل مِزاجيتك وتقلُبها المُستمر ، يمتلك عمله الخاص ، تاجِرٌ مثلاً وطموحه دائماً عالٍ ويسعى للأفضل ، مُحترم ، حسن المظهر ولبق الحديث ، كريم ومُتفهم ولطيف ، يتصف بالمسؤلية ويكُـ...
قطبت إليان جبينها وقاطعتها: توقفي ! ما كُل هذا ؟ هل فجأه غيرتِ دِفة الحديث لتصفين رجُل أحلامك ؟
ضحكت جيسيكا تقول: عُذراً يبدو بأني إسترسلت وسلكتُ طريقاً آخر ..
تنهدت إليان وشربت من كوبها وهي تهمس: كان خطأي أن أسألك ..
تقدمت جيسيكا بجسدها الى الأمام تقول: خُلاصة الحديث أن ريو لا يُناسبك ، ولا بشيءٍ واحد ..
لم تُعلق إليان على حديثها فلقد جذب أنظارها خروج ريو هذا من الداخل ليتقدم من إحدى الطاولات وينظُرَ في طلباتهم ..
أشاحت بنظرها عنه لتقول لجيسيكا: إسمعي ، غيري فِكرتك هذه ، أنا .... لا أُحب هذا الرجُل إطلاقاً ..
رفعت جيسيكا إحدى حاجبيها دليل التشكيك فإنزعجت إليان وقالت: أُقسم بذلك ، كان إهتماماً غبياً مني ، حالما عرفتُه عن قُرب شعرتُ بالغثيان ، أكره المُتعجرفين الذين يثقون بنفسهم ثِقةً عمياء ..
تمتمت جيسيكا بهمس: وكأنك تصفين نفسك ..
إليان بإستنكار: عفواً !!
جيسيكا: كُنتُ أمزح يا فتاة ! ألا تملكين روح الدُعابه ؟
مطت شفتيها بعدم رِضى وعندما إلتفتت لاحظت نظرات ريو نحوها ..
أشاحت بنظرها وشتمت نفسها لكونها نظرت إليه فالآن كالعادة سيضُن بأنها تُراقبه ..
همست لجيسيكا: إسمعي ، هذا المقهى لم يعُد مقهاي المُفضل لذا كُفي عن دعوته هكذا ..
صمتت قليلاً ثُم أكملت: ولن آتي إليه مُجدداً ..
جيسيكا: هممم إذاً أنتِ لم تكوني تكذبين ؟
نظر إليها بإستنكار فإبتسمت الأُخرى تقول: ماذا إتفقنا ؟ إنها مِزحه ، تقبليها فحسب ..
أشاحت إليان بنظرها لتخرُج من شفتيها شهقة صادمه حالما وجدت ريو واقفاً أمام نظرها ..
إسترخت جيسيكا بجلستها تنظُر إليه هامسه: ماذا الآن ؟
نظر ريو بهدوءٍ الى إليان قبل أن يقول: هل أنتِ مُتفرغه ؟ أُريد التحدث معك بعد إنتهاء عملي ..
ردت عليه إليان بهدوء: كلا ، لا سبب يدعوني لإنتظارك ..
ريو: حسناً ، بعد دقائق ستبدأ إستراحتي ، لا بأس معك ؟
هزت رأسها نفياً تقول: مُجدداً لا سبب يدعوني لإنتظارك أو حتى مُحادثتك على إنفراد ..
تنهد ونظر إليها بهدوءٍ قبل أن يقول: كما تُريدين ، أردتُ فقط أن أعتذر بشكلٍ لائق ..
رفعت جيسيكا حاجبها بتعجبٍ ودهشه في حين ردت عليه إليان: تعتذر بخصوص ماذا ؟
يكره التفاصيل ، ويعلم بأنها تنتقم منه عبر التغابي هذا ..
تحامل على نفسه وأجابها: على كوني فهمتُ تصرُفاتك خطئاً ..
عقدت حاجبها تقول: أي تصرُفات ؟ وكيف فهمتها خطئاً ؟!
صمت قليلاً ثُم وضّح قائلاً: لطالما كانت الفتيات تأتين الى المقهى للمُغازله ، إختلط الأمرُ علي وضننتُك منهم وخاصةً كونك تُكثرين النظر إلي وطلبي خصيصاً ..
بعض الإنزعاج بدى على إليان وهي تقول: هل تعتذر بصدق أو تُبرر لنفسك وتضع بعضاً من اللوم علي ؟! حتى بإعتذارك تغتر ؟!! دعه لك ، لم أكُن أنتظرُ إعتذارك أصلاً ..
رفع ريو حاجبه ثُم قال: حسناً ، أردتُ الإعتذار لأني أكره أن أظلِم أحداً ، لك حُرية قبوله من عدمه فأنا لن أترجاك لفعل ذلك ..
إبتسمت ساخره تقول: حسناً وصل إعتذارُك ، يُمكنك المُغادره ..
نظر إليها لثوانٍ قبل أن يلتفت ويُغادر فصفرت جيسيكا قائله: أنا مصدومه ؟!! هل يعتذر ؟!! وأنتِ ترفضين إعتذاره أيضاً !! لما تطورت الأمور هكذا دون أن أعلم !
شربت إليان من قهوتها تقول: موقفٌ حدث لي مع زميلته قبل فتره جعلته يكتشف بأنها كانت تُحرضه علي بدافع الغيره ..
جيسيكا: ماذا حدث ؟ إشرحي لي !

في حين دخل ريو الى الداخل ورمى دفتر الطلبات بإهمال مع القلم وهو يهمس: مُزعجه ، لطالما كانت الفتيات الثريات هكذا !!
لفت تيلدا بنظرها إليه تقول ساخره: أخبرتُك ألا تُفكر بالإعتذار ، إنها لا تستحق ..
نظر إليها ببرود وتجاهل تعليقها فلا زال مُنزعجاً من تصرفاتها التي أدت به أن يفهم الفتاة خطئاً لدرجة أن يعتذر وهو الذي لم يكُن يُحب أن يقع في سوء الفهم أبداً فهذا مُخجل !
والآن زاد إنزعاجه لكونه بعد موقفه المُخجل تم رفض إعتذاره أيضاً ..
فلتذهب الى الجحيم ، أنهى ما عليه وأرضى ضميره ، فلينسها هي وغرورها هذا ..
لم يعُد يشعُر بتأنيب الضمير تجاهها على الإطلاق ..

رفعت جيسيكا حاجبيها بإندهاش قبل أن تقول: وااه ليتني كُنتُ معك حينها ..
إليان بضيق: كان موقفاً مُزعجاً لا أُريد تذكره ، دعينا نُغير حديثنا ..
جيسيكا: حسناً ، ماذا بخصوص ريو ؟ ألن تقبلي إعتذاره ؟
إليان: وكأن هذا يهُم ؟ لن أُقابله بعد اليوم لذا لا أهتم بتحسين العلاقه ، سيكون هذا أفضلُ لي لأمحي كُل شعورٍ أحمق سيطر علي بالسابق ..
جيسيكا: حسناً ، وُجهة نظر جيده ..
ضحكت وأكملت: وعلى أية حال أنتما لا تتناسبان حتى كصداقه ، شخصيتكما لا تتجانس على الإطلاق ..
إليان: أرى ذلك أنا أيضاً ..
جيسيكا: حسناً ماهي آخر أخبار أخاك إدريان ؟
إليان: أعتقد بأنه الآن في مرحلة تغيير المؤسسة الفنية التي ينتمي لها ..
جيسيكا: جيد ! لم أكُن أرغب بأن يعود لها ، أغضبوني حقاً ، تصرُفهم كان دنيئاً ..
علقت إليان: هذه هي الحياة الفنيه ، لا أعلم لما يُحبها هكذا ..
إبتسمت جيسيكا ولم تُعلق فساد الصمت بينهما ، جيسيكا تُمسك بهاتفها ترُد على رسالة والدتها وإليان تنظُر الى سطح قهوتها لتعود تدريجياً الى ذاك الشرود الذي لازمها مُنذ الصباح ..
أو بالأحرى مُنذ رسالته ..
كانت تعرف ، تصرُفاته معها لم تكُن عاديه ..
شكّت بأنه يراها أكثرُ من مُجرد صديقه ، ولكن لم تعتقد بأنه قد يُقدم على خطوةٍ جريئة هكذا فجأه !
تفاجأت وبالوقت ذاته إستنكرته تماماً ..
لا يُمكنها حتى التفكير فيما إن كانت تُبادله المشاعر ذاتها أو لا !
كُل ما تُفكر به بأن هذا خطأ ..
الموقف بأكمله خطأ !
هي طالبه ، وهو أُستاذٌ بنفس الكُليه !
عندما شكّت بمشاعره ضنته سيكون أكثر تعقُلاً ولن يتحدث عن الأمر مُطلقاً ..
لذا رسالته شكّلت لها صدمةً كبيره لدرجة لم تعرف كيف ترُد عليها ..
لتجد نفسها طوال اليوم مُنشغلة التفكير فيه ..
إستيقظت مُجدداً من شرودها على صوت جيسيكا تقول: ماذا الآن ؟!!!
تنهدت إليان وهمست: لا شيء ..
سحبت هاتفها وفتحت رسالته وقررت أخيراً أن ترُد عليه ..
رداً قصيراً مُختصراً ، من كلمةٍ واحده ولكنها قاسيه ..
"عفواً" هو فقط ما كتبته ..
وكأنها ترى إعترافه كشكر وترد عليه بالعفو ..
ضغطت زر الإرسال وهي تعرف مقدار الصدمة التي سيتلقاها ..
ولكنها بحق لا تشعُر بأنه الوقت المُناسب ..
ولا تدري حتى عن مشاعرها ، نظرتها تجاه الموقف بأنه خاطئ يشوش على قُدرتها في معرفة ما مشاعرها الحقيقية تجاه هذا الإعتراف ..
أغلقت هاتفها وهي تهمس: سامحني ..

***










صرخة المشتاقه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-21, 05:57 PM   #434

صرخة المشتاقه
 
الصورة الرمزية صرخة المشتاقه

? العضوٌ??? » 488976
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 73
?  نُقآطِيْ » صرخة المشتاقه is on a distinguished road
افتراضي












10:00 pm



تجلس بهدوءٍ على دراجتها الناريه وبين يديها قطعة دونات إشترتها من محل قهوةٍ قريب منها ..
تقضمها بهدوء وعينيها على الحائط حيثُ كتبت عليه سابقاً برفقته بضع كلمات ..
حيث كتب هو أولاً بقلم التخطيط جُملة "ليديا الخاسره !"
لترُد عليه وتكتب "خطُك فضيع ! حسّنه قبل التفاخُر"
نظرت الى الجُملتين هذه بهدوء ففي هذا المكان إعتادا على التسابق بالدراجات ، فهذا الحي قليل الحركة والشوارع فيه واسعه لذا السباق فيه مُمكن ..
حال إنتهائها من طعامها رمت الكيس الورقي بسلة المُهملات ثُم أخرجت بخاخاً من حقيبتها وبخّتهُ على الكتابات وطمستها ..
نظرت بهدوءٍ الى ما فعلت ليأتيها صوتٌ من الخلف يقول: هل قررتِ تجاوزه ؟
لم تُدهش كثيراً عند سماع صوته ، لطالما كان يتتبع أخبارها لذا من الطبيعي أن يتطور ويُراقبها أيضاً ..
إلتفتت وأعادت البخاخ الى حقيبتها تُجيبه دون النظر إليه: كلا ، لن أتجاوزه مُطلقاً ..
جلست على الدراجة وإرتدت الخوذة وعندما وضعت يديها على المقود أمسك بمعصمها يقول: دعينا نتحدث ، رجاءاً ..
رفعت عينيها الهادئتين إليه حيثُ كانت هذه المرة الأولى التي تنظُر فيها الى وجهه مُنذ فترةٍ طويلةٍ جداً ..
نظر الى نظراتها الكارهه فشتت نظره عنها وهمس: لا ترمقينني هكذا ..
نزعت الخوذة عن رأسها ووضعتها في حِجرها لتتكئ بيدها عليها تقول ببرود: قُل ما عندك ..
صمت لفترةٍ قليله قبل أن ينظُر إليها ويقول: أعتذر ..
ليديا: إعتذارُك غير مقبول ..
توقع ردها هذا فقال: رجاءاً ليديا ، كُنتُ أحمقاً ..
ردت ببرود: ولا زِلتَ كذلك ..
ظهر الإستنكار على وجهه لتقول له: أخرجني من رأسك ، سئمتُ هذا حقاً !! لستُ ملكاً لك لتتعامل هكذا يا دانييل !
دانييل: أعترف بأني كُنتُ أنانياً في السابق ولكني لم أعُد هكذا صدقيني ..
ليديا بحده: كلا لن أُصدقك ، أمرضتني كثيراً ! أن أخرُج برفقتك لعدة مرات لا يعني بأني أُحبك وأصبحتُ ملكاً لك !! ألا تعرف ما معنى أن نكون أصدقاء ؟ لاحقتني حالما إتخذتُ حبيباً وشاجرته وتصنعت المشاكل ونعتني بالخيانة ونعته بالسرقه !!! هذا مرض !
إبتسمت بسُخريه وأكملت: قيل لي سابقاً بأن الفتاة وحدها يمكن أن تُصادق شاباً ولكن الشاب يستحيل أن ينظر الى العلاقه على كونها صداقه ولكني لم أُصدق هذا فيك .. صدمتني ..
إنزعج قليلاً وهو يقول: حاولي تفهمي ! لقد عرفك عن طريقي أنا وأخذك مني !! آسفٌ لنعتك بالخيانه ولكنه حقاً سارق ..
رفعت حاجبها تقول: أرأيت ؟ لا تزال مريضاً ..
شتم نفسه بداخله وهو يقول: إعذريني ، ولكني بحق بحاجةٍ لأن أتجادل بخصوص هذا الأمر معك حتى يُمكنني تجاوزه ! لم تسمحي لي قط بالسابق أن أفعل ..
ليديا: ولما علي سماعُ هذا ؟ لما عليّ أن أتحمل إهاناتك وإتهاماتك حتى تشعُر بالرضى وتتجاوز هذا ؟!
لم يعرف كيف يرد عليها ، لطالما كانت صريحه واضحه وقليلة العاطفه !
تنهد وقال بهدوء: أعتذر ، أنا حقاً أعتذر من كُل قلبي ..
نظر بهدوء خلفها حيثُ الحائط وأكمل: حتى أني ذهبتُ الى قبره وإعتذرتُ له ، أُريد طوي صفحة الماضي ..
رفعت حاجبها تقول: إعتذرت له ؟ هل تعتقد بأني قد أُصدق ؟!
لم يستطع أن يُعلق فهي مُحقه ، لم يكُن ليعتذر لسبب كهذا ..
ولكن السبب الحقيقي أكبر ، لكونه حاول كسره عن طريق قريبته رين ..
شعرَ حينها بحقارة نفسه .. وكرهها كثيراً ..
همس لها: بلى إعتذرت ، إعتذرتُ بصدق ..
نظرت إليه بهدوء ثُم أخذت خوذتها وعاودت إرتدائها وهي تقول: حسناً فهمت ، سامحتُك في هذه الحاله ولكني أعتذر ، لا يُمكننا العودة كالماضي ..
شغلت دراجتها لتُكمل بهدوء: لذا توقف عن ترصُدي أكثر ، عن مُراقبة حساباتي وتتبع أخباري ، إن كُنتَ آسفاً بحق فتقبل عقابك ودعنا نُنهي علاقة صداقتنا للأبد ..
ومن ثُم إبتعدت مُسرعةً قبل أن تسمح له بالحديث ..
تنهد بعُمق ومجار حديثهم لم ينتهي كما كان يتمنى ..
ولكن على الأقل سامحته وزال جُزءاً من الذنب الذي يسكُن صدره ..
رُغم أنه لا يتخيل حياته من دون ليديا ..
لقد أحبها ، أحبها بجنون !
حتى وإن عاملته كصديق فهو لم يرها هكذا على الإطلاق وأمِلَ أن الوقت سيُغيرها ويجعلها تنظُر إليه كحبيب ..
حتى صُدم عندما إتخذت صديقه حبيباً ..
وجُن جنونه لدرجة أن لم يُفكر بعقلانيةٍ على الإطلاق ..
الآن .... هو نادِمٌ بحق ..
وسيطول الأمر حتى يتخلص من آثار الماضي الذي علق به وليبدأ حياةً جديدةً بعيدةً كُل البُعد عن ذكراهم ..

***








‏13 March
‏1:54 pm


فتح الباب ودخل الى المنزل حال عودته من المدرسة ..
رفع صوته يقول: لقد عُدت ..
رمى الحقيبة بإهمال على الأريكة وجلس بجوارها فخرجت والدته من المطبخ تقول: حسناً مارك ، تأخرتُ عن عملي الجديد ، ستجد طعامك على الطاولة تناوله جيداً قبل القيلولة أسمعت ؟
قطب مارك جبينه يقول: ولما الآن ؟
إبتسمت وقالت: عملي لن يطول ، الساعة الخامسه سأكون في المنزل ..
ودعتُه بقُبلةٍ على خده وخرجت ..
لم يكُن بالعمل الرائع ومع هذا قَبِلَت به ..
تكرار مجيء ريكس وأخذه معه الى ستراسبورغ الفترة الماضيه جعلها تشعُر بالخوف ..
بالخوف من أن مارك يعتاد الحياة هُناك والترف الذي يحضى به ويترُكها في يومٍ من الأيام ..
ستجتهد لأجله ، ستجمع النقود وتُنقفها على مُتطلباته وتجعله يعيش حياةً مُرفهه ..
ستفعل المُستحيل كي لا يترُكها فهي حقاً لا تملك سواه حتى وإن كان لا يوجد بينهما أي صلة دم ..
ربته كولدها ، وستستمر بفعلِ ذلك ..

وقف مارك بشيء من الملل وإتجه الى المطبخ ، وقف على الباب ينظُر الى الطعام وهو يشعُر ببعض الكسل في تناوله ..
إن لم يأكُل معه أحد فحينها لا يكون مُهتماً به ..
يرغب بالصعود والنوم ..
رن جرسُ المنزل فتنهد وذهب ليفتحه لتتسع عيناه من الصدمة عندما لم يكُن الطارق والدته كما كان يضُن !
في حين دخل بهدوء الى المنزل .. للمرة الثانيه ..
بقي مارك واقفاً في مكانه للحضاتٍ قبل أن يلتفت إليه .....
الى والده الذي دخل بهدوءه المُعتاد الى الداخل دون أن يقول شيئاً وكأن المنزل منزله ..
شعر بحقدٍ كبير حال رؤيته فهو حتى هذه اللحضة لم ينسى بأنه أرسل رجُلاً ليقتُل رين أمام منزله !!
أغلق الباب ودخل ليجد والده جلس مُجدداً على ذات الأريكة التي جلس عليها سابقاً ..
بادره مارك يقول بجفاء: لما عُدت ؟
ألقى والده -البروفيسور- نظرةً هادئةً إليه ليقول: ما بالُ نبرتك وأنتَ تُخاطب والدك ؟ هل هكذا ربياك ريكارد وزوجته ؟ على قلة الإحترام ؟!
مارك: أجل ..
رفع البروفيسور إحدى حاجبيه من الإجابة الغير مُتوقعه ليقول بعدها: إجلس ، لدي حديثٌ طويلٌ معك ..
كاد أن يُعانده مارك ولكنه تراجع وجلس بهدوء فبدأ البروفيسور حديثُه يقول بنبرةٍ لم تخلو من البرود: إنك في السادسة عشر من عُمرك بالفعل ، ناضجٌ بما فيه الكفاية ومن المُفترض بأنك تخليت عن التصرفات الطفوليه لذا أتمنى ألا أجد إعتراضاً على حديثي ، لسببٍ ما قررتُ السفر لتُركيا مُدة عامٍ لإنجاز بعض الأمور وللراحة قليلاً وأنت .... ستذهبُ معي هُناك ..
إتسعت عينا مارك من الدهشة وعندما فتح فمه ليُعلق قاطعه البروفيسور مُكملاً: أمامك خمس أيام لتُجهز أغراضك ولتعلم بأن قراري هذا قطعيّ وأي إعتراضٍ عليه مرفوض .. لم تعُد طفلاً لتتعلق بالعائلة التي ربتك ، لوالدك عليك حق وهو الأولى ببقائك معه ، لن أحرمك منهم ولكن في المُقابل لن أسمح لهم أن يفعلوا !
رد عليه فوراً: لا أُريد !
ظهر الإنزعاج على وجه البروفيسور من رده الوقح السريع ..
لطالما كان يكره الوقحين ويقوم بمُعاقبتهم فكيف له أن يتعامل الآن مع إبنٍ هكذا ؟!!
البروفيسور: لم أطلُب رأيك لتُعطيني إياه ..
مارك بشيء من الغضب: لن أسمح لك أن تفرض سيطرتك علي ! رُبما كُنتُ أحمِلُ سابقاً مشاعر مُتذبذةً بخصوصك ، ولكني الآن أكرهُك ! أكرهُك كثيراً فلم أرى بحياتي أباً أنانياً وقاسياً مثلك ..
البروفيسور ببرود: البحثُ عن مصلحتك ليست قسوه ..
مارك: وهل مصلحتي تقتضي قتل المُقربين مني ؟!!!
تجاهل البروفيسور سؤاله هذا وقال: وبخصوص إسمك عليه ألا يبقى مُزوراً للأبد ..
أشاح مارك بوجهه بضيق فلم يستطع أن يُعلق هُنا ، فعلى الرغم من أنه لا يُريد أبداً أن يرتبط إسمه بإسم أباه إلا أنه شَهِد بنفسه ماذا حدث مع والدته والمدرسة الجديده ولا يعلم كيف تم التغطية على الأمر ..
الحاضر ليس كالماضي ، الرقابة تشتد والتزوير يُصبح صعباً مع تطور الأجيال ..
وهو لا يُريد أن يبقى بهويةٍ مُزيفه الى الأبد ..
وعُرضةً للمشاكل مُستقبلاً ..
عندما طال صمتُه تحدث البروفيسور مُجدداً يقول: بعد مضي عام سأُقرر إن كُنتَ ستستمر بالعيش معي أو العودة لهذا المنزل ، في كِلا الحالتين الأمر يعتمد على تعاونك يامارك ومن جانبٍ آخر توقف عن المُبالغة بمشاعرك السلبيه ، ما يحدثُ ليس إجباراً أو قسوةً كما تدعي ، بل هذا ما يفعلُه كُل أبٍ وإبنه ، فجهز نفسك جيداً وودع المرأة التي ربتك ، سأتكفل في هذا الوقت بأمر أوراقك ونقلك من المدرسه ..
بقي مارك ينظُر إليه بهدوءٍ قبل أن يقول: إن كُنتُ أبالغ بمشاعري وبكُرهي فماذا تُسمي تصرفك مع رين ؟ لم تأبه بمقدار حبي لها ولا بكونها أمام منزلي عندما حاولتَ قتلها ، هل إبعاد كُل من أُحبهم عني لا يُعتبر قسوه ؟ إذاً ماذا يُعتبر ؟
لم يُرد البروفيسور أن يتحدث عن هذا الأمر مُطلقاً ولكن ... طريقة مارك الهادئة بسؤاله جعلته رُغما عنه يُبرر ويقول: فعلَت معي الأسوأ ووجبَ قتلُها ، ولكن لتعلم ... إستمرارها بالحياة حتى الآن هو لأني قررتُ تركها ، ولم أكُن لأفعل هذا وأتنازل لو لم يكُن لأجلك يامارك ..
أشاح مارك بنظره بعيداً دون تعليق بينما راقبه البروفيسور بهدوء وهو لا يعلم لما يُبرر ؟
لما يشرح له ؟ لما يوضح مقصده ؟!!
لم يكُن قط من هذا النوع من الأشخاص !
هل حقاً الأبناء نُقطة ضعف آبائهم ؟ الى هذا الحد ؟!
نظر إليه بهدوء وهو يُشيح بنظره بعيداً والضيقُ واضحٌ في وجهه ..
لا يعلم لما يُقدم على هذا القرار ..
حالما عرفَ بأمره شعر بأنهُما من عالمان مُختلفان ، وأن على إبنه أن يعيش جيداً بعيداً عن العالم المُظلم هذا ..
ولكن لما فجأه شعر برغبةٍ شديده بأن يُبقيه الى جانبه ؟
أن يعرف إبنه أكثر ؟
هل بدأ يتوق الى شعور العائلة الذي لم يكُن يعنيه طوال حياته ؟!
هو لا يدري ، ولكن على الأقل لعامٍ واحد يُريد أن يفعل ..
ويُحاول تعويض هذا الفتى عن حياته التي عاشها دون والديه ..
علق مارك أخيراً وقطع عليه أفكاره وهو يقول: من المُضحك أن كُل شيء ظهر فجأه ! عشتُ لوحدي دائماً ليظهر لي في خلال أشهُرٍ قليله أخٌ وأب وإخوة أخ ، لتظهر حقيقة أن العائلة التي عِشتُ بكنفها ليست عائِلتي الحقيقه والحقد الذي كنيتُه لسنواتٍ تجاه جيراني كان أخي الوحيد واحد منهم ..
صمت قليلاً ثُم أكمل: أحتاجُ الى الوقت ، الكثير من الوقت لأعتاد على كُل هذا فمشاعري لن تتغير ببضعة أيامٍ أو أسابيع ..
نظر الى عيني والده يُكمل: فأنا أُحاول أن أتقبل الأشخاص الجُدد الذين دخلو حياتي ، أتمسك بالماضي تارةً وأتطلع للمُستقبل تارةً أُخرى ، لم أتخذ قراري بعد ولازِلتُ أُفكر فيه كثيراً وأُحاول الغوص والتأقلُم مع مُحيطي الجديد .. لا تُشتتني أكثر وتُبعدني عن كُل هذا ، فحينها لن أملك سوى أن أكرهك ..
إستمع البروفيسور إليه بهدوء ومُجدداً ... لأول مره يشعُر بأنه لا يرغب بأن يُجبره على أوامره !
أوامره التي لطالما كانت قطعية ولا مجال للنقاش فيها ..
جاء هُنا بُغية إجباره ولكنه وجد نفسه ضعيفاً أمام رغبة إبنه ..
ووجد بأن كلمة "أكرهك" ستكون أثقلُ مما يتخيل ولن يحتمل تَبِعاتها إن أصر على أن يُطيع كلامه ..
هل للعائلة تأثيرٌ كبير الى هذا الحد ؟
لدرجة التنازل والتنازل مراراً وتكراراً ؟!!
الآن بات يفهم لما تنازل ثيو كثيراً عندما كان يصل الأمرُ لعائلته ، فهِمَ لما وافق على ذلك الإتفاق بينهما ..
كان يرى بأنه ضعيف وتنازل لأجلٍ إتفاقٍ لن يكسب منه الكثير ..
ولكنه لم يكُن ضُعفاً .. فللعائلة تأثير كبير ..
تأثير لن يشعُر به إلا من عايشه ..

تحدث بعد فترة صمتٍ طالت بينهما وقال: حسناً ، لن أُرغمك ، سأتواصل معك قريباً ولتعلم أني متواجدٌ دائماً فمتى ما أردت إتصل وسأساعدك بالقدوم الى حيثُ أكون ..
وقف وغادر بهدوءٍ ومارك مُندهش من كونه إستمع له هكذا بهدوء وتفهم !
لقد كان وجهه جاداً ولم يعتقد بأنه سيتنازل !!
بقي ينظُر الى الباب بعدما أُغلق لفترةٍ طويله ليهمس في الأخير: رُبما ... هو ليس سيئاً الى هذا الحد ..

***








2:14 pm


إستيقظت من نومٍ طويل لم تنمه مُنذ فترةٍ طويله ..
نظرت الى الغُرفة حيثُ تسلل ضوء الشمس من بين الستائر وأنار لها المكان ..
غُرفةٌ بسيطه رُتِبت بعنايةٍ شديده ، والأثاث فيها كان من الواضح بأنه جديد بالكامل ..
همست بهدوء: حال معرفته بقدومنا إستعد لهذا جيداً ..
تنهدت ونزلت من على السرير وتقدمت من المرآة تنظُر الى نفسها ..
وصلتا بالأمس وتناولتا العشاء الذي كان ينتظرهما وبعدها ذهبت كُل واحده الى غُرفتها ونامت فيها ..
وهي ... لم تستيقظ سوى الآن ..
رتبت شعرها بهدوء هامسه: أحلامي كُلها كانت عنك ... آليس ..
تنهدت وفتحت حقيبتها لترتدي لها شيئاً قبل خروجها ..
خلال دقائق خرجت ومشت قليلاً قبل أن تنظُر الى يسارها حيثُ غُرفةً مُغلقه ..
تقدمت منها وفتحتها بهدوء وكما كانت تعتقد ... إنها غُرفة لوكا ..
دخلت الى الغُرفة التي تحفضُها جيداً فلطالما كانت تُكلم عمها عبر إحدى البرامج المرئيه وخلفيته كانت غُرفته هذه ..
تتذكر عندما أثنت على المكان فوعدها بأن يُحضرها في يومٍ من الأيام الى هُنا مهما كان الثمن ..
إبتسمت بهدوء هامسه: وهاقد وفيتَ بوعدك ، موتك كان تذكرة الدخول ..
وقفت أمام الحائط الذي كان مليئاً بلواصق لاعبي كُرة السله ..
لطالما أحب هذه الرياضة وأحب مُشاهدة مواجهاتها أكثر من كُرة القدم التي يعشقها الجميع ..
تقدمت من مكتبه ونظرت الى ميدالية مفاتيحه لتبتسم بألم وهي ترى ميدالية على شكل كُرة سلة بُرتقالية اللون ..
لقد إشترتها له مرةً عندما كانا معاً في باريس ..
متى كان هذا ؟
لقد كان قبل وقتٍ طويل .. ولا زال يحتفظ بها ..
بدأت تفُكها بهدوءٍ وتأخذها هي وحدها تاركةً المفاتيح على المكتب ..
خرجت وعادت الى باب غُرفتها ، جلست على رُكبتيها أمام الباب وبدأت تُعلق الميدالية بالمُفتاح بهدوء ..
حالما إنتهت إبتسمت هامسه: أنتِ حقاً تبحثين عن الألم لنفسك ، لا تنفكين عن الإحتفاظ بذكرى ممن تُحبينهم ..
مدت يدها الى عُنقها وأخرجت من تحت قميصها القلادة التي كانت بحوزتها حال حدوث ذاك الحادث ..
قلادةً من النوع الذي يُحتفظ بالصور داخلها ..
هذه أيضاً .... ذِكرى غالية من صديقتها آريستا ..
كان هذا قبل فترةٍ طويله ، عندما تبادلتا الذكريات القيمه ..
أعطتها آريستا هذه القلادة التي كانت من والدتها المتوفيه ، وبالمُقابل أعطتها رين قلادتها التي كانت من آليس ..
صداقتها بآريستا كانت قويه ..
قويةٌ لدرجة أنها حتى وهي فاقده لذاكرتها ... لم يغب إسمها عن ذاكرتها ..
وظلت تُكرره مراراً ..
قطع عليها أفكارها صوته الهادئ يقول: تعالي لتتناوي الغداء ..
إلتفتت رين الى الخلف لتجد جدها يقف بهدوء والحُزن في عينيه ..
يبدو وكأنه كان هُناك مُنذ البدايه ..
عادت تنظُر الى الميدالية ثُم إلتفتت وإبتسمت له تقول: سرقتُها من غُرفته ، لا بأس صحيح ؟
إبتسم بهدوء يقول: لم يكُن ليعترض إطلاقاً ..
بعدها إلتفت ونزل من الدرج حتى يُخفي ملامح وجهه التي بدأت تتألم ..
في حين إختفت إبتسامة رين تدريجياً وعاودت النظر الى الميدالية لفتره قبل أن تهمس: ولده الوحيد ، هو بالتأكيد يُعاني أكثر منك يارين ..
شعرت هُنا بأن أفضل قرارٍ إتخذته هو العيش معه ..
رُبما كانت تكرهه ، ولكن هذا كان في الماضي ....
رُبما كرههم ولكن الحاضر الآن هو ما يُهم ..
هي من دون نينا لم تكن لتستمر بالعيش ... ماذا عنه ؟
بالتأكيد لم يكُن ليحتمل ..
شعرت بالذنب لكونها تركته طوال الإسبوعين الماضيين وحده ..
وقفت بهدوء ومن ثُم إتجهت الى الدرج ونزلت منه ..
تقدمت لتجد طاولة الطعام الصغيرة ذات الكراسي الأربع وعليها بعض الأطباق ..
جدُها يجلس على كُرسي وأختها نينا والتي يبدو بأنها مُستيقظه مُنذ فتره طويله كانت تجلس على كُرسي آخر ..
تقدمت من الكُرسي الثالث وجلست عليه لتأتي الخادمه وتضع الماء والكأس أمامهم ثُم تُغادر ..
نظرت رين الى الخادمه قبل أن تسأل: هل هي تمارا ؟
تعجب چلير وقال: أجل ..
عاودت النظر إليها وهي تبتعد وأكملت: كان لوكا يُحبها ، يُناديها باللطيفة دائماً ، وددتُ رؤيتها ..
إبتسم چلير بهدوء يقول: أجل ، هي معنا مُنذ وفاة والدته لذا مُتعلقٌ بها كثيراً ، يعُدها جزءاً من العائله ..
نظرت رين إليه لفترة قبل أن تنظُر الى صحنها وتقول: آسفه ..
عقد حاجبه ونظر إليها فأكملت بهدوء: لقد رحل .... بسببي أنا ..
تنهد بهدوء يقول: كُفي عن هذا ، لا أحد يعرف لوكا أكثر مني ، رحل بسبب عناده وتهوره وغباءه ، لا تلومي نفسك على أي شيء ..
إبتسم بألم وأكمل: حتى وإن عرف بأنه سيموت لا يكترث ، بل بكُل وقاحةٍ يتصل ويودعنا بكلماتٍ بسيطه ويترك وصيته أيضاً ..
صب بعدها بعض الماء في الكأس وهو يقول: والآن توقفي ، فلتتناوي طعامك الآن ..
هزت رأسها بهدوء وأكملت تناول طعامها وهي تنظُر إليه بين فترةٍ وأُخرى ..
بعد فترة صمت سأل: هل ستدرُسين هُنا أو في باريس ؟
دُهشت نينا ونظرت الى رين ثُم الى جدها تقول: حسناً أسحب قراري ، إن إختارت رين باريس فسأذهبُ معها ..
نظرت رين إليهما وفهمت بأنهما تحدثا عن الدراسة وهي نائمه ، إبتسمت وقالت: لن أفعل في هذا الفصل ، رُبما السنة القادمه وحينها سنرى أين أذهب وأيضاً قد أختار تغيير التخصص فالهندسة كانت أصعب مما ضننت ..
نظرت نينا الى جدها تقول: رجاءاً ، إن إختارت رين باريس فأُريد الدراسة هُناك حسناً ؟ أرجوك ..
إبتسم لها بهدوء وقال: حسناً ، كما تُريدين ..
إبتسمت نينا من تفهمه لتقول بخجل: لا أقصد بأني سأتركك ، لا بأس تعال معنا هُناك ، لقد أحببتُك ..
إتسعت إبتسامته وربت على شعرها يقول: حسناً ، سأفعل إن طلبتِ هذا مني ..
شعرت نينا بالسعادة وأكملت تناول طعامها فنظرت رين إليهما بهدوء ..
چلير ... لا بل جدها ....
لم تعهده مُتفهماً هكذا ..
الفقدُ يكسر الشخص حقاً ..
لقد تحول تماماً ، هو ليس ذاك الرجل الصارم الذي تحدث عنه لوكا كثيراً ..
إنه مُختلف ..
إستيقظت من شرودها على صوته يقول: هل تُريدين قول شيء ؟
إستوعبت بأنها شردت بالتفكير وهي تُحملق فيه ..
حاولت أن تنسجم معه أكثر لذا إبتسمت تقول: فقط أُفكر هل لو عاش لوكا أكثر سيكون وسيم المظهر مثلك هكذا ؟! خساره ، فاته هذا ..
دُهش للحضة من مِزاحها ليبتسم ويقول: حسناً ، كررها كثيراً ولكن على النقيض ..
قطبت جبينها تقول: ذاك الوقح ! هل شتم وجهك ؟ ذكرني بأن أنتقم لك حال زيارتي القادمه له ..
ضحك ثم حاول أن يتوقف تدريجياً عندما شعر بالدموع تتجمع بعينيه ..
لا يعرف مانوع مشاعره الآن ، إنه سعيد ، وحزين أيضاً ..
ولكنه على الأقل سعيد ..
هاتان الفتاتان ستُغيران حياته التي إنقلبت بعد موت إبنه الوحيد ..
الآن فهم لما حاول لوكا قبل موته أن يطلب منه التعرف عليهما ..
أخذ نفساً عميقاً وبعدها إبتسم وأكمل تناول طعامه ..
وظلام قلبه بدأ ينجلي تدريجياً ..

***







صرخة المشتاقه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-21, 06:18 PM   #435

صرخة المشتاقه
 
الصورة الرمزية صرخة المشتاقه

? العضوٌ??? » 488976
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 73
?  نُقآطِيْ » صرخة المشتاقه is on a distinguished road
افتراضي








12:34 am

إنتصف الليل ، وهدأت الأحياء السكنيه وفرِغت الشوارع من السيارات وتكدست إما أمام المنازل أو في مناطق المقاهي والترفيهات ..
نزل من سيارته وخطى طريقه لا يُنيره سوى ضوء القمر في السماء ..
دخل الى هذه المنطقة الشبه مهجورة والتي تحوي على القبور والأموات ، وصوت الهواء وهو يُحرك الأغصان اليابسه كان هو ما يقطع صمت المكان ..
مشى كثيراً حتى وصل الى القبر الذي لم يزُره مُنذ فترةٍ طويله ..
قبرٌ إعتاد على أن يُبللَ من دموعه في كُل مرةٍ يأتي لزيارته قبل أن يقطع هذه القطعة الطويله ..
ثنى إحدى رُكبتي وجلس على الثانية ينُظر الى الإسم الذي نُقش بعنايةٍ على الحجر ..
على الحروف الإنجليزية التي كتبت إسم والدته بإتقانٍ ووضوح ..
ترك باقة الورود التي معه بهدوءٍ أمام الحجر ليهمس بعدها: كيف حالُك ؟
مرر بأصابعه على الحروف المنقوشة وهو يسأل: هل قطعتُ طويلاً ؟
أنزل بيده الى نهاية الحجر ليلمس هذا الشيء المعدني ويُخرجه من بين شقوق الحجاره ..
حيثُ كان عبارةً عن قِلادةٍ ذات تصميمٍ غريبٍ مُميز ..
قِلادةً أُهديَت له من قِبلِ والدته ليتخلى عنها حال موتها ، هو ليس أهلاً لتُعطيه شيئاً ثميناً كهذه الذكرى ..
متى كان هذا ؟
أجل ، عندما كان بالسادسة من عُمره ..
مرر بأُصبعه على تفاصيل القلادة التي طُمست بفعل تتالي الفصول والتعرض لتقلُبات الجو الدائمه حتى كادت لا تُشبه القلادة الحقيقيه في شيء ..
تنهد وأعادها حيثُ كانت ثُم رفع عينيه الى نقش إسمها مُجدداً وهمس: سأقتُله .... وسألحقُ بك ، إنتظريني ..
ووقف بعدها دون أن يقول المزيد وغادر بخطواتٍ هادئةٍ وبطيئه ..
الى المنزل الذي لا يبعُد كثيراً عن المقبره ، منزِلٌ كلفه مسافة 2 كم فقط عن طريق السياره ..
أوقف سيارته حال وصوله وأغمض عينيه يسحب هواءاً عميقاً لداخل صدره ويُهدئ من توتره كثيراً ..
ثوانٍ حتى إلتفت الى هاتفه لينُظر كم الساعة ولكن تذكر بأنه أطفئه تماماً مُنذ صباح اليوم ..
لم يُرد أي تدخُلٍ يشوش عليه قراره ..
ضغط بيده على المُقود ناظراً الى بوابة المنزل المنشود ..
شد بقبضته أكثر على المُقود وهو يهمس: لما تتردد الآن ؟!
أغمض عينيه مُجدداً يُحاول تصفية ذهنه ليجده فوراً يتذكر طلب رين ذاك أمام المطعم ..
قطب جبينه بإنزعاج هامساً: فلتخرُجي من رأسي الآن !
ثوانٍ حتى فتح عينيه ونظر الى هاتفه حال تذكُره لرسالتها يوم أمس ..
للتو تسائل هل هي مُحاولة غبية منها لتُثنيه عن قراره كما كان يعتقد أو أنها حقاً تعرفُ شيئاً مُهماً لا يعرفه ؟
دقائق مرت قبل أن يختار تجاهُلَ كُل هذا ونزل من السيارة مُتقدماً الى الباب ليرُن الجرس حال وصوله ..
ثوانٍ مرت قبل أن يفتح أحدهم الباب وقد بدى كحارسٍ شخصي والذي تعرّف عليه حال رؤيته وقال: ماذا تُريد يا ريكس ؟
ريكس بهدوء: أُريد الدخول ، أخبره بأني أُريد رؤيته حالاً ..
ضاقت عينا الرجُل قليلاً ثُم أغلق الباب وذهب لسؤال صاحب المنزل ..
دقائق أُخرى مرت قبل أن يُفتح الباب مُجدداً سامحاً له بالدخول ..
إتجه ريكس الى حيثُ أشار له ليدخُل أخيراً الى غُرفة المعيشة الواسعه حيثُ يجلِسُ أحدهم على كُرسيّ من الجلد بالقُرب من مدفأةٍ إصطناعيةٍ تبُث الحرارة في المكان البارد ..
الإضاءة خافته وهو يجلس بهدوء وبجانبه طاولة فيها كوب قهوةٍ مع قطعةٍ من فطيرة التُفاح لم يأكُل منها بعد ..
تبادلا النظرات لفترةٍ قبل أن يقول ريكس بهدوء: أُريد التحدثُ إليك لوحدنا ..
ضاقت عيناه لوهله ثُم رفع نظره الى الحارس الشخصي الذي يُرافقه دائماً وقال له: فلتترُكنا وحدنا دون مُقاطعه ..
هز الحارس رأسه وغادر دون إعتراض ..
فيما بقي ريكس واقفاً ينظُر إليه بهدوء وحواره مع كارمن قبل شهرٍ تقريباً يتبادر الى ذهنه ..


-قبل شهرٍ من الآن-

سألها بهدوء: هل يُمكنك أن تُجيبيني على سؤالي الذي قضيتُ سنواتٍ عديدة في البحث عنه ؟ عن هوية القاتل الحقيقيه ؟!
كارمن بهدوء: وماذا ستفعل إن أجبتُك الجواب الحقيقي ؟ ستُقدم على قتله ؟
عيناه كانتا تُجيبها بنعم ومن دون تردد ..
إبتسمت وأكملت: حسناً ماذا لو كان شخصاً تُقدره وتعزه ؟ هل ستقتُله حينها ؟ ماذا لو كان القاتل ميتاً أصلاً ؟!! ألم تُفكر يوماً بأنه من المُبالغة أن تستمر بكُره شخصٍ لا تعرف هويته أصلاً ؟ ألم تُفكر بأن نهاية الكُره هذا قد يكون صادماً ؟!!
دُهش ريكس من كلامها الذي زاده توتُراً وهو يقول بحده: رجاءاً كارمن أخبريني من يكون !!!
كارمن: لن أفعل !
كاد أن يفقد السيطرة على أعصابه وهو لا يعلم لما تستمر بإخفاء الأمر !!
يستحيل أن تكون قلقةً على مشاعره فهي لا تعرفه جيداً ..
إذاً لما ؟!!!
لما تُصر على الصمت !
أشاح بنظره قليلاً يكبحُ توتره وقلقه قبل أن يقول بهدوء: ما المُقابل الذي تُريدينه لتُخبريني ؟ سأُعطيك أي شيء ، حتى لو طلبتي حياتي ..
نظرت بهدوء الى كلامه الذي يدل بأنه حقاً مُستميت ليعرف القاتل !
مُستعد للتخلي عن كُل شيء ، حتى عن حياته !
هذا النوع من الإصرار والعزم يُربكها كثيراً ..
سألته بهدوء: أواثِقٌ من كلامك ؟ أستتخلى عن حياتك فعلاً لأجل هويته فقط !
ريكس: نعم ..
كارمن: وستقتُله حال معرفتك من يكون ؟!
ريكس: هذا ما سيحدُث ..
إبتسمت تقول: غريب ! كُنتَ ترفض أوامر القتل وضننتُ بأنك تكره تلويث يدك بدماء أحدهم ولكن يبدو بأني كُنتُ مُخطئه ..
ريكس بهدوء: لستِ كذلك ، فالقتل بالنسبة لي جزاؤه القتل ، لهذا أنا مُستعد للموت بعد قتله ..
دُهشت من كلامه ..
هل الإنتقام يدفع المرءُ الى هذا الحد ؟
لدرجة التخلي عن حياته ؟!!
سألتُه بهدوء: ماذا لو كان قتلاً بالخطأ ؟
عقد ريكس حاجبه قبل أن يبتسم بسُخريه يقول: أجل بالخطأ لهذا هرب بعد قتلها وإسقاطها ببحر دماء ! الخطأُ واضح ..
كارمن: ولكنها الحقيقه ..
إنزعج من كلامها ليقول: حقاً ؟!! وإن كانت الحقيقه فلما هو يعيش بسلامٍ حتى الآن ؟!! أخبريني !!
كارمن: رُبما ليس كذلك ..
بدأ يفقد السيطرة على أعصابه يقول: من هو !!
نظرت إليه بهدوء وهي تتذكرُ تفاصيل تلك الليلة جيداً ..
كُل شيء فيها ..
همست له بهدوء: إنه البروفيسور ..
إتسعت عيناه من الصدمة قبل أن يقول بإستنكار: كِذبةً أُخرى ؟ ككذبة دارسي !!
وقفت وإتجهت الى النافذه تقول: كلا ، ليست كِذبه ..
إلتفتت تنظُر الى وجهه المصدوم والمُستنكر وأكملت: لطالما كان البروفيسور ضعيفاً أمام الكُحول ، ويومها ... شرب منها كثيراً ..
لم تتغير ملامح الصدمة من وجهه لتقترب منه وتُكمل: كلمتهُ والدتك مُبكراً تطلُب مُقابلته ، كانت للمرة الأولى تطلب أن تلجأ إليه من عدوٌ قديم يُطاردها لهذا إستمع لطلبها وإنتظرها في قصرها ، ولا أعلم لما ولكن والدتك تأخرت عن الموعد ، تأخرت كثيراً لدرجة شك بأنها تلاعبت به مُجدداً كعادتها وفقد السيطرة على نفسه وشرب الكحول ، الكثير منه حتى فقد عقله .. وهُنا دخلت والدتك ..
هز رأسه بعدم تصديق لتُكمل بهدوء: جادلها بغضب وهو فاقد القدرة على التفكير وآليس كعادتها ... كانت إمرأةً إستفزازيه وقابلت جداله بكبرياء ودون تبرير وهذا أغضبه وجعله يُقدم على قتلها دون وعي ..
ضاقت عيناها بألم هامسه: تبعتُه يومها ، كُنتُ أخشى بأنه فخ منها لتُسلمه لأعدائه ولكن ما حدث صدمني ، إنهار تماماً بعد موتها وأُضطررتُ لأخذه بعيداً وهو يهذي ويهذي ، لم يكُن أمامي إلا أن أُكذّب له ما حدث وأُقنعه بأنه لم يفعل وحال إستيقاضه من سكرته باليوم التالي لم يتذكر شيئاً حتى جائه خبر موتها وهُنا تذكر بضع مشاهد من الليلة السابقه .... وأقنعته بأنه جائها في الوقت الضائع وأن لا علاقة له بموتها .. إطلاقاً ..
وقف ريكس يقول بحده: ما الذي تهذين به ؟!!!
نظرت إليه بهدوء تقول: لك حُرية تصديقي من عدمه ، ولكنها الحقيقه ..
لم يُصدقها ! على الإطلاق !!
فعلى الرُغم من كُرهه الشديد للبروفيسور إلا أنه لم يشُك به بعدما عرف عن كونه هو أيضاً يُريد معرفة من قتلها !!
تقدمت كارمن تقول: أتعرف أين السُخرية في هذا ؟ أن آليس كانت تُشاجره عندما يُكثر من الشراب وماتت بهذا السبب ، أن البروفيسور لطالما طلب منها العودة إليه لتموت حالما فعلت ..
أكملت بهدوء: هذان الثُنائي علاقتهما كانت خاطئه وإنتهت بطريقةٍ خاطئه أيضاً ..
جلس ريكس على الكُرسي ووضع رأسه بين يديه ينظُر الى الأرض بصدمةٍ مخلوطةٍ بالألم الشديد ..
يتسائل عن كمية الألم الذي شعرت به والدته في تلك الليله ؟
أن تموت على يد من لجأت إليه !!
رجفت شفتيه يهمس: لن أغفر له ..

**

همس مُجدداً: لن أغفر لك ..
ضاقت عينا الرجل الجالس بهدوء من هذه الجُمله وقال: ماذا ياريكس ؟ هل هذا ما جِئت لتقوله لي ؟
وقف وتقدم منه يُكمل: كان من الأفضل لك إخفاء وجهك عني ، خيانتك كانت أمرٌ لا يُغتفر ، ولم أتركك إلا لسبب واحد ! لكونك فقط أخاه الوحيد ولم أرغب بسلبك منه ..
إبتسم ريكس بسُخريه يقول: حقاً ؟ سلبتَ والدته فما الذي يمنعك عن سلب أخاه أيضاً ؟!
قطب الرجل حاجبه والذي لم يكُن سوى رايان -البروفيسور- وقال: إن فشلتَ في الوصول الى إنتقامك فلا توجهه لي !
وقف أمامه مُباشرةً ووضع يده على كتف ريكس وهو يُكمل بهدوء: دخلت المُنظمة وعبثتَ فيها للوصول لإنتقامك ! فليكفي الى هذا الحد وغادر فوراً فأنا لا يُمكنني معرفة الى متى سأُحافظ على قراري بعدم قتلك ..
رد عليه ريكس بهدوء: سأُغادر ، لا تقلق من هذا الشأن ، ولكن ليس قبل أن تُغادر قبلي ..
ظهرت الدهشة المُصطنعة على وجه البروفيسور وهو يقول: عجباً ! أدخلتَ لتنتقم لوالدتك أو لإكمال عملها ؟
ريكس: إن كان إكمال عملها يقتضي بقتلك فسأكون سعيداً بضرب عصفورين بحجر ..
بدأ ينزعج البروفيسور من تلميح ريكس الثالث بكونه هدف إنتقامه !
الأمر لم يعُد فقط مُجرد رغبة بالإنتقام من أي أحد ، بل يعنيه هو تماماً وكأنه يوجه له تُهمة كونه قاتلها !
إلتفت البروفيسور وإتجه الى دولابٌ بجانب الستارة وفتح أحد أدراجه وهو يقول: ريكس ، لا أعتقد بأنك غبي لدرجة أن تأتي وتختبرني بحديثك هذا صحيح ؟
أخرج مُسدسه وبدأ بتركيب الرصاصات فيه وهو يُكمل: غادر ، لا تستفزني فأنا على شفا حُفرةٍ من قتلك ..
نظر ريكس الى مُسدسه بهدوء وهو يقول: رصاصات 9 ملم ، إذاً هذا هو المُسدس الذي قتلتها به ..
فارت أعصاب البروفيسور وإلتفت موجهاً السلاح الى ريكس يقول بحده: أُغرب عن وجهي قبل أن أطلق !!!
نظر ريكس بهدوء الى فوهة المُسدس المصوبة الى جهته ليقول بعدها: لم أعتقد قط بأن كارمن تمتلك جانباً حساساً هكذا ، لقد أصرّت حتى آخر لحضة بأنه كان خطئاً وأنك لا تتذكر ..
بدأت تظهرُ علامات الغضب على وجه ريكس وهو يُكمل: إنها تكذب !! لقد جربتُ الأمر مرةً ! غِبتُ عن إدراكي لِما حولي من كثرت ما شربت ولكني تذكرتُ كُل شيء حالما إستيقظت !! يستحيل ألا تكونَ فعلتَ أيضاً !!
ظهر الإستنكار على وجه البروفيسور يقول: ما الذي تتحدث عنه الآن ؟ هل تبني سيناريو وتُصدقه ؟!
ريكس بحده: كان أنتَ من قتلها !! كُف عن التمثيل ! إلتجأت إليك فقابلتها بالرصاص ! وبعدها تتظاهر بكونك ترغبُ بمعرفة القاتل ؟!! كيف لك أن تُتقن دورك هكذا ؟ أم أنك كذبتَ الكِذبة وصدقتها ؟!
قاطعه البروفيسور بحده: فلتخرس !!
رفع ريكس صوته أكثر يقول: كُف عن التمثيل أكثر فلقد أخبرتني كارمن بكُلِ شيء !!
تقدم منه وهو يُكمل: كانت والدتي خائفه ، ولأول مرة فكرت بأن تلتجئ إليك وطلبت منك أن تنتظرها بمنزلها !! ولكنك أنتَ من فكر بالأمر بشكلٍ سلبي ! لأنها تأخرت قليلاً جُن جنونك وشربت الكثير وأنتَ تنتظرها ! ضننتَ بأنها خادعتك وبنيتَ تخيُلات من فراغ لتُقابلها بالرصاص بدلاً من الإطمئنان عليها !!
زاد الإستنكار على وجه البروفيسور ليُمسك ريكس بالمُسدس حال وصوله إليه ويضغط عليه بقوه وهو يهمس: لقد قتلتَ القتيل يا رايان وبعدها مشَيت بجِنازته ..
مد رايان يده الأُخرى وأمسك بذراع ريكس ليلُفه بقوةٍ على الدولاب بجانبه ويُصوب المُسدس على رأسه من الخلف قائلاً بحده: قُلتُ لك سأقتُلك إن لم تغرب عن وجهي !! حذرتُك مِراراً يا ريكس !
ريكس: فلتفعلها إذاً ! ما الذي تنتظره ؟!!
زاد غضبُ البروفيسور وتلاعبت أصابعه على الزناد كثيراً ولكن حديثه هذا وذِكر إسم كارمن يُشتت عقله تماماً !!
شد على أسنانه وهو يتذكر جُملتها قبل يوم أمس ..
" قالتها لك آليس سابقاً وأقولها لك الآن ..... فلتتوقف عن هذا ، فرُبما موتك يكون بسبب إستهتارك بمالا تقدرُ على تحّمُله "
ضاقت عيناه وهو يهمس بداخله: "ماذا كانت تقصد ؟!!!"
ثوانٍ حتى إتسعت عيناه من الدهشة وهو يتذكر جملة آليس السابقة له ..
" تفوح منك رائحة الكحول ولكن يبدو بأنك لم تُكثر منها ما دُمتَ تُفكر هكذا .. هذا جيدٌ لأجلك فلستَ ممن يتحملون كثرتها ..
نظرت الى السيارة خلفه وأكملت: وأتمنى بأن تقطعها كي لا تقود مرةً وأنت تحت تأثيرها وتموت بحادثٍ ما ! لأنه من المُضحك أن تكون نهاية زعيم أحد منضمات فرنسا الشهيره هي الكحول !
"
ترك ذراع ريكس ولفه الى جهته مُمسكاً بياقته وهو يقول: ما الذي قُلتَه قبل قليل ؟!!
شد على أسنانه وهو يُكمل: الهُراء بكوني شربتُ الكثير وأنا أنتظرها ؟!!
أجل ... هو يعرف هذا أكثر من أي شخصٍ آخر ..
عن كونه لا يحتمل كثرة الشراب ويفقد عقله فوراً لذا كان يكتفي بكأسٍ أو إثنان مُخففان أيضاً ..
لا يُمكن !!
ما يقوله ريكس من الهُراء لا يُمكن أن يكون صحيحاً !!
عن كونه بالفعل شرب كثيراً في تلك الليله وقتلها بيده ..
عقد حاجبيه يسترجع تلك الليله وأجل يتذكر أنه لم يكُن بكامل وعيه !
ولكن ما يتذكره أنه دخل ورأى جُثتها !
هذا هو فقط ما يتذكره !!
تحدث ريكس وهو يرى الحيرة في وجهه: كُنتَ واعياً أو لم تكُن ، هذا قطعاً لن يُغير من حقيقة كونك قتلتها !
رايان بحده: أخبرتُك أن تتوقف عن بناء التخيلات وتصديقها !!
دفعه عنه وإلتفت مُبتعداً عدة خطواتٍ وهو يكادُ يُجن من كلامه ..
خلخل يده بين خُصلات شعره ناظراً الى الفراغ يُحاول تذكر تلك الليله ..
ولكن جُلّ ما يتذكره هو مظهرها ميته وكلام كارمن الذي شرح كُل شيء ..
كارمن .....
شد على أسنانه وهو لا يُصدق !
هل حقاً هذا ما حدث ؟ لهذا كانت متواجده في تلك الليله ؟؟؟!
هل تأخرت عليه آليس ؟؟
لما لا يتذكر إذاً أنها طلبت رؤيته ؟
لماذا لا يُمكنه تذكر التفاصيل ..!!
نعم هو ضعيف أمام الكحول لكن هل من المُمكن أن يُقدم على قتل أحد ؟!!
إن كان كلام ريكس صحيح .... فهل غضبه الشديد وتفسيره لطلبها وكونه خيانة جعله لا يتذكر الحقيقه وكُل ما يتذكره هو فكرته هو عن رسالتها ؟!!!
مُستحيل !!
إلتفت بعدها الى ريكس ورفع مُسدسه مُجدداً الى جهته يقول: هُرائك هذا لن ينطلي علي ! قاتل والدتك بالمُنظمة ، كونك دخلتَها ولم تعثُر عليه لا يجعل لك حقاً بتوجيه الإتهام لي ..!
رفع ريكس حاجبه يقول: ولما في المُنظمة ؟ لما أنتَ مُصر بأن قاتلها واحدٌ من رجالك ؟!!!
لم يستطع رايان الرد فهو .... لا يعرف !
ربما لأنها خائنه ... وغضب منها أحد أفراد المُنظمه وقتلها ؟
هو فقط مُقتنع بهذه الحقيقه ولكن .... ما الذي جعله يقتنع بها ؟!!
هل ... عقله الباطني الذي حظر المشهد جعله يقتنع بكون القاتل واحدٌ منهم ؟!!
لا يعلم !
في حين ....
تأكد هُنا ريكس بأن البروفيسور حتماً لا يتذكر !
فردات فعله .... يستحيل أن تكون تمثيلاً فلا سبب يدعوه لإكمال تمثليته هذه أمامه !!
فهو المُسيطر وهو من يوجه سلاحاً إليه فلما يلجأُ للكذب ؟!
أشاح بنظره عن البروفيسور ينظُر للفراغ لفترة قبل أن يُعاود النظر إليه ويقول: كان أنت ، سواءاً صدقتَ هذا أو لم تُصدق !
أطلق رايان رصاصتان مرتا من جانبي ريكس وهو يقول بحده: فلتخرس يا ريكس !!
ريكس: أخبرتُك بأني لن أفعل !! إن أردتَ إخراسي فأُقتُلني ، لأني أتيتُ لأقتلُك لتذهب الى والدتي وتعتذر منها !! فأنتَ من أنهى حياتها حين إحتاجت إليك ، أنتَ من قتلتها وحرمتَ إبنك منها !
أطلق رايان رصاصةً ثالثة كانت قريبةً لدرجة أن ريكس شعر بالصفير بأُذنه منها !!
بقيت عينا البروفيسور الغاضبتين مُعلقتان به وهو يقول: لا تأتـي بذكـر مـارك !
قالها بحدةٍ وهو يضغط على الكلمات بينما عقله يتذكر سؤال مارك له عن كونه من قتل والدته أو لا !!
لقد أنكر له ذلك ولكن ... هل فعلاً هو من فعل ؟!!!
هل قتلها ؟!!!
شعر بأنه سيُجن وهو يتذكر كم كان يتمنى لو أنها إلتجأت إليه إن كان هُناك من يُطاردها ...!!
إذاً لقد فعلت ! لقد إلتجأت إليه حقاً !!!
إلتفت وإتكأ بكلتا يديه على ظهر الكُرسي ينظُر للأرض بعدم تصديق ..
هي ... حقاً فعلت ....
بدأت تلوح بذاكرته حديث كارمن له قبل أحد عشر عاماً !!
كان مُسرعاً وسيخرج ولكنها منعته ..
قالت له رُبما يكون فخاً منها ، طلبت منه ألا يُغادر ولكنه أصر ..
وخرج ...
حاول التذكر أكثر ولم يستطع ..
الآن إتضحت الصوره !
تبعته كارمن خوفاً عليه لهذا كانت متواجده في المكان ..
يعرفُ سابقاً بأنها تحترمه كثيراً وتُقدره أكثر من أي شخصٍ من رجاله ..
لذا ... بالتأكيد لأجله ولأجل المُنظمة كذبت ، وأخفت الحقيقه ، وأقنعته بعكس هذا !!
رفع يده التي يُمسك المُسدس فيها ونظر الى إرتجاف أصابعه وهو يهمس بداخله: "لأنها تعرف ... بأني ...... لم أكُن لأغفر نفسي إن قتلتُ المرأة التي أُحب بيدي"
صُداعٌ شديد نهش عقله وأفقده القُدرة على إستيعاب المزيد ..
ففكرة بأنه قتل المرأة التي يُحب بيده وباللحضة التي كانت تُريد مُساعدته .... هي فكرةٌ قاتله !
قتلها ... قتل والدة طفله الوحيد !
بدأ يشعُر بالجنون حقاً من كل هذا !!
إلتفتت وأطلق ثلاث رصاصاتٍ عشوائية على الحائط وعيناه بدأت تحمرّان من هول ما إستوعبه !
هذا .... لا يُمكن له أن يحدث ...

في حين راقبه ريكس وهو لم يتوقع أن ينقلب الموقف هكذا !
جاء لينتقم وليس ليحكي الحقيقة لأحدهم !!
رؤية ردة فعله ... لم يكُن مُخططاً لها ..
رؤية كم أنه مصدوم وسيُجن مما سمع ... لم يكُن المشهد الذي تصوره إطلاقاً ..
كلا ....
هذه ليست النهاية التي حلِم بها كثيراً ..!
قطع عليهم فتح الباب من قِبل الحارس الشخصي الذي أتى راكضاً حالما سمع صوت طلقات الرصاص المُتتاليه ..
إلتفت حينها ريكس وغادر بهدوء في حين كاد الحارس أن يلحق به ويُمسكه ولكن قطع عليه صوت البروفيسور الحاد وهو يقول: ألم أطلُب منك عدم التدخل !!!
جفُل الحارس وهز رأسه يقول: أعتذر ..
وأغلق الباب خلفه فوراً فرمى البروفيسور المُسدس بقوةٍ على الحائط ليجلس على الكُرسي مُمسكاً برأسه وهو يهمس: هذا هُراء ! كُل هذا هُراء !!!
شد على أسنانه هامساً: حتى لو كُنتُ فاقداً لوعيي ، يستحيل أن أفعلها ، يستحيلُ علي قتلُها !
لا يُمكنه التصديق ، حتى مع كلام ريكس ، وتلميحات كارمن السابقه ..
حتى وإن كان كُل شيء مُقنعاً فهو لا يُمكنه أن يقتنع بذلك ..
إذاً .... ماذا لو ذهب الآن وسأل كارمن مُباشرةً ؟!!
ماذا لو أكدت ذلك ؟ وأخبرته بما يُحاول إنكاره ؟!!
حينها سيُجن !
سينتهي حتماً !
المرأة الوحيدة التي أحبها .... قتلها بيده !
ضاقت عيناه بألم وسؤال إبنه الوحيد يتردد برأسه مُجدداً ..
" همس مارك مُرتجفاً: أخبرتني بأنها تشتم رائحة الموت تقترب منها , إن لم تكن أنت من قتلها فلما لم تُساعدها ؟ لما لم تُنقذها من الموت !"

شد على أسنانه وقد بات الآن لا يعرف كيف يواجه مارك مُجدداً ..
وهو الذي فعلها ... وقتلها بدلاً من أن يكون عوناً لها ..
لا يستطيع !
لا يستطيع تقبُّل هذه الحقيقه ..
لا يستطيع على الإطلاق !
أغمض عينيه بألمٍ بالغ يعتصر قلبه ..
ألم لم يُذقه من قبل أبداً !
حتى عندما خانته آليس ، حتى عندما هربت منه وأخفت إبنه عنه ..
لم يتألم مُطلقاً كالألم الذي يعتصرُه الآن ..
يُمزقه
يقُطع قلبه إرباً إرباً
يشعُر به يُدمي بأنحاء صدره
ويحجب قُدرته على التنفس
ليبتسم وهو يتذكر جملتها التي لم ينسها على الإطلاق
" أتمنى بأن تقطع الكحول ! لأنه من المُضحك أن تكون نهاية زعيم أحد منضمات فرنسا الشهيره هي الكحول !
رايان: أشكُر لك إهتمامك البالغ ، ولكن أراه أفضل من أن تكون نهايته بسبب إمرأةٍ أحبَها وغدرت به ..
"
همس: بسببهما ..... آليس ، أنا أنتهي بكلا السببين ، بسببك أنتِ والكُحول معاً !
وأغمض بعدها عينيه اللتان بدأت تُحرقانه ..
وتُكملان ما بدأه قلبه ..
قلبه المُمزق !



وبالخارج
ركب سيارته وإسترخى في المقعد تاركاً الباب مفتوحاً ..
سحب عُلبة سجائره وأخرج واحده وبدأ يُشعلها ليأخذ منها فوراً نفساً طويلاً ويُزفره بهدوء ..
أعاد الكرة مراراً وتكراراً حتى أنهاها بزمنٍ قياسي ..
رماها بالأرض وسحب واحده أُخرى فمزيج المشاعر الذي بداخله مُتعب ويُريد أن يسترخي حقاً ..
خمس دقائق من التدخين المُستمر شعر فيها وكأنه اصبح أقل توتراً لينظُر بهدوء الى هاتفه النقال المرمي بإهمال بدرج السياره ..
أطال النظر الى هاتفه ليعود بعدها برأسه الى المقعد ويُغمض عينيه والحيرة الشديدة تنهشه من الداخل ..
لما تردد ؟
لما تراجع بدلاً من إخراج مُسدسه وقتله ؟!
أوليس الإنتقام كان هو ما يُفكر فيه طوال سنينه الماضيه ؟
مشهد قتله للقاتل فكر به دائماً لدرجة أنه حلِم به كثيراً ..
فلما يتراجع ؟!!
من قتل والدته عليه ألا يعيش !
عليه أن يموت أيضاً ... فلما لم يقتُله ؟
هل لأن حقيقة عدم معرفته بكونه القاتل هي ما منعته ؟
هل رؤيته مصدوماً ومنهاراً جعله يتردد ؟!!
أو .... كون مارك سيُصبح يتيماً كان له تأثيرٌ آخر ؟!
عاود النظر بهدوء الى الهاتف وهو يتذكر عندما إتصل ليطمئن على أخاه هذا العصر ..
فحال ما أنهى مُكالمته قال له مارك تلك الجُملة القصيره ..
" أخي ... لقد زارني والدي اليوم ، رُغم أني كرهتُه وكرهتُ كونه حاول قتل رين ولكن ... بدا نادماً ، وبدا ألطف مما إعتقدت ، إنه لم يُحاول قط إجباري على أي شيء رُغم كوني كُنتُ وقحاً معه ، هل أبدو غريباً إن قُلتُ لك بأني أحببتُه قليلاً ؟ "
تقدم ريكس بجسده الى الأمام ووضع رأسه على المُقود وأغمض عينيه وهو بحق مُشتتٌ للغايه ..
لما عندما خطط ووضع هدفاً نُصب عينيه وسعى لأجله حتى وصل إليه .... يتراجع هكذا ؟
لما يتردد ؟!!
إن القاتل حتى شخصٌ سيء جداً لذا من المُفترض ألا يكون هُناك أي عائق !
ولكن .... عدة أمورٍ صغيره قلبت كُل شيء !
صدمة البروفيسور من الحقيقه ، وإفصاحه له بأنه لم يعد يرغب بقتله لأجل إبنه ، وأخيراً حديث مارك عنه ...
أمور جعلته يتردد ... جعلته يشعُر وكأنه هو الشخصُ السيء هُنا !!
عاد بجسده الى الخلف مُجدداً ورمى سيجارته الثانية على الأرض ليُخلل يده في شعره وهو يُرخي رأسه على المقعد ..
ماذا يفعل الآن ؟!
ما الذي يُفترض عليه أن يفعله ؟!!
لقد إستعد سابقاً للإنتقام والموت في سبيله ..
لقد إعتقد بأن المواجهة ستكون عكس هذا ، سيتواجه هو والبروفيسور وينتهي الأمر إما بموت أحدهم أو بقتل كُل واحدٍ منهما الآخر ..
ولكن لا شيء قد حدث !
لذا ... ماذا يفعل الآن ؟
يعود ويُنهي إنتقامه ؟ أو يُغادر هكذا ببساطه تاركاً جُهد السنين الماضيه يندثر ؟!
تنهد وإعتدل في جلسته ومد يده ليُشعل سيجارةً ثالثه فقطع عليه صوته يقول: هذا كثير عليك ..
عقد حاجبه وإلتفت الى جهة الصوت ليجد آندرو يقف بهدوء عند بابه وأمام قدمه بقايا السيجارتين السابقتين ..
أشاح ريكس بوجهه وأشعل الثالثه وهو يقول بهدوء: كيف وجدتني ؟
إتكأ آندرو بيده على الباب المفتوح وهو يقول: إذاً كما إعتقدت ، أنتَ تعمّدت الإختفاء ..
لم يُعلق ريكس فتنهد آندرو يقول: قلقتُ عليك ، هاتفك مُغلق ولستَ موجوداً في أي مكان ، شعرتُ بأنه من المُمكن أنك ذهبت لزيارة قبر والدتك فبحثتُ بالجوار حتى لاحضتُ سيارتك ..
صمت قليلاً ثُم أكمل: لا تؤذي نفسك هكذا .. لقد مرت العديد من السنوات ، أوليس من المُفترض أنك تجاوزتَ الأمر ؟
ريكس بهدوء: الأمر لا علاقة له بها ..
نظر آندرو إليه لفترة ثُم سأل: بمرضك إذاً ؟
عقد ريكس حاجبه ورفع نظره الى آندرو فأكمل آندرو: قالتها رين بين حديثها مرةً ، بأنه مرضٌ من الصعب الشفاء منه ، ماهو هذا المرض ياريكس ؟ هل هو سيء الى هذه الدرجة أو أنها كانت تُبالغ ؟
عاود ريكس النظر الى الفراغ وهو يقول: من يدري ، لقد أفسدتُ ملفي لذا لا أعرف أي شيء ..
عقد آندرو حاجبه يقول: أفسدتَ ماذا ؟ وكيف أفسدته وهو عادةً ما يكون بسجلات المشفى ؟
تنهد ريكس وقال: آندرو ... دعني بمُفردي ..
آندرو: لن أفعل ، أخبرني بما يحدُث معك بالضبط ! وماذا بخصوص المنظمه ؟ هل لا تزال تُمارس نشاطاتها بعد كُل ما حدث ؟
هز ريكس رأسه نفياً فتنهد آندرو يقول: حسناً هذا جيد ، فلتترُكهم الآن فلم يعُد هُناك سببٌ لتستمر بإنتقامك أكثر ..
إنحنى ريكس وفتح دُرج السيارة مُخرجاً الـUSB منه ومده لآندرو الذي أخذه وهو يقول بتعجب: ماهذا ؟
ريكس: أعطه أخاك إن أردت ، فيه الكثير من الأدلة للصفقات الممنوعه التي تمت بين البروفيسور وبعض تُجار الممنوعات المشاهير من تُركيا وروسيا ..
إتسعت عينا آندرو بصدمه وهو يقول: هل أنتَ جاد ؟!!
ريكس: لا أعلم إن كان يُفيد أو لا فهذه الأدلة عُمرها أكثر من عشر سنوات ، لك حُرية إعطائها لأخاك من عدمه لأنها لو بقيت معي فسأتخلص منها ..
أكمل هامساً يشتم نفسه: فلقد بدأ التردد اللعين يُسيطر علي ..
قلّب آندرو الجهاز بين يديه ثُم نظر الى ريكس وقال: ما رأيُك أن نذهب الى مقهىً ما ؟ أرغب بشُرب القهوه ..
ريكس: آندرو رجاءاً ، أُتركني وحدي ..
راقبه آندرو بعينيه لفترةٍ ثُم قال: هل تواصلت معك رين مؤخراً ؟ ألم تُخبرك بشيءٍ ما ؟
عقد ريكس حاجبه ثُم رفع عينيه الى آندرو يقول: أتعلم ، أنتُما تُخفيان أمراً صحيح ؟ مُنذ أن رافقتُما بعضكما بباريس وأنتما تتصرفان بغرابه ، تحدّث وقُل ماذا هُناك !
آندرو: أووه رجاءاً ، هي تكرهُ أخي بما فيه الكفايه ، لا يُمكنني التدخل بأمرٍ يخُصها لتكرهني أنا أيضاً ، إسألها بنفسك فلقد قررت ألا تُخفي الأمر عنك ..
أشار بعينيه الى الهاتف وأكمل: أو إفتح هاتفك ، رُبما كانت تُحاول الوصول إليك مُنذ فترة ولا يُمكنها ذلك ..
أشاح ريكس بوجهه يقول: إنسى الأمر ..
قطب آندرو جبينه يقول: مابك مُستسلمٌ هكذا ؟! أنتَ شيئاً فشيئاً تُصبح أبعد من أن تكون ريكس الذي أعرفه ، ما الذي يحدُث معك ؟ لا تقُل لي بأنك مُحبط لأن أخي تسبب بالعديد من المشاكل للمُنظمة لدرجة إيقافهم عن مُزاولة أعمالهم وهذا الشيء أخرك عن الحصول على إنتقامك ذاك !
إبتسم ريكس وقال: إن أخبرتُك بأني بالفعل مُحبط لكوني غير قادرٍ على الإنتقام فماذا ستفعل ؟
تنهد آندرو وقال: فلتنسه إذاً ..
صمت قليلاً ثُم قال: لا تُصبح قاتلاً ! الأمرُ لا يستحق يا ريكس ، تنحى عن هذه الفكره فالإنتقام نهايته سيئه فكما قيل دائماً ، أنه عند الإنتقام فلتحفر قبران ..
أطفأ ريكس سيجارته الثالثه بعدما أنهاها وهو يقول: حفرتُ قبري وإنتهيت ، فإما أن أدفنه معي أو أُدفن وحدي ..
رفع بعدها عينيه ناظراً الى منزل البروفيسور خلف آندرو وأكمل: وأنا الآن أُكافح لأخذه معي ولكن العوائق كثيره ..
عقد آندرو حاجبه قبل أن يقول: لحضه ... هل عرفتَ من قتل والدتك ؟!
أدار ريكس بنظره الى آندرو يقول: أجل ..
دُهش وقال: حقاً ؟!! ومن هو ؟!
صمت آندرو للحضه وهو يتذكر رين عندما قالت بأن نهاية ريكس ستأتي حال معرفته بهوية القاتل ..
لما ؟ هل القاتل شخصٌ قوي الى هذا الحد ؟!!
من عساه يكون !
إن كان أحد أفراد المُنظمة فالأقوياء قد إنتهوا !
دارسي مات ، وفيكتور مسجون ، وكارمن بصف ثيو ومن المُستبعد أن تكون هي ..
إذاً من ؟!
هل من المُمكن أن يكون فيكتور ولهذا قال بأن هُناك عوائق تمنعه من الإنتقام وتلك العوائق هي كونه مسجوناً ؟!
ولكن فيكتور بباريس فلما لا يزال ريكس هُنا حيث لا وجود للكثير من أعضاء المُنظمة بستراسبورغ ..!
إتسعت عيناه من الصدمة وهو يقول: أنت لا تعني .... البروفيسور ؟!
لم يُجبه ريكس ..
فهو حتى الآن لم يُقرر إن كان سيقتُله أو لا ..
لأنه إن تنازل عن رغبته من القتل لأجل مارك فعليه إذاً أن يحتفظ بهذه المعلومة لنفسه حتى لا تصل الى مسامع أخيه فلو وصلت فسيكون تنازله دون جدوى لأن مارك سيتأذى من معرفة الحقيقه ..
وما أصعب من حقيقة كون والده هو من قتل والدته !
لا يُريد لذلك الطفل أن يُعاني كما عانى هو أيضاً ..
والمُضحك بأنه كان بعمره الآن عندما رأى موت والدته بعينيه ..
وبسبب رسالته التي طلب فيها رؤيتها ..
عقد حاجبه للحضة عند هذه النُقطه ..
هل من المُمكن أن يكون كلام والده آنذاك صحيح ؟
لقد كان يُكثر من إرسال الرسائل لوالدته وكان يقول له "توقف ! هي لا تقرأ جميع الرسائل ، والدتك مشغوله ياريكس"
إذاً ... هي لم تقرأ رسالته عندما أخبرها بكونه سينتظرها بمنزلها ليراها !
لأنها لو فعلت لما طلبت من البروفيسور أن يتواجد هُناك أيضاً ..
ياله من شعورٍ غريب ..
رُغم كونها كانت مُطارده طوال حياتها بسبب زلة لسانه إلا أنها بالنهاية لم تمت بسبب رسالته تلك ..
رُبما كان هو سبب بداية مُعاناتها ولكن لم يكُن هو من أنهاها أيضاً ..
إبتسم بسُخريه ومد يده الى عُلبة السجائر يقول: ماذا حل بي لأُصبح أُفكر بتفاؤل كرين ؟ سواءاً كُنتُ أنا من أخذها الى موتها أو لا فكلا الحالتين هي ماتت .. لا داعي لأن يخُف إحساسي بالذنب فجأه لأجل معلومةٍ تافهه للتو أعرفها ..
عقد حاجبه عندما لم يجد أي سيجارة داخل العُلبه فرفع عينيه الى آندرو الذي قال: تخلصتُ منها فهذا كثير ، هل تُريد أن تقتل نفسك ؟!
نظر إليه قليلاً ثُم رمى العُلبة وهو يقول بهدوء: هيه آندرو ..
آندرو: ماذا ؟
ريكس: هل الحُب أعمىً حقاً ؟
تعجب آندرو من حديثه الغريب فمُنذ متى وريكس يتحدث عن الحُب ؟!!!
آندرو: وما الذي حدث ليجعلك تُفكر هكذا ؟!
ريكس: أنتم من يجعلني أُفكر هكذا ..
عقد حاجبه فأكمل ريكس: أنا ... لا أُعاملكم بإحترام وببعض الأحيان أكون وقحاً وأُخطئ بحقكم كثيراً فلما تستمرون بالإهتمام لأجلي ؟ فجوليتا أولاً ، لطالما تجاهلتُها وكُنتُ وقحاً معها ولكنها إستمرت بمُعاملتي بلُطف ، أنت أيضاً ، كذبتُ عليك كثيراً ومع هذا لا زِلتَ تهتم بأمري وبصحتي أيضاً ، آلبرت لا أتذكر مرةً كُنتُ فيها مُحترماً معه ، بل إستمرت تصرفاتي اللا مُباليه تُزعجه وتُغضبه ومع هذا لا يزال يبحث عن طُرق لإنقاذي ، ورين .... رُغم أني تجاهلتُ إعترافها وإستمررتُ بتجاهل مشاعرها إلا أنها لم تتوقف عن مُحاولة مُساعدتي حتى الآن ،x أتسائل ما الذي يجعلكم بعد كُل هذا تهتمون لأمري ؟ لما لم تقطعوا علاقاتكم بي وتُعاملوني بمثل ما أُعاملكم ؟ هل الحبُ أعمىً الى هذه الدرجه ؟!
إبتسم آندرو قليلاً ثُم ضحك رُغماً عنه فظهر الإستنكار على وجه ريكس ليعتذر الآخر قائلاً: آسف آسف لم أستطع منع نفسي ، وأنت ... تُفكر كثيراً حقاً ، الأمرُ لا يستحق كُل هذا التعقيد ..
صمت قليلاً ثُم قال: الحُب لا قانون له ، إن أحببتَ أحداً ، سواءاً فتاةً أو صديقاً أو قريباً فلا وجود لقانونٍ يُحدد إستمراريته من عدمه .. فهُناك روابط أقوى تُحدد ذلك ، فمثلاً رابطة الدم تُجبرك على التنازل عن الإساءات ولابد من أنك وُضِعتَ يوماً في موقفٍ جعلك تفعل شيئاً جيداً لأجل قريب لم يُعاملك يوماً بإحترام ، لأن الدم يفرض عليك ذلك ، والصداقة إن كانت قويه فلا سبب يجعلها تتزعزع بسهوله ، فالصديق من يقف بجوار صديقه لا أن يقطع علاقته فوراً من أول مُشكله ..
صمت قليلاً ثُم أكمل: ولكن آخر نوعٍ من الحُب لا وجود لرابطةٍ تُفرض إستمراريته ، الحُب العاطفي بين الجنسين ، فالعاطفة خاصةً إن أعترف أحدهم للآخر ولم يتم تقدير إعترافهم فسيكون للكبرياء هُنا رأيٌ آخر ، وسينتهي الحُب عند هذه النقطه ..
إبتسم بهدوء وأكمل: وها أنا أرى كم أنك وإليان تتشابهان كثيراً في هذا ، قدّر الإعتراف عندما يأتي إليك ، لأنك إن لم تفعل فستكسر قلباً قد لا يُجبر أبداً ..
عقد ريكس حاجبه فقاطع آندرو تفكيره قبل أن يستنتج معنى كلامه وقال: أقصد رين ، فكر بها كثيراً ، إنها فتاةً جيده ، صدقني في المُستقبل ستندم إن ضيعتها هكذا من بين يديك ..
لطّف الجو وأكمل: فلم أرى من قبل فتاةً قادرةً على تغييرك هكذا !
أشار الى هاتفه يُكمل: يا رجل ! إنك حتى بدأت تلعب ألعاباً غبيةً بسببها !! إنك حتى أدخلتها لمنزل والدتك الذي لم أدخله أنا إلا بعد مدة طويلة من صداقتنا ! أُصبتَ كثيراً لأجلها ، أجبرتكَ على مُرافقتها لباريس وأنا الذي في كُل إجازة أطلب منك مُرافقتي ولا تفعل ! حسناً ... هي حياتك ، إن لم تُقرر الزواج فلا بأس ، ولكن إن قررتَ فصدقني ستندم لكونك ضيعتها هكذا ..
ريكس: مُنذ متى وأنت تمتدحها هكذا ؟
آندرو: صدقني لا أعلم ، كُنتُ أكرهها ولكن لا أعرف كيف إنقلب الكُره فجأه ..
إبتسم ريكس بهدوء قبل أن يقول: حسناً فهمت ، إستمعتُ لمُحاضراتك التي من المُفترض أن تُلقيها على طُلابك لا عليّ ..
نظر إليه وأكمل: لذا هلّا تركتني الآن بمُفردي ؟
لم يستطع آندرو أن يُزعجه أكثر من هذا ، فالأشخاص بعض الأحيان يكونوا بحق بحاجةٍ الى مساحةٍ لهم ..
آندرو: حسناً ولكن لا تُبقي هاتفك مُغلقاً ..
هز ريكس رأسه دون تعليق فنظر آندرو إليه قليلاً بعدها إلتفت وغادر ..
حال رحيله سحب ريكس هاتفه وفتحه لتنهال عليه رسائل المُكالمات الفائته مُعظمها من آندرو ..
تجاهل كُل هذا وذهب الى رقمٍ مُحدد حفظه قبل فترةٍ وجيزه ..
رقمٍ يوصله الى أحد الأشخاص في تِلك المُنشأه الألمانيه ..
نظر الى إسمه لفترةٍ طويله قبل أن يترك الهاتف على رجله ويسترخي بجسده مُغمض العينين وغائِصٌ في تفكيرٍ عميقٍ جداً ..
طال تفكيره ..
ومرت الدقائق سريعاً دون أن يشعُر بها ..
لتنقضي ساعةً من الزمان أيقضه فيها من شُروده رسالةً نصيةً من هاتفه ..
فتح عينيه بهدوء ناظراً للفراغ قليلاً قبل أن يتنهد ويأخذ هاتفه ليجد أنها رسالةً إعلانية من شركةٍ ما ..
تجاهلها وذهب مُجدداً الى ذلك الرقم وأرسل له رسالةً واحده ..
رسالةً كان من المُفترض أن يُرسلها مُنذ زمن ولكن رغبته بالإنتقام أخرتها كثيراً ..
ليُغلق بعدها هاتفه بلا مُبالاةٍ مُفرطة ..
دون إهتمام بكُل تلك المُكالمات الفائتة التي كانت تملأ هاتفه ..
ولا بمشاعر أصحابها ..
هو أنانيّ .... وسيبقى كذلك ..

***








صرخة المشتاقه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-21, 06:42 PM   #436

صرخة المشتاقه
 
الصورة الرمزية صرخة المشتاقه

? العضوٌ??? » 488976
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 73
?  نُقآطِيْ » صرخة المشتاقه is on a distinguished road
افتراضي







14 march
10:11 am


الغضب الشديد يُسيطر على عقله وهو يجلس في زنزانة الحجز هذه ..
مصيرٌ كان يهرب منه كثيراً ولم يتخيل أن يُغدر به ويقع فيها !
لو يستطيع فقط الهُروب فسينتقم من المدعو بريكس إنتقاماً شديداً !!
زاد غضبه حالما تذكر بأنه لم ينتقم من الآخر آلبرت ، وأنه بسبب ريكس أيضاً فشل !!
جنون يسيطر عليه ليس فقط لأن الحكومة أمسكته بل لأنه لم يُعطي هذان الشابان النهاية التي يستحقانها ..
لطالما كان رجُلاً مُنتقماً ، يدمر الآخرين بعدة طُرق مُختلفه ..
كان رُجلاً يهتم بنفسه وبمُستقبله ويُدمر كُل ما قد يُعيقهما !
والآن .... دُمرَ مُستقبله !!
عدة قضايا عَلِقت به والأدلة كُلها ضده ..
مصيره بشع إما السجن مدى الحياة أو الموت شنقاً !!
تلاعبٌ بالأطفال وإنتهاك حُرمة أجسادهم وإتخاذها مصدراً لتجارب فضيعه !!
إجبارهم ، ورُشوة أهاليهم ، وقتل بعضهم بفعل الإخفاق !
وأيضاً التخطيط لجريمةٌ بشعه ، لثريةٍ بمُنتصف عُمرها ، وتلفيق الأدلة ليتم إتهام طفلٍ بها !!
وأخيراً التزوير والرُشوة والتخطيط للهروب خارج البلاد !
لقد إنتهى !
كُل الأدلة ضده ..
خادمة المنزل إعترفت ضده ..
ومُساعدته مسألة وقتٍ حتى تعترف هي أيضاً ضده ..
والأدلة التي جمعوها بالمكان الذي قبضوا عليه فيه هي أيضاً كافيه لأن يُعاقب عقاباً قاسياً ..
لا مهرب ، حتى المحامون لا يُمكنهم إنتشاله من جرائمه ..
الهروب هو الخيار الأخير ولكن كيف !
هذا صعب ..

فرّك أصابعه ببعضها من شدة الغضب والتوتر فالآن سيتم إخراجه من الحجز المؤقت هذا ليتم ترحيله الى المركز الرئيسي وحبسه حتى موعد مُحاكمته ..
لو أنه يملك مزيداً من الوقت لطلب المُساعدة لتهريبه أثناء النقل ..
فهو ، إن وصل الى المركز الرئيسي فسيكون الأمر صعباً جداً !!
رفع عينيه الى رجال الشُرطة القريبين منه ، حجزه بمكانٍ مفتوح يستطيع رؤية المارة منه ..
لو يُرشي أحدهم !!
عليه أن يختار جيداً ..
فخطأٌ واحد قد يفضحه ويُفشل مُخططه بالكامل ..
لن يستسلم لواقعه ، لن يُنهي حياته هكذا !
لديه أهدافٌ وطموحاتٍ لم يُحققها بعد !!
شخصٌ مثله وبمثل عبقريته على العالم أن يحتفظ به وليس رميه بغياهب السجن !!
سُحقاً ..
جائه صوتٌ هادئ يقول: أخيراً ، مكانك الطبيعي ..
عقد جان حاجبه ثُم رفع عينيه حيثُ الصوت ليجد كين يقف بهدوءٍ ناظراً إليه ..
أطال النظر الى وجهه لفترةٍ قبل أن يبتسم ويقول: يبدو بأني مُستوطنٌ بعقلك لدرجة أن تحضُر لرؤيتي ..
أجابه كين بهدوء: كلا ، أُستدعيتُ لأراك وأؤكد لهم أنكَ المذكور في أقوالي ..
إلتوت بعدها شفتيه بشيء من السِخريه وهو يُكمل: فعلى ما يبدو بأنك صرخت لهم وأنكرتَ كونك جان ، كما يفعل الجُبناء المُضحكون بالأفلام ..
ضاقت عينا جان بهدوءٍ شديد يحمل الكثير من الغضب فأكمل كين: أبقى ، وإغلي من غضبك ، وأعدُك بأنه لو حُكم عليك بالشنق فسأكون من الحاضرين ، ليس لأتشمت بل ليكون وجهي آخر وجهٍ تراه قبل موتك وأبقى كابوساً لك وأنتَ في قبرك !
جان بهدوء: كين ، أنتَ تُضيع حياتك ..
قاطعه كين: توقف عن إسداء نصائحك ... أو بالأحرى توقف عن عكس شخصيتك القذرة فيّ ، لن أكون مُختلاً ، ولم أُولد لأكون شريراً ..
إبتسم وتقدم منه أكثر وهمس مُكملاً: من يدري ، رُبما شخصيتي هذه وُلِدت لتكون فخاً تقعُ أنتَ فيه ويكون نهايةً لحياتك الزاخرة بالسوء ..
ظهر الغضب جلياً على وجه جان فإلتفت كين وغادر قبل حتى أن يترك له فُرصةً للتنفيس عن غضبه ..
وآخر ما سمعه هو صرخة جان يُنادي بإسمه ..
حال خروجه إستند على الحائط وأخذ نفساً عميقاً وللتو فقط ... شعر بالراحه !
رؤية جان خلف القضبان أخيراً أعاد له شيئاً من ثباته الذي فقده طوال الشهر الماضي ..
سيبدأ قريباً رحلة العلاج ، وحتى لو لم ينجح فلقد تأقلم عليه ..
من الآن سيعود الى السابق ، الى النُقطة التي كان فيها كين ..
كين الحقيقي وليس كين الحالي !

***








15 march
-Paris-

أول يومٍ من أيام معرض باريس الدولي للكتاب ..
معرضٌ كبير واسع مليء بالكُتاب الفرنسيين والدوليين من جميع أنحاء العالم ..
لكُلّ دولةٍ زاويةً في هذا المعرض لتنشُر فيه كُتبها الروائية والأدبية ومقالاتها بما يُناسب الثقافة المحلية والعالميه ..
وبزاوية فرنسا ، وجدت استيلا لنفسها مكاناً لتستعرض فيه كتابها الأول وإستطاعت أيضاً أن تضع إسمها كأحد المُشاركين في الندوة لتُلقي مقالها العام بخصوص هوية أوروبا عامةً وفرنسا خاصةً وتستعرض بعض المحاور التاريخيه الخاصة بالبلد ولتتحدث بعدها عن ماقد يكون كتابها ومنشورها الأول ..
آليكسندر عمها وفى بوعده وهاهو حاضراً معها للمعرض المُزدحم بالكُتّاب والقُراء والصحفيين ومُذيعي الأخبار وبجانبه كانتا إليان وفلور وعلى بُعدٍ منهم إدريان الذي كان يُجري مُكالمةً هاتفيه مع أحدهم ..
فقط كانوا هؤلاء فآلبرت وكين سافرا لسبب لا يعرفه الكثير من العائله بينما ريكس مُختفٍ مُنذ فتره ..
أنهت إستيلا من شرح برنامج هذا اليوم لعمها فهز رأسه بفهم وبين يده كتابها الأول يُطالع النُبذة التي بالخلف ..
وقد خمنوا بأنه متضايقٌ بعد إعلان إفلاس شركته لذا تركوا اه مساحته الخاصه ولم يُفكر بمُعاتبته الآن ..
أما فلور فقد إستمرت بطرح العديد من الأسئله سواءاً كانت مُفيده أو لا ، وكأنها طفلٌ للمرة الأولى يرى العالم بالخارج !
حال إنتهاء آليكسندر من مُطالعة الكتاب مدّه لإستيلا يقول: حسناً ، نُبذةٌ شيقه يبدو بأني سأقتنيه ..
إبتسمت وأخذته لتوقع على الصفحة الأولى تقول: إنه مجانيّ لك يا عمي ، لا تنسى إخباري عن رأيُك ..
وأعطته ومن ثُم إنشغلت مع أحد القُراء الذين طرحوا بعض الأسئله فإبتعد آليكسندر قليلاً وبدأ ينظُر ببقية أركان الدول الأُخرى فرُبما كانت هذه مرته الأولى في زيارة معرضٍ كتابيّ ..
وإليان تُرافقه وهي تقتني بعض الكُتب الأدبية البعيدة عن الروايات فلم تكُن يوماً من مُحبيها ..

إتكأ إدريان على الطاولة البيضاء وهو يقول بإبتسامه: أتُريدين مني نشر صورةٍ لكتابك في حسابي ؟
رفعت إستيلا حاجبها تقول: لن أترجاك لفعلها فأنا أثق بنفسي ولا أحتاج للإعلان ..
إدريان: ستكسبين أضعاف الشُهرة التي ستحضين بها ، إنها صفقه ..
ما إن سمعت كلمة "صفقه" حتى عرفت أنه سيطلبُ شيئاً بالمُقابل فقالت: وفر طاقتك ، لن أُوافق على طلبك ..
إدريان: هيّا حاولي معرفته ، رُبما يكون تافهاً ..
قاطعهما صوته يقول: لقد فعلتِها حقاً يا إستيلا ! هذا صادم ..
إلتفت إدريان الى يمينه ينظرُ الى هذا الدخيل ليتنهد بملل وهو يراه ميشيل لا غير ..
لا يُحب هذا الرجل ..
في حين علقت إستيلا على كلامه قائله: أخبرتُك بأني سأفعل ، ما كان عليك أن تحُط من قُدرتي على ذلك ..
ميشيل: حسناً ، سنين عُمري القادمة لن تكون كافية لأعتذر عن هذا ، أنتِ حقاً مُذهله ، ليس فقط كتابة الكتاب في وقتٍ وجيز بل التحضير لعرضه ووضع إسمك بقائمة الأشخاص الذين سيُشاركون بالندوة مساءاً ، فعلتِ الكثير ، تستحقين إطراءاً ..
قطب إدريان حاجبه على جُملته الأخيره وعلق مُستنكراً: بعد كُل هذا تُجازيها بالإطراء ؟
نظرت إليه إستيلا بهدوء وبرود وكأنها تطلبُ منه عدم التواقح فأمال شفتيه بعدم رضى وأخذ كتاباً عشوائياً يُقلب فيه بينما عاودت إستيلا النظر الى ميشيل وقالت: أشكُرك على إطرائك ولكن .....
أدرات نظرها الذي تحول الى البرود وطالعت بالمرأة التي خلفه ترتدي معطف فروٌ وتُقلب بهاتفها لتُكمل: لم تُعرفني على مُرافقك ؟
ميشيل: أوه عُذراً لهذا ، إنبهاري بإنجازك أنساني ..
تحرك قليلاً لتتقدم المرأة الشقراء التي تبدو ببداية الثلاثين وقال: حبيبتي جوليان ..
قطب إدريان جبينه وعلق لنفسه دون أن ينظُر: جوليان ؟ أوليس هذا إسمٌ لرجُل ؟
إلتفت ونظر إليها وأكمل: هل هي متحوله ؟ أصبحنا لا نُفرق بينهم وبين الطبيعيين هذه الأيام ..
لم يتعجب ميشيل كثيراً من وقاحته لذا رد ببرود: كلا ليست كذلك ، والآن ألا تُدين بإعتذر ؟
ترك الكتاب الذي كان يُطالعه وإبتسم للمرأة المُندهشة يقول: حسناً سيدتي أنا أعتذر على هذا ..
وإبتعد لخطواتٍ قليله ينشغل بهاتفه بينما إعتذاره هذا كان وقاحةً أيضاً لكونه دعاها بالسيدة بدلاً من آنسه !
نظرت إستيلا الى إدريان وودت لو علقت على وقاحته ولكن تجاهلت هذا وإبتسمت لميشيل تقول: حبيبتك ؟ لم تُحدثني عنها من قبل !
ميشيل: حسناً تعارفنا قبل فترةٍ قصيره ، لم أُقابلك بعد عشاءنا ذاك لهذا لم أملك فُرصةً لأُعرفك عليها ..
مدت إستيلا يدها وصافحتها تقول: تشرفنا ..
جوليان بإبتسامه: أنا أيضاً ..
نظرت الى ميشيل وأكملت: سأبحث عن شيء ساخن لأشربه ..
وغادرت بعدها فإبتسم ميشيل ونظر الى إستيلا يقول: والآن ، ألن تُريني جوهرتك الثمينه ؟
إبتسمت ومدت له كتابها فأخذه وبدأ يقرأ النُبذة بالخلف قبل أن يندهش قائلاً: قصةً خياليه ! ضننتُك ستكتبين روايةً واقعيه ، هذا صادم ..
تدخل إدريان بعدما حاول تجاهلهم ليقول: صديق والدها ولا تعلم ؟ مُنذ طفولتها كانت مكتبتها مليئةٌ بالقصص الخيالية خاصةً تلك التي تحتوي على الأساطير والخُرافات القديمه ..
أشار بعينيه الى الكتاب وأكمل: لذا كان من الطبيعي أن تكتُب عن هذا بكتابها .. كُلنا توقعنا هذا عداك أنت !
الآن تأكد ميشيل بأن هذا الشاب يحقد عليه بطريقة ما !
هل لأنه لم يُلقي التحية عليه قبل قليل ؟ لابد من سبب ليكون هجومياً هكذا ..
تحدثت إستيلا مُقاطعةً هذا الجو المشحون وهي تأخذ الكتاب من بين يديّ ميشيل مُعلقه: حسناً هاك توقيعي ولا تنسى أن تُعطيني رأيُك حال الإنتهاء منه ، رأيُك مهم ..
إبتسم ميشيل يقول: بالطبع سأفعل ..
مدّت له الكتاب عندما إنتهت فإستلمه وقال: حسناً أترُكك قليلاً فهذه الآن مساحتك ولا أُريد إشغالك ..
وغادر مُبتسماً فبادلته الإبتسامة حتى إختفى عن أنظارها لتختفي إبتسامتها المُزيفة التي لازمتها طوال حديثها معه ..
فعند هذه النُقطة أدركت أخيراً بأن لا مجال لها مع ميشيل إطلاقاً ..
ولا تعلم لما تذكر كلام ريكس سابقاً لها قبل عدة سنوات ، قالها لها بشكلٍ قاسٍ أن علاقتكُما لا يُمكن لأن تستمر إطلاقاً ..
وعمها الآن قبل فترةٍ قالها ..
هل كانت هي المُخطئه طوال الوقت ؟
وقبل أن يُعلق إدريان على موضوع ميشيل همست له: ما الذي كُنتَ تفعله بالضبط ؟
هز كتفه يقول: لا شيء ، شعرتُ بأنه بغيض وودتُ إستفزازه ..
إقترب وإتكأ على الطاولة التي تفصل بينهما قائلاً: هل رأيتِ ذوقه ؟! إنه فضيع ، أتعجبُ من كونك تكنين لأمثاله المشاعر ..
إستيلا: لا يعنيك هذا الأمرُ بشيء ..
إبتسم يقول: حسناً لن أتدخل ، وعُذراً لتعليقاتي ولكني شعرتُ بأنك تضايقتي من فكرة إمتلاكه لحبيبه لذا أردتُ مضايقته لأجلك ..
ظهر الإستنكار على وجهها تقول: ولما قد تفعل شيئاً كهذا ؟!
إدريان: أخبرتُك من قبل ، أنا أُريد مُقابلاً منك ، ألن توافقي عليه حتى بعد كوني ضايقتُ ميشيل لأجلك ؟
ضاقت عيناها لفترة ثُم قالت: وما هذا المُقابل الذي جعلك تتصرف هكذا ؟
إدريان: الموافقه أولاً ..
إستيلا: لن أوافق على أمرٍ لا أعرفه !
تنهد بيأس يقول: حسناً سأُخبرك ..
صمت قليلاً لتتغير نبرة صوته ويقول بهدوء: إعتذري منه ..
عرفت بأنه يقصد والده ، فهي بعد خروجها من المنزل غاضبة من تحكمه لم تعتذر إعتذاراً صادقاً حتى الآن ..
أجابته: الأمور بيني وبين عمي بخير ، وعودتي وحدها هي إعتذارٌ كافٍ ..
إدريان: أنا لا أقصد والدي ..
قطبت جبينها فأكمل: بل ريكس ..
ظهر الإستنكار على وجهها تقول: عفواً ؟!
إدريان: أعرف أن هذا يُعتبر تدخلاً وخاصةً أني لا أعرف ما الذي يجعلك تكرهينه هكذا ولكن .... لم أره لمرةٍ يُسيء إليك بينما أنتِ تفعلين هذا دائماً ، أتذكرين حفل رأس السنه ؟ تصرُفك لم يكُن مُهذباً ومع هذا ... هو لم يُشاجرك ..
أشاحت بنظرها تقول: لا تتدخل في أمورٍ لا شأن لك بها ..
إدريان: تتجاهلين ريكس بشكلٍ مُتعمد عندما تتواجهان بأي مكان ، إني أُلاحظ هذا جيداً ، إن أساء لك في الماضي فإذهبي إليه وواجهيه ، صدقيني ... ريكس من الأشخاص الذين يعتذرون عندما نواجههم بخطأهم ..
صمت قليلاً ثُم قال: رجاءاً إستيلا ، رُبما يكون كُل شيء مُجرد سوء فهم كما حدث معي ، دعينا لا نترُك ملفات الماضي مفتوحه ..
تنهد عندما رأى تجاهُلها ولكن بما أنها لم تُعلق فرُبما تُفكر بكلامه بشكلٍ جدّي ..
إبتسم بعدها يقول: حسناً دعيني الآن ألتقط صورةً وأُحدث حسابي فمُنذ زمنٍ طويل لم انشر أي صوره .. لأنك إبنة عمي فسأُساندك وأنشر كتابك لمُتابعيني ..
نظرت إليه وهو يلتقط الكتاب ويُحاول إلتقاط صورةً مُناسبةً له فهمست: مابه ؟ أتذكر بأنه وريكس مُتشاجران فكيف الآن يفعل المُستحيل لأُصلح أنا علاقتي به ؟
تجاهلته بعدها وفي الحقيقه ... بدأت تُفكر بجدية بمُواجهة ريكس ..
حتى وإن كان أمراً من الماضي فعليه على الأقل أن يعتذر ورُبما بعدها تصفح عنه ..
لأنها لا تزال غاضبةً بشأن هذا ..
ومن يدري ...
رُبما كان إدريان مُحق
وكان هذا مُجرد سوء فهم !

***









صرخة المشتاقه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-21, 06:49 PM   #437

صرخة المشتاقه
 
الصورة الرمزية صرخة المشتاقه

? العضوٌ??? » 488976
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 73
?  نُقآطِيْ » صرخة المشتاقه is on a distinguished road
افتراضي

...............


صرخة المشتاقه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-21, 06:53 PM   #438

صرخة المشتاقه
 
الصورة الرمزية صرخة المشتاقه

? العضوٌ??? » 488976
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 73
?  نُقآطِيْ » صرخة المشتاقه is on a distinguished road
افتراضي









20 march
11:20 am


الأيام الخمسة الأخيره بات لا يراها كثيراً ..
يشعُر بأنه لا يزالُ هُناك حاجِزٌ كبير بينه وبينها على عكس أُختها الصُغرى التي إستطاع الإنسجام معها في غضون يومين ..
أما هي ... كانت قليلة الكلام ، خاصةً في الأيام الأربع الأخيره ..
سيمضي أُسبوعاً مُنذ وجودها وبالكاد يراها على طاولة الطعام ..
قرر أن يأخذ هو زِمام المُبادره وإتجه الى غُرفتها فهي لم تخرُج منها مُنذ تناولهم جميعاً لطعام الإفطار فجر اليوم قُبيل ذهاب نينا الى مدرستها الجديده ..
وقف قليلاً أمام بابِ غُرفتها قبل أن يمُد يده ويطرقه بهدوء ..
لم يجد رداً ففتح الباب ببُطئ ليستقبل الغُرفة الباردة شديدة الظُلمة وكأنهم في مُنتصف الليل !
تقدم خُطوةً الى الداخل يقول: رين ؟
إتسعت عيناه من الصدمة عندما تسلل الى أُذنيه صوت أنينها ليفتح النور ويتقدم من السرير مُسرعاً ..
جلس على طرفه وسحب اللحاف عن وجهها يقول بقلق: هل أنتِ تبكين ؟
دُهش من مظهرها ، وجنتيها حمراوتين وعينيها تكاد تنفجران من فرطِ البُكاء ..
لفت وجهها الجهة الأُخرى وهي تُخبؤه عنه فمد يده وأدار وجهها الى جهته يقول بقلق: مابك رين ؟ مابك يا صغيرتي ؟!
حتى بُكائها الذي حاولت كتمه لم تستطع عند نُطقه بجُملته الأخيره ..
إنها كلمةٍ سمعتها آخر مرةً من والدها قبل وفاته ..
حال إنفجارها مُجدداً بالبُكاء تألم قلبُه فسحبها لحُضنه وعانقها يمسح على ظهرها وهو يقول: لا بأس ، لا بأس عزيزتي ، كُل شيء على ما يُرام فلا تُرهقي نفسك بالبُكاء ..
يقولها وهو لا يعرف ما الذي يجعلها تنهار باكيةً هكذا !
هل هي الذكريات ؟ ذكريات كل من فقدتهم ؟!
تنهد وهمس: لا بأس عزيزتي ، لا بأس ..
شهقت تهمس بصوتٍ مُرتجف: مات بسببي ، حتى ريكس مات بسببي ..
عقد حاجبه وهو لا يعلم من يكون ريكس هذا ولكن حاول التخفيف عنها قائلاً: رين أنتِ لم تفعلي شيئاً ، إنه قدرهم .. عليك أن تؤمني بالقدر !
هزت رأسها نفياً تقول برجفةٍ باكيه: كلا ليس كذلك !! لو أني أخبرتُه !! لو فقط أخبرتُه بأن والدته على قيد الحياة لما كان إختار أن يموت هذه الميته !! لما سافر ليقتُل نفسه ! أنا السبب ! أنا السببُ مُجدداً ! أكـره نفسي ، أمقُتُهـا كثيراً !!
تألم قلبه من نبرتها المُتألمه وهمس: توقفي ، لا تلومي نفسك ..
شدت على قميصه تبكي وتقول: بلى بسببي ، لقد سئِمتُ هذا ، سئِمتُ حياتي !! ليتني مُت من البداية ..
قطب جبينه وشدها أكثر لصدره يهمس: إهدأي إهدأي ..
إرتجف صوتها تهمس: مُنذ ستة أيامٍ مُختفٍ ، هاتفه مُغلق ، لا وجود له ، عرفوا أنه سافر لسويسرا ، لتلك المُنشأه ، ذهب ليموت ، تجاهلنا جميعاً وذهب ليموت بكُل أنانيه ، هكذا بدون أي مُقدمات ، بدون أن يودعنا على الأقل ... لم أُقابل بحياتي شخصاً حقيراً بقدره ، لما أنا أتعرفُ دائماً على هكذا أنواع ؟ لما لوكا والآن ريكس ؟ كيف لهم أن يكونوا أنانيين هكذا ؟!!
ظهر الحُزن في عينيه هامساً: لا بأس ، لا بأس يارين ..
هزت رأسها تقول: إنه ليس كذلك ، لم أتخذ أي قرارٍ صائب في حياتي ، في كُل مرةٍ يموت شخصٌ بسببي إختياراتي الخاطئه ، أنا المُخطئه فلما يُعاقبون بدلاً عني ؟ لما يموتون بدلاً مني ؟!
إختفى صوتها بفعل شهقاتها وهي تُردد: أُريد أبي ، أُريد آري ، أُريد لوكا ، أريد ريكس ، لم يبقى لي أحد ...... ماتوا فجأه ، جميعهم .. بوقتٍ مُتقارب ...
ولم تعد تقوى على أن تقول المزيد ..
بدأ جسدُها يرجف بين ذراعيه وبُكائها يتقطع بفعل شهقاتها الموجعة المُتتاليه وقلبه هو يتحطم لأجلها ..
همس لها ببضع كلماتٍ لتطمئن ولكن لم يُؤثر هذا فيها إطلاقاً ..
طال بُكائها ليبدأ مع مرور الوقت يهدأ حتى شعرَ بها قد نامت بين ذراعيه ..
بدأ يضعُها على المخدة ببطئ وغطاها جيداً باللحاف ثُم نظر الى وجهها النائم لفترةٍ قبل أن يدور بعينيه حولها باحثاً عن هاتفها حتى وجده على السرير ..
أخذه وفتحه ليجده على قائمة المُكالمات وهُناك الكثير من المُكالمات الصادرة للمدعو بريكس ..
جرّب الإتصال ووضع الهاتف على أُذنه ولكن الخط المُقابل كان مُغلقاً ..
عاود النظر الى قائمة المُكالمات ليجد إسمين آخرين قد تم الإتصال بهم صباحاً أحدهما "آندرو" والآخر "إدريان" ..
وأيضاً ... لا يعرف من يكونا هؤلاء ..
هل هُم أصدقاؤها ؟
عاود النظر الى رين لفترةٍ قبل أن يتنهد ويترك الهاتف وهو لا يعرف كيف يُساندها بهذا ..
فهو لم يكُن يوماً عاطفياً ولا يعرف كيف يُداوي جراح أحد فماذا لو كانت فتاةً شابه حساسةً هكذا ؟
مد يده وبدأ يمسح على شعرها وقلبه يتمزق وهو يرى جسدها يرتجف بين فنيةٍ وأُخرى بفعل شهقاتها السابقه ..

***








1:23 pm


لم ينتشر هذا في العائلة بعد ..
فقط هو وإدريان من لاحظها غياب ريكس الطويل ..
حاول الإتصال به مراراً وبحث في كُل مكان عن مكانه والشيء الوحيد الذي عرفه هو أنه سافر الى سويسرا ..
لماذا ؟ وماذا يُريد ؟ ولما بصمتٍ هكذا ؟! لا يعرف إجابات هذه الأسئله إطلاقاً !
ولم يستطع الوصول الى مكانه بالضبط هُناك ..
بدأ يقلق عليه ، كان يُفكره بأن يُشاجره بخصوص ما فعله من إعلانٍ لإفلاس شركته ولكن كُل هذا لم يعُد يهمه على الإطلاق ..
المُهم أن يراه فهذه المرة الأُولى التي يقطعُ فيها كُل هذه المُدة دون أن يدع لأحدٍ فُرصة الوصول إليه ..
هو حقاً قلقٌ لأجله كثيراً !
قطع عليه أفكاره دخول فرانس عنده للغُرفه فتنهد آليكسندر يقول بهدوء: ظهرتَ أخيراً ؟ ما بالُك لم تعُد تُرى هذه الأيام ؟
تقدم فرانس يقول: أعتذر ، إني أبحثُ هُنا وهُناك عن عملٍ يُناسبني ..
تعجب آليكسندر من رغبته الجيدة هذه ، لم يكُن مُثابراً هكذا بالماضي !
آليكسندر: حسناً فلتتوقف إذاً ولتأتي لي غداً بالشركه ، سأجد لك واحداً يُناسبك ..
هز رأسه نفياً يقول: دعني أُجرب الإعتماد على نفسي ..
إبتسم آليكسندر فأخيراً نضج هذا الفتى ، لقد كان يحمل همه دائماً لدرجة أنه لم يُمانع عندما طلبت جينيفر أن تتكفل بتدريبه على العمل ..
آليكسندر: حسناً كما تُريد ، سأُشجعك وكُن على ثقة بأن عمك دائماً فمتى إحتجتَ مُساعده فتعال دون تردد ..
هز فرانس رأسه وبقي صامتاً فتعجب آليكسندر وشعر بأن هذا ليس الموضوع الذي قدم فرانس لأجله فسأله: ماذا هُناك ؟
صمت فرانس قليلاً ثُم قال: هل يُمكنك مُرافقتي ؟
آليكسندر: الى أين ؟
فرانس بتردد: ستعرِفُ عندما نصل ..
زاد تعجُب آليكسندر من تصرفات فرانسوا الغريبة جداً ليقول: متى ؟
فرانس: الآن إذا كان لا بأس معك ..
قطب آليكسندر جبينه بعدم إقتناع فالموقف غريبٌ بالكامل ولكن لن يخسر شيئاً من مُحاولة مُجاراته ولو قليلاً ..
وقف وقال: حسناً ، لنرى ماذا لديك يا إبنُ ريكسوفر !
سبقه فرانس للخارج ومن ثُم إتجه الى أحد غُرف المنزل البعيدة والتي يوجد لها بابٌ آخر من خلف المنزل ..
غُرفةً من النادر دخول أحدٍ فيها ..
فتح الباب حالما وصل فرفع آليكسندر حاجبه عندما وقف فرانس يطلُب منه الدخول ..
دخل آليكسندر وتقدم عاقداً حاجبيه وهو يرى شخصٌ ما بإنتظاره في حين أغلق فرانس الباب وبقي واقفاً بالخارج ..
وقفت هذه المرأة ذات الشعر الأسود تقول: مرحباً آليكسندر ..
تقدم منها أكثر فلقد بدت مألوفة لديه وقال: أهلاً ، هلّا عرفتني بنفسـ...
قطع كلامه مُصدوماً عندما إتضحت له ملامح وجهها وبدى وكأنه رأى شبحاً !!
إبتسمت بهدوءٍ تقول: أعتذر ، لم يكُن عليّ إخافتك هكذا ..
لم يستوعب الأمر إطلاقاً !!
إنه وجهها ، وصوتها ، وأسلوبها الحديث !!
ولكن من المُفترض أنها ميته !
شحب وجهه وهو يكاد لا يُصدق ما رآه فهمست له مُجدداً: أعتذر ، لم أقصد أن أُفاجئك هكذا ولولا رغبتي بقول ما لدي لما أتيتُك وصدمتُك هكذا ..
تقدم منها وبالفعل إنها هي ...
إنها زوجته السابقة آليس بدون ريب !
همس بعدم تصديق: ولكن كيف ؟
ردت عليه: أنقذني أحدهم وزور موتي ، آسفه لأني لم أظهر قبل الآن ولكن الغيبوبة التي كُنتُ فيها لم تكُن قصيرةً على الإطلاق ، أخذت من عُمري الكثير يا آليكسندر ..
هز رأسه وهو لا يعرف بماذا يرُد ..
مُتفاجئ جداً من رؤيتها ، ومن كونها لا تزال على قيد الحياة ولا يعرف ماذا يقول ليُعبر عن تفاجئه الذي إختلط ببعضٍ من مشاعر السعاده ..
فبعد كُل شيء إنها زوجته ، والدة ريكس ، أول إمرأةٍ أحبها وتزوجها !
حتى وإن إكتشف بعدها بكونها جاسوسة لدى المافيا الروسيه ، حتى وإن إنفصل عنها فلقد فعل ذلك بعقله لا بقلبه ..
لا زال يكُن لها مشاعر كبيره ..
سألها: كيف صحتُك الآن ؟
أجابته: بخير ، ولكن ليست صحتي هي المُهم الآن ، أتيتُ لأُحدثك بخصوص إبننا ..
صمت قليلاً ثُم قالت: كيف لم تُلاحظ بأنه كان مريضاً طوال هذه الفتره ؟
عقد حاجبه وفوراً تذكر تعبه في تلك الحفلة التي نوى فيها إعلان خطبته من جوليتا فقال: نعم ، تعِب مرةً ولكن الطبيب قال بأنه توعُكٌ صحي بسيط ..
لم تُرد أن تلومه فالوقت غير مُناسبٍ البته لتقول: ليس كذلك ، إنه مرضٌ صعب ..
صمتت قليلاً ثُم أكملت: لم أكُن أنوي العوده ، ولكن لم أستطع تجاهل كونه مريض ، إستطعتُ تدبر أمر بعض الأطباء الجيدين لأجله ، لا يُمكنني الإشراف بنفسي على أمره فلا يُمكنني إظهار نفسي لذا أُريد أنتَ أن تتكفل بهذا ، بعلاجه وبإرغامه على ذلك ..
عقد حاجبه وقال: إن لم يكُن توعكٌ بسيط فماذا يكون ؟
همست بهدوء: قيل لي أنه السرطان تقريباً ..
إتسعت عينا آليكسندر بصدمةٍ لتلتفت وتسحبُ ملفاً كان بجانبها وقدمته لآبيكسندر تقول: إستطعتُ سحب هذه المعلومات القليلة فقد علمتُ بأن الدكتور جان من كان يُشرف على حالته وسمعتُ بأنه تم سجنه لكونه يتلاعبُ بمرضاه ، بطريقةٍ ما فعل أحدهم هذا لأجلي وسرّب لي كُل معلومات ريكس التي كانت بالحاسب الشخصي لجان ، لم تكُن شامله على الإطلاق وينقُصها الكثير فهم لم يجدوا ملف تشخصيه الأساسي ، لكن شيئاً أفضل من لا شيء ، إستطاع الأطباء أن يستنبطوا القليل عن حالته ولكن لابد من عدة جلساتٍ لتشخصيه ولإيجاد الدواء المُناسب لعلاجه أو على الأقل لمنع إنتشار المرض والذي لم يعد يُشبه السرطان في شيء ..
لم يستوعب آليكسندر كُل ما قيل في حين أكملت آليس: هذا كُل ما إستطعتُ فعله لأجله ، وعليك الباقي ، أجبره على أن يخوض جلسات العلاج هذه ..
أخذ الملف من بين يديها ونظر إليه لفتره وكُل ما فهمه من كلامها أن الدكتور جان لم يكتفي سابقاً بكين !!
شعر بغضبٍ شديد بداخله على هذا الرجُل !
حاول تجاهل مشاعره هذه ورفع رأسه الى آليس يقول: ولما لا تقولين هذا بنفسك له ؟ ريكس لم يكُن ليرفُض لك طلباً ..
صمتت لفترةٍ قبل أن تبتسم قائله: لا أستطيع ، لا أُريد منه أن يعرف عن وجودي .... ليس الآن على الأقل ..
آليكسندر: ولما ؟
لم تعرف بما تُجيبه فلا أحد يُمكنه أن يفهم خطوة موقفها وبأنها لا تُريد أن تنقل الخطر إليهم !
عليها دراسة حالتها ، وحياتها لترى إن كان لا يزال الخطر يُلاحقها أو لا !
فلو كان كذلك فيستحيل أن تُجازف وتُقابلهم لتُعرضهم للخطر !
يكفي بأنها جازف هذا اليوم ، ولكن لأنها لم تستطيع أن تنسى على الإطلاق كلام رين ذاك ..
وقلبها بقي خائفاً على ريكس طوال الوقت ..
إبتسمت وقالت: كُن بخير دائماً ..
وإلتفتت لتُغادر من الباب الآخر للغُرفة والذي يفتح على الجهه الخلفية للمنزل فقال لها قبل أن تُغادر: حاولي تركهم ..
توقفت وإلتفتت تنظُر إليه فأكمل: المافيا الروسيه ، أتركيهم وإقطعي علاقتك بهم ، ضاع شبابُك وأنتِ تعملين لديهم ، ألم يحن الوقت لترتاحي ؟
أشار للمكان وأكمل: في منزلك ؟
نظرت إليه بهدوء قبل أن تبتسم قائله: شُكراً للطفك ..
آليكسندر: فكري كثيراً فالأطفال يحتاجون لأم ، جميعهم بحاجةٍ الى ذلك ..
لم تستطع أن ترُد على تصريحه الواضح بطلب يدها للزواج مُجدداً ..
رُغم أن هذا أسعدها كثيراً وجعلها تبتسم ولكن دون أن تنطق شيئاً ..
إلتفتت وغادرت بصمت فتنهد آليكسندر ينظر الى حيثُ كانت لفترةٍ طويله قبل أن ينظُر الى الملف ليهمس: لم أستطع إخبارها بأنه مُختفٍ مُنذ أسبوعٍ تقريباً ..
تسائل هل هو مريض في مكانٍ ما ؟
هل المرض شديد لدرجة أنه من المُمكن أن يموت في أي لحضه ؟!
شعر بالقلق عليه كثيراً وقرر أن يبدأ الآن مرحلةً جادة للبحث عنه قبل أن يفوت الأوان على ذلك ..

***








4:00 pm



لقد تم تفكيك المُنظمه تماماً !
رسالةً نصية وصلت للجميع من كارمن تُخبرهم بهذا وبكونه قرار البروفيسور ..
هذه الرسالة صدمتهم جداً وجعلتهم يرغبون بمعرفة السبب ؟!!
هل لأن فيكتور سُجن ؟
ولكن بقية المُنظمه بخير ، كان عليهم فقط إيقاف نشاطاتهم لفترةٍ حتى تخف الرقابه ، فلما قد يُقرر البروفيسور قراراً صادماً كهذا ؟!!
البعضُ رآه قراراً أنانياً لكون العمل لدى المُنظمه هو عملهم الوحيد !
والبعض الآخر كان مُفتخراً بسُمعة المنظمة وقوتها لذا كان القرار بمثابة صفعةٍ لهم !
والقلة تقبلوا الأمر بدون جدال على الإطلاق ..
فذهب نصفهم في حال سبيله إما أن يستريح أو يجد عملاً له أو يبحث عن مجموعةٍ أُخرى يعمل لديها ..
والنصف الآخر كان مُستنفراً يبحثُ إما عن البروفيسور أو كارمن ليفهموا الأمر بشكلٍ أوضح وليُحاولوا إقناعه على العدول عن رأيه ..
ومُوريس كان من النصف الأول الذي تقبل كُل هذا بهدوء وكأنه شعر بأن هذه هي النهاية مُنذ أن سُجن فيكتور ..
فاهو الآن يقف أمام زُجاجٍ عاكس ينظُر الى شعره الذي طال ولم يعُد أصلعاً بعد الآن وكأن المنظر غريبٌ عنه بالكامل !
همس: كُله بسببك يارين ! قصصتُ شعري دائماً بسببك وها أنا الآن لم أعُد أريد أن يعود كالسابق !
لقد إشتاق لصلعته حقاً ..
كانت مُريحه وتُضفي شيئاً من الهيبة لمظهره ..
تقدم مُتجهاً الى الصالون وقد قرر أن يُعاود حلق شعره ..
لحق به روماريو حالما رأى وجهته يقول: رجاءاً فلتتوقف ! لا تعُد لتلك الصلعة مُجدداً !!
تجاهله موريس ودخل الى الصالون وجلس على كُرسي الحلاق فتنهد روماريو بإستسلام وقال: هل أنتَ مُصر ؟ ألم تقُل بأن حياة الجريمة أصبحت مُمله ولن تعود لها ؟
موريس: وما شأن شعري بحديثي ؟
روماريو: لأنك حالما ترى وجهك مع تلك الصلعة فستتذكر أيام مجدك وسترغب بالعودة لعالم الجريمة مُجدداً ..
موريس ببرود: لستُ أحمقاً لأُغير قراري بسبب مظهر !
وبعدها شرح للحلاق ما يُريد فلم يستطع روماريو أن يُعلق على الأمر وبقي ينتظرُه حتى ينتهي ..
خلال دقائق قليله كان موريس قد إنتهى حقاً ووقف أمام المرآة ينظُر الى وجهه بإبتسامه وقد بدى راضياً الآن ..
تحدث يقول: أتعلم ، وجهي أفضلُ هكذا ! أشعُر وكأنه لا يُمكن قهري ..
تحدث الحلاق يقول: إن كُنتَ تُريد رأيي فمظهرك مع الشعر كان أجمل بكثير ، إنه يُضفي على مظهرك الإحترام و...
قاطعه موريس يتقدم منه يقول ببرود: أخبرني ، من سألك عن رأيُك ؟ هل ترغب بالموت الى هذه الدرجه ؟!
صُدم روماريو ووضع المال على الطاولة وهو يسحب موريس الى الخارج ..
إنزعج مُوريس يقول: دعني أُلقن ذلك الفضولي درساً !! إنه يسخر من صلعتي ويُخبرني بأني أبدو غير مُحترمٍ بها ..
رفع روماريو حاجبه يقول: أرأيت ؟ أخبرتُك بأنك ستشتاق للتصرف بعدوانية !! كُنتُ مُحقاً ..
دُهش موريس وللتو إستوعب هذا ..
قطب جبينه ومشى يقول: على أية حال أنت رجُلٌ مُتفرِغٌ دائماً لذا إبحث لي عن عملٍ أقضي به وقتي ..
روماريو: لستُ مُتفرغ دائماً ، وحسناً أخبرني مانوع العمل الذي تُريده ..
موريس: أي شيء ..
فكر روماريو قليلاً ثُم قال: أُختي حدثتني قبل فترة عن بحثهم لموظف يعمل بدوامٍ كامل ، ما رأيُك ؟
موريس: دوامٍ كامل ؟ يبدو جيداً ، وأين هو ؟
روماريو: إنه بروضةٍ قريبة من منزلي يـ...
قاطعه موريس: كلا !! لا أُريد الإعتناء بالأطفال مُجدداً ! تلك الطفلة أخرجت الشيب من رأسي وجعلتني اكره التعامل معهم مُجدداً ..
علق روماريو: لم تكُن تملك شعراً حينها !
بعدها تقدم وبدأ يعرِضُ على العديد من الوظائف الأُخرى ولكن كان موريس يرفضها مُتعللاً بأعاليل سخيفة .
ويبدو بأن الوقت سيطول قبل أن يجد له عملاً مُناسباً ..

أما بالنسبة للنصف الآخر من أعضاء المُنظمة الذين لم يتقبلوا هذا القرار على الإطلاق ... كان منهم ماثيو !
فهاهو الآن يقود سيارته مُتجهاً الى منزل كارمن يُحاول أن يُغير في رأيها أو على الأقل أن تُحاول إقناع البروفيسور ..
لقد عمل وحاول الوصول لأعلى المراتب فقرار تفكيك المُنظمة كان صادماً له !!
أوقف سيارته ونزل منها ليتقدم فوراً عندما لاحظ كارمن تدخُل الى منزلها ..
ناداها قائلاً: لحضه !
عقدت حاجبها وإلتفتت خلفها فوقف أمامها يلتقط أنفاسه قبل أن يقول: هل هذا صحيح ؟!!! هل قرر البروفيسور تفكيك المُنظمه ؟
أجابته ببرود: كلا كُنتُ أمزح معكم ..
ماثيو بعدم تصديق: رجاءاً فكرا بالأمر أكثر ! نحنُ أقوياء ! حتى وإن كسرنا فيكتور فلا نزال نمتلك بعض القوه ، يُمكننا النهوض مُجدداً ، لقد بنينا لنا إسماً واضحاً في عالم الجريمة فلما نتخلى عنه بهذه البساطه ؟!!!
كارمن بهدوء: أولاً لا شأن لك ، ثانياً لم يمضِ وقتٌ طويل على إنظمامك لذا لا تتحدث وكأنك شقيتَ طريقاً صعباً لرفع مكانة المُنظمه ، ثالثاً أوامر البروفيسور قاطعه ، وأي إعتراض سيكون رده الموت فهمت ؟
بلع ماثيو ريقه من حديثها وود لو يُحاول فيها أكثر ولكن مزاجها كان سيئاً للغايه وتهديدها واضحٌ جداً لذا لم يستطع أن يقول أي شيء ..
أشارت بعينيها لأن يُغادر بعدها إلتفتت ودخلت منزلها ..
تقدمت ورمت المُفتاح بإهمال على طاولة التلفاز وجلست على الأريكة وهي تتذكر قبل يومين عندما جائها البروفيسور لتلك الغُرفة التي إحتجزها فيها ..
لم يكُن وجهه طبيعياً ! بل يبدو وكأنه لم يذُق طعم النوم لفترةٍ طويله ..
لم تملك وقتاً لتتسائل عن حالته فلقد جائها الجواب عندما سألها إن كان حقاً هو من قتل آليس !
صُدمت كثيراً ، نعم أخبرت ريكس بالحقيقه ولكن سكوته الطويل جعلها تشُك بأنه تخلى عن الإنتقام لأجل أخاه ..
ولكن يبدو بأنها كانت مُخطئه ..
لم تستطع حينها أن تُجيبه ..
لم تستطع أن تقولها وهي ترى كم أن هذه الحقيقة أثرت عليه كثيراً ..
بقيت صامته لفترةٍ طويله قبل أن يهمس لها ألا تتردد وتُخبره بكُل شيء فلم تستطع وقتها أن تُطيل صمتها ..
وأخبرتُه بكُل ما تعرفه بالضبط ، وهو إستقبل الحقيقة بهدوءٍ تام ..
ليحلّ صمتٌ طويل مُطبق عليهم قبل أن يقف ويُغادر قائلاً تلك الجمُلة القصيره
" فلتُخبري الجميع أن المُنظمة قد تم حلُّها ، فليذهب كُل شخصٍ في طريقه "
صُدمت ووقفت وحاولت أن تفهم منه السبب أو على الأقل أن تعرف ما الذي ينوي فعله من الآن ... ولكنه غادر دون أن يرُد عليها ولا بكلمةٍ واحده ..
وكانت تلك هي آخرُ مرةٍ تراه فيها !
لم تعتقد يوماً أن البروفيسور قد يقرر مثل هذا القرار ..
حتى رغم حربهم مع ثيو !
كانت واثقه بأنه لا يُمكن لثيو أن يُطيح بالبروفيسور !
لم يولد العدو الذي يستطيع حتى الآن !!
ولكن فجأه ... سقط !
وسقطت المُنظمة بأكملها خلفه ..
سقط على يد عدوٌ قوي ، أقوى عدو لأي بشري في العالم !
على يد نفسه ..
وما أصعب من أن يكون البروفيسور عدو نفسه ..
سيتدمر ، ولا تعلم ماذا يفعل بنفسه الآن ..
ولكن بالتأكيد يلوم نفسه مراراً ولن تتعجب لو سمعت فجأه بأنه سلم نفسه ..
تنهدت وهمست: لا بأس ، كان خياراً موفقاً فلقد سئمتُ العمل أكثر ..
أغمض عينيها ولا زالت قلقةً على البروفيسور ..
حتى أنها لم تُقرر بعد ماذا ستفعل بالمُستقبل ..
ولم تسأل نفسها من قبل عن ماذا قد تفعل !
تُسافر ؟ تمرح ؟
أو تتزوج وتُنجب طفلاً ؟
لا تدري ..
كُل ما تعرفه أنها بحاجةٍ الى إسترحةٍ طويله ..
طويلةٌ جداً ..

***



صرخة المشتاقه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-21, 07:21 PM   #439

شجنّ العُذوب

? العضوٌ??? » 418154
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 838
?  نُقآطِيْ » شجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond reputeشجنّ العُذوب has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
وغادر بعدها ليتنهد آندرو وهو يهمس: متى سيمر فترة من الزمان كي يتجاوز أخي أمر لوكا هذا ؟
بتنتهي الرواية واحنا مابعد تجاوزناه😭🥺....تبي ثيو يتجاوزه؟...ياشينك يا اندرو....انت تعرف من لوكا عشان تتفلسف ؟ خلونا من هالادامي..ونكمل قرايه....الله يحفظك ثيووو...ان شاء الله مايصير اي شيء قلبي مو مرتاح لهاسفره.....


شجنّ العُذوب متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-21, 07:37 PM   #440

امل دغريري

? العضوٌ??? » 492552
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 13
?  نُقآطِيْ » امل دغريري is on a distinguished road
افتراضي

ياشيييينك ياشييينك يارب اللي افكر فيه ماصار كمليييييييي😭😭😭😭

امل دغريري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:24 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.