آخر 10 مشاركات
ودارتـــــــــ الأيـــــــــــــام .... " مكتملة " (الكاتـب : أناناسة - )           »          عــــيــــنـــاك عــــذابــي ... مكتملة (الكاتـب : dew - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          309 - نهر الذكريات - مارى ويبرلى - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-17, 03:14 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 484-أحببت عدوي -آن ماكليستر-(كتابة /كاملة)





روايات احلام

484

أحببت عدوي - آن ماكاليستر

الملخص

استطاع الياس انتونيدس ان يحول شركة العائلة من شركة على وشك الانهيار الى شركة رابحة ، وعندما عم ان والده راهن على مستقبل الشركة وباع حصة كبيرة منها جن جنونه

لقد اصبح لديه منافس وخصم قوي وعنيد يقاسمه السلطة والارباح وهو تالي سافاس.
كانت تالي تطمح كي تثبت لوالدها انها قادرة على تحمل المسؤولية ، لكنها لم تتوقع ان يكون خصمها جذاباً بهذا الشكل ومصمماً على تدميرها ، فإلى متى تستطيع ان تصمد؟


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


الرواية منقولة شكرا لمن كتبها

ندى تدى likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 07:13 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1- والدك على الخط رقم ستة.
حدق الياس انتونيدس في الاضواء الحمراء التي تومض على جهاز هاتفه، وشكر ربه
لأنه اختار هذا الجهاز الذي يشغل عشرة خطوط في الوقت نفسه عندما بدأ من تسعة أشهر
بتجديد مستودعه القريب من ضفة النهر وتحويله الى مقر الشركة انتونيدس البحرية في
بروكلين.
اجاب :
- حسناً شكراً لك ياروزي ، دعيه ينتظر قليلاً.
علقت مساعدته قائلة:
- يقول إن ان الأمر مهم.
إذا كان الأمر مهماً فسينتظر إذن. وكان اليأس على ثقة من ان والده لن يفعل ذلك.
كان الاب ايولوس انتونيدس قليل الصبر وقد سمي تيمناً بإله الريح لكن الياس يرى انه
سمي تيمناً بإله ( الهواء الحار) .. كان ايولوس ساحراً لكنه غير عملي ابداً.
وهو لا يصبر ابداً على الروتين اليومي وعلى تحويل الخسارة الى ريح، لم يشأ ان يعرف
انهم يحتاجون لبعض المال النقدي او ان ابنه الياس يفكر جدياً في شراء شركة صغيرة
لتوسيع شركتهم ، فالعمل يشعره بالملل، والتحدث الى ابنه يشعره بالملل ايضاً.
والحظ الى جانبه اليوم، فإلى ان ينتهي الياس من الرد على المكالمات والخمس الاخرى
التي تنتظر ، سيشعر والده بالملل، ويقطع الاتصال ويذهب ليعلب الغولف او يبحر مع
اصدقائه.
-------------------------
صحيح انه يحب والده كثيراً ، لكنه لا يريده ان يتدخل في شؤون العمل فلديه من
التعقيدات مايكفيه، وإن كان اليوم لا يختلف عن باقي أيامه.
كانت شقيقته كريستينا على الخط الثاني، وتريده ان يساعدها في تمويل متجر للحلي
وادوات الزينة.
في البداية ارادت ان تربي الارانب ثم تحولت الى موضة القمصان ، ومن ثم رغبت في
تعلم الموسيقى في معهد خاص لكن الحلي والمجوهرات بدعة جديدة تماماً.
قالت معللة بطريقة منطقية :
- بهذه الطريقة سأتمكن من البقاء في نيويورك، مارك نيويورك.
مارك هو آخر اصدقائها لكن الياس يعتقد انه لن يكون الاخير وهو مشهور بحبه لقيادة
الزوراق السريعة، ومطاردة النساء، ولعل مارك بانكاس هنا اليوم لكنه سيتبخر غداً،
تماماً مثل حلم كريستينا بمتجر الحلي.
قال بحزم:
- لا، يا كريستينا.
ووضع السماعة قبل ان يسمع جوابها كانت امه على الخط الثالث، وهي تحضر وليمة
عشاء في نهاية الاسبوع ، قالت مستبشرة:
- هل ستحضر صديقتك ام اتدبر لك واحدة؟.
صرف بأسنانه واجابها وهو على ثقة بأنها لن تبالي بكلامه:
- لست بحاجة لأن ترتبي لي مواعيد غرامية ياأماه.
كان هم هيلينا انتونيدس الاكبر في الحياة هو ان تراه متزوجاً وان ينجب لها الاحفاد ،
لقد تزوج ذات مرة وانتهى زواجه بصورة مأساوية والغي فكرة الزواج من رأسه.
ألا يكفيه ان يعيل عائلة انتونيدس كلها ويوفر لها مستوى العيش الذي اعتادته منذ
ثلاثة اجيال ، اطلقت الأم زفرة وقد بدا عليها الانزعاج منه كالعادة:
- يبدو انك غير ناجح في هذا.
فأجابها إلياس بلطف:
- اشكرك على إطلاعي على رأيك.
لم يخبر امه انه لا يريد الزواج ثانية لئلا تجادله، فهو يعلم ان الموضوع غير قابل للنقاش
بالنسبة اليه ، لقد طلق زوجته منذ سبع سنوات، ولم يبذل اي جهد كي تحل اخرى محل
ميلسينت الجشعة المنافقة ، ولابد ان امه ادركت بعد هذه السنوات انه عازف عن
الزواج.
قالت:
- لا تكلمني بهذه الطريقة ياإلياس انتونيدس، انا لا اريد إلا مصلحتك ويجب ان
تشكرني على ذلك.
وبما ان كلامها لا يستدعي جواباً، لم يجبها بل قال:
- لدي اعمال اريد ان انجزها ، المعذرة. ياامي.
قالت:
- انت تتحجج دوماً بالعمل.
فأجاب:
- على احد ما ان يعمل.
ساد الصمت إذ لم يكن بإمكانها إنكار ذلك، لكنها لا توافقه على ما يفعله ايضاً.
واخيراً قالت بحزم:
- كن حاضراً يوم الاحد وسأتدبر امر الفتاة.
اما اخته مارثا فكانت تنتظر على الخط الرابع ، كان راسها ملئياً بالأفكار للوحتها
الجديدة لكن مايعوزها هو وضع هذه الافكار موضوع التنفيذ .
- إذا اردتني ان اقوم بعمل جيد في مايتعلق بهذه الجداريات ، فيجب ان اذهب الى
اليونان.
سألها:
- لماذا؟.
ردت:
- لاستوحي الأفكار.
- تقصدين أجازة.
----------------------
كان إلياس يعرف شقيقته جيداً فمارثا فنانة جيدة، وما كان ليطلب منها ان تغطي جداراً
في بهو بنايته وفي مكتبه، وفي غرفة نومه، لو انها فاشلة ومبتذلة، لكنه لم يشأ يمول عطلتها
الصيفية ايضاً.
اجابها :
- إنسي الموضوع ، سأرسل لك بعض الصور ويمكنك ان تستوحي منها.منتديات
تنهدت مارثا وقالت:
- انت شخص محبط ياإلياس.
وكان توأم مارثا لوكاس على الخط الخامس فقال مخاطباً إلياس :
- ما الحطب في الذهاب الى نيوزيلندا؟.
اجابه إلياس بصبر:
- ليس في الأمر خطب محدد، اعتقدت انك اردت الذهاب الى اليونان؟.
فقال لوكاس:
- أنا الآن في اليونان ، وقد قابلت الليلة الماضية بعض الشبان الذين ينووون التوجه الى
نيوزيلندا ففكرت في ان انضم اليهم، هل تعرف احداً يمكنه توظيفي لبعض الوقت في
أوكلاند؟.
فأجابه إلياس:
- ماذا ستعمل؟.
اجاب لوكاس بغموض:
- لايهم ، او يمكنني ان اقصد استراليا واتسكع لبعض الوقت هناك .
وهذا ماكان يقوم به بالفعل، لكن الفارق انه لا يحصر تسكعه بأستراليا كما فعل شقيقه
بيتر، اقترح الياس اقتراحاً كرره اكثر من مرة:
- يمكنك العودة الى الديار والعمل لديّ.
اجاب لوكاس الذي جدد رفضه:
- مستحيل ، سأتصل بك عندما اصل الى اوكلاند لأرى إن كان لديك اي افكار.
كان على الخط الأول بيتر كوربيت ، وهو المتصل الوحيد الذي تحدث عن العمل.
قال كوربيت:
- ماذا قررت؟ هل انت مستعد لضم شركتنا الى شركتك؟
لهذا السبب ، انتظر على الخط فهو تواق لبيع شركته ، وتواق ايضاً ليكون المالك
الجديد إلياس انتونيدس.
اجابه الياس:
- نحن نفكر جدياً في الأمر لكننا لم نتخذ قراراً بعد ، بول يراجع البيانات ويقوم ببعض
الابحاث ويدقق في الأرقام.
كان مدير المشاريع يحب الغوص في كافة التفاصيل المرتبطة باتخاذ هذا النوع من
القرارات، على عكس الياس الذي ترك له حرية العمل.إنما عليه في نهاية المطاف ان يتخذ
قراراً نهائياً فكل القرارات المهمة تعود له في النهاية.
قال الياس:
- اريد ان اشرف على العمل بنفسي.
فأجاب كوربيت موافقاً:
- بالطبع، يمكنك ذلك متى شئت.
وتابع الكلام عن تفاصيل البيع فيما انصت إلياس اليه، تعمد ان يأخذ وقته في الحديث
مع كوربيت من دون ان تغفل عينه عن الزر الاحمر المضاء، وعندما انهى حديث
كوربيت كان لا يزال يومض.
لعل الرجل العجوز نسي هاتفه مفتوحاً وغادر كعادته ، لكن الياس ضغط على الزر
وانصت الى والده :
- انت مشغول جداً يارجل .
اغمض الياس عينيه وتمسك بالصبر.
اجابه إلياس:
- نعم ، تحدثت على الهاتف طويلاً، وقد تأخرت على اجتماع مهم ، ماذا لديك ؟.
اجاب الاب:
- جئت الى المدينة لرؤية صديق ففكرت في ان امر بك ، لدي ما ابحثه معك.
كانت مقابلة والده شخصياً آخر مايريده إلياس اليوم فقال محاولاً إرجاء المقابلة:
- سأحضر الى المنزل خلال نهاية الاسبوع ، فنتحدث.
لكن ايولوس كان له رأي آخر فأجاب:
- لن يستغرق الأمر طويلاً ، اراك بعد قليل.
--------------------------------
ووضع سماعة الهاتف بطريقة احدثت طنيناً في أذن إلياس، اللعنة ، إنه تصرف نموذجي
من ابيه ، لا يهمه ان كان الآخر مشغولاً إذا مااراد شيئاً.
اعاد إلياس سماعة الهاتف الى مكانها، وفرك طرف انفه بعد ان شعر بالصداع يطل برأسه.
وعندما وصلت رائحة عطر والده من مكتب روزي الى مكتبه كانت قد مضت قرابة
الساعة ، والصداع تملكه تماماً ، قال إيولوس بعدما تقدم بخطى خفيفة وسريعة ثم تهالك
على احد المقاعد على عادته :
- خمن ماذا فعلت؟.
قال إلياس وقد وقف ليقابل اباه:
- وضعت كرة الغولف في الحفرة بضربة واحدة.
اتسعت ابتسامة إيولوس عند ذكر الغولف وهمس :
- ليتني فعلت.
ثم تنهد واستعاد حيويته واضاف:
- لكن هذا صحيح من ناحية مجازية.
من ناحية مجازية ؟ منذ متى يستخدم ايولوس أنتونيدس اللغة المجازية؟ رفع إلياس حاجبيه
وانتظر ان يطلعه ابوه على الخبر الذي يحمله، وفرك الاب يديه وقال :
- وجدت شريكاً لنا في عملنا!.
سأله إلياس بذهول:
- ماذا؟ ماذا تعني بقولك شريك؟ ومن قال إننا نحتاج الى شريك؟!.
اجاب الاب:
- قلت إنك تحتاج لبعض السيولة؟.
يبدو انه كان يتنصت على مكالماته، واجاب :
- لم اذكر ابداً انني بحاجة الى شريك! الأعمال تسير سيراً حسناً!.
فهز ايولوس رأسه وقال:
- بالطبع لايمكنك إيجاد شركاء لو لم تكن الاعمال تسير بشكل حسن.
قال إلياس :
- انس الأمر.
فرد الاب :
- كلا ياإلياس، أنت تعمل وتبذل الكثير من الجهد ، أعلم أني لم أقم بماهو مطلوب مني
، لكن .. هذا النوع من العمل لا يتناسب مع طبعي وطبيعتي..
وبدا أيولوس كئيباً ، فابتسم له إلياس مواسياً ومتعاطفاً وقال:
- اعرف ذلك ياأبي واتفهمه.
وكانت هذه هي الحقيقة .
- لكن لا تقلق ، فما من مشكلة.
هذا صحيح ، فالعمل لم يعد مشكلة، منذ ثماني سنوات كلفه العمل زواجه ، وشكلت
عدم قدرة والده على تحمل مسؤولية العمل احد اسباب طلاقه من ميلسينت زوجته
السابقة.
عندما اكتشفت وضع الشركة السيء وانها الأعمال زادا من مشاكله مع زوجته ، إنما
كان عليه ان يدرك ماهي أولويات ميلسينت ، وان يرفض الزواج بها.
كان الأمر كله سوء تقدير وقد عاهد إلياس نفسه على ألا يكرره.
وتابع والده الكلام:
- لكني قلق، انا وامك قلقان عليك فأنت تعمل كثيراً، اكثر مما يجب.
لم يطلع إلياس والديه على سبب طلاقه من زوجته ، لكن والديه لم يكونا احمقين فهما
يعرفان انه يعمل أربعاً وعشرين ساعة على مدى ايام الاسبوع السبعة لإنقاذ شركة والده
من الحالة التي وصلت اليها ، بسبب إهمال والده لها .
كان يعلمان ان وضع شركة أنتونيدس المالي لا يوزاي توقعات زوجته التي تسعى الى
صعود السلم الاجتماعي بسرعة.
ولاحظا انها اختفت حالما قرر إلياس ترك كلية إدارة الاعمال ليعمل في شركة العائلة ،
وسرعان ماتزوجت من احد الورثة، حالما انهت معاملات طلاقها.
---------------------------------------
لم يتحدث احد في الموضوع ، لاسيما إلياس.
وبعد زواج ميليسينت بدأت رحلة البحث عن زوجة بديلة لإلياس ، وكأن الزواج
سوف يصلح الأمور ، ويقلل من شعور الأب بالذنب.
قال بحدة ووضوح :
- كلا يا أبي.
رد أيولوس وقد هز كتفيه :
- آسف يابني ، لقد بعت اربعين بالمئة من اسهم الشركة ولا يمكنني التراجع إذ فات
الأوان.
شعر إلياس وكأن احدهم وجه اليه لكمة قاسية :
- ماذا قلت ؟ بعت؟ لا يمكنك فعل ذلك!.
تغيرت ملامح ايولوس في الحال ، ولم يعد ذلك الاب اللطيف الدمث الرقيق الذي عرفه
إلياس واحبه ، فهب واقفاً على قدميه بقوة وصرامة شبه عسكرية، ونظر الى ابنه
الغاضب ثم قال بقسوة وتعال اشتهر بهما اليونانيون منذ القدم:
- بالطبع استطيع بيعها.. انا املك هذه الشركة ولي حق التصرف بها.
فرد إلياس :
- نعم اعلم ذلك ولكن..
هذا صحيح فأيولوس أنتونيدس يملك إلياس البحرية ، او خمسين بالمئة من اسهمها على
أي حال ، في حين يملك إلياس عشرة بالمئة منها ، اما الاسهم المتبقية فهي ملك لأخوته
الأربعة.
كانت شركة عائلية كحالها دائماً ، ولم يتواجد فيها حتى تاريخه اي انسان لا يحمل اسم
أنتونيدس، حملق إلياس بوالده وقد تملكه شعور بأنه طعن في صميم فؤاده،وبأنه تعرض
للخيانة وقال :
- بعتها؟
ردد الكلمة بصوت اجوف وخشن ، مامعنى هذا ؟ أيعني ان السنوات الثماني الماضية
مسحت والغيت كزواجه؟
قال الاب مطمئناً :
- لم ابعها كلها ، إنما مايكفي لتأمين بعض السيولة لتتصرف بها ، قلت إنك بحاجة
للسيولة ، وقد أمضيت يوم الاحد الماضي تتحدث على الهاتف مع احدهم لتأمين المال
لشراء شركة تجهيزات.
وصاح إلياس :
- وكنت على وشك القيام بذلك.
فرد والده وهو يفرك يديه بخشونة :
- قمت بذلك بالنيابة ، وليس عليك ان تعمل بجد للحصول على المال ، لديك فسحة
لتتنفس الصعداء.
شعر بركبتيه تخذلانه ، اراد الجلوس ووضع راسه بين يديه ليلتقط انفاسه لكنه وقف
جامداً والغضب يعلو قسماته.
حاول ألا يظهر مشاعره لوالده وردد محاولاً تهدئة غضبه العارم :
- لم يكن عليك بيع اسهم الشركة ، فالأمر يسير حسب ماهو مخطط له.
فقال والده الذي غضّ أنفه ونظر من حوله :
- لماذا انتقلنا الى هذا المكان إذن؟
رد إلياس:
- لنعود الى جذورنا.
لم يقتنع إيولوس بماقاله ابنه وقال متأملاً ماحوله:
- الم تعد الأمور كما كانت عليه في السابق، وأردت المساعدة.
قال إلياس وهو ينظر الى والده :
- اردت المساعدة؟ ياإلهي العزيزي!.
تنفس بعمق وخلل شعره بيده محاولاً عدم إظهار غضبه ، والقيام بتصرف احمق ،
وبالطبع لم يفعل ، كانت شركة أنتونيدس البحرية محور حياته منذ ان تخلى عن حلمه
بإنشاء شركة بناء سفن خاصة به ، وطلاقه من زوجته ميلسينت.
كانت تقول إن هذا ماشغله عنها قبل ان تهجره ، لكن هذا ليس صحيحاً فقد عمل ليلاً
نهاراً لإرضاء طموحها ومنحها الحياة التي تريد.
أني له ان يعرف انها كانت تبحث عن عذر لتخرج من حياته!.
-------------------------------
لم يبق له الآن الشركة التي اصبحت محور حياته ، كان مصمماً على ان يعيد لها مجدها
السابق الذي عرفته على يد جده وجد والده وكاد يصل الى هدفه ، لم يكن الطريق
سهلاً حتى الآن فلماذا سيتوقع ان تتغير الأمور؟
سوى ربطة عنقه ، ورسم على وجهه ابتسامة وقال في نفسه إن الامور ستكون بخبر ،
إنها مجرد عقبة يواجهها في الطريق وكان طريقه ملئياً بالمطبات والحفر والمصائب منذ
تسلم دفة الأمور في شركة أنتونيدس البحرية.
حرك إلياس كتفيه لإراحتهما واخذ نفساً عميقاً محاولاً التغلب على غضبه ثم التفت نحو
والده وسأل بنعومة:
- لمن بعت الأربعين بالمئة من الأسهم؟.
فأجاب والده:
- بعتها لسقراط سافاس.
فانفجر قائلاً وقد نسي ماعاهد نفسها عليه من الالتزام بالأدب والطف مع والده :
- اللعنة! سقراط سافاس قرصان فهو يشتري الشركات التي تعاني من صعوبات مالية
ويبيع ماينبغي منها في سوق الخردة.
راح يصرخ في وجه ابيه وكان يعلم انه يصرخ لكنه لم يستطع تمالك نفسه ، اجاب
الأب وقد غابت الابتسامة عن وجهه :
- لديه سمعة سيئة وانا اعترف بهذا.
قاطعه إلياس بحدة:
- سمعة يستحقها.
وكشر وزمجر واراد ان يلكم الجدران ويلكم والده حتى... واضاف:
- اللعنة على كل مافعلت، ان شركة أنتونيدس البحرية ليست مفلسة!.
فأجاب أيولوس بتباهٍ:
- هذا ماسمعته من سقراط نفسه ، قال إن الشركة تحقق الأرباح ، وقد اضطر لدفع مبلغ
يسيل له اللعاب لشراء الأسهم ، مبلغ كبير لدرجة انه احتج على ضخامته ، قال إنه
كان عليه أن يشتريها منذ خمس سنوات وهو يلوم نفسه لأنه لم يفعل ذلك في حينه.
وكان هذا هو لب الموضوع.
فنظرة الى حسابات شركة أنتونيدس منذ ثماني سنوات كانت كافية كي يدرك إلياس ان
ايام الشركة معدودة، إلا إذا استطاع ان يرد لها بعض عافيتها ويضخ الدم في عروقها.
ولقد فعل هذا ، لكن الأمر تطلب بذل جهود خارقة واستغرق ساعات عمل طويلة ،
واحتاج للاقتصاد في النفقات خارقة واستغرق ساعات عمل طويلة، واحتاج للاقتصاد
في النفقات وإعادة هيكلة الشركة من دون ان يظهر ان الشركة تعاني من المصاعب،
وامضى سنوات عديدة محاولاً تحاشي ان يشتم سقراط سافاس رائحة هذه المصاعب ،
وأضاف أيولوس :
- من حسن حظنا ان سقراط لم يشتم اياً من هذه المصاعب.
فأجاب إلياس بطريقة ساخرة:
- نعم ، من حسن حظنا.
وبدا ايولوس مغتماً للحظات ثم اشرق وجهه من جديد وقال:
- يجب ان تفخر بمافعلته، فقد انقذتنا من مصير مظلم كان ينتظرنا ، واخرجتنا من الهوة
السحيقة على حد قول سقراط.
ربما كان سافاس يراقب حركة الشركة سواء عرف إلياس ذلك ام لم يعرفه ، كان يحوم
حولها كنسر كاسر بدون ادنى شك، فهو سيد من يكتشف ضحاياه منظراً اللحظة
المناسبة لينقض على الشركة التى تعاني من صعوبات .
في السنة الماضية فقط تنفس إلياس الصعداء بعد ان ادرك ان الشركة لم تعد في وضع
متعثر ، والآن باع والده اربعين بالمئة من أسهم الشركة لذلك المفترس الذي لا يرحم ،
اللعنة! ماالذي سيفعله سافاس بحصته؟ بعثت هذه الفكرة القشعريرة في عمود إلياس
الفقري، لكنه لن يجلس ليراقب مايجري.
-------------------------------
وعندما ادرك انه لن يحتمل البقاء، كمتوف اليدين ، قرر قول كلمات لم يخطر له يوماً انه
سيقولها ، وتوجه الى ابيه قائلاً:
- حسناً ، يمكنه الحصول على الشركة ، فأنا استقيل منها.
فوجيء والده بماقاله وشحب لونه :
- تستقيل؟ تستقيل؟ لكنك لا تستطيع الاستقالة يا إلياس.
فأجابه إلياس:
- بل يمكنني ذلك.
إذا تجرأ والده وباع حصته في الشركة التي امضى سنوات فيوقف تدهورها من دون ان
يستشيره او من دون حتى ان يطلعه على نيته ، فيمكنه هو الذي ورث كبرياء ومنهجية
اسرة أنتونيدس ان يستقيل ويترك الشركة من دون ان يلقي نظرة الى الوراء.
همس ايولوس بما يشبه الرجاء:
- لكنك لن تفعل ذلك.
بد الأب حائراً ومرتبكاً وعبس إلياس إذ توقع منه ان يغضب ويثور وليس هذا
الشحوب الذي جعله يبدو كالأموات ، فسأله بأدب وقد ارتسم على وجهه طيف
ابتسامة :
- لم لا استطيع؟.
فقال الأب وهو يلوح بيديه:
- ... لأن... بنود العقد تنص على ان تبقى في الشركة.
قال إلياس:
- لا يمكنك ان تبيعني مع الشركة فهذه عبودية والقانون يمنع ذلك ، وبالتالي هذه
الاتفاقية باطلة وكأنها لم تكن.
وابتسم ابتسامة حقيقية واضاف :
- في النهاية لا يحق إلا الحق.
راح ايولوس يحملق في الارض من دون ان ينبس بأي كلمة فسأله الياس ليقطع
الصمت الذي ساد بينهما :
- ماالأمر الآن ؟
بقي صامتاً طويلاً ثم رفع رأسه وقال :
- سنخسر البيت.
إلياس مهتاجاً:
- أي منزل ؟ ماذا تعني بقولك سنخسر المنزل؟ عن اي منزل تتحدث . أهو البيت في
الونغ ايلاند؟.
هز الاب رأسه ثانياً ورد:
- كلا، ليس المنزل في لونغ ايلاند.
لا؟ إذاً هذا يعني..
- منزلنا؟
منزل الاسرة في سانتوورني، المنزل الذي بناه جده بكده وتعبه وجهده الخاص؟ المنزل
الذي سكنه اسلافه من رجال ونساء، واضافوا اليه من ذاتهم فلم يعد المنزل الذي يأويهم
وحسب بل ذاك الذي يضم ذكرياتهم وانجازاتهم، لقد اشتروا منزلاً في لونغ ايلالند منذ
سنوات طبعاً، كما يملكون شققاً في لندن وسيدني ، وهونغ كونغ لكن لديهم منزلاً
واحداً.
لا، المنزل في سانتوريني لا علاقة له بالعمل ولم يكن له أي علاقة به يوماً ، انه ملك
والده الآن ، كما كان لجده وجد جده من قبل.
وسيصبح ملكاً لإلياس ذات يوم، صحيح انه انقذ الشركة وممتلكاتها لكن اياً منها لا
يعني له بقدر مايعنيه ذلك المنزل الوحيد، فهو يخبئ بين جدرانه ذكريات طفولته ، وايام
الصيف التي امضاها وهو يعمل في بناء السفن مع جده، واحلام شبابه التي بقيت نقية
ولم تفقد بريقها ، إن المنزل في سانتوريني وهو رمز قوتهم ، والملجأ الأمين ، وقلب عائلة
أنتونيدس النابض.
إنه الشيء الوحيد الذي احبه إلياس، وشد قبضتيه لئلا يمسك بقميص ابيه الأخضر
وقال:
- ماذا فعلت بمنزلنا؟.
فرد الأب بسرعة:
- لاشيء إذا بقيت في أنتونيدس.
ونظر الى وجه ابنه الغاضب واضاف:
- كان رهاناً صغيراً ، سباق قوارب ، تراهنا وسقراط من سيصل الى مونتوك ويعود قبل
الآخر ، وأنا افضل من سقراط سافاس كبحار.
لم يشكك إلياس في صحة كلامه فقال لأبيه:
- وماذا حدث؟.
حدق ايولوس في ابنه ملياً ثم قال :
- انا امهر من سقراط سافاس لكني لا اقارن بابنه ثيو.
-----------------------------------
اطلق إلياس صفارة طويلة وقال:
- ثيو سافاس ابن سقراط سافاس؟.
حتى إلياس سمع بثيو سافاس الذي شارك في الألعاب الأولمبية وشارك في العديد من
سباقات القوارب الاميريكية.
كان نحيل الجسم، وسيم الطلعة ، اشبه بنجم سينما ، وهو مثال للرجولة الإغريقية
بحسب شقيقات إلياس.
قال الأب وهو يهز رأسه ، فاز ثيو وكسب الرهان ، وينص الاتفاق على ان يؤول
المنزل اليه اذا رفضت البقاء كمدير تنفيذي للشركة مدة سنتين على الأقل.
- سنتان!
اعترض ايولوس:
- سنتان ليستا بالمدة الطويلة ، وهذا ليس حكماً مؤبداً.
لم يصدق إلياس ماسمعه فوالده يطلب منه ان يبقى ويشهد على تمزيق الشركة التي لطالما
تعب وجاهد إنقاذها، وسأل إلياس :
- ما الذي فعلته له؟.
فرد الأب:
- ماذا تعني بقولك هذا؟.
اجاب إلياس :
- لا شيء ، لا بأس.
مامن داع لأخذ الأمور على محمل شخصي ، وصرف إلياس بأسنانه مجدداً ، يمكنه
التحمل سنتين فقد دفع اثماناً اغلى من ذلك بكثير ، وهذه المرة لا يتعلق الأمر بحياته
وحده بل بحياة اسرته كلها، في الماضي ضحى بكل مالديه فلم لا يفعل هذه المرة ايضاً؟
وقال:
- حسناً سابقى.
اشرق وجه والده وربت على ظهر وقال :
- علمت انك ستبقى .
قال إلياس :
- لكني لن اقدم تقاريراً لسقراط سافاس، وهو لن يتولى إدارة الشركة!.
تلك الليلة لم يغمض جفنا الرئيس الجديد لشركة أنتونيدس البحري ، وبقيت ( تالي)
صاحية، وعقلها يعمل بلا كلل، لأن والدها اقتنع اخيراً بأنها اهل لتدير العمل مكانه .
كانت تعلم مدى صعوبة الأمر بالنسبة اليه فسقراط سافاس إغريقي صعب المراس،
تقليدي ، ولم يمض على رحيله عن اليونان سوى جيلين .
كان يرى ان اشقائها الاربعة هم من سيتولى إدارة العمل من بعده وأن على تاليا ان
تبقى في المنزل لتصلح الثياب وتطبخ الطعام ، ومن ثم تتزوج برجل عصامي وتنجب له
العديد من الاحفاد ذوي الشعر الاسود والعيون الجميلة ، لكن ذلك لم يحدث.
كانت ستتزوج من النقيب برايان اومالي، لو لم تتحطم طائرته منذ سبع سنوات.
كانت حتماً ستتزوجه ، وربما اتخذت حياتها منحى مختلفاً، لكن منذ وفاة برايان لم تقابل
رجلاً يثير اهتمامها ، ولا يعني هذا إن والدها لم يحاول جهده فهي تعتقد احياناً انه عرفها
الى كل شاب يوناني في الساحل الشرقي يصلح كعريس لها.
وبقي جوابها نفسه:
- اذهب وطارد اولادك الذكور، وجد لهم زوجات.
لكن سقراط كان يردد الفاظاً وجملاً غير مفهومة عندما يتعلق الأمر باولاده الذكور ،
فهم لغز بالنسبة اليه حتى اكثر من تاليا ذاتها ، كانت تتحرق إدارة شؤون العمل من
بعده في حين ان ثيو وجورج وديمتريوس وبايتس لم يظهروا اي حماس للسير على خطى
والدهم.
فثيو يهتم بالابحار ويجول في مختلف بقاع الأرض، حاول إن تحبسه في مكتب او مدينة
فيشعر بان روحه على وشك ان تفارق جسده.
ولمع جورج كعالم فيزياء يكتشف الكون واسراره في حين ان ديمتريوس اختار التمثيل.
-----------------------------------
وكان ابنه الاصغر بانيس وهو اصغر اشقاء تالي قد نشأ وتربى كباقي اخوته في المدينة ،
ولكنه منذ خمس سنوات نال إجازة جامعية في علوم الغابات فترك المدينة واختار العمل
والعيش على قمة جبل مونتانا!
وحدها تالي صممت على السير على خطى والدها في العمل، وهي تمتلك عقلاً يساعدها
على إدارة الاعمال، وقد عملت في المستودعات، ومكاتب الشحن البحري، وفعلت
كل مايمكنها لتتعلم حرفة والدها من الصغر، وكان والدها يستغني عنها على الفور
عندما يعلم انها تعمل في احدى شركاته ويردد بغيظ:
- لن تعمل ابنتي هنا.
فانتقلت للعمل في مكان آخر مع رب عمل آخر.
ولم يعجبه ذلك طبعاً لكنها عنيدة مثل والدها العجوز، وكانت قد التحقت بالجامعة
حيث نالت اجازة في المحاسبة وعملت لفترة في شركة في كاليفورنيا، بعدئذ عادت الى
الجامعة ، واكملت دراساتها العليا فيما هي تعمل لدى خباز نقل اليها كل مايعرفه عن
حرفته ، ولو قررت تالي يوماً ان تنشيء عملها الخاص لما فضلت على صناعة الخبز اي
عمل آخر، كانت تعشق تحضير المعجنات والحلويات ، وهي طريقتها المفضلة
للاسترخاء.
منذ ثمانية عشر شهراً، وبعد ان نالت شهادة الماجستير تقدمت بطلب للعمل في إحدى
شركات والدها ولكن طلبها رُفض.
وعملت لحساب احد اكبر منافسي والدها حيث تقدمت في عملها وحصلت على ترقية
، كانت تتقدم بسرعة بحسب رب عملها ، وتاكدت ان يصل ذلك الى مسامع سقراط.
ويبدو ان الخبر وصل اليه اخيراً، فمنذ اسبوعين ، اتصل بها هاتفياً، ودعاها لتناول
العشاء بعد ان تنتهي من عملها ، فسألته مستفسرة:
- مع من سأتناول العشاء؟.
اجابها :
- معي انا ، انا في المدينة فيما امك في ايطاليا ، واشعر بالوحدة ، ففكرت في دعوة ابنتي
على العشاء.
بدت الدعوة بريئة للغاية ، لكن تالي تعرف والدها جيداً منذ تسع وعشرين سنة ،
لاحظت في صوته الحماس الذي حاول ان يكبته فقبلت الدعوة ، لكن بشيء من
التحفظ.
عندما قابلته في لازلو وهو احد المطاعم الهنغارية ، تلفت من حولها بحثاً عن أي شبان في
الجوار ثم جسلت قبالته ، لكن سقراط لم يأت هذه المرة لأي عريس بل قدم لها عرض
عمل ، سألت وهي تتلفت من حولها :
- عرض عمل؟.
وانتظر والدها حتى انتهى النادل من تقديم الطعام ثم قال بلهجته الصريحة :
- حصلت على اربعين بالمئة من اسهم شركة انتونيدس البحرية الدولية التي تعمل في
بناء السفن والقوارب، وكمساهم رئيسي يحق لي ان اعين رئيس مجلس الإدارة واريد
تكليفك بالمنصب.
رددت تالي بما يشبه الحشرجة:
- أنا؟.
لابد ان امراً غير عادي قد حصل او انها فقدت عقلها، لكن سقراط قال وهو يهز
كتفيه:
- لطالما قلت إنك تودين العمل معي.
فأجابت:
- نعم، ولكن.....
قال :
- إذن انت تعملين معي الآن.
هزت رأسها غير مصدقة فيما عقلها لايزال يدور في دوامة:
- اعني .. لم اتوقع ان تشتري لي شركة ياأبي.
فأجابها مشدداً على كل كلمة يقولها:
- لم اشتر لك شركة بل حصلت على اسهم شركة واصبح بإمكاني ان تدل في إدارتها
واريدك ان تديريها.
--------------------------------
رطبت شفتيها فيما عقلها يدور ويفكرفي الاحتمالات والإمكانات ثم قالت وهي تحاول
السيطرة على افكارها :
- لا ادري .. الأمر فاجأني.
فرد عليها بقوله:
- هكذا تأتي افضل الفرص.
قالت :
- أعلم ذلك.
إنما عليها ان تذكر في الأمر وتدرسه ، وسألها :
- مارأيك؟ اتعتقدين ان بإمكانك القيام بهذه المهمة؟.
فهتفت قائلة :
- بالطبع استطيع.
اشرق وجه سقراط عند سماع جواب ابنته ، تماماً مثلما سمكة القرش عندما ترى سمكة
صغيرة تتجه نحو فمها .
مهما كان هدف والدها من تقديم هذا العرض فلديها خططها الخاصة ، وستبذل
قصارى جهدها في العمل لتثبت له انها تستحق ثقته .
وخلال الاسبوعين اللذين تليا العرض المغري واستقالتها من شركة إيزلي ، كان لديها
الكثير من العمل والمطالعة لتقف على اوضاع شركة انتونيدس البحرية الدولية،
وماعرفته عنها جعلها اكثر حماساً للعمل .
كانت شركة بناء سفن قديمة وعريقة ومحترمة وقد شهدت بعض الصعوبات خلال
السنوات الثماني الماضية لكنها راحت تستعيد عافيتها وتتقدم الى الامام.
لاحظت بعض التغيير في رئاسة الشركة فأيولوس انتونيدس لا يزال رئيسها لكن ابنه
يدير الامور بالنيابة عنه، ويبدو ان الابن ابلى بلاءً حسناً إذ تخلص من الهدر واعاد
الامور الى نصابها ودفع الشركة للتوسع خارج نطاق بناء السفن .
ووجدت تالي نفسها عاجزة عن الصبر لتصبح جزءاً من عملية التوسع هذه.
والآن وفيما هي تقف امام المستودع القديم في بروكلين حيث مقر شركة انتونيدس
البحرية الدولية شعرت بعدم صبرها يزداد، لم يكن مقر الشركة يبعد سوى بضعة مبان
عن شقتها ما أدهشها إذ توقعت ان يكون مقرها في منهاتن، وكان هذا صحيحاً قبل ستة
اشهر قبل ان تنتقل الشركة من الجانب الشرقي للنهر الى بروكلين.
عرفت ان سبب الانتقال هو عصر النفقات لكن الشركة هنا في مكان حيوي،وفي
مسرح للأحداث .
عندما تلفتت تالي من حولها مع ساعات الصباح الأولى رأت ان الشركة تنتمي الى هذا
المكان ، كان الوقت مبكراً جداً، ، فدفعت الباب ودخلت، ولما اصبحت داخل المبنى
احست وكأنها تقطع المحيط، وبدلاً من ان تجد بيئة العمل التقليدية وجدت نفسها امام
بهو مطلي باللون الأزرق ، ذاك اللون الداكن النابض بالحياة الذي يذكر بالبحر الأبيض
المتوسط ، كان اللون الزرق يمتد من الارض الى السقف ، بحر ازرق وسماء زرقاء وبعض
الجزر التي تزينها ابنية بيضاء وكنائس ذات قبب زرقاء.
كانت الرسوم رائعة وبسيطة ، لم تزر تالي اليونان ارض اجدادها من قبل ، إذ لم يتسن
لها الوقت لتقوم بذلك، لكنها عرفتها على الفور ووجدت نفسها منجذبة اليها.
لم ترغب يوماً في الذهاب الى اليونان ، مصدر التقاليد كلها التي امضت حياتها تحاربها بلا
هوادة، لكنها لاحظت الآن ان تلك البلاد تضم ماهو جميل، ويستحق الاهتمام ، وفجأة
راحت فكرة السفر تراودها ، لكن ليس بقدر فكرة دخول المصعد والضغط على الرقم
3.
بدا من رائحة الخشب والسجاد التي تفوح من المصعد انه جدد مؤخراً ، ولما انفتح
الباب عند الطابق الثالث وخرجت ، وجدت ان اعمال التجديد لم تنته بعد ، والعمل
مازال جارياً على قدم وساق.
-----------------------------------
فالأرض الخشبية عرية والجدران غير مطلية ، واستطاعت ان تسمع صوت المطارق من
خلف احد الابواب المغلقة.
شعرت ان عليها ان تحصل على اسم ذاك الرجل الذي يتولى اعمال الصيانة لتعطيه لمالك
منزلها ، فآرتي يحاول العثور على عامل يجدد له إحدى الشقق ، عامل يمكن ان يأتي الى
عمله قبل حلول الظهر.
مرت بالعديد من المكاتب حتى وصلت الى مكاتب شركة انتونيدس البحرية الدولية،
وجدت الباب مقفلاً ، وهذا امر طبيعي في السادسة واربعين دقيقة صباحاً ، لكنها لم
تكترث فلديها مفتاح ، مفتاح لشركتها ، حسناً ، مفتاح للشركة التي ستترأسها.
كل ماعليها ان تفعله الآن هو ان تبدو جديرة بالمنصب الذي تحتله.
وتنفست بعمق ووضعت حقيبتها ارضاً لتبحث عن مفتاح المكتب في حقيبة يدها ،
وعندما عثرت عليه ادخلته في القفل وفتحت الباب ودخلت.
* * *
لقد تأخرت إنه أول يوم عمل لها في شركة انتونيدس البحرية وهاهي رئيسة الشركة لا
تزعج نفسها بالحضور!
راح إلياس يذرع ارض مكتبه هو يحمل في يده فنجاناً كبيراً من القهوة ويصرف بأسنانه
وكأنه يريد تقطيع لحمها.
هذه هي العاملة المتحمسة التي تعمل بجد بحسب ماقاله والده.
في الواقع يفترض به ان يُسر فإن لم تأت لن تتمكن من إفساد الامور ، وقد امضى
الاسبوعين الماضيين في العمل على ألا تتدخل في إدارته للشركة.
عندما وجد ان لا مناص من الضررر الذي احدثه والده ، بذل جهده للحد من الضرر
ومنع تفاقمه ، اي إظهار حدود المشكلة والحرص على الأتصبح اكبر.
اعد المكتب الفخم الكبير المطل على النهر الذي كان يفترض ان ينتقل اليه ذات يوم،
لكنه لم يفعل ذلك لأنه ليس عملياً ، سيستخدم المكتب ليحاول ان يبعدها عن مركز
القرارات ماامكنه، وبإبعادها عن طريقه سوف يتسنى له إدارة الشركة كما كان يفعل ،
وهذا مايفترض به ان يفعله، لكن عليه اولاً ان يسلمها مكتبها ويتخلص منها.
توقع ان تصل في التاسعة ، لكن الساعة تجاوزت التاسعة والنصف ، وقد تواجد في
مكتبه منذ الثامنة مستعداً لملاقاة المتطفلة ، وكانت مساعدته روزي قد سبقته وحضرت
القهوة في محاولة منها للتأثير في الرئيسة الجديدة كما وضعت صحناً فيه بعض الكعك
قرب آلة تحضير القهوة.
اراد الياس ان ينتقدها على ذلك ، لكن الكعك كان لذيذاً فبعضه بطعم القرفة،
والبعض الآخر بطعم اللوز او بنكهة زبدة الفستق.
كانت معدته تتحرق لتناول بعض الكعك، وعندما توجه نحو الطبق وجد ان العديدين
سبقوه اليه .
كان الباحث بول جوهانسن يتحدث وفمه مليء بالكعك ، كما قررت لوسي المسؤولة
عن مراجعة العقود والحسابات التخلي عن حميتها والبدء بها في الغد، اما ديسون الذي
يتولى تصميم وتطوير المشاريع فكان الكعك عالقاً في شاربيه حتى ان ثرينا وكارا اللتين
تتوليان اعمال السكرتاريا وجوليا المرأة التي على وشك ان تضع مولودها تسللن الى
البهو لسرقة قطعة او اكثر من الكعك.
لا عجب في ان روزي كانت ترفض باستمرار تحضير القهوة في المكتب ، ولو عرفوا
مواهبها الاخرى لما تركوها تفعل شيئاً سوى تحضير الكعك.
حسناً ، لابد ان الآنسة تاليا ستتأثر بما ستراه ، هذا إذا ماظهرت قبل ان تنفذ القهوة
والكعك.
----------------------------
لكنه لن ينتظر اكثر فهذه ليست مدرسة إدارة اعمال ، والعمل الحقيقي يدار في العالم
الحقيقي.
قال موجهاً كلامه الى بول وديسون :
- سنذهب الى قاعة الاجتماعات.
قفزا مذعورين، ومسح بول فمه من الكعك.
ابتسم إلياس وقد شعر ببعض الرضا ، لأن الآنسة سافاس فوتت ما جرى تحضيره
بمناسبة مجيئها.
ولدى مروره بروزي وجه كرمه اليها قائلاً:
- هذا مثير ، لم لا تحضرين هذا باستمرار ؟.
نظرت اليه روزي وقالت :
- لم احضرها بنفسي على الإطلاق.
رمقها إلياس بنظرة تساؤل ثم التفت الى بول وقال :
- لا تقل لي إنك خبزتها.
ضحك بول وقال :
- لا استطيع غلي الماء.
وتراجع ديسون وراح يهز خصلات شعره باسماً وقال :
- لا تنظروا الي.
قالت ثرينا وهي تتأبط العديد من الملفات عائدة الى مكتبها :
- لعلها الفتاة الجديدة؟.
سأل إلياس :
- أي فتاة جديدة تلك التي تتحدثون عنها؟.
كان يعلم ان فتاة ماستحل مكان جوليا ، لكنه لم يعلم انها وصلت فعلاً.
- افترض انها تعنيني أنا.
وظهرت فتاة في أواخر العشرينات من عمرها ، لا تشبه كثيراً الفتيات اللواتي يعملن في
المكاتب ، بدت ممشوقة القوام إنما ليست نحيلة ، وكان شعرها مشدوداً الى الخلف
ومربوطاً بشكل انيق لكن مجموعة الدبابيس التي حاولت إحكام ربطه بها لم تقم بمهمتها
تماماً.
كان شعرها كثيفاً ومتمرداً ماجعلها اكثر فتنة وجاذبية، بدت وكأنها خرجت للتو من
الفراش.
راح إلياس يتخيل كيف ستكون في الفراش ، إنه رجل يقدر الجمال ، لكنه لم يعتد
التفكير في حمل المرأة الى الفراش.
ابتسمت الآنسة له ، وهزت رأسها لتسوية شعرها فشعر بالحاجة لنزع تلك الدبابيس
من شعرها ، والعبث به، لكنه اكتفى بوضع يديه في جيبيه، لأنه يخلط بين العمل والمتعة ،
قال موجهاً كلامه اليها:
- هل حضرت هذا الكعك بنفسك؟.
هزت رأسها ايجاباً وقالت:
- هل اعجبك الكعك؟.
هز رأسه ايجاباً ، لكنه لم يشأ ان تعتقد انها تستطيع استخدام هذه الوسيلة للوصول الى
امور اخرى، فقال :
- إنها لذيذة فعلاً، لكن مامن داع لها ، كل ماعليك القيام به هو تأدية عملك فقط.
سألت باستغراب:
- عملي؟.
فأجابها بصبر:
- الاهتمام بالملفات والطباعة وما إلى ذلك ، تفعلين مايطلب منك القيام به.
قطب إلياس جبينه وسأل :
- إذن ماذا تفعلين هنا؟.
مدت يدها لتصافحه وردت:
- أنا تالي سافاس ، الرئيسة الجديدة يسعدني الاجتماع بك.
---------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 07:18 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- إنها امرأة
تباً لسقراط!
نظرة واحدة الى إلياس انتونيدس كانت كافية لتعرف تالي انها وقعت في الفخ ، ما أغباها
حين ظنت ان والدها اخذها على محمل الجد.
ادركت الآن مااراده حين اسند اليها هذه المسؤولية، فرئاسة شركة انتونيدس البحرية لم
تكن سوى وسيلة لوضعها في طريق احد آلهة اليونان ، اله يرتدي سروالاً كاكياً وقميصاً
ازرق.
كان إلياس انتونيدس فعلاً وسيماً جداً، بشعره الاسود الكثيف، وفمه العريض ، وانفه
المستقيم ووجنتيه القويتين.
ولم يكن يضع خاتم زواج في اصبعه مازاد من شكوكها بنوايا والدها.
حسناً ، لا يمكنها ان تقول ان طموحات والدها محدودة لكن لابد من انه فقد رشده
عندما اعتقد ان رجلاً مثل إلياس انتونيدس قد يهتم بها فهي إمرأة عادية تتجاوز عتبة
القبول ، لكنها لا تدير الرؤوس حتماً.
بعض الرجال يعجبون بشعرها ، لكن نادراً مايعجبهم العقل النشيط المدير تحت ذلك
الشعر ، ويعجب البعض الآخر بمال والدها لكن نادراً مايرضون الارتباط بامرأة ذات
عقل مستقل وشخصية قوية.
الوحيد الذي احبها لذاتها هو برايان ، وحتى تجد ذلك الرجل ، ستبقى على تصميمها
ورأيها ، عندما يأتي ذلك الرجل ، لن يخشى عقلها او يعجب بشعرها ، او بملايين
والدها، بل سيحبها لذاتها ، لن ينظر اليها باشمئزاز كما فعل إلياس انتونيدس وكأنها
قمامة التصقت بكعب حذائه ، على الأقل هي واثقة من ان إلياس ليس طرفاً في لعبة
والدها، لكن إذا كان وجودها يزعجه الى هذا الحد فلم لم يصارح والدها بذلك او
يقول لوالده على الأقل؟
لابد ان رأيه نافذ بصفته المدير التنفيذي للشركة والرجل الذي اعادها من شفير
الإفلاس، لعله فظ دوماً.
حسناً ، هي ليست فظة وهي مصرة على بذل قصارى جهدها في العمل بصرف النظر
عما يخطط له والدها سراً ، وهكذا مدت يدها وصافحت إلياس بقوة وقالت:
- لابد انك إلياس ، يسعدني لقاؤك ويسعدني ان الكعك اعجبك ، اعتقد ان علي ان
ابدأ ، اعني ان اكمل.
- بصنع الكعك؟
نظر اليها باستغراب ودهشة وقطب حاجبيه ، نظرة كانت لتجعل الرجل العادي يبدو
محتاراً ومذهولاً لكنها زادت مظهر الياس جدية وخطورة وإثارة ، فلعنت تالي والدها في
سرها فيما اجابت بقوة:
- نعم، لاحظت ان الناس يحبونها مايجعلوهم يحبون القدوم الى العمل.
ارتفع حاجباه ، ونظر اليها باستعلاء وقال :
- المتعة مبالغ فيها ياآنسة سافاس.
تنهدت تالي بارتياح ، إن كان صلباً ومتكبراً ، فسيسهل عليها التعامل معه كما
ستتمكن من مقاومة جاذبيته.
- لا اوافقك الرأي إطلاقاً بل اعتقد ان الأمر مهم جداً، إذا كانت معنويات الموظفين
في الحضيض فسيتأثر العمل.
صرف بأسنانه بصوت مسموع وقال:
- المعنويات في شركة انتونيدس ليست متدنية.
اجابته موافقة:
- بالطبع ليست ، واريد ان ابقيها كذلك.
-----------------------------------
- الكعك لا يرفع المعنويات.
فقالت:
- لكنه لا يضر ، وهو يحسن نوعية الحياة ، ألا تعتقد ذلك؟.
والتفتت من حولها، فرأت العديد من الموظفين يهزون رؤرسهم موافقين على قالته لكن
نظرة صارمة من إلياس جعلتهم يجمدون مكانهم.
وسألهم:
- أليس لديكم عمل تقومون به؟.
هزوا رؤوسهم مجدداً وتفوقوا ، لكن قالت :
- قبل ان تذهبوا اود ان اقابلكم.
بد إلياس ممتعضاً من اقتراحها لكنه لم يعارضه بل وضع يديه في جيبيه بينما راحت تالي
تصافح الموظفين ، وتحاول حفظ اسمائهم عن ظهر قلب ، توقفت عند بول الأشقر
الوسيم الذي بادرها :
- آمل ان تسعدي بوجودك هنا.
وتلاه ديسون الأسمر الذي قال:
- وجودك يرفع معنوياتي.
اما روزي القصيرة ذات الشعر الأحمر الناري ، فتقضي وظيفتها على حد قولها بإبقاء
الجميع على الطريق المستقيم حتى إلياس نفسه.
وكانت لوسي قد عقصت شعرها الفضي من الخلف ، ووضعت سواراً تتدلى منه تعاويذ
بعدد احفادها ، وبدا شعر ثرينا الطويل الاسود متناقضاً مع شعر كارا القصير والزهري
اللون اما جوليا فبدت وكأنها على وشك وضع ثلاثة توام في أي لحظة، سألتها تالي:
- حامل بصبي ام بنت؟.
فردت جوليا:
- صبي ، وقريباً جداً ، اريد ان ارى قدمي.
ضحكت تالي وقالت:
- صديقتي كاتي قالت الكلام ذاته. ورأت ان المجموعة لطيفة إذ بدوا ودودين ماعدا
إلياس انتونيدس الذي لم يتفوه حتى بكلمة واحدة، وعندما عاد الجميع الى مراكز عملهم
نظرات اليه ، وكان هو يتأملها كما لو انها قنبلة موقوتة عليه ان يعطلها.
وجهت كلامها اليه قائلة:
- ربما علينا ان نتحدث كي نتعارف؟.
فرد عليها بصوت خالٍ من اي تعبير:
- ربما علينا ذلك.
وتخلل شعره بيده ثم تنهد ونادى بول وديسون قائلاً:
- اكملا العمل على مشروع كوربيت سنجتمع لاحقاً.
فقالت:
- إذا اردت الاجتماع بهما ، فلاتدعني اقاطعكم.
- لا بأس.
قالت تالي محاولة إثارة اهتمامه :
- أعتذر على عدم إعلامك بحضوري ، لقد حضرت في السابعة إذا لم استطع الإنتظار ،
كنت اول من يصل الى المدرسة في الصباح الباكر ، هل كنت تفعل ذلك ايضاً.
فأجابها :
- كلا.
حسناً ، لا بأس ! تستخدم مقاربة جديدة.
قالت :
- وجدت مكتبي ، واشكرك على اللوحة التي تحمل اسمي ، اشكرك على التقارير المالية
التي تسلمتها من والدي ، وقرأتها ، لكن لدي بعض الاسئلة ، مثلاً هل تعتبر صفقة شراء
كوربيت هي الافضل للبدء فيها؟ فكرت في ان...
فأجاب بحدة :
- اسعمي ياآنسة سافاس، لن ينجح هذا.
سألته :
- ومالذي لن ينجح؟.
قال :
- هذا! مسألة الاسئلة والاجوبة عن شؤون العمل، انت تحبزين الكعك ، ثم تأتين لتسألي
عن امور لا تعرفين عنها شيئاً ، لا وقت لدي لذلك ، لدي عمل اديره.
قالت:
- وهو عمل يصدف اني رئيسته.
اجابها :
- بسبب رهان.
-----------------------------
توقفت تالي مذهولة:
- رهان.. عن أي رهان تتحدث؟.
وقابلت عيناه السوداوان عينيها :
- ألا تعلمين قصة الرهان؟.
لكن قبل انت تمكن من القيام بأي خطوة ، صر فكيه وتنهد ثم قال:
- لعلك لا تعلمين بالأمر.
والتفت من حوله ثم اضاف :
- ليس هنا ، تعالي.
جذبها من ذراعها وقادها عبر الممر الى مكتبه ، وأغلق الباب خلفهما محدثاً صوتاً قوياً ،
كان مكتب إلياس أنتونيدس اصغر من المكتب الذي خصصه لها ولا يوجد فيه نافذة ،
إنه مكتب مليء بالأوراق والمستندات والملفات ، لكن احد الجدران حمل لوحة رسمها
الفنان نفسه الذي رسم على الجدران الخارجية ومدخل المبنى.
علقت تالي لا إرادياً:
- واو.
بدا إلياس مدهوشاً:
- واو.
فأومأت برأسها نحو الجدار:
- هذا غير متوقع ، وهو يخطف اللب، أنت لا تحتاج لنافذة.
نظر الى الدرجة نظرة طويلة فاحصة ثم التفا واشار الى كرسي قائلاً:
- اجلسي هنا.
كان كلامه امراً اقرب منه الى الدعوة، لكن الأمر لا يستحق التوقف عنده ، فجلست
تالي وانتظرت منه ان يحذو حذوها لكنه لم يفعل، فتح فمه ليتكلم لكنه بقي صامتاً .
عنئذ سألته :
- ماذا عن الرهان؟.
لم تكن واثقة من انها تريد ان تعرف لكن هذا يساعدها على فهم سبب انزعاج إلياس.
واخيراً قال:
- والدي يعتبر بحاراً ماهراً، وبعد ان باع اربعين بالمئة من شركة انتونيدس البحرية من
دون ان يطلع احداً على نواياه..
صمت لحظة ثم اضاف:
- وكأن هذا لا يكفي فقد اجرى رهاناً صغيراً مع والدك.
سألته تالي:
- ماهو الرهان؟.
وخطر لها انه ربما راهن على طلب يدها للزواج ، صحيح ان لن يفعل شيئاً كهذا حتى
الآن لكنها لا تستبعد ذلك.
قال إلياس:
- الرابح في الرهان يفوز ببيت الآخر في الجزيرة وبرئاسة شركة انتونيدس البحرية.
فأجابت تالي:
- لكن هذا سخيف ، لم يريد ابي هذا المنزل ؟ لديه خمسة منازل فضلاً عن البيت الذي
يقع على جزيرة قرب شاطئ ماين.
فقال إلياس:
- ليس لدي أي فكرة ، ولا اعتقد ان للمنازل علاقة بالموضوع ، لكن هذا المنزل هو
منزل العائلة منذ اجيال.
- ولم قبل والدك بالرهان.
اجاب إلياس :
- لأنه اعتقد انه سيربح.
ولمع في عيني إلياس الغضب ثم تخلل شعره بيديه وأضاف:
- أبي يحب التحدي خصوصاً عندما يكون متأكداً من قدرته ، لكنه لم يحسب حساب
اخيك البطل الأولمبي.
وتهالك على كرسيه بقوة ورمقها بنظرة وكأنه يلومها على ذلك ، علمت هي على من
تقع الملامة وقالت:
- ياإلهي ، طلب والدي من اخي ثيو ان يخوض السباق.
كان هدف سافاس ان يكسب الرهان فهو يلعب ليفوز دوماً ، وفي هذه الحالة اراد
سقراط سافاس اكثر من المنزل: رئاسة الشركة لابنته ، وربما صهراً له من ابناء ايولوس.
على الأقل لم يعرضها للزواج ، لكن مافعله كان اكثر سوءاً.
----------------------------------
قالت تالي بحزم:
- إذن ستلغي الرهان.
بقدر ما ارادت إثبات جدارتها في العمل إلا انها لم ترد الفرصة بهذه الطريقة ، واضافت
:
- سوف استقيل في العمل ، واعيد لك منزلك.
نظر اليها إلياس بدهشة وذهول لاقتراحها الجريء لكنه هز رأسه نافياً وقال:
- لن ينفع ذلك.
سألأته :
- ولم لا ينفع ذلك؟.
اجابها وقد لوى فمه بمرارة:
- لأن والدك ربح الرهان عن جدارة وبعدل او بقدر مايمكن ان يكون عادلاً.
فقال بما يشبه الثورة على ذلك الاتهام الذي قاله لوالدها:
- والدي لا يغش ، صحيح انه حريص ويدور الزوايا ويستخدم عقله ليكون الطرف
الرابح ويفوز لكنه لا يغش ابداً.
هز إلياس كتفيه وقال:
- مهما يكن المنزل اصبح ملكه وسوف يحتفظ به.
قالت بعناد:
-سأطلب منه ألا يفعل ، وإذا فشلت في ذلك فسوف استقيل ، ولن استمر بهذا العمل.
قال مصححاً :
- عليك ان تقبلي بالمنصب.
سألته :
- ولم علي ذلك؟.
اجابها:
- لأن الصفقة تنص على ذلك ، ولا مجال للتراجع عن تنفيذها.
صفقة؟ رهان؟ لابد ان تمسك بعنق والدها وتخنقه.وقالت:
- اخبرني المزيد.
فقال:
- اخبر والدي انه قد يعيد له المنزل بعد سنتين.
توقف الياس وهز رأسه فقالت بحدة:
- هذا إذا...
لابد من وجود شرط...
صرف إلياس مجدداً بأسنانه وقال:
- إذا بقيت أنا في الشركة كمدير إداري لمدة سنتين وبقيت انت رئيتسها للمدة نفسها
.
رددت :
- مدة سنتين؟.
يبدو ان والدها لا يثق بها ليظن انها تحتاج سنتين لتجعل إلياس يتزوجها ، او لعله اعتقد
انه يحتاج سنتين لإقناعها بأن الزواج منه فكرة حسنة لكن الفكرة لم تكن حسنة وهي لا
تنوي ان تفعل هذا.
واخيراً قالت :
- هذا سخيف ، ليس علينا ان ننفذ مايحيكه من خطط.
قال :
- المنزل..
فأجابت معترضة:
- لايمكن ان يكون ذلك المنزل فريداً.
عقد إلياس يديه فوق صدره وقال:
- ولد والدي في ذلك المنزل وابوه من قبله ، والسبب الوحيد الذي جعلني لا اولد فيه
هو ان اهلي جاؤوا الى نيويورك قبل ان اولد ، لكن اجيالاً من آل انتونيدس ولدت
وتربت وعاشت وماتت هناك وكلنا نعود اليه في وقت من الاوقات ، كنت ابني السفن
مع جدي هناك حين كنت صبياً.
وتغيرت نبرة صوته وبدا عاطفياً اكثر من السابق وتخلى عن اللهجة الباردة التي حاول
ان يخاطبها بها وهو يضيف :
- والدي تزوجا في ذلك المنزل ، إنه تاريخنا وهو قلبنا النابض.
فأجابت بحدة ظاهرة:
- لم يكن من حق ابيك التخلي عنه والمراهنة عليه.
اجابها :
- لم يكن عليه ذلك طبعاً ! ولم يكن من حق ابيك استغلال الفرصة للفوز بالمنزل.
وحملقا في بعضهما البعض لفترة ثم ادركت ان ماقاله إلياس بحق ابيها صحيح ، لعل
اصله الوضيع علمه ذلك ، إذا كان لدى آل انتونيدس منزل عائلي ليخسروه فهذا اكثر
مما كان لعائلة سقراط يوماً ، وهي ما زالت تذكر قصصاً عن العمل الشاق الذي ارتضوا
القيام به لقاء الإجر الضئيل الذي يعطي لهم عندما تسنح الفرصة ، أي فرصة ، لابد من
استغلالها لجني المزيد من المال.
--------------------------------
لم يخاطبها شك في أن والدها اعتبر الاستيلاء على منزل آل انتونيدس ضرباً من الحظ ،
واخيراً قالت بشيء من اللطف والنعومة:
- ماالذي تقترحه إذن؟.
فرد بسرعة :
- لا اقترح ان نفعل شيئاً ، قمت بعملي بصورة جيدة خلال السنوات الثماني الماضية
لوحدي ، انقذت شركة انتونيدس من الإفلاس، وجعلتها تحقق ارباحاً وسأستمر في ذلك
، وبما أنك ستتواجدين هنا، فيمكنك الجلوس في مكتبك ، او خبز الكعك اللذيذ او
تقليم اظافرك.
قالت:
- اجلس واقلم أظافري؟.
- افعلي مايحلو لك ، شرط الابتعاد عن طريقي.
لكنها ثارت وقالت:
- لكني الرئيسة.
فقال بصراحة:
- انت دخيلة هنا، لماذا أصر رجلك العجوز على إقحامك هنا؟
وتورد خداها ، كانت تعرف السبب الحقيقي لكنها لن تخبره به وقالت:
- لأنني استطيع القيام بالمهمة!.
كان هذا جزء من الحقيقة ، وليس الحقيقة كلها ، واضاف إلياس:
- لكنك لا تعلمين شيئاً عن الأعمال البحرية.
اجابت:
- إني اتعلم ، قرأت كل التقارير التي ارسلها والدي وقمت ببحث عن الشركة في
الصحف والمجلات التي تعنى بشؤون الصناعة البحرية ، وامضيت ساعات الصباح اقرأ
التقارير المالية التي ارسلتها الى مكتبي ، اخبرتك ان لدي بضع الشكوك.
فقال:
- لا اعتقد انها ضرورية.
فقالت:
- بل هي ضرورية ، ان كانت شركة انتونيدس البحرية تريد التوسع في مجالات اخرى
غير بناء السفن ، فيجب اخذ اكثر من خيار بعين الاعتبار .
فأجاب:
- ولقد فعلت ذلك.
- علينا دراسة إستراتيجية التسويق قبل ان نتخذ أي قرار.
قال:
- وأنا اتخذ القرار.
واخيراً قالت تالي بعد استجمعت صبرها وهدوءها :
- اسمع ، لقد اتفقناعلى انني لا استطيع المغادرة لأسبانيا الخاصة.
واضافت قبل ان يقاطعها :
- لذا سأبق! وبما أنني سأبقى سأتدخل بصفتي رئيسة شركة انتونيدس البحرية سواء
اعجبك ذلك ام لا ، لن ارضى بأن وضع جانباً ، لن اسمح لك بذلك.
حدق فيها مذهولاً فبادلته التحديق، وكان يمكن لهذا ان يدوم لو لم يرن جرس الهاتف
فرفع إلياس السماعة بعصبية صائحاً:
- ماذا؟.
ومهما كان الجواب ، بدا انه لم يعجبه، استمع وهو ينقر المكتب بأصابعه ، ويصرف
بأسنانه ، ثم قال:
- صليني بها. وضغط على الزر قبل ان يلتفت الى تالي قائلاً:
- إنها شقيقتي ، يجب ان اتحدث اليها.
من النظرة التي بدت على وجهه تمنت تاليا ألا تكون مكان شقيقة إلياس في الوقت
الحاضر او في أي وقت آخر ، قالت:
- حسناَ ، تفضل.
كانت بحاجة لبعض الوقت لاستيعاب ماعلمته هذا الصباح ، وهو أسوأ بكثير مما
توقعت ، المكان ، والمنزل والصفقة ، والرجل الذي اختاره والدها ليضعها بين يديه،
ويجعله صهره فضلاً عما قاله لك المتعجرف بأن تهتم بتقليم اظافرها بدلاً من ان تهتم بما
جرى في شركة انتونيدس البحرية الدولية.
وقفت وقالت تخاطبه:
- سأكون في مكتبي إن احتجت الي.
---------------------------------
فتمتم قائلاً :
- حسناً ، سيحصل ذلك.
ورمقته بنظرة قاسية ، لكنه عاد للحديث مع شقيقته، لم يجر الحديث بنعومة بل حدث
الصدام كالعادة دوماً حين يتحدث الى شقيقته ، لكنه استغرق وقتاً اطول.
والسبب هو المواجهة التي حصلت بينه وبين الرئيسة الجديدة والتي لم تنته فصولها بعد،
ماشوش ذهنه ومنعه من التركيز بينما كريستينا منشغلة برواية ماحصل معها لدى إبحارها
من مونتوك الاسبوع الفائت.
وبينما كان إلياس ينتظر لتدخل شقيقته في صلب الموضوع راح يفكر في كيفية ترويض
الآنسة سافالس المزعجة، لابد من وجود طريقة لإقناعها بالا تتدخل في مايجري في شركة
انتونيدس البحرية لكنه لم يعثر بعد على واحدة ، لقد قالت بصراحة :
- أنا لا اتبع التعليمات والإرشادات جيداً.
ثم اثبتت ذلك فعلاً ، يالها من امرأة مزعجة فعلاً!
قالت كريستينا بحماسة:
- كانت الرحلة جميلة ستحبها كثيراً ، عليك ان ترافقنا في المرة المقبلة.
وكان على الياس ان يبعد تفكيره عن تالي سافاس ليرد على شقيقته :
- لا وقت لدي لذلك.
وقالت كريستينا بحماس:
- يمكنك ان تصحب معك غريتل ، رأيناها الاسبوع الماضي ، و لااعلم لما تخليت عنها.
لم يعترف لها بالسبب ، فعندما قابل غريتل غوستافت في احد المقاهي ذات ليلة، كانت
قد تخلت عن صديقها السابق ، ولم تبد اهتماماً بأي علاقة جدية في القريب العاجل، وبما
أن إلياس لا يهتم بالتورط جدياً تمتعا برفقة بعضهما البعض.
استمرت علاقتهما قرابة السنتين الى ان بدأت غريتل تتصرف وكأن علاقتهما اكثر
مماهي عليه.
قالت كريستينا:
- إنها رائعة وقد سألتني عنك.
وانتظرت كريستينا رداً لم تصحل عليه، فأضافت متنهدة:
- حسناَ ! إذا لم ترغب في أن ترافقك غريتل ، فسنجد لك رفيقة اخرى.
رد إلياس بعصبية :
- كلا، لن تفعلي ذلك ، و لااريد ان ترتبي لي الامور مع أي امرأة ، كما اني مشغول
جداً بالعمل ، فالأمور بدأت تصعب اكثر ، وفي حال لم تعلمي لدينا رئيس جديد في
شركة انتونيدس البحرية.
اجابت كريستينا:
- اخبرني والدي ،وهي امرأة.
لم يجف الاستهجان مشاعر كريستينا التي ضحكت وسألته:
- هل تظن انه يدبر لك علاقة ما ؟.
اجابها :
- كلا، لا اعتقد هذا!.
هذه الفكرة روادته إلا ان والده لم يكن من النوع الذي يحبك المؤموات ويخطط بهذه
الحنكة بل هو من النوع الذي يرمي المرأة في وجهه ، كما ان تالي سافاس ليست المرأة
التي قد يختارها زوجة لابنه.
كان يرى ان غريتل مذهلة تدير الرؤوس ، وهي فعلاً كذلك لكن إلياس لم ترواده اي
احلام مثيرة بشأنها ، فهي بعيدة كل البعد عن الغموض على عكس تالي سافاس وشعرها
الطويل الجعد.
- اخبرني كيف تبدو؟.
فرد إلياس بلهجة حاول ان تبدو طبيعية:
- لا شيء مميز فيها ، إنها من النوع العملي جداً.
بدت خيبة امل كريستينا جلية:
- ترى مالذي كان ابي يفكر فيه إذن؟.
قال إلياس :
- اشك في انه كان يفكر حينها .
ضحكت كريستينا وقالت:
- إنه ليس بهذا السوء ، فهو يحب مارك.
فأجابها إلياس:
- وهذا يؤكد وجهة نظري.
------------------------------
قال :
- كلا، لا يؤكد شيئاً ، انت لا تعرفه جيداً، فهو يعرف الكثير من القوارب والسفن ،
إن كانت السيدة الرئيسة تحب العمل وتحمل المسؤولية فهذا يعني انه اصبح لديك المزيد
من وقت الفراغ وتستطيع مرافقتي انا ومارك.
- اسمعي ياكريستينا لدي عمل اقوم به..
فقالت تتهمه:
- أنت لا ترغب في ان تقابله.
فأجابها بعدما نفذ صبره:
- قابلته ، كنت في جامعة يال.
قالت:
- هذا ماسمعته ، لقد تغير كثيراً منذ ذلك الحين.
وامل إلياس ان يكون ذلك صحيحاً، ففي يال اشتهر مارك بالمجون ولم يلتحق بالجامعة
إلا لأن والده لديه شبكة معارف واسعة.
- إذا اردتني ان اقابله ثانية فأحضريه معك الى المنزل يوم الاحد.
كان قد تمكن من تجنب العشاء الذي دعته اليه والدته الاحد الفائت متعللاً بكثرة
الاعمال ، لكنه لن يتمكن من النجاة هذا الاحد.
غمغمت كريستينا:
- لا اظنها فكرة جيدة!.
فقال لها :
- لم لا؟ قلت إن العجوز احبه.
- سأحضر مارك إن حضرت السيدة الرئيسة. فأجابها بسرعة:
- الى اللقاء كريستي.
ووضع السماعة قبل ان تقدم له المزيد من الافكار والاقتراحات. كان لديه الكثير من
الامور الهامة ليعالجها.. كاإقناع تالي سافاس او السيدة الرئيسة بأنه من الافضل لها ان
تقضي السنتين القادمتين في تقليم اظافرها بل التدخل في شؤون العمل في شركة
انتونيدس البحرية، سيريها ماهو العمل وهو يعرف من أين سيبدأ .
قالت مبتسمة عندما دخل إلياس الى مكتبها بعد ظهر ذلك اليوم حاملاً كومة من الملفات
والتقارير:
- أهذه كلها لي؟.
رد إلياس بمرح بعدما القى حمله على طاولتها :
- نعم لك ، وبما انك قررت ان تشاركي في اتخاذ القرارت فعليك مراجعاتها بسرعة
لتكوني على اطلاع على مايجري .
اجابت بحماس:
- بالطبع سأفعل ، اشكرك على ذلك.
رمقها بنظرة قاسية، لكنها ابتسمت في وجهه، فهز كتفيه اخيراً واجاب :
- من دواعي سروري.
واستدار نحو الباب ثم توقف واضاف:
- لدي المزيد لك نهار الغد.
حافظت تالي على ابتسامتها المصممة وقالت:
- بالكاد استطيع انتظار نهار الغد.
في الواقع كانت تمضي وقتاً ممتعاً ، وبعد ان انهى مكالمته مع اخته توجه الى قاعة
الاجتماعات لمقابلة بول وديسون ، لم يدعها لكنها دخلت ، بدا مذهولاً عندما فتحت
الباب ودخلت ، وشعرت بأنه يرغب في إلقاءها خارجاً لكنه هز كتفيه اخيراً وقال :
- اسحبي احد الكراسي.
سحبت تالي الكرسي من دون ان تتفوه بأي كلمة، مع ان إلياس توقع ان تحتج لكنها لم
تفعل ، فأول درس تعلمته من والدها هو ان تنظر وتستمع قبل ان تتفوه بأي كلمة،وقد
خدمها ذلك من قبل ،وربما سيخدمها الآن ، اثار إعجابها مدى قدرة إلياس على تلقي
ومعالجة المعلومات التي يدلي بها بول،وقد درس مختلف احتمالات مسألة شراء شركة
كوربيت ومتفرعاتها.
مازالت غير مقتنعة بهذه الخطة.
لكن من الافضل لها ان تستمع وتفكر في مايقال وتستعلم بنفسها اكثر ، في هذه الاثناء
ستقرأ كل ماحمله إلياس اليها من ملفات وتقارير لتقرأها.
----------------------------------
لكن لا بأس فهي لن تعرف اسرار الشركة مالم تطلع على هذا الكم من المعلومات ،
وهكذا امضت ماتبقى من نهارها في مراجعة الملفات.
بعض التقارير كانت اقل ماتوقعته، والبعض الآخر اثار اهتمامها، لقد اتضحت الصورة
امامها بشكل مفصل وافضل مماعرفته من والدها عن وضع شركة انتونيدس البحرية قبل
ثماني سنوات، وماهو عليه الآن.
اكتشفت الحالة المزرية التي كانت علية الشركة عندما امسك إلياس بزمام الامور فيها ،
وكيف حولها الى شركة تحقق الارباح ، ومدى كفاءته وجديته في التعاطي مع عمله، لقد
رأى ماكانت الشركة بحاجة اليه ، واقدم..
عندما تسلم إلياس الإدارة كان اول مافعله هو وقف انتاج اليخوت الفخمة الذي
استنزف احتياطي الشركة من اموال ولم يحقق ارباحاً تذكر.
لم تجد بين الأوراق مايظهر معارضة والده لهذا الاجراء لكن بدا واضحاً ان العائلة لم
تشجع الخطة.
وتساءلت ما إذا كانت ستخبره ان ثمة قاسم مشترك يجمعما لكنها شككت في ذلك،
وكلما قرأت اكثر ازدادت اقتناعاً بصوابية مافعله.
ولدى انتهائها من مراجعة الملفات نظرت من نافذة مكتبها وراحت تحدق في الشمس
الغاربة وتقبلت فكرة انها لو كانت مكان إلياس انتونيدس لكرهت ان يأتي احد من
الخارج ويفرض عليها آرائه.
وعند الساعة الثامنة مساءاً جمعت ماتبقى من ملفات لتحملها معها الى البيت فهي تفتح
فمها للكلام قبل ان تجد ماتستند اليه ، وخرجت تفتش عن صندوق لتضع الملفات فيه
فوجدت المكتب خالياً.
قالت بعدما وجدت الصندوق الذي تريد:
- هذا رائع.
انحنت لترفعه لكنها لما استقامت اصطدمت بصدر رجل وقف خلفها تماماً ، وجاءها
صوت إلياس رقيقاً هذه المرة:
- هل اساعدك في شيء؟.
اخفت رقة السؤال وراءها استفساراً حول ماتفعله او تبحث عنه فابتسمت له وقالت :
- اما زلت هنا ايضاً ؟ كنت ابحث عن صندوق اضع فيه بعض الملفات لأدرسها في
المنزل.
وحاولت تجاوزه لكنه اعترض طريقها وقال:
- عم تتحدثين؟
- اجابت:
- الملفات التي زودتني بها ، اعذرني!.
كانت نبرتها مؤدبة ، لكن عندما لم يفسح لها الطريق اصطدم الصندوق الذي تحمله
ببطنه فقالت:
- آسفة.
علماً انها لم تكن آسفة ، لكن إن اراد اعتراض طريقها كما فعل ... وسمعته يتمتم فيما
هي تهرع عائدة الى مكتبها حاملة الصندوق بين يديها :
- لا داعي لأخذ هذه الى المنزل.
فأجابت :
- لاانوي البقاء هنا طوال الليل.
قال:
- انت تجثمين نفسك الكثير من العناء.
اجابت :
- لا مشكلة في ذلك فهذا عملي.
بدا انه يصرف بأسنانه كأنما يريد ان يقوله لها :كلا انه عملي أنا.
لكنه لم يتكلم وتنفس وهي تراقي مشيته: اهلاً بك في يومك الاول في شركة انتونيدس
البحرية.
--------------------------
مما لاشك فيه ان تالي سافاس ستزعجه.
من يحتاج الى رئيسة تخبز الكعك؟ الى رئيسة حضرت الاجتماع وسجلت الملاحظات ولم
تتفوه بكلمة واحدة؟ الرئيسة دفنت نفسها في مكتبها لتقرأ الملفات واخذتها معها لتكمل
القراءة في المنزل؟
وقف إلياس يراقبها من مكتبه وهي تسرع الخطى نحو الباب وصندوق الملفات فوق
حقيبتها.
أي رجل مهذب كان ليساعدها ، لكن إلياس لم يكن بمزاج يسمح له بلعب دور السيد
النبيل ، وتمنى لو آراها تنهار ، لكن والدها سيطالبه بأن يسدد نفقات استشفائها.
لحق بها رغماً عنه قائلاً:
- دعيني اساعدك.
وفتح لها الباب فابتسمت له وقالت :
- شكراً لك.
بدت الابتسامة متناقضة تماماً للعناد الذي أظهرته من قبل ورفضها ترك العمل والعودة
الى منزلها وأضافت:
- اسعدت مساء.
فقال لها:
- اتريدين ان اساعدك؟.
هزت رأسها وقالت : كلا شكراً.
الغريب ان إلياس شعر بالاستياء لأنها رفضت المساعدة ، فأغلق الباب الخارجي بعنف
خلفها لكنه بقي في مكانه ، وظل يراقبها من خلف الزجاج فإن اسقطت اغراضها
ستضطر لطلب المساعدة.
لكن وفي تلك اللحظة ، فتح احد ابواب البهو وخرج منه رجل عرفه إلياس على
الفور، إنه الصحفي مارتن دي بور الذي يكتب في صحيفة شهرية معروفة تحتل بعض
المكاتب في اقصى البهو، عندما رضي إلياس بأن يؤجرهم المكاتب اعتقد انهم
المستأجرون المناسبون وكانوا كذلك فعلاً.لكن هذا الصحفي من طينة مختلفة.
كان دي بور من النوع المتعجرف المدعي الذي يحشر انفه حيث يريد وإن لم يكن ذلك
مطلوباً منه، ولم تتحسن صورة دي بور في عينه عندما رآه يبتسم لتالي ويتحدث اليها
بعد ان تبرع لحمل الصندوق عنها.
لعل ابتسامتها وجوابها جعلاه يخطف الصندوق من يدها ويحمله عنها ، اللنعة! لقد
رفضت ان يساعدها ، وهاهي تقبل المساعدة من دي بوير، وشعر بالحاجة للخروج
وانتزاع الصندوق من بين يدي دي بور لكن هاتفه الخلوي رن وكان المتصل والده
المتفائل دوماً الذي قال مستفسراً:
- كيف جرت الامور مع رئيستنا اليوم؟.
راقب إلياس تالي ومارتن يختفيان داخل المصعد وقال باختصار:
- لا تسأل عن ذلك.
------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 07:18 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3- هل يغار؟.
راح هاتف تالي يرن لحظة دخولها الى المنزل ، سألها والدها بلهجة هادئة لكن مليئة
بالفضول:
- كيف سارت الامور؟
كان عليها ان تطعم قطها الجائع فدفعت له بعلبة سردين ليلتهمها، اعتدلت وتنفست
بعمق وردت:
- سارت على خير مايرام.
كانت لتكتفي بذلك، لو لم تعلم ان سقراط لن يكتفي، كانت في غنى عن اسئلة
المتلاحقة فقدمت له وصفاً وافياً لكل شيء بدءً من اثاث المكتب ،و نوعية العمل،
وتاريخ شركة انتونيدس ، تفاصيل اكثر مما اراد معرفته، تحدثت عن كل شيء ماعدا
مايود سماعه.
انتظر بصبر حتى امهت كلامها ، وخطر لها انه موهوب في اختيار اللحظة المناسبة
للانقضاض عليها ، فحرصت ألا تفسح له الفرصة.
قال سقراط مستدرجاً:
- إذن احببتهم ، اقصد الموظفين! الشركات تتألف من بشر ياتاليا ، ماذا عن هولاء
الناس؟.
كان يدفعها نحو مايريد معرفته ، اطاعته تالي وبدأت تحدثه عن الموظفين ، تحدثت عن
ديسون الذي قالت انه مهندس بحري رائع ، ثم انتقلت الى بول ووصفته بأنه يعمل
بأخلاقية عالية، وحدثته عن روزي ولوسي وباقي الفتيات العاملات تحدثت عن الجميع
ماعدا..
وسألها اخيراً:
- وماذا عن ابن ايولوس؟ كان إلياس هناك أليس كذلك؟.
اجابت:
- إلياس؟ نعم كان هناك.
قال بشيء من الاحتراس:
- هذا حسن ، وهل كان متجاوباً؟.
اجابت :
- اعطاني الكثير لأقراه.
وكانت هذه الحقيقة .
قال:
- لتقرئيه؟.
- نعم ، تقارير عن اوضاع الشركة.ليلارس
- جيد ، إذن تقبلك جيداً على مايبدو.
اجابت:
- تعني كرئيسة؟ لم تترك له أي خيار ياأبي.
عرف من لهجتها انها تلومه على ماحصل فقال :
- هذا غير صحيح !.
اجابت :
- بلى، ألم تستخدم ثيو لتحصل على ماتريد ؟ وتستولي على رئاسة المدير التنفيذي مدة
سنتين؟.
وساد الصمت للحظة كان والدها يحاول خلالها إستعادة زمام السيطرة. واخيراً قال:
- فعلت هذا من اجلك ياتالي، هذه فرصتك ، لطالما اردت دخول معترك الاعمال.
- وكأن هذا هو السبب الاساسي!
حاول ان يجيبها لكن الكلمات لم تخرج من فمه فأضافت تاليا بصراحة:
- توقف عن التدخل في حياتي، كف عن دفع الرجال نحوي.
قال محتجاً:
- لم افعل يوماً ! بالكاد وفرت...
اكملت جملته:
- رجلاً مناسباً .
- هل هو مناسب؟ وماذا في ذلك؟ انا لا استطيع إجبارك على الزواج منه كما لا
استطيع إجباره على الزواج منك.
وساد الصمت ثم تابع سقراط الكلام:
- الزواج امر رائع ، أنا وامك..
قاطعته:
- خلقتما لبعضكما، لا احد سواها تستطيع تحملك ، وانا سعيدة من اجلكما، ولو بقي
برايان على قيد الحياة لتزوجته لكن...
----------------------------------
اجابها:
- ماكان ليرضى بأن تبقي عزباء الى الابد تاليا.
اجابت:
- اعلم ذلك، لكنه ماكان ليرضى بأن اتزوج اي كان.
- بالطبع لا، ولكن..
- توقف ياابي ، توقف.
وساد الصمت طويلاً ثم قال:
- لقد توقفت.
همست:
- سنرى لاحقاً ، لدي الكثير من العمل لأنجزه، مع كل ما اعطاني إياه إلياس لأراجعه.
قال يجاريها حين غيرت الحديث:
- احقاً؟ هذا جيد ، كنت قلقاً من نيته التنويع في الاعمال.
إذن لم يشتر الشركة فقط ليجمع بينهما وبين إلياس ، كان مهتماً بالعمل، وهذا لم
يفاجئها فوالدها لا ينسى ابداً مصالحه.
قال سقراط:
- سمعت انه ينوي شراء شركة اخرى.
- نعم.
اضاف:
- اخبريني عن ذلك لعلي اعرف بعض العاملين في تلك الشركة، ماذا قلت لي اسمها؟.
- لم اقل شيئاً.
وساد صمت قصير لم تحاول تالي ان تملأه لكنه سأل اخيراً:
- ما نوع هذه الشركة؟.
- لا استطيع الكلام عنها.
فوجئ والدها بردها وقال:
- ماذا تعنين بقولك لا تستطعين؟.
- العمل هو العمل، مايجري داخل المكتب سري، لقد علمتني هذا المبدأ ياأبي.
اجابها :
- صحيح ياتاليا، العمل يجب ان يبقى محاطاً بالكتمان لكن ليس عندما املك اربعين
بالمئة منه.
اجابت بثبات:
- حتى ولو.. انت من المالكين ، لكنك لا تدير الشركة.
- ولكن..
اجابت :
- لا احد يريد لمجلس الإدارة ان يعرف كل خطوة تتخذ ماكنت لترغب في هذا.
- نعم، ولكن..
- تعال واحضر الاجتماع التالي للمساهمين وستطلع على كلما تريد معرفته.
* * *
راح إلياس يحدث نفسه كل صباح بأن الأمر ليس بذي اهمية ، تالي سافاس هي الآن
رئيسة الشركة واسمها على اوراق المراسلات التي تخرج من شركة أنتونيدس البحرية.
وماذا في ذلك ؟ هذا لا يشكل اي فرق في الطريقة التي يدير بها إلياس الشركة، لكنه
شكل فرقاً في الحقيقية ، فلم تعد الاجتماعات تقتصر على ديسون وبول اللذين يوافقان
على كل مايقوله ، فهما لا يريان الأمور كما تراها تالي، فالأول رجل نظري والثاني
رجل معدات ، لكن تالي تنظر الى الامور من منظار مختلف، ربما من منظار امرأة.
لقد اثارت اموراً لم يعرها اهتماماً .. امور الناس ولعمل ، وكيفية الحفاظ على توزان
العمل والامور العائلية.
والتوزان امر لم يألفه إلياس، فعندما يكون في العمل يفكر في العمل فقط، وعندما لا
يكون في العمل يفكر في العمل ايضاً.
قال لها :
- بكل بساطة العمل هو المهم.
اجابته:
- عش حياتك.
وحملق كل منهما بالآخر، ولأول مرة منذ سنوات وجد إلياس ان عليه ان يواجه
مايشغله.
-----------------------------------
كان بإمكانه الإدعاء انه العمل ، لكنه يعلم ان هذا غير صحيح.هذه المرأة تلهي عن
العمل.
كان إلياس يستمتع عادة بتقدير المرأة الجميلة ، لكنه لطالما اختار الزمان والمكان ، وهو
لم يخلط يوماً بين المتعة والعمل، ومازال يحاول ذلك.
لم يكن الامر سهلاً عليه الآن.
كان يجلس في اجتماع يحاول التركيز على مايقوله بول وديسون فنظر من خلال الغرفة
الى تالي ليجد نفسه وقد ابتعد كثيراً عما يدور من حديث ، وجد نفسه مشدوداً الى
خصل الشعر التي تثور على محاولات تاليا لأن تخضعها ثم وجد نفسه يتخيل شعرها
منسدلاً على كتفيها ، رائعاً ، غير منضبط، وهاهو يحلم بأنه يخلل اصابعه فيه.
اخيراً قال ديسون :
- إلياس.
لقد ضبط شارداً ، مرتبكاً، لا يملك اي فكرة عما دار في الحديث ، حدث هذا اكثر
من مرة.
الثلاثاء الماضي كان يراقب بول وهو يرسم احدى خرائطه الدقيقة على اللوح الابيض
فانتقل بصره الى تالي التي جلست واضعة رجلاً فوق الاخرى ماشتت انتباهه عما يقوله
بول ، قال بول:
- هل مازلتم تتابعونني؟.
أومأت تالي برأسها وهي تنقر على اسنانها بالقلم فيما أغمض الياس عينيه وحاول
التركيز على مايدرو، كان الأمر يشبه ماحدث له في المدرسة الثانوية! فشعر بثورة عارمة
لكنه لم يشأ ان يفكر ما إذا كانت ثورته على نفسه ام على تالي التي لم يعد بإمكانه ان
يهملها ، فتحداها بتوجيه العديد من الاسئلة المعقدة والصعبة لها.
ردت عليه بطريقة عقلانية هادئة ، اظهرت انها تابعت كل ماقيل مع انه لم يفعل ، مازاد
من انزعاجه.
قال ديسون لإلياس بعد ظهر احد الايام حين اثارت امراً فأتهم ان يروه:
- هذه تلميحة اخرى ذكية من تالي.
وشخر إلياس مستهزئاً.
اعتادت تالي ان تحضر الكعك وحلويات اخرى بشكل يومي، فعلق إلياس:
- بعض المكاتب تقدم السكاكر ، ونحن لدينا هذه الحلويات اللعينة.
اجابت تالي:
- لا احد يشكو سواك.
لكن إلياس تابع يقول:
- ليس لدينا ميزانية لهذه الامور.
اجابت:
- لا احمل المكتب اي عبء مالي ، انا اقدمه مجاناً.
تمتم ببعض الكلام فابتسمت له وواظبت على إحضار المزيد ، كيف له ان يمنعها من
ذلك؟ كانت الرئيسة المسيطرة ، السخاء انهال على الجميع فأصبح كل من في المكتب
اكثر انفتاحاً، وراحوا يعبرون عما يجول في أذهانهم، فعلت تالي بالكعك مالم يستطع
إلياس ان يفعله طوال سنوات .
انفتح الموظفون على بعضهم وتبادلوا الآراء وقدموا افكاراً جيدة، واقتراحات عملية.
- والدك العجوز اذكى ممااعتقدنا.
لم يكن ديسون على اطلاع على كامل تفاصيل الصفقة التي اصبحت تالي بموجبها
رئيسة شركة انتونيدس البحرية لكنه يعرف ان يولوس انتونيدس اختارها.
قال إلياس:
-إنه مجرد حظ.
اجاب ديسون:
- ربما، لكني لا اشتكي.
وأتكأ على حافة مكتب إلياس وراح يراقب تالي وهي تتحدث الى روزي قبل ان
يضيف :
- إنها مناسبة لهذا المكان ، وهي امرأة جميلة بالفعل.
انفعل إلياس وقال:
- لا يمكنك ان تقول هذا في المكتب.
------------------------------
ضحك ديسون ولاحت عليه إمارات الرضا وقال:
- لن تهتم تالي بكلامي فقد قالت لي إني رجل وسيم.
صفق إلياس احد الأدراج بعنف وقال:
- هذا يظهر مدى رداءة ذوقها.
بدا على وجه ديسون الجدية وقال:
- لاحظت انك اصبحت سيء الطباع منذ حضورها ، هل تغار منها؟.
تمنى إلياس لو يصفق درجاً آخر:
- محال، كما اننا لا ندفع لك المال لتقف هنا وتتفوه بالترهات ، عد الى عملك.
حياه ديسون وخرج وهو يقول ضاحكاً:
- كنت اسأل وحسب.
قال إلياس يخاطبه:
- أغلق الباب خلفك.
واحس بالسرور عندما سمع صوت الباب يغلق بقوة وان تمنى لو كان هو من صفقه،
ماقاله ديسون صحيح ، لعل تالي قالت له انه رجل وسيم فهي تمازحه باستمرار، وقد
سمح لها حتى بأن تناديه باسمه الاول روفوس ، وهذا مالم يتجرأ عليه احد من قبل، كانت
تضحك لنكاته ورواياته.
كانت تمضي ساعات تتبادل فيها الحديث مع الموظفين ، ليس عن العمل وحسب بل
عن حياتهم الشخصية ايضاً.
كان إلياس يجلس الى مكتبه يحاول التركيز على العمل بينما روزي تروي مشاكل
صديقها لتالي التي تستمع اليها باهتمام وتسدي لها النصائح، وعندما ذهب ليحضر
فنجان قهوة سمع ديسون يتحدث اليها عن فتاة تدعى سيبيلا وحين ذهب للبحث عن
بول ليناقش معه بعض التفاصيل عن إمكانية إعادة استخدام خشب الساج في قورابهم
وجده في مكتب تالي يتحدث عن خطط زواجه.
اللعنة! لم يكن يعرف ان بول سوف يتزوج!
اما تالي فتعرف ، كانت تعرف اسم خطيبته ، وتعرف اسماء احفاد لوسي، وتعرف ماذا
سمت جوليا المولود الذي انجبته السبت الماضي .
كانت تالي تعرف حتى اسم الذي يصبغ شعر كارا، سأل إلياس تالي ساخراً:
- لم تهتمين بمعرفة اسمه، هل تريدين صبغ شعرك باللون الزهري؟.
فقال تالي مبتسمة:
- كنت أتأكد من اسمه لئلا ادعه يقترب من شعري.
وكانت تلك اول مرة تبتسم فيها ، في المناسبات الاخرى لم يكن يجمعهما سوى العمل..
كان عليه ان يعترف بأنها عندما تعمل تعمل بجدية تامة، كانت تحضر باكراً وتتأخر في
الانصراف ، وتمضي معظم وقتها في الاستماع الى مشاكل الناس، وهذا ماأزعج إلياس ،
لكن إن لم يجد أي عيب في عملها ، فقد وجد الكثير في ذوقها بالرجال إذ بدت معجبة
بمارتن دي بور، فبعد ان تطوع لحمل صندوق الملفات عنها مرّ بالمكتب لاحقاً ذلك
الاسبوع ليدعوها على الغداء ، فقال إلياس على الفور:
- كلا، فهي مرتبطة بموعد عمل.
سألته باسمة:
- احقاً ؟ لم اكن اعلم ذلك، إذن اعتقد انه لا يمكنني تلبية الدعوة.
رفع مارتن حاجبيه آملاً:
- مارأيك في العشاء إذن؟
صرف إلياس بأسنانه غضباً فيما التفتت تالي اليه مستفهمة وقالت:
- اتساءل ما إذا كان لدينا عشاء عمل لا علم لي به؟.
فقال بجفاء:
- كلا مامن عشاء عمل.
عندئذ التفتت نحو مارتن وقالت:
- إذن اود الخروج معك.
صرف إلياس بأسنانه مجدداً ، واستدار مبتعداً ، وقد علم انها خرجت مع ( بور ) ذاك
المساء وقصدا دار الأوبرا في عطلة نهاية الاسبوع.
------------------------
قالت تالي :
- افضل الجاز لكنها تجربة مثقفة ، مارتن يعرف الكثير عن الاوبرا.
قال باشمئزاز ظاهر:
- اراهن على ذلك.
الأمر لا يهمه لكن ذوقها في الرجال سيء، لم يكن مهتماً بتالي ! وكرر هذه العبارة
لنفسه، نعم لم يكن مهتماً بتالي سافاس، إنها تسبب له المشاكل في العمل، وعلاقتها مجرد
علاقة عمل ليس إلا.
لكنه يفكر فيها طوال الوقت، وهو لم يفكر في امرأة هكذا منذ ان وقع في غرام زوجته
السابقة ميلسينت، وذكر نفسه بالكارثة التي استحال اليها زواجه ، حاول ان يبعد تالي
سافاس عن تفكيره فراح يعمل كالمجنون، ليستنفذ قواه حتى النهاية ، ولم يعد يرد على
المكالمات الهاتفية التي تأتيه من اشقائه وشقيقاته وامه وابيه.
* * *
كانت الحياة شبه مثالية . المعرفة هي القوة ، أليس كذلك؟
اذا كانت تالي تعرف ان والدها وضع خطة ليجعلها تحب إلياس أنتونيدس فكل ماعليها
ان تفعله هو ان تقاوم.
حسناً ؟ هذا سهل؟
عندما تعود كل ليلة الى منزلها كانت تطعم هرها وتعد الطعام لنفسها ، ثم تمارس القليل
من الرياضة لتخفيف التوتر الذي تشعر به.
بعدئذ تتوجه الى المطبخ لتعد الحلوى .. لأن خبز الكعك والحلويات يريحها من التوتر.
كانت تالي متوترة، او لعلها محبطة كما خطر لها ، ومن لا يفعل عندما يتواجد بحضرة
رجل مثل إلياس أنتونيدس؟
حسناً ، لعل ديسون وبول لا يتوتران كما ان روزي مشغولة بصديقها ولوسي لديها
زوجها.
لا احد من اولئك النسوة في المكتب لاحظ ان الياس أنتونيدس يجسد الرجولة.
وهذا لحسن حظهن! لكن تالي ولسوء حظها لاحظت ذلك .
لاحظت كيف يعقد حاجبيه عندما يفكر بعمق ، كما لاحظت غمازتي خديه عندما تنفرج
اساريره ويبتسم اثناء الاجتماعات، وفيما يفترض بها ان تستمع الى مايقال كانت تنشغل
بمراقبة كفيه الكبيرين والقويين اللذين يحملان آثاراً لا يفترض برجل يحمل القلم طوال
النهار ان يحملها.
كما لاحظت عضلات جسمه تبرز من تحت قميصه ،وهذا دليل آخر على انه لا يعيش
حياة مرفهة كما قد يتبادر للذهن ، لم يبق امر يتعلق بمظهر إلياس انتونيدس لم تلاحظه.
والسوأ من ذلك كله انه اعتاد ان يتحداها ، كان يحملق فيها كمن يود لو تختفي عن
وجه الأرض ثم يوجه اليها اسئلة صعبة ، او ينتظر حتى ينهي بول كلامه فيلتفت اليها
ويقول:
- مارأيك ياآنسة سافاس؟.
وبعد ان ضبطت في المرة الأولى ، واحمر خداها ، واضطرت لأن تخترع اي رد ، رد لم
يكن بعيداً لحسن الحظ عن الموضوع لأنها قرأت الكثير من التقارير والملفات في الليلة
السابقة ، اقسمت على الا تضبط ثانية.
اصبح الأمر اشبه بلعبة بالنسبة اليها ، تراقبه خلسة ، وتتوقع في اي لحظة ان يمطرها
بالاسئلة وهي تجيبه بكل حكمة وبعد نظر، وبدأت تتطلع الى ذلك، وتشدد على الأمور
التي فاته ان يتطرق اليها لتظهر له انها ماهرة في ماتقوم به.
في بعض الايام وبعد الاجتماعات كانت تشعر وكأنها انتهت لتوها من النزال بينهما ،
وتحس بتدفق الأدرينالين في عروقها ، وكان هذا يثير مخاوفها.
------------------------------
كان برايان يجعل الادرينالين يجري في عروقها ايضاً، كان النقيب برايان آخر رجل
وقعت تالي في حبه.
احبها لذاتها وليس للشركات التي يملكها والدها وساعدها لتكتشف افضل مافي ذاتها ،
وعندما تحطمت طائرته اثناء رحلة تدريب قبل سبعة اشهر من موعد زفافهما، احست
تالي وكأن جزءاً من ذاتها مات بموته ، لم يفلح احد في جعلها تشعر بأنها حية كما كان
برايان يفعل.
وهذا لا يعني ان إلياس يشبه برايان! لم يكن كذلك ونقطة على السطر.
كان إلياس اكثر وسامة واكثر خشونة من برايان ذي الوجه المغطى بالنمش، إنه ناعم
ومتعجرف في آن، وبرايان لم يكن كذلك ابداً ، كما ان إلياس كان اختيار والدها
وليس اختيارها هي ، وإذا ما تعامل معها واحتملها فلأنه مضطر لذلك للسنتين المقبلتين.
لم يكن الوضع مثالياً.
كانت تعود الى المنزل منهمكة وتعبة ، وتستذكر ماقاله إلياس، وتفكر في ما إذا كان
بإمكانها ان تجيب بطريقة افضل واسرع واكثر حدة، كانت دوماً تفكر في شيء ما.
في البدء كان مظهر إلياس أنتونيدس الرجولي يشتت افكارها ويشغلها بطريقته في إدارة
عمله كمدير تنفيذي للشركة، كانت هرموناتها خامدة منذ وفاة برايان ، مامن شيء
الهاها عن عملها من قبل ولا حتى برايان ، بالطبع لم يتواجد برايان في مكان عملها لكن
إلياس متواجد وهو يلهيها عن عملها ، كانت تتخيله بالقميص والسروال واحياناً تتجرأ
و تتخيله بلباس البحر.
لذلك كانت تعمد الى خبز الكعك بغضب ،ولهذا السبب خرجت مع مارتن ، لم تحلم
بمارتن قط، رغم انه وسيم بطريقة ما ، وهذا لا جدال فيه ، كان لديه ابتسامة ساحرة
وهي تحب عينيه العسليتين، كانت تحب عينيه ، لكن هل اثار مخيلتها يوماً . ابداً.
كان مارتن قادراً على ان يتحدث بإسهاب في أي موضوع يطرح، وموضوعه المفضل
هو نظرته الى العالم وكيف ابتعد كثيراً عن المعايير التي يراها صواباً، وكانت تالي بعيدة
عن هذه المعايير، ففي الليلة التي اصطحبها فيها الى دار الأوبرا، كادت تغفو على المقعد
.
كان عليها ان تبقى في المنزل وتراجع مازودها به إلياس من مواد ، وقد امضت يوم
السبت تفعل ذلك ، لتجد نفسها مشتتة الأفكار ، تتذكر كيف بدا إلياس وهو يحمل
طفل جوليا بعد ان احضرته الى المكتب ليراه زملاؤها.
لم تكن الفكرة فكرة إلياس بالطبع ، كانت النسوة يختطفن جياكومو ويلاعبنه، وكانت
ثرينا تحمله عندما اطل إلياس برأسه من مكتبه مستفهماً بتهكم متى ستنهي ثرينا العمل
الذي اوكله اليها ، كان يمكن لتالي ان ترد عليه بتهكم ايضاً ، لكن ثرينا فعلت ماهو
افضل.
القت بالطفل بين ذراعي إلياس وعادت مسرعة الى مكتب الطباعة لتكمل مابدأت ، لم
تعلم تالي من صدم اكثر إلياس ام الطفل ، اعتقدت انه سيعيد الطفل الى امه لكنه لم يفعل
بل حمله بين ذراعيه وابتسم له.
كان الوضع الاكثر إثارة ، كان بإمكانها ان تغمض عينيها وترى النظرة الحانية على وجه
إلياس ، لم يظهر اي نفاد صبر او انزعاج .
عندئذ ادركت تالي ان ثرينا اخطأت إذ اظهرت جانبه الحسن اللطيف المحبب ماجعله
جذاباً اكثر من المعتاد وإن بشكل مختلف.
من السهل مقاومة رجل لا يتمتع إلا بمظهر خارجي جذاب، لكنها شعرت بصعوبة اكبر
في تجاهل انجذابها اليها عندما رأته يحمل الطفل بين يديه.
--------------------------------
كما انه يستمع بصبر الى الاتصالات التي ترده من امه وشقيقاته، وعلى الرغم من موقفه
المتصلب والقاسي في العمل بدا مختلفاً تماماً عندما يتعلق الأمر بالعائلة، وبعد ظهر ذلك
اليوم نفسه، بعد رحيل جوليا ضبطته تالي يتحدث عبر الهاتف ويوافق على شراء بعض
الحلويات لتبرعات تجمعها حفيدات صديقة امه.
وعندما لاحظ انها تستمع الى حديثه رمقها بنظرة مخيفة فابتسمت له، لكن إلياس مقلق
ايضاً ماجعلها تقبل دعوة مارتن لحضور عن الاحتباس الحراري.
* * *
توقفت امه عن محاولات تعريفه الى النساء، وارتاح إلياس من توقف هذه المحاولات
المفاجئ لكنه مالبثت ان عرف السبب.
لم تعد امه تهتم بإيجاد زوجة له لأن والده فعل ذلك، لكن إلياس لم يتمكن إلا ان يقول
كما اعتاد ان يفعل من قبل:
- لا ياأمي، لست مهتماً بالأمر ، كلا.
فلو وافق سيدركون انها أثرت فيه.
كان يعرف ماعليه ان يفعله، عليه ان يجد امرأته بنفسه ومن دون وسيط. لكنه يرفض
الزواج ، وهو لن يتراجع عن موقفه هذا ، اراد امرأة يخرج معها ويعاشرها.
كان والده يردد دوماً ان الرجل لا يحيا بالعمل وحده.
إلياس يعلم ذلك، ولهذا تعرف الى غريتل ، أليس كذلك؟!
لكن أشهر مرت منذ افترق عنها وعن أي امرأة غيرها ، ويبدو انه بحاجة لامرأة في
حياته، امرأة للترفيه، وليس زوجة تشاطره حياته ، وهو لا يحتاج رئيسة شركة انتونيدس
البحرية بالتأكيد!
نهار الاثنين ، وبعد ان انهى عمله توجه الى احد المقاهي في آخر الشارع حيث طلب
عصيراً وراح يتفرس في النساء اللواتي لم يكن برفقة رجال، لم يكن لأي واحدة منهم
شعر اغراه بأن يخلل اصابعه فيه، فأنهى العصير وعاد من حيث أتى.
نهار الثلاثاء جرب طريقة اخرى ومكاناً آخر فتوجه الى مطعم تعزف فيه موسيقى الجاز
حيث توقع ان يقابل امرأة تأسره اكثر ، ولم يفكر في المرأة التي تعمل في مكتبه التي تحب
موسيقى الجاز والتي خرجت لمشاهدة الأوبرا مع مارتن دي بور.
نهار الاربعاء قصد نادي اللياقة البدنية، غالباً ماكان يلعب كرة السلة ، لكنه لم يجد اي
امرأة في فريقه فقرر ان يلعب كرة المضرب مع مدربة فرنسية تدعى كلاريس، لعبا بجد
وتعرقا كثيراً، وبدا له الوضع واعداً فدعاها لتناول الطعام لكنها هزت رأسها واسبلت
رموشها وقالت:
- لنذهب الى منزلي بدلاً من ذلك.
لكن عندما غادرا النادي قاصدين منزل كلاريس، اتصلت والدته على هاتفه المحمول ،
فاعتذر منها قائلاً:
- يجب ان ارد على المكالمة.
قد تعتقد انه اتصال عمل ، لكن الحقيقة هي انه لو لم يرد لاتصلت امه في وقت آخر
غير مناسب.
سألته هيلينا:
- هل اتصلت بك مارتا؟.
اجابها :
- كلا.
قالت امه وقد ارتفع صوتها وازداد حدة وبدا عليها الانزعاج :
- لقد فسخت علاقتها بجوليان وهي مستاءة وحزينة جداً.
اجابها :
- ستتجازو الأمر ، إنها فتاة راشدة.
لكن هيلينا لم تستسلم بسهولة :
- عليك ان تتحدث اليها ، حاول تهدئتها ، إنها تستمع اليك.
اجابها:
- ستتدبر امرها ياامي ، ستكون بخير.
- لا اعتقد ذلك، انت تعرف مارثا.
-------------------------------------------
-----
كان بالفعل يعرفها ، يعرف الهستيريا التي تصيب افراد عائلته الذين يعتقدون ان العالم
يتمحور حولهم.
- امي يجب ان اقطع الاتصال.
لكن الاوان فات إذ لاحظ ان كلاريس بدأت تبتعد ، أي امرأة ترضى بأن تصحب الى
منزلها رجلاً يمضي معظم الوقت يتحدث الى امه؟
ولما افلح اخيراً في إسكات امه تذكرت كلاريس انها وعدت جارتها بزيارة وقالت
معتذرة:
- إنها وحيدة ، ولا اريد ان اخيب ظنها.
وابتسمت له وتراجعت ، وفهم إلياس الإشارة فقال:
- ربما في وقت آخر إذن.
لكن ليس يوم الخميس ، فقد امضى إلياس اليوم كله مع بول وتالي في مصنع توم
كوربيت يدونون الملاحظات ويتحدثون الى كوربيت ومدير الإنتاج ، للوقوف على
قدرات المصنع .
وبينما كان إلياس يوجه السؤال تلو السؤال ، راح بول يراجع الملفات والحسابات ،
واكتفت تالي بالتجوال في ارجاء المصنع والتحدث الى العاملين فيه ، مبتسمة للجميع.
وكانت قد احضرت معها بعض الكعك بالقرفة وراحت توزعه على كوربيت وموظفيه،
وتبادل الوصفات مع بعض الموظفات.
سأله كوربيت مشككاً:
- أهي الرئيسة فعلاً؟.
لاحظ إلياس ان كوربيت ينظر الى قامة تالي بتقدير اكبر مما يجب فرد بحدة:
- إنها الرئيسة فعلاً.
فقال كوربيت بصراحة:
- لا اعلم كيف تركز على العمل وتبقي يديك بعيداً عنها.
لم يكن من اللياقة ان يقول كوربيت مثل هذا الكلام ، لكنه للأسف كلام صحيح،
كانت تالي سافاس تثيره الى حد الجنون.
--------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 07:20 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4- هذه فتاتي
لم تصل الى مكتبها بعد.
تجاوزت الساعة العاشرة وعشر دقائق من يوم الجمعة ، ومرت عشر دقائق على موعد
الاجتماع الذي يفترض ان يضم إلياس وديسون وبول والسيدة الرئيسة لكنها على
مايبدو تغط في النوم.
كان الاجتماع مقرراً لاتخاذ القرار النهائي بشأن شركة كوربيت ، ولم تظهر حتى الآن.
ولم تزعج نفسها حتى بالاتصال، يالها من امرأة مسؤولة!
وذكر إلياس نفسه بأن هذا التصرف ينبغي ألا يفادئه ، عندما عين والده تالي رئيسة
للشركة، كان واثقاً من ان ذلك لن يطول واعتقد انها ستعتبر الأمر كلعبة تلعبها الفتيات
الثريات، لكن طريقة تصرفها في الاسابيع الثلاثة الماضية جعلته يعيد التفكير ويتساءل إن
كان مخطئاً بشأنها ، وخلال هذه المدة اظهرت تالي انها تأخذ عملها على محمل الجد.
لكنها لم توجه الى كوربيت اي سؤال نهار امس ، بل راحت تتجول ، ولم تركز على أي
من المواضيع المهمة التي ناقشها هو وبول وكوربيت ، كما لم تقل شيئاً عند عودتهم
بالسيارة ، وكلما رمقها بنظرة كانت تشيح بوجهها وتنظر من النافذة ، وافترض انها
ملت.
وهذا الصباح لم تكلف نفسها عناء الحضور!
-----------------------------------------
ربما انه اعد نفسه لمقاومة كل إغراءات الكعك الذي تحمله معها يومياً ، فضلاً عن
التنورة التي سترتديها وتكشق عن ساقيها الرائعتين، شعر بانزعاج شديد ، اقل مايمكنها
ان تفعله هو ان تتصل.
الكل حضر ، ديسون وبول وروزي ولوسي وفتيات الطباعة جميعهم جاؤوا بسألون
عنها ، وكان يجيب:
- أين لي أن اعرف؟.
- هل اتصلت بك؟.
- ابداً.
لم يكن يعلم اين هي، وحاول ان يقنع نفسه بأنه لا يأبه ، فوضع قلمه على الطاولة ،
واسند ظهره الى كرسيه واخذ نفساً عميقاً هو الاول منذ ان ابلغه بالنبأ التعيس، شعر
بأنه اخف ولعله شعر بالفراغ.
الفراغ؟
هراء ، لقد اعتاد الجلبة التي تحدثها تالي في المكتب، سيتطلب الأمر بعض التكيف ، هذا
كل مافي الأمر.
رن جرس الهاتف ، وامل ان يكون المتصل والده ليخبره ان رئيسة شركة انتونيدس
البحرية لم تحضر.
لكن صوتاً اجش طالعه:
- معك سافاس.
اعتدل إلياس في كرسيه واجاب:
- نعم ياسيد سافاس، كيف يمكنني مساعدتك؟.
فأجاب سافاس:
- اريد التحدث الى ابنتي.
عبس إلياس وقال :
- عفواً.
قال سافاس:
- اريد التحدث الى تاليا، فهي لا ترد على هاتفها الخلوي لأنها تعلم انني المتصل.
رفع إلياس حاجبيه عجباً وقال:
- لماذا؟.
فرد سافاس بجفاء:
- لأنك طلبت منها ذلك على مااعتقد.
وعلى الفور راح عقل إلياس يعمل في كافة الإتجاهات فيما اضاف سافاس:
- الفتاة اللعينة ترفض البوح ولو بكلمة واحدة.
تساءل إلياس في سره عما يتحدث . وأردف سافاس:
- كانت تلف وتدور حول امور تافهة ، لكنها لم تتحدث عن العمل.
وساد الصمت للحظات ثم سأله سافاس:
- مارأيك بابنتي؟
اجابه:
- إنها حادة الذكاء.
فقال سافاس:
- بالطبع فهي من آل سافاس ، وهي جميلة أليس كذلك؟.
رد إلياس متصنعاً البرودة:
- إنها جميلة بالفعل.
- هذا مااقوله بالفعل.
- هذا مااقوله لها باستمرار، لم تريد ان تكون سيدة اعمال فقط؟ إنها امرأة مئة بالمئة،
امرأة رائعة، امرأة مثل ابنتي تاليا عليها ان تتزوج ، وتنجب الأولاد وهي ستكون زوجة
صالحة وأماً ذات يوم.
امسك إلياس بالسماعة بقوة وقال:
- إذا ارادت ذلك فمن يدري؟.
وشعر بشيء من التعاطف مع تالي سافاس، فأبوها يشبه الى حد كبير امه التي تسعى
دوماً الى تزويجه.
- عندما تتزوج لن اقلق عليها وأتساءل اين هي ياترى؟ فهذه مهمة زوجها ، اخبرها
ان تتصل بي.
وكان هذا امراً اكثر منه اقتراحاً ، فأجاب إلياس:
- سانقل لها الرسالة.
تخيل إلياس ماستقوله تاليا عندما يبلغها الرسالة ماجعله يبتسم، وارجع كرسيه الى
الخلف ثم نهض عنها ، واتجه نحو قاعة الاستقبال وقد سره ان يجد حجة ليعرف اين هي ،
قال:
- اتصلي بالآنسة سافاس، واخبريها انها تأخرت.
-------------------------------
على الفور نفذت روزي طلبه ، واتصلت بها في المنزل وعلى الهانف الخلوي، سأل بول :
- أتعتقد انها مريضة؟
رد إلياس بعنف :
- لو كانت مريضة لوجدناها في المنزل، أليس كذلك؟ انا متأكد من ان لديها اموراً اهم
تقوم بها.
بدا بول متفاجئاً:
- مثل ماذا.؟
رد إلياس بغضب:
- اين لي ان اعرف ؟ لن ننتظرها ، لدينا اجتماع وهي تعلم ذلك، وإذا لم ترد ان
يزعجها احد فتلك مشكلتها، هيا بنا.
اطاعه كل من بول وديسون وتبعاه قلقين.عقد الاجتماع كما في كل مرة قبل تالي ،
وتخلل الحديث وقفات وكأنهم ينتظرون مداخلاتها ، وفجأة فتح الباب على مصراعيه
فرفع الثلاثة انظارهم بشيء من الذهول .
سمعوا صوت اصطدام صوتاً انثوياً يحتج ، ودفعت روزي الباب وقالت:
- بحق الله دعيني افهم ماذا حصل ، وماذا تفعلين هنا؟.
فأجابها صوت تالي القوي والواثق:
- أنا اعمل هنا.
حدق الكل فيها مذهولاً فيما شقت هي طريقها في الغرفة مستندة الى عكازين.
بدت الصدمة على الجميع قبل ان يهبوا واقفين، سحب ديسون الكرسي وقال:
- اجلسي هنا.
وتقدم منها بول قائلاً:
- دعيني اساعدك.
كانت حالتها يرثى لها فملابسها ممزقة وشعرها مشعث ورجلاها عاريتان ، وقد ظهر
جرح على خدها، وخدوش على ركبتيها فيما ساقها اليسرى مغطاة بالجبس حتى اسفل
الركبة ، قالت وهي تبتسم بوهن:
- دهستني شاحنة.
وجلست على الكرسي قبل ان تضيف :
- لم تدهسني بالمعنى الحرفي بل اوقعتني ارضاً ، كنت اقطع الشارع فيما سائق الشاحنة
يلف المنعطف فلم ينتبه لي.
قال إلياس :
- ياإلهي .
ولم يكن متأكداً ما إذا كانت عبارته صلاة ام صرخة سخط وتابع:
- لم ينتبه لك ، ألم تريه انت؟ كان يمكن ان تقتلي؟.
فردت بابتسامة:
- لم اقتل لحسن الحظ او لسوئه ، فهذا يتوقف على وجهة نظرك ، ربما كنت تتمنى
العكس.
فقال بثورة عارمة وقد كسر القلم الذي في يده :
- لا تكوني غبية ... ماذا تفعلين هنا؟ لم لست في المستشفى؟.
- لا تصرخ وتوقف عن ذرع الغرفة ، فهذا يصيبني بالصداع.
توقف واستدار ثم سألأها :
- هل اصبت بارتجاج في الدماغ؟ هل صدمت رأسك ؟ ثم هناك جرح على خدك.
وجلس القرفصاء الى جانبها ليلقي عليها نظرة عن كثب فواجه عينيها الكبيرتين على
بعد سنتمترات من عينيه ، فوقف على الفور. وعاد يسأل:
- لماذا لست في المستشفى؟.
بدا وكأنه يريد خنق احدهم وتمنى لو يجد سائق الشاحنة ، فيما ردت قائلة:
- لأنهم لا يبقون الناس في المستشفيات هذه الايام ، فهم يعالجونهم ويرسلونهم الى
بيوتهم و..
ثم رفعت يدها تمنعه من طرح سؤاله التالي وقالت :
- لا جدوى من الجلوس في البيت فيما استطيع الجلوس هنا ايضاً ، فالصابة لا تتعدى
الكاحل المكسور وبعض الرضوض و الخدوش.
واعتدلت في جسلتها وغمزت بعينها ثم ابتسمت واردفت:
- الأمر لا يستحق الاكتراث.
حملق إلياس وديسون وبول فيها ، ثم صرخ بها إلياس:
- كان يمكن ان تقتلي ايتها المعتوهة.
--------------------------------
فردت عليه بهدوء:
- اعلم ذلك لكني لم امت ، وقد بقيت على قيد الحياة لسبب ، لاجعل حياتك جحيماً
لا يطاق.
شخر إلياس وتخلل شعره بيده ، ثم اخذ قلماً وراح يذرع الغرفة مجدداً ، كيف تتوقع
منه ان يهدأ ، وقال متمتماً:
- استطيع التعامل معك.
او يمكنه ذلك لو توقفت عن القيام بأمور غبية واكتفت بالراحة في المنزل وقلمت
اظافرها ، وخبزت الكعك او.. وكسر القلم مجدداً الى نصفين. عندئذ قالت في محاولة
لتهدئته:
- لابأس ، سأكون بخير ، لقد كسرت كاحلي من قبل، حصل ذلك معي ثلاث مرات
حتى الآن ، المزعج في الأمر ان كل مااحضرته من كعك استقر في قنوات الصرف.
وكاد إلياس يمسك بعنقها ويخنقها:
- أهذا أسوأ مافي الأمر؟لا احد يحتاج الكعك الذي تحضرينه.
قال ديسون:
- اراهن على انه كان لذيذاً .
اهملت تالي ملاحظة إلياس وابتسمت لديسون وقالت:
- سأحضر المزيد.
اجاب ديسون:
- رائع.
ألم يلاحظ المعتوه الجراح في يديها والجبس في رجلها ؟ وصرف إلياس مجدداً بأسنانه
وقال:
- لقد تأذيت كثيراً ، ولن تحضر الكعك في الوقت الحاضر.
تدخلت تالي وقالت:
- عندما أتعافى سأصنع المزيد.
والتفتت الى إلياس مردفة:
- لا تعبس في وجوههم.
فسألها:
- لماذ؟ هل يشعرك ذلك بالصداع ايضاً؟.
- في الوقاع نعم، اسمع لنستكمل الاجتماع ، وآسفة على التأخير ، لقد ...
فأكمل إلياس الجملة بدلاً منها :
- صدمتك شاحنة ، بالمناسبة هل اتصلت بوالدك؟.
- بالطبع لا.
- ألا يعلم بماحدث؟
اجابت:
- لا احد يعلم سوى فريق الطوارئ في المستشفى وانتم ياشباب، لم اضع إعلاناً في المجلة
، ولم اتصل بأهلي ، وبصراحة ابي هو آخر من افكر في الاتصال به، قد يقيم الدنيا ولا
يقعدها.
قال إلياس :
- لكنه اتصل هذا الصباح.
وعلى الفور تغير لونها وحسب إلياس انها ستغيب عن الوعي لكنها تمالكت نفسها
وقالت:
- اتصل الى هنا.؟
- كان يسأل عنك، وقد انتابه القلق عليك ، قال إنك تتحاشين التحدث اليه، لا
تتصلي به إذا لم ترغبي في ذلك فقد تفاهمت معه.
- تفاهمت معه؟
- نعم لا تقلقي بشأنه ، هيا يجب ان تعودي الى المنزل.
قالت بحدة:
- لن اعود الى المنزل ، جئت لأعمل و لأحضر هذا الاجتماع اللعين ولسوف ابقى.
- اتخشين ان اتخذ قراراً لا تواقفين عليه؟
قابلت نظراته متحدية وقالت:
- اخشى ان تظن انني لست اهلاً للمسؤولية التي حملتها .
وهذا مااعتقده إلياس ، فصرف على اسنانه مجدداً وقال :
- حسناً ، كوني غبية.
والتفتت الى بول مضيفاً:
- تابع الكلام، إن شاءت الآنسة سافاس ان تكون عنيدة ومتصلبة ومعتوهة فهذا شأنها.
---------------------------
وبدأ ان بول لم يعد يتذكر اين توقف عن الكلام وراح يفتش في اوراقه ، ونقر على
جهاز الكمبيوتر امامه ثم قال:
- لست متأكداً .. لا اعلم..
ونظر من حوله متسائلاً، فقال إلياس :
- خط إنتاج الملابس الراقية من البلل.
فقال بول :
- نعم صحيح.
ووجد مايريده بين اوراقه ونظر الى تالي بقلق ثم اكمل كلامه لكن إلياس لم يستمع الى
مايقوله ، كان يفكر في المرأة الغبية التي كادت تقتل وتصر على الحضور والمشاركة في
الاجتماع، لم يستطع ان يشيح عنها مع انه من المفروض ان ينتبه لمايقوله بول.
راح يراقب تالي التي جلست مستقيمة والقلم في يدها ودفتر ملاحظاتها في حضنها
ورجلها المكسورة ممدودة امامها في يدها .
تركزت نظراتها على بول الذي كانت تصغي اليه بانتباه وتدون الملاحظات ، وبين
الفينة والاخرى كان يراها تتململ في كرسيها وكأنما تحاول ايجاد وضعبة مريحة اكثر ،
لكن الوضعية الاكثر راحة هي في فراشها طبعاً ، أي امرأة عاقلة كانت لتغادر المستشفى
وتتوجه الى البيت فوراً، انتظر ان تبتسم لكنها لم تفعل بل جلست صامتة ، وراحت
تتننفس بحرص، وتمرر لسانها على شفتها العليا لترطبها.
ماذا تريد ان تبرهن؟ في الواقع كان يعرف ماالذي تريد ان تبرهنه.
ارادت ان تبرهن جدارتها لوالدها الذي لا يعتقد ان عليها ان تخوض مضمار الاعمال.
هز إلياس كتفيه وقد تملكه شعور شعور بالذنب لأنه يعلم انها تريد ان تبرهن له على
وجه الخصوص انها جديرة بالمنصب ، لقد صعب عليها الامور في الاسابيع الماضية إذ
تحداها ، وشكك في قدراتها ، ودفعها الى اقصى الحدود لكنها اظهرت تصميماً ، وقامت
بماهو مطلوب ، ليس عليها ان تجلس هنا الان وقد شحب وجهها وراج العرق يتصبب
من جبينها ، وهب إلياس واقفاً دون مقدمات وقال:
- حسناً يكفي لهذا اليوم ، احتاج لبعض الوقت لإهضم مادار في الاجتماع ، شكراً
يابول ، سننهي هذا الاثنين.
والتفتت الى تالي مردفاً:
- هيا يارئيسة لنعد الى المنزل.
احتاجت تالي لبعض لتقوم برد فعل مااثبت وجهة نظره وقال محتجة:
- ماذا ؟ عما تتحدث؟.
اجابها ساخراً:
- حان الوقت لإغلاق المتجر.
وفتح الباب المؤدي الى بهو الاستقبال مضيفاً:
- سننهي الاجتماع ونخرج ، إنه يوم الجمعة ونحن نقفل باكراً هذا اليوم في فصل
الصيف.
- منذ متى؟.
اجابها بلهجة لا تقبل الجدل:
- منذ الان.
ورمق ديسون وبول بنظرة يتحداهما في ان يجادلاه.
قالت تالي محتجة:
- ولكني انا الرئيسة.
اجابها إلياس وهو يقف قربها ومد لها يده :
- تستطيعين ممارسة صلاحياتك كرئيسة من المنزل إذا شئت ، هيا لنذهب...
نظرت الى يده لكنها لم تضع يدها فيها ، ياللمرأة العنيدة! وضرب إلياس رجله بالأرض
بنفاذ صبر:
- تالي.
تنهدت ثم امسكت بيده اخيراً ليساعدها على الوقوف، لكن عندما حاولت سحب
يدها لم يفلتها فوضع العكازين تحت إبطيها وامسك بالباب لتخرج، قالت:
- لكني لن اغادر ، سأتناول الغداء مع مارتن.
--------------------------------
اجابها:
- ليذهب الى الجحيم.
اصرّت:
- لكني سأفعل .
وحاولت الاستدارة لكن قواها خارت، وبدت ضعيفة مقارنة مع لحظة دخولها ، كادت
تقع لو لم يسارع إلياس الى مد يده ليساندها.
وتبخرت صلابتها الآن ، وتذكر إلياس كلام والدها : إنها امرأة مئة بالمئة.منتديات
ابعدها قليلاً وادار وجهه لئلا يتنفس في وجهها ويشم رائحة الليمون التي تفوح من
شعرها ، قالت:
- انا بخير الآن.
- طبعاً انت كذلك.
وقادها من قاعة الاجتماعات الى المكتب الرئيسي فيما الموظفون يراقبون فصاح بهم:
- ألا تنظرون ؟ أليس لديكم عمل تقومون به؟.
قال ديسون :
- على وشك.
لكن احداً منهم لم يتحرك.، ووجد ان الأمر لن ينجح فأخذ العكازين ورماهما لديسون
، وحمل تالي بين ذراعيه وتوجه نحو الباب، سألته غاضبة:
- مذا تظن نفسك فاعلاً؟.
رفس إلياس الباب برجله وقال:
- اعيدك الى المنزل.
قالت:
- ومارتن؟.
اجابها :
- ليفتش عن شخص آخر.
امسك بول بالباب ليساعدهما على الخروج فيما راحت تحاول تخليص نفسها من بين
يديه عبثاً ، احس بنشوة جعلته يصرف النظر عن تركها فتشبثت بها اكثر واخذ فجأة
نفساً عميقاً وتوقف.
نظر اليها ملياً وسألها :
- مابالك؟ هل تشعرين بالألم؟.
ابتلعت ريقها بصعوبة وتوقفت عن محاولة الإفلات منه:
- إن قلت نعم فهل تتركني؟.
- لا مجال لذلك.
همهمت وهي مقطبة :
- أشعر وكأنني غبية.
فأجابها ممازحاً:
- انت فعلاً كذلك ، لقد كسرت ساقك ايتها المرأة الغبية، وماكان عليك أن تأتي الى
العمل على الإطلاق، كان عليك ان تعودي الى المنزل.
فتح باب المصعد ودخل اليه فيما تبعه بول وهو يحمل العكازين.
صححت له تالي كلامه :
- لقد كسرت كاحلي ، الأمر ليس مهماً ، إنه يؤلم حقاً ، وهو متورم لكني لن اموت ،
لوذهبت الى المنزل لاعتقدت اني اتهرب من مسؤوليتي.
حملق فيها بذهول فردت عليه بابتسامة عذبة ، ثم اشاحت بوجهها بعيداً عنه، وكأنما
عدم النظر اليه يجعلها تصدق انها ليست بين ذراعيه .
لعلها تستطيع إنكار ذلك لكن إلياس لا يستطيع ، فهي انعم واجمل من ان ينكر
وجودها، وعندما ادارت وجهها لفحه شعرها الناعم فحبس انفاسه.
توقف المصعد وفتح الباب فخرج بول اولاً وقال:
- سأوقف سيارة اجرة. وأغلق باب المصعد في اللحظة التي اطل بها مارتن دي بور
فصاح:
- تالي.
ونظر اليها بدهشة وذعر فقالت :
- مارتن! مرحباً لقد كسرت كاحلي ، بالنسبة للغداء اليوم...
فقال إلياس وهو يتجاوز مارتن ويدفعه قليلاً بكتفه:
- لن تتمكن من الحضور.
-------------------------
لكزت تالي إلياس وقالت:
- مهلاً احتاج للتحدث الى مارتن.
- اتصلي به.
لم تكن بحاجة لذلك فقد تبعهم دي بور قائلاً:
- ياإلهي ماذاحدث ياتالي؟.
ووحاولت التحرك لترى دي بور من فوق كتفه وقالت:
- تعرضت لحادث صغير.
فقال إلياس:
- صدمتها شاحنة ، توقفي عن التحرك.
لكنها لكزته مجدداً فقال دي بور وقد بدا عليه الذعر :
- ياإلهي.
تدخلت تالي قائلة :
- انا بخير.
واضاف إلياس:
- كان يمكن ان تقتل في الحادث.
- لكني لم اقتل.
راح دي بور ينقل نظره من احدهما الى الآخر فيما قالت تالي:
- كنت ساتصل بك يامارتن لأخبرك انني قد لا اتمكن من الخروج...
فتمتم إلياس :
- عاد التعقل اليها اخيراً.
تجاهلت تالي تعليقه وقالت:
- إنما يمكننا تناول الطعام في منزلي إذا اردت.
يبدو ان التعقل لم يدم طويلاً، لم يتح إلياس لدي بور اي فرصة ليجيب بل توجه نحو
سيارة الاجرة التي اوقفها بول فيما لحق به مارتن وهو يربت على ذراع تالي بارتباك
وابتسم لها وقال:
- اشكرك لكني لا اعتقد ذلك ممكناً ، اعتقد ان علينا ان نؤجل الموعد.
والتفت الى الياس سائلاً:
- هل هي بخير؟ هل وقعت على رأسها؟
اصرت تالي فيما هو يضعها على المقعد الخلفي :
- انا بخير.
وردد إلياس كلامها:
- إنها بخير كما ترى.
نقل دي بور نظره بين تالي الجالسة في سيارة الاجرة وإلياس الذي اخذ العكازين من
بول وصعد الى جانبها وهو يقول مخاطباً بول:
- يبدو ان الامور تحت السيطرة ، ساتصل بك.
واغلق إلياس باب السيارة بعنف فيما سأله السائق :
- الى أين؟.
نظر الياس الى تالي فبادلته التحديق ولم تجب ، نظر مجدداً الى السائق وهز كتفيه ، فقال
السائق:
- ياسادة ، ليس لدي النهار كله.
اخيراً اعطته العنوان وانطلقت سيارة الاجرة مبتعدة.
كانت شقة تالي لا تبعد سوى ستة مجمعات سكنية مافاجأ إلياس.
إذن كانت قادمة سيراً على الاقدام عندما صدمتها الشاحنة .
اشاحت تالي بوجهها وراحت تنظر من النافذة وكأنها تتجاهله، لعلها تمنت لو رافقها دي
بور الى منزلها ، لم تتفوه حتى بكلمة واحدة الى ان وصلا الى المبنى الذي تقيم فيه حيث
انحنت وخاطبت السائق:
- توقف هنا.
واشارت الى مبنى مؤلف من اربع طبقات وكحال العديد من المباني في المنطقة بما فيها
المبنى الذي يحوي شركة انتونيدس البحرية كان هذا المبنى مستودعاً وقد حول الى مبنى
سكني .
دفع إلياس الأجرة للسائق وترجل ثم حاول إخراج العكازين لكن تالي سبقته وتناولتهما،
قالت وقد رسمت على وجهها نظرة عنيدة :
- استطيع تدبر امري.
- ستقعين على وجهك، لاتكوني سخيفة ، اعطني العكازين.
فناولته العكازين ، لكن احدهما ارتطم حيث لم يكن يتوقع او يريد فصرخ :
- ياإلهي.
--------------------------------
ارتد إلياس الى الخلف ، وكاد يقع على الأرض ، من حسن حظه انها لم تضربه بقوة،
ولو فعلت لحلت مشكلة امه الشاغل وهو الحصول على احفاد إنما بطريقة لا ترضي
السيدة المسنة، وصرف باسنانه وانتظر حتى يزول الألم فيما قالت تالي وقد احمر خداها:
- آسفة ، هل أنت بخير؟.
فقال إلياس من بين اسنانه :
- كلا، لست بخير ، انت تضربين تحت الحزام يارئيسة.
بدت خجلة من تصرفها ، لكنها رفعت رأسها وقالت بكبرياء:
- لو ابتعدت عن دربي..
وعندما استطاع إلياس التحرك ، فعل ماارادته وقال:
- حسناً قومي بذلك بنفسك.
تنحى جانباً وراح يراقبها وهي تحاول الخروج من السيارة بصعوبة وبدا الألم واضحاً
على محياها.
راح السائق ينظر الى إلياس بيأس وينقر بأصابعه على المقود بنفاذ صبر ، لكن إلياس
اكتفى بهز كتفيه بلا مبالاة. قال له السائق :
- لست سيداً نبيلاً.
فأجاب إلياس:
- وهي ليست سيدة مهذبة.
فأطلق السائق الذي رأى مافعلته بالعكاز ضحكة مدوية وقال:
- أليست هذه هي الحقيقة؟.
رمقتهما تالي بنظرة غاضبة، لكنها ركزت على الخروج من السيارة فيما تركها إلياس
تفعل ذلك لوحدها ، وما إن اقفل باب السيارة انطلقت وتوارت عن الانظار قالت تالي:
- عليك الآن ان تجد سيارة اخرى.
تجاهل إلياس ماقالته ثم اتجه الى باب المبنى ومد يده ليأخذ منها المفتاح ، لكن النظرة التي
رمقته بها عنت ان معركة ستنشب بينهما ، بدا ان مسألة الباب والمفتاح والعكازين
تفوق قدرتها الآن ، وبتنهيدة طويلة عكست معاناتها اعطته المفتاح ففتح إلياس الباب
وامسك به لتدخل، شكرته رغماً عنها فيما لحق بها الى داخل المبنى.
نظرت تالي اليه بانزعاج وقالت :
- حسناً! وصلت ، رافقتني حتى الباب ، المهمة انتهت، شكراً لك مجدداً ، اراك يوم
الاثنين.
- لا مجال لذلك.
وسبقها الى باب المصعد وضغط على الزر وانتظر.
نظرت اليه تالي وقالت:
- انت مزعج يا انتوتيدس.
فقال:
- هكذا يقال لي.
والتفتت نحو الباب الذي يوصل الى الدرج فقال إلياس في سره:
- هيا جربي صعود ياحلوتي لنرى الى اين ستصلين.
مرت ثلاثون ثانية ، قبل ان تصل الى باب المصعد الذي ابقاء مفتوحاً لتدخل ، دخلت
بعدما رمقته بنظرة قاسية ودخل إلياس خلفها قائلاً:
- رحلة مثيرة.
ضغطت على الزر رقم ثلاثة وقالت:
- كنت اود ان افعلها لأغيظك، لكن عندما فكرت في مايمكن ان يحدث لو فقدت
الوعي...
وابتسمت له ابتسامة باهتة، لا بل شبه ابتسامة.
- ماكنت لتفقدي الوعي.
وكان يؤمن بماقاله فعلاً فتالي سافاس قوية، قد يتعارك معها ، لكنه يحترمها ، وعندما
تأملها جيداً الآن وجد وجهها شاحباً، فسألأها :
- هل أنت بخير؟.
بدت وكأنها على وشك ان تتهاوى لكنها اجابت:
- طبعاً ، لم اصعد الدرج لأن ذلك يفوق قدرتي حالياً.
ابتسم لها بارتياح وقال:
- هذه هي فتاتي .
- لكني لست فتاتك.
---------------------------------
كان واثقاً من انها ستقول هذا فاتسعت ابتسامته ، ثم توقف المصعد ، وفتح الباب
وخرجا ليجد نفسه امام ثلاثة ابواب، اشارت تالي الى الباب الزهري وقالت :
- ذاك بابي.
وانتظرت حتى فتح الباب فدخلت وابتسمت له وقالت:
- وصلت الى منزلي ، ولم افقد الوعي ، وفي حين لم يكن هناك داعي لأن ترافقني ،
افترض ان عليّ ان اقدر لك مافعلته.
- افترض ان عليك ذلك يارئيسة، وانا متأكد من انك لن تقدري ما ساقوله لكني لن
اغادر.
------------------------



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 07:25 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


5- أنت المساعدة!

ماذا يفترض بها ان تفعل ؟ أترتمي امامه لتعترض طريقه وتوقفه؟

لقد رمت نفسها بما يكفي اليوم حتى وإن لم تكن فكرة الارتماء ارضاً فكرتها .

كانت تتألم ، شعرت بألم شديد في كاحلها ورأسها وبتصلب في ذراعيها اللتين تيبستا،

لكنها ابتلعت المها وقصدت المكتب ، ولم تفكر حتى في عدم الذهاب الى العمل اليوم ،

فطالما هي حية وتتفس ولم تدخل المستشفى ، ستذهب الى العمل لتبرهن للسيد انتونيدس

الجدي والعملي ان درجة التزامها لا تقل عن درجة التزامه.

لكنها تمادت في جديتها والتزامها ، ويجب التوقف هنا، لقد استنزفت قواها ، وماقالته

في المصعد صحيح فلو استخدمت الدرج لفقدت الوعي ، والله يعلم كم تمنت لو

تستخدم السلالم لتثبت استقلاليتها!لكنها لا تشعر بأي استقلالية وعليها الآن ان تجلس،

وإلا ستقع ارضاً.

بعدما حملها في شوراع نيويورك او على الاقل شوراع بروكلين ، وامام مارتن الذي

تعرض للترهيب ، لا تظن انها قادرة على تحمل المزيد من الإذلال اليوم والبقاء على قيد

الحياة.

نظرت الى إلياس الذي تجاوزها متجهاً الى غرفة الجلوس ومدت له لسانها ، وكأن هذا

الشيء الوحيد الذي استطاعت القيام به، شعرت بأنها ضعيفة الآن ، كاحلها الذي طلب

منها الطبيب ان تريحه وتضع الثلج عليه ، يؤلمها بشدة، وقد وصف لها الطبيب اقراصاً

مسكنة للألم ، لكنها رفضت تناولها في المستشفى لتبقى مركزة اثناء الاجتماع ، اما الآن

فقد خارت قواها.

-------------------------------

قالت :

- أين حقيبتي؟

نظرت من حولها وعادت تسألأ بإصرار:

- أين هي؟.

اجابها:

- ارتاحي الآن.

وتوقف عن النظر عن حوله ، والتفت اليها مباشرة، كانت يداه في جيبيه فبدا شديد

الرجولة، وعلى استعداد لخوض معركة وهذا مالا تريده تالي ، واخذت نفساً عميقاً وثم

قالت :

- اريد حقيبتي لأن الأقراص المسكنة للألم فيها ، أنا احتاجها الآن.

- لِمَ لم تقولي هذا؟ إنها في المكتب ، ساتصل بروزي لتحضرها على الفور.

طلب الرقم وانتظر الجواب ثم عاد وطلبه مجدداً وطال انتظاره ، فأقفل الهاتف الخلوي

وقال بحدة:

- أين هي؟.

فأجابت تالي بابتسامة باهتة:

- لعلها غادرت كباقي الموظفين ، فيوم الجمعة ينصرفون باكراً.

مرر إلياس يده في شعره بغيظ ثم اقترب منها وانحنى فوقها ، لم يكن اطول منها بكثير

لكنه بدا مخيفاً مهيباً.

لابد انها بدأت تفقد عقلها ، عليها ان تقف على قدميها وتحصل على بعض الدواء!

امرها إلياس :

- سأحضر لك بعض القراص المسكنة للألم ، فقط اجلسي وارتاحي.

- أود ذلك.

- اعطني العكازين!

- لماذا؟ كي اقع؟

- لا ، سأحملك الى الأريكة.

- لا تكن متسلطاً!

- اسمعي! سأوصلك الى الأريكة شرط ألا تحملي اسلحة.

سلمته العكازين فأخذهما ووضعهما جانباً ثم حملها بين ذراعيه ، هاهي بين ذراعي إلياس

انتونيدس القويتين.

حملها ليضعها على الأريكة، ولاحظت آثار جرح قديم على ذقنه فلامسته بيدها وقالت:

- آسفة، رأيت الندبة وتساءلت ماذا حدث؟.

- عندما كنت في العاشرة تلقيت ضربة عصا هوكي لكنها ليست بالأمر الهام ، وقد مر

عليها زمن طويل.

انزلها برفق على الأريكة ، وكان وجهه لا يبعد سوى سنتمترات قليلة عن وجهها ،

حتى مع الندبة كان الرجل الكثر وسامة ممن قابلتهم او رأتهم ، وخف المها بطريقة

سحرية ثم تقابلت اعينهما فاعتدل إلياس بسرعة وقال:

- سأحضر لك بعض الوسائد.

جمع ماوجده وكومه بقربها وانتظر لترفع قدمها ليضعها تحتها، قالت بعدما تنهدت

بارتياح :

- شكراً لك.

فقال :

- حسناً، سأعود الى المكتب لأحضر الأقراص المسكنة ، لا تذهبي الى أي مكان .

نظرت تالي اليه وقالت :

-وكأنني استطيع .

كان بإمكانه ان يرسلها مع شخص آخر من ان يتحمل عناء إحضارها بنفسه لكنه

احس بدافع قوي ليقوم بذلك بنفسه، كانت تكفيه الرغبة التي يشعر بها وهي تجلس

قبالته في غرفة الاجتماهات ، لكن الوضع اختلف تماماً الآن بعد ان ادرك كم هي ناعمة

ودافئة، لقد انطبع في ذاكرته الشعور الذي اثارته فيه حين حملها الى سيارة الأجرة ،

وعندما حملها ووضعها على الأريكة، بذل جهداً جباراً كي يقاوم رغبته في معانقتها بين

ذراعيه.

-------------------------------

لابد من ان يكبح جماح مثل هذه الافكار ، ان يعانق تالي سافاس ؟ خطوة ممتازة لتعقيد

حياته اكثر.

سيحضر لها حقيبتها والحبوب المسكنة للألم ويتمنى لها ليلة هادئة ، ثم يتصل بتلك المرأة

مااسمها ... دينس ؟ باتريس ؟ اوه كلاريس ، المرأة التي تعرف اليها في النادي الرياضي.

سيخرج مع كلاريس ويعودان الى منزلها، ولن يجيب على هاتفه هذه المرة، سيمضيان

ليلة من دون تعكير وينسى كل شيء عن تالي سافاس ومفاتنها الناعمة، وبدا من المناسب

ان يتصل بها بينما هو يجلب حقيبة تالي سافاس من المكتب.

قال :

- مارأيك ان تقابليني في كاسي؟ سنحتسي بعض الشراب او نتناول العشاء سوياً؟.

اجابت كلاريس:

- يبدو الأمر ممتعاً ، اتطلع للقائك.

وهكذا رتب الأمر ولم يعد مهماً ماسيحدث بعد العشاء طالما سيطرد من مخيلته عيني تالي

سافاس الواسعتين وشفتيها ، ومفاتنها .

كانت تالي لا تزال مستلقية على الاريكة، وهرها هارفي الى جانبها ، وسرعان ماتبخرت

صورة كلاريس من رأسه .

رحبت برؤية الحقيبة وطالبته بعبوة الحبوب المسكنة وكوب ماء فيما هي تتابع حديثها

مع امها عبر الهاتف:

- نعم امي ، كلا امي ، انا بخير يا امي ، بالطبع استطيع تدبر امري ، كلا احتاج للعودة

الى المنزل فأنا في منزلي الآن.

توجه إلياس الى المطبخ لإحضار كوب الماء فوجد بعض البقلاوة في صحن كبير لكنه

قاوم رغبته الشديدة في التهام البعض منها، وملأ كوب الماء ، وتناول زجاجة الحبوب

المسكنة وعاد بها الى حيث ترقد تالي التي كانت لا تزال تتحدث عبر الهاتف:

- لا داعي لن تأتي وتعتني بي لدي من يساعدني ، لا تقلقي ، ثمة شخص الى جانبي.

اخذت الكوب وابتلعت القرص ، ثم شربت الماء وتابعت تقول:

- اسمعي يااماه يجب ان اقفل الخط الآن ، سأتحدث اليك غداً، احبك انا ايضاً ، بلغي

سلامي لأبي وقولي له إنني بخير واخبريه ألا يتدخل في عملي.

بعدئذ وضعت السماعة قائلة:

- مازالوا يعتقدون انني في السابعة.

فقال :

- الأهل هكذا دائماً!.

- اعتقد ذلك، شكراً لإحضارك الحقيبة والأقراص.

اعاد الكوب الى المطبخ والاقراص الى مكان تستطيع الوصول اليه مضيفاً :

- يجب ان تنفذي ماقالته ، ارتاحي ولا ترهقي نفسك ، ومن الجيد الحصول على بعض

المساعدة فأنت بحاجة اليها.

فأجابته بسخرية :

- حاضر ابي.

- لا تبالغي.

تململمت على الأريكة فتذكر إلياس نعومتها بين يديه ، وتحركت من جديد ومدت

عنقها الطويل الى الأعلى واغمضت عينيها وتمتمت:

- نعم.

- ماذا؟ لا جدال؟.

فتحت عينيها وابتسمت له، لابد ان الحبوب المسكنة للألم بدأت تأخذ مفعولها ، لم تبتسم

له هكذا من قبل بل حاولت قتله او إيذاءه على اقل تقدير ، ابتساماتها جعلت الأمر

أسوأ بكثير. مسح إلياس كفيه بسرواله وسأل:

- أتريدين شيئاً قبل ان أغادر ؟.

-أريد بيتزا.

حملق فيها وسأل :

- ماذا؟

- أريد بيتزا فأنا أتضور جوعاً ، اكلت نصف ليمونة في الصباح لكنك تعلم كيف

سارت الأمور ، كما لم تدعني أتناول الغداء مع مارتن.

------------------------------------

- صحيح ، لكن ... ( بيتزا).

قالت بعد تردد:

- ثمة مطعم بيتزا في الأسفل لو سمحت.

وكان هذا أول تردد يسمعه منها منذ التقاها ، هذا الضعف الذي تظهره ، هل تتعمده؟

- حسناً ، كيف تحبين البيتزا؟.

قالت تذكره :

- لم تتناول الغداء انت ايضاً ، هل أنت محبي الأناناس والجبن.

- أنا من محبي البيروني مع الكثير من الجبن، لكن لست من محبي الإضافات الاخرى.

ضحكت تالي وقالت :

- كما تريد ، وقل لهم ان يسجلوها على حسابي.

كان آخر مايريده هو ان يدع تالي سافاس تدفع ثمن البيتزا ، وافترض ان بإمكانه تناول

قطعة ، قبل ان يحضر الشخص الذي سيعتني بها مكانه.

قالت وهي تشير بيدها باتجاه المطبخ:

- الرقم موجود على الثلاجة.

- سأنزل لأطلبها.

إذا كان سيبق هنا ، فسيحتاج الى مساحة صغيرة ، سيحتاج لأن يبتعد قليلاً ويلتقط

انفاسه لأن يبتعد عن تالي سافاس، وعندما عاد بعد نصف ساعة حاملاً البيتزا وجدها

نائمة ، بدت اصغر سناً واقل عدوانية واكثر جمالاً، بقي على مسافة ، وهذا أفضل

لكنها استفاقت وفتحت عينيها وابتسمت له ، كان وجهها متورداً وشعرها مشعثاً.

قالت له وقد ابتسمت عند رؤية البيتزا:

- أنت امير حقيقي.

فأجابها :

- وأنت تحت تأثير الأقراص المسكنة للألم.

رأى ذلك في عينيها ، وابتسامتها ، وتوجه الى المطبخ حيث احضر طبقين ووضعهما

على طاولة صغيرة وقربهما من الاريكة ، ثم فتح علبة البيتزا .

استدارت قليلاً وانحنت وهي تتشممم الرائحة بتلذذ وقالت:

- احب البيروني ، لكن مارتن يعتقد انها للعامة.

فقال:

- تناولت انت ومارتن البيتزا في دار الأوبرا؟.

اطلقت ضحكة صبيانية ، لم يعتد الياس التفكير في تالي سافاس كصبية مراهقة ، كما لم

يعتد رؤيتها من دون سلاح تدافع به عن نفسها ، قال:

- تناولنا البيتزا ذات يوم ، مارتن يحب المحار المدخن ، ويقول إنه م...م.. لست ادري.

اكمل إلياس الكلمة:

- منشط.

ضحكت مجدداً وقالت :

- كلام سخيف ، أتعتقد انه بحاجة لمنشـ...

بدا صوتها غير واضح فقال إلياس:

- لا يفاجئني ذلك.

أومأت تالي وقالت :

- ولا أنا.

فكرت قليلاً فيما هي تمضغ البيتزا ثم سألته:

- هل تحتاجه أنت؟

رد بحدة وقد اسقط البيتزا في حضنه :

- ماذا؟ اللعنة.

مسح ماوقع على سرواله من صلصلة بمنديل ورقي فيما راحت تالي تراقبه ثم قالت :

- كلا، ربما لا تحتاجها، أنت جذاب كما أنت.

لابد ان هذا الكلام من تأثير الحبوب المسكنة! ولا شك في أنها ستندم عليه في الصباح،

هذا إذا تذكرت ماقالته.

فقال بصيغة الأمر :

- تناولي البيتزا.

ابتسمت له ابتسامة جعلت هرموناته كلها تتدفق دفعة واحدة لكنه ركز على البيتزا ،

ثم مسح فمه ويديه بالمنديل الورقي ونظر الى ساعته .

-------------------------------

كانت الساعة قد قاربت الرابعة، وعليه ان يعود الى المنزل ليغير ثيابه ويستحم قبل ان

يقابل كلاريس.

هب واقفاً على قدميه وقال:

- يجب ان اغادر الآن ، متى ستأتي المساعدة؟.

فتحت تالي عينيها وهي تغالب النعاس ثم قالت:

- مساعدة؟

- اخبرت امك ان المساعدة قادمة.

- لقد فعلت .. أنت... أنت...

- أنا؟ لست.. اسمعي ، تحتاجين لأحدهم معك.

- أنت معي.

- لكني لن أبقى.

لاحظ ان النور الذي اضاء عينيها قد انطفأ فجأة ، وشعر إلياس وكأنها طفل حرم من

الحلوى فتخلل شعره بيده ثم اضاف:

- لا استطيع البقاء.

فقالت مشيرة للباب:

- بالطبع، إلى اللقاء.

واكملت تناول البيتزا التي امامها فأدرك ان لا مجال لتركها وحدها، توجه الى المطبخ

واخرج هاتفه ثم اتصل بكلاريس ، واعتذر منها قائلاً إنه لن يستطيع مقابلتها بسبب

عمل طرأ عليه ، هذا عمل طبعاً فتالي هي الرئيسة، وهي صاحبة الشركة.منتديات

علقت كلاريس قائلة:

- انت تتعب في عملك ياعزيزي ، لكن هذه المرة على الأقل ليست امك هي السبب.

بالطبع لم تكن امه السبب ، لكن الوضع أسوأ الآن.

----------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 08:09 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6- الحلم الجميل

كانت تالي تحلم حلماً غريباً جداً.

حلمت انها تسبح لكن بصعوبة وليس كعادتها ، ومع ان الماء يحيط بها إلا انها شعرت

بعطش شديد ، وبحاجة ماسة لشرب ماء.

ومن بين الناس جميعاً، قدم لها إلياس انتونيدس كوباً من الماء، فأخذته منه وشربته على

عجل ثم ابتلعت القرصين اللذين قدمهما لها ، وسمحت له بمسح جبينها وتسوية وسادتها

وجعل الألم يختفي.والغريب ان الألم اختفى بسرعة. سألته:

- هل تمارس السحر؟

- ماذا؟.

بدا قلقاً ومرهقاً، وقد ترك قميصه فوق سرواله، ونزع ربطة عنقه كما نما شعر ذقنه ،

كان في الحلم اكثر وسامة مماهو في الواقع ، وكان الطف في الحلم ماهو عليه في الحياة

الواقعية.

ابتسمت له وقالت مجدداً:

- لابد انك تمارس السحر فقد جعلت الألم يخف ويتلاشى.

لوى احد جانبي فمه وقال:

- انا والأقراص البيضاء الصغيرة.

حاولت التركيز على الاقراص لكنها لم ترها بوضوح لأنها تحلم، هذه اول مرة تحلم فيها

بإلياس في غرفة نومها فعادة ماتحلم به في العمل ، تمتمت قائلة:

- إنها أقراص جيدة.

اجاب إلياس بلهجة جافة:

- يبدو ذلك.

-----------------------------

لكنه ابتسم لها وهو عادة لا يبتسم لها:

- اتريدين تناول شيء ما؟ هل انت جائعة؟

اجابت وقد قطبت :

- كلا اريد.

ترى ماالذي تتذكره عن البيتزا .؟هل تناولت البيتزا مع إلياس؟

كلا، لقد تناولت البيتزا مع مارتن ، لكنها تذكرت ان إلياس احضر لها البيتزا.

لعله حلم آخر ، حاولت ان تتذكر لكنها كانت متعبة، فأغمضت عينيها ، لكنها كانت

جائعة وحديثه عن الطعام ذكرها بذلك.

قالت بصوت ناعس :

- البقلاوة.

وتساءلت ما إذا كان بإمكانها النهوض وإحضارها او ربما يمكنها ان تحلم بأنها تتناولها ،

سيكون ذلك رائعاً.

واخترق صوت رجولي الضباب الذي يلف ذهنها:

- هيا خذي.

فتحت عينيها ، لا لم تفعل ، لابد انها مازالت تحلم لأن إلياس وقف قربها حاملاً بيده

صحن.

طرقت بعينها وسألت:

- ماهذا؟.

اجابها :

- بقلاوة، قلت إنك تريدين البقلاوة.

ياله من حلم جميل ورائع، لا يكفي أن إلياس فيه بمظهره الرائع ، بل احضر لها بقلاوة

الى سريرها ! اخذت الطبق لكنه راح يهتز في يدها ، قال يخاطبها :

- اعيديه إلي.

وجلس بقربها حاملاً الطبق فيما تناولت قطعة وقضمتها .راحت تفكر في ماحصل،

وتتلذذ بأكل الحلو فيما هو ينظر اليها بغرابة قالت معتذرة:

- آسفة، كان علي ان اقدم لك البعض منها.

فأجابها :

- لابأس ، فأنا... لا بد انك جائعة ، هيا كلي.

وامسكت بقطعة ومررتها امام فمه ثم وضعتها فجأة داخله فلامست اصابعها شفتيه،

ماجعله يسعل قبل ان يستطيع ازدراد ماوضعته في فمه ، قال وقد بدا لطيفاً جداً هذه

المرة:

- شكراً لك.

- توقف عن ذلك.

- أتوقف عن ماذا؟.

- توقف عن التصرف بهذه الطريقة ، هذا حلمي ولا احب ان اراك تتصرف على هذه

النحو.

بدا وكأنه فوجئ بماقالته:

- وكيف لي ان اتصرف إذن؟

ردت بحزم:

- تصرف برقة فهذا كل مايفترض بك ان تفعله.

ثم اضافت بعد لحظة صمت:

- في الواقع كنت لطيفاً حين احضرت لي البقلاوة، لكنك تتصرف احياناً بشكل فظ

جداً.

- اعتذر.

- أرأيت؟ ها أنت تفعلها مجدداً ، هيا ابتسم.

كشر عن اسنانه فقالت:

- ليس هكذا، هل أنت سريع التأثر بالدغدغة؟.

اتسعت عيناه وسأل:

- ماذا؟

اجابت:

- إذا دغدغتك وضحكت ضحكة حقيقية فهذا جيد بقدر الابتسام.

- أنا لا أتأثر بالدغدغة.

- هذا مؤسف.

تناولت آخر قطعة بقلاوة، وقسمتها الى نصفين، وقربت احدهما من فمه ليأكله، تردد

لحظة ثم قرب فمه وقضمها وقضم معها اناملها .

كانت حركة مفاجئة وسريعة جعلتها ترتد الى الوراء وتصرخ:

- إلياس!.

ابتسم لها ، وكانت ابتسامته رائعة ، وتمنت ان يكون هذا الحلم من الأحلام التي

تتذكرها بعد ان تستقيظ!

-------------------------

راح يجمع الفتات الذي سقط على الغطاء الذي يلفها ويضعه في يده.

انحنى فوقها فأضحى وجهه قريباً جداً من وجهها والتقت عيناه بعينيها ، ولم تعد شفتاه

تبعدان كثيراً عن شفتيها.

هل قبلها؟هل هذا حلم آخر؟ حلم ضمن الحلم؟ وطرقت بعينها سريعاً وهزت رأسها

قليلاً فيما استقام إلياس وسأل :

- ماالأمر؟ مابك؟.

حاولت أن تفكر ، ان تتذكر ، لكنها لم تتذكر.

روادها شعور غريب، إن الشعور نفسه الذي كان برايان يثيره فيها عندما يعانقها.

إنها تفتقد برايان، وبحثت عيناها عن صورته المزينة، لكن الضوء الخافت لم يساعدها، هل

ماتراه هو إلياس ، ذاك الواقف بطوله الفارع بعضلاته المفتولة وبجاذبيته اللا محدودة،

إلياس الذي ينظر اليها بقلق.

حضوره منعها من التركيز على سواء، بما في ذلك صورة برايان، لابأس لتستمع بحملها.

مدت يدها الى كم قميصه وجذبته نحوها فقال:

- تالي؟.

همست:

- اصمت ، اريد ان اجرب.

وعانقته ، وكان هذا حلم الحلام مع استمرار العناق وتحوله الى شعور رائع.

وتذكرت حتى في الحلم انه آخر رجل يجب ان تتعامل معه بهذه الطريقة ، لكن عناقه

كان رائعاً كمظهره وهو افضل من برايان.. رغم انها احبت برايان.

كان عناق إلياس حاراً دافئاً يتغلب على برد القطب الجنوبي ويمكن ان يضيء بحرارته

حي مانهاتن وبروكلين، حرارة هددت بإحراقها ، لكن تالي كانت راضية بأن تموت

والابتسامة تعلو وجهها.

وأحست بعضلات صدره تحت يديها وبحرارة جسده فيما راح هو يعبث بشعرها وقربها

اكثر منه ، ارادت الاستمرار لكن الهر هارفي اختار هذه اللحظة ليقفز الى السرير

ويذكرها بأن ثمة امور عليها ألا تفعلها.

تراجع إلياس عنها فجأة ، وحدق فيها وقال:

- الفكرة سيئة يارئيسة، سيئة جداً.

وغادر الغرفة ، وبينما هي تراقبه يغادر تمنت لو ان ان الهر لم يقاطعها .

اغمضت عينيها وحاولت العودة الى الحلم الذي عاشته معه وتمنت ألا تستفيق منه لكنها

للأسف استفاقت .

كان كاحلها يؤلمها واحتاجت بعض الوقت لتدرك لما يؤلمها ولتتذكر الحادث الذي

تعرضت له وسيارة الإسعاف والمستشفى ثم الجبس الذي بدا ثقيلاً.

وتذكرت الاجتماع ورحلة العودة الى المنزل مع إلياس، وعودته الى المكتب لإحضار

الأقراص المسكنة للألم وشكرت ربها لأن اليوم هو السبت ولن تراه حتى يوم الاثنين.

حاولت تالي ان تتحرك في فراشها فيما جسمها المرضوض يصيح من الألم ، وحانت

منها التفاتة فرأت رجلاً ينام في الكرسي الهزاز الموضوع قرب سريرها ، ياإلهي! اتراها

عادت تحلم من جديد ام ان هذا واقع؟ وفركت عينيها بشدة لتتأكد من أنها لا تهلوس ثم

فتحتها مجدداً ، إنه الياس انتونيدس بشحمه ولحمه في غرفة نومها! أكان ذلك .. حلماً؟

ياإلهي كان حلماً!

لكنها شعرت انه ليس حلماً فراح قلبها يخفق بشدة ، إنه القلق! وراح رأسها ينبض

بشدة، وشعرت بآلالم شديدة ، ربما بسبب زوال تأثير المسكن، لم يكن عليها ان تأخذ

هذه الاقراص منذ البداية.

--------------------------------

كانت تعرف ان مفعول هذه الحبوب فوري، فحبة واحدة تكفي للتخلص من الألم،

لكنها تترك آثاراً جانبية، فهي تشوش العقل وتجعل اقولك وافعالك من دون ضوابط ،

لهذا رفضت ان تأخذها إلا بعد وصولها الى المنزل إذ كانت بحاجة لكامل تركيزها في

المكتب، ولهذا السبب ايضاً اتصلت بأهلها قبل عودة إلياس حاملاً معه حقيبة يدها.

أرادت ان تبدو متماسكة لئلا يأتوا ويتحلقوا من حولها ، لكنها حصلت بدلاً منهم على

إلياس!

حاولت ان تفكر وان تتذكر ، لقد احضر حقيبتها من المكتب كما احضر البيتزا اللذيذة

مع الكثير من الجبنة.

شعرت بالحرارة تغزو وجهها وهي تتذكر مادار بينهما من حديث قال إلياس إن عليه

ان يغادر ، لكنه صمم على انتظار الشخص الآخر الذي سيحل محله ، وتذكرت انها

طمأنت والدتها وتذكرت قوله:

- تعنين أن لا احد سيأتي ليهتم بك.

وعندما نفت قدوم اي شخص وأكدت انها ستكون بخير ، شخر وتوجه نحو المطبخ،

وتذكرت بصعوبة انه ننظف آثار البيتزا وتحدث عبر الهاتف ووعاد وجلس على الكرسي

بمواجهة الأريكة ، قالت له:

- غادر.

لكنه رفض واخذ مجلة وراح يقلب صفحاتها ويقرأ فيها ، ولم تتذكر اكثر من ذلك ،

فالأقراص اللعينة فعلت فعلها ، ونامت على الاريكة، لكنها ليست على الأريكة الآن بل

في سريرها ، وتذكرت رجلاً يعانقها، ولم يكن ذلك حلماً على الإطلاق، إنه ينام على

بعد سنتمترات قليلة منها.

تثاءبت تالي فتحرك إلياس وفتح عينيه على اتساعهما، ولثوان شعر بالضياع مثلما

شعرت هي لكنه عاد وانتصب واقفاً قائلاً:

- لقد استيقظت أتريدين قرصاً آخر؟.

وتوجه نحو المكان الذي وضع فيه ذلك الدواء.

فقالت:

- كلا، لا اريد.

لقد تصرفت بما يكفي من الغباء، وعند سماعه صيحتها العالية توقف وقال:

- هل أنت متأكدة؟

كان شعره مشعثاً وقميصه خارج سرواله ، وقد اختفت ربطة عنقه، بدا شعر ذقنه داكناً

اكثر من نهار امس عندما عانقها.

ولما تذكرت ان ماحدث لم يكن حلماً اطلقت آهة فقال:

- سأحضر لك قرصاً مسكناً.

- كلا، لا اريد اقراصاً ، انا بخير.

كافحت لكي تجلس في سريرها وتحرك إلياس ليساعدها لكنه عاد وتوقف ووضع يديه

في جيبيه، لعله خشي ان تهاجمه من جديد ، هل تعترف ووضع يديه في جيبيه، لعله خشي

ان تهاجمه من جديد ، هل تعترف بمافعلته وتتجاوزه بضحكة ام تتظاهر بأن شيئاً لم

يحصل؟

نظرة واحدة اليه أقنعتها بأنه مهما كان جذاباً وآسراً ، ومهما بدا عناقه لذيذاً ، فهو

ليس بمزاج يسمح بأن يكرر ذلك، ولن تفعل هي! إنه الرجل الذي اختاره لها والدها

وهي لا تحبه ، لقد انجذبت اليه من ناحية جسدية بحتة، هذا كل مافي الأمر.

كانت تحب برايان الذي مات، وهي لا تحب إلياس انتونيدس! والتورط معه قد يكون

مأساوياً ويعقد الأمور.

وقد يجعل والدها مهووساً بالسلطة اكثر مما هو عليه الآن.

إذن ماذا ستفعل بشأن العناق؟ لاشيء، على إلياس ان يفهم أنها لم تقصد مافعلته، إذن إذا

ماتصرفت وكأنها لا تتذكر فسيوفر ذلك عليهما الكثير من الإحراج ، وإن حاول إثارة

الموضوع فستضحك وتعزوه لتأثير القراص المسكنة، قال إلياس:

- حسناً، لا تريدين دواء، فهل احضر لك بعض الماء؟.

اجابت وهي تبتسم له:

- سيكون ذلك لطفاً منك، شكراً لك.

--------------------------------

هز رأسه وغادر الغرفة ثم عاد لاحقاً ومعه كوب الماء، لاحظت انه اقفل قميصه ووضعه

تحت سرواله ، ورتب شعره بيده، بدا كرجل اعمال بالفعل، كما ينبغي ان يكون ،

شربت الماء كله ، واعادت له الكوب ثم قالت متصنعة لهجة سيدات الأعمال:

- كان لطيفاً جداً منك ان تبقى معي الليلة الماضية.

اجابها:

- لامشكلة في ذلك.

- لم يكن ذلك ضرورياً.

- كان على احدهم ان يبقى.

ردت تالي لو تناقشه وتجادله لكنه بدا في مزاج لذلك فأحنت رأسها وقالت:

- كان ذلك اكثر مما يفرضه الواجب ، شكراً لك.

ورأت فمه يلتوي فتساءلت ماهي الأمور التي تذكرها، لكنه هز رأسه وقال:

-على الرحب والسعة.

وتقابلت نظراتهما مجدداً، ولم يعد بالإمكان وضع اللوم على الاقراص المسكنة للألم.

أشاح إلياس بنظره بشكل فجائي وسألها:

- هل أنت على مايرام اليوم؟ كيف حال كاحلك؟.

اجابت:

- إنه يؤلمني لكني سأتعايش معه، سأكون بخير.

في الواقع كانت كل عضلة في جسمها تؤلمها.

- حسناً، اعتقد ان علي الانصراف الآن.

جلس على الكرسي وارتدى جوربيه وانتعل حذاءه، ثم وقف مجدداً وأضاف:

- إذا قررت تناول الدواء فهو قرب المغسلة في الحمام، والعكازان قرب السرير كما ان

هاتفك الخلوي على المنضدة قرب السرير، اتريدين ان احضر لك ماتأكلينه قبل ان

اغادر؟.

قالت:

- كلا، سأتدبر الأمر لاحقاً.

- هل أنت متأكدة؟.

- نعم، شكراً جزيلاً لك مجدداً.

جرى الأمر بشكل مهذب جداً وعلى طريقة رجال الأعمال ، وبدا هذا غريباً إذ

تذكرت وجنته الخشنة وهي تحتك بوجنتها، كم ارادت ان يتكرر ذلك مجدداً لكنها

تنتحنت وقالت:

- اراك يوم الاثنين.

فتح فمه ليتكلم لكنه اطبقه مجدداً وهز رأسه وقال:

- حسناً! اراك يوم الاثنين ، انتبهي لنفسك!.

هذه المرأة ستقلب حياته رأساً على عقب وهو يحتاج لعطلة نهاية الاسبوع كلها ليستعيد

توزانه ، وينسى عناق تالي سافاس وطرواة جسدها ونعومة بشرتها .

راح يتذكر ماحصل فقرر ان يشغل نفسه بأمور اخرى لينسى، بدأ يعمل على تجديد

المكاتب لكن هذا جعله يختلي بنفسه ويتذكر ماحدث، وماكان يمكن ان يحدث ، ومع انه

ادرك الخطأ الفادح الذي ارتكبه بالتمادي مع تالي إلا أن هذا لم يكن سبباً كافياً لينسى

مدى المتعة التي شعر بها عندما عانقها.

اتصل في وقت لاحق بديسون وايقظه سائلاً:

- اما زلت تريدني ان اشاهد القارب الذي تبنيه؟.

لطالما اجل هذه الرحلة الى لونغ ايلاند لرؤية مايعتز به ديسون وسمع ديسون يتثاءب

بصوت عال قبل ان يقول:

- نعم ، سأمر لأصطحبك بعد ساعة.

امضيا اليوم في حوض بناء السفن وتذكر الياس كم كان يحب بناء القوارب مع جده ،

وكيف تغيرت حياته واعادته ذكريات الماضي مجدداً الى الوقت الذي امضاه وتالي بين

ذراعيه.

لكنه تذكر ايضاً احلامه القديمة الاخرى ، احلاماً من حياته في بناء القوارب والزواج من

امرأة تحب مايفعله، وعن العائلة التي سينشائها، لكن الأمور لم تجر كما يجب ويشتهي.

-------------------------------

ذكرياتها عما جرى وعن تحطم آماله، جعلته يشعر بالحزن الشديد، وفي طريق العودة قال

ديسون :

- كنت مقطباً وعابساً طوال اليوم ، ماذا فعلت ليلة أمس؟.

- لا شيء.

وكانت هذه هي الحقيقة، لم يفعل ماتمنى ان يفعله منذ زمن بعيد ، وكان الخطأ خطأ

بالطبع ، لم يجبره احد على الزواج من ميليسنت او على التخلي عن حلمه بإنشاء شركة

خاصة به لبناء القوارب. لكن الخطأ من صنع يديه وعليه ان يتجاوزه وان يعيش حياته،

ولو كان في حياته امرأة لما استهوته امرأة مثل تالي سافاس.

لذا، اتصل بكلاريس حالما انزله ديسون وقال:

- مارأيك بالليلة؟ ساترك هاتفي في المنزل ، فلا امهات ولا اخوات ولا عمل.

ولا تالي سافاس بالتأكيد!

فردت كلاريس:

- لِمَ لا اود ذلك.

وهكذا تصطحبها قبل الثامنة وتناولا العشاء سوياً وتبادلا حديثاً شيقاً.

المشكلة هي ان فكره بقي مشتتاً ، وعاد بالذاكرة الى الليلة الماضية الى البيتزا التي

تناولها مع تالي الى الحديث اللامنطقي الذي دار بينهما قبل ان تنام.

ولم يفت كلارس شرود إلياس فقالت:

- هل من مشكلة؟.

لم يكن بإمكانه ان يفصح عن طبيعة افكاره فلوى فمه وقال:

- آسف لقد تشتت ذهني قليلاً، يمكننا الذهاب الى أي مكان آخر والقيام بما يبعد

العمل عن ذهني كلياً.

كان متأكداً من انها فهمت مايعينه لكنها ابتسمت وهزت رأسها قائلة:

- كنت لأدعوك الى منزلي لكن اختي جاءت لزيارتي من باريس.

- يمكنك مرافقتي الى منزلي.

هزت رأسها رافضة وقالت:

- لا استطيع البقاء خارج المنزل طوال الليل عندما تزوريني شقيقتي.

شد إلياس على يدها قائلاً:

- ربما في مرة اخرى.

اعادها الى المنزل وقبل ان يغادر عانقها لكنه ارتكب بفعلته هذه خطأ إذ تذكر تالي.

وفي طريقه الى المنزل ، اقنع نفسه بأنه حصل على امرأة .. امرأة ، تعد بعلاقة سهلة من

دون مطالب ولا روابط ولا توقعات ، وهذا مايريده.

نهار الاثنين حضرت تالي الى مكتبها في وقت مبكر كعادتها وحملت معها الكعك كعادتها

ايضاً ، بدت مرتاحة ومنطلقة وكأن يوم الجمعة لم يحصل، وهذا أمر جيد فهو لم يكن

مستعداً لتذكره او التفكير فيه امضى يومين يستعد لتناسى ماحصل ونرى ان يهملها تماماً

إلا في مايتعلق بالعمل، لكن هذا يسهل قوله ويصعب تطبيقه، فأثناء الاجتماع العادي

الذي استمر لساعتين، عاد بذاكرته مراراً وتكراراً الى ماحصل وماشعر به وهو يداعب

شعرها المتطاير.

كان شعرها اليوم مسرحاً ومربوطاً بشكل محكم، وراح يكور قبضته كلما تذكر

المشهد الذي جمعهما.

عاد بفكره الى مايناقش في الاجتماع ، ولم يعد يلتفت ناحية تالي وإن كان يتوق لذلك،

لكنه قاوم.

شعر بالامتنان عندما دخلت روزي في منتصف الاجتماع لتعلمه ان عليه ان يجيب على

اتصال طارئ لكنه استاء عندما ادرك ان المتصلة هي شقيقته كريستينا.

------------------------------

- احتاج للتحدث اليك.

- إني مشغول جداً.

سألته كريستينا:

- مشغول بحيث لا تجيب على اتصالات العائلة؟.

- انا وسط اجتماع مهم فماذا تريدين؟.

وسادت فترة صمت ثم قالت:

- اريدك ان توظف مارك.

قال ساخراً:

- كوني واقعية ياكريستينا ، هذا لن يحصل.

قالت بم يشبه العويل:

- لقد توقعت هذا، انت لن تفكر في الموضوع او تدرسه حتى.

- كلا ياكريستينا يجب ان اذهب الناس ينتظرون.

ونقر على مكتب روزي تعبيراً عن الاستياء، قالت كريستينا:

- انت لا تعرفه!.

ذكرها إلياس:

- بل اعرفه حق المعرفة وهذه هي المشكلة.

اجابت كريستينا:

- لا داعي لأن تسخر ، مارك ليس دمية ويستطيع ان يتعلم أي شيء فقد درس في

جامعة يال، وهو يعرف الكثير عن القوارب.

- إنه يخوض سباق القوارب وهذا امر مختلف.

- جل مااطلبه منك هو ان تتحدث اليه وتعطيه فرصة عمل.

اجابها:

- الجواب هو كلا، وحتى لو اردت لا استطيع .

قالت :

- تعني انك لا تريد.

اجابها وقد شعر للمرة الأولى بالتسامح حيال رهان والده الغبي مع سقراط سافاس:

- كلا اعني لا استطيع ، لست الرئيس ولا سلطة لدي.

سألته :

- ماذا تعني بأنك لست صاحب السلطة؟.

اجابها:

- ألم تسمعي بالخبر ، والدي باع اربعين بالمئة من اسهم الشركة.

قالت مذهولة:

- ماذا باع؟.

اجابها :

- نعم باعها ،ولم يعد هو الرئيس.

- إذن أنت..

رد برضا تام:

- كلا لست أنا، إذا اردت الحصول على عمل لصديقك فيجب ان تكلمي رئيس

مجلس الجديد.

تلا ذلك فترة صمت ثم قالت:

- حسناً ، سافعل مااسمه؟.

- اسمها تالي سافاس.

* * *

بقيت تالي تحدث نفسها بأن الأمور ستسير على مايرام فيما هي تحاول ان تقنع نفسها

بأنها لا تذكر اي شيء عما حصل في شقتها تلك الليلة، كانت مصممة على التصرف

وكأن شيئاً لم يحدث، واعتقدت ان ألياس صدقها.

نظر اليها باستغراب مرة او مرتين، لكن عندما تجاهلت الأمر ركز على العمل.

وتمنت لو تستطيع ان تحذو حذوه ، تمنت لو تستطيع التوقف عن التفكير في عناقهما،

تمنت اموراً كثيرة، ومن بينها لو لم تسمع بشركة أنتونيدس البحرية ، ولم تتول المنصب

ولم تقابل إلياس أنتونيدس الذي جعلها تتمنى الامور التي تمتها مع برايان ، وقد عاهدت

نفسها ألا تتمناها إلا إذا صادفت رجلاً بمستوى برايان ، رجلاً يحبها لذاتها وليس لمال

والدها او شركاته.

باختصار ، رجل لا يشبه إلياس أنتونيدس ! كانت تدرك انه لا يريد مال والدها او

امبرطوريته وجل مايريده هو استعادة إمبراطوريته ، لكنه لا يريدها كما ارادها برايان

وهو لا يهتم بها لشخصها.

-----------------------------

وتساءلت لما لم يستغل استلاسمها بسبب تأثير الأقراص المسكنة للألم. لقد علمها والدها

ألا تعطي شيئاً من دون مقابل وان تبقي هادئة، وأن تظهر عدم الاهتمام وقد نجحت في

ذلك عندما جاءت الى المكتب وتحدثت الى الجميع كالعادة، وابتسمت لإلياس الذي

بادلها الابتسام.

وشعرت بارتياح اكبر عندما ترك الاجتماع ليرد على المكالمة الهاتفية إذ اصبح اسهل

عليها ان تركز على مايدور من حديث في غيابه، وعندما عاد تغير حالها وشعرت بالتوتر

لكنها اجبرت نفسها على التركيز على مايقوله بول حتى انها استطاعت ان تثير بعض

النقاط الهامة وهي ان شركة كوربيت وان كانت ناجحة في حد ذاتها، ليست ربما الخط

الذي تود شركة انتونيدس البحرية سلوكه.

سألها إلياس:

- لماذا؟.

اجابته:

- مامن احد هنا متحمس للصفقة ، لا احد يتطلع لتملكها.

قال إلياس:

-نحن نأخذ وقتنا ونأخذ بعين الاعتبار كافة التفاصيل والأرقام.

قالت:

- لكن عليك ان تعتمد على ماهو اكثر من الارقام حتى وإن كانت ضرورية ، يجب ان

يكون لديك الرغبة .

حدق فيها إلياس وكأنها مجنونة، فأصرت على موقفها:

- تحتاج هنا الى الشغف.

وتذكرت نوعاً آخر من الشغف فأحمر وجهها ، واستطاعت ان تشعر بحرارة الدم

المتدفق الى وجهها، فحاولت ان تركز على بول اوديسون أو أي شيء آخر غير إلياس،

وأضافت على عجل:

- لعل شركة كوربيت ناجحة لكنها ليست لنا ، أظن ان لا احد منا يودّ الالتزام بهذا

المشروع.

وتجرأت والقت نظرة على إلياس فوجدته ينظر الى اللوح الابيض خلف بول وكأنه

يتعمد ألا يتذكر ليلة الجمعة ايضاً.

واخيراً نظر الى الموجودين الذين لم ينطقوا بكلمة حتى تنحنح ديسون وقال:

- لعلها على حق، لقد عدنا الى لوح الرسم مرات عديدة.

وافقه بول قائلاً:

- مرات عديدة فعلاً.

لم يبدُ الياس مقتنعاً لكنه لم يعترض، وقال :

- حسناً ، قلت لكوربيت إننا سنعلمه بقرارنا، يمكننا ان نتحدث في الأمر عند الصباح.

وارجع كرسيه الى الوراء، ووقف مضيفاً:

- أما الآن فسوف توجه انا وديسون الى لونغ ايلاند.

شعرت تالي بارتياح شديد لأنه سبغيب عن المكتب طيلة بعد الظهر وتسألت :

- ماذا هناك؟.

- حوض بناء القوارب التابع لنيكوس كوستانيدي.

- نيكوس كوستانيدي الشهير.

- هل تعرفينه؟

قالت :

- سمعت عنه.

عندما قابلت برايان كان والدها قد قدم لها نيكوس كزوج محتمل لها لكنها لم تقابله قط

لأنها احبت برايان ، وفي هذه الاثناء تصدر نيكوس صفحات الصحف والمجلات بأخبار

عشيقاته وفضائحه ومغامراته على ضفتي الاطلسى.

وبعد موت برايان كان نيكوس قد تزوج واستقر وانجب اولاداً فشطب من لائحة

والدها ، قال إلياس:

- ذهبنا لرؤية القارب الذي يبنيه ديسون في عطلة نهاية الاسبوع.

ولاحظت تالي الحماس في عينيه قبل ان يضيف:

- اعتقد انك على حق في مايخص الحماس، على أي حال سأترك لك ملاحظاتي بخصوص

شركة كوربيت.

هزت رأسها موافقة وقالت:

- اتفقنا.

--------------------------------

فتح الباب ودعاها للخروج فتقدمته الى ردهة الاستقبال حيث لاحظت وجود امرأة

تجلس على الأريكة وتقلب مجلة في يدها وحالما رأته وقفت وتقدمت منه فسألها :

- ماالذي تفعلينه هنا؟.

اجابت :

- تسعدني رؤيتك ياعزيزي.

وابتسمت له وتقدمت منه وطوقته بذراعيها وقبلته ، كانت امرأة فاتنة حقاً ومنظرها

يدير الرؤوس ، كل مافيها ينطق بالجمال، صحيح ان إلياس لم يسر بوجودها لكنهما

يشكلان ثنائياً رائعاً.

أهي المرأة التي اتصل بها ليلة الجمعة؟ تذكرت تالي انه اجرى اتصالاً بشخص ما واعتذر

منه ، ربما حصلت مشادة بينهما ، وقد جاءت تصالحه.

قال لها بقسوة:

- عودي الى المنزل.

- لن اعود ، قلت تحدثي الى الرئيسة!

قال الياس:

- بحق الله...

قطبت تالي وسألت :

- الرئيسة؟.

نظرت المرأة اليها وقال:

- أهذه هي..؟

- نعم ولا يمكنك التحدث اليها فهي مشغولة.

قالت:

- لا تبدو مشغولة ، هل أنت مشغولة؟.

قال إلياس:

- إنه وقت الغداء.

- إذن سنتناول الغداء معاً.

قالت تالي وهي تلتفت الى إلياس مستفهمة:

- كريستينا.؟

جاء رد مختصراً وغاضباً:

- إنها شقيقتي.

--------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 08:10 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7- غلطة وحل

ستتناول تالي سافاس الغداء مع شقيقته كريستينا ، هذه الفكرة جعلت شعر رأس إلياس

يقف رعباً، ترى ماالذي ستقوله كريستينا التي لا تتحكم بلسانها او بعقلها.

تردد في مسألة مرافقة ديسون ، لكن تالي ابتسمت له مشجعة وقالت إنها تود تناول

الغداء مع كريستينا ، اما شقيقته فابتسمت كقطة شاهدت فاراً للتو، ولوحت له طالبة

منه ألا يقلق، فهي تعرف المكان الذي ستدعو اليه رئسة شركة انتونيدس الجديدة.

وارتجفت مجدداً سيبقى طيلة النهار مشتت الذهن يفكر في ما سيحصل في بروكلين،

لكن نيكوس كوستانيدس رجل مثير للاهتمام.

لم يقابله إلياس قبل يوم السبت ، عندما كان يشاهد مع ديسون القارب الذي يبنيه ،

ولماعرف ان إلياس يتمتع بخبرة لا يستهان بها في بناء القوارب دعاهما اليوم للعودة،

وعندما وصلا وجداه بانتظارهما متشوقاً لأن يجول بهما في الانحاء.

كانت شركة كوستانيدس لبناء القوارب حلم إلياس منذ الطفولة، ويبدو انها كانت

حلم نيكوس ايضاً مافاجأه .

كان ستافروس كوستانيدس والد نيكوس صديقاً لوالده وقد اعتادا لعب الغولف معاً.

كان نقيض ايوليس تماماً فهو قاسٍ ، ماكر، يجيد تحين الفرص.

لكن نيكوس كان صورة مختلفة جداً عن والده ، كان نجم الفضائح وقصص الغرام

والنساء واللعنة في حياة والده.

-------------------------------

وقد قالت له امه ذات مرة:

- لا تكن مثل نيكوس كوستانيدس ، يجب ان تستقر وتتزوج من فتاة صالحة، ان تعمل

بجد وتهتم بالشركة.

والله يعلم انه فعل كل ماهو مطلوب منه.. لا بل اكثر ، لم يكن لديه أي خيار بالطبع،

إذا اراد لشركة انتونيدس البحرية ان تبقى وتستمر.

ورأى ان نيكوس حصل على صفقة افضل.فتلك السنوات التي امضاها في تجنب العمل

لحساب والده لم يتصرف فيها للهو وملاحقة النساء فقط بل عمل بجد ايضاً إنما ليس

لحساب شركة كوستانيدس.

التحق نيكوس بالجامعة في غلاسكو حيث درس الهندسة البحرية واسس مع زميل له

شركة بناء قوارب مستقلة في كورنويل.

تمنى إلياس لو استطاع ان يفعل الأمر نفسه وان يترك بصمته في مجال الأعمال.

وقد تعرف إلياس الى اسرته عندما مرت بالشركة فيما هي عائدة من زيارة طبيب

الأسنان ، تعرف الى زوجته ماري ذات الوجه الباسم والشعر الاسود الطويل واولاده

الثلاثة الصغار.

كانت حياة نيكوس العائلية حلم إلياس الذي لم يتحقق لكن عندما ترك الجامعة وانضم

الى شركة والده ليديرها تغيرت الأمور.

ورغم ذلك كان ليسعد لو انجبت زوجته ميلسينت طفلاً لكنها رفضت بحجة الفوضى

والتراجع اللذين تعاني منهما الشركة.

الفوضى! لم ير الياس الأمور من هذا المنظار ، بل اعتبر المسألة تحدياً ، وفرصة لتغيير

الواقع ، ولم يعجب ميلسينت ان يتمحور مايقوم به إلياس حول عائلته، لكنها كانت

جزء من عائلته، وقد سعى لبناء مستقبل لهما، إلا انها لم تشأ ان تكون جزءاً من معركة

الكفاح للنجاح واختارت الانفصال.

آنذاك لم تكن شركة انتونيدس تلك الشركة القوية الناجحة التي تخيلتها، وبالتالي لم يكن

الياس الرجل الذي حلمت به ، وبالرغم من الجهود الخارقة التي بذلها كي تنجح

الشركة.

لم ترد الشركة ، ولم ترده هو ايضاً.

ارادت الطلاق، لم يصدق عندما ابلغته بذلك ، وحاول إقناعها بأن الامور ستعود الى

سابق عهدها لكن الأوان كان قد فات على إنجاح علاقتهما.

أصرّت على الرفض وهجرته وعادت الى كاليفورنيا حيث يعيش والداها ، وعندما

وجدها مجدداً رفضت العودة اليه، قالت له إن الوان فات ، وإنها لم تعد تحبه وإنها تحب

شخصاً آخر.

كانت حاملاً من ذلك الشخص وتتوقع إنجاب طفل منه ، وافقت على إنجاب طفل من

ذاك الرجل لكنها لم توافق على إنجاب طفل من زوجها إلياس.

مازالت هذه الذكرى تمزقه كلما خطرت في باله، لهذا تابع حياته في محاولة منه للنسيان

، لكن هذه الذكرى تعاوده احياناً.. كما حصل اليوم عندما اجتمع بنيكوس وعائلته.

كما عاودته ليلة الجمعة حين كان في شقة تالي سافاس ، لكنه ابعدها سريعاً .

عاد الى المدينة قبل الثامنة ، واوصله ديسون قبل ان يوافي إحدى صديقاته ليخبرها عن

قاربه الجديد المذهل.

عاد إلياس الى المكتب وفعل مااعتاد ان يفعله كل ليلة، عاد الى العمل ، كان المكان

هادئاً جداً، فالكل غادر قبل وصوله بوقت طويل.

وجد العديد من الرسائل على مكتبه وعلى المجيب الآلي فاستعرضها بسرعة دون ان يجد

بينها اي شكوى من تالي تتذمر من اخته الغبية.

------------------------------------

كما لم يجد اي رسالة من كريستينا مااعتبره امراً جيداً، هذا يعني ان تالي قامت بما

يتوجب عليها كرئيسة، ورفضت طلب كريستينا توظيف صديقها بطل سباق القوارب.

وخطر له ان يتصل بتالي ويشكرها على ماقامت به لكنه غير رأيه، يجب ألا يتصل بها

خارج ساعات العمل ، امضى الساعتين التاليتين في إجراء الاتصالات وفي إنهاء العمل

المتراكم، وعند الساعة العاشرة توقف عن العمل وأطفأ النور واتجه نحو الباب، وفي

طريقه الى الخارج لمح صحن الفاكهة الذي احضرته تالي معها ولم يكن قد تناول اي

طعام منذ الصباح، المسألة مسألة إرادة وهو لن يخضع لإغراءات تالي سافاس.

لكنه يشعر الليلة بالجوع، وحملق في الصحن وشعر بإغراء لا يقاوم ، لم يجد فيه سوى

قطعة من الحلوى فتناولها وقضم منها قضمة كبيرة، عندما اشترى المستودع، خصص

قسماً منه لشركة انتونيدس وقام بتأخير القسم الآخر فيما احتفظ لنفسه بشقة في

الأعلى، ونظيفة وأنيقة.

وعندما بدأ بتجديد المكان ، خطط لتوسيع المساحة مستخدماً الخشب وقد ذكره ذلك

بأيام صباه عندما كان يعمل جده في سانتوريني، لكن بعد خمسة شهور من العمل كانت

معظم حاجياته لا تزال في الصناديق ، ماعدا اللوحة الجدراية التي رسمتها شقيقته مارثا،

عندما فتح الباب ودخل، لاحظ ظلا على الأريكة فناداها قائلاً:

- مارثا؟.

ردت :

-كلا ، تالي.

ووضعت عكازيها تحت إبطيها واتجهت نحو النور فحملق إلياس فيها غير مصدق وقال:

- تالي؟.

وضعت إصبعها على فمها ، وطلبت منك التكلم بصوت خافت:

- لا تتكلم بصوت مرتفع لئلا توقظها.

- ماذا؟ أوقظ؟

ردت وهي تشير الى غرفة نومه:

- إنها كريستينا شقيقتك.

قال غاضباً:

- وماالذي تفعله كريستينا هنا؟ لِمَ هي في غرفة نومي؟.

حاولت دفعه نحو المطبخ من دون نجاح يذكر فيما قال:

- توقفي بحق الله.

ثم استدار نحوها وأَضاف:

- مالذي يجري؟ أهي مريضة؟.

- كلا ليست مريضة.

- مالأمر إذن؟.

تخللت شعرها بيدها وردت:

- الأمر معقد قليلاً، أتريد فنجاناً من الشاي او أي شراب آخر؟.

- شاي؟ مالذي تتحدثين عنه؟

- الشاي ينفع في الازمات.

- ليس لدي شاي.

لكنها أشارت الى صندوق الشاي ثم استدارت واشعلت النار، وفتحت تالي الخزانة،

واحضرت فنجاناً فقال:

- يبدو انك تشعرين وكأنك في منزلك .

قالت:

- لا اعتقد انك تمانع ، بما انك تصرفت على النحو ذاته في منزلي.

- حسناً سنشرب الشاي وستخبرينني بمايجري ،وماتفعله الغبية هنا.

-----------------------------------

- هذا هو الجزء السهل ، إنها تنتظر وصول مارك.

صرخ قائلاً:

- مارك؟ وماالذي سيأتي به الى هنا.

ردت بعد ان طلبت منه ان يهدأ :

- سيأتي ليأخذها، لكنه كان في غرين بورت ،ولم استطع الاتصال به قبل السابعة.

ولِمَ تتصل بعد اصلاً؟ لكنه انتظر حتى يغلي الماء، فنهض وحضر الشاي ليوفر عليها

المشقة.

قالت معتذرة:

- شكراً لك ، الأمر مزعج قليلاً.

- أنا متأكد من ذلك ، لقد حضرت الشاي لكريستينا، أليس كذلك؟

- كانت منزعجة ومستاء ولم تكن بخير .

- اعتقدت انك قلت إنها ليست مريضة.

- منزعجة ومريضة لا يعنيان الأمر نفسه ، لا تقلق ستكون بخير.

واتجه نحو غرفة الجلوس بعد ان اشار اليها ان تتبعه،وضع الكوب على صندوق

يستخدمه حالياً كمنضدة وانتظر حتى جلست تالي على الاريكة ، وراح يفكر ، هل

ينهض ويجلس بعيداً او ان يبقى حيث هو ، لكن المنطق والتعقل لم يعد لهما معنى منذ

وجودها في شقته، التفت نحوها وقال:

- لنسمع الحكاية الآن.

قالت بعدما اخذت نفساً عميقاً:

- كما تعلم خرجنا لتناول الغداء في مكان تعرفه شقيقتك جيداً ، وتعرفنا الى بعضنا

قليلاً، احببت كريستينا فهي ظريفة جداً.

- نعم.

قالت:

- إنها تعتقد انك لا تحبها.

اجاب معترضاً:

- بل احبها لكنها تقودني الى الجنون ، هذه الفتاة ليست عملية ابداً، وهي تنتقل من

مشروع الى آخر وتتوقع مني ان امول نوبات جنونها كلها.

- نعم هذا ماقالته.

رفع إلياس حاجبيه وقال:

- أفعلت ذلك؟.

- نعم لكنها الآن ستقلع عن هذا كله إذ قررت الاستقرار وتحمل المسؤولية.

- كريستينا ؟ وماذا عن مارك؟.

- ماذا عنه؟.

- افترض انه اخبرتك عنه ، وكم هو رائع.

- صحيح فعلت ذلك ، قرر الاثنان التعقل وتحمل المسؤولية.

- حسناً، وماذا ايضاً؟

- اعني انها ليست طائشة، إنها .. طائشة فعلاً.

واحس الياس بالراحة ،واسترخت عضلاته قليلاً ،لكن تالي اضافت:

- إنها طائشة وخفيفة الظل.

- لكنها في فراشي، لماذا ؟ وكيف؟.

لم يعط إلياس مفتاح شقته لكريستينا.

- اثناء الغداء تبادلنا الحديث ، تحدثت واصابتها نوبة هستيريا.

- نوبة هيستيريا.

- نعم فأعدتها معي، ولم اجد مناسباً إرسالها الى المنزل لوحدها او إبقاءها في المكتب في

حالتها الراهنة.

وتخيل إلياس ماتضمنه لقاء كريستينا وتالي من غباء فاضح.

- فكرت في اصطحابها الى منزلي ،لكن روزي اقترحت علي ان احضرها الى منزلك، لم

اكن اعلم انك تعيش هنا حتى، قالت روزي ان لديها المفتاح وقد اعطتني إياه، لم تكن

الفكرة فكرة كريستينا فهي تعرف أنك ستغضب ،لكني لم اتركها تعترض.

تقبل الياس كلامها مع انه لم يعجبه لكن القصة لم تنته بعد، فقال يخاطب تالي:

- هيا تابعي.

--------------------------------------

صمتت للحظة طويلة ثم قالت:

- لم يكن يفترض بي ان اخبرك به او ان اتدخل.

- لكنك فعلت ، تابعي.

قالت بعد ان اخذت نفساً عميقاً:

- حسناً ، كريستينا حامل.

فصاح :

- ماذا؟.

شدت تالي على الكوب بقوة وطلبت منه مجدداً ان يلتزم الهدوء:

- من فضلك اهدأ، ستوقظها.

قال غاضباً:

- بالطبع سافعل، حامل! الغبية! ولِمَ فعلت ذلك؟.

قالت تالي:

- لم تتعمد ذلك او تخطط له.

قال إلياس وهو يصرف بأسنانه :

-لايمكن ان تكون بهذا الغباء ، لكنها فعلاً غبية ، واتصور انه مارك.

- إنه مارك من دون ادنى شك.

هب الياس واقفاً وراح يذرع الغرفة بعصبية ظاهرة ويخلل شعره بيده بعنف، ثم قال:

- آخر ماتحتاجه كريستينا هو لعبة جديدة لوالد طفلها.

جادلته تالي:

- احياناً الأبوة والأمومة يغيران الناس.

همس:

- لم ينفع هذا ابي كثيراً.

- الجيد في الأمر انهما سيتزوجان.

اجابها:

- وتعتقدين ان هذا سيجعلني اشعر بحال افضل؟.

- لا اعتقد ان الأمر يتعلق بمشاعرك على الإطلاق، فأنت اخوها، ولست اباها او والد

طفلها.

قال متذمراً:

- أنا المصرف الذي يمول .

- كلا، أنت من يدير المصرف او كنت تديره.

قال:

- تظنين ان لديك حق التدخل اكثر مني.

اجابت وهي تهز رأسها نافية:

- كلا، لا اعتقد ان أياً منا لديه حق التدخل، يمكننا ان نكون عقبة في طريقهما او لا

نكون.

حاولت استيعاب ماقالته تالي، وصرف بأسنانه لأن كريستينا افضت بهذه المعلومات لها

وليس له، صحيح ان كريستينا طائشة لكنها تتمتع بما يكفي من الإدراك لئلا تقع في

مثل هذا المأزق، كانت تعرف من دون شك ماسوف يقوله لو تحدثت اليه المأزق.

كانت تعرف من دون شك ماسوف يقوله لو تحدثت اليه ، لكن تالي محقة فالطفل ليس

طفله، والقرار ليس بيده، حك مؤخرة رقبته بيده وتساءل:

- ومتى سيتزوجان؟.

قالت:

- عرفت انك سوف تتعقل.

ومتى لم يكن متعقلاً؟ وهو الوحيد من بين كل افراد العائلة الذي يتصرف بتعقل

وحكمة.

وراح ينظر اليها بصمت فقالت :

- سيتزوجان غداً.

- غداً؟.

- حسناً ، مالفائدة من الانتظار؟ اخبرت كريستينا انك ستوافق ، انت تحبها ، وتهتم

بمصلحة عائلتك.

كانت كلماتها بسيطة لكنها وقائع محفورة على الحجر ، وعندما حاول الاعتراض

امكست بيده وضغطت عليها برفق فرفع وجهه اليها ، ونظر في عينيها الواسعتين، ثم

اخفض بصره الى يدها الدافئة وهي تمسك بيده الباردة المتصلبة، لم يتذكر ان احداً لمسه

هكذا ، بدفء ومحبة وبصدق ، لم تلمس اليد وحسب بل لمست شيئاً في داخله وحركت

عواطفه كما يحرك العود الجمر الذي يغطيه الرماد ، وقالت:

- اعلم ان هذا ليس ماتريده لها وهي تعلم ذلك ايضاً، اعلم انك تتمنى لها الأفضل.

قال:

- انا لا اطلب من أي إنسان ما لن افعله أنا.

- طبعاً، لكن كريستينا ليس لديها مرونتك وإلمامك ، ومعظم الناس لا يتمتعون بهذه

الصفات، معظم الناس لايحفلون بإنقاذ اعمال اسرهم وهم في الخامسة والعشرين.

---------------------------------

- في الرابعة والعشرين ، لكن هذا ليس مهماً الآن.

- إنه جزء من المسألة فهو يعكس قوتك وتصميمك ، وحبك لعائلتك ، حب اثبته

ببقائك على رأس شركة انتونيدس وقبولك بمنصب اكثر تواضعاً عندما دفعني والدي الى

هذه الشركة.

- احب ذاك المنزل ، كما ان المسألة ليست بهذه الأهمية ، فأنت تقومين بالعمل الصحيح

كرئيسة للشركة.

هذه هي الحقيقة رغم انها مؤلمة.

ابتسمت تالي بضعف وقالت:

- اشكرك على ثقتك بي، لكن الأمر لا يتعلق بي او بك ، إنه يتعلق بكريستينا ومارك

والطفل، وهي تريد الزواج من مارك ، ودت لو تجري الأمور بشكل مختلف لكن الرياح

تجري احياناً بما لا تشتهي السفن.

اجابها :

- خصوصاًبالنسبة لكريستينا.

ضغطت مجدداً على اصابعه بلطف وقالت:

- خصوصاً بالنسبة لكريستينا ، لكني فهمت منها انها مصممة على ان ينجح الأمر،

رغم انه جديد عليها.

هز إلياس رأسه وقال:

- لكن من قال إنها ستنجح؟.

لقد اراد لزواجه ان ينجح وتشبث به لكنه انتهى بالطلاق..

قالت تالي:

- ومن يقول انها لن تفعل؟ خصوصاً وان مارك يريد لزواجهما ان ينجح، فهمت من

كلامها انها اعتادت ان تنتقل من اهتمام الى آخر بسعادة او بدونها.

وصمتت لحظة ثم اضافت:

- لم تلتزم يوماً بأي شخص لكنها مقتنعة بهذاالالتزام نحو مارك ، إنها تحب مارك وطفلها

.

قال بعد تفكير وتأمل:

- ماذا سيقول اهلي عن هذا كله؟.

- إذا دعمتها فسيتقبلون الأمر، قد ينزعجون لأنها ستتزوج بهذه السرعة ومن دون

حضورهم.

- ماذا تعنين بقولك من دون حضورهم؟.

اجابت:

- تقول كريستينا إنها لا تريدهم ان يحضروا فقد تنشب معركة بينمها وبين والدتها حول

الترتيبات ماسيقودهما نحو الجنون ، لكن إذا قضي الأمر ، ومع دعمك فستتقبل امك

الأمر وستكون كريستينا بخير كذلك.

ادرك ان كريستينا على حق، فوالدهما صعبا المراس ويتصلبان في الرأي في مايتعلق

بالتفاصيل.

- بالرغم مما قلته، لن يستطيعا الزواج غداً فرخصة الزواج تتطلب الكثير من الوقت.

قالت :

- لقد تدبر مارك الأمر.

- كيف؟

- لا اعلم كيف، لقد تحادثا عبر الهاتف منذ ساعتين واخبرها ان الامور ستكون جاهزة

بحلول الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الغد ، في غرفة احد القضاة في مانهاتن.

- لكن لدينا اجتماع في الغد مع كوربيت في الثانية.

قالت بعدما نظرت اليه :

- إلياس.

وقبل ان ينطق بأي كلمة ، تعالى صوت جرس الباب فقالت:

- لابد انه مارك!؟

كور قبضتي يديه وقال:

- اريد ان الكمه.

- لن تفعل ذلك ، افتح الباب وسوف اوقظ كريستين.

فتح الباب وظهر مارك باتاكيس الذي بدا وكأنه يتوقع هجوماً وقال يخاطب إلياس:

- هيا الكمني إذا شئت، افعل ماتريد لكن هذا لن يغير الواقع ، فسوف اتزوج اختك.

اجابه إلياس:

- هذا ماسمعته.

------------------------------------

وتنحى جانباً ليفسح المجال للرجل الآخر كي يدخل ثم اغلق الباب خلفه وقال إلياس :

- ساحتفظ لك باللكمة واردها لاحقاً ، إن حاولت او تجرأت على إيذائها.منتديات

ظهر الذهول على مارك لكنه بدا مصمماً وقال:

- لم أوذيها ، أنا احبها، أين هي؟.

والتفت من حوله باحثاً ونادى :

- تينا! تينا! ماذا فعلت بها؟.

وفي تلك اللحظة فتح باب الغرفة وظهرت كريستينا قائلة:

- أنا هنا!.

وركضت نحوه ففتح مارك ذراعيه وضمها اليه وكأنه يحميها من الأذى.

تذكر إلياس ان زوجته السابقة ميلسينت كانت تكره هذا الدفء الذي يسود عائلته،

ورددت اكثر من مرة :

-هذا الأمر غير مريح يا إلياس.

لكن تالي بدت مرتاحة ، فتقدمت من مارك ومدت له يدها مرحبة وهي تقول:

- أنا تالي سافاس ، تحدثت اليك سابقاً ، يسعدني لقائك.

واستعادت كريستينا رباطة جأشها وعرفت الرجلين الى بعضهما البعض ثم اخبرت مارك

كم كانت تالي طيبة معها، وابتسمت لتالي تشكرها فقالت:

- لا تشكريني، فعلت ماكان إلياس ليفعله لو كان موجوداً.

لم يصدق احد كلامها ، لكن الكل بدا راضياً،وقالت كريستينا وهي تقف الى جانب

مارك :

- اعرف انكما تعرفان بعضكما من ايام الجامعة في بال، واعلم انكما لم تكونا صديقين

لكن الوضع اختلف الآن ، اصبحا عائلة واحدة، فهاذ اخي وهذا خطيبي ياإلياس.

عندئذ مد إلياس يده وصافح مارك قائلاً:

- تهاني.

صافحه مارك بقوة لافتة وقال يخاطبه:

- شكراً لك، يجب ألا تقلق سأهتم بشقيقتك وبطفلنا وبكل اطفالنا، وأنا اعني مااقول.

كانت كريستينا تنظر اليه بحب وسعادة فتصنع إلياس ابتسامة وقال:

- احرص على ذلك ،ولن يكون هناك أي مشكلة.

وتدخلت تالي قائلة:

- لِمَ لا تطلع إلياس على الترتيبات حتى يتمكن من لقائك غداً؟.

اطلعه مارك على التفاصيل فقال الياس بخاطب اخته:

- أهذا كل ماترتدينه فعلاً؟.

هزت رأسها موافقة وقالت:

- هذا لابأس به.

فسألها :

- وماذا عن الأهل؟.

عضت على شفتها وقالت:

- لو انهم يأتون من دون ان يجادلوا او يجعلوني ابكي فقد اطلب منهم الحضور، لكنك

تعلم انهم لن يفعلوا ذلك.

فقال:

- حسناً! سأحضر قبل الثانية بقليل.

عانقته وراحت تقبله وقالت:

- احبك إلياس، انت افضل شقيق في العالم.

احاطها بذراعيه بحنان ثم افلتها وقال:

- يسرني انك ادركت هذا اخيراً ، عودي الى المنزل كريستينا.

- سأفعل ، لكن لا تكن نكداً ياإيلي، اتمنى ان تسعد انت يوم مثلما انا سعيدة الآن.

فأجابها:

- لا سمح الله.

قالت:

- ستفعل.. تلك الساحرة اللعينة..

فقال زاجراً:

- كريستينا ، عودي الى المنزل.

عندئذ شبكت يدها بيد مارك وقالت:

- هيا بنا ياعزيزي.

والتفتت الى تالي مضيفة :

- شكراً ياتالي ، انت الافضل.

وتوجه مارك وكريستينا نحو الباب، وقبل ان يختفيا التفت مارك نحو تالي وقال:

- اتريدين ان انقلك الى المنزل؟

- أنا...

-----------------------------

تدخل إلياس وقال:

- سأتدبر امر عودتها الى المنزل.

وقبل ان تتفوه كريستينا بأي كلمة أضاف بلهجة قاطعة:

- عمت مساء ياكريستينا، اراك غداً في الزفاف.

وأغلق الباب: بقيا وحيدين ، متلاصقين، وكان يكفي ان يستدير ليلامس انفها.

عادوته تلك الأفكار التي حاول تحاشيها منذ يوم الجمعة الماضي وحاول جاهداً ان

يستعيد توازنه وصوته وقال:

- اشكرك على اهتمامك بكريستينا.

- سرني ان افعل هذا.

وتهدج صوتها هي الاخرى ، إنما بصورة اسوأ من يوم الجمعة الماضي، لكن هذه المرة

مامن اقراص تخفف الألم او بقلاوة ، بل رغبة جامحة، هذا جنون وخطأ وفكرة سيئة جداً

، سيضعها في سيارة اجرة ويعيدها الى منزلها لأن تالي سافاس ستعقد حياته بشكل لا

يريده، كما ان التورط في علاقة معها ليس في مصلحة عائلته او في هذه مصلحة شركة

انتونيدس البحرية ، وقرر لأول مرة في حياته ألا يفكر في هذه الاعتبارات كلها ، وان

يعيش اللحظة ولو لمرة واحدة في حياته ، فتمتم قائلاً:

- الى الجحيم بكل هذه الحاسبات.

اخذ عكازي تالي ورماهما جانباً فقالت:

- إلياس.

لكنه طوقها بذراعيه وقربها منه اكثر وضمها اليه بقوة ، ثم انحنى وعانقها ، فتجاوبت معه

من دون اعتراض وذابا في حرارة العناق.

---------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 08:12 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 08:13 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9- شيطان الشك.
قال بنبرة غاضبة:
- اين كنت حتى الآن؟.
لم تكن هذه الطريقة المثلى لبدء اي حوار، والياس يعلم ذلك تماماً لكن الساعة شارفت
على العاشرة مساء، وقد غابت لساعات ، قال ديسون والبنات اللواتي كن في المكتب
عندما عاد إلياس اليه إن تالي غادرت بعد الظهر برفقة رجل.
قال:
- أي رجل ، أتعنون مارتن؟.
ضحكت الفتيات واجبن:
- كلا، بل رجل حقيقي.
قال ديسون :
- رجل حقيقي ذو شعر اسود ، لكني لم اتحدث اليه.
قال إلياس :
- من هو هذا الرجل ؟.
رد ديسون :
- لم اره من قبل.
ولم يكن هناك احد آخر ليسأله. هذا ليس من شأنه بالطبع ، فلها ملء الحق والحرية في
أن تخرج مع من تشاء من الرجال، لكن ليس اثناء النهار حيث يفترض بها ان تتواجد في
مكتبها لتصرف العمال بصفتها رئيسة شركة انتونيدس! إن لم ترغب في احتلال هذا
المنصب فيجب ان يستغني عنها.
وعندما وصل الى شقته اتصل بها لمعرفة التفاصيل ، لكن كل ما حصل عليه هو المجيب
الآلي.
حاول الاتصال خمس مرات من دون جدوى ، وعاد الى المكتب ليطلب رقم هاتفها
الخلوي من روزي، لكن الهاتف اللعين كان مقفلاً ايضاً، أين سيدة الأعمال ياترى؟ هل
هي بخير ؟ كان قلقاً على سلامتهاوهذا مادفعه لأن يقصد شقتها ، جلّ ما اراده هو ان
يطمئن الى انها بخير، وأنها لم تتعرض لهجوم من قبل غريب اسود الشعر لا يعرفه احد ،
لكنها لم تكن في بيتها فانتظر .
انتظر لساعتين كامليتين، وتوقع حدوث الأسوء!هاهي تبدو كقطة برية ، مشعثة الشعر
وقد لوحتها الشمس ، لكنها رائعة، صاحت بدهشة عند رؤيته:
- إلياس؟.
قال:
- لم يفترسك الذئب الضخم الشرس، أين كنت ؟ قال ديسون إنك غادرت المكتب بعد
الظهر.
بدا عليه الاهتمام والقلق بينما تبحث عن مفتاح شقتها في حقيبة يدها ، وتصلب فك
الياس وقال:
- كان يمكن ان تحدث مشكلة.
توقفت والتفتت اليه وقالت:
- لكن لم يحصل شيء.
- إذن من كان هذا الرجل ياترى؟
ابتسمت وسألت :
- من؟.
صرف إلياس بأسنانه وقال:
- الرجل ذو الشعر السود الذي هربت معه.
ضحكت تالي لكنه عاد يسأل :
- من هو؟.
ادارت تالي المفتاح ، ودفعت الباب قبل ان تجيب:
- إنه اخي ثيو.
احس بركبتيه تجفلان ولم يدر لماذا قال:
- ثيو، شقيقك؟.
اجابت:
- نعم كان في طريقه الى نيوبورت من اثينا ، ويبدو انه زار منزلكم في سانتوريني.
لكنه لم يبال بأي أمر ماعدا ان الرجل ذا الشعر السود هو شقيقها ، وأضافت:
- رأى هناك فتاة جعلته يصاب بنوبات.
- فتاة؟.
فقالت تالي:
- لا اعرف المزيد، لقد تفوه ببعض الجمل عن الفتاة ، لكنه لم يتكلم عنها كثيراً.
--------------------------------
لكن من يهتم ؟ وتبعها الى داخل الشقة ، بدت مندهشة وفضولية ومتعبة بعض الشيء
فخلعت حذاءها ، ورمت حقيبة يدها على الطاولة وسألت :
- أتعرفها؟.
رد :
- لا.
لكن هذا لا يهم ، مايهم هو المرأة التي تقف امامه والتي يريدها بشدة ، قالت:
- لا اعرف المزيد عنها ، ثيو اقرب اشقائي إليّ لكنه كتوم جداً في بعض الامور، فرحت
برؤيته إذ مضت فترة طويلة لم اره فيها، بدا متعباً جداً فعدنا الى منزلي ليأخذ قسطاً من
الراحة، لكن لِمَ تتكئ على الباب؟.
الاتكاء على الباب افضل من الهجوم عليها ومعانقتها ، مهلاً! ماهذه الفكرة الخاطئة
التي تراوده؟ لكنها فكرة رائعة ، وقطع بسرعة المسافة التي تفصل بينه وبينها ، وضمها
بين ذراعيه ،وهذا اول تصرف صحيح يقوم به اليوم ، وتصلبت قليلاً ، ثم استرخت
وضمته اليها بقوة، ومن جديد عاد لارتكاب الخطأ الذي ظل يقنع نفسه بعدم ارتكابه
ثانية ،وبرضى وموافقة الطرف الآخر.
* * *
- لقد تزوجا! طفلتي تزوجت؟ كريستينا تزوجت ياإلياس!
لعل صوت امه في أذنه حالما دخل مكتبه ، لكنها لم تكن الشخص الذي يود ان يسمع
صوته في الصباح ، اراد رؤية تالي تقف امام باب مكتبه وتحمل معها الكعك، وقد جاءت
حاملة معها الكعك، لكنها اعتمدت سلوك سيدة الأعمال، واظهرت الكثير من الرصانة
والاحتشام وسرحت افكاره لكن صوت امه اعادة الى الواقع :
- إلياس هل سمعتني؟.
اجابها :
- نعم ياأمي.
ندم على موافقته على ان تحول له روزي المكالمة، وحاول استيعاب مزاج امه قبل ان
تصبح هستيرية ، لقد اصر في الأمس على ان تتصل كريستينا بوالديها وتخبرهما بزواجها
قبل ان تصعد الى الطائرة المتوجهة الى برمودا، فقالت:
- سأتصل بهما غداً صباحاً ، اريد لليلة عرسي ان تمضي بهدوء ومن دون تنغيص.
لم يستطع ان يجادلها في هذا الامر،ويبدو ان كريستينا وفت بوعدها ، واتصلت بوالديها
واخبرتهما بماحصل لكنها ارتكبت خطأ حين اعلمتهما ان ألياس حضر الزفاف، ويبدو
انها لم تخبر امها بالتفاصيل التي تريدها فحاولت معرفتها من إلياس.
قالت هيلينا:
- قالت إنك كنت حاضراً.
اجابها :
- كانا بحاجة لشاهد ، ولم يكن القرار قراري.
قالت:
- كيف تسمح لشقيقتك بأن ترتكب اعمالاً طائشة؟.
اجابها:
- إنها حياتها.
- كان عليك ان تخبرني على أي حال، أي ام هذه التي لا تحضر زفاف ابنتها؟.
اجابها:
- إنها الأم التي لا تعرف ان ابنتها ستتزوج.
- ماشكل الثوب الذي ارتدته؟.
حاول ان يتذكر لكنه فشل ،لم يكن يفكر في شيقيته بل بتالي التي يفترض ان تتواجد
هناك ايضاً لتشهد على الزفاف.
قال في محاولة لإرضاء امه:
- اعتقد انه كان زهرياً.
راحت ترشق العبارات باليونانية هذه المرة تعبيراً عن سخطها واستيائها ، فبدا الأمر
كما لو ان شرطة الموضة ستلقي القبض على كريستينا حالما تدرس ارض نيويورك.
قاطعها إلياس قائلاً:
- بدت رائعة ، والعرس عرسها ، بالتالي خيارها ، كما انه اعجب مارك.
------------------------------------
وحده الله يعلم لماراح يدافع عن شقيقته بهذا الحساس ، رغم اقتناعه ان هذا الزواج لم
يستمر طويلاً ، لكنه لاحظ ان كريستينا بدت مصممة ومتمسكة بقرارها كما بدا مارك
مصمماً ايضاً.
إن احتمال بالزواج لا يجعل منه زواجاً ناجحاً طبعاً وهو يعرف ذلك تمام المعرفة.
قالت امه:
- كان يجب ان احضر.
- يمكنك حضور ولادة الطفل.
- طفل؟ أي طفل؟.
ياإلهي ، لقد نسي ان امه لا علم لها بالأمر، اجابها :
- لابد انها سترزق بطفل في نهاية الأمر فكرستينا تحب الأطفال، ومارك ايضاً.
قالت هيلينا:
- نعم ، طبعاً، العمل ليس بكثير هذه الايام خصوصاً وان اباك استخدم رئيسة ظريفة
لتساعدك.
استخدم فتاة جميلة ظريفة لتساعده؟ تالي؟ وتساءل عما قاله والده لوالدته عن العمل،
وتساءل عن رأي تالي في هذا التوصيف وقال لأمه:
- إنها تعمل بجد.
اجابت هيلينا:
- جيد، إذن لديك الوقت الكافي الآن لتبحث عن زوجة.
ذكرها الياس:
- كان لدي زوجة.
قالت:
- رباه، لم تكن يوماً الزوجة المناسبة لك.
اغمض عينيه قبل ان يقول لها :
- لا تبدئي ياأمي...
- لقد أذتك ياإلياس لكنك لا تستطيع الاختباء الى الابد.
- أنا لا اختبئ.
- كلا أنت تعمل كل ساعة من ساعات النهار! قد لا يكون هذا اختباء ، لكنه يقوم
مقام الاختباء.
لن يناقشها فهي لن تستمع اليه فقال:
- يجب ان اذهب.
- اعرف امرأة جميلة كاملة الأوصاف، كنت اصفف شعري لدى السيدة سيلفيا
فروتوس وليدها ابنة عم لديها ابنة..
- ماما توقفي!
- إنها فتاة جميلة، ستحبها، وهي ذكية وستحصل على شهادة الماجستير في إدارة
الأعمال.
لكن إلياس يعرف فتاة جميلة وذكية ولديها شهادة ماجستير في إدارة الأعمال، قالت امه:
- سأدعوها للعشاء يوم الاحد، تستطيع ان تقابلها عندئذ.
- لا اريد.
- إذا لم تعجبك فلدي صوفيا يانويوليس ابنة تعمل في البورصة وقد فسخت خطوبتها
من محامي من نيوهافن.
لحسن الحظ ان روزي اختارت هذه اللحظة لتطرق باب مكتبه وتطل برأسها وتقول
بهدوء:
- ثمة شخص يريد رؤيتك ويقول إن الأمر مهم ، كم بقي على مكالمتك؟.
خاطب إلياس امه:
- ماما يجب ان اقفل فلدي عمل اديره.
ووضع السماعة بعنف وخاطب روزي قائلاً:
- ادخليه.
التفتت الى الشخص الذي ينتظر في ردهة الاستقبال وقالت له:
- السيد انتونيدس سيستقبلك الآن.
دخل الرجل قائلاً:
- مرحباً يااخي كيف الحال؟.
وفوجئ الياس:
- بيتر؟.
كان شقيقه بيتر يرتدي سروالاً ممزقاً عند الركبتين، وقميصاً احمر، كما كانت ذقنه غير
حليقة وشعره مشعثاً، قال بيتر:
- لا تتفاجأ ، اخبرتك اني اريد التحدث اليك لكنك لم تتصل بي.
--------------------------
وكان في صوته اتهام فاجابه الياس:
- انا مشغول.
نظر بيتر من حوله وقال:
- هذا ماراه.
ومد يده فصافحه الياس فيما لايزال اثر المفاجأة بادياً عليه ، لم ير اخوه منذ اكثر من
ثلاث سنوات بعد ان نتقل بيتر ليدرس في احدى جامعات هاواي ويبتعد عن العائلة وقد
عاد الى المنزل مرات عدة لكنه نادراً ما كان يتوقف ليرى إلياس اثناء العمل ، وقد قال
له في اتصال ذات مرة:
- لا ادري كيف يمكنك القيام بذلك.
رد إلياس:
- على احد ما ان يقوم به.
قال بيتر :
- إذن ليكن انت بدلاً مني.
وأشار لبيتر ان يجلس لكن بيتر رفض الجلوس وظل ، وراح يتأمل لوحة رسمتها مارثا
وقال معلقاً :
- جميلة ، إنه عمل متقن.
اجابه إلياس:
- بالفعل قامت بعمل متقن.
اجابه إلياس :
- بالفعل قامت بعمل متقن.
وراح ينتظر الطلب التالي لكن بيتر بدا غير مستعجل فراح يدور في المكتب ، ويتفحص
محتوياته فيما الياس يراقبه بصبر، واخيراً ، قال بيتر :
- انتقالك الى بروكلين خطوة ذكية ، ياللمنظر.
- من الواضح ان المسألة تتعلق بالمال ، أليس كذلك؟.
- من بين امور اخرى.
هز بيتر رأسه:
- مارأيك في ان تصبح من كبار الاثرياء وتحصل على مبالغ ضخمة من المال؟.
تساءل الياس في سره عما يجعل بيتر يتحدث عن المال والمكاسب؟.
فقال:
- هات، اخبرني.
- كتت اعمل على لوح تزلج شراعي.
- لكن هذا عمل مجنون ، وهي لعبة اكثر منها رياضة ، مهما استثمرت فيها من اموال
تبقى مضيعة للمال والوقت، وليس عملاً حقيقياً.
لكن بيتر كان شديد الحماس لمشروعه ودافع عنه بحرارة ثم خرج الى قاعة الاستقبال
وعاد بخريطة وفتحها على مكتب الياس وقال يخاطبه:
- اسمع سأريك مااعنيه.
كان هناك الكثير من الرسوم والارقام واسهم تشير الى سرعة الرياح ،ومعلومات عن
جهازه الجديد الذي يتميز عن سواء بسرعته وسهولة استخدامه ، وسهولة صنعه وسرعة
تقبل السوق له، وبعد ان امضى نصف ساعة في الشرح ابتعد قليلاً ،وانتظر رد إلياس.
وطال الانتظار فسأله :
- مارأيك.
قال إلياس :
- رأيي بماذا؟.
قال بيتر :
- بالجهاز ، ألم تسمع ماقلته ؟.
اجاب إلياس :
- بلى سمعت ، يبدو الأمر مثيراً.
- إذن هل تريد ان تصنعه؟
- أصنع ماذا؟.
فرد بيتر غضب:
- بحق الله يا إلياس جئت من هونولولو لأريك المخططات ، لأعطيك الفرصة الاولى..
- الفرصة الأولى في ماذا؟ بناء لوح تزلج شراعي؟
- اجاب بيتر :
- نعم .
- لن افعلها.
لقد طفح الكيل من الأقارب فأبوه لا يريد سوى الاحفاد، وهاهو بيتر يريد ان يبني
جهازاً غريباً، بيتر الذي لا يظهر إلا عندما يريد شيئاً.
التمعت عينا بيتر وجمع خرائطه بطريقة عنيفة جداً ووضعها تحت ابطه قائلاً:
- شكراً على اهتمامك ، سررت برؤيتك وبتعاونك وتجاوبك معي ، لا داعي لمرافقتي
الى الخارج.
وأغلق الباب بعنف تردد صداء ارجاء في المكاتب الاخرى.بقي الياس مسمراً مكانه
لبعض الوقت ، لا يدري ماذا يتوقع ان يحدث وراح يحملق في الباب وينتظر المصيبة
التالي، ربما ستدخل عليه تالي مبتسمة وتعيد له حيويته واتزانه لكنها لم تفعل.
ذكر نفسه بأن الحياة ليست وردية قبل ان يفتح احد الملفات ويحاول ان يركز عليه من
دون جدوى.
--------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.