آخر 10 مشاركات
لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          309 - نهر الذكريات - مارى ويبرلى - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          كتاب رحلة الساق المعلقة من رأس العش إلى رأس الكوبرى (الكاتـب : ahmad2006771 - )           »          214 - العسل المر - لي ويلكنسون -حصـــــــــــرياً (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-17, 03:19 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 483- كأنهما غريبان -سارة مورغان -كتابة /كاملة)






روايات احلام

483- كانهما غريبان سارة مورغان

الملخص

هناك امراة واحدة فقط قادرة على مساعدة شقيقة ريكو كريسانتي المريضة.

انها زوجته التي هجرته,انا ستاسيا.

طلب ريكو من ستاسيا ان تتصرف في العلن كزوجة مثالية ووفية,اما حين يكونان بمفردهما فعليها ان تقوم بواجباتها تجاهه على اكمل وجه.

ومع هذا لم يفكر لحظة انه سيصبح متعلقا بها بشكل لايصدق ,لكن ستاسيا تعلم ان عليها الابتعاد من جديد,ماان تشفى شقيقة ريكو.

هل سينتهي دورها عندها كزوجة لريكو بعد ذلك.

ستكون له في كل لحظة من وقتهما معا,ولكنه لايستطيع ان يشتري حبها........

_______________




محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


الرواية منقولة شكرا لمن كتبها


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 03:28 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1_من اجلها فقط
_لن تموت !
حدق ريكو كريسانتي,البليونير ورئيس مؤسسة كريسانتي بحزن من خلال الزجاج الفاصل بين الغرفة التي اجتمع فيها اقاربه وغرفة العناية المركزة ,غافلا عن نظرات الممرضات العاملات في الغرفة .
انه معتاد على تحديق النساء المستمر به,وهو يلاحظهن احيانا,ويغفل عن ذلك في احيان اخرى,كما هو الحال اليوم.
تركزت نظراته على جسد الفتاة المستلقية فوق السرير,والمحاطة باالاطباء وبالالات الحديثة.
خلع سترة بذلته منذ برهة ,ورماها على احد المقاعد بلا مبالاة ,وهاهو الان واقف وعلامات التوتر بادية عليه بوضوح,وقد رفع كمي قميصه الحريري كاشفا عن ساعدين برونزيين,فيما غطت لحيته السوداء فكه الحازم,ماجعله يبدو كقاطع الطرق اكثر منه رجل اعمال ناجح.
بالنسبة لرجل مثل ريكو,مندفع حيوي ومعتاد على السيطرة والقيادة ,لانتظار هو اسوا انواع العذاب .
مهما كان سبب ذلك الانتظار فهو ليس معتادا عليه,انه يسعى دائما الى حل مشاكله بسرعة لكنه وللمرة الاولى في حياته,يكتشف ان هنالك اشياء ليس بمقدوره السيطرة عليها,اشياء لايستطيع شراءها بالمال,مثل حياة اخته المراهقة.
اطلق ريكو شتيمة بصوت غير مسموع ,مقاوما ثورة غضبه ومحاولا السيطرة على نفسه حتى لايلكم الزجاج بقبضته.
امضى اسبوعين في المستشفى لم يشعر مرة بالياس والعجز عن حل شكلة واجهته كما يشعر الان.
سد اذنيه حتى لايسمع تنهيدات امه وجدته وعمته وابنتي عمته,ووقف محدقا بقوة وبصمت يائس الى الوجه الجامد امامه,وكان قوة شخصية كافية لايقاظ اخته واخراجها من حالة الغيبوبة تلك.
لابد من وجود شيء يستطيع القيام به,وهو الرجل الذي لطالما استطاع ايجاد الحلول لكل المشاكل ,ورفض الاستسلام امام اي ظرف من الظروف.
اخذ نفسا عميقا محاولا التفكير بوضوح,لكنه لم يتمكن من ذلك,فقلة النوم والحزن والقلق اثرت على تركيزه وتفكيره,بالاضافة الى ان الخوف الدائم على مصير اخته سبب له خدرا في عقله,اصبح من الصعب التخلص منه مع مرور كل ساعة من الوقت .
حاول جاهدا استعادة تركيزه,فتنفس بعمق وهو يمرر يده فوق مؤخرة عنقه,ضاغطا بقوة على اسنانه لدى اطلاق امه تنهيدة يائسة.
بدا صوتها اشبه بسكين حاد يخترق قلبه,انها المرة الاولى في حياته التي يدرك فيها معنى الياس الحقيقي.
ارسل في طلب واحد من افضل جراحي الاعصاب,فقدم هذا الاخير بالطائرة لاجراء العملية الجراحية لشيرا,كي يخفف عن دماغها الضغط الذي سببه النزيف.
باتت اخته الان قادرة على التنفس من دون الاستعانة بااالالات مع ذلك مازالت غير قادرة على التعافي والنهوض من الفراش.
مازالت حياتها تتارجح بين كفتي ميزان ,ولااحد باستطاعته التنبؤ بما سيحصل لها.
كما ان احدا لايستطع لاجابة عن هذا السؤال :هل ستبقى على قيد الحياة ام ستموت ؟وان بقيت شيرا على قيد الحياة فهل ستحيا مع اعاقة دائمة,ام انها ستستعيد حياتها السابقة قبل سقوطها عن ظهر الحصان؟
اطلق ريكو شتيمة اخرى وهو يمرر اصابعه القوية في شعره,بدا ذلك بالنسبة له اصعب مايمكن للمرء ان يمر به,ويضطر الى التعايش معه.
المه هذا الاحساس الدائم بعذاب الانتظار لاسيما وهو يرى امه تتعذب وتذوي امام عينيه,وتعيش شعورا دائما من الشك والخوف على حياة ابنتها ,وقد تزايدت الظلال السوداء تحت عينيها,فيما هي مجبرة ان تسال نفسها ان كان هذا اليوم وهو اليوم الاخير لابنتها الوحيدة على قيدة الحياة.
فجاة سخر ريكو من ضعفه,ولو لم يكن مرهقا لضحك من حماقته وجهله بصوت عال,هل اعتقد حقا ان باستطاعته السيطرة على القدر؟
القسم الذي اقسمه ريكو لوالده واعدا اياها ان يهتم بعائلته ,ويرعى شؤونها اصبح فجاة فارغا لاقيمة له.
مااهمية الامبراطورية التي شيدها؟مااهمية نجاحه الذي استخدمه لبناء الامبراطورية لتبقى بعيدة عن الهزات المالية؟عبر مشوراه الطويل بدا يعتقد ان ليس هناك من شيء لايستطيع السيطرة عليه,او لايستطيع القيام ب اذا اتخذ قرارا بشانه,ربما كان ريكو بحاجة الى هذا الحادث ليتذكر انه مهما بلغت ثروته ,فلا شيء يحيمه من سلطة القدر.
احساسه بياس كبير لعدم قدرته على القيام باي شيء,دفعه الى فك زر اخر من ازرار قميصه الحريرية باصابع متوترة,فيما اخذ يذرع الغرفة ذهابا وايابا بخطوات واسعة,الا ان ذلك لم يجعله يشعر بالارتياح .
لاول مرة مذ كان طفلا شعر بالدموع الحارة تلسع عينيه,وتهدد تماسكه الجليدي بالانهيار.
لعن ريكو ضعفه مغمضا عينيه,وراح يحف انفه باصابعه الطويلة وادرك انه لن يتمكن من مساعدة احد,اذا ماسمح لنفسه بالاستسلام والانهيار.
بدا افراد العائلة متوترين واعصابهم مشدودة ,وهم متمسكون بخيط وراء الامل يستمدونه من هؤلاء الاطباء المقطبي الوجوه.
لكن ريكو مازال مصدر القوة بالنسبة لهم,وهو الصخرة التي يتكون عليها,اذا ما شعر باالاستسلام والرغبة بالبكاء كاالاطفال,ستنهار معنويات العائلة باسرها,وتنهار معها لعبة الامل التي يتشاركونها كلهم.
بدلا من ذلك,حدق ريكو بصمت حزين بجسد شقيقته الجامد الملئ بالجروح,متمنيا ان تستيقظ.
فتح الباب من جديد,وهذه المرة خرج الطبيب المعالج بصحبة عدد من الاطباء الاصغر سنا.
ركز ريكو انتباهه على الطبيب المسؤول,وقد شعر من خلال ملامحه ان هناك اخبارا جديدة يود اطلاعه عليها فجاة شعر ريكو بالخوف من طرح السؤال الذي لابد منه.
انه يشعر بالتوتر بسبب قلة النوم بل بسبب م هو اسوا من ذلك بكثير الا وهو الخوف من سماع اخبار سيئة.
قال بنبرة حادة:
_هل هناك اي تبدل في حالتها .... اي تحسن ملحوظ؟
_قليلا هناك مؤشرات تدل على بعض التحسن في وظائفها الحيوية وقد استعادت وعيها لبرهة قصيرة.
بدا الطبيب قلقا من رهبة الرجل الواقف امامه لكنه تابع بهدوء:
_لقد تكلمت .
_هل تكلمت ؟ماذا قالت؟
شعر بالارتياح يتسلل الى عروقه للمرة الاولى منذ ايام وكان الثقل الذي يرزح تحته اصبح اقل وزنا.
هز الطبيب راسه مجيبا:
_من الصعب فهم ماقالته,لكنه احدى الممرضات تعتقد انها ذكرت اسما ما.
ثم جال بنظرة على افراد العائلة سائلا:
_ستاسيا ؟بدا لها كاسم ستاسيا,ايعقل ان يكون كذلك؟
تجمد ريكو في مكانه للحظة,غير قادر على الاجابة من هول الصدمة ,بينما اصدرت امه وراءه شهقة مرعبة,فيما بدات جدته بالعويل.
ضغط ريكو على اسنانه محاولا التخلص من تلك الاصوات انه مستعد للقيام باي شيء ليتخلص من هذا الوضع المهين لعائلته ولحياته خاصة,لكنه يعلم ان لاخيار اخر امامه في الوقت الراهن.
انهم هنا من اجل شيرا,لكن لسوء الحظ تصرفاتهم الهستيرية واضطرابهم العاطفي صعب عليه الامر بدل تخفيفه.
اما الان بعد ان ذكر اسم ستاسيا ,فلا بد ان الوضع سيسوء اكثر وبسرعة اكبر.
مجرد ذكر اسمها كاف لاحداث انفجار وسط عائلته وفي احاسيسه ايضا,اغمض عينيه للحظة ,اخته تصارع بين الحياة والموت,ويبدو ان القدر مصمم على بذل المزيد من الجهد لتدميره,هو ليس بحاجة الى التفكير بستاسيا وسط هذه البلبة!
قال الطبيب موضحا بصوت هادئ :
_حسنا! مهما كان الامر,هل يمكن احضارها الى المستشفى.؟
تجاهل ريكو انين امه الرافض ,واجبر نفسه على التركيز على القضية الاساسية شفاء اخته,بصعوبة تمكن من لفظ كلماته:
_هل سيشكل ذلك فرقا؟
اجاب الطبيب:
_هذا ممكن من الصعب التاكد من ذلك لكن الامر يستحق المحاولة ,هل الاتصال بها ممكن ؟المسالة هامة جدا ولن تتم من دون تضحية عاطفية.
نهضت الام على الفور,وقد بانت على وجهها ملامح الغضب والالم معا صاحت بقوة :
_لا!لا لااريدها هنا !انها........
_كفى !
شعر ريكو بموجة الفضول التي سرت بين افراد الفريق الطبي,فاسكت امه بنظرة واحدة من عينيه السوداوين البارتين.
لطالما ازعجهم تعقب الصحافة العالمية وتخييمها امام ابوابهم ومراقبة كل ساعة حياتهم الخاصة,بالاضافة الى مصادر الثرثرة والاشاعات الاخرى.
ستاسيا !ّ ياللسخرية !بعدما اصبحت العلاقة بينهما شبه منتهية,اعتقد ريكو ان لاشيء سيدفعه لالقاء نظرة واحدة على زوجته من جديد.
خلال الاشهر القليلة الماضية عمد فريق المحامين لديه الى العمل الدؤوب على صياغة اتفاق الطلاق الذي اراده عادلا وكافيا لابعاد ستاسيا عن حياته,كي يشعع انه قادر على الزواج مجددا.
هذه المرة سيتزوج من فتاة ايطالية لطيفة ولينة وتفهم مامعنى ان تكون زوجة لرجل ايطالي تقليدي,لافتاة انكليزية حمراء الشعر مندفعة وقوية,لاتعرف شيئا عن الطاعة الزوجية .
اخذ ريكو نفسا عميقا ماان تراءت له صورة ستاسيا المشاكسة الجميلة ,حتى شعر على الفور بشوق اليها سرى في كل انحاء جسده.
مر عام على مواجهتهما الاخيرة المؤلمة ,وعلى الرغم من الظروف المشينة لابتعادهما مازال يشتاق اليها بياس لايوصف .
انه لايثق بردة فعله لدى رؤيتها مجددا,فهي مازالت تؤثر في احكامه,الا انه لايريد الاعتراف بهذا الامر حتى لنفسه.
بالرغم من كل ماقامت به,تبقى ستاسيا بالنسبة اليه كالادمان ,ومجرد رؤيتها مجددا تجعله بعيدا كل البعد عن المنطق.
تعلم خلال السنة الماضية كيف يكرهها,وكيف يراها على حقيقتها انها غلطة حياته!
سار ريكو من جديد نحو الزجاج الفاصل ,نظر بصمت حزين الى حيث تتمدد اخته فيما ظهرت الملامح الكئيبة بوضوح على وجهه الوسيم وهو يحاول مراجعة خياراته المحدودة .
اخيرا توصل الى الاستنتاج البغيض ,وهو ان حاجاته ورغباته ثانوية امام قضية شفاء اخته لذلك سوف يجبر نفسه على رؤية ستاسيا من جديد.
رغب بشدة في وضع حد نهائي لزواجهما من خلال محاميه,وما من سبب يمنع حدوث ذلك الان.
هذا مااكده لنفسه بسرعة ,ما سيحدث لاحقا هو مجرد اجراء مؤقت.
بامكانه احضارها الى هنا من اجل اخته,وبعد ذلك سيعمل على ان تعود الى بلادها في اسرع وقت ممكن,من المحتمل ايضا ان يتجنبا رؤية بعضهما البعض,والا يتحدثا الا قليلا,هذا يناسبه بالتاكيد ,اذ لارغبة لديه في تمضية اي وقت مع تلك المراة.
ابتسم ريكو بضيق فهو يعلم ان ستاسيا ستلاحظ سخرية الوضع.ستاسيا الساحرة غير التقليدية ,المراة التي لم تحظ يوما برضى العائلة كزوجة مثالية لرجل صقلي ,حتى انها لم تكن بمستوى توقعات ريكو نفسه.
لقد اعطاها كل شيء وقام بكل مايقوم به اي زوج حريص على حياته الزوجية,بالرغم من ذلك لم يكن ذلك بالنسبة لها.
اصدر الطبيب همهمة فتحرك ريكو متخذا القرار الوحيد الذي يمكنه اتخاذه الان.
_سارسل في طلبها على الفور.
استدار ريكو لمواجهة جيو,رئيس فريق الحراسة الشخصية التابع له واضاف قائلا:
_اتصل بها وقم بالترتيبات اللازمة لتاتي الى هنا على الفور.
لاحظ نظرة الدهشة على وجه الرجل الذي عرفه منذ طفولته,وسمع شهقة الصدمة التي اطلقتها امه,فصر على اسنانه حتى كاد يكسرها ,وهو يحاول التصارع مع الموقف الذي سيقدم عليه والذي وعد نفسه انه لن يضع نفسه فيه ابدا.
وهو المواجهة مع ستاسيا قريبا سيضعها وراءه اقسم لنفسه بذلك,يوما ما سيتمكن من التفكير بها دون ان يشعر باية ردة فعل نحوها,كلما كان هذا اليوم قريبا كان ذلك افضل.
***
وضعت ساسيا اللمسات الاخيرة على اللوحة امامها,تراجعت الى الوراء ثم رمقتها بنظرة ضيقة,وهي تهز راسها علامة الرضى اخيرا اصبحت اللوحة جاهزة ,لابد ان مارك سيسعد بها.
بعد القاء النظرة الاخيرة على اللوحة ,بدات بتنظيف الفرشاة وهي تسير بعيدا عن محترفها متجهة نحو المطبخ.
اشعلت النار تحت ابريق الشاي ثم مدت يدها نحو كومة الرسائل البريدية التي كانت قد تجاهلتها خلال الاسبوعين الماضيين اثناء تركيزها على لوحتها,وراحت تقلب الرسائل.
مالبث هاتفها النقال ان بدا يرن علمت ان الاتصال من امها ,فاجابت على الفور سائلة :
_كيف تسير الاعمال؟
_مشرقة ودائمة التالق.
سمعت صوت امها المليء بالحيوية والاثارة والثقة,نجحت ميلز بالتخلص من الحالة المرعبة والتصرف الجبان اللذين كانا يسيطران عليها بعد تخلي والد ستاسيا عنها والرحيل مع شقراء تبلغ نصف عمره,منذ ست سنوات.
عضت ستاسيا بقوة على شفتها محاولة عدم تذكر ذلك الوقت الكريه.
يومها كانت في سنتها الجامعية الاولى ,وان كانت بحاجة الى برهان واضح على ان الاعتماد على رجل ما اي رجل ليس بفكرة جيدة,فقد حصلت على البرهان بطريقة لايمكنها نسيانها ابدا.
لطالما اعتمدت امها على ابيها في كل شيء ,وعندما تركها ورحل وجدت نفسها غير قادرة مطلقا على الاستمرار,كما فقدت كل ايمان لها بنفسها.
احتاجت الى ابنتها لتؤكد لها انها تعرف الكثير عن القطع الفنية القديمة,ساعدتها ستاسيا لتضع هذه المعرفة في حقل الاعمال من خلال فتح متجر صغير لبيع القطع القديمة .
شيئا فشيئا توسع عملها,ولم تعد امها تبيع القطع الاثرية فقط,بل اصبحت تقدم النصائح للزبائن في كيفية اختيار اثاث منازلهم,منذ ستة اشهر وبفضل قرض مالي كبير في حقل الاعمال,تمكننا من توسيع تجارتهما واصبح العمل اكثر انتاجية واكثر شهرة.
قالت امها بمرح وحماس:
_علينا استخدام موظف لمساعدتنا ستاسيا,انا مضطرة الى الذهاب في رحلة لشراء بعضض الاشياء الضرورية,كما انني مدعوة الى منزل احدى العائلات الهامة في يوركشاير لتقديم النصائح في موضوع تجديد بعض القطع الفنية القديمة ,وانت تعلمين انني لااستطيع اقفال المتجر ,فالناس ياتون لزيارتنا من كل انحاء البلاد.ليس من العدل ان يجدوا المتجر مقفلا,انت منشغلة جدا بالرسم ولايمكنك المساعدة.
ابتست ستاسيا من الرائع ان تسمع امها تتحدث بمثل هذا الحماس والنشاط.
قالت بمرح وهي ترمي بمجموعة الرسائل التافهة في سلة المهملات:
_انت من يدير العمل امي وظفي من تشائين بالمناسبة انتهيت من رسم اللوحة ,بامكان مارك اخذها ساعة يشاء.
_رائع !ساخبره بهذا ان رايته قبلك,كيف حالك حبيبتي؟هل تاكلين جيدا؟
_بالطبع امي !انا بخير حقا.
انها تكذب بالطبع ! لم تكن ستاسيا تاكل بشكل جيد طوال السنة الماضية انها ممزقة عاطفيا منذ غادرت ايطاليا لدرجة ان الطعام لم يعد مهما بالنسبة لها ,لكنها لاتريد اثارة قلق امها.
تنهدت امها قائلة:
_هذا يعني انك مازلت تذوين على ذلك الشاب الصقلي.
تبدلت نبرة صوتها لتصبح غاضبة وهي تتابع:
_ساسديك نصيحة ستاسيا!الرجال امثاله لايتغيرون ابدا,كان علي معرفة ذلك,عشت مع والدك سنين طويلة وبقي على حاله ,كنت بالنسبة له مجرد ملكية اخرى وعندما شعر بالملل مني لاحق امراة سواي.
سمعت ستاسيا صوت سيارة تسير فوق الحفر في الباحة الخارجية للكوخ,فتمسكت بهذا الامر كعذر لتنهي المكالمة مع امها قائلة:
_لا يمكنني التحدث الان امي لدي زائر من المحتمل ان يكون مارك قد اتى من اجل اللحة ساتصل بك في مابعد.
من دون ان تعطي الفرصة لامها لتعترض انهت ستاسيا الاتصال انها تحب امها كثيرا,لكنها غير مستعدة لخوض مثل هذا النقاش مع اي كان.
توقفت السيارة ,فقطبت ستاسيا جبينها انها لاتريد رؤية مارك فهو لم يخف عنها حقيقة انه يريد منها اكثر من اللوحات,وهي غير مستدة لمنحه اي شيء اخر,وربما لن تكون مستعدة ابدا نظرت الى ثيابهاالملطخة ببقع الالوان ,فابتسمت باستياء انها تبدو في حالة من الفوضى العارمة ,لكن ان اصر مارك على القدوم من دون الاتصال مسبقا فما الذي سيتوقعه غير ذلك.؟
توقعت ستاسيا الطرق على الباب قبل حدوثه فتحت الباب الامامي لكنها جمدت في مكانها من الصدمة ماان رات القادم انه اخر شخص توقعت رؤيته .... البليونير ريكو كريسانتي!
شعرت بقلبها يترنح,للحظة غريبة اعتقدت انه اخيرا جاء من اجلها,ثم وجهت الحقيقة حين تذكرت ان سنة مرت على فراقهما,وانه يعمل بجهد على انهاء قضية الطلاق.
وهذا يعني امرا واحدا فقط:انه اتى الى هنا لسبب مختلف تماما,مهما كان ذلك السبب فهو لايعنيها.
_لا!
عبرت ستاسيا عن ردة فعلها بافقال الباب في وجهه,الا ان ريكو اعترضها بسرعة ,من الواضح انه توقع ردة فعلها تلك فور وصوله,فمنعها عن اقفال الباب بحركة سريعة من يده .
قال وعيناه السوداوان تحدقان بها بقسوة :
_انت لاتجبين على الرسائل البريدية,ولاهاتف لديك,كما انك تدفنين نفسك في هذا المكان النائي ,ويكد يكون من المستحيل ايجادك!
_الم يخطر ببالك انني ربما لااريدك ان تجدني ؟لو انني اردتك ان تجدني لتركت لك عنواني.
قالت كلماتها وهي تحدق به بغضب مظهرة عدائيتها السابقة نحوه بقوة وبسرعة ,حتى انها غدت غير قادرة على التنفس بسبب المشاعر القوية التي اجتاحتها.
تابعت ومشاعر الغضب تنضح من نبرتها :
_لو انني تصورت للحظة انك ستجدني لدفنت نفسي في مكان اعمق.
قالت ذلك بنبرة قاسية متمنية لو انها قامت بذلك حقا,لم تفكر ستاسيا مطلقا ان يكون ريكو سياتي يوما باحثا عنها.
ليس بعد تلك الاشهر الاولى البائسة من هذه السنة,والتي لم تفعل خلالها شيئا هاما غير التحديق من النافذة الى الخارج ,والامل يملا قلبها في رؤية احدى سيارته الرياضية تقف خارج المكان الذي تعيش فيه في نهاية الامر اعتادت على فكرة انه لن ياتي باحثا عنها.
هذا مابقي عالقا في ذاكرتها ,بعد ان اعتقدت ان الامر انتهى,لكنها اصيبت بانهيار بسبب العاطفة المريرة التي بعثت التوتر في كل ذرة من كيانها,تماما كما كانت تفعل علاقتهما في السابق.
عندما رحلت ستاسيا لم يلحق بها. هذا كل مايمكن ان يقال عن زواجهما القصير الهش.
هذا الزواج بالنسبة له لايستحق اي انقاذ فقد كان زواجا كارثيا ,عاهدت ستاسيا نفسها انها لو اغرمت يوما من جديد,فلابد ان يكون حبيبها رجلا انكليزيا رقيقا وهادئا,لارجلا صقليا عديم الرحمة,قاسيا يعتقد انه يملك العالم,نظرته الى النساء تعود الى العصر الحجري ,وهو يعتقد ان المال هو كل شيء .
حدقت به ستاسيا بغضب عارم,فانشدت نظراتها الى كتفيه العريضتين وراسه الذي يتحرك بتعال,واللمعان الخطير البادي في عينيه الباردتين القاسيتين.
ليس من العدل ان يملك رجل واحد هذه الجاذبية الطاغية,احست بالقلق وهي تحاول بقوة تجاهل دقات قلبها التي تسارعت فجاة .
هي لاتريد ان تتجاوب معه,لان هذا التجاوب هو ما جعلها تتعلق منذ البداية,وجعلها تتجاهل المنطق العقلاني الذي تتحلى به.
لكن ريكو كريسانتي ليس رجلا تستطيع النساء تجاهل وسامته الطاغية وهالة السلطة التي يملكها,والتي تحيط به ببساطة وعفوية فالنساء ينجذبن اليه كما تنجذب اسماك القرش الى المياه المليئة باالدماء.
اما ستاسيا فتشعر بالضعف امام وسامته وسحره الخاص تماما كالاخريات ,فجاة ادركت ان ريكو يحدق من فوق كتفها مجيلا نظرة في ارجاء الكوخ,رات لمحة من الدهشة تطفو على وجهه الوسيم,فروادها احساس غريب بان تضحك بصوت عالي ريكو كريسانتي البلونير الايطالي ورجل الاعمال الشهير ,الذي يملك عددا من المنازل حول العالم,لم يتواجد يوما في اي مكان مماثل لكوخها الصغير النائي.
في وقت اخر ربما كانت ستسخر منه بسبب ذلك,لكنهما تخطيا مرحلة الممازحة والسخرية من بعضهما ,لطالما كانت جهات نظرهما ومواقفهما من الحياة مختلفة ومتباعدة,فهو يؤمن ان مكان المراة في المنزل,ولاحاجة بها الى الابتعاد عن المنزل,لتكد وتشقى وتواجه الحياة بصعوباتها والامها.
قطب ريكو ولمعت عيناه بمزيج من عدم التصديق والدهشة وهو يقول :
_ماهذا المكان؟
اختفت على الفور رغبة ستاسيا بالضحك وقالت بضيق:
_هذا منزلي ريكو وانت غير مرحب بك.
هي ليست بحاجة الى من يذكرها انه لم ير مطلقا الكوخ الذي احبته كثيرا ,بالرغم انهما كانا زوجين فهو لايعرف الا القليل عنها ويعرف اقل من ذلك عن لاشياء التي تهمها فعلا.
قامت ستاسيا بمحاولة اخرى عقيمة لاغلاق الباب ,وهي تعلم ان ذلك مجرد مضيعة للوقت ,ريكو رجل فارع الطول وقوي البينة.
هي تعلم ان سيارة حراسه الشخصيين مركونة في مكان قريب من هنا,حضورهم الدائم لطالما اثار دهشتها,فما من شخص يتمتع بكامل قواه العقلية يشك بان ريكو غير قادر على الدفاع عن نفسه اذا احتاج الامر لذلك ,فهو يجيد الفنون القتالية ,انه قوي البنية رشيق الجسد وكانه احد ابطال الالعاب الاولمبية.
لكن البليونير ورئيس واحدة من اشهر الشركات في العالم الغربي واكثرها نجاحا هو هدف لعصابات الخطف والابتزاز وهو لايرغب مطلقا في جعل الوصول اليه امرا سهلا.
كبت ستاسيا ضحكة هستيرية لو تم اختطافه فهذا يعني انه سيتغيب عن العمل وهذا سيكون تحديا له اكثر من اي نوع من العذاب فهذا الرجل مهووس بالعمل,وهو لايستطيع العيش من دونه.
في احد الايام ارادت ستاسيا ان تمازحه فخبات هاتفه النقال,سرعان ماصبح ريكو متوترا,حتى اكتشف المكان الذي خباته فيه.
رفعت ستاسيا ذقنها محاولة الا تتذكر تلك الايام الجميلة في علاقتهما ,قبل ان تواجه الواقع.
قبل ان يكتشفا انه مامن شيء مشترك بينهما وقالت:
_اخبرني...... كيف وجدتني؟
قال ريكو بقسوة :
_بصعوبة جمة سببت لي انزعاجا شديدا,وقد اضعت الكثير من الوقت,اثناء حديثنا هذا يقوم قائد طائرتي بمعاينتها وبملئها بالوقود,لانه يجدر بنا ان نكون في الفضاء في غضون ساعة من الوقت فقط.
فتحت فمها وهي تحدق فيه باندهاش تام,تماما كما فعلت عندما راته امام باب كوخها.
قائد الطائرة يملا خزان الطائرة بالوقود.....!هما بحاجة للسفر....! ماالذي يقوله بالتحديد؟
_اتعني .....نحن؟
هزت راسها واطلقت ضحكة تخلو من اي مرح قبل ان تتابع:
_افترض انك تستخدم كلمة نحن للتفخيم,لايمكن ان تقصد انت وانا.
هما لم يتحدثا مع بعضهما البعض منذ سنة,وبالتحديد منذ تلك الليلة التي اتهمها فيها بالخيانة,فواجهته بغضب يقارع غضبه,النار مقابل النار!
بعدئذ خرجت غير مهتمة بالدفاع عن نفسها وغاضبة جدا منه الى درجة انها لم تعد تثق بنفسها لتتكلم,ولم تثق بنفسها انها لن تسبب له اذى جسديا .
ان كانت بحاجة الى برهان اضافي على انهما لايستطيعان العيش معا وانهما مختلفان بشكل كبير,فلقد حصلت على ماتريده في تلك الليلة .
ظل جزء صغير منها يتمنى ان ياتي في طلبها وان يقاتل من اجل استمرار علاقتهما ,لكن بعد فترة قصيرة اصيب هذا الجزء بخيبة امل.
وهكذا لم يريا بعضهما منذ ذلك الوقت,راى ريكو ماراه فاطلق حكمه عليها وانتهت قصتهما.
قال ريكو بعد ان نفذ صبره:
_في لغتي (نحن)تعني انت وانا بالرغم من انتقاداتك المستمرة لاسلوب حياتي لم افكر مطلقا ولم اعان يوما من اوهام العظمة.
اعترفت ستاسيا ان مايقوله صحيح,مع ذلك فهو يعامل في صقلية كانه من السلالة الملكية.
تلك كانت واحدة من النكات التي تضحكهما,سندريلا والامير! لكن لااحد منهما يمزح الان.
لماذا يريدها ان تذهب معه؟والى اين ؟كلاهما يعلمان انها لا تتحلى بالصفات التي يريدها في زوجته,مع ذلك هاهو هنا,واقف عند بابها,وكتفاه العريضتان تحجبان الضوء عنها تقريبا.
لن تتفاجا ان اكتشفت ان ريكو قادر على السيطرة على تعاقب الليل والنهار,فهو تقريبا يسيطر على كل شيء اخر.
هو رجل قيادي بطبعه,ويعتبر الاخرين مجرد اتباع له,تساءلت مالذي دفعه للقدوم الى كوخها!
_لايمكنني تخيل السبب الذي دفعك للقدوم الى هنا,في حين انك تعلم جيدا انني لن اوافق مطلقا على الذهاب الى اي مكان معك من جديد,فانا لم اعد دمية متحركة بين يديك منذ سنة مضت.
تخلت ستاسيا عن رغباتها الخاصة,لان العلاقة الجسدية هي كل ما كان يربطهما ببعضهما.
بالرغم من ان كل شيء كان يجري على نحو خاطئ,فعلاقتهما الجسدية ظلت دائما رائعة ,بدلا من الاجابة الحادة التي توقعتها,ساد صمت وتوتر بعد كلامها هذا.
توقعت حدوث الشجار الكلامي نفسه بينهما ,فضمت ذراعيها الى صدرها بعد ان لاحظت التوتر البادي في حركة كتفيه وعلامات الضيق في ملامحه.
شعرت بالقلق وادركت انه متعب ,اه ! ريكو كويسانتي لايتعب ابدا,انه يملك طاقة لم ترها يوما في اي شخص اخر,فقد كانا يمضيان طوال الليل معا ,ثم ينهض ريكو عند الفجر لحضور اجتماع عمل مبكر,تاركا اياها لتنام من شدة الارهاق,لابد ان امرا سيئا حدث.
نظرت الى الباحة وراءه ولاحظت وجود السائق وحرسين شخصيين لاتعرفهما.
قطبت جبينها وسالت:
_اين جيو؟
خلال الفترة القصيرة لزواجهما اعتادت ستاسيا على وجود جيو رئيس فريق الامن التابع لريكو,,,وعلمت انه اكثر من مجرد موظف لديه.
انه شخص مستقيم وصريح من صقلية ,عرف ريكو منذ ولادته ,ومن النادر ان يبتعد عنه.
اجاب ريكو بنبرة حزينة:
_جيو في المستشفى هو الوحيد الذي اثق به ليبقى الصحافة بعيدة عنا.
استوعبت كلماته ببطء فقطبت جبينها وسالت:
_المستشفى ؟لماذا هو في المستشفى؟ماالذي حدث؟
_تعرضت شيرا لحادث,فقد سقطت عن ظهر حصانها.
قال الخبر بنبرة مخنوقة وتابع:
_انها في غيبوبة اعتقدت انك قرات الخبر في الصحف فالقصة منتشرة في كل مكان.
شيرا في غيبوبة؟!
_انا لااطال الصحف هذه لايام.
_هل اصابتها خطيرة؟
_اجل.
بدا لها كانه يتزنح امامها,فشعرت بالقلق عليه هي لم تره بهذه الهيئة من قبل شاحبا ومرهقا,,,كانه رجل على حافة الياس.
_من الافضل ان تدخل.
تبعها الى داخل الكوخ انحنى قليلا ليتجنب ارتطام راسه بالباب ,عبس وهو ينظر الى غرفة الجلوس الصغيرة,التي فرشت باريكة وحيدة وقديمة.
_هل انت بحاجة الى المال؟
نسيت ستاسيا اهتمامها به بشكل مؤقت ,وشعرت بالغضب يغلي في اعماقها,بالنسبة اليه كل شيء مرتبط بالمال,,,الا يخطر بباله انها اختارت العيش في هذا الكوخ لانها تحب ذلك.؟
_لاشان لك بحياتي مطلقا,انت لم تظهر اي اهتمام بها من قبل لذا مامن داع لتهتم الان.
_لست بحاجة الى العيش على هذا النحو فانت مازلت زوجتي.
لو لم يكن الالم كبيرا لانفجرت ستاسيا بالصحك,قالت بتوتر وهي تبعد خصلات شعرها الاحمر الناري عن وجهها:
_احب العيش هكذا ولم اكن يوما زوجتك ريكو.
حركتها تلك اثارت انتباهه فلمعت عيناه على شعرها الجامح الفاتن البدائي.
تضاعف التوتر في الغرفة فجاة وللحظة نسي كلاهما شيرا وبدوا منشغلين ببعضهما الى درجة انه لم يكن هناك متسع لاية ضغوطات من العالم الخارجي.
_لكنني تزوجت بك!
من الواضح انه يعتقد ان زواجه بها هو اكبر شرف يمكن ان يمنحه لها.
_حصل ذلك بسبب اندفاع قوي جعلنا نادمين على تلك الغلطة لمدى العمر.
تمنت لو انه يتوقف عن التحديق بشعرها,هي تعرف تلك النظرة في عينيه,وكل ماتستطيع فعله هو عدم القيام باي حركة ملفتة.
هي تعلم نه غير بعيد عن الرغبة بتمرير يده بين خصلات شعرها ليميل بعنقها الى الوراء ليعانقها.
لطالما بدت لمسات اصابعه في شعرها مقدمة لاجمل لقاء عاصف بينهما وتسارعت انفاسها فهي لاتريج تكرار ذلك الان.
_لم يكن زواجا بالمعنى الصحيح للكلمة الزواج يعني المشاركة ونحن لم نتشارك الا في العلاقة الجسدية.
علاقة رائعة ! مازالت ذكراها تؤرقها وتحرمها من النوم حتى الان !
نقل ريكو نظره على مضض من شعرها الى وجهها الشاحب فعلمت ان افكاره تسير في الاتجاه نفسه .
_انا لست هنا لاعيش مرة ثانية اللحظات المؤلمة التي مرت خلال زواجنا الكارثي ذاك,لكن سواء اعجبك الامر ام لا انت مازلت زوجتي الى ان يصبح الطلاق نهائيا.....
تابع يقول بنبرته القاسية ليخفي ي تاثر بها:
_.......لذا اريدك ان تعودي الى ايطاليا,لاتسيئي فهمي !لارغبة لي في اعادة علاقتنا باي شكل من الاشكال هذه الزيارة ليست لسبب شخصي.
شعرت ستاسيا بالالم يمزقها يجدر بها ان تدرك ذلك بالطبع,فلم تشعر بمثل هذا الالم لسماعه يقول ذلك بنفسه؟ولم مايزال الالم كالجرح النازف في اعماقها؟
_بالطبع ليس لسبب شخصي كيف لي ان افكر في غير ذلك.
خمس دقائق مرت وهو في منزلها وهاهي جاهزة مهاجمته وتمزيقه باظافرها.انه ببساطة يثير غضبها حتى الجنون وتابعت:
_زواجنا ايضا لم يكن شخصيا وتلك هي المشكلة الاساسية فكل ماكان بيننا هو علاقة جسدية شرعبة فقط.
سمعت صوت زيره الحاد ورات الغضب يلون خديه,حتى انها كادت تتذوق طعم غضبه ذاك.
مع ذلك لم ينكر ريكو الامر,كيف يمكنه ان يفعل,وكلاهما يعلمان ان هذه هي الحقيقة ؟مع ان علاقتهما الجسدية رائعة لكن لاشيء بينهما اكثر من ذلك .
هذا بالنسبة له على الاقل اما هي فكان ريكو حي حياتها,وهذا جعل الوضع اكثر سوءا.
قال ريكو بنبرة باردة محاولا تبديل الموضوع:
_انا لست هنا للتحدث عن زواجنا.
لو لم تكن ستاسيا يائسة جدا وغاضبة جدا منه,لضحكت لعدم قدرته على التعبير عن اي عاطفي.
علقت بغضب صارخ كانها ترميه بكلمات من رصاص:
_بالطبع !انت لست هنا من اجل ذلك,اتفضل ان تطلقي من دون اي نقاش بيننا ,فنكتفي بالتواصل من خلال المحامين في قاعة المحكمة؟
اجابها بغضب يوازي غضبها:
_انت من تخلى عن زواجنا,انت من رحلت.
_لانه لم يكن هنالك من زواج بيننا !انت لاتثق بي ولاتشاركني في اي قرار او في اي شان من الشؤون.انت تقوم بذلك بمفردك دون اي اهتمام لرايي,بالكاد كنت اراك! ,,هذا مايجعل وجودك الان هنا امرا يصعب تصديقه,في حين انه كان بامكانك ان ترسل احدرجالك لابد انه كان من الصعب عليك ان تجبر نفسك على القدوم الى هنا شخصيا.
ضغط ريكو على اسنانه بقوة قبل ان يقول:
_انا لااخشى الصعاب.
_اذا لماذا تتواصل معي من خلال المحامين ريكو؟
ياالهي !ليس الوقت مناسبا لمثل هذا النقاش نظر اليها بعدائية قاتلة وتابع قائلا:
_انا لااطلب منك العودة الى ايطاليا من اجلي بل اطلب منك ذلك من اجل شيرا.
تبدل غضب ستاسيا الحارق على الفور الى احساس بالخجل ,لقد نسيت شيرا كيف امكنها بذلك؟لماذا تنسى اي شيء اخرعندما تكون برفقة ريكو.؟
تمتمت بتوتر:
_من الطبيعي ان اشعر بالاسف لما اصابها لكنني لااستطيع ان ان افهم لما علي الذهاب الى ايطاليا؟
_انت جزء من العائلة.
ففتحت فمها غير مصدقة ماتسمعه ضحكت بسخرية وقالت:
_هل تتظاهر بانك تريدني بجانب سرير اختك ؟ماهذا ؟اهو عرض مفاجئ للتماسك العائلي ؟تاخرالوقت قليلا على ذلك ريكو.
لم تكن ستاسيا يوما جزءا من عائلته اظهر لها الجميع بشكل واضح,ومنذ اليوم الاول,انهم يعتبرونها باحثة عن الذهب.
ياله من اتهام مضحك جدا,نظرا الى عدم اهتمامها باالامور المادية.
لم يكن الامر مضحكا في حينه بل كان ماساة بكل مافي الكلمة من معنى,لم يكلفوا انفسهم عناء االتعرف عليها بما فيه الكفاية.ليفهموا الامور التي تعنيها فعلا.
بدلا من ذلك تعمدوا اقصاءها بكل وسيلة ممكنة لكي يجعلوها تشعر انها غريبة تماما,في الواقع تزوج بها ريكو من دون اخذ رايهم او حتى دعوتهم لحضور الزفاف ,فالقوا اللوم عليها بسبب ذلك.
بالنسبة لهم هذا برهان اضافي تزوجت به بسرعة ,كي تضع يدها على امواله,انها ليست المراة التي يريدونها لريكو,زار ريكو كانه نمر جريح ,ثم لمعت عيناه بالخطر.
_يااله السماوات! حياة اختي معلقة بين الحياة والموت,وانت مازلت تتجنين على عائلتي.
جمدت ستاسيا في مكانها مصدومة لسماعها خبر اصابة شيرا .
قالت بصوت ممزق :
_هل........ ستموت؟
ابتعلت غصة بصعوبة وفهمت فجاة سبب هذا التوتر الكبير الذي يظهر بوضوح عليه,فهو يحب اخته الصغرى كثيرا.
_هل اصابتها خطيرة؟
اغمض ريكو عينيه وتنفس بضيق قبل ان يقول:
_قالوا لنا البارحة انهم يعتقدون انها تخطت مرحلة الخطر,لكن ربما يبقى لديها خلل في الدماغ.
رفع ريكو كتفيه وتابع بحزن:
_ليس بمقدور الاطباء معرفة مدى خطورة الاصابة حتى تستيقظ جيدا,وحتى الان تفوهت ببعض الكلما فقط......
ظهرت القسوة على ملامحه وهو يكمل :
_.......لذا اعتقد انك تعلمين مدى السوء الذي تسببه انتقاداتك لعائلتي الان.
قالت ستاسيا بهدوء شاعرة برغبة في الدفاع عن نفسها امام اتهامه:
_لم اتفوه باي كلمة سيئة عن عائلتك كل ماقلته كان حول علاقتي بهم ,كما ان .....لافكرة لدي ان حياة شيرا على المحك.
عندما يصل الشجار بينهما الى عائلته يصبح ريكواعمى تماما,من الواضح انه لايتعلم بما جرى معها.
_انها في غيبوبة منذ اكثر من اسبوعين.كما انها خضعت لعملية جراحية في الدماغ.
تاثرت ستاسيا بشدة,فمدت يدها في تعاطف غريزي لتخفف عنه لكنها تركت ذراعها تسقط الى جانبها,ماان التقت عيناها بعينيه الباردتين بدا كان نظرته القاسية تقول لها :ابعدي يديك عني ! لاتلمسني! اذ انها لاتملك الحق بان تقدم له اي مبادرة لطيفة من اي نوع كان.
ذلك لايعني ان ريكو كريسانتي يتوقع تعاطفا من اي شخص اخر فهو لايسمح لاحد بان يكون قريبا منه الى هذا الحد.....حتى زوجته.
تراجعت ستاسيا عاطفيا وجسديا,وانكمشت رغبتها في الصراع من اجله بسبب عدم مبالاته الكاملة لوجودها.
لم يكن في السابق عديم المبالاة على هذا النحو,ولم يكن قادرا على ابقاء يديه بعيدتين عنها.
لطالما اظهر شوقه لها وهوسه بها,لكنها لن تفكر بذلك الان,فالتفكير بعلاقتها مع ريكو هو الطريق الاسرع لتدمير الذات .
عليها فعلا الا تهتم له بعد الان,وهي فعلا لاتهتم ,رفعت ذقنها,وعاشت تجربة السيطرة على النفس التي اجبرت نفسها على تعلمها عندما كانت تعيش مع عائلته .
قالت بهدوء:
_انا اسفة حقا لما جرى لشيرا! بالطبعانا مستعدة لتقديم المساعدة باي وسيلة ممكنة,لكنني حقا لااستطيع فهم السبب الذي دفعك لتطلب مني الذهاب الى هناك.
اظهرت شيرا في مامضى لستاسيا بوضوح انها ليست فردا مرحبا به في العائلة.
مرر ريكو يده فوق مؤخرة رقبته,واخذ نفسا عميقا ,كانه يجبر نفسه على التفوه بجملته التالية.
_شيرا طلبت رؤيتك.
حدقت ستاسيا به,واتسعت عيناها الخضراوان من فرط الصدمة.
_شيرا طلبت رؤيتي؟لابد انك تمزح!
لاشك انها اخطات كثيرا في ماقالته.
_ياالهي ! لطالما اتهمتني بانني اتعامل مع الحياة بجدية كبيرة,فهل يبدو لك الان انني امزح.؟
التمعت عينا ريكو بقوة وتغيرت ملامح وجهه الوسيم ,فتراجعت ستاسيا الى الوراء بحركة لاارادية متفاجئة من ردة فعله العنيفة.
من الواضح انه لايمزح ليس من عادة ريكو ان يبوح باحاسيسه,او يظهر اي اثر لفقدانه السيطرة على ذاته وعلى كل من حوله,لهذا بقيت ستاسيا للحظات غير قادرة على الاجابة.
_كل مافي الامر انه من الصعب علي ان اصدق انها سالت عني.
ظهرت ردة فعله الغاضبة وهو يسير في الغرفة بخطى واسعة ,اذ قال بخشونة:
_اعتقدت اننا اتفقنا على عدم فتح الجراح القديمة الان.
بالكاد تمكن من تجنب ضرب راسه بالعارضة الخشبية فرفع يده نحوها.
للحظة اعتقدت ستاسيا انه سنتزعها من السقف بيديه القويتين,عوضا عن ذلك نظر ريكو الى الاعلى باستخفاف وتعجب وكانه لا يستطيع ان يصدق ان احدا مايمكن ان يصمم منزلا كهذا.
_يبدو هذا الكوخ كفخ للموت.
_من المحتمل انه لم يصمم لشخص له مثل بنيتك.
تمتمت ستاسيا بذلك,وهي تتمنى لو انه يغادر المكان ,احست انه يسيطر على غرفة الجلوس الصغيرة بكتفيه العريضتين وقوة شخصيته.
امضت الاشهر المنصرمة وهي تحاول ان تنساه الا ان صورته كانت تعود دائما الى ذهنها,فينتابها شعور مشابه لذلك الذي تحس به عندما تلامس اصابعها تلك البشرة البرونزية الرائعة.
لو انها قامت بهذا الان لمرر ريكو يده على الفور على عمودها الفقري ,ليضمها اليه ويعانقها,فريكو حول العناق الى فن قائم بذاته.....
تجمعت الذكريات في راسها ,,,وفجاة ارادته ان يرحل قبل ان تنسى ان هذا الرجل حطم احلامها الى قطع متناثرة,وقبل ان تنسى ايضا انها لم تعد تشعر باي شيء نحوه.
لم يبد ريكو اية اشارة تدل على انه سيغادر بدلا من ذلك هاهو واقف,وقد ابعد ساقيه عن بعضهما ,,,مصمما على مواجهة كل عدائية او موقف هجومي ضده,وكانه يملك هذا الكوخ.
_منذ ذلك الحادث الذي وقع منذ اسبوعين لم تستيعد وعيها او تستيقظ من غيبوبتها الا مرة واحدة,,,وكان اسمك هو الكلمة الوحيدة التي لفظته.....اسمك انت
تلك الواقعة تلذعه بقوة,لم يبد ريكو اية محاولة ليخفي ازدراءه وكرهه لهذا الوضع الذي وجد نفسه فيه.
تابع بانزعاج:
_مهما كان ماتفكرين به شيرا مولعة بك.
حدقت به بصمت وهي تشعر بالذهول,,,تساءلت كيف يمكن لرجل يتمتع بمثل هذا الذكاء الخارق ان يكون شديد الغباء عندما يتعلق لامر بعائلته؟
بامكانها بالطبع ان تقول له انه لايمكن لشيرا ان تكون مولعة بها,وربما تستطيع تذكر تلك النقاشات المؤلمة التي كانت تجري بينها وبين شقيقته,عندما كان هو بعيدا يلاحق نجاحه الخيالي في امبراطوريته الممتدة عبر العالم ,تاركا اياها تحت رحمة عائلته.
شيرا تكرهها! كرهتها منذ اللحظة الاولى التي تزوج بها ريكو,وقد لعبت دورا كبيرا في انفصالهما الاخير كما في تعكير صفو زواجهما المحكوم عليه بعدم الاستقرار.
علمت ستاسيا ان ريكو يحب اخته حتى العبادة وقررت منذ زمن ان دورها كزوجة لايجيرها على قول الحقيقة له.
انها لاتريد ان تكون مسؤولة عن خلق صراع في تلك المؤسسة المشهورة في صقلية الا وهي العائلة اما الان فهي تتساءل عما دفع شيرا لتطلب رؤيتها .
اهو الاحساس بالذنب؟ اهي ربة لاواعية في الاعتذار,ام ادراك مفاجئ انها كانت مخطئة؟
سمع سعال محذر عند الباب,فاستدار ريكو,وقد بدا نافذ الصبر ومن الواضح انه انزعج من هذا التدخل.
بدا الحارس خجولا فقال كانه يعتذر:
_انزو على الهاتف ياسيدي والطائرة جاهزة للاقلاع.
زفر ريكو بصوت عال واستدار لمواجهتها كل مافيه يظهر فقدانه للصبر ايضا.
_علينا الانطلاق الان,اذ علي العودة الى المستشفى ,اضعت الكثير من الوقت,كي اتمكن من الحضور الى هنا شخصيا.
ملامح وجهه تظهر انه يفضل ان يكون في اي مكان اخر,,,بدلا من الوقوف هنا في هذه الغرفة الضيقة مع امراة يحتقرها.
لم تشك ستاسيا مطلقا انه لو وجد شخصا اخر يمكنه اقناعها بالصعود الى طائرته,لفوضه بهذه المهمة,لكنه يعلم انها سترفض لهذا هو مجبر على النعامل مع الوضع نفسه.
هل يتوقع منها حقا الذهاب برفقته؟هل يتوقع منها ان ترافقه بعد كل ماحدث؟فجاة شعرت ستاسيا بالندم لانها لم تجب على المكالمات الهاتفية.
لو انها فعلت ,لحظيت على الاقل بفرصة تخلصها من تاثير قدومه الطاغي ,وحضرت نفسها لهذه الصدمة وهذا الالم من جراء رؤيته مجددا.
لو علمت ماالذي سيحدث لها لاستمرت في لاختباء.,,هل كانت لتفعل ذلك حقا؟ان كانت شيرا قد طلبت فعلا رؤيتها وان كانت اصابتها خطرة كما يقول ريكو ,كيف يمكن لها ان ترفض الذهاب؟
رطبت ستاسيا شفتيها الجافتين,,,فكرت انها لن تتمكن من العيش مع نفسها بسلام ,ان حدث مكروه لشيرا وكانت هي قد رفضت زيارتها.
تصرفت الفتاة بشكل سيء معها,لكن ستاسيا اكثر من مستعدة لمسامحتها,لطالما املت ان تجد شيرا الشجاعة يوما لتقول الحقيقة كاملة.
لكن كيف يمكنها ان تذهب الى هناك ,الى حيث حدث كل شيء, وان تواجه افراد عائلته الذين يكرهونها كثيرا,والذين يعتقدون انها غير مناسبة مطلقا لابنهم ريكو؟
اغمضت ستاسيا عينيها للحظات ,محاولة تقبل الامور المحتمة القادمة ,مواجهة العدو بالنسبة لها اقل عذابا من مواجهة ضميرها.
ان رفضت الذهاب لزيارة الفتاة المصابة ,,,وحدث سوء لهذه الاخية لن تسامح نفسها!
_اعطني مهلة خمس دقائق لاحضر حقيبتي.
سمعت صوت زفير ريكو,ولاحظت ان بعض التوتر فارق كتفيه العريضتين,ادركت انه كان يتجنب الشجار والقتال معها,فكتمت ابتسامة ساخرة.
من الواضح انه لايدرك ان مزاجها لخوض المعارك فارقها منذ زمن بعيد.
_لست بحاجة الى اخذ حقيبة معك,فانت لم تاخذي ايا من حاجياتك عندما رحلت.
_تركتها كلها لانني لست بحاجة الى شيء منها.
التقت نظراتها بنظراته وبدت الرسالة واضحة بينهما :لم اكن يوما مهتمة لمالك,ولااستطيع التصديق انك لم تدرك ذلك بعد.
الشخص الوحيد الذي كانت ستاسيا بحاجة اليه هو ريكو نفسه,وهذا هو الامر الوحيد الذي فشل في فهمه,من الوضح انه معتاد على النساء اللواتي يكترثن فقط حسابه المصرفي الذي لاحدود له.
لطالما احس ريكو بالدهشة لعدم اهتمامها بثرائه الفاحش.
انه رجل لاهم له سوى المال والسلطة اما الحب فهو امر يصعب فهمه بالنسبة له,وكانه لغة غريبة.
كلما قدم لها المزيد من الجواهر والهدايا المميزة كلما قل شعورها بانها زوجته,واحست انها عشيقته.
كانه يدللها ويدفع لها مقابل علاقتهما,ذكرت ستاسيا نفسها ان هذا كله حدث في الماضي.
نظرت الى سروالها الملطخ بالطلاء وقالت:
_على الاقل دعني ابدل ثيابي .
هي لاتهتم مطلقا لما سيفكر به كل فرد من افراد عائلته,لكنها لا ترغب في دخول المستشفى وهي ملطخة بالطلاء ,قال ريكو على الفور:
_بامكانك تبديل ثيابك في الطائرة.
سار بخطى واسعة نحو الباب ,بدا واثقا من نفسه ومسيطرا على الوضع كالعادة,فهو رجل معتاد على اصدار الاوامر لمن حوله.
هزت ستاسيا راسها,وهي تشعر بالانزعاج من نفسها,انها مستقلة بكل ماللكلمة من معنى.ومع ذلك ماان يشير لها ريكو باصابعه ,حتى تقفز اليه و...الى سريره .لكن ليس هذه المرة,الن يحدث ذلك ابدا!
اغمضت عينيها وقد شعرت فجاة بفداحة ماستقدم عليه هل يمكن لمدمن ان يعمل في حقل ادمانه؟
او هل يمكن لمغرم ان يعيش حياة ناسك مع حبيبته؟مع ذلك هاهي تذهب برفقة الرجل الوحيد الذي يجعلها تنسى من هي حقا.
لابد انها مجنونة! مجنونة لوضع نفسها في موقف معذب مؤلم,ولتواجدها بالقرب من ريكو من اجل فتاة مراهقة لم تظهر لها اي اشارة ولو ضيئلة من الحب او الصداقة .
ادركت ان ريكو مازال يراقبها,وقد ظهرت علامات فقدان الصبر واضحة على ملامح وجهه الوسيم,سارت نحو الباب وهي تشعر برطوبة في كفيها وباضطراب مقلق في صدرها بسبب تسارع خفقان قلبها.
تمتمت وهي تحدق في وجهه غير سامحة له بتجاهل تلك الحقيقة:
_حسنا! لكنها مجرد زيارة قصيرة ارى خلالها شيرا,واتحدث معها ثم اغادر عندها ستجعل طائرتك تنتظرني لتعيدني الى هنا.
زم ريكو شفتيه بضيق وعلق:
_تاكدي ان لارغبة لي مطلقا باطالة مدة زيارتك اكثر مما هو ضروري.
بالطبع هو لايريد ذلك! شعرت بالغضب والبؤس معا هذا الامر صعب عليه تماما كما هو صعب عليها.
مدت يدها الى مفاتيحها وحقيبة يدها,للحظة قصيرة مالت بعينيها نحو كتفيه العريضتين,اللتين تبدوان اكثر قوة وجمالا في تلك البذلة الرائعة التصميم.
هو يملك جسدا رائعا ومنذ اللمحة الاولى شعرت بالانبهار والاعجاب به,فهو رجل جذاب جدا .
تذكرت ستاسيا بشرته البرونزية وعضلاته القوية,فهزت راسها على الفور في محاولة منها للتخلص من تلك الصور المحفورة في ذاكرتها.
استدار والتقت عيونهما وسرى بينهما تيار من الاحاسيس القوية,ماضاعف من قوة تلك الصور في مخيلتها .
شعرت ستاسيا بنفسها تتقدم خطوة نحوه بنوع من الانجذاب القوي الذي مازال مسيطرا عليها.
لبرهة لمع شيء مافي عينيه السوداين,ثم اختفى مرة واحدة ونهائية,ولم يبق الا الجليد.
توقفت ستاسيا عن التحرك,وكانها تجمدت بسبب الكره الشديد الذي قراته في تلك النظرة الباردة ,,,تذكرت متاخرة جدا الدرسين اللذين تعلمتهما من زواجها بريكو كريسانتي:ذلك الانجذاب مهما كان قويا,يبقى ضعيفا وهشا لبناء علاقة متينة ودائمة وحبها لرجل مابكل خفقة من خفقات قلبها,لايعني انها ستعيش معه بسعادة حتى اخر العمر.
نهاية الفصل الاول


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 03:28 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2_عودة الى الجحيم
_تعرفين اين هي غرفة الحمام تصرفي على سجيتك.
قال ريكو ذلك وهو ممدد على مقعد جلدي فاتح اللون,واضعا جهاز الكومبيوتر بالقرب منه,,,واوراقه مكدسة حوله على المكتب.
لم تتوقف مكالماته الهاتفية منذ لحظة صعودهما الى الطائرة وهذا امر عادي لم يتغير اي شيء!
اغمضت عينيها منزعجة من عدم اهتمامه بها وغاضبة من نفسها لمجرد تفكيرها بهذا الامر.
هي حقا لاتهتم كل ماتشعر به هو الصدمة لرؤيته مجددا,بالطبع هي تعلم اين تقع غرفة الحمام.
انها مجاورة لغرفة النوم التي حملها اليها مرة,وهي تضحك مجنونة بحبه.
فتحت ستاسيا عينيها وحدقت بالباب في اخر رواق الطائرة الفخمة امضت اثني عشر شهرا وهي تحاول نسيان ماحدث وتركه وراءها.
فهل عبور هذا الباب سيقضي على التقدم البسيط الذي احرزته مع نفسها خلال هذا الوقت؟اه تبا!انها مجرد غرفة نوم عادية.
حاولت ان تؤكد ذلك لنفسها,وهي تنض واثقة سارت بعزم وتصميم نحو اخر رواق الطائرة.
جمدت يدها على مقبض باب الغرفة عندما سمعت صوت ريكو وهو يتحدث عبر الهاتف مجددا.
عادت الى ذهنها ذكرى لقائهما الاول لطالما احبت الاستماع اليه وهو يتكلم باللغة الايطالية,بغض النظر عما يقوله,حتى لو كان يقرا الصفحات المالية ولاقتصادية في الصحيفة.
الاستماع الى صوته يجعل اعصابها يقظة ومشدودة ويجعل جسدها يرتعش.
لطالما سخر منها ريكو بسبب ذلك لكنها لم تكن تهتم. الاصغاء الى ريكو وهو يتحدث باللغة الايطالية,كان مغريا جدا.
فتحت باب جناح غرفة النوم وحبست انفسها في غرفة الحمام الحديثة الطراز هي لاتريد استعادة بداية علاقتهما.
الطريقة الوحيدة للتمكن من تحمل الايام القليلة القادمة,هي ان تتذكر الاسباب التي ادت الى انتهائها,حدقت في المراة ولاحظت وجود بقعة من الطلاء فوق حاجبها الايمن فابتسمت باستياء.
هي لاتبدو مطلقا زوجة احد كبار رجال الاعمال في العالم فكرت بحزن وهي تغسل وجهها بالماء لتزيل الطلاء ولتخفف من توهج خديها,هي غير مناسبة له على الاطلاق!
لكن اليس هذا السبب الذي دفع ريكو للانجذاب اليها؟
في الحقيقة هي كانت مختلفة عن عارضات لازياء والممثلات اللواتي كان يخرج برفقتهن.
شعر ريكو بالانجذاب اليها لانها مختلفة ,لكن في نهاية الامر هذه الاختلافات كانت سبب ابتعادهما عن بعضهما البعض .
مدت يدها الى المنشفة,وجففت وجهها,,,ثم نظرت الى انعكاس صورتها في المراة ماالذي راه ريكو فيها ذلك اليوم في روما؟ماالذي جذبه اليها ودفعه للاقتراب منها؟
راحت افكارها تتقلب وتجول في الماضي,بالرغم من تصميمها على عدم التفكير بما حدث.
يومها كانت تقف على سقالة تعمل على لوحة جدارية تم التعاقد معها على ,,,رسمها على جدار قاعة الاستقبال في شركة كريسانتي.
كالعادة عندما ترسم ستاسيا او تستخدم الطلاء,تنغمس بفنها حتى ابعد الحدود.
ماان انتهت من تحديد ملامح اللوحة الصعبة التي صممتها,,,حتى انتبهت ان هناك من يراقبها نظر الى الاسفل وكادت ان تفقد توازنها.
يبدو ان وجود الرجال المميزين امر طبيعي في هذا البلد اما هذا الرجل فهو اكثر الرجال وسامة وجاذبية بين من راتهم في حياتهم.
من يراه يعرف على الفور انه ايطالي الجنسية,لاحظت ستاسيا ان وسامته تحبس الانفاس اما عيناه اسوداوان الثاقبتا النظرات فتتاملانها باعجاب واضح.
_هل كل شيء على مايرام؟
بما ان لغتها الايطالية سيئة جدافضلت ستاسيا الرد بالانكليزية متمنية ان يفهم ماقالته .
منذ ان بدات برسم جدارية قاعة الاستقبال في مؤسسة كريسنتي العالمية,وعدد من الناس يتوقف لمراقبتها لكنها لم تشعر مطلقا بعدم الراحة او باالانزعاج.
في الواقع بالكاد كانت تلاحظهم لكن مامن امراة تستطيع تجنب ملاحظة هذا الرجل الوسيم بشكل الايصدق,بذلت مجهودا لمنع نفسها من اظهار الحماس والتعلق به,ماان جالت عينها الفنية فوق هيكل جسده الرائع ووجهه القوي الوسيم.
لو كان بحوزتها قلم رصاص لرسمت وجهه على الفور,فكرت حينها باستغراب ان هذا سيكون عملا عقيما دون اي شك.
لايمكن لاي رسم مجسد على ورقة ان يعكس قوة وسلطة الرجل الواقف امامها.
انه يقف كاله يوناني مليء بالثقة والقوة,كما ان هناك شيئا ما في نظرته الهادئة الثابتة جعلها متوترة بشكل لم تعهده من قبل.
لاحظت ستاسيا ان القاعة على غير عادتها في مثل هذا الوقت من النهار مليئة بالناس.
القت نظرة على مرافقيه ,ولاحظت ضخامة بنيتهم من خلال المسافة الفاصلة بينهم وبينه.
عندها ادركت من هو بالتحديد ذلك الرجل الذي يراقبها باهتمام,نزلت ستاسيا درجات السلم بسرعة.
ثم مسحت راحة يدها بسروالها الجينز قبل ان تمدها قائلة:
_انا ستاسيا سيلفر المصممة الفنية للاعلان,انا من ربحت عقد رسم لوحتك الجدارية.
لوحتك الجدارية........
شعرت بالانكماش ماان سمعت نفسها تتكلم,وكان شخصا في مركز ريكو كيسانتي يعلم او يهتم من الذين يزين مبنى مكاتبه.
لاشك انه يترك تلك الامور للموظفين,ويهتم هو باالامور الهامة التي تضيف ملايين الدولارات الى ثروته الهائلة.
اطبق ريكو يده على يدها فكادت تشهق من القوة والسلطة الباديتين في تلك المصافحةز
_ربما تظن شان اللوحة مخفية هي تبدو كذلك في هذه المرحلة اذ من الصعب تخبلها مكتملة,انا اقصد ان المهندس المعماري لديك وافق على رسوماتي وعلى الالوان التي اخترتها.
توقفت فجاة عن الكلام عندما ادركت ان انتباهه بات مركزا على وجهها منحها ابتسامة غير متوقعة وهو يتمتم:
_هل انت دائما متوترة على هذا النحو؟يدهشني ان تكوني قادرة على استخدام الفراشاة ببراعة.اهدئي انسة سيلفر ! اعجبني ماترسمينه على جداري.
جداره!؟
جعل الامر يبدو حميما وشخصيا وكان الجدار جزء منه.
سحرتها ابتسامة ريكو الفاتنة,وشعرت بركبتيها ترتجفان وبخديها يتوردان من الاضطراب والتوتر.
لم يعجبها شعورها الفاضح بالضعف فعضت على شفتها,وتراجعت بضع خطوات الى الوراء فجاة ادركت الفوضى التي تظهر عليها.
_انا ملطخة بالطلاء,لابد اني ابدو عديمة الترتيب وفي فوضى واضحة.
رفعت ستاسيا يدها تتلمس خديها المحمرين وهي تشعر باالانزعاج من نفسها لانها تتصرف بحماقة ,فلا تبدو هادئة وواثقة من نفسها.
لابد ان الرجل الواقف امامها يدرك جيدا ان كانت المراة امامه قلقة على مظهرها ام لا لانه واثق من خطوته معها وقد تمكن منها.
اكد لها ريكو بصوت ناعم:
_لا! انت لاتبدين عديمة الترتيب كما انني احب شعرك ففيه الكثير من الظلال الذهبية والنحاسية معا,انه يذكرني بانكلترا خلال فصل الخريف.
لاحظ ريكو مدى انزعاجها وتوترها ولم يعجبه ذلك,جالت نظرات عينيه السوداوين فوق شعرها,كانه مصمم على حفظ تفاصيل كل خصلة فيه.
قبل ان يتابع:
_بالطبع ......باستثناء البقع البيضاء فيه.
شعرت ستاسي بالحرارة تجتاح جسدها كله,,,رفعت اصابعها وعبثت بخصل شعرها المتموجة وهي تقول:
_سازيلها بالغسيل.
رفع ريكو حاجبيه مستغربا وعلق :
_الوان الذهب الخريفي؟اتمنى الا تفعلي.
_بل البقع البيضاء اول ماافعله في المساء هو ازالة الطلاء عن شعري.
هز راسه وبدت نظرته فجاة فاحصة ومفكرة قبل ان يقول:
_يعجبني جدا! ارغب في رؤيتك دون تلك البع البيضاء انسة سيلفر ,ستتناولين العشاء معي الليلة .
طريقته الواثقة المتعجرفة اثارت حفيظة ذكائها لكن جسدها بدا يرتجف منذ الان قبل حلول اللقاء المتوقع قالت:
_ربما اكون منشغلة.
مازالت غير قادرة على التصديق ان ريكو كريسانتي دعاها للخروج برفقته مع ذلك تابعت تقول:
_انت واثق جدا من نفسك ,اليس كذلك؟
رفعت حاجبيها بسخرية واردفت:
_هل هذا ارث من اسلافك الرومانيين؟,,هل ورثت عنهم تلك الحاجة الاساسية للسيطرة والاحتلال والسلب والاستيلاء على الغنائم؟
_يتوقف هذا على ماساحصل عليه.
ركز ريكو نظرته عليها باعجاب واضح وهو يتابع:
_انا لست رومانيا انسة سيلفر انا من صقلية لدينا عادات وتقاليد مختلفة.
اخيرا اشاح ببصره عنها من دون ان ينتظر جوابها وسار مبتعدا عن القاعة باتجاه المصعد ,,,يتبعه حراسه على بعد مسافة واضحة خلفه.
حدقت به ذهولة وقد لفها الصمت وعدم التصديق ليس رومانيا بل صقليا !ريكو كريسانتي ,,,واحد من اغنى الرجال واكثرهم سلطة في العالم يريد تناول العشاء معها.
للحظة غريبة متهورة شعرت بقلبها يقفز في صدرها,بعد ذلك فرض الواقع نفسه عليها,ماذا يريد منها رجل مثل ريكو ؟مقارنة مع النساء الانيقات الثريات اللواتي يخرج برفقتهن عادة,هي مجرد فتاة بسيطة عادية جدا.
لابد انه افترض انها ترغب بقضاء المساء معه,روادها احساس مغر ,وتذكرت انه لم يسالها اين تمكث,لذا من المحتمل الا يحضر عند المساء,لكن ان فعل........؟!
صعدت ستاسيا من جديد الى السقالة ,,,حاولت ان تتابع عملها برسم مخطط الجدار متجاهلة حقيقة ان تركيزها تشتت وان يدها ترتجف ان فعل.....عليها ان تقول له بوضوح انها لاتتناول العشاء مع غرباء.
عادت بافكارها الى الحاضر,,,استحمت بسرعة ثم صففت شعرها الكثيف على شكل ضفيرة تركتها تتدلى بين كتفيها.
صبت اهتمامها على الخزانة فوجدت فيها مجموعة كبيرة من الثياب المميزة,الا انها ثياب رسمية لاتتناسب مع ذوقها .
لكن في اخر المشجب وجدت فستانا بسيطا من الكتان ذا لون خوخي ناعم,يبدو بسيطا جدا لكنه باهظ الثمن,شعرت باستياء وهي تنظر الى الورقة الملصقة عليه.
انه فستان بعيد جدا عن طراز ثيابها الملونة العادية البسيطة التصميم ارتدت الفستان ,والقت نظرة فاحصة على نفسها في المراة لتتاكد من انه مناسب لها.
هي تبدو انيقة ومترفة بهذا الثوب,كانها باحثة عن الذهب فعلا,عضت على شفتها محاولة ابعاد هذه الفكرة عن راسها فات الاوان لتبدا بالقلق من جديد بشان ماسيفكر بها اهله.
تركت غرفة الحمام المترفة ثم سارت وهي ترفع ذقنها عاليا وجلست من جديد في المقعد الجلدي الفاتح اللون .
كن ريكو مايزال يتحدث على الهاتف,عضت بشدة على اسنانها متذكرة كم مرة هددته برمي الهاتف عندما يكونان معا.
لم تر ستاسيا شيرا منذ ذلك المساء المدمر....منذ سنة....
مرت لحظة او اكثر قبل ان تدرك ان ريكو انتهى من التحدث على الهاتف,وانتقل ليجلس على المقعد بجوارها.
قال بنبرة هادئة وهو يمد يده الى الشراب البارد :
_اسف لان تركتك بمفردك طيلة ذلك الوقت ,كانت هناك اتصالات يجب علي القيام بها هذا الفستان يناسبك جدا.
فاجاها الاطراء غيرالمتوقع ريكو هو قوتها ومصدر طاقتها لمسة واحدة منه كافية لتملا جسدها بالطاقة.
غضبت من نفسها وتململت في مقعدها ماهي مشكلتها ؟هل يعقل انها مازالت تشتاق اليه ؟هي تعلم اي نوع من الرجال هو .تعلم انه لايريدها في اي مكان غير غرفة النوم.
لم يحدث مرة خلال علاقتهما ان قال لها انه يحبها,,,اذا كيف استطاعت ان تخدع نفسها ولو لوقت قصير انه قد يفعل؟
الطريقة التي يضمها بها وملامساته هما السبب في ذلك اعترفت ستاسيا بياس انها لم تستطع التمييز بين لمسة رجل عاشق واخر خبير بالعلاقات الغرامية.
اكتشفت في نهاية الامر انهما امران مختلفان لكن على حساب احلامها ووجودها.
_كلانا يعلم ان هذه الزيارة ليست اجتماعية .
وتابعت ببرودة جعلت نبرة صوتها تشبه نبرة صوته:
_انا لااتوقع ان تهتم بي ,وبالتاكيد لااتوقع ان اقاطعك عن عملك,انا لم افعل ذلك مطلقا عندما كنا متزوجين,,,لانني تقبلت اخيرا انك متزوج من هاتفك النقال ,لم علي توقع اي شيء مختلف الان.
رماها بنظرة باردة وقال :
_لا تضايقيني ستاسيا!انا لست في مزاج جيد,مادمنا لانستطيع ان ننهي خلافاتنا في السرير ,,,فهذا يعني ان لاداعي للشجار الان.
ماان ذكر كلمة السرير حتى شعرت ستاسيا باضطراب في اعماقها وباعصابها تشتد كالاسلاك.
التقت نظراتها بنظراته لطالما اعتاد ريكو ان يعانقها كي تصمت عندما يستبد بهما الغضب لم يكن هناك ما يبدد غضبهما معا الا العلاقة الحميمة .
انه الامر الوحيد الذي كانا يتشاركان به لكن حتى في ذلك الحين كان كل منهما يتفوه بكلمات مختلفة عن الاخر وهي تقول لهاحبك) وهو يقول لها اريدك).
رفعت عينيها اليه قائلة:
_انا لااحاول مضايقتك.
_بلى انت تضايقني بكل نظرة من عينيك الخضراوين وبكل كلة لاتتفوهين بها.
ضاقت نظرة عينيه ولمع شيء مافيهما قبل ان يتابع:
_لمعلوماتك.... لم تكن تلك الاتصالات الهاتفية بشلن العمل الاتصال الاول كان مع جراح الاعصاب,,,اردت معرفة رايه بشان ماحدث لشيرا,لاعرف ماهي المضاعفات التي ستحصل بعد اجراء العملية الجراحية ,وماالذي يمكننا القيام به للمساعدة ,ا,,لاتصال الثاني كان مع صديقة شيرا تلك التي كانت تمكث عندها اثناء وقوع الحادث ,اما الاتصال الثالث فمع المستشفى في صقلية .
_صقلية!؟
حدقت به مذعورة في تلك اللحظة ونسيت افكارها المقلقة فالكلمات التي تفوه بها ريكو سببت لها صدمة .
سالته :
_هل سنذهب الى صقلية؟
قطب ريكو جبينه واجاب:
_اجل الى اين اعتقدت اننا ذاهبا؟
_الى روما....اعتقدت اننا سنذهب الى روما.
رفعت يدها الى عنقها فشعرت بتسارع دقات قلبها تحت اصابعها لدى ريكو مكاتب في كل مدن العالم ,لكن المركز الرئيسي لشركة كريسانتي هو في روما,هناك يمضي القسم الاكبر من وقته.
رفع ريكو كتفيه بلا مبالاة,وكان عدم تفهمها لهذا الامر لاقيمة له.
_افتراضك خاطئ ,كانت شيرا في صقلية عندما تعرضت للحادث لهذا نحن ذاهبان الى هناك.
ستعود الى المكان الذي ولدت فيه احلامها,المكان الذي عاشت فيه بسعادة مطلقة لابد ان ذلك سيكون اقسى عذاب يمكنها ان تتحمله للحة تساءلت ان كان قد خطط للامر ,هل يكرهها الى هذه الدرجة حتى يسبب لها مثل هذا الالم؟
_لااريد الذهاب الى صقلية!
تفوهت ستاسيا بتلك الكلمات قبل ان تتمكن من منع نفسها اغنضت عينيها وهي تلعن عدم قدرتها على السيطرة على تلك الميزة المتهورة في شخصيتها.التي تدفعها دائما للبوح بمكنونات قلبها,ان كان ريكو يتعمد ان يسبب لها الالم,فها هي قد اعطته الاحساس بالرضى لانه نجح بذلك.
_لماذا ؟ لماذا لاتريدين الذهاب الى صقلية؟
بدت نبرة صوته قاسية كانه يشعر بالضيق ,وهذا امر بعيد جدا عن الواقع.
تابع قائلا:
_هل يعذبك ضميرك ,ستاسيا ؟هل تتذكرين بداية علاقتنا وكل تلك الكلمات التي قلتها وانت لاتقصدينها .......تلك الكلمات الفارغة عن الحب؟
كلمات فارغة؟!
ادارت ستاسيا راسها بعيدا عنه,هي تتساءل كيف يمكن لرجل بمثل ذكائه ان يكون اعمى الى هذه الدرجة.
الاسابيع التي امضياها في صقلية معا خلال شهر العسل كانت من اجمل الاوقات التي مرت في علاقتهما.
يومها وضعت ثقتها بريكو بشكل مطلق ,فتحت له قلبها من دون اي عائق او حذر,اعطته كل شيء لكنها لاالن فقط تعرف كم كانت حمقاء ....كم كانت ساذجة!
قال ريكو بمرارة:
_ربما كان علي ان احتجزك في صقلية كي تكفي عن ملاحقة رغبتك القاتلة في التغيير.
شهقت ستاسيا وهي تستدير باتجاهه,لمعت عيناها من الغضب والكره وهي تقول:
_لم اكن ابدا خائنة.
صاح في وجهها:
_وجدتك مع رجل في غرفتك فهل تتوقعين مني ان اصدق انك بريئة؟
اتهامه جعلها تتراجع الى الخلف مصدومة,مال ريكو نحوها وزار كانسان بدائي وقد علا خديه تورد طفيف :
_كنت زوجتي ......لم تنتظري حتى تدافعي عن نفسك,ماجعلني اتاكد انك مذنبة.
اعاق الغضب قدرتها على التنفس بشكل طبعي فقالت:
_رايت نظرة عينيك ريكو,,,بدوت بعيدا عن تقبل اي نقاش منطقي......ماكان يجدر بك ان تتهمني اصلا!
استدار ريكو نحوها كالحيوان الجريح وهو يقول:
_ياالهي ! رايته يعانقك...... رايته يعانق زوجتي.
نظرة واحدة جعلته يفترض انه يملك كل الحقائق ,انه بدائي جدا ومتملك جدا لدرجة انه لم يفكر للحظة في انه قد يكون هناك تفسير اخر للمشهد الذي يراه امامه.
شعرت بالصدمة والرعب حتى انها وجدت نفسها غير قادرة على المواجهة والتفسير ,في مكان ما في داخلها فكرت ان البريء لايحتاج الى الدفاع عن نفسه.
انتظرت من شيرا ان تقول الحقيقة,لكن المراهقة ابتسمت ابتسامة صغيرة وغادرت الغرفة تاركة ستاسيا في وضع يجعل من الاستحالة قول الحقيقة .
هل تخبره الحقيقة عن اخته؟,, شعرت بالارتبك والالم والغضب معا في النهاية غادرت معتقدة انهما بحاجة الى بعض الوقت ليهداا.
غادرت عند منتصف الليل ,ولم تاخذ معها الا جوزا سفرها,لكن بدلا من ان يعتبر ريكو رحيلها فترة هدوء وتفكير ,اعتبره اعترافا مؤكدا بالذنب.
عندما هدات ستاسيا الى درجة كافية لتسطير على كبريائها قامت باالتصال به ,لكنه متنع عن تلقي اتصالات .
لم يكن ريكو قادرا على الايمان بها ولم تكن هي قادرة على مسامحته,هي تعلم انها لا تستطيع العيش مع رجل مثله .
تلك كانت الفرصة الاخيرة في زواج كان منذ البداية مليئا بالضغوط زالصعوبات ,الاتصال التالي من قبله كان من خلال محاميه.
مدت يدها الى حزام المقعد وراحت يداها ترتجفان بقوة وهي تحاول نزعه قطب ريكو جبينه وهو يراقبها قائلا:
_ماذا تفعلين بحق الجحيم؟
_اريد الابتعاد عنك,اخطات في القدوم معك,لااستطيع ان ارى كيف يمكن لحضوري ان يساعد شيرا ,انا متاكدة ان اخر ماهي بحاجة اليه هو التوتر الذي سيسببه وجودي .
_لن تذهبي الى اي مكان ,سنهبط قريبا ابقي الحزام مشدودا حولك.
اطبقت اصابعه الطويلة القوية فوق اصابعها ,مانعة اياها من محاولة الوقوف ونزع الحزام عنها .
_اريد العودة الى بلادي والى ان اتمكن من العودة اريد البقاء في غرفة الحمام,لااريد تنفس الهواء نفسه معك.
حاولت ستاسيا ان تحرر يديها من بين يديه,لكنه امسك بهما بسهولة فقوته تفوق قوتها الى درجة مثيرة للضحك.
_ياالهي !اهدئي.......
_اريدك ان تطلب من القبطان ان يستدير بلعبتك المميزة هذه ويعيدني الى بلادي ,,,انا لااريد الذهاب الى اي مكان معك.
راحت تقاوم لكنها لم تتمكن من تحرير نفسها وذكرها بنبرة حادة حاسمة:
_لكنك وافقت على الذهاب الى المستشفى.
استدارت ستاسيا نحوه وهي تشعر بالالم والعذاب ,ماجعل صوتها يرتجف وهي تقول :
_الزيارة اختك فقط,لكنني لن اوافق مطلقا على سماع اي اهانة منك,تعرضت الى مايكفي من الاهانات من قبل عائلتك.
تنفس ريكو بقوة علمت من اللمعان الخطير في عينيه انه يحاول بشدة السيطرة على طباعه.
انه اشبه ببركان خامد فهو يندفع فجاة بقوة مرعبة,لكن طباعه لم تخفها يوما,كانت في الواقع تشعر بالراحة لمعرفتها ان ريكو قادر على اظهار عاطفته حتى على شكل نوبة غضب.
_من الطبيعي ان نذهب الى صقلية لان شيرا هناك.
رمقها ريكو بنظرة ملؤها نفاذ الصبر والاشمئزاز معا وهو يتابع :
_على الرغم من تقييمك السيء لشخصيتي في الواقع انا اهتم كثيرا لعائلتي.
تجمدت ستاسيا في مكانها حبه الكبير لعائلته هو جزء من مياثه الصقلي,وهو الذي اعماه عن رؤية الحقيقة,ذلك الحب العميق لعائلته منعها من اخباره الحقيقة عن اخته,كيف تستطيع تبديد اوهامه واحلامه؟
تمتمت :
_لم اشك يوما بحبك لعائلتك.
تساءلت لماذا بحق السماء يتناقشان بهذا الامر الان بعد فوات الاوان وتابعت:
_قلت انك اتصلت بالمستشفى فهل هناك اخبار جديدة؟
نظرته اليها بدت مليئة بالاحتقار والبرودة وقال :
_لم تسالين وكلانا نعلم انك لاتهتين ؟
شهقت ستاسيا من جراء الصدمة ,انها تهتم حتى عندما اتضح لا ان عائلته تعتقد انه اقدم على غلطة كبرى بالزواج بها.
التعليقات القليلة التي سمعتها كقولهم انها مهووية بماله,ازعجها كثيرا,وسرقت منها الشعور بالسعادة عندما كان ريكو يمطره بهداياه في النهاية توقفت عن ارتداء الجواهر التي كان يقدمها لها باستمرار,غير قادرة على التعامل مع نظرات الحقد الموجهة لها من امه وشقيقته.
فجاة بدا لها من المهم ان توضح له الامور على الاقل فقالت:
_بل اهتم ريكو ! وان كنت حقا تؤمن بما قلته ,فهذا دليل على انك لا تعرفني جيدا.
قالت ذلك بقسوة جعلت عيناه تلمعان بشدة وترمقانها بقسوة, قال بنبرة باردة :
_اعترفت انني لم اعرفك جيدا منذ وقت طويل ,لكن لسوء حظي ليس قبل ان اتزوج بك,لو انني عرفتك على حقيقتك لما دعوتك الى منزلي,ولما حظيت بفرصة لتفسدي اختي ,كنت تاخذينها الى الملاهي الليلية,وانت تعلمين انني اعارض ذهابها الى مثل تلك الاماكن والله وحده يعلم علام شجعتها ايضا.
تجمدت ستاسيا في مقعده اتهامه لها غير عادل وبعيد جدا عن الحقيقة ,للحظة طويلة بقيت تحدق به,كيف يمكنه ان يكون اقرب الناس اليها ومع ذلك يصدق......؟
_انت مخطئ ريكو.
عاهدت ستاسيا نفسها الا تضيع اي ذرة من الطاقة في محاولة الدفاع عن نفسها لكن احساسها القوي بالحق والصدق لم يمكنها من البقاء صامتة.
تابعت :
_يوما ما ستركع على ركبة واحدة لتتوسلني كي اسامحك.
قال ريكو بقسوة :
_وفري على نفسك هذا الكلام.
ظهر الغضب والعداوة على ملامح وجهه وهو يكمل :
_امسكت بك متلبسة زوجتي الجميلة اعترفي انك كنت على خطا,عندها ربما يمكننا المتابعة.
المتابعة !الى اين؟
فجاة وخزت الدموع الحارة عينيها,فاشاحت ببصرها نحو النافذة,راغبة بشدة ان تستجمع قوتها قبل ان يلاحظ خيبة املها وياسها .
هل كانا حقا زوجين؟هل كان في علاقتهما ماهو اكثر من العلاقة الجسدية؟ماكان يجب عليه ان يصدق تلك الاشياء عنها ,او يصدق انها قادرة على القيام باالمور التي اتهمت بها.
اجبرت ستاسيا على الاعتراف ان علاقتها لم تكن متينة كما اعتقدت فغرقت في مقعدها.
ترك يديها وقال لها بغضب :
_سنهبط في غضون عشر دقائق وسنذهب مباشرة الى المستشفى.
تنفست ستاسيا بعمق وهي تقول لنفسها ان لافائدة من الرجوع الى الماضي,عليها ان تركز على الحاضر فتنتهي من هذه الزيارة وتعود الى بلادها عليها ان تهدا .
_كيف وقع لها الحادث؟
_كانت تمكث عند صديقة لها في المنطقة.
اراح ريكو راسه على المقعد,ثم اغمض عينيه كانه بذلك سيجعل تذكر تلك التفاصيل المؤلمة اكثر سهولة.
وتابع:
_ذهبنا لتنزه وهما تمتطيان حصانين شيء ما اخاف حصانها واجفله,فسقطت شيرا عن ظهره ولم تكن تضع خوذتها.
اجفلت ستاسيا وهي تتخيل الحادث,للحظة حدقت برموشه السوداء الكثيفة التي تلامس بشرته البرونزية وبالملامح المتناسقة في وجهه.
بدا ريكو اكثر انسانية واكثر رحمة وهو مغمض العينين,بدا اقل رعبا واكثر ضعفا انه يشبه اكثر الرجل الذي اغرمت به......
وكان ريكو شعر بوقع نظراتها ففتح عينيه اشاحت ستاسيا بنظرها على الفور مذكرة نفسها ان ريكو كريسانتي لاعلاقة له باي ضعف انه يمثل كل ماهو قوي وقاس.
استدارت لتنظر اليه من جديد,هي بحاجة للتحدث معه هي غير قادرة على ابقاء عواطفها محجوزة على عكسه تماما.
_مهما حدث بيننا ريكو,اريدك ان تعلم انني اسفة لما جرى لشيرا,انا اسفة جدا !لابد ان هذا الامر صعب جدا عليك.....الا تعرف مابها ,وان تنتظر....
نظرت اليه بحذر ,وللحظة اعتقدت انها رات ابتسامة تمر فوق شفتيه.
_هذه ليست من صفاتي الجيدة كما تعلمين.
نظر الى ساعته ماان سارت الطائرة على المدرج وتوقفت وتابع يقول:
_هاقد وصلنا علي ان احذرك ان عائلتي كلها في المستشفى في الوقت الراهن ,لاحاجة الى القول ان وصولك صعب عليهم.
تذكيره لها بان عائلته تكرهها جعل ستاسيا تشعر وكانها اغتسلت بالمياه الباردة ,وقضى على محاولتها بناء اي جسور بينهما .
قالت له بقسوة :
_انت من طلب مني الحضور.
تنهد بصوت عال ومرر اصابعه في شعره:
_اعلم ذلك لم يكن لدي اي خيار شيرا سالت عنك وهذا كاف بالنسبة لي.
حدق بها بعينين قاسيتين محذرتين وهو يتابع:
_لكن عائلتي لا تشاركني هذا الراي ,لذا اطلب منك ان تبقي اراءك لنفسك في هذه المناسبة.
بكلمات اخرى :لايسمح لها ان تتعدى حدودها فجاة ادركت ستاسيا كم هو صعب عليه قدومها ابعدها ريكو نهائيا عن حيايته ولم يعد لها وجود بالنسبة اليه ,والان اجبرته الظروف على دعوتها للعودة من جديد وهو يكرهها اكثر بسبب هذا الامر.
قال له بنبرة ملؤها عزة النفس:
_قد لاتوافق عائلتك علي,لكن هذه مشكلتهم وليست مشكلتي, انت من طلب مني القدوم الى هنا,فلا تتوقع مني ان ابدل شخصيتي.
اطلق ريكو شتيمة قبل ان يقول:
_انا لااطلب منك ان تبدلي شخصيتك! اريدك فقط ان تظهري بعض الاهتمام ,انهم جميعا يشعرون بالتوتر بسبب حالة شيرا ,وهم ليسوا بحاجة الى المزيد من الضغط.
فكرن ستاسيا بحزن:لن يكون ذلك اللقاء سعيدا او عاديا!
نزعت حزام المقعد عنها وتبعته الى مقدمة الطائرة ليغادرا.
نهاية الفصل الثاني


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 03:32 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3_في المستشفى
انتقلا من المطار الى المستشفى دون ان يتبادلا كلمة اخرى,مرة اخرى انشغل ريكو بهاتفه النقال ,,,تاركا يديه الرشيقتين تتحركان بثقة وتاكيد صامتين,وهو يتحدث باللغة الايطالية.
في المقعد الامامي جلس سائقه وحارسه الشخصي بصمت حذر ,علمت ستاسيا من دون ان تنظر الى الوراء ان سيارة اخرى فيها المزيد من الحراس التابعين لريكو تحركت وراءهما على الفور.
مركز ريكو كرجل اعمال ثري يفرض عليه التصرف بحذر دائم.
اعتادت ستاسيا على وجود مرافقين لهما خلال فترة تعارفهما السريعة والاشهر الستة لزواجهما.,,حتى انها كانت تستمتع بالقيام بامور مبالغ فيها وهي تعلم ان هناك من يراقبهما طوال الوقت تقريبا.
تفاجات عندما تجنبا المدخل الكبير للمستشفى الحديث البناء ,قاد السائق السيارة عبر عدد من الشوارع الجانبية قبل ان يقف امام طريق فرعي ضيق,حيث رات درجا هو عبارة عن مخرج للحرائق.
_لماذا ندخل من هنا؟
_لان المداخل الرئيسية للمستشفى مليئة بالصحفيين.
قال ريكو ذلك,فيما بدا الضيق على وجهه الوسيم,حث خطاه وهو يقودها عبر الممر الضيق متابعا:
_هذا الطريق يقودنا الى قسم العناية المركزة حتى الان يبدو ان الصحافة لم تكتشفه.
ماان اصبحا بامان داخل المستشفى حتى سار بخطى واسعة عبر الممر,ليتوقف خارج الغرفة المقصودة ,,,فيما طبع التوتر اثاره على ملامح وجهه البرونزي.
_انتظري هنا.
وقفت عند مدخل قسم العناية المركزة,فيما راح قلبها يدق بعنف داخل صدرها.
فكرة رؤية عائلته تجعلها تشهق طلبا للمزيد من الهواء !عندما ظهر ريكو من جديد الى جانبها,اعلن انه سياخذها مباشرة الى شيرا ,فشعرت باحساس خفيف بالراحة لان المواجهة المحتمة مع عائلته تاجلت.
استلقت الفتاة المصابة بلا حراكوبدا لون وجهها الشاحب اشبه بلون اغطيتها ,وظهر جرح كبير على جانب وجهها.
بالقرب منها وضعت الات حديثة الطراز تصدر اصواتا مستمرة,تسجل وضعها الصحي بدقة.
شعرت ستاسيا بالالم لمجرد رؤية تلك الالات الطبية المخيفة ,وصف ريكو المختصر لوضع اخته وجراحها لم يحضرها لهذا الواقع المرعب فجاة ادركت كم هو قوي انه يعيش كابوسا فعليا.
ومع ذلك مازال قادرا على العمل ,,,على ادارة شركته على مساندة عائلته,وعلى الذهاب والبحث عنها,مع ان ذلك اخر عمل يرغب في القيام به.
شعرت بالدموع الحارة تملا عينيها حتى الان مازال ريكو غير قادر على اظهار عواطفه.
هو يبدو متعبا ومتوترا,مع ذلك لايستطيع التحدث عما يشعر به,هذا احد الامور التي كانت موضع خلف بينهما.
كم عدد المرات التي انتظرت فيها ان تسمعه يقول انه يحبها,لكنه لم يقل تلك الكلمات مطلقا! هي تعلم الان انه لم يحبها ابدا.كان يشعر بالانجذاب اليها فقط,والان بات يشعر بالاشمئزاز منها.
شعرت ستاسيا بالواقع المرير لوضعها الحالي يغمرها,فانهمرت الدموع من عينيها وبدات ساقاها بالارتجاف .
لم تنتبه الى انها اصدرت صوتا ما ,,,لكن لابد انها فعلت,لانها سمعت ريكو يتمتم شيئا ما,في اللحظة التالية اصبح بجانبها ,واضعا يده القوية على كتفها.
قطب جبينه وبدا متجهما وهو يقول:
_انت شاحبة جدا هل تشعرين انك لست بخير ؟,,الطقس حار جدا هنا,كان علي تحذيرك.
حاولت ستاسيا جاهدت التخلص من دموعها وشعرت بالدموع الحارة على شفتيها فمسحتها بظاهر يدها وهي تقول :
_انا اسفة.
قال ريكو بنبرة قاسية ومليئة بالاتهام:
_لاداعي لذلك المستشفيات ليست مكانا مريحا حتى في افضل الاوقات.
توقفت عن الكلام ودفعها بلطف نحو اقرب كرسي جلست ستاسيا عليه بامتنان ونظرت بحزن وياس الى شيرا بقيت الفتاة هادئة غير واعية لشيء مما يجري حولها.
_لاتسير حياتنا بالطريقة التي نتوقعها اليس كذلك؟
سمعت في حنايا صوته شيئا من العاطفة ,,,اعتقدت انها لن تسمعه مطلقا,ظهر التوتر بوضوح على ملامح وجهه الغاضبة وهو يمسك باليد العاجزة لاخته.
تنفس بعمق وركز نظره على وجه شقيقته وهو يقول:
_ستاسيا هنا.
عادت السيطرة الكاملة الى طباعه وتخلى عن كل اثر للعاطفة ,,,للحظة تساءلت ستاسيا ان كانت قد تخيلت ذلك فقط.
اخذ ريكو يتحدث بلطف وبسرعة بالايطالية ,وهو لايزال ممسكا بيد شيرا ,,,كانه يتمنى لو ان باستطاعته لن ينقل بعضا من قوته الحيوية الى الفتاة المصابة .
جلست ستاسيا بهدوء محدقة بالفتاة التي لم تجعل كرهها لها سرا على احد,,,بدت شيرا فاقدة لكل اساليب الهجوم والمراوغة التي تملكها .
بدلا من ذلك بدت مراهقة شابة صغيرة وضعيفة جدا,شعرت ستاسيا ان ضيقها وغضبها منها يذوبان ويتبخران .
رفع ريكو راسه وقال :
_يعتقد الاطباء انها قد تشعر بتحسن ان سمعت صوتك,ان استطعت قول شيء ما.....تحدثي اليها.
نظرت اليه بياس هذا امر صعب للغاية انها ترغب في المساعدة,,,لكن كيف يفترض بها ان تفعل ذلك بحق السماء ؟
هل تحدثها عن الماضي ؟هذا امر مستبعد ,ماتشاركتا به هو العداوة والشجار فقط لاسيما من جانب شيرا.,,عاملتها شيرا كعدوة لها منذ اليوم الذي تزوجت فيه ريكو.
ادركت انه يراقبها مترقبا ماستقوله مالت ستاسيا الى الامام والتصقت بالسرير,وهي تشعر بذاتها اكثر مما شعرت بها في حياتها كلها من قبل.
بدات تقول وهي تحاول جاهدت ان تجعل صوتها هادئا وعاديا:
_مرحبا شيرا ! انا ستاسيا.
توقفت عن الكلام للحظة متوقعة ان تقفزشيرا عن السرير,لتصفعها على خدها.
لكن الفتاة لم تتحرك تمنت فجاة لو ان ريكو يخرج من الغرفة ويتركها بمفردها .
لكن لامجال لحدوث ذلك بالطبع فهو يعتقد ان لها تاثيرا سيئا على اخته الصغرى ,لذا لن يتركها بمفردها معها.
_ماالذي فعلته بنفسك؟لماذا لم ترتدي قبعتك؟ هل كان هناك شاب فاتن في الجوار يراقبك,ولم ترغبي في اخفاء شعرك؟
لاحظت كيف قطب ريكو جبينه لكنها تجاهلته,,,ان كانت ستتحدث مع شيرا,فسوف تتحدث بامور تثير انتباه الفتاة ,امور تعكس شخصيتها .
من الطبيعي ان تتخلى فتاة لعوب مثل شيرا عن القبعة الحديدية ان كان هناك من يراقبها ,ترددت ستاسيا للحظة .
ثم لمست كتف شيرا بنعومة وهي تتابع:
_الجميع هنا قلقون عليك,حتى ان اخيك تغيب عن عمله,,,هذا يخبرك كم الوضع سيء هنا,هل تتذكرين انه توقف عن العمل يوما؟ان اردت الا تنهار مؤسسة كريسانتي ,عليك ان تستيقظي من غيبوبتك هذه.
استمرت في التحدث بكلام ناعم ولطيف فراحت تثرثر عن كل شيء ولاشيء بالتحديد حتى اوقفها اخيرا ريكو بحركة مفاجئة كانه لم يعد يحتمل المزيد.
_هذا يكفي لليوم تاخر الوقت وانت بحاجة الى بعض الراحة .
مرر اصابعه الطويلة في شعره وبدت نبرة صوته قاسية,وكان التوتر قضى على كل مالديه من صبر ,,,لم ترغب ستاسيا في ترك الفتاة المصابه,بل ارادت البقاء قرب سريرها لعل امامها فرصة في تبديل الوضع الحالي .
_افضل البقاء.
_تبدين مرهقة جدا.
بدا كان ريكو يسحب الكلمات بالقوة من فمه,وكانه خائف من ان تسيء فمهمه ,فتظنه مهتما بها.
اه ....... !لاامل كطلقا بذلك,فهي تعلم تماما ماالذي يشعر به نحوها ,وتعلم ايضا ان حبه لاخته وخوفه عليها هما ما دفعاه للاتصال بشخص يحمل له كل هذا الكره والازدراء.
_كان يومي مليئا بالضغوطات.
بدا صوتها ضعيفا,,,وادركت فجاة انه على حق هي مرهقة جدا لانها امضت النهار وهي ترسم من دون توقف,محاولة ان تنسى مشاكلها في العلم.
قال ريكو بنبرة صوت ثقيلة:
_انت لم تتغيري ما زلت مهووسة بعملك,,,هل تدركين انك فعلا لاتتحدثين عن اي شيء اخر غير الرسم؟
تمكنت ستاسيا من الابتسام بسخرية ,لان هذا دون شك ماتوقعه منها .
اجابت بنبرة جافة:
_هذا الاستحواذ المفرط تعلمته منك.
لم يبادلها ريكو الابتسام بل قال :
_مازلت تتكلمين كثيرا.
غابت ابتسامة ستاسيا ماان ذكرها بماضيها الحلو المر,لطالما كان ريكو يغازلها ويسخر منها بشان ذلك فيقول انها قادرة على التحدث طوال الوقت
_اعتقدت انك تريدني ان اتحدث.
سار نحو طرف السرير,كانه بحاجة الى وضع مسافة بينهما وقال:
_هذا صحيح لكن هذا يكفي لليلة .مر هذا اليوم بصعوبة على كلينا.
التقت نظراته بنظراتها ادركت ستاسيا على الفور مدى صعوبة الظرف الذي يمر به وتابع يقول:
_ساطلب من احدهم ان ياتي لاصطحابك الى المنزل.
ابتلعت غصة كادت تخنقها ,,,وتساءلت ان كان يدرك فعلا مايقول.
_لاتحاول التصرف بلطف وحنان ريكو,ذلك المنزل لم يعد منزلي منذ زمن بعيد,كلانا نعلم ذلك جيدا.
لاتريد ستاسيا البقاء في هذا المكان اكثر من الوقت الضروري ,وجودها بالقرب من ريكو يمزقها اربا.
انها تريد الارتماء على صدره الواسع وغرز اظافرها في جلده,حتى يتوسل اليها ان تسامحه,لانه ببساطة رمى بكل ماتشاركا به دون ان يحاول حمايته وبقوة .
تريده ان يشرح لها لماذا لم يات في اثرها,,,ولماطذا تركها ترحل....التقت عيناه بعينيها ,ثم تمتم شيئا ما باللغة الايطالية وضغط بقوة على قبضته.
_للمرة الاخيرة اقول لك مازلنا متزوجين .
_اريد الذهاب الى فندق.
_لا! لامجال لذلك.
_ريكو!
_اريدك في الفيلا حتى تستيقظ شيرا من غيبوبتها ,هكذا اعلم اين انت وبعد ذلك.....
رفع كتفيه بلا اهتمام واكمل:
_......ستكونين حرة في الذهاب الى حيث تشائين.
عاشت ستاسيا من جديد ذلك الاحساس القوي المالوف لديها باالحباط بعد الشجار مع ريكو.
كالعادة هو يملي اوامره عليها ,,,مامن مجال امامه للاكتراث لرايها او التفكير بما تريده.
هو معتاد على اصدار الاوامر فقط,وعلى من يتعامل معه اطاعته دون اعتراض ,ارجعت راسها الى الوراء ,,,فتحرك شعرها كالنار على ظهرها النيل وقالت له بصوت قاس وحازم:
_بامكني اتخذا قراراتي بنفسي ريكو لست واحدة من موظفيك.
علق ببرودة :
_لا ! انت زوجتي ومن الافضل لك ان تتذكري ذلك.
شهقت وهي تقول:
_هذا ليس الوقت المناسب لتمارس جنونك بالتملك كصقلي علي.
توقفت عن الكلام ماان رات النظرة المحذرة في عينيه السوداوين اللامعتين.
علمت فجاة انه يشعر بالضغط الذي تشعر به,,,لو لم تكن غاضبة وممزقة من البؤس والحزن لابتسمت بعد كل الاتهامات التي رماها بها ,والاشياء التي صدقها عنها,لابد ان شعوره بالانجذاب نحوها يضايقه,بالنسبة الى رجل معتاد السيطرة على كل ماهو حوله,,,من الصعب عليه ان يجد نفسه غير قادر على السيطرة على شعوره هذا.
لكنها لاتشعر باي رغبة بالابتسام,هي تشعر برغبة في الصراخ او البكاء او حتى بضربه.
_ريكو!
اغمض عينيه للحظة, كانه يستعيد النظام الخاص الذي يطبقه على نفسه هذا هو ريكو الذي تعرفه .
قال ببرودة :
_ان كانت لديك التزامات في العمل بامكانك الاتصال هاتفيا وتاجيلها ,,,افعلي ماتشائين لكنك ستمكثين في الفيلا!
لم تعد تملك الطاقة الكافية لتتشاجر معه,وكان ريكو تاكد انها غير قادرة على مقاومته اكثر من ذلك.
حدق في وجهها للحظات طويلة ثم هز راسه وقال:
_ساطلب من جيو ان يوصلك الى الفيلا.
الفيلا! حيث امضيا الكثير من الوقت معا وكانا سعيدين للغاية هي لاتستطيع ان تصدق فعلا انه يريدها ان تمكث هناك.
_ماذا عنك ,انت ايضا بحاجة الى النوم.
لم تسال نفسها لماذا تقلق عليه بعد كل ماحدث ,,,ريكو لايحتاج الى اي تعاطف من الاخرين.هو يفضل ان ينظر اليه الجميع كشخص قوي لايلين.
رمقها بنظرة واثقة كما لو انه يمنع نفسه من الشعور باي احساس او عاطفة وقال :
_انا افضل البقاء في المستشفى علي اجراء بعض الاتصالات.
انكمش شيء مافي داخلها ,ماان فهمت الكلمات القاسية التي تفوه بها,لهذا السبب اذا سيرسلها الى الفيلا,,,هو لايريد الذهاب الى هناك او مشاركتها اي شيء ,معرفة ذلك جعلتها تشعر بالالم والشوق واشاحت ببصرها عنه,متخلية عن اي امل بالاتصال به ,هو لايريد ان يعترف بما يشعر به من عاطفة نحوها.
***
مرت اربع ساعات.....
جلس ريكو مرهقا على كرسي غير مريح في الغرفة المخصصة للعائلة والاقارب تلك الغرفة التي اصبح يكرهها خلال الاسابيع القليلة الماضية.اخيرا قرر ان المكوث في الفيلا اكثر راحة من غرفة الانتظار هذه المليئة باقاربه المرهقين.
لم يطرا اي تبدل على حالة شيرا اصرت امه وجدته على البقاء في المستشفى ,اما الصحفيون فما زالوا رابضين في الخارج بانتظار خبر او قصة ما.
لماذا ارسل ستاسيا الى الفيلا.......الى المكان الوحيد الذي يقدم لها الملاذ الامن من هذا التوتر ؟اي جنون تملكه ليفعل ذلك؟
لماذا لايستطيع ابعادها عن تفكيره ,في حين انه يحتقرها من اعماق روحه؟عليه ان يشغل تفكيره بشقيقته فقط,,,ويتوقف عن التفكير بالمراة الوحيدة التي كادت تحطم حياته.
ضغط بقوة على قبضتيه ونظر الى حارسه الشخصي الواقف عند الباب واعطاه التعليمات ليحضر السيارة لتقله الى الفيلا.
ارتمى ريكو مرهقا على المقعد الخلفي للسيارة ,واعترف لنفسه ان السبب الذي دفعه لارسالها الى الفيلا ,هو انه لايثق بها.
ربما ستسافر ان تركها تذهب الى الندق من الواضح انها لاتريد التواجد هنا.
عندما اصبحت الحياة صعبة بينهما ,,,اثبت له ستاسيا انها ستكون اكثر سعادة بالرحيل بعيدا عنه,كان رحليها صعبا للغاية لاسيما بعد ان لاحظ ريكو انها تتودد الى الشبان الذين بالكاد تخطوا سن المراهقة.
شعر بالغيرة تجتاحه ,فضغط على اسنانه مثان تفجر الالم القوي في اعماقه ,,,ربما كانت على حق عندما رحلت لانه في ذلك الوقت اراد ان يدق عنقها بيديه الاثنيتن الا ان رحيلها اكد له انها مذنبة.
دخل الى الفيلا وهو يسير بخطى واسعة فيما بدت كل عضلة في جسده متوترة ومستعدة للقتال .
لم يجد ريكو اي اثر لستاسيا فافترض انها نائمة بدت شاحبة ومرهقة جدا عندما ابعدها عن المستشفى في وقت متاخر جدا,,,تساءل بحزن وغضب ,هل سبب ذلك رؤيتها لشيرا ام رؤيته هو ؟ هل بدا ضميرها بتانيبها اخيرا؟
صرف الموظفين وسكب لنفسه شرابا وهو يبتسم معترفا في سره بضعف الرجال,,,حتى بعد معرفته بخداعها له وبما هي قادرة عليه,فهو لايزال يحس باحساس من الياس البدائي .
هذا برهان اكيد على ان علاقتهما بعيدة عن المنطق والعقلانية,,,وهي عبارة عن انجذاب حسي لااكثر,فكر بذلك وهو يحمل كوبه الى الشرفة,ويقف هناك للحظة محدقا بالبحر.
ستاسيا تسري في دمه ,اعجبه ذلك ام لا,طلاقهما لن يغير شيئا في حقيقة الامر لذا كلما تعلم ان يعيش مع تلك الحقيقة ,كلما كان ذلك افضل لكليهما.
قال مؤكدا لنفسه ان مايحدث له هو ردة فعل على الوضع الحالي المتوتر,,,هو يبحث عن اي عذر للتخلص من الطاقة التي تملؤه ضغطا وتوترا ,وفي هذه اللحظة بالذات,وصل هذا التوتر في حياته الى حد الانفجار .
عادت افكاره الى شقيقته وشعر بكتفيه تترنحان من ثقل الهموم. حدق ببركة السباحة الكبيرة التي تقع مباشرة تحت الشرفة ,وتساءل ان كان اي شكل مختلف من لاجهاد قد يخلصه من بعض التوتر والضغط....
في وقت لاحق,قرر ريكو وهو يعود الى الداخل ان يستلقي على احد المقاعد البيضاء الطويلة ,,,وعده الاطباء ان يتصلوا به ان كان هناك اي تغيير في وضع شقيقته ,اما في الوقت الراهن فلديه بعض الاتصالات الهامة التي عليه اجراؤها.
انهى شرابه ثم اتصل بمديره المالي ,الذي يعمل على حل الخلافات الناشئة في مكتبه في نيويورك,,,انهى المكالمة بعد مرور ساعة من الوقت.
امسك بطبق من اللحم البارد وضعته الخادمة امامه في وقت سابق تناول الطعام دون ان يلاحظ ماالذي ياكله.فيما راسه مدفون في كومة من الاوراق ارسلها مساعده الشخصي من المكتب.
وبقي على هذه الحال حتى منتصف الليل, اخيرا وضع الاوراق جانبا على الطاولة,وتراجع الى الوراء,,,ثم اغمض عينيه ,بدت فكرة السباحة اكثر اغواء الان,فنهض على الفور برشاقة وبدا يخلع ثيابه وهو سائر نحو البركة .
لفت نظره لمعان المياه الزرقاء تحت صف الاضواء الصغيرة المشعة عبر البركة كلها .
غطس في المياه الباردة وسبح الى الجانب الاخر بضربات قوية من ذراعيه ,,,شعر بطاقة تسري في جسده بسبب المياه والحركة الرشيقة السريعة,في تلك اللحظات فقط شعر انه بات قادرا على ابعاد نفسه عن وضعه الحالي.....
شعر ريكو بوجود ستاسيا قبل ان يراها,لابد انها في مكان قريب ,شيء ماتبدل في الجو,شيء رقيق جدا لايمكن لاي شخص اخر ان يشعر به.
لطالما كان الاحساس المشترك والقوي بينهما جزءا من علاقتهما الرائعة.
حتى في غرفة مليئة بالناس,كان ريكو قادرا على الاحساس بحضورها وهو يعلم ان هذا هو شعورها بالذات,صعد الى سطح الماء ومرر يده السمراء على وجهه ليمسح المياه عن عينيه,فراها تقف على حافة البركة.
بدن رقيقة ونحيلة كغزالة رائعة ,شعرها الناري الجميل يتدلى بنعومة فوق قميص حريرية بيضاء اللون انها احدى قمصانه!
_اتسرقين ثيابي ستاسيا؟
تحد ريكو معها بالايطالية من دون تفكير ,فسمع شهقتها على الفور,ولاحظ الارتجاف في اوصالها .
اجابت بالايطالية وبصوت دافيء ومتردد:
_لم اتوقع البقاء هنا...... لم احمل معي ايا من ثيابي.
قال باللغة الانكليزية:
_لطالما كنت تسرقين قمصاني.
لطالما فكر ريكو انها تملك موهبة تحويل ماهو عادي الى غير عادي ومميز,كعقد الوشاح بطرق متعددة او استخدام الوان لايجرؤ احد غيرها على ارتدئها معا .
نظرتها الفنية واضحة وظاهرة في كل شيء تلمسه اما شعرها_تلك الكتلة النارية الملتفة من النار واللهب التي تعكس طبيعتها العاصفة ,فهو كفيل بجعل اي رجل يفقدعقله من اجلها.
_لديك ذوق رفيع في اختيار قمصانك,لم اعتقد انك ستاتي الى الفيلا.... سمعت صوت احدهم في البركة.
بدت نبرة صوتها متكاسلة كانها استيقظت للتو ,حتى وهو في المياه الباردة,شعر ريكو بالاستجابة لصوتها الحالم المميز.
اعتاد ريكو ايقاظها في الليل ليمرحا معا,اما هي فكانت تضحك ينعومة وتغازله متكاسلة حالمة,رفع جسمه ليخرج من البركة بحركة رشيقة وسريعة.فيما راحت عيناه تلمعان بشدة وحدق بها وراى انها تبتلع غصة في حلقها لرؤيته.
فرا الشوق الكبير في نظرتها قبل ان تخفيها بحركة سريعة من جفونها السوداء الطويلة.سيطرت عليه الرغبة بالاستجابة لذلك الشوق في عينيها .فشتم نفسه لعدم قدرته على الشعور باللامبالاة تجاه هذه المراة .
بدا له كان جسده خارج سيطرته,هذا ماحدث له بالطبع ,منذ اللحظة التي التقيا بها, اصبح ريكو تحت سيطرتها تماما,اصبح ضعيفا مثل كل الرجال الذين يضعفون امام النساء,اما هو فضعفه الوحيد هو ستاسيا.
لف المنشفة حول جسده وقال :
_علي القيام ببعض الاتصالات الهاتفية,فلدي الكثير من الاعمال ,وانا بحاجة الى فرصة للابتعاد عن المستشفى.
بالنسبة لريكو,الاهم هو الابتعاد عن اقاربه !فكر بذلك باستياءهو غير قادر على الاعتراف بذلك امام ستاسيا لكن من الواضح انها تعلم بما يفكر به.
بامكانه ادارك ذلك من خلال نظرة عينيها الخضراوين,هاتان العينان الخبيرتان اللتان تلمعان بسحر اخاذ ,يجعلها قادرة على السيطرة على الرجل, ويجعله يحترق من شوقه اليها.
للحظة تمنى لو انه فعل ماطلبته منه وارسلها الى الفندق ,الى اي مكان مادامت ستكون بعيدة عنه,رؤيته لها وهي ترتدي قميصه في منزله تجعله يشعر بحميمية لم تعد موجودة بينهما.
عليه دائما ان يذكر نفسه انها لم تعد ملكه,وانه لايحق له ان يحس بتلك المشاعر او ان يفكر بالتملك الذي يسيطر على عقله الواعي والنطقي ويطبق عليه كقبضة من حديد.
هو يعلم انها تفكر به وتتوق اليه ايضا,وهذا الامر لايساعده ابدا,ادرك ذلك من خلال فمها الناعم,الذي يتكور عندما تتوقع عناقه,والتماع عينيها الخضراوين اللتين تجذبانه اليها.
قال بقسوة وبنبرة اقسى مما يرغب:
_توقفي عن النظر الي هكذا, توقفي! نظراتك تقول انك تتوقين الي, بينما كلانا يعلم انك ستلاحقين اي رجل متوفر ماان تسنح لك الفرصة.
فقد وجه ستاسيا الجميل لونه وقالت وهي تشهق :
_كيف يمكنك ان تقول لي مثل هذا الكلام !
هل هي بريئة ؟هل اخطا في الحكم عليها ؟ برزت تلك الكلمات في ذهن ريكو وهو ينظر اليها هي ليست بريئة!راه بعينيه في سريرهما مع رجل اخر.
ضغط ريكو على اسنانه وهو يقول:
_لان هذه هي الحقيقة .
ستاسيا تحاول ان تجعله يشعر بالذنب ,مع العلم انه مامن سبب يدعوه لذلك,الم يضبطها متلبسة ؟الم تكن تملا ايامها باللهو والعبث بينما هو يعمل وتمضي امسياتها في الملاهي الليلية مصطحبة معها شقيقته اليافعة السريعة التاثر؟
_انت ايضا تنظر الي بطريقة غريبة ,فما معنى ذلك؟
بدا صوتها مضطربا فقطب ريكو جبينه مفكرا غير متاكد من ردة فعلها تلك,راها تذرف الدموع في المستشفى ,وتفاجا كم ازعجته رؤية دموعها.
هو يعرف كم هي قوية,ويعلم ايضا ان ستاسيا ليست من النساء اللواتي يشعرن بالضعف ويتعمدن البكاء ليحققن مرادهن.
لابد ان السبب عائد للتوتر والانزعاج من الوضع الراهن ,فهي مجبرة على مواجهته بعد خيانتها الاخيرة له,لابد ان دموعها هي بسبب احساسها القوي بالذنب ومن توبيخ ضميرها!
_انظر اليك لانني لااصدق انني كنت احمق لدرجة كافية كي اتزوج بك.
قال ذلك بقسوة وهو يراقب اجفالها ,تساءل لماذا يشعر برغبة في ان يسبب لها الالم والاذى,في حين ماحدث اصبح جزاء من الماضي.
عندما كانت علاقاته مع النساء تسوء,كان يشعر بالرضى لمجرد الابتعاد عنهن,ولطالما كان الانفصال وديا وملطفا بفضل الهدايا الثمينة التي كان يختارها لتقضي على الاحساس بالذنب,لانه فعلا لم يكن يهتم.
لم يشعر يوما انه منقاد بحاجة ماسة ليهاجم ويسبب الالم كما يفعل الان مع ستاسيا.
قالت وهي تشهق بنعومة:
_انا اكرهك!
_ربما ! لكن سواء اعجبك ذلك ام لا فانت ايضا تشعرين بالانجذاب الي.
راها تتراجع الى الوراء,وتمنى لو انها كانت ترتدي اي شيء اخر غير قميصه.
انها تملك جمالا يمكنه ان يسبب الجنون لاي رجل,وهي فعلا تقوده الى الجنون,شعر بالتوتر السائد بينهما والذي يملا الجو.
انتظر منها ان تهاجمه بدورها اليس هذا ماكان يفعلانه دائما؟ يتشاجران ويتعاركان ..... هو معتاد على النساء اللواتي يتملقن له ويوافقن على كل كلمة يقوله,اما ستاسيا فلم تفعل شيئا من هذا لطالما اعتادت ان تتحداه وتثير غضبه بقدر ماكانت تؤثر به.
وقفت بجانب بركة السباحة مرتدية قميصه بدت يافعة جدا وضائعة وقالت:
_لم ات الى هنا لاتشاجر معك.
مررت يدها في خصلات شعرها الناري الفاتن.......حركة يعرفها ريكو جيدا,جعلته يشعر باحساس مؤلم ,بدت متعبة وحائرة بحيث انه لايتذكر مطلقا انه راها على هذا الحال من قبل.
_سمعت ضجة,واردت التحقق منها,عندما رايتك في البركة,اردت ان اسالك عن شيرا,قلت لي انك ستبقى في المستشفى ,هل هناك تحسن في حالتها؟
بدا صوتها بطيئا وهادئا بشكل غريب ,كما انه خال من اي عاطفة .
_لا , ابدا.
منذ ان ظهرت ستاسيا على الشرفة,لم يفكر ريكو باخته لحظة واحدة,سال نفسه بمرارة,اي نوع من الرجال هو؟ ماالذي يمكنه ان يقوله عن تصرفه هذا؟
شعر بالاشمئزاز من نفسه استدار مبتعدا عنها ,وسار بخطى كبيرة نحو الفيلا الفسيحة المترفة.
شعر فجاة بثقل التوتر المسيطر عليه طوال الاسبوعين الماضيين.
فهو لم يحظ باي ليلة من النوم الكامل طيلة ذلك الوقت.
بدا له عقله الحاذق ينظر الى ما حوله من دون اي تركيز او اهتمام,تمدد فوق اقرب اريكة,واغمض عينيه,وهو يشعر انه فقط السيطرة على حياته كما لم يشعر مرة من قبل,فقرر التخلص من هذا الشعور المربك والمزعج.
_ريكو!
شعر بالاريكة تنخفض بجانبه, واحس بلمسة اصابعه المترددة على عضلات كتفه القاسية.
بدا له ان ستاسيا هذه مختلفة جدا,انها ستاسيا اللطيفة الناعمة,هذا الجانب الجديد من شخصيتها ينزلق تحت جلده,ويضاعف من عذابه ,كانه يذر حبيبات من الملح فوق جرح نازف.
عطرها الناعم الرقيق لامس حواسه فاستدار ليواجهها راغبا في التخلص من اهتمامها ,وفي ارسالها الى سريرها مع بعض الكلمات الباردة.
لكن شيئا ما في عينيها الخضراوين الرائعتين اجبره على الصمت وقالت بهدوء:
_لابد ان كل مايحدث مزعج جدا لك, و.....ربما حان لوقت لنعترف انك تملك مشاعر ايضا,بامكان كل شخص الاعتماد عليك لكن ماينساه الجميع هو انك بحاجة الى شخص تعتمد عليه انت ايضا.
تمنى لو انها تبعد يدها عن كتفه, لمسة اصابعها الرقيقة حركت كل ذره في كيانها ,ادرك ريكو فجاة كم يفتقد للمستها ويشتاق اليها.
قاوم بشدة محاولا السيطرة على احساسه القوي بوجودها اجاب قائلا:
_انا متعب فقط,امضيت اكثر من اسبوعين في المستشفى.
_انت بحاجة الى التفكير بنفسك وبحاجاتك الخاصة ريكو,عليك ان تبقى قويا من اجل الجميع ,لتتمكن من اتخاذ القرارات.
من الخطا ان تقول له هذا الكلام ,في هذه اللحظة ليس هناك سوى حاجة واحدة تشغل تفكيره .
رفع ريكو نظره الى عينيها وتذكر ان هذه المراة تعرف كل شيء عن حاجاته.
قاوم بشدة رغبته بان يدفن وجهه في عنقها,لينعم بدفء بشرتها الناعمة المليئة بالانوثة .
شعر باالاغواء ,وادرك انه يتوق اليها بقوة,كان في اعماقه نارا تحرقه.
لم يدرك اي منهما من قام بالخطوة الاولى, او متى تحولت لمساتها اللطيفة على ذراعه من التخفيف عنه الى شيء اخر اكثر اغواء .
بعد مرور لحظة واحدة,غرقا في حميمية سيطرت على حواسهما .
عانقها ريكو بكل قوته مانعا اياها من التنفس او الاعتراض على اي حال ربما لم يكن لديها اي اعتراض.
شعر بذراعيها النحيلتين تحيطان بعنقه ,وباظافرها تلامس كتفيه,نسي امر القلق الذي يمزقه والارهاق الجسدي والعقلي الذي يعاني منه.
نسي كل شيء الا القوة العاصفة في اعماقه وحقيقة ان هذه المراة هي الوحيدة التي يردي ان يكون برفقتها.
من دون ان يرفع راسه تنشق عطرها,لم يعد يهتم ان كانت تلك قميصه ام قميصها عقله لم يعد يعمل بشكل صحيح ,عطرها الرقيق ,المنعش الغني برائحة الازهار ملا كل احساس فيه....
مرر يده على كتفيها وشعرها ,فشهقت ستاسيا من السعادة اعد راسه عنها ليحدق بها,وليلاحظ بشرتها الرقيقة الناعمة التي بدت اكثر بياضا امام بشرته البرونزية السمراء ,لطالما شعر ريكو بالذهول من التباين الواضح بينهما.
رقتها امام قوته, شحوبها الانكليزي امام سمرته الداكنة,التي تميز شعوب البحر المتوسط,المراة الناعمة امام الرجل القاسي ....
سمعها تتلفظ باسمه بنعومة,هو يعرف هذه المراة جيدا,يعرف كم تؤثر فيها لمسته.
هو يدرك ماالذي تستطيع ان تفعله به,هذا ماحدث معهما منذ الموعد الاول: عواطفهما المتبادلة تبدو خارج السيطرة دوما .
لكن الوقت اليوم ليس لهما ,فها هو الهاتف يرن ويفصل بينهما هذه الالة الصغيرة البريئة وضعت لهما القيود معا في الوقت نفسه.
تجمدا للحظة وعلما ان مايحدث الان غير مناسب وقد سبب لهما صدمة كبرى.
اطلق ريكو شتيمة ونهض على الفور ليجيب على الهاتف بحركة سريعة من اصبعه.
نهاية الفصل الثالث


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 03:33 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4_ماذا بعد الغيبوبة؟
_هل استيقظت؟
استقامت ستاسيا في جلستها فيما حجب شعرها الاشعث وجهها المتورد خجلا وحزنا,وجسدها مازال يرتجف من الاحباط والاذلال.
كيف امكنها ان تفعل ذلك؟هي لم تقصد ان تتبع ريكو الى الغرفة ,,,لكن عندما راته مستلقيا فوق الاريكة والارهاق باد عليه,شعرت بالالم في اعماقها مادفعها لتدخل الغرفة ,ثم تسير نحوه لتمنحه بعض الراحة.
كان عليها ان تعلم ان تصرفها هذا ليس سليما,ولن يجعلها تشعر بالامان.
لمسة واحدة! لمسة واحدة فقط جعلتها تستلقي الى جانبه,كانها تابعة مسكينة له هي التي لم ترض يوما ان تكون كذلك.
اليس لديها كبرياء؟ ,,اين احساسها بالكرامة واحترام الذات؟ الطريقة الوحيدة للتخلص من ريكاردو كريسانتي هي عدم السماح له بالحصول عليها.
لكن رجوعها للفيلا حيث عاشا بالسعادة جعلها ضعيفة وشعرت ستاسيا بالضعف وثلوحدة ,وتساقطت دموعها عندما راته بكل وسامته وقوته,,,كانه رجل خلق ليغوي المراة ,لم تعد قادرة على الاحتفاظ بمظاهر الغضب منه والعداوة تجاهه.
_استعادت شيرا وعيها منذ خمس دقائق.
لم تستطع ستاسيا الا ان تلاحظ التوتر في صوته,هي تشك بان يكون سبب ذلك التوتر قلقه على شقيقته.
انها ليست عمياء وهي تعلم انه مازال يشعر بالضيق والاحباط مثلها تماما.
نظر اليها فيما بدت القسوة على ملامح وجهه وقال:
_يجب ان نعود الى المستشفى.
جال بنظره على بشرتها الناعمة فلمح اثر احمرار طفيف على عنقها بسبب عناقه استدار كانه غير قادر على تذكر ضعفه نحوها.
تابع يقول بنبرة قاسية:
_عليك ان تبدلي ثيابك بسرعة.
_تبا لك ريكو ! لن اسمح لك بابقاء اللوم علي بشان ماحدث.
كيف يجرؤ على النظر اليها هكذا ,في حين انه مسؤول مثلها عما حدث بينهما؟
_اتيت الى هنا وانت ترتدين قميصي .......اتعتقدين انك بتوددك الي ستجعليني اسامحك؟
توددها اليه ؟! قالت ستاسيا بنبرة قاسية:
_لست بحاجة الى غفرانك ريكو,بل انت من تحتاج الى الغفران اخرج من هنا!
حدقا ببعضهما للحظات طويلة,لاحد منهما مستعد لتقبل حقيقة ان ليس لديهما القدرة على ان يكونا معا من دون ان يتوقا لبعضهما.
كلاهما يرفض لاعتراف بان الانجذاب القوي بينهما ذو سيطرة خارجة عن ارادتهما وانه امر طبيعي لاارادي تماما مثل التنفس.
راحت عيناه تلمعان بشدة وتنذران بالخطر وهو يطلب الرقم على هاتفه.ويامر باعداد السيارة واحضارها الى الفيلا.
بعد ذلك قال لها :
_بدلي ملابسك سنغادر بعد خمس دقائق.
ماان نتهى من مخاطبتها حتى غادر الغرفة,حدقت ستاسيا بكتفيه العريضتين وبساقيه الطويلتين وعضلاته المشدودة .
بقيت تحدق به وهي تشعر بنفسها باحتقار لانها تتمنى لو انه يستدير ويعود اليها.
تاوهت وهي تقاوم رغبة في رفس الاريكة بقدمها,في تلك اللحظة بالذات لم تعد تعلم من تكره اكثر ريكو لانه يفقد سيطرته القوية على نفسه كلما اقترب منها ام تكره نفسها لانها تتوق اليه بكل ذرة في كيانها تماما كما يتوق هو اليها؟
عزاؤها الوحيد هو ان ريكو يكره ضعفه امامها تماما مثلها ,وان كانت هي تشعر بالمهانة والمعاناة فما من شك انه يعاي من ذلك الشعور هو ايضا.
في الوقت الراهن ,هي تريده فعلا وبكل صدق ان يعاني,ان كان يشعر بجزء من العذاب الذي تشعر به,فذلك بلا شك يؤمن لها الاحساس بالرضى في تحقيق العدالة.
لفت ستاسيا القميص حول جسدها وسارت بصمت الى غرفة نومها ,التي شعرت انها الملاذ الوحيد لديها.
بحماقة خاطرت بالنظر الى المراة وكانت تلك غلطة فادحة ,حدقت الصورة المنعكسة فيها كانها تسخر منها .هي لم تر المراة التي ترغب ةي رؤيتها.ارادت ان ترى المراة الفاتنة ,المرنة الواثقة من نفسها.
التفت خصلات شعرها الناري حول وجهها لكنها حملت بوضوح اثار مداعبة اصابعه اما بشرتها الشاحبة الحساسة ,فاظهرت بوضوح اثار ماحدث بينهما من عناق,اه , ياالهي !
غطت شفتيها باصابعها المرتجفة ,ماكان عليها ان تاتي الى هنا مطلقا ,لطالما كانت ستاسيا قوية مستقلة وناجحة في عملها حتى تعرفت على ريكو.
انه يشبه الدواء الخطير القاتل ,لايمكنها ان تكون بالقرب منه من دون ان تفكر فيها وتتوق اليه,هي تحتقر نفسها بسبب ضعفها هذا.
انهما يملكان وجهتي نظر مختلفتين وبعيدتين عن بعضهما ابتعاد الشما ل عن الجنوب ,مع ذلك يبدو انها لاتستطيع مقاومته.
الان بعد ان استعادت شيرا وعيها هذا ماستفعله بالتحديد ستقوم بالزيارة المطلوبة منها الى المراهقة ,وربما ستبقى بجانب سريرها لفترة قصيرة.
ستقوم بكل ماتقتضيه حالتها من الاستنكار لما حدث لها والتعاطف معها,ثم ستختفي من جديد في انكلترا,ستجد كوخا جديدا بسقف منخفض اكثر ,كي لايتمكن ريكو من الدخول اليه دون ان يعرض سلامته للخطر.
***
تحركت بهما السيارة بسرعة نحو المستشفى جلس ريكو بصمت فيما راح ذهنه وجسده يضجان بالمشاعر البدائية,مازاد من حدة طباعة.
لم يستطع ان يسمح لنفسه بالنظر اليها,لم يستطع ان يسمح لنفسه بالتركيز على الدليل الواضح لفقدانه السيطرة على نفسه.عندما ضمها اليه بشوق وبياس ولان عليه ان يدفع ثمن تصرفه الطائش .
بعد اقل من عشر دقائق سيقابلان عائلته,ولاشك انه سيتلقى نظرات امه المتسائلة المعنفة,وربما.......اسئلتها التي ليريد الاجابة عنها مطلقا فهو لايستطيع ان يجيب عنها .
في كافة الامور يعتبر ريكو نفسه رجلا حازما وقويا تعلم جيدا وفي عمر مبكر اهمية السيطرة على النفس,لكنه مع ستاسيا يتحول الى مراهق ,لاشيء يشغله سوى مشاعره البدائية لسوء الحظ ,سيطرة العقل في هذه الامور عمل نادر جدا.
حدق الى الخارج وضغط بقوة على اسنانه مدركا انها تجلس على مسافة قريبة منه.
بدا شعرها المتموج مصففا كيفما اتفق وراء راسها,اما جسدها الجميل فيبدو في ابهى حلة في ذلك الثوب الخوخي اللون.
لاهم ان ارتدت ستاسيا اجمل الثياب ام اقبحها,فالانجذاب بينهما يبقى اقوى منهما .
كلما اسرع في ارجاعها الى انكلترا وتفويض امر الاتصال بها الى محاميه ,كلما كان ذلك اكثر امانا لهما معا .سيعطيها الوقت الكافي لتزور شقيقته _هذا فقط ان كانت الزيارة تساعد على شفاء شيرا بسرعة_بعد ذلك سيرسلها مباشرة الى الطائرة,وسيحرص على ان تكون محركات الطائرة جاهزة للاقلاع.
***
وجدت ستاسيا كل افراد العائلة واقفين بالقرب من سرير شيرا,شعرت على الفور بقلبها يغوص في صدرها.
بعد مواجهتها العاصفة مع ريكو شعرت انها اكثر ضعفا من ذي قبل,وهي تدرك ذلك جيدا ,بالرغم من المجهود الذي بذلته وهي تضع مساحيق الزينة على وجهها وعنقها,مازالت اثار عناقه واضحة لكل من ينظر اليها.
ارادت ان تغوص في جوف الارض من شدة الخجل عندما التقت عيناها بعيني والدة ريكو المصدومتين .
_اذا ها قد عدت !
سمعت ستاسيا نبرة صوت امه القاسية,وهي تجول بنظرات عينيها على وجهها المتورد من شدة الضيق ,ركزت المراة نظرها على احمرار بشرة عنقها قبل ان تنقل نظرها الى ابنها وترمقه بنظرة ملؤها الغضب وعدم التصديق .
حدق ريكو بامه بهدوء مثير للتعجب,ثم امسك بيد ستاسيا كانه يتحدى الجميع بشكل علني .
بعد ذلك تقدم نحو السرير ليظهر للاخرين من هو المسؤول هنا,شعرت ستاسيا بالامتنان لمبادرته بحمايتها بالرغم من الحزن المسيطر عليها.
هي تعلم ان عمله هذا لا يعني شيئا لكنها امسكت بيده كانها حبل النجاة .
تراجعت والدة ريكو الى الوراء بوقارها المعود ولكن النظرة التي رمقت بها ستاسيا سببت للمراة الشابة الما,شعرت هذه الاخيرة بغصة في حلقها كادت تخنقها.
ماالذي فعلته لتستحق تلك النظرة ؟لاشيء ماعدا الزواج بيليونير من الواضح ان هذا كاف لتستحق لقب الباحثة عن الذهب.
_شيرا!
ظهر القلق بوضوح في نبرة صوت ريكو ,وهو ينحني ليقبل شقيقته رفرفت الشابة بعينيها قبل ان تفتحهما للحظة حدقت باخيها بغمرض كلي بعد قليل ظهرت ابتسامة على وجهها.
_ريكو !
بدا صوتها اشبه بالهمس لكن العائلة كلها تنهدت بارتياح تقدمت امها الى الامام وضمتها اليها,اما جدتها فارتمت فوق كرسي موجود قرب السرير لتمسك بيدها والدموع تنسكب على خديها المجعدين.
_هاقد عادت الينا!
بدت تلك اشارة لستاسيا كي تغادر من دون ان تدرك ماتقوم به ,سحبت ستاسيا يدها من يد ريكو ,واتجهت نحو الباب لااحد يحتاج اليها هنا.
هي لم تكن يوما جزءا من هذه العائلة,ولن تكون مطلقا,شيرا استعادت وعيها,اذا حان الوقت لترحل وتعود الى بلادها.
بدا كان شيرا تقول اشياء اخرى بصوتها المضطرب والساكن في ان معا,مااجبر ريكو على احناء راسه والاقتراب منها اكثر ليتمكن من سماعها.
بعدئذ عاد ليقف مستقيما وعيناه تحدقان بستاسيا التي كانت الان قرب الباب تستعد للمغادرة.
_انتظري !
امتلا صوته بالعاطفة وهو يتابع:
_انها تسال عنك ,وهي تريد التحدث اليك.
جمدت ستاسيا في مكانها,وللحظة اعتقدت انها لم تسمعه جيدا,لماذا تريد شيرا ان تتحدث اليها الان ,بعد ان استعادت وعيها؟
التلفظ باسمها وهي في حالة من فقدان الوعي شيء,وطلب التحدث اليها الان شيء مختلف جدا,ادركت ستاسيا ان افردا العائلة كلهم ينظرون اليها.
ابتلعت غصة مؤلمة ,وابعدت يدها عن مقبض الباب,في النهاية, ماذا يمكن لشيرا ان تقول لان بعد كل ماقالته في السابق ؟ماذا يمكنها ان تفعل لتسبب الالم لها اكثر مما فعلت في الماضي؟
شعرت بدقات قلبها تتسارع وتتضاعف وهي تسير نحو السرير ,كل خطوة تخطوها بحاجة الى قوة واردة كبيرتين .
وقف ريكو بجانب السرير فيما اقتربت ستاسيا لتحدق بشيرا لاحظت ان الجرح في جبهتها يبدو اكثر زرقة .
قالت بصوت اجش منخفض:
_مرحبا شيرا! انا سعيدة جدا لانك اصبحت بخير ,شعرنا بالقلق عليك.
_ستاسيا!
ابتسمت شيرا ابتسامة ناعمة ,ثم اغمضت عينيها وهي تتابع:
_ستاسيا الجميلة ! عندما اصبح بحال افضل ,هل يمكننا الذهاب الى السوق معا ؟انت دائما تبدين فاتنة,اريدك ان تعلميني كيف اختار ثيابي لابدو انيقة مثلك.
شعر الجميع بالصدمة ,ساد صمت مقلق ,وظهر عدم التصديق على كل شخص واقف قرب السرير.
بدت ستاسيا متوترة وغير متاكدة مما عليها ان تقوله,هي وريكو يعيشان منفصلين عن بعضهما منذ اكثر من سنة ,,,لم قالت شيرا هذا؟اتراها تحاول استخدام سيفها في اللحظة نفسها التي استعادت فيها وعيها؟
حدقت بوجهها باحثة عن دلائل السخرية التي اصبحت تعرفها جيدا,الهجوم والسخرية كانا جزءا اساسيا من شخصية الفتاة عندما تعرفت اليها ,لكنهما الان غائبان تماما.
فتحت شيرا عينيها وحدقت حولها محاولة ان تجد سببا لهذا الصمت السائد من حولها ,بدت قلقة وحائرة وكانها شعرت بان شيئا ما خاطئا يجري هنا.
_ماالامر ؟ماذا.....؟ماالذي قلته؟
اسرع ريكو يطمئنها وهو يغطي يدها الضعيفة بيده:
_لاشيء عزيزتي ,كيف تشعرين الان.؟
اجفلت شيرا قليلا واجابت:
_اشعر بصداع مؤلم كما انني لاافهم لماذا انتم .....جميعا هنا؟ماالذي حدث؟
_اخبرتك عن الحادث الذي تعرضت له؟
قطب ريكو جبينه وتابع يسالها:
_الا تتذكرين الحادث؟
فكرت شيرا قليلا,ثم هزت راسها بصعوبة وهي تقول :
_لا, لااتذكر كل شيء ,فقط اتذكر انك كنت في شهر العسل.
ابتسمت لاخيها ابتسامة خجولة مترددة وتابعت :
_....... وانك كنت غاضبا جدا مني لظهوري فجاة من دون انذار,لازعج زواجكما الرومنسي,اما زلت غاضبا منيوام انك سامحتني؟
بدا ريكو كانه تحول الى حجر,,,وقف بقامته الفارعة من دون حراك,وقفت ستاسيا بالقرب منه شاعرة بتوتره الكبيرة,ثم سمعت تمتمة امه من الجانب الاخر للسرير.
اجرت عملية حسابية صغيرة,وعلمت ان الحادث الذي تتكلم عنه شيرا جرى منذ سنة ونصف تقريبا.
حصل ذلك في بداية شهر العسل ,قبل ان يمضيا الوقت الكافي ليتعرفا على الاختلافات العديدة بينهما,والتي لايمكن تخطيها.
لكن ماذا يعني هذا ؟اما زالت شيرا تمارس المزيد من الاعيبها؟
تداعت ابتسامة شيرا ,وحدقت بهم الاستغراب ,اذ شعرت ان هناك شيئا مافي الجو.
_ريكو ! اما زلت غاضبا مني؟
_لا, صغيرتي !انا لست غاضبا.
لمعت عيناريكو وهو يحدق في وجه اخته,كانه يبحث عن سر ما او اشارة ما .
قال :
_لكن , هل هذا اخر امر تتذكرينه ؟قدومك الى الفيلا عندما كنا انا وستاسيا في شهر العسل؟
هزت شيرا راسها وسالت:
_لماذا؟
ابتسم ريكو واجابها مطمئنا:
_ليس هناك من سبب.
نبرة صوته القوية بدت واثقة ,,,ولم يظهر فيها اي اثر للقلق الذي يشعر به دون شك.
_احتاج شالى التحدث الى الاطباء مرة ثانية,حاولي ان ترتاحي والا تقلقي بشان اي شيء.
***
تحلق الاطباء حول السرير نزولا عند طلب ريكو,وعادت العائلة الى غرفة الاقارب تعيش من جديد حالة التوتر والترقب .
لم ينتظروا لمدة طويلة,في غضون دقائق ثم استدعاء ريكو الى غرفة شيرا ليعود الى غرفة الانتظار بعد فترة قصيرة.
بدا اكثر احباطا وتوترا ,لم تستطع ستاسيا ان تتذكر انها راته على هذا الحال من قبل.
_يقول الاطباء انها تعاني من فقدان الذاكراة .
ركز نظره على امه محاولا معرفة ردة فعلها على مايقوله,فيما اردف متابعا:
_من الواضح ان هذا امر طبيعي ,هي لاتستطيع تذكر اي شيء منذ اليوم الذي وصلت فيه الى الفيلا ,حيث كنا انا وستاسيا......
توقف عن الكلام برهة ثم تابع وهو يبذل جهدا واضحا :
_....كنا في شهر العسل.
شعرت ستاسيا بتلون خديها ماان استدار الجميع ليحدقوا بها.
عادت ذكرى ذلك اليوم الى راسها,كانا على الشاطئ يسبحان ويتغازلان بشكل دائم, عندما عادا اخيرا الى الفيلا,وهما لايزالان بين اذرعة بعضهما البعض ,وجدا شيرا في بركة السباحة .
غضب ريكو بشدة من تصرف اخته,لكن ستاسيا تدخلت بلطف بينهما,مع انها اصيبت هي ايضا بخيبة امل عندما اكتشفت فجاة ان لديهما رفقة.
مع انها اصيبت بخيبة امل عندما اكتشفت فجاة ان لديهما رفقة,في النهاية وافق ريكو على طلب ستاسيا,وسمح لشيرا بالبقاء وتمضية عطلة نهاية لاسبوع معهما ,ثم عمل على اعادتها الى المدرسة بعد ان القى عليها درسا مطولا بشان التركيز على دراستها والاهتمام بالشؤون التي تناسب عمرها.
تنهدت ستاسيا بحزن بحزن مدركة ان هذا اخر ماتتذكره شيرا الان,هذا يعني انها فقدت جزءا اساسيا من حياتها.
شعر الجميع بالصدمة من هذه الاخبار,ومن التعقيدات الجديدة الطارئة,سقطت والدة ريكو فوق اقرب كرسي والرعب باد على وجهها.
وهي تقول :
_هل ستبقى دائما على هذه الحالة ؟
رفع ريكو كتفيه فبدا لستاسيا انه قوي جدا اكثر من ذي قبل.
_لايمكنهم التاكد من اي شيء ,هناك احتمال بان تعود اليها ذاكرتها ,لكن لااحد يعلم متى ,في الوضع الراهن مايهمنا هو استعادة عافيتها.
انهم جميعا سعداء بتقدمها الواضح,كل فحوصاتها جيدة,وان استمرت على هذا الحال بامكانها العودة الى المنزل في غضون ايام قليلة .لايمكننا الا الاعتراف بان ماحدث هو معجزة بالفعل.
ابتسمت امه بسعادة وارتياح,ضمت يديها الى بعضهما في حضنها,وسالته:
_هل ستاخذها الى الفيلا؟
هز ريكو راسه موافقا وقال :
_انها بحاجة الى الهدوء والجو المريح,الفيلا هي المكان المناسب ساقوم بالترتيبات لاعمل من صقلية حاليا,هكذا اتمكن من الاعتناء بها.
قالت امه على الفور:
_ساتي للبقاء عندك ايضا والاعتناء بها بنفسي.
لكن ريكو هو راسه قائلا:
_لاداعي لذلك,عليها ان تبقى هادئة قدر الامكان ,من الافضل ان تبقى في منزلك ,وتاتي لزيارتها من وقت لاخر.
هزت امه راسها على مضض قائلة :
_حسنا ! ان كنت تجد هذا افضل لها.
كالعادة هي تفوض امرها لريكو ,تماما كما تفعل العائلة كلها,عندما التقت ستاسيا بهم للمرة الاولى,ادهشها اعتمادهم المطلق عليه في كل قرار ,لكن في مابعد اصبح ذلك يثير جنونها.
نظرت ستاسيا الى ساعة يدها,وادركت انه عما قريب سيحل الفجر وقالت بهدوء:
_حسنا ! من الواضح ان لاحاجة لكم بي هنا بعد الان.
جالت عيناها على ريكو محاولة التخلص من رغبتها بان ترمي بنفسها عليه,من المحتمل ان تكون هذه المرة الاخيرة التي تراه فيها.
من الان فصاعدا ستعود الامور بينهما لتتم من خلال المحامين تلك الحقيقة جعلتها تشعر باحباط مطبق.
_اخشى القول ان الامر ليس بهذه السهولة.
بدت ملامح ريكو حزينة وغامضة ,كانه يتعامل مع قضية كريهة لا حل لها .
تابع يقول :
_لسوء الحظ ذاكرة شيرا متوقفة منذ ثمانية عشر شهرا,اي عندما كنا في شهر العسل,وهي تعتقد اننا زوجان سعيدان جدا.
تنفست ستاسيا ببطء لتاخذ كمية كبيرة من الهواء هي بحاجة اليها.
_اذا اعتقد انك في وقت ما ستوضح لها اننا نعيش منفصلين ,بالتحديد منذ سنة .
لكن لن تتمكن ستاسيا من ذكر السبب.شيرا وهي فقط تعرفان الحقيقة ,وذاكرة شيرا لايمكنها استعادة ذلك الان.
_عليك ان تخبرها الحقيقة.
لاخيار اخر امامهما,,,في وقت ما ستبحث شيرا عن سبب ابتعادهما عن بعضهما.
_في وضعنا الحالي,الحقيقة ليست خيارا مناسبا.
سحبت الكلمات منه بصعوبة لانه بدا بوضوح كرجل خير مابين امرين كلاهما صعب للغاية.
_اصر الاطباء على عدم تعريضهاا لاي صدمة,وان يكون كل شيء من حولها هادئا ومريحا بقدر الامكان,يجب الاتتعرض لاي ضغوطات مهما كانت .
اذا ماالذي يقترحه بالتحديد؟ضحكت ستاسيا ضحكة تخلو من المرح قبل ان تقول :
_كلانا يعلم ان شيرا لن تصاب باي اذى ان علمت بفشل زواجنا,ريكو لاداعي لتقوم باي الاعيب هنا بدت سعيدة جدا عندما فشلت علاقتنا ,وتذكيرها بهذه الحقيقة لن يسبب لها اي تدهور في حالتها الصحية.
زفرت والدة ريكو انفاسها معترضة ,,,لكن ستاسيا وريكو لم يوجها اليها نظرة واحدة ,بدا كانهما الشخصان الوحيدان في الغرفة ,تشابكت نظراتهما فيما راحت المشكلة تكبر وتكبر بينهما.
هدر صوت ريكو :
_لسوء الحظ,شيرا تعيش في جو مختلف جدا بشان علاقتنا.
لغة جسده اظهرت كم انه يجد الوضع برمته صعبا ,تماما كما تجده هي .
_لن نعيد فتح الجراح من جديد الان ياالهي ! الا تعتقدين ان لدينا مايكفي من الضغوطات في الوقت الراهن من دون تذكر مساوئ الماضي؟
شعرت ستاسيا بدقات قلبها تتسارع في صدرها سالته:
_اذا ....ما الذي تقترحه؟
احست انها مليئة بالاحباط والتوتر بسبب ياس لاتفهمه ,,,لم تستطع ان تبعد السخرية من نبرة صوتها وهي تكمل:
_اتريد ان نلعب دور العائلة السعيدة ؟اتريد اعادة خاتم الزواج الى اصبعي؟
ساد صمت مطبق ونابض بالتوتر في الغرفة حتى ان تنفس ريكو كان مسموعا وقال :
_ان كان هذا ماتحتاجه شيرا لتشفى ,فالجواب هو نعم.
نهاية الفصل الرابع


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 03:34 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5_لن ترحلي!
حدقت ستاسيا اليه بصمت وهي مصدومة لم تتوقع مطلقا هذه الاجابة.
اخيرا تمكنت من ايجاد صوتها لتقول :
_لايمكن ان تكون جديا.
_ياالهي ! هل تظنين انني امزح في امر كهذا ؟في الواقع ,جهز المحامون الاوراق الضرورية لاتمام معاملات الطلاق, فهل تعتقدين انني ارغب في تضييع الوقت واطالة الامر اكثر من ذلك؟
ان كان يقصد ايذاءها بكلامه هذا فقد نجح بشكل مذهل حتى امه بدت متفاجئة من وقاحته وفقدانه للياقة والذوق.
اطلق ريكو شتيمة بصوت خافت,ثم مرر يده فوق مؤخرة عنقه محاولا بشدة السيطرة على نفسه تمتم معتذرا:
_لم يكن من داع لمثل هذا الكلام انا اعتذر .
_لماذا تعتذر ريكو ؟الانك لم تتغير؟
تمنت ستاسيا لو انها تموت قبل ان تدعه يرى تاثيره عليها,انها تفضل الموت على السماح لريكو بان يدرك ان لديه القدرة على جرحها وايلامها بعمق.
_لكنني اعتقد ان ردة فعلك هذه هي برهان اكيد على ان اقتراحك هو فعلا مثير للسخرية ,بامكانك ان تضع خاتم الزواج في اصبعي من جديد,لكننا لن نتصرف مطلقا كزوجين يحبان بعضهما,هذا اقتراح سخيف بالفعل.
علا الحزن والغضب ملامح وجه ريكو الوسيم,استدار لينظر الى افراد عائلته وقال :
_لابد ان شيرا ترغب بصحبتكم .
لم يطلب منهم الرحيل لكن ماقصده بدا في منتهى الوضوح ,هو يرغب في التحدث الى ستاسيا على انفراد,غادر الجميع الغرفة كالنعاج لم يجرؤ احد منهم على طرح اي سؤال عليه.
راقبتهم ستاسيا وهو يغادرون ولم تصدق ماتراه ,استدارت نحوه,فيما توهجت عيناها كالنار الملتهبة.
_هل تعلم ماهي مشكلتك؟
حدق ريكو في عينيها وحول كل مافيه من قوة الى عينيه لتسخرا منها وهو يقول :
_لا, لكنني متاكد انك ستخبرينني.
تجاهلت ستاسيا التحذير في نبرة صوته الناعم,وتجاهلت ايضا كل الدلائل التي تؤكد على ازدياد غضبه.
قالت :
_لااحد يجرؤ ان يقول لك لا انت تسير في الحياة في سيطرة دائمة انت تتخذ القرارات ,وانت من يواجه الصعاب مهما كانت ,حسنا ! لدي اخبار جديدة لك.
تنفست بصعوبة محاولة ان تدخل الهواء الى رئتيها قبل ان تتابع:
_انا لست واحدة من التابعات لك,اللواتي هن دائما بانتظارك وتحت طلبك,من اجل الحصول على فتات اهتمامك ,اولئك النساء الطائعات اللواتي يقلن لك نعم ساعة تشاء انا في الواقع ....اشفق عليهن.
تقدم ريكو نحوها بسرعة خاطفة لدرجة انها لم تلاحظ اقترابه على الفور.
_كلانا يعلم انني استطيع ان اجعلك تقولين نعم في اي وقت اشاء حبيبتي.
_لاتنادني بهذا الاسم.
احساسها بقامته الفارعة وبقوته الطاغية ,جعل قلبها يدق بسرعة ,تراجعت ستاسيا خطوة الى الوراء,وتمنت لو انها لم تفعل ذلك,ماان راته يرفع حاجبه ساخرا منها.
اقترب ريكو اكثر منها وقال:
_اتخافين منس ستاسيا ,ام تبتعدين لانك غير واثقة انك قادرة على مقاومتي ؟
انه متفاخر جدا,كما انه واثق من نفسه الى درجة تثير جنونها.
_لست خائفة كل مافي الامر انني لااوافق على استخدام الرجال قوتهم الجسدية للسيطرة على النساء ,هذه حيلة وضيعة .
ارجع ريكو راسه الى الوراء ,واخذ يضحك بمرح واضح بصوت عميق وناعم كالمخمل ,ماجعل التوتر لايحتمل بالنسبة لها.
_اتتوقعين مني ان اصدق انني اخيفك,انت مع لسنك السليط وعينيك المتوهجتين اللتين تتحديانني طوال الوقت؟ اخبريني عن امر واحد فقط تخافين منه,امر واحد فقط!
ابتلعت ستاسيا غضبها بصعوبة ,هي تخاف من عواطفها نحوه ومن المشاعر التي تحملها له.
هذه الاخيرة مخالفة لكل مافيها من شخصية قوية وتعقل,لسوء حظها منذ ان التقت بريكو ,اكتشفت وبالم شديد ان لديها صفات لم تكن تعرف مطلقا بوجودها,احاسيس عميقة اكتشفها فيها وكانه سيد مطلق عليها.
رطبت شفتيها الجافتين وقالت:
_لن يصل بنا الحوار الى اي اتفاق .
ندمت على ماقالته اذ سقطت نظرته على فمها وعينيها اللتين تلمعان كالذهب,تلك النظرة مالوفة لديها تماما مثل الاحاسيس التي تسيطر عليها اثرها.
تجاهلت تلك الاحاسيس على الفور وتابعت :
_لكنه يبرهن اننا لانستطيع البقاء في الغرفة نفسها,دون ان يسعى احدنا لقتل الاخر,اذا لم تكن شيرا قد فقدت رشدها ايضا مع فقدانها للذاكرة ,فلن يكون هناك جدوى من اقناعها ان علاقتنا حقيقية او صادقة ,سادخل لاودعها ثم ارحل.
قل ريكو بنبرة ناعمة كالحرير:
_لن تذهبي الى اي مكان ,وان كنت غير واثقة من اننا نستطيع اقناع شيرا اننا مغرمان ببعضنا اذا دعيني اساعدك لتتخلصي من هذه المشكلة.
كان عليها توقع حدوث ذلك,وكان عليها ان شعر بما يفكر به ريكو قبل ان يتصرف ,لكن عقلها يعاني من ضبابية تجعل التفكير امرا مستحيلا وصعبا جدا عليها.
امتدت يده لتحيط بخصرها وتضمها اليه,ثم عانقهابمهارة ,كانه يعدها بالمزيد مما سيقدمه لها.
في الواقع نجح الامر شعرت ستاسيا كانها وسط لهب من الشوق واللهفة ما جعلها تنسى كل شيء ,نسيت انهما واقفان في غرفة انتظار عامة مضاءة بانوار قوية جدا.
وان اخته المريضة مستلقية على سرير في غرفة قريبة منهما نسيت كل خلافاتهما,وحقيقة ان لاشيء يجمعهما بالمطلق غير الاوضاع الحميمة كهذا الوضع مثلا.
كل ماتدركه وتشعر به الان هو ريكو ....عناقه العميق والاحساس المتنامي الذي يتركه على كل خلية من خلاياها .
مدت يدها ولفتهما حول عنقه لتجذبه اليها اكثر,انهى ريكو العناق ببساطة مهينة رفع راسه وتراجع الى الوراء .
بدت عيناه باردتين وخاليتين من اي عاطفة وهو يقول:
_اعتقد ان هذا كاف ليبرهن اننا نستطيع ان نكون مقنعين جدا عندما يحين الوقت لاثبات ذلك.
ترنحت ستاسيا من شدة الدوار الذي شعرت به,كرهته كثيرا لانه في منتهى السيطرة على نفسه,بينما تشعر بالضياع .
لاحظت عينيه الثاقبتي النظرات وملامح وجهه المبهورة بما يشبه الغطرسة والتعجرف.
_تحبين ان تفكري انك لست بحاجة الي ستاسيا,لكن كلانا يعلم انك ستاتين راكضة الي ان طلبت منك ذلك,لذا لافائدة من التظاهر بعكس ذلك.
دوت الصفعة القوية في الغرفة الصغيرة ماان رفعت ستاسيا يدها ,وهوت بها على خده قالت بصوت مرتجف :
_انت وغد مغرور معتد بنفسك ريكو!
ضمت يدها التي المتها من قوة الضربة الى صدرها ,شعرت بالصدمة من العنف غير المعتاد الذي ملاها بسبب كلامه الوقح.
لم ترفع يدها على احدهم من قبل في حياتها حتى هذه اللحظة,لكن ريكو عاد ليسبب لها الالم من جديد.
_لن ابقى لحظة واحدة هنا,من فضلك قل لقائد طائرتك ان يسعد لاعادتي الى وطني.
_لن تذهبي الى اي مكان.
ظهرت اثار اصابعها على خده النحيل ,لكن عينيه لمعتا منذرتين بالخطر.
_طلبت مني القدوم الى هنا لان شيرا غائبة عن الوعي حسنا ! ها قد استيقظت ,وانت لست بحاجة الي بعد الان .
ظهر الضيق في نبرة صوت ريكو وهو يقول :
_شرحت لك لماذا انا بحاجة الى وجودك هنا.
لمعت عينا ستاسيا,وهي تحدق به وتساله :
_لاكون عشيقة في متناول يدك ؟لااعتقد ذلك ريكو,هناك مئات النساء الراغبات بشدة في القيام بهذا الدور اذهب واحضر واحدة منهن بدلا عني.
قالت بصوت كالزئير:
_اريدك ان تكوني زوجتي حتى تستعيد شيرا ذاكرتها.
وضع يديه في جيبي سرواله كانه خائف مما قد يفعله بهما ان ظلتا طليقتين.
_لكن القيام بدور الزوجة ليس امرا تجيدينه اليس كذلك ستاسيا؟ اعطيتك كل شيء امنت لك حياة تتعدى اغرب احلامك لكن عندما كنت اعود الى المنزل بعد يوم عمل شاق متوقعا ان اجد زوجتي بانتظاري كنت اجدك مسافرة.
_مرتان....مرتان فقط غادرت روما,انا ايضا لدي عمل علي القيام به .
_لاي هدف كنت تسافرين ؟ لم تكوني بحاجة الى المال ,وضعت مبالغ طائلة لا محدودة تحت تصرفك,وكنت تملكين كل مايمكن لامراة ان تحتاجه.
ماعدا الحب!
مدت ستاسيا يديها امامها لتعبر عن غضبها وانزعاجها.
_المال ,المال ,المال ليس كل شيء في الحياة ريكو هناك امور اخرى هامة جدا ايضا,كتحقيق الذات والعتماد على النفس,احب عملي وانا بحاجة لان اكون ماهرة في القيام بامر ذي فائدة واهمية بالنسبة لي وللاخرين.
قال ريكو بنعومة وعيناه مركزتان عليها:
_كنت رائعة في السرير,هذا مايهمني حقا.
تورد خداها من الانزعاج,فاشاحت ببصرها عنه وهي تزفر بازدراء.
_انت مغفل ريكو ,انت لاتريد زوجة بل عشيقة.
_كان لدي عشيقتان قبل ان اتزوج بك.
قال ذلك ببرودة ,في حين ان عينيه لم تفارقاها,ثم تابع بنبرة ملؤها الضيق والملل:
_لماذا علي ان ارغب بثلاث؟
فقد وجهها لونه لدى سماعها تلك الكلمات ,التي ذكرتها اي نوع من الرجال تزوجت به,والى من سلمت قلبها.
لابد انها مجنونة لاعتقادها ان ريكو يمكن ان يبادلها المشاعر التي احست بها نحوه,انه لايعرف ماهو الحب.
هو غير قادر على التعامل مع اي امراة من الناحية العاطفية,سمعت شائعات تقول ان لديه عشيقتين احداهما في روما والاخرى في باريس,لكنها في ذلك الوقت اختارت ان تتجاهلها ريكو وسيم جدا,وهي لم تتوقع للحظة ان يكون قد عاش حياته كناسك.
قالت بصراحة :
_كالعادة نقاشنا لن يوصلنا الى اي مكان.
التقطت ستاسيا حقيبة يدها,وعلقتها على كتفها وهي تتابع:
_انا مغادة ريكو ,ليس هناك ماتستطيع القيام به لتمنعني ,ان لم تدعني استخدم طائرتك,فساذهب الى المطار واستقل طائرة تجارية.
ستفعل اي شيء لتذهب بعيدا عنه,في هذه اللحظة بدت يائسة لدرجة انها قد تستاجر طائرة خاصة بها ان كانت هذه الوسيلة الوحيدة التي تضمن لها الهروب من هنا.
_المكان الوحيد الذي ستذهبين اليه هو الفيلا,للقيام بدور الزوجة السعيدة .
_انا لست واحدة من فريق عملك,كما انني لست فردا من عائلتك,لذا لااتلقى الاوامر منك.
اجاب ريكو بهدوء وبرودة :
_لم تفعلي ذلك يوما لكن مع ذلك ,هذا ماستفعلينه الان بالتحديد.
_باي وسيلة ستعمل على اكراهي واخضاعي ؟
مالت ستاسيا براسها الى جانب واحد ثم حدقت به بتحد واضح وهي تتابع:
_هل ستلوي ابهامي ام ستعذبني ؟
_لست بحاجة الى استعمال اي من هذه الاساليب العنيفة ,,,كل ما علي القيام به هو اصدار تعليماتي للمصرف بتوقيف القرض المقدم لمتجر التحف القديمة الخاص بامك.
تابع بهدوء بعد مرور لحظات من الصمت المرهق:
_اتصال واحد ستاسيا هذا كل ماعلي القيام به.
ساد صمت طويل بينهما,لم يقطعه سوى انفاس ستاسيا المتسارعة ,عندما تمكنت اخيرا من الكلام,بدت نبرة صوتها مرتجفة ,بعيدة كل البعد عن نبرة امراة هادئة واثقة من نفسها:
_لايمكنك ان تفعل ذلك,ماكان يجب حتى ان تعرف بشان القرض.
هزت راسها مستغربة رافضة الاعتراف بانه يقول الحقيقة.
_لاعلاقة لك مطلقا بذلك القرض.
علق بملل:
_واالن من هو المغفل بيننا ستاسيا؟لماذا تعتقدين ان المصرف وافق على طلبك للقرض بسهولة وبسرعة قصوى؟
حدقت ستاسيا به غير مصدقة واجابت:
_لم يكن ذلك عملا سهلا ,قدمنا اكثر من خطة ناجحة لعملنا....
قاطعها بنعومة:
_خطط طموحة جدا في الواقع,لكنها بدون اي ضمانات تم تقديم القرض لك,لانني وافقت على ان اكون الضامن.
_هذا غير صحيح ,انت تكذب.
لم يبعد ريكو نظره عنها وقال بثقة:
_يمكنك الاتصال بالمصرف الان.
تسارعت افكارها وجالت على كل الاحتمالات الممكنة وهي تفكر بالوقائع التي جرت اثناء قيامها باجراءت القرض:
_لكنني قدمت طلب القرض باسم امي,انا لم اذكر اسمك ابدا.
_انت مازلت زوجتي,,,ولدي مايكفي من المشاكل التي تدفعني لابقى بعيدا عن الانظار.
تابع ريكو باستياء وفظاظة:
_احد العاملين في المصرف علم من انت من خلال الاوراق المقدمة ,بعد ذلك كانوا سعداء جدا بتقديم المساعدة لك بكل وسيلة ممكنة.
برعب تنامى في اعماقها,تذكرت ستاسيا كيف ان فريق في المصرف تحول فجاة من التكلف ووضع العوائق بكل ماللكلمة من معنى الى الموافقة السريعة .
في ذلك الوقت افترضت انهم فعلوا ذلك بعد ان فكروا جيدا بخطتها العملية.
كيف امكنها ان تكون بهذه الحماقة؟ كيف امكنها الا تشك بان علاقتها بريكو هي وراء ذلك التحول المفاجئ في موقفهم؟ الم تر ذلك من قبل مئات المرات؟ الم تر كيف ان الناس يتملقون لريكو,ويفعلون اي شيء لينالوا رضاه؟
اغمضت عيناها هي لاتريد ان تصدق ان هذه هي الحقيقة ,مع انها في الواقع متاكدة منها,شعرت فجاة بقدميها ترتجفان وانها فعلا مريضة.
_لا, لم ارد ان يحدث ذلك ابدا,لم ارغب في اخذ شيء منك.
والا لاصبحت تماما كما يحلو لافراد عائلته ان يظنوا بها:
_باحثة عن الذهب.
مجرد التفكير بهذا الامر يرعبها,لطالما ارادت ان تحقق النجاح بمجهودها الشخصي دون مساعدة احد,لم تكن يوما مهتمة باموال ريكو,بل اهتمت بالرجل نفسه.
حدقت به ستاسيا من دون ان تدرك قالت بنبرة متقطعة :
_لماذا؟ لماذا.......فعلت ذلك؟ نحن لم .......نكن معا.
لم تظهر على وجه ريكو الوسيم اي ملامح مفهومة وهو يقول:
_لنقل انه نوع من التعويض مقابل الخدمات التي قدمتها.
استدارت الى الجهة الاخرى,,,كي لايرى الالم على وجهها,هو يرى كل شيء من خلال المال,بما في ذلك علاقتهما.
هذا التصرف يفسر بوضوح لماذا كان خلال فتعة زواجهما يمطرها بالهدايا والمجوهرات الباهظة الثمن ,بنظره المال يمكنه تسوية الخلافات بينهما.
كانت تشعر حينها انها عشيقته لازوجته,,,هذا التفسير الوحيد الذي يمكن ايجاد لمثل هذا الامر .
قال ريكو بنبرة حازمة مؤكدا بشكل نهائي :
_انا اعني ماقلته ستاسيا اما ان تبقى هنا,وتلعبي دور الزوجة المحبة الى ان اقرر ان شيرا تعافت واصبحت بخير,,,او انني ساقفل متجر امك,استطيع القيام بذلك,وهذا ماسافعله ان اضطررت.
نظرت ستاسيا اليه بكره شديد وهي تقول:
_لااستطيع التصديق انك منحط الى هذه الدرجة.
_رايك في الموضوع لاقيمة له عندي مطلقا.
كررت ستاسيا يديها بقيضبتين كي تمنع نفسها من ضربه مجددا.
_ان قمت باي عمل يسبب الاذى لامى...
قاطعها بنبرة ناعمة قائلا:
_القرار بين يديك ان كانت امك ستصاب بالاذى ام لا,وافقي على البقاء كزوجة لي حتى تستعيد شيرا ذاكرتها وسيبقى القرض على ماهو عليه عندما يتهم الطلاق بشكل نهائي ساعمل على ابقاء القرض فيصبح العمل ملكك.
ابتلعت ستاسيا غصة في حلقها بصعوبة بدت نظرتها اليها مليئة بالكره وهي تفكر بالوضع الذي زجها فيه لم يترك لها اي خيار ,وهو يعلم ذلك.
_انت قاس وعديم الرحمة.
_عندما اريد امرا ما ,اقوم باي شيء للحصول عليه,ان كان هذا يعني انني عديم الرحمة ,اذا نعم انا بلا رحمة.
رفع ريكو كتفيه بلا مبالاة ,مظهرا ان هذا الاتهام لايسبب له اي مشكلة .
استدارت ستاسيا مبتعدة عنه باشمئزاز هي تعلم انه طبق تلك الطريقة بالتحديد ليتمكن من اللحاق بها ,اراد الحصول عليها وكان مستعدا باي شيء ليحصل عليها .
قالت بصوت يعلو قليلا عن الهمس:
_لماذا تفعل ذلك؟ زواجنا كان كارثة كلانا يعلم هذا,لماذا تريدني بقربك من جديد؟
منذ اكثر من سنة لم يتصلا ببعضهما من المؤكد انه لايستطيع ان يطلب منها ذلك .
اظهرت نظرته السريعة اليها عمق كرهه لها وهو يقول:
_انا لااريدك قربي من جديد,لكن شيرا بحاجة الى محيط ثابت وامن, الى ان تستعيد ذاكرتها,هي بحاجة الى الحماية من اي صدمة,كما ان زواجنا لم يكن كارثة!
لمعت عيناه منذرتين بالخطر فيما تابع:
_لكنك كنت عنيدة جدا للسماح له بالنجاح ومستقلة بشكل عنيف لتتقبلي ان الزواج يعني المشاركة ,لن اسمح بمعاقبة شيرا بسبب فشلك في تقبل هذه الامور,ولااريدها ان تعلم ان علاقتنا منتهية وفاشلة.
للحظة حدقت اليه ستاسيا بغموض كلي مندهشة من اتهامه ,,,اهو من يقول لها ان الزواج مشروع مشترك بين شخصين وانها عنيدة ... في حين ان كل التضحيات والمسامحة كانت من قبلها فقط.
هزت راسها غير قادرة على استيعاب مايجري معها وقالت:
_لا استطيع التصديق انك تفعل ذلك بي وبنفسك.
مايجري يسبب له الالم ايضا,بامكانها ان تقرا كرهه لهذا العمل في ملامح وجهه الوسيم ومن خلال لغة جسده,فهو يحرص على ابقاء مسافة امنة بينه وبينها,كان الاقتراب منها يفسده.
حدقت ستاسيا اليه بياس وحزن ,لاعجب انه رجل اعمال ناجح,انه كباقي صائدي الفرص الخطيرين ,يبحث عن نقاط ضعف ضحيته,ثم يستعملها ليحقق مايسعى اليه.
كيف اغرمت برجل مثله ؟اهي عمياء حتى لاترى مميزات شخصيته ؟كيف امكنها ان تظن ان هذا الرجل قادر على امتلاك عاطفة رقيقة مثل الحب؟
_انه ليس بحل عملي ريكو,انا بحاجة الى العمل,ولدي التزامات علي انهاؤها.
حدق بها بغضب وهو يقول:
_بامكانك العمل في الفيلا ,ولكنك لن تسافري اي عمل قد يدفعك للرحيل عن صقلية عليه الانتظار حتى تسمح حالة شيرا بان نخبرها الحقيقة.
ارادت ان تجادله لكن كيف يمكنها ذلك,في حين ان سعادة امها تعتمد على طاعتها له ؟وهو لم يترك لها اي خيار .
لاعلاقة لزواجهما بما يحدث االان,المسالة تكمن في حاجته الى السيطرة وتنفيذ مايريد,بالكاد استطاعت التلفظ بالكلمات :
_حسنا ! اوافق على القيام بذلك لكن لاتتوقع مني ان احب ماتفعله.
لم يبعد ريكو نظره عنها ,بدت السخرية واضحة في نبرة صوته وهو يقول:
_كم تتغير الامور! اتذكر عندما كنت تتصلين بي على هاتفي النقال ,وتتوسلين الي كي اعود الى البيت لاكون قربك.
المتها كلماته, من القسوة ان يذكرها كم كانت صريحة وصادقة معه,في تلك الاوقات لم تشعر بالحرج مطلقا من الاعتراف بشعورها نحوه,مع انه لم يقل لها يوما انه يبادلها ذلك الشعور .
ادركت ستاسيا في النهاية ومن خلال تبصرها في الامور انه لم يفعل ذلك لانه لم يشاركها تلك العواطف.
كيف له ان يعبر عن عاطفة لايشعر بها؟ رفعت ذقنها محاولة ان تتعلق بما لها من كبرياء.
_انا لااتوسل مطلقا.
اجاب ريكو بصوت ناعم اثار اشجانها:
_بلى ! كنت تتوسلين ستاسيا ,بصوتك الشجي العذب ,كنت اصل الى البيت ,فاجدك بانتظاري في غرفتنا متلهفة من شدة شوقك الي.
اغمضت ستاسيا عينيها ,هي تكره الصورة التي يرسمها لها ,صورة امراة متعلقة ضعيفة وهذا مااقسمت دائما الا تكونه.
لم تكن ابدا سعيدة بالمراة التي اصبحت عليها بعد زواجها بهذا الرجل.
قالت ببرودة وهي تبذل جهدا كبيرا لتبقى متماسكة وقوية:
_اه ! بالطبع ! مازلت اتذكر فترات الانتظار ,اتذكر الايام التي لاتنتهي والاسابيع التي تمر بانتظار عودتك الى المنزل من رحلة عمل اخرى,فيما انا جالسة هناك وحيدة والملل يقتلني.
_شعرت بالملل الى درجة ان اصبح لديك حبيب.
_ليس هذا ماحدث .
_اذا كيف تفسيرين وجود رجل في غرفة نومنا؟غرفة نومنا!!
ساد الصمت والتوتر بعد ذلك الانفجار الغاضب,شعرت ستاسيا ان قلبها سيتوقف عن النبض بين ضلوعها.
هما لم يتحدثا ابدا عما حدث ,لسعها الاتهام الواضح في عينيه ,اصابها الرعب من الوضع المدمر لعلاقتهما ,فغادرت روما ولم تعد,متوقعة منه ان يتبعها وان يطلب منها تفسيرا لما حدث لكنه لم يفعل.
رفعت حاجبها مستغربة واجابت:
_ارتيد اخيرا التحدث عن الامر؟ عم تود التحدث بعد مرور سنة كاملة ؟الا تعتقد ان الوقت تاخر قليلا على القيام بذلك.؟
اختار ان يتجاهل سخريتها ,لكن علا الاحمرار ملامح وجهه الوسيم,وهذا يعني التحذير من اثارة المشاكل .
سالها بغضب:
_هل ادرك المسكين كن انت خطيرة؟لايمكن لشاب صغير مثله ان يسعدك.
شحب وجه ستاسيا هي لم تعرف رجلا غيره,انه الرجل الوحيد في حياتها الرجل الوحيد الذي احبته وتزوجت به ,لكنه لايشعر باهمية هذه الامور.
مرر ريكو يده في شعره الاسود ثم قال وهو يزفر بقوة :
_يااله السماوات !لماذا نتحدث عن الامر الان؟انا بحاجة الى تنشق بعض الهواء, والا ساقوم بعمل ثد اندم عليه لاحقا.
رماها بنظرة خطيرة محذرة جعلتها تدرك جيدا مدى الغضب والعدائية المسيطرين عليه,استدار ريكو وغادر الغرفة مغلقا وراءه الباب بقوة.
نهاية الفصل الخامس



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 03:34 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6_عذاب الحب
سمح لشيرا بالعودة الى المنزل بعد مرور ايام قليلة ,مع تعليمات واضحة بتامين وسائل الراحة لها ,ومراقبتها بشكل دائم.
شعرت ستاسيا باالارتياح لان المراهقة اصبحت بخير لدرجة كافية تسمح لها بالخروج من المستشفى والعودة الى المنزل,لكن التوتر مازال يسيطر عليها ويضغط احيانا على اعصابها.
امضت شيرا وستاسيا اوقاتا طويلة معا عندما كانت ستاسيا تعيش في روما كزوجة لريكو.
كانت تلك الاوقات مليئة بالتوتر والضيق ,هي تعلم ان شيرا تكره الفيلا في صقلية ,اذ تجدها معزولة ومملة جدا,كيف تراهما ستتصرفان وهما مجبرتان على التواجد برفقة بعضهما في الاسابيع القادمة؟
لكن شيرا بدت مختلفة تماما,منذ اللحظة الاولى التي وصلت فيها الى الفيلا,بدت متشوقة لاسعاد الجميع ومصممة على الا تسبب المضايقة لاحد,كما انها سحرت بالمنظر الرائع الذي تطل عليه الشرفة.
حدقت بشوق الى الشاطيء الخاص حيث امواج المحيط تتلاطم وتتكسر على الشاطيء الذهبي .
سالت :
_هل تعتقد انني قادرة على السباحة في البحر؟
اجاب ريكو وهو يقدم لها قبعة ,ويشير نحو مقعد طويل للتمدد تحت اشعة الشمس :
_جربي البركة اولا,اجلسي ودعي ماريا تحضر لك شرابا ,من الافضل الاستلقاء والنوم قليلا,علي اجراء بعض الاتصالات الهاتفية ان احتجت الى شيء اسالي ستاسيا,ساراك اثناء العشاء.
لامس راس اخته بحركة لطيفة وعاطفية ,ثم استدار مبتعدا,تاركا اياها تحدق به.
_انه يعاملني دائما كاب وليس كاخ.
تمتمت شيرا بذلك,فحدقت ستاسيا اليها بقلق ماذا عليها ان تقول؟في السابق شيرا تكره ذلك الاهتمام وتكره ان يكون ريكو حازما جدا معها.
علقت ستاسيا بنبرة هادئة:
_انه يحبك كثيرا.
لحسن الحظ نامت شيرا طوال فترة بد الظهر ذهبت ستاسيا للتجول في بساتين الفاكهة المحيطة بالفيلا,وهي تقاوم الذكريات التي هاجمتها بقوة.
عندما احضرها ريكو للمرة الاولى الى هنا ,اغرمت بالجزيرة واعجبت بالتمازج بين الحضارة والتاريخ وجمال المناظر الطبيعية .
طلبت من ريكو ان ياخذها الى كل الاماكن المشهورة,زارا معا المعابد اليونانية الرائعة,والكاتدرائيات النورماندية والقصور,وعند ارتفاع حرارة الطقس وتواجد الناس بكثافة حولهما,كانا يعودان الى ارتفاع حرارة الطقس وتواجد الناس بكثافة حولهما,كانا يعودان الى الفيلا الهادئة المكيفة ليستمتعا برفقة بعضهما .
تلك الايام السعيدة المميزة اعطتها بعض الافكار الواضحة عن معنى ان يكون الانسان من صقلية علمت ان هذا الامر يعني الكثير بالنسبة لريكو.
سارت ستاسيا تحت الاشجار غارقة في افكارها ,قطفت برتقالة لتاكلها,ثم عادت الى الشرفة الباردة المغطاة بتعريشة من الدوالي ,وجدت ان شيرا مازالت نائمة,فاستلقت على مقعد طويل,وانشغلت برسوماتها مستمتعة بالهواء العليل القادم من البحر.
في الوقت الذي استيظت فيه شيرا,وجدت ان الوقت حان لتبدل ثيابها استعدادا لتناول العشاء.
عادت الى غرفة النوم التي كانت تشغلها طوال فترة وجود شيرافي المستشفى لكنها وجدت الغرفة خالية من اغراضها تماما,ذهبت على الفور لتسال مدبرة المنزل عن الامر.
_تم نقل اغراضك كلها الى الجناح الرئيسي في الفيلا سنيورا.
قالت لها المراة ذلك باحترام فقطبت ستاسيا لماذا يقدم ريكو على مثل هذا العمل؟ شعرت بضيق مفاجئ ,فاندفعت نحو غرفة النوم الرئيسية .
دخلت الى الغرفة من دون ان تزعج نفسها بطرق الباب,في اللحظة ذاتها خرج ريكو من غرفة الاستحمام وقد لف منشفة حول وركيه,فيما جسده البرونزي يلتمع من رذاذ الماء.
جمدت ستاسيا مكانها شاعرة ان انفاسها حبست فيد صدرها,جالت عيناها على كتفيه العريضتين وعضلاته القوية,وحبست اهة من الشوق اليه.
تذكرت اخيرا انها بحاجة الى التنفس,لكنها لم تستطع ان تبعد نظرها عنه لم يظهر ريكو اي انزعاج من تحديقها به.
بل حدق اليها بدوره قائلا:
_حسنا ! لو ان اختي الصغرى تستطيع رؤيتنا الان, ,,لمااواجهنا اي مشكلة في اقناعها انا منجذبان لبعضنا.
ماان انهى كلامه حتى رفع حاجبيه بسخرية واضحة استدارت ستاسيا وكانه صفعها متفاجئة من قوة استجابتها له.
ضحك بصوت عال غير ان ضحكته لم تحمل اي اثر للمرح.
_اعتقد ان الوقت تاخر كثيرا مي يتظاهر اي منا بعدم الاهتمام بالاخر.
قال ذلك وهو يسير فيما تابع يقول :
_حقيقة انني مازلت معجبا بك بالرغم من معرفتي بما تفعلينه دليل واضح على جاذبيتك القوية حبيبتي.
سمعت ستاسيا نبرة حادة وغاضبة في صوته,مادل بوضوح على انه غير راض مطلقا لمعرفته انه مازال منجذبا اليها.
قالت بصوت مرتعش :
_قالت لي ماريا ان اغراضي نقلت الى هنا واريد ان اعرف السبب.
سار ريكو نحو غرفة ملابسه قائلا:
_ماذا تعتقدين؟
امسك بقميص قصير الكمين وشدها الى جسده من فوق راسه,اغمضت عينيها وهي تتمنى ان ينتهي من ارتداء ملابسه بسرعة ارتدى ثيابه وبدت السخرية في عينيه السوداوين كالليل وهو يقول بتحد :
_اعتقد ان السبب واضح جدا.
انتظرت ستاسيا ان تشعر بشوقها وحماسها اليه يموتان لكن كما يبدو ليس هنااك من اثر لذلك.جسدها كله يتقد كالنار امامه.
كل مافي الامر انها لم تفكر باي علاقة جسدية طوال سنة كاملة قالت وهي تتراجع نحو الباب محاولة تجاهل ماتشعر به :
_ساعود في مابعد.
قال ريكو بنبرة ناعمة :
_بالطبع ستفعلين من الان فصاعدا ستنامين هنا,وستقومين بكل الاشياء التي يقوم بها اي زوجين عاديين في غرفة نومهما.
جمدت ستاسيا مكانها وسالته:
_هل تتوقع مني ان اتشارك معك هذه الغرفة.؟
_دون ادنى شك.
_اذا لابد انك مصاب بوهم كبير.ليس هناك من مجال ابدا لان انام هنا معك.
لايمكن ان يكون جديا في مايقوله لايمكن ابدا......
سار ريكو عبر الغرفة ثم قال :
_اذا ساتصل بالمصرف.
رفع سماعة الهاتف فتوقفت ستاسيا عن الحركة تماما وقالت بحدة :
_لا !
رفعت يدها الى جبهتها وهي تحاول ان تفكر بوضوح وتابعت:
_لا تفعل ذلك ضع الهاتف جانبا.
شعرت بقلبها يغوص في صدرها وهي تفكر بالخيارات المتاحة امامها,,,انه لايترك لها اي خيار,لكن كيف يمكنها ان تتشارك معه الغرفة نفسها؟ هذا اسوا نوع من انواع العذاب.
اعاد ريكو سماعة الهاتف الى مكانها ,وحدق مباشرة لاتبعد اكثر من بابين من هنا ان لم تنامي هنا سوف تعلم.
_لكنني لن انام في السرير نفسه معك.
نظر الى ساعة يده متجاهلا تعليقها الغاضب وقال:
_العشاء بعد عشر دقائق الست بحاجة لتبدلي ملابسك؟
حدقت به بغضب ثم سارت الى غرفة الملابس واغلقت الباب بقوة .
***
تمهلت ستاسيا في تناولها للعشاء راغبة في اطالة الوقت قدر ما تستطيع قبل عودتها الى غرفة النوم غرفة نوم ريكو.
قالت شيرا بسعدة وهي تسكب في طبقها المزيد من الزيتون :
_من الرائع العودة الى المنزل لكنني اشعر بالذنب لانني جعلتك تبقى هنا انا اعلم انك راغب في العودة بسرعة الى روما ريكو.
قفزت ستاسيا في مكانها ماان غطت يد ريكو يدها وهو يقول:
_كما ترين انها فرصة مثالية لامضي بعض الوقت مع ستاسيا.ابتعدت عنها بما فيه الكفاية في الماضي بسبب العمل,وانا راغب في التعويض عن ذلك.
رفع يد ستاسيا الى شفتيه وعيناه تعدانها بالكثير شعرت ستاسيا بغصة تكبر في حلقها ,تلك هي الكلمات التي كان يجب ان يقولها عندما كانا لايزالات متزوجين ويعيشان معا,ولي الان بعد ان فات الاوان على ذلك وفقط من اجل شقيقته.
ابتسمت شيرا جاهلة تماما للاجواء السائدة في الغرفة ,علقت قائلة :
_حسنا ! اعدكما انني لن ازعجكما هذه المرة بامكانكما ان تمضيا فترة رومنسية بقدر ماتشاءان ,حتى انكما لن تلاحظا وجودي.
سحبت ستاسيا يدها من يد ريكو,واسقطت شوكتها من اليد الاخرى .
_اسفة ! اشعر ببعض التعب اعتقد انني سانام باكرا.
تجاهلت نظرة ريكو المحذرة ونهضت على قدميها وهي تتابع:
_اتمنى لك ليلة سعيدة, ساراك عند الفطور.
ماان انهت كلامها حتى غادرت الغرفة لتبحث عن الامان في غرفة النوم لو ان هناك مفتاحا لاقفت الباب ,لكن لم يكن هناك اي مفتاح علمت انها مسالة وقت فقط قبل ياتي ريكو الى الغرفة.
دخل ريكو الغرفة بعد دقائق وعلامات الغضب بادية على ملامح وجهه الوسيم,جالت عيناه على وجهها الشاحب.
_من الافضل لك ان تعملي بجهد اكبر على ماتظهرينه والا ساقوم بالاتصال بالمصرف.
جلست على حافة السرير وهي تشعر بالمرض فعلا وقالت:
_انا اجد صعوبة في الكذب ربما....هذا امر علي ان اتعلمه.
نصحها بصوت ناعم:
_اذا تعلمي بسرعة والا فان الاتفاق ماغى.
_هذا مااحاول القيام به.
_هل تقولين ان جلوسك صامتة طوال فترة العشاء محاولة ؟
رفع حاجبيه متسائلا وهو يتابع:
-امضيت الامسية وانت تحدقين في طبقك ماذا حدث لك؟ اين هي نظراتك المحبة لي؟
_انا اعمل على .....هذا.
_اذا اعملي بجد وبسرعة اكبر,من الان فصاعدا اريدك ان تتحدثس كما كنت تفعلين عادة,الصمت ليس من طباعك,كلثنا يعلم ذلك جيدا,اريدك ان تبتسمي وان تتصرفي كانك لاتستطعين الابتعاد عني حبيبتي.
_حتى لو كنت ارغب بخنقك؟
لمعت عيناها بشيء من الحرارة,ولمعت عيناه على الفور استجابة لها قال مقترحا ابتسامة جعلتها تدرك انها في خطر:
_وفري ذلك لغرفة النوم,في العلن اريدك ان تتصرفي كانك متيمة بي.
نظرت اليه وهي تشعر باالالم والمرض قائلة :
_لكنني لست متيمة بك.
_هذه كذبة وكلانا يعلم ذلك.
قالها بنعومة ثم اقترب منها بحركة بطيئة.
_ربما يكره كلانا تلك الحقيقة,لكننا لانستطيع ان نبعد ايدينا عن بعضنا عندما نكون معا,ربما انت بحاجة لاذكرك بهذا.
حاولت ان تهرب بعيدا عن السرير لكنه تحرك بسرعة البرق, واضعا ذراعه حول خصرها ليمنعها من الابتعاد.
_دعني ! لم يكن هذا جزءا من اتفاقنا.
شعرت بقلبها يدق بعنف كانه سينفجر رفعت يديها الى صدره راغبة في دفعه بعيدا عنها ,لكن ماان لامست اطراف اصابعها صدره ,حتى رغبت في الالتصاق به.
بياس شديد حاولت ان تستجمع كل مالديها من قوة لتحرر نفسها من قبضة يديه لكنه كان قريبا جدا,وساحرا جدا.....فجاة شعرت بدوار وبدا كان راسها اصبح خفيفا .
مضى وقت طويل,طويل جدا من اخر مرة ضمها اليه ,,,,,,وقت طويل منذ ان تنشقت عطره اخر مرة وشعرت كم هو جذاب .
بقيا على هذا النحو للحظة,كانهما يرغبان في استعادة توازنهما بسبب قوة مايشعران به بعد بعد ذلك اخفض ريكو راسه وعانقها.
شعرت ستاسيا انها لم تستطع الوقوف ,بدا الشوق في داخلها قويا لدرجة شعرت معها انها بحاجة الى كل ماثديه من حب وشوق لها.
تاوهت فرفع راسه ليحدق بها وهو يبتسم لكنها اغمضت عينيها راغبة في عدم التفكير باي شيء غير الاحساس الذي يخلقه في كيانها كله.
قال بصوت عميق:
_لطالما كنت المراة الاكثر جمالا وجاذبية التي عرفتها في حياتي لاعجب انه كنت لديك علاقة ما,لانني كنت اتركك بمفردك لاوقات طويلة جدا.
شعرت كم ان تعليقه قاس وظالم,لاسيما انها غير راغبة في الاجابة عليه,اغمضت عينيها متجنبة الاجابة لكنها قالت بعد قليل:
_ريكو !لا... انت لاتقصد ذلك.
_كلانا نعلم ماالذي تريده,ومااريده الان بالتحديد هو زوجتي العزيزة انت.
حاولت ستاسيا ان تدفعه بعيدا عنها ان تجادله لكنها لم تستطع فقالت اخيرا:
_انت لاتريدني.
_احقا ؟ لسوء الحظ ,العقل والجسد لايعملان دائما معا بتناغم .
_انت تعتقد ان لدي عشيق.
_كما قلت لك العقل والجسد لايعملان بتناغم معا معرفة انك خائنة لاينهي مشكلتي.
اصبح صوته قاسيا وهو يحدق بعينيها ويكمل:
_في هذه اللحظة ,انا حقا لااهتم بالماضي,علي ان اتخلص من فكرة ان هناك رجالا غيري في حياتك ,بينما كنت اعتقد انني رجلك الوحيد لانني كما تعلمين لست ناجحا في المشاركة.
شعرت ستاسيا بجرح عميق لايمكن تحمله اجابت على الفور:
_ان كنت خائنة فماذا تكون انت اذا.؟
_بائس.
لم يدعها تتكلم اكثر اذ ضمها اليه بقوة حملها الى السرير بقسوة لم يعدها في نفسه من قبل.
اما ستاسيا فلم تعترض مطلقا بل نشجت باسمه ورفعت راسها اليه ليعانقها ,كانها تقدم له قلبها.
ضمته اليها وغرقت في دفء صدره,انها لم تتوقف لحظة عن حب هذا الرجل ,انه يثير غضبها اكثر من اي رجل اخر تعرفت به,ومع ذلك هي لاتستطيع التوقف عن حبه ,لذا استسلمت له بطيبة خاطر.......
***
اغمضت ستاسيا عينيها وكورت جسدها بملاصقة ريكو,فشعرت بدقات قلبه وبحرارة بشرته.
تساءلت كيف ستتمكن من التقدم في حياتها في حين ان هذا هو الرجل الوحيد الذي ترغب في البقاء بقربه اخيرا,ابتعد عنها ريكو ونهض عن السرير ,واضعا ساعده فوق عينيه ما جعلها تشعر بالحرمان.
ابتلعت غصة وخاطرت بالنظر اليه ,الا انها ندمت على القيام بذلك على الفور,ان كان هناك رجل حظين ومعذب في هذه اللحظة بالذات فلا بد انه ريكو.
ان كانت تتوقع سماع كلمات حب ناعمة,فسوف يخيب املها ,ليس هناك امل في اطالة الحميمية بينهما بل هناك هالة من اداقة الذات بقوة ,لدرجة انها قادرة على الاحساس بذلك في الجو المحيط بها.
من الواضح ان ريكو يشعر بالضيق لانه استسلم لرغبته فيها,من دون اي كلمة او نظرة اخرى سار نحو غرفة الحمام واغلق الباب وراءه.
عندها فقط سمحت ستاسيا لدموعها بالانهمار على خديها.
اغلاق الباب وراءه عمل رمزي يمثل الحدود التي يضعها ريكو كريسانتي بينه وبين النساء في حياته ,وهي لم تشكل لديه اي فرق صحيح انه تزوج بها لكنه لم يشاركها باي شيء غير العلاقة الحسية.
هي اختارت ان تغرم برجل مكتف بعالمه الخاص,لذا هو ليس بحاجة ليغلق الباب كي يقيم حاجزا بينهما.
انها ليست سوى عشيقة مع خاتم زواج في اصبعها,سمعت ستاسيا صوت تدفق الماء.
تخيلته يغسل اثر علاقتهما عن جسده,معرفتها انه يشعر بالحاجة الى القيام بذلك يجرحها حتى الصميم ومعرفة انها لن تتمكن مطلقا من التخلص من لعواطف التي تكنها له يصيبها بالم لايحتمل .
استدارت بسرعة على جنبها وتكومت ككرة وهي تغطي نفسها بالغطاء ,هي تحبه بقوة ,وريكو لن يتمكن من مبادلتها تلك العواطف ابدا,بطريقة ما عليها التعامل مع هذه الاحاسيس.
***
ياالهي ! لم يرغب في حدوث ذلك مازال يشعر بالاشمئزاز من نفسه بسبب ضعفه,وقف ريكو تحت المرشة تاركا المياه الباردة تهدئ حرارة جسده.
اغمض عينيه واتكا على الجدار,وهو يحاول غسل احساسه بالذنب والخجل,لقد تعامل مع ستاسيا بقسوة بالغة.
مع انها شعرت بالسعادة بالقرب منه,,,الا ان فقدان السيطرة على نفسه جعله يشعر بالغضب والانزعاج,هو يدرك انه سبب لها الالم,وهذه الفكرة ترعبه.
مهما كان ذنبها مامن امراة تستحق ذلك,ادرك ان المياه الباردة لن تخفف من احساسه بالذنب ,اوقف انهمار المياه ومد يده نحو المنشفة.
جفف عينيه,ولف المنشفة حول خصره اتراه فعل مافعله بسبب الكبرياء ؟سار نحو المراة ولاحظ لحيته النابية بوضوح,فقطب جبينه باستياء.
ستاسيا تركته ورحلت ,لهذا اراد ان يثبت لها انها لن تجد رجلا مثله,ماان لمعت تلك الفكرة في راسه,حتى امسك بحافة المغسلة بقوة جعلت اصابعه بيضاء اللون.
لاعلاقة مطلقا هنا للكبرياء كل مافي الامر انه لم يحسن التعامل مع فكرة وجودها مع رجل اخر غيره انها امراته!
بالرغم من الاستحمام بالمياه الباردة ,لمعت قطرات من العرق على جبهته اطلق ريكو شتيمة خافتة.
هو مدرك تماما للعواطف المتصارعة في اعماقه الغيرة !
انه احساس بدائي لدى الرجل حيال امراته, وهذا ماقاده لامتلاك ماهو له.... لكنها لم تعد له .
لقد رحلت هو تركها تفعل فيما كان منشغلا وغاضبا مما يشعر به نحوها لدرجة انه لم يفكر باس خيار اخر.
الهذا السبب اسرع بالموافقة على طلب الطبيب احضار ستاسيا لزيارة شيرا؟
هل اراد دون وعي منه ان يحصل على فرصة اخرى معها ؟,, تنفس بعمق وحدق بانعكاس صورته في المراة منذ اللحظة التي تلفظت فيها شيرا باسم ستاسيا علم ان هذا ماسيحدث .
لا مجال مطلقا لان يتواجدا قرب بعضهما ولايستجيبا لذلك الانجذاب القوي الذي يربطهما دائما.
تذكر موعدهما الاول, يومها اخذها لتناول العشاء في قصره في روما,امضت ستاسيا الامسية وهي تقول له انها لن تمكث عنده,وانها ستعود الى الفندق .
لكن اعتراضها افتقد الى الاقناع,وكلاهما علما ذلك,كانما قدر لهما ان يبقيا معا,منذ اللحظة التي التقت فيها عيونهما في باحة لاستقبال الرخامية في مبنى شركة كريسانتي .
منذ تلك اللحظة لم يدعها تبتعد عنه,اراد ان يبقيها قربه,وهذا مافعله بعرض الامر الوحيد الذي لم يقدمه لاي امراة اخرى :الزواج!
اعطاها ريكو كل مايمكنها ان تتمناه,لكن بدا من الواضح ان ما قدمه لها لم يكن كافيا,معرفة ذلك تركت مرارة في اعماقه يستطيع تذوقها بفمه.
حتى ليلة االبارحة اعتقد ان لامجال للعودة الى الوراء,والان فجاة لم يعد متاكدا من ذلك.
ضحك بسخرية هذا دليل واضح على انه احمق ,مازال متعلقا بها بشكل كامل .
ستاسيا امراة جميلة وهل مازالت زوجته علاقتهما الجسدية رائعة ,وبالرغم من انكارها للامر,فهي مازالت تتوق اليه كما يفعل هو تماما.
مامن سبب منطقي يمنعهما من الاستمتاع معا اليست هذه افضل انواع العلاقات ؟,,لاكلمات حب فارغة المعنى ولاارتباطات عاطفية,مجرد علاقة مدهشة بين رجل وامراة منجذبين الى بعضهما.
عندما تستعيد شيرا ذاكرتها,سيبتعد عن ستاسيا دون ان ينظر وراءه للمحة واحدة.
بعد ان تمكن ريكو من ترتيب الوقائع بهذه الطريقة واستطاع اعادة النظر الى ماحدث قي غرفة النوم بدون اي احساس بالذنب او المرارة,مد يده الى الة الحلاقة وبدا يحلق ذقنه.
نهاية الفصل السادس


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 03:35 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7_صراحة......بعد فوات الاوان
عندما استيقظت ستاسيا في صباح اليوم التالي ,وجدت الجهة الاخرى من السرير فارغة.
بدا واضحا لها من انتفاخ الوسادة قربها انها نامت بمفردها,كما ان الاريكة الضيقة في زاوية الغرفة تحمل اثار وجود ريكو.
اجفلت وهي تحاول ان تتخيل التبدل الذي طرا على ريكو, والذي جعله يختار النوم بانوعاج هناك بدلا من استعمال سريره.
من الواضح انه لايريد التواجد في اي مكان قربها,تساءلت لماذا تملؤها هذه المعلومة بكل هذا الياس والحزن ,ماالذي توقعته؟ان تستيقظ على عناق مليء بالحب؟
ماجرى ليلة امس بينهما لاعلاقة له مطلقا بالحب,ريكو رجل جذاب جدا وهو لن يحرم نفسه لان سوء حظه اجبره على البقاء في الفيلا مع من ستصبح قريبا زوجته السابقة.
جلست على حافة السرير وهي تفكر بما جرى معها,ابتسمت بقلق ,ثم توجهت الى غرفة الحمام, من الواضح ان الاستحمام لفترة طويلة ليلة البارحة قد افاده ربما ستحاول استعمال العلاج نفسه.
شعرت ستاسيا بتردد في مواجهة ريكو من جديد,فهي لاتثق بقدرتها على اظهار الحب له كما طلب منها.
اخذت وقتها في ارتداء ملابسها ,املة انها حين تظهر اخيراستجد ريكو قد انهى تناول فطوره واختفى في مكتبه ليعمل.
لكن يبدو انها سيئة الحظ, اذ وجدته ممددا على مقعد طويل على الشرفة وهو يبد بكامل وسامته وصحته,كانه رجل نام بشكل متواصل لعشر ساعات كاملة,بدلا من اختطاف لحظات متقطعة من النوم على اريكة اخرت لحظة الانضمام اليه,واتجهت مباشرة الى اقرب شجرة فاكهة.
وقفت هناك لفترة قصيرة غارقة في الذكريات الجميلة والمؤلمة معا,,,مدت يدها وقطفت برتقالة لطالما شعرت ستاسيا بالدهشة والفرح معا من امكانية ان تقفطف فطورها مباشرة من الشجرة ,ولطالما سخر منها ريكو لان متطلباتها بسيطة.
قلبت البرتقالة في يدها ,,,وحدقت بها مستمتعة برائحتها وحجمها,انها حقا ذات متطلبات بسيطة,لكن يبدو ان ريكو لم يفهم ذلك مطلقا وكذلك عائلته سارت على مضض الى الشرفة لتنضم اليه.
وجدت شيرا تنهى قطعة من الحلوى وتتحدث مع اخيها رفعت نظرها وهي تبتسم ماان جلست ستاسيا.
_نمت فترة طويلة لابد انك متعبة.
قدمت الفتاة لستاسيا فنجانا من القهوة وهي تكمل:
_هل تعرضت كثيرا لاشعة الشمس البارحة,بشرة عنقك شديدة الاحمرار.
ادركت ان ريكو يراقبها,وقد التفت اصابعه الطويلة بكسل حول فنجان القهوة ,مدت ستاسيا يدها لتاخذ طبقا وسكينا فيما قالت بهدوء:
_لدي بشرة حساسة جدا.
تلون وجه شيرا ماان فهمت ماتقصده شعرت المراهقة بالخجل وقالت :
_اه ! لم اقصد.
حدقت الى جهة البحر واكملت :
_من الواضح ان النهار اليوم حار جدا,قد اذهب الى الشاطيء.
اعطى ريكو تعليماته على الفور:
_حسنا ! لكن خذي جيو معك لا تذهبي بمفردك ولاتمكثي هناك لفترة طويلة ,ومن الافضل ان تجلسي في الظل.
بدا واضحا ان شيرا راغبة في الهروب من الوضع الذي خلقته تمتمت شيئا ما وتحولت بشرتها الى لون زهري,وهي تسرع نحو الفيلا.
راقبت ستاسيا انسحابها ثم قشرة البرتقالة بحركة ناعمة بالسكين .
_حسنا ! اعتقد ان اختك الان مقتنعة تماما اننا زوجان بالفعل.لابد انك سعيد جدا,فقد سارت الامور تماما كما خططت لها.
انهى ريكو فنجان قهوته وقال:
_لا ! ليس هذا مااردته بالتحديد لدي احساس بالندم بشان ليلة البارحة.
_اه ! احقا؟
حاولت جاهدت ان تبقي نبرة صوتها ثابتة وهادئة وهي تتابع:
_اقامة علاقة حميمة لم تكن جزءا من خطتك اليس كذلك؟
_ستاسيا!
_هل تعتقد حقا اني لم اعرف ماكان شعورك بعد علاقتنا الحميمة البارحة؟
على الرغم من جهودها شعرت بنبرة صوتها ترتجف وهي تتابع:
_لقد كرهت نفسك ريكو! كرهت نفسك لانك فقدت السيطرة وهذا ماكنت تفخر به دائما كرهت نفسك لانك اقمت علاقة مع امراة مثلي .
تنفس ريكو بعمق وعلق :
هذا غير صحيح.
شيء مافي نبرة صوته دفعها لترفع راسها وتنظر اليه التقت عيونهما فحبست انفاسها وتذكرت كل لحظة مرت بهما الليلة السابقة وبدا ان ريكو تذكرها ايضا الاحساس الغامر والمشاعر المفرطة والشغف.........
_لنتفق على ......الا يحدث ذلك ثانية.
اشاحت ستاسيابنظرها عن وجهه,واعادت انتباهها الى طبقها.
وتابعت :
_مامن داع لذلك الا اذا كنت ترغب في دعوة شيرا الى غرفة نومنا بامكانك ان توفر كلمات الندم هذه.
قال ريكو:
_لم اشعر بالندم لما حدث بيننا,,,لانستطيع انا وانت ان نكون معا من دون ان نقيم علاقة طبيعية بينا,لاتتظاهري انك كنت ضحية ليلة امس ,فقد اردت ذلك بقوة ,مثلي تماما.
ارادت ستاسيا ان تنكر ذلك,ارادت ان تمسح تلك النظرة الواثقة عن وجهه لكن كيف يمكنها ذلك؟
_انت تعتقد فعلا انك افضل عاشق على وجه الارض اليس كذلك؟
لم يتردد للحظة بل حدق بها وعيناه تلمعان كالنار وهو يجيب :
_ان كانت ردة فعلك البارحة امر يمكن الاعتما عليه فالجواب نعم.
رفع كتفيه بلا مبالاة فرطبت ستاسيا شفتيها الجافتين متسائلة ان كانت هناك اي وسيلة لتتعلم كيف تسيطر على ذاتها رفعت ذقنها بسرعة وسالته:
_اذا ,علام انت نادم؟
تحولت نبرة صوته الى همس ناعم مليء بالعاطفة وهو يجيب :
_كنت قاسيا معك,وربما سببت لك الاذى انا اسف.
فاجاها كلامه دفعتها دهشتها لابتلاع الملاحظة القاسية التي كانت سترميه بها.لم تسمعه يعتذر من قبل على اي شيء مهما يكن.
_انت لم تسبب لي اي اذى.
ابتسم قائلا:
_حسنا ! ان لم افعل فالسبب الوحيد هو انك كنت مشتاقة لعلاقتنا مثلي تماما.
غابت ابتسامته وبدت عيناه باردتين وهو يتابع:
_اذا ماهو عذرك زوجتي الجميلة ؟ الم يكن حبيبك قادرا على اسعادك مؤخرا؟
_تبا لك ,ريك!
نهضت ستاسيا بسرعة وتابعت :
_امضيت معظم الوقت في العمل, كنت تاتي الى البيت فقط من اجل اقامة علاقة حميمة مع انك تستخدم المئات من الموظفين عليك ان تتعلم كيف توزع مهام عملك.
سارت خطوة اخرى نحو الفيلا,لكن يده اطبقت على رسغها مانعا اياها من الهرب,شعرت بقلبها يدق بعنف في صدرها ,ماان التقت عيناها بالغضب المشع من عينيه,ادركت انه ماكان عليها قول ذلك.
_ساخذ برايك عندما احتاج الى خبير في شؤون اعمالي وان كنت بحاجة الى درس في كيفية ارضاء زوجتي ساطلب النصحية منك ايضا.
بدا صوته هادئا ولكن عضلة نابضة في خده اظهرت لها مدى غضبه وتابع قائلا:
_من الواضح انني كنت اتركك لفترات طويلة بمفردك لكنني الان احذرك انك طوال مدة اقامتنا في الفيلا لن تجدي الوقت لتنظري الى اي رجل اخر حبيبتي.
_ريكو!
تجاهل ريكو اعتراضها واظهرت ملامح وجهه هدفا معينا وهو يرفعها بين ذراعيه بسهولة ويحملها الى غرفة النوم.
_ريكو حبا بالله !
حاولة ستاسيا ان تقاومه للحظات لكنها شعرت ان جسدها يتجاوب معه كل ماعليه فعله هو ان ينظر اليها حتى تشعر بالضياع.
شعرت بالشوق اليه وبدا جسدها يرتجف لمجرد لمسته وضعها ريكو على السرير وهو يقول:
_اردت المزيد من اهتمامي ,والان ستحظين به.
_ريكو ! هذا كله تظاهر.
تمتم بصوت عميق وهو يعانقها:
_لا ! ليس تظاهرا ......ابدا.
اغرقها في عناق حميم قبل ان يصطحبها في رحلة من المشاعر القوية ,ماجعلها تشعر ان غرامهم ليلة الامس كان مجنونا وعنيفا اما الان فهما يتوهان في عالم اخر من الحنان والشغف.......
سالها بعد فترة :
_هل تشعرين باننا نتظاهر ستاسيا؟
بالطبع تلك لم تكن حالتهما فتح ريكو عينيه ثم قال وهو يتثائب :
_من الافضل ان نحظى ببعض الراحة هكذا تحتفظين بنشاطك الى وقت لاحق .
قفز من السرير برضى كقناص قام باصطياد فريسته.
الى وقت لاحق ؟شعرت ستاسيا بالدوار وكانها تعيش في جو من الضباب حاولت بقوة ان تجد صوتها لتقول :
_لايمكننا الاستمرار في القيام بذلك ريكو.
قال بتلك الثقة التي تميز كل مايفعله :
_لم لا؟نحن مازلنا زوجين في النهاية.
اهذا كل مايعرفه ؟بالنسبة له الزواج والعلاقة الجسدية مترادفان الامر فعلا بهذه البساطة......!
هناك هوة كبيرة بينهما ,وهو لايشعر بها.
هو يصدق انها قادرة على القيام بعمل كريه كالخيانة ,ومع ذلك قرر انه يريدها لان ذلك مناسب له.انه مستعد لينسى كل شيء من اجل الحصول عليها .
هل الرجال والنساء مختلفون الى هذه الدرجة؟كيف يمكنه ان يعيش معها هذه العلاقة الحميمة ولايشعر باي شيء؟غطت عينيها بذراعيها كي لا تراه,هي تشعر بالحزن والغضب لكنها تعلم انها ترحب به دائما بقربها.انها تكره نفسها من اجل ذلك.
ليتها تشعر بالملل وهي بقربه وليت جسدها يبقى هادئا كما يحدث عندما تكون مع اي شخص اخر.
احتاجت ستاسيا الى بضع دقائق لتدرك انه انتهى من الاستحمام انه ينضح وسامة ونشاطا.
_سننضم الى شيرا على الشاطيء اتريدين الذهاب بنفسك ام تفضلين اناحملك الى هناك؟
سؤاله دفعها لنهوض بسرعة وهي تقول :
_اريد ان استحم.
_اذا اسرعي !لااريد ان اتركها بمفردها لوقت طويل.
_هي محاطة بالحراس لذا لايمكن القول انها بمفردها.
_ولكن هذا لايعني انني بقربها.
_لن استحم وانت تراقبني!
قال ريكو ساخرا وهو يرمقها بنظرة اعجاب:
_تاخرت قليلا على الشعور بالخجل الا تعتقدين ذلك؟لاسيما انني اعرف ادق التفاصيل فيك؟
حدقت به ستاسيا قائلة:
_انت لاتعرفني ابدا ريكو.
_انا اعرف كيف المسك وكيف اجعلك تشعرين بالشوق الي.
سارت نحو الباب ودفعته بلطف بالقدر الكافي لجعله يتراجع خطوة كي تتمكن من اغلاقه .
قالت بهدوء :
_هذه امور حسية ريكو لكنني اتحدث عن لامور العاطفية وانت في هذا المجال لاتعرفني ابدا سانضم الى شيرا بعد خمس دقائق.
بعدئذ اغلقت الباب خلفها.
***
اخيرا سارت ستاسيا على الرمال ,تفاجات عندما رات ريكو ممددا قرب شيرا على الشاطيء في مكان مازالت اشعة الشمس بعيدة عنه,لم تدرك انه لن يذهب الى عمله وانه يود تمضية الوقت معها.
_اليس لديك عمل ريكو؟
جلست في المكان الابعد عنه ولسوء الحظ كان ذلك القسم الاكثر تعرضا لاشعة الشمس.
راته يقطب جبينه قائلا:
_لارغبة لي بالعمل.
بدا صوته خشنا ومالبث ان مد يده ليجذبها نحو وهو يتابع:
_انت تعلمين كم من السهل ان تحترق بشرتك ابقي في الظل حبيبتي ففي هذا الحر ستصابين بالمرض.
الاهتمام البادي في نبرة صوته والدفء الواضح في نظرته هما اكثر مما تستطيع ستاسيا تحمله.
ذكرت نفسها بسرعة ان هذا كله من اجل شقيقته لامن اجلها.
ركزت اهتمامها على شيرا قائلة:
_كيف تشعرين؟
_جيدة لكنني اشعر بصداع خفيف.
رفعت الفتاة نظرها عن مجلة للمراهقين كانت تقرا فيها, وتابعت بحزن:
_انا لااستطيع ان اتذكر اي شيء حدث منذ شهر العسل كما هو واضح لهذا انا اعتمد عليكما لملء هذه الفجوة.
قال ريكو بنعومة :
_عيشي الحاضر فقط.
مد يده نحو مستحضر للوقاية من اشعة الشمس وضع القليل منه على يده ثم وضعه على ظهر ستاسيا واخذ يدلكه على برتها بنعومة.
لم تستطع الا ان تستدير وتنظر اليه على الفور,التقت عيونهما وظهر الشوق فيها هذا مايحدث دائما ما ان يتلامسا.
قاومت ستاسيا بشدة كي لاتتنهد باحباط, هي لاتعلم كيف ستتمكن من مقاومة هذا لانجذاب القوي اليه.
ضحكت شيرا وهي تنقلب على معدتها وتغطي عينيها بيديها:
_الان انا اعلم لماذا فقدت ذاكرتي لاب ان السبب هو رؤيتكما معا خلال شهر العسل اذا كانت هذه حالكما بعد سنة ونصف من الزواج فلا بد انكما كنتما لاتحتملان عندما تزوجتما هل كنتما تغادران غرفة النوم.
قطب ريكو جبينه دليل عدم رضاه عما قالته شقيقته وقال بنبرة حادة :
_شيرا ! لايمكنك التحدث هكذا.
تنهدت شيرا وهي تجيب :
_لم اعد طفلة ريكو ! انا اعرف حقائق الحياة, عليك ان تقلق علي ان كنت لااعرفها.
شهقت ستاسيا من الدهشة , انها المرة الاولى التي تسمع فيها شيرا تواجه اخاها.
قال ريكو بحزم:
_سابقى قلقا على اي شيء تقومين به.
مد يده ولامس شعر اخته لاسود الناعم بحركة مليئة بالعاطفة قائلا :
_هذا مايجدر بالاخ ان يفعله ,من الطبيعي ان يقلق على اخته لطالما شعرت بالمسؤولية نحوك,وانت تعرفين ذلك جيدا.
ابتسمت شيرا معلقة:
_الان لديك زوجة يجدر بك ان تقلق عليها ريكو ماود معرفته الان,لم لم ترزقا بالاطفال بعد؟
ربما هي المرة الاولى في حياته,.التي يبدو فيها ريكو مصدوما بشدة ساد صمت في النهاية علمت ستاسيا ان عليها ان تجيب :
_ربما اكون انا السبب.
قالت بهدوء وهي تمد يدها لتمسك بيد ريكو,ان كان عليها ان تقوم بهذا الدور من الافضل ان تلعبه بمهارة وتابعت:
_لدي عمل ,كما تعلمين ....عمل احبه كثيرا,وهو يدفعني للسفر لكي ارسم لم ارغب بان يكون لدينا اطفال في بداية زواجنا,لذا قررنا الانتظار لفترة.
لم تكذب الا انها لم تخبرها الحقيقة ايضا,الحقيقة انهما لم يقررا اي شيء معا .
هما لم يتحدثا مطلقا عن الاطفال كما انهما لم يتحدثا عن اي شيء اخر تزوجا بسرعة وبساطة.
غادر بعض التوتر كتفي ريكو,شد على يدها كانه يوافق على ماقالته,ويشكرها في الوقت نفسه من الواضح انه يعتقد ان جوابها اكثر من كاف,علقت شيرا وهي تستدير على جبنها.
وتنظر اليهما بمرح:
_اتعجب كيف سمح لك بالانتظار مع انني فقدت جزءا من ذاكرتي لكنني اعلم ان اخي رجل تقليدي,وهو يريد من زوجته ان تنجب له العديد من الاطفال ,ان سمح لك بعدم الانجاب حتى الان فلا تصدقي ذلك لابد انك ستصبحين حاملا بعد وقت قصير.
_اه ! ياالهي!
تورد وجه ستاسيا اما ريكو فقطب جبينه.
_هذا يكفي شيرا.
قال ذلك محدثا اخته,ومثبتا عينيه على ستاسيا يراقبها باهتمام واضح:
_هل تشعرين بالحر؟
_لا!
هزت ستاسيا راسها,وتمكنت من الابتسام,انها لاتشعر بالحرارة بل بالرعب,لاحد منهما فكر بهذا الامر سابقا.
شعرت بدوار وهي تجري حسابا صغيرا في عقلها,علمت ان من الصعب ان تكون حاملا بطريقة ما وبالرغم من كل مايحدث بينهما,هي لاتستطيع الا ان تشعر بالحماس لفكرة حمل طفل ريكو في احشائها,اه ! اي نوع من الحماقات ترتكبه بتفكيرها هذا؟
_قلت انك لم ترغبي بوجود الاطفال بسبب عملك,والان اليس لديك عمل؟
حاولت ستاسيا ان تبعد افكارها عن امر الحمل والاطفال,وقالت :
_لم اعد ارسم الجداريات انا الان ارسم اللوحات عند الطلب فقط,لذا لم اعد بحاجة الى السفير بكثرة,انما فقط في بعض الاحيان.
توقفت عن الكلام في الوقت المناسب اذ ادركت وهي تشعر برعب انها كانت ستخطئ في الكلام,وتقول انها احيانا تساعد امها في متجر الهدايا.
وتابعت:
_احيانا ابقى في المنزل واتجول في الحديقة المحيطة به
قالت شيرا بمرارة :
_اتمنى لو ان بامكاني ان ارسم!
وضعت المستحضر جانبا وتمددت على ظهرها وهي تتابع:
_يبدو لي انه عمل رائع.
وافقتها ستاسيا قائلة:
_انه كذلك ,لكنني احيانا اشعر بالاحباط والضيق ان لم اتمكن من رسم اللوحة كما ينبغي ,يجعلني ذلك كالمجنونة.
_احب ان اتعلم الرسم,احب ان اعرف ماهو ضروري لمزج الالوان وكيفية استعمالها هل تعلمينني؟
نظرت ستاسيا الى المراهقة بدهشة ففتحت شيرا عينيها :
_ماالمر ؟ هل كنت اكره الرسم او ماشابه؟
تعلم ستاسيا ان ريكو يراقبها بنظرة ثاقبة وعينين ضيقتين استجمعت ذاتها وقالت بصدق:
_لااعلم لم نتحدث عن هذا الامر من قبل.
_اذا ماذا كنت احب ان اعمل؟
حدقت ستاسيا بها بياس محاولة ان تجد جوابا مناسبا من الواضح ان الحقيقة غير مناسبة الان في النهاية قررت ابقاء جوابها غامضا:
_كنت مراهقة بكل ماللكلمة من معنى تحبين الثياب الصارخة والاصدقاء.
تساءلت شيرا بحيرة:
_اصدقاء هل كان لدي صديق ما؟
زفر ريكو بصوت عال,بدا كان غيمة من الغضب غطت وجهه الوسيم فجاة وقال:
_لم يكن لديك صديق,كنت حازما جدا بشان هذا الامر,معظم صديقاتك كن يمضين اكثر اوقاتهن في النوادي الليلية برفقة الشبان,لحسن الحظ انك لم تظهري يوما الرغبة في تمضية امسياتك بتلك الطريقة.
حدقت ستاسيا نحو البحر ,محاذرة ان تظهر اي تعابير على ملامح وجهها,بسببه تحول الحديث الى اماكن خطرة جدا.
بعدئذ جلست شيرا ولفت ذراعيها حول ركبتيها ركزت نظرات عينيها على وجه اخيها قائلة:
_اذا كيف كنت امضي امسياتي ؟
_معظم الاوقات كنت تدرسين ,احيانا كنت تنضمين الى العائلة لتناول العشاء.
ابقت ستاسيا نظرها على الافق,احيانا كانت شيرا تصاب بازمات قوية كمراهقة فتمضي الامسية كلها في غرفتها ,خلال الليالي التي يكون فيها اخوها غائبا كانت تذهب الى النوادي الليلية ,او تدعو اصدقاءها الى المنزل .
اصدقاء حرم عليها ريكو رؤيتهم او التحدث اليهم,رن هاتفه النقال فنهض ريكو على الفور وهو يشتم بصوت خافت نظر اليهما باعتذار وهو يقول:
_علي ان اتلقى هذه المخابرة ساعود بعد قليل.
سار مبتعدا عنهما ,للمرة الاولى لاحظت ستاسيا الحراس الموزعين في اماكن مختلفة عند حدود الشاطئ وهم يحدقون بحذر ليتاكدوا من عدم وجود سائح متجول او صحافي فضولي في املاك كريسانتي الخاصة.
مدت شيرا يدها الى زجاجة المياه وهي تقول :
_هيا ! تابعس ! الان وقد حرل بامكانك اخباري الحقيقة.
شعرت ستاسيا بجفاف في فمها وسالتها :
_بشان ماذا؟
_حسنا !بالرغم من انني فقدت ذاكرتي لكنني اشعر ان هناك شيئا مافي ماقاله ريكو غير صحيح.
اكملت شيرا وهي تحف جبينها:
_اتمنى ثو ان هذا الصداع يتوقف,وهذه الغيمة فوق ذاكرتي تزول كان كل الاجوبة التي اريدها موجودة هناك,لكنها مختبئة في مكان ما.
اقترحت ستاسيا:
_ربما علينا العودة الى الفيلا.
_سيبقى الصداع اينما ذهبت لذا من الافضل ان ابقى هنا.احب هذا المكان.
حدقت ستاسيا بها غير قادرة على اخفاء دهشتها :
_حقا ؟يسعدني ذلك.
_لم اكن اشعر بذلك من قبل,اليس كذلك؟
ترددت ستاسيا ثم هزت راسها واجابت:
_كنت تجدين المكان مملا لكنك اصبحت انضج الان ,و....
تابعت شيرا بنبرة صوت جافة :
_....واقل اثارة للمشاكل ؟كان لدي صديق وهو يعلم اليس كذلك؟ يمكنني معرفة ذلك من وجهك.
جمدت ستاسيا في مكانها كيف يمكنها ان تجيب عن ذلك؟امن المفترض ان تخبر شيرا الحقيقة ؟اتخبرها ان الرجل الذي وجده ريكو في غرفة ستاسيا تلك الليلة كان واحدا من اصدقائها ؟وان شيرا هي السبب في دمار زواجهما؟لا !بالطبع لاتستطيع ان تقول لها ذلك.
من المفترض ان تتم حمايتها من الصدمات اي مصلحة لها باخبارها الحقيقة الان؟ فات الاوان على اصلاح علاقتها مع ريكو.
فقد انتهت منذ فترة بعيدة قالت ستاسيا اخيرا وهي تبتسم بحرارة لشيرا:
_لااعتقد ان الماضي يهم الان,مايهمنا هو الحاضر,وعليك ان تهتمي فقط بان تصبحي احسن حالا.
_هذا الضباب حول عقلي......اعلم ان الاجوبة موجودة في مكان ما لكنها غير واضحة بما فيه الكفاية حتى اتوصل اليها كلها.
تساءلت ستاسيا ماالذي سيحدث اذا استعادت شيرا ذاكرتها بشكل كامل.
عاد ريكو في تلك اللحظة وتمدد قربها على الغطاء وسالته شيرا:
_لماذا لاتعمل في مكتبك؟
حدق بها بعينين ساخرتين بستاسيا واجاب بنعومة:
_انا اتعلم كيف افوض اعمالي الى الاخرين.
لم تستطع ستاسيا الا ان تبتسم وتعلق:
_هل الامر التالي الذي ساسمعه هو التحدث عن عواطفك.
_من الافضل ان تبقي توقعاتك في مستوى المعقول حبيبتي.
مال نحوها ليطبع قبلة خاطفة على راسها وهو يتابع:
_ارجال في صقلية لايعبرون عن عواطفهم.
هي تعلم ذلك حدقت بكتفيه العريضتين وصدره المفتول العضلات لايمكن لريكو الا ان يكون رجلا قويا انه رجل ساحر بشكل لايوصف.
صححت فائلة:
_انت تقصد انك لاتستطيع ان تظهر اي امارات من الضعف.
قالت شيرا:
_من المحتمل ان تلك غلطتنا ريكو هو رجل العائلة,ومنذ كان في الخامسة عشرة من عمره نحن جميعا نعتمد عليه,,,نتوقع ان يكون قويا وان يملك الاجوبة عن كل شيء اذا مارايت ريكو ضعيفا فلا بد انني ساصاب بالرعب.
جلست ستاسيا صامتة مذهولة وهي تستوعب كلمات شيرا لم تفكر مطلقا بوضع ريكو من قبل.
ذكر ان والده توفي وهو يافع وبالطبع لاحظت انه يعتبر راس العائلة لكنها افترضت ان عائلته نموذجية في صقلية.
تتبع التقاليد والعادات في بلادهم هي لم تفكر ابدا ماذا يعني ان يتحمل ريكو المسؤولية وهو لايزال في عمر يافع.
كيف يمكن لنساء راشدات ان يعتمدن على صبي في الخامسة عشرة من عمره؟ نظرت اليه محدقة بك وحيرة فجاة رغبت ان تساله شتى انواع الاسئلة التي لم تطرحها سابقا .
كيف شعر عندما اصبح فجاة رجلا في حين انه مايزال مجرد صبي؟,, من كان يعتني به عندما كان هو بدوره يعتني بكل فرد من عائلته؟
نهضت باندفاع ورمته بابتسامة تحد وهي تقول:
_اترغب في السباحة؟
لم تنتظر جوابه بل سارت نحو المياه ,,,وغطست دون ان تعطي لنفسها فرصة للترددفي الحال اصبح ريكو رواءها.
شهقت ستاسيا ثم صرخت ماان غمرت المياه كتفيها.
ضحك ريكو بصوت عال وامسك بخصرها قالت بتوسل وهي تتمسك به لتحافظ على توازنها :
_لاتدفعني تحت المياه ,انها باردة جدا.
في الواقع بدت المياه رائعة على بشرتها الحارة,لكنها كرهت الاحساس الذي يجعلها تبدو كطفلة مرتعبة اذا ماجذبها تحت الماء دون ان يحذرها.
قال يذكرها:
_مازال فصل الصيف في بدايته ,سترتفع حرارة المياه قريبا,لاتنسي ان المياه تبدو اكثر برودة بسبب اشعة الشمس ان نزلت تحت الماء فلن تشعري بالبرد.
لمعت عيناه بالمكر,فصرخت من جديد محاولة ان تخلص نفسها من بين يديه,وقد ادركت مايجول في خاطره.
بحركة بسيطة رفعها ومد ذراعيه الى الامام بينما تمسكت ستاسيا به وهي توسله الا يرميها في الماء.
لكنه فعل ذلك بالضبط فغاصت تحت الماء,,,وراحت ترفس بقدميها,اخيرا رفعت راسها فوق سطح الماء.
وصرخت بغضب وهي ترمي نفسها عليه تراجع ريكو الى الوراء وهو يسقط في الماء ضاحكا بعد قليل بدات هي نفسها بالضحك ايضا.
_اه ! اعتقد انني ابتلعت نصف المحيط.
حاولت الوقوف ثم مررت يدها على وجهها لتتمكن من الرؤية بوضوح.
قالت :
_هذا يكفي!
_مستسلمة !
_ابدا.
لمت عيناها بشدة وهي لازال تضحك متابعة :
_سانتظر حتى لا تتوقع هجومي عندها ساقفز عليك.
_اهذا ماستفعلينه؟
شعرت ستاسيا ان قلبها نسى ان ينبض وهو يتقدم نحوها والمياه تتساقط من شعره وتلمع على بشرته البرونزية.
_لا ! ريكو ! ساصاب بالمرض ان ابتلعت المزيد من مياه البحر.
حاولت ان تتراجع بعيدة عنه,,,لكن ساقيها لم ثساعداها في التحرك بسهولة في المياه.امسك بها ريكو بسهولة لكن هذه المرة لم يحاول ان يغرقها في الماء,بدلا من ذلك شدها اليه ونظر الى وجهها.
اخفت رموشه الكثيفة تعابير عينيه,ابتعلت ستاسيا غصةبصعوبة وعادت بها افكارها الى اوقات علمت نفسها ان تنساها.
تنفس ريكو بهدوء.ثم قال:
_مايحدث الان يذكرني بشهر العسل.
اغمضت عينيها قائلة:
_لا, ريكو!
هي لاتريد ان تفكر بالامر هذه ليست زيارة للماضي.
_مضى وقت طويل منذ ان رايتك تضحكين هكذا.
بدا صوته قاسيا ,,,وهو يرفع يده ليبعد خصلة من شعرها الناري عن جبهتها الرطبة وتابع يقول:
_في البداية عندما التقيت بك,كنت لا تتوقفين عن الضحك لم تفارقك الضحكة مطلقا ,حتى في الاوقات غير المناسبة, لايمكن لاحد ان يسيطر عليك او يكبح احساسك.
حبست انفاسها وهي تشعر بحرارة يده على بشرتها وباصابعه في شعرها حاولت ان تتنفس بهدوء وهي تقول:
_عندما التقيت بك كنت تضحك ايضا في شهر عسلنا كنت تضحك كثيرا.
رفع يديه ووضعهما على جانبي وجهها وهو يقول :
_اذا ماالذي يحدث.
_هل تسالني متى توقفنا عن الضحك؟
نظرت الى البعيد وشعرت بالمهانة قويا لدرجة انها كادت تختنق.
_اعتقد ان ذلك حدث عندما عدنا الى روما ,انت انشغلت بعملك وانا بدات بالعمل من جديد كلانا كنا نشعر بضغط جديد.
_لو انك لم تصري على العمل لكان الضغط اقل علينا معا.
_تبا لك ريكو!
ابتعدت عنه لتحدق به بغضب وهي تكمل:
_لاداعي لنبدا ذلك من جديد اردت ان اعمل وانت كنت تعرف ذلك,الرسم جزء من شخصيتي.
_لم احاول ابدا ان امنعك من الرسم.
_لكنك ايضا لم تشجعني ,,,لم ترغب بان يتمتع احد بعملي ,لم ترغب بان يكون لدي اي نوع من العمل الجاد المثمر.
قطب ريكو جبينه واجاب:
_لم تكوني بحاجة الى العمل,ذكرت ذلك بنفسك كانت حياتنا مليئة بالضغط القوي اصرارك على العلم بدوام كامل اضاف على ذلك الضغط عبئا جديدا.
_لماذا علي انا وحدي ان اقوم بكل التضحيات ؟انت كنت تفكر بنفسك فقط وبما انت بحاجة اليه,حسنا ! ماذا بشان ماانا بحاجة اليه؟ كنت بحاجة الى عمل مثمر ,لست بارعة في البقاء في المنزل انيقة ومتبرجة لتجدني جاهزة فقط في حال مررت لاقامة علاقة سريعة معي .
_لم يكن هذا حالنا.
_بل هذا ماكان عليه بالتحديد,انت من طلب الزواج بي ريكو ,كنت تعلم بما افكر وماهو المهم بالنسبة لي ومع ذلك ولسبب ما, ,,منذ اللحظة التي تزوجنا بها توقعت ان اصبح امراة اخرى,توقعت ان املا القالب المعد للزوجة الايطالية المثالية.
_ام اتوقع ان تمثلي اي قالب,اعطيتك كل شيء يمكن ان تفكري به امنت لك كل ماانت بحاجة اليه,,,كانت حياتك رائعة ومثالية.
زفر وهو يتابع:
_كان من المفترض بزواجنا ان يكون رائعا ومثاليا.
حدقت اليه بحزن وقالت:
_ماكنت بحاجة اليه ليس الاشياء المادية ,لكنك كنت منشغلا بنفسك لدرجة انك لم تتمكن من رؤية اي شيء اخر.
رماها بنظرة رجل غير قادر على فهمها مطلقا قبل ان يقول:
_ماالغاية من ان تتزوجي بليونيرا اذا كنت ستذهبين للعمل كل يوم؟
_بالنسبة الى رجل فائق الذكاء مثلك,احيانا تصبح بليد الذهن بشكل لايحتمل هل تعلم ذلك؟
ضغطت على قبضتها بشدة, لتمنع نفسها من ضربه وهي تتابع:
_لم اكن اعمل من اجل المال فقط,هذا ماكنت ستعرفه لو انك تكلمت معي في بعض الاحيان,بدلا من ان تعانقني وتسكتني في كل مرة نتقابل فيها !
حدق بها ريكو وكانها فعلا ضربته,تخيلت ستاسيا نفسها وقد فعلت ذلك لاول مرة بدا كانه لايجدالكلمات المناسبة ليقول اي شيء.
_هل تدرك مدى سخافة مايحدث الان؟ نحن لم نبحث هذا الامر بشكل مناسب من قبل ,وفجاة هانحن نتحدث بصراحة بشان هذا الموضوع شاطئ البحر,بعد فوات الاوان.
نظرت الى الشاطئ فرات شيرا تحدق بهما قالت:
_ستعلم اننا نتشاجر ان لم ننتبه علينا العودة.
سارت مبتعدة عن البحر الى الرمل لتصل الى شقيقته لم ترغب في التحدث عن هذا الامر اكثر.
ماالغاية من ذلك على اي حال؟ كلاهما يعرف ن زواجهما انتهى منذ زمن بعيد ما ان تشفى شيرا وتستعيد ذاركتها حتى يعودان هي وريكو للعيش كل بمفرده وبطريقتين مختلفتين تماما.
ان كانت هذه الفكرة تعذبها,حسنا ! عليها ان تعتاد على التعايش معها.
نهاية الفصل السابع


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 03:36 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8_سعادة مزيفة
راح ريكو يذرع ارض غرفة مكتبه الواسعة ذهابا وايابا ,وهو يتصارع مع عواطف لايريد الاعتراف بها.
هاهو يقع تحت سحرها من جديد,لم يكفه انها معه كل ليلة,هو يريدها ان تكون جزءا من حياته,اي نوع من الاغبياء هو؟
حدق الى المنظر الطبيعي الاخاذ امامه لكنه لم يلاحظه مطلقا,وقف امام النافذة يتذكر النقاش الذي دار بينهما على الشاطئ .
هو ليس من الرجال الذين يظهرون عواطفهم,,,وليس ايضا من الرجال الذين يعيشون في ظلال الماضي,ماالغاية من ذلك.في حين ان الماضي لا يمكن تغييره ؟
لماذا هو غير قادر على التركيز على اي شيء منذ ذلك الحديث مع ستاسيا؟
كيف تمكنت من اتهامه انه لايهتم الا لنفسه؟هو يعمل ساعات طويلة ليؤمن الامان والرفاهية لعائلته.كيف تصفه بالاناني؟
للقد قدم كل الولاء لزواجه,التزم بالارتباط الكامل ,ومع ذلك رمت كل شيء في وجهه ورحلت .
اخيرا قرران المراة لايمكن فهمها مطلقا,حدق في الحديقة امامه,مجبرا نفسه على استرجاع كل احداث زواجه لكن من زاوية مختلفة تماما,من وجهة نظرها هي.
هل كان حقا اعمى في مايتعلق بحاجاتها؟ل,, ازداد وجهه عبوسا صحيح ان علاقتهما تبدلت ماان عادا الى روما بعد شهر العسل.
لاحظ ريكو هذا التبدل ,لكنه لم يسال نفسه عن سبب ذلك,,,ولم يفعل حتى الان,عاد بالذكريات الى الوراء وتحرك قليلا في مكانه,ادرك للمرة الاولى انه كان يمضي الكثير من الوقت في العمل.
ربما تخلى عن عروسه بسبب العمل لكن صديقاته السابقات جميعهن كن سعيدات جدا بتمضية ايامهن وهن يستخدمن بطاقاته المالية.
افترض ان ستاسيا هي واحدة منهن ,بدلا من ذلك يجدها تتجول بنفاذ صبر في قاعة الاستقبال الرخامية في قصره بانتظار عودته اليها.
بعد ذلك توقفت عن انتظاره وبدات بالعمل,,,عاد ريكو عدة مرات الى المنزل,ولم يجدها هناك ,ضغط على اسنانه بقوة,معترفا ان ردة فعله لم تكن جيدة بشان زوجته التي كانت تلاحق اهتمامات عملها لكنه ليس من الرجال ذوي التفكير العصري اليس كذلك؟
ماالذي تعتقده؟اليس قادرا على الاهتمام بها؟ اليس قادرا على تامين حياة لائقة لعائلته؟
حف عنقه بيده وهو يشتم ,متذكرا تلك الليلة التي عاد فيها الى المنزل فجاة ودون توقع,ليجدها في غرفة النوم مع رجل اخر....غرفة نومهما.
شعر بالعرق البارد يتصبب من جبينه ,وبعضلات جسده تتقلص بردة فعل غريزية ,لا ! في مواضيع محددة هو دون شك ليس رجلا ذا تفكير عصري,بل هو تقليدي تماما.
لكن ماذا بشان الامور الاخرى؟توقف مفكرا لحظة,نظر حوله في مكتب بعينين حادتين,ثم رفع سماعة الهاتف.
***
لم تنضم شيرا اليهما لتناول العشاء ,قالت له ستاسيا ماان سار ريكو نحو الشرفة:
_انها تعاني من صداع.
لاحظت انه بدل ثيابه,ارتدى سروالاا عاديا وقميصا مفتوحة الياقة سمحت ستاسيا لنفسها ان ترمقه بنظرة خاطفة ,ثم ولت نظرها لى المناظر المطلة عبر الشرفة.
النظر الى ريكو يؤدي الى تدميرها,هي تعلم جيداانها لن تكتفي بالنظر اليه,هي تريد تنشق عطره وسماع كلماته...كل حواسها ستنشغل به قبل ان تعلم ماالذي يحدث لها.
رغبتها في البقاء بقربه تشغلها وتسيطر على كل مافيها,توقعت ان يجلس قبالتها,لهذا قفزت من مكانها عندما شعرت به يجلس الى جانبها.
_اتريدن العصير ام شرابا اخر.؟
دون ان ينتظر جوابها ملا لها كوبا من العصير ثم سكب واحدا لنفسه .
قال بصوت هادئ وقوي:
_هل شيرا مريضة؟اتعتقدين ان علي لاتصال بالطبيب؟
هزت راسها محاولة ان تبعج كرسيها قليلا عنه فهو قريب جدا منها.
_اظن انها بقيت مستيقظة لفترة طويلة اليوم لذا هي بحاجة الى البقاء في السرير.
هز اسه موافقا وسكب في طبقه بعض الزيتون تراجع الى الوراء واسند ظهره الى كرسيه عندما بدا احد الطهاة لديه بتقديم الطبق الاول للعشاء.
_انها تبدو بحال افضل قليلا.
وجدت ستاسيا ان من الصعب ان تركز على اي شيء,هل عليه ان يجلس قريبا هكذا؟ماالغاية من ذلك,فيما شيرا هنا لتراهما؟لم تعد قادرة على تحمل هذا التوتر المتزايد ,فنهضت على قدميها .
وهي تشعر بتسارع في دقات قلبها:
_انا لست جائعة اعتقد ان من الافضل ان اذهب وارسم على الشاطيء.
اطبقت اصابعه القوية على رسغهاوقال:
_اجلسي!
جالت عيناه على وجهها وتابع:
_حان الوقت لنتحدث كما انك بحاجة الى تناول الطعام,هذه الجنية شهية جدا,انها ذات طعم مميز,تذوقيها.
هي لاتريد ان تاكل ولاتريد ان تتحدث ايضا,لكن نظرة واحدة الى وجهه اعلمتها ان لاخيار لديها الا ان تجلس من جديد وتمسك بشوكتها.
تمتمت :
ماالجدوى من الحديث ؟شيرا ليست هنا لتصغى الينا.
_ليس هذا من اجل شيرا.
قال ريكو ذلك وهو يبعد يده عن رسغهت ثم امسك بشوكته متابعا:
_بل من اجلنا,اريد التحدث عن زواجنا وجودنا هنا في صقلية ذكرني بعلاقتنا ......ببدايتها.
بدت نبرت صوته خشنة وقاسية ادركت ستاسيا باحساس غريزي ان افكاره تنزلق الى الاماكن التي تصل اليها هي ايضا بتفكيرها,علمت ان احاسيسهما متشابهة,وان الامر مؤلم لهما معا.
مدت يدها لتمسك بكوبها قائلة:
_كان علينا ان تعلم ان زواجنا لن يدوم.
حدق بعينيها بقوة سالها:
_لماذا لايمكنه ان يدوم؟
_لانه لم يكن زواجا حقيقيا عندما التقينا في البداية لم نتشارك بشيء الا بالعلاقة الجسدية.
تورد وجهها قليلا وهي تكمل :
_امضينا اوقاتنا كلها في السرير.
قال يمازحها بنعومة وعيناه تجولان على وجهها المتورد بمرح واضح:
_ليست كلها في السرير حبيبتي ,احيانا على الاريكة واحيانا على الارض,واحيانا اخرى على الشاطئ ,ومرات عدة كنا...!
قاطعته ستاسيا بسرعة رافضة الصور التي يخلقها في راسها:
_حسنا ! حسنا انت تعلم ماذا اقصد,في البداية كانت علاقتنا محض حسية,لم نخصص وقتا للتعرف على بعضنا عندما فجاة عدنا الى روما ,عدنا الى ماكنا عليه في الواقع,نحن غريبان عن بعضنا ريكو لم تعمل ابدا على التعرف على بعضنا.
قطب ريكو جبينه واجاب:
_اختصرت من رحلاتي الى الخارج بشكل كبير,نمت في منزلي خلال زواجنا اكثر مما نمت فيه طوال السنوات العشر السابقة.
قالت بصراحة :
_هذا ايضا كان من اجل العلاقة الجسدية ريكو كنت دائما تاتي الى المنزل من اجل ذلك,لكن من النادر ان تاتي لتاول العشاء او لنتحدث معا مثلا,هل تدرك ان اياما كثيرة كانت تمر من دون ان نتحدث مع بعضنا؟
زفر بضيق وهو يجيب:
_كنت اعمل طوال تلك الايام,كان لدي عمل يشغلني بحاجة لادارتي.
مررت ستاسيا اصابعها فوق حافة كوبها وسالته:
_احقا؟اما كنت تخاف من العلاقة الحميمة؟
_كانت علاقتنا حميمة جدا.
_تلك كانت علاقة جسدية فقط.
رفعت كوب لترطب فمها ولتشعر بالشجاعة كي تكمل :
_انت لم تشاركني باي شيء ماعدا سريرك وحسابك المصرفي.
_اعطيتك كل شيء.
_اعطيتني هدايا,وهذا مال ايضا,معك كل شيء ينتهي بالمال.
_ان كان هذا صحيحا فلانني رايت ماالذي يمكن ان يحدث لاي عائلة دون مال.
اصبحت نبرة صوته فجاة قاسية وعذبة,رفعت ستاسيا نظرها اليه مندهشة من التغير الذي طرا عليه.
_المال ليس كل شيء ريكو.
_حاولي ان تقولي ذلك لامراة فقدت زوجها والمعيل الوحيد الذي يطعم طفليها.
تابع ريكو بنبرة خشنة:
_حاولي قول ذلك لعائلة كانت على وشك الموت جوعا,وعلى وشك خسارة السقف الوحيد فوق راسها.
ليس من عادة ريكو ان يعبر عن شعوره بالكلام ,للحظة لم تستطع ستاسيا ان تقول شيئا.
بدت مصدومة من عرضه المفاجئ لما يشعر به,ادركت بحدسها الداخلي انه يتكلم عن امه,خافت ان تتفوه باي كلمة كي لايتراجع وينغلق على نفسه عاطفيا كما كان يفعل في الماضي,عندما كانت تحاول التحدث عن اي شيء يتعلث بطفولته او عن وفاة والده.
قالت :
_وانت قدمت لها العون.
رماها بنظرة حزينة وهو يقول بنفاذ صبر:
_كنت في 15من عمري,لم اكن في وضع يسمح لي بتقديم المساعدة التي هي بحاجة اليها.
مد يده الى كوبه,وشرب قبل ان يعيد الكوب الى الطاولة تابع:
_هذا ليس الامر الذي اود التحدث عنه,,,بعد الليلة لااريد ان نثير هذا الموضوع من جديد لكن قبل ان تلغي اهمية المال بهذه البساطة,عليك ان تعلمي بعض الامور:كيف هي الحياة بدون المال.
بدا هادئا وباردا ,كانه بعيد جدا,فيما جلست ستاسيا صامتة خائفة ان قول اي شيء ,فقد يفسر الامر بطريقة خاطئة.
_كانت امي تحرم نفسها من الطعام صباح كل يوم حتى لتمكن انا من الاكل,اما اختي التي لم تكن تبلغ الشهر من عمرها بعد,فكانت تبكي بشكل دائم لان امي لاتاكل,وهي بالتالي لاتستطيع ارضاع الطفلة فقد جف حليبها.
اغمض عينيه للحظة كانه يحاول تحمل الصورة التي ظهرت فجاة في مخيلته.
_كل ليلة كانت اختي تبكي من شدة الجوع,وكانت امي تبكي معها بدات ارفض الطعام الذي تقدمه لي,وهكذا تتمكن امي من اكله بضمير مرتاح.
ابتلعت ستاسيا غصة من الحزن وقالت :
_ريكو !
وضع يده على الطاولة بقوة وهو يحدق بها بغضب ويسالها:
_هل تعرفين كيف هو الاحساس بالجوع؟اقصد الجوع الحقيقي.؟
هزت راسها غير قادرة على الاجابة فضحك بمرارة.
_حسنا ! انا اعرفه جيدا حبيبتي .
حدق بالطعام في طبقه ,وهو يتذكرماهو شعور المرء عندما يحرم من الحاجات الاساسية للعيش.
_في النهاية الجوع هو الذي قادني نحو النجاح,وضاعف من قدراتي.
لم تظهر اي تعابير على ملامح وجهه, ارادت ستاسيا ان تمد يدها وتلمسه ان تقدم له الراحة باي طريقة ممكنة,,,لكنها علمت باحساس داخلي لديها ان تقديم التعاطف له الان سيشكل اهانة لكبريائه ولشخصيته المتماسكة .
تابع ريكو:
_ذهبت الى جاري والد جيو طلبت منه عملا.....اي عمل,كنت بحاجة الى المال الكافي لاطعام عائلتي بالكاد كان لديه مايكفي لعائلته,,,لكنه قدم لي مايستطيعه وبالمقابل عملت لديه,مع انه لم يكن هناك الا القليل من العمل,لكنه فهم مامعنى ان يكون الرء شريفا ونزيها,علم انني بحاجة الى القيام باي شيء للحصول على المال,وانني يوما ما ساعيد له كل ماقدمه لي.
ابتلعت ستاسيا الغصة التي تشكلت في حلقها,تخيلت ريكو يافعا,ومصمما بقوة على تامين حاجات امه واخته الطفلة.
حتى كادت تختنق وهي تقول:
_ومازال جيو برفقتك.
رشف ريكو المزيد من العصير وتابع:
_علاقتنا اعمق بكثير من مجرد الصداقة عائلتي تدين له بكل شيء,دون مساعدة والده كنا سنموت من الجوع.
لكن ريكو هو من وجد الحل لمشاكلهم,هو من عمل لتامين الحياة اللائقة لعائلته,لاعجب ان امه تدين له,وتشعر بالرغبة الدائمة في حمايته,بالطبع المال مهم جدا لهم,هم يعرفون كيف تكون الحياة من دون المال,اذ ذاقوا طعم الفقر والجوع.
شعرت ستاسيا فجاة بالخجل من نفسها من السهل القول ان لا فيمة للمال ولااهمية له عندما يملك المرء مايكفي حاجاته بشكل دائم.
_هل قمت برد الدين لوالد جيو؟
_من الناحية المادية رددته مرات عدة,لكن الولاء بين العائلتين امر لايشك به او يسال عنه.
بقيت ستاسيا صامتة للحظات طويلة متاثرة بالوقائع غير المتوقعة عن شخصية ريكو وماضيه .
كما انها تاثرت بالولاء الذي يكنه لعائلته شعرت بشيء من الحسد لماذا لم يقدم لها الولاء نفسه الولاء غير المحدود والاهتمام المطلق؟
_لهذا السبب اعتمدت امك عليك في كل شيء,استطيع ان افهم ذلك الان,بالنسبة لهم انت اكثر من ابن غال,لكنني لم اعش الطفولة نفسها.
تابعت ببساطة وهي تبدو حزينة قليلا,لانها تعلم انه لن يفهم ما تقوله:
_لم يكن المال ماانا بحاجة اليه,ماكنت بحاجة اليه هو انت ,ريكو اردت ان اعرف كل فكرة تجول في راسك اردت ان اعرف ما سبب ذكائك الوقاد ,اردت معرفة ماالذي يضكك ومالذي يخيفك ماالذي يدفعك للعمل بكل هذا الجد والاهتمام,كما انني اردتك ان تظهر هذا الاهتمام لي!
_تزوجت بك,اعتقدت ان هذا يؤكد مدى اهتمامي بك.
قال ريكو ذلك بحزم ,فشعرت ستاسيا بقلبها يرقص في صدرها بالكاد تجرات على التفوه بسؤالها:
_لماذا؟ لماذا تزوجتني؟
اجاب ونبرة صوته تؤكد رغبته بالتملك:
_لانني ماان رايتك حتى علمت اني لن ادعك ترحلين.
_لكنك فعلت تركتني ارحل ريكو!
حرك اصابعه بانزعاج على الطاولة وهو يقول :
_انت من ارحل.
_لكنك لم تحاول منعي ولم تبحث عني.
_لقد خنتني.
_انا بريئة.
وضع ريكو الكوب على الطاولة بعنف واجاب:
_البريء لا يهرب.
نهضت ستاسيا على الفور,وهي تشعر بساقيها ترتجفان وقالت:
_لكن الغاضب يفعل,وانا كنت غاضبة جدا ريكو غاضبة منك ومن نفسي.
توقفت عن الكلام قبل ان تلفظ اسم اخته,مذكرة نفسها ان لا جدوى من هذا الكلام.
_لااستطيع ان اصدق اننا نتحدث عن هذا الموضوع الان.
_ولاانا.
سمعت بقسوة الواضحة في نبرة صوته قبل ان يمرر يده فوق مؤخرة عنقه مثل رجل يواجه ازمة لايرغب في مواجهتها.
_انت من تحدث عن الامر.
قال ريكو بنبرة متعالية:
_اخطات بذلك,لننه الكلام عن هذا الموضوعوقبل ان اقول او افعل شيئا اندم عليه.
حدقت ستاسيا بالطاولة,هي تشعر بما يكفي من الندم على امور كثيرة وبالكاد ترغب في اضافة المزيد.
انها نادمة لانها سمحت للهوة ان تزداد اتساعا بينهما,ونادمة لانها رحلت في ذلك اليوم,بدلا من البقاء لمقاومة ولااحتفاظ بحبها.
كانت سريعة جدا في رمي الاتهامات عليه,لكن هل كان بامكانها ان تبدل ماجرى لو انه اخبرها بهذه الحقائق عن ماضيه من قبل هل كانت لتعمل على تبديل موقفها ؟
ظهرت الدموع في عينيها وسمعت زفيره الحاد,وهو يرى بوضوح مدى عمق عواطفها.
قال ريكو وهو يضع يده على عنقها ويقترب منها ليعانقها :
_لاداعي لذلك انت المراة الوحيدة التي لم تستعمل الدموع مطلقا.
تمتمت :
_لست ابكي فانا لاابكي ابدا.
_قوية حتى النهاية!
قال ذلك وهو يعانقها ,وضعت ستاسيا يدها على عنقه ,وضمته اليها ليقترب منها اكثر وهي تقول:
_لست قوية كما تعتقد ,اتمنى لو انك اخبرتني بهذه لامور من قبل.
_هذه امور لااتحدث عنها عادة.
شعرت بانفاسه على وجهها ,وفجاة شعرت بمدى اشتياقها اليه ,,,مايهمها هو انها تريده وانها تحبه عندما تزوجا ارادت كل مافيه اما الان فهي بائسة لدرجة انها ستاخذ بقدر ما تستطيع مادام ذلك متوفرا لها.
من دون ان يبعد انفاسه عن وجهها,نهض ريكو على قدميه ,,,حملها بين ذراعيه بخفة كانها لاتزن شيئا وتمتم:
_من حسن حظنا ان غرفة نومنا قريبة جدا حبيبتي.
فتح الباب واغلقه بحركة من قدمه,وضعها فوق السرير,ومرر يده في شعرها وهو يقول:
_انت ناعمة كالحرير.
ضمته ستاسيا اليهاوقالت:
_ريكو.
اجاب بنبرة مازحة:
_اعلم ماتشعرين به نحوي,لاداعي لتقولي لي ذلك,تقولين اني لااعرفك,لكن هناك امر اعرفها جيدا عنك.
لم يعطها مجالا للاجابة عانقها وغابا معا في بحر من الاشواق الملتهبة...
هي تعلم ان هذا الرجل هو رجلها,لطالما كان الرجل الوحيد في حياتها,شعرت بقلبيهما يدقان معا,ابقت عينيها مغمضتين وهي تفكر في ماحدث.
هل اعتقدت حقا انها ستجد هذا الاحساس مع رجل اخر؟ مايحدث لها مع ريكو مميز,لانه الرجل الوحيد الذي خفق قلبها بقوة له,ولانه الرجل الوحيد فيحياتها,ان اعتقدت حقا انها بابتعادها عنه ستتمكن من نسيانه ,فهذا يعني ان عقلها وقلبها يافعان جدا اكثر ما تظن.
كالعادة لم تجد ريكو في السرير عندما استيقظت ,فكرت ببياس وهي ترتدي تنورة وقميص دون كمين,لتذهب وتتناول الفطور معه ومع شيرا.
الاستيقاظ قرب رجل كادت تتوسل اليه امر مذل,ولايتسم بالكبرياء والاكثر من ذلك ان هذا الرجل لم يعد يحبها,وربما لم يفعل يوما.
لم تشعر ستاسيا يوما بفقدان الشهية كما تشعر الان,,,لكنها ذكرت نفسها ان من المفترض انها تقوم بدور العائلة السعيدة امام شيرا,لهذا اجبرت نفسها على الانضمام اليهما الى طاولة الفطور.
ماان سارت على الشرفة حتى نهض ريكو وسار لملاقاتها طبع قبلة ناعمة على جبينها .
انها الطريقة الامثل للبدء بيوم جميل,لولا ان الواقع يؤكد ان شيرا تراقبهما,هي تعلم ان وجودها هو السبب في اظهار ريكو هذه العاطفة وقال بنبرة ناعمة:
_صباح سعيد.
حدقت به وهي تشعربياس كبير,لانها تعلم ان كل ماعليه القيام به ,هو ان يدخل المكان الذي تكون فيه, حتى تشعر بالشوق اليه.
هو ليس بحاجة الى لمسها حتى,شعرت بالحزن لانها ادركت هذه الحقيقة,جلست الى الطاولة,وشعرت بدقات قلبها تتسارع ماان وجدت امامها طبقا مليئا بحبات برتقال .
نظرت الى ريكو فابتسم لها ابتسامة ساحرة جعلت اعصابها ترقص من الفرح.
_فكرت ان اوفر عليك مشقة الذهاب الى البستان هذا الصباح.
لمعت عيناه بالكره وهو يتابع:
_اعتقدت انك قد تكونين متعبة.
تورد وجهها,فانشغلت بامساك برتقالة ,وهي تشعر باحساس لا يمكن وصفه من مبادرته تلك,تساءلت ماالذي يقصده بفعله هذا.
_شكرا لك.
تناولوا الفطور وهم يتحدثون احاديث شتى ,شربت ستاسيا فنجانين من القهوة.بدا ريكو عاطفيا ويقظا معها قدم لها الطعام ,وتاكد انها تجلس في الظل.
لطفه نجوها جعل عواطفها اكثر حدة وتاثرا لاسيما انها تعلم ان ذلك غير حقيقي,هذا تماما ماارادت ان يكون عليه زواجهما,هذا ماكان عليه في تلك الاسابيع القليلة بعد ان التقيا للمرة الاولى.
كان عليها ان تذكر نفسها ان هذا العرض العاطفي والاهتمام الزائد هو من اجل شيرا,وان ليس هناك اي شيء حقيقي.
لكنها تريده ان يكون حقيقيا ,ارادت ان يكون ذلك حقيقيا لدرجة انها شعرت بالم في جسدها من شدة العذاب.
قالت شيرا بحزن وهي تضع يدها على راسها:
_بالتحدث عن الظل, ساتجنب الذهاب الى الشاطيء اليوم وسامضى نهاري في المنزل.
_اذا ربما يمكنني ان اقترح عليكما طريقة ما لتمضية الوقت.
قال ريكو ذلك بنعومة ثم نهض واشار اليهما كي تتبعاه الى داخل الفيلاونظرة ستسيا نحو شيرا بحيرة,لكن الفتاة رفعت كتفيها بارتباك,وهزت راسها مستغربة ايضا.
فتح ريكو باب غرفة لم تدخل اليها ستاسيا من قبل,فشهقت على الفور باندهاش ماان نظرت حولها,بدت الغرفة كانها محترف لفنان ما,مجموعة واسعة من ادوات مختلفة مكومة على الطاولة مازالت في العلب ولااسعار عليها.
_اه ,ريكو !
_انت تقولين انني لاافكر بك,حبيبتيز
حملت نبرة صوته قلقا لم تسمعه من قبل,انها المرة الاولى التي يبدو فيها غير واثق مما يفعله,وكانه يحاول ان يتنبا بردة فعلها.
_حسنا ! هاانا الان افكر بك, اردت ان تكوني قادرة على العنل الان يمكنك ان تعملي ,وبامكانك ان تعلمي شيرا الرسم ايضا.
نظرت حولها غير قادرة على التفوه باي كلمة.
_لم احاول ترتيبها اعتقدت انك تفضلين القيام بذلك بنفسك.
_من اين حصلت على كل هذه الاشياء ؟وكيف؟
اعترف ريكو قائلا:
_اتصلت بامك عبر الهاتف ,وبعد ذلك وصل كل شيء بالطائرة هل انت سعيدة ؟هذه الغرفة مضاءة من الشمال اتذكر انك قلت مرة ان ذلك يعني المحترف الامثل.
فجاة تعرفت ستاسيا الى الغرفة فقالت:
_تلك كانت غرفة مكتبك.
رفع كتفيه بلا اهتمام وقال:
_افضل المنظر المطل على الناحية المقابلة في احدى الغرف هناك.
لكن ستاسيا رات دفئا في عينيه جعلها تشعر كانها اسيرتهما للحظة مليئة بالامل والدهشة اعتقدت انه فعل ذلك من اجلها.
بعدئذ سمعت تنهيدة شيرا وتذكرت ان تبديلا كبيرا كهذا بحاجة الى التخطيط,وريكو لايفعل اي شيء ان لم يكن لديه هدف خاص من ورائه.
وفي هذه الحالة هدفه هو اقناع شيرا انهما زوجان سعيدان وانه زوج حنون وشديد الاهتمام بزوجته.
اختفى توهج تلك اللحظة على الفور ,فقالت ستاسيا كانها قطعة من الخشب:
_هذا رائع شكرا لك.
قطب جبينه للحظة,حدق بها باهتمام, ثم نظر الى ساعته معلقا:
_لدي اتصال هاتفي هام جدا علي القيام به,ساراكما في مابعد.
دون اي تحذير شد ستاسيا اليه وعانقها,كنها لم تستطع ان تبادله العناق ,بدا عناقه تذكيرا لها بما حدث بينهما ليلة البارحة ووعد بما سيحدث لاحقا,لكنها لم تستطع ان تتجاوب معه.
كانت لتشعر بالسعادة لو انه فعل ذلك من اجلها لامن اجل شيرا,لولا شيرا لما كانت هي هنا,ذكرت نفسها بذلك,بالرغم من العواطف الملتهبة من قبله والتلمحيات بالحب الخالصزتعرف ستاسيا ان ذلك كله ليس حقيقيا,وان شيرا قد تستعيد ذاكرتها في اي لحظة,فينتهي الامر كله كوميض البرق.
بقي ريكو يحدق بها,فيما ملامح وجهه الباردة لم تترك لديها اي شك بانه منزعج لانها لم تبد سعيدة بمبادرته الاخيرة.
تذكرت ستاسيا ان عليها هي ايضا القيام بالدور المطلوب منها نظرت حولها واجبرت نفسها على الابتسام وهي تقول ببرودة:
_هذا رائع ريكو رائع حقا ! شكرا لك.
حدق بها للحظات اخرى وعيناه السوداوان لاتظهران مايجول من افكار في راسه اخيرا قال:
_اراكما في مابعد.
شعر ريكو بالتوتر,سار مبتعدا راقبته ستاسيا وهي تشعر كان كتلة من رصاص وضعت مكان قلبها.
لكن يبدو ان شيرا لم تلاحظ اي شيء مما يجري امامها,قالت مستغربة وهي تتجول عبر الغرفة وتحدق بعلب الالوان :
_لم اتصور مطلقا انني قد ارى اخي مجنونا بحب امراة ما,ومن المؤكد لم اتوقع ابدا ان يتخلى عن مكتبه الغالي هذه افضل غرفة في الفيلا ,اتعلمين ذلك؟
-انها الافضل لانها مضاءة بنور طبيعي مثالي.
قطبت شيرا جبينها ورفعت يدها الى راسها وهي تقول:
_هذه ليست من عادات اخي اليس كذلك؟ انه لايبقى بعيدا عن عمله كل هذا الوقت .
_لا في الواقع.
حدقت شيرا بها حائرة:
_انني منزعجة جدا اطرح اسئلة لاتنتهي محاولة ان اكمل الاحجية التي تشغل عقلي.
هزت راسها وشعرت برغبة في ان تميل الى الامام لتحتضن الفتاة بين ذراعيها وتقول لها:
_لا ! انت لست كذلك,وانا فعلا استمتع بتمضية الوقت معك!
هذا صحيح,المراهقة اصبحت فتاة اخرى بعد ذلك الحادث لم تعد تلك الفتاة المتمردة المزاجية التي جعلت حياة ستاسيا صعبة جدا وحل مكانها فتاة لطيفة كثيرة الاهتمام حلوة المعشر.
ابتعدت شيرا وبدت الحيرة على وجهها وهي تسالها:
_تتكلمين وكاننا لم نكن هكذا من قبل,,,لكنني عشت معك في روما,الم نكن نمضي بعض الاوقات معا.
توترت ستاسيا وادركت انها من دون قصد منها اثارت اسئلة في عقل شيرا هي غير جاهزة للاجابة عنها,وغير قادرة على ذلك.
قالت بسرعة:
_بالطبع ,كنا نمضي بعض الاوقات معا,لكن كان لكل منا حياة مختلفة والان لنتحدث عن الرسم مارايك في ان نبدا بالرسم؟
_لنفعل ذلك اذا.
***
حدق ريكو باللوحة هو يدرك الموهبة الحقيقية المعروضة على القماش.
مضى اسبوع على عودة شيرا من المستشفى خلال هذا لاسبوع امضى الثلاثة الكثير من الوقت معا ,ومعظم تلك الاوقات كانوا يستريحون حول بركة السباحة.
لكنه يدرك انه عندما كان العمل يجبره على الذهاب الى مكتبه لملاحقة الاعمال وهو بعيد عن الشركة كانت ستاسيا تختفي في المحترف.
قاده فضوله ليكتشف بالتحديد كيف تمضي اوقاتها,رفع الغطاء عن لوحة اخرى,وحبس انفاسه على الفور مندهشا مما راه,انها لوحة مذهلة!
باحساس من الضيق وعدم الارتياح ادرك انه لم يفكر للحظة من قبل بفنها,كان منشغلا بالنظر اليها ولم يول اي اهتمام لما ترسمه.
اقترب من اللوحة اكثر ,ليعاين ضربات الفرشاة الجرئية الواضحة والالوان المشرقة التي تضج بالحياة.
فاللوحة جميلة وتبهر الابصار,,,تماما مثل المراة ذاتها شعر كانه مختلس وهو يسير نحو اللوحات المجمعة بترتيب وراء بعضها البعض على احد جدران المحترف.
اخذ ينظر اليها واحدة بعداخرى,وعيناه تضيقان بتركيز واهتمام,وهو يعاين كل واحدة منها بصمت وهدوء.
كهاو لجمع التحف النادرة,علم انه ينظر الى فن مميز وكمستثمر علم انه ينظر الى لوحات ذات قيمة عالية جدا.اما كرجل فعلم انه ينظر الى شيء هو جزء من امراته.
كيف يمكنه ان يتوقع ان تتخلى عن فنها؟ انه كمن يطلب منها الا تتنفس ,ثم سار بخطى واسعة نحو اللوحة التي تعمل عليها في الوقت الحالي,كيف استطاع ان يفكر ان الزواج منه سيكون كافيا لارضائها؟
الحقيقة هي انه كان منشغلا جدا بها,لدرجة انه لم يفكر مطلقا بسعادتها,راح يعمل لايام طويلة في المكتب. من دون ان يسال نفسه ما الذي تفعله في اوقاتها.
افترض انها تذهب لتناول الغداء مع عائلته,او انها تذهب لتتسوق ولكنها لم تستعمل مطلقا البطاقة المالية التي قدمها لها.
عندما كانت ستاسيا تسافر الى انكلترا لمقابلة الزبائن ,كان ريكو يشعر بغضب صارخ ماالغاية من ان يكون لديه زوجة,ان كان سيصل الى البيت ليجده خاليا.ظ
اخيرا فهم ريكو الحقيقة المرة التي تلخص تصرفه الاناني: هو لم يقم باي شيء ليغني علاقتهما!تراجع بعيدا عن اللوحة هذا يعني اما انه اناني يرغب بالسيطرة على الاخرين, او انه لايستطيع تحمل الابتعاد عن ستاسيا.
اعترف ريكو انه في مشكلة حقيقية سار بسرعة ليخرج من الغرفة مغلقا الباب بقوة وراءه.
مرت الايام التالي في جو من السعادة,فيما ظلت ستاسيا تذكر نفسها ان مايجري الان ليس حقيقيا .
وان شيرا قد تستعيد ذاكرتها في اي لحظة مايعني ان حياتها مع ريكو ستنتهي.
لكن في الوضع الحالي بدت حياتها مثالية بكل مافي الكلمة من معنى,خلال النهار كانت ترسم وتستلقي على الشاطئ او قرب بركة السباحة مع انها تعرف ان كل مايجري هو من اجل شيرا.
فقد بدت سعيدة وراضية لان ريكو اصبح شديد الاهتمام بها فجاة بدا راغبا في معرفة كل شيء عنها ,اراد ان يعرف تفاصيل حياتها منذ ان بدات تعي الحياة حتى اليوم الذي التقيا فيه
لكن ان كانت الايام مكرسة لاجل شيرا فان الليالي كانت لها ولريكو فقط.عاشا في عالم خاص بهما مليء بالاشواق والغرام والمشاعر الجياشة.
مر الاسبوع الثاني على الجزيرة وهاهي ستاسيا ترسم على الشرفة عندما رفعت شيرا راسها ,وبدا الالم واضحا على وجهها وراحت تصرخ :
_اخ!
_هل انت بخير؟
-اشعر براسي خفيفا ولا اعرف السبب.
قالت ستاسيا بسرعة وهي تقودها نحو الفيلا :
_من الافضل ان تنامي ,قال الطبيب انك بحاجة الى الراحة, من المحتمل انك لاتنامين بالقدر المطلوب.
سارت شيرا معها بدون اي مقاومة,واستلقت على سريرها مغمضة العينين باهتمام كبير نزعت ستاسيا حذاءها ,واغلقت الستائر وهي تقول:
_هيا ! لابد انك ستشعرين بالراحة الان ناديني ان احتجت الى اي شيء انا على الشرفة.
خرجت ستاسيا من الغرفة على اطراف اصابعها,هي تدرك ان سعادتها ستدوم مادامت شيرا عاجزة عن تذكر الماضي.
عاجلا ام اجلا ستستعيد شيرا ذاكرتها ,وهذه المهزلة ستنهار على الفورز
هذا ماحصل بالتحديد في منتف تلك الليلة.
نهاية الفصل الثامن


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 22-11-17, 03:37 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:58 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.