آخر 10 مشاركات
هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          7- جرح السنين - شارلوت لامب - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          227- المبادلة العادلة - فاليري بارف - مدبولي (حصري على روايتي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          27 - حبى المعذب - شريف شوقى (الكاتـب : * فوفو * - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-17, 02:36 PM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


10- صراع الحب و الكبرياء
- اريد البقاء معك على انفراد.
همس كاين بذلك لشانون من خلفها ، فيما راحت انفاسه تتلاعب بخصلات شعرها الاشقر، إنها المرة الأولى التي يعبر لها فيها عن اشتياقه لها ورغبته في البقاء بقربها منذ اكثر من ثلاثة اسابيع، عادا في ذلك اليوم المريع من فرنسا ليعلما ان رانولف بوفيير ليس مريضاً فقط بل لا يتوقع له الشفاء.
- قد يدخل احدهم!
ضحكت شانون ضحكة مرتعشة مبتعدة بدلال عن اليد القوية ، لم يقتصر الأمر على ان باب غرفة الاجتماعات كان مفتوحاً ، لكن ثمة احتمال ايضاً بأن يمر احدهم في أي وقت.
- بالنسبة لفتاة تحب السباحة مع الدلافين فإنني اجد تواضعك جذاباً.
قهقه كاين وتحرك قدماً، ثم علق يافطة ( الاجتماع معقود) على الباب قبل ان يقفله، فقالت في اعتراض خجول من دون ان تخبئ بريق الشوق في عينيها:
- سوف تثير الشكوك.
- ألا تظنين أنهم يعرفون؟
بلى! فكرت شانون واللون يتصاعد الى خديها ، لاشك ان من حولهما شعروا بتقاربهما من خلال النبرة الرقيقة التي يخاطبها بها كاين احياناً، مرفقة بنظرات متقدة وبلمسة يده.
بدا من الواضح منذ البداية في شركة بوفيير للتنمية ان الجميع هناك يحترمون كاين الى اقصى حد، بدءاً من المسؤولين الرفيعي الشأن حتى الموظفين الصغار.
-----------------------------------------
في اقل من سنة واحدة قام كاين برفع قيمة ارباح الشركة وساعد في وضعها مجدداً على خارطة المنافسة مع غيرها، ولم يعرضه رانولف حين اصر على انضمام شانون الى التدريب الإداري والمشاركة فيه بفعالية.
ادركت شانون ان مجرد وجودها بالقرب منه جعلها تستحق الاحترام الآخرين ، لكنهم تدريجياً بدأوا يحترمونها على انها قود قيم ولا يسايرونها فقط لأنها ابنة رانولف والآن فيما هي تنزلق بين ذراعي كاين ذابت في عناقه الشغوف الذي تاقت اليه كثيراً في الايام الماضية، قال كاين بصوت غير صبور:
- أريد ان أعلن خطوبتنا حالاً.
اقترح عليها كاين هذا من قبل لكن حين كان ابوها في حالة غيبوبة في المستشفى ، لم تشعر ان الوقت مناسب، غمغم كاين:
- لا يستطيع الانتظار اكثر ، اريد ان نتزوج في أقرب وقت ممكن.
مضت اربع اسابيع تقريباً منذ تلك الليلة من المصارحة والتفاهم على متن اليخت، فقد كان ثمة الكثير من الأمور المقلقة والكثير الذي يجب القيام به، اما الآن فيما جالت اصابعه برقة فوق بشرة وجهها لتصل الى عنقها تأوهت شانون بارتياح، وقد باتت مستسلمة لعناقه، تمتم كاين فيما سمع رنين هاتف الاتصال الداخلي بجانبها:
- لا اعتقد ان اجواء العمل ستسمح لنا بقضاء بعض الوقت منفردين.
سمعا صوت سكرتيرة رانولف البارد المعتاد:
- اريد ان اذكرك ان لديك اجتماعاً آخر كاين في غضون خمس عشرة دقيقة، كما انني اكلم تشيسيرون على الهاتف وهو يريد التحدث الى شانون.
سوت شانون جلستها بسرعة ثم اجابت:
- حسناً! سوف اتلقى المكالمة من مكتب ابي.
غمغم كاين :
- حسناً لقد دربتك افضل تدريب إذا ما أصرّ زبوننا الكبر على التكلم الى فرد من عائلة بوفيير يمكنك تولي امره.
همست شانون :
- أنت اعطيتني اكثر من هذا كاين.
أعطاها كاين فرصة... بل موقعاً في الشركة، لقد عطاها الاحترام.
بدا كأن كاين يقرأ افكارها كالعادة، إذا قال فيما فتح الباب لها:
- سوف نجعله فخوراً بك.
بالرغم من وجود الصعوبات فاجأ رانولف بوفيير الجميع حين استطاع التخلي عن مضخة الهواء على فمه فصار يصيح بأعلى صوته معطياً الأموار للممرضات من سريره بالرغم من ظروفه الصعبة.
- قالوا لي إنك هنا.
هذا ماتفوه به رانولف حين استيقظ ورأى شانون جالسة هناك وكل مابدا على وجهه المترهل بل المتورد ، هو نوع من القبول المرتاح.
ربت رانولف على اليد النحيلة الممتدة الى سريره أضاف:
- أنا سعيد لأن كاين جعلك تقتنعين بضرورة العودة الى المنزل، لطالما اظهرت له الاحترام الذي لم تظهريه لي أنا.
لأنه يحترمني في المقابل ويدرك قيمتي كمخلوق بشري! هذا ما تمنت شانون ان تقوله، لكنها لم تفعل، إذا إنها لم تشأ ان تغضب والدها او ان تفعل أي شيء قد يعيق تحسنه .
في الأمسية السابقة أثناء زيارتها له عرفت شانون انه يتوقع ان يخرج من المستشفى قريباً جداً ، وإذا كانت شانون قد املت بتوطيد العلاقة معه والاهتمام به في الوقت الذي يتماثل فيه للشفاء فقد قام رانولف بإطاحة ذلك الأمل عبر إخبارها انه لا يريد منها ان تبقى بجانبه وانه وظف ممرضة خاصة للقيام بذلك.
- اخبرني كاين انك كنت في المكتب وانك عنصر إضافي قيم.
زمجر رانولف بذلك كأنه لم يصدق الأمر برمته ، ثم اردف:
- ابقي هناك وقدمي بعض المساعدة، أنا واثق انك ستكونين مفيدة.
مفيدة! ليست جوهرية او ضرورية جداً ..إنما مفيدة!
على الاقل كانت شيئاً ما ، فكرت شانون بذلك والدموع تلتمع في عينيها، فيما مرت بجانب مكتبه كي تأخذ المكالمة، لربما في غضون السنوات المئة القادمة، قد يعتبرها قادرة على إبداء رأيها! لكن ماالذي يهمها على أي حال، مادامت تحظى بحب كاين؟
------------------------------------
انقضت الأيام التالية بحماس وبهجة بالنسبة الى شانون بعد ان ان اعلن كاين خطوبتهما، اصطدما بأسئلة الصحفيين الفضولية ، لكن كاين استطاع ان يتهرب منها بإجابات موجزة ومهذبة يحسد عليها، بعدئذ التقت شانون بالشابة التي اقتحمت المكتب في صباح احد الأيام وأصرت ان يصطحبها كاين مع خطيبته الجديدة لتناول الغداء.
- لم تخسريه لصالح إميلي كولتانيز إذاً.
قالت صوفي فالكونر هذا ساخرة بعد تناولهما الطعام حين كانت المرأتان تجلسان وحدهما في المطعم الصغير، فيما كان كاين يهتم بدفع الحساب، بدت ابتسامة صوفي ماكرة وكذلك ارتفاع حاجبها تحت شعرها الداكن الكثيف عند الأطراف.
تساءلت إذا ماكان هناك شخص آخر في المطعم يشعر بالسعادة نفسها التي تشعر بها في تلك اللحظة، اجابت شانون مع ابتسامة ساخرة :
- كان الأمر اسهل مما تتصورين.
ضحكت الفتاتان وقد تعززت نظرة شانون السابقة التي كانت قد كونتها فور التقائها بأخت زوجها العتيد وذلك بأنها أحبتها كثيراً.
حصلت صوفي على بشرة جذابة خلال الشهر الذي قضته في اسبانيا والتي ختمت به السنة التي تفصل مابين فترتي خروجها من الثانوية ودخولها إحدى جامعات البلد، إنها في الواقع ناضجة ومستقلة وتعرف ماذا تريد من الحياة بالضبط ، بدا واضحاً كذلك من خلال النظرة الحنونة التي ترسلها الى كاين ، انها تعشق اخاها.
- عرفت انه اختطفك وانك اجبرت على ارتداء ملابسي!
نظرت صوفي الى الأعلى باتجاه كاين الذي كان عائداً لتوه الى طاولتهما ، واضافت:
- لم اكن اعرف انها معك ياأخي العزيز!
- ظننت انني شرحت لك الأمر، شانون لم تكن بحالة جيدة.
أصرّ كاين على قول ذلك وهو يستند الى كرسيه موجهاً نظرة الى شانون ، جعلت معدتها تخفق، تدخلت شانون بالحديث، وقالت :
- لكنه بهئذ قام بتزويدي بالثياب في شارع تروييز.
مالت صوفي برأسها الى الوراء وابتسمت في وجهه ، ثم علقت:
- شارع تروييز؟!.
قال كاين مازحاً:
- وهذه هي المرة الأخيرة التي تذهب فيها فتاة شابة الى هناك.
همست صوفي واعية تماماً لتلك الابتسامة الحميمة المتبادلة بين شانون وأخيها:
- لابد انك سلبت عقله، فمنذ بضعة اشهر فقط ، كان مصمماً على البقاء اعزب طوال حياته!.
تشدق كاين فيما سحب كرسي شانون وهي تقف:
- لا تصغي اليها.
- ولم لا؟
ضحكت شانون ضحكة ساخرة، في الواقع حصل الأمر بالسرعة التي اشارت اليها صوفي، وهي مازالت تشعر بالدوار من جراء قوة عاطفتها تجاهه، إنها لم تشعر بهذا القدر من السعادة طوال حياتها.
* * *
في بداية الأمر عبر رانولف بوفيير عن القليل من الدهشة حين لوحت شانون بالخاتم امامه فرحة وهي تقف بالقرب من سريره في المستشفى واخبرته عن خططها المستقبلية.
- مبروك.
كان هذا ما ماقاله ، لكن شانون عرفت انه يشعر بالسرور في داخله بالرغم من ملامحه المتصلبة، في وقت لاحق من ذلك الأسبوع خرج رانولف من المستشفى فعطلت شانون اعمالها طوال النهار كي تحضر لعودته الى المنزل.
- لا اعرف لماذا اردت ان تشغلي نفسك في امور الشركة.
هذا ماقاله رانولف لها بنبرة جافة حين كانت الممرضة التي وظفها تحاول التآلف مع ذلك العدد الكبير من الغرف في المنزل حيث بقي رانولف وشانون وحدهما لأول مرة في قاعة الاستقبال، اضاف:
- خلت انني ربيتك كي تكوني بمثابة الدعم والسند لزوج ناجح، كان ذلك كافياً بالنسبة الى أمك.
--------------------------------------
عرضته بهدوء:
- لا، لم يكن كافياً ، ارادت ان تمارس الفروسية وان تخوض كل التجارب وأن تشارك في اللعاب الأولمبية إلا أن احلامها بقيت مجرد احلام لأنها عاشت كما يريد زوجها ان تعيش، اما أنا فلست مثلها أنا اشبهك الى حد بعيد.
زمجر رانولف:
- همممممم....!.
لن ظهرت ومضة مفاجئة لشيء مايشبه الموافقة في عينيه، تابع يقول:
- حسناً! لنأمل ان يقوم كاين بكبح طموحك ذاك.
تساءلت ها كان عليه ان يتلفظ بتلك العبارة إلا انها رفضت ان تدع أي شيء يفسد عليها سعادتها، التقط رانولف اليد التي كانت ترتب الأغطية حوله ومرر إبهامه فوق الخاتم المرصع بالياقوت، ثم قال:
- من الواضح انك خصلت على ما اردته و كذلك هو .
ابتسمت شانون بوجه مشرق واجابت:
- آمل ذلك.
- ذلك مؤكد.
قال رانولف هذا مطلقاً سراحها كي تناوله كوب عصير الليمون عن الطاولة القريبة منه ، اضاف:
- أما انا فسوف احصل على ما اريد حين تعطيني وريثاً ، على الأقل اخترت الرجل المناسب لهذه المهمة.
حدق رانولف بكوب الزجاج الذي وضعه مجدداً على الطاولة، ثم تابع كلامه:
- هو الرجل الأفضل لكلينا شانون ، نظراً لرغبته القوية في استثمار السهم التي اشتراها حين كانت الاسعار منخفضة، عرفت انه سيفعل المستحيل كي يقنعك بالعودة، فهو يعرف ماالذي ينتظره إذا اعادك الى المنزل ، لذا ظل يحاول لأشهر، سيحصل على الجائزة الكبرى حالما يتزوج بك.
جرت رجفة صغيرة مفاجئة على طول عمود شانون الفقري ، فسألته:
- وماهي هذا الجائزة.
- العدد الأكبر من أسهم الشركة.
- العدد....؟
تعمق خط بين حاجبي شانون واخذ صوتها يتهدج.
اردف رانولف غافلاً عن الألم المفاجئ الذي عتم عينيها :
- آه! تظاهر انه لا يريدها في البادية ورفض العرض الذي قدمته له.
كررت شانون وهي تشعر برعشة باردة:
- العرض....؟
سألته يائسة:
- إذاً..أنت ارسلته في يخته... بحثاً عني؟
ياإلهي! لم تستطع ان تصدق ذلك عن كاين، ليس الرجل الذي تحب!
عبس رانولف في وجهها قائلاً:
- يخته؟.
تابع يسألها:
- هل أتى بك على متن يخت؟ هل تودد اليك وأقنعك بهذه الطريقة؟
بدا رانولف متأثراً بشكل ملفت، اكمل قائلاً:
- حين قال إنه التقى بك في برشلونه ظننت انك عدت ادراجك، كان عليّ ان أسلم الأمر له، فهو خبير في امور النساء كما هو خبير في زيادة أرباح شركة على وشك الانهيار ، هذا الرجل خارق الذكاء، في غضون السنوات القليلة التي غاب فيها قام بتأسيس شركة غدت من أنجح الشركات ، هجرانه لنا في ذلك الوقت شكل فترة انتقالية في حياته، فم يتطلب الامر منه إلا بضع خطوات في المكان الصحيح، وبطريقة سهلة صار مليونيراً، لكنه الآن يقوم بالخطوة الافضل ، وهي الزواج بك.
لا! بسرعة وإصرار قالت شانون:
- هذا لأنه يحبني!.
ضغط رانولف على فمه ، ثم اجاب:
- ذلك محتمل.. على أي حال على المرأة ان تحافظ على عش حبها دافئاً، فإن الرجال امثال كاين لا ينقادون خلف العواطف.
- حسناً! مادام يملك ثروة كبيرة ، لم يسعى كي يصبح اكثر غنى؟
- عليك ان تفهمي يافتاة...أن تفهمي كما فعلت امك... لا يتعلق الأمر بجني الارباح ، الرجال مثلي ومثل كاين يشعرون بالمتعة في خوض المنافسة الصعبة، إنها القوة شانون ، إنها اشبه بطعام شهي لا يمكن مقاومته.
----------------------------------------
لم تستطع شانون تصديق الأمر ، كاين يحبها! لو قام ابوها بعرض اقتراح مماثل لأخبرها بذلك بالتأكيد، أم تراه لن يفعل؟ أخذت الشكوك تهاجمها بوحشية مسببة لها الألم والعذاب.
حرص كاين بعد كل شيء على إعادتها الى المنزل، ولم يقل لها في الواقع إنه يحبها، أليس كذلك؟ آه...إلا انه قال الكثير! قال إنها تثير جنونه وإنه لم ينام مجدداً مالم تكن بجانبه، لكن اليست تلك طريقة جيدة ليتجنب قول كلمة (احبك)؟
حسناً! ثمة طريقة واحدة لتكتشف الحقيقة، ادركت شانون ذلك وهي تتأرجح بين آلام الشك المتشبثة بها ومعرفتها المؤلمة بحبها له، ليس عليها سوى ان تسأله بصراحة!.
لم تره شانون في تلك الليلة، لأنها اختارت ان تبقى مع رانولف وتهتم به، كما عرفت ان كاين يحضر لقاء يستمر حتى وقت متأخر من الليل.
في اليوم التالي كان عليها ان تطارده في كل انحاء المبنى الحديث كي تجده قبل ان تقول لها موظفة الاستقبال إنه دخل الى غرفة الاجتماعات في وقت مبكر، ولم يكن يتلقى اي مكالمات، كان كاين يقف هناك بجانب طاولة الاجتماعات الطويلة، ينظم بعض الاوراق في حقيبته.
أوشك ان يقول:
- صباح الخير.
لكنه توقف فجأة حين اقفلت شانون الباب بهدوء خلفها ، سألها بإدراك حاد:
- ماالخطب؟
بدت شانون شاحبة ومتوترة، وثمة بقعتان زرقاوان تحت عينيها همست بنبرة باردة:
- أهذا صحيح؟.
كان الطقس ملبداً بالغيوم والهواء القادم من النافذة المفتوحة يرسل تياراً بارداً في الغرفة الكبيرة.
سألها عابساً:
- عم تسألين؟
سألته:
- على عرض ابي عليك ان تحصل على أكبر عدد من السهم في هذه الشركة؟
رمقها كاين بنظرة متفحصة، ثم قال:
- ماذا؟.
أصرّت شانون بوجه مقطب بفعل التوتر:
- هل فعل؟.
قام كاين بوضع الاوراق التي يحملها على الطاولة بهدوء، بل ببعض التردد ، وكأنه يزن كلماته ، ثم قال:
- اقترح هذا...نعم.
- مقابل زواجك بي؟
اخذت نبضات قلبها تتسارع منتظرة منه أن يفكر بالأمر ،اخيراً قال كاين:
- هل اخبرك بهذا؟
- هل هذا صحيح؟
لَم لم ينكر الأمر؟ فكرت شانون والعذاب ينهشها، لَم يبدو محتاراً على هذا النحو؟
- حسناً....!
- هل هذا صحيح؟
ياإلهي! لَم يتردد؟ لَم لم يضحك بكل بساطة ويقول:
- بالطبع، هذا ليس صحيحاً؟.
اجاب كاين بعد فترة طويلة:
-كان هذا اقتراحه الأساسي ... منذ شهور خلت ... لكنني رفضته .
- لكنك غيرت رأيك بعد حين ؟
راحت العينان اللتان كانتا تتجولان على طول جسدها تقيمانها ببرودة قبل ان يقول ببطء:
- ماذا تقولين؟.
غمغمغت شانون وهي تشعر بالخدر:
- إذاً ، هذا صحيح؟.
كيف امكنه ذلك؟
- كيف استطعت ؟
- شانون، بالله عليك!
--------------------------------
تقدم كاين باتجاهها فيما راحت تهز رأسها وتتراجع ، اضاف :
- ظننت انه اقتراح مجنون حين طلب مني ذلك لكنني ادركت انه قصد منه الاهتمام بك.
- الاهتمام بي؟
لمع في عيني شانون غاضب ، سألته:
- وأنت....هل كنت تهتم لأمري حتى دبرتما هذه المكيدة معاً؟
- مامن مكيدة في الأمر!
اتى جوابه مثل ضربة سوط عنيفة ، لكنها وقفت هناك متلقية غضبه المتزايد بالقدر نفسه من القوة والشجاعة اللتين تحلى بهما.
- لا؟ ماذا تسمي الأمر إذاً؟ اتفاق بين سيدين محترمين؟
اردفت:
- دعني ارتاح من ثقل مسؤولية ابنتي، اجعلها تنصاع الى رغبتك في المقابل سأعطيك السلطة التي تريدها!.
- انتِ تثنين عليّ وعلى جنس الرجال بأكمله ، إذا كنت تظنين ان اي رجل يستطيع ان يجعلك تنصاعين الى رغبته!
بدا وجهه شاحباً وعيناه ملتهبتين ثم اضاف:
- ألم تكتفي..؟
بغضب شديد تقدم كاين نحو جهاز الاتصال الذي اخذ يرن خلال حديثهما ثم قال:
- ألم اقل لك لا مكالمات؟.
أصرّت شانون بينما قطع كاين اعتذار الفتاة المرتبك بحركة غاضبة:
- كل ماأعرفه هو ماقاله لي أبي.
- لا يحق له القيام بذلك!
علقت شانون فيما اغرورقت عيناها بدموع مريرة :
- إذاً انطلقت في مركبك اللطيف وجعلتني اصعد على متنه بفض النظر عما إذا كنت اريد المجيء معك ام لا!.
- آه! هذا ماحصل.
- أما تظاهرك بعدم رغبتك في التقرب الي فلم يكن سوى جزء من اللعبة.. لعبت دور المحامي الشجاع لأنك عرفت انها الطريقة الفضلى التي تجعلني اكسب ثقتك... بينما كنت انا طوال الوقت ...
- احاول ان اكسر رباطة جأشك جاعلة من نفسي غبية حمقاء من دون ان يساورني أي شك في أن ذلك كله عبارة عن خطة محبوكة بعناية!
- أهذا ماتريدين ان تصدقيه؟
ظهرت خطوط عميقة حددت وجهه ، فيما استدار كي يدس بعض الأوراق في حقيبته على الطاولة.
- ألم يكن صحيحاً؟
تذكرت شانون بخجل كيف انها وصفته بأنه الخادم الخانع لسلطة ابيها ، ساخرة منه بعد ان تراجع ، كم هي حمقاء لعدم إدراكها لمدى طموحه ودقة تخطيطه!
- آه! اعتقدت ان السبب واضح.
اجابته متألمة:
- لماذا؟.
تمنت شانون في سرها: قل لي إنك تحبني! قلها ... مرة فقط! لكنه لم يفعل.
-ألا تعرفين حقاً بعد كل ذلك الوقت الذي قضيناه معاً؟.
بدت تانك العينان الباردتان مزروعتين بإمارات الشك، فيما اردف كاين:
- إذا كنت لا تعرفين فأنا آسف لأنني لا استطيع إخبارك.
بالطبع لا! فهو لن يكذب عليها بهذا الشأن.
سألها بنبرة جافة:
- ماالذي تظنينه؟ أتظنين انني عيرت رأيي وعزمت على تنفيذ خطة خادعة كي اختطفك فقك لأتزوج بك؟.
شعرت شانون بألم في قلبها لشدة رغبتها في أن تصدق ان تلك ليست الحقيقة ، لكن كيف عساها تعلم؟
اجابته بعنف وبؤس:
- حسناً! لَم لا؟
-----------------------------------
بعد ان ان تذكرت كلمات رانولف بشأن الشيء الذي يقود رجالاً مثل كاين وجدت نفسها تضيف:
- ماالضير في ان تسعى لتوقع الفتاة في حبك في بادئ الأمر؟ فهذه نقطة إيجابية إضيفية، أليس كذلك؟
- نعم، ربما هذا ماحسم الأمر!
ضغط كاين على فكه بعزم وصار وجهه محمراً من الغضب ، ثم قال:
- لو عرفت ان ثقتك بي ضعيفة الى هذا الحد لفكرت مرتين قبل ان اسألك الزواج بي!.
راح كل منهما يصيح في وجه الآخر من دون ان يتنازل احدهما.
قالت بوجه مقطب مدركة ان رجلاً يمثل كبريائه لن يتحمل تحدياً مماثلاً:
- إذا كنت انا من تريده وليس الشركة اثبت لي ذلك.
كرر كاين بنبرة جافة:
- اثبت ذلك؟ هل ثقتك بي ضئيلة الى هذا الحد لتطلبي مني ان اثبت ذلك؟ .
اخترقتها تلك النظرة التي طعنت قلبها فجأة بوحشية اكبر من أي شيء يمكن ان يقوله، زمجر كاين ، فيما قام بإقفال حقيبته بعنف وانتشلها عن الطاولة، قائلاً:
- إذا كان عليّ فعل ذلك.
وأكمل :
- إذاً لا داعي الى قول المزيد.
- كاين!
لكن صوت إقفال باب غرفة الاجتماعات هو كل ماأجاب صرختها المعذبة.
---------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 02:36 PM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

11- مواجهة حاسمة
لم تعرف شانون كيف مرت الأيام القليلة التالية عليها ، كان الجميع في المكتب يتجولون حولها ومزيج الشفقة والرهبة على وجوههم، الشفقة لمعرفتهم انها متأثرة بمزاج كاين السيء، اما الرهبة فلإدراكهم انها لم تتصد له فحسب بل إن ردة فعلها جاءت موازية لردة فعله تماماً.
مر النهار ولم تسمع اي كلمة منه ، بعدئذ مر يومان ، ثم ثلاثة ، اربعة ... فصارت شانون اكثر توتراً وإحباطاً ، كانت تعلم انه سوف يغادر هذا الاسبوع ، لكن لو انه يحبها لاتصل بها ليقول لها إن السيطرة على الشركة كانت همه الأخير حين طلب منها الزواج ، وإنه يحبها ، وهو سوف يفعل مابوسعه كي يحل سوء التفاهم بينهما، لقد طلبت منه ان يبرهن لها الأمر، أليس كذلك؟ وكانت النتيجة انه هجرها، أتراها بكل بساطة اخطأت في طلب ذلك منه؟
فيما كانت شانون جالسة خلف مكتبها تستعرض اوراق البريد التي تركتها لها مساعدته الخاصة ، ارسلت نظرة غاضبة باتجاه الهاتف بجانبها راغبة ان تسمع رنينه، إنها في الواقع تتألم لتسمع صوت كاين ، لتسمعه يقول لها انه بالغ في ردة فعله ، وإنه يريد رؤيتها ، وهو يتحرق شوقاً ليعود الى لندن.
لماذا؟ فكرت شانون بائسة واضعة رأسها بين يديها ومسندة مرفقيها الى الطاولة الضخمة، آه ! لماذا لا يتصل بها؟
- شانون!
نظرت شانون الى الأعلى مندهشة.
سألها ستيورات ماينارد :
- هل أنت بخير؟.
--------------------------------
يبلغ ستيورات الثانية والخمسين من العمر وهو الأكبر سناً بين مدراء الشركة، بدا الرجل نحيلاً اما تعابير وجهه خلف نظارتيه فبدت قلقة وملؤها الحيرة، طمأنته شانون بسرعة:
- أنا بخير.
علق ستيورات قائلاً:
- تبدين غارقة في هذا الكرسي وكأنه ابتلعك.
كما لو انه قصد القول إن ذلك الكرسي يناسب اكثر شخصاً يفوقها من الناحية الجسدية والسلطوية كذلك، شخصاً مثل كاين.
ظهرت ابتسامة متأثرة على وجهها ، فيما قالت :
- قد تكون المظاهر خداعة احياناً.
- نعم بالطبع!
عرفت شانون ان شعر بالدهشة كما شعر الآخرون ايضاً ، من قدرتها الفائقة على الاستفادة من تدريبها الإداري، وكأن هذه الوظيفة خلقت لها وحدها، قال ستيورات :
- في هذه الحالة عليك ان تتسلمى موقع المدير التنفيذي بعد رحيل كاين.
- نعم ...حسناً ....! لن يستمر الامر سوى بضعة اسابيع، أليس كذلك؟
ذكرته شانون بذلك شاغلة نفسها بتدوين بعض الملاحظات حتى لا يلاحظ التي سيعمل عليها شخصياً.
حين رمقته شانون بنظرة مندهشة ، لأنها كانت تسمع بهذا للمرة الأولى ، أضاف ستيورات والانزعاج باد عليه:
- هذا إن كان مااعتقدته صحيحاً.
ارادت شانون ان تتلفظ بتعليق يجعلها تبدو وكأنها على علم بذلك، وليس كأنه قرر الأمر وحده من دون إخبارها به ، تساءلت لماذا فعل ذلك؟ أتراه قرر ان كل شيء انتهى بينهما؟ إن كانت هذه هي الحالة ، فهل ماقاله رانولف عن الرجال امثال كاين الذين تقودهم القوة صحيحاً؟
هل شعر بعد ان تضحت دوافعه الحقيقية، انه لا يستطيع ان يتحمل بناء علاقة معها والزواج بها؟ ام انه مجروح وغاضب منها لأنها ازعجته بإلحاحها؟
وجدت شانون نفسها تقول:
- نعم بالطبع.
- بالطبع! كنت تعرفين.
ارتأى ستيورات ان يجعلها تشعر وكأنها ليست آخر من عرف بذلك، قبل ان يخرج من المكتب ويخبر المدراء الآخرين ان المشاجرة التي سمعوها من قاعة الاجتماعات تلك، هي أكثر جدية مما اعتقدوا.
حسناً! إنها كذلك، تألمت شانون بفعل تفكيرها هذا، متمنية ان يذهب ستيورات بعيداً ويتركها لتعاستها ، لا شيء اكثر إيلاماً للمرأة من ان تجد الرجل الذي تحبه سوف يتزوجها فقط من اجل اهدافه الخاصة، وان تعارضه، يهجرها من دون ان يزعج نفسه بمناقشة الأمر معها أو الاتصال بها هاتفياً.
حاولت شانون ان تتصل به هاتفياً مرتين ، في المرة الأولى اجابتها آلة تسجيل الرسائل، اما في المرة الثانية فوجدت خطه مشغولاً، بعد ذلك فقدت شانون اعصابها ، فقررت ان تنتظر عودته لتتكلم معه وجهاً اوجه.
حين قام ستيورات بوضع ملف على الطاولة امامها سألته والدموع تكاد تنهمر من عينيها:
- ماهذا؟.
- هذا مجرد عمل كنت اقوم به لتشيستيرون يتعلق بمشروع تشاتل ايلاند، كان يفترض ان يتولاه رانولف لكن اصابه المرض لهذا وافق كاين على الذهاب الى هناك بدلاً منه، سيترك غيرنساي في الغد بصحبة الزبائن، خطط رانولف لأن احضر الحفلة التي سيقيمها كاين لهم مساء الغد.
- في غير نساي؟
اكهفر وجه شانون وسألته:
- وهل تريد مني أن ارتب لك رحلة الى هناك؟
-------------------------------------
بدت ابتسامة ستيورات كابتسامة تلميذ يافع فيما قال :
- لا! كاين سوف يأتي مجدداً على متن اليخت، سمعت انه يملك يختاً رائعاً ، اظنك تعرفين ذلك.
توقف ستيوارت قليلاً عن الكلام وكأنه ينتظر ان توافق شانون على صحة مايقوله وحين لم تفعل قائلاً:
- كنت اتوق الى تفحصه بنفسي، لكن رانولف يصر الآن ان يلاقيهم احد افراد عائلة بوفيير يوم غد، لذ فأنني أسلم الأمر برمته لك أنتِ.
تلعثمت شانون ، رافضة بغير تحفظ:
- أنا لا استطيع... لا استطيع!.
كيف يمكنها ان تذهب الى هناك كي تحتفي بالزبائن وتواجه كاين وكأن شيئاً لم يكن؟ كيف لها ان تتظاهر بالمودة، فيما تشعر قلبها ينزف بسبب الشكوك المؤلمة، وفيما هناك الكثير ليقال؟ اضافت:
- لدي الكثير من العمل هنا...
أومأت بحركة يائسة باتجاه الملفات المكدسة على الطاولة وأردفت:
- ...من جهة اخرى أنت تريد الذهاب حقاً، وأظن ان من العدل في هذه الحالة ...
- سيظن رانولف انني اخالف قراره.
بدا ستيوارت قلقاً حقاً واضاف:
-اعرف انني سعيد جداً بالذهاب لكنك تعرفينه.
وأنت لن تقف في وجهه! تعرف شانون ان ستيورات هو احد رجال ابيها الخانعين المطيعين، لن يقف احد في وجهه إلا كاين ، كاين وأنا! اضطراب شيء ما في داخلها ما إن تذكرت انهما متشابهان وكأنهما خلقا لبعضهما البعض، لكنها تريد ان تراه وحده، لا ان تلعب دور المضيفة في إحدى الحفلات التي يقيمها .
فكرت شانون يائسة انها إذا رفعت اي شكوي او اعتراض لرانولف الآن ، سوف يأخذ في المجادلة ويفقد اعصابه ليس إلا ، وقد يصاب بانتكاسة وهي لن تسمح بحدوث ذلك.
لا! قررت شانون انها لن تفعل اي شيء يشكل خطراً على صحته، بغض النظر عن الألم الذي تعانيه من جراء قبولها لطلباته.
- حسناً! سوف أذهب.
وافقت شانون منهزمة قبل ان ترى كتفي ستيورات يتدليان بارتياح.
* * *
خيم الهدوء على طريق هامبشاير الفرعي إلا أن ذاك الهدوء لم يفعل شيئاً ليخفف من شعورها بالتوتر، راحت عروقها تنبض متوترة من جراء توقعها لأحداث الآنية، فيما ركنت اخيراً سيارتها في موقف المرفأ.
تركت البورش متوقفاً هناك تحت اشعة الشمس المسائية، فيما اقتربت شانون من المركب ، بدأت عيناها تلمحان افراداً غير مألوفين على سطحه كما سمعت صوت الموسيقى الهادئة المصحوبة مع الضحكات تتهادى من جوانبه، فتأكد لها حينئذ ان الحفلة بدأت ، فيما تسارعت دقات قلبها تحت فستانها الأسود البسيط.
صعدت الدرج المؤدي الى مؤخرة المركب ، شحذت سمعها لتلتقط ذلك الصوت الذي تاقت لأن يطرق مسامعها، من بين اصوات القهقهات والأحاديث الدائرة.
وقف كاين مرتدياً قميصاً باهتة بلون القشدة وسروالاً قطنياً فضفاضاً، وقف موجهاً ظهره الى بابي الممر المفتوحتين، وهو يتكلم مع زوجين انيقين ذوي شعر رمادي اللون، خمنت شانون انهما المدير التنفيذي لتشيستيرون وزوجته.
رأت اشخاصاً آخرين ايضاً يتجولون في لتجاهات مختلفة بالإضافة الذين رأتهم على السطح الأعلى للمركب.
فيما نزلت شانون على الدرج نحو الداخل ، رآها احدهم فلامس ذراع كاين ، استدار كاين وبدت الصدمة على وجهه، ألم يخبره احد انها آتية بدلاً من ستيوارت ؟
سأل كاين بهدوء وهو يتجه نحوها :
- أين ستيوارت ؟
راحت بشرتها تخزها بفعل نظرته الحادة، فيما مرت بسرعة على شعرها المرفوع، ثم على كتفيها الذهبتين الباهتتين ربائط فستانها الرفيعة.
--------------------------------------------
- غير رأيه وأرادني ان آخذ مكانه.
فتشت يائسة في معالم وجهه عن أي شيء قد يوحي اليها بأنه سعيد لقدومها إلا ان ابتسامته بدت باردة وخاطفة ، الأمر الذي جعلها تخشى ان يعتقد ان الفكرة فكرتها ، أبقت صوتها منخفضاً وهي تضيف بسرعة:
- لم اخطط لهذا اللقاء ، ولم اتمكن من الجدل بشأنه لا سيما ان رانولف مريض جداً.
- بالطبع!
وافق كاين بهدوء وبنبرة جامدة خالية من أي تعبير، إلا أن شعوراً انتابها بأن كاين يزن كل ردة فعل تقوم بها، لم تستطع تحمل المزيد ، تمنت ان يقولها إنه كان مخطئاً بشأن خروجه من المكتب بعنف كما فعل وأنه اشتاق اليها لكنه لم يفعل.
فكرت شانون انه بالطبع لن يتمكن من ذلك امام هذه الجموع، قوت من عزيمتها امام مظهره الجامد ، فيما قال :
- في هذه الحالة من الافضل ان احضر لك شراباً ما واقدمك بشكل لائق الى الضيوف.
وجدت شانون نفسها في حالة ضياع وهي تسمعه يعرف عنها امام ضيوفه ، اخذت تسمع ردوداً من اناس لم تتحدث معهم من قبل إلا عبر الهاتف.
لم يقدمها كاين الى الناس على انها خطيبته، بل على انها فرد من عائلة بوفيير تمثل الشركة، اقترح :
- يالها من امسية جميلة! لِم لا نتوجه الى الخارج؟
مالبثت ان وجدت نفسها على سطح المركب ، بعدئذ راحت تتبادل الأحاديث مع الضيوف، ابقت شانون الابتسامة على شفتيها ، وظلت تحتفي بالضيوف الى ان بدأ وجهها يؤلمها.
بعد مرور بعض الوقت ادركت وجود كاين بالقرب منها من نبرة صوته القوية، اصبحت الآن بمفردها ، حين دخلت المرأة التي تتكلم معها كي تجلب سترتها ، شعرت بالشعيرات على مؤخرة عنقها تقف ، حولت نظرها عن مراقبة غروب الشمس لتلتقي بنظرة كاين المحدقة اليها مباشرة.
بدت نبرته ساخرة حين سألها :
- هل تستمتعين بوقتك؟
شعرت ببشرتها تحترق من جراء تفحصه الدقيق لها ، ارسلت نظرة سريعة باتجاه البابين المفتوحين المؤديين الى الصالون حيث اختار بعض الضيوف البقاء وقالت :
- لم تخبرني انك سوف تغادر.
اجاب:
- لم أتخذ قراري النهائي إلا مؤخراً ، فلم يتسن لي الوقت لإخبارك.
- آه...! وجعلتني اعرف من ستيوارت .
ارتعش صوت شانون، فيما تحدته سائلة:
- وكيف تظن ان الأمر بدا؟
اجاب كاين بوقاحة:
- كأننا متخاصمين.
أضاف فجأة :
- لا يهم كيف بدا الأمر ، بحق الجحيم.
بدا كاين للحظة واحدة كأنه يراجع نفسه قبل ان يتابع القول:
- لم اكن احاول ان اهينك شانون بالرغم من انك تصرين على الاعتقاد ان هذا هدفي وطاقتي اكثر مما تحتاج اليهما شركة بوفيير، سوف تواصل شركة بوفيير نجاحاتها مع المدير التنفيذي الجديد، لاسيما مع السياسات الجديدة التي وضعتها قيد التطبيق ، مامن داعٍ لأن تقلقي انت او رانولف بهذا الشأن.
استدارت شانون كي لا يتمكن كاين من رؤية دموعها.
- مازلت تضعين خاتمي!.
بسرعة سحبت شانون يدها عن السياج وأطبقت اصابعها على خصرها بينما تابع كاين :
- أهذا من اجلهم؟
ثم اردف بصوت اجش:
- الكي تحفظي ماء الوجه ام انك غيرت رأيك بشأن خطوبتك لرجل يريدك لمجرد ماتعنين له من اسهم وحصص؟
------------------------------
سخرية كاين هذه اثارت حفيظتها تحدته بعزم بعينين مثبتتين على عينيه:
- ماذا عنك؟
بقيت عواطفه محجوبة تحت اهدابه الكثيفة فيما قال:
- عليك انت ان تقرري بهذا الشأن .
وثقت به من قبل ، لكن مالبثت هذه الثقة ان انفجرت في وجهها ، وهي ليست مستعدة لأن تخوض المعاناة مرة اخرى ، بعدئذ سمع صوت احدهم ينادي كاين عن درج السطح الأعلى ، قال بهمسة خشنة:
- سوف نتكلم لاحقاً.
لم تتسن لشانون فرصة اخرى للتكلم معه على انفراد إلا حين كانت خارجة من حجرة الضيوف بعد استخدامها للمرحاض التابع لها في وقت لاحق، شهقت حين ظهر كاين من المكتب الواقع قي الجانب الأيسر المحاذي للغرفة ، علق بنبرة جافة، وهو يلاحظ إجفالها فور رؤيته:
- عليك بتناول كوب من الشراب المنعش كي تريحي اعصابك المتوترة.
ثم اضاف :
- أما هذا أو علينا إيجاد وسيلة اخرى لك كي ترتاحي.
اجتاحت شانون الحرارة على الفور ماجعل رجليها تضعفان اجابته :
- أتظن انك تستطيع ان تقنعني بهذه الطريقة؟
ضحك كاين برقة واجاب:
- ألا يمكنني؟
بدا صوت كاين مغوياً وناعماً فاجتاحت ذهنها صور العناقات الشغوفة التي تبادلاها والمشاعر الجياشة التي تبادلالها والمشاعر الجياشة التي احتلجت في صدريهما معاً، ارتفعت ذراعه نحو الحائط فاحتبسها هناك ، ابتلعت ريقها بقوة واخذت نبضاتها تتسارع من جراء اقترابه منها.
- لا تتحداني كاين!
تجاهل كاين تهديدها المرتعش ثم قال:
- يمكنك البقاء هنا الليلة والذهاب في الصباح ، لست في وضع يسمح لك بالجلوس خلف مقود سيارة، فأنت مرهقة ...
- من قال إنني مرهقة؟
اجابها كاين بوجه متجهم:
- من المستحيل ان اسمح لك بالقيادة ليلاً.
اكدت له شانون بعزم ، خائفة من تصميمه على متعها:
- لا يمكنك ان تمنعني إلا اذا أعطيتني سبباً وجيهاً لبقائي هنا.
اشتبكت نظراتها بنظراته وضاقت حنجرتها فيما شعرت بألم حاد وهي ترى قوة العاطفة في حدقتي عينيه الصلبتين، تاقت لأن تستسلم لمشاعرها المعذبة فتنسى نفسها بين ذراعيه القويتين، لكنها مازالت غير واثقة بعد ، بدأ كاين بالكلام لكنه توقف فجأة ونظر الى الأعل إذ رأى إحدى الضيفات تنتظر عند أعلى الدرج لتستعمل المرحاض التابع لغرفة النوم.
حثت شانون خطاها باتجاه السطح متشبثة بفرصة لتبتعد عن كاين ، وتركته واقفاً هناك.
تجاوزت الساعة الحادية عشرة قبل ان بدأ الزوار بالمغادرة ، لكن في النهاية لم يبق سوى القليل منهم.
بدا هواء الليل بارداً إلا ان شانون بقيت على السطح ، راحت تفرك ذراعيها بلا وعي وهي تحدق باتجاه الشاطئ المغمور بالظلام ، مسرورة لتمكنها من البقاء بمفردها لبعض الوقت.
- إذاً..ها أنت هنا!
ذلك الصوت العميق المألوف جعل ظهرها يستقيم ، فيما تابع:
- اردت ان اشكرك على قدومك.
بدا صوته رقيقاً ، اضاف:
- جرت الحفلة على خير مايرام.
- نعم.
تناهى صوت الضحك اليهما من مؤخرة المركب، من الأشخاص المنتشرين هناك بعد الحفلة ، اكدت له شانون على ماقاله عن تواجدها هنا:
- لم يكن هذا قراري ، ابي أصر على ذلك.
سمعت النفس القوي الذي استنشقه كاين قبل ان يسألها :
- أهذا هو السبب الوحيد الذي دعاك الى القدوم؟
------------------------------------------
بدا صوته خشناً بفعل عاطفة ملموسة ماجعلها ترتجف ، قامت بفرك ذراعيها العاريتين مجدداً كي تبقيهما دافئتين، همت بالابتعاد عنه، لكن يديه اطبقتا على أعلى ذراعيها فاحتجزتاها مكانها.
همس كاين متنشقاً العطر المنبعث من شعرها:
- أنت ترتجفين لأنك مشتاقة إلي... كما انا مشتاق اليك.
كررت شانون ماقالته حابسة انفاسها لأنه على حق :
- لا تحاول!.
سألها بصوت اجش:
- لماذا؟ ألا انك مازلت مستعدة لتصديق ما اخبرك إياه والدك... بأنني سأتزوج بكِ من اجل كل سبب ماعدا السبب الواضح؟ ألانك لا تستطيعين تخيل ان من الممكن ان اقع في حبك؟
تلك النبرة القاسية في صوت كاين جعلت شانون تنظر اليه بتساؤل، تائقة لتصديقه، فيما راحت حواسها المشوشة تتلمس دفأً ورائحة عطره وقربه الذي جردها من قدرتها على المقاومة...
- آه ..هاهو هنا!
فجأة انضم اليهما الزوجان الكهلان اللذان رافقاه من غير نساي على متن اليخت ، وبدا من الواضح انهما يرغبان في التحدث الى كاين في شأن خاص، تركتهما شانون مع مضيفهما ، إذ لم تشأ التطفل على الحديث .
بعد مرور بعض الوقت شعرت بالسرور لتمكنها من الانفراد بنفسها، اخيراً سوف تتسنى لها فرصة للتفكير، اخبرت كاين انها عائدة الى لندن هذه الليلة ، لكن هل تستطيع ذلك الآن ؟ قال كاين إنه يريد التكلم معها، ومهما كان ماسيقوله عليها ان تصغي اليه.
قال إنه يحبها... أليس هذا كافياً بالنسبة اليها؟ حسناً ! هذا ماقاله تقريباً، بالطبع! كيف يمكن لرجل عاملها بهذه الرقة ألا يكون في حالة حب، بفض النظر عما قاله رانولف؟
كانت الانوار مضاءة، عندما عادت الى الداخل، انسلت نزولاً نحو الصالون الفخم، وجدت شانون الغرفة كما تركتها ، فعادت الى ذهنها ذكرى تلك الليلة في كان ، في تلك الليلة ، وقعت في حب كاين كلياً ... في هذه الغرفة .. جلست وراحت تخبره عن أسرارها الأكثر حميمية يومها عرفت بكل غريزة انثوية انه لن يؤذيها ، ولن يستغلها او يخونها ، يالها من غبية إذ تركت شخصاً آخر يجعلها تظن انه قد يفعل! قررت شانون ان تنتظره هناك ، سوف تعتذر منه لأنها لم تثق به و ...
لكن ، هل تراه سيسامحك؟
كانت شانون قد قطعت نصف المسافة حين خطرت ببالها تلك الفكرة اللعينة الصغيرة، ثمة اوقات في هذه الليلة بدا خلالها كاين جافياً جداً ، لكن ماذا تتوقع ؟ سالت شانون نفسها ... ماذا لو اساءت قراءة العلامات ... اساءت فهم الكلمات؟ ماذا لو انها لم تعد تعجبه اصلاً؟ مع هذه الفكرة الخيرة قررت التوجه الى غرفة الضيوف...
-------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 02:36 PM   #13

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



12- من اجلك فقط!
نزل كاين الدرج ، فبدا كأن عطرها ساكن فيه ، لو ان شانون غادرت اليخت لما ظل عطرها يفوح بهذه القوة، تردد عند باب حجرة الضيوف...
كان عطرها يفوح بقوة اكبر من ذي قبل، هل تلك مياه جارية في الداخل؟ تساءل كاين وهو يستمع بكل عصب نابض وبكل حاسة متنبهة، اتراها نسيت شيئاً ما؟ حاول ان يحلل الموضوع بفكر مشوش، أتراها ارادت ان تناقش المسألة معه بعد كل شيء؟ لكن، لماذا لم تنتظره في الأعلى؟ لربما اتت كي تفض الخلاف ولتخبره كم هو حقير بنظرها ، ثم تغادر مجدداً؟
اراد كاين ان يدفع الباب بقوة ويفتحه ويكتشف الأمر، اراد ان يدخل الغرفة ويجذبها بين ذراعيه ويخدرها بعناقه حتى تخور قواها كلياً، ولا يبقى امامها خيار آخر غير الاستماع اليه ، إلا انه لم يعرف مالذي ردعه.
لم يشعر كاين يوماً انه فاقد للسيطرة على نفسه كما شعر في هذه اللحظة من حياته، فكر ان المشكلة التي فرقتهما هي نفسها الحل لها، القوة!
* * *
صوت المحرك جعل رأس شانون ينتفض عالياً امام مرآة المرحاض ماالذي يفعله كاين؟ ركضت نحو غرفة النوم، والفرشاة لا تزال في يدها، إنه يحرك اليخت!
الأنوار المرتدة للشاطئ اكدت لها شكوكها، لماذا؟ الى اين تراه ذاهب؟
سمعت شانون آخر ضيف يغادر قبل وقت قصير، وتوقعت ان ترى كاين مجدداً، توقعت ان ينزل الى الحجرة، من الواضح انه لا يأخذ أي شخص آخر في جولة تحت نور القمر ، كما انه مسافر الى لندن في صباح اليوم التالي، فلماذا غادر حوض رسو السفن إذاً؟
تركت الفرشاة على السرير بلا مبالاة ، حان الوقت لتجعله يعرف انها هنا ، قررت ذلك وهي تحس بوخز خفيف في اعصابها .
مشت الى الباب متعثرة الخطى، لكن لدهشتها... وجدته مقفلاً، تساءلت بارتباك وحيرة ، لم لا يفتح؟ بعد بضع محاولات عقيمة، بزغت فكرة في ذهنها، لابد ان كاين نزل الى هنا ، فيما كانت تضع تبرجها محاولة ان تحسن هيئتها، ولم تسمعه، عرف إذاً انها هنا في الأسفل، واقفل عليها الباب! ماالذي يظن نفسه فاعلاً؟ هل اخذ بجدية ذلك الاقتراح الذي قدمه بارت في ذلك اليوم في شارع تروبيز بشأن احتجازها؟
حسناً! لو انه مازال غاضباً منها لما استحسن هذه الفكرة اصلاً ، لن يتجرأ على القيام بذلك ، إلا إذا كان مجنوناً بحبها.
لربما اعتقد كاين ان اختطافها هو الطريقة الوحيدة ليعيدها اليه مجدداً ، وليجعلها تستمع الى كل ماسيقوله لها، اما الان فجل ماتريد ان تفعله هو التكلم معه! حسناً ماالذي يفترض بها القيام به في هذه الاثناء؟ امجرد الجلوس والانتظار ؟ إنها لم تجلس وتنتظر اي شيء في حياتها كلها...
والقت نظرة حولها ، اجرت تقييماً سريعاً للحجرة ، ثم دفعت المقعد باتجاه باب الهروب الأرضي، وخطت بخفة نحو مؤخرة المركب.
كانت سماء منتصف الليل مزينة بملايين النجوم ، هنا في الهواء الطلق بجانب باب المحيط، شعرت بالهواء المسائي بارداً على بشرتها ، لكن التوقع المستعر ابقاها دافئة ، انارت الأضواء الخافتة تحت كل درجة طريقها نحو السطح الأعلى ، فما راحت الريح تتلاعب بشعرها وتطيره.
-------------------------------
استطاعت شانون ان تشعر بنبضاتها الخافقة، لكن بفضل جوربيها السوداوين، لم تصدر اي صوت على الدرج.
كان كاين واقفاً خلف دفة المركب وهو يدير ظهره لها، بدا كأن الحب الذي تكنه له مسيطر عليها، فيما راقبته يوجه نظره نحو الأضواء على الشاطئ، ثم يخفضه نحو الممقعد كي يتفحص شيئاً على المراقاب، ثم يخفف من سرعة المركب، كيف أمكنها ان تشك فيه؟
بخفة ماكرة، تسللت خلفه صامتة كالظلال ثم رفعت ذراعيها وثبتت يديها فوق عينيه ، سمعته يلتقط انفاسه وشعرت بظهره يشتد ، لكنه لم يقم بأي حركة او يصدر أي صوت ، فيما تلفظت بنبرة خفيضة:
- اريد ان ابقى معك.
بسرعة البرق استدار كاين وضمها الى صدره ، لم يعد من شيء ذي اهمية في تلك اللحظة ، لأنها موجودة حيث تنتمي بين هاتين الذراعين القويتين، فيما استجابت لعناقه الشغوف، وكأنها افترقت عنه عمراً كاملاً.
خرجت الكلمات من فم كاين بتعب، حين رفع رأسه اخيراً:
- ما الذي جعلك تتخذين هذا القرار؟
- آه، كاين! كم انا غبية .. أنا آسفة على كل ماقلته .. أعرف انك تحبني.
اكملت بتوق اكبر:
- انت تحبني أليس كذلك؟
جاء تطمينه لها ناعماً مثل صوته حين سألها :
- كيف امكنك ان تشكي في الأمر؟.
غمغمت شانون :
- لطالما اردت البقاء بقربك ، لم اصدق انني قد اكون محظوظة الى هذه الدرجة.
اجاب كاين :
- آه! أنا هو المحظوظ.
وأكمل:
- حين فكرت انك ستغادرين هذه الليلة كدت افقد صوابي!
- كذلك أنا ، لهذا كان علي أن ابقى...
مررت اصابعها برفق على طول خط فكه الخشن وتابعت:
- ... لم احتجزتني؟
- لأنني اتحرق شوقاً للتكلم معك.
انحنى كاين كي يعدل شيئاً ما على لوحة القياس اردف:
- كان علي ان ابقيك على متن اليخت، لذا اطلقت عنانه، لم اشأ المخاطرة بخسارة هذه الفرصة او بحصول شجار بيننا يغادر بعده احدنا مجدداً.
بدت كلماته تذكيراً اليماً لها بالعذاب الذي عانت منه على مر الأسبوع الأخير ، بعد ان هجرها ، ثم الارتباك غير الضروري الذي لابد انها سببته له هذه الليلة.
- لن اتركك.
همست شانون واضعة يديها على كتفيه، خاب املها حين توانى كاين عن معانقتها .
- في البدء ثمة شيئان اريدك ان تعرفيهما.
تحركت يداه فوق بشرة ذراعيها الناعمة الباردة، لم يعد كاين متأكداً انه يستطيع التركيز على ماسيقوله ، لكنه سيحاول.
- أنا آسف بشأن خروجي بطريقة عنيفة كما فعلت نهار الاثنين ، لكنني كنت متألماً جداً... وغاضباً ايضاً .. منك ومن رانولف.
استطاعت شانون ان تدرك مدى انزعاجه من الطريقة التي تلفظ بها باسم ابيها ، اضاف كاين:
- حين طلب مساعدتي قدمتها له لصالح مآربي الشخصية فحسب، كانت الأسهم منخفضة السعر ، فكنت قادراً على شراء الكثير منها ، كان هدفي ان ابقى هناك لمدة سنة ، واحسن الأوضاع ثم ابيع مجدداً كي اعيد الاستثمار في إحدى المضاربات الخاصة بي، وحين طلب مني ان اجدك وعرض علي ان يبيعيني العدد الأكبر من السهم إذا تزوجتك رفضت الفكرة كلياً ، كان من المستحيل ان اوفق عل أمر كهذا ، حسب اعتقادي رانولف مازال يعيش في ذهنية القرن التاسع عشر ، إن ظن انه يستطيع انتقاء الرجل الذي ينبغي على ابنته تزوّجه.
--------------------------
ثم اردف:
- بدأت البحث عنك لأنني احسست بقوة رغبته في ان تعودي ، لكن السبب الأساسي هو انني شعرت بالقلق عليك ، اردت ان اراك مجدداً، واردت ان اعرف مكانك، واتفقد حوالك، حين وجدتك في برشلونة في ذلك اليوم ، كان الأمر وليد الصدفة المحضة، لكن ماقاله والدك كان قد قيل ، وبدأ من المستحيل ان يتراجع عن اقواله ، طرأت الفكرة على رأسي بتلقائية في تلك الليلة ، فطلبت منك ان تتزوجي بي، لم تكن هناك من طريقة استطيع فيها ان ابقيك على متن المركب من دون الوقوع في حبك، لطالما عرفت انك امرأة فاتنة، لكنني لم اكن مستعداً لقوة تأثيرك المدمر علي، حين اصبحنا خطيبين ادركت ان اباك سوف يرى الأمور على طريقته الخاصة ويظن انني متماش مع اقتراحه الاصلي، لكنني قلت لنفسي ان ذلك يعينه وحده، اما مالم اتوقعه فهو ان يكون غير حساس الى هذه الدرجة ويخبرك عن الموضوع بأكمله.
مجدداً ظهرت تلك المسحة من الغضب في صوته واردف:
- كل ماكان باستطاعتي فعله هو الأمل بأن تدركي نقاط قوتي ونقاط ضعفي.
اجابت شانون بحب ورقة :
- أنا افعل.
مررت إصبعاً رقيقاً على خط فكه وصولاً الى حنجرته، اضافت :
- باستثناء انك لا تملك الكثير من نقاط الضعف.
ضحك كاين بلطف واجاب:
- حسناً...! ربما هناك واحدو فقط....
إنه يتوق اليها بقوة تفوق على الاحتمال! ملأ كاين رئتيه بالهواء، ثمة شيء واحد آخر يريد ان يقوله لها ، شيء عليها ان تعرفه تابع:
- ... حين نتزوج سوف آخذ العدد الأكبر من السهم شانون.
فتحت شانون الجفنين الذهبيين المنبسط فوق عينيها الدامعتين.
- سوف! احصل على هذه الحصص، ثم احولها لك رسمياً ، بهذه الطريقة سوف يكون لك الرأي الأول في كيفية سير الأمور ، بالإضافة الى اقتراحات تضعينها بنفسك.
- آه كاين!
فيما ترقرقت الدموع من عينيها، سوت شانون جلستها وغمرته بيديها ، مستمتعة بدفئه وقوته وحدة الحب الذي استطاعت ان تراه في اعماق عينيه، غمغمت متأثرة:
- احبك.
ثم اردفت :
- لطالما احببتك ، انت اعطيتني الكثير وكل مافكرت فيه حتى الآن هو التمرد والعصيان .
- هممممم.....!
بدا كابن كأنه لم يوافق فحسب بل انه احب الفكرة ايضاً ، امسك بشانون بعيداً عنه قليلاً كي يستطيع النظر الى عينيها ، قال بنبرة جافة:
- ظننت انني اقفلت عليك في غرفتك... كيف تمكنت من الخروج؟.
تلفظت شانون بنبرة ممازحة:
- أظنك عرفت انني سأفعل.
جالت نظراته فوق جسمها النحيل، قبل ان يقول:
- انا سعيد لأنك فعلت.
تمنى لو انه ترك اليخت هناك في حوض رسو السفن، بعد ان تبين له ان شانون لا تنوي الهروب والابتعاد عنه.
- حسناً! استطاعت الصعود الى طاولة التبرج ، ثم عبرت بابا المخرج الأرضي.
جذبها نحو ذراعيه مجدداً حتى صار شعرها منسدلاً فوق ذراعه ، تساءل كاين ماالذي فعله كي يسلب لب تلك المرأة المحببة اللطيفة.
همس بصوت اجش غير قادر على الاكتفاء من النظر اليها:
- أنت جميلة!.
وأضاف :
- جميلة وذكية و....
واردف بصوت تزايدت خشونته بفعل العاطفة:
- .... مندهشة خيالية، حتى في طفولتك كنت كذلك.
ذكرته شانون وهي تعود بذاكرتها ايضاً الى الشوق العقيم لتلك الأيام:
- لم اكن طفلة ... كنت امرأة.
--------------------------------------
وأضافت :
- لكنك لم تلاحظ.
علق كاين بصوت خفيض:
- آه! بلى .... لاحظت.
فاجأها قوله ، لكنها لم تستطع إجابتها بسبب إحساسها بيده الدافئة تتحرك فوق عنقها، شهقت شانون فيما طوقت يداه كتفيها من جديد ، كرر كاين :
- كما قلت ، أنت مدهشة ، خيالية ، متمردة ، وجذابة الى حد لا يحتمل .
تأوهت شانون متأثرة بتلك العاطفة الجياشة، ذكرته بإلحاح ، وهي تمرر ذراعاً حول عنقه كي تجذبه نحوها :
- وساعية الى لفت الانتباه.
لم يكن كاين بحاجة الى المزيد من التشجيع ، شدها نحوها كي يعطيها كل الانتباه الذي تريده ، إذ لم يبق من شيء يقال.
النهاية


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 23-11-17, 03:31 PM   #14

AliZahraa

? العضوٌ??? » 325900
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 541
?  نُقآطِيْ » AliZahraa is on a distinguished road
Elk

يعطيكي العافية 👍🏻👍🏻👍🏻👍🏻

AliZahraa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-17, 06:17 PM   #15

سما التميز

? العضوٌ??? » 140932
?  التسِجيلٌ » Sep 2010
? مشَارَ?اتْي » 878
?  نُقآطِيْ » سما التميز is on a distinguished road
افتراضي

Thaaaaaaaaaaaaaaaaanks

سما التميز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-17, 10:34 PM   #16

Umsara311

? العضوٌ??? » 399506
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » Umsara311 is on a distinguished road
افتراضي

تسلم الأيادي ع القصص الجميلة🌹

Umsara311 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-17, 03:03 PM   #17

Zina83

? العضوٌ??? » 412326
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 58
?  نُقآطِيْ » Zina83 is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Just Faith مشاهدة المشاركة
المحتوى المخفي لايقتبس
Thaaaaaaaaaaxxxxxxxx


Zina83 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-17, 07:34 PM   #18

رارا84

? العضوٌ??? » 391042
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 434
?  نُقآطِيْ » رارا84 is on a distinguished road
افتراضي

شكررررررررررررررررررررا

رارا84 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-11-17, 11:03 PM   #19

farfallabella

? العضوٌ??? » 379736
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 358
?  نُقآطِيْ » farfallabella is on a distinguished road
افتراضي

شكرا لكم جزيلا🌹🌹🌹🌹🌹

farfallabella غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-11-17, 01:49 AM   #20

Noorak

? العضوٌ??? » 407937
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 20
?  نُقآطِيْ » Noorak is on a distinguished road
افتراضي

يسلموووو كتيييير😍😍😍😍😍😍😍

Noorak غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:44 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.