23-11-17, 08:07 PM
| #11 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب  
|  9- المدينة الخالدة - ليتك اخبرتني الحقيقة! عند خروجهما من باب الفندق , تساءلت كاتلين كيف يعقل ان تكون السماء زرقاء صافية والشمس مشرقة والبرد قارساً الى هذا الحد.. - لايحق لي ان اخبرك الحقيقة.. - لم تركتني اسيء الظن بك؟ - انت من اختار ان يسيء الظن.. - وانت ايضاً... لابد ان أسوأ مايمكن ان يحصل هو ان يرى المرء الوقائع من منظار مشاعره الشخصية.. - علينا ان نتحدث في الموضوع يالازارو.. - ليس اليوم ..فلنستمتع بهذا النهار! بضع الساعات فقط ويعودان الى استراليا ..بضع ساعات فقط وتعود علاقتهما الى سابق عهدها ..فاترة.. باردة, خالية من أي مشاعر ..فصممت كاتلين على الاستمتاع بكل لحظة من اللحظات المتبقية لها في روما.. وما ان انهيا طعام الفطور حتى اقترح عليها ان يقوما بجولة في روما.. توقفا في المقاهي الصغيرة حيث حاولت كاتلين ان تستعين بلغتها الايطالية المريعة , فيما تولى لازارو تقديم الاعتذار للعاملين فيها. ---------------------------- وحرصت كاتلين على استخدام آلة التصوير في كل لحظة يتوقفان فيها .. - عليك ان تشتري تذكاراً.. وقادها لازارو نحو متاجر كبار المصممين الذين اعتادت كاتلين ان تشتري قطعاً مقلدة تحمل توقيعهم.. ومع انها كانت واثقة من انها ستندم لاحقاً .. ومع ان المخازن في محلة بيازا دي سبانيا كانت في غاية الفخامة, إلا أنها لم تثر اهتمامها.. وعندما حثها لازارو على اختيار حقيبة او حذاء أو أي شيء آخر يروق لها اجابته : - افضل ان نواصل نزهتنا. استجاب لرغبتها على الفور وانتقلا من شارع المتاجر الفخمة الى الأدراج الاسبانية حيث اخرجت كاتلين آلة التصوير بشيء من الخجل وطلبت منه ان يلتقط لها صورة , وهزت برأسها وقد احمرت خجلاً عندما عرض عليها احد السائحين ان يلتقط لهما صورة معاً.. - شكراً لك لكننا لا نرغب في ذلك.. - ولمَ لا؟. ضحك لازارو عندما لاحظ احمرار خديها.. - ألا تريدين ان تتذكري هذا النهار الذي امضيناه معاً؟ لن تنسى هذا اليوم طوال حياتها, سواء احتفظت بصورة لهما معاً ام لم تفعل ..لن تنسى يوماً الجولة التي قامت بها في شوراع هذه المدينة الساحرة برفقة احد اكثر الرجال وسامة... لن تنسى يوماً القشعريرة التي سرت على طول عامودها الفقري عند شبك يده بيدها فبديا لبرهة من الزمن وكأنهما زوجين او حبيبين يجوبان الشوراع ويتحدثان ويراقبان العالم وهو يدور من حولهما... لم تكن بحاجة الى مرشد سياحي لتدرك انهما وصلا الى ينبوع ( تريفي) .. ولم تحاول ان تسأل لازارو عما يفعله عندما مد يده الى جيب سرواله واخرج منه قطعة نقدية. - أظنك تعرفين مايقال.... كانت يده ثابتة عندما ناولها القطعة النقدية .. - إذا رميت قطعة نقدية فستعودين الى هنا لا محالة...خذي.. لم تكن كاتلين واثقة من انها ترغب في ذلك, فمهما كانت المدينة جميلة, لن تجدها يوماً اكثر جمالاً منها اليوم ..ولم تكن كاتلين واثقة من انها ترغب في العودة الى هنا من دونه. كانت علاقتهما على افضل مايرام وأحست بنفسها قريبة منها لكنها تدرك تماماً ان هذا الوضع لن يدوم طويلاً. - خذيها. اخذتها منه في نهاية الامر, وراقبتها وهي تغوص في القعر وتنضم الى ملايين الامنيات الاخرى... واغمضت كاتلين عينيها وهو يضمها بين ذراعيه, واراحت رأسها على صدره محاولة ان تقنع نفسها بأن علاقتهما على افضل مايرام... وان هذه المشاعر البسيطة التي تشاطراها كافية لحثهما على الصمود معاً في العالم الحقيقي.منتديات ----------------------------- | ||||||||||
|  |
|
23-11-17, 08:08 PM
| #12 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| 10- كذب وافتراء - مرحباً يأمي! جلست كاتلين خلف مكتبها بعد مرور اسبوع على عودتهما من روما والسعادة تشع من عينيها لكن مشاكل والدتها اعادتها الى ارض الواقع.ريحانة - كيف تسير الامور؟ -على افضل مايرام؟ - اتصل بي المحامي منذ قليل..لقد ربحنا الدعوى! وتلاشى صوتها وقد تحولت ضحكاتها الى بكاء.. - يمكننا الاحتفاظ بالمنزل! على الرغم من ان المحامي كرر لهما مراراً وتكراراً ان دعوى شريل لا ترتكز على اسس متينة وان رغبة جدها واضحة, وان مساهمة والدتها في المنزل مثبتة بالوثاق, إلا أن كاتلين احست بموجة من الارتياح تغمرها لدى سماعها الخبر. قالت لها هيلين من بين دموعها : - شكراً لك.. أعلم انني ضغطت عليك كثيراً.. ولم يكن من العدل ان اطلب منك ان تقترضي ذلك المبلغ الكبير... - لم اكن مرغمة على ذلك... - كان بإمكانك ان ترفضي... - كيف لي ان ارفض؟ هل نسيت مافعلته من اجل والدك؟ *** - لمَ لم يحددا لائحة للهدايا؟ بدا لازارو في حيرة من امره عندما دخلت المكتب مبتسمة .. - إنني سعيدة وحسب.ريحانة لم تطلعه يوماً على مشاكلها فالمبلغ الذي تعتبره ضخماً , يشكل مجرد نقطة في محيط لازارو.. اخذت بطاقة الدعوة الى حفل زفاف ابنة ألبرتو مانسيني من يده قائلة: - من حسن الحظ انهما لم يفعلا! فهذا يعني ان امثالك لن يتمكنوا من الضغط على زر ليتم إرسال هديتهم... هذا يعني ان على الاشخاص المغرورين والمتعجرفين امثالك ان يبذلوا القلق من الجهد لاختيار هدية ملائمة للعروسين. رفع يده نحو السماء معبراً عن نفاذ صبره واجابها: - لكنني لا اعرف العروسين ..صحيح ان العروس هي ابنة صديقي لكنني لم ارها منذ خمس سنوات ولم تسنح لي الفرصة كل اقابل خطيبها .. كيف تريدين مني ان اختار هدية مناسبة لهما؟. - حسناً عليك ان تشتري هدية في اقرب فرصة ممكنة .. لا تنسى انك ستسافر نهار الخميس . - تعالي معي. - لا استطيع ! اعلم انك معتاد على الامر , واعلم اننا سنسافر في الدرجة الاولى , ويمكنني النوم طوال الرحلة ..اعرف هذا كله, لكن بصراحة.... - حسناً , فهمت ماتريدين قوله... يبدو انك ترغبين في إجازة. - هذا صحيح. ---------------------------------- كانت بحاجة الى إجازة لتلتقي اصدقائها وتعود الى منزلها وترى والدتها وتقرأ... صحيح ان لازارو كان صريحاً معها منذ اللحظة الاولى وحذرها من ان عملها متطلب جداً لكنها لم تتوقع ان تصل الامور الى هذا الحد . وراحت تتطلع الى عطلة نهاية الاسبوع حيث يمكنها ان تسترخي بتكاسل من دون ان تفعل شيئاً... قال لها وعلى ثغره ابتسامة مفعمة بالأسف: - يبدو انك مصممة على عدم مرافقتي... ورماها بنظرة مثيرة جعلت خديها يتوهجان ,,فاجابته: - يمكنك ان تتدبر امورك من دوني . - علي ان افعل ذلك ..إنما عليك ان تختاري الهدية بنفسك تكفيراً عن ذنوبك.. ارادت ان تعرض على كلامه لكنه اردف: - لا تنسى ان المتعجرفين والمغرورين امثالي يستخدمون مساعدات شخصية لهذا السبب بالذات .. يمكنك الانصراف. ماذا يمكنها ان تشتري لشخص يملك كل شيء ..شخص لاتعرفه ولم يسبق ان التقته؟ راحت كاتلين تجوب المتاجر بحثاً عن هدية ملائمة , آملة ان تتمكن من اختيار شيء مفيد ورائع في آن معاً ... وعادت الى الفندق بعد بضع ساعات فارغة اليدين ومرهقة والابتسامة لا تفارق وجهها.... - آنسة بيل؟ تفاجأت كاتلين لدى سماعها اسمها فالتفتت نحو مصدر الصوت , واذا بها تقطب لدى رؤيتها امرأة شابة تدفع مذياعاً تحت أنفها.. - ماهو تعليقك على الشائعات التي تسري عن تورط لازارو رينالدي في علاقة غرامية مع زوجته منافسه؟ - عفواً؟ تسمرت كاتلين مكانها لدى رؤيتها كاميرا التلفزيون مسلطة عليها, وكأنها أرنب صغير سلطت عليه مصابيح السيارة الأمامية .. - تلقينا معلومات من مصدر موثوق تؤكد بأن السيد رينالدي على اتصال دائم ببونيتا مانسيني , ولدينا صور لهما وهما يتناولان الغداء معاً, كما سمعنا انها وفي العيد الستين للسيد مانسيني امضت فترة بعد الظهر برفقته .. وحرص على ان يواسيها في الليل بعد ان اوصله الى غرفته ثملاً.. -كلا!. سارعت كاتلين الى نكران الخبر وقد احست بطنين في رأسها .. بقي اسبوع واحد على موعد الزفاف .. وجلّ ماتأمله بونيتا هو ان تتزوج ابنة زوجها قبل ان تعلم بمرض والدها.. لكن يبدو ان الصحافة استغلت ماحصل لتحرّف الوقائع وتحولها الى قصة خسيسة... - لكن السيدة مانسيني امضت فترة بعد الظهر في جناح السيد رينالدي...؟ لزمت كاتلين الصمت.. واحست بتورد خديها , فتمنت في سرها لو انها كانت مستعدة بشكل افضل للتعامل مع هذا الموقف , كانت تدرك ان عليها , هي مساعدة لازارو الشخصية ان تغادر المكان من دون ان تتفوه بكلمة لتؤكد او تنفي الخبر... - وأمضت الليل برفقته؟ -كلا, لم تفعل.ريحانة - كيف يمكنك التأكد من الأمر؟ تقول مصادري... - أنا واثقة كل الثقة من ان السيد رينالدي لم يمض الليل برفقة السيدة مانسيني. ادركت في الحال انها ستندم على ماقالته لكنها لم تجد امامها خياراً آخر ..عليها ان تدحض تلك الشائعات... - وأنت واثقة من ذلك لأن.. ----------------------------- على الرغم من ان قرارها كان متسرعاً إلا انه ليس متهوراً...فلا تزال كاتلين تشعر بيد بونيتا على يدها.. وذلك الحب الكبير الذي تكنه لزوجها على الرغم مما يقوله الجميع.. وادركت ان لا خيار امامها سوى المضي قدماً مع انها لا ترغب في ذلك.. - انا واثقة من انه لم يكن برفقة السيدة مانسيني لأنه امضى الليل برفقتي... واستدارت وتابعت طريقها بعيداً عن الفندق.. واختفت بين الحشود وهي تتساءل كيف تراها ستتمكن من مواجهته؟ كيف سيكون رد فعل لازارو عندما يعلم بما فعلته..؟ قطب لازارو جبينه وهو يشاهد التلفزيون بعد ان اتصلت به اخته وطلبت منه ان يشاهد الاخبار , واشتعلت نيران الغضب في عينيه عند سماعه ادعاءات المراسل الصحفي. اراد ان يتصل ببونيتا ليحذرها غير ان تجهم وجهه مالبث ان تحول الى ابتسامة عند سماعه اعترافاتها المتلعثمة. قالت له انتونيا عبر الهاتف: - إنها فاتنة... اجابها مبتسماً: - لكنها لا تعرف معنى التحفظ.... - ماالذي ستفعله في هذا الشأن؟؟؟ لم يجبها على الفور وفضل ان ينظر من النافذة الى شوراع المدينة التي تعج بالناس, وهو يدرك انها في مكان ماهناك.. لابد انها مرتبكة ومذعورة وتحتاج الى من يخفف عنها.. ويطمئنها الى ان كل شيء على مايرام .. ولاخوف عليهما.. ولممرة الاولى منذ فترة طويلة تنهد لازارو من دون ألم .. واحس بشيء من السلام يتسلل الى داخله. - لازارو؟؟ ابتسمت انتونيا عندما قال لها اخوها اخيراً: - سنعلمك بأي جديد. اقفل لازارو الخط وهو يتساءل في سره عما إذا كان عليه ان يتصل بها ويطلب منها التوقف عن الاختباء.. وإذا بباب مكتبه يفتح لتدخل المرأة التي كان يتمنى ألا يراها ثانية.. فوجد نفسه مرغماً على التخلي عن راحته المؤقتة ليعود من جديد الى جحيمه. -------------------------------------- | ||||||||||
|
| |
|
23-11-17, 08:09 PM
| #13 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| 11- عودة الأفعى صرخ لازارو بوجه المرأة التي يكرهها كرهاً شديداً وشرارات الازدراء تتطاير من عينيه: - ماالذي تفعلينه هنا؟ من سمح لك بالدخول؟. - سمحت لي أودري بالصعود.. يبدو انها لا تزال تتذكرني.. واعادت خصلات شعرها الداكن الى الوراء وعبرت غرفة المكتب وكأنها تملكه - علينا ان نضع النقاط على الحروف ونصفي الاجواء بيننا. - نصفي الاجواء بيننا؟ لكن الهواء يصبح ملوثاً في وجودك.. فرائحتك النتنة تجعلني... ابتسمت له برقة وقالت: - شاهدت كاتلين على الاخبار..عليّ الاعتراف بأنها بارعة .. عندما تصمم على شيء ما, تبذل مافي وسعها لتحقق غايتها. - ماذا؟ هز لازارو رأسه رافضاً الإصغاء الى كلامها .. رافضاً ان يتواجد في الغرفة نفسها مع روكسان وإن للحظة واحدة... - اخرجي من هنا ياروكسان ..فأنت تثيرين اشمئزازي.. - هل دفعت نفقات محاميها يالازارو؟ - محاميها؟؟؟ رفع لازارو حاجبيه استغراباً واضاف: - لا املك ادنى فكرة عما تتحدثين. - أتقصد انها لم تخبرك؟ هل نسيت كاتلين الرقيقة ان تخبرك ان والدتها عاشت عالة على جدي لأن هيلين بيل لم تكن تملك المقومات اللازمة لتعيل ابنتها غير الشرعية بمفردها. وانها رفضت ان تعطي والدتي حصتها الشرعية من الميراث حتى بعد وفاة جدي؟ - أنت كاذبة.. لا اصدق كلمة مماتقولينه.. واخفض عينيه نحو الأوراق المكدسة على مكتبه.. لكنه بدا مشوش الذهن .. وهي تدرك ذلك... - ولمَ تراني أكذب؟ التقت عيناه بعينيها الزرقاوين الشبيهتين بعيني كاتلين..إلا انهما كانتا اكثر ثباتاً ولم يظهر فيهما اي اضطراب وهما تحدقان فيه ماجعله عاجزاً عن التمييز مابين الحقيقة والخداع.. - بما انني اعرف كاتلين جيداً, يمكنني القول إنك بطل الخطة البديلة. - ماالذي تريدينه ياروكسان؟ - اريد حق والدتي في الميراث. - لو كانت تملك اي حقوق لأنصفتها المحكمة. - لكنني لا املك مصدراً لا ينضب للمال لأسدد اتعاب المحامين مثل ابنة خالتي... ولست على علاقة غرامية بأحد افراد عائلة رينالدي... وعلت إمارات المرارة وجهها وهي تضيف: - أتظن حقاً انها رقيقة وطيبة القلب؟ أشعر بأنك تنظر اليّ وكأنني الساقطة الوحيدة هنا! - هذا أمر بديهي! - أتعلم ؟ لطالما سمعتها تردد انها ستحصل عليك في نهاية الأمر... ---------------------------------------- لم يغب عنها تصلب فكه لكنه هز رأسه قائلاً بنبرة مفعمة بالاحتقار: - أنت تكذبين ياروكسان .. وجذور فسادك تمتد الى عمق اعماقك. - مازلت اتذكرها قبل يوم واحد من وفاة لوكا وهي تحمل صورتك وتخبر الجميع انك أوصلتها الى منزلها.. راقبت روكسان شحوب وجهه فأدركت في الحال انها حققت مبتغاها... - على كل حال, لقد سئمت التعامل مع المحامين ... وأظن ان الصحافيين مثيرون للاهتمام اكثر ويمكن ان يدفعوالي النقود لأتكلم .. لاشك في ان قصة لوكا ستشكل سبقاً صحفياً لامثيل له. - كم تريدين؟ اخرج دفتر الشيكات من الدرج بيدين ثابتتين مع ان وجهه بدا اكثر بياضاً وبرودة من الرخام.. - حصة والدتي... والتقت عيناها بعينيه وهو يدون المبلغ الذي طلبته بل عبارتين بسيطتين من اختياره, وحدق في يدها الجشعة وهي تنتزع الشيك من يده, وراقب التواء فمها غضباً وهي تقرأ طلبه الفائق التهذيب بأن ترحل.. - يمكنك ان تتحدثي مع من يحلو لك لكنك ذكرت سابقاً انني املك نبعاً لا ينضب للمال, واذا تفوهت بكلمة واحدة فسأنفق ثروتي كلها لئلا تتمكني من الحصول على فلس واحد, واعلمي منذ هذه اللحظة انني سأكرس حياتي كلها لأحول حياتك الى جحيم ..وحذار ان تهدديني ثانية او تحاولي ابتزازي ياروكسات ..لأنني لا احب التعامل مع الحقيرين امثالك. - لكنك يالازارو.. وغباؤك يمنعك من رؤية ذلك, تماماً مثل اخيك... واستدارت نحو الباب وهي تنفث غيرتها وسمومها وحقدها في كل كلمة تتفوه بها.. - الفرق الوحيد بيني وبين كاتلين هو انها احسنت الاختيار ... يبدو ان ابنة خالتي فازت بالجائزة الكبرى.. بقيت رائحتها عابقة في الغرفة لوقت طويل.. رائحة مثيرة للغثيان تسللت الى مسامه ..انه العطر نفسه الذي كانت تضعه في ذلك اليوم.. وفي هذا المكان بالذات .. استرخي لازارو في مقعده واغمض عينيه منتظراً ان يزول إحساسه بالغثيان ..إلا انه لم يفعل.. - لوكا.. اغمض عينيه فتراءى امامه وجه اخيه.. بدا ذلك الوجه الذي لطالما كان مشابهاً لوجهه مختلفاً كلياً.. ولم تكن سنوات الحزن والندم والمرارة وحدها المسؤولة عن تلك التغيرات.. مرر لازارو اصابعه على طول الخط المتعرج على خده..على الندبة التي تسبب بها لوكا يوم وفاته.. طفت على السطح الذكريات التي امضى اكثر من سنتين وهو يحاول محوها, وكلما حاول ان يتخلص من واحدة , برزت اخرى... شعر وكأنه عالق في حقل للروماية , حيث تحولت كل صورة الى هدف .. وكلما اطلق النار على واحدة عادت لتظهر بقوة وصلابة اكثر من ذي قبل. على الرغم من مرور سنتين إلا انه مازال عاجزاً عن مواجهة ذلك الألم المبرح.. وعاد الإحساس الموجع يتسلل الى قلبه وظهرت الى العلن الجروح غير المندملة التي لم تكن مهيأة بعد لأن يراها احد.. غير ان لازارو لم يكن يرغب في استرجاع ذاك الاحساس.. لم يكن يرغب في مواجهته.. ولكن هذا مافعلته كاتلين ..جعلته يواجه المستحيل.. --------------------------- عند دخولها الى المكتب, ادركت كاتلين انه لم يسمعها وهي تدق الباب وادركت ايضاً انها ترى جانباً من شخصية لازارو رينالدي يفضل حتماً ألا يراه احد.ريحانة كان رأسه بين يديه وكتفاه مسترخيين وبشرته رمادية اللون..خطر لكاتلين ان تعود ادراجها وتغادر المكتب ثم تقرع الباب من جديد لتجنبهما معاً إحراج تقديم التبريرات ..غير انه رفع نظره نحوها في تلك اللحظة بالذات. - آسفة بشأن ماقلته لوسائل الإعلام ..اعلم انني تصرفت بحماقة , واعلم انه كان ينبغي ان اتصل بك مباشرة..لكنني شعرت بالاحراج... كان وجهه خالياً من أي تعبير , ومع انه كان ينظر اليها إلا أنها احست وكأن نظراته تخترق ذاتها وكأنه لا يسمع ماتقوله.. - تفاجأت بهم من حولي .. ولم أشأ ان يبلغ الخبر مسامع البيرتو .. لم أشأ ان يلمح احد امامه الى وجود علاقة بينكما ... قاطعها لازارو مصفقاً بيديه فأحست بتصفيقه اشبه بضرب السياط , واتسعت عيناها من شدة ارتباكها وهي تراه يجلس مسترخياً في مقعده مصفقاً على مهل... - أحسنت ياكاتلين ! توقف فجأة عن التصفيق لكن الصدى بقي يتردد في أذنيها , فيما راح يحدق فيها وشرارات الحقد تتطاير من عينيه. - اثبتي فشلك كمساعدة شخصية .. عليك ان تحترفي التمثيل بعد أن اطردك.. - هل ماقلته لوسائل الإعلام هو السبب..؟ - لا تحاولي خداع مخادع..لاسيما مخادع محترف مثلي.. - مخادع؟ لا افهم ماتقصده.. اجاب لازراو بنبرة ساخرة موجهاً كلامه الى حشد غائب: - مازالت مصرة على التلاعب بي. - لا افهم ماتقصده. كانت الدموع تترقرق في عينها والأفكار تتضارب في رأسها ...وسألها مبتسماً مع أن نيران الحقد تتأجج في عينيه: - هل نحتفل بما قلته عن علاقة بيننا امام وسائل الإعلام؟ أم بخداعك ابنة خالتك وحرمانها من الميراث؟. اجابته كاتلين وقد اخذت اسنانها تصطك: - كيف علمت بالأمر؟. - من واجبي ان اعرف كل شيء ..هيا ياكاتلين .. ثم اضاف : - لست بحاجة الآن الى اللجوء الى الخطة البديلة. - الخطة البديلة؟ - ابنة خالتك..تلك التي نسيت ذكرها .. الك التي تواعد اخي قبل وفاته , جاءت اليوم لزيارتي.... - ارجوك ..لا أظنك تعرفها جيداً.. ولا اظنك تعرف ماهي قادرة على ان تفعله .. - أنت مخطئة! كم من فرصة اعطيتك؟ كم من مرة تجاهلت اكاذيبك؟ وأضاف بصوت هادئ: - برئية جداً.. العذراء البرئية العديمة الخبرة. احست كاتلين بأوصالها ترتجف , لم تكن مرغمة على ان تبرر نفسها .. لم تكن مرغمة على ان تقول شيئاً ... ارادت ان تغادر المكان لكن الخدر في ساقيها منعها من الحراك... - كذبت على المصرف ..كذبت بشأن سيرتك الذاتية..فالكذب امر طبيعي بالنسبة اليك .. وأنا واثق كل الثقة من انك لا تعرفين متى يمكن ان تلجئي اليه.. قولي لي شيئاً ياكاتلين .. عندما قلت لروكسان انك ستوقعيني في حبالك , هل كنت واثقة من نفسك؟ عندما مزقت صورتي من المجلة...؟ ------------------------------- احست بتوهج خديها وقد تسلل الخزي الى عظامها .. وشعرت وكأنها عالقة في كابوس, تحاول الصراخ لكن من دون جدوى... - عندما عقدت العزم على الفوز بالجائزة الكبرى, هل كنت تظنيني ذلك مممكناً؟ هل تظنين انني لن افضح امرك؟ هل ظننت ان ماقلته لوسائل سيرغمني على الزواج بك؟ ألم تدركي بعد انني لن اتزوج إلا من المرأة التي احبها . وأنك لست هي؟ - أنا راحلة! كان صوتها مخنوقاً ورجلاها خدرتين , لكنهما قادرتان على الحراك.. - جيد.. ومر بقربها كالزوبعة قائلاً: - اجمعي اغراضك وارحلي من هنا.. امامك خمس دقائق فقط .. لا اريدك ان تتركي شيئاً هنا.. فأنت تثيرين اشمئزازي. - أكرهك.. استعادت كاتلين في تلك اللحظة قدرتها على الكلام , وكانت كلمة تتفوه بها تعبر عن حقيقة مشاعرها والحزن الكبير الذي غمر قلبها. - كم اتمنى لو انني لم أقع في حبك. لم يفتها تصلب كتفيه وتردده الواضح عند العتبة قبل ان يخرج من الباب ويغلقه وراءه بقوة. يمكنها ان تذرف الدمع لاحقاً لكنها احست في تلك اللحظة بفتور في مشاعرها بعد موجة الغضب التي صبتها عليه , وقفت وسط المكتب وراحت تجمع اغراضها بيدين ترتجفان وقلب يتخبط بين ضلوعها . كان عليها ان تترك بعض الأغراض ايضاً ففتحت حقيبة يدها واخرجت منها بطاقة الاعتماد وهي تتساءل عما يفترض بها ان تفعله بالهاتف ..لكنها وجدت نفسها عاجزة عن التفكير أو البقاء لحظة اخرى لتمحو الرسائل.. فقررت ان تترك هذه المهمة لشخص آخر.... - يبدو ان مهمتك انتهت... كانت كاتلين فاقدة للحس الى درجة انها لم تصعق عند رؤية مالفوليو يقف عند عتبة الباب.. - هل طردك رينالدي؟ - شقيق زوجتك رجل سافل.. لم يعد عقلها يعمل بصورة طبيعية وأحست وكأن كلمات لازراو جمدت ذهنها ماجعل ردود افعالها بطيئة للغاية إذ اقتصر عمل عقلها على ايجاد سبل البقاء وحسب.ريحانة - كان بإمكاني ان احذرك وأوفر عليك العناء... وابتسم لها مالفوليو ابتسامة متعاطفة وأضاف: - رجال آل رينالدي سفلة ونساؤهم ساقطات .. وأمثالنا لا يليقون بهم.. لم تكن دفاعاتها معززة .. ولم تتمكن من رؤية الأعلام الحمراء التي ترفرف في الأفق ...ولم تسمع صوت الإنذار العاجل فيما ذهنها يناضل ليدق ناقوس الخطر في رأسها .. وفجأة استافقت من غفلتهاوقد استولى عليها الذعر والخوف..لكن يبدو انها تأخرت قليلاً ... كان جسده ينبض بالحقد والغضب وهو يضمه اليها .. وأدركت كاتلين على الفور ماالذي سيحصل.. وعلى الرغم من صراخها ودفاعها عن نفسها إلا ان حقده بدا اقوى بكثير ... وعندما اوقعها أرضاً , تمنت في سرها ألا يطول الأمر.. وأن ينتهي الكابوس قريباً جداً... ------------------------------ | ||||||||||
|
| |
|
23-11-17, 08:10 PM
| #14 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| 12- سأرحل ماالذي فعله بحق المساء؟ كان لازراو يزرع أرض البهو جئية وذهاباً , ويده على فمه بينما الموظفون يراقبونه باستغراب , استجمع غلين شجاعته واقترب منه سائلاً: - هل أنت بخير سيدي؟ لم يجب عن سؤاله او حتى يسمعه ..فذهنه مشغول بكاتلين وما اصابها بعد مافعله بها.. وتراءت له صورتها وهي مسمرة في مكانها , بعد ان أهانها والحق بها الخزي... لكن ماالخطأ الذي ارتكبته؟ ألا انها تمنت ان يقع في حبها؟ ألا أنها كانت تحبه طوال هذا الوقت؟ كم كره نفسه عندما تذكر الليلة الأولى التي التقاها فيها .. تباً ...لو احتفظ بصورة لها .. لو كانت صورتها تظهر في المجلات... كانت روكسان اشبه بأفعى سامة, تحوّر الوقائع وتغشي الحقائق.. مايجعلها مختلفة تماماً عن كاتلين . تماماً كما كان لازراو مختلفاً عن لوكا...فكاتلين رقيقة وجديرة بالثقة ! إنها كذلك فعلاً! حتى انه وضع ثقته فيها ..إنها المرة الأولى منذ سنين طويلة التي يضع فيها ثقته في احدهم .. ويؤمن به .. ماأثار رعبه ... - سيدي؟؟ هل أحضر لك شيئاً؟ لاحظ هذه المرة إمارات القلق البادية على وجه المدير. - كان مالفوليو يبحث عنه ..فقلت له إنك في المكتب.. هل ترغب في أتصل به.. - مالفوليو؟ وهرع نحو المصعد وراح يضغط على الأزرار بحدة .. كانت كاتلين تقول الحقيقة منذ البداية مايعني انه تركها وحدها برفقته. لم يشعر يوماً بأن المصعد بطيء الى هذا الحد إذا احس بكل دقيقة وكأنها دهر .. فتح الباب بيديه وقد تملكه الإحباط , وهرع ليجدها مرمية على الارض ومالفوليو فوقها فأبعده عنها بقوة ودفعه الى الجهة الأخرى من الغرفة... كان يدرك ان احدهم يسهر عليه في السماء لأن كل شبر من جسده طالبه بضرب مالفوليو ودق عنقه .. لكنه لم يفعل حتى لا يقتله... ضغط بأصابعه على الزر الخاص بجهاز الأمن, واستغل تلك اللحظات القليلة ليستجمع افكاره, ويتأكد ما إذا كانت كاتلين بخير. وعندما رآها تجلس على الأرض وتضم ركبتيها الى صدرها , ادرك انه وصل في اللحظة المناسبة, التفت نحو السافل لمواجهته وتفاجأ كثيراً عندما تبين له ان الحقد لايملأ قلبه وحده فقد كان لمالفوليو حصة كبيرة ايضاً. وراح هذا الأخير يصرخ والسخط ينبعث من عينيه: - تظن نفسك الأفضل ..لكنكم مجرد أناس استغلاليين... - اصمت. - تتخبتر في المكان أنت الآمر والناهي .. فتدين هذا.. وتشتم ذاك .. لا عجب في ان لوكا لم يحبك يوماً. ---------------------------- وصل رجال الأمن وعمّت الفوضى المكان لبعض الوقت قبل ان يطلب لازراو من الجميع الخروج على الفور, شعرت كاتلين بالامتنان الشديد لأنها لم تكن ترغب في رؤية مالفوليو ثانية.. يمكنها ان تدلي بأقوالها في وقت لاحق , لكن ليس الآن. جلست على حافة الأريكة تمسح الدماء عن شفتيها , وراحت تراقبه وهو يقفل الباب ويتوجه نحوها.. فأوقفته بنظراتها قائلة: - إنه محق.ريحانة - كاتلين! - كان مالفوليو محقاً في ماقاله. - لا تفعلي.. - فالخطأ الوحيد الذي ارتكبته هو انني وقعت في هواك, وإذا بك تحول ذلك الحساس الطاهر الى شيء مثير للخزي!. - دعينا لا نتحدث في هذا الموضوع الآن! أريد التأكد من أنك بخير... هل ألحق بك باستثناء الجروح في شفتيك؟ صرخت كاتلين قائلة: - لم يلحق بي الأذى .. أو اقله ليس بقدر الأذى الذي سبته لي.. جعلتني اشعر بأنني رخيصة وخسيسة اكثر مما فعل مالفوليو.ريحانة - آسف! حاول ان يمسك بيدها لكنها ابعدتها... - كنت عائداً لأقول لك إنني آسف! - عدت بعد فوات الأوان! ووقفت مضيفة : - سامحتك مرات عدة لازراو..لكنني اقسم بألا افعل ثانية.. أقسم بأن أكرهك طوال حياتي. الأصدقاء كنز لا يفنى.. فعلى الرغم من انه كان مجرد زميل لها في العمل, اثبت لها غلين انه صديق وفي إذ حضر فور اتصالها به, ووضع ذراعه حول خصرها واخرجها من الغرفة , قادها بسيارته الى منزلها ثم استدعى الزمرة.. او مجموعة الاصدقاء الذين تجمهروا حولها كالفراشات , وشدوا على يدها مراراً وتكراراً مرددين لها ان لا ذنب لها في ماحصل وان حياتها ستكون أفضل من دونه.... ----------------------------- | ||||||||||
|
| |
|
23-11-17, 08:10 PM
| #15 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| | ||||||||||
|
| |
|
23-11-17, 08:11 PM
| #16 | ||||||||||
| مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| الخاتمة سألته كاتلين بعد ان طلب من النادل الفاتورة: - هل تسمح لي ان اقول شيئاً؟ اجابها لازارو : - كان الطعام لذيذاً, ولا أجد من داع للشكوى. - ولكن كلما اتينا الى هنا يخطئون في الاطباق ,طلبت طبق الأرز بالفطر فأحضروا لي كرات الأرز بالخضار. اخرج لازارو ورقة نقدية اخرى وأضافها الى البقشيش السخي الذي سبق وناوله للنادل , كانا يجلسان في احد ارقى المقاهي في روما حيث بذل النادل جهداً ليفهم لغة كاتلين الايطالية السيئة , ويدرك انهما يرغبان في تناول الارز والخضار. كان الأمر سيئاً جداً. فعلى الرغم من مضي اكثر من سنة على زواجهما وتنقلهما بين مدينتين رائعتين , وعلى الرغم من إنجابهما طفلهما البكر في مدينة روما, لم تنحج كاتلين في إتقان اللغة الايطالية بعد, لكنها ساحرة مايجعل الجميع من اطباء وقابلات مروراً بكل موظفي الفندق والخدم في المطاعم يترددون كثيراً قبل ان يلفتوا انتباهها الى الأمر. بدا النادل مرتبكاً وهي تشكره بلغتها الخاصة ثم تضع طفلها في عربته وتقودها خارج المطعم, فسارع لازارو الى ترجمة كلامها قائلاً له: - كان الطعام رائعا.. شكراً لك... -------------------------------- ولحق بطفله وزوجته الى الخارج. - أشعروكأنهم لم يروا طفلاً اشقر قط من قبل... ابتسمت كاتلين وهي تسمع المارة يهمسون بكلمات رقيقة عند مرورهم امام عربة الطفل.. - ياله من طفل رائع! انه نسخة طبق الاصل عن والدته. فذلك الطفل الاشقر الذي لم يتجاوز سنه الستة اسابيع والذي يرفع رأسه ليرى مايدور من حوله رافضاً ان ينام هو نسخة طبق الاصل عن والدته.. وكان لازارو مفتوناً به تماماً كما هو مفتون بزوجته. - هذا صحيح ..حان الوقت للبحث عن هدية.. لا أفهم ما الذي منعهما من وضع لائحة بالهدايا؟؟؟ - هل نسيت اننا لم نفعل ؟ - لأنك رفضت الفكرة رفضاً قاطعاً , وانتهى بنا الأمر امام كومة من القمامة.. والتفت نحو احدى صالات العرض وأضاف متململاً: - ليست المرة الاولى التي تتزوج فيها, وأظنها حصلت على كل ماترغب فيه في المرة السابقة. - وحصلت على كل ماتريده عند طلاقها . وقهقت كاتلين قبل ان تتابع قائلة : - مارأيك في هذه ؟ وأشارت بإصبعها الى لوحة معلقة في واجهة صالة عرض للأعمال الفنية الحديثة. - يخيل اليّ انها تحمل توقيع فتى في الخامسة من عمره ...يكفي ان تؤمّني لدانتيه فرشاة ليرسم لوحة أفضل منها. - لكنها رائعة يالازارو! - إنها تجسد ثلاث حلقات ضمن حلقة أكبر حجماً. - انتونيا, وماريانا والطفل لوكا يحيط بهم داريو ويسهر على راحتهم.. وقف لازارو امام الواجهة يحدق في اللوحة محاولاً ان يرى ما رأته .. باذلاً مافي وسعه لفهم تأويلها المجنون للعالم... ولتقبل فكرة زواج اخته من ابن صديقه الحميم ألبيرتو.. - كان بإمكاني ان انظم الحفل بطريقة افضل في فندق رينالدي! - ربما! وهزت كتفيها ساخرة قبل ان تضيف : - من حسن الحظ انك لم تفعل, وإلا لما تمكنا من أن نلتقي ابداً.. كنت امضي الوقت كله في المطبخ مصمماً على الحصول على افضل نتيجة... واتسمت نبرة صوتها بشيء من الجدية وهي تردف: - من الأفضل ان ندع ألبيرتو يستمتع بتنظيم حفل الزفاف لاسيما بعد التجربة القاسية التي مربها السنة الماضية. وافقها لازارو الرأي قائلاً: - معك حق. - وبمناسبة الحديث عن حفلات الزفاف.. وظهرت ابتسامة خبيثة على شفتيها فيما علت الحمرة خديها.. - أتصدق بأن روكسان ومالفوليو ارسلا الينا دعوة لحضور حفل زفافهما؟ أتصدق انهما فعلا ذلك؟ دخلا صالة العرض وحرص لازارو على تجاهل محاولات صاحب الصالة لمناقشة القطعة الفنية التي اختاراها فناوله بطاقة الاعتماد وزوده بكافة التفاصيل المتعلقة بالعنوان الذي ينبغي عليه ان يرسلها اليه. قال لها عند خروجهما من صالة العرض : - يستحق احدهما الآخر. - نعم , والقدر جمعهما معاً... وضحكت كاتلين ثم تابعت تقول: - علي الاعتراف بأن لي الفضل الأكبر في ذلك.. هل اخبرتك بأنني مارست السحر عليها؟ - مارست السحر عليها؟ ----------------------- قطب لازارو جبينه بينما هو يدفع عربة الطفل وكاتلين تصفق بيديها بجانبه.. لم يكن يتظاهر هذه المرة بأنه لم يفهم كلامها , لأنه لم يفعل حقاً! - لفقت اسمها حول فص من الثوم ووضعته في الثلاجة .. وهاهي النتيجة! - هل تقصدين انك حضرت لها تعويذة؟ - شيء من هذا القبيل .. تمنيت امنية وانتظرت ان تتحقق... - تمني أمنية. ادركت كاتلين انهما عادا الى ينبوع ترتريفي عندما رأت لازارو يمد يده الى جيبه ليخرج منها قطعة نقدية. إلا أن كاتلين لم تعد بحاجة الى إضاعة الأمنيات سدى.. لم تعد بحاجة الى رمي قطعة نقدية او التحدث الى النجوم أو تمزيق الصور من المجلات.. لأنها ادركت ان مامن شيء سيفرق بينهما حتى من دون ان تتمنى ذلك. - هيا! ومد يده ليناولها القطعة النقدية لكن كاتلين هزت رأسها قائلة: - تحققت امنياتي كلها .. ماذا عنك؟. - بقي لدي امنية واحدة. ورمى القطعة النقدية في الينبوع وجذبها نحوها قائلاً: - أريد طفلة. - طفلة؟ - أو طفل.. أريد طفلاً آخر يشبه أمه. - قد نرزق بطفل يشبهك هذه المرة . - لا يهمني . وضحك لازارو كما بات يفعل غالباً في الآونة الأخير وأضاف : - فلنذهب وننجب طفلاً آخر. النهاية | ||||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1Likes
.png)
العرض العادي
