آخر 10 مشاركات
روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          مستأجرة لمتعته (159) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غريق.. بين أحضانك (108) للكاتبة: Red Garnier *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          للحب, الشرف والخيانة (101) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة* (الكاتـب : سما مصر - )           »          الإغراء الحريري (61) للكاتبة: ديانا هاميلتون ..كاملهــ.. (الكاتـب : Dalyia - )           »          25 - أصابع القمر - آن ميثر - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          [تحميل] إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان/للكاتبة Miss Julian(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          245- احداث السحر - كارين فان - م.م .... حصرياااا (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-17, 03:15 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 486- من ينقذني منك-ماريون ليونكس -(كتابة /كاملة)




روايات احلام

486- من ينقذني منك؟ - ماريون لينوكس

الملخص

شاني جيفرسون ابنة وحيدة ليس لديها عائلة وهي في الوقت الراهن

بلا منزل او عمل لذا تقدمت بلهفة لوظيفة مربية مقيمة لدى عائلةما

من الصعب جدا الاعتناء بطفل صغير.......لكن بيرس ماك لاكلان لم يكن دقيقا

في قول الحقيقة اذ ليس لدية طفل واحد بل خمسة اطفال....

انا لا اهوى الاطفال..... ولا اهواك....انت

اة اة ...لماذا قالت ذلك؟.جاءكلامها من حيث لا تدري

لكن فجأة بدى لها من المهم ان تقولة

توقفي عن هذا لا تقعي في حب بيرس لانك تشعرين بالاسف علية

أكملت هامسة ..لانني رقيقة القلب...

فا ابتسم بيرس وقال..:كلانا كلانا رقيق القلب مقدر علينا ان نكون كذلك


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


الرواية منقولة شكرا لمن كتبها

ندى تدى likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 04:19 PM   #2

SHELL

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصصمن وحي الاعضاء،وعضو فريق كتابة الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية SHELL

? العضوٌ??? » 113761
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 6,575
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » SHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond reputeSHELL has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . يسلمووووووو ايديكى

SHELL غير متواجد حالياً  
التوقيع

روايتى الأولى (لؤلؤة تائهة فى بحر العواصف)
https://www.rewity.com/forum/t394561.html


شكراً للمبدعة Aurora
[/SIZE]
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 06:26 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

التمهيد
بلايك كونور ,سام ,دارسي,نيكولاي ,وبيرس.ابناؤهاالمنطوون على ذواتهم!
نظرت روبي الى الرجال المصطفين قبالتها ,وتنهدت حاولت جاهدة لكنهم لم يفهموا الامر .
هديتهم المشتركة بمناسبة عيد ميلادها السبعين تنطق بالفشل اكثر من اي شيء آخر .
مع ذلك فكرت روبي ان ابناءها رائعون.رومشت لتصد دموعها ,فيما حاولت ان ترى الجانب السعيد من هذة المعادلة .
ان كل واحد منهم يحدث تغييرا ما في هذا العالم .يا له من تحول طرأ عليهم مذ أنقذتهم بعد ان كانو اطفالا مشردين
انهم آلان يصغون بانتباه الى مكبر الصوت وهذا ما يجدر بها أن تفعلة ايظا ها هو الايرل لوغانايك يلقي خطابا
بمناسبة افتتاح ملجئة الخاص بالاطفال المحرومين طلب الايرل نصيحة روبي التي كانت الرئيسة السابقة للمؤسسة
الاسترالية لآباء التبني وغمرتها السعادة لهذة الفكرة .انة انة مكان يمكن للاطفال ان يجتمعوا من جديد...
لكن النصيحة بالنسبة لروبي لم تكن كافية مطلقا لذا أقنعت اولادها أن يساهموا بخبراتهم ويدعممهم المادي
أما هم فوافقوا من دون تردد واليوم جاؤوا جميعه بالطائرات من مختلف مناطق العالم فأخذوا فترة استراحة ليشاركوها
في ما يسعدها .استغلوا هذة الناسبة أيظا كي يقدموا لها هديتهم المميزة الخاصة بعيد مولدها
كان عيد ميلاد روبي في الأسبوع المنصرم قال لها اولادها انه لم ينسوا الامر لكنهم يعلمون انها تكرة التجمعات
العائلية .في الواقع ليست روبي من تكرة التجمعات العائلية بل ابناؤها هم من يكرهون ذلك.انهم يفرون هاربيين ما ان يلمحوا اثرا للعواطف . القصر الذي يقع على خليج الدلافين هو مشروع عائلي الايرال لوغانايك او اللورد هاميش يعتلي المسرح
الآن برفقتة زوجتة الليدي سوزان وبرفقتهما عائلتهما الكبرى بما فيها اولاد اصدقاء.وكلاب ايظا
نظرت روبي بحزن الى ابنائهاالمتبنين المصطفين امامها فلم تلحظ شيئا من الابتهاج على وجوههم هديتهم لها اليوم هي صك ملكية شقة في سدني تطل على اكثر المناظر روعة في العالم لكن .....اي شخص يريد البقاء معك لمدة تزيد
عن البضعة اسابيع يجب ان يحظى بموافقتنا...
اخبرها ابناؤها بذلك وتابعوا نحن نحميك من نفسك ان الوان كي تتوقفي عن ايواء المتشردين
فكرت روبي بحزن انهم لم يفهوا الامر فيما انسابت دمعة شاردة قاومت بشدة لاجلهم جميعا فنجحوا لكنهم نجحوا وفقا لشروطهم الخاصة اخذت نفسا وهي تحاول جاهدة ان تركز مجددا على مالكي وموظفي هذا القصر المدهش بدا جميعا سعداء جدا اما هي فعرفت ان هذا المكان سوف يكون ناجحا تماما
هل سيحظى ابناؤها بمثل هذا الحب؟هل سينجحون بالحب؟؟
لاحظ بيرس دموعها فعلا العبوس وجهة فيما مد يدة ليمسك يدها
يبلغ بيرس السادسة والثلاثين من العمر وهو مهندي معماري متألق يبدوا رشيقا شامخا وواثقا في تعاملة مع الاخرين لكنة بالنسبة الى روبي سوف يبقى دوما ذلك الصبي الجائع المستغل الذي انقذتة مرارا وتكرارا
ساهم بيرس في انجاز هذا المشروع اكثر ن اي شخصا اخر اذ قا بتصميم المنشآات الاضافية لابنية القصر من دون ان يتلقى اي اجر وذلك لكي يسهل اقامة الاشخاص في هذا البناء الذي صمم لمساعدتهم
تعلم روبي ان بيرس استمتع بعملة هذا لكنة بالرغم من ذلك ابقى نفسة على مسافة بعيدة
اين هو هذا الطفل الذي اخبرها عنة ؟الامور التي اطلعا عليها هذا الصباح تركتها مذهولة مصعوقة بيرس كان متزوجا والان زوجتة متوفاة
لم تسمع روبي باي من هذة الاخبار قبل الان وما كانت لتعرف بها الان لو لم تسمع عن طريق الصدفة
بيرس وهو يتحدث الى اخوتة بالتبني وهو بالتالي اجبر على اخبارها
سألها بيرس ما الامر روبي؟؟؟
-كل ما في الامر ...انني مرتبكة جدا رغبت كثيرا بأن تحظى بعائلة لائقة خاصة بك
اطلق بيرس ابتسامة اسى وقال:لدي عائلة
كاد يقتلة الاقرار بذاك القدر حتى ,فكرت روبي يا لها من عائلة!
قالت: انة طفل واحد استخدمت مدبرة منزل كي تعتني بة حتى انك لن تدعني اقترب منة
-انت انت قمت بما فية الكفاية ولايمكنني ان اسمح لك بالمزيد
-لكنني اريد ذلك
-لا ,انك لا تريدين انك بحاجة ان ترتاحي
بيرس رجل مستقل بذاتة ومسيطر تماما على عالمة الخاص اما روبي فهي سيدة عجوز ركيكة انها محبوبة لكنها تخطت صلاحيات قدرتها على العمل
همست روبي :لدي كل الوقت الموجود في العالم كي ارتاح لكن الان ..جل ما اريدة هوان اعيش
نظرت مجددا على طول الصف الذي يقف فية ابناؤها ..رجالها البارزون لا احد منهم يعرف كيف يعيش فكرت بذلك بحزن لا احد.. ما يعني انها فشلت


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 06:27 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1-يوم عصيب
كانت شاني قد هيأت نفسها لتشاهد مزرعة مرعبة لكنها في الواقع لم تتهيأ لهذا قادت سيارتها نحو حافة الطريق ولكنها لم تعبر البوابة الحديدية انها ليست من النوع الذي يمكنة العيش في مزرعة
في الواقع انفجرت صديقتها الحميمة ضاحكة عندما باحت لها بمكان وحهتها ترعرعت جولز في مزرعة لذا اخبرت شاني عما يمكن ان تواجهه من امور
-الابقار سوف تتجاهلك ما دمت بعيدة عن عجولها .العجول فضولية لكنها غير مؤذية اذا كان هناك ثيران فلا تقتربي منها
الاحصنة ليست مخيفة حتى لو كانت كبيرة لكن اذا قلت بوو لحصان ما فسوف ينطلق هاربا
اما في ما يتعلق بالكلاب فان غالبية كلاب المزارع تصدر جلبة صادحة .لذاانظري مباشرة في عيونها وقولي لها آمرة اجلسي
حسنا.....تدربت شاني على قول اجلسي للكلاب بنبرة آمرة وصارت مستعدة لاي شيء باستثناء هذا
العديد من الاطفال جالسون على البوابة الحديدية ...واحد..اثنان ..ثلاثة..اربعة..انهم يراقبونها .رات جدولا صغيرا يشق طريقا متعرجا بين الحصى وهو نتيجة ذوبان الثلوج على الجبال بدت الجبال البعيدة اشبة بقبعات من الثلج على الرغم من ان الربيع اصبح في منتصفة تقريبا بدت السهول الخضراء المتماوجة مرقطة بالازهار الحمراء المنتشرة على مساحتها الواسعة
كانت الابقار محتجزة بامان داخل السياج كما ان شاني لم تلحظ وجود حصان او كلب ,الا ما شاهدتة بدا اكثر رعبا جالت نظرتها على الاولاد امامها فتاة ,صبي,صبي,فتاة انهم يرتدون سراويل جينز مع قمصان قطنية ملائمة وجزمات كبيرة اهم اقرباء ؟ ربما على الرغم من ان هناك فتاة ذات شعر احمر واخرى شقراء اما الصبيان فهما اسمران انهم يجلسون على بوابة الحديد الخاصة بالمزرعة حيث وافقت ان تعمل كانت شاني قد حشرت رسالة العمة روبي على لوحة القيادة وذلك حتى تتمكن من قراءة التفاصيل عادت لتقرأ الرسالة من جديد
))بيرس لن يسمح لي بمساعدتة لطالما كان الولد الاكثر لطافة انا واثقة من انك تعتقدين ذلك ايظا لكنة امضى اوقاتا سيئة جدا والان هذا... توفيت زوجتة منذ ستة اشهر الشبان قلقون علية ويقولون ان عملة يتراجع انة يجتاز مرحلة صعبة حسبما يقولون كما انة يخاطر بفقدان عقد عمل هام جدا فهل يمكنك ان تتحملي امر الاعتناء بطفل لبضعة اسابيع ؟انة يبحث عن مدبرة للمزل لكن الشبان يقولون لي انة واجه صعوبة في العثور على واحدة وانا اود الذهاب لكنهم بالطبع لن يسمحوا بذلك))
بدا احباط روبي مسموعا من خلال الرسالة روبي الحبيبة التي امضت حياتها في مساعدة الاخرين يعمد ابناؤها بالتبني الى ابقائها بعيدة عن شؤونهم لكنها غير قادرة على الالتزام بما فرضوه عليها بالرغم من انها عاجزة عن المساعدة فهي واثقة من ان شاني قادرة على ذلك هل ستعمل شاني حقا مدبرة منزل لدى احد ابناء العمة روبي
وحاضنة لطفلة الذي فقد والدتةفي مزرعة تقع في الناحية الاخرى من العالم بعيدا عن حياتها في لندن ؟؟ لو انها سئلت عن ذلك في الظروف العادية لضحكت لكن...
بيرس احد ابناء روبي العديدين بالتبني هنالك اشياء عديدة تؤثر على قرار شاني بمساعدتة في الدرجة الاولى يأتي التعاطف فهي تتذكر بيرس فعلا منذ عشرين عاما كان بيرس في الخامسة عشر من عمرة وهي في سنتها العاشرة تقريبا التقت بة شاني اثناء حفل زفاف عمها اريك كانت روبي قد آوتة للمرة الرابعة حسبما اخبرت والدتها بدا هزيلا جدا وطويلا جدا
وشديد البؤس في ملابسة الاصغر مقاسا
منذ عشرين سنة اعتقدت شاني ان بيرس يمتلك مقومات ساحرة اذ بدت عظامة وكأنها منحوتة بعناية لذا بالاضافة الى الشفقة والتعاطف احست شاني بالانجذاب نحوةعلى اي حال انها فتاة كبيرة الان وبيرس على الارجح اصبح رجلا قزما يبلغ طولة الخمسة اقدام وانشين وذا بطن مرتخ اما هي فيفترض ان يكون قلبها منفطرا هنالك ايظا الدافع الثالث وهو الاهم هي لا تمتلك ما يكفي من المال كي تقيم في لندن لقد خسرت معرضها الفني كما خسرت حبيبها روبي قالت لها ان بيرس يمتلك مزرعة فكرت شاني انها غير قادرة على البقاء هنا فيما حدقت بالاطفال الاربعة لكن الى اين عساها تذهب؟ما ان تلقت رسالة روبي حتى جاءت الى هنا بكل بساطة فوجدت ان والديها مسافران حسنا هي كانت تعرف ذلك لكن ما صدمها هو انهما اجرا منزلهما الم يخطر ببالهم انها قد تفر عائدة الى استراليا لتفاجأ بأشخاص غرباء يحضرون الشواء في الحديقة الخلفية لمزل والديها ؟شهقت شاني لكنها لم تبك هي لم تبك منذ البداية كان يجدر بها ان تبكي حين وجدت مايك في السرير مع احدى عارضاتها.
كانت قد عادت الى المنزل بعد الظهر بعد ان ظهرت عليها اعراض الرشح فدخلت المزل ووجدتهما في السرير لم يلحظا وجودها حسنا انسحبت شاني الى غرفة الغسيل وملات دلوا بالماء بالرغم من ان جسدها باكملة كان يرتعد من فرط الهيجان بسبب اولى اعراض الانفلونزا الشنيعة الا انها قررت ان الماء وحدة ليس كافيا فأحضرت الثلج على الرغم من ان يديها كانتا ترتعشان بشدة لدرجة انها اسقطت صينيتي ثلج استغرق الامر خم دقائق قبل ان يذوب الثلج صارت مياة الدلو تقارب التجمد لكن الامر حتما يستحق الانتظار اما رمي الدلو عليهم فكان حتما النقطة الابرز اما الان وبعد النظر الى الوراء تظن شاني ان الدموع لربما كانت الخيار الافضل على الرغم من كونها عديمة الرحمة باستخدام دلو المياه المثلجة فانها لم تتصرف بسرعة في ما يختص ببطاقات الاعتماد المصرفية حين شفيت من الانفلونزا وتخطت موضوع خيانة مايك كان الرجل قد ثأر لنفسة بالطريقة الوحيدة التي يجيد التصرف بها رجل خسيس مثلة يفتقر الى القيم والاخلاق
التصرف الذي قام بة مايك بدا كافيا ليرميها من فوق حافة الهاوية من الناحية المالية اذ ما عاد معرضها الفني الصغير المرهون ملكا لها .لكنها بالرغم من ذلك بقيت مسرورة بشكل ما لان مايك لم يرها وهي تبكي
قالت شاني لنفسها بما انها تأقلمت مع ما فعلة مايكمن دون دموع فهي بالتالي قادرة على التأقلممع هذا الامر ايظا
حدقت الى الخارج نحو الاطفال الجالسين على السياج فيما غاص قلبها الى ابعد حد بدا الاطفال محتارين لكونها لا تستدير بسيارتها نحو الداخل قفزت الطفلة الاكبرسنا عن البوابة استعدادا لفتحها انها فتاة في عر ما قبل سن المراهقة ذات شعر قصير احمر كالقصدير بدا كانة اقتطع بجزارة العشب فتحت شاني نافذة السيارة قليلا فقط ونادت قائلة ((اهذة هي مزرعة الجدولين))صرخ الصبي الاكبر سنا - نعم هل انت شاني؟
اجابت شاني بصوت خافت بالكاد بدا كالصرير:نعم..
....-واخيرا
جرت الفتاة ذات قصة الشعر السيئة البوابة الحديدية وفتحتها فتمايل الاطفال الثلاثة الجالسون عليها ثم تماسكوا جيدا تابعت الفتاة قائلةابي يقول اننا لا نستطيع الدخول قبل ان تصلي الى هنا)
-ايتوقع والدك قدومي؟
-انت اتصلت هاتفيا اليس كذلك؟
-هممممممم .........نعم
نظرت الفتاة يمينة ويسارا وبعدئذ عبرت الطريق لتقترب من شاني تابعت حديثها قائلة (ابي قال:الحمدللة ان روبي اختارت الورقة الرابحة اذ صار لدينا مدبرة منزل)
ابتلعت شاني ريقها ونظرت من جديد الى الاطفال الجالسين على البوابة الحديدية ثم قالت
-فهمت !اخمن ان ...اسم والدك هو بيرس
-انة بيرس ماك لاكلان انا ادعى وندي ماك لاكلان انا في الحادية عشرة من عمري
اقحمت الفتاة يدها داخل نافذة السيارة المفتوحة بدت ذات ذراعين ورجلين طويلتين اما فمها فممتليء بالة تقويم الاسنان صافحتها شاني بوهن فيما هزت الفتاة يدها بحزم وهي تصافحها
اخبرتها وندي قائلة.((هؤلاء هم بريسودونالد وآبي .برايس في التاسعة من عمرة اما دونالد ففي السابعة وعمر آبي اربع سنوات وهنالك بيسي ايظا وهي تبلغ الثمانية اشهر فقط انها الان ع ابي))
-اين هو والدك؟
- اضطر الى اخذ بيسيالى الطبيب نظن انها مصابة بالجدري لم تظهر على جسدها اية بقع بعد لكنها تئن كثيرا ولا بد انها مريضة لم ينم والدي مطلقا الليلة الماضية عندما اتصلت بنا هاتفيا كان يبدو على وشك البكاء
تكلمت شاني بصوت خافت اكثر بعد اذ قال :آة !هل اصبتم جميعكم بالجدري
نظرت الى حيث كان الاطفال الثلاثة الاخرون يتأرجحون على البوابة المفتوحة اجابت وندي بابتهاج (اة...نعم ! انا اصبت اولا ثم دونالد وآبي وبيرس اصيبوا جميعا في آن واحد .قال والدي انة سوف يلتوي من شدة الارهاق لكنني ساعدتة
-انا واثقة من انك فعلتي
-لم نكن نريد ان تلتقط بيسي العدوى لكنها فعلت ذلك على اي حال ابي منزعج جدا
رمشت وندي واستدركت قائلة:آة لا يفترض بي ان اقول ذلك لكن عندما اتصلتي وابلغتنا بقدومك قال والدي :الحمدللة انا مرهق جدا حتى انني مستعد لان ادفع نصف ما املكة مقابل الحصول على مساعدة لائقة ثم نظر الينا جميعا وقال انة قد يدفع كل ما يملكة
فكرت شاني ان اي امرأة اخرى قد تستدير على اعقابها وتعود الان بالذات من حيث اتت اقرت وندي بنبرة متلعثمة :لا يجدر بنا ان نبقى هنا بمفردنا لكن اطار الشاحنة العائلية الواسعة مثقوب وعندما اخرج والدي الاطار الاحتياطي وجدة مثقوب ايظا لا بد ان والدتي تسببت بثقبة ولم تخبر والدي
ابتلعت وندي ريقها وتابعت ((قبل ..قبل ان تموت على اي حال سيارة ابي لا تحتوي سوى على مقعدين وهي لا تتسع لنا جميعا كان بحاجة ماسة الى اخذ بيسي الى الطبيب لذا قلت لة اننا سنكون على ما يرام سوف نجلس على البوابة ولن نتحرك حتى تأتي
قالت شاني لنفسها من تحت انفاسهاعمتي روبي العزيزة .هل اصبتي بالخرف؟ كيف يمكنها ان تتأقلم مع هذا الوضع هي تحتاج الى التقاط انفاسها بعد ما حصل معها انها بحاجة الى الوقت كي تصفي ذهنها وترسم قليلا وتفكر الى اين تريد ان تذهب من هنا تصورت انها ستتجول في المزرعة فتتمعن بالمناظر الطبيعية الجميلة فيما يرافقها طفل جميل لطيف في عربتة ولعلها تكتسب امتنان الفتى الذي شعرت بالاسف تجاهة في ما مضى
سمع زعيق من الناحية الاخرى من الطريق اذ ارجح الصبيان البوابة بقوة فسقطتآبي الى الخلف صارت الطفلة ذات الاربعة اعوام متدلية من ركبتيها فقط اما شعرها المربوط في جدلتين قصيرتين على جانبي راسها فصار يحتك بالتراب راحت الطفلة تجر يديها على الارض محاولة التشبث بشيء ما فيما تأرجحت البوابة بجموح جيئة وذهابا وصرخت الفتاة النجدة وندي النجدةةةةةة
شهقت وندي ثم نظرت يمينة ويسارا ثم الى اليمين قبل ان تقطع الطريق من جديد بخطى ثقيلة سحبت وندي شقيقتها آبي الى الوراء وحملتها بين ذراعيها النحيلتين فصارت تترنح تحت ثقل جسدها وصرخت وندي عبر الطريق وهي ما تزال تترنح (هل ستدخلين)
لاقت شاني نظرتها مباشرة فكرت انها نظرة طفلة اضطرت الى النضوج قبل اوانها احست ان قلبها يتمايل بالرغم عنها قالت لنفسها هيا مدي يد المساعدة كفي عن هذا!
بدت ملامح الترقب على وجة الفتاة توقفت عن النظر الى شاني وقد اخذت قرارها قالت وندي لاختها الصغرى لا يهم ما قالة ابي انا سأخذك الى الداخل المنزل عانقت وندي اختها الصغرىفي مبادرةتدل على الحماية الصافية ادارت ظهرها لشاني ثم قالت :اصيبت اصابعك بخدوش سوف نجد ضمادة لاصقة لوقف النزيف
اة اللعنة
نادت شاني قائلة:ماذا قلت اسماؤكم؟
صاح الصبي الاكبر سنا (برايس ووندي ودونالد وآبي وبيسي هي عند الطبيب)
قالت شاني بضجر (حسنا برايس اين اركن السيارة؟
تكلم الطبيب بنبرة تدل على الاهتمام العميق ، قائلاً لبيرس : " حتما إنه الجدري . هذا يجعل من العائلة كلها مصابة . يجب أن يتمتع الأطفال الأكبر سنا بالمناعة ، فنحن نقوم بإعطاء اللقاحات العادية عند بلوغ الطفل الإثني عشر شهراً . بيسي سوف تدفع ثمن إهمالك القيام لذلك "
فكر بيرس بملل أنه كان ليقذف الطبيب من النافذة لو أنه أقل إرهاقاً ، لكن حمل الطبيب وقذفه أمر يتطلب الطاقة والمجهود ، وهما أمران غير متوفران لديه الآن . قال له الطبيب بنبرة باردة : " هاك وصفة طبية ! مرتان في اليوم ، تماما مثل الأطفال الأكبر سنا . هل يمكنني أن أعتمد عليك لتعطيها الدواء ؟ ". رد بيرس بحدة :
- نعم .
لربما ما زال يمتلك الطاقة اللازمة ليضرب الطبيب ، لكن بيسي متعلقة بعنقه ومن الصعب جدا أن يفعل وهو يحمل طفلة باكية . قال الطبيب: " الضابط المختص في مصلحة رعاية شؤون الأطفال قال إنك تبدو غير قادر على الاعتناء بهم ".
حدق الطبيب بيبرس كما لو أنه ليس واثقاً تماماً ، ثم تابع يمكنني أن أتصل بهم ليحضروا إذا شئت . قلت لك ذلك حين توفيت والدتهم .
- لا أريد هذا ، كما أن المساعدة آتية في الطريق .
- ممتاز ! آمل أن يكون شخصا كفوءاً ، فقد عانى هؤلاء الأطفال بما فيه الكفاية .
أغلق الطبيب ملف بيسي العلاجي معلنا إنتهاء المعاينة ، وتابع : " أعلمني
إذا ما غيرت رأيك . يمكنني أن أتصل بمصلحة رعاية شؤون الأطفال يوم غد
#####################################
بدا المنزل مقلوباً رأسا على عقب . دخلت شاني إلى المطبخ ، وكادت تخرج منه على الفور .
-إنه .. إنه فوضوي بعض الشيء .
قالت وندي ذلك ، وهي تلحق بشاني إلى الداخل . لم تكن وندي قد أنزلت آبي بعد . بقيت تترنح تحت ثقل جسد أختها ، فيما تابعت : " بيسي كانت مريضة فعلا يوم أمس .
بدا المطبخ باردا ، والمكان رطباً . أقرت وندي وهي تلامس الموقد البارد قائلة : " نفد منا الحطب ليلة أمس ، ولم يتوفر الوقت لأبي كي يقطعه . لكنه قال إن ذلك أفضل ، لأنه ما كان ليغادر إلى عيادة الطبيب تاركاً النار مشتعلة . نحن تناولنا رقائق الذرة مع عصير الليمون على الإفطار ، لذا لم نكن بحاجة إلى الموقد ".
قال شاني : " فهمت !
وضعت وندي أختها بغير رفق على أحد كراسي المطبخ ، وقالت : "سوف أجد ضمادة لاصقة للجروح .
يمكنها إلى الأقل أن تبدأ من هنا . قالت لوندي : " نحن بحاجة لأن ننظف الجرح ، هل يمكنك أن تجدي لي منشفة صغيرة نظيفة وبعض الصابون ؟ ".
قالت وندي بحذر : " أظن ذلك . هل ستعتنين بنا ؟ ".
قالت لها شاني : " لا فكرة لدي .. بالأحرى ليس على المدى البعيد . لكن الآن يبدو أنني سأعتني بكم ، على الأقل حتى يعود والدكم إلى المنزل . دعونا نبدأ بهذا الإصبع المجروح .
#############################
أخيراً غرقت بيسي في النوم ، على الطريق ما بين عيادة الطبيب والصيدلية ، إنها لم تكف عن البكاء طيلة الليلة الفائتة ، كما في غرفة الانتظار لدى الطبيب وداخل عيادته . حين غرقت في النوم كاد الصمت يبدو صاماً للآذان . شعر بيرس أنه محظوظ لأنه وجد مكانا لركن السيارة أمام الصيدلية تماماً . نعم ! لا مجال لأن يوقظها . آه ! هذا تصرف آخر يمكن أن يعرضه للملاحقة من قبل مصلحة رعاية شؤون الأطفال ، لا تترك طفلتك أبداً بمفردها في السيارة ! لكن سيارته الرياضية الصغيرة الصفراء اللون ذات سقف مكشوف أمام أشعة الشمس ، وهذا نهار ربيعي رائع . سيتمكن من مراقبة بيسي عبر نافذة الصيدلية ، فيما يسرع إلى الداخل ليشتري الدواء المدون في وصفة الطبيب .
وجد هنالك عشر وصفات طبية قبله .
قال له الصيدلي : " سيتطلب الأمر عشرين دقيقة ".
- لديى أطفال في المنزل ، والطفلة في السيارة . هل يمكن الإسراع ..؟
- عشرون دقيقة .
- حسنا !
تنهد بيرس باستسلام . إنه لا يستطيع أن يضرب كل شخص في هذه البلدة ، حتى لو بدأ يشعر كما لو أن الجميع يتآمرون ضده . قال : " سوف أجلس في السيارة ، وأنتظر .
حاول أن يمشي مرفوع الرأس إلى الخارج ، لكن قدميه بدتا مرهقتين جدا ليفعل ذلك . لم يحلق ذقنه منذ يومين ، وكان قد نام في ملابسه هذه . إنه يبدو مريعا كالموت . انسل بيرس الى المقعد الخاص به في سيارته الصغيرة الباردة. بجانبه كانت بيسي ما تزال تغط في نوم عميق .
-عشرون دقيق ، بيسي .
قال بيرس لها ذلك ، لكن الطفلة لم تتحرك ، تفهمها بيرس ، وتنهد ، ثم أغمق عينيه . الشمس الربيعية الدافئة بدت كالبلسم ، وكذلك الهدوء المسيطر على المكان . يمكنه أن يلقي ذراعيه بكل بساطة على المقود ، ويدع رأسه يستريح .. بدا الجو دافئاً جدا
############################################
- كم من الوقت سيتأخر والدك ؟
- قال إنه سيعود بعد ساعة . الموعد لدى الطبيب حٌدد في الساعة العاشرة والنصف .
قالت شاني بحذر : " الساعة الآن تجاوزت الحادية عشرة ، ألا يجدر به أن يعود الآن؟ ".
- نعم.
قالت وندي ذلك ، وارتعشت شفتها السفلى قليلاً . قالت شاني لنفسها إنها سوف تبقى هنا فقط إلى أن يعود بيرس إلى المنزل . بعدئذ سوف ترحل . بدا الأطفال أكثر قلقاً منها . لا يمكنها أن تتركهم ، كما أنها لا تستطيع أن تبقى هنا في هذه الفوضى المنفرة غير عارفة بمكان وجود بيرس . راح الأطفال يحدقون بها . فقد هؤلاء المساكين والدتهم ، والآن بيرس تأخر . إن عالمهم ليس مستقرا كما يحبونه أن يكون . قالت شاني : " حسنا ! سوف أتصل هاتفيا بعيادة الطبيب . هل أفعل؟ ".
قالت وندي فيما ظهر عليها الارتياح : " نعم ".
نعم ، كان بيرس في عيادة الطبيب . أخبرتها موظفة الاستقبال : " إنه مضطر لأن يمر بالصيدلية كي يشتري لها الدواء قبل عودته إلى المنزل . لعله استغل الفرصة ليتسوق . هل ترك المساكين بمفردهم ؟ " .
حملت نبرة صوت موظفة لااستقبال ما يكفي من النقد واللوم ، ما جعل شاني تتراجع :
- كلا . إنهم معي .
- إذا كان هنالك أي مشكلة ...
- لا ! ليست هناك أي مشكلة .
- إن مصلحة رعاية شؤون الأطفال ليست مسرورة جدا من أسلوب تأقلمه مع الوضع .
جاء صوت موظفة الاستقبال صادحاً بما يكفي لتسمعه وندي الواقفة إلى جانب شاني . قالت وندي وقد احمرّ لون وجهها : " أخبريها أنا نتأقلم بصورة جيدة ، نحن بخير ".
- نحن بخير .
قالت شاني ذلك ، ووضعت سماعة الهااتف . قالت لها وندي : " إنهم يريدون أن يأخذونا بعيداً عن والدنا
لعل هؤلاء . . . أيا كانوا لديهم أسبابهم . لكن ما زال الخوف مرتسماً على الوجوه الأربعة الصغيرة .
- إذا كنتم قلقين بخصوص مصلحة رعاية شؤون الأطفال ، فنحن بحاجة لأن نظهر لهم أننا نتأقلم .
سألت وندي :
- وكيف نفعل ذلك ؟
حدقت شاني نحو كومة الأطباق الوسخة ، وقالت : " الأمور الأهم تأتي في المرتبة الأولى . نحن بحاجة إلى خطة أساسية . سوف أقطع ما يكفي من الحطب كي أشعل النار وأحصل على الماء الساخن .. دعونا نملأ حوض الاستحمام ، فالمغسلة لن تكفي . احملو كل ما هو وسخ إلى الحمام باستثناء السكاكين . دعوا السكاكين لي . الصبيان يغسلون الصحون والفتيات يجففنها . أريد أن أرى الحمام بأكمله مليئاً بالأطباق النظيفة إلى درجة اللمعان . أنا سأنظف المكان هنا ، ثم سنحمل الأغراض النظيفة إلى هنا
قال دونالد : " لا نستطيع . نحن لسنا ناضجين بما فيه الكفاية حتى نغسل الأطباق . فقط وندي . . .".
تكلمت شاني بحدة تفوق ما تشعر به فعلاً ، قائلة لهم : " هذا كلام تافه . غسل الأطباق في حوض الاستحمام أمر ممتع . هل لديكم جهاز لتشغيل الموسيقى ؟ ".
قالت وندي : " ... أبي لديه واحداً ".
قالت شاني : " حسنا ! إذا دعونا نضع قرصاً مضغوطاً مناسباً للعمل . شيء مثل آبا . هل تعرفون أغنية " الملكة الراقصة"
آشرقت عينا آبي وهي تقولآمنا احبت آبا لهذا اطلقت علي اسم آبي
-اذا سوف نستمع الى أبا
قالت وندي :
- لست أدري إذا ما كان والدي يمتلك أقراصاً لآبا .
- دعونا نبحث إذا . هلا فعلنا
##########################
عند حلول الساعة الرابعة بعد الظهر ، انسلت الشمس خلف برج مكتب بريد كرغي برون الذي تعلوه ساعة ضخمة ، ففقد بيرس وبيسي أشعة الشمس التي تدفئهما . استيقظت بيسي أولاً . تلوت في مقعدها المخصص للسيارة مدت يدها السمينة نحو بيرس ، وجذبت شعره المشعث الذي يبدو في حالة فوضى . استيقظ بيرس وكأن أحدهم أطلق النار عليه . قالت بيسي برضى عميق : " مم .. بم ...فه ..".
قال بيرس ، وهو يحاول منع الدموع من الوصول إلى عينيه : " بيسي ! إنك لا تعرفين مدى قوتك ".
فرك رأسه ، ثم تحرك ، وتمطى . حدق بنعاس نحو البرج الذي تعلوه الساعة ، وتجمد العالم في مكانه .. حتما هو لم يفعل ذلك ! آه ، يا إلهي ! بل فعل . غفا لا يزيد عن الخمس ساعات ، حتى قاربت الساعة السادسة . مد يده ليشغل السيارة ، وأنامله تتحسس المفتاح بتسرع . لاحظته المرأة في الصيدلية من خلال النافذة وهو يتراجع من الموقف، فلوحت له بهلع كي يتوقف .
جاءت المرأة إلى الباب ، ونادته قائلة : " حضرت لك الوصفة الطبية . تساءلنا متى ستستيقظ . يجدر بك أن تكون أكثر حذراً . السيد كونيل الصيدلي يخشى أن تكون أشعة الشمس قد أحرقت بشرة الطفلة
##############################################
ليس سيئا على الإطلاق !
تراجعت شاني إلى الوراء وهي تتأمل الرسم التخطيطي الذي أنجزته للتو مستخدمة قلم الرصاص . هذا الرسم يبدو شبيهاً بالبقرة ، مع أن قوائمها تبدومضحكة . تفقدت صف الأطفال الذي ترعاه . أربعة أولاد ، أربعة ألواح مع الألوان ، أربع ريش مخصصة للرسم ، وأربعة مساند متحركة للصور . إنهم يبدون في تركيز تام . هذا أمر جيد ! إنها الساعة الرابعة . كم ستنتتظر بعد ، قبل أن تتصل هاتفياً بأحدهم ؟ نظرت شاني نحو وندي التي تعمل باستغراق يكاد يكون يائساً . أما دونالد ، برايس وآبي فكانو صامتين أيضاً
اللعنة عليه ! ما هي اللعبة التي يمارسها ؟ يجدر بها أن تتصل بأحدهم .
نظرت وندي نحوها بعينها المتوسلتين . ليس بعد
##################################
راح بيرس يجاهد كي لا يتجاوز السرعة القصوى المسموح بها ، فيما أسرع برفقة بيسي بالعودة إلى المنزل . بدت بيسي مرتاحة ومبتهجة ، إذ أخذت تصيح بسرور بسبب المفعول المهدئ الذي تركته الرياح على بشرتها الواخزة الشاعرة بالحكاك . لعل بيرس استرخى ، لكنه لم يكن يشعر بالارتياح .اعتقد أنه سيترك أطفاله لمدة ساعة ، آملا أن تكون المرأة .. ما إسمها ؟ شانون ... لا ، بل شاني .. قد وصلت .
حتى لو وصلت ، فلربما غادرت منذ وقت طويل . لا شك أن الأطفال مصابون بالرعب . استدار بيرس بالسيارة حول المنعطف الأخير فوجد سيارة للشرطة في باحة المنزل الخارجية .
لا بد أنه الصيدلي ، فكر بيرس بذلك ، وهو يتذكر النظرة المرتسمة على وجه الرجل وهو يناوله الدواء الخاص ببيسي . البلدة بأسرها تعتقد أن الأطفال سيكونون بحال أفضل في عهدة مصلحة رعاية شؤون الأطفال . قال وهو يرفع بيسي من السيارة : " ارتكبت خطأ فادحاً . أنا لا أستحق أن أحصل عليكم ".
ظهر رجل الشرطة من خلف الحظيرة ، ترافقه امرأة ذات شعر أحمر ، صغيرة البنية ، نحيلة ، ترتدي جينزاً باهت اللون وسترة واقية من الرياح من اللون الأحمر المشرق ، وهي ملطخة بالدهان الأخضر . فيما وضعت على رأسها عصبة صفراء لترد إلى الوراء خصلات شعرها الأحمر اللاهب . تحركت الذكريات في داخله .. تذكر أحد الأعراس العائلية التي اصطحبته إليها روبي .. بدا كأنه يعيش كابوسا لكونه وحيداً . سمع أحد الأطفال في مثل عمره يقول ساخرا : " إنه أحد مشردي العمة روبي . إنه لقيط .. لقيط . .
بعدئذ وصلت فتاة صغيرة ، ترتدي فستانا قرمزياً ، وتضع عقدة زهرية ضخمة في شعرها اللاهب . اتجهت الفتاة نحو نسيبها الكبير ، وداست بقوة على قدمه . داست بقوة لدرجة جعلت الولد يزعق ألماً .
- يا إلـهي ! أنا آسفة ، ماك .
قالت شاني ذلك ، فيما لم تبد آسفة البتة ، ثم استدارت نحو بيرس قائلة : " مرحبا ! اسمي شاني .. ما اسمك ؟
تذكر بيرس تلك اللقطة الصغيرة من الشجاعة واللطافة التي لطالما أضحكته حين يكون بحاجة إلى ذلك . أيعقل أن تكون المرأة هي نفسها ؟
ابتسمت شاني ، ولوحت له كما لو أنه نسيبها القديم ، وهي تقول : (( بيرس ، عزيزي ! نحن هنا . كيف حال حبيبتنا بيسي ؟ هل أحضرت الأغراض التي أحتاجها من المتجر ؟!)) .
- آه .. مرحبا!
قال بيرس ذلك بوهن ، وفجأة صارت تلك الذكرى القديمة واضحة كالبلور ، حين داست على قدم ذاك الصبي . من المدهش أن رجلي الشرطة كانا يبتسمان . جاء الرجلان إلى هنا منذ أسبوعين برفقة موظفي مصلحة رعاية شؤون الأطفال . يومها غادرا المكان متجهمين ، لكنهما لا يبدوان متجهمين الآن . الرجل الأصغر سناً كان يبتسم بشكل يجعله يبدو سخيفاً ، أما الرجل الأكبر سناً فينظر إليها باستمتاع لطيف . قال الشرطي الأصغر سناً لشاني : " إذا ، مساء الجمعة .
قاطعته شاني : " أنا بحاجة إلى تنظيم جدول المناوبة مع نسيبي ، لا نستطيع أن تترك الأطفال بمفردهم ".
قال الشرطي الشاب وهو يلوح بقصاصة ورق : " شكرا لإعطائي رقم هاتفك . لن أفقده ".
لوحا لبيرس بسلام ومودة . ثم صعدا إلى سيارة الشرطة ، ورحلا تاركين بيرس برفقة شاني .
انتهى الفصل الاول


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 06:46 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

[ -اريد الحقيقة]

قال بيرس : " آه! أنت شانى " .

ردت شانى وهى تقوس حاجبيها : " أتظن ذلك " ما إن غادرت سيارة الشرطة ، حتى توقفت عن السير نحو بيرس . لم تقترب بعد ذلك خطوة واحدة . تابعت تقول : " ربما ترغب فى التحقق من ذلك . من المهم أن تتأكد من هوية من تترك أطفالك بعهدته " .

ــ اسمى! أنا ...

وضعت شانى بحذر جانباً ابتسامتها العريضة وسحرها ، وقالت : " ما اللعبة التى تمارسها بحق الجحيم ؟ أى نوع من الآباء أنت ؟ أين كنت بحق الجحيم ؟ " .

ركز بيرس على الشئ الصغير الوحيد الذى يمكنه أن يتحكم به ، فقال : " هل تمانعين أن تراقبى ألفاظك ؟ أنا أعلم أطفالى التحدث بلباقة وعدم إطلاق الشتائم " .

استنشقت شانى نفساً عميقاً ، وقالت : " هل تمزح ؟ أطفالك الذين يتضورون جوعاً يتم تعليمهم ألا يشتموا! " .

ــ إنهم لايتضورون جوعاً .

ــ ما هو الطعام الذى تركته لهم على الغذاء ؟

أجبر بيرس ذهنه المشوش على التفكير : " لست أدرى . هناك البيض ، اللحم ، النقانق ، البطاطا المجلدة ... " .

ردت شانى بدهاء : " وهذه الأشياء كلها تحتاج إلى الموقد

راحت تنظر إلى بيرس بقرف كما لو أنه دودة ما خرجت من قالب الجبنة .

ــ اسمعى! لقد غفوت .

رفعت شانى أحد حاجبيها ، وقالت : " أحقاً ؟ حصلت على قيلولة صغيرة ، لذا تضور أطفالك من الجوع " .

ــ الأطفال لايتضورون جوعاً بسبب غذاء وحيد يفوتونه .

حملقت به شانى .

ــ أبى!

نادته وندى بصوتها الضعيف ، لكنها بقيت واقفة خلف شانى ، ولم تقترب من بيرس ، كما لو أنها تستخدم شانى كدرع لها . ازداد الثقل الذى أحس به بيرس حول قلبه . لقد خذل وندى . هذه الطفلة الضعيفة التى تحمل العالم فوق كتفيها . كان قد بدأ يكسب ثقتها ... قليلاً ...

ــ اللعنة ، وندى ... !

قالت شانى بصوت بارد كالثلج " لا تلعن أمام الأطفال! " .

قال بيرس يائساً : " اسمعى! لقد غفوت . لم أنم مطلقاً ليلة أمس . وندى ، أخبريها أننى لم أنم . كان على أن آخذ بيسى إلى الطبيب ، ثم اضطررت أن أنتظر حتى يحضروا لى الوصفة الطبية . جلست فى السيارة وانتظرت ، إذ من غير المسموح أن تترك الأطفال بمفردهم فى السيارة ، و ... غفوت بكل بساطة " .

فتح بيرس ذراعيه . فكر أنه قد لايتمكن من إقناع شانى ، لكن ما يهمه هو إقناع وندى . سادت برهة صمت مطولة ، فيما فكرت وندى بالموضوع ، أما شانى فبقيت صامتة . أخيراً تكلمت وندى قائلة : " إنه فعلاً لم ينم ليلة أمس . لم ينم ليلة ما قبل الأمس أيضاً ، فقد رأيت كابوساً ، واستيقظت ، فأعد لى الكاكاو الساخن " .

ذاب جليد شانى قليلاً ، فقالت : " أتقولين إن لديه عذراً ؟ " .

قالت وندى : " إنه يبدو مريعاً " .

وافقت شانى قائلة : " إنه كذلك . متى حلق ذقنه آخر مرة ؟ " .

ردت وندى : " إنه يبدو على ما يرام عندما يحلق ذقنه . أما الآن فذقنه شائك جداً " .

مشت وندى إلى الأمام ، فانتزعت بيسى من بين ذراعى بيرس ، ثم تراجعت إلى خلف شانى مجدداً . لا بد أن الفتاة تشعر بالرعب .

ــ أنا آسف فعلاً .

قال بيرس ذلك ، فيما استمرت شانى بحملقتها . قالت وندى : " ظننتك هربت " .

ــ لن أفعل ذلك . أخبرتك أننى لن أفعل ذلك .

الرجال يكذبون . أمى قالت ذلك . الرجال دوماً يكذبون .

سادت فترة صمت مطولة أخرى ، بدت أسوأ من الذى سبقتها . حاول بيرس أن يفكر بشئ ليقوله . لكنه لم يجد شيئاً . امتدت فترة الصمت ... راحت الفتيات الثلاث ينظرن إليه كما لو أنه دودة حقيرة . وندى ، شانى ... وحتى بيسى . قالت شانى بداعى مراعاة مشاعر بيرس : " أتعلمين؟ والدى لا يكذب . إنه يرتكب الأخطاء ، لكنه لايكذب . تركنى مرة على حلبة التزلج لساعات لأنه يقرأ كتاباً جيداً . هل أنت جائع؟ " .

الطعام هو آخر شئ يفكر به . مع هذا ، لو فكر بالموضوع ...

ــ أظننى جائع قليلاً .

قالت وندى : " هناك نقانق باردة . طهونا الكثير للغذاء لأننا اعتقدنا أنك ستعود إلى المنزل . كما أعدت شانى الكعك المحشو بفتات الشوكولا "

ــ شانى أعدت ... الكعك المحشو بفتات الشوكولا ؟

توقف بيرس عن النظر إلى وندى . لقد خذلهم ، وبشكل ما عليه أن يجد طريقة لاستعادة ثقتهم . ليس هنالك ما يمكنه أن يفعله بخصوص ذلك الآن بالذات ، لكن بشكل ما يبدو أن قصة شانى عن حلبة التزلج خففت التوتر ، أما النقانق ... والكعك المحشو بفتات الشوكولا ... قالت شانى بتواضع : " إنها من اختصاصى . لم يتوفر لديك فتات الشوكولا ، لذا اضطررنا أن نسحق لوحاً " .

ــ النار ليست موقدة .

قالت وندى : " لقد أوقدناها . كان علينا أن نشعلها حتى نحصل على الماء الساخن لنغسل الأطباق " .

ــ أنت أشعلت النار؟ لكن الحطب ...

ــ شانى قطعته ، والصبيان كدسوه . صار صندوق الحطب ممتلئاً .

قالت شانى : " يمكنك مناداتى باسم المرأة الخارقة " .

ــ روبى قالت إنك فنانة .

ــ روبى قالت إن لديك طفلة واحدة ، وحين اتصلت بك ، قلت لى إن لديك طفلة واحدة .

قال بيرس بوهن : " أنا لم أقل طفلة واحدة . لكن ... نعم ، روبى كانت لتقول لك طفلة واحدة . لأكون صادقاً ، حين اتصلتِ فكرت أننى سأدعك تأتين إلى هنا بأية وسيلة ممكنة ، وحالما تصلين سأرشوك كى تبقى " .

كانت بيسى متكئة على كتف وندى ، وهى تبدو راضية بعد رحلة السيارة . لكنها الآن بدأت بالصراخ . سأل بيرس بصوت أعلى من صرخات بيسى : " هل تستطيعين البقاء ، على الأقل حتى نطعم بيسى ؟ " .

قالت شانى بشراسة : " أنا باقية حتى أحصل على بعض التفسيرات منذ أول صرخة أطلقتها بيسى ، لم يعد هنالك متسع من الوقت لتقديم التفسيرات . بيسى بحاجة إلى الطعام ، الاستحمام ، التهدئة ، أما بقية الأطفال فهم بحاجة إلى الاستحمام إلى الاستحمام وإلى تناول العشاء . الأبقار بحاجة أيضاً إلى الطعام . حسناً! بيرس قام بهذه المهمة الأخيرة بمفرده ، أما شانى فبقيت فى المطبخ ، وأشرفت على عشاء الأطفال ، فيما راقبت بيرس عبر النافذة . رأت بقرة ضخمة فى المرج الأقرب إلى المنزل . بدت البقرة ... آه! لطيفة . حسبما قررت شانى ، فيما داعبها بيرس خلف أذنها . راح ذاك المخلوق الضخم يخرخر . أحنى جسده الضخم باتجاه بيرس . إنه حقاً لطيف .

بدا بيرس لطيفاً أيضاً . إنه طويل ورشيق ، ويتمتع بملامح حادة . أما شعره البنى الغامق الأجعد فبدا مشعثاً وطويلاً جداً . بدا من الواضح أنه لم يحلق ذقنه منذ بضعة أيام ، لذا ارتسمت الظلال تحت عينيه . كما يظهرمن سروال الجينز والسترة اللذين يرتديهما أنه ينام بتلك الملابس . إنه يبدو ... هزيلاً إلى حد ما . تذكرت شانى ذلك الانطباع الذى ارتسم لديها حين كان بيرس فى الخامسة عشرة من عمره ، بدا يومها شديد الجاذبية ، والآن ، لم يتغير . إلا أن وجود الأولاد الخمسة ليس جذاباً . إنها فعلاً تشعر بالأسف عليه ، لأنه عالق مع خمسة أولاد ... حسناً ! هذا خياره ، لكن

ــ ما الذى تفكرين به ؟

سألتها وندى بحياء ، فيما كان بقية الأولاد يغرزون شوكاتهم فى طبق عجة البيض .

ــ أفكر أنكم هزيلون قليلاً . ماذا كنتم تأكلون؟

بيـ ... أبى ليس طاهياً ماهراً . آخر مرة طلبنا أن يوصلوا لنا البيتزا ، نسى أبى أنه لايمتلك أية أموال نقدية ، والرجل المكلف بتوصيل البيتزا رفض أن يأخذ شيكاً أو بطاقة اعتماد مصرفية ، والآن هو يرفض أن يعود إلى منزلنا لإيصال الطلبيات .

ــ أنا أستطيع إعداد البيتزا .

ــ أنت تمزحين ! هل تجيدين إعداد البيتزا ؟

كان هذا صوت بيرس الواقف فى مدخل الباب ، وهو يراقب بذهول الألفة العائلية الظاهرة أمامه .

سألت آبى : " هلا أعددت لنا واحدة ؟ " .

ــ ربما غداً ... إذا حصلت على المكونات اللازمة .

ــ سوف تبقين إذاً ؟

حسناً ! أين ستجد مكاناً آخر لتنام فيه الليلة ؟ قالت : " قل لى إنكم تمتلكون سريراً إضافياً " .

قال بيرس : " لدينا غرفة نوم احتياطية " .

قال دونالد وهو يحدق بها بتلك النظرة الثابتة : " إنها غرفة أمى ! " .

علقت آبى : " أبى ينام فى الطابق العلوى ، فى غرفة بيسى " .

أوضح برايس :

ــ إنها تستيقظ عدة مرات خلال الليل .

تدخل بيرس قائلاً : " حان وقت النوم ، أيها الأولاد " .

استغرق بيرس حوالى الساعة من الوقت كى يقرأ لهم قصصهم . أخيراً حين نزل إلى الطابق السفلى ، كانت شانى جالسة على أرض المطبخ وهى محاطة بالأغراض . كلما أمعن بيرس النظر إلى شانى كلما تذكر تلك الفتاة البالغة من العمر عشر سنوات ، تلك التى جعلته يبتسم يومها . إنها مازالت تمتلك هذه القدرة ، بمجرد جلوسها فى وسط أرض مطبخه . تمكن من القول : " ما الذى تفعلينه؟

ــ هذا ليس براداً ، إنه نظام للتخمير.

تجنبت شانى النظر إلى بيرس . عوضاً عن ذلك رفعت برطماناً نما فى داخله العفن ، وقالت : " ألم يخترع فليمنغ البنيسلين بهذه الطريقة؟ هل تبحث عن براءة اختراع لدواء يعالج الجدرى ؟ " .

ــ دعيه!

ــ ناولنى كيساً للقمامة . هذا البرطمان قد يستولى على العالم إذا تركته ينمو .

وجد بيرس كيساً للقمامة ، فناولها إياه . وضعت شانى أشياء كثيرة داخل الكيس ، إلى درجة جعلت بيرس يبدو مصدوماً . قال مدافعاً عن نفسه : " أنا عادة مرتب ونظيف " .

أومأت شانى : " أتذكر أنك كنت ... مرتباً وأنت فى الخامسة عشرة من عمرك " .

حدق بيرس إليها ، وقال :

ــ أعتقد أننى كنت أرتدى بذلة رسمية .

ــ بذلة زرقاء ذات خطوط رفيعة ، حسبما أذكر .

ــ لكن بقية الشبان اعتقدوا أنها ...

ــ مضحكة . نعم ، أتذكر أنهم حاولوا إغاظتك .

حدق بيرس نزولاً ، وهو يحاول فهم الأمور . أين كانت تختبئ هذه المرأة ؟ لم يستطع أن يتذكر. روبى تحدثت عنها بقولها : " شانى قد تحب تقديم المساعدة " .جل ما استطاع أن يتذكره تلك العقدة البالغة الضخامة التى وضعتها على شعرها ، وقدمها التى داست بها على قدم الصبى الآخر، إضافة إلى الابتسامة ... أكثر ما يتذكره هو الابتسامة . قال بيرس باعتذار: " أنا لا أستطيع أن أتذكر الرابط

ــ أنا ابنة لوسى وويل . إنهما أكاديميان . وهما حالياً فى سويسرا . أبى هو شقيق روبى الأصغر.

ــ أنا لا أتذكر لوسى وويل ، لكننى أتذكرك أنتِ .

ــ يا إلهى ! شكراً .

ــ يومها دُست على قدم ماك .

ابتسمت شانى ابتسامة عريضة لدى تذكرها ذلك ، وقالت : " لقد فعلتها ، أليس كذلك ؟ كبر ماك وصار تاجراً للسيارات المستعملة . روبى تقول إنه تزوج بامرأة مزعجة فعلاً . ماك الطيب الكبير " .

ــ لماذا جئتِ إلى هنا ؟

ــ العمة روبى طلبت منى ذلك .

رفعت شانى شيئاً أخضر إلى الأعلى ، وقالت : " أهذا خيار؟ ألا تظن أنه تخطى تاريخ صلاحية استخدامه ؟ " .

ــ أنا ... نعم .

ــ لم تخبرنى روبى أن لديك خمسة أولاد .

ــ روبى لا تعلم .

ــ ألم تخبرها ؟

ــ قلما أقابل روبى ، وما من داع لأطلعها على كل شئ .

ــ لذا أغفلت شيئاً صغيراً ما ، كوجود خمسة أولاد . هنا شئ ما متعفن ... لست أعلم ما هو .

شنت شانى غارة على البراد ، وخرجت منتصرة الآن . قالت : " هذا جاف تماماً " .

مرر بيرس أنامله من خلال شعره ، وقال : " هل يمكننا أن نتوقف عن هذا الاستجواب؟ و ... هلا نهضت عن أرضية مطبخى ؟ فأنا بالكاد اعرفك

ــ أنت تعرفنى بما يكفى حتى تأتمننى على اولادك .

ــ لم يكن بيدى خيارآخر . كان لدى موعد مع الطبيب . بعد أن نتوقف عن هذا الاستجواب ؟ و ... هلا نهضت عن أرضية مطبخى ؟ فأنا بالكاد أعرفك " .

ــ أنت تعرفنى بما يكفى حتى تأتمننى على أولادك .

ــ لم يكن بيدى خيار آخر . كان لدى موعد مع الطبيب . بعد أن وضعت الأطفال داخل السيارة أدركت أن الإطار مثقوب ، وكذلك الإطار الاحتياطى . أنتِ كنتِ قادمة ، وروبى قالت لى إنك أهل للثقة ، لذا وثقت بك .

قالت شانى وهى تشير إلى القمامة : " خذ هذا الكيس إلى الخارج . إنه مقرف " .

فعل بيرس ذلك ، ما أفسح له المجال حتى يأخذ بضعة أنفاس عميقة . حدق إلى الأعلى نحو السماء فى الليل ، وعد إلى العشرة ، ثم قرر أن يعد حتى المئة . أخيراً فكر أن من الأجدر به أن يعود . كانت شانى ما تزال تنظف البراد . جل ما استطاع أن يراه منها هو سروال الجينز ، وهى تخرج من براده .

اسغرق بضع لحظات وهو يبدى إعجابه بالمشهد . اللعنة! إنه يفتقد إلى النساء . مضى اثنا عشر شهراً ، وكم بقى بعد ؟ ربما سنوات ... ما الذى أوقع نفسه فيه ؟

ــ أترغبين بكوب من العصير ؟

فى هذا الوقت كانت شانى تتراجع من البراد . استقامت فى جلوسها ، ومسحت رقاقة من الخس بعيداً عن أنفها ، ثم قالت : " فى الواقع ، كنت على وشك أن أقول إن كوباً من العصير يبدو جيداً الآن " .

ابتسمت فيما حدق بها بيرس . إنها ألطف ابتسامة رآها .... ابتسامة بيضاء مبهجة ، وقد تراقصت عيناها الخضراوان خلفها . هاى! كف عن هذا . هذا ليس ملائماً . اللعنة! يبدو أنه فقد الاحساس المنطقى بما هو ملائم أم لا . مرر بيرس أنامله من خلال شعره مجدداً ... نعم ، إنه ينوى قص شعره لكنه لايجد الوقت ليفعل ذلك . أدرك أنه يحدق بها ، ويفكر بشأن قص شعره ، فى حين يجدر به أن يسكب العصير . استدار على عقبيه ، وتوجه إلى الخزانة ، فملأ كوبين ثم عاد متجهاً نحوها . كانت شانى ما تزال على الأرض..........

ــ أتريدين الجلوس إلى الطاولة ؟

ــ لو وقفت الآن قد لا أنزل على الأرض مجدداً .

ــ البراد يمكنه أن ينتظر. قمت بالكثير من التنظيف ، لدرجة أننى أشعر ...

تردد بيرس ، وفكر أنه لايعرف ماهية شعوره . أهو فقدان السيطرة ؟ نعم . ربما هو أكثر فقداناً للسيطرة مما كان عليه حين كان المنزل مملؤاً بالأطباق القذرة .

ــ لا بد أنك تفتقد إلى زوجتك!

مد بيرس يده نزولاً كى يساعد شانى على النهوض ، لكنه ما لبث أن تجمد مكانه . حدقت شانى بيده ، ثم هزت كتفيها ونهضت عن الأرض . هز بيرس رأسه : " آسف ! " .

ــ هاى! لا تعتذر. خسرت صديقى الحميم للتو ، وأنا أقوم بتصرفات خرقاء ، مثل عدم الاتصال بوالدى كى اتأكد من أنهما لم يغيرا أقفال المنزل قبل قدومى كل هذه المسافة إلى أستراليا .

ــ هل غيرا الأقفال ؟

قالت شانى بعبوس : " أجرا منزلهما . ألا تظن أن على الإبنة أن تعرف بذلك ؟ " .

ــ ألست مقربة منهما ؟

قالت شانى وهى تجلس إلى الطاولة ، فيما أخذت أول رشفة من العصير: " ظننت أننا مقربون من بعضنا ، فأنا اتصل بهما هاتفياً مرة فى الأسبوع . ألا تظن أنه كان يجدر بهما إخبارى بشأن تغيير الأقفال ؟ " .

ــ أنا ... أنا أفترض ذلك

أخذت شانى رشفة أخرى ، وقالت : " آسفة ! كنا نتكلم عنك أنت ... عن زوجتك " .

ــ أفقدت صديقك الحميم ؟

حدقت شانى به ، وقالت : " فاجأته وهو يقيم علاقة حميمة مع إحدى العارضات فى سريرى ، فرميت المياه المثلجة عليهما . بعدئذ صرف بطاقتنا المصرفية المشتركة حتى آخر قرش ، من دون أن يرف له جفن . لكننا نتكلم عنك أنت والأولاد والزوجة المتوفاة ومصلحة رعاية شؤون الأطفال . لم أرَ فوضى كهذه أبداً " .

ــ شكراً لك .

رمشت شانى ، ثم وضعت كوب العصير بحذر شديد على الطاولة . قالت لبيرس : " أنا آسفة ! كان نهارى طويلاً . وصلت إلى سيدنى عند الساعة الخامسة صباحاً ، ثم أخذت سيارة أجرة إلى منزل والدى ، فاكتشفت أنهما رحلا . قدت سيارة أبى ، وذهبت إلى شقة صديقتى ، فوجدت أنها تسكن فى شقة أصغر من صناديق الأحذية . بعدئذ تذكرت رسالة روبى ، واتصلت بك هاتفياً ، فسألتك إذا كنت ما تزال بحاجة إلى مدبرة منزل ، فقلت لى نعم ، ولا بأس إذا ما جئت مباشرة . وصلت إلى هنا ، فوجدتك قد رحلت أيضاً " .

رد بيرس وهو يشعر بالدوار : " أنا لم ... أرحل " .

ــ كان الأولاد خائفين ، فهم يخشون أن يتم نقلهم إلى مأوى للأطفال .

أتساءل لماذا تبدى مصلحة رعاية شؤون الأطفال اهتماماً كبيراً بك ؟ هل قمت بعمل شنيع ؟ أعرف أن وفاة زوجتك كانت أمراً صعباً ، لكن السلطات عادة لا تأخذ الأطفال من والديهم إلا فى الأحوال المريعة فعلاً . لا يمكننى أن أتخيلهم يجرجرون الأولاد نحو دور رعاية الأيتام ، فقط لأن أباهم غط فى النوم فى الشمس بعد أن أمضى ليلة مؤرقة مع طفلة مريضة .

ــ لا ... أنا ...

ــ إذاً ، هل فعلت أمراً مريعاً ؟ أعنى ، إنك لن تعترف . لكننى فكرت وأنا أنظف البراد أنه يجدر بى أن أرحل ، لولا أننى مفلسة وليس لدى مكان آخر أقصده باستثناء منزل العمة روبى .

ــ ألا تريدين الذهاب إلى منزل العمة روبى؟

إنه يواجه صعوبة فى مجاراتها وفهمها .

ــ روبى تقيم دورة لتعليم التطريز. عرضت على أن تعلمنى .

ترددت شانى قليلاً ، ثم تابعت : " أنا لا أكف عن التفكير بوندى . حين وصلت كانت وندى مرتعبة ... تتوقع الأسوأ . لا بد أن هنالك شيئاً مروعاً بالنسبة إليها كى تبدو كذلك . ربما يجدر بى أن أغادر، لكننى قررت أن أفهم الأمر، لأننى الآن عالقة . إذا كنت تسبب الأذى لهؤلاء الأطفال ، فسوف ــ ما الذى ستفعلينه ؟

أقرت شانى : " لست أدرى . لا أستطيع أن أفهم سبب خوفهم ، لأن أسلوب معانقتك لبيسى ... تبدو لطيفاً " .

ــ شكراً لك .

ــ أنت تعرف ما أعنيه . إنك تبدو طبيعياً .

ــ هاى! أنا فقط تساءلت. أعنى ، لو كان لدى خمسة أولاد وزوجة ميتة ، فقد أفقد صوابى أيضاً . وهذا قد يُفتر الأمر .

ــ هذا لا يفسر شيئاً .

قالت شانى لبيرس : " إذا أنتَ بحاجة لأن تعطينى تفسيراً آخر . لأننى أريد أن أعرف لماذا يشعر أطفالك بالرعب " .

حدقت عينا بيرس بعينيها . إنها جدية تماماً . إنها قلقة بشأن هؤلاء الأطفال . بدا هذا الإحساس جديداً عليه لدرجة أنه رمش بعينيه . قال وهو يلاقى نظراتها مباشرة : " هنالك تفسير" .

ــ وما هو؟

ــ هؤلاء ليسوا أطفالى . لم تكن لى أى علاقة بهم قبل اثنى عشر شهراً ، ولم أكن قد رأيت أياً منهم فى حياتى من قبل

انتهى الفصل الثاني


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 06:46 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3– من ينقذ الآخر

ساد صمت مطول , كانت شانى قد فتحت باب فرن الموقد, فانتشرت الحماوة فى اجواء المطبخ ,فيما قرقعت النيران خلفهما.

" هم ليسوا أولادك".

اخيرا قالت شانى ذلك , من دون أن تزيح عينيها عنه .

قال بيرس " لا ".

لم يكن هناك شئ اضافى ليقوله. علقت شانى بنعومة: " تساءلت عن ذلك فعلاً , فهم لا يشبهونك , انهم ينسون مناداتك باسم بابا , كما أنهم لم يعرفوا اذا كنت تمتلك قرصا مضغوطا لأغانى "آبا"

"آبا؟".

" لا عليك , ظننت انهم كانوا ينادونك باسم بيرس , وأنت أجبرتهم على تغيير ذلك لأجل مصلحة رعاية شؤون الأطفال".

" بالفعل جعلتهم يغيرون ذلك من اجل مصلحة رعاية شؤون الاطفال

" لكن..".

نهض بيرس ثم قال " سوف أعد القهوة " .

اومأت له شانى موافقة " من الأفضل أن تخبرنى كل شئ".

انشغل بيرس باحضار الفناجين والابريق والقهوة الفورية . بعدئذ قال" لقد تزوجت أمهم ".

فكرت شانى فى الامر وقالت " اذاً بيسى هي ابنتك؟".

" لا! لا أحد منهم ابنى أو ابنتى".

" متى تزوجت بوالدتهم ؟" منذ سبعة اشهر , بعد ولادة بيسى مباشرة وقبل وفاة مورين بثلاثة أسابيع "

ردت شانى بصوت خافت " آه فهمت ".

بدا بيرس غاضباً. كان يدير لها ظهره لكنها استطاعت ان تشعر بالتوتر والغضب ينضحان منه .

حمل أكواب القهوة نحو الطاولة . فكرت شانى شاردة الذهن , أنه حقاً وسيم المظهر , ذاك الشعر مشعث جداً , بمقدورها أن تمد يدها نحوه فتلامسه ...

قالت عوضا عن ذلك " اخبرنى عن مورين".

" كانت شقيقتى بالتبنى نوعاً ما ".

سادت فترة من الصمت ..نوعا ما..شقيقة بالتبنى ...هممم!

" روبى لا تتبنى سوى الصبيان ".

" إنها رائعة ...عمتك روبى ".

" إنها لطيفة مع الجميع ".

" أنا أجرؤ على القول أنك وروبى تتمتعان بعلاقة شخصية لطيفة ".

اختنق بيرس بقهوته , فابتسمت شانى ابتسامة عريضة، وتابعت " يجدر بك أن تطلعنى على بقية الموضوع ".

" ليس مفيداً جدا ". " أتريدنى ان انهى عملى بالبراد؟".

" أنا..".

" حسنا سوف أنهى عملى بالبراد على أى حال ".

قالت شانى ذلك ووجهت له ابتسامة تنم عن الأسف , تابعت قائلة " أنا مهووسة بإتمام عملى وإنجازه جيداً, لكن أخبرنى والا انفجرت ".

جذبت أحد كراسى المطبخ الإضافية , ثم أخذت بضع رشفات من القهوة , وأجبرت نفسها على الاسترخاء . قالت " إنك أحد الأطفال المشردين الذين اهتمت بهم روبى , لابد ان ذاك كان صعبا".

هز بيرس رأسه وقال " أظن ذلك ...كانت لدى أم لم ترغب بى , ورفضت أن تعطينى للتبنى .الأوقات التى أمضيتها برفقة روبى لم تكن صعبة . أنت لديك عائلة عادية لطيفة".

" هل تمزح ؟".

" حسنا ...عائلة فيها أم وأب، أتخيل أنهما كانا يرغبان فى وجودك ".

فكرت شانى بوالديها الغريبى الأطوار , ثم ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت " نعم"

" أنا كنت طفلا غير مرغوب فيه ".

نظرت شانى غلى وجهه المتجهم , رأت أن خصلة من شعره سقطت فوق عينه اليسرى , إنها تود أن ...

كفى عن هذا ! تابع بيرس يقول " والدتى حملت بى خلال علاقة غرامية أقامتها مع رجل ثرى جداً ,اعتقدت أنها لو حملت منه سوف تجبره على الزواج منها , لكنها كانت مخطئة ".

تنهد بيرس وتابع " على أى حال، لم يكن هناك فحص لاختبار وجود الأيدز حينها و ..قٌضي عليها. وضعتنى فى عهدة دار التبنى , لكنها كانت تأخذنى إليها مجدداً كلما بدأت علاقة جديدة , كى نلعب دور العائلة السعيدة . إحدى تلك العلاقات تضمنت مورين ".

" لست أفهم ".

" حسنا ...! "

هز بيرس كتفيه وتابع: " لا فكرة لديك عن الرجال الفاشلين الذين كانت والدتى تقع فى حبهم . جاك ربما كان أسوأهم .لكن كانت لديه ابنة أيضاً , مورين . انتهى به الأمر لأن يهجرها , حين تعرّف بوالدتى كانت مورين فى التاسعة من عمرها , وأنا كنت فى السابعة ".

" إذا ؟".

حثته شانى ليتابع , فقد بدا بيرس غارقا فى أفكاره فى مكان بعيد من الماضى وهو يحدق أمامه مباشرة .

" حسنا ! انها قصة مرعبة . جاك كان سادياً , لكن والدتى اعتقدت أن كل ما يفعله كان رائعاً . لذا عشنا تحت رحمته , مورين كانت أكبر منى سناً وأكثر صلابة , ولسبب ما قررت أن تكون لى الأخت الكبرى , واعتقدت أن من الرائع أن يكون لها أخ . كانت موجودة دائما لأجلى , تلك كانت أطول العلاقات الغرامية التى أقامتها أمى , بقينا سوياً لمدة سنتين , فى كل مرة كان ...

مرة ثانية هز بيرس كتفيه قبل أن يتابع " حسنا! كانت تهبّ على جاك كالنمرة , تعضه , تخدشه , تصرخ به ...كان ينتهى بها الأمر أن تنال ضرباً مبرحاً مثلى تماما ".

" ماذا بعد ؟".

قال بيرس بحزن " انفصلت والدتى عن جاك ووضعنا فى دارين مختلفتين للرعاية . حاولنا أن نبقى على اتصال .كانت مورين تراسلنى كل ستة أشهر أو ما يقاربها , كنت أتلقى رسالة مكتوبة بخربشة تطلعنى على ما تفعله بحياتها . حين وصلت إلى سن الرشد , توقفت عن الرسائل , آخر رسالة بعثتها لى قالت فيها أنها التقت برجل أحلامها وأنها ستنتقل للإقامة فى بيرث ".

" لكنه لم يكن . . . رجل أحلامها ؟".

قال بيرس بمرارة " مورين كانت مندفعة وكأنها مبنية على أساس تدمير الذات ".

" المخدرات؟".

" لم تتعاطى المخدرات , ذاك كان سيعتبر بمثابة الانتحار فهى كانت تعاني من مرض السكرى ".

" آه ".

قال بيرس بحذر " أرادت إنجاب الأطفال فقط . رغبت طيلة حياتها أن تحظي بعائلة ,ربما كانت لهذا السبب تدافع عنى بشدة , أرادت أن تحصل على عائلة مهما تطلب الأمر ".

" لكن مرض السكرى ".

"هذا ما قصدته بالتدمير الذاتى , بدأ جسدها يتلاشى شيئا فشيئا بعد كل طفل انجبته , الا انها بكل بساطة لم تبد قادرة على ردع نفسها ".

تردد بيرس قبل أن يتابع " كلما تعرفت إلى نذل ما كانت تظن أنه الإستجابة لصلواتها , فينتهى بها الأمر للحمل . عاشت فى غرب استراليا , وفقدنا التواصل تماماً . منذ أقل من سنة , جاءت بحثاً عنى . كنت أبلي حسناً فى عملى كمهندس معمارى فى سيدنى . اشتريت هذا المكان لتمضية عطلة نهاية الأسبوع وكنت راضياً جدا ا

" وما الذى حصل ؟".

" بدأت كليتاها تتراجعان . كانت حاملاً وترفض وضع حد لحملها , مع أن الحمل سوف يدمر كليتيها , جاءت إلى مكتبى فى سيدنى فأطلعتنى على كل ما يتعلق بحياتها وطلبت منى المساعدة ".

" آه , بيرس ! ".

" أصبحت مورين مريضة، إلى درجة أنها كانت تواجه خطر أن يتم وضع أطفالها فى دور التبنى , لم تتحمل فكرة أن تدعهم يعيشون تلك الحياة التى حظيت هى بها . حسنا! لعلنى فهمت دوافعها , فيما راحت تتكلم , عادت بى الذاكرة إلى تلك المرات التى اضطرت الى أن تتحمل الضرب لأجلي , لم يكن بيدى خيار آخر ,هنالك مركز يُعنى بغسل الكلى فى موريبا . يبعد مسافة نصف ساعة من هنا . عرضت عليها أن تقيم هنا، مادامت تحتاج إلى ذلك ".

حدقت شانى نحو بيرس للحظة طويلة جداً , ثم ابتسمت وقالت " لطالما ظننت أنك فتى طيب , على الرغم من بذلتك ذات الخطوط الرفيعة ".

رد لها بيرس الابتسامة , لكن تلك الابتسامة كلفته قليلاً .

" حسنا...طلبت منى القصة بأكملها , لذا ستحصلين عليها , كنت للتو قد بدأت أعانى مشاكل مع جيراني هنا . عندما اشتريت هذا المنزل، كانت إحدى كبرى شركات منتوجات الحليب أهم المزايدين على شراء المكان , كى تبني مصنعها الجديد , ما يعنى أن السكان المحليين لن يعودوا مضطرين إلى دفع أجرة نقل الحليب إلى المصنع , لكننى وقعت بحب هذا المكان , فدفعت ثمناً له أكثر من قيمته الحقيقية , لذا انتقل المصنع إلى مكان آخر . حالما امتلكت المكان جاء الأطفال الأربعة مع والدتهم التى بدت مريضة جداً وبائسة , وكانت حاملاً من جديد , كنت أنا أقود سيارة رياضية صفراء مشرقة فى حين بدا الأطفال متضورين جوعاً, مورين لم تكلم أحداً عن خلفية ماضيها , ولم يسألنى أحد قط عنها , حكموا علي وألصقوا بى كل أنواع العلل تقريبا

ابتلعت شانى ريقها وقالت " أنا آسفة جداً ".

" لا داعى لذلك . على أي حال مورين أنجبت بيسى , ثم ازداد مرضها سوءاً , علقنا آمالنا فى الحصول على فرصة لزراعة كلية لو حظينا بمتبرع , لكن ذلك لم يحصل".

" إذا ...الزواج ؟".

" مصلحة رعاية شؤون الأطفال كانت قد اعتنت بهؤلاء الصغار من قبل، خلال الفترات التى كانت فيها مورين مريضة وبائسة جداً , لذلك صار الموضوع مدوناً فى سجلاتهم . ليس من الصعب فهم ذلك . هناك أشخاص جيدون فى تلك المؤسسة يهتمون ويقلقون عليهم فعلاً . صار المجتمع المحيط بنا يتكلم بالسوء عنا , مورين بدأت تعتقد أنها حالما تموت فسوف يرسلون أطفالها إلى دور التبنى , بغض النظر عما أريده أنا

" هنالك بعض ..."

بدأت شانى تتكلم بحذر لكن بيرس تابع كلامه قبلها قائلا: " لا تقولى لى أن هنالك دوراً رائعة لتبنى الاطفال . الأهل بالتبنى هم بعض أفضل الأشخاص فى العالم ,إنهم كرماء , طيبوا القلب , يستقبلون كل الوافدين الجدد على الرغم من أن التعلق بهم قد يكون مؤلماً , اذ تنفطر قلوبهم مراراً وتكراراً ".

" يا إلهي هل أصبت وتراً حساساً ؟".

تدبر بيرس اعتذارار وابتسامة قائلاً: " آسف".

أخفض صوته وتابع " لو لم أحظّ بروبى لكنت فى ورطة كبرى الآن ...لكننى كنت بمفردى وهؤلاء الأولاد ليسوا كذلك . على الرغم من أن مورين كانت عديمة الكفاءة فى أغلبية الأحيان , إلا أنهم يحبون بعضهم البعض , وسوف يدافعون عن بعضهم البعض حتى الموت , يجب ألا يتم التفريق بينهم مطلقاً , وهنا تكمن المشكلة , أتظنين أن هناك من هو مستعد لأخذ الأطفال سوياً ؟"." أظن ...ربما لا ".

" وندي كانت راعية مورين الأساسية لسنوات , تطلب الأمر وقتاً طويلاً لأقنعها أننى أستطيع المساعدة , وحتى الآن هى لا تثق بى تماماً . لم عساها تفعل ؟ لكننى بكل بساطة لم أحتمل".

" وبالتالى تزوجت من أمهم ".

" نعم. تحركنا بسرعة، قبل أن تصبح مورين مريضة جداً , تزوجنا , ثم قدمت طلباً حتى أتبناهم بصورة قانونية , مورين ملأت كل الأوراق بموافقتها , ووكلتنى لأصبح الوصي القانونى عليهم ".

" آه. بيرس ! ".

" فكرت أن أضع الأطفال فى منزلى , وأوظف مدبرة للمنزل قادرة على إدارة المزرعة , وأن آتى إلى هنا خلال عطلات نهاية الأسبوع ".

" لكن ؟". " ألديك أي فكرة كم يصعب إيجاد مدبرة منزل لخمسة أطفال فى هذا المجتمع؟ وجدت امرأة قامت برعايتهم لفترات متقطعة لبعض الوقت , لكن الأطفال كرهوها , فاستقالت منذ اسبوعين. والآن أصابهم الجدرى , وسيتبع ذلك العطلة المدرسية . أنا أدور فى دوامة ".

" أرى ذلك ".

" بعدئذ قالت روبى أنها اتصلت بك وأقنعتك بأن تجربى , وها أنا قد حظيت بيوم واحد من رعاية الاطفال , وبمطبخ نظيف، وببراد نظيف لامع , وبأطفال لم يؤخذوا منى اليوم , وأنا ممتن لذلك ".

تردد بيرس ثم قال " شانى ! هل أجرؤ أن أطلب منك أن تبقي ؟".

" أنا لست مدبرة منزل ".

" إنك بارعة جداً فى الفرك والتنظيف ".

" هذا فقط لأننى بحاجة إلى تفجير غضبى ".

" روبى تقول أنك فنانة ".

" أنا لست كذلك ".

" أحقاً ؟".

" أنا أحب العمل بالطلاء ورشّه , هل رأيت البقرة التى رسمتها بعد ظهر اليوم ؟ إنها ممتازة باستثناء أن إحدى قوائمها تبدو أطول من البقية , قمتُ بقياسها , ووجدت أنها ليست أطول. المشكلة تكمن فى زاوية الرؤية , لكننى أستطيع أن أتدبر أمرها ".

" إذا أنت رسامة تجريدية ؟".

" حصلت على إجازة فى الفنون الجميلة , عملت مشرفة فى معرض فنى صغير هنا , ثم فى معرض أصغر فى لندن , ثم ادخرت ما يكفى من المال حتى أفتح معرضاً خاصاً بى . كان صغيراً جداً , لكنه كان مكرسا للفنون التى أحبها , والداي أقرضاني المال فكنت أقتصد إلى درجة أنى ما عدت آكل , وضعت كل ما لدى فى ذاك المعرض ".

" وبعد....؟".

" كما قلت لك , قبضت على صديقى وهو يقيم علاقة حميمة مع إحدى عارضاتى . قمتُ برمى المياه المثلجة عليه , فانتقم منى باستخدام بطاقاتي المصرفية . كان أمامي خياران , إما أن أخاطر بمال والدي وأستمر بالمحاولة، أو أن أنسحب, وهكذا انسحبت تردد بيرس ثم سألها " ألم تحاولي أبداً استعادة مالك ؟".

" قال لى أنه سيرفع دعوى قضائية يتهمنى فيها بالاعتداء ".

قال بيرس بحذر " فهمت , لذا هربت إلى الديار ".

" نعم . هربت إليك ".

" قد يساعدك لو بقيت هنا لبعض الوقت ريثما تستجمعين قواك ؟".

أقرت شانى قائلة: " قد ينفع الأمر , لكننى لا أنوى أن أقع بحب هؤلاء الأطفال ".

" بالطبع لا ".

" أنا لا أهوى الأطفال , وأنا لا أهواك أنت ".

آه ...آه ! لماذا تراها قالت ذلك ؟ جاء كلامها من حيث لا تدري , لكن فجأة بدا لها من المهم أن تقوله .

سُمع نشيج من الطابق العلوي , تصاعد سريعا ليصير صراخاً حاداً . أجفل بيرس، فوضع كوب القهوة من يده متنهداً , ونهض قائلا: " نامت لمدة ثلاث ساعات ... لا يمكنني أن أتوقع منها أكثر ".

" ما الذى ستفعله الآن ؟".

" سوف أعانقها، وأحتضنها حتى تعود إلى النوم ".

مشى بيرس نحو الباب ثم توقف وقال: " شانى ! قدمت لي مساعدة هائلة اليوم , وأنا ممتن لك بعمق . لن أضع المزيد من الضغوطات عليك , لكنك بحاجة إلى سرير تنامين فيه الليلة على الأقل

انتهى الفصل الثالث


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 06:47 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4- ليلة عصيبة

نظفت شاني الأطباق, ثم أنهت عملها في تنظيف البراد, وأعادت إليه الأطعمة التي ما زالت تصلح للأكل فعلاً. أخيراً شقت طريقها عبر البيت المعتم نحو غرفة نومها. أستطاعت أن تسمع صوت خطى تروح جيئة وذهاباً في الطابق العلوي, كما سمعت همدرة رجولية ناعمة. لا بد أن بيرس يحاول جعل بيسي تسترخي. إنه بالفعل رجل عازب, وقد تبنى خمسة أولاد لا يعرفهم .إن أقل ما تستطيع أن تفعله هو مساعدته

أقل ما تستطيع أن تفعله هو مساعدته.

مشت نحو السرير. لابد أن هذه هي غرفة النوم الرئيسية. لماذا أشترى بيرس منزلاً يحتوي على غرف نوم عديدة؟ أتراه فكر بأن ينشئ عائلة كبيرة لنفسه؟ التفكير به وهو يروح جيئة وذهاباً في الطابق العلوي, فيما هو يعانق طفلاً, ويحتضنه بملاصقة صدره .. بدا صورة جذابة جداً. توقفت خطوات بيرس فوق رأسها تماماً, فسمعته يقول لبيسي: "أعلم أنه يسبب لك الحكاك . لكننا جميعنا بحاجة إلى النوم".

بعدئذٍ سٌمع النشيج من جديد.

" أتعاندينني مجدداً بيسي ! نحن بحاجة لأن نتوقف عن هذا ".

قررت شاني أنه أكثر من مجرد رجل جذاب. إنه رائع !

قالت لنفسها: " اذهبي إذا إلى السرير، وكفى عن التفكير به ".

عبرت نحو النافذه, وسحبت الستائر, رأت بقرة على بعد بضعة إنشات من أنفها. تدبرت أن تبقى صامتة, فيما حدقت البقرة إلى الداخل .أحست بالرضى على نفسها لأنها لم تزعق . أخر شيء تريده هو أن يأتي بيرس راكضاً على الدرج لأنها خائفة من بقرة. حسناً! البقرة في الخارج ,أما هي ففي الداخل. يا لها من بقرة ضخمة جداً. لم تكن البقرة تحدق مستكينة,بل كان رأسها يتحرك إلى الأمام وإلى الخلف ,كما لو أنها مرتعبة . هل تخاف الأبقار؟

بدأت بيسي تزعق مجدداً في الطابق العلوي. من الواضح أن إغواء النوم مع بيرس لم يهدئها. سادت لحظة سكون .إذ توقفت بيسي لإلتقاط أنفاسها ثم بدأت بالصراخ من جديد .

" اخرجي! "

ظنت شاني نفسها لوهلة تتخيل الامور.

" إخرجي من الحديقة ! ".

إنه صوت ولد يصرخ. بدا ذلك كمحاولة لأن تبدو لهجته آمرة. لكن صوته حمل بوادر الخوف بوضوح .

رفعت شاني النافذة إلى الأعلى قليلاً فقط, خشية أن تتمكن البقرة من إدخال رأسها. كان القمر بدراً , فاستطاعت شاني أن ترى الحديقة بوضوح. كان هذا دونالد البالغ من العمر سبع سنوات. إنه الفتى النحيل ذو العينين الخائفتين والنظرة التي تقول إنه لا يثق بالعالم أجمع.صرخت شاني به:"ماذا تفعل هناك في الخارج؟"

استدارت البقرة لتنظر إليها.إنها بقرة كبيرة فعلاً.

" لا يجدر بها أن تكون في الحديقة ".

قال دونالد ذلك وهو يجاهد كي يبدو شجاعاً, ثم تابع : "أحدهم ترك البوابة الحديدية مفتوحة. رأيت ذلك من النافذة . سوف تأكل نبتة الورد التي زرعها بيرس عندما توفيت والدتنا".

خرجت من دونالد حازوقة تخفي نشيجاً, بعدئذٍ قال: "أنا أطردها خارج البوابة ,لكنها لا ترحل".

" دونالد ! إنك صغيرجداً كي تطرد الأبقار.سوف أحضر بيرس ".

رأت شاني أن كتف دونالد تتصلب من فرط عزمه, ثم قال:" إنه منشغل مع بيسي. وأنا لست صغيراً جداً. يمكنني أن أفعل ذلك".

" لكن. . . ".

قال دونالد للبقرة: " اخرجي من هنا ".

لكنه تراجع إلى الوراء ليختبئ خلف أجمة نبتة الكاميليا. بدا الصبي مرتعباً على الرغم من جرأته .

قال شاني لنفسها إن الأبقار غير مؤذية, فيما تذكرت كلمات صديقتها المزارعة. سوف تذهب إلى الطابق العلوي , وتعرض على بيرس أن تأخذ منه بيسي ريثما يحل هذه المسألة. فكرت شاني بذلك ,لكن زعيق بيسي ازداد قوة. هنالك خطران أمامها : الطفلة الباكية والبقرة .كلاهما مرعب بقدر متساوٍ.

" هيا ..أذهبي من هنا! ".

صرخ دونالد بذلك , لكن البقرة لم تتحرك . حسناً ! إنها قادرة على أن تفعل هذا. صرخت من النافذة:"دونالد أهرب إلى الشرفة . سوف أتعامل مع البقرة ".

فكرت شاني أن كلامها بدا عازماً. من حسن حظها أنها ما تزال ترتدي سروال الجينز وسترتها . توجهت عبر البيت المظلم نحو الباب الخلفي. في الخارج بدت الحقيقة واسعة, أما القمر فبدا مكتملاً. استدارت حول المنزل. فاستطاعت أن ترى الشكل الباهت للبقرة .إذ ظهر من خلفها النور المضاء في غرفة نومها. ما زالت البقرة تبدو بالغة الكبر وخطيرة. لكنها لم ترَ دونالد. الشرفة الأمامية للمنزل تبدأ بعد نافذة غرفتها نومها مباشرة. ودونالد ليس على الشرفة. رأت البوابة المؤدية إلى المراعي مفتوحة على مصراعيها. ما دامت هناك بقرة واحدة, فمن المحتمل أن يكون هناك المزيد. نظرت شاني حولها بتوتر, لكن ... لا شيء, إذاً ... بقرة واحدة. حسناً! أين دونالد؟.................

" هيا ...من هنا! ".

جاء صوت دونالد من خلف أجمة الكاميليا. فأخذت البقرة تتحرك باتجاه صوته.إنها ضخمة جداً

" دونالد! ".

صرخت شاني , وقد أقرت لنفسها أخيراً ,بأنها خائفة فعلاً. مهما كان ما أخبرتها به جولز عن الأبقار, وبعدم كونها مؤذية , بدا لها فجأة أنها لا تصدق أي كلمة من ذلك : " دونالد ! ".

أخفض الحيوان رأسه الهائل,وركز كل ذرة من انتباهه على شيء ما خلف نبتة الكاميليا .إنه يقترب ...

" شـ . . . شاني. . .! ".

بدا ذلك همساً مرتعباً, أما بالنسبة إلى ذاك الحيوان فبدا صوت دونالد كصوت المسدس الذي يعطي إشارة الانطلاق. إذ اندفع الحيوان بقوة إلى الأمام.

" دونالد! ".

صرخت شاني وهي تنطلق في الظلام من دون أن ترى شيئاً. كان الحيوان يندفع بقوة نحو صوت دونالد المرتعش , فصدمته شاني على جانبه, فضربته بكل ما أوتيت من قوة حتى أزاحته من مساره. صرخت للصبي: " أدخل إلى المنزل . اركض, دونالد .اركض ".

صرخ الطفل بصوت مرتفع :" بيرس ! بيرس! ".

رأت الحيوان يتأرجح على جانبه . راح يشخر ويتراجع إلى الخلف. يا إلهي ..! ما الذي يفعله مصارعو الثيران؟ هذا المخلوق يستدير ليواجه دونالد مجدداً . دونالد كان يحاول الصعود متخبطاً نحو الشرفة ,لكن الشرفة تعلو عن الحديقة حوالي الثلاث أقدام, أما الدرج فهو بعيد جداً عنه .إنه لن يتمكن من رفع نفسه .بدأ الحيوان يتحرك مجدداً.

" لا! ".

انطلقت شاني إلى الأمام مجدداً صارخة , وراحت تطرق بقبضتيها على جانب رأس الحيوان.

أستدار الحيوان حول نفسه بسرعة كبرى, حتى إن شاني لم تستطع أن تتحرك لتتفاداه. صرخ دونالد مجدداً : "بيرس".

لدى هذا الحيوان قرنان. إنه ثور! قبضت شاني على أحد القرنين , وتعلقت به. تأرجح الحيوان بجموح تام ,وقذفها جانباً , فاستقرت عاجزة على بعد أربعة أقدام من رأسه . تراجع الحيوان لينظر إلى الشخص الذي هاجمه, وأخيراً انحرف عن دونالد. انقلبت شاني على جانبها ,محاولة إيجاد القوة لتقف على قدميها .

" لا! "

دفعت شاني نفسها بقوة إلى جانبها, فانقلبت على الحشائش. أه ,يا إلهي ! صدم الثور كتفها بخبطة مثيرة للغثيان .أحست شاني بشيء ينسحق وبألم حاد واخز, لكنها استمرت في انقلابها على الارض.

فجأة ظهر لاعب جديد على الساحة :" اخرج,اخرج,اخرج".

هذا كان صوت رجل يصيح بحدة.إنه بيرس .جاء راكضاً نزولاً عن الشرفة, وهو يصرخ بأعلى صوته من أعماق رئتيه, حتى ملأت صرخاته عتمة الليل. أجفلت شاني متوقعة الصدمة التالية , لكنها لم تأتِ.

" اخرج!اخرج!اخرج!

انقلبت شاني مجددا إلى عمق الظلام, ثم تجرأت أن تنظر . كان الثور يحدق بها, وهو يضرب الأرض بحافره كأنه يتحين اللحظة المناسبة للضربة التالية. لكن بيرس وصل إلى جانبه ,وقد ظهرت حدود جسده الخارجية في ضوء القمر. كان يؤرجح شيئاً ما يبدو كالبندقية. فكرت شاني أنه يجدر به أن يطلق النار على الثور, لكنها شعرت بالدوار,ولم تقوَ على التفكير أكثر.

" هيا .. تحرك,تحرك,تحرك! "

اندفع بيرس بقوة نحو الثور, وراح يجلده ببندقيته كما لو أنها سوط .استدار الثور ليواجه بيرس.

" أخرج,أخرج,أخرج! "

لم يعطه بيرس وقتاً للتفكير . وقف مباشرة أمام الحيوان وهو يلوح بسلاحه ويجبره ليسير إلى الأمام . راح بيرس يصرخ , يضرب , يدفع..تراجع الثور, ثم تراجع أكثر. أما بيرس فلحق به. دفعه للعودة إلى الوراء , إلى خارج الحديقة . استدار الثور مرتبكاً , وراح يسير متثاقلاً نحو البوابة. ما إن خرج من البوابة الخشبية الضخمة حتى تأرجحت البوابة وانغلقت بصفعة قوية .رمى بيرس السلاح جانباً.

" دونالد,هل أنت بخير؟ دونالد..! "

راح بيرس يمشي بخطوات واسعة عبر الحديقة ,ثم قفز إلى الشرفة ,فجذب دونالد بين ذراعيه ,وقال:"ماذا بحق الجحيم. . . ؟".

ارتجف صوت دونالد وهو يقول :" شاني. . . ".

" هل أنت بخير؟ "

استطاعت شاني أن ترى شكليهما على الشرفة سوياً. جاء كلام دونالد همساً وهو يقول : " نعم .لقد هاجم شاني .إنها في الأسفل".

" شاني ؟أين؟ "

وضع دونالد بعيداً عنه على مسافة من ذراعيه.

" كان يحاول أن ينطحها . أنا ... أنا أظنه فعل ذلك ".

" أبقَ هنا يا ,صغيري. لا تتحرك ".

قفز بيرس عن الشرفة ,أخذ يسحق الأعشاب ويسير من خلالها باحثاً .

قال : " شاني ...شاني ! أين أنتِ ؟ شاني ...! ".

أرادت شاني أن تتكلم ,لكن صوتها لم يجدِ نفعاً, ثم تدبرت أن تقول : " أنا هنا ".

أطلق بيرس شتيمة ثم أخرى ,فيما غاص بين الأعشاب, وركع إلى جانبها . وضع يده على كتفها ,فأحس بلزوجة الدم الدافئ. توقف عن اللعن .. توقف عن التنفس حتى .

دخلوا جميعاً إلى المطبخ .. الجميع. كانت وندي تجلس على الكرسي الهزاز قرب النار, وهي تحتضن بيسي, أما دونالد فوقف على مقربة من وندي على قدر ما استطاع أن يدنو منها . فيما جلست اَبي عند قدمي دونالد. أما برايس فقرر أن الجميع بحاجة إلى الكاكاو الساخن, فأخذ يحضره ببطء شديد.إذ كانت يداه ترتعدان. شاني نفسها كانت ترتعد بشدة. مزق بيرس سترتها. فكشف عن خدش طويل, أمتد من تحت ذراعها حتى كاد يصل إلى عنقها. حمل بيرس طاساً فيه ماء مع الصابون وراح يغسل جرحها وهو يشتم تحت انفاسه....

[همست شاني :

" ليس أمام الاطفال ".

تكلم بيرس متذمراً, فيما مسح كتفها بالمنشفة بعناية قائلاً: " أنا أقفلت تلك البوابة. كانت مقفلة تماماً. أنا لست غبياً. ثمة من قطع السلسلة الحديدية ".

" ثور ماهر ".

جرش بيرس قائلاً من بين أسنانه: " هذا الثور سوف يصير نقانق ".

ثم هز رأسه قائلاً: " لست أدري ما الذي يجري . هنالك أمور تحدث,ولست أفهمها ".

كان بيرس يتفحص جرح شاني ووجهه عابس ,فتابع : " لا أظن أن الجرح بحاجة إلى خياطة, لكن ربما نحن بحاجة لأن نأخذك للمعاينة "

" لسنا مضطرين الى ذلك. فقط ضع ضمادة على الجرح, الضمادات سوف تجعلني أتحسن ".

نظرت شاني نزولا نحو عيني اَبي الواسعتين ,وقالت: " ألأ تجعلكِ الضمادات تتحسنين؟ ".

ردت اَبي : " وحبوب الجيلاتين المحلاة أيضاً... هنالك ضمادات في الحمام ".

عانقت اَبي رجلي دونالد أكثر قليلاً ,ثم نهضت على قدميها بسرعة . بدا كأنها تقدم تضحية شخصية وهي تقول : " سوف أحضر الضمادات , لكنني لست أعرف بشأن حبوب الجيلاتين المحلاة ".

فكرت شاني, يا لهؤلاء الأطفال..! إنهم أكثر الاطفال شجاعة . استطاعت أن تفهم تماماً لمَ لم يرغب بيرس بأن يفصل بينهم . طالبت شاني قائلة: " هل لدينا حلوى الجيلاتين؟".

قال بيرس بأسف: " لا. إنه تقصير من جانبي ".

نظرت شاني إلى دونالد قائلة :" أي نوع من الآباء هو هذا الذي لا يوفر حلوى الجيلاتين لأولاده؟".

قال دونالد مدافعاً : "إنه رجل طيب, لكنه بحاجة إلى مساعدة".

ابتلعت شاني ريقها. كانت كتفها تؤلمها ألماً مبرحاً, لكن الوقت ليس مناسباً للتذمر . بدا دونالد شاحباً جداً, وكأنه على وشك أن يغمى عليه. فكرت شاني أنه بحاجة إلى من يحتضنه حتى يزول الخوف والرعب من داخله, لكن تصلب كتفيه الصغيرتين الثابتتين يدل على أنه لن يتقبل الاحتضان ,لا منها ولا من بيرس . إنه يتمالك نفسه بشجاعة. قالت شاني : " قلم حبر وورقة.دونالد , بسرعة".

" ماذا. . .لماذا؟ ".

عادت اَبي حاملة الضمادة المطاطية . فبدأ بيرس بفتح الضمادة ويلصقها على جرحها. قالت شاني بجرأة :" سجل في رأس القائمة : " حبوب الجيلاتين المحلاة ".

قال بيرس : " الغرض التالي على القائمة: مكنسة ".

رمشت شاني, وسألته: " هل نحن بحاجة ألى مكنسة؟ ".

" كسرت المكنسة عندما دفعت البوابة لأقفلها ".

" أكنت تحمل مكنسة؟ ظننتك تحمل بندقية . يا بطلي ! بطلي الذي يحمل عصا المكنسة ".

تعليقها دفع بيرس إلى الابتسام. جعلها تشعر بإحساس جيد. تابعت تقول لدونالد : " مواد لتحضير الهوت دوغ ".

سأل بيرس : " لماذا الهوت دوغ؟ ".

" لأنني أشعر برغبة في تناول الهوت دوغ, كما أنني جريحة, ويحق للأشخاص المجروحين أن يطلبوا ما يرغبون به ".

قال دونالد بحذر : " أنا احب الهوت دوغ ".أخبرته شاني وهي تبتسم ابتسامة عريضة : " أظنه يصنع من لحم الثيران. دون حصتين مزدوجتين من الهوت دوغ حالما نتمكن من الوصول الى المتجر ".

حذرها بيرس قائلا :" قد يكون ذلك الأسبوع القادم .فأنا أطلب توصيل البقالة إلينا يوم الإثنين".

تنهدت شاني قائلة :" يوم الإثنين بعيد جداً. لو كانت المتاجر مفتوحة الآن لرغبت بتناول الهوت دوغ حالاً, لكنني مستعدة أن أقدم تضحية شخصية هائلة, وأن أنتظر يوم غد. وندي وأنا يمكننا أن نعتني بالمنزل. وأنت يمكنك أن تأخذ دونالد وتقوم معه برحلة تسوق. رحلة بحث عن الهوت دوغ ".

" هل يعني هذا أنك ستبقين لبعض الوقت ؟ ".

سألت وندي ذلك , وبدا كل من في الغرفة وكأنه يحبي أنفاسه .هل ستبقى ؟ حدقت شاني بأرجاء الغرفة فرأت خمسة وجوه محتاجة, بل ستة لو احستبت بيرس الذي يحاول أن يبدو غير مهتم . فكرت أنه يبدو محتاجاً أيضاً . قالت بلا مبالاة ومن دون أن تنظر إليه: " إن كنت لا تمانع , جئت إلى هنا لأداوي عزة نفسي الجريحة , والآن كسرت كتفي أيضاً وعلى أن أتعافى. عملية التعافي قد تستغرق بعض الوقت."

تطلب الأمر بعض الوقت حتى استقر الجميع وذهبوا إلى أسرتهم. جلست شاني على الكرسي الهزاز الكبير بالقرب من النار , فيما وضع بيرس أولاده في الأسرّة. غرف نوم الأطفال تقع في الطابق العلوي .استطاعت شاني أن تسمعم يتكلمون بأصوات مكتومة, أسئلة الأطفال ,وأجوبة بيرس المهمدرة,ونحيب بيسي الشاكي.. صوت وندي الذي يبدو متحكماً مسيطراً.

أخيراً حل السكون في الطابق العلوي .فكرت شاني أنه يجدر بها أن تذهب إلى الفراش, لكن الكرسي القديم الذي يهزها بلطف وقرقعة النيران داخل الموقد أشعراها بالاسترخاء . فكرت أن تغفو حيث هي, فذلك أفضل بالنسبة إليها من ذهابها إلى سرير غريب..قال بيرس وهو واقف في مدخل الباب :" لماذا لستِ في السرير؟".

قالت شاني من دون اقتناع حقيق:" سأذهب حالما أشعر بالدفء".

بدا بيرس قلقاً ,لكنه ظل واقفاً بالباب من دون أن يدنو أكثر . قال : " أترغبين بتناول العصير؟".

" لا .أنا ...لا ,شكراً ! هل قلت إن البوابة كانت مغلقة؟ "

تردد بيرس لكنه بقي في مكانه وهو يقول: " تحققت منها مرتين .ثم قطع السلسلة بقاطعة الاقفال, وكأن أحدهم حرك كلايد وأثاره. أنا لن أهدد بذبحه وبتحويله إلى نقانق بعد الآن.إنه واقف بملاصقة السور,وهو يرتعد بقدر ما ترتعدين أنت تقريباً. هنالك سلسلة من الجروح الضغيرة على خاصرته. أظن أن شيئا ما كمسدس الخرز قد أستخدم لأذيته. في العادة, حتى لو فتحت بوابة كلايد, فهو لا يلاحظ أنها مفتوحة. لكنك لو فتحتها , وبدأت بإطلاق الكرات الصغيرة نحوه, فهو قد يصاب بالرعب. ولو استمر بالتألم من دون أن يفهم السبب, فمن المرجح أن يهاجم أي شيء متحرك أمامه

راحت شاني تحدق به مرعوبة, وقالت :" لكن هذا .. هذا عمل إجرامي. ذلك أمر شنيع".

قال بيرس بتجهم:" أظنهم يستهدفونني . إنهم يفترضون أنني أنا من سيخرج لتفقد الماشية التي تتجول بحرية في الحديقة .لن يفترضوا أن صبياً في السابعة من عمره هو من سيخرج".

" هل يكرهونك بهذا القدر؟ ".

رد بيرس بعبوس: "ليست الكراهية .كل ما في الأمر أنهم لا يعرفونني. أنا مليونير أتيت لتمضية عطل نهاية الاسبوع, وقد أوقفت مسار إنشاء مصنع يحتاجه هذا المجتمع. وفضلاً عن كوني غنياً وغبياً, أجبرت المجتمع على خسارة مصنعه, فأنا أيضاً أب عازب تراقبني مصلحة شؤوت الاطفال لتنال مني بتهمة إهمال الاطفال. نعم, إنهم يريدون لو أنني أوضب أغراضي وأرحل من هنا ".

سألت شاني بحذر: " اذاً لماذا لا تفعل ذلك؟ بإمكانك أن تعود إلى عملك في الهندسة المعمارية في المدينة , أما الأطفال فبإمكانهم أن يذهبوا إلى المدرسة ثم إلى حضانة ترعي الأطفال خلال النهار .يمكنك أن توظف مدبرة منزل بسهولة أكبر في المدينة".

هز بيرس رأسه وقال:"لن ينجح الأمر, أو ربما لستُ واثقاً من أنه قد ينجح. ربما قد أصل إلى هذا القرار ,لكن مورين أردات بشدة أن ينال هؤلاء الأطفال مساحة ليتمتعوا بحرية".

ترددت شاني,ثم قالت: "حسناً! على الأقل سأكون أنا موجودة لبعض الوقت...إذا أردتي".

سادت لحظة من الصمت ,ثم قال بيرس بقوة حادة جعلت شاني تطرف بعينيها :"أنا أريدك فعلاً".

تدبرت شاني أن ترسم ابتسامة على وجهها ,وقال :"حسناً ! شكراً لك ".

سألته بعد لحظات من الصمت :" ألست في سياق البحث عن زوجة؟

" ما رأيكِ أنتِ؟ لدي خمسة أولاد, وأنا حتماً ... بحق الجحيم ! لست بحاجة إلى زوجة أيضاً.

تدبرت شاني أن تقول:" أنا محظوظة لأنك أخبرتني. إذ بدأت التخطيط مسبقاً لحفل الزفاف".

جعله هذا الكلام يجفل ,فقال:" اللعنة ! شاني,أنا لم أقصد..".

علقت شاني بهدوء:" لا بأس ! أنا قمت بما يكفيني من التخطيط للزفاف .. ما يكفيني طوال العمر".

ط مع مايك الذي تلقى دلو الماء المثلج؟ ".

استنشقت شاني نفساً عميقاً ,محاولة تصفية ذهنها . قررت أن تكشف جميع أوراقها, فقالت :" كم كنت غبية ! أنا حقاً في ورطة. أستخدمت كل قرش أملكه حتى أعود الى استراليا, فوجدت أن والدي أجرا منزلهما , أما صديقتي الحميمة فتقيم في شقة صغيرة جداً .كنت خارج البلد لمدة سبع سنوات,وليس هنالك أي شخص اَخر يمكنني أن أتطفل عليه بإستثناء روبي وسيداتها اللواتي يشتغلن بالتطريز

قال بيرس :" يا لها من شقة علوية تقيم فيها! إنها أربعون قدماً من الفخامة ,تطل على مرفأ سيدني".

عبست شاني ,وقد شت تفكيرها فجأة, روبي...! روبي التي لم تمتلك يوماً قرشاً واحداً باسمها , فجأة صارت تختال في شقة علوية في الضاحية الأكثر تميزاً في سيدني: " هل قدمت لها تلك الشقة؟ ".

" نحن جميعاً فعلنا.ألم تخبرك روبي عن بقية أبنائها؟ ".

" بالطبع فعلت ".

تذكرت شاني الصورة الفوتوغرافية التي كانت روبي تحملها معها إلى كل مكان . روبي العجوز اللطيفة, التي كرست كل دقيقة من حياتها لأولادها ." روبي اَوتنا , وقدمت لنا كل ما نحتاجه. بمناسبة عيد مولدها السبعين قدمنا لها الشقة, شرط ألا تبيعها وألا تهبها للمشردين. لم يعد مسموحاً لها أن تأوي المشردين ".

" غير مسموح؟! "

" اَن الأوان لأن نحميها من نفسها . لو لم نشترط ذلك , هل كنتِ تأملين باستخدام غرفة الضيوف لديها الاَن ؟ ".

تنهدت شاني, وقالت : " لا . حسناً! لولا صفوف تعليم التطيريز, فهي لا ترفض أي شخص يطلب المأوى ".

" هل أنت فعلا يائسة؟ "

" يمكنني أن أحصل على وظيفة. مع أن عالم الفنون صغير جداً ,والناس يعرفون أن صالة العرض الخاصة بي فشلت.

" إذاً سوف تقبلين بهذه الوظيفة؟ ".

" أظن ذلك... لا بد أنني مجنونة لأبقى هنا. حقاُ ! لا بد أنني بلهاء. جل ما علي فعله هو أن أتصل بوالدي, وسأكون بخير , لكنني أعرض عليك أن أبقى هنا ".

" لماذا؟ ".

" لأن دونالد كان سيتولى أمر ذاك الثور بنفسه , بدلاً من أن يحملك على ترك أخته الطفله لتفعل ذلك , ولأن وندي تبدو أكبر سناُ من عمرها الحقيقي , ولأن هذا المنزل في حالة من الفوضى ..كما أنني بحاجة إلى وظيفة ,لذا يجدر بي أن أؤدي وظيفة تستحق أن اقوم بها . أتقول إنك ثري؟.".

إنه تغيير مفاجئ في التكتيك جعله يرمش قائلاً : " أنا .. نعم ".

" هل يمكنك أن تتحمل نفقات أخذنا جميعاً إلى شاطئ البحر؟ "

" البحر؟ "

" هؤلاء الأطفال يبدون كما لو أنهم يتوقعون أن يهبط ثقل العالم على رؤوسهم في أي لحظة. هل ابتعدوا عن هذا المكان منذ وفاة والدتهم؟ ".

" لا, لكم..."

" إنها فترة العطلة المدرسية . هاك إذاً! خذنا في رحلة الى الشاطئ ".

" كيف عساني اَخذ خمسة أولاد, من ضمنهم طفلة تعاني من مرض الجدري , إلى البحر؟ ".

قالت شاني بنفاذ صبر : " سوف اَتي أنا أيضاً . أنا أحب الشاطئ. الأطفال يتعافون من مرض الجدري, وأنا أتعافى من الإذلال. وأنت بحاجة لأن تعمل . ما أقترحه هو أن نستأجر شقتين لمدة أسبوعين تقريباً . واحدة لك وأخرى لي. على الشاطئ تماماً في مكان راقٍ . أترى كم أبرع في صرف أموال الاخرين؟ ".

" وكيف سينجح ذلك؟ ".

" خلال الليل سوف أتشارك في الشقة مع الفتيات وأنت ستتشارك مع الصبيان. أما خلال النهار فبإمكان الأطفال أن يبقوا معي . وسوف نلعب على الشاطئ ".

" أترغبين في الذهاب الى الشاطئ؟ ".

قالت شاني بأسف: " عانيت من الإنفلونزا . ذاك الصباح حين وجدت مايك .. حسناً ! تلك كانت بداية ثلاثة أسابيع من المرض . وكل يوم منذ ذاك الحين , وأنا أفكر بالبحر. منزل والدي يقع على البحر شمال سيدني . كنت متوجهة إلى هناك , فانتهيت تحت نبتة الكاميليا اللعينة بإنتظار أن يحولني كلايد إلى نقانق, وجل ما استطعت أن أفكر به حينها هو أنني لم أقصد الشاطئ بعد ".

رقت ملامح وجه بيرس للحظة , وابتسم ابتسامة لطيفة رقيقة جعلت شيئاً ما في داخلها ينقلب.

" يمكنني أن أقرضك المال لتذهبي إلى الشاطئ. لا ! إنه ليس قرضاً, فبعد كل ما فعلته لأجل عائلتي اليوم ,أنت تستحقين الحصول على إجازة من دوننا ".

قالت شاني بفخر وهي تهز رأسها :" قد أكون غبية, لكنني عالقة الاَن. كل شيء أو لا شيء".

" لكنك لا تريدين الالتزام المطول بهؤلاء الأطفال ".

" هل تمزح؟ بالطبع لا! فقط أسبوع أو أسبوعان على الشاطئ ريثما نتعافى....."

دس بيرس يده إلى أعماق جيبيه..أخيراً قال: " أنا فعلاً بحاجة لأن أعمل . هنالك مشروع علي أن أفاوض عليه مجدداً. لو كان بإمكاني أن أحصل على وقت لذلك".أقرت شاني :" يمكننا ان نبقى هنا,لكننا جميعاً بحاجة لأن نغير الأجواء".

" حسناً ! أنت على حق . سوف نتحدث عن ذلك في الصباح ".

ترك بيرس الباب , فعبر نحوها حيث جلست رابضة أمام النار.قال :"ما زلتِ ترتعدين".

ردت شاني :" أنا فقط غير معتادة على الثيران ".

" لا أحد معتاد على الثيران . كاد الثور يقتلك , لكن لو لم تخرجي إلى الحديقة لقتل دونالد ".

تذمرت شاني قائلة :" يا إلهي! أهذا هو نوع الكلام الذي تقوله كي تخفف من ارتعادي؟ ".

" شاني ,إنك مرهقة جداً ".

تردد بيرس للحظة ,ثم هز كتفيه وكأنه يزيل عنه أية حيرة يشعر بها. وقبل أن تدرك شاني ما ينوي عليه ,انحنى إلى الأمام , وحملها بين ذراعيه , ممسكاً بها بملاصقة جسده .

" ماذا بحق...؟ ".

" سوف اَخذك إلى السرير, لكن ليس في غرفة مورين . لم يدخل أحد إلى الغرفة منذ وفاتها . هنالك سرير إضافي في غرفة وندي . أظنك بحاجة الى الرفقة كي تنامي ".

ثم ابتسم , وقال :" أود أن أعرض عليكِ خدماتي , لكن سريري مشغول للتو . أنا وبيسي.. فتاة أحلامي ".

حملها بيرس إلى السرير الإضافي الموجود في غرفة الفتيات . ساعدها على خلع ما تبقى من سترتها الواقية من الهواء . بدا بيرس مستعداً ليساعدها أكثر ,لكنها تيقظت فجأة.

" أنا بخير ".

فجأة تغيرت الأجواء بينهما . سمحت له بأن يحتضنها فيما صعد الدرج لأنها تحتاج إلى الدفء ,لكن فجأة حل التوتر ... انسحب بيرس , وتركها تقوم بعملها . استطاع أن يرى أنها مرتبكة , وهكذا كان هو بدوره .

عاد بيرس إلى غرفته. فوجد أن بيسي نائمة . هذه نعمة مزدوجة قال لها : "عندما أكون مستيقظاً يجدر بك أن تستيقظني أيضاً , لا أن تبدأي بالعويل ما إن أخلد إلى النوم

لكن بيسي لم تكن تصغي , إذ حشرت قبضتها المكتنزة في فمها , وراحت تمتص بجدية مفاصل أصابعها ,فيما غرفت في نوم عميق . يجدر به أن ينام هو أيضاً . لكن أموراً كثيرة حصلت بسرعة كبرى. ما زالت ضربات قلبه تدق بمعدل مرتفعٍ ,ولن تتباطأ في وقت قريب. عندما وضع يديه تحت نبتة الكاميليا باحثاً عن شاني , وأحس بالدم, انتابه أسوأ الأفكار لبضع لحظان شنيعة , الى أن حملها نحو الشرفة ,وتمكن من رؤية مدى الضرر . قال بيرس لبيسي النائمة : " لستُ بحاجة إلى شخص آخر أقلق عليه . مشردة سلبها صديقها الحميم كل ما تملكه ,وتركها والداها بمفردها".

تابع محدثاً نفسه : " هل تمزح؟ إنها امرأة راشدة . تناهز الثلاثين . لا بد أن تكون كذلك . هل رأيت كيف نظمت التنظيف؟ إنها ليست طفلة . أما طريقتها في النظر نحويتحركت بيسي , وأصدرت صوتاً ,ثم لوحت بقبضتها الصغيرة في الهواء. تناولها بيرس, فلفت أناملها حول إصبعه الأوسط وتعلقت به.

جلس بيرس مستقيماً بسرعة,لدرجة أن بيسي استيقظت وحملقت به, ثم ابتسمت تحت ضوء القمر , ورفعت ذراعيها ليحتضنها ويعانقها .

" تعالي! ".

قال بيرس ذلك مطيعاً . رمى الأغطية إلى الوراء , وقال : " دعينا نقصد الإنترنت . سوف أبحث عن مكان محدد. مكان أعلم بشأنه مسبقاً ".

أخبر بيسي: " روبي تقول إنه مكان تحدث فيه المعجزات .دعينا نأمل أن تكون على حق..........

انتهى الفصل الرابع


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 06:52 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5 - صرخة لا بد منها
نامت شاني في سرير ضيق . كانت وندي واَبي تنامان على مسافة قريبة منها.عندما استفاقت , وجدت سريري الطفلتين فارغين,واستطاعت أن تسمع أصواتاً من الطابق السفلي .استلقت محدقة بالسقف, وهي تراقب أشعة الشمس المبكرة. هذا أروع منزل ريفي رأته . استطاعت أن تفهم لما أراد بيرس الحصول عليه. إنه منزل عائلي.. المنزل الذي لم يحظَ به قط.
لكنه لا يرغب بالارتباط . لا يريد الزواج. بدا الأمر كما لو انه اشترى المكان فقط لكي يربي الأطفال المشردين. لا بد أن مورين أحست بالارتياح عندما وجدته. بيرس ... يا له من صبي لطيف!
انقلبت على جانبها ,قبل النهوض من السرير. عانت ليلة أمس من كتف مخدوش حسب ظنها. أما الاًن فهي تظن أنه كسر مصحوب يجرح. نشجت شاني ,وانقلبت على ظهرها.
" اَخ! "
قال ذلك صوت بالقرب من الباب . نظرت شاني ,فوجدت بيرس وبضعة أطفال يقفون خلفه. كان بيرس يبتسم ,ولاحظت أنه حلق ذقنه. إنه يرتدي سروالاُ كتانياً مع قميص قطنية تحمل صورة تمساح صغير على صدرها .بدا كما لو أنه خرج مباشرة من أحد أغلفة مجلة فوغ للأزياء.
قالت وندي من خلفه:" إنها الساعه التاسعة. بيرس قال إنه اَن الأوان لنوقظك".
قال بيرس : " حددت لك موعداً مع الطبيب بعد نصف ساعة ".
قال برايس:
" أحضر عامل ورشة التصليح إطاراً جديداً لسيارة أمي, لذا يمكننا ان نذهب معك ".
أضافت وندي قائلة :" انها سيارة ذات سبعة مقاعد. ألسنا محظوظين؟ ".
أضافت آبي :
" لأن عددنا سبعة .هل ترغبين بسماعي أعد؟ ".
سألها بيرس : " كيف حال ذراعك؟"
استلقت إلى الوراء ,ونظرت إلى بيرس ولاحظت عبوسه .اعترفت شاني قائلة : "أشعر كأنني بحاجة إلى مسكنات للألم. مع هذا أشعر كما لو أنني تناولتها مسبقاُ ,فأنا أشعر بالدوار "
" هل تحتاجين الى مساعدة لترتدي ملابسك؟ ".
" لا "
قال بيرين اَمراً: " وندي ,ابقي هنا . أما البقية ,أهتموا بأمر الفطور، برايس يقوم بتحميص الخبز".
ابتسم بيرس لها تلك الابتسامة التي تجعل قلبها يقارب الهرولة في وقع نبضاته . تابع يقول : " اعتني بها وندي ".
أضاف كما لو أن الأمر مجرد فكرة ثانوية : " اَه! رتبنا أمر الرحلة الى الشاطئ. سوف نذهب إلى قصر عند الشاطئ . إنه قصر في خليج الدلافين. سوف نتناول الهوت دوغ اليوم ,ونذهب الى الشاطئ يوم غد ".
أحست شاني كما لو أنها عالقة وسط موجة مدية كاسحة ,تجرفها بزخم لا يفسح لها المجال لتتنفس . إن كتفها يؤلمها . يا إلهي ! إنها تؤلمها حقاُ ؟ لقد اُلمتها طيلة فترة ارتدائها لملابسها وطيلة فترة تناولها للفطور ,كما اَلمتها حين خرجت ماشية نحو السيارة أدركت شاني أن عيني بيرس مثبتتان عليها في كل خطوة من الطريق, لذا قاومت . ابتسمت لألاعيب الأطفال وحيلهم وحاولت أن تبقى متيقظة للثرثرة التي تدور في الخلف ,لكنها في السيارة رضخت للسكون السائد. لم تتكلم مجدداً إلى أن توقفوا بالسيارة أمام عيادة الطبيب . ساعد بيرس الأطفال على الخروج من السيارة, فيما سمعها تقول: " مهلاَ ! إلى أين أنتم ذاهبون؟".
فسر لها برايس قائلاً: " نحن قادمون إلى عيادة الطبيب معك".
حدقت شاني بهم كما لو انهم فقدوا عقولهم : " لا بد أنكم تمزحون! ".
قالت اَبي,فيما قدمت يدها لشاني: " إذا أعطاك الطبيب حقنة دواء, فأنتِ بحاجة إلى من يمسك يدك".
ردت شاني متراجعة:
" سأكون بخير ".
قال لها بيرس وهو يبتسم :" حسناً ! أثناء ذلك سوف نحضر إطار السيارة من ورشة التصليح ,ثم نقوم بالتسوق في المتجر العمومي , لكنني أريد معرفة الحقيقة بخصوص ما يقوله الطبيب". لا مجال لأن تخبره شاني الحقيقة عما سيقوله الطبيب. بعد أن ألقى الطبيب نظرة خاطفة على ذراعها ,قال لها : " إنه تمزق عضلي . سوف تشعرين بالألم لبضعة ايام . سوف أصف لك دواء مسكنأ للاَلام".
ثم بدأ يتكلم بموضوع يهمه أكثر من شاني ,إذ قال :" ما الذي يفعله ذلك الغبي؟ أيسمح للمواشي أن تتجول على هواها؟ هذا الرجل مجنون".أجفلت شاني حين سمعت نبرة الانتقاد في كلام الطبيب. قالت مرتبكة:
" قطع أحدهم مزلاج القفل .إنه عمل إجرامي بل أسوأ من ذلك , لكنه ليس ذنب بيرس . بيرس يجدر به أن يطلب الشرطة".
وافق الطبيب قائلاً :" إنه اهمال اجرامي. لكن ليس السيد لاكلان هو من يجدر به أن يتصل بالشرطة ,بل أنتِ .إذا كان يسمح للثيران أن ترعى من دون حوافز واقية..."كشر الطبيب ,ثم تابع:" إنها القشة التي قصمت ظهر البعير .لن أسمح لهؤلاء الأطفال بالبقاء في خطر".
ومد يده متناولاً الهاتف .وضعت شاني يدها بحزم على سماعة الهاتف , فأجبرته على إعادتها إلى مكانها .
هنالك شيء فاسد يجري هنا. . . قالت ببطء:" اسمح لي. اطلب مني ثمن معاينة مطولة إذا أردت ,لكن عليك أن تعرف أنني كمربية لأولاد بيرس , أنا بحاجة لأن تكون صادقاُ معي. أخبرني لماذا تعتقد أن بيرس ماك لاكلام هو والد سيء".
***
التسوق في المتجر العمومي هو أكثر الأمور التي يكرهها بيرس .المتاجر العمومية الموجودة في البلدات الريفية الصغيرة مملوءة بالريفين الوضيعين. فكر بأن هذا ما هم عليه ,فيما مر بالقرب من سيدة تلو الأخرى, ورحنَ يرفعن أنوافهن بشكل يدل على عدم الإعجاب.
سأل بيرس امرأة متوسطة العمر تقوم بتكديس البضائع على الرفوف:
" هل يمكنك أن تخبريني أين هي لفافات الهوت دوغ؟"
ردت المرأة بكلمات مفحمة وسريعة : "في الرواق العاشر".
" إنها في الرواق الثالث ".
صدمهم جميعاً سماع صوت شاني تقول ذلك . بدا صوتها صادحاُ جداً لدرجة أنه أوقف الجميع في أماكنهم .كانت شاني واقفة عند نهاية الممر,وهي تمسك مكبر الصوت بيدها .دوى صوتها وهي تقول :" يمكنني أن أرى الخبز من هنا. إن اللفافات الخاصة بالهوت دوغ موجودة في الرواق الثالث ,السيدة تكذب عليك".
فتحت السيدة التي تضع البضائع على الرفوف فمها ,بحيث هبط فكها حتى كاد يصل الى كاحليها.
" هناك الكثير من الأحداث المماثلة التي تدور هنا ".
قالت شاني ذلك بشكل عابر ,وما إن حاولت الفتاة الموجودة عند منضدة الخروج أن تنتزع منها مكبر الصوت ,حتى هزت شاني رأسها رافضة, ثم ابتسمت بلطف وخطت جانبياً, ما منحها رؤية واضحة لكل الأشخاص الموجودين في الأروقة المختلفة وهم كثر ,إذ أن المتجر العمومي مكتظ بالناس.
تكلمت شاني قائلة: " العديد منكم يعرفون بيرس ماك لاكلان, فهو اشترى مزرعة صغيرة فيها منزل ريفي رائع. بيرس هو مهندس معماري من المدينة . أنا أفترض أنه رأى المزرعة في إعلان قرأه في الجريدة, ثم عين موعداً مع الوكيل, فأعجبه ما راَه ,ثم اشترى المزرعه . لا مشكلة! باستثناء أنه كانت هنالك شركة تفاوض على شرائها أيضاً لإنشاء مصنع هنا ,ثم اضطرت الشركة إلى بناء المصنع على موقع آخر بالقرب من البلدة التالية . ما يعني أن العديد منكم عليهم الآن أن يدفعوا أجرة نقل إضافية كي يتم توصيل إنتاجهم من الحليب إلى هناك .بيرس آسف على ذلك ,لكن الذنب ليس ذنبه ,فهو لم يكن يعلم. إذا كنتم تضعون اللوم عليه, فهذا غير عادل البتة ,وغير إنساني أيضاً".
ساد الصمت في المتجر,الزبائن الموجودون مع بيرس حدقوا به وبالأولاد ,في حين حدق الآخرون بشاني . تابعت شاني كلامها قائلة: " انتقل بيرس إلى المزرعة ,وبينما كان الجميع في البلدة يثرثرون ويبدون عدم رضاهم, دعا مورين لتقيم لديه . مورين هي أخت بيرس بالتبني ولديها أربعة أولاد ,وكانت حاملاً بالخامس ,لكنها كانت تحتضر".
حبس الموجودون في المتجر أنفاسهم .مشى مساعد المدير نحو شاني ,وهو شاب في التاسعة عشرة من عمره .بدا كأنه يعرف ما عليه أن يفعله مع أي شخص يمسك عنوة بمكبر الصوت ,لكن امرأة أكبر منه قبضت على ذراعه , وردعته.
" دعها وشأنها, دواين ".
" أمي, لا يمكنها...".
" صه! أريد أن أسمع ".
تجاهلت شاني قدوم دواين ,وكأنه بغير أهمية ,فقالت : " على أي حال كانت مورين وأولادها يواجهون مأساة بائسة . أنا لا أطلب منكم أن تحكموا على مورين, لأن مورين ماتت منذ ثمانية أشهر"
صاح أحدهم قائلاً : " نعرف هذا ".
ردت شاني قائلة : " إذاً بما أنكم تعرفون ,يجدر بكم أن تخجلوا من أنفسكم . هؤلاء الأطفال... إنهم أطفال رائعون. وندي في الحادية عشرة من عمرها, وهي تحافظ على تماسك أخوتها وأخواتها . كل واحد من هؤلاء الأطفال - وندي وبرايس ودونالد واَبي وبيسي- كل واحد بمفرده يستحق نيل ميدالية على العناية التي أولوها لوالدتهم وعلى العناية التي أولوها لبعضهم البعض , لكن بالطبع, حين كانت مورين مريضة, لم يكن هنالك من يعتني بهم .إن مصلحة رعاية شؤون الأطفال كانت تعلم بأمر احتضار مورين ,وكانوا محقين في إهتمامهم وقلقهم . لكن مورين لم تشأ أن يتم التفريق بين أولادها ,لذا توسلت بيرس كي يساعدها . بيرس لم يتمكن من فعل الكثير لأنه ليس والد الأطفال ,لكنه يمتلك مزرعه كبيرة ,ولديه قلب أكبر منها. فكر أنه لو أصبح والدهم البديل فقط يتمكن من إبقائهم سوياً ,لذا تزوج من مورين".
ساد الصمت على الجميع ,إذ أن السكان المحليين لم يعرفوا بالطبع هذا الجزء من القصة . طالبت شاني الجموع قائلة : " أتعتقدون حقاً أن مصلحة رعاية شؤون الاطفال قد تسمح لبيرس أن يحتفظ بالاطفال لو لم تجد أنه يهتم بهم؟".
ساد الصمت أكثر . تابعت شاني : " أنا تربيت في المدينة . والدتي تعرضت للحمى عندما كنت في السابعة من عمري ثم مرضت لأشهر عديدة .أتذكر تلك الفترة تماماً . لكن أتعلمون؟ أبي وأنا لم نضطر مطلقاً لأن نطهو . إذ أن ابناء المدينة - مجتمعنا المحلي - كانوا يفاجئوننا بالقدوم إلى منزلنا حاملين أطباق الطعام ,أما مدرستي فنظمت لنا جدولاً للخدمات . إن تذكر ذلك يجعلني أدمع الآن بعد مضي أكثر من عشرين سنه ,وأنا أفكر بكل أولئك الأشخاص ذوي القلوب العطوفة".
تابعت شاني كلامها وهي تخفض صوتها قائلة: " أما أنتم ...! هؤلاء الأطفال يرتادون مدرسة أبنائكم. كنتم تعرفون أن بيرس يواجه مشكلة . لكن جل ما ناله منكم التقارير تلو التقارير من قبلكم , والتي أجبرت مصلحة رعاية شؤون الأطفال أن تتفقده باستمرار".
استنشقت شاني نفساً عميقاً , وقالت :" هؤلاء الأطفال أصيبوا بمرض الجدري ,والآن بيسي ما زالت تعاني منه .أعلم أنها في المتجر العمومي , في حين أنه لا يجدر بها أن تكون هنا ,لكن ليس هنالك من خيار آخر . حتى وأنا موجودة لمساعدتهم . يوم أمس سهر بيرس طيلة الليل مع الطفلة المريضة لكنه اضطر إلى أن يأخذ بيسي إلى الطبيب . كان مرهقاً جداً حتى أنه غفا في سيارته بانتظار تحضير وصفة الدواء . أما الأطفال فكانوا بأمان في المنزل معي , لكن تم التبليغ عنه .وصل إلى المنزل ليواجه تفقداً آخر من قبل الشرطة . ثم قرر أحدهم ليلة أمس أن مصلحة رعاية شؤون الاطفال لا تقوم بعملها ,ذلك العمل الذي يبدو أن أحدكم هنا يريده,وهو طرد بيرس والأولاد من البلدة.لذا قرر دفع الأمور لتتطور".
" شاني! ".
قال بيرس ذلك وبدأ يسير إلى الأمام ,لكن وندي قبضت على قميصه وتعلقت به قائلة : " دعها تقول الأمر أبي. هؤلاء الناس لا يعجبهم ذلك".
تابعت شاني كلامها وقد تكدر صوتها الآن, كما لو أنها تواجه صعوبة في المتابعة :"أحدهم أطلق ثورنا في الحديقة.ليس هذا فقط, بل إنه أثار غيظه، فجرحه بمسدس يطلق حبيبات الخرز مراراً وتكراراً إلى أن صار الثور ضارياُ وفاقداً للسيطرة على نفسه. أظن ذلك الشخص تخيل أن بيرس هو من سيخرج عندما يرى الثور في الحديقة, لكن بيرس كان في الطابق العلوي مع الطفلة المريضة بيسي التي لا تكف عن البكاء, لذا,فإن دونالد. . . "
دلت شاني عليه, وتابعت : "... الطفل البالغ من العمر سبع سنوات وهو طفل عازم ويائس لإصلاح الأمور وفعل الصواب كجميع إخوته, ذهب إلى الخارج كي يهتم بأمر الثور بنفسه".
شهق الجميع في الوقت نفسه. لكن السيدة التي كانت ترتب الرفوف أخذت تنظر إلى بيرس والأولاد بشكل مختلف .كلمت شاني الجموع الساكتة : " أنا صديقة قديمة لبيرس, وجئت لمساعدته. سمعت دونالد في الحديقة ,ووصلت إليه قبل أن يهجم عليه الثور ".
أشارت إلى الحمالة التي وضعها الطبيب لذراعها, وقالت : "انتهى بي الأمر بكتف مجروحة,لكنني لو لم أكن هناك. . ."
قال بيرس:" شاني! توقفي ".
أبعد وندي جانباً وبدأ يسير نحوها.قالت شاني وقد تمكنت أن تبتسم له: " اَه! سوف أتوقف. سوف نترك هذا المكان جميعنا, نحن ذاهبون إلى البحر في إجازة .لقد طفح كيل بيرس من هذا المكان,وأنا لا ألومه. لكننا سوف نعود بعد بضعة أسابيع كي نعرض المزرعه للبيع.."
" شاني! "
قالت شاني برقة:" لايمكنك أن تحتفظ بهذه المزرعة إذا ما استمر هؤلاء الناس باعتبارك شخصاً شريراً. إن جل ما أفعله هو عرض الوقائع أمام الجميع
توقف بيرس أمامها مباشرة , فراحت شاني تبتسم, لكن عينيها بدتا حذرتين..همست قائلة: " كان علي أن أفعل ذلك, بيرس. عندما أخبرني الطبيب بما يظنه الجميع في هذه البلدة! كدت أصفعه ".
تجمدت ابتسامتها قليلاً, ثم قالت: " لكنني أيضاً كنت سأضطر إلى أن أصفع الجميع هنا, وعلى الأرجح قد ينتهي الأمر بي في السجن, وأنا أرغب بالذهاب إلى الشاطئ. هل ما زال بوسعنا أن نذهب إلى الشاطئ بيرس, أم أنك غاضب مني؟".
" كم هي سيئة اصابة كتفك يا اَنسة؟ ".
والدة دواين هي من طرحت عليها السؤال. بدت المرأة شاحبة الوجه ومرتعبة . ففكر بيرس أن هنالك بضعة وجوه شاحبة حولهم . تساءل كم هو عدد الأشخاص الذين شاركوا في المخطط بإفلات كلايد!
طمأنتها شاني قائلة :" إنها في الغالب مجرد رضوض".
" متى ستذهبون الى الشاطئ؟ ".
" غداً ".
" إذا لن تطبخوا الطعام هذه الليلة ".
قالت السيدة ذلك, ثم استدارت فجأة وانتزعت مكبر الصوت من ابنها قائلة بصوت صادح: " أنا سأعد الشوربا هذه الليلة. دورا, هل يمكنك أن تحضري تارت التفاح الخاص بك؟ "
نادى احدهم قائلاُ:" وأنا سأعد سلة كبيرة,يمكنهم أن يأخذوها معهم".
" لسنا بحاجة.....".
لكن والدة دواين قالت لزبائن المتجر:" أظننا نحن بحاجة إلى ذلك. أظن أن الكثيرين منا يحتاجون إلى ذلك أكثر مما تحتاجونه أنتم".
قاد بيرس السيارة الى المنزل بصمت. جلست شاني في المقعد المجاور للسائق, أما الأطفال فحشروا أنفسهم في الخلف. لم يستطع بيرس أن يجد شيئا ليقوله. بعد فترة قالت شاني : " أتعلم؟ بما أنك ستأخذ الأطفال إلى البحر, فأنت لست بحاجة إلي
" عذراً؟ "
" هذا القصر. . .سألت الطبيب عنه .بعد أن صرخت عليه صار لطيفاً معي. بحثنا عن قصر خليج الدلافين على شبكة الإنترنت.إنه ملجأ يحصل فيه الأطفال المعوزون والأشخاص الذين يعتنون بهم على إجازة. هنالك موظفون كثر يعتنون بالأطفال, فيما تنجز أنت عملك, أنا يمكنني. . ."
استنشقت شاني نفساً عميقاً, وقالت: " .... يمكنني أن أجد مكاناً آخر لأبقى فيه.....أو يمكنني أن أبقى في المزرعه لوحدي كي أرسم. كما أنه على أحدهم ان يجالس كلايد".
قال دونالد من المقعد الخلفي: " لكن عليكِ أن تأتي".
طالبت اَبي قائلة: " ماذا لو كانت هنالك ثيران؟ نحن نحتاج إليك كي تعتني بدونالد ".
رد دونالد: " نعم ".
" نحن حتماً بحاجة إليك, كما أنني وجدت جليساً لكلايد ".
قال بيرس ذلك وهو يلقي نظرة جانبية مطولة إلى المرأة الجالسة قربه. إنها تبدو منهكة. كان يوم أمس نهاراً جهنمياً. لا بد أن هجوم الثور ترك أثره عليها, ومع ذلك فإن تصرفها في المتجر العمومي كان مذهلاً. فكر بيرس أن روبي كانت لتقاتل هكذا,فابتسم.
" هل تراودك نكات خاصة بك؟ ".
حاول بيرس أن يتوقف عن الإبتسام . لكنها بدت صالحة جداً لدرجة أنه أراد أن يبتسم مجدداً: " إنك تذكرينني بروبي".
قالت شاني بدفء: " أنا أحب عمتي روبي ".
لكنها عادت, وعبست قائلة: " لكن كف عن قول ذلك فهي قصيرة ومكتنزة ".
" وأنت قصيرة ومحببة للاحتضان ".
خرج كلام بيرس من فمه قبل أن يدرك ما يقوله.
قالت شاني:" أنا لا أقوم بالاحتضان والعناق ".
سألتها وندي: " لمِ لا؟ ".
" كان لدي صديق تصرف كالنذل, فوعدت نفسي ألا أعانق أحداً من جديد ".
تكلمت اًبي بصوت رفيع قائلة: " أمي قالت لنا إن بيرس لا يجيد المعانقة. اضطرننا أن نعلمه".
" معانقة الأطفال مختلفة عن معانقة الكبار ".
عرف بيرس أن كلامه بدا يائساً, لكن هذه كانت حقيقة شعوره.
تذكرت شاني شيئاً ما, فعلقت: " روبي تقول إن كل أبنائها معوقون عاطفياً ".
" يا إلهي! شكراً لك ".
" لماذا اشتريت مزرعتك تلك؟ ".
قبضت عليه شاني بسؤالها وهو غير مستعد.لم يكن لديه أي جواب . تابعت تسأله: " لم تكن تعلم بأمر مورين والأولاد قبل أن تشتريها.أليس كذلك؟"
" لا ! ".
جعدت شاني أنفها إلى الأعلى وهي تفكر بعمق, قائلة: " كنت تعمل في سيدني على مشاريعك الهندسية, وقررت أنك بحاجة إلى ملجأ تهرب إليه خلال عطلات نهايات الأسبوع, فاشتريت منزلاً ريفياً فيه خمس غرف نوم وغرفتا جلوس وثلاثة حمامات وثلاثة بيوت خاصة بالكلاب. . .هل امتلكت يوماً أي كلب؟".
" لا ".
" هاك إذاً . هل لديك الكثير من الاصدقاء والمعارف؟ ".
تردد بيرس ثم قال: " فقط روبي ".
ابتسمت شاني , وقالت: " أنت وأخوتك بالتبني تشكلون أغلى ما في العالم بالنسبة إلى روبي. بالرغم من ذلك فقد أفسدت أفعالك الجيدة بتلك الشقة ".
" ما الذي تقصدينه؟ ".
" أعني تلك الشقة الرائعة التي لا يمكنها أن تتشارك بها مع أحد . فكرة من كانت تلك الفكرة الغبية؟ ".
أقر بيرس: " ليست فكرتي ".
" اذا؟ "
غرقت شاني إلى الخلف في كرسيها , وراودتها رغبة بأن تثني ذراعيها لولا أن إحداهما موضوعة على حمالة . بات الأمر واضحاً الآن.
" تبدين كما لو أن أسرار الكون قد انكشفت أمامك ".
قالت بنبرة تنم عن الرضى: " بالفعل! لطالما قالت لي العمة روبي أنك فتى لطيف ".
" أراهن على أنها تقول ذلك عناً جميعاً ".
نظرت شاني جانبياً إلى بيرس ,وقالت :" اشتريت مزرعتك من أجل روبي".
" لم أفعل ".
" حسناً ! ليس على وجه الخصوص,لأنها ما كانت لتأخذها مطلقاً. لكن لو كان لديك منزل ريفي يعاني من فرط الفراغ , وعلمت روبي بوجوده, ثم وجدت طفلاً ما في ورطة, لملأته بالأطفال. هذا ما فكرت به,إلا أن مورين وصلت أولاً, وملأته قبل أن تتمكن روبي من فعل ذلك ".
" المنزل لم يكن لروبي ".
لكن بيرس عرف أن كلامه لم يبدُ مقنعاً.
" لعل الفكرة كانت في ألا وعيك . أخوتك كانت لديهم أفكارهم الرائعه حول شراء شقة لروبي, لكنك علمت أنها ستكرها ".
" لم أكن أعلم ".
" بالطبع علمت , لكنك لم تستطع أن تكون الشخص الوحيد الذي لا يؤيد فكرة شراء الشقة لروبي. بعدئذٍ صار لديك خمسة أولاد وعلمت أن روبي ستحبهم, وسترحب يجعلهم أحفادها. لكنك خشيت أن يعتبرك أخوتك دنيئاً وضيعاً لو تركتها تهتم بهم "
قال بيرس بيأس: " دعى روبي جانباً . أنا لا ..."
" أخبرتها أن لديك طفلة واحدة. عرفت أنها لن تقوى على مقاومة القدوم لو عرفت بوجود المزيد ".
" كنا نقيم عند روبي, وكنت بحاجة إلى أخي بلايك كي يساعدني في الأمور القانونية, فسمعتنا بالصدفة. عرفت روبي أنني أخفي عنها أمراً ما, لذلك قلت لها أن لدي طفلة واحدة فقط ".
" أقلت لها أيضاً إنك لم تكن تريدها؟ ".
زمجر بيرس قائلاً: " هذا ليس من شأنك أنت ".
فسرت له شاني قائلة: " حسناً! لا أرغب بملاقاة المزيد من الثيران ولا المزيد من المفاجاَت غير السارة, لكنك في هذه الأثناء لست بحاجة إلى في خليج الدلافين
أصر بيرس قائلاً:
" بل أحتاجك ".
" لماذا؟ ".
" لأنك بحاجة إلى استراحة جيدة. أي غبي يمكنه أن يدرك ذلك ".
قالت شاني بنعومة: " أنا مستخدمة لديك. لست شخصاً عليك أن تقلق بشأنه ".
" لكن ليس لديك مكان آخر تقصدينه ".
" يمكنني أن أكون زائرة لدى روبي,وأن أتعلم التطريز ".
" وسوف تخبريها كل الحقيقة عني ".
أٌقرت شاني: " قد أفعل . لا أحد قادر على الكذب على روبي, فهي ترى الحقيقة في العيون مباشرة ".
" اذاً تعالي إلى القصر. ربما يمكنك أن ترسمي
قالت بابتهاج: " ربما يمكنني أن أفعل ذلك, فأنا بحاجة الى إتقان رسم أرجل الأبقار".
" أدرست الفنون في الجامعة؟ "
قالت شاني بأسى: " نعم فعلت, لكنه لم يناسبني جيداً للحصول على مهنة. أنا أستطيع أن أناقش مدى التأثيرات التي أحدثها الفن القوطي على فناني القرن العشرين التجريديين, لكنني عاجزة عن رسم رجل بقرة. وندي رسمت واحدة أفضل مني. لعله يجدر بي أن أصبح أفضل مدبرة منزل في العالم وأن أكتفي بذلك ".
استدرات إلى الخلف, وابتسمت لوندي قائلة: " لكنني سوف أجرب الرسم أولاً. إنها مسابقة . إذا ذهبت إلى البحر , سوف نرى من سيرسم الأرجل أفضل من غيره في النهاية ".
قالت اَبي: " سوف نرسم الأسماك عند الشاطئ ".
" أرجل الأسماك إذا ".
قالت وندي وهي تقهقه: " الحوريات ".
وندي تقهقه!!
بدا ذلك صوتاً مذهلاَ , كاد يجعل بيرس يخرج عن مساره وهو يقود السيارة . لم يسمع وندي تقهقه منذ أن توفيت والدتها . هذه المرأة هي نعمة من الله. إنها ... فجأة وجد أنه بحاجة لأن يذكر نفسه بصرامة بالحدود الموجودة بينهما . إنها رائعة لأجل الأطفال.
إنها جيدة للعناق ! حسناً! هو لا يحب المعانقة. إنه لا يقيم العلاقات العاطفية إلا .. ربما مع روبي.
غرقوا في السكون لفترة ما . بعدئذٍ استدار بيرس بالسيارة نحو الدرب المغطاة بالحصى التي تؤدي إلى المزرعة . أدرك أنه لا يريد لهذه الرحلة أن تنتهي , وهذا أمر غريب . مع ذلك, وجد هذه الرحلة القصيرة مع الأولاد الخمسة وامرأة ذات كتف جريحة , رحلة رائعه.
أخيراً , استدار بالسيارة داخل سور المزرعه برفقة مدبرة منزله المؤقتة وأطفاله الخمسة..
استيقظت شاني عند الساعه الثالثة صباحاً , وهي تشعر بألم مبرح في كتفها . إنها تحتاج إلى مسكن للألم . وصف لها الطبيب الدواء المسكن, لكنه حذرها بأنه قد يجعلها تشعر بتشوش في ذهنها . أخذت شاني حبة من الدواء الأخف تأثيراً , وتمكنت من النوم قليلاً .
كان الظلام يسود المنزل, أما هي فتنام في غرفة نوم الفتيات . وندي واَبي كانتا تغطان في نوم عميق .أرجعت شاني الأغطية إلى الوراء بحذر,ثم أجفلت حينما آلمتها ذراعها بسبب الحركة. تلمست طريقها نزولاً نحو المطبخ في الطابق السفلي.
كان بيرس يجلس إلى الطاولة, وقد فرش أمامه مجموعة من المخططات والرسومات. بدا كرجل يعمل لساعات طوال. كان يرتدي بيجاما من اللون الأزرق الفاتح, فيما وضع نظارتين استقرتا على أرنبة أنفه. وبدا بحاجة لأن يحلق ذقنه مجدداً . في الواقع,بدا لطيفاً جداً.
نظر بيرس إلى الأعلى, فأجفلت شاني
" هاي. أنا من يفترض بي أن أجفل ".
قالها بيرس وقد بدا متفاجئاً مثلها.
" هل أخفتك؟ ".
" إذا كنت تقصدين بأن منظر امرأة طولها خمس أقدام وثلاثة إنشات, ترتدي لباس نوم مطبع بالخنازير الزهرية , فيما وضعت إحدى ذراعيها بعلاقة هو أمر كاف لإخافتي , فأنت على حق ".
تمطى بيرس ممدداً جسده كالهر الكبير, ثم نهض بتكاسل واقفاً على قدميه, وقال : " أتؤلمك ذراعك؟ ".
" أنا.....نعم ".
فكرت شاني أن لباس نومها هذا يبدو سخيفاً. لقد أهداها إياه موظفو المعرض الفني , وكانت قد حشرته في زاوية من مكتبها , لكنها وضبته مع أغرضها حين عادت إلى الديار.
ابتسم بيرس ابتسامة عريضة
" اجلسي بالقرب من النار ".
استدار حول الطاولة, فسحب لها الكرسي الهزاز لتجلس عليه, وأضاف :" سأعد لك شراب الكاكاو".
قال ذلك وهو يدير لها ظهره. تابع بيرس كلامه: " لا يجدر بك أن تتناولي حبوب الدواء ومعدتك فارغة. مشروب الكاكاو الساخن مع كعك الشوكولا سوف يفيان بالغرض ".
" شكراً لك, أيها الجدَ ".
رد بيرس بجواب مفحم وسريع قائلاً: " هاي! كلانا نرتدي ملابس النوم. إذا كنت أنا الجد فأنتِ الجدة".
يجدر بها أن تجيبه برد مفحم ما! لكن الردود التي طرأت على ذهنها بدت كلها خطيرة ,لذلك خضعت شاني لما أعتبرته الصمت المحترم.
أخبرها بيرس: " يمكننا أن نذهب إلى الشاطئ يوم غد. تلقيت ما لا يقل عن خمسة اتصالات هاتفية تعرض علي الإعتناء بالقطيع في أي وقت أحتاج فيه إلى استراحة , بفضلكِ أنتِ".
ابتسم لها بدفء زائد عن الحد , فبدأت وجنتا شاني تحمران خجلاً.
سألته :" ما الذي تعمل عليه؟ ".
رغبت أن تقول شيئاً ما حتى تملأ السكون. كما أنها مهتمة بالأمر في الحقيقة , مع أن كتفها تؤلمها ألماً مبرحاً.
" إنها محطة للقطارات. أترغبين برؤيتها؟ ".
" أنا.. نعم "
أرادت شاني أن تنهض , لكن بيرس أزاح الطاولة جانبياً كي تصير بمتناولها. رفع أول مجموعة من المخططات فوضعها على ركبتها قائلاً: " هذا هو المنظر الشامل,والبقية هي تصاميم البناء التفصيلية ".
عاد بيرس إلى تحضير الكاكاو. حاولت شاني أن تركز اهتمامها على المخططات . همست : " هذا مشروع ضخم, وهو محور أساسي في العاصمة. إنها شبكة مواصلات جديدة. أظنني رأيت هذا الإعلان في لندن. ألم يجروا مسابقة لإختيار أفضل العروض ؟".
" نعم , فعلوا .ونحن فزنا بتلك المسابقة ".
كاد هذا الخبر يجعلها تنسى ألم كتفها .حملت شاني مخططاً تلو الآخر, وراحت تنظر إلى التفاضيل الدقيقة ,فضلاً عن المخطط الرئيسي المذهل حقاً.
أخيراً علقت: " كم أنت لامع!".
" أعلم "
قال بيرس ذلك وهو يضع كوبي الكاكاو وكعك الشوكولا بالإضافة إلى حبتي دواء أمام شاني. تابع قائلاَ:" ... ووسيم وقوي البنية, وشديد التواضع إلى درجة لا تصدق".
غصت شاني .
أمرها بيرس قائلاً : " تناولي حبتي الدواء ".
" أمرك , سيدي ".
وهذا ما فعلته
" روبي تقول أنك لست عادية, أنت أيضاً ".
" روبي تقول ألطف الأشياء ".
" هذا ما تقوم به حقاً.اَه ! بالكلام عن روبي وأبنائها......"
استدار بيرس ,وبحث تحت رزمة الأوراق الموضوعة على الطاولة ,ثم تابع قائلاً : " اتصلت هاتفياً ببلايك.. بلايك هو أحد ابناء روبي, وكلمته بشأن مايك واستخدامه لبطاقتكما المصرفية المشتركة "ملاذٌنا
" مهلاً! ".
ما الذي بفعله بيرس؟... تابعت تقول : " لا يحق لك.."
رد بيرس بأسى قائلاً : " هذا ما قاله بلايك, ربما تصرف مايك بشكل مخالف للقانون ,لكنه لا يستطيع ملاحقته , ما لم تسمحي له أنت بمعرفة التفاصيل الخاصة بك. أرسل لي بواسطة الفاكس نموذجاً حتى تملئيه. إذا رغبتِ بالتوقيع والمواقفة عليه , فسوف ينظر بالأمر".
" ليس هنالك ما يستطيع بلايك أن يفعله ".
قال بيرس بتواضع : " سأخبرك أمراً, روبي تقول إننا سلالة سوف تحكم العالم".
قالت شاني : " لا فائدة من تأسيس السلالات إن لم يقم أي منكم بإنشاء عائلة".
ثم أكلت كعكة بالشوكولا, وهي تقرأ بغير تركيز النموذج ,ثم وقعت عليه. قالت مقترحة: " ربما يمكنكم أن تشكلوا سلالة بالفعل , عالماً يدبره أشخاص من دون امهت ا".
فكرت شاني بأمها , وحملقت قائلة: " قد ينجح الأمر".
خمن بيرس إلى أين ذهب تفكيرها, فقال:" مهلاً! والداك أجرا منزلهما فقط".
قالت شاني بغموض: " لدي دمية في غرفة نومي, تدعى سوزي بيل .إن لعب أي ولد بسوزي بيل.."
" أترغبين بأن ننظم حملة لإستعادة سوزي بيل؟ رجال مسلحون تحت جنح الظلام, يكستحون المكان قائلين: " لا أحد يتحرك! الدمية لنا ".
ابتسمت شاني ابتسامة عريضة قائلة: " أتريد أن نحاول؟".
" سام يعمل في قوى الأمن. سوف نجعله المسؤول عنا ".
" سام... أتعني سام ابن روبي؟ ".
" قلت لك, نحن سلالة ".
حملقت شاني به للحظة مطولة. فجأة شعرت بالارتباك ,فأشاحت ببصرها ,وحدقت بلهب النار من خلال أبواب الموقد المفتوحة. هذا أكثر أماناً بالطبع!
" يجدر بك أن تعودي إلى السرير ".
قال بيرس ذلك بصوت بدا مشدوداً بعض الشيء. يجدر بها أن تفعل ذلك. لكن هذا الجو رائع , إذ إن المطبخ ما زال يعبق بالرائحة اللذيذة لطبق اللحم بالكاري الذي جاءت به والدة دواين عند العشاء. بالاضافة إلى الحلوى وبقايا تارت التفاح التي ما زالت على المنضدة بإنتظار الغد. هذا المطبخ لطيف, محبب , دافئ , وهناك رجل يعمل على طاولة المطبخ لإنجاز مخططات مذهلة . إنه رجل لطيف حقاً...
" سأعود إلى السرير حالما أشعر بمفعول الدواء . عد إلى مخططاتك ".
هذا ما فعله بيرس , إذ ركز على عمله باهتمام مطلق . بعد برهة بدا كأنه نسي أمر وجودها , وهو أمر يناسبها . هكذا يمكنها مراقبته خلسة . فكرت شاني , كيف ستمضي الأسابيع القليلة المقبله معه؟ ربما لا يجدر بها أن تذهب إلى الشاطئ . لن يحتاجها في القصر...
" سوف أحتاج إليك ".
قال بيرس ذلك كأنه قرأ أفكارها . رمشت شاني بذهول. كان يدون الملاحظات على جانب المخطوطات, أما يده فلم تتوقف. كيف استطاع أن يعرف ما الذي تفكر به؟
" لماذا؟ ".
" لان دونالد يثق بك ".
" دونالد؟! ".
" انه صبي غريب . لا أظنه يثق بي. إنه يحاول أن يهتم بهم جميعاً بمفرده, وهو يحاول أن يدعي أنهم لا يحتاجون إلي, لكن يبدو أنه تقبلك منذ البداية, لاسيما بعد أن أنقذته من الثور
ساد صمت مطول . راحت شاني تراقب اللهب وهو يتخذ أشكالاً مختلفة , ثم قالت: " يمكنني أن أرى ثوراُ هناك ".
" ثور.....".
" نوع من الثيران... في الجحيم . إنه شيء ما.....يشبه رسوم دانتي .أظنني قد أرسمه ".
" ما الذي تحتويه حبوب الدواء هذه؟
" ماذا؟ "
ابتسم بيرس ابتسامة عريضة , ثم نهض, وانضم إليها أمام وهج النار الدافئ المحبب بالقرب من الموقد . قال لها : " حان وقت النوم".
" أرغب بالبقاء .. هنا ".
" لكن حان موعد نومك يا أميرة ".
قال بيرس ذلك. ثم انحنى , وحمل شاني بسهولة تامة. يجدر بها أن تستاء.. يجدر بها .....
لفت شاني ذراعيها حول عنق بيرس, وتعلقت به قائلة: " جميل ! روبي على حق.. تقول أنك الألطف بين الشبان ".
" أظنك لست معتادة على تناول المسكنات. سوف تغيبين عن الوعي إن لم تخلدي الى النوم ".
راح بيرس يصعد الدرج , فتكورت شاني مستندة إليه. فكرت بضبابية أن لباس نومه مصنوع من قماش رقيق مشابه للباس نومها ذي الخنازير الزهرية. ألقت خدها على كتفه, فأحست بالدفء.
وصلا إلى غرفة الفتيات . دفع بيرس الباب بقدمه, ففتحه , ومشى بخطوات واسعة نحو آخر سرير في الصف, وهو سريرها. وضعها على الوسائد , ثم مد يديه, فيما ظلت متعلقة به. حل أناملها بحذر من خلف عنقه , وقال: " شاني , أفلتيني".
أفلتته شاني , وهمست:
" الرجال الأرامل جذابون جداً ... جداً ".
" كذلك هن الفنانات اللواتي يرتدين لباس النوم المطبع بالخنازير الزهرية ".
قال بيرس ذلك وهو يبتسم ابتسامته السحرية, تلك الابتسامة التي تدفئ قلبها.
" عمت مساء , شاني ".
همست :" ألن تعانقني عناق ما قبل النوم ؟ ".
كاد بيرس ألا يفعل . لكنه لم يقو على المقاومة . عرفت شاني ذلك تماماً كما تعرف أن الليل آمن , وأن الحياة جيدة , وأن هذا المنزل هو أروع منزل أقامت فيه , وهذا السرير مريح و..
عانقها بيرس. أراده أن يكون عناقاً خفيفاً كالريشة , وأن ينتهي قبل أن تعرف ذلك,لكن شاني وضعت ذراعيها حول عنقه.بدا الأمر صحيحاً جداً ... للحظة أحست أنه .. ملكها.
أخيرا تراجع بيرس منسحباً , ما أجبرها على الرجوع إلى الوسائد والإبتعاد عنه . بعدئذٍ أخذ يتراجع نحو الباب . أخيراً ابتسم لها, لكن ابتسامته بدت ملتوية. قال:" إنت بحاجة إلى النوم. عمتِ مساءً ".
أخيراً استدار ومشى خارج الغرفة, وهو يغلق الباب خلفه..................
انتهى الفصل الخامس
........................................


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 06:54 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6- قصر الأحلام

استغرقت الرحلة بالسيارة إلى القصر ثلاث ساعات، أما شاني فكانت تشعر بالخجل طيلة الطريق. أصرت على قيادة سيارة والدها، لأنها لم ترغب أن تنضم إلى العصابة في سيارة مورين، وان تجد نفسها محتجزة من دون وسيلة نقل في مكان لا تعرفه. بيرس شعر بالقلق حيال قيادتها السيارة، وهي تعاني من لآلام كتفها، لكنها تجاهلته. اختار دونالد أن يذهب معها. وقاد بيرس شاحنة مورين ولحقت هي به.

تلك الحبوب المسكنة جعلتها تتصرف بغباء، استرجع ذهنها مشهد العناق مراراً، أما رفيقها الصغير فلم يساعدها. أخذ يدندن اغنية قصيرة، وهو يرفض الكلام. يفترض بها أن تلحق بيرس، لكن حتى رؤية مؤخرة سيارته جعلت رأسها يدور. لذا تراجعت متأخرة عنه، إلى أن انتهى بها الأمر في خليج الدلافين من دون أن ترى سيارته في أي مكان. استدارت حول أول منعطف خارج المدينة، فإذا به قد أوقف سيارته جانباً، وبد قلقاً بالفعل. خفتت شاني سرعتهان فرأت القصر.

توقفت وهي تشعر بالذهول. فتح دونالد فمه على اتساعه مذهولاً أيضاً، وقال: " إنه قصر حقيقي! ".

قالت شاني: " نعم أظنه مخيفاً ".

وجه لها دونالد نظرة مشككة، وقال: " لا أظنه كذلك، إنه فقط كبير وله رؤوس حادة ".

يقع القصر على مرتفع صخري فوق البحر، وقد ظهرت خلفه في الأفق الجبال المغطاة بالضباب البنفسجي. بٌني هذا القصر من الحجارة البيضاء اللامعةن وفيه العديد من الأبراج الصغيرة ذات الفتحات، كتلك التي تستخدم للحراسة وإطلاق النرا. كما أن الأعلام ترفرف من تلك الفتحات. تصورت شاني انها في أي لحظة الآن سوف ترى المحاربين المزودين بالرماح قادمين كي يطردوهم من هنا.

" أين كنت بحق الجحيم؟ ".

انفتح باب سيارة شاني، فيما طالبها بيرس بكلامه هذا، ما جعلها تقفز فزعاً: " لقد أخفتني! ".

" وأنت أخفتني. . . لم أتخيل سوى حوادث السيارات ".

" أنا فقط أقود بهدوء، لأن معي طفلاً في السيارة ".

ثم حدقت بالقصر من جديد، وقالت: " هل رأيت هذا من قبل؟ ".

" ساعدت في أعمال الترميم والتجديد. أليس عظيماً؟

قالت شاني بحذر: " إنته خرافي بالفعل ".

أشار بيرس إلى البرج الأعلى، وقال لدونالد: " ذاك البرج يحتوي على غرف نوم الأطفال. أترغب بالنوم في برج صغير عال؟

بلع دونالد ريقه، وقال: " مع ..... مع وندي والجميع؟ ".

" نعم ".

ألقى دونالد نظرة غير واثقة نحو شاني، وقال: " ومع شاني؟ ".

ردت شاني قبا أن يتمكن بيرس من الإجابة: " نعم. إنها فكرة رائعة دونالد! سأنام مع الأولاد ".

" هل أنت خائفة؟ ".

أغاظها بيرس بكلامه ممازحاً، وابتسم ابتسامة عريضة. علمت شاني ما الذي يقصده.

قالت شاني بقدر ما استطاعت استجماعه من عزة النفس: " ما حصل ليلة أمس هو بسبب حبوب الدواء ".

" أخبرتني بذلك خمس مرات اليوم. أترغبين بالقدوم إلى القصر؟ ".

فكرت شاني بيأس أن عليه التوقف عن الابتسام. فهي تهوي. . . وها هو قصر مجنون من القرون الوسطى يلوح أمامها، ويقول لها أنه يجدر بها أن تدع الواقع خارجاً، وأن تنغمس في الخرافة والأوهام.تدبرت أن تقول: " انس ليلة أمس، أرجوك! ".

بدا كأن الفوضى تعم المكان، وصدمهم ذلك ما إن دخلوا من البوابة الأمامية للقصر. كانت هنالك ثلاث فتيات صغيرات جالسات على الدرج الأمامي، اثنتان منهم توامتان في السادسة من العمر، فيما تجلس طفلة أخرى بينهما. كان تركيز الفتيان منصباً على أفماع من بوظة زهرية اللون وكبيرة جداً. قبع عند أقدامهن كلب غريب جداً. كثير الزغب ولونه البني متماوج مع اللون الأبيض، وهو ذو أذنين طويلتين. كان الكلب ينظر إلى الفتيات، بإنتظار البوظة التي قد تسقط منهن خلال أي لحظة.

أوقف بيرس سيارته أولاً، ثم توقفت شاني بعده. خرجا من سيارتيهما، فلوحت لهما الفتيات بأقماع البوظة بطريقة خطيرة. قال إحدى التوأمتين: " مرحباً! هل أنت السيد ماك لاكلان؟ ".

أجاب بيرس: " نعم ".

" سوزي قالت إنه سيكون هنالك أب لكن ليس أم ".

ردت شاني: " أنا شاني مدبرة المنزل. هل من أحد. . .؟ ".

" مرحباً! ".

جاءت امرأة مسرعة من الباب الأمامي. كانت ترتدي لباساً يغطي جسدها ملطخاً بالتراب، فيما كانت يداها مغطيتان بالوحل. نزلت المرأة مسرعة على الدرج. بدت مشرقة الوجه، وهي تمد يديها لإلقاء التحية. قالت: " بيرس وشاني قريبة روبي. أهلاً وسهلاً ".

تراجع بيرس خطوة إلى الوراء بصورة غريزية، فنظرت المرأة إلى يديها، وقالت: " آه! كان يجدر بي أن أغسل يدي. آسفة! كنت أزرع البطاطا ".

مسحت المرأة يديها بثيابه. قالت: " أنا سوزي، لايدي لوغانايك. أليس هذا لقباً غريباً؟ هاميش قصد البلدة لإحضار المشتريات. نحن نعاني من كارثة نوعاً ما مع اليقطين. الأرض شديدة الرطوبة، وقد ظهر العفن على الثمار الصغيرة. العفن المبكر إلى هذه الدرجة يعني الخراب. من منكم من يعاني من مرض الجدري؟ ".

" بيسي ".

قال بيرس ذلك وهو يبدو مذهولاً، فيما أشار بيده نحو السيارة حيث جلست بيسي في مقعدها الخاص بالأطفال، وهي تحدق خارجاً بإهتمام. تابع يقول: " عانت كثيراً قبل ظهور البقع، أما الآن فهي أفضل ".

بدأ الأطفال يخرجون من السيارة، فقالت سوزي: " لكنكم جميعاً عانيتم من مرض الجدري. إنكم تستحقون نيل ميدالية على ما مررتم به. حسناً! أيها الأصدقاء جئتم إلى المكان الصحيح. هذا أفضل مكان في العالم للتخلص من الحكاك الذي يسببه المرض. استلقوا في المواج المتكسرة لساعات طويلة. هل جئتم إلى الشاطئ من قبل؟ ".

ردت وندي وهي تقبض بقوة على يد آبي: " لا ..... لا ".

خرج من جانب البوابة شاب ممشوق القامة، يرتدي ملابس العمل التي تغطي جسده بأكمله، وهو يحمل عتلة بيده. استدارت سوزي نحوه، فلوحت قائلة: " جون! القبيلة المصابة بمرض الجدري وصلت. إنهم لم يروا الشاطئ من قبل. هل نأخذهم إلى هناك على الفور؟ ".

ألقى جون العتلة من يده، وقال: " ممتاز ".

ثم صرخ إلى الأعلى نحو النافذة المفتوحة في أحد البراج قائلاً: " كريستي القبيلة المصابة بمرض الجدري وصلت هنا. نحن ذاهبون إلى الشاطئ ".

صرخ صوت نسائي رداً على ذلك من نافذة مفتوحة فوقهم: " لن تذهبوا من دوننا ".

ظل بيرس وشاني يحدقان ببعضهما مذهولين، في حين أن الأطفال وسوزي وجون وجودي والكلب تافي، وكريستي الحامل غادروا جميعاً إلى الشاطئ.

" بيسي لا تذهب إلى الغرباء ".

قالت وندي ذلك لسوزي، إلا أن سوزي قالت: " أنا لست غريبة. أنا سوزي. أنا أم روز. بيسي، أنت تحبيني، أليس كذلك؟ جون هل ستحمل روز؟ ".

نادى جون من الخلف: " بالطبع "

بدت لكنته أميركية تماماً مثل سوزي، أردف قائلاً: " أنا و التوأمتان ودونالد سنحرسكم من الخلف ".

سألت شاني مذهولة: " من هي سوزي؟ أهي حقاً. . . لايدي؟ ".

" الإيرل الجديد للوغانايك، هاميش كان مليونيراً قبل أن يرث هذا القصر. هاميش متزوج من سوزي. أما جودي فهي سكرتيرة هاميش السابقة. جون هو زوج جودي، وهو عامل إجتماعي دعياه ليأتي من أميركا كي يساعدهما على تنظيم المكان. كريستس هي الشقيقة التوأم لسوزي، وهي هنا مع زوجها. كلاهما طبيبان من منطقة خليج الدلافين. التوأمان هما لهما، أي ابنتا شقيقة سوزي. أما الطفلة روز فهي ابنة سوزي ".

ابتسم بيرس ابتسامة عريضة، وتابع قائلاً: " لا تنظري إلي هكذا. سوف يتضح لك الأمر أكثر فيما بعد. أنا جئت إلى هنا لأضع مخططات الترميم، ولأجل الافتتاح، لكنني مازلت أحاول أن أربط الكلاب والأولاد مع من يخصونهم من الراشدين. إنها فوضى، لكنها فوضى رائعة ".

" هذا المكان يبدو مذهلاً. لماذا لم تفكر بإحضار الأولاد إلى هنا من قبل؟ ".

أقر بيرس قائلاً: " لأكون صادقاً معك . . .كنت شديد الإنشغال، لدرجة أنني لم أفكر أبعد من انفي منذ وصول مورين. لم أفكر بذلك إلا عندما اقترحت أن نذهب جميعاً إلى الشاطئ. كما أن روبي معروفة هنا. وكنت اخشى وصول الخبر إليها بخصوص الأولاد ".

" ألا تمانع لو عرفت الآن؟ ".

" سوزي تقسم أن الأمر سيبقى سرياً ".

ابتلعت شاني ريقهان إنهم ليسوا بحاجة إليها، فما هو عذرها للبقاء؟

" أنا . . . يجدر بي أن أذهب بكل بساطة. إنكم لا تحتاجون إلي ".

كان الأولاد قد رحلوا إلى الشاطئ الآن. وباتت صرخات الإعجاب مسموعة من حيث هما واقفان. تابعت شاني: " حتى أنت، بالكاد يحتاجون إليك، ذهب الأولاد من دون أي نظرة إلى الخلف ".

سألها بيرس: " أتذهبين إلى منزل روبي؟ إلى التطريز؟ ".

" يمكنني أن أجد مكاناً ما. أنا لست بلا أصدقاء ".

وصلت أصوات الأولاد إليهما قوية من فرط الحماس، فقال: " يجدر بنا أن نذهب لنرى . " أنت بحاجة لتذهب لترى ".

قال بيرس فجأة: " كلانا بحاجة لن نذهب ونرى. وعدت للتو أنك ستنامين في جناح الأطفال، ولا أراك تخلفين بهذا الوعد ".

وصع بيرس يديه على رسغيها، وثبتها مكانها قائلاً: " شاني! انت اقترحت هذه الرحلة. إنها فكرتك، وهي فكرة مذهلة. أنا وظفتك كي تعتني بأولادي، وأنت تفعلين هذا تحديداً بإحضارهما إلى هنا. أمضيت وقتاً عصيباً في لندن، وكنت مصابة بالإنفلونزا، كما أن الظلال مازالت مرتسمة تحت عينيك. أظن انه يجدر بك أن تمضي الأسبوعين المقبلين مستلقية على الشاطئ حتى تستعيدي لونك. أمامك أسبوعان على الشاطئ. اعتادي على الأمر. والآ، . . . هل تذكرين في أي حقيبة وضبنا أغراض السباحة الخاصة بنا؟

" في الحقيبة الحمراء ".

" ها أنت إذا! أثبت انك مفيدة للتو. دعينا نذهب لننضم إلى الباقين. آه، شاني .

" ماذا ".

قال بيرس وهو يبتسم: " ذلك العناق ليلة أمس . . .أنا لم آخذه على محمل الجد، وأنت أيضاً لا يجدر بك أن تفعلي

لا يجدر بها أن تكون هنا.

استلقت شاني في الظلام في غرفة نومها الرائعة، وحدقت باسقف الذي ينيره ضوء القمر، متسائلة عما تفعله بحق الجحيم بإقامتها في قصر مخصص للأطفال المعوزين. يمكنها أن تذهب إلى منزل روبي، أو تخيم على أرضية الشقة الصغيرة لدى جولز. في الواقع! إنها المرة الأولى التي ترى بوضوح حال الفوضى التي صارت عليها حياتها. إنها في الثامنة والعشرين من عمرها، وستبلغ التاسعة والعشرين خلال ثلاثة أسابيع. فقدت معرضها الفني، وخسرت شقتها، وليس معها أي مال، وليست لديها مهنة

همست شاني لنفسها: " ولن يوظفني أحد. أنا مؤهلة للإشراف على معرض فني، مع هذا فإن المعرض الوحيد الذي امتلكته أصيب بالإفلاس. يا لها من مؤهلات! ".

" شاني؟ " .

إنه صوت أحد الأولاد. أجبرت شاني على الخروج من أفكارها. جلست مستقيمة على السرير. مدت يدها نحو المصباح المجاور للسرير. قالت وندي بصوت مرتعد: " شاني! هل أنت نائمة؟ ".

أجابت شاني، محاولة أن تبدو مبتهجة: " لا! أنا جالسة في سريري الملكي أنتظر بضعة خدام كي يلبوا طلباتي. أما الآن فأرغب بأن نتحدث معاً ".

قذفت شاني الأغطية إلى الوراء، فيما غامرت وندي بالدخول إلى الغرفة. قالت شاني: " تعالي، أدخلي! المكان دافئ هنا ".

لم تكن وندي بحاجة إلى أكثر من دعوة. إذ انطلقت فعلياً كالصاروخ نحو السرير، وغاصت فيه، ثم رفعت الأغطية حتى ذقنها. قالت شاني بدهشة: " هاي! أنت لست خائفة من الأشباح، أم بلى؟

" راودني . . . حلو، وأنا . . . ظننته حقيقياً ".

كانت وندي ترتجف تماماً، فاختفى خلال لحظة إنغماس شاني بذاتها وأفكارها. كان يجر بها أن تنام مع الفتيات هذه الليلة. لكن وندب وآبي اختارتا غرفة فوق رأسها تماماً، إنه برج ذو نافذتين مقوستين وضع فيه سريران، كل سرير داخل أحد القوسين. ما إن نظرت الفتاتان إلى تلك الغرفة حتى صرختا فرحاً، ولم يكن هنالك متسع لها. أما الصبيان فاحتلا غرفة مماثلة في الناحية الأخرى من البرجز فيما غرفتا شاني وبيرس تقعان مباشرة تحت غرفتي الأولاد، لكي يتمكنا من سماع أي منهم لو نادوهما. بيرس وضع بيسي في مهد في غرفته، وقبعت شاني في غرفة رائعة. ضمت شاني الفتاة الصغيرة بملاصقة جسمها.

" هل من مشكلة؟ ".

رفعت نظرها، فوجدت بيرس في مدخل الباب، إنه ما يزال يرتدي سروال الجينز مع الكنزة. لماذا تراه يجول في القصر ليلاً، وهو يرتدي ملابسه؟ قالت شاني: " وندي هنا ".

" وندي . . ..؟!".

التصقت وندي بشاني بقدر ما أمكنها أن تفعل، وتقوقعت تحت أغطية السرير، فيما راح جسدها كله يرتعد.

" إنها الكوابيس! ".

قالت شاني ذلك، فأجفل بيرس، وقال: " مجدداً؟ ".

خطا بضع خطوات داخل الغرفة، فحشرت وندي نفسها بملاصقة شاني بشدة أكبر، وصاحت: " لا . . .".

توقف بيرس وكأنه صُعق، فقال: " اللعنة، وندي! ".

قالت شاني بشكل آلي: " لا تلعن. هاي، وندي! إنه بيرس ".

كانت الطفلة ترتعش كثيراً، لدرجة أن شاني بدأت تشعر بقلق جدي.

همست وندي: " ارحل. أنا لست بحاجة . . . ".

تكلم بيرس من حيث هو واقف: " راودتها الكوابيس من قبل. إنها مريعة . . . لكنها لا تدعني أبداً أقترب منها. أخذتها إلى أخصائي في علم نفس الأطفال، لكنها ترفض التكلم عنها ".

قالت شاني: " الكوابيس مروعة ".

" أعلم ".

" أخبريني عن كابوسك ".

طرحت شاني سؤالها على وندي وهي تعانقها، فهزت وندي رأسها بقوة. كشرت شاني وهي تقول لها: " أنا راودتني الكوابيس عن الضفادع، الضفادع الكبيرة الضخمة اللزجة. الضفادع تحتل العالم. مروع! ".

ساد الصمت . . . عانقت شاني الفتاة الصغيرة بشدة، لدرجة أنها أحست بضلوعها تتصادم.

قال بيرس بتثاقل: " وندي نحن بحاجة لأن نتكلم عن هذا. أنا أعلم أنك خائفة. أعلم أن الظلام يبدو موحشاً ويُشعر بالوحدة. في ما مضى منذ زمن أنا أحسست بذلك ".

قالت شاني لوندي: " الراشدون يخافون أحياناً أيضاً، أما الحل فهو التحدث عن الأمر. أنا تحدثت إلى أمي بعد أن انتايتني الكوابيس عن الصفادع، وهي أخذتني إلى حديقة الحيوانات، فتعرفنا على كل ما يتعلق بالضفادع. تعلمنا أن أكبر ضفدع في العالم هو غولياث. إنه ضخم جداً، لكنه بالرغم من ذلك لا يأكل سوى الحشرات. أخذتني أمي بعد ذلك إلى مستنقع في حديقة صديقة لنا، فجمعنا بويضات الضفادع. فقست البويضات فصارت شراغيف ثم تحولت الشراغيف إلى ضفادع. أنا أطلقت عليها أسماء مثل هوبيت وكاسيدي. وبالتالي صرت أحلم بالضفادع الحقيقية، وكوابيسي بكل بساطة. . .توقفت ".

قال بيرس برقة: " والداك أحباك ".

أجابت شاني بسرعة: " لكنهما هجرا سوزي بيل ".

ثم فسرت لوندي: " دميتي جميلة. دعونا لا نتكلم عن والديّ. وندي، عم يدور كابوسك؟ ".

همست وندي: " بيرس . . . اذهب من هنا ".

بدت الكلمات صادمة جداً. رفعت شاني نظرها نحو بيرس، فلاحظت الألم على وجهه. لا يمكن أن تكون وندي خائفة من بيرس، همست شاني: " بيرس هو صديقنا. بيرس يحبك ".

" إنه . . . ".

ألحت شاني قائلة: " ما هي كوابيسك؟ ".

تذمرت وندي: " الظلام ".

هذا كثير جداً عليه. أخذ بيرس يتراجع خارجاً من الباب. في الواقع، بدا مذعوراً. قال بصوت قاس: " سوف أدعكما. سأكون في الأعلى . . .بعيداّ جدا حيث لا أسمعكما ".

أرادت شاني ان تناديه ليعود، لكنها علمت أنه لا يجدر بها فعل ذلك. وندي ما تزال مضغوطة بقوة بملاصقة جسدها. هل استيقظت تماماً من كابوسها، أم أن بعض أثاره ما زالت باقية عليها؟ أتراها تخشى بيرس؟ هذا ليس منطقياً. آه . . . الاستغلال؟ هذا أمر لا يحتمل أن تفكر به، لكن شاني استنشقت نفساً عميقاً، ثم ابتلعت ريقها، وقررت أنه يجدر بها أن تتصرف كراشدة هنا. إنها بحاجة لأن تتعامل مع الأمر وكأنها لا تعرف شيئاً، وهذا ما فعلته. قالت لوندي: " بيرس رحل. يمكنك أن تخبريني عن كوابيسك الآن

" أنا . . . لا ".

قررت شاني أنه آن الآوان لاستخدام بعض التسلط، فقالت: " وندي! أنا أنقذت دونالد من الثور، وسانقذك أنت أيضاً مما يرعبك. لكنني بحاجة لأن أعرف ما هي كوابيسك ".

ساد صمت مطول، ثم همست وندي: " مظلم ".

" هنالك ضوء ليلي خافت في غرفتك. أليس منيراً بما فيه الكفاية بالنسبة إليك؟ ".

" لكن. . .عندما أذهب إلى النوم . . .".

" هل تشعرين بالظلمة حين تذهبين إلى النوم؟ ".

قالت وندي: " الحزانة . . ".

حبست شاني أنفاسها: " أي خزانة؟ ".

" إنه يضعني داخلها. . . إنه يكرهني، لأني اخبر أمي لو ضرب الأطفال, أمي في السرير. . .إنها مريضة. وكل مرة. . .".

بدا من الواضح أن الكابوس يمزج الماضي مع الحاضر بشكل مريع. قاطعتها شاني: " أهو بيرس؟ ".

" لا . . .".

بالكاد سُمع كلامها وهي تقول همساً: " الآخر . . . ".

" رجل آخر؟ ".

" بقينا معه فترة طويلة. أمي قالت أن علينا أن نبقى معه، لأن ليس لديها مكان آخر تقصده، لذا لم أخبرها بخصوص الخزانة. كانت تغضب حين أخبرها أنه يضرب الأولاد. . . أخبرت الأطفال أنه لا بأس بذلك. أنا لم أمانع . . . ادعيت أنها لعبة، لكنها لم تكن كذلك. في أحد الليالي ضرب دونالد بقوة. . . جعل عين دونالد تتورم، فركلته. . . حبسنا كلينا في الخزانة، لكن دونالد بكى بصوت مرتفع جداً، فسمعته آبي وأخبرت أمي. نهضت أمي فصرخت وصرخت. . . أخبرها دونالد أنه كان دوماً يضعني في الخزانة، بالرغم من أنني طلبت منه ألا يفعل. بكت أمي طيلة الليل، وفي اليوم التالي وضعتنا جميعنا داخل السيارة، وقصدنا منزل بيرس.

فكرت شاني بيأس وهلع أنها ليست مؤهلة لتتعامل مع هذا الأمر. لكنها كل ما لدى وندي. بلإسثتناء بيرس، الذي يتضح أن وندي تخلط في رأسها بينه وبين صديق والدتها البغيض. فكرت ساني أنها تفعل ذلك في نومها فقط، لكنه كاف لأن يجعل بيرس عاجزاً عن مساعدتها الآن.

" وندي هذه قصة مرعبة. كيف تجرأ أن يعاملك بذلك الشكل؟ كان عليكم أن تبلغوا الشرطة ".

قررت شاني أنه لن يؤذيها لو أظهرت غضبها، فتابعت: " آه، وندي! كيف احتملت ذلك؟ كما أنه كان عليك أن تعتني بأطفال آخريت أيضاً ".

" إنه كان. . . .مظلماً ".

" ووالدتك، ألم تعلم؟ ".

" حاولت مرة أن أخبرها، لكنها غضبت وخرجت من السري فوقعت. هو اخبرها أنني كنت شقية، وأنه وضعني هناك لدقيقة فقط، لكنه وضعني هناك لساعات وساعات، وتكرر الأمر مرات عديدة. طيلة الليل أحياناً. إلى أن تكلم دونالد. أنا حاولت ألا أخبرها ".

همست شاني: " آه، وندي حبيبتي! آه، وندي! أيتها الشجاعة, أنت أكثر طفلة شجاعة عرفتها على الإطلاق. أنت تعلمين أن بيرس ليس مثل هذا الرجل ".

" أنا. . . .أنا أعلم ".

استنشقت شاني تفساً عميقاً، ثم أرجحت رجليها خارج السرير، ونهضت، فأضاءت النور العلوي. هذا الأمر بدا لها فجأة ذا أهمية فائقة. قالت: " تعلمين أنني أنقذت دونالد من الثور ".

أومأت وندي، وهي غير واثقة مما تبغي شاني الوصول إليه.

" وندي! أقسم لك، لو حاول أي شخص آخر أن يؤديك، فأنا سأتعامل معه تماماً مثلما تعاملت مع الثور. لا يهم من هو هذا الشخص. هل تصدقين؟ "

وضعت شاني يدها تحت ذقن وندي، وأجبرتها أن تلاقي عينيها قائلة لها: " وندي، يجدر بك أن تصدقي هذا ".

" أنا. . .أنا أصدق ".

" إذا، هل تخشين بيرس؟ "

حبست شاني أنفاسها. فكرت حتماً لا يمكن أن تكون مخطئة بخصوص شخصية بيرس. لكن هذه الطفلة تثقبها.

" أرجوك. . .! ".

همست شاني، لكنها أجبرت وجهها على أن يبقى خالياً من أية تعابير، لا ينم عن أي شيء. همست وندي: " لا ".

" لم ترعبي بدخوله الآن ".

" لا. . . أنا . . . ".

" أنت ماذا؟ ".

قالت وندي بيأس: " إنها فقط الأحلام. أمي قالت أن بيرس صديق لنا، وقالت أنه يمكننا أن نثق به إلى الأبد. قالت أننا سنكون بأمان معه. ونحن كذلك، فهو لطيف وطيب. أحياناً أنا أعانقه كبقية الأطفال. لكن خلال الليل تساورني أحلام، وهو يختلط علي مع. . .مع الرجل الآخر

" هل فعل بيرس أي شيء لم يعجبك.؟ أي شيء على الإطلاق ؟

أهذه شاني التي تطرح هذا النوع من الأسئلة؟ ما الذي تقعله بطرحها أسئلة كهذه؟ لكن عليها أن تفعل هذا. قالت وندي: " لا ".

لا يمكن للطفلة أن تكذب بخصوص هذا الأمر. إنه بالغ الأهمية. لسبب ما، قررت وندي أن تسمح لشاني بنيل ثقتها، وهي سوف تصل إلى أبعد ما يمكنها.

" إذا ليس هنالك سبب آخر يدفعك للخوف منه سوى الأحلام؟ ".

قالت وندي بيأس: " لا يمكنني أن أتوقف عن الأحلام. أنا أحاول وأحاول لكن الظلام يأتي ".تكلمت شاني وهي تحاول ألا تبكي: " آه، حبيبتي! إنك بامان الآن. إنك بأمان مطلق. أنا أحميك، وبيرس يحميك، وكذلك يفعل كل من في هذا القصر. يوم غد سوف نذهب إلى الشاطئ لنسبح قبل الفطور ".

" أنا . . . أنا أعلم ".

أخيراً يمكنها أن تفعل شيئاًما. قالت لها: بعد أن تسبحي يوم غد، ما رأيك لو ذهبنا أنا وأنت إلى البلدة لنجد مصففة شعر وتجراً للملابس؟ ".

ابتسمت شاني ابتسامة عريضة، وتابعت: " ليس هناك ما هو أفضل من التسوق لكي يبعد عنك الكوابيس. سنقوم بأشياء جميلة . . . أمور خاصة بالفتيات. إنك في الحادية عشر من عمرك وندي ماك لاكلان. يمكنك أن تكوني طفلة. وأن تستمتعي قدر ما تشائين. لكن آن الآوان كي تحاولي لعب دور الآنسة الصغيرة

.........

انتهى الفصل السادس


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 06:55 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:36 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.