آخر 10 مشاركات
أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          جايكوب وايلد (118) للكاتبة: Sandra Marton {الجزء 1من الأخوة وايلد} *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          رجفة قلوب اسود الصحرا ..رواية بدوية رائعة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          236 - سيد الجزيرة - مارى ويبرلى - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قلوب خيالية( روايات ونوفيلات متعددة الفصول) > قلوب خيالية قصيرة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-17, 07:50 AM   #1

عبدالرحمن فارسي
 
الصورة الرمزية عبدالرحمن فارسي

? العضوٌ??? » 338602
?  التسِجيلٌ » Mar 2015
? مشَارَ?اتْي » 29
?  مُ?إني » المدينة المنورة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » عبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
الحياة فيلم سنيمائي .. ونحن الممثلون .. دعونا نغير شيئا في الحياة .. أن نظهر الحياة بصورة اجمل من التي هي عليها الآن!عبد الرحمن فارسي لا تدع الذكريات المؤلمة تقف حاجزا أمام هدفك ..عبدالرحمن فارسي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي شهقة الموت / قصة بوليسية بقلم:عبدالرحمن فارسي


[COLOR="DarkRed"]


أقدم لكم قصتي البوليسية الجديدة والتي هي بعنوان " شهقة الموت "


شكر خاص للمبدعة : سما نور . على التصميم الرائع

أترككم لقراءة القصة .

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
أخذ الليل ينثر ظلمته في الأرجاء ..
في الوقت الذي كان الناس فيه قد رقدوا..
اعتقد السيد ديفيد هولت أن الظلام قد حل مبكرا .. فهو لم ينه أعماله بعد .
فقد كان يعيد النظر في حسابات ديونه التي استدانها من صديقه .. والتي وصلت الآن إلى خمسة ملايين جنيه استرليني !
لقد فصل من عمله كمسؤول للشؤون المالية في شركة تجارية .. بسبب الخسارة التي عادت على الشركة بسببه .. ولم يعد لديه إلا بضع جنيهات في البنك لا تكفي إلا لشراء سيارة مستعملة من التسعينات !
"إنها مهزلة !" هذا ما كان يردده السيد هولت وهو يضرب أخماسا في أسداس " إنها مهزلة .. مهزلة !" في حين لم يكن لديه أدنى شك في أن عقله سينفجر ويلطخ الجدار بالأرقام وعلامات الضرب والقسمة لا بالدماء !
ربما كانت فكرة مجنونة أن يرمي أوراق حساباته لينعم بالنوم .. ولكنه اقتنع بالفكرة أخيرا ..!
تردد لبرهة ولكنه فعل ذلك وهو يقول بسخرية " أحاول عبثا حل عقد ميزانية متدنية .. وديون مرتفعة" وما كان من الأوراق إلا أن تطايرت باتجاه سلة المهملات دون إتقان .. فغالبيتها سقط على الأرض ..
نظر في تلك الأوراق التي تناثرت بجانب السلة نظرة غاضبة وكأنه يعاتبها على أنها لم تسقط في السلة .. ولكنه عاد أخيرا إلى جلسته التي كان عليها من قبل ..
تذكر العبارة التي كان يرددها عندما كان مسؤولا ماليا " إن الأزمات المالية.. لن تنتهي إلا بالإصرار " فعض شفتيه وقال " تبا, إنني لم أكن حقا أعرف أزمات الخمسة ملايين "
ثم التقط زجاجة الشراب التي كانت فوق الطاولة الخشبية والتي اصطفت بجانبها اربع زجاجات فارغة من نوعها .. لقد كانت هذه هي الخامسة التي أخذ يبتلعها بسرعة جنونية قبل أن تنزلق من يده ويتناثر زجاجها تحت الطاولة..
شهق شهقته المرعبة التي جعلته يسعل بشدة وجلعت كامل جسده يهتز وكأن زلزالا قد حل ببقعته .. كان السيد هولت يدخن بإفراط .. كما أنه يتعاطى الشراب بطرق مجنونة .. قال له الطبيب مرة عندما اشتكى سعاله الحاد " إن لم تغير من عاداتك فأنت كما أنت بل وستتدهور صحتك " ربما اقتنع السيد هولت لمدة خمس دقائق بكلام الطبيب ولكنه فور خروجه ركب سيارته واشعل سيجارته الخامسة عشر لذاك اليوم.
لقد فرغ من سعاله القاتل .. وها هو يسند رأسه إلى الجدار خلف الأريكة الخضراء اللون .. وما إن لامس رأسه الجدار إلا واغلق عينيه التي سهرتا وقتا طويلا بحق ..
إنه لمنظر فوضوي .. هذا السمين النائم فوق الأريكة .. وتلك الزجاجات المصطفة فوق الطاولة والقارورة الزجاجية المهشمة التي تناثرت قطعها على الأرض .. وعلب السجائر التي كان أغلبها فارغا متناثرة على الطاولة كذلك .. والأوراق حول سلة المهملات.
إن الفوضى ليست من عادات السيد هولت .. فقد عرف عنه أنه شخصية محترمة وموقرة .. لكنه عندما فصل من الشركة التي عمل فيها كانت ردة فعله في غاية السوء .. أصبح رجلا لا يهتم بثيابه مفرطا في تعاطي الشراب والتدخين .. طلق زوجته التي كانت تعاتبه كل يوم على سوء تصرفاته وسوء تدبيره لمشاريعه .. لقد انكبت فوق رأسه الديون .
كان يوم الكوابيس ذاك مؤلما على السيد هولت كثيرا .. عندما اتصل به رئيس الشركة في الليل قائلا " أهلا ديفيد .. لدي خبر لن يعجبك. "
- مرحبا .. ما هو الخبر الذي تتحدث عنه ؟
- لقد فصلت من الشركة يا صديقي ..
- لكن .. لماذا ؟
ضحك رئيس الشركة وهو يقول " ألم تنظر إلى كمية الخسائر التي عادت على الشركة بسبب عدم تدبيرك الجيد للشؤون المالية "
- أرجوك .. أعطني فرصة أخرى
- أنا حقا لا أستطيع .. لقد وضعت شخصا آخر مكانك .. سنحاول إصلاح الوضع الحالي للشركة .. أتمنى لك حظا أوفر يا ديفيد .
رد ديفيد بهلع " لكن يا سيدي أنا ــــ " ولكنه فوجئ بانقطاع الخط
وفي نفس ذاك اليوم التقى بصديقه الذي أدانه الخمسة ملايين ..
وحكى له هولت " لقد أعطيتني الخمسة ملايين .. أنا أعترف .. ولكنني فصلت من الشركة التي عملت فيها ولم يعد لي مصدر دخل .. أما الأموال التي كانت بين يدي فقد طالبتني بها الشركة لتعويض الخسائر .. أرجوك قدر ظروفي"
قال له صديقه عندما علم بشأن الفصل المفاجئ " يا ديفيد .. أنا لا أدري عن أي فصل تتحدث .. أنت من استلم مني المبلغ .. أنت وحدك .. أليس كذلك ؟ . "
- لكن المبلغ مرتفع جدا ! .
- يا هولت .. أنا لا علاقة لي فيما تقول.
- إذا امهلني فقط .. سأحاول دفع المبلغ.
- لك ما تشاء .. وكن على علم بأن التأخير ليس في صالحك.
" امهلني ... التأخير ليس في صالحك " هذه الكلمات كانت تدور في ذهن السيد هولت عندما أدرك في وقت متأخر أن الأوان قد فات !.. وأنه لا يستطيع تسديد المبالغ الكبيرة المطالب بها .. فبقي يلعن حظه القاسي ولا شيء بمقدوره فعله إلا البكاء.
* * *
كانت خطواته في غاية البطء ..
لكن وقعها على الأرض كان مفزعا ..
مرر سماعته من بين اللثام المسدل على وجهه
نظر إلى السكين الحاد الذي كان يمسكه ..
ليدسه بعد ذلك في جيب معطفه..
ثم فرقع أصابعه التي غطتها القفازات..
لقد كانت ابتسامته الماكرة تختبئ خلف اللثام
إنه يقترب من باب بيت السيد ديفيد هولت! .. و هاهو يقرع الباب بقدمه
في الداخل استيقظ السيد هولت واستند على الأريكة ليتمكن من الوقوف ..
وراح يمشي الهوينا مترنحا باتجاه الباب حتى عالج مقبضه المعدني..
قال ( م )- المجرم المجهول - بصوت منخفض بعد أن أماط لثامه " أهلا بك يا سيد ! "
اتسعت عينا هولت وأجابه بارتباك " لكن .. لماذا أنت هنا ؟ "
حاول هولت إغلاق الباب ولكن ( م ) وضع قدمه ليمنعه من ذلك.
- هل تمانع في دخولي؟
أجابه بارتباك شديد " لا .. لا أبدا .. يمكنك الدخول."
عاد هولت مترنحا واندفع نحو الأريكة بقوة..
ضحك ( م ) ضحكة خافتة ثم قال " أراك أصبحت فوضويا .. ماذا حل بك ؟"
أجابه هولت وهو ينظر إلى قفازات ( م ) " اوه .. متأسف بحيال ذلك "
ثم أضاف هولت بتردد " ما الحاجة إلى لبس القفازات؟ "
- كنت اشعر بالبرد في الخارج ..
- لكن هذه ليست خاصة بالبرد .. اعتقد أنك لست بحاجة إليها !
- لا داعي لهذا الاهتمام .
خيم الصمت للحظات..
ثم ابتسم ( م ) ابتسامة خبيثة و قال " اعتقد أن هناك غرضا آخر لاستعمال القفازات "
- هل يمكنك إخباري ؟.
- بالتأكيد ..غرضي هو عدم إظهار البصمات على السكين ..
- لا ... لا افهمك ؟!
ادخل ( م ) يده في جيب معطفه وأخرج السكين وهو يقول " ستفهمني لا محالة يا سيد "
وقف واندفع نحو هولت مسرعا ..
ارتبك هولت وأخذ يتمتم " ما .. ماذا .. ما هذا .. لكن "
امسك ( م ) السكين بكلتا يديه ووجهه إلى قلب هولت .. ثم غرسه كاملا !
لم يكد هولت يشهق شهقته الأخيرة حتى فارق الحياة ..
امسك ( م ) بيد هولت ووضعها على السكين ثم انزل يده كما كانت
بحث عن هاتف هولت الخلوي حتى وجده مختبئا بجانب الجثة ..
امسك بالهاتف واتصل بالشرطة ...!
***
فتح باب السيارة لتظهر بذلته السوداء ذات الأزرار النحاسية والأكمام المخملية .. وقف على الأرض بقامته الطويلة وأغلق باب السيارة .. لقد كان رأسه الأصلع يعكس ضوء القمر.. إنه يقف أمام مقر شرطة اسكوتلاند يارد .. وعلى بعد ياردات ثمت ضابط يقف هناك بانتظاره
صاح الضابط متلهفا " أهلا بك سيد ستيفن فوكس "
تقدم وصافحه ثم أضاف " لقد وصلنا بلاغ عن جريمة قتل ..لقد اتصل بنا المجني عليه قبل مقتله لطلب النجدة ولكن رجال الشرطة وجدوه مقتولا .. لذلك طلبت مجيئك أيها المحقق "
أجابه فوكس " أشكرك على ثقتك أيها الضابط "
- هيا بنا إذا
لقد اتصلت به زوجته قبل اتصال الضابط بلحظات.. قالت له بقلق " إن الوقت متأخر جدا .. آمل أن تكون بخير "
حينها أجاب معتذرا " لقد خرجت للتو من حفل زفاف صديقي .. وأنا قادم الآن"
- أوه .. ما أكثر أصدقاءك .
ابتسم وهو يقول " اعدك أنني لن أتأخر مرة أخرى .."
ضحكت ثم علقت على كلامه " حسنا لا بأس .. أنا في انتظارك "
ولكن من سوء حظه أن الضابط اتصل به بعد هذا الاتصال مباشرة.
حسنا .. لقد كان يلعن حظه السيء لبعض الوقت .. ولكنه عاد ليتعامل مع الموضوع بجدية أكبر .. لقد تبادرت إلى ذهنه آخر قضية تم تكليفه بها .. لقد كانت في وقت متأخر كذلك وتذكر أن زوجته جوليا أو " جولي " اتصلت لتطمئن عليه بنفس الطريقة التي حدثت قبل قليل..
حاول فوكس أن يتناسى أمر زوجته واكتفى بإرسال رسالة قال فيها " أنا في طريقي إلى قضية جديدة .. اعتقد أنني لن أعود الليلة " .
***
توقفت سيارات الشرطة أمام بيت السيد ديفيد هولت .. ففتح فوكس باب المقعد الخلفي وأخرج قدمه اليمنى قبل أن يرن هاتفه برسالة من زوجته تقول فيها " حظا موفقا عزيزي "
دلف مسرعا إلى البيت الذي كان بابه مفتوحا عبر الثلاث درجات التي لمحها على عجالة .. امسك فوكس معدته التي تقلبت عندما اشتم رائحة المكان القذرة بل والفوضى التي تعم المكان .. ولكنه غض الطرف عن هيئة المكان عندما رأى الجثة المستندة على الأريكة والسكين المستقر في قلبها .. لقد كان المكان مكتظا برجال الشرطة.
لاحظ فوكس أن ديفيد هولت قصير القامة وسمين سمنة مفرطة .. لقد بدت عيناه المفتوحتان مفزعتان وكأنه يحدق في الشخص الواقف أمامه .. أما فمه المفتوح الذي اظهر اسنانه القذرة فقد بدى وكأنه حاول بجهد أن يقول شيئا .. ولكن محاولاته باءت بالفشل.. لقد قدر فوكس من أول وهلة أن عمره لا يقل عن الستين .. ولكنه سرعان ما علم أنه لم يتجاوز الخامسة والخمسين بعد.
بدأت أضواء الكاميرات تشع باتجاه الجثة.. لقد أبدت الأضواء أخيرا شحوب وجه الجثة وشناعة منظرها .. كان ذلك قبل أن يقتلع الشرطي المدعو " ألفريد بيفان " السكين من قلب الجثة والذي سال منه الدم بغزارة ..
قال بيفان وهو ينظر إلى السكين " إن من فعل ذلك كان مرتاحا ولم يعاني من أي مشقة في ارتكاب الجريمة ! "
رد فوكس " كيف عرفت ذلك ؟ "
- إن القاتل استطاع طعن السيد هولت وكان السيد لا يزال جالسا !
- ربما يكون استنتاجك صحيحا ..
صمت ثم أضاف " وربما لا .. فأنت لن تستطيع الجزم بأنه لم يكن نائما "
خيم الصمت لبضع دقائق.. وبينما كان رجال الشرطة يفتشون المكان .. لمح فوكس شيئا ما يلمع بجانب الجثة .. سارع بالتقاطه .. إنه هاتف هولت المحمول !
فكر "يبدو أنه اتصل من هذا الهاتف لطلب النجدة .." واصل تفكيره " ولكن .. هل يعقل أن المجرم تركه يمسك بالهاتف ويتصل بالشرطة .. لا يعقل أن المجرم غبي لهذا الحد .. لقد كان بمقدوره قتله قبل أن يتصل .. أم أنه اتصل لمجرد شعوره بأن المجرم سيقتله "
أضاف بصوت خافت " ربما .. " وسارع بفتح الهاتف ليرى آخر المكالمات .. ولكنه فوجئ بأنه مغلق برقم سري ..
فقال بصوت متعجب " وتركه المجرم يكتب الرقم السري كذلك ! "
عندها سلم الهاتف إلى أحد رجال الشرطة بعد أن أعلمه أن هذا الهاتف قد يكون مفيدا في التحقيق .
اكتفى الشرطي بإيماءة بسيطة قبل أن يأخذ الهاتف ويواصل عمله.
عاد الصمت من جديد ليطبق على المكان ! .. لا صوت غير أصوات الأدراج والخزانات
ليكسر ستيفن فوكس الصمت بقوله لبيفان بصوت مرتفع " هل وجدوا شيئا ؟! "
رد ألفريد بيفان بحماس وهو يسير باتجاه فوكس مسرعا وفي يده الكثير من الأوراق " أجل .. أجل هناك شيء مهم قد يدلنا على القاتل "
علق فوكس " إذا .. ماذا تنتظر قل لي ماذا وجدت ؟"
- إنه في هذه الأوراق التي بين يدي
أخذ فوكس الأوراق على عجالة ونظر إليها باهتمام ثم قال ساخرا " ما الذي وجدته في هذه المسائل الحسابية .. هل القاتل عالم رياضيات ؟!"
ضحك بيفان بصوت مرتفع ثم أجاب " ليس عالم رياضيات .. انظر إلى الأوراق جيدا ألا ترى أن هناك شيء مشترك بينها ؟"
قرب فوكس الأوراق من عينيه وقلبها ثم قال " أجل .. هناك اسم مكتوب "
ثم اشار إلى الاسم الموجود اسفل الورقة وأضاف " لقد شطب أحدهم هذا الاسم .. إنه .. إنه سيمون .. سيمون نورمان .. نعم إنه حتما سيمون نورمان "
فكر فوكس " ستكون نقطة البداية هي البحث عن شخص يدعى سيمون نورمان .. إنني متأكد أن إيجاده سيحل خيطا من خيوط القضية .."
ثم أخذ يتجول في المنزل إلى أن وصل إلى المطبخ الذي يبدو راقيا من أول وهلة .. إلا أنه عندما بدأ فوكس يفتح الدواليب .. كانت أبوابها على وشك السقوط .
فتح الأدراج بعناية وحذر ونظر إلا الملاعق والسكاكين الموجودة .. فوجد أن نوع السكاكين هو نفسه الذي طعن به السيد هولت !
وأثناء بحثه في الأدراج دخل بيفان المطبخ وفي يده كيس بداخله السكين وقال بهدوء " لقد فحصنا البصمات "
سأله فوكس باهتمام " وماذا وجدتم ؟ .. بالتأكيد أنها بصمات السيد هــو – "
قاطعه بيفان " إنها بصمات السيد هولت "
- أوه نعم .. لقد توقعت ذلك .
- هل يعقل أنه مات منتحرا ؟!
- أنا حقا لا أدري .. ولكن السكاكين الموجودة في الأدراج من نفس النوع .
صمت فوكس ثم أضاف " علينا أن نبحث عن المدعو سيمون نورمان .. ونجري معه التحقيقات .. آمل أن نحصل على نتيجة مرضية "
علق بيفان " إذا ..سنبدأ البحث عنه غدا صباحا "
- نعم .. سنبحث في الصباح ولذلك أنا بحاجة للعودة إلى البيت لآخذ قسطا من الراحة.
- لك ذلك ستيف .. وداعا .
- وداعا بيفان .. أراك صباح الغد.
***
استيقظ فوكس في الصباح ونظر إلى ساعته ثم قال بغضب " السابعة والنصف .. لقد تأخرت "
غادر سريره وقضى دقيقتين أو أقل في الحمام ليخرج ويلبس ملابس العمل ..
وعندما أصبح جاهزا أخيرا انطلق بسرعة إلى باب البيت في حين أن جولي كانت تحضر الإفطار في المطبخ .. وعند وصوله إلى باب البيت نادته جولي قائلة " ستيف .. ألن تتناول إفطارك ؟!"
أجابها على عجالة "لا وقت لدي .. لقد تأخرت كثيرا يا جولي .. وداعا " ثم خرج مسرعا .
فتح باب سيارته البيجو ذات اللون الأسود .. وقبل أن يغلق الباب سمع زوجته تقول له " حظا موفقا ".
نظر إليها ليجد أنها واقفة عند باب البيت .. حينها اكتفى فوكس بابتسامة أنيقة قبل أن يغلق الباب وينطلق.
وفي أثناء وقوفه عند الإشارة الضوئية الحمراء رن هاتفه .. كان المتصل هو ألفريد بيفان .. رد فوكس وقال معتذرا " نعم .. أعلم أنني تأخرت.."
- ليس هذا ما كنت أود إخبارك به .
- إذا .. هل وجدتم سيمون نورمان ؟
- لم اتصل بشأن هذا كذلك .. فنحن لم نجده بعد.
قال فوكس باهتمام كبير " إذا ما سبب اتصالك ؟"
- إن للسيد هولت زوجة مطلقة .. أخبرني بعض جيرانه أن هناك نزاعات وجدالات قوية كانت بينهما قبل الطلاق والوفاة بفترة وجيزة .. لديها دافع كبير لقتله .
- أوه .. نزاعات قوية .. ثم طلاق .. ثم جريمة قتل .. إنها قصة معقولة.
أصبحت الإشارة خضراء قبل أن يقول فوكس " حسنا .. أنا قادم الآن "
***
أوقف فوكس سيارته أمام بيت الآنسة كارين وبجانب سيارة الشرطة التي كان على متنها ألفريد بيفان
كان ألفريد لا يزال جالسا داخل السيارة .. ولكنه سرعان ما نزل عندما رأى فوكس يقف عند زجاج نافذته ..
سأله فوكس " لقد تأخرت .. أليس كذلك ؟.. أنا متأسف "
- تأخرت قليلا ولكن لا بأس .
- لنبدأ العمل إذا ..
تقدم فوكس ليقرع الباب بحذر ولكنه فوجئ بأن الباب كان مفتوحا ..
نظر فوكس إلى بيفان ثم قال " يبدو أن السيدة نسيت إغلاق الباب "
- آمل ذلك !
- لندخل يا بيف.
دفع بيفان الباب الذي أصدر صريرا عاليا .. لم يكترث لذلك .. ولكنه فوجئ بأن البيت كان فارغا !
دخلا إلى البيت الذي كان مليئا باللوحات المعلقة على الجدار .. والأثاث الكلاسيكي البحت..
لفت انتباههما لوحة محطمة وملقاة على الأرض.. اسرع فوكس إليها وحاول جمع بعض أجزائها المتناثرة .. وبعد أن اتضحت الصورة تقريبا ابتسم وهو يقول " إنها للسيد والسيدة هولت عندما كانا في شبابهما .. يبدو أن الآنسة كارين كانت تكن حقدا شديدا لزوجها .. لذلك حطمت اللوحة "
- يبدو أن ـــــــ
قوطع حديثه بصوت عزف على آلة البيانو ..
كان الصوت صادرا من غرفة مغلقة ..
أسرع بيفان وفوكس نحو الغرفة
ولكن العزف توقف وصدرت بعده صرخة عالية تصم الآذان.. بل إن أحدهم سقط على الأرض.. !
أخرج بيفان مسدسه وتقدم بحذر ليفتح الباب .. ولكنه فوجئ أن الباب موصد ..
صاح بيفان "ستيف .. ساعدني لنكسر الباب .. " وسمع بعدها صوت نافذة تفتح داخل الغرفة ..
اندفع فوكس وبيفان سريعا نحو الباب وكسراه ..
كان كرسي البيانو ساقطا وخلفه جثة امرأة مطعونة في عنقها.. إنها الآنسة كارين !
صرخ بيفان عندما رأى رجلا طويل القامة و مغطى الوجه يخرج من النافذة " توقف مكانك " ثم اطلق عليه النار !
" تبا .. يبدو أنها لم تصبه !"
اسرع بيفان وخرج خلفه من النافذة التي كانت تؤدي إلى زقاق صغير .. ركض في الزقاق الصغير .. وهو يفكر " لقد اختفى .. أين ذهب ؟ "
انتهى به الزقاق إلى شوارع لندن الفسيحة والمكتظة بالناس .. ولكنه فوجئ بسماع صوت كلب ينبح باتجاه رجل طويل يركض على الرصيف ويركب سيارة صغيرة ذات لون أزرق ..
ركض بيفان باتجاه السيارة .. ويبدو أن من بداخلها لاحظ ذلك فأسرع في الخروج من موقفه واصطدمت مرآة سيارته بالسيارة التي كانت أمامه .. لقد سقطت المرآة على الأرض ..!
أخذ بيفان يتنفس بصعوبة وهو يحمل المسدس بين يديه .. ثم أسرع في إبلاغ الاسكوتلاند يارد بأمر الجريمة والسيارة الهاربة.. وطلب المزيد من رجال الشرطة ليحضروا إلى مكان الجريمة ..
أخذ بيفان مرآة السيارة من الأرض ووضعها في سيارة الشرطة قبل أن يدخل موقع الجريمة مرة أخرى ..
دخل الغرفة وهو ينظر إلى الجثة ويقول " لقد افلت ! "
كان فوكس واقفا أمام النافذة بهدوء .. قبل أن يشير لألفريد " انظر هنا .. إنها دماء "
تقدم بيفان وقال " يبدو أن الرصاصة أصابته "
- بالكاد حدث ذلك .. اعتقد أنها احتكت بقدمه.
- هل تعتقد ـــــ "
رن هاتف بيفان .. فأجاب وهو يقول " ما الذي يحدث ـــ ماذا ؟.. هل عثرتم عليه ـــ أين ذلك؟ ــــ حسنا أنا قادم الآن .. لا تلفتوا الأنظار .. راقبوه وحسب "
وضع هاتفه في جيبه وقال لفوكس " إنهم يتتبعون أثر سيمون نورمان .. إنه في المطار ..أخشى أن يسافر بالطائرة قبل وصولي إلى هناك .. " أضاف " سيأتي رجال الشرطة إلى هنا الآن .. سيساعدونك في حل قضية الآنسة كارين .. وداعا " ثم ركض إلى الخارج مسرعا
فكر فوكس " حسنا إذا .. لن أفكر في سيمون نورمان .. علي الآن أن أفتش الغرفة " وما إن لبس قفازاته حتى سمع قرع أحذية عند باب البيت .. إنهم رجال الشرطة .
***
اوقف بيفان سيارة الشرطة في مواقف مطار هيثرو في لندن.. وما إن نزل حتى لمح سيارة زرقاء ذات مرآة مكسورة .. "إنها هي ! "
فكر " هل يعقل أن سيمون نورمان هو قاتل الآنسة كارين ؟!! .. إذا كان كذلك .. فهل قتل هولت أيضا ؟ .. "
واصل تفكيره وهو يقلب عينيه باحثا عن رجال الشرطة " جيد .. إنني أرى الكثير منهم هنا .. هل هو بالقرب من هنا ؟ "
تقدم إليه أحد رجال الشرطة مسرعا وهمس في أذنه " إنه أمامك .. ذاك الطويل المتكئ على الجدار صاحب القميص الأحمر ذو الأكمام الواسعة والشعر الأشعث .. "
همس له بيفان " سأذهب إليه بمفردي.. لا تلفتوا الأنظار "
اقترب بيفان منه ببطء وقال بصوت مسموع " السيد سيمون نورمان ! "
حدق نورمان في بيفان وقد بدأت أنامله ترتجف ..
أضاف بيفان بصوت خافت " هل تعرف شخصا يدعى ديفيد هولت ؟"
صعق نورمان بمجرد سماعه هذا الاسم وقال بارتباك " ماذا تريد مني ؟! "
أخرج بيفان بطاقته من جيبه وقال " ألفريد بيفان .. اسكوتلاند يارد "
- أنا لم أفعل شيئا !
- أنا لم أقل أنك فعلت شيئا .. فقط أجبني.. هل تعرف شخصا يحمل هذا الاسم
- تقريبا .
-جيد .. أردت أن أسألك .. أين كنت بالأمس بين الحادية عشر والنصف والثانية عشر ليلا ؟.
أجاب نورمان بثقة " بطبيعة الحال .. كنت نائما ! "
- هل كانت بينك وبين السيد هولت علاقات مالية
- نعم .. في وقت سابق .. كيف عرفت ذلك ؟ هل أخبرك ؟ .
قال بيفان بنبرة هجومية " لماذا جئت إلى هنا؟"
- أتيت لاستقبال أحدهم..
- ومن هذا الشخص الذي تنتظره ؟
أجاب نورمان بدهشة " لحظة واحدة .. انظر إنه هناك "
نظر بيفان إلى الشخص الذي أشار إليه نورمان والذي كان يجر حقيبة سفر .. لقد بدى الرجل ذو الأربعين عاما متوسط الوزن والقامة .. يلبس قميصا أبيض ذو أزرار سوداء .. وبنطالا واسعا ذو لون أسود .. كما أنه أصلع الرأس..
وقف لينظر إلى نورمان بحذر .. لكنه سرعان ما ترك حقيبته تسقط على الأرض ..
ثم ركض مسرعا باتجاه نورمان .. لم يتدخل بيفان بل بقي واقفا يراقب فحسب .. وعندما اقترب الرجل من نورمان .. وبدلا من أن يبادله العناق والتحايا الحارة .. أمسك بقميصه .. !
ثم صرخ في وجهه " لماذا قتلت أخي أيها المجرم ؟ .. هل تقتل شخصا لأنه لم يعطك أموالك فقط ؟ .. "
اندفع بيفان وفك العراك ثم قال " توقف .. ليس وقتا للشجار .. من أنت؟ .. ومن أخوك ؟.. هل هو ديفيد هولت؟ .. أجبني "
حدق الرجل بصمت في بيفان ثم قال " أنت شرطي ؟ .. لماذا أنت هنا؟ "
أخرج بيفان بطاقته وهو يقول " ألفريد بيفان .. اسكوتلاند يارد .. أجبني من فضلك "
- أنا جوناثان هولت .. شقيق ديفيد .. لقد قتل هذا المجرم أخي .. اقبض عليه .. أرجوك.
- اهدأ يا جوناثان .. أجبني ..كيف عرفت أن نورمان هو من قتل أخاك ؟
- لقد أدان أخي أموالا وصلت إلى خمسة ملايين جنيه .. وكان دائما ما يهدده بالقتل إن لم يعد الأموال .. سيدي أنا متأكد أنه هو من قتله .
نظر بيفان إلى نورمان وقال " هل أدنت ديفيد كل هذه الأموال حقا ؟.. من أين حصلت على كل هذه الأموال ؟ ..هل كنت تهدده بالقتل فعلا ؟"
بدأ نورمان يبلغ ريقه بصعوبة .. بعد أن بدأت ضربات قلبه تتسارع .. نظر إلى بيفان تارة .. ثم إلى جوناثان تارة أخرى .. ثم اندفع راكضا باتجاه المخرج نحو السيارة الزرقاء ذات المرآة المكسورة! .
صرخ بيفان " الحقوا به .. "ثم ركض مسرعا باتجاه سيارة الشرطة .
شغل نورمان سيارته وانطلق غير مكترث برجال الشرطة الذين حوطوا سيارته ووجهوا مسدساتهم نحوه .. حاول أحدهم فتح باب سيارته ولكن نورمان كان قد أمنه مؤخرا ..
"يا إلهي .... إن أحد رجال الشرطة يسقط ويدهس تحت السيارة التي هربت مسرعة !"
شغل بيفان سيارته وانطلق مسرعا .. وانطلقت خلفه خمس سيارات شرطة ..
لقد اكتسى الطريق باللونين الأحمر والازرق وتعالت أصوات سيارات الشرطة ..
كان نورمان مسرعا في مكان مكتظ بالسيارات .. لم يمر بجانب سيارة إلا احتك بها أو كسر أحد أضوائها الخلفية !
هاهو يخرج من المواقف وصدَّام سيارته الأمامي يحتك بالأرض ويصدر صوتا مزعجا ..
نادى بيفان بمكبر الصوت " توقف سريعا .. لا نريد استعمال القوة"
و كأن أحدا لم يتكلم .. بقي نورمان يسير بسرعة كبيرة إلى أن سقط الصدام من سيارته ..
استخدم بيفان جهاز الإرسال " استمعوا إلي جيدا .. سنعد حتى ستين ثم نطلق النار لنرغمه على التوقف "
- لكن أخشى أن نؤذيه أو نقتله
- اطلق النار إذا اقتربت منه
- هل أطلقها على الإطارات؟
- على هيكل السيارة أو على الزجاج يا صديقي فقط
- حسنا .. فهمت.
وضع بيفان جهاز الإرسال ثم استعمل مكبر الصوت مرة أخرى " أكرر .. سنستعمل القوة الآن "
ثم أمسك بجهاز الإرسال وقال " ابدؤوا العد الآن."
***
نظر بيفان إلى مسدسه الذي بات جاهزا لإطلاق النار !
" 54 , 55 , 56 , 57 ـــــ"
وصلته رسالة عبر هاتفه .. عندها أمسك بجهاز الإرسال وقال "لا تطلقوا النار .. توقفوا عن المطاردة سريعا ! "
كانت هذه الكلمات مفاجئة لرجال الشرطة في السيارات الأخرى .. ولكنهم توقفوا فعلا!
اوقف بيفان سيارته بجانب الطريق وتوقفت باقي سيارات الشرطة بجانبه .. عندها خرج جميع رجال الشرطة من سياراتهم واتجهوا نحو بيفان مباشرة وهم يقولون " سيهرب بعيدا .. ماذا تريد منا أن نفعل ؟
أجاب بيفان مبتسما " أنا لست ـــــ " ثم انقطع حديثه عندما تسمرت عيناه إلى الأمام
سأله أحد رجال الشرطة " لست ماذا يا سيدي ؟ .. إلام تنظر؟ "
صمت لحظة ثم قال بفزع وقد تسمرت عيناه إلى الأمام كذلك " رباه ....! ماذا يحدث؟"
لقد كان الدخان الأسود يتصاعد بكثافة من مكان ما على الطريق .. إنه حريق !
ركب بيفان سيارته وانطلق مسرعا باتجاه مصدر الدخان ..
" لحظة واحدة .. إنها سيارة ! .. ولكن أي سيارة ؟ .. تبا .. إن سيمون نورمان يحترق في سيارته ! .. ما الذي يحدث ؟! "
توقف بيفان ونزل من السيارة وأراد الاقتراب ليحاول تقديم المساعدة فلعله يستطيع مساعدة نورمان للخروج قبل أن تلتهمه النار ..
وعندما اقترب سأل رجلا طاعنا في السن كان يقف هناك" أين هو .. هل أخرجتموه ؟"
أومأ الرجل نافيا ثم قال " لقد تحول إلى رماد . ! .. اتصلت على الإطفاء قبل قليل "
وما هي إلا دقائق حتى وصلت سيارة الإطفاء وبدأت في إطفاء الحريق ..
كان بيفان ينظر إلى عملية إطفاء الحريق وهو يفكر باستغراب " هل انتهى كل شيء ؟ .. هل مات المجرم أخيرا ؟ .. ربما "
ثم نظر إلى هاتفه المحمول .. لقد كانت رسالة مبهمة من فوكس " أوقف مطاردة المجرم نورمان سريعا . "
واصل بيفان تفكيره باستغراب " إن كان نورمان مجرما فعلا كما يقول فوكس .. فلماذا طلب مني التوقف عن مطاردته ؟! .. أمر عجيب للغاية ."

***
توقفت البيجو السوداء أمام بيت السيد جوناثان هولت ..
فتح فوكس باب السيارة ونزل .. ثم بدأ يمشي بخطوات متقاربة ليصعد الخمس درجات البيضاء ويقرع الجرس .
انتظر قليلا قبل أن يفتح بيفان باب البيت وهو يقول " أهلا فوكس .. أنا أشكرك على مساعدتك حقا ."
لقد كان جوناثان يجلس فوق أريكة زرقاء داكنة عندما صاح " انتهى كل شيء يا سيدي .. انتهى كل شيء أخيرا .."
لم ينبس فوكس ببنت شفة .. بل اكتفى بالجلوس على الأريكة كما فعل بيفان .
سأل بيفان " كأنك كنت تعلم أن سيارة نورمان ستحترق .. لذلك أمرتني بإيقاف المطاردة .. أليس كذلك ؟!"
أجاب فوكس بصوت هادئ جدا وكأنه يهمس " لم أكن أعلم بذلك حقا .. أوقفتها لأمر آخر "
سأل بيفان باهتمام " وما هو هذا الأمر يا ستيف "
- أوقفتها لأنني ...
صمت ثم أضاف " لأنني عرفت كل شيء ."
ثم سأل بيفان بحماس مفرط " وما هو الذي عرفته؟ .. أرجوك أخبرني "
- اهدأ يا بيفان .. دعني أشرح الأمر.
- نعم .. نعم .. خذ وقتك .
قال فوكس شارحا " لقد أدان نورمان السيد ديفيد مالا مسروقا يا جوناثان ."
رد جوناثان بغضب " تبا لذاك المجرم .. لقد نال جزاء فعلته "
ثم عقب بيفان " لقد سرق وقتل إذا ! "
واصل فوكس " لذلك لم يكن نورمان يريد رفع دعوى للمطالبة برد ماله من ديفيد .. لقد كان يتهرب من الحديث لأحد عن ذلك المال .. وعندها هدده بالقتل إن لم يعد المال إليه "
قال جوناثان بصوت مرتفع " وقتله لكي لا يكتشف أمره .. كم هو خبيث "
ابتسم فوكس ثم قال ببطء " إن سيمون نورمان لم يقتل ديفيد إطلاقا يا جوناثان "
نظر جوناثان وبيفان إليه باستغراب ثم قالا " ماذا تقول ؟ .. من قتل ديفيد إذا ؟!"
ثم عقب بيفان " تذكرت .. لقد مات ديفيد وهو يجلس على الأريكة .. وقد كانت بصماته على السكين .. أظنه مات منتحرا .. حسنا إذا لماذا كان نورمان يهرب ؟ .. يبدو أنه هرب لأنني سألته من أين حصل على المال "
علق فوكس " احتمال هروبه من أجل سؤالك وارد جدا .. ولكن احتمال انتحار هولت غير وارد إطلاقا ! "
رد بيفان مدافعا عن كلامه " إذا لماذا ظهرت بصماته على السكين ؟"
أجاب فوكس " ذلك لأن المجرم جعل ديفيد يمسك بالسكين بعد أن قتله , ولكن المجرم أخطأ خطأً فادحا عندما رمى قفازاته بالقرب من موقع الجريمة "
صمت ثم نظر إلى جوناثان وقال " أليس كذلك يا جوناثان هولت ؟"
رد جوناثان بارتباك " ماذا تقصد يا حضرة المحقق ؟"
- كلامي واضح جدا , أنت من قتل ديفيد هولت يا جوناثان
اتسعت عينا جوناثان وهو يقول " ما الذي تقوله يا حضرة المحقق ؟!.. أنا لم أفعل شيئا "
وعقب بيفان " إن جوناثان لم يكن في لندن وقت الجريمة يا فوكس "
ضحك فوكس قبل أن يقول " أنت تجيد التمثيل يا جوناثان .. فقد كنت في لندن وارتكبت الجريمة .. وبصماتك على القفازات المتسخة بالدماء يا صديقي .. اجبني يا جوناثان .. ألم يكن ديفيد سببا في موت ابن لك يدعى ويليام ؟ "
صعق جوناثان بمجرد سماعه الاسم الأخير .. عندها بدأت عيناه تغرورق بالدموع وهو يقول " يكفي .. هذا يكفي يا حضرة المحقق .. لا أريد سماع المزيد .. أنا قتلت أخي .. أنا قتلته "
أضاف " لقد كان ابني الوحيد ويليام في صحبة ديفيد على الدراجة النارية .. لم يكن ديفيد يمسك به جيدا .. لقد سقط على الطريق وارتطمت به سيارة مسرعة .. إنه ــــ " قطع حديثه عندما اشتد عليه البكاء .. فقد بدأت دموعه تنزلق إلى خديه .
واصل حديثه " إنه الحادث الذي زرع في قلبي الحقد على ديفيد .. لم أكن احتمل أن يعيش ديفيد بعد أن تسبب في موت ويليام ."
صمت ثم أضاف " انقطعت عنه فترة طويلة .. لم أكن أحدثه .. ولم أقبل منه أي اعتذار .. وكان لقائي التالي معه وأنا أحمل السكين في جيب معطفي ."
نظر إلى بيفان ثم قال " أنا مذنب .. أرجوك اقبض علي الآن"
علق فوكس على كلام جوناثان " أنا أقدر حزنك على رحيل ابنك .. ولكن أيا كان الحزن والحقد .. لن نستجيب لعواطفنا ونرتكب الجرائم .. وديفيد كان مهملا وليس متعمدا في النهاية "
رد جوناثان " لقد كنت غبيا جدا .. لقد كنت غبيا "
اشار بيفان للشرطيين الواقفين عند باب المنزل والذيْن كبلا يديه بالسلاسل واصطحباه إلى سيارة الشرطة .
سأل بيفان " وماذا عن كارين .. هل قتلها سيمون نورمان ؟"
أجاب فوكس " لقد ماتت منتحرة .. لقد كان نورمان يجلس معها في الغرفة وحسب .. ثم هرب لكي لا نعتقد أنه قتلها .. لقد كانت هناك كاميرا مراقبة في الغرفة .. كما أن مذكرات الآنسة كارين كشفت الكثير من الملابسات .. "
سأل بيفان بخمول " هل انتهى كل شيء؟ "
أخذ فوكس نفسا عميقا قبل أن يجيب " حمدا لله .. انتهى كل شيء "
***
دخل فوكس بيته في ساعة متأخرة من الليل ليجد زوجته جوليا تغط في نوم عميق ..
خلع معطفه الأسود وهو يفكر " ما أجمل النوم بعد قضاء يوم شاق .."
ثم واصل تفكيره وهو ينظر إلى جوليا " يبدو أنني سأصطحبها إلى جنيف في الأسبوع القادم .. لقد وعدتها بذلك مؤخرا .. يبدو ذلك رائعا "
ثم استلقى في سريره ليسمع جوليا تهمس له بصوت أعياه النعاس " هل انتهيت من عملك ؟ "
- نعم يا عزيزتي .. انتهيت
- هذا جيد .. تصبح على خير .
- تصبحين على خير.

]




عبدالرحمن فارسي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-12-17, 08:27 AM   #2

عبدالرحمن فارسي
 
الصورة الرمزية عبدالرحمن فارسي

? العضوٌ??? » 338602
?  التسِجيلٌ » Mar 2015
? مشَارَ?اتْي » 29
?  مُ?إني » المدينة المنورة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » عبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond reputeعبدالرحمن فارسي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
الحياة فيلم سنيمائي .. ونحن الممثلون .. دعونا نغير شيئا في الحياة .. أن نظهر الحياة بصورة اجمل من التي هي عليها الآن!عبد الرحمن فارسي لا تدع الذكريات المؤلمة تقف حاجزا أمام هدفك ..عبدالرحمن فارسي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أتمنى مشاهدة تعليقاتكم ..!

عبدالرحمن فارسي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:41 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.