آخر 10 مشاركات
651 - الجميلة والسجين - Iris Carole - د.م (الكاتـب : الحبــ الكبير - )           »          69– يدان ترتجفان - كاي ثورب – روايات عبير القديمة(حصريا) ( مكتوبة/كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          سكنتُ خمائل قلبك (3).. سلسلة قلوب مغتربة *مكتملة* (الكاتـب : Shammosah - )           »          فوق رُبى الحب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : AyahAhmed - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          لتتوقف الثلوج.....فانظري لعيناي و قولي أحبك "مكتملة" (الكاتـب : smile rania - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-10-14, 11:55 AM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 99 - خطوات على الضباب - احلام قديمة





خـــــــــــطوَات على الضّباب

احلام قديمة رقم 99



الملخص تكسرين يده فيكـسر قلبك؟ هذه معادلة مجحفة بحق بينيفقد كانت حـــادثة عفوية ولم تتعمد طبــــعاً أن تكــــسر يد تشـــارلز، ومع ذلك عرضت أن ترافـــقه وأن تحل محل يدهاليمنى تعويضاً له عما أصابه.
ولكن هذا لا يعطي تشــارلز الحق في استغلال عطف بينيوطيبة قلبـــها إلى أقصى الحـــــدود، ولا يخوله إبقاءها في مزرعتــه تحت رحمة امـــرأتين: أمه الغاضبة، والفتـــاة التي سيتزوجها: شينـــــا!




روابط الكتاب
وورد
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

pdf
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

txt
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 10-10-14 الساعة 04:25 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 10-10-14, 12:05 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1ـ عندما تخطئ الريـــــــــــح
أصبحت الريح القوية ريحاً هوجاء .. ولكن هذا الأمر عادي في مدينة معروفة باسم " وندي ويلنغتون" أي " العاصفة" .. بعد ظهر ذلك اليوم من أيام شهر تشرين الثاني، اليوم الذي من المفترض فيه أن يكون الوقت صيفاً، كانت السماء مظلمة والريح تضرب الزوايا. فاضطر المشاة إلى تزرير معاطفهم، وإلى طأطأة رؤوسهم وهم يشقون طريقهم في الشوراع.
لكن هذه الريح بدت لا تؤثر إلا قليلاً على الطلاب المغادرين كلية التجارة قرب الجامعة. عصفت الريح في شعر بيني الأشقر فدمعت عيناها، كانت تنزل الدرجات الأمامية العريضة ثم وجدت نفسها مدفوعة من الخلف على يد مراهقات فرحات يثرثرن بمرح في نهاية الفصل الدراسي. كانت بيني تبدو كطالبة، ولكنها في الواقع معلمة، قطعت موقف السيارات نحو سيارتها الصغيرة الهوندا سيفيك الزرقاء، ولحقت بها ثلاث تلميذات.
ـ مرحباً آنسة كريستمان.. نرجو لك عطلة ممتعة و مريحة.
أجبرت نفسها للثلاثة: شكراً لكم.
أيريانها مرهقة وبحاجة إلى راحة؟ قالت فتاة أخرى وهي تدغع خصلة شعر شقراء عن وجهها: لاتفكري فينا حتى السنة القادمة.
ووعدت الثالثة، وإن عن غير قناعة: سأتمرن على الآلة الكاتبة التي يملكها أبي في العطلة.
ابتسمت بيني ثانية:عظيم.
عطلة حقاً.. ماأروع أن يكون المرء حراً ليفعل ما يشاء!
راقبتها الصديقات الثلاث وهي تفتح سيارتها، وسألت إحداهن: هل أنت مسافرة في العطلة آنسة كريستمان؟
آنسة كريستمان! هؤلاء الفتيات يظهرنها أكبر من عمرها فهي لم تتجاوز الثالثة والعشرين,
ردت بغموض لأنها لاتريد أن تعترف أن وجهتها وقف على القرار الذي ستتخذه الخالتان" جيلين و دايان"
ـأجل.. سأسافر إلى مكان ما.
قد تكونان حتى الآن على شجار بالنسبة للأمر.. فلخالة جيلين تريد أن ترافقها بيني إلى " كوينزلاند" في الجنوب، فيما تصر دايان على أن ترافقها إلى جزيرة" باي" في أقصى الشمال. ولكنها لم تقدر يوماً على التوصل إلى اتفاق مع الخالة العنيدة جيلين.
قطع صوت أصغر الفتيات أفكار بيني.وقالت بعينين مشعتين بالإثارة: سيصحبني رفيقي في رحلة على يخت والده..آمل أن تخف حدة هذه الريح اللعينة قبل أن نقلع، وإلا أصبت بدوار بحر رهيب.
قالت أخرى:" سيصحبني رفيقي إلى " ديونيدين".. وهناك سألتقي بعائلته".
أصدقاء.. يالهن من محظوظات، كان هذا ما فكرت فيه بيني قبل أن تتسلل إلى وراء مقود سيارتها. إنهن محظوظات لأنهن لا يعشن مع خالات يخفن من أي صديق قد يقترب منها. عبست وهي تتذكر عندما دعت تيم لمقابلتهما.. وكانت الزيارة الأولى و الأخيرة بل لم يزعج نفسه حتى في الاتصال بها مجدداً.ثم هناك غيره ممن استجوبتاه بشكل مفصل عن عائلته وأصله. وكان ذلك محرجاً لها. عندما احتجت على ما تفعله الخالتان.. كررتا القصة القديمة نفسها وقالتا الشيء نفسه: عزيزتي.. نحن نحاول حمايتك.. لولا قرار أمك مع ذلك الفتى، لكانت على قيد الحياة اليوم.
حدقت إليها أربعة عيون زرقاء بما يشبه الاتهام، وكالعادة أخرستها كلماتهما. والواقع أنهما لم تفشلا يوماً في جعلها تشعر بعقدة الذنب..فلقد ولدت بعد سنة على فرار والديها وزواجهما..وعندما بلغت الثالثة من العمر أصيبت بالسعال الديكي.. وفيما كان والدها يقود سيارته بسرعة جنونية ليضع ابنته المريضة بين يدي الطبيب، انعطف في منعطف جبلي بحدة.. وتدحرجت السيارة في منحدر عميق، وارتمت هي إلى الخارج. أما والداها فعلقا فيها وقتلا.
لم تكن تذكر الخالتان واقع أن والدها مات في الوقت نفسه . فهى في نظرهما سيبقى" ذلك الفتى".. وكلما كان ذكره أقل، كان ذلك أفضل..على أي حال، إن اكتشافهما بأنه بلا أقارب ترك للآنسة جيلين والآنسة دايان سكاوتر، أمر أخذ ابنة شقيقتهما للعناية بها.
لم تتركا لبيني المجال لنسيان واقع أنها مدينة لهما ومع مرور السنين أصبح الواجب كلمة مفضلة على لسان الخالة جيلين خاصة. تذكربيني ما قالته خالتها عندما اقترحت الانتقال إلى سكن خاص بها.
ـ من واجبك العيش معنا عزيزتي..فنحن بحاجة إلى مساعدتك.. لقد رعيناك عندما أصبحت يتيمة، و الآن جاء دورك لرعايتنا.
وافقت الخالة دايان. حدقت إليها كالعادة عيونهما الزرقاء الشاحبة مؤنبة.. وجادلتهما بيني: أنتما لا تحتاجان إلى مساعدتي حقاً.. فكلتاكما قادرتان..على أي حال، أنتما في الخمسينات من عمركما فقط.
أصبح صوت جيلين سكاتر بارداً.
ـ عزيزتي..تعرفين أننا لا نتباحث أبداً في مسألة عمرنا.
غمزت دايان لبيني بطريقتها الشفوق العادية: ألاترين عزيزتي؟ ليس الأمر مساعدتك لنا في المنزل فقط.. أو في الطهي بل الأمر هو المساعدة المالية التي تقدمينها لنا..
صاحت جيلين تقاطعها، وعيناها تومضان: اصمتي دايان، أظننا قادرتين على الاعتماد على بيني لتفهم واجباتها.. انتهى الموضوع الآن.
طالعها رد فعل مماثل عندما ألمحت بيني إلى أنها تفكر في قضاء العطلة و إحدى صديقاتها التي تعلم هي أيضاً في كلية التجارة.
انتفضت الخالتان.. وتبادلتا نظرات سريعة، ثم قالت جيلين: لكن يا عزيزتي، نحن بحاجة إليك لتوضبي حقائبنا و لتحجزي لنا..
قالت دايان: لن تتخلي عنا بالتأكيد.. أو تهجريننا؟ فلننفترض أن إحدانا مرضت. لن تسامحي نفسك أبداً.
وهذه هي الورقة الخادعة الرابحة التي تعطي النتيجة المرجوة. إن هذا النقاش يثور كل سنة، ولكنه ينتهي دائماً بسيطرة الخالتين عليها فتصبح العطلة مضجرة أكثر من قبلها. ويبدو أن المنوال نفسه على وشك أن يقع.. سيتفرجن على المحلات، يسرن في الحدائق العامة، أو يجلس في المنزل..
تدافعت الأفكار في رأسها وهي تقود الهوندا في المنعطفات التلة المرتفعة نحو ضاحية "كاروري".. ربما كان تفكيرها في العطلة القاتمة القادمة هو ما دفع بمنظر فستان الخالة جيلين إلى تفكيرها، فتمتمت من بين أسنانها: " اللعنة!" وخففت سيرها ثم أوقفت السيارة على جانب الطريق. اشترت الفستان من محل في المدينة، ولكنه بحاجة إلى تعديل، وهو ينتظر الآن من يأخذه. وهي تعرف كيف ستغضب الخالة جيلين لو ذهبت إلى المنزل بدونه. كما تعرف أن لا خيار أمامها غير العودة إلى المدينة. هكذا أدارت سيارتها بسرعة، متوجهة نزولاً، تناور المنعطفات حتى وصلت إلى شارع " التيراس" .
عرفت أن الوقوف في المدينة سيكون صعباً، لذا عندما رأت مسافة بين سيارتين من السيارات المصفوفة على طول " التيراس". توقفت فيه شاكرة. من حسن الحظ أنه قريب من سلم طويل ينقلها إلى شارع الميناء. كانت المسافات بين المباني المرتفعة بمثابة ممر للريح العنيفة التي كانت تنفخ في تنورتها وسترتها.
عندما كانت تسرع في النزول واجهها ممر آخر فيه تمر الريح بشكل عاصف. وهذه الريح سببت ضباباً كثيفاً من الغبار المتطاير كدوامة ارتفع بعضها فوجد طريقه إلى عينيها.. صاحت عندما أحست بالألم من حبات الرمل، وتوقفت، مغشة البصر تقريباً.. وقفت ترمش بعينيها عدة لحظات.. وقفت ترمش بعينيها عدة لحظات.
أخيراً، فتحت عينيها جزئياً فحاولت الإسراع في طريقها. ولأنها مطأطئة الرأس..فشلت في رؤية الرجل الصاعد على السلم. وكان هو أيضاً مطأطء الرأس.. حدث التصادم في زواية يستدير فيها السلم يمينماً ..أفقدتهما الصدمة توازنهما.. واندفعت ذراعه في الهواء وهو يهبط متدحرجاً.. ثم هوت بيني بثقلها، على يده، فسحقتها على الدرجة الإسمنتية القاسية.
أخذ الرجل يلعن ويصيح ألماً..
ـ اللعنة! ابتعدي عن يدي..أيتها البلهاء..
وكانت كلماته إهانة. كادت أنفاس بيني المصدومة تنقطع بسبب هذه السقطة، لذا لم تستطع الحراك للحظات. ثم وقفت متعثرة، ولكنها تشعر بألم حاد في ركبتيها.. إن الغلطة غلطتها.
ـ أنا آسفة..آسفة!
قالت لنفسها إنه ما كان عليها نزول الدرج مغمضة العينين. لو تذكرت الفستان وهي تغادر الكلية، لما اصطدمت بهذا الرجل في هده اللحظة بالذات.
جلس الرجل على الدرج يهز نفسه متألماً، ويمسك يده على الجهة الأخرى من الدرج.. ألاتعرفين أن على النازل أن يسلك الجهة اليسرى؟ أم أن هذا كثير عليك؟
ـ لقد دخل الغبار إلى عيني.. قلت لك إنني آسفة.
كان يجب أن أعرف هذا. كان وجهه متفضناً و أبيض من الألم.
ردت : " يحتاج الاصطدام إلى شخصين، فأنت لم تكن أيضاً منتهباً إلى وجهة سيرك.. لم يحدث ما حدث بسبب غلطتي أنا وحدي".
نظرت إلى يده، ثم إلى الألم الواضح في عينيه البنيتين. سألت بوجل: " أتؤلمك؟".
ـ نعم تؤلمني..بل ذراعي كلها تؤلمني كثيراً.
ـ أرى يدك متورمة.
سخر منها:" حقاً؟ ما أشد ملاحظتك..بالطبع تتورم..إنها تنتفخ كالبالون!".
ـ أتظن أن فيها شيئاً مكسوراً؟
حاول تحريك أصابعه وأنّ متألماً: لدي شك كبير في هذا. ماذا سأفعل الآن؟
أطبق الندم عليها: أخشى أنها غلطتي..
ـ بإمكانك قول هذا مجدداً..لست ضخمة الجسم، لكن ثقلك الذي هوى على يدي فوق الإسمنت، كان بالتأكيد خطراً.
ـ إنها يدي اليمنى..
صمتت، تفكر في المشاكل الأخرى التي يعنيها هذا الواقع، فأضاف بخشونة: أجل إنها يدي اليمنى..ها قد عدت إلى حدة الملاحظة!
تجاهلت السخرية في كلماته: أرجوك..دعني أفعل شيئاً لك.
ـ تفعلين شيئاً..؟ ألم تفعلي مافيه الكفاية؟
نفد صبرها منه:" لقد شرحت لك أن عيني كانتا ممتلئتين بالغبار.. و كانتا تؤلمانني لذا لم أكد أرى أمامي.. والآن.. أتريد أن أساعدك أم لا؟"
اعترف مكرهاً:" أخشى أن أعترف أنني محتاج إلى مساعدة من أحدهم".
ـ حسن جداً. أظن أن يدك بحاجة إلى أن يعاينها طبيب ما ، وفي أسرع وقت ممكن. هل لديك سيارة متوقفة في مكان ما؟
هز رأسه:" أنا أحضر سيارة عادة إلى ويلنغتون".
عبس ثم نظر إلى يده المتورمة بسرعة: ياالله..لم أشعر قط بألم كهذا!
قالت بيني: " لدي سيارة في شارع " التيراس"..لو أخذتك إلى طبيب فقد تنتظر ساعات طويلة.أظن أن أفضل طريقة أسلكها هي اصطحابك إلى قسم الطوارئ في المستشفى الحكومي، لأنني واثقة أنك بحاجة إلى تصوير أشعة".
وقف يمسك بيده، متشنجاً من الألم ..لحظتئذ عرفت أنه رجل طويل، و أن له خطوة من الملامح الوسيمة. كان شعره الأسود المستقيم كثاً، أما فكه الصارم فيدل على أنه رجل حازم . قدرت أن عمره ثلاثون عاماً.. نظرت إلى ثيابه فإذا هي حسنة التفضيل، يلبسها عادة أهل المدن ولكن خشونة فيه أوحت لها بأنه رجل بري.. ربما السبب في هذا لونه الأسمر، أو الخطوط البيضاء الصغيرة بين عينيه البنيتين التي حفرها التطلع الدائم إلى الشمس.
عندما راحا يرتقيان الدرج إلى التيراس حاولت حمل حقيبة أوراقه و لكنه انتزعها منها بيده اليسرى: لست عاجزاً بالكامل.
أخيراً أدخلته إلى السيارة وهناك راقبت أساريره فعرفت أنه يتألم. كان السير خفيفاً فقادت السيارة باتجاه المستشفى. ظلَّ صامتاً وهما يسلكان طريقهما إلى الطوارئ..حيث اضطر إلى الجلوس و الانتظار. لكنه أخيراً اقتيد إلى قسم العناية على يد ممرضة.
ظلت بيني جالسة منتظرة. عرفت أنها قادرة الآن على تركه فهو بين أيد أمينة وبعد المعاينة و المعالجة بإمكانه استئجار سيارة تقله إلى حيث يشاء.. ولكن كان هناك شيء أقوى منها يبقيها ملتصقة بمقعدها.. و اعتبرت ذلك نوعاً من الهرب. نظرت إلى ساعتها عدة مرات. لاشك أنه في قسم الأشعة..ثم، وبعدما ظنت أنها باقية هنا طوال الليل، برز مجدداً ووجهه متجهم.
أخرج نظر يده اليمنى المضمدة و المعلقة إلى عنقه منها صيحة صغيرة. ولكنها همست أخيراً:" أهي مكسورة؟".
نظر إليها بغضب:" وهل هذه الجبيرة التي ترينها مزاحاً؟". كان قلبها غارقاً بالندم حتى كادت تجهش بالبكاء
ـ أنا..آسفة..جداً.
ـ يدهشني أنك هنا باقية. اعتقدتك ستختفين حالما أدخل إلى غرفة المعاينة.
مسحت سخريته بعض شفقتها عليه: بالطبع مازلت هنا. وهل توقعت أن تركك؟
ـ صدقاً لا أدري ما توقعت.
ـ أضف إلى هذا أن حقيبتك في سيارتي.. فهل اعتقدت أنني سآخذها معي..أسرقها؟
تجاهل سخريتها، وضاقت عيناه أمام مشكلة أخرى قفزت إلى تفكيره: حقيبتي..اللعنة! هل سيتكفل بيومي كله.
ـ هل من خدمة أقدمها لك؟
ماذا في حقيبة أوراقه ياترى؟ هز رأسه:" يجب التأجيل".
أصرت: قلت لك إنني سأساعدك..سأفعل أي شيء لأساعدك . هل أقلَّك إلى مكان معين؟
تعاظمت عقدة الذنب في نفسها و كأنها شعلة متوهجة.
رد عليها:" تساعدينني؟ بإمكانك وضع دائرة حول قولك هذا. انظري إليها جيداً..".
وكاد يدفع بيده المصابة في وجهها.. فنظرت إلى الجبيرة التي تبلغ أطراف أصابعه، عندئذ فقط أدركت أنه أكثر من غاضب.. إنه مشتعل غضباً..
تمتمت:" لايسعني إلا أن أكرر أسفي".
ـ هذا ما قلته سابقاً. لكنه لن يفيدني بشيء.. فلن يخرجني أسفك من الورطة التي أنا فيها الآن.
وفيما كانا يتوجهان نحو السيارة في الموقف..قالت: أيمكنني أن أقلك إلى منزلك أو إلى أي مكان تريده؟
التوى فمه قليلاً: أن تقليني إلى منزلي، يعني رحلة تقطعين فيها ستين ميلاً إلى عمق منطقة" وايراربا"..مزرعتي على بعد أميال من "ماسترتون"..ولكنني الليلة أقيم في فندق" ثاون هاوس"...هل أنت قادرة على الذهاب إلى هناك بدون أن تصطدمي بشيء؟
التفتت تواجهه و غضبها يتصاعد ليوازي غضبه: ألن تفهم أن ما حدث محض صدفة؟ لولا اضطراري إلى جلب فستان خالتي جيلين، لما حدث هذا أبداً


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-14, 12:06 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سخر منها:" لقد وجدت من تضعين عليه اللوم".
ـ كان من الممكن أن تصطدم بشخص ما يتركك و يرحل. وكم بدأت أحس بالندم لأنني لم أتركك
ـ صحيح..حقاً؟
ـ أجل..في المرة القادمة سأهرب.
ـ لت تفعلي هذا، لأنك لست من هذا الصنف.
منعت نفسها من القول إنه لا يعرف من أي صنف هي، تابعت السيارة المسير وسط الصمت وأصبح امتداد الميناء إلى يسارهم. فيما كانت المنازل تغطي سطح التل إلى يمينهما، فتشت بيني عن المنعطف الذي يوصل إلى فندق" ثاون هاوس" وصعدت المرتفع، وتوقفت أما المدخل..عرفت موقع الفندق بالضبط لأن تيم صحبها إليه قبل تلك الليلة الكارثة، الليلة التي دعته فيها إلى منزلها للقاء خالتيها.
قال الرجل الجالس إلى جانبها: أرى أنك تعرفين طريقك إلى هنا.
ردت باختصار، أجل، دعيت مرة إلى هنا.
ـ إذن، كوني لطيفة وانضمي إليّ لتناول وجبة هذا المساء.. فكما ترين، سأحتاج إلى من يقطع لي اللحم.
ردت: أنت تطالب بالتأكيد بالتعويض عما أصابك.. وأنا لاأقصد التلاعب بالألفاظ.
ـ ألا تعتقدين أنك مدينة لي بهذا القدر؟ هل ستجدين صعوبة في مشاركتي العشاء؟
قالت لنفسها: إنه تصرفك الذي أجد صعوبة في هضمه. وقالت له: أنت تحس بالسأم و بالشفقة على نفسك.
ـ ألا تظنين أن لي الحق في الإشفاق على نفسي؟ كيف تعتقدين أنني سأتدبر أمر عملي اليومي، كالحمام أو ربط شريط حذائي مثلاً؟
قالت بعذوبة:" عليك أن تجد لنفسك مساعداً".
قاطعها:" أو مساعدة".
ـ بإمكانك وضع قفاز مطاطي فوق ضمادتك، أما الحذاء فليكن بدون شريط.
ضحك ضحكة قصيرة:" لديك جواب عن كل سؤال.. ولكن، صدقاً ما هذه بأسوأ مشاكلي".
صمتت خائفة من طرح سؤال عن مشاكله..
قال لها:" رافقيني إلى الفندق وسترين بنفسك".
ـ يجب أن أتصل بخالتي.. إنهما بدون شك تتساءلان عن أسباب تأخري في القدوم عليهما.
قال لها وهو يقودها في بهو الفندق إلى المصعد: فلنفعل ذلك في غرفتي.
غرفته؟ نظرت إليه بريبة..ألديه مطالب أخرى؟ عادت أفكارها إلى خالتيها، ففكرت في تفسير ما تقدمه لخالتها جيلين التي سترد بالتأكيد على الهاتف والتي ستقول بصوت متجهم: عشاء في " ثاون هاوس".. ومع من .. هل لي أن أسأل؟ آه! شخص اصطدمت به؟
لم تتلق يوماً دعوة إلى العشاء في ظروف غريبة كهذه.. وقررت أن تقدم أقل قدر من الشرح، إن استطاعت أن تتهيأ نفسياً لمواجهة المشاحنة المحتومة بعد العودة إلى المنزل. أبعدت المشكلة عن تفكيرها ثم دخلت إلى جناحه الذي يضم بين جنباته غرفة نوم، وحمام وصالون صغير يطل على الميناء. ولكن المنظر الساحر في الخارج هو ما استرعى انتباهها بل الآلة الكاتبة الصغيرة الموضوعة أمامها كومة أوراق مطبوعة. أدارت عينان دهشتان نحوه.
هل هذه.. مخطوطة.. لشيء ما؟
ـ أجل.
حارت:" لكن..ألم تقل إنك مزارع؟".
ـأنا أملك مزرعة.. لكنني كاتب.
ـ وهل تؤلف الآن كتاباً؟
ـ أجل.. أؤلف كتاباً.. أم أقول إنني كنت أؤلف كتاباً؟
في تلك اللحظة بالذات عرفت خطورة ما فعلت بهدوء:" لن تتمكن من الطباعة..أهذه مشلتك الرئيسية؟".
نظر إليها ساخراً: ألاحظت هذا؟ أرجوك، لاتقولي إنك آسفة مرة أخرى.. إذ كفاني ما نفحتني به من أسف.
صفعتها كلماته القاسية فنظرت إليه بصمت.. راح عقلها يستوعب الموقف.. إنه رجل قوي، مستبد، أوقف عن
الحركة فجأة وكنت أنا المسبب.
فلا عجب إذن أن يغضب مني.. مع هذا رفعت ذقنها تقول: أستطيع أن أفهم أنك تكره النظر إليّ.. على أي حال..
أظنك شيطان ساخر.. وأشكرك على دعوتك إياي للعشاء.. ولكنني أفضل العودة إلى منزلي. فليقطع لك الساقي
اللحم، أو أطلب وجبة طعام تؤكل بالملعقة.
ارتدت على عقبيها وما كادت تصل إلى الباب حتى امتدت يده اليسرى لتمسك ذراعها، وتديرها لتواجهه: لحظة
فقط.. يمكنك بالتأكيد أن تكوني لبقة لتتناولي معي شراباً..أنا بأمس الحاجة إليه.. وأظنك بحاجة إليه أيضاً.
ردت على نظرته بتحد. كانت عيناها الزرقاوان النجلاوان تعكسان لون معطفها الفيروزي.
ـ لبقة؟ أعرف ماهو غير اللبق!
تجاهل اتهمامها: ماذا ترغبين. عصير الكرز مع الصودا أم عصير الليمون؟
ـ عصير الليمون مع الصودا، شكراً لك.
إنها بحاجة إلى ما يساعدها على معاودة النشاط لتتمكن من التعامل مع الموقف.
بدأ بحثه في البراد الصغير و أخرج الإبريق، ثم فتح الخزانة و أحضر كأسين، وضعهما على الطاولة وجلس يسكب
الشراب فيهما.
ـ هاك الآن..لست عاجزاً على أي حال.
وابتسم لها، فقالت: أرى أنك رجل عنيد.
ـ هذا ما يقوله لي كل من يواجهني.
غيرت البسمة ملامحه كلها، إذ رفعت عن وجهه الفضب فأدركت أنه أشد وسامة مما ظنت. إن له أسناناً رائعة، وفماً
تحدق به خطوط المرح. أعادت كلماته التالية الوضع إلى مكان عليه: ألن تتصلي بخالتك أو بشخص ما؟
ـ أجل..أعتقد أن عليّ ذلك.
ـ وستتناولين العشاء معي..أرجوك؟
أذعنت:" حسناً..لكنني لا أعرف اسمك".
ـ تشارلز تايمر.. وما اسمك؟
ـ بينلوني كريستمان.
ـ لم أسألك إن أصبت بأذى من جراء تلك الوقعة.. لم يبدُ لي أنك تأذيت..
هزت كتفيها: تمزق جوربي الحريري وجرحت ركبتاي.
رفعت تنورتها لتعاين الخدوش الخشنة التي غطاها الدم.. فنظر إليها عابساً ثم قال: لم تقولي كلمة عنها.
--------------------------------------------------------------------------------
ـ إنها لا شيء مقارنة مع..
لاحظت أنه انتفض ألماً..فاضطرت للسؤال: أتؤلمك كثيراً؟
التوى فمه قليلاً:" يبدو أن الألم مازال موجوداً رغم تلك الأقراص التي تناولتها".
أشار برأسه:" هاك الهاتف هناك..قومي بالاتصال.
لم تعجبه لهجته: هل تأمرني؟
ـ أجل، وإلا تسللت وهربت.
ـ خلتك راغباً في هذا.
ـ يا للغرابة!لا، لا أريد أن ترحلي.
ـ لكن جلوسي قبالتك طوال العشاء، سيذكرك دوماً بما أصاب يدك.
ـ بل على العكس.. لأنني أتوقع حديثاً مثيراً قد يبعد تفكري عن الألم.
ـ مني أنا؟ وهذه الضمادة تحدق في؟ لاشك أنك تمزح! أم تراك تتعمد معاقبتي بإجباري على النظر إلى ما جنت
يداي؟
قال بصوت أجش:" قلت..الهاتف هناك"
طلبت الرقم على مضض، وكما توقعت، رفعت الخالة جيلين السماعة. كان الصوت القوي يرن بالتوتر.
ـ بيني؟ أين أنت؟ لقد قلقنا كثيراً..كان عليك أن تكوني في المنزل منذ زمن.
ـ أخشى ألا أستطيع شرح السبب الآن خالتي، أنا أتصل بك لأعلمك أنني سأتناول العشاء مع..شخص التقيته.
ـ حقاً؟ ومن هو هذا الشخص؟ هل لي أن أسأل؟
ـ أنت.. أنت لاتعرفينه، خالتي.
أطلق صوت جيلين سكاتر إنذاراً حاداً: أرجو ألاتفعلي ماهو أحمق يا بيني.
ردت بيني بجفاء:" لست طفلة خالتي جيلين".
ـ همم..حسناً، لست واثقة من هذا.. و الآن هل أحضرت فستاني الجديد من المحل؟
ـ لا.. أنا آسفة..لم أتمكن من هذا.
ـ بيني..أتقولين إنك قصرت عن جلب فستاني الجديد؟ كيف يمكن أن تكوني عديمة المسؤولية رغم معرفتك بأنني
أنتظر أن تحملي الفستان إلى المنزل؟
كادت بيني ترى لمعان الغضب في عيني الخالة: آسفة خالتي جيلين، سأجلبه لك يوم الاثنين..
ـ حقاً بيني..خاب أملي بك.. أرجوا ألاتأتي متسللة في وقت متأخر من هذه الليلة.
ـ لا خالتي..لن أتأخر.
وأقفلت السماعة.. كانت نفسها مليئة بالحرج، لأن الخالة كالعادة نجحت في إشعارها بأنها طفلة نصف ذكية.وعرفت
أيضاً، أن تشارلز سمع الصوت المرتفع بوضوح.
سأل بدون أن يلتفت: مشاكل في المنزل؟
ابتسمت:" لم تكن خالتي جيلين راضية، أعتقد أنك سمعت كل شيء؟".
ـ كل كلمة..إنها مستبدة، أليس كذلك؟
ـ حسناً..إنها تحكم المسكن.
ـ أظنك بحاجة إلى المزيد من اليمونادة.
صب لها المزيد و أعطاها إياه ثم أضاف متجهماً: لايمكنك الاكتفاء بصائح واحد..
قالت بحدة:" لاتريدني أن أنسى".
ارتشف من كوبه رشفة، و أخذ يحدق إلى الميناء و أنواره التي بدأت تنير المساء المبكر. ثم قال: اجلسي و أخبريني عن الخالة جيلين.
ـ وكيف يمكن أن تثير اهتمامك؟
ـ لأنني فضولي.. لماذا تخيفك؟ مع أنني لا أراك ممن يخاف بسهولة.
ـ إنها لا تخيفني.
ـ غير صحيح، فقد برز خوفك واضحاً أثناء المكالمة. لماذا تعيشين معها؟ على الفتاة في مثل سنك أن تعيش مستقلة.
ردت ببؤس:" الأمر يتعلق بالواجب و الخالة دايان توافقها الرأي".
ـ الخالة دايان؟ أهي معكما كذلك؟
ـ إنها أصغر سناً و ألطف من الخالة جيلين.. مع أنها أحياناً تحاول فرض نفسها كما يحدث الآن في الجدال القائم
بيننا.
ـ أوه!وعم هو؟
بدأت بيني تسترخي، وتستريح إليه، وبدأت عقدة لسانها بالانحلال فشرحت له مشكلة عطلة هذه السنة.
سألها: ولماذا يتوجب عليك مرافقتهما؟ إنها فرصة لتستريحي منهما.
ـ إنهما بحاجة إلى مساعدتي. هما شقيقتا والدتي. عندما قتل أبواي في حادثة سيارة، ضمتاني إلى كنفهما.. ومن
واجبي الآن رد الجميل.
خرجت الكلمات منها آلياً..فهي مغروسة في رأسها من جراء تكرار الخالة جيلين الدؤوب لها.
قال لها بهدوء: ما تقولينه إنهما تحكمان الطوق حولك.. وترفضان تركك وشأنك.
قالت تدافع عنهما:" ليس تماماً، فأنا أذهب إلى العمل كل يوم".
ابتسم بجفاء: مهما يكن ستكونين الراحة الكبرى لهما في سن متقدمة.
تدرك بيني أن هذا هو الواقع، ولكن الولاء أبقاها صامتة..
جاء سؤال مفاجئ: كم عمرك؟
همست وكأنها تخجل من هذا الواقع: ثلاثة وعشرون.
ـ لا أرى في يدك خاتم خطوبة..ألديك صديق؟
هزت رأس ببؤس..صديق!هه!أضاف بخبث:" أراهن أن الخالة جيلين تهتم بكل واحد منهم".
جعلها الولاء ثانية تمتنع عن الاعتراف بالحقيقة.. فقالت: أظن أنني أخبرتك بمافيه الكفاية عني.. فأخبرني شيئاً عن
كتابك.. أنا واثقة أنه مثير أكثر من شؤوني. أهو رواية أدبية أم لا؟
ـ لا..إنه عن الكلاب.
ـ كلاب؟
لم تستطع إخفاء دهشتها.. فقال يشرح لها: كلاب رعاة الغنم هي نجوم الكتاب. وكما ذكرت لك سابقاً، عندي مزرعة
ولكنني لم أقل لك إن هناك من يديرها نيابة عني عندما أكون غارقاً في هوايتي الأدبية.
ـ أنت متزوج.. بالتأكيد.
ولكنها تساءلت لماذا تهتم بطرح هذا السؤال.
قال:" بالتأكيد لا.. ولم أخطب امرأة أيضاً، مع أن أمي تسعى جهدها، لتعدل هذا الواقع".
لم ترغب في الظهور بمظهر الفضولية، ولكنها لم تستطع مقاومة السؤال:
ـ أتعيش مع أمك؟
ـ أجل..أم ربما عليَّ أن أقول إن أمي تعيش معي.
ـ آه؟
صمتت منتظرة منه أن يقول المزيد، راقبته وهو يرتشف شرابه..تعرف أنه اطمأن إليها كما اطمأنت هي إليه.
قالت تحثه:" أخبرني عن المزرعة..".
اعترفت لنفسها أنها تحب أن تعرف المزيد عنه..
ـ لقد اشتراها جدي و أدارها له أبي حتى مات بعدما رماه جواد عن ظهره.
ـ أنا آسفة..
ـ ورثت منذ بضع سنوات المزرعة بناء على وصية جدي.. وهي معروفة باسم" بليارز".
ـ إنه اسم جميل لأملاك تايمر..
ـ جدي هو من اختاره، كان يبحث عن اسم عندما اقترح أحد أصدقائه القدامى هذا الاسم ممازحاً، و لأنه كان مالكاً
جديداً لخمسة الآف فدان، شعر بالفخر..
ـ ماذا قصدت بقولك إن إمك تفعل ما بوسعها؟
ـ لقد قررت منذ زمن طويل أن تزوجني بفتاة قاطنة في الجوار اسمها شينا ديكسون.
ـ شينا؟ أهي جميلة؟
ـ لقد قدمت إلى المنطقةمنذ خمس عشرة سنة. وذلك عندما كنا نواجه مناعب زراعية. وقعنا في خسائرمالية كبيرة
بعد صفقات ماشية سئية. ثم أصبيت النعاج بمرض.. لقد أصابتنا هذه الضربات في الصميم فضطررنا إلى بيع
نصف الأملاك للمحافظة على النصف الآخر..
سألت بعدما فكرت في الموقف..
ـ أتقول إن نصف بليارز، بيعت إلى والدي شينا؟
ـ أجل.. إن كيرك ديكسون على الأقل مزارع جيد.
ـ وهل هي ابنته الوحيدة؟
ـ نعم. وماذا في هذا؟
ضحكت فجأة:" يسهل تخمين الباقي.. تزوج شينا تسترد الأملاك في النهاية.. و أستطيع أن أفهم شعور أمك حول
الموضوع. فلماذا لا تعقد الرباط، وتجعلها سعيدة؟".
رد بغضب ساخر: لأنني لا أنوي أن أجبر على زواج لأجل قطعة أرض. ولا أستطيع فهم سبب إسراري بهذه الأمور
إلى شخص أقعدني عن العمل هكذا!


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 10-10-14, 12:17 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2ـ التحـــــــــــــدي الأخير
أدركت أنه مايزال غاضباً منها . ولكنها حافظت على مرحها و قالت: من الجيد أن يتحدث المرء عن مشاكله.. لو
أفضيت عما في قلبك أكثر قد تسامحني.
رد تشارلز:" هذا غير محتمل، ألا ترين ما فعلته بي؟ لقد وضعتني بين يدي أمي".
ضحكت:" لاشك أنها ستسدعي امرأة ما لتساعدها وعندئذ.. وستخدمانك بكل مافي الكلمة من معنى".
ـ أنت على حق.. مع أنني لا أعتقد أن الأمر سيء كما تتصورين. وقد تقودني شينا عل الأرجح إلى طبيب ليصف
لي مضاداً للألم.
ـ أرجوك، لاتتردد في إرسال فاتورته لي.
ـ قد تكون مكلفة.
رفعت ذقنها بتحد:" لايهمني.. أستطيع تسديدها. قلت لك إنني موظفة. ألم أخبرك؟".
ـ بلى، أخبرتني. ما طبيعة وظيفتك؟ هل تبيعين الأزرار و القماش المخرم للعجائز؟
تورد وجهها بسبب نظرته الوضيعة إلى قدراتها:
ـ لا.. لست هكذا.. أنا معلمة. أعلم كيفية استخدام الآلة الكاتبة في كلية التجارة.
نظر إليها مفكراً، ثم ضاقت عيناه عندما استوعب ما قالته: أنت .. تعلمين الطباعة؟
ـ نعم.
وضعت الكأس من يدها بحذر، ثم دنت من كومة الأوراق قرب الآلة الكاتبة.. كان هناك قلم أمسكت به و كتبت على
الورقة العليا، ثم قالت: هذا عنوان منزلي.. بإمكانك إرسال فاتورة الطبيب إليّ.
تجاهل ما فعلت، و قال:" أعتقد أن الكلية أقفلت أبوابها هذه السنة.. وهذا يعني أنك قد تذهبين في عطلة مع
خالتيك".
عادت للجلوس، و استأنفت شرب العصير: هذا هو الوضع تماماً.
نظر إليها وفي عينيه و ميض تسلية
ـ بمناسبة الحديث عن الخالتين.. ماذا ستكون ردة فعلهما إن شاهداك في غرفة غريب في الفندق؟
اعترفت:" ستعتبرانني طائشة حمقاء. و ستطير خالتي في الهواء رعباً".
ـ و الخالة دايان؟
ـ قد تصاب بالدوار أو يغمى عليها.. إنهما حساستان تجاه صحبة الرجال.
ـ لاشك أن والدتك مختلفة عن أختيها.
ـ كانت أصغر منهما بكثير.. لقد تزوجت ضد رغبة أختيها..أو على الأقل رغبة جيلين على ما أعتقد.
ـ يبدو أن هاتين المختلتين عقلياً سيطرتا على حياتك؟
أجبرها الولاء على القول:" ليستا مختلتين عقلياً.. تقولان إنهما قامتا بما في وسعهما من أجلي".
ـ تقولان؟ يبدو أن قولهما مجحف.
جعلها التفكير بخالتيها و باستنكار هما تقول: إن لم نذهب إلى قاعة الطعام قريباً فسأضطر إلى العودة إلى البيت..
على أي حال، يجب أن تأكل شيئاً.
ـ أنت خائفة منهما.
ـ صعب عليّ عدم الإذعان لرغبتيهما.. المسألة أنني أريد المحافظة على السلام.
قال ساخراً:" لاشك أنهما ممسكتان بك من رأسك حتى أخمص قدميك وأظن أنه سينتهي بك كما انتهى بهما..عانس
عجوز".
تردد صدى سخريته في أذنيها وهي تحلق به إلى قاعة الطعام.. ولكنه على حق..اجتاحتها موجة بؤس و إشفاق على
الذات. سينتهي بها المطاف كما انتهى بحالتيهما.. ومن غير المحتمل أن ينقذها أحد من هذا المصير.
أبعدت عن نفسها الأفكار المحزنة ثم أكملت المسير نحو مائدة موضوعة قرب النوافذ..كانت قاعة الطعام مطلة على
الميناء و أنواره التي كانت تبرز مشرقة في الظلام. ووجدت بيني المنظر خلاباً.. فطلب تشارلز تايمر اللحم
المقلي.. وفكرت بيني في اللحم المقلي فوجدت أنه يريد فعلاً منها أن تقطع اللحم له.. ولكن عندما وصل اللحم، كان
مقطعاً قطعاً صغيرة.
قال الساقي:" لم تكن هذه الضمادة على يدك وقت الغداء، سيد تايمر هل صدمت شيئاً منذ ذلك الوقت؟"
قال تشارلز بغموض:" يمكنك قول هذا. له شعر أشقر و عينان زرقاوان كبيرتان".
نظر الساقي إلى بيني نظرة إعجاب تورد لها وجهها.
ـ صدمتك، أليس كذلك؟
ـ تقريباً.. شكراً لتقطيع اللحم.
تجاهلت بيني إشارته إليها و لكنها بعد ابتعاد الساقي قالت ببرود: يبدو أنهم يعرفونك نعم المعرفة هنا.. أأنت أحد
نزلائهم الدائمين؟
ـ أجل..أقيم هنا كلما زرت ويلنغتون.
ـ وهل تأتي دائماً إلى المدينة؟
ـ فقط عندما أريد محادثة الناشر.
نظرت إليه مفكرة.. هل ستراه مرة أخرى؟ لا.. هذا غير محتمل أبداً. إن صورة الخالة جيلين التي تسللت إلى
رأسه، كفيلة بجعله يعيد التفكير مرتين قبل أن يتصل بها.
اجتحاتها موجة اكتئاب، ولكنها تماسكت لتشير إلى اللحم المقطع في طبقه: أرأيت.. لاحاجة بك إلى مساعدتي في أي
حال.
نظرت إليها العينان البنيتان بثبات، تتأملان ملامحها بإمعان, انتطرت منه أن يتكلم ولكنه لم يقل شيئاً.
أحست بحرج بسبب تفرسه الشديد بها، وقالت بسرعة: أخبرني عن كتابك.. إنه عن الكلاب كما قلت؟
ـ هذا صحيح. إنه مزيج من التاريخ، و النوادر، وقصص الإنسان. يتوقع الناشر رؤيته على مكتبه في نهاية شهر
شباط.. هذا هو الموعد النهائي حسب العقد الذي وقعته معه.
انتفضت:" عقد؟ وكم تقدمت في كتابته؟".
ـ أنا في منتصف الطريق تقريباً.. الهدف أن أغطي كل المعلومات المتعلقة "بنيوزيلندا".. أتفهمين؟
هزت رأسها:أظن هذا.. ولكن مالا أفهمه، هو سبب اضطرارك إلى إنهائه قبل نهاية شهر شباط؟
ـ سيمر الكتاب بعد التأليف بمراحل عديدة بدءاً من الطباعة انتقالاً إلى التصحيحات فالطباعة النهائية ليكون جاهزاً
في الأسواق فبل الميلاد.. بإمكانك القول أنها مسألة اقتصادية.. والآن، أتدركين الورطة التي أنا فيها؟ أنا في موقف
قد أضطر فيه إلى فسخ عقدي مع الناشر.
تغيرت ملامحه وهو ينظر إليها غاضباً..أجفلتها فظاظة كلماته الأخيرة، وجعلتها تدرك أن مابدا لها تصرفاً مرحاً،
كان مظهراً خارجياً فقط..اعترفت ببؤس: أجل..أرى هذت بوضوح. ماذا عن قيلدة السيارة؟ ألديك سيارة هنا؟
ـ لا.. أنا لاآتي بسيارتي إلى ويلغتون.. من الأسهل استخدام القطار، أو سيارات الأجرةـ فهذا يزيل من أمامي عقبة
إيجاد موقف لسيارتي.
ـ إذن ، متى ستعود إلى مزرعتك؟
ـ غداً..سأتخلى عن الإذاعة، أو أرسل لهم النص، البريد.
اتسعت عيناها:" الإذاعة؟".
ـ كان من المقرر أن تجرى معي مقابلتين تتعلقان بالثقافة على أن تذاعا للمدارس. كنت أنوي وضع النص في أحد
مكاتب الإذاعة في شارع" التراس" وكنت في طريقي إلى هناك عندما التقيت بك.
ـ تقصد عندما صدمتك..لماذا لا تقول هذا بوضوح؟
ـ فلنترك هذا الموضوع.
تابعا الأكل بصمت، في هذا الوقت وصلت معنويات بيني إلى الحضيض لأنها عرفت أنه مسافر غداً..وأن من غير
المحتمل أن تراه مرة أخرى..ليس لأنه قد يرغب في رؤيتها ثانية، فهذا محال، ولماذا على أي حال تريد رؤيته
ثانية؟ لقد كان ما جرى حادثاً مزعجاً من الأفضل نسيانه..
سأل عندما سمعها تتنهد: ما الأمر؟ ألا يعجبك الطعام؟ هل اللحم قاس؟
ـ آه لا.. إنه لذيذ.
ـ إذن لماذا تنهدت؟
ـ أحس بالأسف على الموقف كله، وأنا..قلقة عليك ولكني أرجو أن تتمكن بطريق ما من إنهاء كتابك في الوقت
المحدد.
نظرإليها ساخراً:" لا مجال للأمل..قد يتصور المرء أنك تهتمين بالكتاب".
ـ أنا أهتم..أرجوك صدقني.
هز كتفيه مستسلماً: أنا مضطر إلى مقابلة بعض الناس.. وهناك رجل في "أوتكي" يتوقع لقائي قريباً.
ـ "أوتاكي" تبعد أميالاً عن" ماسترتون" ..لكن شينا ستتمكن من إيصالك إلى هناك.
ـ ربما.
لماذا توترت لذكر شينا؟..قالت بحبور مصطنع:"ستسجل لك الملاحظات على الأقل".
ـ أنا لا أسجل ملاحظات..عادة أقوم بتسجيل ما أريد على آلة تسجيل..ثم أعود\ فأصغي إلى الحديث وبعد ذلك أقوم
بطباعة الحديث على الآ لة الكاتبة..إنها عملية طويلة.
نظرت إلى يده اليمنى، ولم تقل شيئاً. ولكنها اضطرت إلى كسر الصمت: وهل هناك الكتير للكتابة عن الكلاب؟
ندمت على السؤال حالما تفوهت به.. لاشك أن هناك الكثير، وإلاما كان ليؤلف كتاباً عن هذه الحيوانات.
نظر إليها بتساهل، وكأنه لا يريد من غبائها أن يوترها..أخيراً قال:" الموضوع يغطي ميداناً واسعاً..كل مالك كلب
لديه قصة، قديمة أو حديثة. عدا مقدرة كلاب الرعي المذهلة، هناك الكلاب البوليسية، و الكلاب التي تساعد
العميان..هل امتلكت كلباً في يوم ما؟".
فاجأها السؤال:"لا..أخشى أن خالتي جيلين..".
ـ لاتحب الكلاب..هذا ما أتصوره.
قالت تدافع مجدداً:" ليست المدينة بمكان مناسب لنوع الكلاب الذي أهوى اقتناءه..فهو يحتاج إلى حرية و تمرين".
ـ آه!؟ وأي نوع هذا؟
ـ "لابرادور" ذهبي.
أستغرب قدرتك على تسمية نوع منها.
ـ سأتجاهل هذه السخرية من معلوماتي سيد تايمر.. أفهم أنك تعب.
ـ بل الأصوب أن تقولي إنني مرهق.
ـ يجب أن تكون في..
ترددت في إنهاء جملتها لئلا يأخذ اقتراحها على غير محمله.
كان في عينيه توقع مرح عندما قال: ما إن نشرب القهوة في الصالون، حتى أكون مسروراً إن ساعدتني لأصل إلى
هناك.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-14, 12:39 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

كادت تشهق.. ولكنها رأت أنه يمزح فتغاضت عن ذلك. وقالت مبتسمة:سيساعدك أحد السقاة، أو أحد الموظفين.

ـ كلهم مشغولون الآن، ففي المساء ينشغل الجميع. هل من اعتراض في مساعدتي على خلع قميصي؟ لا داعي إلى

أن تعرف خالتك جيلين بهذا..

وضحك. دلَّ وميض عينيه أنه يعتبرها محتشمة إلى حد الإشفاق..و تصاعدت كبريائها لإنقاذها، وردت ببرود:

بالطبع سأساعدك..وسأضعك في الفراش.

صدمتها كلماتها فصمتت..ياالله! ماذا تقول؟

ـ عظيم..رجوت ألا تتركيني عاجزاً.

بعد وقت قليل توجها إلى الصالون، حيث كان الناس متحلقين حول الموائد الصغيرة المستديرة.. وفيما كانت بيني

تشرب القهوة، قالت لنفسها إنها حمقاء..فلاضير في مساعدته على نزع ثيابه..فلو اتخذت لنفسها مهنة التمريض، لا

ضطرت إلى خلع ثياب رجال غرباء يومياً. إن الفتاة العادية قادرة على التعامل مع هذا الموقف بشكل عادي..لكن

الفتاة لم تربها الخالة جيلين التي تعتبر الرجال أقرباء للشيطان.

أجفلتها صوته عندما مال إلى الأمام وتحدث بصوت خفيض.

ـ ملء وجهك الارتباك. هل أنت خائفة مني؟

ـ ويدك في الضمادة؟ بالتأكيد لا.

ـ أمر مؤسف..كان سيرفع من غروري أن أعرف أنك خائفة مني.

نظرت إليه مفكرة و عيناها الزرقاوان العميقتان قائمتان، ها قد عاد يذكرها بما فعلت.

قالت:" لاتريد أن أنسى ما فعلت..أليس كذلك سيد تايمر؟ لاتقلق..سترسخ هذه الحادثة في ذاكرتي وقتاً طويلاً".

قال بصوت أجش:" لن ينساها أحد منا بسرعة.. و الآن إن أنهيت قهوتك، فلنعد إلى جناحي".

ارتشفت ما تبقى في فنجانها بسرعة. وعندما استحوذت عليها رغبة مجنونة بالفرار ولكنها تذكرت أن معطفها في

جناحه. ما إن دخلا حتى جذبها جمال الأنوار مجدداً إلى النافذة، لكن الأنوار فقدت بطريقة ما سحرها.ماهي "

إلالحظات حتى كان إلى جانبها يقف صامتاً.. نظرت إليه: أتنام عادة باكراً؟

ـ فقط عندما أكسر يدي..

ـ هاقد عدت ثانية!

ـ أجل..نسيت أنك تمتعضين من تذكري إياك بما فعلت ولكن النوم باكراً سيساعدني.

ـ أعتقد أنني أفهم.

وقف لحظات، ثم تركها ليذهب إلى الحمام.. بعد لحظات عاد إلى الغرفة.. لكنها لم تجد الشجاعة لتستدير و ترى ما

يفعل.

ثم أتاها صوته من خلفها: أستطيع التعامل مع الحذاء و الجوراب، شكراً لك.

كانت لهجته مهذبة فشعرت بأنه يضحك منها.. إنه وحش. عندما استدارت إليه كان قد تخلص من سترته التي ألقاها

أرضاً. التقطتها و علقتها في الخزانة. ثم وقف، كطفل ينتظرها فاقتربت منه وراحت تفك أزرار قميصه ثم جذبته

من كمه الأيسر بعد ذلك من فوق الضمادة.

عندما أشاحت وجهها عن منظر صدره العاري قال لها: ألم تشاهدي جسد رجل من قبل، آنسة كريستمان؟

ابتلعت ريقها: بل رأيته.. في الأفلام.. وعلى الشاطئ..

ـ إنما ليس على هذا القرب الشديد؟

تجاهلت سؤاله:أين بيجامتك؟

كان صوتها غير ثابت فلعنت نفسها على حماقتها: في الخزانة، أو تحت الوسادة. سأرتدي السترة فقط إن كنت لطيفة

فزررتها لي.

عندما كانت تبحث عن البيجاما، وعت أن نبضاتها تتسارع، وأن وجنتيها ملتهبتان. عادت ولكنها وجدت أن من

الصعوبة عليها أن تنظر إليه.. فقد عرفت أنه ينظر إليها. سألها ببرود صدمها: أعتقد أنه لم يمسك رجل قط آنسة

كريستمان؟

شهقت بغضب:" وماذا في هذا؟".

ـ يقولون إن مثيلاتك نادرات في هذه الأيام.

تجاهلت تعليقه وهي يده اليسرى إلى الكم، ثم لفت السترة حوله وزررتها.

قال بصوت خفيض: شكراً لك آنسة كريستمان.. لو عرفتك في ظروف مختلفة، لسررت كثيراً بمعرفتك.

ـ وأنا أيضاً سيد تايمر.

لكنها شعرت بأن عينيه تأسران عينيها بنوع من القوة المفناطيسية التي وجدت أن من الصعوبة أن ترتد عنها. ثم

حدث غير المتوقع. التفت ذراعه اليسرى المذهلة بقوتها، حول خصرها، وشدتها إليه، فانتفضت و كادت أنفاسها

تزهق و لكنها لم تستطع غير رفع نظرها إليه، عاجزة عن الكلام. كانت عيناها كقطعتين من الزفير الأزرق.

ولكن التوقف كان مؤقتاً، قبل أن يشدها أكثر إلى الأمام في عناق أرسل خفقات قلبها على هواها.. مع أنه لم يكن

عناقاً طويلاً، ولكنه كان كافياً ليعلمها أن هذا الرجل يجد صعوبة في السيطرة على نفسه. عرفت أن عليها دفعة عنها

و لكنها لم تكن تملك القوة لتفعل هذا..

ظل ينظر إلى عينيها بعدما أبعدها عنه قليلاً، و كأنه يلزم ذاكرته أن تطبع فيها كل ملامحها. بادلته النظر، قائلة:

ماكان عليك أن تفعل هذا سيد تايمر..لايحق لك..

على المرء أن ينتهز الفرص التي أمامه.. خاصة إن كانت تأتي مرة واحدة.

ـ أنت لا تعي ما تقول.

ضحك: " لا أعي ما أقول؟ أنا ؟ من الأفضل أن تنالي عناقاً آخر تظل ذكراه معك آنسة كريستمان"

عادت ذراعه اليسرى تشدها إليه مجدداً.. ولكنه تركها بسرعة، وقال بصوت أجش: وداعاً آنسة كريستمان.

همست:" وداعاً سيد تايمر".

انتزعت معطفها وحقيبة يدها، وخرجت من الغرفة. لقد مرت أجيال منذ عانقها رجل..لذا جعلتها التجربة تشعر

بدوار.. امتلأت نفسها بالطيش فاضطرت إلى توخي الحذر في أثناء السير حول الميناء. توقعت رؤية المنزل غارقاً
في ظلام دامس لأن خالتيها تنامان باكراً. ولكن ما إن وصلت إلى الطريق حتى أبلغتها الأنوار أنهما مستيقظتان..
دخلت إلى المنزل فرأتهما جالستين في غرفة الاستقبال و كأنهما قاضٍ يوشك أن يطرح السؤال ليعرف إن كانت
مذنبة أم برئية في جريمة نكراء، على أي حال، لقد اعتادت على هذا الموقف.
بدأت الخالة جيلين الهجوم.. كانت بنيتها أثقل من بنية الخالة دايان، و كانت تأخذ دوماً زمام القيادة. أجبرت نفسها
على الابتسام عندما دخلت بيني الغرفة ولكن البسمة لم تكن تحمل مظاهر الاستقبال.
ـ آه.. ها أنت أخيراً عزيزتي..يجب أن أقول إن أملي خاب بك لأنك تقاعصت عن جلب فستاني.. حسناً الآن .. أين
كنت؟ ومع من؟ مالت إلى الوراء في مقعدها منتظرة تفسيراً كاملاً.
لم تجد بيني ما يجعلها تتجنب الحقيقة فقررت أن تخبرها ما حدث بالضبط..
ـ كنت في طريقي لجلب الفستان..
ثم راحت تسرد ماحدث حتى أنهت: وأصيبت يده بأضرار جسيمة.
تعاطفت معها الخالة دايان: عزيزتي.. ياللرجل المسكين!
ولكن الخالة جيلين لم تكن راضية: حسناً أخذته إلى المستشفى.. ولكن لماذا من الضروري تناول الطعام معه؟
ـ لأنه.. بحاجة إلى مساعدتي.. على شخص ما أن .. أن يقطع له اللحم.
صاحت جيلين: هذا هراء كامل.. فليطلب اليخنة أم السمك.
استوى ظهرها وهي ترمي بيني بنظرات قاسية.
ـ هل قمت بترتيبات أخرى لرؤية هذا الشخص. يبدو أنك بقيت معه ساعات.
هزت بيني رأسها: لا.. إنه لا يعيش في" ويلنغتون" ولهذا يقيم في فندق" ثاون هاوس".. إنه قادم من مكان يقع
قرب" ماستر تون".
لم تفتها النظرة السريعة التي تبادلتها الخالتان وما جهلت سببها.. فوالدها من منطقة" وايرارابا" حيث كان يملك
مزرعة قرب" كارترتون" البلدة المجاورة" لماسترتون"و "ذلك الفتى" كما تشير إليه الخالتان، أخذ أمها بعيداً.
سألت جيلين وهي تحاول عدم الظهور بالاهتمام: هل ذلك الرجل مزارع؟
ـ أجل.. ولكن هناك من يدير مزرعته عندما يبدأ بتأليف كتاب. وهو يعمل الآن على تأليف كتاب عن الكلاب.
شخرت جيلين: الكلاب؟ ياالله! ألم يجد موضوعاً أكثر إثارة من الكلاب؟
ذكرت دايان أختها:" يحب بعض الناس الكلاب.. وهناك كلب في البيت المجاور
لا تذكريني بذلك الكلب الذئب فليجرؤ على إبراز أنفه من السياج مرة أخرى.
اضطرت بيني للاحتجاج: كوني منصفة خالتي,,إنه كلب أصيل، وحيوان ذكي جداً.
ـ لايهمني مدى أصالته.. لو رأيته يدنس ممرنا الأمامي ثانية.. ألا تذكرين دايان؟
شحب وجهها و عيناها الساخطتان تنظران إلى أختها التي هزت رأسها بفيض: أجل..أذكر..كان ذلك بعد تنظيفك
الممر.
قالت الخالة أخيراً:" اذهبي إلى النوم بيني و لنذهب نحن أيضاً يادايان. فأمامنا عمل كثير تقوم به في الأيام التالية
قبل رحيلنا".
سألتهما بيني:" وهل قررتما المكان الذي سنذهب إليه؟".
ردت جيلين يحزم: إلى الجنوب بالتأكيد.. لقد رأت دايان أخيراً أن من الحكمة قضاء الصيف في " كوينزتاون" بدل
تحمل الحر في " نور تلاند".



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-14, 12:51 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وقفت في الباب تنظر إلى بيني، وقالت يجب أن أعترف أن الحادثة مع ذلك الرجل جعلتك تبدين متعبة.. من الحكمة
أن تخرجيه من رأسك..أتفهمين؟
ـ أجل خالتي.
خرجت الكلمات بإذعان. كانت تعرف أن هذا أمر، ولكنه أمر لن تتمكن من الوفاء به.. ما إن اندست بين
الأغطية حتى برز وجه تشارلز أمامها. هل تمكن من النوم؟ أم أنه مستيقظ بسبب الألم؟ من المؤسف أنها لن تراه
ثانية، فهي ويا للغرابة منجذبة إليه.. الواضح أنه غير مهتم برؤيتها مجدداً. وداعاً آنسة كريستمان.. هذا كل ماقالته.. وداعاً.
جعلتها الفكرة تنكمش في الوسادة، مع أنها تعرف أنها ليست مثلهما.. إنها كأمها مارلين التي هربت عندما وجدت
رجلاً تحبه.. لم تخبرها الخالة دايان غير القليل عن أمها.
لقد قالت لها:" أنت تصبحين مثلها تماماً عزيزتي.. لك ثغرها الجذاب الجميل، وشعرها الأشقر الرائع، مع تموجاته
و نهاياته المرفوعة إلى فوق. إنما لك عينا والدك الزرقاوان القاتمتان..إنهما غريبتان..".
قاطعتها الخالة جيلين:" لا تأتي على ذكر الفتى".
مسكينة خالتي جيلين التي كانت تغلي حقداً.. و مسكينة أمي ذاقت طعم السعادة مدة قصيرة.. انهمرت دموع الحزن
على أبوين لا تذكرهما، فبللت الوسادة حتى نامت. ولكنه كان نوماً متقطعاً، غنياً بأحلام مزعجة.. فيها بدت تنزل
درجاً طويلاً حتى توقفت فجأة، فاستدارت، تحاول الصعود.. ولكن قدميها ظلتا تتحركان ولكنها لم تكن تتقدم.. في
القمة رأت نوراً مشعاً ينير التلال الخضراء. كان تشارلز تايمر يلوح من بعيد، و لكنه اختفى قبل أن تناديه.
أخيراً، استيقظت على أشعة الشمس، و الحلم مايزال طازجاً في ذاكرتها.. تذكرت اختفاء تشارلز عن نظرها،
ففكرت: حسناً.. هذا صحيح..لقد قال لي وداعاً؟ ولكن الشعور بالانقباض عاد يفلفها..رضيت بقدرها و قررت أن
تحضر بعض ملابسها لتحملها معها إلى "ساوث ايلندا".
لكن، كان من المستحيل أن تفعل هذا بحماسة. استحمت فساعدها الحمام على تهدئة توترها، ثم ارتدت بلوزة زرقاء
و جينز.. تعلم أن الخالة جيلين تكره الجينز لكنها هذا الصباح تحس بالقلق و تشعر بالتمرد.وبعد انتهاء وجبة
الفطور، سحبت حقيبة ملابس من الخزانة في المطبخ و حملتها إلى غرفتها، رمت ملابسها الداخلية فيها أولاً. ثم
بدأت تفتش بين فساتينها.
كانت تفكر في فساتينها عندما رن جرس الباب الأمامي. لا شك أنه شخص ما يجمع التبرعات.. ولكن بعد دقيقة
تقريباً دخلت الخالة دايان إلى الغرفة راكضة.. تقول هامسة و عيناها تومضان من التوتر.
ـ في الباب رجل يطلب رؤيتك..أظنه "هو".
هبط فك بيني إلى الأسفل قليلاً: آه!لا.. غير ممكن.. لقد رحل.. قال لي وداعاً.
مرت من أمام دايان متجهة إلى الباب الأمامي. ولكنه كان هناك.. مع أنها توقعت رؤية الضمادة على يده، إلا أن
منظره وتر أعصابها.. سألت و عيناها تتركزان على الكتلة البيضاء المتدلية من عنقه.
ـ كيف حالها؟
ـ فلنمتنع عن التحدث عنها.. سنتكلم عنك بدلاً منها.
ـ كيف وجدتني؟
ـ تركت عنوانك، لأبعث لك فاتورة الطبيب، أوصلتني سيارة أجرة و لكنني صرفتها..
أحست بالخالتين تحومان في الردهة خلفها، فقالت: هذا السيد تايمر.. هاتان خالتاي، الآنسة جيلين و الآنسة دايان
سكاتر.
أحنى رأسه ساخراً يقول:" أحس أنني التقيتهما من قبل".
نظرت إليه جيلين بحدة و برود قبل أن تقول: من الأفضل أن تدخل إلى غرفة الاستقبال سيد تايمر. أخبرتنا ابنة
أختنا عن حادثتك، و يؤسفني أنك اصطدمت بها.
ارتفع حاجباه الأسودان.
ـ وهل قالت إنني" أنا" اصطدمت بها؟
بدأت دايان تهذر بارتباك: لا..لا..لم تقل هذا. بل قالت العكس..
صاحت جيلين بأختها: اصمتي دايان.. أنا واثقة أن السيد تايمر لم يكن يرى أمامه.
قال تشارلز بحدة جازمة: المسألة سكاتر، هي أين أسير الآن.. لقد أصبت بإعاقة حتى أصبحت في موقف مربك جداً.
أمامي عقد عليّ أن أفي به.. وبما أن ابنة أختك هي المسؤولة عن الوضع اللعين فقد جئت أطلب عونها.
ومضت عينا جيلين: لا أفهم سيد تايمر.. فعلت ابنة أختي ما بوسعها فقد أخذتك إلى المستشفى..
ـ حيث جبروا يدي.
ردت جيلين تحاول الجدال:أجل، لكنه كان ضرورياً.
ـ وكيف تتوقعين أن أطبع على الآلة الكاتبة مع الضمادة؟ أنا أتكلم عن مخطوطة كتاب آنسة سكاتر، لا عن مجرد
ملاحظات أو رسائل.
قالت جيلين بلهجة تحد: يمكنك إيجاد المساعدة في مكان ما؟
ـ هذا ما أنويه.. ولهذا أنا هنا.. أخبرتني ابنة أختك أنها تعلم الطباعة على الآلة الكاتبة في كلية التجارة.
تدخلت دايان بلهفة: أجل..أجل.. هذا صحيح. ولكن الكلية مقفلة، ولن تفتح أبوابها قبل شباط أو آذار..
صاحت جيلين حانقة: اصمتي دايان.. لا أدري إلى ماذا تقود كلمات هذا الرجل، لكنني غير معجبة بما يفكر فيه.
قررت بيني أن الوقت قد حان للتدخل في هذا النقاش الذي من الواضح أنه يتعلق بها، قطعت الغرفة ووقفت أمامه
لترفع رأسها تنظر إلى وجهه، تسأله بهدوء: ماذا تفكر بالضبط سيد تايمر؟
نظرت عيناه البنيتان إلى عينيها.
ـ أمر بسيط جداً.. أريد منك أن ترافقيني إلى منزلي، لمساعدتي في طباعة الكتاب..
لم تتمكن من تصديق أذنيها:" أتعني إلى" بليارز"؟"
قالت جيلين ببرود:"هذا هراء".
التفت يواجهها: ولماذا هو سخيف آنسة سكاتر؟
ردت بحزم: لأنها قادمة معنا، سيد تايمر.. فنحن مسافرات إلى" ساوث ايلند" بعد أيام.
ـ ألا كلمة لها في المسألة؟ أليست قادرة على التعبير عن نفسها؟
وردت جيلين: تستطيع بالتأكيد التعبير عن نفسها.. وستقول لك أين هي واجباتها.
ـ ما تقولينه إنهاغير قادرة على فعل ما تريد.
شدت جيلين قامتها لتنتصب: غير صحيح أيها الشاب..سأعلمك أن بيني نشأت بماهو صحيح. إنها مدينة لنا بهذا سيد
تايمر، وهذا كل ما قد يقال عن الموضوع .
بدأت دايان باقتراح متسرع: جيلين عزيزتي، ألا تظنين أن من الأفضل السماح لبيني بتقرير ما تريد فعله؟ أعتقد
أنها الطريقة الوحيدة لإقناع السيد تايمر بأنها تفضل صحبة خالتيها.
قال تشارلز وهو ينظر إلى وجه بيني المرتفع نحوه: فكرة عظيمة، فلنجربها.
كان ملء عينيه السخرية: حسناً..هل تعرفين ما تريدين أن تفعليه؟
هزت رأسها بصمت عاجز..أعطته عيناها الرسالة ولكن لسانها غير قادر على إيجاد الكلمات.. عرفت أن خالتيها
تنتظران منها أن تقول إنها ذاهبة معهما، ولكن الكلمات التي خرجت منها أخيراً كانت فارغة: سيخيب أملهما.
ـ وماذا عني؟ تعرفين الموقف الذي أنا فيه.. الورطة التي وضعتني فيها..قلت إنك مستعدة لفعل أي شيء
لمساعدتي..أتذكرين هذا؟ أرى أن كلماتك لا تساوى سقسقة فأرة.
أحست بالرهبة من سخريته، وفي الوقت نفسه تذكرت أنها وعدت فعلاً بالمساعدة.
استغلت جيلين الصمت، و قالت برضى: هاك.. أرايت؟
التفتت يواجهها و صوته مشحون بالغضب: اسمعي آنسة سكاتر، أرى أنك و أختك قادرتان على إطعام نفسيكما..ولو
كنت صادقة مع نفسك، لا عترفت أنك لا تحتاجين إلى بيني حقاً، للذهاب معكما، بل تحبان أن تبقيا" ساندريلا"
الصغيرة تحت اصبعك..أليس هذا هو الوضع؟
أصبحت جيلين قرمزية اللون من شدة الفضب: كيف تجرؤ؟
لكنه صاح يسكتها: أنت ترغين و تزبدين بشأن ما تدين هي به لكما.. ماذا عن حرية الاختيار الذي تدينان لها بها؟
لها حياتها الخاصة.. هل تتوقعين منها قضاء حياتها في رعايتكما؟
ارتاعت دايان:" هل أخبرتك بيني هذه الأمور عنا؟"
ـ لا..لم تخبرني شيئاً..لكن الواقع يعبرّ عن نفسه بوضوح.
التفت إلى بيني وقد بدا نافد الصبر.
ـ والآن.. إما أن توضبي حقيبة ملابسك و تأتي معي، و إما أن تزحفي تحت تنورتيهما هناك.. لاتنسي أن المجيء
معي يعني إقامتنا في فنادق في أثناء القيام بالأبحاث.. أعني ب" معاً" وحدنا.
كانت لهجته واضحة مرتفعة.
غاصت دايان في كرسي: تقيمان في " فنادق؟" آه يا إلهي! حقاً..أشعر بالإغماء.
لكن جيلين كانت أصلب معدناً.. وتقدمت إلى تشارلز تنظر إليه بحدة و تسأل: أتعترف بوقاحة أنك تنووي تعريض
سمعة ابنة أختنا إلى الخطر؟
رد بغير اكتراث: يجب أن نواكب عصرنا..إنما لا تقلقي.. ليس على ابنة أختك أن تخاف من الاعتداء عليها.
صاحت دايان بضعف: اعتداء! ياالله..
رفعت جيلين إصبعاً نحو الباب، وصاحت بحدة: أخرج من هنا! أخرج من هذا المنزل فوراً..فوراً.. أتسمعني؟
ـ أسمعك آنسة سكاتر.. ويسمعك الجيران أيضاً على ما يبدو.
التفتت إلى بيني: أمهلك ثلاث دقائق لتقرري,,قطار " وايراربا" مغادر بعد أقل من ساعة.
سحبت بيني نفساً عميقاً، و أدركت أن قرارها قد حسم سلفاً، تشارلز على حق عندما قال إن الخالتين قادرتان على
إعالة نفسيهما.. ولكنها تعرف أن ما يسعدهما هو أن تبقى تحت أمرهما، تهتم بخدمتهما، وبترتيبات سفرهما.. إنهما
تتوقعان منها أن تحمل لهما حقائبهما، و يناسبهما أن تركبا في سيارتها بدل الركوب في وسيلة نقل عامة.
قال يسألها مجدداً، وقد بدا أنه يود بكل سرور أن يهزها: حسناً؟
قالت بلهجة صارمة:" سأرافقك".


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-14, 12:52 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ترحـــــــــــــــل غداً
كانت صيحات الإحباط التي ترددت من الخالتين مزيجاً من " ياإلهي!" و " كيف تفعلين هذا بنا". أخيراً استلم
صوت الخالتين زمام الكلام.
قالت ناعية: التاريخ يعد نفسه.. لولا ذهاب أمك.. مع ذلك الفتى لكانت على قيد الحياة اليوم. ها أنت بعد كل
التحذيرات ستذهبين من بين كل المناطق إلى منطقة" وايراربا"، مع رجل غريب كلياً.. إنه أمر مقرف.. هذا ما هو
عليه .. مقرف.
لم تتوقف بيني لتصغي. وما كان وقوفها ضرورياً، لأن تقريع الخالة المسهب لحق بها إلى غرفتها حيث بدأت ترمي
المزيد من الأغراض إلى الحقيبة المفتوحة.. وفكرت: من الغريب أنها كانت توضبها عندما وصل.. أيعني هذا أن
قدرها أن تعود إلى" وايراربا"؟ وهل كان القدر السبب في ذلك اللقاء على الدرج؟
راحت ترمي المزيد من الملابس و الأغراض في الحقيبة حتى هدأت فجأة.. إنها ذاهبة لمدة قصيرة، وليس إلى الأبد
كما توحي الحقيبة الممتلئة. أخيراً ارتدت بلوزة من الجينز تماثل السروال الجينز الذي ترتديه. وبعد ذلك حملت
حقيبتها إلى غرفة الاستقبال حيث نظرت إليها الخالتان بصمت متحجر..
قال لهما: أنا آسفة.. أرجو أن تحاولا فهم أن الواجب يدفعني إلى ذلك. وعدته بالمساعدة بأية وسيلة أقدر عليها، و
يجب أن أفي بوعدي.
تقدمت الخالة دايان تقبلها، ثم قالت بعد نظرة قلق إلى أختها: أعتقد أنني أعرف ما تشعرين به.
لكن جيلين نظرت إلى بيني، ثم قالت في محاولة أخيرة لردعها.
ـ تعرفين ما يعني هذا.. بالتأكيد؟ إنها نهاية عطلة الصيف لدايان ولي.. فلن نسافر بدونك.. وسنضطر الآن إلى
البقاء في المنزل.
قالت، و الشفقة على وجهها: " آسفة خالتي".
نظر تشارلز إليها برضى: فتاة طيبة.. والآن، من يملك تلك الهوندا السيفيك؟
قالت له:" إنها سيارتي".
--------------------------------------------------------------------------------
ـ أترغبين في استخدامها أم ترغبين في السفر بالقطار؟
قاطعته جيلين بغضب، تردد بمرارة: ستذهب بسيارتها.. لتتمكن من العودة إلى منزلها حالما تعود إلى رشدها.
التقط تشارلز حقيبة بيني، و حملها إلى الخارج، ثم طلب منها أن تعيده إلى فندق" ثاون هاوس" حيث حقائبه بالانتظار.. و هناك أصر على طلب القهوة و السندويشات قبل أن ينطلقا. فيما كانت بيني ترشف القهوة الساخنة أحست أن كل شيء غير طبيعي، كما كان الدرج الطويل في حلم الليلة الماضية. بعد وقت قصير كانا يسلكان الطريق خارج " ويلنغتون" . جلس الرجل إلى جانبها صامتاً حتى أصبحت قرب القمة، فقال: توقفي عند القمة.
فعلت ما طلب، توقفت في منطقة مخصصة لوقوف السيارات. نظر إلى تحت نحو واد واسع لأرض زراعية خصبة..
قال لها:" هذا وادي" وايراربا" و لسبب ما يبدو أن خالتيك تكرهان هذا الوادي.. و أراني غير قادر إلا على التساؤل عن السبب".
ـ السبب أن أمي ذهبت إلى" وايراربا" عندما تزوجت أبي .
ثم أخبرته مترددة عن عداء خالتيها لزواج أمها.
ـ أخبريني عن والدك.
حركت السيارة.. وهي تلتف نزولاً على منعطفات سفح الجبل.. قالت: لا أعرف الكثير عنه، جاء من انكلترا شاباً، لأنه أراد أن يتعلم الزراعة.
عنما مات قريبه الوحيد في انكلترا ترك ميراثاً..اشترى به أملاكاً ثم تزوج أمي .. بعد أربع سنوات على زواجهما قتلا في حادثة سيارة.
ـ وماذ حدث للأملاك؟
ـ بيعت، و استثمرالمال لصالحي.
ـ آه.. فهمت كل شيء الآن! تعتمد الحالتان عليك للمساعدة المالية.. لا أستغرب رغبتهما في حشرك معهما.
اندفعت تدافع عنهما: هذا غير صحيح، فمن الطبيعي أن أسدّ نفقاتي لكنهما ليستا فقيرتين..
قاطعها ساخراً الأمر أنهما تفضلان إنفاق مالك عوضاً من مالهما.. لاشك أن الخالة جيلين حولت حيلتك إلى بؤس.
دافعت بولاء:" ليس دائماً.. أذكر أياماً سعيدة كانتا تأخذانني فيها إلى الشواطء أو الحدائق العامة التي فيها الأوز و البجع. أترى.. لم تكونا تعرفان ما تفعلان بفتاة صغيرة.. فيما بعد أرسلتاني إلى مدرسة داخلية أقساطها باهظة، ثم إلى كلية التجارة حيث تعلمت شيئاً مفيداً.."
ـ كطابعة نص كتاب غريب، قد يخرج إلى النور.. لكن من الطبيعي أن ما ورثته كان يغطي كل نفقات تعليمك؟
ـ طبعاً، و ماذا تتوقع ؟ خالتي جيلين هي التي تسيطر على الأمور المالي.
ـ أراهن على هذا.
ـ في طفولتي كانت خالتي دايان تقرأ عليّ القصص..لكن عندما كنت أقع، كانت خالتي جيلين تضمد لي ركبتي أو مرفقي المخدوش.
ـ فيما ترتعش الخالة دايان؟ وهذا ما يذكرني..كيف حال ركبتيك المخدوشتين المسكينتين.
ـ إنهما بخير.. الواقع يا سيد تايمر إن دأبك على تذكيري بسوء حظك، بات مضجراً. وإن واظبت على هذا المنوال لن أجد أمامي غير خيار العودة إلى منزلي. هل هذا مفهوم؟
ـ نقطة مقبولة آنسة كريستمان، أعتقد أن من غير المفيد إقناعك بأن السؤال نبع من اهتمام حقيقي بك.. أهذا كثير عليك لتصدقيه؟
ـ أجل سيد تايمر، أخشى ذلك.
بعد ذلك، ران صمت مطبق ركزت فيه بيني اهتمامها على الطريق.
أشار إلى بيني أن تتخذ السيارة اتجاهاً شرقياً في ريف متموج.. بعد بضعة أميال وصلا أمام مدخل يفضي إلى جادة من الأعمدة الطويلة، وما إن وصلت السيارة إلى الحدائق حتى واجهها منظر منزل صلب البناء مؤلف من طابقين.. ذو أساس حجري وجدران مزخرفة بالحص.
أوقف السيارة قرب الدرج المفضي إلى الشرفة الأمامية.. ثم أحست بوجود امرأة تقطع المرجة نحوهما، لشعرها الأسود أجنحة رمادية على الصدغين. بدا طولها الدليل على أنها والدة تشارلز تايمر.. أرسلت نظرات فضولية إلى بيني ثم خرجت منها صيحة خوف ما إن حطت عيناها الوزيتان على يد ابنها المضمدة.
ـ تشارلي.. عزيزي.. ماذا أصابك؟
ـ مجرد حادث صغير.. أمي، هذه الآنسة كريستمان.. لقد عينتها مساعدة لي.
أدهشت كلماته بيني.. إذ لا تذكر أنهما تفاوضا على تعيينها مساعدة له..مع ذلك، ابتسمت بارتباك، وتركت المسألة تمر، ثم ترجلت من السيارة لتصافح أمه.
قالت كيري تايمر، وتقطيبة قلق صغيرة على جبينها: يبدو أنك مقيمة معنا.. من الأفضل أن ندخل لنعد لك مكاناً تستقرين فيه. أيمكنك حمل حقيبتها تشارلي؟ أظننا سنعطيها الغرفة الوسطى في الطابق العلوي.
دخلا إلى الردهة الأمامية العريضة، كان هناك درج عريض يفضي إلى رواق يوصل إلى عدة غرف نوم، وحمامين..
قالت كيري تايمر وهي ترشد بيني إلى غرفة مطلة على الريف.
ـ ستكون هذه لك.. حضري نفسك. ثم انزلي لإحتساء الشاي. الحمام في آخر الرواق، سأجد لك المناشف..
تمتمت بيني متسائلة عما إذا قد لمحت برودة و تحفظاً في صوت السيدة تايمر: شكراً لك.
وضع تشارلي حقيبتها على طاولة، ثم لحق بأمه. عادت كلماته ترن في أذنيها" عينتها مساعدة لي".. أيعني هذا أنه وظفها عنده؟ لم تفكر قط في تقاضي أجراً ثمناً لخدماتها وما توقعت منه عرض راتب عليها. وإن عرض فسترفض..
لم تخرج كل أغراضها من الحقيبة، بل أجلت ذلك إلى وقت لاحق. عندما نزلت إلى الأسفل،لم تصدر قدماها أي صوت في الرهة. وفيما كانت مترددة تتساءل عن الوجهة التي عليها اتخاذها تناهى إليها صوت كيري تايمر و السخط يرن فيه بوضوح: بالضبط، من هي هذه الفتاة تشارلز؟
ـ إنها بينلوبي كريستمان.. ألم تسمعي اسمها؟
ـ لماذا جئت بها إلى هنا؟ تعلم أن شينا قادرة على طباعة ما تريد.
ـ الفتاة ذات خبرة أمي.. وشينا ليست هكذا.
ـ كل ما تحتاجه شينا هو القليل من التدريب.
ـ إن هذه الفتاة تدرس الطباعة أمي.. ولديها السرعة و الكفاءة.. ولا أريد أن يكون نصف الكتاب الذي سيطبع مليئاً بالأغلاط و التصحيحات..لقد رأيت جهود شينا في الطباعة.. وهي ليست الفضلى.
ـ لماذا لم تستأجر طابع عمومي من ماسترتون.
ـ أجل.. فكرت في هذا.
ـ إذن ..لماذا جئت بها؟
ـ لأعمل بتناغم معها، فلو استأجرت طابعاً عمومياً لقام بالطباعة على بعد أميال مني..
ـ أتعني هذه الفتاة لك شيئاً؟
ضحك:" بالتأكيد لا".
ـ إذن.. لابأس.. أظنك تدرك أنني أميل إلى العزيزة شينا


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-14, 01:09 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ـ الغبي وحده لا يلاحظ تلميحاتك المتكررة..أمي.
أحست بيني بذعر متصاعد.. من غير المناسب أن يأتي أحدهم إلى الردهة فيجدها تسترق السمع.. تقدمت إلى الباب الأمامي ووقفت هناك تتأمل الحديقة و لكنها لم تكن ترى شيئاً.. فثمة واقع واحد ينصب على رأسها.. إنها ضيفة غير مرحب بها في هذا المنزل. انتفضت عندما تكلم من ورائها.
ـ بدأت أتساءل إن تهت.
ارتدت إليه عيناها النجلاوان المرتبكتان.
ـ واثقة أن أمك تفضل أن أتيه.
اقترن الحاجبان الأسودان:" ماقصدك؟".
ترددت قليلاً ثم قررت أن تسلك الصدق: مما سمعته بوضوح، أظن أن علينا الإسراع في إنهاء هذا العمل.
ـ وهل كدرتك؟
ـ كلمة أزعجتني هي الأفضل، فقد أخبرتني مسبقاً عن آمالها النسبة لك ولشينا. لذا أتفهم مشاعرها عندما رأتك قادماً مع.. فتاة أخرى.
ضحك ضحكة قصيرة:" لا يكدرنّك الأمر يا عزيزتي.. تعالي لنحتسي الشاي".
اقتادها إلى غرفة الجلوس حيث كانت أمه جالسة في مقعد قرب النافذة وإلى جانبها عربة عليها إبريق شاي فضي و أكواب خزفية فاخرة، و طبق من الكايك المصنوع في المنزل.
قالت كيري تايمر تدعوها مبادرة للمرة الأولى مبادرة ود.
ـ تعالي و اجلسي إلى جانبي.. أتتناولين الحليب مع الشاي؟
عندما شرعت في صب الشاي، دخلت فتاة في السابعة عشر من العمر إلى الغرفة.. أرسلت نظرة خجولة سريعة نحو تشارلز، ثم نظرة فضولية إلى بيني، وقالت: عذراً سيدة تايمر، تريد أمي أن تعرف إن كانت شينا.. أعني الآنسة ديكسون، قادمة للعشاء الليلة.
ابتسمت كيري، و نظرت سريعة إلى تشارلز: بالتأكيد. لقد اتصلت بها لتوي أدعوها.. سامنثا هذه الآنسة كريستمان.. التي ستقيم معنا مدة قصيرة، أرجو منك أن تقولي لأمك ، إننا أربعة على العشاء.
ـ حاضر سيدة تايمر.
أرسلت عينا سامنثا الرماديتان لبيني نظرة طويلة من الاهتمام غير الخفي قبل أن تترك الغرفة.
قالت كيري تشرح الأمر لبيني: والدة سامنثا هي مدبرة منزلنا. تعمل إيلين ريد عندنا منذ سنوات، وقد أعطينا لابنتها وظيفة خادمة المنزل. هذا لن يرضيها إلى الأبد.. ولكنها في الوقت الحاضر سعيدة.
ـ والآن عزيزي.. لم تخبرني ما حصل ليدك.
قال يصرف النظر عن الموضوع: انزلقت ووقعت.
ـ لكن كيف و أين، بحق الله؟
أحست بيني أن عليها الاعتراف بالحقيقة. ففتحت فمها لتتكلم و لكنه أصمتها بنظرة تحذيرية، ثم وقف بنفاذ صبر: إن أنهيت الشاي عملت على مرافقتك إلى مكان عملك.
قالت أمه:" يالله..! أنت متسلط".
لحقت به بيني طائعة. تدرك أن لهجته، تشير إلى أن الوضع بينهما يجب أن يبقى كرب عمل و مستخدم.. صحيح أنه عانقها، إنما حدث ذلك في الماضى، عندما ظن أنه لن يلتقي بها مرة أخرى.. وتذكر يومذاك أنه وجّه لها وداعاً نهائياً.
قالت أمه حالما وصلا إلى الباب: ستصل شينا قريباً تشارلي.. فلا تغرق في العمل. ثم، لاشك أن الآنسة كريستمان متعبة بعد قيادة السيارة من ويلنغتون إلى هنا.
ابتسمت بيني لها: أنا متشوقة لها إلى البدء بعملي في أسرع وقت ممكن سيدة تايمر. أرجو منك مناداتي بيني..فلا أسمع الآنسة كريستمان إلا في الكلية فتشعرني بأنني عانس عجوز.
نظرت إليها المرأة بإثارة: لكنك لا تشبهين أبداً العوانس. حسناً جداً، خذها إلى مكانك المقدس تشارلز شينا.
كان التحذير في صوتها واضحاً، فضحك و قال ساخراً: من يستطيع أن يفعل هذا أمي؟
قاد بيني إلى آخر رواق جانبي، ثم إلى غرفة لها أبواب زجاجية تنفتح على شرفة جانبية.. كانت غرفة رجل فيها مقاعد جلدية و مكتب من خشب السنديان، و خزانة للملفات. أما على الجدار المقابل فمنضدة عليها آلة كاتبة و آلة تسجيل.
نظرت بيني حولها وقالت: أرى الغرفة مشطورة شطرين.
ـ فتاة شديدة الملاحظة! المكتب و خزانة الملفات هي لحسابات المزرعة و سجلاتها. أما منضدة العمل فللكتابة. لا يدخل إلى هنا إلا إذا كان مدعواً.
ـ إلا شينا.
تجاهل تعليقها:" ستجدين كل ما تحتاجين إليه في هذه الأدراج تحت المضدة".
رفعت بصرها إلى رف الكتب فوق المنضدة.. كان على معظم المجدات مصادر و مراجع تتعلق بمختلف مراحل تاريخ" نيوزلند" ثم، استرعى انتباها صف من الكتب عليها اسمه..كان هناك ما يقارب الدزينة منها. صدمها منظرها.. تشارلز تايمر!.. بالتأكيد.. إنه ذلك التشارلز! كيف لم تدرك ذلك.
عندما كانت تحدق إلى الكتب، قالت و الشعور بالذنب يغلفها: قد تظنني بلهاء. ولكنني لم أدرك أنك معروف جداً ككاتب.
ـ و لم لا؟ كنت تعرفين اسمي و تعرفين أنني أؤلف كتاباً.
ـ أعزو السبب إلى بلاهتي. ثم كان هناك ماجرى ليدك. لا أستغرب غضبك الشديد.
ـ الآن ، بعدما حصلت على مساعدتك، لم أعد شديد الغضب.
تابعت، تحاول أن تجد المزيد من الأعذار لعدم تعرفها إلى اسمه، رغم أنه رجل قلم، على الأقل في بلادها: ثم كان هناك الصدام مع خالتي.
قال متهماً بحدة:" ما تعرفين به حقاً أن اسمي لم يكن يعني لك شيئاً، لأنك لم تقرئي كتبي.. هل قرأت يوماً كتاباً منها؟
شعرت بالإحراج، لكن كان عليها أن تقول الصدق:" لا، لم أقرأ".
ـ و ماذا تقرئين، هذا إن كنت تقرئين شيئاً. هل أنت ممن يشاهد التلفاز فقط؟
ـ بعد العمل في صف للطباعة، أحب أن أسترخي مع قصة رومانسية.
ـ أيعني هذا أن لا رومانسية في حياتك، ولهذه تقرئين عنها في الكتب.
كان صوته هادئاً. لامست يده بخفة خدها. قالت وهي لا تعي القنوط في صوتها: هذا ممكن.. ربما خلال إقامتي القصيرة هنا سأتمكن من قراءتها كلها.
ـ أجل.. إنما،أفضل أن أرى اهتمامك منصباً على مسار واحد. بإمكانك البدء بالإصغاء إلى شرائط التسجيل.
فتح درجاً في أسفل المنضدة: هنا، ثمة دزينة منها على الأقل، وكما ذكرت سابقاً، يجب أن تصغي إليها بعناية لتسجلي كل كلمة، حتى أستطيع تقرير ما يمكن استخدامه وما يمكن الاستغناء عنه.
وضع شريطاً في الآلة، وضغط الزر فتهادى إلى مسمعيها لصوته.
أصغت بيني لحظات قبل أن توقف الآلة، ثم ضغطت زراً آخر لتعيده إلى بدايته. وبعد ذلك وضعت ورقة في الآلة الكاتبة، و جلست أمامها، لتطبع بضع سطور و لتعود نفسها على الإحساس بالآلة.. ثم شغلت المسجلة ثانية، وراحت تصغي إلى صاحب الصوت وهو يروي قصة كلب.
راقب الكلمات تمر بسرعة على الصفحة: يالله!.. أنت بكل تأكيد سريعة! ويجب أن أعترف أن هذا ممتاز.
ردت بخشونة:" شكراً".
لكنها أحست بفخر لأن العينين البنيتين نظرتا إليها و فيهما شيء لم يكن هناك من قبل ..فهل هو نوع جديد من الاحترام؟
قال صوت هادئ من خلفهما: هل لي أن أسأل ماهو" الممتاز"؟
التفتت بيني في مقعدعا لتواجه فتاة طويلة سوداء الشعر، كانت تراقبهما من عن الباب.. ولم تحتج إلى أن يقدمها تشارلز لتعرفها بيني.
قال بصوت عادي:" مرحباً شينا.. هذه بينلوبي كريستمان.. بيني هذه شينا ديكسون".
أرسلت شينا لبيني ماهو أكثر من هزة رأس بقليل وهي تدخل الغرفة.. ولكن صوتها كان مشبعاً بالقلق وهي تقول: تشارلز.. يدك..ماذا فعلت بها؟
استقبل السؤال بلا اهتمام: وضعت بضع أصابع في وجه وزن ثقيل.. ستشفى عاجلاً أم آجلاً.. لكنها في الوقت الحاضر غير قادرة على الطباعة لذا جلبت بيني لتساعدني في الطباعة.
أطلقت شهقة احتجاج:" وهل نسيت أنني أعرف الطباعة؟".
نظرت عيناها الملتهبتان كالجمر بترفع إلى بيني وإلى شعرها الأشقر..
رد تشارلز بهدوء:" لم أنس شينا.. لكنني أعرف أن السرعة أمر أساسي لي في هذا الوقت.. لأنني مضطر إلى إنهاء الكتاب في آخر شباط فهل تعتبرين نفسك طابعة سريعة؟".
اتسعت العينان السوداوان وهما تنظران إليه: أنت تعلم أنني سأعمل ليلاً نهاراً..
رد بلطف:" وكلما تعبت كلما ارتكبت المزيد من الأغلاط الطباعية.. المسألة أني لا أريد أن أخذل الناشر.. فالرجل يعتمد عليّ".
صاحت بعنف مفاجىء:" فلينفجر الناشر!أجل.. أعرف كل شيء عن الرتابة في الطباعة على الآلة الكاتبة، و قراءة النسخة و تصحيحها، وطبعها مجدداً ثم إنزالها إلى السوق قبل الميلاد! لقد سمعت كل هذا من قبل، لكن لا يهمني كل هذا".
ـ يهمني أنا شينا. لقد وقعت عقداً، لاأنوي الإخلال به.
نظرت إليه نظرة طويلة ثابتة و قالت بصوت أجش متوتر: فهمت.. مما تقوله ان عقدك مع الناشر هو أهم عندك ..من..من.. ارتعشت الكلمات على شفتيها فارتدت فجأة لتغادر الغرفة شامخة الرأس.
أحست بيني بالشر.. فهمست: لقد كدرتها.. وربما تشعر بالحرج.
ـ كان عليها أن تفكر في مشاكلي بطريقة موضوعية.. تعرف جيداً أنها طابعة تعسة. فكرت في وقت مافي القيام بعمل مكتبي في " ماسترتون" فبدأت تتعلم الطباعة.. ولكنها سئمت ولم تكمل ما بدأته.
ـ أمر مؤسف.. كان بإمكانها أن تساعدك كثيراً.. كنتما ستعملان معاً جنباً إلى جنب.
قال ساخراً:" وهل هذا واقع؟".
كانت عيناه في الوقت نفسه تفتشان في أساريرها، تلمست مرة أخرى يده اليسرى خدها.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-14, 01:10 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ابتعدت عنه، وقد تسارعت نبضاتها: أتريد مني الاستمرار في العمل؟
ـ ليس الآن، مازالت سيارتك قرب الباب الأمامي. سنجد لها مكاناً نضعها فيه.
توجها إلى حيث تقف الهوندا السيفيك.. شاهدا في المرجة، أمه، تنتزع رؤوس الورود الذابلة فيما وقفت شينا إلى جانبها وبدا أن عيني تشارلز ضاقتا وهو ينظر إليهما..أحست أنه عرف أنهما تتحدثان عنه.. وعن علاقتها به.
سارا في الطريق الداخلي الذي يدور حول المنزل، كانت تحتلها سيارة" رينو" جميلة رمادية،"و" تويوتا" و" أوستن ميني" صفراء اللون.
قال لها: الميني هي لشينا..أظنك قادرة على إركانها قربها.
عادا إلى المنزل من الباب الخلفي.. وعندما دخلا إلى المطبخ قدمها إلى امرأة قصيرة سمينة، ابتسمت عيناها الرماديتان: هذه إيلين ريد.
تقدمت بيني إليها ويدها ممدودة، وقالت مبتسمة: أعرف أنك أم سامنثا.. ولكنك تبدين شقيقتها.
اتسعت ابتسامة إيلين ريد.. إنها غير معتادة على مصافحة الناس لها، وهما يغادران المطبخ سمعا سامنثا تهمس بصوت هائج مسموع: ألم أقل لك؟
كان العشاء ذلك المساء فترة محرجة لبيني، تناولوا الوجبة في غرفة الطعام ولكن لم يتخللها إلا بعض الحديث الممتع.
التفتت كيري تايمر أخيراً إلى ابنها بشيء من التصميم: والآن تشارلز.. أطلب منك أن أعرف بالضبط ماحدث ليدك. كنت تتجنب الموضوع..
قاطعها بحدة: انسي الأمر أمي.. إنه نتيجة تصادم.
كان على وجه أمه تعبير جاف: لن أنسى الأمر.. أريد معرفة ماحدث.. تصادم مع ماذا؟
قال بحدة:" قلت إنسي الأمر أمي".
التفتت بيني متوسلة: لماذا لا تقول الحقيقة؟ من الأفضل أن تعرفا ما حدث..إن لم تخبرهما أخبرتهما أنا.
مالت كيري تايمر إلى الأمام تنظر إلى بيني: أتعرفين ماحدث ليد تشارلز؟
ـ أعرف جيداً، لأنني كنت موجودة.
ارتفع حاجبا تشارلز:" أتريدين حقاً أن تعرفا؟".
ـ أجل.. وإلاشعرت بالذنب طوال فترة وجودي في هذا المنزل.
حذرها:" ستسخرجان أمعائك".
ابتسمت:" وماذا في هذا؟ أنا معتادة على أوضاع مماثلة..هل نسيت خالتي جيلين؟".
ـ وهل هي جيدة في هذا؟
ـ بل خبيرة.
التفتت بيني تواجه كيري تايمر، متجاهلة الارتباك، ثم قالت: أخشى أن أكون أنا سبب حادثة تشارلز.. لقد اصطدمت به فوق درج ووقعنا.. لقد سحقت ركبتاي يده.
ـ لاأصدقك.
جاء القول الفظ من شينا.. فاتسعت عينا بيني استغراباً، وقالت بهدوء: لا تصدقينني؟ لماذا، هل لي أن أسأل؟
ثبت صوت شينا وأصبح بارداً: أعني أنني لا أصدق أنها كانت حادثة.
ـ وهل تقولين إنني صدمته عامدة متعمدة؟
ـ هذا صحيح، هذا ما أؤمن به.
ـ ولماذا أفعل شيئاً كهذا؟
ـ بسبب هويته بالتأكيد. إنه كاتب معروف. شاهدته قادماً نحوك، فتعمدت صدمه لتتعرفي إليه.
التفتت إليه:" ألا ترى هذا بنفسك؟ إنها مقامرة رخيصة".
صاحت بيني بها ووجها شاحب من الغضب:كيف تجرؤين عل هذا القول؟ لا تعرفين شيئاً عن الظروف.. كان هناك عاصفة هوجاء، أدت إلى دخول الغبار إلى عينيّ..
قالت شينا ساخرة:" ولكن كان بإمكانك رؤية من هو قادم".
صاح تشارلز دفاعاًعن بيني:" اضبطي لسانك شينا".
قاطعتهم أمه: أرجوكم، توقفوا عن هذه المشاحنة.. إذن الاصطدام وقع على الدرج تشارلز.. ماذا حدث بعد ذلك؟ هل ذهبت إلى الطبيب؟
ـ أقلتني بيني بسيارتها إلى الستشفى، وهناك تلقيت العناية، وعندما عرفت أنني لن أتمكن من متابعة عملي، عرضت عليّ المساعدة. هذا مافي الأمر
لم يذكر العشاء في " ثاون هاوس" كما لاحظت، ثم أضافت: أخبرني في المكتب.. العديد من الناس يحاولون تأليف الكتب..
قاطعتها شينا بسخرية جديدة: أوف..قصة لا تصدق,,ألم يقل لك اسمه؟
ـ بلى، لكنني لم أربطه باسم الكاتب المعروف.
ـ معروف؟ أيتها السخيفة الصغيرة المثيرة للسخرية.. إنه مشهور!
قست لهجة شينا وهي تضحك بسخرية: تتوقعين منا أن نصدق من اصطدمت به؟ أتظنين أننا عديمنتا الفهم؟ صدمتها هذه الحرب الكلامية..مع أنها عانت كثيراً من تهجمات الخالة جيلين، ولكن هذا شيء مختلف كلياً.
هل امتدت الشكوك التي رمتها شينا إلى ذهنه؟ هل يؤمن الآن أنها تعمدت الاصطدام به؟ التفتت تواجهه، فراعتها تقطيبة الشك بين حاجبيه، و الأسئلة المستترة وراء عينيه، وأزعجها صمته أيضاً.
سألت ورأسها شامخ أكثر من عادته: حسناً سيد تايمر.. مارأيك؟ لمح فقط إلى أنك تصدق استنتاجات شينا، فسأخرج من هذا المنزل بسرعة.
نظر إليها نظرة ثاقبة.
ـ وهل ستتراجعين عن وعدك بالمساعدة؟
ـ بكل تأكيد سأفعل بلاتردد.. فأنا لا أبقى مع رجل يتصور أنني رميت نفسي عليه لأتعرف إليه. جعلتها الكبرياء و تصاعد الغضب ترتجف. قال:" أعتقد أنك تعنين ما تقولين".
تذكرت حادثة الدرج فهاجمته: تذكر جيداً سيد تايمر أن الاصطدام يحتاج إلى شخصين ليحدث، وكان بإمكانك الانتباه لخطواتك.
تفرس بها عن كثب: هذا صحيح.. فماذا ستفعلين إذن؟ قاطعتهما كيري قبل أن ترد بيني: ستبقى لتساعدك بالتأكيد. إن الأعمى قادر أن يرى أنها ليست من الصنف الذي قد يخذلك.. خاصة بعدما وعدتك.
ضحك تشارلز:" شكراً للمحاولة أمي.. لكنني أشك أن تكون من الصنف الذي يخدعه الإطراء".
قالت بيني للجميع بعدما ألقت نظرة باردة على الفتاة السوداء الشعر الجالسة قبالتها: ولست ممن يبقى في مكان قد أواجه فيه الإهانة.
ـ إذن؟
طرح تشارلز السؤال، فيما راقبتهما كيري بعنين ضيقتين. فكرت في السؤال بحذر، ثم لما تذكرت الحديث الذي سمعته بين تشارلز و أمه أدركت أن كيري تايمر لا تريدها هنا. باختصار إنهم لا يرحبون بها هنا.. وهذا الإحساس غير السعيد انعكس في عمق عينيها المضطربتين وهي تلتفت إلى كيري: سأرحل صباح الغد باكراً. ولتتولى شينا أمر الطباعة..لن تعمل بالسرعة التي أعمل أنا بها.. لكنها ستنهي العمل في النهاية.
سألها تشارلز بشيء من الحدة: وماذا عن موعدي النهائي المحدد؟
ارتدت إليه و عيناها مازالتا مضطربتين: أخشى أنك مضطر إلى أن تعلم الناشر بأنك ستتأخر بسبب ظروف خارجة عن إرادتك.. وأظنه سيتفهم.
نظر إليها بصمت. لاحظت نظرة انتصار موجهة من شينا إلى كيري. فأثارتها هذه النظرة إثارة جعلتها غير قادرة على البقاء في الغرفة، فوقفت تتحضر لترك المائدة.
ـ اعذريني سيدة تايمر، سأعود إلى المكتب لأقوم بمزيد من الطباعة.
قال تشارلز: سأكون ممتناً لهذا على الأقل، كثيراً.
صمت قيلاً قبل أن يضيف: في الواقع كنت أنوي اصطحابك معي إلى" أوتاكي" غداً.. هناك زوجان عجوزان أود إجراء مقابلة معهما.
اتسعت عينا شينا:" أوتاكي؟ إنها تبعد أميالاً".
قال لها بصوت أجش: هذا صحيح.. هناك نزل جيد وقد نجد وقتاً للتنزه على الشاطئ.
تحجر وجه شينا فبصقت كلامها بغضب، قبل أن تسيطر على غضبها: أتقول إنك تنوي الإقامة في "نزل" مع.. هذه..هذه الفتاة؟
التفتت إلى كيري:" هل ستذهبين معهما إلى أوتاكي؟"
ـ لا.. إنها المرة الأولى التي أسمع بها هذا.
نظرت إلى بيني و الشك في عينيها.. وفهمت بيني معنى النظرة. فقالت: سيدة تايمر..لقد تلقيت تحذيراً بأن هناك مقابلات و رحلات من هذا النوع..لكن ، أرجو ألا تقلقي.. فليس لدي النية في الذهاب إلى الفراش مع ابنك.
غادرت الغرفة بكل و قار استطاعت أن تبرزه.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-14, 01:22 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4ـ أنقذت حـــــــــــــــياته
بدا جو المكتب بعد جو غرفة الطعام المشحون نعيماً من الهدوء. كانت الشمس قد هبطت وراء سلسلةجبال" تاراروا" المرتفعة.
لم تعمل بيني وقتاً طويلاً، قبل أن تفاجئها شينا بالدخول إلى الغرفة.
رفعت رأسها فشاهدت العينان السوداوان تراقبان بذهول أصابعها المتطاير فوق مفاتيح الآلة الكاتبة بشيء من الحسد.. لماذا جاءت؟ تساءلت عن سبب مجيئها لكنها تجاهلت وجودها و استمرت بالطباعة.
رفضت شينا أن تتجاهلها.. أخرست لطمة سريعة آلة التسجيل و قالت بصوت مشاكس: اصغي إليّ الآن.. من الأفضل أن تفهمي الموقف.. سنتزوج أنا و تشارلز. إنه ترتيب قديم وهو الأنسب للجميع.
نظرت بيني إلى يدها الخالية من خاتم خطوبة:" أتقولين لي إنك مخطوبة رسمياً؟".
ـ ليس بعد.. إنما لا علاقة لهذا بما أقول.. فوالدة تشارلز ترغب في هذا ووالدي متشوقان. وأنا مصممة قلبياً على هذا و يعني أن الأملاك ستعود لتكون كما كانت عليه يوم اشتراها جده.
قالت بيني ساخرة :" يبدو أن هذا. وهو يعني أن الأملاك ستعود لتكون كما كانت عليه يوم اشتراها جده.
قالت بيني ساخرة:" يبدو أن هذا تحليل منطقي رصين..وهو ما أدعوه حسابات باردة دقيقة.. ألا دور للحب في كل هذا؟".
صاحت شينا:" بالطبع..أنا مجنونة بحبه!"
ـ لكنك أكثر جنوناً إلى امتلاك بليارز كما كانت أصلاً؟
نظرت إليها شينا والفضب يومض في عينيها السوداوين: كل ماعليك فعله، و الرحيل في الصباح الباكر كما وعدت.. لا أريد أن أعرف أنك غيرت رأيك، لذا، لاتبدئي في اختلاق الأعذار لئلا ترحلي!
تأوهت بيني:" شينا.. لا أفهم لماذا يقلقك وجودي..أعني ، مادامت ترتيبات زواجك محضرة و جاهزة..".
ـ ما يقلقني هو عدم استيعابي لسبب جلبه إياك إلى هنا. يجب أن تعرفي أنه كان بمقدوره أن يجد العون في مكان قريب من هنا.. و بدأت أتساءل، منذ متى تعرفان بعضكما بعضاً..خاصة وهو معتاد على السفر الدائم إلى ويلنغتون.
ضحكت بيني:" يا لشينا المسكينة.. يبدو أن رأسك يدور في دوامة مؤلمة من الشك.. هل تقولين إنك تشكين في أنني صدمته حتى؟".
اعترفت شينا:" لا أدري ما أظن".
ـ حسناً.. لماذا لا تتباحثين الأمر معه؟ انظري، إنه قرب حوض الورود.
نظرت من زجاج الباب، فلمحت جسده الطويل واقفاً في غسق الصيف المسائي.. لحقت شينا بنظرتها : أجل . إنه على الأرجح ينتظرني حتى أنضم إليه.. إذ نسير عادة حول الورود بعد العشاء.
خرجت من الباب مسرعة فوق المرج. تنهدت بيني وهي تراقب الفتاة الطويلة القامة، تأخذ ذراع تشارلز.. عرفت أن عينيها السوداوين تنظران إلى وجهه.. إنهما زوج وسيم. أحست بالتواء غريب في قلبها.. لاشك أن تشارلز سيكتشف يوماً أنه يحب شينا، تنهدت مجدداً وعادت إلى آلة التسجيل .


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:18 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.