آخر 10 مشاركات
447 - وتحقق الأمل - د.م (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : bella snow - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          78 - القرصان - ماري ويبرلي - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          237 - عاصفة الصمت - بيني جوردن (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-17, 09:01 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
:jded: 492- حبيبها -كارل مانيللي -(كتابة /كاملة )





روايات احلام
492- حبيبها - كارل مارينللي
الملخص
استخدمها لترتب سريره...
واذا بها تجد نفسها اسيرة حبه...
لازارو رينالدي ثري ايطالي ، يختار نساءه تماما كما يختار سيارته ..انيقة.. ساحرة..
ومن السهل استبدالها بطراز اكثر حداثة..فسوء ظنه في النساء متجذر في اعماقه ،
ولكنه وجد في كاتلين ماأغراه للتقرب منها..
وسرعان مااستعرت نيران الشك منها..
وسرعان مااستعرت نيران الشك في قلبه ، ورأى انها ليست برئية بقدر ماتبدو عليه ،
ايعقل ان تكون قد خانته وخانت عائلته، لن يسمح لها بأن تسخر منه.. وسينتقم منها
بطردها من قلبه .. والزواج بها


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



الرواية منقولة شكرا لمن كتبها

ندى تدى likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 23-11-17, 07:44 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تمهيد
- وصل رينالدي!
وسرت في قاعة الاستقبال في الفندق المترف موجة من الترقب، وإذا بالحاجب يومئ
برأسه للبواب محذراً ، بينما كان هذا الأخير يلوح بدوره لموظف الاستقبال ، ولم تكد
سيارة الليمزين الفخمة تتوقف امام الباب الامامي حتى استقامت فجأة ظهور
الحاضرين ، وسارعت الأيادي الى تسوية ربطات العنق او ترتيب خصلات الشعر
المشعثة..
طرف المدير غلاين بعينه بعصبية وابعد خصلة من شعره تدلت على وجهه قائلاً:
- السؤال الذي يطرح نفسه هو .. من منهما؟.
كان الجواب بالنسبة الى كاثلين اكثر اهمية مما قد يدرك المدير ... ففي هذا المكان
حيث تعمل كمتدربة لا يفترض ان تعير كاثلين اهتماماً لهوية القادم في سيارة
الليموزين فكلا التوأم رينالدي اسطورة.ريحانة
تولى لازارو ولوكارينالدي إدارة سلسلة الفنادق العالمية الفخمة وكانا مع اختهما
الصغرى ، الورثة الوحيدين للاموال الطائلة التي جمعها والدهم وخلفها وراءه بعد
وفاته منذ سنة تقريباً.
هل كانت وفاته مؤثرة؟ اجل...
وهل استحقت ان تتصدر اخبار الصحف ونشرات الأخبار؟ كلا.
إلااذا وقعت تلك الثروة الهائلة بين ايدي توأم متطابق في الشكل وغاية في
الوسامة...ليس شخصاً واحداً بل اثنين خاليين من العيوب.
تطالعنا اخبار حياتهما الماجنة باستمرار في الصحف، فمنذ وفاة والدهما , وزواج
اختهما واستقرارها هنا, اتخذ التوأم من ملبورن مقراً لهما .. فأثبتا انهما مستهتران, لا
يتكبدان عناء الاعتذار ان اوتقديم التبرايرات لأحد، وقد نشرت الصحف الاسبوع
الماضي خبر تورط لوكا في عراك في الكازينو، هذا الى جانب بعض الفضائح الأخرى
التي ما زالت عالقة في ذاكرة كاتلين.
--------------------------------------
ترجل من سيارة الليموزين رجل يرتدي بذلة سوداء ، فوجدت إيفي نفسها تحبس
انفاسها.سألت هامسة:
- من هذا؟.
- لست واثقاً بعد...
ثم تابع غلين بنبرة ساخرة:
- إنهما متشابهان جداً... وكلاهما في غاية الوسامة.
تمنت كاتلين في سرها ان يكون لازارو..ليس لأنه الأكثر قوة او لأنه يتمتع بشخصية
قيادية بكل ماللكلمة من معنى , بل لسبب قد يجد غلين صعوبة في تصديقه.ريحانة
ولفت انتبائها الصندل الذي ظهر من خلف باب السيارة فعضت على شفتها ,
وتساءلت في سرها عما يمكن رد فعل العاملين في الفندق إذا ماعرفوا الحقيقة الغريبة؟
فلوكا رينالدي يواعد ابنة عمها...
- إنه لازاور..
واجتاز صاحب البذلة السوداء الابواب الدوارة من دون ان ينتظر رفقته..
فقطبت كاتلين وسألت غلين:
- كيف يمكنك التأكد من الأمر؟ قلت لي إنهما متشابهان.
همس غلين قبل ان يتقدم الى الامام ليرحب برب عمله :
- لازارو لا ينتظر احداً... حتى اجمل نساء العالم.
هذه ليست الممرة الاولى التي تراه فيها فقد شغلت صورته غلاف احدى المجلات
الخاصة بالاعمال منذ فترة وجيزة..إلا ان كاتلين لم تكن مستعدة لردة فعلها عند
رؤيته امامها بلحمه ودمه..فقد انبعثت من قامته الطويلة هالة من الثقة بالنفس
والعجرفة، ومع اقترابه من مكتب كاتلين بخطوات ثابتة وكأنه يقول لم حوله انه سيد
المكان بلا منازع.
ادركت انه لم يكن ساحراً وحسب بل وسيماً الى حد يفوق الوصف فشعره الشديد
السواد اطول مما بدا في الصورة , وهو يغطي جبينه..
اما عيناه..أطلقت كاتلين تنهيدة عميقة وهي تتأمل عينيه السوداوين اللتين تحميهما
رموش كثيفة.ريحانة
التقت نظراتهما لثوان قليلة، لكنه سرعان ماأشاح بنظره بعيداً من دون اي يظهر اي
اهتمام بها.. لكن صورته انطبعت في ذهن كاتلين لتتمكن من التمعن بها لاحقاً في
اوقات فراغها .. فتتأمل من جديد ذلك الأنف المستدق, وتلك البشرة الرقيقة
السمراء , وذلك الفم الممتلئ والمثير.
وعندما ادركت انها تتفرس فيه لاهثة ابعدت عينيها عنه والتفتت نحو المرأة التي كانت
تسير وراءه والتي ارتمت على احدى الأرائك الوثيرة في البهو منتظرة ريثما ينهي
معلمها اعماله...لم تتمكن كاتلين من كبح الابتسامة الساخرة التي ظهرت عند طرف
فمها.
صحيح ان تلك المرأة ليست روكسان ، لكن كان من الممكن ان تكون هي..
لابد ان هذه المرأة الساحرة الجمال التي ترافق لازارو بذلت مافي وسعها لتبدو على
طبيعتها عندما وضعت زينتها ..كان شعرها الداكن اللامع ينسدل على كتفيها
الشديدتي السمرة ، سمرة اكتسبتها حتماً من تمضية ساعات طويلة تحت اشعة
الشمس.
- اهلاً بك سيدي.
ومد غلين يده مصافحاً لكنها بقيت معلقة في الهواء..
--------------------------------
- كيف تسير الامور؟
لم يرد التحية بالمثل وراحت عيناه تتفحصان غرفة الاستقبال بتمعن قبل ان يسأل :
- هل واجهتم أي مشكلة ؟.
- إطلاقاً.
- هل جاء لوكا الى هنا؟
- ليس بعد.
لم يخبره غلين عن الاتصال الذي تلقاه من اخيه في وقت سابق حيث طلب منه إخلاء
افضل غرفة في الفندق وتهيئتها استعداداً لوصوله.
- كيف تسير التحضيرات لحفل الزفاف؟
- على افضل مايرام.
تسمرت نظرات لازارو النارية عليه فعلت الحمرة خديه, واضاف قائلاً:
- حسناً, واجهنا مشكلة صغيرة لكننا نعمل على حلها.
رفع لازارو حاجبيه وأوما بيده مطالباً بالمزيد من المعلومات من دون ان ينبس بينت
شفة.
- والد العروس, السيد دانتون...
قاطعه لازارو قائلاً:
- غاس دانتون هو من اعز اصدقائي.
على الرغم من ان لغته الانكليزية ممتازة إلا ان صوته العميق الأجش ذا اللكنة
الخفيفة حمل لمسة تحذير..
طرقت كاتلين بعينيها، إذا كان صحيحاً انه مقرب منه ، فلم لم يحضر لازراو حفل
الزفاف؟ احتفظت كاتلين برأيها لنفسها لكن لازارو اثبت انه بارع في قراءة الأفكار
لأنه تنازل ورماها بنظرة سريعة وقال وكأنه يجيب عن تساؤلاتها :
- لا يمكنني التفرغ دوماً لحضور حفلات الزفاف التي ادعى اليها ..لكن بما ان السيد
دانتون اختار فندقي وهو صديق عزيز على قلبي قررت الحضور لبعض الوقت ..
وأرجو ألا تواجه أي مشاكل...
- طلب إبقاء المطعم مفتوحاً لساعة إضافية ، فلم نجد أي مانع على الإطلاق، لكن
بطاقة اعتماده رفضت لعدم توفر الرصيد المطلوب وكنت متوجهاً في هذه اللحظة
بالذات للتحدث اليه.
مال لازارو برأسه نحو كاتلين قائلاً بلامبالاة:
- اريد كافة المعلومات المتوفرة عنه.
على الرغم من انها امضت الليل بطوله في جمع المعلومات عن النزلاء، إلا انها المرة
الاولى التي تخضع فيها مهاراتها للاختبار في ظل ظروف تسبب التوتر.ريحانة
سارع غلين نحو الكومبيوتر قائلاً:
- كاتلين موظفة متمرنة...
لكن النظرة الغاضبة التي رماء بها لازارو جعلته يتعلثم قليلاً قبل ان يستطرد قائلاً:
- إنها طالبة في كلية الفندقية...
- ومنذ متى يعمل المتدربون حتى ساعة متأخرة من الليل؟
حدق لازارو في الشارة المعلقة على صدرها والتي تحمل اسمها ثم اخفض نظره الى
حذائها المصنوع من الجلد السويدي، قبل ان يرفعه مجدداً ليتأمل لباسها الرسمي المؤلف
من تنورة زرقاء داكنة وقميص ابيض، وبينما كان غلين يتحدث بعصبية، راح يتفرس
في وجهها ببطء ممعناً النظر في عينيها الزرقاوين، مثيراً في أحشائها إحساساً غريباً.
- ارادت كاتلين الاطلاع على كيفية سير العمل في الأمسيات التي تشهد
اكتظاظاً...
ليت احدهم انبأها بقدومه ليتسنى لها ان تسرع الى الحمام وتعيد تسريح شعرها
الأشقر الكث!
- وهل كانت تتعامل مع النزلاء؟
- اجل لكننا تراقبها عن كثب...
- هل كانت مسؤولة عن جمع المعلومات عن النزلاء؟
أوما غلين برأسه مجيباً:
- اجل ، لكن تحت إشرافنا المباشر.
لم يكن يقول الحقيقة لأنه غالباً مايخرج ليدخن سيجارة ، لكن كاتلين لن تفضح امره
امام لازارو.
-----------------------------
اجاب لازارو بنبرة لا يمكن إلا لشخص مغرور مثله ان يتقنها :
- إذا كانت بارعة في التعامل مع النزلاء في فندقي فهذا يعني انها ستبرع في التعامل
معي.
قررت كاتلين في سرها ان تعبر له عن رأيها بصراحة اذا استمر في استعمال صيغة
المجهول للتحدث عنها، لكن عندما وقعت عيناه السوداوان عليها , تلاشت نواياها
السابقة كلها.
لعلها عاجزة عن التعبير عن نفسها ، لكن يمكنها ان تفكر في مايحلو لها, فعلى الرغم
من مظهره الرائع الرائع, كان لازارو رجلاً فظاً ، متعجرفاً وكريهاً، وعلت الحمرة
خديها من شدة انزعاجها وارتباكها فأخطأت في الطباعة وسارعت الى تصحيح
خطأها.
وبعد مرور وقت طويل, ظهرت بيانات غاس دانتون على الشاشة امامها..
- حسابه الخاص.
تململ لازارو متوقعاً من كاتلين ان تصل الى الصفحة المطلوبة بمجرد الضغط بسرعة
على لازارو لكن نفاذ صبره ضاعف من ارتباكها.
وفجأة وجدته يقف خلفها ويمد يده ليمسك بفأرة الكومبيوتر ضارباً بجهودها كلها
عرض الحائط, ارادت ان تتراجع الى الوراء لكنه وقف خلفها تماماً, واردات ان
تنتحي جانباً ليتسنى لها الإمساك بزمام الأمور لكن يده كانت تعلو يدها.ريحانة
لعل الترقب المشوب بالخوف او توتر اعصابها جعلها تضغط مرتين على الفأرة وليس
مرة واحدة فتلاشت في تلك اللحظة بالذات آمالها في الحصول على شهادة خبرة من
فندق رينالدي بعد انتهاء فترة تدربها فيه فقد محت كافة المعلومات المالية المتعلقة بأحد
اهم زبائن لازارو رينالدي امام ناظريه , وتساءلت كاتلين في سرها لما لم يحرك ساكناً,
وراحت تضغط بعصبية على السهم المخصص لاسترداد المعلومات وقد احست بعرقها
يسيل بغزارة بينما راح هو يحرك يده يميناً وشمالاً.
شعرت بأنفاسه على الجهة الخلفية من عنقها وقد ظهر امر غير مألوف على الشاشة..
- ضعي سوزان في السرير...
- ماذا؟
كان عليها ان تضغط على زر الإلغاء, لكن ما ان ضغطت على زر الموافقة حتى
تذكرت معنى ذلك الأمر السريع والغريب.. فهو يعني ألا تطفئ جهاز الكومبيوتر وألا
تقوم بالشيء الوحيد الذي حذرها غلين من القيام به .. لكن مع تحول الشاشة الى
صفحة سوداء, ادركت كاتلين ان سوزان لم تخلد الى الفراش فحسب بل راحت تغط
في نوم عميق ومن الصعب جداً إيقاظها , في حين انها سجلت في مكان مافي جهاز
الكومبيوتر اسماء النزلاء وحركة الدخول والمغادرة المستمرة في الفندق.منتديات
لم تكن كاتلين معتادة على اطلاق الشتائم خاصة امام رب عملها ، لكن الشتيمة
افلتت منها قبل ان تتمكن من كبحها , وظهرت امارات التحذير على وجه غلين
لتؤكد لها ان كلماتها بلغت مسمعه.
سألها غلين قلقاً:
- هل كل شيء على مايرام؟.
رفعت كاتلين وجهها لتواجه اهون الشرين, ولم تجد عزاء في الرعب الذي بدا على
وجه غلين , رعب وازى امارات الذعر التي علت وجهها.
- هل كل شيء على مايرام؟
- يبدو ان ثمة مشكلة في النظام.
بذلت كاتلين جهداً لتتحدث بنبرة هادئة , جاهدت شفتاها لتنطق بالكلمات بينما
تحول جسدها الى قطعة من جليد, وتمنت في سرها لو انها عادت الى منزلها عندما
سنحت لها الفرصة..
سألها غلين غاضباً:
- ماالذي تقصدينه بحق السماء؟.
وسارع الى الجهة الأخرى من المكتب مضيفاً:
- ثمة مشكلة في النظام؟ ماالذي فعلته ياكاتلين؟.
-------------------------------
ادركت كاتلين ان حياتها المهنية انتهت وهي لا تزال في بدايتها فالعاملون كلهم
يتحدثون عن طباع لازارو الاسطورية وهي لا ترغب ابداً في ان تكون شاهدة عليها.
استجمعت قواها كلها لمواجهة لسانه اللاذع والكلمات القاسية التي ستضج بها قاعة
الاستقبال وهو يعبر بصراحة عن رأيه في قدراتها على استخدام الكومبيوتر وفي عملها
في هذا الفندق الفخم, ورفعت رأسها نحوه لتواجهه.
سرعان ماتحولت امارات الخوف البادية على وجهها الى ذهول امام عينيه الخاليتين من
أي تعبير عدائي, لا بل رأت طيف ابتسامة عند طرف ثغره.
رفع يده قائلاً لمدير الفندق:
- لا بأس ياغلين, عليك ان تهتم بالنزلاء.
والتفت نحو الزوجين اللذين وقفا عند مكتب الاستقبال بانتظار ان يسلمها احدهم
مفاتيح غرفتهما.
- كما قالت كاتلين, ثمة مشكلة بسيطة في النظام ويمكنني ان اهتم بالأمر.
هل صحيح ان ثمة مشكلة في النظام؟
ادارت كاتلين نظراتها الحادة نحو شاشة الكومبيوتر التي راحت تتمايل امامها , بينما
توجه غلين نحو الزوجين للاهتمام بهما.
- يمكنني معالجة الأمر.
مال لازارو فوقها فتسمرت كاثلين مكانها ويدها مثبتة على الفأرة وكأنهها متجمدة,
اطبقت يده الدافئة على يدها وقادتها نحو السهم الأحمر في الأعلى لتغلق البرنامج,
وهو أمر كانت كاتلين واثقة تمام الثقة من انه لا يفترض بها ان تفعله.
اخذ قلبها يتخبط بين ضلوعها عندما ابعد يده عن يدها.. ولم تجد بداً من الابتعاد
عنه, إلا انها لم تفعل وبقيت واقفة مكانها تتأمل يديه وهما تحيطان بخصرها برقة
وتدفعانها نحو لوحة المفاتيح... واحست بغصة في حلقها وهي تتأمله يسجل الدخول
بسرعة لافتة ومن دون اي اخطاء , ويطبع التفاصيل اللازمة لاسترداد المعلومات
الخاصة بغاس دالتون.
كان صوته هامساً في اذنها وانتظرت ان تفلت تنهيدة امتنان من بين شفتيها بعد ان
اجتازت تلك المحنة من دون اضرار لكن من دون جدوى.. فقد ابي جسدها ان
يذعن لنداء الاسترخاء وراح ذهنها يردد على مسمعها ان الوقت ليس مناسباً للشعور
بالرضا عن الذات.. واحست بكل عصب من اعصاب جسمها في حالة من التأهب
القصوى..كما راحت كل خلية من خلاياها ترتعش من حدة التوتر.. ولعل اكثر
ماأثار استغرابها هو ان ذلك لم يكن وليد قلقها على وظيفتها او انزعاجها من الخطأ
الذي ارتكبته على مرأى من رب عملها..بل بسبب تأثير الرجل الواقف وراءها
برائحته التي تعبق أنفها ورجولته النابضة التي لا يمكن غض الطرف عنها.منتديات
طرفت كاتلين بعينها قائلة:
- كيف فعلت ...قال غلين انه عندما تخلد سوزان الى السرير...
- ترسل البيانات كلها اليّ بشكل آلي.. ولايمكن محو اي معلومة عن جهاز
الكومبيوتر إلا بعد موافقتي على ذلك.
- الحمد لله!
- شرط ألا تحاولي القيام بعملية اختلاس؟
وتوقف عن الطباعة وارخى قبضته عن يدها ثم ابتعد عنها, فتنفست كاتلين الصعداء
قبل ان تستدير لتواجهه.
- طبعاً لا!
- أو تسمحي لرفاقك بالنزول في الجناح الملكي لقاء كلفة الغرفة العادية؟
- أرجوك!.
---------------------------
- او تمضي الوقت في الاطلاع على بريدك الالكتروني واجراء الصفقات عبر
الانترنت؟
- لا!
لم تضحك كاتلين حتى انها واجهت صعوبة في رسم ابتسامة على ثغرها..
- او تقرئي مايخبئه لك طالعك؟
لم تحاول كاتلين النكران .. واذا بموجة قرمزية مريعة تكسو وجهها, وخانتها
شجاعتها فلم تقو على رفع بصرها نحوه.ريحانة
ولم تكد تمضي لحظات قليلة حتى علا صوت غلين قائلاً:
- هل كل شيء على مايرام؟.
هز لازارو كتفيه واجاب قائلاً:
- طبعاً..تبين لي ان غاس سدد المبلغ المتوجب عليه قبل 48 ساعة من حقل
الاستقبال...
رد غلين متلعثماً:
- نعم, لكني اردت ان انبهه...
- لازارو!
عبر غاس دانتون البهو وقد ظهرت ابتسامة عريضة على وجهه الذي ينبض بالحياة..
- انضم الينا.
أومأ لازارو برأسه قائلاً:
- كنت على وشك الدخول..أظن ان الحفل كان جيداً؟.
اجاب دانتون بحماسة:
- كان الحفل رائعاً ولا تشوبه شائبة..في الواقع...
وتوقف قليلاً عن الكلام ثم التفت نحو غلين ليسأله:
- هل سويت مسألة المطعم كما طلبت منك ان تفعل؟.
سارع لازارو الى الرد :
- لا تقلق..سنرسل لك فاتورة مفصلة في الاسبوع المقبل.
- إنها مجرد تفاصيل ثانوية... انضم الينا يالازارو..
- سألحق بك في الحال.
وتوجه غاس عائداً الى قاعة الحفلات فيما أومأ لازارو لرفيقته الجميلة برأسه، فوثبت
من مكانها بسرعة ماجعل كاتلين تشبهها بكلب فائق الحماسة , ادرك فجأة ان صاحبه
سيأخذه في نزهة.
تسمر الموظفون في اماكنهم يتأملون لازارو وهو يتوجه نحو قاعة الحفلات، وقد علت
وجوههم ابتسامة مهذبة, وكان من السهل على المرء ان يشعر بالتوتر يزول من
الاجواء عندما فتحت ابواب القاعة ليتمكن لازارو ورفيقته من الدخول، لكن ما ان
بدأت الأكتاف بالاسترخاء, واستعد الجميع لتنفس الصعداء حتى استدار على عقبيه
وعاد نحو مكتب الاستقبال وهو ينظر الى كاتلين مقطباً جبينه.
سألها قائلاً:
- لم فعلت هذا؟ هيا أجبييني..أنت هنا لتتعلمي .. لم اخترت ان اغض الطرف مع انه
تبين لي ان يعاني من نقص في السيولة؟.
تحولت نظرات كاتلين نحو غلين متوسلة اليه ان يساعدها , وعندما لم تلق تجاوباً,
أرغمت نفسها على النظر الى لازارو مجيبة:
- ربما لأنه صديقك؟.
لاحظت ان عبوس وجهه ازداد حدة فأحست كاتلين وكأنها تلقت صفعة جديدة..
- ربما لأنه نزيل في الفندق ولا تريد ان تحرج موقفه هذا المساء.. عبثاً حاولت كاتلين
ان تجد الرد المناسب...
- أو ربما لأنه سدد الحساب مسبقاً...
بدا واضحاً انها ليست على الدرب الصحيحة فسارع ذهنها الى التفكير في جواب
على مستوى توقعاته لكن من دون جدوى, ووجدت كاتلين نفسها مرغمة على
الاعتراف بفشلها واستعدت لمواجهة وابل الاهانات الذي سينهال عليها.. إلا انها لم
تتوقع ابداً ان يأتي رد فعله كما جاء إذ قال :
- إنها اسباب وجيهة ولكن..
-----------------------------
واخترقت ابتسامة اخرى قناع القسوة الذي كسا وجهه , ابتسامة كانت كاتلين
المستفيدة الوحيدة منها فأحست وكأن نور الشمس بهرها على حين غرة فأعمى
بصرها..
- إنه أب لثلاث شابات عازبات الى جانب تلك التي يحتفل اليوم بحفل زفافها , واذا
جرت الامور على مايرام هذا المساء فأتوقع ان يقيم حفلات زفافهن في هذا
الفندق...
وتوقف فجأة عن الكلام وكأنه شعر بالملل واستدار من جديد وعاد الى رفيقته
ليتوجها معاً الى قاعة الحفلات.
كانت جدران قاعة الاستقبال تعج بالساعات التي تشير الى التوقيت المحلي في مختلف
بلدان العالم، كانت الساعة الثانية عشرة إلا عشر دقائق ليلاً في ملبورن.. والثانية
الاعشر دقائق من بعد الظهر في لندن والتاسعة إلا عشر دقائق صباحاً في نيويورك .
راحت كاتلين تحملق فيها وكأنها تحاول ان تثبتها في ذهنها, وتجلت لها في تلك اللحظة
حقيقة الصورة: إنها المرة الاولى التي تدرك فيها معنى عبارة ( وتوقفت عجلة الزمن
عن الدوارن).
لأنها الحقيقة...
عند الساعة الثانية عشرة إلا عشر دقائق كانت عينا كاتلين مسمرتين على لازارو
تراقبانه وهو يدخل القاعة ويختفي بين الحشد حاملاً معه جزء صغيراً
من قلبها الفتي الرقيق.ريحانة
قال لها غلين في وقت لاحق:
- يمكنك الذهاب الى المنزل , لم يعد لدينا الكثير من العمل.
- لكن سيكون لدينا الكثير لتفعله بعد انتهاء حفل الاستقبال.
ارادت كاتلين التذرع بأي حجة رغبتها الشديدة في البقاء.
- نحن نسيطر على الوضع.
- ماالذي ستفعله بشأن لوكا؟ فالغرف المميزة محجوزة كلها من اجل حفل الزفاف.
- عندما يصل الى هنا, سيكون عاجزاً عن التمييز ولن يأبه إذا وضعته في الغرفة
المخصصة لأدوات التنظيف.
وابتسم غلين ثم اضاف:
- هل فكرت في الاقتراح الذي عرضته عليك؟ اقصد بشأن العمل هنا خلال العام
الدراسي، فمعظم الموظفات اللواتي يهممن بالغرف طالبات جامعيات.
أومأت كاتلين برأسها قائلة:
- سأقدم سيرتي الذاتية نهار الاثنين.
- يمكنك ان تدوني اسمي كمرجع اساسي، ابليت بلاء حسناً هذا المساء.
وناولها ايصالاً بالدفع لسيارة الاجرة.
- ماهذا؟؟ لا داعي لذلك.
- لا تقلقي..لست كريم الاخلاق الى هذا الحد, اصر لازارو على ان يدفع الفندق
بدل انتقال للموظفين الذين يعملون حتى ساعة متأخرة من الليل، وبما انك موظفة
هنا, لن يرضى إلا ان نعاملك على هذا النحو.
علقت كاتلين قائلة:
- لا اصدق انه رجل لطيف الى هذا الحد .. على الرغم مما يقوله الجميع؟.
تنهد غلين مجيباً:
- لسوء الحظ...وهذا الامر يدفعنا الى غض الطرف عن طباعه الحادة.
وقفت كاتلين امام باب الفندق تنتظر وصول سيارة الاجرة, وراحت تتبادل اطراف
الحديث مع الحاجب وهي ترتجف من شدة الارهاق.
لكن سرعان مانسيت إرهاقها عندما رأت رفيقة لازارو المثيرة تخرج من باب الفندق
غاضبة وتستقل سيارة الليموزين بمفردها...
علق الحاجب بنبرة خبيثة بعد ان اختفت سيارة الليموزين في ظلمة الليل:
- شجار العشاق.. أكنت تعتقدين انه يتمتع باللياقة المطلوبة ليتريث حتى الصباح ثم
يتخلص منها؟
---------------------------------
حاولت كاتلين الحفاظ على رباطة جأشها, مع ان وجهها بدا أشبه بكتلة متقدة.
- هل مضى وققت طويل على علاقتهما؟
- إنها المرة الاولى التي أراها فيها .. سأعاود الاتصال بسائق سيارة الاجرة ..اخشى
ان يكون مشغولاً بمشاهدة مباراة كرة المضرب، لم لا تنتظري في البهو وسأناديك عند
وصوله؟
استدارت كاتلين على عقبيها لتدخل الفندق واذا بها تفاجأ برؤية لازارو رانالدي
يخرج من الباب الزجاجي الدوار..مربها بقربها وابتسم لها قائلاً:
- لست ادري ما إذا كنت تستعدين لمغادرة عملك في هذه الساعة المتأخرة أوإذا
وصلت اليه في هذه الساعة المبكرة.
اجابته كاتلين متلعثمة:
- إنني انتظر سيارة الاجرة.ريحانة
- ستنتظرين طويلاً..انتهت مباراة كرة المضرب منذ قليل...
- علمت بالامر.
فقال لها ببساطة مطلقة , تماماً مثل اي شخص عادي:
- هل تسمحين لي بأن اوصلك؟.
لكنه لم يكن رجلاً عادياً, ووجدت كاتلين صعوبة في ايجاد رد عادي فتسمرت في
مكانها عاجزة عن الكلام فيما توقفت امامها سيارة رياضية الطراز, فضية اللون,
باهظة الثمن, وسلمه السائق المفاتيح.
قالت له بنبرة متفاخرة:
- توقعت سيارة ليموزين.
ورفعت انفها بنفور وهي تتأمل تلك السيارة الرائعة إلا انها مالبثت ان شعرت بالذعر
وقد خشيت ألا تفهم مزاجها الغريب.
- يؤسفني ذلك, لكن عليك الاكتفاء بهذه..
لم يفهم مزاحها فحسب بل شارك فيه ايضاً .. وبينما كان الحاجب يفتح لها باب
السيارة , وقف لازارو يحدق في الفراش المصنوع من الجلد المترف قائلاً لها :
- يمكنني ان اجلب لك جريدة او أي شيء من هذا القبيل لتتمكني من الجلوس عليها
فلاتنغضن تنورتك.
- لا بأس.
واطلقت تنهيدة عميقة ثم صعدت في السيارة لتغرق في المقعد الجلدي الوثير وهي
تبتسم له, اعطته عنوان منزلها فأدخله على الفور في النظام الذي جهزت به السيارة.
ونسيت فجأة قلقها وراحت تتبادل معه اطراف الحديث.
سألها لازارو بينما كانت تتحدث عن دراستها :
- كم تبلغين من العمر؟
- عشرون سنة.
رفع نحوها نظراته المفعمة بالشك , فأذعنت قائلة :
- سأبلغ العشرين من العمر نهار الخميس.ريحانة
حفظ التاريخ في ذهنه ليطلب من مساعدته الشخصية ان ترسل لها الورود وتحجز
طاولة لاثنين .. وفجأة بدا نهار الخميس وكأنه بعيد جداً...
علا صوت رقيق من جهاز الملاحة قائلاً:
- استدر الى اليسار عند المنعطف التالي فنجد وجهتك الى اليمين.
قال لازارو مبتسماً وهو يطفئ المحرك ويلتفت نحوها:
- المشكلة في هذه الانظمة هي انني لا استطيع الادعاء بأنني اضعت الطريق لأبقى
برفقتك مدة اطول.
اجابته كاتلين وقد احست بقلبها يثب بين ضلوعها لدى سماعها غزله الجريء:
- اعرف جيداً عنوان منزلي.
- إنه مكان جميل!
كانت كاتلين تقيم في شارع راق على مسافة قريبة جداً من الشاطئ ، ولم يتمكن
لازارو من ان يخفي ذهوله عندما تبين له انها مازالت تقيم في منزل ذويها.
- يبدو ان احدهم لا يزال مستيقظاً.
- إنها أمي.
------------------------------
قطبت كاتلين جبينها لدى رؤيتها احدهم يبعد الستائر وقد احست بالاحراج
لمعاملتهم لها كما لو انها لا تزال فتاة مراهقة.
- او جدي!
بدا ان الأمر لم يزعجه على الاطلاق, ربما لم يعتد إلا على الخروج برفقة نساء
مغريات, يدعونه للصعود الى منازلهن ...
- من الافضل ان تدخلي الى المنزل.
امعن النظر في قسمات وجهها وقد تملكته رغبة لا تقاوم في معانقتها, فلازارو يعرف
جيداً كيف يجعل المرأة تواقة الى المزيد.
قال في سره وهو يتأملها :
- يالها من فتاة ساحرة.
ظهر طيف ابتسامة على ثغرة وهو يقود سيارته في ظلمة الليل... يمكنه ان يفاجئها
نهار الاثنين ويتصل بها .. ربما تساعده رفقتها على نسيان مآسيه.
تململ لازارو في مقعده وقرر ان يتصل بها بعد الانتهاء من مشكلة لوكا..
ارتسمت القسوة على وجهه عند تفكيره في شقيقه التوأم ..لا يستطيع ان يستخف
بالمهمة التي تنتظره.. وفجأة بدا نهار الاثنين قريباً جداً الى حد لا يحتمل.منتديات
---------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 23-11-17, 07:46 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1- وبعد سنوات
- لقد عضضته!
سمرتها النظرات القاسية التي كانت عيناه السوداوان ترمقانها بها في مكانها قرب طاولة
المكتب , لم يكن لازارو في مزاج يسمح له بأن يعالج مشكلة من هذا النوع, لاسيما
وانه لم يعتد الاهتمام بالخلافات التافهة التي تقع بين الخدم.
اجابت كاتلين بسرعة:
- لم اعضه.
طرف لازارو بعينه, لم يتوقع منها ان تنكر الأمر لاسيما في وجود دليل واضح على
مافعلته , لكن ثورتها وسخطها اكدا له ان المشكلة التي حطت في مكتبه عند الساعة
الخامسة من بعد ظهر نهار الجمعة, لم تكن تافهة, فقد استقالت مساعدته الشخصية
نهار الاربعاء الماضي لأسباب قاهرة واصيبت سكرتيرتها بالأنفلونزا التي سرعان
ماانتشرت بين العاملين في الإدارة ماجعل لازارو مرغماً على معالجة مسائل خارجة عن
اختصاصه ، لكنه لم يجد اي مانع في الاطلاع على هذا السيناريو بالذات.
نظر بطرف عينه الى الملف الموضوع على مكتبه, وقد ادرك ان عليه ان يستمع الى
رواية كاتلين للحادثة.
لكنه لم يكن يرغب في ذلك .
- كانت مجرد عضة بسيطة..
------------------------------
والتقت عيناه بعينها الزرقاوين .. عينان مألوفتين نوعاً ما..عينان تضاهيان عيني
روكسان زرقة..
لم خطرت هذه الفكرة في باله بحق السماء؟
لم تكن هذه المرأة تشبه روكسان على الاطلاق..
فشعر كاتلين اشقر بينما شعر روكسان اسود داكن.. والمرأة التي تقف امامه دقيقة
البنية في حين ان روكسان ممتلئة القوام.. ولكن هاتين العينين.. ابتلعت كاتلين ربقها
في محاولة منها لإخفاء اضطرابها الداخلي, كان ساخطاً من نفسه لأن ذكرياته الأليمة
اختارت وقتاً غير مناسب لتتدافع في رأسه.
- لم ازرع اسناني في يده!.
بذل لازارو جهداً ليركز على الحديث الذي يدور بينهما , وقد غمرته موجة من
الامتنان لأنه تمكن من التخلص من افكاره السوداوية, وجد صعوبة في كبح الابتسامة
التي ظهرت على ثغره عند سماعه تعليقها, وتخيل امامه مولفوليو وهو يصرخ متوعداً
وقد لف يده بمنديل وكأنها تكاد تقع ارضاً , لم يكن لازارو يملك ادنى فكرة عما
ينتظره عندما استدعاها الى مكتبه فهو ليس الشخص المناسب للتعامل مع الخدم في
الفندق, وفي المرات القليلة التي اضطر فيها للقيام بذلك. كان يراهن يرتعش امامه
خلافاً لهذه الفتاة.
لقد رفضت هذه الفتاة دعوته للجلوس , وفضلت الوقوف قرب مكتبه, مستجمعة
قواها كلها لئلا تظهر اضطرابها , راح لازارو يتأمل شعرها الطويل الأشقر الذي
اعتادت ربطه الى الخلف لكنه تشعث إثر الحادث ويديها اللتين طوتهما على صدرها ,
وعينيها الزرقاوين اللتين بدتا اشبه بقطعتين من زجاج لشدة ماضبطت نفسها لئلا
تنفجر بالبكاء . وعلى الرغم من صغر حجمها وارتعاش اوصالها , بدت شديدة
التماسك وقد زمت ثغرها الأشبه ببرعم وردة بتحدٍ آبية ان تلين .
- احتاج الى مزيد من المعلومات .
- لا افهم ماالداعي لهذه الجلبة كلها.
- تعرض احد الموظفين للعض من قبل موظفة اخرى...
- ليس موظفاً عادياً...
تعمد لازارو هذه المرة ألا يطرف بعينه , فعلى الرغم من ان احداً لا يجرؤ على
مقاطعته إلا انه تركها تعبر عما يدور في خلدها.
- اظن ان مالفوليو هو زوج اختك.ريحانة
أومأ لازارو برأسه إيماءة تنم عن اعترافه بصحة كلامها لكنه سارع الى تجاهله على
الفور.
- لا يهمني ما إذا كان مولفوليو زوج اختي ام لا.. مايهمني هو ان اعرف حقيقة
ماحصل.
- كما قال لك مولفوليو كنا نناقش موضوع الترقية .. فتعثر ورفع يديه عالياً لينقذ
نفسه ..
- كاتلين...
كان لازارو من قاطعها هذه المرة , غير انها تجاهلته كلياً واكتسب صوتها المزيد من
القوة والإصرار وهي تردف :
- وقمت بعضه لا إرادياً...
وارتسمت ابتسامة على ثغرها وهي تتابع :
- كانت عضة صغيرة...
- أريد الحقيقة .
- قلت لك الحقيقة .
- أنت تعلمين عندي ياكاتلين...
هزت كاتلين رأسها قائلة:
- لم اعد اعمل عندك.. قدمت استقالتي للتو...
- كلا...
ولم يغفل عن الدموع المترقرقة في عينيها الزرقاوين ، فلعن مالفوليو في سره لأنه
جعلها تبكي.
- لا اريدك ان تخسري وظيفتك من اجل مشكلة بسيطة..
- كنت انوي الاستقالة من قبل, وابلغت ( مالفوليو ) بالامر ، اجريت الاسبوع
الماضي مقابلة لمنصب في قسم العلاقات العامة في سلسة فنادق مانسيني.
----------------------------
- منصب في قسم العلاقات العامة؟
قطب لازارو جبينه استهجاناً, كان البيرتو مانسيني صديقه ومنافسه في آن معاً فهما
يملكان سلسلة من الفنادق العالمية, ويتمتعان بشهرة واسعة في كافة ارجاء المعمورة
لاسيما لجهة تدقيقهما في اختيار موظيفيهما, لا يجوز مطلقاً ان تتحول خادمة مسؤولة
عن غرف النوم, مهما كان شكلها لائقاً إلى موظفة في قسم العلاقات العامة.
- لكنك خادمة مسؤولة عن غرف النوم فكيف تم اختيارك لمنصب في قسم
العلاقات العامة؟
- كنت اعمل كخادمة واتابع دراستي في الوقت نفسه.ريحانة
-دراستك؟
- في كلية الضيافة والسياحة...
لم يكن لازارو يصغي الى ماتقوله إذ تجلت له الصورة فجأة وفهم سبب ذلك
الاحساس الغريب الذي تملكه عندما رآها , شعور بأنه يعرفها من قبل , إنها الفتاة
التي كانت خلف مكتب الاستقبال , أليس غريباً ان يتذكر ذلك ؟ صادف يومها
حفل زفاف ابنة دانتون...
- هل كنت تعملين هنا كمتدربة منذ سنتين؟
- هذا صحيح...
وطرفت كاتلين بعينيها مصعوقة , كيف يعقل ان يتذكر تلك الليلة؟ وماالذي تذكره
بالضبط؟
- عملت كمتدربة لبضعة ايام فقط, فتم قبولي للعمل كخادمة مسؤولة عن غرف
النوم اثناء متابعة دراستي.ريحانة
مرر يده على جبينه ثم انزلها الى خده ليتحسس بأصابعه الندبة البادبة عليه, وللمرة
الثانية في غضون دقائق قليلة وجد لازارو تبريراً منطقياً آخر للسبب جعل وجه المرأة
بالذات محفوراً في ذاكرته. قبل اسبوع من الحادث, قبل اسبوع فقط حين كانت
الحياة تبدو له اكثر بساطة.. عاشر لازارو آلاف النساء اللواتي لم يعد يذكرهن..أليس
غريباً ان يتذكر هذه المرة بالذات ؟
- لمَ لم تتقدمي بطلب للعمل هنا بما انك تملكين الخبرة اللازمة؟
كان سؤاله منطقياً للغاية, سؤال يطرحه اقاربها وزملاؤها باستمرار لكنها لا تسطيع
الاجابة عليه.. ولن تجيبه هو خاصة.ريحانة
كيف يسعها ان تقول له إن صورته لم تفارق خيالها منذ اكثر من سنتين , وإنها وقعت
في حبه منذ اللحظة الاولى التي رأته فيها ولم تقو على التغلب على هذا الحب على
الرغم من مشاغل الحياة , وخروجها مع الاصدقاء واللهو معهم؟
كانت كاتلين بحاجة ماسة الى ان تعيش حياتها بعيداً عنه.. بعيداً عن لازارو رينالدي
والحب الذي تكنه له..
ربما لو لم يمت اخوه ..ربما لو لم تعمل كخادمة مسؤولة عن غرف النوم.. ربما لو لم
يكن على معرقة بروكسان واخبارهما تتصدر كافة الصحف والمجلات التي تقرأها
كاتلين .. ولكن بعد ذلك اللقاء الاول كان عليها ان تمضي قدماً , وتنسى الأحاسيس
التي أضرمتها عيناه فيها , وتلك القشرعرية التي سرت في جسمها عندما ظهرت على
ذلك الوجه القاسي ابتسامة واهية.
في الايام التي تلت ذلك اللقاء لاحظت امارات الألم على تلك القسمات المتجهمة على
صفحات الصحف وقد اجفلت من جراء تلك الأقاويل التي أخذ الناس يتناقلونها عن
وقوع شجار عنيف بين الشقيقين ووفاة لوكا رينالدي في حادث مفجع ومأساوي غير
انها استمرت في العمل في الفندق بدلاً من الانتقال للعمل في مكان آخر, وكانت
تحبس انفاسها كلما وقعت عيناها عليه اثناء مروره لإنهاء بعض الاعمال في الفندق
فتعلو الحمرة خديها وتأمل في ان يلتفت نحوها وإن قليلاً لكن من دون جدوى.
----------------------------------
وقد فقد ذلك الوجه المثالي وسامته منذ ذلك اليوم المأساوي وزادت الندبة التي علت
خده من قسوة خطوط وجهه وفمه الذي لم يعد يعرف معنى البسمة, كانت تشعر
بالعبء الذي يثقل كاهليه , وتتمنى في سرها لو تستطيع ان تزرع البسمة على وجهه
من جديد.
تماماً كما في الماضي.
لم يتسن لها ان تتحدث اليه منذ تلك الليلة إلا ان كاتلين شكرت الله على ذلك لأنه
قادر على جعل نيران التوق تستعر في اعماقها, على الرغم من مرور سنتين على
لقائهما الأول , فهو لا يزال وسيماً الى حد لا يقاوم, بغض النظر عن تلك الندبة
الغاضبة التي تعلو خده, وقسمات وجهه القاسية الخالية من أي تعبير ومسحة الألم التي
ارتسمت في عينيه.
اجابته كاتلين بصراحة مطلقة:
- احتاج الى قليل من التغيير.ريحانة
إنها تحتاج الى اختبار عالم لا ترى فيه اسمه على كل قصاصة ورق.. تحتاج الى مراجعة
حسابها في المصرف من دون ان يكون اسم رينالدي مذكوراً فيه.. تحتاج الى نسيانه
الى الابد.
- لن تجدي مكاناً افضل من هذا.
- لعلك محق..لكن وقت التغيير حان.. لهدا السبب , تراني لا آبه ابداً لماحصل اليوم,
كنت انوي الرحيل على أي حال.ريحانة
- ولكن لا تنسى ياكاتلين انك عملت في الفندق لأكثر من سنتين .
ضاقت عيناها الواسعتان فتنهد لازارو واخفض عينيها نحو ملفها من جديد وكأنه
يبحث عن المعلومات منه, مع انه لا يفعل.
- إذا كنت قد تعرضت لأي موقف مسيء , فعليك ان تدركي انك تتمتعين بكافة
الحقوق التي يتمتع بها الموظفون الباقون .. صحيح ان مالفوليو فرد من افراد
عائلتي...
- سمعت ان اختك حامل..
- ماعلاقة حملها بموضوعنا؟
كان صوت لازارو هادئاً وقسمات وجهه مسترخية , لكن عليه ان يتوقف عن النقر
على طاولة المكتب بأصابعه.
في الواقع, كان عليه ان يذكر نفسه بضرورة ان يستمر في النظر في عينيها لأنها
تعكس افكاره , كيف ستتعامل انتونيا مع الأمر؟ لقد بدأت للتو تستعيد انفاسها بعد
صدمة موت اخيها, ومن المفترض ان تضع مولودها بعد ايام قليلة.. وهناك ابنتها
البكر ماريانا البالغة من العمر اربع سنوات.. ماالذي اصاب مالفوليو بحق السماء؟
- إنه صلب موضوعنا.ريحانة
واخذت كاتلين نفساً عميقاً قبل ان تضيف:
- اسمع , إنني في افضل حال.. لا اريد إثارة المتاعب.. دعني اجمع حاجياتي وارحل
فحسب..
على الرغم من الرغبة الشديدة التي تملكته في ان يضم بين ذراعيه هذه الفتاة السريعة
الغاضبة التي دخلت مكتبه بناء على طلبه وهي تهم بمغادرته ضاربة بأوامره عرض
الحائط, إلا انه لم يشك ابداً في ان هذا آخر ماترغب فيه بعد يوم طويل حافل
بالأحداث.. اجل, لعله من الأسهل ان يدعها ترحل لكنه سيرتكب خطأ في غاية
الفظاعة إن فعل.
- اسمعي ياكاتلين, دعينا نتحدث في الموضوع , يمكننا معالجة المسألة و لا داعي لأن
ترحلي.
اجابته على الفور:
- أظن ان علي ان افعل , كما قلت لك , اجربت مقابلة في فندق مانسيني, ويمكنني
ان اتدبر اموري ريثما تنتهي الإجراءات اللازمة, ولكن...
وتلاشى صوتها وراحت تهز برأسها وقد ادركت انها لا تستطيع ان تشرح له
مشكلتها.
- ماالأمر؟
- الأمر معقد.
- لعله ليس معقداً بالنسبة الي.
----------------------------
رسمت على شفتيها ابتسامة واهية وقد ادركت انه لم يعد امامها خيار آخر سوى ان
تخبره.
- علمت في الآونة الأخيرة لساعات إضافية.
- ساحرص على ان يدفعوا لك.
- المشكلة هي انني...
واخذت نفساً عميقاً ثم تابعت تقول:
- تقدمت بطلب للحصول على قرض, ولكنهم طلبوا مني ان اقدم لهم ثلاث بيانات
راتب ليتأكدوا من راتبي .. وادعيت امام المسؤول في المصرف انه راتبي الشهري.
- من دون الساعات الإضافية؟ ولكن أليس من المفترض ان تدرج على بيان الراتب؟
- تماماً.
- هل هذا يعني انك كذبت على المصرف؟
- لا يمكن القول إنني كذبت .. فقد اكد لي مالفوليو...
ولم تفتها نظرات الحيرة التي بدت في عينيه وادركت انه بدأ يشك في ان العلاقة التي
تربطهما لا تقتصر على العمل فحسب مع ان هذا غير صحيح , لكن الأمر في غاية
البساطة , إذ طلبت منه تلك الخدمة ولم يرفض.
هزت كاتلين كتفها بلا مبالاة وقالت له:
- لا يهم, كنت بحاجة الى ثلاث بيانات راتب.ريحانة
- إبقي إذن.
- لا اريد ذلك, وافضل ألا اضع اسم مالفوليو كمرجع لي, اعلم انه المسؤول عن
الخدم واعلم انه المرجع الاساسي ولكن..
- يمكنك ان تضعي اسمي, اؤكد لك انني املك نفوذاً اكبر من كالفوليو في فندق
مانسيني وسيكون ذلك مناسباً للغاية.
- كيف ترضى بأن استخدم اسمك كمرجع مع انك لا تعرف عني شيئاً؟
- لكني اظن انني اعرف الكثير.
إنها كلماتها نفسها لكن لازارو هو من نطق بها هذه المرة, حدق في هذه الشابة
القصيرة القامة, ذات الشخصية القوية التي اظهرت قلقاً على اخته الحامل, خلافاً
لزوجها ووالد الجنين الذي تحمله.
- سأهتم بكافة الاستمارات واسوي مسألة راتبك, سأفعل ذلك نهار الاثنين ليتسنى
لك ان تعيدي التفكير في الموضوع خلال عطلة نهاية الأسبوع...
- هل يمكنك ان تهتم بالاستمارات الآن؟
لم تنظر اليه بل اشاحت بنظرها بعيداً وراحت تتأمل أفق مدينة ميلبورن عبر نافذة
مكتبه الكبيرة.
-لن اعيد النظر في الامر.
- فكري قليلاً...
- اود لو تملأ استمارات في الحال.
لم تضف عبارة ( لوسمحت ) هذه المرة فأدرك لازارو انه لن ينجح في إقناعها بأن تغير
رأيها.
***
- أين مالفوليو؟
اقتحم لازارو مبنى الإدارة وهو في حالة من الغضب الشديد , فسارع الموظفون
الذين املوا في ان يتمكنوا من الخروج باكراً الى الجلوس في اماكنهم وراحو ينقرون
على اجهزة الكمبيوتر المغاطاة امامهم.
كانت الضحكات الرنانة تتعالى من قاعة مجلس الإدارة لكنها تلاشت فجأة.
كان جناحه في الطابق العلوي من الفندق, وغالباً مايستخدم مصعداً خاصاً للوصول
اليه متفادياً المرور في الاقسام الخاصة بمكاتب الإدارة.
----------------------------
رمته اودري ميلر, مساعدة مالفوليو الخاصة بنظرة قلقة وقالت:
- لقد رحل.. كان على عجلة من امر, لأن انطونيا اتصلت به وقالت له إنها مصابة
بمغص...
- هل دخلت انطونيا في مرحلة المخاض؟
- لست واثقة , لكن فريق العمل متحمس جداً كماترى بنفسك..
لم يكن من الممكن إنجاز الاستمارات او حتى تحرير الشيك النهائي.
عليه ان يهتم بالأمر الاثنين .
ولكن اخته في المخاض وزوجها الى جانبها .إنه زوج اخته نفسه الذي ارغم كاتلين
بيل على الاستقالة لأسباب غير منطقية على الإطلاق.
------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 23-11-17, 07:48 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- عرض مغرٍ
تباً!
كانت كاتلين تزرع ارض غرفة المكتب الواسعة ذهاباً وإياباً لكنها توقفت قليلاً لمسح
أنفها وتخرج من حقيبة يدها علبة البودرة وتدور وجهها المحمر, باذلة مافي وسعها
لتحافظ على رباطة جأشها.
كانت واثقة من انها ستتمكن من العثور على وظيفة اخرى, لكنها تحتاج الى ثلاثة
بيانات راتب لئلا تصدر المحكمة قراراً ضد والدتها.
لا.. لايمكن ان يحصل ذلك! فالمحامي الذي يتولى الدفاع عنها في هذه القضية اكد
لهما انه يحكم السيطرة على الامور.
اطلقت كاتلين انيناً خافتاً, انيناً مشوباً بالقلق.. كيف ستتمكن من تسديد فاتورة
المحامي المرمية على طاولة الطعام , ليتمكن من اتمام المعاملات القضائية؟
ماذا ستفعل بحق السماء؟
كذبت على لازارو بشأن المقابلة في فندق مانسيني فطلبها مازال محفوظاً على جهاز
الكومبيوتر ويحتاج الى الكثير من التعديلات.
في الواقع, كذبت على لازارو في كل ماقالته فليس صحيحاً انها ناقشت مع مالفوليو
مسألة الترقية , لكن تصرفاته غير الأخلاقية اخرجتها عن طورها, فقد تطفل عليها
اثناء ارتشافها القهوة في الغرفة المخصصة للاستراحة وحاول ان يتحرش بها من جديد
, مقترحاً عليها ان يخرجا معاً لتناول العشاء.
--------------------------------------
وعندما رفضت عرضه كما تفعل في كل مرة قال لها:
- ثمة شيء عالق في شعرك.
واقترب منها , ووقف خلف الكرسي الذي كانت تجلس عليه ثم مد يده ليلمس
شعرها فأجفلت كاتلين وكأن سحلية لمستها, اغمضت عينيها بينما كان يبعد شيئاً
لاجود له إلا في مخليته, وراحت تصلي في سرها ان تنتهي هذه اللحظة المريعة في اسرع
مايمكن غيرانها استمرت الى مالا نهاية , واحست بالسحلية وهي تتسلل من مكان الى
آخر.
- ارجوك ياكاتلين , كفى عن إغاظتي!
امتدت يداه القذرتان الى كتفيها, وكانت قادرة على سماع لهاثه المتقطع من خلفها...
- أنا لا احاول إغاظتك.
احست كاتلين بداور , فاللحظة التي لطالما تخشاها وحاولت ان تقنع نفسها بأنها لن
تحصل ابداً , اخذتها على حين غرة.
- أنت رجل متزوج يامالفوليو...
- انتونيا.. ولكنها لا تهتم إلا بنفسها وبطفلها ... يمكننا ان نكون معاً..
مكثت كاتلين مكانها مشلولة الحركة, تتأمل اصابعه وهي تتسلل الى اعلى فستانها وقد
فقدت القدرة على الصراخ , وادركت ان امتناعها عن صده يوحي بموافقتها
ضمنياً.. وبما انها كانت عاجزة عن الكلام او عن الصراخ, لم يبق امامها سوى حل
من اثنين: إما ان تعضه وإما ان تتقيا.
فاختارت كاتلين الحل الأول.ريحانة
بقي صدى صرخة الغضب التي اطلقها روابل الشتائم البذيئة الذي امطرها به يترددان
في أذنيها... فرفعت يديها كطفل وسدت أذنيها آبية ان تسمع ماقاله لها..
كيف يعقل ان يخطر في باله انها تحاول ان تغيطه؟ تعمدت ان تتفاداه, مع انها كانت
تشعر بعينه المزعجتين تلاحقانها من مكان الى آخر.. واغمضت عينيها من شدة بؤسها,
فعواقب استقالتها ستطال منزلها اولاً, وكلما تراءت لها صورتها وهي تدخل الى المنزل
وتخبر والدتها بأنها خسرت وظيفتها ...صحيح ان راتب خادمة مسؤولة عن الغرف لن
يغير العالم , لكنه كاف ليعيل والدتها.
فمنذ ان اخذت هيلين بيل على عاتقها مسؤولية تربية طفلتها وحدها , وجدت
نفسها مرغمة على تأمين لقمة العيش لابنتها ووالديها على حد سواء, بعد وفاة جدة
كاتلين بعد مرور سنتين على ولادتها , كان عليها ان تعتني بوالدها وتهتم بالمشاكل
المالية المتراكمة فانتقلت الى منزل العائلة , وعملت في وظائف عدة لتتمكن من تسديد
الرهن والفواتير المتأخرة , ونجحت مع مرور الوقت في إيفاء كافة الديون , وعلى
الرغم من العذاب الذي قاسته, عاشت عائلتها حياة هائنة , ووجد والدها سعادة لا
توصف في رعاية حفيدته اثناء انشغال هيلين في عملها , ومع مرور السنوات ,
وتقدمه في السن , تولت كاتلين وهيلين مهمة الاهتمام به ورعايته حتى آخر لحظة من
عمره.
لم تظهر شيريل خالة كاتلين في الصورة إلا بعد الجنازة, فقد حرص والداها على ان
يتركا منزل العائلة لهيلين التي عملت جاهدة للحفاظ عليه وفك رهنه, لكن شيريل
طالبت بحصتها في المنزل القائم في منطقة محاذية للشاطئ وعلى مسافة قريبة من المدينة,
رافضة الاكتفاء بالمبلغ الذي خصصه والدها لها في وصيته, طالبت بنصف قيمة منزل
العائلة ولم تترك وسيلة إلا ولجأت اليها لتحقق غايتها بتشجيع من روكسان ومحاميها
الجشع.
- تباً لروكسان والخالة شيريل.. لم لا تدعانا نعيش بسلام؟
----------------------------------
رن جرس الهاتف فتوقفت كاتلين لبضع ثوان, كانت مشاكلها تشغل تفكيرها فلم
تكترث له بادئ الأمر.ريحانة
واصل الهاتف رنينه , ولم يعد يوسع كاتلين ان تتجاهله فرفعت السماعة والسخط باد
عليها.
- مكتب لازارو رينالدي , كاتلين بيل تتكلم.
لم تلاحظ ان لازارو دخل الى المكتب, وسمعت عند الطرف الآخر من الهاتف صوتاً
نسائياً يطلب التحدث اليه.
- آسفة ولكن السيد رينالدي ليس في مكتبه حالياً , يمكنك ان تتركي اسمك وسأبلغه
بأنك اتصلت فور عودته...
ولمحته بطرف عينها فمدت يدها لتتناوله الهاتف, إلا ان حدسها انبأها بألايفعل إذ ان
نبرة المرارة في صوت تلك المرأة اوحت اليها بأن لازارو لا يرغب في التحدث اليها,
وبدلاً من ان تناوله السماعة, اخذت قلماً ودونت اسم المرأة على ورقة ... لوسي..
رسمت على ثغرها ابتسامة واهية عندما رأته يقطب جبينه استهاجاً ويهز برأسه, في
حين راحت لوسي تنفس عن غضبها عبر الهاتف.
قالت لها كاتلين برقة:
- لا تقلقي .. سابلغه بالأمر.
اعادت السماعة الى مكانها والتفتت الى رب عملها السابق قائلة:
- يالك من منافق.
- اشكرك لأنك اعفيتني من هذه المهمة .
- لكنها علمت انك موجود في المكتب ولا تريد التحدث اليها.
- هل قالت أي شيء آخر؟
- لم تقل الكثير...
كانت كاتلين تكذب إذ لا يمكنها ان تقول له إنها صرخت قائلة:
- لا يحق له ان يعاملني بهذه الطريقة فقط لأنه بارع في السرير.ريحانة
لذا فضلت ان تدخل بعض التعديلات على الكلمات وقالت:
- قالت إن بإمكانك ان تتصل بها في أي وقت .. في أي وقت.. لذا..
ولاحظت يديه الفارغتين , فرفعت حاجبيها وسألته:
- أين الاستمارات؟
- في احد الملفات ولكنني لا اعرف أي منها...
وافتر ثغره عن ابتسامة تنم عن الاعتذار واضاف:
- سأحرر لك شيكاً..
- لن ينفعني الشيك في هذا الوقت من نهار الجمعة.ريحانة
لم تشأ البقاء دقيقة واحدة اكثر ... دقيقة واحدة بعد وتنفجر بالبكاء . دقيقة واحدة
وتنهار.. فمظهر الشجاعة الخداع الذي تختبئ خلفه بدأ يتصدع مهدداً بالانهيار ,
وحملت حقيبة يدها وتوجهت نحو الباب قائلة:
- يمكنك ان ترسل لي كافة الوثاق عبر البريد نهار الاثنين .ريحانة
- كاتلين!
علا صوته القوي, ماذا لو عرضت عليك ان تكوني مساعدتي الشخصية؟
كانت تلك الكلمات كافية لتسمرها مكانها , لكنها لم تجعلها تلتفت نحوه, وسألته :
- أنا؟
مدت يدها لتمسك بمقبض الباب لكنها مالبثت ان ارجعتها الى الوراء.
- أظنك تدركين مدى حاجتي الى مساعدة شخصية, لا سيما وان الوكالة لا تبذل
اي جهد لاختيار الشخص المناسب, كنت بارعة في التعامل مع لوسي , كما تملكين
المؤهلات المناسبة, ويبدو واضحاً أنك..
واخذ نفساً عميقاً قبل ان يستطرد قائلاً:
- ..كتومة.
- لا استطيع.ريحانة
--------------------------
خرجت الكمات من بين شفتيها عفوياً , إنها الوظيفة التي طالما حلمت بها.. بدا وكأن
كل ماتمنته يتحقق..كما سيتسنى لها ان توفر النقود.. كانت بحاجة ماسة الى النقود
لكنها لاتستطيع ان تقبل عرضه.. لا تستطيع.. واسفت اشد الأسف على ذلك..
- لا يمكنني رؤية مالفوليو بعد اليوم.
كانت تتكلم بنبرة حادة لكن من دون ان تلتفت اليه , وضعت يدها على الباب من
جديد إنما لتستند اليه وليس لتفتحه, فاللحظات المريعة التي عاشتها خلال هذا النهار
والمشاعر التي حاولت ان تنكرها وأبت التفكير فيها قبل ان تصبح وحدها, بدأت
تتزاحم في ذهنها.
- لا اظن أن بإمكاني ان اتحمل..
خيم الصمت على الغرفة , صمت مشوب بالقلق, إن الصمت الرهيب الذي يخفي
بين ثنايا, تنهيدة مخنوقة, وصوت وقع الحقيقة .. إنها اللحظة التي تتأجج فيها المشاعر
وعبثاً يحاول المرء إخمادها.
لم يكن لديها أدنى شك في انها ستهز كتفيها بالامبالاة بعد قليل , وتعيد النظر في
الامور بشكل منطقي وتوزع الملامة مناصفة, لم يكن لديها ادنى شك في ان المسألة
ستفقد اهميتها في نظرها , بعد مرور وقت قصير.
ولكن في تلك اللحظة رأى تلك المرأة القوية المعتدة بنفسها تفقد شجاعتها لبضع
ثوان , فوجد نفسه مرغماً على النهوض من مكانه, والتوجه نحوها ليبعد جسدها
المرتعش عن الباب ويديره نحوه ويضمه بين ذراعيه.
- اكرهه...
لم تكن توجه كلامها الى لازارو الذي ادرك على الفور بهذه العبارة ..
- اكرهه...
- اعلم هذا .
- سأكون بخير بعد قليل.
واخذت نفساً عميقاً محاولة ان تتمالك نفسها من جديد , شعرت بإحراج شديد لأنه
رآها تذرف الدموع وحاولت التملص من عناقه لكنه شدها اليه بقوة فاستسلمت
لرغبته وتركته يخفف عنها بينما اخذ الرعب الذي استولى عليها يتلاشى, واستعادت
انفاسها انتظامها وهي تصغي الى نبضات قلبه.ريحانة
كان لازارو يدرك ان عناق المرأة يؤدي لا محاولة الى نهاية وحيدة لا مفر منها ,
ولاشك في ان الفائدة الاساسية التي جناها من تحويل الجناح القائم في الطابق العلوي
الى مكتب له هي ان السرير على بعد مسافة قصيرة جداً.
وراح يتأمل شفتيها المنتفختين بسبب العض عليها والدموع المشبعة بالملح التي ذرفتها
فحثه حدسه على التخفيف عنها كما اعتاد ان يخفف عن النساء الاخريات, إلا ان
حدساً آخر واكثر عمقاً وقوة منعه من ذلك.. إنها الفضيلة التي لطالما تجنبها , الفضيلة
التي اطلقت من اعماقه صرخة مدوية معلنة له انها لم تكن بحاجة الآن الى مواساته بهذه
الطريقة .
لكن كاتلين كانت تتوق الى ذلك..
فمنذ سنين طويلة وهي تحلم بأن يضمها بين ذراعيه, وعندما تحقق اخيراً ادركت
كاتلين ان الواقع يفوق الخيال روعة وجمالاً فقد اثار فيها قربه احساساً لا يوصف
بالفرح وشعرت وهي بين ذراعيه القويتين بالأمان , وتمنت بشدة لو يعانقها كامرأة
لتزيل يداه البقع القذرة التي خلفها مالفوليو.
لكنه لم يفعل واكتفى بضمها الى صدره لبعض الوقت ريثما يتسنى لها ان تستوعب
ماجرى وتعيد تنظيم الامور في رأسها , وعندما قرر اخيراً ان يطلق سراحها بعد ان
استعادت قدرتها على الوقوف بمفردها , بدا لها العالم اجمل مما كان عليه لدقائق
خلت..
----------------------------------
- مالفوليو مسؤول عن الخدم الذين يهتمون بالغرف ونادراً مايتواجد في المكتب كما
انني نادراً ماأكون هنا, تتطلب هذه الوظيفة السفر بشكل مستمر...
كان صوته خافتاً ونظراته مباشرة وهو يؤكد لها انه مازال مصمماً على موقفه.
احتجت كاتلين قائلة:
- لايهم..
وهزت رأسها من جديد مع انها لم تعد واثقة هذه المرة من قرارها..
وجاء رده ليؤكد مايجول في رأسها :
- لن يشكل مصدر إزعاج لك , ساتحدث اليه واحرص على ألا يزعجك ثانية,
لاداعي لأن تقدمي استقالتك.
- لا املك الخبرة المطلوبة..
كان لازارو يعرض عليها وظيفة احلامها , وسبيلاً سريعاً لتحقيق مايتطلب سنوات
طويلة من الخبرة , لكنها مرغمة على ان تعلمه انها غير مؤهلة لاستلام منصب بهذه
الاهمية مع انه تصرف غاية في التهور.
- لا اظنك اكتسبت عادات سيئة..
كانت هذه المرة الاولى التي تراه فيها يبتسم وأومأ لها بيده مضيفاً :
- اجلسي.
اصغت اليه باهتمام وهو يشرح لها دورها الجديد, وطرفت بعينيها وهو يصف
الرحلات الدولية والفنادق الفخمة التي ستضفي نكهة جديدة على حياتها , لقاء راتب
فاق توقعاتها , لكنه اكد لها بصراحة انها ستجد نفسها مرغمة على تكيف حياتها
لتتوافق مع نمط حياته..
- وقتي ثمين جداً.ريحانة
أومأت كاتلين برأسها فتابع كلامه:
- لنأخذ على سبيل المثال ما حصل اليوم , لا يفترض بي ان اقصد مكتب الإدارة
لجلب الاستمارات ولن تتمكني من القيام بذلك ايضاً , لذا سأؤمن لك مساعدة ايضاً
.
كانت مساعدتي الشخصية السابقة تحتفظ بلائحة بأسماء الاشخاص الذين يمكن تحويل
اتصالاتهم الي من دون سؤال , والأشخاص الذين ينبغي التحقيق من غايتهم اولاً
فضلاً عن الاشخاص امثال لوسي الذين يفترض بك التعامل معهم, قد يكون عملك
متعباً جداً في بعض الاحيان ومملاً في احيان اخرى, كما ان التوتر والجهد قد يبلغان
اقصى حد في ظروف معينة, عليك ان تراجعي جدول مواعيدي صباح كل يوم, علماً
اننا سنضع جدولاً اسبوعياً في بداية كل اسبوع , علينا على سبيل المثال ان نسافر الى
روما في غضون اسبوعين.
- انا لا اتكلم الايطالية.ريحانة
- من حسن حظك ان معظم الموظفين في روما يجيدون الانكليزية, لكن إذ قررت
البقاء في هذه الوظيفة فعليك ان تعيدي النظر في هذه المسألة.
إذا قررت البقاء! هل هي مخبولة لتتخلى عن هذه الوظيفة المدهشة؟ لابد ان لازاور
لاحظ نظراتها الحادة إذ سارع الى القول :
- لم يسبق لي ان استخدمت مساعدة شخصية لأكثر من سنة مايعني ان عقدك سيكون
صالحاً لسنة واحدة فقط , ومع اقتراب صلاحية العقد من الانتهاء يمكننا ان نناقش
مستقبلك , عليك ان تدركي ان هذا الدور يتطلب الكثير من الجهد لأنني رب عمل
متطلب الى حد يفوق التصور , فالمعايير التي التزم بها عالية وكمية الاعمال هائلة
جداً.
- الهذا السبب تركت جيني العمل؟
قرأت كاتلين في مكان ما انه من الضروري جداً معرفة الأسباب الكامنة وراء شغور
اي وظيفة , وعلى الرغم من ان لازارو لم يبخل عليها بالجواب إلا انها تمنت في سرها
لو لم تطرح هذا السؤال.
- لم اكن مستعداً ابداً لتلبية بعض الطلبات التي اصرت جيني عليها .
-----------------------------------
اتراه يقصد الارتباط بامرأة واحدة فقط؟ شعرت كاتلين برغبة شديدة في التعبير عن
رأيها بصراحة إلا انها امتنعت عن ذلك.
واردف لازارو :
- ستجدين نفسك في مرحلة معينة مرغمة على التخلي عن حياتك الخاصة لكن العمل
معي سيفتح امامك ابواباً عديدة.
- لا افهم لما اخترتني انا بالذات لهذه الوظيفة التي تتطلب كفاءة عالية..
واحست كاتلين فجأة بجفاف في حلقها , كانت تعي تماماً انها تجلس امامه مرتدية
الثوب المخصص للخادمات وتخضع للاستجواب من اجل وظيفة محترمة..
- لا اخفي فرحتي بهذه الفرصة التي لا تعوض لكني لا افهم لما اخترتني انا لهذا
المنصب , إذ كنت تحاول التعويض عن ماحصل مع مالفوليو..
- بعد عدد لا يحصى من المقابلات الفاشلة, خسرت بعد ظهر اليوم ساعة من وقتي
وانا احاول ان اشرح لإحدى وكالات التوظيف مااحتاج اليه بالضبط , محاولاً ان
احدد ماابحث عنه في مساعدتي الشخصية .عليّ ان استعرض في الاسبوع المقبل
مجموعة من المرشحات الملائمات لهذا المنصب , بحسب وجهة نظرهم., لا احتاج الى
فتاة تتكلم اللغة الايطالية بطلاقة.. ولا احتاج الى فتاة تدعي انها تتمتع بقدرة عالية
على التعامل مع الآخرين في حين انها لا تجيد تقدير المواقف , احتاج الى فتاة تدون
اسم المتصل الذي يخيل اليها انه قد يثر المتاعب , من دون ان يملي عليها احد ذلك.
ضاقت عيناه وهو يتأملها مستغرقاً في افكاره..
- اظن ان المرء يشعر احياناً انه عثر على الشخص الذي يبحث عنه.
اجابته بصوت اجش:
- انت محق.
اكتسحت موجة من الاحمرار خديها , وراحت تعض على شفتها العليا متمنية في
سرها لو انها سمعت منه هذا الكلام في ظروف مختلفة.ريحانة
وتابع لازارو كلامه قائلاً:
- احتاج الى شخص يتحلى بالشجاعة اللازمة ليكون صادقاً.
اجابته كاتلين غاضبة :
- انا فتاة صادقة.
- لم تكوني صادقة مع المصرف .. اسمعي لا اطلب منك ان تشغلي هذه الوظيفة مدى
العمر فأنا ادرك تماماً ان هذا المنصب متعب للغاية ويتطلب الكثير من الجهد ولا اتوقع
بالتالي من الشخص الذي يشغله ان يبقى فيه طويلاً، لكن معظم الأشخاص الذين
اجريت معهم مقابلات اثبتوا انهم على استعداد للعمل بجهد لبضعة اشهر فقط ريثما
تفتح ابواب جديدة امامهم , احتاج الى شخص مستعد للعمل بجهد فحسب , وعندما
تفكرين في الاستقالة ,لأنك ستفعلين لا محالة عليك ان تخبريني مسبقاً.
- حسناً..
أومأت كاتلين برأسها مع انها لم تكن مقتنعة تماماً ، أو بالأحرى لم تكن مقتنعة ابداً
بأنها قد تفكر يوماً في الاستقالة, ولكن لعلها الطريقة الامثل لتغلب على حبها له , إذا
تسنى لها ان تختبر بنفسها طباعه فقد تنطفئ تلك الشعلة السخيفة التي تحملها بين
اضلعها.
- هل أنت مرتبطة؟؟
- عفواً؟
- عكس رد فعل كاتلين ذهولها ... وعادت تسأل :
- وماعلاقة هذا بالموضوع ؟
- انه وثيق الصلة بالموضوع إذ ينبغي ان يكون رجلاً صبوراً وقادراً على تحمل غيابك
عنه, لأنني سأحتل المرتبة الاولى في حياتك بدءاً من نهار الاثنين.
- حسناً , لست مرتبطة..انفصلنا منذ فترة وجيزة.
ابتسم لازارو وقال:
- عظيم.. كم من الوقت استمرت علاقتكما؟.
-------------------------
- لماذا ؟ اتخشى ان اقضي الوقت في البكاء بدلاً من التركيز على العمل؟
هز لازارو قائلاً:
- إنه مجرد سؤال فضولي , لا تنسي اننا سنعمل معاً , ومن الافضل ان اطلع على
بعض اسرارك.
مستحيل! كبحت كاتلين نفسها لئلا تنطق بهذه الكلمة ! لم تستطع ان تتصور نفسها
وهي تلتهم لوحاً من الشوكولا فيما لازارو يجلس بقربها يمسح دموعها ويصغي اليها
وهي تخبره عن اسباب انفصالها عن دومينيك... انفصلت عن دومينيك لأن ..لأن ..
اغمضت كاتلين عينيها وانكمشت على ذلتها , انفصلت عنه لأنها حافظت على
عذريتها حتى الساعة.
- أرجواني!
وابتسمت عندما رأت لازارو يقطب وقد بدا عليه الارتباك.
- انتعل حذاء رياضياً ارجواني اللون وقبل ان تطرح المزيد من الاسئلة , استمرت
علاقتنا ستة اشهر , طلب انهاء العلاقة في الوقت الذي كنت انوي فيه الانفصال عنه
, هل اشبعت هذه المعلومات فضولك؟
- في الوقت الحالي...
رماها بابتسامة كسولة وراح يحدق فيها متفرساً لوقت طويل من دون ان يتفوه
بكلمة, وانتظرت كاتلين ان يعلن رأيه بصراحة والقلق يتآكلها ..
- أنت ...
وتريث لبعض الوقت قبل ان يعلن حكمه:
- مختلفة..
- هذا صحيح..
- ياله من امر مثير للاهتمام...
- احب العمل الشاق..
ابتسم لها لازارو ابتسامة عريضة فكادت كاتلين تقع عن كرسيها من تأثير سحر
النظرات التي رماها بها..
- حسناً , انني اتحرق شوقاً للعمل معك.. انتهت المقابلة..
- ليس بعد..
لاحظت نظرات الاستغراب التي بدت في عينيه فأخذت نفساً عميقاً قبل ان تضيف :
- عند انتهاء المقابلة يسأل الشخص الذي خضع للمقابلة عما إذا كان يرغب في
طرح اي سؤال او في اضافة أي شيء آخر.ريحانة
- وهل ترغبين في ذلك؟؟
- اجل..
ترددت كاتلين قليلاً.. لافائدة من قبول هذه الوظيفة إذا لم تضع النقاط على الحروف
منذ البداية.. كانت كاتلين تعلم ان لازارو رب عمل صعب المراس ومتطلب للغاية ,
ولا يتوانى عن التعبير بصراحة عما يدور في رأسه, يمكنها ان تتقبل هذا الأمر شرط ان
يتقبلها لازارو ايضاً...
- اقدر تماماً ميلك الواضح الى التعبير بصراحة عما يجول في خلدك لكن المشكلة
تكمن في انني اتحلى بالميزة نفسها..
قاطعها لازارو:
- لاحظت هذا , لكني لا احبذ ابداً التصادم مع مساعدتي الشخصية.
ابتسمت كاتلين واجابته:
- لن يحصل اي صدام بيننا فأنا اكثر مهنية مماتظن.. لكن قبل ان اعطيك موافقتي
الرسمية على عرضك, عليك ان تعلم انني املك لساناً وساستعمله كلما وجه الي
احدهم كلاماً يخلو من اللياقة.ريحانة
وعلى الرغم من ان عضلات وجهه بقيت جامدة إلا ان طيف ابتسامة ظهر على ثغر
لازارو, كان الإضغاء الى الكلام كاتلين اشبه بتجربة فريدة من نوعها, تجربة منعشة
كما لو انه هو من يخضع للمقابلة من اجل الوظيفة .
- أيفترض بي ان انتبه لما اقوله؟
--------------------------------
- كلا.. لكن لا تتوقع مني ان اختبئ خلف احد احواض النباتات حتى تهدأ عاصفة
غضبك.ريحانة
- لا املك احواضاً للنباتات..
حدق فيها وهو مستغرق في التفكير لبضع ثوان , ثوان بدت لكاتلين اشبه بدهر,
وتساءلت في سرها عما اذا اخفقت واضاعت من بين يديها فرصتها الذهبية لكنه
مالبث ان رماها بابتسامة ساحرة قبل ان يقول:
- اراك نهار الاثنين عند الساعة السابعة والنصف , تحتاجين الى مجموعة الملابس
المناسبة..
قاطعته كاتلين لتقول:
- لست معتادة على الخروج بهذه الملابس .
هز لازارو كتفيه بلا مبالاة واجاب:
- كما تشائين لكنني اتوقع منك ان تختاري ملابس تتماشى مع الموضة.
- لك ماتريد .ريحانة
- اريد عصرية...
ورن جرس الهاتف فجأة فأجفل لازارو وتوقف عن الكلام...
- اسمح لي..
ابتسمت كاتلين ابتسامة عريضة ورفعت السماعة فطالعها عند الطرف الآخر صوت
انثوي رخيم يسألها عن رب عملها الجديد..
- بونيتا..
لفظت كاتلين الاسم متوقعة منه ان يهز رأسه , ولم تتمكن من إخفاء استيائها عندما لم
يفعل.
مد يده ليتناول منها السماعة وبدا صوته غاية في الرقة والود وهو يرحب بالمتصلة
طالباً منها الانتظار قليلاً.
- انت تمثلينني..
بدا مشتت الفكر وكأنه يريد إنهاء هذا الاجتماع ليتسنى له ان يفرغ للمتصلة.
- وفنادق هي الأفضل في العام.. لا اظن ان الملابس المبتذلة والحقائب الرخيصة تفي
بالغرض...
لاحظ احمرار خديها وارتباكها فسارع الى فتح درج مكتبه ليعطيها لائحة بأسماء
المتاجر التي يملك فيها حساباً خاصاً به..
- هذه ليست خدمة.. هذا جزء من الدور الذي ستعلبينه إذا اردت هذه الوظيفة
...
- شك....
منعت نفسها من ان تشكره وتابعت تقول:
- طبعاً.
لكنه لم يكن يصغي اليها , بدا مشغولاً بأمور اخرى وهو يلوح لها بيده, وقبل ان
تقفل الباب وراءها, سمعته يتحدث على الهاتف.
على الرغم من ان لازارو راح يصغي الى ماتقوله بونيتا إلا ان صورة كاتلين بقيت
عالقة في ذهنه.
عندما تأملها وهي تغادر المكتب ادرك لازارو انه احسن الاختيار فهي ذكية, ومؤهلة
وتتحلى بالشجاعة اللازمة لمواجهته .. كما انها فاتنة الى حد لا يقاوم.. وافتر ثغره عن
ابتسامة .. لم يكن لديه اي مانع في المزج بين المتعة والعمل...
--------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 23-11-17, 07:49 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3- رحلة نحو المجهول
يختار الحظ دوماً ان يدق بابك على غفلة منك.
لم تتوقع كاتلين ان يفاجئها بهذه الفرصة التي لا تعوض كما انها لاتملك الوقت الكافي
للاستعداد في نهاية هذا الاسبوع فهي مدعوة في الغد الى حفل زفاف, وعليها ان
تقصد مصفف الشعر وتشارك في الحفلة الصاخبة التي ستلي الزفاف.. ولم يتسن لها
ايضاً ان تشتري الهدية.ريحانة
يمكنها ان تستغل الساعات المتبقة من هذا النهار لتشتري مجموعة من الملابس الرسمية
التي تليق منصبها الجديد في ميلبورن وتتناسب ايضاً مع رحلتها القصيرة الى روما.
خرجت كاتلين من الفندق وراحت تتجول في شوراع المدينة المزدحمة وافكارها
مشوشة, لم تكن الوظيفة التي عرضها عليها لازارو هي السبب فحسب.. كان
يفترض بها ان تطير من شدة الفرح, غير انها احست بثقل في رجليها وكأنها تسير
وسط بحيرة من الوحل.
استندت الى الحائط لثوان وراحت تحدق في الموظفين الخارجين من مكاتبهم والفرحة
بحلول عطلة نهاية الاسبوع بادية على وجوههم لكن من دون ان تراهم , وعلى الرغم
من انها لم تشأ التفكير في الامر في هذه اللحظة بالذات.. وعلى الرغم من ان لديها
اموراً كثيرة تشغل بالها إلا انها لم تتمكن من طرد صورة مالفوليو من ذهنها.ريحانة
احست بالغثيان وهي تستعيد في ذهنها ماحصل فرات امارات الحقد التي ظهرت في
عينيه عندما عضته وتردد في اذنيها صدى الكلمات المريعة التي تفوه بها وهو يغادر
المكان.
- أنت عاهرة رخيصة ياكاتلين.. تماماً مثل روكسان..
روكسان .. اغمضت كاتلين عينيها آملة ان تستعيد نبضات قلبها انتظامها , فالاسم
الذي رماه في وجهها يدل على انه يعرف من تكون , وهي لم تكن مستعدة على
الاطلاق لمواجهة مفاجأة بهذا الحجم.
دخلت كاتلين احد المخازن الكبرى في المدينة واستخدمت المصعد للتوجه الى الطابق
الرابع.
وقفت امام السلع مذعورة وقد ادركت ان البذرت النسائية ذات الاسعار الزهيدة
لن تعجب لازارو ابداً.
لم يكن يسدي لها خدمة, هذا ماانفكت تذكر نفسها به وهي تتوجه الى الطابق
السادس حيث المتاجر المترفة لتدلل نفسها بارتداء الملابس الراقية ذات الاسعار
الخيالية, وسرعان مالانت قسمات البائعة المتعالية عندما عرفتها كاتلين عن نفسها..
- أنت مساعدة لازارو رينالدي الجديدة.. هل هذا يعني ان جينا رحلت؟.
- جينا..
- هذا صحيح! اعتادت جينا ان تشتري ملابسها من متجرنا واعرف جيداً مايتلام
مع الدور الجديد الذي ستعلبينه.
- حقاً؟
- اعرف جيداً ان رب عملك يفرض معايير صارمة على موظفيه.. لا تقلقي, يمكنني
مساعدتك.
وقفت كاتلين في غرفة تبديل الملابس تحدق في صورتها المنعكسة في المرآة, في بادي
الأمر, لم ترق البذلة النسائية السوداء التي اختارتها للبائعة وسارعت الى استبدالها
بأخرى رمادية اللون تبرز مفاتن جسدها وواحدة من الكتان وثالثة زيتية رائعة إنما
قصيرة جداً.
----------------------------------
بعدئذ وقع اختيارها على بدلة من اللون البني الداكن تتناسب تماماً حسب ماقالت
البائعة مع لون بشرتها وتبرز زرقة عينيها.
لم يعد ينقصها سوى ان تصفف شعرها وتختار احذية مناسبة وتضع القليل من الزينة
لتبدو في ابهى حلة.
وقفت كاتلين على رؤوس اصابعها وقررت في سرها انها قادرة على لعب دور
مساعدة لازارو رينالدي الشخصية بامتياز....لكن الأهم هو انها ستتمكن من مساندة
امها ومن تسديد اتعاب المحامي, وإذا لم يكن الحكم في مصلحتهما فيمكنها ان تدفع
لخالتها شيريل وروكسان مبلغاً يوزاي حصتهما.
روكسان...
جلست كاتلين على المقعد في غرفة تبديل الملابس ودفنت رأسها بين يدها محاولة ان
تلتقط انفاسها , فالإحساس بالضيق الذي بات مألوفاً في الآونة الأخيرة .
كان اكثر حدة هذه المرة وكأن شريل وروكسان تضغطان بأيديهما على عنقها
لتخنقاها..بقي صدى ذلك الحديث المقيت يتردد في ذهنها وكأنه دار بينهما مساء
البارحة وليس منذ سنتين.ريحانة
ففي احد الايام الآحاد قصدت منزل روكسان برفقة والدتها ليتسنى لهيلين ان تقنع
شريل بزيارتهم بين الحين والآخر.وقررت كاتلين وروكسان ان تدعهما على انفراد
فصعدتا الى الطابق العلوي في محاولة منهما للاستمتاع بوقتهما , فمنذ صغرهما وهما
تدعيان بأنهما صديقتان حميمتان مع انهما ليستا كذلك.
- ماهذا؟
لمعت عينا روكسان عندما وقعت حقيبة يد كاتلين عن السرير وتناثرت محتوياتها على
الارض, بما في ذلك صورة للازارو مزقتها من احدى المجلات.
- أنت معجبة به , أليس كذلك؟
- كلا.
انتزعت كاتلين الصورة من بين يدها وقد غزت موجة من الاحمرار وجهها.
- عليك رؤيته اثناء توليه إدارة الاعمال في الفندق..إنه مدهش..
ابتسمت روكسان ابتسامة عريضة واجابتها:
- لابد من الاعتراف بأنه مثير جداً...
- أوصلني البارحة الى المنزل..
لم تقو كاتلين على منع نفسها من التباهي امام ابنة خالتها لكنها لم تكن واثقة من
السبب الذي دفعها الى ذلك..
- أنت؟ هل اصبح الآن مسؤولاً عن نقل الموظفين الى منازلهم؟ لابد انه يمر بأوقات
عصيبة..
واخفضت عينيها الى اصابع رجليها المطلية حديثاً واضافت:
- سئمت من آل رينالدي..ظننت ان علاقتي بلوكا ستتوج بالزواج لكن تبين لي انه
إنسان فاشل..
فأجابت كاتلين :
- إذاكان يشبه اخاها ولو قليلاً, فلابد انه رجل مذهل.
- إنه مفلس..لوكا رينالدي رجل سكير ومفلس..
- مفلس؟؟
قطبت كاتلين جبينها , لايمكن استخدام كلمتي (مفلس) و ( ورينالدي) في الجملة
نفسها.. وانفجرت روكسان ضاحكة وفتحت خزانة ملابسها وراحت تخرج منها
اثوابها الواحد تلو الآخر.
بعدئذ اخرجت علبة خشبية وافتر ثغرها عن ابتسامة خبيثة عندما رات تعابير الذهول
التي ارتسمت على وجه كاتلين عند رؤيتها مجموعة المجواهرات الماسية..
- هل اشتري لك هذه الاشياء كلها؟ لكنك قلت منذ قليل إنه مفلس..
- أتتصورين انه قد يخطر في بال اي بائع ان يتحقق من رصيده؟ هذا الرجل يعتمد
على شهرته لكن ليس لوقت طويل..
------------------------------
واضافت بنبرة غامضة:
- علمت ان لازارو يسارع الى تغطية كافة شبكاته المرتجعة.
- كيف تقبلين منه هذه الهدايا كلها والرجل..
- هذه الاثواب التافهة والمجواهرات ليست سوى نقطة في بحر المشاكل التي يواجهها ,
كنت انوي قطع علاقتي به اليوم بالذات لكنه وعدني بأن يصطحبني نهار الاثنين لشراء
سيارة..
وراحت تعبث بكومة الكتيبات الموضوعة امامها..
- اظن انني سأختار اللون الأحمر..
- روكسان..
- عيشي حياتك.. هذا ماانوي ان افعله بعد ان اتخلص من لوكا...
***
- ماالذي يجري؟
قطب لازراو جبينه عند سماعه صوت اخته عند الطرف الآخر من الهاتف..
- لا شي, لماذا؟؟
- ظننت انك تعانين من الآم المخاض..
تنهدت انتونيا واجابت:
- ليس بعد .. يبدو ان هذا الطفل لا ينوي الخروج ابداً.. ماالذي تفعله؟.
- إنني في السيارة .. هل مالفوليو في المنزل؟
- إنه في الحديقة.. سأناديه..
قاطع لازارو اخته قائلاً:
- لا داعي لذلك.. سأمر لزيارتكم..اننني على مقربة من المنزل.
- حسناً, اريدك ان تبقي على العشاء.. يمكنني ...
كانت انتونيا تتحدث بحماسة لاتوصف, لكن سرعان ماتوقفت على الكلام وقد
ادركت انه اقفل الخط في وجهها, لم تأبه كثيراً للأمر لأن لازارو معروف بقلة كلامه.
وضعت انتونيا كتابها جانباً وحاولت ان تنهض من مكانها , وافتر ثغرها عن ابتسامة
عريضة عندما فتحت مدبرة المنزل الباب الامامي ليدخل منه اخوها...
- كنت اسألك عما إذا كنت ترغب في البقاء للعشاء قبل ان تقفل الخط في وجهي..
هز لازارو رأسه بالنفي..لكن انتونيا الحت:
- ابق من اجلي.
ولكنه عاد وهز رأسه من جديد.
- زيو!
اطلقت ماريانا صرخة فرح وهي تندفع نحوه بثوبها الزهري اللون فيما خصلات
شعرها الداكنة تتمايل على كتفيها ..كان لازارو معتاداً على حملها بين ذراعيها ,
وتقبيل وجهها الطفولي الممتلئ إلا انه عاجز عن ذلك هذا اليوم بالذات, وراحت
عيناه تنتقلان بين اخته وابنتها رافضاً ان يوقظها من الوهم الذي يعيشان فيه.منتديات
داعب لازارو خصلات شعر ماريانا محاولاً غض الطرف عن خيبة الأمل التي بدت في
عيني الطفلة امام هذا الترحيب البارد..
- تسرني رؤيتك يامارينا...
والتفت نحو اخته مضيفاً:
- اريد التحدث الى مولفاليو بشأن العمل...
واشاح بنظره بعيداً لئلا تتمكن من قراءة ماتخفيه عينيه, لكن انتونيا لم تكن غبية
فنادت مدبرة المنزل وطلبت منها ان ترافق ماريانا لتلعب في غرفتها...
- هل كل شيء على مايرام يالازارو؟
لم تشاهد لازارو في هذه الحالة السيئة منذ فترة طويلة جداً.
--------------------------
- تبدو...
اجابها لازارو على الفور مرغماً نفسه على الابتسام:
- أنا مرهق.. كان اسبوعاً حافلاً.. اظنك علمت ان جينا تركت العمل..
- مسكين انت ... ارجو ان تجد وقتاً طويلاً ان تعثر على مساعدة تعجبك..
- ليس هذه المرة.
قالت له انتونيا بنبرة مفعمة بالرجاء:
- ابق على العشاء.. ستفرح ماريانا بوجودك.. وانا ايضاً, قد يساعدني هذا على عدم
التفكير في امر الجنين لبعض الوقت.
ومسدت بطنها المنتفخ بيدها مضيفة:
- كلما اقترب الموعد زاد توتري اكثر فأكثر...
- ستكونين بخير .. ستكونين انت وجنينك بخير...
وابتسم لها ابتسامة عريضة مضيفاً:
- ماالذي تقرأينه؟.
- كتاب يتضمن اسماء اطفال .. اعجبني اكثر من ثلاثين اسم فتاة , لكن إن كان
صبياً..
وتوقفت قليلاً عن الكلام وراحت تتأمل قسمات وجه لازارو التي تشجنت فجأة
قبل ان تردف :
- اريد ان اسميه لوكا...
- فكرة جيدة .. هذا ماينبغي ان يحصل .. انه قرار صائب..
- هل أنت واثق؟ اقصد..
لم تكمل كلامها وتوقعت من لازارو ان يملأ الفراغ إلا انه لم يفعل.. واكتفى بالتربيت
على جبينه لبعض الوقت..
- كلمني يالازارو..
- ليس لدي مااقوله .. فأنا ...
لم يكن يقوى على التفكير في الأمر.. فكيف سيتمكن من التفوه به؟ حاولت انتونيا
مساعدته..
- أتظن انك لن تتمكن ابداً من النطق بهذا الاسم من دون ان تتذكر..
- ستبقى الذكرى محفورة في رأسي...
فهو لم ينس ابداً كما ان صورة اخيه لا تغيب عن باله لحظة واحدة...
- من دون ان تشعر بالألم الذي ملأ قلبه يأبى ان يبارحه...
واخيراً قال لها لازارو:
- من دون ان اشعر بالندم .. لا اظن انني سأتمكن يوماً من التفكير في لوكا من دون
اشعر بالندم.
- ارجوك..لاتقل هذا الكلام...
واغروقت عينا انتونيا بدموع الحزن, ليس على الاخ على فقدته بل على العذاب
الذي يقاسيه الأخ الذي بقي على قيد الحياة.. عذاب لم يتسن له ابداً ان يتحدث
عنه.. وعندما اغمض عينيه وراح يهز رأسه.
ادركت انتونيا ان لازارو ليس مستعداً بعد للتحدث في الموضوع إلا ان هذا لم يمنعها
من المحاولة من جديد .
- لو بقي لوكا على قيد الحياة يا لازوار لفهم ماالذي دفعك الى قول ماقلته له, كان
على احد منا ان يتكلم ليعيده الى صوابه...
- اعلم هذا...
وتابعت انتونيا كلامها قائلة :
- انا واثقة من انه سامحك.
وتوجهت نحوه مضيفة بصوت خنقته الدموع:
- واريدك ان تعلم انني سامحتك ايضاً.. منذ زمن بعيد جداً.
ورفعت يدها لتلمس الندبة على خده غير انه لم يدعها تفعل وسارع الى ابعاد
يدها..لم يكن بحاجة لأن تصفح اخته عنه..
- عليك ان تطوي صفحة الماضي يا لازارو..
----------------------------
- لقد طويتها..
- هذا غير صحيح يا لازارو.. فنحن لا نراك إلا لماماً ..كما انك تتفادى رؤية والدتنا
منذ وقوع الحادث..
وارتفعت نبرة صوتها وكأنها توقعت منه ان يقاطعها :
- علينا ان نتحدث في الموضوع , من الواضح ان ماحصل يقضي مضجعك.
- لا جدوى من نبش الماضي.
- لم يتسن لنا ان نفتح الموضوع من قبل..
وشعرت انتونيا بغصة في حلقها وقد بدا الإرهاق عليها مع كل حركة.. إرهاق ليس
نتيجة حملها وحسب بل نتيجة الضغط النفسي الذي عانت منه خلال السنتين
الماضيتين ايضاً..
- لم نناقش الموضوع منذ ذلك اليوم في المستشفى.. وعلينا ان نفعل يا لازارو.. وفي
حضور والدتنا ايضاً.. علينا ان نتكلم .. اريد سماع..
- لا يا انتونيا..
كانت نبرته غاية في القسوة ولاحظ إجفالها من فظاظته فكره نفسه اشد الكره , إلا
انه عاد وذكر نفسه بالحقيقة المرة: من الأفضل ألا تعرف انتونيا ابداً حقيقة ماحصل
ذلك النهار...
غير ان صوته اتسم بشيء من الرقة حين أضاف:
- وهل سيعيده الكلام الينا؟.
- كلا.
- هل سيغير الكلام حقيقة ماحصل ذلك اليوم؟ ويغير مارآه لوكا؟
راح يتأملها وهي تهز رأسها بأسف..
- مافائدة الكلام إذن؟
- ارجوك يا لازارو..
لم يكن لازارو على استعداد للإذعان لتوسلاتها فأدركت انتونيا انه لم يعد امامها
سوى ان تنسى الأمر...
- اين مالفوليو؟
- إنه في الحديقة.
كان صوت انتونيا خافتاً مهزوماً وهي تحاول ان تتمالك نفسها..
- سأخبره بقدومك.
- سأذهب للتحدث اليه في الحديق, ارتاحي انت .
انتظر لازارو قليلاً ريثما تمكنت اخته من الجلوس على الأريكة وحاول ان يحافظ
على رباطة جأشه لئلا تشعر بالمرارة التي تمزق احشاءه, وبنيران الغضب التي تستعر في
داخله مهددة بالانفجار..كان عليه ان يتكلم ويتصرف بطريقة طبيعية للغاية وكأنه مر
فقط لإلقاء التحية على افراد عائلته.
بعد اسبوعين , ستضع انتونيا مولودها الثاني .. ماذا فعل ذلك السافل بأخته وابنتها
والطفل الذي لم ير النور بعد؟
عند خروجه الى الحديقة, خطر في باله سؤال آخر.. ماذا فعل ذلك السافل بكاتلين ؟
كان لازارو يتحلى بالقدرة على المشاركة في كافة الاجتماعات او اللقاءات واستلام
دفة الكلام بعفوية مطلقة وذكاء حاد ومن دون أي تحضير مسبق.. لكنه تمنى في هذه
اللحظة لو انه استعد اكثر لمواجهة هذا الموقف..
رأى صديقه وزوج اخته وزميله في العمل يقف متكئاً على الجدار الحجري حاملاً في
يده التي لفها بضمادة كأساً من العصير, ووجد لازارو نفسه عاجزاً عن الكلام لبضع
ثوان.
كم تمنى ان تكون كاتلين مخطئة.. او حتى كافية لكنه واثق كل الثقة من انها ليست
كذلك.
- ماالذي قالته ؟
بدا وجه مالفوليو شاحباً من حدة التوتر...
- ماالذي قالته تلك الساقطة؟
----------------------------------
لم يتمكن من إنهاء جملته إذ جذبه لازارو من سترته وضربه بعنف على الحائط..
- اصمت...
كان لازارو يتكلم بغضب شديد ووجهه على مسافة قريبة جداً من وجه مالفوليو.
- أنت تثير اشمئزازي..
- هل صدّقت كلامها؟؟
رماه مالفوليو بابتسامة ساخرة ولا تخلو من التوتر ..
- صدقت كلام تلك الفتاة ولم تصدق كلام فرد من افراد عائلتك؟
- انت زوج اختي ولست من لحمي ودمي.. ماالذي جنيته من العبث معها؟
- لم افعل.. كانت تحاول التودد الي, وارادت ان توقعني في حبائلها.
- هراء.. لا تحاول ان تكذب لتنقذ نفسك من هذه الورطة , إذا اقتربت منها ثانية
فلن اكون مسؤولاً عن تصرفاتي..
كانت يدا لازارو تسمرانه على الحائط ونبرة صوته لا تخلو من التهديد..
- حذار ان تقترب منها.
- اتقصد انك لم تطردها؟
- ولم اطردها والذنب ذنبك أنت؟ اريدك ان تعلم انني عينتها كمساعدتي الشخصية
. وإذا اقدمت على تصرف واحد غير مرغوب فيه, فسأخبر اختي بكل شيء..
استجمع مالفوليو قواه وقال:
- كانت هي من نصب لي فخاً.. تماماً كمافعلت معك.
- ماالذي تقوله؟ حاولت إغواءها بالحديث عن الترقية .. ولاحقتها طوال الوقت ..
لم تكن كاتلين من اخبرني بذلك بل احد الموظفين العاملين في الإدارة .
- إغوائها!.
علت إمارات الغضب والسخط وجه مالفوليو وهو يردف:
- كانت هي من يلاحقني يالازارو.. فبعد ان نالت شهادة عالية ظنت انها تملك الحق
في ان تشغل منصباً مرموقاً.. وطلبت مني ان اسهل لها الامور لتحل محل جينا ..إنها
معتادة على طلب الخدمات ..بما في ذلك التلاعب ببيانات راتبها..كان عليك ان
تراها..
رفع مالفوليو يده ليبعد خصلة من شعره عن وجهه وزادات حدة صوته وهو يرى
لازارو يتراجع خطوة الى الوراء ويهز رأسه آبياً الإصغاء الى الكلام الذي زرع الشك
في قلبه.
- حرصت على مطاردتي من مكان الى آخر فوقعت في حيرة من امري .. وعندما
قلت لها انني لن اتمكن من مساعدتها عضتني وراحت تصرخ مدعية بأنني تحرشت بها.
- انت تكذب لتنقذ نفسك..فأنت لا تساوي شيئاً من دون عائلتك ووظيفتك ..
وآل رينالدي.. ولو لم امد لك يدي وانتشلك من الفشل الذي كنت تعيش فيه
لبقيت انساناً طفيلياً تافهاً تماماً كما كنت قبل ان تلتقي اختي.
واطلق شتيمة خافتة ليعود ويضيف:
- لم اخفي عنها افعالك؟ أنا واثق من ان حياتها ستكون افضل من دونك.. من
الأفضل ان اخبرها الحقيقة..
- ..احب انتونيا ولا يمكنني خسارتها وخسارة طفليّ بسبب تلك الساقطة.. اظنها
انها مستاءة جداً مني وتريد ترك العمل , اليس كذلك؟
وضحك ضحكة ساخرة ثم اضاف:
- لكنها نسيت استياءها عندما ضاعفت راتبها ..ولم يعد وجودي يزعجها طالما ان
الثمن مناسب.
------------------------------
شعر لازارو بالدم يغلي في عروقه , على الرغم من إحساسه ببعض الارتياح , اذ كان
مالفوليو يقول الحقيقة فهذا يعني ان اخته وولديها في امان ..اما كاتلين.. وسرعان
ماانحسرت موجة الارتياح التي غمرته منذ لحظات.
كان لازراو واثقاً من ان تعابير الألم التي تراها في عينيها صادقة.. وقد شعر بتسارع
نبضات قلبها بين ضلوعها عندما اخذها بين ذراعيه, فهل يعقل ان تكون قد خدعته
وهو صاحب الخبرة الطويلة في النساء؟
- أظنك تعرف من تكون , أليس كذلك؟
بدا صوته مالفوليووكأنه آت من مكان بعيد جداً غير انه لم يتمكن من إنهاء كلامه, إذ
فتحت الأبواب وخرجت منها أنتونيا..
اختار هاتف لازارو الخلوي ان يرن في هذه اللحظة بالذات لينقذه من مواجهة اخته
والإدعاء بأن شيئاً لم يحصل.
سارع الى فتح هاتفه تاركاً لمالفوليو مهمة التحدث الى انتونيا وإقناعهابأنهما
سينضمان اليها بعد قليل, اخذا لازارو بعض الوقت ليتمكن من التركيز على الصوت
الناعم الذي كان يتحدث عند الطرف الآخرمن الهاتف , وقد عرفت صاحبته عن
نفسها بأنها بائعة في احد المخازن الكبرى في المدينة..
- هلا سمحت لي بأن راجع معك مجموعة المشتريات قبل التوقيع على الفاتورة؟
اصغى اليها وهي تتلو قائمة طويلة من البذلات النسائية , والمعاطف,
والاحذيةوالجزمات التي تحمل توقيع اشهر المصممين العالميين, وتساءل في سره كيف
استطاعت تلك المرأة التي ادعت انها قادرة على تدبر امورها شراء مجموعة من الملابس
توازي قيمتها الميزانية السنوية المخصصة لملابس جينا , وذلك في اقل ساعة واحدة؟
- هذا الى جانب مجموعة كاملة من الحقائب , أظنك على علم بهذه المشتريات ,
أليس كذلك؟
- أجل ...
وتذكر لازارو انه دفع مبلغاً كبيراً من المال عندما بدأت جينا بالعمل معه ليؤمن لها
ملابس تليق بوظيفتها الجديدة , لم يسبق له قط من قبل ان دقق في أي فاتورة ولن
يفعل ذلك الآن بعد ماسمعه من مالفوليو.
اقفل لازارو الخط وابتسم لأخته ابتسامة رقيقة بينما كان مالفوليو يؤكد لها انهما
سيلحقان بها بعد قليل.
سألته انتونيا بقلق:
- هل كل شيء على مايرام؟
- طبعاً..
وافتر ثغره عن ابتسامة سرعان ماتلاشت عند دخول اخته الى المنزل, وعودتهما الى
الحديث السابق.
- إنها ابنة خالة روكسان..
ماكاد مالفوليو يتفوه بتلك الكلمات حتى كسا الشحوب وجه لازارو..
كانت كاتلين بيل ابنة خالة روكسان..
ولم يكن يكره احداً في العالم بقدر كرهه لروكسان مارتن..إنها المرأة التي حرضت
الأخ ضد اخيه, إنها المرأة التي تلطخت يداها بالدم ولعلها قتلت اخاه بيديها..
وتابع مالفوليو كلامه قائلاً بنبرة فظة:
- تكلمت عن العائلة وشددت على صلة الدم.. حسناً يبدو ان مساعدتك الشخصية
الجديدة تحمل في عروقها فصيلة الدم نفسها التي تجري في عروق روكسان مارتن.
لا!
ابي عقل لازراو ان يتقبل الحقيقة المرة... فالمرأة التي تحدث اليها بعد ظهر اليوم
وضمها بين ذراعيه تختلف كلياً , كلياً عن روكسان ..لكن وفيما هو يستعد لدحض
ادعاءاته منعه عقله من ذلك..
-----------------------------
كانت العينان اللتان التقتا بعينيه تطلقان شرارات خطيرة, وعلى الرغم من الرغبة
الشديدة التي تملكته في الاتصال بالمتجر وإلغاء حسابها والتراجع عن عرض العمل
الذي قدمه لها, إلا ان طيف ابتسامة ساخرة ظهر على طرف ثغره , ماذا لو استخدم
فتاة ساقطة, منافقة ومخادعة؟ كان يمكن للأمر ان يسوء اكثر ... لو لم يعرف
حقيقتها..
- من الأفضل ان يكون ماقلته هو الحقيقة , لأنك إذا الحقت الاذى بأختي..
سمر لازارو زوج اخته على الحائط بنظراته الثاقبة وهو يردف:
- سادعك على قيد الحياة فقط لأجعلك تندم على مافعلته.
- ماذا عن كاتلين؟
بدا القلق في عينيه وهو يطرح هذا السؤال البغيض..
- هل ستتخلص منها؟ أقصد .. بعد ماسمعته مني...
- أتخلص منها ؟ ولم افعل هذا بعد ان بدأت الامور تزداد إثارة؟ إذا كانت كاتلين
بيل تظن نفسها قادرة على خداعي, فعليها ان تدرك انها اختارت الشخص الخطأ,
إنني اتحرق شوقاً لمعرفة ماتخبأه لي في المستقبل.
----------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 23-11-17, 07:49 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4- في عرين الاسد
- تقول هذه الرسالة القصيرة إن روبيرتا اتصلت بي.
كان صوته ينطوي على تلك النبرة التحذيرية التي باتت تألفها, مضى اسبوع بأكمله
على بدء عملها في مكتب لازارو وهاهي تنتظر حلول نهاية النهار بفارغ الصبر
لتتمكن من ان تودعه على ان تعود وتلتقي به نهار الاثنين.
- هذا صحيح.
لم ترفع كاتلين نظرها نحوه بل فضلت ان تحدق في الرسالة القصيرة التي وضعها على
طاولة المكتب وان تسمر عينيها على اصابعه القوية فوقها..
- اتصلت منذ نصف ساعة لكنك كنت تتحدث على الهاتف..
- وماذا قلت لها؟
- الحقيقة ..قلت لها ان لديك اتصال آخر .. وسأبلغك بأنها اتصلت..
ومدت اصابعها المرتعشة مشيرة الى رسالتها القصيرة وأضافت:
- وهذا مافعلته بالضبط...
- اظنها قالت لك انها مسألة طارئة..
- هذا صحيح ..لكن الجميع يقولون....
- هل تدركين انني احاول الاتصال بها منذ اكثر من يومين؟؟
-------------------------------
كان صوته غاية في البرودة..
- بدت قلقة بدت وكأنها ..
- لا شك عندي في انها قلقة لأنني طلبت منها الاتصال بي قبل الساعة الخامسة من
بعد ظهر الجمعة, وإلا سأجد نفسي مرغماً على وقع دعوى قضائية .. وهذا ماكنت
على وشك ان افعله قبل ان ارى الرسالة القصيرة التي تركتها على مكتبي ..لمَ لم يخطر
في بالك ان تتحققي من الأمر؟ تباً لك..
- مهلاً...
على الرغم من انها اختارت حذاء بكعب عالٍ إلا ان قامتها لم تكن توازي قامته
فشعرت بشيء من التردد امام غضبه الساحق , لكنها قررت الا تتراجع عن مواجهته
, فمنذ بداية الاسبوع وهي تعاني الآمرين من طباعه السئية وكأن الرجل الذي اجرى
المقابلة معها رحل الى غير عودة.. وتساءلت مراراً في سرها ماإذ كانت قادرة على
الاستمرار في العمل معه حتى نهاية الأسبوع.
- لم اجد اسمها على قائمة جينا الشهيرة, وإذا قمت بتحويل مكالمة كل امرأة قلقة,
منهارة, غارقة في دموعها او ثملة فعليك ان تترك مكتبك وتمسك الهاتف بيدك طيلة
النهار مردداً السيد رينالدي يتكلم...
لم تتمكن كاتلين من ضبط نوبة الغضب التي استولت عليها , فأجابها لازارو بنبرة
لاذعة وقد لوى فمه وهو يحاول ان يضبط نفسه لئلا يبتسم :
- في المرة المقبلة التي يتصل فيها شخص لا تعرفيه, عليك ان تراجعيني اولاً.
واختار الهاتف هذه اللحظة بالذات ليرن فرفعت كاتلين السماعة وعرفت عن نفسها
بنبرة هادئة على الرغم من نيران الغضب المستعرة في داخلها .. وإذا ببريق غريب
يومض في عينيها.
- لحظة من فضلك, سأتأكد مما إذا كان هنا.. إنها تانيا..
ورمته بابتسامة خبيثة قبل ان تسأل :
- هل ترغب في التحدث اليها؟.
- كلا.
- لكنها تقول ان الأمر طارئ كما بدا صوتها قلقاً .ريحانة
- قولي لها إنني بدأت عطلة نهاية الاسبوع..
ومرر يده في خصلات شعره مضيفاً:
- لكنك طلبت منها الانتظار قليلاً وستعلم حتماً انني هنا.
- آسفة لأنني جعلتك تنتظرين...
راحت كاتلين تتكلم بنبرة رقيقة مقنعة:
- ظننت انني قد اتمكن من اللحاق به عند مكتب الاستقبال ..لكنه غادر ولن يعود
في عطلة نهاية الاسبوع .. سأبلغه انك اتصلت به.ريحانة
اعادت كاتلين السماعة الى مكانها وقررت الانتظار حتى نهار الاثنين إذا اقتضى
الأمر..
- حسناً..
وهز كتفيه بالامبالاة واضاف :
- في المرة المقبلة...
وتوقف فجأة عن الكلام..
- ماذا؟ هل تريد مني ان احول الاتصالات ام اراجعك اولاً ام آخذ مبادرة شخصية؟
- حسناً ... حسناً..
ورفع يديه عالياً تعبيراً عن سخطه وصرخ :
- اتقبل هذا.
- وأنا ايضاً .. انتظر اعتذارك...
وللمرة الاولى منذ اسبوع التفت لازارو نحوها وابتسم ....
- لا تبالغي ..عليّ ان اتصل بروبيرتا واطلب من المحامي إلغاء الدعوى...
ولم تفارق البسمة شفتيه وهو يردف :
- اسمعي .. لمَ لا تعودين الى المنزل؟
كان هذا الاقتراح افضل من الاعتذار بكثير , نظراً لأنها لم تعتد مغادرة المكتب قبل
منتصف الليل....
--------------------------------
- حسناً ..إن كنت واثقاً من ذلك..
- طبعاً.. بذلت الكثير من الجهد خلال هذا الاسبوع.
إنه اول إطراء تسمعه منذ بدأت العمل في هذا المكتب , فتحولت نيران الغضب التي
تتآكلها رماداً بلمح البصر, حملت حقيبة يدها ونظرت اليه مبتسمة..
- اراك غداً عند الساعة السابعة صباحاً.
- ماذا؟ هل نسيت انها عطلة نهاية الاسبوع؟
- ولهذا السبب بالذات قررت ان اقصد المنتجع في شبه الجزيرة...كنت ادرس مسألة
شرائه ليتمكن زبائني الأجانب من الفرار من زحمة المدينة بحثاً عن الاستجمام في
العطلات.. ولابد من ان امضي عطلة نهاية الاسبوع فيه.
- لكننا لم نحجز فيه.
كانت كاتلين تحلم بأن تسترخي في حوض من المياه الساخنة بعد ان تضع على
وجهها قناعاً مغذياً للبشرة او ان تسترخي بتكاسل من دون ان تفعل شيئاً بعيداً عن
ضغوطات عملها..
هز لازارو كتفيه بلا مبالاة واجاب:
- يمكننا ان نتصل بهم في الغد ..اود التأكد من براعتهم في التعامل مع الزبائن الذين
يتصلون في اللحظة الأخيرة .. سنستعمل اسماء وهمية .. لا اريدهم ان يعملوا بمجيئي.
وإذ لاحظ عبوس وجهها , تابع:
- إنني معتاد على استباق الامور .. وهذا هو سر نجحي ياكاتلين..فلاتنسى ذلك
ابداً؟.
وعلى الرغم من انه كان لايزال يبتسم إلا ان عينيه حملتا شيئاً آخر ..فأحست كاتلين
وهي متوجهة نحو الباب وكأنه يوجه اليها تحذيراً...
وعند الساعة السابعة من صباح اليوم التالي, كانت كاتلين تنظر الى جيرمي وهو
يضغط على جهاز التحكم عن بعد ويفتح البوابة الخارجية لمنزل لازارو الفخم
فأدركت ان العمل مع رينالدي العظيم يتطلب منها ان تتخلى عن حياتها الشخصية ,
فخلال الاسبوع الأول من العمل اكتشفت ان دور مساعدة لازارو الشخصية هو
دور يتطلب الكثير من الجهد, كما يتطلب ان تعمل معه في الفندق او في منزله وفق
مايقتضيه جدول اعماله الحافل, وخلال الاسبوع الذي امضته برفقته , قطعت كاتلين
اميالاً في الجو اكثر ممافعلت طوال حياتها فلازارو يستخدم طائرات الهيليكوبتر تماماً
كما يستخدم الناس سيارات الاجرة, والسفر مابين الولايات بهدف المشاركة في
اجتماع لايستغرق ساعتين امر عادي.
كانت كاتلين تستيقظ قبل طلوع الفجر فتستحم وترتدي ملابسها قبل وصول سائق
لازارو ليقلها الى المكتب حيث يبدأ نهاراها المرهق.. ونادراً ماكانت تخلد الى فراشها
قبل منتصف الليل لتعود وتستيقظ مذعورة على رنين الساعة المنبهة التي تعلن بدء
العرض البهلواني المضني من جديد.
ارتشفت كاتلين قهوتها آملة ان يعطي الكافيين مفعوله قريباً جداً ثم ترجلت من
السيارة وقرعت باب المنزل الامامي وهي تتساءل في سرها كيف سيكون مزاجه
اليوم.
لم تكن كاتلين معتادة على ان يجيبها احد فدفعت الباب ودخلت المنزل, كان وقع
حذائها ذي الكعب العالي على البلاط يتردد في كافة انحاء المكان ويتلاشى كلما
وطأت السجاد السميك الفاخر المفروش على الارض, إنها المرة الثالثة التي تقصد فيها
منزله في الصباح, وفي كل مرة كان لازارو يحييها باقتضاب ويستعرض معها بإيجاز
جدول اعمالهما اليومي..
لكنها لم تجد له أي اثر هذا الصباح..
احست وكأنها دخيلة وهي تجتاز الرواق الطويل المظلم, لم تعتد بعد على هذا المكان
المترف, ماجعلها تقف مفتونة امام تفاصيله الفخمة, فقد كان قصره المجهز بدقة لا
مثيل لها, يجمع مابين قطع الاثاث الفخمة القديمة الطراز و آخر ماتوصلت اليه
التكنولوجيا الحديثة من اجهزة.. ولعل ابرزها ملفت انتباهها هو ان القصر وعلى
الرغم من روعته , يفتقر الى اللمسة الانثوية فلا اثر للازهار في الزوايا, كما غابت
الصور الجميلة فوق قطع الاثاث الخشبية.
-------------------------------
اختلست كاتلين النظر الى الردهة فوجدتها في حالة من الفوضى العامرة على غير
عادة, لكن الوقت لا يزال مبكراً ولم يتسن بعد لمدبرة المنزل ان ترتبها, وفيما وقفت
كاتلين تتأمل الوسادات المكدسة على الأرض وهي مستغرقة في التفكير طالعتها رائحة
عطر انثوي قوي تغلغلت في انفها, ورأت جهاز الستيريو يومض من بعيد وكأنه منارة
وسط الظلمة...لابد انه نسي ان يطفئه قبل ان يخلد الى فراشه, توجهت كاتلين الى
المطبخ وهي تهز برأسها آبية الاعتراف بأن مارأته أثار انزعاجها.ريحانة
عليك ان تعتادي الأمر ياكاتلين فالعمل مع لازارو عن قرب يفوض عليها ان تعتاد
على فكرة التعرف على وجه جديد في كل مرة ...وجوه لا تعد ولا تحصى.. لوسي,
تابيتا, ماندي, تانيا.. وكل اسم من هذه الاسماء يتحول الى سكين تغرز في قلبها كلما
تناهى اليها صوت صاحبته عند الطرف الآخر من الهاتف.. وكلما رفض لازارو الرد
على المكالمة تشعر وكأن جرحها بدأ يندمل..
لعله برفقة بونيتا, تلك المرأة التي يحرص لازارو على الرد على اتصالاتها.. صاحبة
الصوت الرخيم المثير الذي لا يقوى لازراو على مقاومته والقادر على سحبه من
اجتماعاته..
احست كاتلين بغصة في حلقها وتساءلت في سرها عن طبيعة رد فعلها إذا ماظهرت
بونيتا الآن امامها... لكنها سرعان ماعادت وذكرت نفسها بأنها مجرد موظفة عنده..
ولا يهم ماتشعر به حياله...لكن وعلى الرغم من الجهد الذي بذلته لتذكر نفسها
بموقفها في حياته, لم تتمكن من إسكات صرخات الألم التي تعالت في اعماقها لدى
دخولها المطبخ رؤيتها مخلفات سهرة الليلة الفائتة على الطاولة.
حاولت ان تتجاهل آثار حمرة الشفاه على احدى الكؤوس لكن من دون جدوى..
وتساءلت عما إذا كانت تقاطع شيئاً ما.. فاستجمعت شجاعتها وسارعت الى نزول
السلم حافية القدمين متفادية ان تقع عيناها على جمال ساحراً آخاذا!
إلا انها وجدت نفسها امام لازارو!
تباً! تمنت كاتلين في سرها ان تخفي ظلال الضوء الحمرة التي علت خديها وشغلت
نفسها بحقيبتها .. ألم يكن بإمكانه ان يرتدي ملابسه كلها؟
بدا لازارو مرتبكاً وقد خرج للتو من الحمام مرتدياً سرواله وحاملاً منشفة في يده ,
كما بدا وسيماً الى حد لا يقاوم.
- تأخرت...
تدلت خصلات شعره المبلل على جبينه , وكادت رائحة عطر مابعد الحلاقة الممزوجة
برائحة بشرته الرطبة ان تخنقها وهو يمر بقربها..
- قهوة؟
سؤال بسيط , ولا ضرورة له, مع ان الكافيين هو صديقها الوحيد الذي ساعدها
على تحمل مشقات الاسبوع الماضي.ريحانة
- قهوة؟
قطب لازارو امام صمتها المطبق وإيماءة رأسها الخجولة المترددة.. ثم ادار لها ظهره ,
مازاد من حدة توترها .. غرست اظافرها في راحة يدها وهي تنظر بطرف عينها الى
عضلات جسمه فيماهو يمد يده ليفتح خزانة المطبخ.. ليته يرتدي ملابسه ..ليته
يستأنفان عملهما الروتيني.... فوجود لازارو في المطبخ وبهذا الشكل اطلق العنان
لمخيلتها..
وعصفت رياح عاتية في داخلها وحملت اوراق افكارها المبعثرة وطارت بها عالياً ..
فراحت تتخيل صاحب هذا الوجه الغامض عادة وهو يبتسم لها بحنان عند الصباح,
ويعانقها بتكاسل..
---------------------
- تفضلي ..
لم تكن يداه ترتعشان مثل يديها وهو يقدم لها فنجان القهوة... كانت كاتلين تجلس
على احد المقاعد في المطبخ عندما مال نحوها قليلاً ليضع فنجان القهوة على الطاولة
خلفها.
***
كم هي فاتنة! صحيح انها كتلة من الاعصاب لكنها فاتنة بكل ما للكلمة من معنى..
كان الاسبوع الفائت مرهقاً جداً, وقد توقع منها ان ترتكب خطأ او هفوة تفضح
حقيقة امرها لكنها بدت اشبه بنسمة هواء عليلة, تدخل المكتب وتخرج منه وعلى
وجهها ابتسامة عريضة, آسرة قلوب زملائها ورب عملها على حد سواء, لم يتوقع
لازارو منها ان تكون على مستوى الدور الذي عهده اليها, لكن ما ان اتقنت قواعد
اللعبة الاساسية حتى برعت فيها.. وكاد ينسى في بعض الاحيان حقيقتها..
ففي مثل هذه اللحظات , يبذل لازارو مافي وسعة لينسى انها قريبة روكسان..
ويطلق العنان لنفسه فيتأمل يديها المضموتين فيحضنها, وساقيها اللتين لا تعرفان
الثبات ابداً..لمَ لم تخالجه هذه الاحاسيس ليلة البارحة وهو يصغي الى ثرثرة ماندي...او
ميندي ..لم يعد يذكر اسمها...
فعلى الرغم من جمالها الفائق, لم يشعر بذرة من اللهفة اليها مااثار قلقه.. إنها المرة
الاولى التي يواجه فيها مشكلة من هذا النوع, لذا طلب من سائقه ان يعيد ماندي الى
منزلها متذرعاً بالتعب..
تعب زالت آثاره في الصباح بسحر ساحر..احس لازارو بالجو مفعماً بالإثارة,
وتدافعت في رأسه , وتدافعت في رأسه صور محمومة, ورأى نفسه يجذبها اليه ويعانقها
بلهفة قابلتها بلهفة اكبر...
لم ينبس اي منهما ببنت شفة بل لزما الصمت الكلي وكأنهما يشعران بمايسري بينهما
..شعور لا يمكن انكاره.. لكن ثمة قطعة جليد تقف كحاجز بينهما.. ولابد من
تحطيمها..
- مارأيك لو نصعد الى الطابق العولي وننهي المسألة..؟
كان صوته اجش وعيناه تبتسمان لها بمكر..
لو سمعت كاتلين هذا الكلام من شخص آخر وفي ظروف مختلفة , لتمنت ان تموت..
إلا انها انفجرت ضاحكة وقد احست بالارتياح لأنه اقر بالأمر وعالجه بالمزاح ليتسنى
لها ان تحذو حذوه..
- المشكلة هي انني لا استطيع البقاء في هذه الحالة طوال النهار.. فهذا مزعج
للغاية..
- عليك ان تعتاد الأمر لأنني راجعت جدول الأعمال وتبين لي ان لاوقت لدينا لهذه
التفاهات.. على أي حال انتهيت للتو من اصلاح زينة وجهي.ريحانة
انفجر لازارو ضاحكاً ولحسن حظها ان حمرة خديها تلاشت..وادركت كاتلين في
تلك اللحظة انها تغازله..كيف يعقل ان تغازل كاتلين بيل, هذه الفتاة العذارء, الرجل
الكثر إثارة في العالم؟؟
ويبدو انها برعت في ذلك إذ لاحظت نبرة الندم التي انطوى عليها صوته وهو يبتسم
لها قائلاً:
- هذا مؤسف حقاً...
حملت كاتلين كوب القهوة وارتشفت القليل منه...
- هذا مؤسف حقاً..انا واثق من اننا كنا سنلهو كثيراً..
وعلى الرغم من انه راح يتصفح الجريدة عند مغادرتهما المدينة, إلا ان هذا لم يثنه عن
إصدار الأوامر..فقال لها بينما كانت تهم بإخراج هاتفها من حقيبة يدها:
- احجزي لنفسك في قسم التدليك مع افضل وسائل العناية .. واحجزي لي ملعب
الغولف..قولي لهم انني ارغب في استئجار كافة المعدات..
-------------------------------------
اجابته بفظاظة بينما هي تطلب الرقم:
- النساء يلعبن الغولف ايضاً.. وبعضهن بارعات فيه..
- لابأس , يمكنك ان تلعبي الغولف إن شئت, ولا مانع عندي من ان اخضع
لتدليك..
مع انها لم تكن تعرف شيئاً عن لعبة الغولف باستثناء انها مملة, اجرت الحجوزات
اللازمة للسيد هولند ومساعدته الآنسة بيل, واحست بموجة احمرار تجتاح وجهها
وهي تفعل ذلك.. وإذ وجدت عرضه مغرياً جداً , طلبت منهم ان يؤمنوا لها بعض
العلاجات المترفة...
قال لها بعد ان اقفلت الخط:
- لم يعجبني الاسم المستعار الذي اخترته.
اجابته كاتلين مازحة:
- لست انا من يرغب في التخفي.ريحانة
لكن يبدو ان لم يفهم الدعاية او اساء ترجمة كلامها , لأن قسمات وجهه تصلبت
فجأة وضاقت عيناه لبرهة من الزمن وراح يحدق فيها كما كان يفعل طوال الأسبوع
الماضي..
كان يحدق فيها وكأنه يكرهها ...
علا رنين هاتفه الخلوي من داخل جيبه لكنه لم يبد اي استعداد للرد , اشاح بنظره
بعيداً متأملاً المناظر الطبيعية من النافذة, وإمارات الكآبة بادية على وجهه..
احست كاتلين بالملل وقد ادركت ان اللحظات الجميلة التي امضياها معاً في الصباح
باتت ذكرى بعيدة.. بدا واضحاً ان نهارها سيكون طويلاً جداً...
- كاتلين بيل!.
عندما رن هاتفها الخلوي, اجابت كاتلين من دون ان تحقق من هوية المتصل آملة ان
يخفف ذل, وإن قليلاً, من المزاج الكئيب الذي اغرق لازارو نفسه.
- انتونيا!
رماها لازارو بنظرة حادة...
- كيف حالك ؟
- انه اليوم المنتظر؟؟
شعرت كاتلين بافثارة الممزوجة بالخوف في نبرة صوت اخته...
- اننا في طريقنا الى المستشفى .. حاولت الاتصال بالازارو في المنزل وعلى هاتفه
الخلوي لكنه لم يجب .. لا اظنه برفقته . أليس كذلك؟
لم يتسن لها ان تجيب عن سؤالها إذ تأفف لازارو وأومأ لها بيده لتناوله الهاتف.. وبدا
صوته ناعماً رقيقاً وهو يتحدث الى اخته.
- كيف حالك؟ إنها اخبار رائعة..
وتوقف قليلاً عن الكلام ثم اضاف ضاحكاً :
- لا داعي لذلك.. تعلمين جيداً ان الولادة الثانية تكون اكثر سهولة...
ارادت كاتلين ان تسأله منذ متى اصبح خبيراً في الولادة , لكنها فضلت ان تحتفظ
بذلك لنفسها..
- ألم تدركي بعد انني خبير في كافة الأمور ؟؟ ظننت انك لن تلدي قبل اسبوع..
كان ينقر بأصابعه على فخده وهو يصغي الى رد انتونيا..
- أساءت اختيار التوقيت .. لا يمكنني إلغاء رحلة نهاية الأسبوع .. كنت استعد لها
منذ فترة طويلة..
كانت كاتلين تحدق فيه وهو يختلق الأكاذيب بسهولة فائقة..
- ليتني استطيع ذلك..لكن ماباليد حيلة .. اتصلي بي فور ولادة الطفل.. حظاً
سعيداً.
واقفل الخط واعاد الهاتف الى كاتلين من دون ان يتفوه بكلمة ثم عاد لينظر من النافذة
تاركاً كاتلين تتخبط في افكارها .
--------------------------------
لم تكن المرة الاولى التي يكذب فيها لازارو على امرأة لكنها وجدت صعوبة كبرى في
فهم السبب الذي دفعه للكذب على اخته التي توشك على ان تضع مولودها الثاني..
لم يكن من الصعب عليه ان يلغي هذه الرحلة لأن لا احد يتوقع وصوله في المنتجع...
لم يغفل عنه استياء كاتلين مماحصل وشعر للمرة الاولى في حياته بالتوتر, فعلى الرغم
من انه لم يمر يوماً اهتماماً لرأي مساعدته بالتوتر , فعلى الرغم من انه لم يمر يوماً
اهتماماً لرأي مساعدته الشخصية, إلا انه شعر برغبة قوية في ان يطلب من جيريمي ان
يركن السيارة جانباً ويترجل منها ليتمكن من البقاء وحيداً معها..
طقطق لازارو اصابعه بنفاذ صبر محاولاً طرد تلك النزوة الغريبة.. لم يكن يرغب على
الاطلاق في الانغماس في تأملاته في هذا اليوم بالذات... وهو لم يكن يشعر بالانزعاج
من استياء كاتلين بل من خوفه وحقده..
كان يحاول جاهداً ان يجد موقعاً له مع هذه الحياة الجديدة التي سترى النور قريباً
جداً.. حياة جديدة ستعيد لمّ شمل العائلة المشتت فيتسنى لها ان تجتمع وتتكلم...
حياة جديدة سترغمه على مواجهة الاموات...
---------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 23-11-17, 07:52 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5- رجل المفاجآت
كانت الاجواء العامة تعد بنهار مضن جداً..
وجدت كاتلين المنتجع غاية في الروعة , فعند عبورهما الطريق الخاصة المكسوة
بالحصى , طالعهما مشهد ملعب الغولف المذهل, مشهد اضفى شيئاً من النضارة على
رطوبة الصيف الحار... وكانت المياه تتلألأ تحت اشعة الشمس في مشهد طبيعي يوحي
بأن درجات الحرارة انخفضت قليلاً.
قبل ان تتصل به انتونيا ويغرق في صمت عميق لاتقطعه إلا بعض العبارات المقتضبة ,
حدثها لازارو عن عملائه في الخارج الذين يحبون تمضية عطلات نهاية الاسبوع في
اماكن نائية, بعيداً عن المدينة والفنادق مهما بلغت فخامتها, فلم لا يبحث عن سبيل
يجعلهم ينفقون نقودهم في اماكن مماثلة فيما تذهب الارباح كلها الى حسابه الخاص؟
كان المبنى الفخم يوحي بالراحة , على الرغم من انه يفتقر الى اللمسات الجمالية,
ومنذ اللحظة الاولى التي وطأت فيها اقدامهما الحاجب الى جناحيهما الفخمين,
ادركت كاتلين سبب إصراره على امتلاك هذا المكان.
وقفت في غرفتها تختلس النظر الى السرير الابيض الكبير, وفي داخلها رغبة شديدة
في خلع حذائها والارتماء عليه إذ شعرت وكأنها امضت النهار كله في العمل ان
الساعة لم تتجاوز التاسعة بعد.ريحانة
------------------------------------
لم تكد تمر ثوان حتى قرع لازارو باب غرفتها, والحماسة بادية على ملامح وجهه,
وطلب منها الامضمام اليه ليبدأ العمل.
صحيح انها لم تكن المرة, الاولى التي تراه فيها منهكماً في عمله لكنه بدا اليوم مدهشاً
الى حد يفوق الوصف, راح يجري المقابلات مع كبار الموظفين فيما تولت كاتلين
تدوين الملاحظات الهامة.
ولم تخفف استراحة الغداء من وطأة الضغط فما إن جلسا الى المائدة حتى قرر لازارو
ان يقوم بزيارة مفاجئة الى المطبخ مصراً على طلب الطبق الوحيد الذي لم يكن متوفراً
في ذلك النهار.
- تبدو راضياً عن نفسك.
اجابها بينما هو يغمس الهليون في الزبدة :
- هذا صحيح..فعلي الرغم ممايبدو عليه, يحتاج هذا المكان الى الكثير من العمل.
- لكنه رائع..
- ساجعله اكثر روعة.. من حسن الحظ انني نجحت في تخفيض ثمنه قليلاً ..يبدو انهم
يريدون بيعه في اقرب فرصة ممكنة.
- كيف عرفت ذلك؟
- لأنه من واجبي ان اعرف ..كان هذا النهار مجدياًَ للغاية..
- جيد!
بذلت كاتلين مافي وسعها لتركز اهتمامها على طبقها وهي تتكلم :
- هل هذا يعني اننا سننهي عملنا قريباً؟.
- لماذا ؟ هل انت مرتبطة هذا المساء؟
- كلا, إنما اخشى ان تكون انت مرتبطاً.ريحانة
وارغمت نفسها على رفع عينيها نحوه مضيفة:
- انجزنا اليوم كمية كبيرة من الاعمال .. وإذا استمرينا على هذا المنوال فقد نتمكن
من العودة الى مبلورن.
- هل تدركين كم يساوي هذا المكان؟
قاطعها لازارو ظناً منه ان الرقم الذي اعطاء سيثير دهشتها إلا انها لم تنبس ببنت
شفة..
- على اي حال , لا يمكنني ان اتخذ قراراً بهذا الشأن من دون ان اطلع على كافة
الاعمال في المنتجع...
وصمت لحظة ثم اضاف بنبرة اقل حدة:
- عليك ان تستمتعي بالتدليك بينما اقوم انا بجولة في ملعب الغولف...
- لا يمكنني ان تصورك كلاعب غولف..
- لست كذلك.
- ولكن لايمكنك ان تفوز في لعبة الغولف عن طريق الخداع.
- الخداع؟
- أو التظاهر بالبراعة!
- لكنني بارع فعلاً.
وهب واقفاً ثم اضاف:
- إنني امقت هذه اللعبة بشدة لكن لا ذنب لي إن كنت بارعاً فيها.
وجدت كاتلين وهي مستلقية على الكرسي الخاص بالتدليك ان العمل كمساعدة
لازارو رينالدي الشخصية يضفي شيئاً من الترف على حياتها.ريحانة
اغمضت عينيها وحاولت الاسترخاء, طاردة من رأسها كافة الافكار التي تتراحم فيه
إلا ان هذا لم يدم طويلاً..فبينما كانت تتوق الى الاسترخاء والغرق في حالة من
النسيان الكلي, احست وكأن يدين قويتين تجذبانها وترغمانها على مواجهة افكارها
من جديد.
وعندما ارتدت اخيراً مئزراً فضفاضاً وجسلت في غرفتها ترتشف كوباً من الشاي,
تساءلت في سرها عما إذا كانت تتحلى بالشجاعة الكافية لمواجهة لازارو هذا المساء
على العشاء, فالرجل الذي كانت تتوق الى رفقته منذ اكثر من سنتين, بدا اليوم مثيراً
للإرهاق والحيرة.
ماذا لو تذرعت بالمرض؟
--------------------------------
ورن جرس هاتفها فالتفتت اليه لتتأكد من هوية المتصل وادركت عى الفور أن لا مفر
من مواجهته.
- مرحباً يانتونيا..كيف حالك؟
- بخير .. اردت التحدث الى لازارو لكن هاتفه الخلوي مقفل ولا احد يجيب في
غرفته.
اجابتها كاتلين على الفور:
- انه يلعب الغولف ولابد انه نسي ان يأخذ هاتفه معه .ريحانة
وعندما سمعت التنهيدة العميقة التي اطلقتها اخته, قالت لها برقة:
- سأذهب للتأكد مما إذا كان في غرفته وإذا لم اجده فسأترك له رسالة قصيرة.
ولم تكد كاتلين تفتح باب غرفتها حتى تسمرت مكانها مصعوقة, فالرجل الذي تبحث
عنه مر امام غرفتها وقطب جبينه عندما سمعها تناديه.
- إنها انتونيا..
عادت الى غرفتها وهي في حالة من الارتباك الشديد, وجلست ترتشف الشاي فيما
لازار ويجيب على المكالمة.
- مذهل!
هذه هي المرة الأولى التي تسمعه فيها يسرف في التعبير عن انفعالاته.
- هل اخبرتها؟ لابد انها تشعر بالإثارة..
تمنت كاتلين لو تستطيع ان تغمض عينيها وتصغي الى كلماته لتصدقها إلا ان عينيها
ابتا تغمضا, وراحتا تتأملانه ملياً وهو يتكئ الى الحائط وقد تصلبت عضلات وجهه.
- آسف يانتونيا, لكن الاعمال متراكمة وعلينا ان نبقى الليلة والقسم الأكبر من
يوم الغد... اظن ان مالفوليو برفقتك.. حسناً.. اريد شراء ملعب الغولف..علي ان
اجرب حظي على الاقل .. لكنني ساعود في اقرب فرصة ممكنة....
رأته وهو يكرر , ولاحظت شحوب وجه , واحست بالجهد الذي يبذه ليلتقط انفاسه
ويتابع كلامه قائلاً:
- كيف حال امي؟.
اغمض لازارو عينيه واخذ نفساً عميقاً قبل ان يضيف:
- إني اتحرق شوقاً لرؤيتها لكنني لست واثقاً من موعد سفرنا الى روما ... يسرني
انك اطلقت عليه هذا الاسم ..لا, اقسم لك..
وماتت الكلمات على شفتيه لبضع ثوان وبدت إمارات البؤس واضحة على وجهه,
ارادت كاتلين ان تهرع نحوه وتأخذ الهاتف من يده وتطلب من انتونيا ان تتصل به في
وقت لاحق إلا ان لازارو نجح في تمالك نفسه وقال لها بنبرة مرحة:
- لابد ان لوكا يشعر بالفخر.
- هل انجبت صبياً؟
لم يلتفت اليها بل اقفل الهاتف واشاح بنظره بعيداً متأملاً ظلمة الليل من النافذة.
شعرت كاتلين بالندم لأنها اجابت على اتصال اخته وبقيت جالسة في الغرفة وهو
يتحدث اليها , كانت واثقة من ان ثمة جانب فيه لا ترغب في رؤيته ابداً.
- اسموه لوكا.
كان يفترض بها ان تقدم له التهاني بالمولود الجديد لكن الظروف التي ترافقت مع
ولادة الطفل منعتها من ذلك..
- تيمناً بأخي التوأم..
ورفع رأسه لتلتقي نظراته المثقلة بالاتهام بنظراتها وسألها :
- هل التقيته من قبل؟
اجابته وهي تجهل تماماً ماالذي جعلها تحمر خجلاً وتشعر بتأنيب الضمير مع انها لم
ترتكب اي خطأ :
- أين يمكن ان التقيه ؟
لم يحدق بها وكأنها مذنبة فعلاً؟
- أثناء عملك في الفندق كمتدربة؟
--------------------------
وضاقت عينا لازارو وهو يضيف:
- ماالذي حسبتني المح اليه؟
أتراه يعلم انها ابنة خالة روكسان؟
احست كاتلين بالعرق يتصبب من جبينها , كل عضلة من عضلات جسمها راحت
تتنفض بقوة من شدة توترها.
- لست ادري, لكن لا اظنني التقيته ...حسناً , هل ترغب في ان احجز وسيلة لتقلنا
من هنا؟
ارادت ان تنصرف بطريقة طبيعية وتتحدث معه بنبرة رسمية:
- إذا نجحنا في العثور على طائرة هيليكوبتر..
هز لازارو برأسه واجابها :
- ثمة الكثير من الاعمال في انتظارنا هنا...
لم يشأ الدخول في التفاصيل لأنه لم يكن قادراً على ذلك.. فالأكاذيب التي رددها
على مسمع اخته لا تتطابق مع الحقيقة ابداً.. وادركت كاتلين على الفور انه لم يخطط
لهذا النهار بهدف الاطلاع على الخدمات التي سيقدمها للنخبة من عملائه..كان الهدف
الأساسي من هذا النهار الفرار بعيداً عن الجميع.
وعندما انتقل فجأة ليلعب دور رب العمل طالباً منها ان تخرج مفكرتها ليتمكنا من
مراجعة جدول اعماله, مع ان ملابسها ليست لائقة ابداً, ادركت كاتلين ان شكوكها
في محلها .
- كان يفترض بنا ان نسافر الى روما بعد اسبوع ..اريدك ان تقومي بالتريبات
اللازمة لنسافر في الغد..
- لكن ماذا عن اختك؟ ألا ترغب في رؤية ..
- لم اطلب منك ان تنظمي حياتي الخاصة.. يمكنني الاهتمام بها بنفسي.. هل يمكنك
اختيار هدية للمولود الجديد وإرسال باقة من الورود؟
- اتريد مني اشتري هدية لابن اختك؟
بذلت كاتلين مافي وسعها لتحافظ على نبرة السخرية في صوتها..
- ألديك ادنى فكرة عما ترغب في شرائه له؟
- ابداً.. هذا كل شيء..
وهب واقفاً فاستوقفته قائلة:
- لازارو ..هل تسمح لي...
- هل ستقترحين علي ان اشتري هدية لابن اختي بنفسي؟ وان أؤجل رحلتي الى
روما ليتسنى لي ان امضي بعض الوقت مع افراد عائلتي . أتعلمين ..لا ارغب في
الاستماع الى نصائحك..
- لم اكن انوي ان اقدم لك النصائح..اريد فقط ان تعيد لي هاتفي..
اجاب لازارو للتو عن كافة الاسئلة التي دارت في ذهنها وارادت ان تطرحها عليه
بصوت عالٍ ..لكن عندما رأت هذا الرجل القوي المعتد بنفسه مرتبكاً, وإن للحظات
قليلة... عندما رأت إمارات الاحراج تعلو قسمات وجهه وهو يعيد اليها هاتفها ,
تمنت كاتلين لو ان معرفتها به وثيقة اكثر لتتمكن من طرح تلك الاسئلة..
- أعلم أنني ...
بدا عاجزاً عن متابعة الكلام , وماتت محاولته لتبرير نفسه في مهدها:
- أنت لاتفهمين ..
- أعلم ذلك..
امسكا معاً بجهاز الهاتف , تلك الآلة التي لا حياة فيها , وراحا يحدقان فيها, لم تغفل
عن نبرة الحزن في صوته..
- ليتني استطيع ان اجد الكلمات المناسبة.
افلت جهاز الهاتف ورفع يده ليبعد خصلات شعره المتدلية على جبينه , توقعت منه
ان يغادر المكان من دون ان يتفوه بكلمة.. وشعرت بتردده وتوتره فأومات برأسها
عندما سألها عما إذا كان بإمكانه ان يستخدم الحمام.
احس بالغثيان وهو يتحدث مع انتونيا على الهاتف .. وتضرع الى الله ليتمكن من
التظاهر بالفرح.. لابد ان والدته في طريقها الآن الى المستشفى متأبطة ذراع عشيقها
الجديد...
--------------------------------
فتح لازارو الماء وغسل وجهه مراراً وتكراراً مبعداً حمرة الشفاء وقوارير العطر
ومعجون الاسنان .
ولد الطفل لوكا وحمل الاسم الذي قض مضجعه وملأ لياليه بالكوابيس.. بات عليه
ان يردد من الآن فصاعداً الاسم الذي يخنقه كلما تلفظ به.. ورأى قطرات العرق
تسيل على بشرته الشاحبة واحس بالمرارة تتأجج في داخله..ياللهول! أيفترض به ان
يلغي الدعوة على العشاء. انها المرة الأولى في حياته التي يشعر فيها بأنه عاجز عن
السيطرة على نفسه, ولم يشأ بالتالي ان يبقى وحيداً.
- ليتني استطيع مساعدتك..
دخلت كاتلين الحمام ووقفت وراءه تنظر الى صورته المنعكسة في المرآة .. نظر
لازارو اليها بدوره وقد تبين له انه من الافضل ان يتأمل جمالها بدلاً من مواجهة
الشياطين التي تطوف من حوله..
بدت للوهلة الأولى جرئية , لكن عندما استدار ليواجهها , كست الحمرة وجهها..
رفع ذقنها بأصابعه وراح يتأمل رموشها الكثيفة وهي ترتفع لتكشف عن قطعتين
براقتين من الزمرد...
كم كانت عيناها الزرقاوان تشبهان عيني روكسان!
في لحظات معينة, كان لازارو ينسى انها تستغله وينسى الحديث الذي دار بينه وبين
مالفوليو.. وينسى انها كذبت عليه وخدعته لتتمكن من دخول حياته.. لعلها تخدعه في
هذه اللحظة بالذات وتسعى الى شق طريقها الى قلبه وكشف اسراره الخفية...
عند وفاة لوكا اقسم لازارو ألايرتبط بعلاقة حميمة مع أي امرأة ..لكن عندما نظر
الى كاتلين ورأى جمالها الساحر قرر ان يعيد في قراره فهو في امس الحاجة الى الارتماء
في احضان هذه المرأة التي حاول جاهداً مقاومتها منذ اللحظة الاولى التي دخلت فيه
حياته..
إنها الظلال الزرقاء نفسها ..لكنه لاحظ هالة سوداء حول كل حدقة , مااثار
حيرته..لم يتسن له ان يحدق في عيني روكسان عن قرب.. ولم يشعر يوماً بأي انجذاب
نحوها كما لم تراوده أي رغبة في عناقها لكن الأمر مختلف مع كاتلين..
لم يضطر لازارو يوماً لبذل الكثير من الجهد لبلوغ اقصى درجات التركيز وضبط
النفس.. فجاذبيته توفر له مجموعة لاتحصى من الجميلات اللواتي يرضخن لنزواته
بسهولة, من دون ان يسببن له المشاكل.
لكن ماسبب حيرته ؟ وماسبب تردده؟
بدا واضحاً انها تركت أثراً فيه, وغيرت مجرى تفكيره فصورتها لا تفارق مخيلته طوال
النهار, ورائحتها تعبق في انفه حتى في غيابها, مثيرة فيه احاسيس غريبة.. تماماً كما
كانت روكسان تفعل بلوكا..
كانت هذه المرأة تتحلى بالقدرة على جعله يهيم بحبها..
وقفت كاتلين على مسافة قريبة جداً منه حتى يتلامسان ..غير انها بدت مترددة بعض
الشيء وكأنها شعرت بالصراع الذي يدور في داخله..لو كانت الحياة عبارة عن
سلسلة من الخيارات, لاختار لازارو في هذه اللحظة ان يرتمي في احضانها ...لكن
وفقاً لشروطه الخاصة.. فهو قادر على ضبط نفسه والاكتفاء بتمضية ليلة واحدة معها
فقط...
- لا أعض..
على الرغم من السخرية التي حملتها هذه الكلمات إلا انها سهلت الامور عليه
وذكرته بحقيقة المرأة التي يتعامل معها.. فرقتها الخارجية لن تعمي عينيه عن خبثها
واستعدادها لاستغلاله...تماماً كما ينوي استغلالها..
- لكنك معتادة على العض..
ظهر طيف ابتسامة عند طرف فمه, إلا ان القسوة بقيت في عينيه...
مال لازارو نحوها فأغمضت كاتلين عينيها واستعدت لتستمتع باللحظة التي لطالما
حلمت بها..لكن على الرغم من عذوبة اللحظة لم تستطع كاتلين ان تنسى بأن هذه
اللحظة المثالية ليست ملكها...
---------------------------
فالأحلام تنطوي على درجة عالية من الخطورة لأنها تحمل المرء الى عالم لا جود له...
فيتذوق ويستمتع بمالا يمكنه الحصول عليه.. وما لايمكن ان يتوفر له ابداً...
حاولت جاهدة ان تغمض عينيها وتستسلم لسحره لكنها كانت تدرك ان حقيقتها لا
تتطابق مع احلامها..ريحانة
- لازارو...
تراجعت قليلاً الى الخلف وهزت رأسها وهي تدرك انه سيخالها تحاول إغاظته, إلا أنها
لم تكن قادرة على الادعاء او المضي قدماً في شيء ليست واثقة منه..
- هذا ليس ...
احس بترددها قبل ان تبتعد عنه, وادرك انه خسرها حتى قبل ان ترحل.. لكن
رائحتها وملمسها الناعم ضاعفا من جوعه اليها, ماالذي يمنعه من ان يجذبها اليه
ويضمها الى صدره من جديد؟ فهو يتحلى بالقوة الجسدية اللازمة وعليه ان يستغلها.
وضع يده حول خصرها ليجذبها اليه , واحكم قبضته على رأسها لئلا تتمكن من
الإفلات منه , وراح يعانقها كما يفترض به ان يفعل .. وكما رغب في ان يعانقها منذ
ان وقعت عيناه عليها..
فاستسلمت له مستمتعة بحلاوة تلك اللحظة وعذوبتها.. واغمضت عينيها منتشية
من من قربه ورائحته..
وفجأة ابعدت نفسها عنه إنما لأسباب مختلفة كلياً هذه المرة, فالغباء وانعدام الخبرة
امران مختلفان كلياً , وكاتلين تعي تماماً الى أي طريق سيقضي هذا , ادركت ذلك لأن
جسدها اخبرها الحقيقة .. ولم يكذب عليها هذه المرة.
- لم افعل ذلك قبل.ريحانة
لم تنته كلماتها عن عناقها ماجعلها تشعر بالدوار.
- ماالذي تقصدينه؟
احست بدفئ انفاسه على عنقها , فتوهج خداها..
- هذا؟
- ماذا؟
رفع رأسه ليتأمل شعرها المشعث الذي جعله الزيت المغذي يبدو مبلللاً وكأنها
خرجت للتو من الحمام , وبدا وجهها شديد الحمرة وكأن مياه الحمام كانت حارة
جداً...
- لم اعرف اي رجل من قبل.ريحانة
هل تخاله مغفلاً؟
حدقت فيه بعينيها الزرقاوين الصافيتين فأغوته نفسه بأن يسكنها بعناق آخر ..لكن
ماالذي تحاول ان تفعله؟ لقد اخبرته بأنها انفصلت عن صديقها منذ ستة أشهر...
فكيف تدعي الآن بأنها عذراء لم تعرف رجلاً من قبل؟؟
وكادت تفلت منه ملاحظة لاذعة تضع حداً للعبة التي تحاول ان تلعبها معه, وشعر
بعضلات ذراعيه تتشنج فيما هو يستعد لإبعادها عنه.. إلا أنه لم يفعل!
ربما عليه ان يشارك في لعبتها ويطلق العنان لأهوائه..
شذها اليه من جديد قائلاً:
- من الافضل في هذه الحالة ألا نستعجل الأمور..
ترددت كاتلين وقد دبّ الذعر في اوصالها وراحت الاسئلة تتزاحم في رأسها , هل
هي مستعدة لأن تخطو هذه الخطوة. هي واثقة تماماً من انها تحبه لكن مشاعره نحوها
لاتعدو كونها رغبة عابرة, سيتخلص لازارو منها ما ان يتسلل الملل اليه ولم يرف له
جفن, إن تورطت معه فسينفتح في قلبها جرح لن تقوى الايام على شفائه , فهل هي
مستعدة لهذه المخاطرة؟
ودفعته عنها وهي تصرخ:
- لا, لا, توقف.
رد فعلها العنيف هذا اذهله واخذه على حين غرة فأفلتها ماسمح لها بأن تبتعد عنه
وتسوي ملابسها وكأنها تضع بينهما حاجزاً.
استشاط لازارو الذي لم يعتد الصد غضباً فاستدار على عقبيه وخرج من الغرفة
صافقاً الباب خلفه.
---------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 23-11-17, 07:59 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6- احمق احمق
استسلمت كاتلين لسلطان النوم بعد ساعات طوال امضتها في البكاء ولم تستفق إلا
على رنين الهاتف, دفعت السماعة ليطالعها صوته وهو يقول باقتضاب:
- من الأفضل ان ننطلق.
- لازارو؟
لم يجبها فأضافت:
- سأوفيك في الأسفل بعد 20 دقيقة.
احمق..احمق..
بقيت هذه العبارة تتردد في ذهن لازارو اثناء استخدامه وارتدائه ملابسه..وبقي
صداها يتردد في رأسه بينما هو يتوجه لتناول فطوره.
احمق..احمق..كيف سمح لنفسه بأن يطلق العنان لنفسه متناسياً من تكون ؟ كيف سمح
لنفسه بأن يعانقها؟ هل فقد صوابه لينسى كل شيء ..لوكا.. وانطواينا.. والطفل. .
ومالفوليو؟
كذبت كاتلين عليه ولم تخبره بأنها ابنة خالة روكسان ..اما في ما يتعلق بمسألة عدم
خبرتها! طقطق لازراو اصابعه بينما كانت النادلة تصب القهوة....
صحيح انها ربحت هذه الجولة لكن اللعبة لم تنته بعد..ولن يسمح لنفسه بأن يتصرف
بحماقة بعد اليوم..
---------------------------------
- صباح الخير..
لم يظهر اي تغيير على وجه لازراو عندما دخلت الى قاعة الطعام, ورد التحية
باقتضاب واستمر في مراجعة جدول على جهاز الكومبيوتر المحمول بينما شغلت
كاتلين نفسها بصب القهوة بيدين مرتجفتين واخذت قطعة من الكرواسان.
- سيقودك جيريمي الى ميلبورن, علي ان انجز بعض الامور هنا واعود بعدها بطائرة
الهليكوبتر , اريد مراجعة بعض الامور في المكتب..
-حجزت تداكر السفر...
بذلت كاتلين قصارى جهدها لتتحدث بشكل طبيعي:
- تقلع الطائرة المتوجهة الى روما عند العاشرة, يفترض بنا ان نكون في المطار عند
الثامنة, أتريد مني ان اوافيك الى المكتب؟
هز لازارو رأسه واجاب:
- اشتري هدية لأختي , ويمكنك بعدئذ ان تأخذي قسطاً من الراحة وتوضبي حقائبك
او تسددي فواتيرك...
لم تصدق كاتلين أذنيها فقد اعترف في هذه اللحظة بأن لديها حياة خاصة .
- سنمر انا وجيريمي لاصطحابك عند الساعة السادسة والنصف, يمكننا المرور على
المستشفى ونحن في طريقنا الى المطار..
- لابأس..
راح لازارو يراقبها وهي تلتهم قطعة الحلوى بارتباك , ولاحظ الحيرة التي بدت في
عينيها ماأثار سخطه: ماالذي كانت تتوقعه؟ ان يتناولا طعام الفطور معاً وكأن شيئاً لم
يكن؟
- لازراو!
فاجأهما ترحيب انتونيا الحار بأخيها, وكانت كاتلين قد اختارت ان تجلس في غرفة
الانتظار وتراجع بعض الملاحظات بينما يزور لازارو اخته قبل توجههما الى المطار,
ولعل السبب الوحيد الذي منعها من البقاء في السيارة برفقة السائق هو انها تعلم ان
مالفوليو لم يغادر الفندق بعد مايعني انها لن تلتقيه.
كم كانت دهشتها عظيمة عندما استقبلتهما انتونيا لم يغادر الفندق بعد مايعني انها لن
تلتقيه.
كم كانت دهشتهما عظيمة عندما استقبلتهما انتونيا في الرواق حيث كانت تجر عربة
الطفل من الحضانة الى غرفتها, وقد بدت مشوقة..
- تسرني رؤيتك ..دعني اقدم لك ابن اختك..
- ألا يفترض بك ان تكوني في سريرك؟
قطب لازارو جبينه مختلساً النظر الى الطفل...
- كنت احضر لوكا من الحضانة.
- ألا يفترض بالممرضات ان يهتممن بهذا الأمر؟
انفجرت انتونيا بالضحك وسألته:
- حسناً. مارأيك بابن اختك الجديد؟
أقرت كاتلين في سرها بأنها ماكانت لتقاوم الرغبة في اختلاس النظر الى المولود
الجديد, , لو اختلفت الظروف والاشخاص, لكن عينيها بقيتا مسمرتين على لازارو
تراقبان كل رد فعل يصدر عنه .. ولم تغب عنها إمارات الاسى التي علت وجهه مع
انه كان يبتسم , واحست بالغصة في حلقة وهو يتأمل الطفل قائلاً:
- إنه جميل جداً..
كان صوته رقيقا لكنه خال من أي تعبير , ورأته يكور كفيه وكأنه يقاوم الرغبة التي
تملكته في لمسه, بدا مشتت الذهن ومشوشاً , وتمنت كاتلين لو تستطيع ان تشبك
اصابعها المشدودة وتسانده في هذه اللحظة العصبية...
- تقول امي إنه نسخة عنك وعن لوكا عند ولادتكما.
كانت انتونيا تحدق في لازارو وعلامات القلق بادية على وجهها , فشعرت كاتلين
بالتعاطف معها, كانت واثقة من انها تتعذب بدورها .
- أين ماريانا؟
--------------------------
أشاح لازارو بنظره بعيداً عن الطفل وأضاف:
- قال لي مالفوليو إنها برفقتك في المستشفى.
- إنها برفقة ..امي ..هيا..
- هل وصلت ؟
لم يبذل لازارو أي جهد لإخفاء نبرة الرعب التي بدت في صوته:
- لكن كيف؟.
- استقلت الطائرة ما إن علمت انني دخلت مرحلة المخاض, لو تكبدت عناء الرد
على هاتفك يالازارو لعلمت بمايجري قبل بضع ساعات.. جاء ماركو معها..
- ماركو؟
- صديقها..
- لا اظن انه مجرد صديق عادي..
كان لازراو يتكلم بنبرة لاذعة ولكن انتونيا تظاهرت بأنها لم تسمعه .
- تعال معي لتلقي التحية عليهما ..يمكنك مرافقتنا ياكاتلين ..لا داعي للبقاء في قاعة
الانتظار..
ارادت كاتلين الاعتذار من انتونيا بطريقة مهذبة فهي تعي تماماً ان لازراو لن يحبذ
وجودها اثناء هذا اللقاء العائلي الحميم, لكن قبل ان يتسنى لها ان تهز برأسها
وتعتذر, أومأ لازارو برأسه قائلاً:
- تعالي.
امسك بمرفقها وقادها الى الغرفة , وعلى الرغم من ان لازراو كان يمسك بها إلا إن
احساساً غريباً تملكها بأنها هي من يمسك به..
عند دخولهم غرفة انتونيا, توجه نحو امه وقبلها متجاهلاً ماركو, وراح يتحدث باللغة
الايطالية فيما تسمرت كاتلين مكانها مرتبكة.ريحانة
- اشكرك على الزهور.
ابتسمت انتونيا لـكاتلين بينما كانت تفتح الهدية مضيفة:
- وأشكرك على هذه ايضاً..
قال لازراو وعلى ثغره طيف ابتسامة:
- انا معتاد على اختيار العاملين عندي بدقة.
على الرغم من محاولات انتونيا الحثيثة لإشراك كاتلين في الحديث تجاهلتها والدة
لازراو عمداً, وقد بدا واضحاً انها معتادة على وجود الموظفين في الجوار.
راحوا يتحدثون بالايطالية فيما ماركو يؤرجح ماريانا على ركبتيه , والجدة تضم
الصغير لوكا بين ذراعيها , وعلى الرغم من انها اعتادت ان تخلد الى فراشها خلال
الأسبوع الفائت وهي تستمع الى الشريط الخاص بتعلم اللغة الايطالية , لم تتمكن من
فهم كلمة واحدة ممايقولونه.
لكنها لم تكن بحاجة الى إتقان اللغة الايطالية لتفهم ماقالته والدة لازراو عندما حملت
الطفل الصغير واعطته لابنها:
- أترغب في حمل الطفل؟.
قاطعته انتونيا قائلة:
- يمكنك ان تحمله قليلاً بين ذراعيك ..
وعلى الرغم من ان انها كانت تبتسم إلا ان كاتلين رأت الدموع تترقرق في عينيها
فيما بقي لازراو مصمماً على موقفه.
- علينا ان نرحل ..فالضباب يغطي اوروبا والرحلات كلها الغيت . علينا ان نتحرك
فوراً.
- هل احببت اخي الصغير؟
كانت عينا ماريانا السوداوان شبيهتين بعيني لازراو باستثناء انهما اكثر براءة..
قالت لها كاتلين مبتسمة :
- إنه وسيم جداً.. تماماً مثل اخته الكبرى.ريحانة
- اسميناه على اسم المرحوم خالي.
وفجأة , بدا قسم الولادة الدافئ اشد برودة من فصل الشتاء في اوروبا.
- هيا بنا.
---------------------------------
كان لازراو من خرق جدار الصمت المروع غير ان كلماته البسيطة هذه اثارت بلبلة
في المكان إذ لحقت به والدته وهي تتكلم الايطالية , في حين ملأ بكاء الطفل الغرفة
وحذت اخته الكبرى حذوه وقد انزعجت من صراخ اخيها ورحيل خالها.منتديات
انفجرت انتونيا بالبكاء بدورها , ونجحت توسلاتها بصوت مبحوح في إقناع لازراو
بأن يمنح امه خمس دقائق من وقته الثمين , وأومأ برأسه مجدداً عندما قالت والدته:
- سنخرج لنشرب القهوة معاً.
ابتسم لازراو لإخته وقال:
- اطعمي الطفل وسنأخذ ماريانا معنا , بعدئذ سأعود لأودعك.
ونظر الى كاتلين بطرف عينه مضيفاً بنبرة جافة:
- وافيني الى السيارة بعد نصف ساعة.
خلال الفترة الوجيزة التي امضتها في العمل معه اعتادت ان تنتظره في الردهات او في
السيارة برفقة السائق حين يلبي دعوات عملائه على الغداء.
إنما مالم يكن طبيعياً هو ان يتركها وحدها برفقة اخته . والأسوأ هو ان عليها ان
تستدير لتغادر المكان , لكن بكاء انتونيا المخنوق جعل قلب كاتلين ينفطر , وسواء
اكانت مساعدة لازاروالشخصية ام لا.. وسواء أكانت مجرد زائرة عابرة أم لا.. فهي
تبقى اولاً واخيراً امرأة , ولا يمكن للمرأة ان تتجاهل مثيلتها وهي في هذه المحنة.
- أنا آسفة ..
ازداد بكاء انتونيا عندما اقتربت كاتلين منها وانهمرت دموعها الغزيرة على الطفل
الذي راح يصرخ عال من شدة الجوع.
- يبدو انني ازعجت الطفل..
- خذي!
اخذت كاتلين مجموعة من المناديل الورقية من العلبة الموضوع بجانب السرير واعطتها
للمرأة المنتحبة , وعندما ادركت ان الأمر يتطلب اكثر من مناديل ورقية اخذت
الطفل منها وراحت تهزه بين ذراعيها في محاولة منها لإسكاته, مانحة انتونيا الفرصة كي
تجهش بالبكاء.
- عالمي كله ينهار من حولي.. ظننت ان ولادة هذا الطفل ستساهم في إعادة لم شمل
العائلة وطي صفحة الماضي..
كانت الدموع تنهمر بغزارة على وجنتيها وحزنها يتفاقم مع كل كلمة تتفوه بها..
- لن تعود الامور الى طبيعتها , أليس كذلك؟
- بلى .. ولكنها تتطلب بعض الوقت.ريحانة
- مضت سنتان تقريباً ..سنتان وانا حزينة على الأخ الذي مات وشقيقه التوأم الذي
فقد حب الحياة ..قبل وفاة لوكا, وقع شجار عنيف بينهما وواجه لازارو لوكا
بالديون المتراكمة عليه بسبب إنفاقه النقود بلا حساب..
- أعلم ذلك.
لم تكن كاتلين على علم بماجرى من روكسان فحسب بل قرأت الخبر في الصحف
ايضاً, شأنها في ذلك شأن الجميع.
- لكن لازراو لم يتوقع حتماً ان تكون العاقبة مأساوية..
لم يكن بإمكان لازراو ان يتوقع ان يقود لوكا سيارته كالمجنون..
- الذنب ذنب لازراو..لمَ فعل ذلك؟ لماذا؟
وتوقفت انتونا عن الكلام فجأة ونظرت الى كاتلين بعينين تعكسان احتجاجاً صامتاً.
- قلت بنفسك إنه كان مرغماً على ذلك..
عندما وضعت انتونيا يدها المرتجفة على فمها , وأغمضت عينيها المرعوبتين ,ادركت
كاتلين ان انتونيا استرسلت في الكلام من دون ان تنوي ذلك..ادركت انها سمعت
شيئاً لايفترض بها ان تسمعه ...
- ماالذي حصل ياانتونيا؟
----------------------------
- لا استطيع الكلام..
كان مظهرها يثير الشفقة, فعلى الرغم من ان هذه المرأة تملك كل شيء.. تملك ثروة
طائلة وشكلاً حسناً .. وزوجاً طيباً وولدين رائعين إلا أنها اثارت شفقة كاتلين..
- أخاف على اخي..اخاف ان يكون مصيره مثل مصير لوكا..
- لكن لازارو لا يلعب القمار.. ولا يشرب الكحول..لازارو..
- يعيش في الجحيم .. واريد منك ان تهتمي به ..فأنت تعملين معه الآن وتمضين
برفقته وقتاً طويلاً اكثر من أي فرد من عائلته..
ونظرت انتونيا في عيني كاتلين وهي تعيد الطفل إليها وأضافت:
- أتوسل اليك ان تهتمي به.
- لا اظن لازراو يرحب بذلك.
ورمتها بابتسامة مرتجفة وقد احست بأن الخطوط لم تعد واضحة امامها ..انه رب
عملها فقط .. وعليها ان تذكر نفسها بهذا باستمرار وان تحافظ على الإطار المهني
للعلاقة التي تربط بينهما..
ودّعت كاتلين انتونيا واجتازت البهو الطويل ..هل يمكنها ان تلغي حياتها بصورة
مؤقتة من اجله؟ وتتعلق به اكثر فأكثر ليتخلى عنها في نهاية الأمر؟
ماذا يمكن ان يحصل اذا ماتورطت معه؟ هل سيكون مصيرها الطرد تماماً مثل جينا
..شعرت كاتلين في تلك اللحظة برغبة في البكاء.
عندما يمل منها وتؤدي المهمة المطلوبة على اكمل وجه ينتهي كل شيء.. لكن
المشكلة هي ان ماتشعر به ليس مجرد نزوة عابرة بل هو الحب الأول في حياتها وعليها
ان تشفى منه .
- ماالذي تعفلينه هنا؟
اجفلت كاتلين عند سماعها صوت مالفوليو واخذ قلبها يتخبط بين ضلوعها فهذه هي
المرة الاولى التي تواجهه فيها منذ ان حاول التحرش بها .
- جاء لازراو لزيارة اخته.
- لم اسألك عن لازراو..احذرك من الاقتراب من عائلتي.
أومأت كاتلين برأسها وواصلت تقدمها غير ان مالفوليو لم يكن قد انهى كلامه بعد.
- اسمعي ياكاتلين لعلك تعتقدين انك نجحت في تحقيق مأربك لكن دعيني اخبرك شيئاً
عن شقيق زوجتي..
تابعت كاتلين سيرها رافضة ان تنظر الى الخلف لكن صوته العدائي بقي يتردد في
أذنيها على الرغم من انها لم تعد تراه..
- اعلمي انه لا يكترث لأحد حتى افراد عائلته..عندما ينتهي منك وينال غايته
سيرميك من دون أسف.
بدا وجه لازراو اكثر تجهماً من وجه كاتلين عندما لحق بها الى السيارة, ولم يتكبد
عناء إلقاء التحية عليها بل اكتفى بان طلب من جيرمي ان ينطلق . واخيراً تنازل
ونظر اليها ثم سألها :
- هل سارت الأمور على مايرام؟
- أجل.
والتقت عيناها المغروقتان بالدمع بعينيه قبل ان تضيف :
- ماذا عنك؟
- لم اتوقع ان تكون الامور افضل...
-------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 23-11-17, 08:00 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7- هل تتحقق الأمنيات؟
اجتازا نقطة التفتيش ومكتب الجمارك من دون تأخير وتمكنا من الصعود الى الطائرة
قبل إقلاعها.
خلال سفرهما من مكان الى آخر حاولت كاتلين ان تقنع نفسها بأن النهار الذي
كانت بدايته مثالية تمدد لتصبح نهايته جيدة.. وأن لازارو سيلتفت حتماً نحوها
ويبتسم لها وسيشعر بالرضا, لكن لازراو لم يبذل جهداً ليستغل الوقت, وبالكاد
تبادلا كلمات مقتضبة عندما حطت طائرتهما واجتازا مكتب الجمارك من جديد
ليخرجا من المطار ويواجها الصباح الشديد البرودة...
كان البرد قارساً جداً.. خرجت انفاسها من فمها كالغيوم البيضاء, واحست بأسنانها
تصطك بينما هما متوجهين نحو السيارة التي تنتظرهما.ريحانة
لكن على الرغم من مزاج لازراو السيئ والاضطراب الذي سببته لها مواجهتها مع
مالفوليو, لم تتمكن كاتلين من إخفاء ذهولها امام جمال مدينة روما , بينما السيارة
السوداء الفخمة تعبر المدينة الأثرية بسرعة فائقة, ارادت ان تطلب من السائق ان
يخفف السرعة قليلاً , لكنها عدلت عن ذلك عندما طالعها مشهد المدرج الروماني..
- إنه حقاً في روما..
تململت كاتلين عند رؤية نظرات التحفظ في عيني لازراو.
- وسطها تماماً...
الصقت كاتلين انفها بزجاج السيارة غير آبهة بمزاجه النكد او مزاجها العكر.. او
بمايحصل .. او بما يمكن ان تؤول اليه الأمور.. فهي الآن في روما ..روما الجميلة ..
التي تتميز بجمال حجرها وبشرها على حد سواء .. فتحت كاتلين النافذة ضاربة
بكلام لازراو عرض الحائط.
واغمضت عينيها لتستمتع بالهواء البارد الذي لحفها ..لكن الاصوات التي تعالت من
حولها ارغمتها على فتحهما من جديد.. دراجات نارية صغيرة تشق طريقها بطريقة
متعرجة بين السيارات المزدحمة.. وسائقون يطلقون الشتائم.. لم تر كاتلين في حياتها
هذا الكم الهائل من الناس..
صرخ لازراو قائلاً:
- اقفلي النافذة .. فالبرد شديد..
- أنت محق!
وضغطت على الزر لتغلق النافذة وتحجب ضجيج الشوارع ثم التفتت نحو لازراو
بتحد وقد قررت ان تعبر له عما يدور في خلدها:
- اخشى ان الطقس في الخارج اكثر دفئاً من الداخل.ريحانة
ادركت كاتلين وهي تترجل من السيارة ان ثمة فرق شاسع بين الفنادق ..فبعد ان
اجتازت الابواب الداورة المطلية باللون الذهبي وقفت مذهولة امام جمال البهو
الرئيسي لا تعرف ماإذا كان عليها ان تنظر الى الاعلى ام الى الأسفل, فقد كانت
الأعمدة الرخامية تمتد الى السقف الرائع ذي القبة العالية الذي تتدلى منه ثريا يوزاي
حجمها حجم الفناء الخارجي لمنزلها ..كانت الأرض المبلطة باللونين الأبيض والسود
مغطاة بقطع سمكية من السجاد المختار بعناية , وبدا واضحاً ان فندق رينالدي روما
هو الجوهرة التي تزن تاج مجموعة رينالدي.
لم تكن كاتلين الضحية الوحيدة لمزاج لازارو العكر.. فبعد ان استحمت على عجل
وارتدت ملابسها , سمعت طرقاً حاداً على باب غرفتها , ولم تكد تفتح الباب حتى
وجدت نفسها في دوامة العمل من جديد.
---------------------------
التقى لازراو خلال النهار بكافة الموظفين العاملين في الفندق , ووجد العديد من
الشوائب بدءاً من الطعام والشراب وصولاً الى الخدم الذين ارتدوا قمصاناً غير مثنية
بطريقة لائقة.
راح يتجول في المكان وهو يدرك تماماً انه الآمر الناهي, مثيراً الرعب في قلوب
الجميع.. وعندما استقلت كاتلين اخيراً المصعد لتتوجه الى غرفتها ادركت انها المرة
الاولى التي تشعر فيها بهذا القدر من التعب منذ ان بدأت بالعمل مع لازراو, إنما
عليها ان تعترف بأن تعبها لم يقتصر على المستوى الجسدي وحسب.. فقسوته في
التعامل معها جرحتها في الصميم.
لم يكن الفندق يعتمد نظام البطاقات الممغنطة لفتح الابواب فاستخدمت كاتلين
مفتاحاً قديماً جداً لتفتح الباب وتدخل الى الغرفة ثم تقفل الباب وراءها على اطول
نهار عرفته في حياتها.. راحت عيناها المتعبتان تنتقلان في انحاء الغرفة:فقد كان
التضارب النابض بالحياة بين اللونين الحمر والذهبي يضفي على الغرفة المزينة بباقات
الورود مسحة مميزة.. وعلى الرغم من ان حجم السرير بدا كبيراً إلا انه لم يكن كافياً
لملء مساحة تلك الغرفة الفسيحة..
لم تتكبد كاتلين عناء تنظيف الزينة عن وجهها, فرمت ملابسها على الأرض ونظفت
اسنانها ثم اندست في سريرها محاولة ان تستجمع قواها لتطلب من موظف مكتب
الاستقبال ان يوقظها باكراً.
اطلقت تنهيدة عميقة عند سماعها طرقاً خفيفاً على باب غرفتها واختارت ان تتجاهل
الأمر وتغمض عينيها.
- كاتلين!
قفزت مجفلة عندما سمعت صوت لازراو الرقيق...
- ماالذي تفعله هنا؟
رفعت اغطية السرير لتغطي نفسها وهي تكاد لا تصدق مدى وقاحته.
- لاتقل لي إنك تملك مفتاحاً لكافة ابواب الغرف في الفندق..
جلس قربها على السرير واجابها:
- لم تقفلي باب غرفتك جيداً..اسمعي..
- كلا!
هزت كاتلين رأسها رافضة ان تسمع مايريد قوله..
- أعلم انها الساعة السابعة واعلم انك حذرتني وقلت لي إنك ستكون شديد
الانشغال , ولديك الكثير لتفعله هذا المساء وتريد رؤية العديد من الاشخاص..
- لا اريد رؤية احد إلا شخص واحد ..
- ارجوك.ريحانة
لم تبذل كاتلين اي جهد لتخفي نبرة التململ في صوتها...
- ألا يمكنك كاتلين ان تتدبر امورك من دوني .. لمرة واحدة فقط؟
- هذا ممكن....
ومد يده ليداعب خدها برقة فأدركت كاتلين على الفور انه لم يأتِ لرؤيتها بسبب
العمل..
- لكنني لن اجد احداً بجمالك..
افلتت منها ضحكة عند سماعها جوابه فمال لازراو نحوها ليعانقها لكنها تراجعت الى
الوراء صارخة :
- حذار.. عاملتني بازدراء طيلة النهار....
- لا تنسي اننا كنا نعمل...
وراحت اصابعه تلامس وجهها بشوق ولهفة ..
- ليس فقط اثناء العمل ... تجاهلت وجودي..
- أنا لا اتجاهلك الآن..
وهمهم لازراو استنكاراً وهو يضيف:
- ارجوك ياكاتلين ..كان هذا النهار اشبه بكابوس لا ينتهي.
إنه هنا الآن ..لقد جاء يبحث عنها لأنه بحاجة اليها وهذا كاف لإرضاء غرورها ..
امسك وجهها بيديه وراح يتأملها فتقطعت انفاسها غضباً من نفسها وهي تمسك
بسترته وتشده اليها ..
-----------------------------------
هل يمكنها ان تفعل ذلك؟ هل يمكنها ان تكون المرأة التي تلهب مشاعره لتتحول الى
مجرد نكرة عندما يحلو له؟
احست بالدموع تسيل غزيرة على خديها فيما لازراو يعانقها عناقاً محموماً واحس
بدموعها فرفع رأسها نحوه ليرى وجهها الشاحب , وشعرها المشعث... فأدرك بأنه
ضعيف بقدر ماهو قاسٍ..
ألم يقسم بألا يعود اليها ثانية؟ وهاهي الآن بين ذراعيها...
مغفل!
كلا! وتصلب فك لازراو.. كان لا يزال يمسك بزمام الامور, وهو قادر على كشف
الاعيبها ..كان قادراً على فضح اكاذيبها في هذه اللحظة بالذات..
وراحت الكلمة نفسها تتردد في رأسه..
احمق؟؟؟
ربما كان احمقاً بعض الشيء لكنه قادر على التحكم بالأمور... ولن يسمح لنفسه بأن
ينسى وإن للحظة واحدة بأنه يعيش في جنة كاذبة ...
افكاره هذه جعلته يتراجع ويبتعد عنها , فهي في نهاية الأمر ابنه خالة روكسان المرأة
التي يكن لها كراهية بلا حدود, لا, لن يقع في الشرك الذي وقع فيه لوك, في شرك
العينين الزرقاوين, وهب واقفاً واتجه نحو الباب من دون ان يرمقها بنظرة.منتديات
رماها لازراو بابتسامة جافة بينما كانا يجلسان في قاعة الطعام , وقال لها وهو يرسل
طبقه الى الطاهي للمرة الثانية معرباً عن تذمره:
- في سبيل احتلال المراتب الاولى عليك ان تقدمي الأفضل في كل مرة.
اجابته بتحد:
- كان غذائي ممتازاً.
ولم تكن تكذب في ذلك.
كانت كاتلين منهمكة في تسجيل الملاحظات منذ الساعة الثامنة صباحاً, واحست
بصداع حاد عندما امطرها لازراو بالنتائج التي توصل اليها .. احست بالارتياح
الشديد عندما احضروا لهما الغذاء ..كانت قاعة الطعام في فندق رينالدي روما اشبه
بقطعة من الجنة..فقد كان الخدم يجرون عربة بعجلات, وقد وضع عليها مالذ وطاب
من الأطباق , وعصير الفاكهة والقهوة التي يمكن ان تساعدها على التخلص من ألم
الرأس ... وعلى الرغم من هذا كله, وجد مايشكو منه.
قضمت كاتلين قطعة من الحلوى , وقالت له:
- إنها رائعة.
- وكأنك تعرفين اكثر مني...
إن كلامه لاذع في بعض الحيان ! لكنها لم تجبه بل انتقلت الى موضوع آخر وسألت:
- سنتشارك هذا المساء في حفل السيد مانسيني أليس كذلك؟
- هذا صحيح..عليك ان تستعدي لهذا المساء ..فشعرك..
ورماها بنظرة فضولية جعلت خديها يتوهجان...
- لم اغسله هذا الصباح لأنني انوي ان اعقصه خلال الحفل... وإذا غسلته الان, فلن
اتمكن من ربطه..
- اشكرك على هذه المعلومة..
وظهر طيف ابتسامة على ثغره وهو يضيف:
- كنت انوي ان اقول لك إنك ستلفتين الأنظار هذا المساء ..إذ لا نرى الكثير من
الشقراوات في روما.
كانت واثقة تمام الثقة من انه اراد ان يقول كلاماً آخر, غير انه ارتأى ان يصون
لسانه لئلا تشهر سلاحها في وجهه..
- اخترت احد الفساتين التي ارسلتها لي .. لا تقلق ..لن اخذلك ..حسناً, ماذا
سنفعل خلال الساعات المتبقة من النهار؟
- قلت لك....حسناً, ماذا سنفعل خلال الساعات المتبقية من النهار؟
- قلت لك.. عليك ان تهتمي بتصفيف شعرك وتبرجك..
- إنها الساعة الواحدة من بعد الظهر , لا احتاج الى ست ساعات للاستعداد
للحفل!.
----------------------------------
قطب لازراو جبينه وقال:
- لكن حاجبيك يحتاجان الى تهذيب ايضاً.
- عفواً؟
اثارت ملاحظته الفظة غيظها فعلت الحمرة خديها.
- كم أنت فظ!
- ستتعرفين هذا المساء الى اكثر الناس ثراء وجمالاً في روما .. لهذا السبب , انصحك
بأن تبدئي بالاستعداد منذ الآن ..اردت فقط ان انبهك الى الأمر..
- لا تفعل!
احست كاتلين بالغثيان وتمنت لو تتقيأ الطعام الذي تناولته , لم تكن هذه المرة الاولى
التي تتساءل فيها عن مدى استعدادها لتحمل هذا كله.. وبقي عزاؤها الوحدي ان
النظارات الوردية اللون التي اغشت بصرها طوال السنوات الماضية, اصبحت اكثر
وضوحاً.
حدقت فيه متنية في سرها لو انه ليس مثالياً الى هذا الحد, محاولة ان تجد عيباً فيه...
وعندما باءت محاولاتها كلها بالفشل قررت ان تتصرف بحماقة وتختلق واحداً..
- ثمة شيء على اسنانك..
- هذا غير صحيح.
- بلى.. إنها حبة بازيلاء كبيرة في هذه البقعة بالذات..
ووضعت اصبعها على اسنانها مضيفة :
- لا اريدك ان تشعر بالحرج وانت تسيء معاملة موظفي الفندق.
انفجر لازراو ضاحكاً بصوت عالٍ رافضاً القيام بأي جهد للتأكد من كلامها ماأثار
انزعاجها وارتياحها في آن معاً لأن اسنانه نظيفة تماماً.. وعلى الرغم من محاولاتها
لضبط نفسها انفجرت ضاحكة بدورها.ريحانة
- هل زالت؟
ظهرت على ثغره تلك الابتسامة الكسولة التي تشعل نيران اللهفة في داخلها وتجعلها
تلين مع انها اقسمت على ألا تفعل.
- اجل!
ردت كاتلين بالإيجاب لأن المقصود لم يكن ذلك الشيء الوهمي على اسنانه بل الغيمة
السوداء التي خيمت عليهما منذ الصباح .. واحست بالانتشاء تحت تأثير ابتسامته
الساحرة...
- اذهبي ..
كانت نبرة صوته غاية في الرقة واحست بأن نظراته تحذرها بأن تغادر المكان قبل ان
يعود الى المشاكسة من جديد.
- اتمنى لك ان تستمتعي بالساعات المتبقية من النهار..
ليتها حملت في تلك اللحظة حقيبة يدها وتوجهت الى جناحها ! لكن لازراو كان
يعاملها بلطف لم تعرف له مثيل وينظر اليها بطريقة سمرتها مكانها...
- لازراو!
اجفلت كاتلين عند سماعها ذلك الصوت المألوف ولم تجد امامها سبيلاً سوى ان
تمكث مكانها فيما نهض لازراو من مكانه واخذ تلك المرأة الفاتنة بين ذراعيه, وقبلها
على الطريقة الايطالية , لكن كاتلين لمست في عناقه لها شيئاً من الحنان والعطف لم
تشعر به من قبل خاصة في تعامله معها.
- بونيتا ..اقدم لك مساعدتي الشخصية الجديدة..كاتلين بيل.. كاتلين .. هذه بونيتا
مانسيني...
وابتسم لكاتلين فجأة واضاف :
- يالغبائي ! لابد انكما التقيتما من قبل.
- التقينا من قبل؟
قطبت كاتلين جبينها وحذت بونيتا حذوها ..
- أظن اننا تحدثنا على الهانف. أليس كذلك؟
----------------------------
- هذه صحيح .
أومأت كاتلين برأسها والتفتت نحو لازراو مردفة:
- لم نلتقِ قط من قبل.
- لكن لابد انكما التقيتما اثناء المقابلة التي اجريتها لمنصب مسؤولة العلاقات
العامة؟
ظهر وميض خطير في عيني لازراو على الرغم من انه بقي يبتسم وتابع كلامه:
- آسف ياكاتلين .. اظن انني لم اعرفك عليها كما ينبغي. فبونيتا ليست زوجة
البيرتو مانسيني وحسب بل المسؤولة عن قسم العلاقات العامة ايضاً.. عند استلامها
هذه الوظيفة , تعرفت الى البيرتو وتزوجته.
- ولم اتخل يوماً عن وظيفتي..
وضحكت ضحكة خافتة قبل ان تلتفت نحوها قائلة:
- تقولين إنك اجريت مقابلة..
وتلاشت الكلمات وهي تحاول ان تتذكر كاتلين .
- لابد انها خضعت للمقابلة في سلسلة اخرى من الفنادق..
كان لازراو من خرق الصمت المرعب الذي خيم...
- الذنب ذني..
وعلى الرغم من انه خرق الصمت إلا انه لم يتمكن من محو الإرباك الذي حصل ..
فالكل يعلم تماماً انه لا يرتكب الأخطاء لاسيما في مايتعلق بشؤؤن عمله..
- من الأفضل ان انصرف ...
غادرت كاتلين المكان مترنحة وهي تكاد لا تصدق ان بونيتا هي بونيتا مانسيني ..
وحين التفتت نحوهما للمرة الأخيرة , رأته يحيط كتفيها بذراعه فيما اراحت المرأة
رأسها على صدره كتعبير عن مدى شوقها اليه.
------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 23-11-17, 08:06 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8- امرأة جديدة

عندما رأت كاتلين صورتها المنعكسة في المرآة صاحت:

- مدهش.

لامكان للاستخفاف بالذات هذا المساء..لن تجد فرصة افضل من هذا المساء لتزيل

كافة العقبات التي تمنعها من مواجهة لازارو ولتثبت لنفسها انها المرأة فاتنة ساحرة..

اقرت كاتلين في سرها ببراعة مصفف الشعر , وكانت قد عقدت العزم على ان

تعقصه الى الوراء على الطريقة الفرنسية , لكنها وجدت نفسها تذعن وللمرة الاولى

في حياتها لرأي مصفف الشعر..

بدلاً من الاكتفاء بتسريحة بسيطة , قرررت ان تستغل الجمال الطبيعي الذي انعم الله

عليها به وتجعد خصلات شعرها الأشقر الطويل..

نظرت كاتلين الى وجهها المحاط بخصلات شعرها المجعد التي انسدلت بخفة على كتفيها

, وكادت ألا تتعرف على عينيها اللتين حظيتا بعناية فائقة من أخصائي التجميل.

اختارت كاتلين للمناسبة فستاناً اسود مطرزاً بعدد لا يحصى من الحبيبات الزجاجية

السوداء المصنوعة يدوياً , ويتميز بباقة عريضة , منذ اللحظة الاولى التي ارتدت فيها

الثوب وهي تتحرق شوقاً كي تسأله ما إذا اشتراه خصيصاً لها او ماإذا كان عليها ان

تعيده في الصباح. المهم هو انه لها هذا المساء!.

---------------------------------

إنها تتحلى الليلة بما يكفي من الثقة بالنفس لتواجه لازارو, ثقة تجعل منها امرأة قادرة

على ان تتخلى عن رجل احلامها من دون أسف, لطالما كانت واثقة من انه سيعود الى

ماكان عليه !

كانت واثقة من ان الرجل الساخر الذي أضناه الحزن, سيعود الى ماكان عليه يوم

التقته للمرة الاولى, كانت تدرك في اعماق قلبها ان الرجل الذي وقعت في هواه

لايزال قابعاً في مكان ما داخله..لكنها لم تجده!

اغرورقت عيناها بالدموع وهي تقفل باب قلبها امام الرجل الذي عشقته طوال حياتها

..رجل يطعن صديقه في ظهره .. لم تتوقف كاتلين عن التفكير في ماحصل طوال فترة

انشغالها بالتبرج والتأنق لتصبح بالمستوى المطلوب لترافق لازارو رينالدي الى حفل

عيد ميلاد صديقه الحميم..ذلك الصديق الذي كانت زوجته على علاقة به..

- هل أنت جاهزة؟

القى عليها التحية ببرودة فائقة غير ان كاتلين لم تأبه للأمر لأنها ليست على استعداد

لتبادل الاحاديث المقتضبة, وشغلت نفسها بوضع احمر الشفاه وعلبة البودرة ومفتاح

غرفتها في حقيبتها الصغيرة ماساعدها لتستعيد هدوءها لأنها لم تكن مهيأة لرؤيته على

الرغم من الجهود التي بذلتها لتتقن دورها هذه الليلة إذ بدا وسيماً الى حد يقطع

الأنفاس بشعره الأسود وبذلته الرسمية التي تبرز كتفيه العريضتين.

قطب لازارو جبينه وسألها:

- أهذا كل ماستأخذينه معك؟ أظنك تعلمين اننا سنمضي الليلة هناك؟

- هناك؟

- في فندق مانسيني...

لم تكن كاتلين على علم بالأمر لكنها وجدت المسألة بديهية بعد ان اعادت التفكير

فيها , فرجل يملك ثروة طائلة مثل ألبيرتو مانسيني, سيحرص حتماً على ان يؤمن

لضيوفه كافة وسائل الراحة.

- لم استطع ان ارفض دعوته...

هز لازارو كتفيه بلامبالاة بينما سارعت كاتلين الى توضيب مايلزم لتلك الليلة.

- مع انني واثق من ان فندقي افضل بكثير..

سألته كاتلين عندما استقلا المصعد:

- كيف كانت فترة بعد الظهر؟.

اجابها باقتضاب من دون ان يلتفت نحوها:

- كانت طويلة جداً...

حبس لازارو انفاسه محاولاً ألا يشم رائحة عطرها المسكرة..لطالما ادرك انها امرأة

فاتنة, وكان يكفي ان يؤمن لها الملابس المناسبة, ووسائل التبرج لتنافس اكثر النساء

جمالاً في الحفل, إنما بعد ماعرفه عنها اليوم . لن ينجح جمالها الفائق في إذابة طبقة

الجليد التي احاط نفسه بها...

خرج من المصعد مسرعاً وعبر البهو الرئيسي متوجهاً نحو السيارة التي تنتظرهما في

الخارج فوجدت كاتلين نفسها مرغمة على اللحاق به على عجل حيث سلمت السائق

حقيبتها , ولزمت الصمت التام بينما السيارة تنهب شوراع روما نهباً.ريحانة

لم يدع سحرها يؤثر فيه هذا المساء..عليه ان يتمسك بالحقيقة التي باتت واضحة

وضوح الشمس , على الرغم من محاولاتها الحثيثة لتمويهها ..كم من مرة راودته

نفسه ان يثق بها ويتناسى كل ماعرفه عنها ليكتفي بصفاتها الحسنة.. كانت تسحره

تماماً كما سحرت روكسان لوكا.. ويكفي ان ترمقه بنظرة من عينيها لينسى الدنيا

وما فيها..

حسناً. لن يحصل ذلك ثانية !

عليه ان يواجهها هذا المساء مهما كلف الثمن!

- لازارو!

--------------------------------

كان البيرتو مانسيني ضيف الشرف في حفلته, إنما بدا واضحاً ان لازارو لايقل عنه

اهمية إذ سارع مضيفهما الى الاعتذار من الاشخاص الذين كانوا يحيطون به وشق

طريقه نحوهما مرحباً بصديقه بالايطالية, وسرعان ماانتقل الى الحديث باللغة الانكليزية

عندما قدم له لازارو كاتلين.

- حسناً, أنت مساعدة لازارو الشخصية الجديدة.. تهانينا! لاشك عندي في اننا

سنلتقي كثيراً.

اجابته كاتلين بنبرة مهذبة:

- تشرفت بمعرفتك.

- اسمحي لي ان اقول لك إنك تبدين في غاية الجمال. فنظرات الإعجاب تلاحقك

منذ دخولك القاعة.

ارادت كاتلين ان تختلس النظر الى لازارو غير انها اكتفت بتقديم الشكر بصوت

خفيض.

وعاد البيرتو يقول بنبرة مرحة:

- اقدم لك زوجتي بونيت..

ووضع ذراعه حول خصرها مضيفاً :

- وهي تبدو رائعة الجمال ايضاً.. لكن هذا بديهي ياعزيزتي.

وأردف محاولاً ان يغيظها:

- لاسيما وانك امضيت النهار كله في صالون التجميل...بونيتا, اقدم لك كاتلين ,

مساعدة لازارو الشخصية الجديدة...

لم تفتها النظرات الحادة القلقة في عيني بونيتا , واكد لها ردها المهذب والقبلة الباردة

التي طبعتها على خدها ان البيرتو يجهل تماماً ما كانت زوجته تفعله بعد ظهر اليوم.

وما ان استأذن البيرتو ليتمكن من الاهتمام بضيوفه الآخرين حتى سقطت كافة أقنعة

التهذيب فتأبطت بونيتا ذراع لازارو وقادته بعيداً تاركة كاتلين وحدها وسط هذا

الحشد من الناس, وراحت كاتلين ترتشف شرابها , وتشارك في بعض الاحاديث

المقتضبة, وقد احست بقلبها يتفطر حزناً بين ضلوعها .ريحانة

ففي تلك القاعة التي تعج بالناس , بدا لازارو الأكثر تألقاً إذ وقف مستقيماً فيما

حامت النساء الجميلات من حوله.. راحت تراقبه وهو يراقصهن , الواحدة تلو

الاخرى مستمتعاً برؤيتهن يتحرقن شوقاً ليحظين بابتسامة منه او رقصة , وانضم اليه

البيرتو مانسيني وراحا يتبادلان الاحاديث ويضحكان ماأثار اشمئزاز كاتلين.

- إنه رجل جذاب..

وقفت بونيتا قربها وقد شارفت تلك الامسية المزعجة على نهايتها :

- أقصد رب عملك...

- وزوجك ايضاً.ريحانة

احست كاتلين بتصلب في ظهرها, واحكمت قبضتها على الكأس التي تحملها..

- هذا صحيح...

اثارت نبرة الحنان في صوت بونيتا حيرة كاتلين .

- يظن الكثيرون بمن فيهم افراد عائلتي انني اسعى وراء ثروته لكن لا احد منهم يملك

ادنى فكرة عن المشاعر التي يثيرها في داخلي .

- ماهي المشاعر التي يثيرها في داخلك؟

- عندما اكون مع البيرتو, اشعر بأن عالمي في أمان.

ارادت كاتلين ان تصرخ في وجهها ( وماالذي تفعلينه إذن بحق السماء؟.) إلا انها لم

تفعل , وشعرت بمزيد من التوتر عندما التقت عيناها بعيني لازارو ..كانت اللهفة

والاشمئزاز يتنازعان جسدها حين رأيته يستأذن ويتوجه نحوها.

قالت له بونيتا مبتسمة:

- كنا نتحدث عنك لازارو.

اجابها متشدقاً:

- بالخير على ماأرجو.

لكن التجهم علا وجهه وهو يضيف :

- أظن ان البيرتو لم يعد قادراً على البقاء لوقت اطول.

- معك حق..هلا..

----------------------------------

أومأ لازارو برأسه قائلاً:

- لا تقلقي..إنه يودع ضيوفه , وسأرافقه الى غرفته.

بدا مستغرقاً في التفكير عندما التفت نحو كاتلين مردفاً:

- آسف لأنني تركتك وحدك..

- لست رفيقتك يالازارو..إننا هنا في مهمة خاصة بالعمل..

- لابأس إذن إن دعوت مساعدتي الشخصية للرقص عند عودتي..

عندما دعاها اخيراً للرقص انتفض ذلك القلب الذي كان يفترض به ألا يتأثر ابداً...

امسك لازارو بها وقادها الى حلبة الرقص , لكنه حرص على الحفاظ على مسافة

كبيرة بينهما كدليل على انه يراقصها بصفته رب عملها إلا انهما وجدا صعوبة فائقة

في غض النظر عن تلك الطاقة التي تسري بينهما.. كانت خصلات شعرها تلامس

خده بين الفينة والفينة فتعبق رائحة في شعرها , ويجذب جسدها اليه, لكنه استعاض

عن ذلك بالكلام فقال لها هامساً:

- اشكرك لأنك لم تتفوهي بكلمة امام البيرتو بشأن ماحصل بعد ظهر اليوم.

- لا تشكرني ...

كانت يداه تحيطان بخصرها وجسداهما متقاربين بما يكفي ليوحيا للآخرين بأنهما

يشعران بالارتياح التام على الرغم من انهما بالكاد يتلامسان , لكنها كانت تتوق

بشدة الى ان تلغي هذه المسافة التي تفضل بينهما , وتريح رأسها على صدره.ريحانة

- لا تجعليني شريكة في الأمر.

- شريكة في الأمر ؟ لم افهم.

كن يدّعي احياناً ان لغته ضعيفة ويطلب من كاتلين ان تترجم له ما تقصده لكنها

ادركت هذه المرة ان يسعى الى كسب الوقت فقط.

رفعت عينيها نحوه وقالت:

- إياك ان تزجني في مواقف مماثلة مرة اخرى, انا مستعدة للكذب على صديقاك إنما

ليس على ازواجهنّ.

- لم اطلب منك ان تكذبي ..

- أكان يفترض بي ان اخبره بأنني التقيت بونيتا من قبل؟

راحت كلماتها تصفر في أذنيه وهي تردف:

- أكان يفترض بي ان اقول له إن جمال زوجته وإشراق وجهها وبريق عينيها ليست

ثمرة الساعات التي امضتها في صالون التجميل بل ثمرة الساعات التي امضتها

برفقتك؟

وتوقفت فجأة عن الكلام بعد ان ان احست بقبضته تشتد على خصرها .

- كيف تجرؤين على الحكم علي إنظلاقاً من معاييرك الخاصة؟

- لدي على الاقل بعض المعايير .

لم يبذلا اي جهد للتظاهر بأنهما يرقصان بل وقفا وسط الحلبة يتبادلان الاتهامات

الصامتة...

وتوقفت الموسيقى وعلا التصفيق في القاعة فأحاطها لازارو بذراعه وقادها بعيداً نحو

طاولة معزولة.

لكن هل يمكن ان ينعم المرء بشيء من العزلة وهو برفقة لازارو رينالدي؟ فلم تكد

تمضي ثوان قليلة حتى ظهر احد الخدم حاملاً معه شراباً فطلب منه لازارو ان يتركهما

على انفراد.

سألها لازارو ساخراً وقد حرص على ان يتابع الحديث من النقطة التي توقف عندها:

- عن أي معايير تتحدثين؟ لا احد سواك منافق..

- أنا؟

- تأكدت من الأمر بنفسي..كذبت علي حين قلت إنك اجريت مقابلة في سلسلة

فنادق مانسيني..

راح يحدق فيها وقد غزت موجة الاحمرار وجهها , واحكمت قبضتها على كأسها ,

فلم يقو على كبح ابتسامة الانتصار التي ظهرت على ثغره , كانت كاتلين من يحاول

الآن كسب الوقت ..

- لقد اختلقت قصة المقابلة الاولى..

- نعم.

-----------------------------------

شعرت كاتلين بالارتياح لأنها وجدت ماتفعله باصابعها التي راحت تعبث بالكأس

بقلق.

- لااظنك فكرت يوماً في إرسال سيرتك الذاتية, أليس كذلك؟

- لم تتكبد عناء السؤال بعد ان قمت بكافة التحريات اللازمة؟

- طبعاً ..هل كنت تخالين انني لن افعل؟ هل توقعت مني ان اثق بك على الفور؟ هل

خيل اليك انني قد انسى اسم الفندق؟

- يفاجئني كثيراً ان تكون قد وجدت الوقت الكافي للتفكير في مساعدتك الشخصية

وانت برفقة بونيتا ..يفاجئني ان اكون قد شغلت تفكيرك لبعض الوقت..

- لن ابرر تصرفاتي امامك...

ورفع لازارو كتفه بطريقة غريبة ووقحة, ثم عاد وانزله..

- إنما يبدو جلياً انك نسيت كلياً انني رب عملك وانك تدنيين لي بتفسير ..حسناً ,

لمَ كذبت؟

وفجأة مال نحوها بغضب وكأنه نسي مؤقتاً السؤال الذي طرحه عليها وقال:

- البيرتو مانسيني صديقي ..كيف تجرؤين على اهانتي وإهانة بونيتا, وأنت لا تدركين

حقيقة مايجري؟

- اخبرني الحقيقة إذن..ماذا يفترض بي ان افكر يالازارو ؟ فهي تتصل بك كل خمس

دقائق تقريباً وجاءت لزيارتك في جناحك من دون علم زوجها.

- ولمَ يفترض بي ان اخبرك ؟ أنا لا اثق بك..هيا ..قولي لي لما كذبت علي..

- عندما كذبت عليك لم اكن ادرك انني اجري مقابلة من اجل وظيفة جديدة..بل

كنت اسعى لترك وظيفتي وليس التحايل عليك للحصول على وظيفة اخرى..

- قلت إنك قدمت طلباً للعمل في مكان آخر...

وضعت كاتلين كأسها على الطاولة وهبت واقفة إذ لم تعد قادرة على احتمال هذا

النوع من الاستجواب او الاسترجاع الأحداث المريعة التي وقعت في ذلك اليوم

المشؤوم.

- كنت ممتناً للغاية عندما كذبت عليك ..كنت ممتناً لأنك لم تشأ ان تخبر اختك

الحبيبة عن تصرفات الرجل الذي تزوجته..كنت ممتناً لأنك وجدت الطريقة الأنسب

لتضمد جرحاً بليغاً بدلاً من معالجتي.

- لم اطلب منك ان تكذبي! قلت لك انني اريد معرفة الحقيقة!

- ربما.

التفتت الرؤوس كلها نحوهما فالشعب الايطالي معروف بافتقاره الى التحفظ غير ان

كاتلين لم تكترث للأمر ابداً.

- لكن ارجو منك ألاتدعي انك لم تتنفس الصعداء وإن لبعض الوقت , لأنك لن

تضطر الى مواجهة الموضوع تماماً كما ترفض مواجهة مشكلة اخيك.

وماتت الكلمات فجأة على شفتيها كما لو ان احدهم نزع قابس الكهرباء على حين

غرة.ريحانة

- هيا..قولي مالديك..

- لا اريد ذلك..

تلعثمت كاتلين وقد استولى عليها الرعب بعد ماتفوهت به وما آل اليه هذا الجدال,

إنما بدا جلياً ان لازارو لا ينوي التوقف عند هذا الحد .

- ماالذي ارفض مواجته؟

- لا يا لازارو .

تجاهل لازارو كلامها وتابع بنبرة ساخرة :

- يبدو جليا انك تحتفظين برأيك عني لنفسك لكنني ارغب في سماعه.

لم يعد من الممكن الادعاء بأن تلك الأمسية ستنتهي بطريقة لبقة..

- علي أن أذهب..

------------------------

وقفت كاتلين وهي ترتجف ثم مدت يدها لتأخذ حقيبة يدها, فأمسك لازارو بوسطها

وسألها:

- لم تريدين الرحيل الآن بعد ان اصبح الحديث مثيراً للاهتمام؟

- أريد الخلود الى النوم.ريحانة

حررت يدها من قبضته فتركها تفعل, واستدارت على عقبيها , وحاولت جاهدة ان

تجر رجليها المرتجفتين لتغادر القاعة, وهي تدرك تماماً انه يلحق بها.

ضلت كاتلين طريقها لبرهة فبهو فندق مانسيني ليس مألوفاً لديها , لكن ما إن رأت

المصاعد امامها حتى اسرعت نحوها وهي تدرك ان ليلتها مازالت في بدايتها , اغمضت

كاتلين عينيها عندما لحق بها الى المصعد , كان جسدها ينبض بالغضب وعقلها يسير

وسط متاهة..

رافقها الى باب غرفتها واستند الى الحائط من دون ان يتفوه بكلمة, كانت كاتلين

واثقة كل الثقة من انه لم يدعها تخلد الى النوم بهذه البساطة.ريحانة

- ماذا؟

علت ابتسامة مخادعة على ثغره بينما هو يضع قدمه عند عتبة الباب ليمنعها من

إغلاقه وراءها.

- ألن تطلبي من الدخول لشرب فنجان من القهوة؟

أومأت كاتلين برأسها , لم تكن خائفة منه, ولكنها خشيت ان تكون قد اختارت

المكان غير المناسب لتعيد فتح جراح الماضي, تراجعت قليلاً الى الوراء ليتمكن من

الدخول..لم يحاول لازارو إسكاتها أو مقاطعتها ...بل لحق بها الى غرفتها لمواجهته...

وقفت كاتلين مكانها ترتجف من شدة القلق فيما سألها:

- كنت تقولين؟

- اخوك..

ادركت في نهاية المطاف عليها ان تقوله, فأخذت نفساً عميقاً وقررت ان تنظر اليه

وتتفوه بالاسم الذي يحظر على الجميع التلفظ به..

- لوكا...

حاول لازارو التهرب من الموضوع قائلاً:

- علي ان اتعامل مع موت لوكا في كل يوم من حياتي.

قاطعته كاتلين :

- في كل دقيقة وكل ساعة وكل يوم.. اعلم انك تشعر بالسوء...

- هل تعرفين هذا الاحساس؟؟

- فقدت جدي منذ ستة اشهر...

قاطعته كاتلين صارخة:

- كلا.. لكنني اعرف معنى ان تفقد احدهم .. واعرف معنى ان تحب احدهم وتحزن

لموته .. لكنني اعرف ايضاً معنى السلام الداخلي يالازارو ..ذلك السلام الذي تفتقده

منذ اكثر من سنتين...

وتوقفت قليلاً عن الكلام ثم اردفت بنبرة اكثر رقة:

- علمت انكما تشاجرتما قبل وفاته..قرأت الخبر في الصحف واخبرتني انتونيا ان ما

حصل كان بغيضاً, لكن الكل يدرك ان تصرفات لوكا تجاوزت حدود المعقول وكان

لابد لأحدهم ان يعيده الى رشده..لا افهم ..فكيف سمحت له بأن يضربك ؟كيف..؟

- كفى!

لم تغب عنها نبرة التحذير في صوته وإمارات الغضب التي ظهرت على وجهه..غير ان

غضبه لم يكن موجهاً ضدها, بل ضد ذاته , كانت الاسابيع القليلة الماضية اشبه

بكابوس بالنسبة اليه, إذ ادرك ان عائلته ستجتمع من جديد, وسيعود اسم لوكا

ليتردد على كل الشفاه, كان الأمر اشبه بالعيش في جحيم مهما حاول ان يتفادى

ذلك.. وهاهي الآن تقف امامه تتحدث اليه بنبرة تدل على مدى تعاطفها معه فيما

تكاد عيناها ان تبلغا عمق اعماقه..كان من السهل عليه ان يطرد الشك من رأسه ,

ويقنع نفسه بأنها مختلفة فيفضي اليها بمكنونات قلبه.

-----------------------------

وكم كان بحاجة الى من يفضي اليه بمكنونات قلبه! لكن تحذير مالفوليو بقي يتردد في

أذنيه كالناقوس فيما العينان الزرقاوان الشبيهتان يعيني روكسان تحدقان فيه, تماماً

كما كانتا تحدقان فيه في ذلك اليوم المشؤوم.

- لا ينبغي ان تبقى الامور على حالها يا لازارو..

- كيف يفترض بها ان تكون؟

- لست ادري..

- هذا صحيح ..لاتدرين .. لا تدرين ..لذا, لا تتهميني بالعجز عن التعامل مع

الامور وأنت لا تملكين ادنى فكرة عما حصل في ذلك النهار.

- اخبريني إذن.

- لماذا؟

- لأنني اريد ان اعرف.

- لماذا؟.

- لأن....

كانت كاتلين تشعر بالارتعاش والضغط في داخلها , ولم تشأ ان تعبر عما في داخلها

لكنها وجدت في الوقت عينه, صعوبة في الاحتفاظ به لنفسها , فأغمضت عينيها

وتركت البركان المتأجج فيداخلها ينفث حممه:

- لأنني اهتم لأمرك يا لازارو.. ويؤسفني ألا ترغب في سماع هذا الكلام أو ان يثير

كلامي ارتباكك..آسفة لأنه يفترض بي ألا اظهر أي مشاعر , ولأن غير مرحب به إلا

لتأدية الخدمات المطلوبة مني, لكنني اهتم لأمرك...

- ماذا ؟ أتريدين مني أن افتح قلبي لك؟

وضحك ضحكة ساخرة وأضاف :

- لتتمكني من ابتزازي لاحقاً؟.

- ولمَ تظن أني قد ابتزك لاحقاً؟.

- لأنك تناقضين نفسك..

وجد لازارو انه من الافضل ان يحافظ على مسافة بينهما لئلا ينقاذ وراء إغراءاتها..

- تارة تقولين إنني اكثر الرجال خساسة في العالم لأنني أعاشر زوجة صديقي ..وطوراً

تدعين انك تهتمين لأمري..كيف هذا؟ كيف يعقل ان تهتمي لأمر رجل تحتقرينه؟

اجابته كاتلين هامسة:

- لست ادري ..لكنني واثقة من شعوري.ريحانة

ساد صمت عميق بينهما فاستغل لازارو الأمر ليقومها بعينيه فيما عقله يتوسل اليه ان

يتحلى بالمنطق, إلا انه لم يشأ ذلك..

لم يشأ ذلك حقاً..ارادها ان تهتم لأمره لأنه يهتم لأمرها.

- اسمعي ياكاتلين ..انا لست على علاقة ببونيتا .. ولا يمكن ان افعل ذلك ابداً..

اريد منك ان تصدقي كلامي.

- بونيتا ليست المشكلة...

مسحت كاتلين الدموع السوداء الغزيرة التي سالت على خديها , وشكرته بصدق

عندما اخذ منديلاً زرقياً وناولها إياه.

- لم اعد قادرة على احتمال المزيد يالازارو..تعاملني مرة ببرودة ومرة بلهفة ..لا

ادري لماتختار ان تكرهني في بعض الاحيان...

- اسمعي ..هل يمكننا ان نبدأ من جديد؟ هل يمكننا ان ننسى كل ماحصل ونبدأ من

جديد؟

- هل هذا ممكن؟

لم تكن كاتلين واثقة من ذلك.

أومأ لازارو برأسه واجاب:

- لا ارى اي سبب يحول دون ذلك.

- ألن تكرهني في الصباح؟

---------------------------

اجابها لازارو ببطء:

- لم اكرهك يوماً..كيف يعقل ان اكرهك وكل شبر في جسدي يتوق اليك؟

لم يكن هذا كافياً ..كانت تدرك ان هذا ليس كافياً , لكنها لم تشأ ان تطرح عليه

المزيد من الاسئلة الآن بعد ان احاط كتفيها بذراعه واسند رأسها الى صدره,

واحست كاتلين بالأرض تهتز تحت قدميها عندما ضمها اليه بقوة .

مدت اصابعها بجرأة ولامست الندبة البارزة على خده فأغمض لازارو عينيه بشدة

وكأنه يحضر نفسه للألم الذي قد تسببه لمستها, وكأن الجرح لايزال ينزف..فأدركت

كاتلين على الفور انه ما زال ينزف فعلاً..

- ماذا حصل هنا؟

احكمت اصابعه قبضته على اصابعها واطبقت عليها ,كانت كاتلين واثقة من انه يريد

ان يبعد يدها, ولامت نفسها في سرها لأنها تسرعت في طرح هذا السؤال عليه , لكن

وبدلاً من ان يبعدها عنه فتح راحة يدها وراح يضغط بها على خده فأحست بأن

وجعه وجعها وراحته راحتها.

لكنه مالبث ان ابعدها عنه برقة , واشاح بنظره بعيداً عنها فيما هي تعيد طرح

السؤال نفسه عليه.

- ماالذي حصل في ذلك اليوم يالازارو؟

على الرغم من انها طرحت السؤال وظنت نفسها قادرة على مواجهة العواقب إلا ان

نبرة صوته انبأتها بأنها قد لا تتمكن من ذلك.

فالألم والحزن اللذان لسمتهما في صوته جعلاها تجفل,واغمضت عينيها بينما هو

يدفعها برقة وحنان قائلاً:

- أسألي ابنة خالتك.

لم تنبس كاتلين بأي كلمة بل اكتفت في التحديق فيه وهو يقف ويغادر الغرفة من

دون ان يشرح لها معنى كلماته هذه .

سألهما البيرتو مانسيني وهو يبتسم بابتهاج:

- كيف كانت ليلتكما؟

انضم صديقه الحميم اليهما على الفطور حيث ساد جو من الاسترخاء.

- هل كانت مريحة؟

اجابه لازارو ممازحاً:

- كان السرير قاسياً بعض الشيء..لكن لا بأس به بالنسبة الى فندق من الدرجة

الثانية.

- ارجوك ..اسمعا علي ان اتحدث الى الوزير وزوجته الجميلة, لكن هل تسمحين لي

بأن استعير رب عملك قبل ان القي خطابي.؟

- بكل سرور..

احست كاتلين بغصة في حلقها عندما رأت بونيتا تحتل مقعد لازارو الفارغ.

قالت لها :

- اشكرك على تحفظك ليلة امس.. من حسن الحظ ان الحفل انتهى على خير..

والفضل يعود للازارو وحده.. اعلم انه معتاد على إخبار مساعدته الشخصية بكل

شيء..

- ليس هذه المرة ...

ولم تكد كاتلين تبدأ الكلام حتى علا صوت البيرتو عبر المذياع مرحباً بضيوفه وشاكراً

حضورهم , لكنه مالبث ان سلم المذياع للازارو ليتكلم بالنيابة عنه ماترك كاتلين في

حيرة من امرها ..اثار كلامه ضحك الجميع باستثناء بونيتا التي مدت يدها الباردة

تبحث عن يد كاتلين قائلة بصوت مختنق:

- من حسن الحظ ان لازارو موجود معنا اليوم فألبيرتو ينسى الاسماء وينسى بعض

العبارات..لم أشأ ان يخاله الناس احمق او ثملاً..لهذا السبب طلبت من لازارو ان يبقى

بجانبه, ويسد الثغرات في ذاكراته...

ومسحت الدموع المنهمرة على خدها ثم لاحظت تعابير الذهول على وجه كاتلين :

- ألست على علم بالأمر؟ ألم يخبرك لازارو؟

- ظننت...

--------------------------------

غمرتها موجة من الحزن الساحق جعلتها تجفل لكن بونيتا انفجرت ضاحكة وقالت لها

:

- ماالذي خيل اليك ؟ لم يمض وقت طويل على استلامك منصبك الجديد ولا اظنك

تعرفين هذا الرجل جيداً بعد.

لكنها بدأت تتعرف عليه.

- البيرتو مريض...

مدت يدها من جديد لتمسك بيد كاتلين وتابعت:

- عليه ان يخضع للعلاج في اقرب فرصة ممكنة ..لكننا فضلنا ان نتريث ريثما ينتهي

حفل زواج ابنته بعد اسبوعين ..جلّ مانرجوه من الله هو ان يمهلنا اسبوعين بعد.

بدا صوتها اكثر خشونة وهي تضيف:

- إذ تمكنا من الثبات مدة اسبوعين بعد فيمكننا بعدها ان نخبر الجميع.منتديات

التقت نظراتها بنظرات لازارو وقد احست بالندم وتأنيب الضمير لأنها تسرعت في

الحكم عليه وأساءت الظن به, لكنها فخورة به أيضاً , لأنه ابى ليلة البارحة ان يخون

ثقة صديقه , مع انها وضعته في موقف حرج...

---------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:11 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.