آخر 10 مشاركات
حب في الأدغال - ساره كريفن - روايات ناتالي** (الكاتـب : angel08 - )           »          دوامة الذكريات - فانيسا غرانت - روايات ناتالي** (الكاتـب : القصايد - )           »          الحب الذي لا يموت - باربارا كارتلاند -روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          اللقاء الغامض - روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          التوأمتان - روايات ياسمين** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          بين نارين - باربارا كارتلاند -ياسمين (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          الساحرة الغجرية (16) للكاتبة المميزة: لامارا *كاملة & مميزة* (الكاتـب : لامارا - )           »          القلب الهارب _ باربرا كارتلاند _ الدوائر الثلاثة (الكاتـب : MooNy87 - )           »          حب و كبرياء - بني جوردان - الدوائر الثلاث** (الكاتـب : لولا - )           »          إبنة الليل - جينث موري - الدوائر الثلاث ( تصوير جديد )** (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree12Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-17, 02:35 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 178-حان القطاف -أحلام قديمة




الرواية رائعة ومنقولة للعلم ولينال كل حقه
شكرا لمن كتبها


رواية حان القطاف
العدد178
أحلام قديمة
الملخص
مات خطيب أدوينا ولم تذرف الدموع ....فلم يبق غدره في قلبها إلا مرارة الغضب !!لكن يبدو أن أخاه يسير على نفس الطريق , فهو يريد الزواج بها بأية طريقة كانت , والهدف واحد : إنها بالنسبة له مجرد "كنز " يريد الاستيلاء عليه !
فماذا تفعل أدوينا ؟ هل تنسحب هاربة من ساحة الصراع؟أم تواجه كاليوس بنفس السلاح :تقبل الزواج به وفيما بعد .... تنفد انتقامها ؟







محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى and Nana.k like this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 05:13 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الاول
1-مذنبة رغماً عنها
دخلت أدوينا إلى غرفة المتاع الصغيرة الملحقة بغرفتها مخدرة الأطراف...كانت تتحرك كإنسان آلى،وأخرجت منها حقيبة كانت تحمل نصف متاعها على الأقل عندما جاءت من انكلترا إلى إيطاليا.
فى الخزانة الملحقة بغرفةالنوم،كان هناك حقائب أخرى من الجلد الفاخر أقتنتها منذ قدومها..لكنها أغلقت الباب عليها فستكفيها الحقيبة المصنوعة من القماش وحقيبة الكتف لتوضيب ما ستأخذه معها حين تغادر "فيلا رانسيمو"..وهذا سيكون فى وقت قريب.. سيراً على الأقدام..ولن تعود..
حلَّ الظلام باكراً،وكان الرعد يزمجر من بعيد..ولا يمكنها أن تأخذ بعين الإعتبار أن المطر بدأ ينهمر..فهى بحاجة إلى الظلام للهروب ..لكن منذ ساعتين كانت الستائر فى "صالون"الفيلا مقفلة بوجه شمس العصر..وكانت الغرفة الأنيقة مظلمة حين وقفت ببابها لتسمح لعينيها بالتعود على العتمة،قبل أن تدخلها.
.
ساعتئذ كانت فى الطريق إلى الحديقة ولكنها توقفت قليلاً فى الردهة وإتصلت بمصفف شعرها فى "فينيسيا"فوجدت أن الهاتف فى غير محله... كان عليها أن تتعقب الشريط إلى باب الصالون،وعندما أستطاعت الرؤية بشكل واضح رأت أن سيسو مرتد ثياب التنس ولكنه كان جالساً على مقعد مرتفع الظهر وكانت ساقاه متدليتين فوق المقعد،والهاتف مرتكزاً بين جذعيه وفخذيه.كان جامداً كثيراً بحيث ظنته نائماً.لكن ما أن حاولت التقدم على رؤوس أصابع قدميها لمفاجأته حتى لاحظت انه يضع السماعة على أذنه وهو يصغى .
ارتدت تهمّ بالخروج ولكن قهقهاته العالية أوقفتها :
-ماذا تعنى بقولك"ماذا عن روزيتا، أما زلتما معاً؟"يا صديقى العزيز.انا وروزيتا بانيار سنبقى على الدوام معاً..ليس هناك مشكلة إلا غيرتها..ويجب أن تعرف أننى لن اسمح لشئ تافه كالزواج من شابة عديمة القيمة أن يقف بيننا ..ومن الطبيعى ألا تعجب روزيتا بهذا ..لكن هناك تلك البلدة فى الميدلاند الانكليزى ،وتلك اليتيمة الواسعة العينين ذات الشعر التبنى الجالسة فوق منجم الذهب..حقاً رومانو أن هذا لمحزن!ولكن إذا كان على إبقاء روزيتا فى المستوى التى تتوقعه فعلىَّ التمسك بهذه الفرصة التى سنحت لى ..ما هذا؟
استمع مرة أخرى فانتظرت أدوينا مصدومة .
أضاف سيسو:ايمكن أن أسعى إلى منجم الذهب وأترك الفتاة؟هذا أمر صعب كثيراً دون المال النقدى .وأنت تعرف كاليوس..انه لا يراهن بعشر ليرات على شئ لم يعاينه هو بنفسه..من هنا بدا لى أن من السهل الزواج بالمتشردة فى العائلةوالحصول على "الخبطة"كلها مقابل لا شئ ،مهما كانت قيمتها لنا.
صمت سيسو..ثم قال ممازحاً:
-أتعرف...إضطررت إلى إجبار نفسي.أدوينا ليتل انكليزية من جهة الأم ..لكنها تتكلم الإيطالية كأي فرد منا.وأبواها متوفيان ..ولقد اتصلت بنا أولا..فأرسلنى كاليوس إلى إنكلترا لرؤيتها ..بعد هذا ذهبت مرتين .وأخيراً جلبتها معى ..ونحن مخطوبان ..فى البداية كانت متصلبة ..ولكنها ذابت تحت تأثير سحري المعروف..فرانسيسكا موافقة،وهى تظن أننى سأستقر ..أما كاليوس فلا أعرف رأيه ..لأنه لا يبوح برأيه إلا نادراً..ولكننا سنتزوج فى الأسبوع القادم.ولولا وجودك فى الطرف الآخر من العالم لدعوتك إلى الحفلة،لكنك ستبقى هنا فترة ..فهل سنلتقى؟
.
ساد صمت آخر...ثم قال سيسو:
-لا ..ليس الليلة ..لدى موعد مع روزيتا ..فى وقت آخر سأكون على إتصال ..
أعاد السماعة إلى مكانها ،وخرجت أدوينا مسرعة لا تلوى على شيء ...وما أن وصلت إلى غرفتها حتى أقفلت الباب كأنما سيشكل حارساً ضد عالم أصبح عدوانياً بشكل قاس.
لقد تلقت ترحيباً إلى هذا العالم وإلى الفيلا علي يد زوجة والد سيسيليو الأرملة ،السنيورا فرنسيسكا رانسيمو..وحين وجدت نفسها وحيدة فى غرفتها للمرة الأولى لامست أصابعها حرف rالمنقوش على الستائر والأغطية والمفارش والوسائد رمزاً لأسرة رانسيمو التي سرعان ما ستكون ملحقة باسمها،السنيورا "أدوينا راسيمو"بدلاً من اسمها الذى ولدت به منذ واحد وعشرين سنة.
لكن الآن ،وبعد هذا الأكتشاف القاسى الرهيب الذى سمعته من سيسو لم يعد هذا الإسم لها وما عادت تنتمى إليه .
ظلت لوقت طويل جالسة فى المقعد إلى جانب النافذة تنظر إلى الحديقة المنحدرة نحو النهر الذي يشق طريقه بين "بادوا"و"فينسيا"والذى تستضيف ضفتيه القصور الفخمة فى كلتا المدينتين على مر العصور ..بعض الفيلات اليوم مهجورة ،وبعضها أصبح معارض للسواح،أما الأخرى فما زالت عصرية إذا ما قورنت بسواها ...وفيها مسابح خاصة وملاعب تنس ومرسي يخوت على النهر.
.
إحدى تلك الفيلات هي فيلا رانسيمو ..لكن أدوينا لم تستطع النظر إلى مروجها وزهورها ونهرها، بسبب المنظر المنهمر ...لم يكن نظرها ليري ..بينما أفكارها تحاول إيجاد مكان لفهم ما جرى للتو.
شعر بلون التبن ؟أجل..فإشقرار لون أمها الإنكليزية ورثته بلون شاحب يميل إلى الذهب .وليس بلون التبن الفاتح الرمادي بكل تأكيد ..طوله الناعم كان يلمع لمعاناً لا يمكن أن يلمعه التبن..
واسعة العينين؟أشعرها تقويم سيسو المرير لعينيها بالأسي ..نعم لا تنكر أن عينيها رماديتان شاحبتان، يحيط بهما إطار من ذهب على شكل رموش صفراء وأنهما كبيرتان بشكل يتناقض مع سائر قسمات وجهها ،فأنفها صغير وشفتها العليا قصيرة وذقنها ضيق ..لكنهما ليستا منتفختين كما سخر منهما سيسو..لكن بما أنه لم ينظر ألا على إنها كيس مال له ،فهو على الأرجح أنه لم يلحظ أن عينيها قد تسودان و تبرقان وتضحكان..كماأنه لم يهتم أبداً، رغم براعته فى التودد،أنها نحيلة وأنها إمرأة كاملة .
أين بدأ كل هذا؟
لم تكن تعرف بوجوده حين قطعت وعداً لابيها وهو يحتضر ..ثم كتبت رسالة لعائلة رانسيمو التى قال لها والدها أنها من أشهر العائلات فى صناعة الكريستال.
كان الرد المطبوع على الآلة الكاتبة موقعاً بإسم "كاليسوس رانسيمو"الذى شرح لها أنه الآن على رأس العائلة وأنه المسؤول حالياً عن المؤسسة التى عمادها صناعة الكريستال الفينيسي..ثم أردف كاتباً أنه لم يكن يعلم أن لريكاردو ليتل إبنة وأن كل ما يعرفه أن والد ريكاردو كان موظفاً رفيع المقام عند جده حتى ترك العمل وسافر إلى إنكلترا إثر زواجه بإمرأة إنكليزية ليؤسس مصنع كرستال خاصاً فى إنكلترا ..ولكن بسبب رسالة أدوينا سيطلب من شقيقه سيسيليو الموجود فى إنكلترا بعمل لشركة"كرستوس "أن يزورها ليواسيها وليعزيها بوفاة أبيها.
.
إتصل بها سيسو صاحب الصوت الدافئ وكم كان دمث الأخلاق عبر الهاتف..لكن أدوينا كانت خجلة من دلائل فشل أبيها التى إضطرت إلى إظهارها له ..المصنع المقفل خلف المنزل التى تريد بيعه قبل أن تجد لنفسها عملاً.
كانت غرفة العرض ممتلئةبأغراض لم تجد لها مشتريا وما أن نظر سيسو إلى هذا كله حتي أبدى شفقته .وبسبب ولائها لأبيها سارعت تبرر سبب إفلاسه.
لم يكن الرجل الصغير قادراً على منافسة الصناعة الكبيرة ولم يكن يملك رأس مال لتطوير أفكاره ولم يهتم أحد بمساعدته ..ولأن هذا ما سمعته كثيراً من ابيها راحت تذكر ذلك امام سيسو وكأنه درس حفظته عن ظهر قلب .وبعد ذلك ساعدها فى بيع منزلها وفي ترتيب أعمال ريكاردو..ولكنها لا تفهم على الإطلاق"منجم الذهب"الذى طلب منها الزواج من أجله ،فهل كان لدى أبيها خطة رابحة؟ولكنه لم يفضِ إليها بأى شيء ...أمن الممكن أن سيسو وجد وهو يتعامل مع أوراق ريكاردو شيئاً مهماً حفظه لنفسه؟بحسب تبجحه أمام صديقه وثقته الزائدة هي متأكدة أنه وجد شيئاً.
بعد فترة ازدهرت مشاعرهما أو بالأحرى مشاعرها تجاهه..فقد كان رجلاً لبقاً لم تلتق بمثله قط..لقد أقنعها بإنفاق جزءمن مال المنزل الذى باعته على الثياب ومساحيق التجميل.وأحبط عزمها في البحث عن عمل ...وفي الزيارة الثالثة أخذها بين ذراعيه فشعرت بمشاعر جديدة وذابت مقاومتها لفكرة الزواج به بعد وقت قصير من التودد.
أما كاليوس رانسيمو فكان لغزاً أسود بالنسبة لها .أنه رجل معتد بنفسه ،لا يفصح عما يضمره أبداً..بل يطالب ويأخذ بفظاظة وتسلط كل ما يريد وهو لا يتحمل الاغبياء ،ولا يجد عذراً للضعفاء ..وأن ثار غضبه أصبح شخصاً ظالماً..
.
كانت عيناه سوداوين وجفناه ثقيلتين وشعره أسود وأملس ..أما أنفه فروماني متكبر ،وبشرة وجهه السمراء النظيفة مشدودة على عظام وجنتيه وذقنه المربع الدال على العناد...وهو إلى ذلك طويل كثيراً وهذا ما يضفي عليه هالة من التكبر والتعالي فهو بطوله هذا أشبه بعمود ضخم من الحيوية الناضجة.ولكن فمه المكتنز الشفتين هو الذي يدل على دمه اللاتيني.
تصرف مع أدوينا بتباعد وتحفظ حتى أنها ظنت أنها لا تثير فضوله أبداً ولكنها ضبطته مرة يتأملها وكانه يريد بنظرته تلك تسجيل إنطباع خاص عنها لا يريد لأحد أن يعرفه..أحياناً كانت تربكها سيطرته الحديدية على نفسه ،وتتسائل أن كان هناك ما يمكن إثارته إلى مستوى الهيام والشغف المشبوب ...أن كان هناك ما يمكن أن ما يدفعه السيطرة على ذاته !ولكنها إرتجفت شفقة علي المرأة التي تتزوج سيطرته ،وسيادته..
لقد أظلمت الدنيا وآن وقت رحيلها ...ماريون رانسيمو فى الخارج وكاليوس لا يأتى من مكتبه قبل موعد العشاء.وكانت تشعر بالراحة لأن سيسو لم يسع إليها قبل الخروج إلى موعده الغرامى مع عشيقته..سمعته يدخل إلى غرفته ثم يغادرها فى وقت سابق،فقررت أن تكتب إليه رسالة ستكون الملاحظة الوحيدة التى ستتركها قبل رحيلها.
.
حملت الرسالة إلى غرفته،ووضعتها فى مكان مكشوف فوق المكتب وعادت تكمل توضيب حقائبها لذى إستغرقها وقتاً أطول مما توقعت..وكانت قد مضت أكثر من نصف ساعة عندما رفعت قبعة معطفها الواقى من المطر فوق رأسها.
ما أن وصلت إلى رأس الدرج حتى تسمرت في مكانها بسبب سماعها صوت شخص بدأ يصعد الدرج..من هو؟إحدى الخادمات ؟لا..أنهن يستخدمن الدرج الخلفي..ماريون؟ كاسيوس؟سيسو؟آه ..لا.كانت إحدي يديها علي السياج والأخرى تمسك بالحقيبة .أنتظرت أدوينا بينما كان كاليوس يصعد الدرج نحوها،ثم توقف وتفرس بها وهو علي الدرجة ما قبل الأخيرة .
بادلته النظر مخدرة الإحساس ،وعرفت أنه رأى حقيبتها ومعطفها الواقى من المطر..صعد الدرجة الأخيرة ووقف قبالتها ونظر إلى الأسفل بلطف لم يخدعها قط:
-أتريدين الخروج في مثل هذا الطقس الممطر؟هل سيقلك سيسو؟
هزت رأسها نفياً:"لا"
-لا؟
انقبضت حنجرتها،ورددت بصوت فظ:
-لا ..لن أخرج إلى أى مكان لأننى راحلة .
قال بلهجة جليدية :
-هكذا إذن..أنا مضيفك ..وأنت خطيبة أخى ولقد رحبت بك زوجة أبينا كأبنة عتيدة لها..ولكنك قررت فجأة الرحيل ألى مكان آخر ..فهل سأكون متطفلاً إذا سألتك عن المكان الذى تقصين؟
-لا أقصد مكاناً محدداً..بل أريد فقط الإبتعاد عن هنا.
خطت خطوة إلى الأمام ،ولكن يده إلتفت حول معصم يدها الحرة..كانت حركة آسرة مع أن صوته بدا مهذباً وساخراً:
-أن لم تشائى ذكر المكان الذى تقصدين فعلى الاقل اذكرى السبب؟
راوغت بالرد:
-وجدت أننى لا أحب سيسو بشكل كاف لأتزوجه.
-حقاً؟قرار مفاجيء..أليس كذلك ؟وهل أخبرته بهذا؟
-لا.. أنه فى الخارج.. تركت له رسالة فى غرفته.
.
برقت عيناه السوداوان:
-الرواية الكلاسيكية !وأنت تتصرفين كشخص جبان..وكيف تقترحين أن تسافرى؟
وكأنما يستطيع إيقافها!
-سأسير إلى الكاراج فى "ماستر"ومن هناك سأستأجر سيارة أجرة .
-وألى أين تريدين منه ان يقلك؟
ضمت أدوينا شفتيها بقوة،وعرف أنها لاتنوى الرد.مد يده إلى الحقيبة فإنتزعها بخشونة من يده
-ستعود هذه إلى غرفتك لأنك لست ذاهبة إلى أي مكان حتي تواجهي سيسو.
حمل الحقيبة إلى غرفتها ..ثم خرج منها وتوجه إلى غرف سيسو وبعد ذلك عاد إليها.
-أنت كاذبة مخادعة!لم تتركي رسالة لسيسو .
أجفلت أوينا:
-بل!تركت على المكتب حيث لا يمكن ألا يراها.
-لم أجدها.إبحثي بنفسك.
بحثت .وكان علي صواب ،لقد إختفت رسالتها والتفسير الوحيد هو أن سيسو عاد بعد خروجه وأخذ الرسالة معه ..عندما عادت إلى كاليوس قالت له هذا فسخر منها :
-وجد وقرأ هذه ولم يزعج نفسه بالإستفسار ؟أتظنين اننى قد أصدّق شيئاً كهذا ؟
أغضبها شكه فيها.
-بصراحة..لا..ويجب ألا يدهشك هذا..إسمعي! ستبقين هنا حتي يعود سيسو،فتكلمينه وجهاً لوجه ..تعالي.
ثم تقدمها نازلاً الدرج.
لحقت به إلى باب الصالون ،وقالت بصوت مرتعش :
-لاتستطيع إستبقائي رغماً عنى!
لكنها لم تشك في قدرته عندما دخل إلى الغرفة دون أن يرد وأشار إلى مقعد وقال آمراً:
-إجلسي.
ظلت أدوينا واقفة حيث هي ويداها فى جيبى معطفها ،ثم راحت تقاومه حين حاول خلعه عنها .فتخلى عن بذل الجهد وذهب ليجلس قائلاُ:
-أعتقد أن فرانسيسكا في الخارج..وإذا إضطررنا إلى إنتظار سيسو طويلاً،فسنضطر إلى تناول العشاء بمفردنا ..فهل تمانعين؟
.
صرّت على أسنانها:
-لن أتناول الطعام معك،أرجوك لا تفكر في هذا!
-ولن تجلسي بصحبة الوصى عليك؟
ازداد كرهها له ولكنها تحركت إلى مقعد يبعد عنه كثيراً وجلست مهزومة،فرأت نفسها للمرة الأولى الجبانة التي وصفها.
أنه ليس شيئاً بالنسبة لها ..وسيكون أقل من هذا بعدما تغادر فيلا رانسيمو ..ولكن إن واجهته بخيانة سيسو ،فهل يلين قليلاً أو يفهم سبب ثورتها ويسامحها؟
قطع هذا الصمت المشحون رنين الهاتف ..ذهب كاليوس ليرد معتذراً.ولكنه عاد بالهاتف إلي الداخل وهو يجر الشريط الموصل ،وكأنه لا يثق بها أبداً ويخشي أن تهرب .
-نعم.. يتكلم .
ولم يقل شيئاً لدقائق ثم قال بحدة :
-متي حدث هذا؟كم الحالة سيئة ؟أجل..أجل ..أفهم..أجل،سأكون هناك ..
نظر إلى ساعته :بعد ربع ساعة.
وأعاد السماعة إلى مكانها ونظر إلى أدوينا :
-إنها الشرطة، لقد حصل لسيسو حادث اصطدام بسيارته ،كان مسرعاً في تقاطر "ميستر"واصطدم بقطار ميلانو فينيسيا..وقد جرته القاطرة حتي أستطاع أن يتوقف..واستلزم وقت كبير لإنتزاع السيارة التي كانت كومة من معدن ..وكان سيسو فاقد الوعى حين إنتشلوه ونقلوه إلى المستشفى.
-أووه..أووه.
أوقفت أدوينا صيحة الصدمة الطويلة بوضع يدها على ثغرها..
كانت ترتجف كسفينة جانحة وعندما حاولت الوقوف مادت بها الغرفة فارتمت من جديد على مقعدها وتقدم كاليوس إليها :
-مهلك.
دفع رأسها إلى ما بين ركبتيها ،وتركها هكذا حتى عاد الدم إلى رأسها وذهب إلى المطبخ وسكب لها كوب عصير بارد،وعادإليها ووضع يده على كتفها يأمرها بأن تشرب ،فجلست وعيناها تدوران:
-لا..لاأستطيع.
-اشربيه..
وضع الكوب على شفتيها ،يرفعه لها حتى أفرغته .
-يجب أن أذهب.. الشرطة تريدنى هناك ،هل أستطيع تركك؟
أجفلت :أتعنى هل تستطيع الثقة بى خشية ان أهرب؟
-إذا كان هذا تفسيرك لكلامى .
.
- بل أظن أن هذا ما عنيته ...لكن ألا يمكننى مرافقتك...أرجوك؟
رد بنفاذ صبر:
-إذا كنت ترين أن هذا من واجبك فلا بأس..فليس لدى وقت لمجادلتك..سأحضر السيارة ،انتظرينى أمام الباب.
كان المشهد عند تقاطع الطريق مع خط القطار الحديدى رهيباً..وكانت جموع الناس والمصابيح الكاشفة والكاميرات تلمع بلون أبيض وركاب من القطار المتأخر عن مسيرته يسألون عن الباصات التى يمكن أن تقلهم إلى محطة فينيسيا وكان جماعة من الشرطة مجتمعين حول حطام السيارة ..سأل الرجل الذى تقدم لفتح باب سيارة كاليوس وهو ينظر إلى أدوينا:
-من السنيورا؟
قال كاليوس بإختصار:
-خطيبة السائق..ستبقى هنا فى السيارة .
راقبته أدوينا وهو ينضم إلى المجموعة ،رأته يصغى ويسأل ولكنها لم تكن تسمعه..ثم مد يده إلى ما تبقى من مقعد السيارة ليلتقط شيئاً عنه قبل العودة إلى السيارة ،وأغلق الباب فى وجه المراسلين المتسائلين ،ولوح لهم مودعاً،وسرعان ما كان منطلقاً نحو فينيسيا.
سألت أدوينا:"إلى أين الآن؟"
-أنا سأذهب إلى المستشفى أما أنت فسأضعك فى سيارة أجرة لتقلك إلى الفيلا حيث عليك انتظار فرانسيسكا حتى تعود..وإن تأخرت بالعودة أخبريها أنت .
أطرقت أدوينا برأسها طاعة:
-سأخبرها كل ما أعرف..لكن كيف وقع الحادث؟
.
-لدى الشرطة شهود يؤكدون أنه كان مسرعاً بطريقة جنونية وأنه أندفع من تحت الحاجز وهو يُقفل ،وأن الحاجز الثاني أقفل قبل وصوله إليه ،فصدم القطار بالسيارة فى سرعة مئة وعشرين كيلو متراًفى الساعة.
لابد أنه كان مسرعاً للمحافظة على موعده بعد عودته إلى المنزل لسبب ما ،ووجد رسالتها ..وتابع كاليوس :
-أحد الرجال الذين سيشهدون في التحقيق سيقسم أن سائق السيارة ،من وجهة نظره،كان ينوى الإنتحار..فهل يوحى لك هذا بشيء؟
سحبت ادوينا أنفاساً مرتجفة:
-انتحار ..لا !لماذا يوحى لى هذا بشيء ؟
وصلا إلى الشارع العريض الذى يفضى إلي بيزال روما وأدخل السيارة إلى موقف قبل أن يرد:
-إذن ربما هذه تخبرك شيئاً ما .
حدقت إلى الورقة المكورة التى وضعها في يدها .كانت نصف مغلف محترق يحتوي علي رسالتهاوعليه أحرف"سيس.."بخط يدها ،فتحت نصف المغلف ولم تجد شيئاً..لكن الدليل كان موجوداً بالنسبة إلى المرتاب الذي إلي جانبها.
قالت:"أنها رسالتي التى كتبتها إلي سيسو التي لم تصدق أننى كتبتها له".
-لا..رجاءً لا تبحثي عن أعذار .
-أنا لا..
- هذا أفضل.. لأن إيجادى لها يدينك أكثر ..
قاطعته:"يديننى؟"
.
-أجل ..وهل تريدين كلمات أقوى من هذه؟لقد كتبت الرسالة تفسخين خطوبتك له دون سماع أقواله ..لقد قرأ الرسالة..وها هي النتيجة!لو واجهته لما قاد سيارته في ثورة غضب للإبتعاد قدر المستطاع عنك،حتي يستوعب عقله واقع نبذك إياه دون سبب عشية زواجكما..قاد كالمجنون ،كالأبله،وكأنه يريد الإنتحار..فهل فهمت معني كلمة الإدانة ؟
انكمشت أدوينا فى مقعدها..طالما تساءلت كيف يكون هذا الرجل وهو غاضب ..والآن عرفت ..من خلال أنوار السيارات المتقاطعة الداخلة لتقف حولها ،بدت عيناه السوداوان مشتعلتين بنار حمراء تتطايران شرراً وتخمدان بالتعاقب ،كانت قسوته الحادة كلها موجهة إليها .
قالت بصوت ضعيف:"كنت معذورة..انا لم أحبه".
-لقد خدعتنى ..ويبدو أنك علي مدي ثلاثة أشهر من الخطوبة الملتهبة خدعت سيسو حتي عجز عن تصديق ما رميته به الليلة..أتمني أن يدوم خجلك من هذا ..أما الشعور بالذنب فهو أمر غير متوقع من منتهزة الفرص مثلك؟
هذه قسوة كبيرة..يجب أن تدافع عن نفسها:
-لست مذنبة فيما حدث لسيسو هذه الليلة ..فلم يكن مسرعا بسببي ..بل لأ..
لكن الكلمات التي تهم بقولها جمدت على شفتيها ،لقد كان متأخراً كان ذاهباً لمقابلة عشيقته ..ولقد خدعني بهذه الخطوبة بسبب جشع مجهول السبب منه ..ولكن عليها ألا تقول هذا إلى أن يصبح سيسو في وضع صحي يسمح له بالاعتراف بالحقيقة.
أضافت:"لابد أنه كان متأخراً علي موعد ما..وتعرف كم يقود بسرعة ،حتي فى الأحوال العادية".
-بسرعة نعم ،ولكن ليس بتهور ..لا..لا بد من وجود سبب ..وبسبب الدليل الذي وجدناه ،أقول أننا نعرفه ..لازمي مكانك إلى أن أستأجر لك سيارة وتذكرة .أما بشأن فرانسيسكا فلا تخبريها شيئاً بأمر رحيلك أو بأمر ضبطي إياك وأنت علي وشك الهرب ..كنا معاً فى الصالون عندما اتصلت الشرطة ..ومن الطبيعي لخطيبة سيسو أن ترغب في الذهاب معي هل فهمت ؟
.
-أجل ..لكن..
-لكن ماذا؟
-أنت تطلب مني أن أكذب.
-أجل ،لأن فرانسيسكا عرضة لصدمة كافية..علي أي حال تظاهرت لثلاثة أشهر بأنك سعيدة مع سيسو.أما كنت تكذبين علينا؟
صفق باب السيارة بقوة وابتعد .
كان كاليوس ،وقبل مغادرة الفيلا،قد أخبر ماريون مدبرة المنزل الخبر الفاجعة..وعندما وصلت أدوينا ،أخبرت المرأة القليل المتبقي مما تعرفه ..ثم ذهبت مباشرة إلى غرفتها وأخرجت الثياب من الحقيبتة التي لن تاخذها معها علي أي حال..أو في أية ليلة بالطريقة المختلسة التي خططت لها ..سخرية كاليوس بها ،أكدت هذا ..لأنها لن تغادر الفيلا إلا بعد مواجهة صريحة مع سيسو..وستخرج بكل وقار وإحترام ،وعندما يحصل هذا لن تهتم إن أدرك كاليوس الخطأ الذي إرتكبه بحقها .
نزلت أدوينا إلى الصالون تنتظر عودة فرانسيسكا وتدعو الله أن يعود كاليوس قبل وصول زوجة أبيه..أخذت ترتجف عندما سمعت سيارة فرانسيسكا لكنها أجبرت نفسها على إخبار المرأة بالحادث
أبيض وجه فرانسيسكا الوسيم للخبر.لكن التحفظ الإستقراطى ساعدها في السيطرة على نفسها.
قالت:"لا ..لقد تناولت عشاء جيداً..لكن أدوينا لم تأكل ..بالتأكيد ..أليس كذلك؟إذن يجب أن تأكل شيئاً.
عنما أعلنت أدوينا مرتجفة أنها لن تستطيع ،لم تضغط فرانسيسكا عليها .
-ستأكلين بعدما يحمل إلينا كاليوس أخباراً جيدة عن سيسو ..أو قد يجلبه معه إلي المنزل.
بعد هذا جلستا معاً تتحدثان بأمور متفرقة كان يقطعها فترات من الصمت .
قالت فرانسيسكا بحدة :
-ألوم سيسو لأنه يخرج بدونك ميلاً.
ثم أرجو ألا يعنى هذا تأخير زواجكما .
وهذا ما أثار ضمير أدوينا بحدة.
ثم وصل كاليوس ..دخل إلي الغرفة نحو فرانسيسكا التي هرعت إليه قائلة:
-كاليوس ..ماذا؟
وضع ذراعه حول كتفيها ،وشدها إليه ..لكنه تكلم مع أدوينا التي لم تتحرك:
-مات سيسو!
***

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 05:14 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2-يريد سجنها
في الأيام التالية شهدت أدوينا بأم عينها الحزن الذي يسيطر علي العائلات الإيطالية حين وفاة عزيز ما.اتشحت فرانسيسكا بالسواد وأرسلت في طلب خياطتها لتفصل لها ثوب الحداد الذي يجب أن ترتديه وقت الجنازة لأنها كانت عروس سيسيليو العتيدة،ثم سارعوا لإخبار فروع عائلة رانسيمو الممتدة إلى فرنسا وسويسرا وسردينيا،ليستطيعوا إرسال من يمثلهم ،وكان هناك سيل من الزوار المحليين الذين تركوا بطاقات العزاء والزهور فى الفيلا.
ولكن أدوينا لم تطق الزيف الذي أجبرها كاليوس على إظهاره والعيش فيه.فبعد تلك الأمسية المربكة ،لم تتوقع منه أن يطالبها بالإستمرار فى المسرحية التي فرضها عليها لإنقاذ فرانسيسكا من صدمة مزدوجة ،حادثة سيسو وقرارها الإنفصال عنه،ظنت أنه سيخبرها الحقيقة بعد بضع ساعات ،أو فى اليوم التالي علي الأقل وأنه سيسمح لها بالإبتعاد بهدوء قبل أن يحتشد الأقارب .
لكن ظهر من تصرفات فرانسيسكا التي لم تتغير مع أدوينا أن كاليوس لم يقل لها شيئاً..وعندما واجهته أدوينا ،وطالبته بالسماح لها بمغادرة المكان قبل الجنازة رفض رفضاَ عنيفاَ..
.
-سيعرف الجميع أن سيسو كان رجلاَ سعيداَ في خطوبته حين مات ..فلا أريد أي قال أو قيل..
- لكن عندما أذهب فستضطر لقول الحقيقة إلى زوجة ابيك أو تسمح لي أنا بإخبارها..بعد ذهابي لا يهم ما يتناقله الناس عني .
ضحك ضحكة قصيرة كريهة.. ثم أجاب :
-يا فتاتي العزيزة.. لا تظني أبداَ أني مهتم بأي حرج قد يصيبك ..أنت!لأنني لا أهتم إلا بشرف سيساليتو..فأنا أعرف أن اللوم فى ظروف موته يقع عليك،لكن من الصعب الإعتراف بهذا والسماح للشائعات بالإنتشار..سنجد الألسن تقول :"لا دخان من دون نار"وأن الغلطة كانت غلطة سيسو..وهذا ما لن أسمح به.
قالت ادوينا ساخرة:
-وأعتقد أنك ستقر بذنبي وتتهمني..ولكن فلنفترض أنني قلت لك أن سيسو حنث بوعده معي قبل أن أقرر الإنفصال عنه ..فماذا ستفعل؟
-أتدعين أنك قادرة على إثبات هذا؟
تعرف إنها قادرة..لكنها فى الساعات الأولى من موته لم تستطع إجبار نفسها على كشف حقيقته أمام أخيه..التقاليد القديمة قدم الزمان .والقائلة بوجوب نسيان شرور الموتى،يجب أن تبقيها ساكتة..ومع أنها بكلمة واحدة ،تستطيع أن تجرّح بذكريات كاليوس وفرانسيسكا عن سيسكو،إلا أنها يجب ألا تتكلم.
قالت لكاليوس:"لو إستطعت.. فهل ستصدقنى؟
-بكل تأكيد..لا..وإلا لتكلمت عن مظلوميتك الحقيقة أو الخيالية قبل الآن..ولمنحت سيسو الفرصة للدفاع عن نفسه،بدل رفضه بتلك الطريقة والقول له:"آسفة لم أحبك..وآسفة للإزعاج"
حتي ولو نجا خطابك له من الحادثة،أيمكن أن تدعي أنه كان أقل قسوة من هذا؟
قالت بهدوء:
-آمل أنه لم يكن على هذه الدرجة من القسوة ..لقد قلت له أننى وجدت نفسي غير قادرة على أن أحبه..وذكرت له الأسباب،وذكرت أننى كنت ذاهبة دون أن أراه لأن هذا هو أمثل حل.
سخر منها كاليوس:
-ظننت أن هذا هو "الأفضل"!وعلى ضوء ما حدث أما زلت مؤمنة أنه كان أمثل حل؟
-لم أكن أعرف أنه سيٍقتل!
.
-تصحيح.. لم تعرفى أنه سينتحر بسبب شعوره باليأس..أليس هذا ما تقصدينه؟
-أنه لم...!
-لم يكن يحبك إلى درجة الإقدام على الإنتحار؟
-لم يقصد أن يقتل نفسه..ولن تجرؤ علي الإقتراح بأنه فعل هذا!
-ربما..فالمرء لا يستطيع ان يعرف ...مع ذلك ما زلت أعتبرك المسؤولة الأولى عن مزاجه المتهور.
تفرس كاليوس فيها فيما دموع الرعب تندفع من عينيها ،وتتدحرج إلى وجنتيها ..ثم قال:
-تستطيعين البكاء؟ إذن عجباً!أخشي أن تجدي الدموع مطلوبة منك غداً وقت الجنازة .
عج المنزل بالناس يوم الجنازة ،ولم يغادر آخر أفراد الأسرة إلابعد ثلاثة أيام ..إنشغلت فرانسيسكا بهم ،وأظهرت صبراً واضحاً ولكن ما أن فرغت الفيلا حتى طلبت الدعم من أدوينا بطريقة أثرت فى ضمير الفتاة.
أفضت لها بحزنها:
-أنا إمرأة وحيدة ..كاليوس له قلب من كريستال ،وهذا كل شيء.أنه رجل ..أجل..ولكنه لم يسمح يوماً لعلاقة ما بالسيطرة عليه أو التدخل بحياته..ولا يتوقع منى أبداً إستقبال إمرأة لا ينوى الزواج منها..بالنسبة لسيسو ،كانت شركة سيسو هى منبع المال الذي لم يحصل علي كفاية منه أبداَ، يا للفتى المسكين!كان برَّياً دائماً،فى الخارج وفي الحفلات مع أصدقائه الشبان أوالشابات..ثم إلتقي بك كارا..وافتتن بك،لكن ماذا عنك؟ لقد كان شاباً صغيراً،وهذا ما لم يكنه كاليوس يوماً..كنت كبيرة في السن عندما تزوجت والدهما ولم يكن بإمكانى الإنجاب..هكذا حين جاء بك سيسو إلينا وهو غارق في حبك، تمكنت من الإعتماد علي صحبتك وعلي الأولاد الذين ستنجبينهم..لكن الآن إنتهى كل شيء..ولا شك أنك ستتزوجين يوماً وهذا يعنى أننى سأبقى وحيدة.
انهمرت دموعها كالشلال،فقامت أدوينا بجهدها لتواسيها :
-سيتزوج كاليوس ،وعما قريب سيأتى أولاده الذين ستحبينهم كثيراً.
-لكن هذا لن يحصل حتى يفكر أن من واجبه إنجاب وريث يأخذ عنه مهامه فى كريستوس ،وقد لا تعجبنى المرأة التى سيختارها .ولكنك ستبقين معنا قليلاً..أليس كذلك؟ يعتقد كاليوس أنك باقية
هو يعتقد هذا للأسباب التي أجبرها من أجلها علي تمثيل الدور المزيف فى جنازة سيسيو..ففضيحة نبذها لسيسو ومحاولتها الهرب يجب ألا تطل برأسها البشع أبداً.
سألتها فرانسيسكا:
-لماذا لا تستمرين بوضع خاتم سيسو...فكاليوس يرى أن عليك وضعه .
.
كاليوس يعتقد هذا ..وهو يعرف جيداً أنها فسخت الخطوبة حتى قبل موت سيسو !كيف يجرؤ على هذا؟لكن الشفقة منعتها من قول الحقيقة لفرانسيسكا .
قالت:"ولماذا هذا ما دمت لم أعد مخطوبة ..اعتقدت أنك ترغبين فى إستعادته ".
هزت فرانسيسكا رأسها نفياً:
-لا..لا ..فعليك حتى لو شعرت أنك غير قادرة على تحمل وضعه فى يدك أن تحتفظى به كذكرى من سيسو،ولكننى أعتقد أن وضعه فى أصبعك سيبهج كاليوس.
من هو رومانو الذى تكلم معه سيسو عن دوافعه للتودد إليها ؟هل تعرفه فرانسيسكا أو كاليوس على أنه صديق سيسو ؟ورزيتا بارنيار..هل يعرفانها؟هل حضر رومانو أو روزيتا جنازة سيسو؟ كلاهما غريب عنها ،ولكن كليهما يعرف ما علاقتها بسيسو..وهما يعرفان ما صنعاه بها ،هل تجرأ أحدهم على السخرية بها أو أبدى الشفقة عليها؟
ثم هناك إدعاء سيسو بأنه ما تودد إليها إلا من أجل أن يكسب شيئاَ معيناً هى لا تعرف ما هيته ..لقد تكلم بكل ثقة..فهل كان مخطئاً فى هذا؟ صحيح إنها رغبت بإرادتها أن يراجع أوراق والدها ،ويصفى شؤونه..ولكن لا يمكن أن يجد شيئاً يثير مثل هذه الآمال فى ذلك المشروع الفاشل..لم يكن فى أوراق والدها إلا رسومات مشوشة لمشاريع نصف كاملة ،وأفكار هجرها ريكاردو ليتل..وتعرفها أدوينا..مجرد أوراق لا قيمة لها،طلبت من سيسو أن يوضبها لها وأن يجلبها معهما عندما حضرا إلى إيطاليا معاً.لقد تولى أمرها وهذا يعنى أنها ما تزال بين اغراضه لذا ستطلب من كاليوس إستعادتها.
ذات صباح قامت بشراء بعض المشتريات من أجل فرانسيسكا ثم عادت إلى "بيزال روما"حيث ينتظرها دينو ،سائق الأسرة ...طلبت القهوة فى مقهى ساحة سان ماركو وأخذت تراقب منظر المارة والبائعين المتجولين والأولاد والعشاق الصغار المتعانقين ،والشبان الذين يتمشون ببطء شديد لأسباب أخرى كتجربة حظهم للفت إنتباه فتاة جميلة ،ثم أدركت إنها أصبحت هدفاً لبعض النظرات بسبب جلوسها بمفردها إلى الطاولة ..لكنها لم تكن مستعدة للنظرة الطويلة الصريحة التى كان يلقيها عليها شاب أشقر اللحية يجلس إلى طاولة مجاورة.
أشاحت بوجهها ،ثم نظرت مجدداً..فإذا هو لا يزال ينظر إليها ..إلتقطت حقيبتها وأكياس مشترياتها منزعجة لأنها مضطرة إلى الرحيل قبل الأوان ..لكنه ترك طاولته واقترب منها.
.
أجاب بالإيطالية عن السؤال الصامت الذى أبدته برفع حاجبيها:
-عذراً سنيوريتا..لكن ألم أرك فى جنازة صديقى سيساليتو رانسيمو؟
ثم قال ببطء وإنما بالإنكليزية هذه المرة :
-أنت تفهميننى ..وأن كنت لا تفهمين الإيطالية فلا بأس لأننى أيضاً أجيد الإنكليزية قليلاً..هل لى أن أقدم نفسي ..انا رومانو كالينو..هل لى أن أنضم إليك لبضع دقائق؟
رومانو؟ بين يديها؟
قالت : "يبدو أنك تعرف من أنا ..وما جنسيتى ...ولكننى أتكلم الإيطالية وأفهمها جيداَ..سنيور"
-إذن هلا سمحت لى بالتحدث إليك بالإيطالية؟
ردت بدون تشجيع:"لك ملء الحرية".
جلس وأشار إلى فنجان القهوة :
-آه ..هل لى أن أطلب لك فنجان كاباتشينو آخر؟
-لا..شكراَ..كنت أهم بالرحيل .
-أنما عليك البقاء حتى أفسر ما أريد قوله !أترين..أعرف أنك إنكليزية لأن أحدهم أشار إليك فى الجنازة على أنك خطيبته ..وكنت أعرف إسمك..أدوينا ليتل..فتاة نصف إنكليزية ذات إسم إيطالى،هذا ما قاله لى سيسو.كان والدك إيطالياً..لكنه وأمك متوفيان .
وهذا صحيح..فأنت تعرفنى على أننى اليتيمة ذات الشعر التبنى اللون ..التافهة التى أراد الزواج بها من أجل ثروة خرافية.
قالت بصوت مرتفع:
-أنا فى إيطاليا منذ ثلاثة أشهر،فما دمت صديقاً لسيسو، فلماذا لم ألتق بك..
-لأننى كنت مسافراً منذ سنة تقريباً..كنت أمثل مؤسستى فى أميركا الشمالية ..فمؤسستى كمؤسسة رانسيمو تتاجر بالزجاج،أما إسم مؤسستى فبرونو ماليستى..وإلتقيت بسيسو فى كلية التجارة .
-ومن دلك إلى فى الجنازة؟
-شخص ما..أنا..
-أنت تعرف هوية الشخص بلا شك.
-أجل..صديقة لسيسو ..روزينا بارنيار.
-وهل هى متزوجة؟
-أنها منفصلة عن زوجها.
-لا أذكر أننى إلتقيتها هى الأخرى.
.
-لا..فهى لا تعرف من العائلة غير سيسو...لكنها رأتك معه عن مسافة كما أعتقد.
-هكذا إذن...وماذا كان يدور فى خلدك حين تعرفت إلى وقررت التحدث إلى سنيور؟ماذا تريد منى؟
نظر إليها بعينين صريحتين بارقتين،وقال:
- لا أريد شيئاً منك سنيوريتا ..وجل ما أريده هو تقديم العزاء لك والتعرف إليك أفضل بقليل.
-أفضل من ماذا؟
ابتسم إبتسامة إعتذار:
-عليك أن تسألى هذا بالتأكيد!ولقد عنيت أفضل مما أعرفك من خلال ما كلمني عنك سيسو الذي لم يكن بارعاً البتة بالوصف وأخشي ألا يكون قد أنصفك فيما قاله عنك.فأنا أجدك.. جميلة جداً..
أمر مؤسف لسيسو،لكنك جميلة فعلاً.هل أسيء إليك بكلامى هذا يا سنيوريتا؟
-ولماذا أعتبرها إساءة؟ولكننى أتساءل عن السبب الذي جعلك تقول هذا..
أشعرها امتقاع لونه بشي من الدفء تجاهه..
أضافت:"ولكن شكراً لك علي أي حال...أنا مسرورة لأنك تحدثت معى".
وكانت مسرورة فعلاً..على الأقل لأنه ليس من أسرة رانسيمو التي يجب ان تعيش معها كذبة..وهو يعرف سيسو الغشاش على حقيقته..وإلي ذلك هى معجبه به بسبب شخصيته ..ولا تريد أن تصدق الصورة التى رسمتها عنه كرفيق سيسو فى المباهج والمتعة..لقد أعجبت به.
لامست حقيبتها مرة أخرى فوقف يمسك لها كرسيها متسائلاً:
-أيجب أن تذهبي ؟
-يجب أن ألتقي "الفابوراتو"قرب دانيللي ..ولقد حان الوقت.
-هل لي أن أسير معك إلي هناك؟
سارا معاً فى الساحة ومنها إلى الرصيف أمام الفندق الشهير"دانيللي أونيل"حيث لم يكن الباص المائي قد وصل بعد..قالت له:
-لن يتأخر أكثر من هذا .. لكن أرجوك لا تنتظر.
تردد مرافقها وعض علي شفتيه:
-أرجوك اسمحى لى ..إن كنت باقية فى فيلا رانسيمو ..فهل يمكننى رؤيتك مجدداً؟
-لا أدري هل تأتى إلى هناك عادة؟
-كنت أقصدهم قبل سفري إلي الخارج لأرى سيسو..لكننى حقاً أرغب فى رؤيتك لأدعوك إلى غداء أو عشاء.
كان الرد على هذا أمراً صعباً.وهى لا تريد أن ترد عليه بتكبر..ولكنها لاتعرف كيف ستكون ردة فعل كاليوس أو فرانسيسكا لقبولها الدعوة.
.
-ما زلنا فى حداد على سيسو ..ولا أظن..
-أنا آسف ولكن يمكننى الإتصال بك بعد فترة لأدعوك.
لكنها لم تستمع إليه..بل كانت نظرتها تجاوزت إلي ما وراءه لترى كاليوس الذى أفترق عن رجلين علي باب دانيللى.الواضح أنه شاهدها،لأنه قطع الرصيف بخطوات سريعة وإنضم إليها ناظراً بتساؤل
إلى رومانو الذي سارع يقول:
-سنيور رانسيمو؟أنا والسنيوريتا ليتل إلتقينا فى بيازا سانت ماركو..وهي تنتظر"الفابوراتو"الذي تأخر.
هز كاليوس رأسه له ببرود:
-أجل..كالينو..رومانو..أسمك كالينو أليس كذلك؟من "برونو ماليستي؟لم أرك منذ وقت طويل.
-كنت مسافراً..وكنت أعرف سيسو جيداً ..وأنا ..آسف سنيور.
-آه ..شكراً لك..
ارتد كاليوس إلى أدوينا:
-لاحاجة بك لإنتظار الفابوراتو فلدي "اللانش"هنا .أنت فى طريقك إلى المنزل علي ما أعتقد؟
ثم أمسك مرفقها بدون أن يضيف كلمة أخرى لرومانو،وإقتادها إلي اللانش المنتظر..نظرت إلى الوراء وهزت كتفيها معتذرة لرومانو الذي همس لها :
-سأتصل بك يوماً.
أمسك كاليوس مقود لانشه الخاص وراح يقوده ببراعة مجتازاً المراكب المزدحمة فى القنال عندما أصبحا فى منتصف الطريق، قالت:
-لقد تصرفت بفظاظة..أليس كذلك؟ أنت تعرفه وهو يعرفنى ..ولم يلتقطنى من الشارع ..
-كيف يعرفك؟هل عرفك إليه سيسو؟
-لا ..كان فى الجنازة ..ودلوه علي .
-وفى البيازا؟
-كنت أتناول القهوة ،وجاء ليكلمني .
-عمّ؟
-أراد تقديم نفسه ليقدم تعازيه ولأنه صديق .
كان عليه ان يقدم لك العزاء فى الفيلا ويترك بطاقته كسائر الأصدقاء..بدل أن يتقدم إليك بطريقة تثير التساؤل .
نظرت أدوينا طويلاً إلي الوجه الغرانيتي المستدير عنها.
-بطريقة تثير التساؤل؟جاء ليكلمني بحق الله!
-ظل معك ليتبادل الحديث ثم رافقك إلي الرصيف ولا ريب أنه أطلق بضع دعوات لهذا أو ذاك؟
-سالني أن أتناول العشاء معه ذات مرة .. هذا صحيح .
-وماذا قلت ؟
-أننا ما زلنا في فترة حداد علي سيسو،لأننى لا أعرف إذا كنت أنت أو زوجة ابيك تهتمان أن أقبل.
أوقف كاليوس اللانش،وساعدها على الخروج ثم ربط اللانش إلي المرسى، قبل أن يرد عليها:
-كنت علي حق عندما إفترضت أننا لا نريد هذا..كما أن عليك عدم القبول بذلك من تلقاء نفسك..أعرف أن حزنك عليه غير عميق او صادق ولكن أن رغبت فى تشجيع الشاب في المستقبل فإياك أن تفعلي هذا أمام أصدقائنا.
.
تقدم أمامها إلي حيث قالت أن دينو سيكون بالإنتظار مع السيارة،وساعدها لتدخلها.وتركهما ليأخذ سيارته.
كانت أدوينا طوال طريق العودة إلى الفيلا ترغي وتزبد غضباً.حتى ولو كان كاليوس ما زال يعتبرها مسؤولة عن موت سيسو،فبأي حق يملي عليها تصرفاتها هكذا؟تصرفه عدائي.وهو يؤكد كل ما سمعته عن أن شرف العائلة ومركزها هو كل شيء بالنسبة للإيطالين..وعليها عدم تلطيخه بالظهور مع رجل آخر بعد وقت قصير من موت سيسو ..وهذه كانت أوامر كاليوس لها مع أنها أبعد ما تكون عن زوجة أخيه!حسناً.أنها تريد وتحتاج إلي رؤية رومانوكالينو مرة أخرى،ولو لتعرف ما إذا كان أهتمامه بها مجرد فضول للتعرف إلى الفتاة التي إستغفلها سيسو..أضف إلي هذا أنه يعرف روزيتا وهى ستسعد كثيراً بانتزاع المعلومات عنها منه .
خاطبت كاليوس بينها وبين نفسها:أخشي يا كاليوس رانسيمو أن تضطر إلى سجني لتحول بينى وبين رومانو!لكنها شعرت حتي وهى تتحداه بينها وبين نفسها أنه لو أثير لأقدم علي سجنها.
في الوقت الحاضر عليها معاملته بحذر لتحصل علي أوراق والدها التي وضع يده عليها بلا شك عنما كان يسوي شؤون سيسو وينظف مكتبته..ولأنها توقعت ألا تجد صعوبة سألته عنها بشكل عفوى ذات يوم،ولكنها صدمت لأنه أنكر وجودها.
-أتعنين وثيقة وفاة والدك؟وصيته؟
-...لا لدي هاتان الوثيقتان.
-ماذا إذن؟
-أوراق أعماله التى إستلمتها بعد موته..أعمال غيركاملة .معظمها مشاريع لم تنفذ،لقد ألقى عليها سيسو نظرة وقال إنها عديمة القيمة..ولكننى أريد الإحتفاظ بها وأنا متأكدة أنه جلبها معه.
هز كاليوس رأسه:
-لم أجد بين أوراق سيسو أوراقاً لها علاقة بشؤون والدك.
-لكنها كانت بحوزته...فهو من تولى أمرها نيابة عني..وكان يعرف أننى أنوي إستردادها!
- لا بد أنه أساء فهمك وأتلفها..ألم تقولي أنها عديمة القيمة؟
.
-أجل..هى عبارة عن أفكاره التي دونها وكان الغرض منها تعزيز المبيعات...ولكنها مشاريع لم ينفذها..ولقد أكد سيسو هذا.. مع ذلك.
قاطعها غير معتذر:"سأفتش مجدداً...ولكننى أؤكد لك أننى لم أر شيئاً كهذا فى المرة الأولى..هل أنت واثقة أنه لم يرجعها لك؟".
وتركته..ولكنها لم تنج من الريبة السوداء التي سيطرت على عقلها..لنفترض..؟
فلنفترض أن سيسو وجد شيئاً ذا قيمة بين أوراق ريكاردو.."منجم الذهب"الذي كان مقتنعاً أنها تجهله،لكنه كان مقتنعاً إلى الحد الذي جعله يتبجح به أمام رومانو؟
لن تستطيع أن تحزر ماهو؟..ولا إذا كان ذا قيمة فى عالم المنافسةكعالم "كريستوس"في البندقية..وبالتفكير بتلك المخابرة التي أجراها مع رومانو،تذكرت أن سيسو قال أن كاليوس أظهر فتوراً أمام المشروع الذي قدمه سيسو للشركة.
لكن فلنفترض أن والدها ألقى الضوء علي تطور ثوري فى عالم صناعة الزجاج ؟ولنفترض أن كاليوس وهو يفتش فى أوراق سيسو،إكتشف الأوراق وغير رأيه وتحمّس لهذه الأفكاركما سبق أن تحمس لها سيسو؟فماذا ستكون رد فعله؟
لو كان شريفاً لشاطرها ما عرفه.
وإذا لم يكن..وآمن أن لديه أسباباً لكراهيتها واحتقارها ...فهل يتلف الدليل و ينكر أنه موجود أصلاً.
لم يكن لديها القوة الكافية لمواجهته..بل مجرد شكوك لن تنقلها إلى أي مكان...وفيما كانت تغلي من فرط الإحباط توصلت إلى قرار..حتى تلك اللحظة،كانت تعد الايام حتى يسمح لها بترك الفيلا..وافترضت أن كاليوس سيحدد متى يمكنها الرحيل..ولكنها الآن لم تعد علي عجلة من أمرها
،وستكون مستعدة للإنتظار وقتاً أطول لتقدر علي المراقبة والإصغاء والتفتيش عن ثغرة فى دروع عدوها.لم يحدث قط أن أثار أحدهم غضبها إلى هذا الحد..لقد تألمت من خيانة سيسو ثم أحتقرته،لكن ردة فعلها تلك لا تقارن أبداً مع ردة فعلها وذهولها امام كاليوس.
.
حلت فرصتها الأولي عندما رن الهاتف..كان هناك هاتف قرب السرير في كل غرفة..ولأن أحداً لم يرد إلتقطت سماعة الهاتف..
شعرت بالسعادة عندما سمحت لها فرانسيسكا بنزع ثياب الحداد ورغبت بإرتداء الأحمر القانى لترفع معنوياتها ولكنها تنازلت عن ذلك من أجل خاطر فرانسيسكا فارتدت تنورة رقيقة خضراء،في ذلك اليوم بعد ما إلتقت برومانو أخبرت فرانسيسكا عنه فتذكرته المرأة وأن بغير وضوح وعنما وصل ليصطحبها بسيارته،رافقته بمباركة من فرانسيسكا...ولم يكن كاليوس موجوداً.سلكا طريق بادو المحاذية للنهر فتناولا العشاء في فيلا "بالاديان"التي حوًّلت إلي مطعم في الجزء القديم من المدينة ..أثناء الحديث تطرقا للحديث عن سيسو..وفي إحدى اللحظات أغرتها نفسها بقول الحقيقة لرومانو عن فسخها لخطوبتها وعن أسباب ذلك..أشار إلي أنها تفتقد سيسو بلا ريب فردت بفتور"أجل"وهذا ما دفعه للضغط عليها.
-أحببته ..أليس كذلك؟
ردت بسؤال مضاد:
-ولماذا تسأل ؟
-لأننى أريد أن أعرف أن كنت مسحورة بفتنته.فهو ماهر بإستخدام فتنته التي كان تأثيرها مدمراً في النساء وأكره ان أظن أنه إستخدمها عليك.
أيحذرها من شيء يعتقد انها لا تعرفه عن سيسو؟
-ردت بحذر:
-لكن ألا يرغب المرء أن يكون مسحوراً عند وقوعه في الحب؟ألأنك رجل لاتعرف هذا؟
-آه!بل أعرف ..أنها تجربة تبعث السرور على النفس..ولكنها دوماً لا تكون حباً حقيقياً...فسيسو مثلاً لم يقدم علي الزواج بأية فتاة عرفها قبلك.
-هل كانت هناك واحدة مميزة قبلي ؟
راوغ رومانو في الرد:
-أنسيت أننى كنت مسافراً إلى ما قبل الحادثة بأيام؟والمرة الوحيدة التي أتصل بي هاتفياً كانت يوم الحادثة.
-وهل أخبرك شيئاً عني يومذاك؟
-أجل..لقد وصفك..قال أنه جلبك من إنكلترا لأن والديك متوفيان وإنكما ستتزوجان فى الفيلا.
.
مسكين رومانو!أنه يبذل ما بوسعه ليظل مخلصاً لصديقه..ولكنه لا يعرف إنها لا تعرف الحقيقة...أشفقت عليه وغيرت دفة الموضوع..والغريب أن سخطها على خيانة سيسو لم يعد له طعم المرارة التي تشعر بها بسبب كراهية كاليوس لها..فسيسو مات ولم يعد قادراً على الاستمرار بخداعه أما كاليوس فمنذ وفاة سيسو وهو يدأب علي تغذية نفسه بكراهيتها.
عندما أوصلهارومانو إلى الفيلا ،طلبت منه الدخول معها ولكنه رفض قائلاً أنه لا يريد التطفل علي فرانسيسكا،وقبل الفراق سأل:
-هل بإمكانى رؤيتك مرة أخرى؟
عانقها بسرعة ثم دخلت الصالون متوردة الوجه،ولكنها وجدت كاليوس بمفرده هناك وهذا ما توقعته.كان بإمكانها الصعود إلى غرفتها فوراً..لكنها لم تشأ أن تفوت إنتقاداته عن التهرب من واجباتها.
ولكن ويا للدهشة! لم يبدر عنه أي إنتقاد حاد بحقها..كان يقراً أوراقاً ويسجل ملاحظات عليها ،ويشرب القهوة التى دعاها لمشاركته إياها..فقبلت مع انها لا تثق أبداً برقته بمقدار عدم ثقتها بتحفظه.
عندما قطع الغرفة قاصداً الطاولة التى عليها إبريق القهوة والأكواب دهشت مرة أخرى..كان قد إرتدى ثياب المساء وهى عبارة عن سترة وسروال من الحرير.فإضطرت إلى الإعتراف بوسامته المميزة الشيطانية...كان واقفاً وقفة ظهر منها جانب وجهه فقط.شعرت بل وجدت عينيها تنجذبان إليه..إلي الجبين العالي..والأنف المتكبر ..والشفتين المكتنزتين..يا الله ...نهرت نفسها بحدة..كيف تفكر فيه بمثل هذه الطريقة؟لا شك أنها فقدت عقلها...
حمل إليها كوباً من القهوة ..ثم جلس يراقبها من فوق حافة كوبه..
سألها: "هل إستمتعت بأمسيتك؟"
-جداً..شكرا لك.
-أتهزئين من نصائحي،وتؤكدين على حقك بإختيار معارفك؟ها هو ...هذا ما تسميه إنتقاد!
قالت:"لقد قبلت دعوة رومانو للعشاء معه..ولم أفكر في مناقشة أمر قبولي أو عدمه معك".
-أوصلك إلي البيت.. ولكنك لم تطلبي منه الدخول
-طلبت منه ..لكنه رفض.
-ما كان يجب أن تتركيه يرفض..ففي بلادي لا يحدث أن يوصل الرجل المرأة ولا يدخل إلا إذا كانت هذه المرأة إحدي الخادمات.
.
صرت على شفتيها :آسفة..لم أعرف أن قواعد الأتيكيت عندكم قديمة الطراز إلي هذا الحد..في إنكلترا،حيث توجد خادمات أيضاً،يعاملن كأية إمرأة أخرى...ولقد رفض رومانو الدخول معى من أجل زوجة أبيك.
ارتفع حاجباه:"رومانو؟وتستخدمين إسمه الأول؟
-إن استخدام إسم العائلة موضة قديمة أم لعلك لا تعرف ذلك؟
تجاهل سخريتها ،وتقدم ليقف قبالتها مستنداً إلى ذراع فوق رف الموقد.
-أتعرفين أن مرافقك ينتمي إلى إحدي المؤسسات المنافسة لنا تجارياً؟
-مؤسسة برونوماليستي ؟أجل ..وماذا في هذا؟
هز كتفيه:
-لا شئ على وجه الخصوص...غير أن هناك بعض الإفتراضات قد تبني بشان علاقتك بكالينو.
-افتراضات ؟..مثل ماذا؟
-مثلاَ أن أحدنا أو نحن أوهم،نفكر في الإندماج أو الشراء..وهذا أمر بعيد كل البعد عن الحقيقة،ولكنه قد يكون كارثة لأسهمنا خلال تداول البورصة.
بدأت أدوينا تضحك ..وكانت غلطة ، فقد تجهم وجهه.
-لماذا تجعل من دعوة رومانو كالينو سبباً للخشية من العواقب العملية؟آه!حقا.. لقد أطريت غروري!
تقدم إليها وأخذ كوب القهوة منها ووضعه بعيداً عنها.
-الآن أنت سخيفة.. هل ألمح لك رومانو بشيء من هذا؟
-كيف تجرؤ على الإيماء؟
كانت علي مقربة شديدة منه فشعرت برغبة في صفع وجهه ولكنه كان يمسك بكلا معصميها ..وأنهى لها كلامها:
-أن مرافقك تلاعب بك وأنت معه؟لأن الهيستريا تجعل الأمر واضحاً،أجرؤ على قول ما قلت..أنت لا تعرفين جشع كتاب الأقاويل في صحفنا كما أعرفه أنا...أنت كنت مستعدة للشجار..بإثارة ضجة لا لزوم لها عن دعوة بسيطة .والواقع أننى أطالب أن تتأني فى المسألة قليلاً..لئلا يخرج الموقف عن السيطرة.
لكن طلبه هذا تهديد..
.
قالت:فلنفترض أننى لن أتأنَّ؟ولنفترض أننى تابعت لقائي برومانو مرة أخرى؟
-آه ..بل أعتقد أنك لن تقدمى على هذا..ضعى الأمر نصب عينيك ترى أن المنطق والعقل السليم يمنعانك من الموافقة علي ما أقول.
-أتقصد أننى لا أملك العقل والمنطق السليم؟
-ربما.
وترك هذه الكلمة وما فيها إهانة معلقة فى الهواء.ثم دنا من الباب فأطفأ أنورا الغرفة واحداً واحداً..وأصبعه علي آخر الأزرار،قال:
-لوكنت مكانك لأويت إلى النوم،إلا إذا رضيت بالبقاء معي فى الظلام.
خرجت..لكن هل سترى رومانو بعد هذا؟نعم ..ستراه..وكان أن خرجت معه لثلاث مرات أخرى.وفي هذه المرات لم تتلق أي تعليق من كاليوس..ولكن رومانو قال لها في لقائهما الأخير أنه لن يتمكن من رؤيتها فترة ما لأنه مسافر إلي الخارج في رحلة دعائية أخرى لمؤسسته.
-هذه المرة سأسافر إلى أمريكا الجنوبية ولن يكون لي عنوان ثابت...ولكنك ستستمرين بالإتصال بي..أليس كذلك؟
-متى أخبرتنى؟..أين وكيف..كم ستبقى بعيداً؟
-ثلاثة أشهر على أبعد تقدير.
-ربما لن أكون هنا بعد هذا الوقت.
-آه أين إذن؟
-سأعود إلى أنكلترا..تعرف أننى بقيت هنا لمساعدة السنيورا رانسيمو في هذه الأوقات العصيبة.
-ومساعدة نفسك على ما أعتقد.
مد يده إليها عبر المائدة.
-يجب ألا تكرهى منى هذا ...لكنك لا تعرفين كم تمنيت لو التقيت بك قبل سيسو!
وليتك تعلم كم وددت لو لم ألتقه قطُّ..وضغطت علي أصابع رومانو شاكرة.
.
كان سيتصل بها في المساء ليخبرها بموعد سفره إلى جنوا وموعد طائرته من هناك،ولكن عندما لم تسمع شيئاً منه ،تعجبت وإستنتجت أنه مشغول كثيراً بحيث أنه لم يستطع الإتصال..ما أن حلت الساعة الخامسة حتى قلقت عليه كثيراً..وعندما سألت الخادمات أخبرنها انها لم تتلق أي إتصال.
.لكن إحدى الخادمات ردت على إتصال قام به السنيور كالينو وإن السنيور رانسيمو أخذ منها السماعة وصرفها.
غضبت أدوينا..أنه يوم الأحد لذا مكث كاليوس يومه كله فى المنزل،وكان بإمكانه إيصال مخابرة رومانو لها أو رسالته..وبما أنه لم يحول لها الإتصال فهذا يعنى أنه يتعمد التدخل بشؤونها،وهذا ما لن تسمح به.
كان لكاليوس مكتبة يستخدمها حين يعمل في المنزل..وكان موجوداً فيها..كان بابها مفتوحاً،ويبدو أنه كان يتوقع قدومها لأنه عنما دخلت قال لها:"توقعت قدومك".
-فهمت أن رومانو كالينو إتصل اليوم بي وترك رسالة لي.
وقف ليواجهها :
-اتصل كالينو..ورددت عليه،لكنه لم يترك رسالة لك..
-لكن كنا علي موعد مؤقت لهذه الليلة!وهو مسافر إلي الخارج عند الفجر..وكان سيتصل بي ليؤكد الموعد..!
-أجل..هذا ما قاله لي..لكن بعد ما قلت شيئأ لم يكن يعرفه تكدر كثيراً وقال أنه لا يريد رؤيتك مجدداً،وأنه لا يريد أى إتصال كتابي أو هاتفى معك فى المستقبل.
-لكن.. ماذا أخبرته ليرفضنى هكذا؟هل أخبرته أننى فسخت خطوبتي بسيسو قبل موته ؟لا أظنك ترغب أن يعرف أحداً هذا.
هز كاليوس رأسه:
-لا...ليس هذا..قلت له أننا أنا وأنت توصلنا إلى تفاهم،وأنك خطيبتي الآن رسمياً..
* * *
.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 05:18 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
تحت رحمة عدوها
حدقت أدوينا إليه برعب وعدم تصديق..همت بالكلام ولكنها اختنقت بالكلمات فتلعثمت :
_لا يعقل أن تختلق كذبه كهذه لرومانو بسبب رغبتك في إبعاده عن مقابلتي ثانيه !هذا أمر ..متوحش..ولا اعتقد انه صدقك!
_ألا تعتقدين انه صدقني ؟لماذا قرر إذن قطع أية علاقة بك ..
_لا يمكن ..يستحيل أن يقول لك هذا !
.
_أؤكد لك انه قال هذا ..وهذا أمر غير مستغرب ..لأنه عرف انك تخفين عنه التزاماتك وتتابعين علاقتك به .انه شاب شفاف مرهف المشاعر وأنا ألان أتصوره يتساءل عما إذا كنت تريدين مصارحته بأمرنا أم تأملين في إبقائه معلقا بعد زواجنا .
شهقت أدوينا:
_أنت لا تستطيع فهم شيء كهذا !أنا معجبة به وهو معجب بي لكننا لسنا أكثر من صديقين ..
_صديقين حميمين ؟
_...يجب إن اتصل به لأكذب كل ماقلته له .
_وكيف تقترحين الاتصال به ؟
_قبل التحاقه بالقطار إلى جنوا .
_لسوء الحظ ..بسبب ماجد قرر الرحيل في قطار مبكر ..ولا ريب انه سافر ألان.
_سأتصل به في المطار .
هز رأسه :
_اتصلي به ولكن عليك ان تتحملي الجرح الذي سيصيبك حين يرفض الرد على اتصالك ..وهذا ما سيفعله فعلا ..على أي حال لابد أن لديك عنوان تستطيعين الاتصال به خلال سفره ؟
عندما لم تقل شيئا ,أردف كاليوس :
_سيعود بالأكيد إلى فينيسيا وعندئذ تتمكنين من إصلاح أمركما ..هذا ان كنت ستجدين أدله دامغة لتدحضي كذبي ..هل تفهمين ما اعني ؟
_أنا لا أفهمك ..أنت كاذب بشكل شنيع لا يطاق !
_أفضل إن اسمي هذا واقعا سابقا لأوانه .
.
_واقع ؟أي واقع ؟
ولم تجرؤ على فهم مراده .
_الواقع الحالي هو ان نتقدم على هذا ..كما آمل ..فكما قلت ,المسألة ليست كذبه ..بل تحايل على الحقيقة التي ستكون حتمية مع عودة كالينو .
ألان لم يعد هناك مجال لتجاهل قصده ..
_لا ريب انك فقدت رشدك وإلا ما اقترحت شيئا كهذا ..أنت ..تتزوجني ؟أنا ..أتزوجك ؟لماذا ..أنت لم تثق بي ..ووقفت ضدي منذ وفاة سيسو!أتعرف ما فعل هذا بي ؟لقد جعلني أكرهك ..أكرهك ..هل تسمع ؟
قال دوما اكتراث :
_أمر مؤسف ..لكنه أمر متوقع من امرأة نصف مجنونه مثلك مع ان ذلك لا يعني ان لا سبيل لشفائك ..من المستحيل بعد الزواج ان تبقي بلهاء طوال الوقت وأنا واثق انك تفهمين ما اعني ؟واعني كل ليله وطوال النهار .
شعرت بالتورد الذي حرق وجنتيها وغلف كل جسمها .
_إن زواجا كهذا لن يكون أبدا .
_آه..لكن يجب أن يكون ..الطبيعة لا تهتم كثيرا بالحب واللطف في الزواج ..تعرفين هذا ..انها تهتم فقط باستمرارية الأجناس ..فهل تجدين في هذا قسوة.
_تقترح علي الزواج بعد أسابيع من موت سيسو فهل تفترض أنني اصدق انك جاد ؟..
_انا جاد .
_إذن لماذا جادلتني ومنعتني من مقابلة رجل أخر ؟وإذا تركتك تقنعني بذلك فأي نوع من الفضائح يمكن لدائرة أصدقائك اختراعها من هذا ؟
_إن كان هذا الرجل هو انا ..شقيق سيسو ..فلا مجال لأية فضيحة .
_أنت تتراجع عما قلته لي عن بقائي فترة "محترمه"هنا وماذا عن زوجة أبيك ؟كيف ستنظر إلى زواجك بي ..
_لقد نظرت إليه ..وهي موافقة .
_وهل أخبرتها انك ....؟
_اجل ..اسمعي ..
_لاحق لك !ولن أصغي إليك !
أسرع إلى الباب فأقفله ثم وقف وظهره له :
.
_بل ستسمعين ..ألان ..لقد اخترت الارتباط بعائله ايطاليه ..بالاختصار ..نحن نضع العائلة فوق كل اعتبار وعلى الأخص فوق الارتباطات العاطفية التي أظهرت بوضوح أنها لا تدوم ,أولم ترغبي في الانفصال عنه؟لكن الاستمرار مهم جدا ..وإذا انفصم خيط واحد مما يؤمن هذا الدوام كما حدث مع موت سيسو فلن يجد احد أية فضيحة في حياكة خيط أخر من العائلة ذاتها ..ما ان يصبح الأمر ملائما ومقبولا من الطرفين حتى يُغض النظر عن الرومانسية ..تفهمينني بل شك ؟
ومع أنها لم ترغب في الإفضاء إليه بشيء ..الا أنها وجدت مثل هذا التصرف غريبا كثيرا ..كان عليها أن تعرف أن إيمانه بحقوق عائلته وواجباته نحوها أصبحت جزءا منه كرجل ..في أشياء أخرى قد يكون بلا قلب وشريرا كسيسو تماما ..لكن يجب أن تحترم ولاءه لتقاليده الضيقة الأفق ..هكذا أشارت إلى أنها تفهم ما يعنيه بهزة رأس ..فقال بحده :
_جيد ..كان زواج فرانسيسكا الأول مدبرا ثم تزوجت مرة ثانيه بأبي وهي تعرف ان لا مجال للإنجاب ..عندما خطبك سيسو أملت أن تستمتع بأحفاد من ابن زوجها ..وان تزوجنا حققنا لها هذا الحلم ..فهل تجرؤين على حرمانها من هذا ؟
صاحت بجنون :
_بالتأكيد استطيع ! فأنت تتلاعب بي وتستخدمني كحجر شطرنج في خططك في الوقت الذي تقدر فيه على اختيار أية امرأة لتتزوجها ..ولا حاجة بك لإقناعي .
_وهل تكرهين هذا التوقع كثيرا ؟
.
_وما رأيك ؟
_إذن يجب أن اضغط على ضميرك بالقول انك أنت وليس أية امرأة, من تدين بدين كبير لعائلتي .
أجفلت فأردف :
_لا حاجة لي لتذكيرك بمسؤوليتك المعنوية فرسالتك هي التي دفعت سيسو للتهور الذي كانت نتيجته الموت .
_ارفض أن أكون مدينه لعائلتك بهذا الخصوص .
_لا يلهمني رفضك او قبولك لأنك تتحملين أنت المسؤولية .
_لماذا تلومني ؟ومن أنت ؟من أنت كاليوس رانسيمو حتى تجرؤ على مثل هذا القول .
لم يؤثر فيه غضبها .
_انا شقيق سيسو الذي اشعر بمسؤولية تجاهه ..وأنا انوي أن أتحملها .
عرفت عدم جدوى النقاش معه فسألت :
_عندما أقول لا فهذا يعني رفض لا عدول عنه .اعتقد انك تريد مني ان ارحل في أسرع وقت ممكن .
_لا استغرب أن يكون رفضك نهائيا ولكن فرانسيسكا مولعة بك لذا ستشعر بالأسى على رحيلك ..أما علاقتك بها فلن تعود كما كانت..أليس كذلك ؟
ابتعد عن الباب وكأنما يفسح لها طريق الخروج من الفيلا حالا ..ولكن هذه الحركة ويا للغرابة ذكرتها انها لو غادرت في غضون يوم او يومين فلن تتمكن من كشف غشه وخداعه ..ورحيلها يعني أيضا أنها لن تعرف الحقيقة أبدا .اما الزواج به فسيسمح لها بهذا كله وستجد الفرصة للانتقام منه .
فيما بعد أدركت مصدومة مرعوبة أنها لم تفكر كثيرا في قرارها قبل أن تسمع نفسها تقول له :
_وان لم يكن رفضي نهائيا ..فلو وافقت على الزواج بك بناء على أسبابك أنت فعليك القبول أنني سأقول نعم لأسباب خاصة بي لن اذكرها لك .
.
ماذا قالت ؟ماذا فعلت ؟كان بإمكانها الخروج من هذا المنزل حرة ,ولكنها عوض ذلك ألزمت نفسها بأمر لاترغب فيه لمجرد الرغبة في انتقام قد لا تتمكن من تحقيقه ..راقبت لترى ما ستكون ردة فعله وخافت من سخريته التي سيظهرها بسبب انقلابها المفاجئ الذي فاجأه بلا ريب .
لكن يبدو أن النتيجة لم تكن أكثر مم توقع ..فقد قال :
_طالما تتقبلين بناء على شروطي فلن اهتم بأسبابك التي دفعتك للقبول ..يكفيني ان يكون لديك التعقل لتعرفي أن العدالة تتطلب منك هذا ..وبما إننا اتفقنا فلا داعي إلى تأخير الترتيبات الضرورية ..
تاقت أدوينا للاشاره إلى إنهما ماكانا ليتوصلا الى قرار متفق عليه لو تمسكت بقرارها الأصلي ولكنه اعتبر استسلامها المشروط قبولا فعليا ..وها قد فات الأوان .
سألت :
_هل تنوي الزواج كنسيا ؟
_بالتأكيد ..ولكنني أريد ان يتم ذلك بهدوء تام مع بعض المدعوين أو دونهم حتى ..وهذا ماسيفهمه الناس نظرا للظروف .ولن يكون هناك رحلة زواج ..فلا وقت لدي لذلك .
قطع الغرفة ليلقي نظره على مذكرة موجودة .
_اجل ..السابع والعشرون اذا كان باور ريشوني قادرا في هذا التاريخ ..هل يناسبك هذا ؟
_يجب أن يناسبني ..أليس كذلك ؟
_وهل ستبلغين فرانسيسكا الخبر أم ابلغها أنا به ؟
_سأبلغها أنا .
ارتدت إلى الباب ففتحه لها :
.
_وهل اثق بك ؟
_تثق بي ؟
_ألا تهربي ليلا تاركه رسالة أسفه جدا ..على المكتب ؟فمن غير المناسب أن اضطر إلى منعك مرة أخرى !
_لن تضطر إلى هذا ..ففي هذا الزواج ليس هناك من مثل عليا اخسرها ..لذا بإمكانك الاعتماد على وفائي بالكلمة التي أعطيتك إياها .
_وأرجو كذلك الوفاء بواجباتك كزوجه ؟بكل واجباتك كزوجه !
فهمت مضامين التهديد ومع ذلك تركته بكل وقار.
لم يسبب الإعلان المتحفظ عن خطوبتهما الزائفة الساخرة اية ردة فعل أكثر مما قاله كاليوس.لكن أن يتخذ رئيس مؤسسة كريستوس عروسا له كان خبرا مثيرا في دوائر رجال الإعمال في المدينة ..فقد تلقى كاليوس رسائل تهنئه من قبل الأشخاص الذين أرسلوا هدايا عرس لسيسو و أداوينا وأعادوها مره أخرى لكاليوس و أدوينا ..وبدا من المقبول بشكل عام اختيار كاليوس لمراسم زفاف خاصة هو اختيار صحيح .
فرانسيسكا اعتبرت هذه الخطوة نهاية سعيدة للضغط والحزن اللذين عانوا منهما ..لم تصدق ان الحب قد يزهر فجأة بين أدوينا وكاليوس ..ولم تدع ان هذا الزواج نعمه من النعمات تنبعث من بين الرماد لهم جميعا ..وكانت مقتنعة ان أدوينا مازالت على حب سيسو الذي لا يسهل نسيانه بحسب رأيها .
في احد هذه الأيام الصعبة برزت مسألة خاتم خطوبة سيسو مرة أخرى ..فقد توسلت أدوينا الى فرانسيسكا ان تقبله وفي هذه المرة لم تعارض فرانسيسكا :
_من الطبيعي ان تضعي في إصبعك خاتم كاليوس الذي سألني أي حجر كريم قد تفضلين فقلت له الزمرد لأننا يوما تحدثنا عن هذا واتفقنا على الزمرد ..لذا أرجو ان يقدم لك خاتما من الزمرد .
وقدمه لها ..ولكن بطريقه تتماشى مع اتفاقهما الواقعي البارد ..ومع ذلك شعرت أدوينا بأنها خدعت ..لأنه اكتفى بوضعه على طاولة الزينة مع مذكره تقول :اذا كان يناسبك فليكن شكرك إياي بوضعه في إصبعك ..لكن خاتم الخطوبة يجب ان يقدم بحنان .
.
ألان بعدما تبودلت الوعود وحرس الخاتم الزمردي الخاتم الذهبي البسيط الذي وضعه كاليوس في أصبع ادوينا بعد مراسم زواج بسيطة لم يحظرها سوى فراسيسكا والأب ريشوني ومساعده تبعها فطور زفاف احتفاء بالموجودين فقط .كانت ساعات العصر شبيهه بالأيام الأخرى ..ورأت أدوينا أمامها صحراء متنامية من الأيام القاحلة وتساءلت كيف يظن كاليوس انها ستقضي أيامها ؟هذا اذا فكر في الأمر أصلا ..كانت تعمل والعمل امر اعتادت عليه وألان ماذا ستتشارك مع كاليوس في هذا ؟لا شيء إلا لعب دور الزوجة الخانعة الخاضعة لرجل متعجرف مغرور ذي سلطه انتزعها لنفسه بنفسه ؟
في الليلة السابقة نامت بمفردها في غرفتها ..اما اليوم فلا بد ان فرانسيسكا أعطت الأوامر للخدم بنقل إغراضها إلى غرفة النور الرئيسية في الوقت الذي يكونون فيه في الكنيسة ..عندما عادوا كان كل شيء قد نقل إلى مكانه وأصبحت أدوينا مالكة لغرفة ملابس مزدوجة لا تفصل بينها وبين غرفة كاليوس غير حمام ..وحرف rالرمز فوق السرير الكبير الذي أصبح ألان رمزا لاسمها .
تدبرت فرانسيسكا امر تناولهما العشاء في الخارج بكل لباقة ..وبعد تناولهم المرطبات تركهما كاليوس ليغير ملابسه .
قالت لادوينا :
_ليس الأمر سهلا دائما ..أول وجبة طعام معا ,أول ..ليله .أنا مثلك كان عندي حبيب شاب لم أتزوجه ولكن والدي كانا يخططان لزواجي بشخص أخر وكان علي ان أطيعهما ..ومع أنني اعرف انك تقدرين وتحترمين كاليوس ولكن هذا لا يغير انك قد تحبينه قريبا ولن يحدث هذا إلا بعد زمن عندما يصبح سيسو من الماضي ..لذا ستكون واجبات الزواج صعبة عليك في البداية كحالي تماما ..قد يتفهم كاليوس هذا وقد لا يتفهمه ..لكنه ما كان ليتزوجك لولا أمله في ان يجعلك سعيدة ..ولولا رغبته في تعويضك عن خسارة سيسو .
مسكينة فرانسيسكا التي لا تعرف شيئا عن حقيقة أي منهما ..ليس بإمكانها غير الافتراض بان التقليد والخبرة قد علمت فرانسيسكا عدم رؤية اي شر في الزواج المدبر ..وهي لم تسأل أدوينا يوما عن سبب موافقتها ولم تظهر اي فضول بشأن انصراف رومانو عن مسرح أدونيا .
.
لم ينضم كاليوس إليها إلا بعد خروج فراسيسكا وكان العشاء على وشك ان يقدم على المائدة ..تناولا السمك والبط مع صلصة لذيذه تبعها حلوى مزينه بالفريز ..وكانت فرانسيسكا قد رتبت للمناسبة باقة زهور خاصة وضعت في مكان كاليوس وأرفقت الباقة بتعليمات ان يثبتها في فستان أدوينا وثبتها قبل ان يجلسا بلا تردد .في اللحظات القليلة التي انكب فيها على مايفعل اقترب منها بشكل حميم أكثر من اي وقت مضى وفيما يداه مشغولتان ورأسه منحني الى مستوى صدرها أحست بالاثاره بسبب قربه منها فتوترت وشعرت بأن لمسة أصابعه الخفيفة أثارتها رغما عنها ..وتساءلت عما اذا لاحظ اضطرابها وخفقان قلبها فلو كان مكانه اي رجل اخر لاستغل هذا ..اما كاليوس ؟فلن يفعل هذا ابدا .
كانت ادوينا قد اتخذت قراراً بالتفتيش عما أغراه بالزواج بها ..أي أوراق ابيها ...لكن ألليله الأولى على زواجهما وقت غير مناسب لهذا ..في هذه الليلة تركت له حرية اختيار موضوع محادثتهما ..
كان لديه عاده وهذا ما لاحظته سابقا حين تكون يداه مسترخيتين فوق مسطح ان يترك سبابته فوق الإصبع الأوسط كساقين متقاطعين وكان هذا أمرا مميزا له .وهي تنظر إليه عنت على بالها فكرة غريبة فإذا كان من الممكن لامرأة ان تحب يدا رجل دون حب الرجل نفسه فهي بالتأكيد ستقع في حب كاليوس .
بعد العشاء شاهدا برنامجا وثائقيا على التلفزيون يدور عن حياة الفلاحين في جنوب ايطاليا عندما انتهى ذكر كاليوس عدة وجهات نظر في هذا الموضوع ..وأحست أدوينا أن من الممكن أن يكونا صديقين ..تناولا العشاء معا ثم ذهبا للإصغاء الى محاضرة ما .ترى الديه مثلها مخاوف من الليلة المرتقبة ؟
أخيرا قال انه سيدخن سيكارا في لحديقة وهذا يعني انه يعتبر ألامسيه منتهية ..وكانت غرفتهما مضاءة والأغطية مرفوعة عن السرير والستائر مسدله والمناشف دافئة في الحمام ..عندما صعد كاليوس استخدم الباب من الممر إلى غرفة ملابسه وحين دخل الحمام كان يرتدي روبا طويلا مفتوحا حتى وسطه ..دنا من السرير حيث كانت أدوينا واقفة بثوب نومها الأخضر ..مدت يدها لتأخذ الروب المماثل لروبه لكنه منعها بان اجبرها بلطف على الجلوس إلى حافة السرير إلى جانبه .
قال دون ان يسأل :
.
_أنت خائفة .
هزت رأسها بنعم .
_مني ؟
أجابت مرة أخرى :
_نعم
_ولكن هذا كله مجرد ختم إضافي لمراسيم هذا الصباح ..وفي الصباح لم أرك متوترة ؟
_هذا ..أمر...مختلف .
_كيف ؟فما ذلك إلا مجرد توقيع أخر على عقد مدني ..كتب ليوافق أغراضنا .اعتقد انه كان لديك خوف من الليلة الأولى التي قضيتها مع من تحبين ؟أكنت تشعرين بالخوف من أن تخيبي أمل حبيبك او كنت تخشين أن تجديه حبيبا سيئا ..لكن ربما لم يكن لليله الأولى التي قضيتها مع سيسو ايه قيود ؟هل كان عشيقك وأنتما مخطوبان ؟
ابتعدت عنه عابسه :
_لا !
_ولا رومانو كالينو ؟ولا أي رجل قبلهما ..
_لا ...!بأي حق تسألني ؟قد ادعي أن لي الحق في معرفة عدد النساء اللاتي عاشرتهن قبل زواجك بي ؟
_بكل تأكيد ..ولو كنت آبه لرأيك بي لأعطيتك الرد الذي يرضيك ..لكن بما أنني لا اهتم فقد أقول لك الحقيقة .
_وماذا ستخبرني ؟
ضحك :
_لا شيء ..تعالي الى هنا .
.
لم تتحرك ولكنه اقترب منها ووضع ذراعيه حول كتفيها ورفع ذقنها بيده الأخرى وتمتم :
_بإمكاننا جعلها فقره مستحبه في معاهدتنا .
ثم قبلها بحرارة ليغريها بالاستجابة .
كان يجب ان تعرف ان شيئا كهذا سيحدث ..لكنها لم تستطع ان تصدق ان كاليوس البارد المسيطر على نفسه قادر على الإغواء مع انه لا يشعر بشيء نحوها ..وعندما راحت يداه تتحركان على قدها الرشيق تساءلت اذا كان يتصور انها امرأة أخرى .
كان من الصعب على شفتيها عدم الارتعاش وعندما انفرجتا ضحك ضحكه صغيره راضيه وكأنه حطم جدارا ما بينها وبينه ..ثم وضع يديه الي جنبيها ليمنعها من الهرب .
حثتها إرادتها على دفعه بعيدا ..وحدثتها نفسها :أريه انك غير مدربه وغير مستعدة للتجاوب مع شخص لا يحبك ولا تحبينه ولكن جسمها رفض الإطاعة ..وما هي إلا لحظات حتى رفض جسمها كذلك الانصياع لإرادتها ..كان هذا أمرا لم يسبق لها ان اختبرته ..والغريب انها استجابت لنداء الرجل ..وقبلت بلهفه كل ما كان يريده منها ..في لحظات الإذعان له لم يعد العدو الذي تعتبر ..ولم يعد كاليوس رانسيمو غير ظل لا خطر منه .
شعرت بانها ستقبل دائما الاستجابة له لكنها عادت الى ارض الواقع بصدمه حين أدركت معنى هذا ...وكم يعني له ان يستعبدها بهذه الطريقة .
عندما عنت لها هذه الفكرة ارتدت الى جنبها متأوهة آهة صغيره وبدأت دموع الإذلال بالانهمار ..وانتظرت ..ماذا ألان !في هذه اللحظات هي غير قادرة على القبول بلطفه ..واذا لم يكن لكان من السهل أكثر أن تكرهه ..وكأنه قرأ أفكارها فتحرك ليطل عليها من فوق الكتف التي أدارته له .
سأل بصوت لا اثر فيه للحرارة :
_ماذا قلت لك ؟الكراهية هي للنهار وهي ما ستعود إليه غدا ..اما الليلة فقد استمتعنا كثيرا وسنكرر الأمر مجددا ..نامي ألان ..فقد اجتزت أسوأ مراحل المرارة .
ولكنها لم تذق طعم النوم فبعدما سمعته يدخل إلى غرفة ملابسه انتظرت متوترة أن يعود .لكنه لم يعد ..وتذكرت ان هناك سريرا ضيقا في غرفة ملابسه ..وأدركت انه ينوي تركها بمفردها في الليل .

ـــــــــــــ

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 05:19 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع

كيف سيستغلّها

أخيراً حلت عليها نعمة النوم وعندما استيقظت كان الصباح قد عمّ الكون..للوهلة الأولي لم تفكر في شيء...وكأنه صباح كسائر الصباحات الأخرى...ثم أصبح صباحها كزوجة لكاليوس شيئاً آخر فيه رهبة ما.
قبل خيانة سيسو لها،تساءلت كيف سيكون أول يوم من شهر عسلهما..كانا سيتمازحان ويتداعبان..وكانت تتصور أنهما كانا سيكونان حبيبين شابين تملأهما الغبطة والفرح وكانت تظن أنهما لن يكونا شخصين مختلفين كما ستكون هي وكاليوس هذا الصباح...
.
ليلة أمس عرفها كاليوس برباط الزوجي المقدس بينهما...واستغل حاجتها للحب،بجعلها تستجيب للرباط الجسدي،أنكره في السابق مدعياً أنه مجرد" فقرة في عقد".
لقد مثل دور الحبيب ببراعة...أجل ..وهذا جزء من براعته،ووقعت كالمسحورة في أحابيله،وأقنعها تقريباً بحاجته إليها..أو لم يستخدم كلمة المتعة لزواجهما؟أو لم يعد بتكرار ذلك؟..وهو يلقي الكلام جزافاً حذرها من هذا وذكّرها بواجباتها كزوجة..أما استمتاعه بها،فلا يعدو أن يكون إظهاراً لقوته كرجل عليها؟لا..وهي متأكدة أن ليلة أمس لم تغير أو تحسّن علاقتهما..اليوم وغداً سيعودان دينك الغريبين اللذين يجمع بينهما العداء..
جعل كاليوس التباعد سهلا ًعليها...فعندما دخل غرفتها مرتدياً ثيابه أبدى تحفظاً من جهته .ولكنه انتظر خروج الخادمة وكانت الخادمة في هذا الوقت قد دخلت حاملة القهوة،حتى يتحدث إليها عن خططه المالية لمستقبلها.
-سأرسل السنيور لوسيانو مسؤول أعمالي الخاصة،ليراك هذا الصباح وسيشرح لك كيف تستثمرين المبلغ الذي خصصتك به...موعدك معه في الحادية عشرة،لذا كوني في المنزل بانتظاره ...لو سمحت.
اضطرت أدوينا إلي ابتلاع ثورتها فهي لا تريد القبول بشيء منه..
-نظراً للظروف،هل تخصيص مبلغ لي أمر ضروري؟
-بالتأكيد.. فالمبلغ سيشمل الاحتياط المسبق لأولاك،في حال موتى.
-دعها تكون من النفقات الدائمة...فما زال لي مال أملاك والدي إذا احتجت شيئاً.
-وهل يكفي هذا لتمويل مركزك كزوجة إلي؟هراء! أترغبين في التقدم لطلب رخصة قيادة والحصول على سيارتك؟
أنها مضطرة لقبول مصروفها اليومي ...ولكنها لن تقبل سيارة منه.
.
-لا ...شكراًلك.
-حسناً.استخدمي دينو ليقلّك إلي المدينة وستستمتع فرانسيسكا باصطحابك معها..على فكرة ،أرجوك نادها "مادرينغا"فهي الآن زوجة أبيك أيضاً..هل هناك ما تودين تسويته في الوقت الحاضر؟
وكأنه يقفل نقاشاً عملياً يعرف أن لا رد عليه...شعرت أدوينا أنه لا يجرى معها مقابلة عمل،بل كأنه انساناً لديه مشاكل يريد حلها..مع ذلك.. ليلة أمس...لا!يجب ألا تفكر في ليلة أمس.
قالت :أجل أريد معرفة ما تتوقع مني القيام به من الآن فصاعداًُ...كيف سأملأ وقتي؟
-كيف؟كما فعلت حتى الآن.
-كما كنت وأنا ضيفة عليك؟
-لماذا لا؟الواقع أن وضعك سيكون مختلفاً لأنك من وقت لآخر ستقومين ببعض الاستقبالات الاجتماعية والعملية لي...وما أن تعتقد فرانسيسكا أن الأمر مناسب لتوجيه الدعوة حتى تقابلين أصدقائنا.لكن قولي لي:ما هي فكرتك عن الحياة الزوجية التي كنت ستعيشينها مع سيسو قبل أن تقرري الانفصال عنه؟
-أنا...فكرت أنه سيكون لي منزلي الخاص...شقة أعتني بها ...وأننا في أوقات فراغنا نخرج للسباحة..للعب..أو للعمل لأنني كنت أريد أن أتخذ لي عملاً..على أي حال،من المعتاد جداً في انكلترا أن تعمل الزوجات،وطالما كنت فتاة عاملة...الواقع أنني تساءلت أن كان هذا ما جعل أبي يحثني على الاتصال بكم..فربما بسبب فشله أمل أن تجد لي عملاً في مؤسستك ،ولكنني لا أعرف شيئاً عن هذا.
سألها: حقاً؟لم أكن أعرف أن لديه أملا كهذا..وهل فكرت في الأمر أيضاً.
.
-لم يخطر ببالي..لقد نفذت وعدي بالكتابة لكم وفكرت أنه يريد أن أقيم علاقة جادة معكم.
-وهل فكرت بعد اتصالك بسيسو أن الزواج به أسهل لكسب العيش من العمل في مؤسستنا؟ثم احسست بوخز الضمير فجأة فقررت الهرب؟
لم تستطع أدوينا إلا النظر إليه بذهول وعجز..بإمكانها الاعتراف له بالحقيقة عن رغبتها فى الخلاص من سيسو..لكن هذا يفسد خطتها ويجعلها لا تعرف إلى أي مدى هو متورط بخيانة سيسو الذي أراد استغلال أوراق أبيها..وبما أن فرصة الانتقام التي أرادت تحقيقها بزواجها به ،أكثر أهمية
لها من الدفاع عن قضيتها لزمت الصمت وتجاوزت الإهانة بصعوبة.كانت في السرير أسيرة الصينية الموضوعة على ركبتيها ،عرفت أنه فسر نظرتها البائسة إلى غرفة ملابسها كما شاء إذ وقف ليخلصها من الصينية وقال لها:
-آه لا!لا تفكري في مهزلة إقفال الأبواب..أرجوك الواقع أنه لن يكون هناك أبواب مقفلة،أتفهمين هذا؟وعلى السنيورة رانسيمو ألا يراها الناس تعمل..افهمي هذا أيضاً ..فهذا أمر ..
ثم توجه إلى الخارج ولكنه قبل ان يصل إلى الباب ارتد:
-في هذه الأثناء ضعي على وجهك بسمة عروس راضية..من أجل مادرينغا..أرجوك..
في لهجته هذه أوامر أيضا..
لم يطل الأمر كثيراً بالنسب لأدوينا لتدرك أن علاقتها اليومية بكاليوس لن توفر لها فرصة للإطلاع على عمله ولن تخوًّلها معرفة شيء عن أوراق والدها المسروقة..وكان تفكيرها قد استقر علي رأي أنه ما كان لينكر وجود تلك الأوراق لولا وجود غرض شرير من ورائها..قد تكون مخطئة..لكن سيسو عرف شيئاً لم تعرفه..ولأن كاليوس وضع يده على أوراق سيسو فهذا يعنى أنه وضع أيضاً على أوراق والدها وأدرك قيمتها..حارت في أمرها فهو لا يأتي إلى الفيلا حاملاً معه أي شيء من خططه أو أوراقه..إذ كان يحل مشاكله العملية كلها في مكتبته،ولا يتناقش مع فرانسيسكا بأي عمل..وكان يعي أن أدوينا على معرفة بسرَّ صناعة الزجاج والكريستال،ولكنه اختار تجاهل الأمر تماماً.ربما لإبعاد تفكيرها عن حاجته إليها،أو ربما بدافع تعصب جنسي بأن على النساء عدم مشاركة الرجال في العمل.
.
عرفت أنه مهما كان أسبابه سيحتفظ بسره لنفسه ويحرمها من معرفة أي شيء عنه سوى معرفتها به كرجل..ولن يسمح لنفسه بإظهار ما هو أكثر من اهتمام جسدي بحت بها..وهذه بلا شك مقاييس عقابه لها..عقاب على جريمة لم ترتكبها.
ظهر فى الواجهة مقتها لطريقته في معاملتها فى إحدى الليالي التي قامت خلالها بلعب دور المضيفة لستة زملاء،و منافسين من زملائه ومنافسيه في العمل خلال العشاء.
قدمها كاليوس لكل منهم،فأخذو يتحدثون إليها بأدب..وكانت تجربتها الأولى كمضيفة ولكنها كانت المرأة الوحيدة بينهم..هنأوها على حسن معرفتها بالإيطالية،لكنهم لم ينتظروا ليعرفوا أن الإيطالية لغتها الثانية ..سألوها هل أحبت البندقية،وهل لديها أقرباء في إيطاليا،وهل صحبها كاليوس إلى روما؟ولكنها شعرت إن الفتاة الإنكليزية التي تزوجها كاليوس بعد موت خطيبها كانت غريبة بالنسبة لهم وأنهم وجدوا صعوبة في تقبلها وسطهم.
أحست بالتوتر..فلا بد أن كاليوس أخبرهم شيئاً عن ماضيها العائلي،وعن معرفتها بصناعة الزجاج،
كان والدها وزملاؤه على قلتهم يعتبرونها نداً لهم..لكن هؤلاء العظماء في عالم الكريستال،تجاهلوها وأكتفوا بإلقاء ابتسامة اعتذار من وقت لآخر..وعندما رمت ملاحظة تعرف أن لها أهمية تقنية،تدخل كاليوس بسرعة لا تصدق وحول دفة الحديث إلى شيء آخر..فهل تراه يخشي أن تتجسس عليه صناعياً؟
عندما تركتهم ليدخنوا افترضت أنهم سينضمون إليها فى الصالون،لكن كاليوس وهو يرافقها إلى الباب همس بأنهم سيبقون،وقد ينفرط عقدهم من هناك..وقررت بعد انتظار طويل في الصالون أن تذهب إلى النوم.
بعد وقت قصير من وجودها في غرفتها سمعت حركة وكلاماً في الردهة فعلمت أن السهرة انتهت..في هذا الوقت شعرت أنها ما عادت قادرة على كبح امتعاضها لذا استعدت لمواجهة كاليوس حين يصعد.
تخلص من سيكاره ما أن دخل إلى الغرفة ثم ذهب ليجلس على الطرف الآخر من مقعد طاولة الزينة الطويلة،حيث تجلس ..فبدوا في وضعية حميمية.
.
-كنت حكيمة لأنك لم تنتظري..كان يمكن أن نتأخر أكثر من هذا..
ردت عبر المرآة:
-لا أدرى لماذا كان علي أن أكون معكم..فقد تجاهلوني كلياً وكأنني غير موجودة.
ارتفع حاجباه:
-مستاءة؟كنت هناك بصفتك زوجتي ومضيفتي..فهل كنت تفضلين إبعادك إلى غرفتك وإرسال العشاء لك على صينية .ولكننى لم أرهم يتجاهلونك لأنك اجتذبت ما يكفى من اهتمام العيون،وهذا يصب فى مصلحتي ويرضيك..وشكراً لله لأن ذوقك رفيع فيما يتعلق بالملابس.
تجاهلت المديح:
-لا أتحدث عن النظرات الو لهى بملكة جمال الكون..بل اقصد أن أحداً لم ينظر إلى على أنني شخص له رأى وإرادة..على أي حال،ألم يكن لأي منهم زوج أو صديقة كان يمكن أن تسليني خلال تجاهلهم إياي.
-الزوجات والصديقات لم يكن مدعوات..لم تكن الحفلة من هذا النوع..كنت أنت موجودة كونك المضيفة..لا أكثر ولا أقل.
بدأ يخلع سترته ووقف يفك ربطة عنقه وهذا ما زاد الوقود فوق نار غضب أدوينا:
-لكن..وبما أننى أعرف الكثير عما كنتم تناقشونه،كان عليك أن تدعني أنضم إليكم؟
-تتذرعين بخبرتك القصيرة فى عمل والدك؟أشك أن تتمكني من المساهمة كثيراً بما له قيمة لنا.
-كان بالإمكان على الأقل طرح بعض الأسئلة..وكان بالإمكان أن تجيبوا عنها.
-ولماذا تريدين أن نضيع الوقت على هاوية متحمسة لصناعة الكريستال؟
كانت إجابته أمراً متوقعاً...فإن كان يريد إخفاء أمر اقتباس وسرقة عمل تجاري سري اكتشفه والدها،فسيحاول التقليل من شأن اى خبرة لها و لوالدها؟
.
-ولهذا لم ترغب بالتفكير بإعطائي وظيفة في المؤسسة..لأنني مجرد هاوية متحمسة في نظرك؟
-هذا غير صحيح..السبب هو كما قلت لك،زوجة رئيس مؤسسة رانسيمو لا تعمل موظفة أجيرة في أي وقت أو أي مكان..اعتقدت أنني أوضحت لك هذا كل الوضوح.
-لقد أوضحته ..ويبدو لى كذلك أن لزوجة رئيس عائلة رانسيمو واجبات ولكن ليس لها حقوق.
كان واقفاً وراءها..فقال مخاطباً صورتها في المرآة:
-لديك أفضليات وواجبات..
-أفضليات ؟ مثل ماذا؟
-اختيارك إياك زوجة لي.
شهقت أدوينا بسبب العجرفة والتعالي الباديين في كلامه هذا ولم تعرف بما ترد..للحظة طويلة نظرا
بصمت عدائي إلى صورتهما المنعكسة في المرآة..ثم هبطت يدا كاليوس اللتان كانتا على كتفيها إلى يديها الجاثمتين في حضنها.
قال مركزاً:"أفضليات تعالى ..إلى الفراش".
كيف يستطيع هذا؟ كيف يظن أن خلافاً حاداً كهذا قد ينتهي هكذا؟
قالت وكأنها تصيح ثائرة:
-لا!..لا!
-لا؟وهل لديك خيار؟
-نعم لدي..وسأستخدم السرير الآخر في غرفتك.
-كما تشائين..لكن فيما بعد..أما الآن فهل لي أن أذكرك بواجباتك؟ تعالي..إذا لم تكوني راغبة أن تخلعي ملابسك ،سأفعل هذا لك.
وقفت على مضض..ولكنها لم تتحرك بعد هذا .
صاحت به:على الأقل احترم خصوصياتي.
-حسناً.
أخذ سترته وربطة عنقه عن السرير وتركها ودخل إلى غرفة ملابسه..ظلت واقفة حيث كانت،ولم تكن قد فعلت شيئاً لخلع ملابسها حين عاد..فتقدم ليقف في مواجهتها.
-ماذا تأملين أن تكسبي من هذا التصرف الطفولي؟
.
- يمكن أن تقدم على هذا وأنا وأنت فى هذا المزاج..هذا غير لائق..حيواني! أنا أرفضك الليلة.. ولا يمكن حتى أن أتظاهر برغبتي أن تكون قربي..أو تلمسني..لا أستطيع!
- هل يمكن أن نرى؟
عرفت جواب السؤال الهادئ كأمر لا مفر منه..ثم حملها إلى السرير..أكان يمثل الدور الذي حذرته أنها لا تتحمله ام لا،فسرعان ما تحول إلى الحبيب الخبير كما كان فى الأوقات القليلة من زواجهما..على الرغم روح الثورة المتأججة داخلها..أبدى جسدها الطاعة ،ولو على مضض في البداية..
لم تكن بحاجة للتظاهر..فهما عدوان كل منهما لديه أسبابه الوجيهة..ولكن غريب وجود هذا التفاعل الكيميائي بينهما،كأن لديه سحراً عليها ..وحين تركها عرفت انه اخذ معه انتصار المعرفة..فكيف سيستغلها؟
"التصرف الطفولى"جملة علقت فى ذهنها فألهبت ضغينتها ...
عندما وصلت إلى فينيسيا أراها سيسو معامل شركة كريستوس على خليج جزيرة سان باولو وأخذها إلى صالات العرض الأنيقة التابعة للشركة في ساحة ماركو..لكن كاليوس لم يعرض عليها شيئاً من هذا ،ويجب عليها إذن ان تخترق أسوار الصناعة بطريقة أخري.
كانت خبرتها في انكلترا في معرض صناعة والدها..لذا وضعت لائحة بالصناعة ذاتها في فينيسيا وأخذت تزور كلا منها بحثاً عن فرصة محتملة للعمل بائعة تجيد إضافة إلى الإيطالية الإنكليزية..فلو قبلتها إحدى هذه المؤسسات لتمكنت من خلال تعاطيها مع العمال من معرفة شيء مهم..ومتى التزمت يصبح الأمر واقعاً يجب أن يتقبله كاليوس.
انطلقت بمشروعها بثقة..ولكنها اصطدمت بخيبات أمل،وبالرفض.ثم أظهر إحدى المدراء اهتماما كافياً بمقابلتها،ولكنه أنهى المقابلة ما إن عرف أسمها.
كرر:
-رانسيمو؟وهل أنت قريبة من عائلة رانسيمو؟من بعيد ربما؟
لكن قبل أن تجد رداً مراوغاُ ،رأت أن لا فرصة لها معه وافترقا.
.
شعرت بالسخط من نفسها لأنها فكرت فى الإقدام على هذا فلا جدوى من محاولة البحث عن عمل فى مضمار الزجاج..وعزاؤها الوحيد أن كاليوس لن يعرف أنها حاولت بطريقة لبقة أن تتحداه وأشعرها هذا بالراحة حتى سألها يوماً ببرود صخر هادئ وبشكل ينذر بالخطر:
-هل لك أن تفسري كيف ان أحد منافسينا،ألبرتو رانجينو،يظن أن إحداهن تقدمت بطلب وظيفة بائعة في المدينة وأعطت رقم هاتف البيت للرد؟لقد رددت على المكالمة بنفسي وأكدت لهم أن هذا مستحيل،وسألتهم عن صحة الرقم وكان صحيحاً،لذا فربما ...؟
راجينو..!أحد الذين انضموا إلى فرقة تتصلي بنا..يا لها من غبية!كيف تركت لهم رقم الهاتف بكل ثقة بغض النظر عن اسمها!أحست أدوينا بانحسار الألوان من وجهها بسبب نظرة كاليوس الفولاذية..أدركت أنه ألقى بسؤاله ليدفعها إل إنكار لا جدوى منه أو اعتراف مخجل.
قالت بشجاعة زائفة:
-أعتقد أنك أدركت أنهم ليسو على خطأ وأنهم يتحدثون عنى.
-بالضبط..فالوصف الذي وصفوه لطالبة الوظيفة ينطبق بوضوح عليك ولكنني لا أفهم لماذا لم تذكري لهم اسمك.
-لم يطلبوه..بل أكتفوا برقم الهاتف فقط.
-وهل لى أن أسأل عن الجنون الذي دفعك للتفتيش عن عمل بائعة فى محل،مع أنك تعرفين أننى منعتك عن العمل مهما كان نوعه؟
-لم آخذ بعين الاعتبار أن لك الحق في منعي ..ليس لدي ارتباطات أولية ولا أولاد..
-فى الوقت الحاضر..
-وأنا ماهرة..بيع الزجاج المشغول هو أفضل ما أستطيع عمله..ومع أن زوجاً انكليزياَ ق يطلب من زوجته عدم العمل ولكنه لن يحلم "بمنعها".
-وزوجة إيطالية لا تحلم أبداً بعدم إطاعة زوجها لأن طاعته لها أسباب وجيهة.
-أجل..لأن زوجة رانسيمو تعلو على أي عمل.
-ولأنك مدينة ببعض الرفقة"لمادرينغا"!وقد أضيف إلى هذا أن المرأة التي لا تحتاج إلى العمل في إيطاليا اليوم،لا تعمل من أجل صالح اللواتي يضطررن للعمل.
.
-لكنك لم تقل هذا.
-كنت على خطأ عندما اعتقدت أن لك عقلاً راجحاًُ..على أي حال ،كيف يمكن أن تقبلي بأية وظيفة دون إعلامي مسبقاً؟
-لم أفعل هذا..والواضح أننى لن أستطيع..ولو وجدت وظيفة لأخبرتك بالتأكيد.
أثارته بقولها هذا أكثر فأكثر..وقد رأت هذا من وميض الغضب الأحمر فى عينيه الذي برز قبل ان يمسك كتفيها بقبضة فولاذية.
-كنت ستخبرينني؟
هزها بسهولة وكأنها دمية من قماش.
صاحت:كاليوس..لا تفعل هذا ..أرجوك أنت تؤلمني!
-وأنا أريد أن أؤلمك ..إذا كانت هذه هي الطريقة لتفهمي أن عليك الطاعة.
هزها مجدداً ثم أبعدها عنها بقسوة،فتهاوت ثم استعادت توازنها..قالت ساخرة لأن لا سلاح لها ضد جبروته سوي لسانها:
-أكرر..كنت سأخبرك من قبيل المجاملة..وإذا كان راجينو ما يزال يريد..
ولم تضف لأنه قاطعها بحدة:
- لا يريد منك..لقد فهموا منى بوضوح أن لا أحد هنا يريد وظيفتهم..
-ولنفترض أنني قررت تكذيب هذا؟
كانت كلمات متسرعة ملؤها التحدي..ولكنها عرفت إنها تحتقر نفسها للجدال في أمر زائف..فهي لم تفتش عن عمل لأنها ضجرة،بل على أمل واهٍ في تسجيل مهمة تجسسها عليه..وبما أنها لا تستطيع الاعتراف بها في الواقع،فلا يجب أن تغطيه بإدعاء حقها في أن لا تطيقه،وهي لا تجرؤ على محاربته بأشياء زائفة.
هل يعنى هذا إنها بدأت تحترمه كعدو؟فاجأتها الفكرة..
وكأنه عرف إنها اعترفت بانتصاره..فتساءل عن التحدي الملتهب وراء سؤالها،وسأل:
-إلى أي مدى تعرف مادرينغا بهذا المشروع؟أم لعلك كنت خائفة أن تقنعك بأن تبلغيني أولا..لذا لم تقولي شيئاً؟
-لا تعرف شيئاً عن الأمر،هل تظن أن من واجبك أن القول لها ؟
هز رأسه:
-إذا كنت لا أستطيع انتزاع المزيد من الولاء منك أكثر مما أظهرته لي ،فمن الأفضل أن لا أذيع هذا.
أدركت أدوينا أن عدم الولاء الذي ظنته مبرراً أصبح دمغة في قلب تمردها..ولم تجد شيئاً ترد بها عليه.
.
ــــــــــــــــــــــ

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 05:19 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 05:20 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس


الخطوة الأولى الخاطئة
رومانو!
رومانو الذي أعجبت به , وأحست أنها قادرة على الوثوق به...رومانو الذي يعرف سيسو أفضل من أي شخص أخر. والذي كان أملها الأول وقد يكون ألان أملها الأخير في كشف نفاق سيسو ...وكاليوس !
رومانو هو الشخص الوحيد الذي قد تفضي إليه بخيانة سيسو لها .
لكن رومانو الذي صدق كذبة كاليوس التي خطط لها ...والذي تخلى عنها من تلقاء نفسه ...والذي لم يعطيها فرصة لتشرح... كيف سيستقبلها ألان؟
.
ما أن رأته حتى اندفعت إلى الأمام بتهور , ثم عدلت عن ذلك ...لكنها كانت قد أصبحت ضمن مرمى بصره .. كان يبتسم حين رفع نظره إليها ثم رأت شفتيه تشتدان ...ونظر إليها نظرة طويلة ثم تجاهلها كليا وارتد مجددا إلى أصدقائه .
احد هؤلاء الأصدقاء لحق بنظرته , وقبل أن تستطيع أدوينا الهرب , تقدم إليها الصديق الذي لم تتذكر اسمه . قال بحثها :
ـ يجب أن تقابلي كالينو من الشركة برونو ماليستي , لقد عاد للتو من نيويورك ومن أماكن عدة في الغرب .
تمتمت بضعف :
ـ أنا ...وزوجي ...كنا على وشك أن نغادر ..
عندما أصبحت وجها لوجه مع رومانو لم يعد لديه خيار إلا الاعتراف بها , واخذ يدها وانحنى نحوها ... وقال ببرود رسمي كأنه غريب عنها :
ـ شكرا كورداني . إنما سبق لنا أن التقينا من قبل.
لم تعرف كيف تشرح أمرها له , ولكن عينيها حاولتا التوسل إليه ليسمح لها بشرح ما فاته ... نظرت من فوق كتفها متوترة
خشية أن يأتي كاليوس للبحث عنها قبل أن تكلم رومانو على حدة ... وكان الرجل الأخر قد اعتذر وتحرك مبتعدا . وسال الرجل المسمى كورداني رومانو :
ـ لا ريب أن تعارفكما حدث قبل سفرك الأخير ؟
ـ اجل .... وقبل زواج سنيورة.
، حسنا ... سأترككما لتجددا التعارف .
وتركها ولحق بصديقه الأخر .
خطت أدوينا إلى الظل القاتم الذي ترميه فجوة النافدة . ووجهها إلى الداخل لتراقب وصول كاليوس ... وبعد لحظة تردد , وبعدما خشيت أن يبتعد عنها بدوره ارتد رومانو ليواجهها . قالت :" لم أتوقع رؤيتك هنا ...أنا... نحن... لم نسمع بعودتك "
ـ ولماذا تسمعين بعودتي ؟ وما الفرق لو سمعت ؟ ساقول لك سنيورا رانسيمو ! لو عرفت انك ستكونين موجودة لما أتيت ...ولكني لا افهم كيف تعرفت إلى روزينا بارنيار ...فكيف ؟
.
ـ التقيتها صدفة وهي من تعرفت إلى ثم دعت نفسها إلى الفيلا , لكن أصغ إلى رومانو ...أرجوك .
ووضعت يدها على ذراعه :
ـ يجب أن أتكلم إليك .. إنما ليس لدي الوقت ...يجب أن اشرح لك ما حدث ...و أنت كذلك ...كان عليك الحفاظ على موعدنا الأخير ...وكان عليك الاستماع إلى دفاعي ...
ـ ولماذا...ما دمت عرفت كل شيء...
ـ لكنك لم تسمع شيئا ! ما سمعته لم يكن صحيحا !
ـ ليس صحيحا؟ زواجك بكاليوس رانسيمو كذبة كبيرة ؟
ـ لا...لا... نحن متزوجان ...لكنه كذب حين ...
ابتلعت ريقها , وضغطت على ذراعه لأنها لمحت كاليوس في الغرفة ...
قالت بأنفاس مقطوعة :
ـ انه قادم للبحث عني ...سنغادر ألان لكن يجب أن أراك , أين يمكننا أن نلتقي ؟ في المدينة ؟
ـحسنا ... أين ومتى؟ أي مكان تعرفين بهو "الدانيالي"؟
هزت رأسها نفيا :
ـ لا انه مكان عام يقصده الجميع...هناك حديقة عامة صغيرة قرب غريتي بالاس ,وفيها مقاعد ..نلتقي هناك في الحادية عشرة غدا ؟
ـ حسنا ...
عرفت أن كاليوس رآها ... ولأنها لا تستطيع إخفاء أنها كانت مع رومانو , توقعت أن يتقدم نحوهما . لكنه بدل ذلك انتظر تقدمها إليه بصبر , كأنه مستعد لمنحها الوقت اللازم لإنهاء عمل إجرامي ... إنها طريقته الماكرة لإظهار سخطه .
تمتم رومانو :"لن يتجاهلني !"
ـ لا... أرجوك , لا تفتعل مشكلة .
تقدمت وانضمت إلى كاليوس .
سالت العاصفة السوداء التي على وجهه :" هل سنذهب ألان ؟"
.
ـ اجل احضري معطفك.
ـ ليس معي معطف . لكن علي الاعتذار من روزينا .
ـ اعتذرت منها عني وعنك .
كانت قبضته تحت مرفقها شديدة القوة.. في الوقت الذي كان فيه يسوقها سوقا تصاعد الخوف إلى نفسها ولكنها في الوقت ذاته شعرت بالسخط منه لأنه يعاملها وكئنها طفلة شريرة مزعجة ! لكن , وهو يصعدها إلى اللنش , حاولت العودة إلى طبيعتها .
ـ لو عرفت إننا سنخرج إلى الخليج لحملت معي وشاحا .
لم يرد حتى أدار المحرك , وخرج باللنش إلى وسط القنال .
ـ لن تحتاجي إلى وشاح ...لأننا لن نذهب سوى إلى المنزل .
سالت بلهجة ساخرة :" هكذا إذن ...لا معاملة خاصة ... وهل سأنال الخبز والماء للعشاء ؟"
هز كتفيه :
ـ لا مجال لمعاملة الأطفال ولا للعقاب ... لقد وجدت نفسي غير راغب في القيام برحلة متعة وأنا في دور الزوج المطيع... ولا اعتقد انك ستستمتعين بهذه الرحلة لان أفكارك الرومانسية ستكون في مكان أخر . في وقت أخر ربما ... عندما نكون على وفاق نقوم برحلة كهذه.
ـ تعني حين أحسن التصرف ؟
عندما لم يرد تمددت في مقعدها وأحنت كتفيها وعزمت الرأي على عدم دفعها لقول كلمة أخرى لما تبقى من الرحلة .
ركبا لسيارة .ثم تابعا رحلة العودة إلى الفيلا بصمت ... هناك قال :" انتظرني "
ثم ابتعد لإيقاف السيارة بعيدا ...ومع أنها كانت تود أن تتحداه بان تذهب إلى غرفتها وتقفل الباب على نفسها وتجبره على النوم في غرفة الملابس إلا أنها انتظرت .
ما أن جاء لينضم إليها في الصالون حتى شرع يقول
ـ حسنا ...هل اجتماع الشمل السعيد مع صديقك محض صدفة أم أمر مدبر؟
ـ مدبر ؟ لا , لا لم يكن مدبرا ...فلم يحدث أن تم بيننا أي تواصل منذ غادر فينيسيا ... وقد تدبرت هذا جيدا.
هز رأسه موافقا : وعلى نحو أوفى بالمراد ... لقد جعلت إنهاء العلاقة يبدو وكأنه جاء منه ...
ـ لم يكن هناك علاقة !
ـ ولم يكن لدي النية في تركها لتصبح علاقة ... على أي حال .. هل أنت واثقة أن روزينا لم تلمح لك بأنها دعت كالينو للحفلة ..أو انه سيكون هناك ؟
ـ لا أظن أن روزينا تعرف بعلاقتنا .
.
ـ إذن هو لقاء صدفة ... والمبادرة جاءت منك ؟
قالت كاذبة :" لا!"
ـ أوه .. هيا ألان .. لا أظنه رحب بك في البداية ..اعتقد انك اضطررت إلى دفع دفة التناغم من جديد ..
أدركت انه كان يراقبهما وقتا أطول مما ظنت .
ـ أنا لا اخجل من إبداء سروري برؤيته.لقد كان صديقي !
ـ ولا شك أن لهذا اللقاء المنتزع انتزعا لذة اللقاء السري ؟
ـ أظنك رأيت أن مقابلتنا لم تدم أكثر من دقائق ... إذ سرعان ما وقفت تنتظرني ...
ـ بالضبط ... ولكن الوقت كان كافيا لضربي معه موعدا يتم في مكان اقل علنية ؟ أين ... ومتى ؟
كان بإمكانها أن تكذب مجددا .. لكنها عرفت أنها غير منيعة أمام منطقه ... فقالت تتحداه :
ـ لا يحق لك أن تسألني .
ـ لا يحق لي ؟
دنا منها ونظرة قائمة تهددها :
ـ يا عزيزتي ... يجب أن تفكري في عذر أفضل من هذا ! لقد تدبرت موعدا غراميا مع راجل يستهويك , ولك الجرأة في إنكار حقي بالسؤال عنه ؟
امسكها بكتفيها بقسوة : هيا ...المكان والزمان ...لو سمحت ! لم تستطع أن تقاوم التحدي الفارغ :
ـ أنا... لن اسمح .
تركها :
ـ إذن ! أمنعك من مغادرة المنزل بدون أن يكون معك رفيق...
ـ هذا أمر سخيف ! لا تستطيع سجني!
قال بلهجة رقيقة خطيرة :
ـ آه .. أملت ألا تضطرني إلى هذا .. ماذا إذن ؟ أنا منتظر !
.
استسلمت : حسنا ...لكن لا يحق لك إن توحي بان لقاء في مكان عام نهارا هو أمر شائن ...
ـ حديث برئ في وضح النهار ...هه؟ لكن لدى الفرنسيين قول مأثور : الخطوة الأولى هي المهمة ...فأية حديقة وأي صباح ؟
ـ غدا ... في الحديقة صغيرة فرب غريتي ... لا اعرف اسمها .
ـ بناء على اقتراحك أم اقتراحه ؟
ـ اقتراحي .
ـ ههه .. من المؤسف إن تبدي اللهفة ثم تتمتعين عن الحضور .
ـ أتحرم على الذهاب ؟
لم يرد ...واخذ يستدير في الغرفة الواسعة يطفئ الأنوار , ثم دنا من الباب. وبدل أن تبقى بمفردها في الظلام , لحقت به ...عند الباب وقف ليقول بلهجة ذات مغزى :
ـ استهجن استخدام كلمة "التحريم" لذا سأفترض انك كونك زوجة لي تدركين عواقب اخذ الخطوة الأولى نحو علاقة غرامية , تفهمين معنى هذا ... لذلك لن تذهبي !
ـ لكن رومانو يتوقع حضوري .
ـ لن ينتظر أكثر مما هو ضروري ... لكن إن أغرتك نفسك بالذهاب , فهذا يعني انك بحاجة إلى إقناع لتفهمي من هو المالك الوحيد لحق الاتصال بك , والذي ينوي أن يبقى هكذا ... تعالي إلى الفراش .
في الصباح عندما ذكرته فرنسيسكا أن لديها وموعدا مع طبيب
العيون ذلك الصباح , قال كاليوس : اجل ...اعتقد أن من الواجب أن ترافقك أدوينا ..وان شئت احجز طاولة للغداء. وسأنظم إليكما فيما بعد . نحن الثلاثة فقط.
أضاف إلى أدوينا :
ـ لقد ذكرت لي انك خططت للقيام بامر ما هذا لصباح ثم عدلت عنه ...أليس كذلك ؟
تساءلت عما إذا كان ترك رومانو ينتظر أم اتصل به من شركته ليقول له أنها لن تحضر ..لكن رومانو لم يحاول الاتصال بها بعد ذلك ...وكم كرهت أن تحاول مجددا عقد لقاء معه , وفي هذه المرة ستجعله سريا حقا ... ما كان يجب أن تتاح الفرصة لكاليوس باتهامها بلقاء غرامي .. وبما أنها فشلت مع رومانو , افترضت أن عليها العودة إلى روزينا فأرسلت لها رسالة شكر على حفلتها ثم دعتها للغداء في المدينة متى شاءت .
اتصلت روزينا بها موافقة على الدعوة بحماس , أمر جميل أن تدعوها أدوينا .. فهما لم يتبادلا بعد الحديث عن سيسو ... أليس كذلك؟ لكن هل لها أن تقترح بدل الغداء . شرب القهوة في شقتها .ألا توافق أدوينا ؟أضافت روزينا يوما محددا قبلته أدوينا , وبما أن روزينا متلهفة جدا للحديث عن سيسو فلن يصعب عليها إلقاء السؤال الموجه نحو ما تريد معرفته.أخبرت فرنسيسكا بموعدها من روزينا فتمتمت فرانسيسكا أن روزينا تدين لها بالضيافة للفيلا , لكنها رضيت حين قالت أدوينا لها أنها هي التي اقترحت اللقاء بمفردهما ...وكان على أدوينا أن تأخذ معها بعض الزهور وهذا ما فعلته , وكانت تعيد تركيز الباقة على ذراعها وهي ترن جرس باب شقة روزينا , لينفتح الباب لها لكن ليس بيد روزينا بل بيد رومانو .
امتزجت الدهشة بالإحباط ثم صاحت صيحة دهشة "أوه!"وارتدت خطوة إلى الوراء وقالت :
ـ قالت لي روزيتا أنها ستكون بمفردها ولم تقل لي ... لم أتوقع .
ـ لا.. لكن ادخلي... ألن تدخلي ؟
.
تنحى رومانو جانبا ثم أغلق الباب واخذ الزهور منها .
ـ أسف ولكنها الطريقة الوحيدة التي تخولني رؤيتك ...روزيتا غير موجودة ...هل فهمت ؟
ـ لا!
ـ لكنك أردت رؤيتي لأمر ملح كما فهمت ... عندما لم تأت ذلك الصباح ...
ـ منعني زوجي ..
ـ هذا ما جعلني أصدقه حين اتصل بي في عملي وقال انك لن تحضري .
ـ إذن لقد اتصل بك ؟
ـ اجل , افهمني إن لا جدوى من محاولة تحديد موعد أخر ... وقلقت عليك أدوينا ...ثم اقترحت لاوزينا دعوتك إلى هون , اقترحت إعارتنا شقتها لمدة ساعة ...لكنني مع ذلك لم أجرؤ على لاتصال بك خشية أن اسبب لك متاعب أخرى ...
سالت أدوينا ببطء وحيرة :
ـ أتقول أن روزينا خططت لهذا ؟ لتنفرد بي حين أصل ؟
ـ اجل ...وكنت ممتنا لها .
ـ لم اعرف انك على معرفة وثيقة بها ...
ـ حسنا ...اعترف أنها أظهرت اهتماما أكثر بي منذ عودتي هذه المرة . لكنني اعرفها منذ زمن عن طريق سيسو .
ـ عن طريق سيسو الذي كان عشيقها ؟وأنت تعرف أنها كانت عشيقته طوال فترة خطوبتي لسيسو ؟
عرفت من الصدمة على وجهه أنها على حق ...وان روزينا كاذبة .
سال متنفسا بشدة :"تعرفين ؟ كيف؟"
ـ سمعته يكلمك هاتفيا يوم مقتله ... وناداك باسم رومانو فقط ...في تلك المكالمة كان يتفاخر أمامك بروزينا ويحدثك عني .. وإذا كنت تذكر ما قاله لك فقد تتصور ماذا فعل هذا بي ؟
تذكر رومانو بوضوح كل ما اخبره به سيسو ...
سألها :وماذا حدث عندما عرفت؟ أكنت ستتزوجين به رغم كل شيء ؟
.
ـ لا. فبعدما سمعت تلك المكالمة ... عرفت أنني لن استطيع , وخططت لترك الفيلا تلك الليلة . كتبت له رسالة اخبره بهذا , لكنه استلم الرسالة ولم يحاول رؤيتي ...بل خرج ليحافظ على موعده مع روزينا . وفي تلك اللحظة ضبطني كاليوس وأجبرني على انتظار سيسو حتى يعود ...وهذا ما لم يفعله .
ـ لكن هل أخبرته كاليوس ما تعرفين ؟
هزت رأسها :
ـ لا...لأنه قرر أنني اهرب من سيسو .وبعد موته . لم استطيع إجبار نفسي على فضحه لكاليوس أو لزوجة أبيه التي كانت تعبده , ولا دليل لدي سوى ما سمعته ... وكنت مضطرة للحصول على المزيد من الأدلة ..وهنا... كما اخشي كانت نقطة التي دخلت أنت فيها على المسرح .
ـ ما إن عرفت حتى قررت استغلالي .. أهذا ما تقولين ؟كان بإمكانك توفير هذا علي ّ
ـ قبل أن أعرفك حاولت البحث عنك وكنت أريد استغلالك .لكن ما ان أصبحنا صديقين حتى قررت الانتظار حتى أتوسل إليك أن تساعدني ... ولكن,فجأة , لم يعد هناك وقت وعندما قال لك كاليوس ما قال ,رفضت ورؤيتي مرة أخرى .
ـ وماذا توقعت ؟فهو لم يكذب ...لأنك تزوجته ...أليس كذلك؟
ـ لكنه كان يكذب ..لم يكن قد طلب يدي يومذاك ...وعندما سألني , وافقت لي سببين فقط... لان هذا يسعد السنيورا رانسيمو , ولأنني أردت أن اعرف إلى أي مدى هو متورط بخيانة سيسو .
ـ لا أجد في ذلك ما يدفعك للزواج برجل لا تجبينه ...أليس كذلك؟
ـ أظن أنني كنت اكرهه تقريبا يومذاك
ـ أدوينا , كان يجب أن تنتظري رجوعي !
جر كرسيا إلى جانبها ومد يديه يمسك يديها , وانحنى فوقهما وتنهدت :
ـ لم استطع تحمل الانتظار ...لو رفضته لما استطعت البقاء في الفيلا . وكنت بحاجة للبقاء لانفد خطتي ..أنت صدقته وهجرتني إضافة إلى هذا ...
رفع رأسه :
ـ .. إضافة إلى هذا أنت لم تحبيني أيضا ...حسنا ... لا داعي لقول هذا .. كنت أعيش في سماء الأحلام في وقت الذي ما كنت فيه تفكرين في غير طلب المساعدة مني ...أليس كذلك ؟
.
ـ والصداقة ...نعم أردت صداقتك ...و ما زلت , لكن ذلك لا يجعلني قادرة على طلب المساعدة منك .
جلس مستويا يفتح كتفيه بفخر :
ـ ما زلت قادرة ... بإمكانك سؤالي ...مع أنني لا اعرف ماذا أقول ..فأنت زوجة كاليوس .
تنهدت :لا اعرف ...ولا اعرف إلا أن سيسو قال لك انه سيتزوجني لأنني غنية وهذا ما لا افهمه ...فمذكرات أبي وأوراقه لم تعد بحوزتي لأنه أخدها ثم استلم كاليوس كل أوراق سيسو بعد مقتله . وعندما سألته . أنكر وجودها ... وهذا ما جعلني أتساءل عما إذا كان مشاركا بالمؤامرة .لكن كما قلت ..؟ليس لدي دليل ...لا شيء أبدا!
قال رومانو مفكرا :
ـ قضية ضعيفة ... لأكون منصفا أقول انك لا تستطيعين الادعاء أن كاليوس وجد الأوراق .. قد يكون سيسو أتلفها بعدما وجدها عديمة القيمة ..
ـ وهذا ما لا استطيع معرفته ...أليس كذلك .
ـ لا... لكن ماذا برأيك اكتشف حتى طلب يدك للزواج ؟
كررت : لا ادري ... ولكنني افترض أنها وسيلة كان والدي يعمل عليها ... أو انه تخلى عنها لأنها غير عملية ؟ فهو كان هكذا ... يفقد صبره من أية طريقة لا تتطور بسهولة , او لا يملك المال اللازم لدعمها .
ـ الم يكن يتباحث الأمر معك قبل التخلي عنها ؟
ـ أبدا ...لكن هنا ارجوا أن تتمكن من مساعدتي , فأنت ضليع بصناعة الكريستال ...أيمكن أن يكون سيسو قد عرف شيئا اعتبره منجم ذهب حقيقي؟
ـ هذا ممكن ...فعمر صناعة الزجاج كما تعرفين قرون . والكريستال المصنوع في فرن لا يصنع بل يشكل يدويا ...ولا مجال كبير للتغيير في الطرق التقليدية هنا ..لكن في أقسام أخرى ...همم ..اجل ..اعتقد لو أراد كاليوس مساعدة شركته بأسرار والدك , فأظنه نفد ما يريد ألان ...الم يذكر أمامك شيئا عن اختراع أو تغيير في السياسة ؟
ـ انه لا يبحث شؤون عمله في المنزل أبدا ...حتى مع زوجة أبيه .
ـ إذن تريدين مني ان ابقي أذنا صاغية في دوائر المهنة ...في حال ..؟
ـ هذا ما أمله ...فلا طريقة أخرى لأصل إلى غايتي .
.
ـ لو كان سيسو المرحوم مذنبا , لرغبت في التشهير به ... فهل تريدين الشيء عينه لكاليوس ؟
تحركت بقلق ...
ـ التشهير كلمة بشعة... أتعتقد أن علي الإقدام على تفنيدها ؟
قال رومانو :
ـ اعرف انك ستلاحقين المسالة وسأساعدك في هذا ...أنت تريدين إنصاف أبيك ...ولكن ماذا سيعني هذا بالنسبة لزواجك إذا برهنت التهمة ضد كاليوس ؟
ـ لا ادري !
كم مرة كررت هذه الجملة هذا المساء !
إنها تنظر ألان إلى مستقبل لم تفكر فيه من قبل ..
ـ أظنه ...سيستمر .
ـ لكنه خدعك ليتزوجك !
ـ لا.. قلت لك ...قبلت به لاسبابي الخاصة ... ولم يكن يجبرني ...بعد أن اتخذت القرار.
ـ أيمكن ان ...
وصمت ...اضطرت للرد عليه :
ـ لا...لا يمكن ان اطلب إبطاله ...
ـ إذن ..لم يكن مجرد اتفاق بينكما ؟ كان زواجا ؟
كرهت ان تقول له ...لكنها مدينة له بالحقيقة :
ـ اجل ...كان زواجا .
غادرت المنزل قبل أن تصل روزينا ,لم تتركه يرافقها إلى محطة "اكاديميا".. ما أن افترق عنها حتى اقترح أن يطلب عون روزينا في إقراضهما شقتها متى عرف شيئا ... لكنها لم تقبل .. لقد قبلت استخدام الشقة عن طريق الحيلة هذه المرة , ولقد استغلت الظرف ... ولكنها بعد ألان لن تتفق معه على موعد ...ولو كان لديه ما يقوله لها , يمكن الكتابة لها ...فعلى الأقل لم يكن كاليوس يراقب بريدها , ولو انه لن يرى فرقا بين مراسلته لها وبين مقابلته ...لكنها وضعت مشكلتها بين يدي رومانو ز.زولا مجال للتراجع .
لكن هل هذا لإثبات ذنب سيسو ؟ سيسو فقط؟اجل ...
.
للمرة الأولى تدرك أمرا كان مختبئا في أعماق تفكيرها منذ بعض الوقت ...إنها تريد لحملة انتقامها أن تتوقف عند سيسو .. ولا نريد أن تعرف ان كاليوس مذنب أيضا .. لقد بدأت تجد من الصعب التصديق انه مذنب ... شخصيته القوية كانت تدفعها للشك في لجوئه إلى وسائل دنيئة لكسب هدف ..فهو قادر على اخذ ما يريد في مواجهة عالمه ... لا تريد التفكير في انه متورط مع سيسو في مؤامرة خادعة .
لكن ...لماذا ؟
حبست نفسها مستغرقة , خائفة من الرد الصادق فهي لم تعد قادرة على تصور عالم لا يسيطر عليه كاليوس بوجوده الدائم في أفكارها , بجاذبية الرجل التي جذبتها إلى حقل قوته المغناطيسية وأبقتها هناك ... ولو أن هذا لم يعد إجباريا ألان .
هل من الممكن إذن ... أن تكون قد وقعت في حبه ؟ وان كان هذا صحيحا فكيف سينتهي هذا كله ؟
كان دينو قد أوصلها إلى موقف السيارات , وبسبب عدم معرفتها بالمدة التي ستبقى فيها عند روزينا صرفته قائلة أنها ستستقل سيارة أجرة تعود بها إلى الفيلا .. عندما وصلت وجدت أن كاليوس ما يزال في الخارج وان فرنسيسكا أيضا لم تعد من عند أصدقائها الذين دعوها للعشاء .. وهذا ما كانت أدوينا ممتنة له ...فهي لا تريد أن تكذب على أي منهما بشان زيارتها المفترضة لروزينا .
حملت معها إلى السرير عذاب التفكير الذي حرمها من النوم ..
كانت حائرة بدور روزينا في معضلة رومانو .. هل إقدامها على إعارة الشقة دليل صداقة حقيقية ,أو أن روزينا تستمتع باللقاءات السرية الغامضة لمجرد غموض ؟فكرة أن تكون ممتنة لها أشعرتها بالغضب .. لكنها لن تدع هذا يتكرر مرة أخرى .. ولا تسمح ان يربطها شيء بروزينا الا منافستها التي كانت على سيسو .. وكلما قلت اتصالاتهما في المستقبل كلما كان ذلك أفضل ...
.
كان هذا القرار الوحيد الذي اتخذته في تلك الليلة التي انتهت بان غطت بنوم عميق , ولم تنزعج حين جاء كاليوس إلى الفراش ...في الصباح خرج قبل ان تستيقظ ,كانت حالتها الذهنية المتشوشة هي السبب في إحساسها بالإحباط لا غيابه ..
كانت تريده هناك ... تريد ان ترى ماذا تفعل بها لمسته وصوته ونظرته التي لا تفهم منها أي شيء أبدا , فسيسو مازال بالنسبة لها عدوا , اما كاليوس فلم يعد كذلك في قلبها وهي بحاجة إلى قربه الجسدي , ليقول لها ما اذا كانت مخيلتها تتلاعب بها وتدفعها للتفكير فيه على هذا النحو الحميم ..أم لعله سيبقى ذلك الوحش الظالم البارد ,الذي تعرفه حتى ألان ؟ ولأنها ظنت انها ستراه قليلا قبل أن يخرج شعرت بالإحباط عندما أعلمتها فرنسيسكا بأنه قصد المطار ليسافر لبضعة أيام في رحلة عمل , وأخبرتها أن بريطانيا جزء من جولته .
مسافر ...ألى انكلترا ... يخبر فرانسيسكا خططه متجاهلا حقها في إخبارها بتحركاته ...
اضطرت أدوينا إلى إخفاء ألمها , ونجحت ... إذ لم تلحظ فرنسيسكا شيئا , وأعلنت بالتالي أنها يجب أن تفعل شيئا للسنيورا بارنيار واقترحت إقامة حفلة عشاء صغيرة لها حين يعود كاليوس ... راجعت فرانسيسكا مفكرتها ثم حددت موعدا .
لكن أدوينا التي انزعجت من هذا لم تأت على ذكر امتعاضها.
.
ــــــــــــــــــــ

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 05:20 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
7 _ ذكرى ليله يتيمة


اعترفت فرانسيسكا بأن من الصعب إيجاد أحد من بين اصدقائها
يملك الوقت الحر ليقابل روزينا ....وعندما أعادت التفتيش في مفكرتها بحثاً عن أسماء تذمرت لأدوينا ....

كل من أسأله ذاكرة أسم روزينا بارتيار....يبدو أنه يستقبل ضيوفاً ..أو يشارك في حفله أو
سيذهب إلى المسرح ..أو مسافر في عطله في اليوم المحدد ،أمر مزعجاً حقاً. لقد خططت
لأستقبال زوج ملائم،ورجلان أعزبان لأكمال عددنا ،لكن يبدو أن علي أن أرضي نفسي بالثلاثة
الذين وجدتهم ،أعزب لم يتزوج بعد لأنه ممل ،وأثنان متزوجان وليسا صغيران بما فيه الكفاية
لك أو لضيفتنا ،وما كنت سأختار ليلة أسوء من هذه
كانت تتكلم ببراءة عن شيئ كانت أدوينا تشك فيه ،لأنها تظن أن بعض الناس في دائره
معارف اسرة رانسيمو ،كانو يعرفون بعلاقة سيسو بروزينا ولهذا يرفضون ملاقاتها تحت سقف
منزل فرانسيسكا مسألة كلاسيكيه في أن لا يسمع أهل البيت بالفضائح المتعلقة بالبيت ،ومن
الواضح أن فرانسيسكا لا تعرف أن المرأة كانت تكذب عندما أدعت أن علاقتها بسيسو كانت
مجرد صداقة بريئة ،أدوينا تشك في أن كاليوس يجهل حقيقة هذه المرأة
تسائلت أدوينا عدة مرات عن عدم اهتمام روزينا بأنكار طبيعة علاقتها بسيسو مع انها أدعت بأن
العلاقة أنتهت بعد خطوبتها ...
.
كانت روزينا إخر الوافدين إلى حفلة العشاء ،كانت مرتديه بزة بلون البحر ووشاحاً فضياً،وبسبب أنشغال فرانسيسكا بضيوفها ،طلبت من أدوينا إيصالها إلى غرفة النوم المخصصة
للثياب ،وعندما كانت المرأة تلقي نظره على زينتها وتبرجها أبدت الأعجاب بفستان أدوينا البسيط
الطويل ...
_ذوقك رفيع بالنسبة لعروس صغيرة ..... وكأنه ثوب عذراء؟يجب ألا أسأل صنع من ,فلابد أن
كاليوس يهتم بأن تذهبي إلى أفضل بيوت الأزياء ،أنت فتاة محظوظة ..
_في الواقع جلبت هذا الفستان معي من أنكلترا
صدمها تحفظ أدوينا..فأبتسمت المرأة :
_هيا الأن أعتقد أنك مازلت منزعجة بسبب خدعتي الصغيرة التي قمت بها !
فأنت لم تشكريني ولم تقدري الفكرة ..أما رومانو المسكين الذي كان يائساً لرؤيتك فقد كان شاكراً لي ..
خلتك ستكونين مسرورة مثله أردت أن أجمع شمل عاشقين قديمين ،
ردت ساخطة :
_لم يكن رومانو كالينو قط عشيقاً لي .... أنه يعرف سيسو معرفة وثيقة ،،وهو
مجرد صديق
_اه يا عزيزتي ..كلنا نقول هذا عن مغامراتنا الصغيرة ..لقد اصبح هذا الكلام
( كليشيه) تغطي الكثير..كنتما قد التقيتما لوقت قصير في حفلتي ..ولقد أصر رومانو على
رؤيتك ، لذا أحسست أن علي مساعدته ،يا للولد المسكين !
.
تمتمت

_على أي حال ،كنت أفضل ألا تفعلي ما فعلت ،لقد خدعتني لأراه ،ولم يعجبني هذا،
جعلني أشعر أني رخيصة !
_حتى ولو أن موعداً سابقاً فشل أو حرم عليك ربما ؟
_لم يكن مهماً ،شيئ ما لم نتحدث عنه قبل سفره ،أشياء أردت سؤاله عنها،عن سيسو
_عني وعن سيسو ؟
_ليس هذا ...بل أشياء املت أن يتمكن رومانو من مساعدتي فيها اشياء خاصة ،ألديك مانع؟
بدت الراحة على وجه روزينا :
_ أذن يجب أن أصدقك بأن اللقاء كان للعمل فقط،وأنت عدت الى
البيت وأنت قادرة على أختراع قصة مسلية عن كيف وجدت رومانو بدلاً مني ؟
_لا، لم أذكر هذا.
سألت روزينا بحدة .
_ ولم لا ؟
بدأت أدونيا تحس بإنها عالقة في فخ :
.
_كما قلت لأنني أمنت بأن هذه خدعة رخيصة وإن كاليوس وزوجة ابيه قد يشعران بالشيئ عينه
سألت ساخرة :
_تحمينني من انتقادهما ؟ يالطيبة قلبك ،إم لعلك وجدت صعوبة في شرح الأمر لكاليوس،سبب
قضائك ساعات طوال مع رومانو لمناقشة هذا العمل الخاص
_ساعات طوال ؟ لم أبقى إلا ساعة بل أقل من ذلك ولابد إنه أخبرك بأنني رحلت قبل عودتك بوقت طويل ....
_لم أعد ألا في منتصف الليل ..ولم يكن رومانو هناك بل ترك لي مذكرة شكر وباقة..
_زهور أنا التي حملتها إليك ..
_حقاً؟ فكرة حلوة عندما عدت إلى المنزل ألم تأت على ذكر الأمر ؟
لو عرفت الغرض من وراء السؤال لكذبت :
_لا ..أذكر أن زوجة عمي كانت في الخارج ..ولم أرى كاليوس تلك الليلة ..تأخر كثيراً عن العودة




_أه ..
وصمتت تنظر بشكل مبالغ فيه إلى اصابعها المطلية بالاحمر :
_ أذن لا أحد علم بأنك أمضيت إمسية طويله مع رومانو كالينو..أليس كذلك ؟
فهمت أدونيا الفخ الذي نصبته لها هذه المرأة ولكنها حاولت المراوغة
_ومن سيهتم بحديثي الطويل مع رومانو تلك الليلة ؟
.
_حسناً كنت أفكر ...أنك أخفيت أمر لقائك به لأسباب وجيهة بلا شك
وقفت روزينا ترتب شعرها بحركة لا لزوم لها
_لا يا عزيزتي ....أعتقد أننا أي أنا وأنت على مستوى واحد الأن...هناك أشياء سمحت لك
بمعرفتها عن علاقتي بسيسو ...ولكني أفضل أن لا يعرفهاأحد ...وأنا واثقة بأنك لن تعترفي
لأقاربك بأنك كنت في شقتي مع معجب لساعات ...لذا لن يتحدث أي منا عن الأخر كما أعتقد
فكلانا خاسر
واقفلت الفخ لكن أدوينا أخذت تضرب القضبان التي أقفلت حولها وقالت
ساخرة :
_لا دليل ؟ كل الخدم يعرفون أنني عدت إلى المنزل في الثامنة !
_ هذا أكيد ...اذا من السهل أن
ترشيهم ببعض المال ...ولكن من الأذلال لك القول : قولي للسنيور ماريون أو كارلوت أو روزا أو
كائناً من تكون أنني كنت في الفراش نائمة في الساعة التاسعة تلك الليلة ..لا صغيرتي
الأنكليزية أعتقد أن علينا أن نكبح جماح لساننا ..ألا تظنين هذا ؟
لم ترد أدوينا وعندما كانت روزينا تتوجه إلى الباب نظرت الى حرف r المحفور على السرير :
_يالها من عائلة متفاخرة (( رانسيمو )) أنها من أفضل العائلات وأنبلها في أيطاليا ومن المؤسف
تلطيخ أسمها بأخبار وشائعات وتشهير ألا توافقينني الرأي ؟
.
وكان هناك ابتسامة سرية على شفتيها حين اخذتها أدوينا إلى الصالون لتقدمها لفرانسيسكا
منذ أيام بعد عودته من سفره قالت أدونيا لكايلوس :
_كان يجب أن تعرف بأنني سأكون مهتمة بوجهتك
قال :
_في لندن بالتأكيد ..وفي موطنك
(( الميدلاند ))) وفي ( هال ) في الشمال..كانت رحلة عمل ولكنني لم أستطع أن اصحبك معي
كما نصحتني مادرينغا ألا أتي. على ذكر سفري إلى أنكلترا لأن ذلك سيجعك تحنين إلى موطنك
تمنت أدوينا لو أنه من أبدى هذا الأهتمام لا زوجة أبيه فرانسيسكا لكنه على الأقل ذكر لها هذا
قالت:
_ فهمت..لكني لم أعرف أنك مسافر حتى اخبرتني مادرينغا والواقع أنني لم أعد
أحن كثيراً لأنكلترا
نظر إليها نظره ممعنة :
_ هل وجدت العزاء هنا ؟ عن انكلترا
_إجل
_والأصدقاء الذين كانو هناك ؟
_ليس لي في أنكلترا غير والدي وهو قد مات
هز رأسه متقبلاً الرد لكنها المرة الأولى التي يسألها فيها اسئلة شخصية بدت أسئلته تظهر وكأنه يعي أن لها
مشاعر وردات فعل ،ولهذا السبب كان هذا نوعاً من التقدم في علاقتهما ،الليله على ضوء مشاعرهاوتقويمها الجديد له تمكنت من مراقبته كما تريد ،أنه وسيم متمدن
ومضيف لبق ،في هذه الليلة كانت روزينا التي تقام الحفلة على شرفها إلى يمين كاليوس
والسنيورا كوللي إلى يساره ،ومع أن الحديث حول الطاولة المستديرة كان عاماً ألا أن الغيرة
التي أخذت أدوينا تعترف بها الأن لنفسها جعلتها تسخط من روزينا التي جذبت اهتمام كاليوس
إليها بعيداً عن الجميع ،ترك الجميع مائدة الطعام وجلسو يرتشفون القهوة في الصالون ،وعندما ذكر أمر أقامة كرنفال مسائي في ( بادوا ) تلك الليله قالت روزينا بحماس :
.
_في بياتزا دل سانتو ...أجل ..آه ...ألا يمكننا الذهاب إلى هناك ؟ أنا أستمتع بالكرنفال كثيراً ألا تتمتعون به ؟
هز السنيور كوللي وزوجته رأسيهما نفيا
_أنه كرنفال سوقي ويستمر إلى وقت متأخر
أبتسمت فرانسيسكا:

_ولا أنا استسيغه أيضاً...لكن لما لا تذهبون أنتم الشبان ؟
أرتدت روزينا إلى كاليوس وقالت بوجه مشرق ملؤه التوسل :
_ قل نعم
وافق وهذا ما أدهش أدوينا وأغاظها
_ولم لا ؟
وكانت تعرف تماماً ماذا سيكون رده لو كانت هي من طلبت ذلك ،يبدو أن روزينا أعتبرت
موافقتها وموافقة شريكها من المسلمات ولأن الشاب الذي كان رفيقها ظاهرياً تلك الليله حضر على
دراجة لا في سيارة ،فقد اضطرت روزينا على مضض لقبول قرار كاليوس بأنتقال الجميع في سيارته ثم جلست بدون أن تبدي أعتباراً لأدوينا الى جانب كاليوس أما أدوينا فقد جلست
مع الشاب رميريو في المقعد الخلفي ..في بادوا لم يكن إحد يلاحظ سانت أنطوني ألا عبر منصات جانبية تبيع الصور المقدسة والشموع والتذكارات المختلفة الأنواع ، أما ما تبقى فقد
أقيم ميدان لأحتفال الكبير في أرض واسعة تستخدم عادة كسوق اسبوعية وموسمية مضاءة
ببهرجة ومزينة بحبال الزينة وتضج بأصوات المحتفلين ،قاد كاليوس السياره ببطئ. حول مكان الأحتفال،ثم ترجلو من السيارة وتقدمو سيراً على الأقدام،ثم أنقسموا بشكل حتمي وعن
سابق تصميم إلى زوجين ،كاليوس وروزينا الذان ابتعدا متأبطي الأذرع ،تسائلت أدوينا و
هي تراقبهما وتحاول الأهتمام براميريو في الوقت عينه عن سبب تقبل كاليوس بكل أرادته إن
تأمره روزينا ماذا تأمل روزينا من تحرشاتها الوقحة ؟ أنه متزوج تجولت وراميريو في المكان وفي هذه الأثناء ربح دمية هي عبارة عن تمساح مزخرف أخضر اللون قدمه لها أما هي فاشترت أقل المعروضات بهرجة ،طقم من المناديل المشغولة يدوياً لطاولة الطعام ،ثم شربا المرطبات وهما واقفين امام منصة البيع ،جعلت راميرو يعود إلى السياره قبل الزوجين الأخرين،وكان كاليوس قد اعطاها مفتاحاً ليتمكنا
من الصعود إليها وجلسا ينتظران لبضع دقائق ،ثم قال روميرو
أنه سيأخذ التمساح فيجولة بخيطه المطاطي ليجرب حركاته ودوراته ،أما أدوينا فظلت في مكانها تحدق إلى الطريق
المظلمة أمامها ،ولكن هذه الطريق كانت تضاء بين الحين والاخر ،تضيئها الألعاب النارية ،أحد هذه الأسهم النارية وقد لحق به واحد أخر ألتقط بنوره لوحة رائعة لكاليوس وروزينا
تضعط على جسده ورأسها متراجع إلى الوراء في استسلام كامل ،ولكن أدوينا راقبتهما بعدم تصديق وألم ،
روزينا وكاليوس ....عشيقان؟ منذ متى ؟ أمنذ الليلة الأولى ؟ أم منذ أسبوع ؟ أو منذ متى ؟
.
آه ! ما أشد ما كانت عمياء لأفتراضها أن هدف روزينا أن تقبل في دائرة العائلة ،في الوقت
الذي كان هدفها فيه هو كاليوس نفسه ضاع منها سيسو فقررت أن تبحث عن شخص أخر
يحميها.وأن كان المثال هو ما رأته هذه الليلة فقد نجحت ،عادت الظلمة مجددا وعاد روميرو ،أما الأخران اللذان أفترقا الأن فقد وصلا إلى البابين المتقابلين من السيارة ،تجمعو في الصالون لشرب القهوة ،وكان الزوجان قد غادرا الفيلا ،وذهبت فرانسيسكا إلى النوم وابتعد روميرو مع دراجته أما كاليوس فقد اوصل روزينا إلى سيارتها ثم وجدت أدونيا نفسها مضطرة إلى الأقتراح بإن يقلها كاليوس إلى شقتها ،لكن روزينا التي كانت واثقة من أنتصارها هذه الليلة رفضت وقالت إن هناك شخصاً ينتظرها في
الموتوسكافو في مرسى روما وإنه سيقلها للمنزل مقابل ليرات أخرى ،في أعذب أمسية عرفتها
أكدت على زيف كلامها بقبلة زائفة على خد أدوينا ،لقد تعلمت درسها الخياني من سيسو
وهاهي الأن تنفذ على زوجة كاليوس ، عاد كاليوس بعدما اوصل روزينا إلى السياره،فوقفت
أدونيا وراحت تتثائب مع أن الواقع أنها متوتره توتراً سيحرمها من النوم ،قال كاليوس
_متعبه؟
.
_ياللأسف ..فكرت بالأحتفال هذه الليلة ...على طريقتنا
نظرت إليه وقلبها يخفق : ليله.. لكنني أعتقدت أننا فعلنا هذا ؟
_أنها مجرد صحبة. لأربعة سببها الواجب كنت أفكر في رحلة بالخليج لم نقم بها حتى الأن فما رأيك ؟
من بين ذراعي روزينا يأتي أليها مباشرة عرفت أن عليها الرفض ولعب دور سليطة اللسان ولكن الفتات أفضل من لا خبز تنحنحت بتوتر تقول
_الوقت متأخر جداً
_وهذا أفضل ليكون البحر لنا وحدنا،أيمكنك الذهاب كما أنت؟
ساعدها في ارتداء المعطف القصير الكمين ،وانتظر حتى ربطت منديلاً حول رأسها ،
خلال الرحلة إلى رصيف ( روما) تسائلت عما دفعه إلى أقتراح هذه الرحلة ،ولم تستطع سوى
الأفتراض أن ضميره يعذبه لأنه أهملها، وأهتم بروزينا ولكن لوم النفس أمر بعيد وغريب عن كاليوس
وعجرفته وتشك في هذا ،كانت تتوق إلى الألفة بينهما لتتمكن بسهولة وبشكل طبيعي ،عن سبب
رغبته في اطالة هذه الامسية ،حتى الفجر ومعها فهو لا يبدو بحاجة إلى رفقة أحد ترك الانش
الرصيف وخرجا إلى مياه الغراند كانال التي كانت تتهادى بهدوء كبير،على كل الجانبين ،كانت
المباني القديمة الأسطورية ،ترتفع منعكسه إزاء السماء وبدت أبراج سانت ماركو ،صاعدة إلى
السماء. في هذه الظلمة الحالكة راح كاليوس يشير إلى معالم المدينة وكأنه يرشدها في رحلة سياحية ولكن لماذا أختار منتصف الليل مادامت الرحلة مجرد سياحة؟
.
تجاوزا النقطة الجنوبية الشرقية من الأرض الرئيسية الأن ،وخرجا إلى الخليج ،كان الليدو

الشهير جنوباً ولكن كاليوس دار حول أرخبيل الجزر الصغيرة ،التي هي اصغر من أن يطلق عليها أسم مجرد كتل سوداء ،تسائلت أدونيا كم مرة أبحر في هذه المممرات ببراعة،لكنها تذكر ادعائه
الواثق من إن فينيسيا مدينته ،حينما اطفأ المحرك ،تاركاً الانش متهادياً على سطح الماء ،كبس
على زر حول مقعديهما ، وبعد ذلك وضع ذراعه بلا أكتراث على ظهر مقعد أدوينا ،قال:
_ منذ بعض الوقت ،حاولت الغور في رومانسية فينيسيا ..وخلتني مغرور عندما قلت لكي أنني لا أحتاج
لتأملها لأنني أمتلكها كما يمتلكها معظم أهل فينيسيا بحق مولدهم ،وقد تعلمنا عبر القرون
أن نعيش مع ذلك
قالت :
_ لم اعتقد بأنك مغرور بل حسدتك
_هذا لأنك لا تشعرين بأنك بت تملكين هذه المدينه ؟
_ ليس عندي هذا الشعور لأنني لم أحب شيئاً أو أنساناً حباً عميقاً يجعلني أشعر أنه لي
_ألم تحبي أحداً قبل سيسو أو بعده ؟ سيسو لم تحبيه كما أتضح لي
_احببت مرة
_أو ظننت أنك أحببت ثم وجدتي هذا يتطلب منك الكثير لكنك لم تجيبي على سؤالي ..قبله أو بعده؟
أرادت أن تنكر عليه حقه بسؤالها ولكنها ردت:
_ قبل سيسو لم يكن هناك أحد ..ومنذ وفاته أنا زوجتك. أليس كذلك ؟
صحح لها بجفاء:
_ لم تكوني زوجتي طوال الوقت فثمة فجوة
نفذ صبرها ..وقالت بحدة:
_ تعني حين كنت أقابل رومانو كالينو ،قد لا تصدق ما سأقول ،لكن الواقع أن
رومانو لم يكن يعني لي شيئاً ،أنه مجرد صديق لسيسو أعجبت به ، ربما ظننت أن عليك
الزواج بي للفصل بيننا لكنك كنت مخطئاً كل الخطأ! ولم يكن هناك داع لمنعنا من اللقاء مجدداً
أو منعي من رؤيته حين عاد من السفر
ضحك كاليوس ضحكة قصيرة :
.
_يافتاتي العزيزة لقد تزوجتك لأسباب مختلفة كلياً عن أبعادك عن ذلك الشاب الذي كان بأمكاني التخلص منه بطرق أسهل من الطريقة التي أعتمدتها

أبتعد عنها في مقعده لينظر إليها متفرساً
_هل تعتقدين حقاً أنني كنت بحاجة لأستخدام سلاح الزواج. لفك الأرتباط بينكي وبينه ؟
تمتمت:
_ (هذا ما جعلتني أعتقده )
_ هه لأن هذا يتوافق مع اسبابي الحقيقية. للزواج
هزت رأسها
_لتتأكد أنني أكفر عما فعلته مع سيسو. ولتواسي مادرينغا بأنجاب الأحفاد ولكن دافعك للزواج
لم تكن قط ما يجب أن يكون اساساً للزواج
_وماهي هذه الاشياء التي هي اساس للزواج ؟
_تعرف الأجابه بلا ريب ..الحب ..الأحترام..الرفقة..ان يكون الشخص الأخر هو الشخص
الوحيد الذي يريد أن تعيش معه ومن أجله الشخص الوحيد !
رد بمنطق صرف:
_ قلت أنك تزوجتتني لأسباب خاصة بك وأنا لم أحملك غصباً إلى المذبح والأن أتدعي أن دوافعك لم تكن أقل
أهتماماً أو أكثر رومانسيه .. من اسبابي ؟
تذكرت أنتقامها وهزت رأسها
_( لا )
_أذن هل يحق لأي منا أن يشعر بأن كلانا تعمد أن يغش الأخر من الناحية الرومانسية
لزمها الشجاعة لترد
_أنا...أعتقد...لا لكنك غششتني في كل شيئ أخر فأنا لا أعرفك
لا أعرف الا أسمك وسقف بيتك و..فراشك ...
ظهر الذعر في صوتها وهي تضيف:
_لا أعرف شيئاً عنك فأنا بالنسبة لك لا أكون موجوده في أي مكان ألا أذا أخترت أن تلاحظني
لماذا ؟ أنا لم أعرف ذلك البته .
.
_أحياناً لابد أنك عرفت ..وعرفت لماذا
صاحت غاضبة:
_من أجل ذلك ..أجل ..لكن من أجله فقط
صمت كاليوس وكأنها أعطته شيئاً يفكر فيه ثم ردد
-ذاك ؟وذاك ما لا تعتبرينه مهماً في الزواج المثالي ؟
_بل أعتبره مهما ...أنه الزواج بحد ذاته
_ بالضبط ولكن لو تزوجتك وهجرت فراشك لكنت عندئذ شخصاً
غشاشاً
_كان زواجاً بلا حب بل كان زواجاً بشروط متساوية لم يفصح عنها اي منا ولقد.
أحترمت هذا الزواج حتى الأن بحيث لم اضطر يوماً الى أرغامك للحصول على حقوقي الزوجية
كما أحترمه أذا استطعت تصديقك بالنسبه لكالينو
_تستطيع ؟
_وأنا مسرور
تأثرت بهذا الأعتراف البسيط الذي لم تسمع مثله منه وابتهج قلبها
لقد تكلما وأصغى كاليوس إليها ،وبدا مهتماً بأنها تقبلت الموقف بينهما لم يتجاهلها
ولم يصرفها عنه ،لقد دعاها في مشاركته رؤيته وجه للمدينه يحبه. وهذه أشارة إلى أن هناك أملاً لمستقبل لا مهرب منه أنها المرة الأولى التي يتواصلان فيها وسيكون هناك مرات أخرى يجب أن يكون ،عم التفاؤل نفسها وشعرت بأنها تريد أن تنسى معانقته لروزينا ،قد تتذكر وتشك فيه مجدداً أما الليلة. فستنسى كل شيئ
ضغط كاليوس على كتفها وسحب ذراعه من خلفها ثم سوى مقعده بخفة ثم سوى مقعده ليجلس
وأدار المحرك
_آن أن نعود .
قرأت وعداً في كلامه عناه أم لم يعنيه. وعد بليلة جديدة من نوعها معه وهي لم تنته بعد ولم تنته. فللمرة الأولى لم يتركها كاليوس بل نام بفراش الزوجية معها ، أستلقت قربه راضية غير راغبة بالنوم و شعرت بأنها تكره أن يتسلل الليل بعيداً إلى
الذكرى. كان قد تعامل معها بلطف ورقة كما في ليلتهما الأولى التي كانت تخشاها
ولقد كرهت نفسها وقتها وأحتقرت جسمها لخيانته لها على يديه أما هذه المره فقد كان شوقها إليه حتمياً كمد البحر المرتفع الذي يجذبها إلى شطه المتكسر الأن هناك هدوء وسلام ولم يكن في هذا الهدوء بؤس ،وكراهية للنفس بل ما يقارب الثقة بالنفس .من الأن وصاعداً سيكون كل شيئ أسهل وأيسر بعد كل هذا لايمكن الا أن يكون
من السهولة أكثر الوصول إلى كاليوس في الكلام في الأسئلة، في الردود ،دونما تحفظ حتى في الخطط التي سيضعانهامعاً وينفذانها كانت هذه أحدى الأفكار التي حملتها أدوينا معها إلى غياهب النوم أخيراً ،أما الفكرة الأخرى فقد دعت الله أن كانت ستحمل طفلاً لكاليوس أن يكون هذا الحمل بفعل هذه الليلة بالذات
.

ــــــــــــــــــــــ

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 05:29 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8-نيران الشك

وأصبحت حياتهما أسهل..ففى أحد الأيام دعاها كاليوس لتكون مضيفة لجماعة من التجار الأجانب..أولاً فى جولة على الجزيرة ثم كريستوس والمصنع ثم للغداء فى معارض المدينة..
وبدأ،على عكس المرة الأولى يجاهد ليبرز دورها ..ولأنه ترك مهمة إرشاد المشترين لها ،بدا وكأنه يعترف للمرة الأولى إنها تعرف ما فيه الكفاية عن صناعة الزجاج..وفى خطبة غير رسمية بعد الغذاء قال لمستمعيه إن كريستوس محظوظة لانه إختارها زوجة له.
.
عندما زارت مغنية عالمية التياترو فيناس لحفلة وحيدة ،شكل مجموعة صغيرة ليس من بينها روزيتا،وتوجهوا لتناول العشاء أولاً فى "الغرينى بالاس" ثم للذهاب بعد الحفلة إلى"فلويان"للعشاء..ودعا أدوينا للسفر معه جواً إلى روما عندما كان لديه عمل هناك ثم تركها تتفرج على واجهات المحال في"فينيتو"و"كاندوتى"وطلب منها أن تشترى شيئاً لنفسها ،تعتقد أنه سيعجبه ..وأن تقيد الحساب عليه ..بعد مقابلته فيما بعد،اخبرته إنها قيدت فى حسابه مبلغاً لا بأس به ثمناً لقميص حريرى فأصر عندئذ على شراء سترة تماثله..وفى طريق العودة إلى المطار قال لها:"يجب أن نزور روما التاريخية والدينية فى وقت آخر".
أطلق جملته وكأن هذا وعد سيفيه فى وقت ما..
كان يعود بين الحين والآخر إلى المنزل باكراً من المدينة يدعوها للسياحة ..ولم يذكر إسم روزيتا أو رومانو بينهما في هذه الأيام..وكادت تنسي المهمة التى كلفت رومانو،وقالت لنفسها إن بإمكانها بل يجب أن تصدق أن علاقة كاليوس مع روزيتا بدأت وإنتهت تلك الليلة فى بادوا.
ثم تشتت الوهم فهو على ما يبدوا لم يسامحها إذ وصل في إحدى الأمسيات فجأة فقبل فرانسيسكا واعتذر لها على تأخره ولكنه لم يوجه خطابه لأوينا طوال وجبة العشاء،ثم ترك المائدة قبل تقديم القهوة.وعندما كان خارجاًقال:
-أود أن أراك بعد انتهائك من تناول وجبتك ..أرجوك!سأكون في المكتبة .
فى لهجته برودة رسمية لم تفت فرانسيسكا التى علقت وهما تشربان قهوتهما :
-بهذا الصوت كان يرهب سيسو لكن عليه ألا يستخدمه معك..ماذا ارتكبت حتى تكدر منك إلى هذا الحد؟
-لا أدرى ..لم أفعل شيئاً..ربما لا يدرك أنه كلمني بقسوة.
ولكن ما أكثر ما سمعت منه هذه اللهجة التى ملؤها الاحتقار والبرودة،لذا لم تعد تخاف منها الآن..أنهت قهوتها دفعة واحدة وقالت مكشرة:
-الأفضل أن أذهب لأرى.
.
ما أن أقفلت الباب خلفها حتى هاجمها الكابوس ،كان جالساً وراء منضدته ولكنه وقف ولم يدعها للجلوس:
-لماذا دفعتنى لأصدق ان رومانو كالينو لا يعنى لك شيئاً...بينما هذا غير صحيح؟
حبست أدوينا أنفاسها ،لكنها أحست فى أمن..
-أنه صحيح..
-وهل صحيح أنك لم تريه بناء على موعد سابق منذ حرمت عليك لقائه ،ومنعتك عن هذا؟
هذا أمر يصعب إنكاره ..ولكنها مؤمنة أن روزيتا لن تحنث بإتفاقهما المعيب ولن تخبره عن مسألة الشقة وإقراضها للقاء رومانو ..وهذا يعنى إنها ما تزال على أرض صلبة .
-وهذا صحيح أيضاً..لم أحدد موعداً لرؤيته .
-وهذه كذبة.
-إنها الحقيقة !
النار السوداء والغضب فى عينيه حذراها منه.
سأل متعمداً :إذن..كيف تفسرين قضاءك ساعات طويلة مع الرجل فى شقة روزيتا بارتيار التى توسل إليها حتى تقرضه إياها؟
أدركت أدوينا أن شهقة الإحباط التى بدرت منها فضحتها..ولم تستطع سوى أن تتمتم :
-أنا..أنا لم..
قال ساخراً:"أوه..هيا الآن!"
-لم أدبر أمر مقابلته هذه..ولم أعرف أنه سيكون هناك ..ولم أبق "لساعات".
-من أول المساء إلى منتصف الليل كما فهمت ؟
-لا!
-هل يمكنك أن تبرهنى هذا؟
.
تذكرت سخرية روزيتا منها إنها لن تجرؤ على الإعتماد على الخدم ..ولم تحاول..
-لا!كنتما أنت ومادرينغا فى الخارج تلك الليلة،فى الواقع لم أعرف متى عاد أى منكما ..كنت نائمة.
-إذن تعترفين بوجود اللقاء..وتذكرين تلك الأمسية ..وكنت مستعدة للكذب بشأنها؟.
-لم أكذب..ولن أنكر وجود رومانو بمفرده فى شقة روزيتا حين ذهبت إلى هناك ..لكننى أنكر بالتأكيد أننى كنت على موعد معه..وهل لى أن أسأل كيف عرفت؟هل خصصت من يلاحقنى ؟
-لا..لأننى وثقت بكلمتك ..لا ..لقد حصلت على الحقيقة من روزيتا نفسها حين تناولت الغداء معى اليوم.
-تناولت الغداء معها؟لم أعرف أنك تقابلها؟
-وهل كنت تخافين مما قد تقوله لى ؟
-لم تقل لك الحقيقة ..وأعتقد أنه يحق لك الخروج معها إلى الغداء فيما أنا لا أستطيع رؤية صديق بدون طلب إذنك؟
-إن كان ما تقولينه صادقاً فكيف تأخذين منى إذنا ؟كما أن تناول الغداء فى مطعم عام لا يوازى أبداً موعداً سرياً فى شقة فارغة،ليلاً ،وانت لا تنكرين ان كالينو دبر هذا مع روزيتا وقال لها أنه يجب أن يراك؟
-لكن هذا لم يكن مدبراً معي؟
-مع هذا استغليت الفرصة لقضاء الأمسية معه على إنفراد ..لقد بقيت ..ألم تبقى؟
-أجل ..لكننى بقيت لفترة قصيرة .
-فلنقل إنك بقيت وقتاً كافياً لجمع شمل مؤثر..ولقد استنتجت روزيتا من شكر كالينو الحماسي ،ومن الزهور،ان اللقاء كان ناجحاً وممتعاً.
سألته بمرارة:
-اعترفت بتدبير هذا ،ثم وجدت أن من واجبها إخبارك؟
-ما كان الأمر ليكون مفاجأة لى لو أخبرتنى بذلك بنفسك.
-وبما أننى لم أفعل..؟
-الاستنتاج واضح ..بدأتما أم لا ببراءة ،فأنتما لم تبقيا هكذا ..لذا لم ترغبى أن أعرف .
أغضبها إتهامه الظالم وقررت الرد بهجوم معاكس:
-هذا ليس أكثر براءة من لقائك روزيتا بدون إخبارى !الغداء اليوم..أتريد منى أن أصدق أنه الأول؟
تعارضت نبرة صوته الناعمة مع حدة لهجتها :
-أبداً.
.
-هذا ما ظننته.حقاً!قل لي..ما هو البرئ فى الغداء!وبعد الظهر كله يتبعه ؟ولا تقل لى إن الفرنسيين وحدهم يسلون عشيقاتهم بعد الظهر قبل العودة إلى زوجاتهم فى المساء!فقد تأخرت أنت على العشاء!
ولم تضف شيئاً..إذ وصل كاليوس إليها بخطوة واحدة وأمسك معصمها وصفعها.
ارتفعت أصابعها لتتحسس مكان الصفعة.
-آه!
أغشت عينيها دموع الصدمة ..فلم تكن الصفعة متوحشة أو متألمة ..ولكنها فاجأتها وأوقفتها عن الإسهاب فى هجومها ..لا شك إنها بدت سليطة اللسان هائجة ولا شيء يسكنها غير هذه المعاملة ..ولقد دل هذا على سخطه منها بأقل قدر ممكن ..
لاحظت إختفاء الوفاق الذى حققاه بسبب عدم الثقة التى تولدت من جديد وكادت تبكى لما كان يحمله من وعد،ولم يعد.
ترك كاليوس معصمها وانتظر..ثم قال لعينيها اللتين غضتهما :
-هكذا أفضل..حين تضبطينى بالجرم المشهود مع روزيتا بارنيار يحق لك إطلاق إتهامات سليطة اللسان ..وليس قبل هذا.
-ولكنك تتهمنى ولا دليل لديك!
-آه..لكن ليس هناك ما هو سري فى تسلية رزويتا ولا أجد ضرورة للكذب لأثبت هذا ..فى هذا فرق.
لقد أعطاها أذناً صماء..وليتها تعطيه هي أيضاً أذناً صماء..
عندما عادت مكفهرة الوجه شعرت فرانسيسكا بأن هناك متاعب لا يمكن الإفضاء بها إليها لذا لم تطرح أى سؤال ولم تعلق حين لم ينضم كاليوس إليهما ..راقبت مع أدوينا برامج التلفزيون ،وتبادلتا الحديث حتى توافقتا على أن الوقت قد حان للنوم .
فى غرفتها تذكرت إحدى المرات التى طالبها كاليوس بحقه الزوجى بكل عجرفة وتملك ،غير مهتم بأن كل ذرة منها كانت تنفر منه .
يجب ألا يتكرر الأمر هذه الليلة،فلا تقوى على ذلك..أقفلت بابها ..لكن كاليوس لم يحاول فتحه ولم يعلق على تحفظها ..وعندما تركت الباب غير مقفل مرة أخرى لم يدخل إلى الغرفة .
وعادا مجدداً الغريبين اللذين كانا يوم زواجهما .
.
أحست أدوينا أن روزيتا ما كانت لتنكث بإتفاقهما لولا ثقتها بشدة تأثيرها فيه كونها عشيقته العتيدة هذا إن لم تكن قد أصبحت فعلاً عشيقته ،ولولا ذلك لخافت أن تفضح أدوينا علاقة روزيتا بسيسو ...هذا أخ آخر يضعف أمام سحرها .
ستبقى روزيتا آمنة ما دامت أدوينا ملتزمة بالصمت ..حماستها لتحقيق هذا ازدادت توهجاً فى الأيام التى أدركت فيها أن كاليوس يلوح لها بأنه انتهى من أمرها كزوجة يمكن الوثوق بها .
تعاظم تمردها وقررت مقابلة رومانو علنياً..ستقول لفرانسيسكا متى ستخرج ومع من ،وتترك لها مهمة الجدال مع كاليوس أن لا شيء سري فى هذا ..ومهما كانت ردة فعله فلن يزداد أتساع الشق بينهما أكثر مما هو عليه الآن.
انتظرت إشارة من رومانو أسابيع ..حلّ فيها الخريف وما يرافقه من أمطار وعواصف ..ولم يكن هذا أمراً غير طبيعي فى مثل هذا الوقت من السنة ،ففى الشتاء ترزح فينسيا تحت رحمة المياه التى تحيط بها ..لكن فى بعض الظروف الاستثنائية تواجه ظروفاً مثيرة للذعر ...وفى هذه الأثناء يعود السواح إلى بلادهم.
فى يوم عاصف تلقت رسالة من رومانو يطلب منها ببساطة أن تراه ،هذا إذا كانت قادرة على الوصول إلى"بيازال روما"فى الحادية عشرة.
توجهت أدوينا إلى فرانسيسكا وأخبرتها بأمر الدعوة ثم سألتها :
-هل لى أن أطلب من دينو إقلالى إلى الموعد؟
نظرت فرانسيسكا إلى المطر المنهمر:
-بالطبع كارا..لكن يا له من يوم !قد لا تتمكنين من عبور القنال.
-لا يهم...سأقابل رومانو كالينو لنتكلم فقط..ولا داعى لترك باحة "روما"فقد نذهب إلى مقهى أو نبقى فى السيارة .
اطمأنت فرانسيسكا ووافقت.
.
-بالتأكيد ..وإذا أردتما اقصدا مطعم وأعيدى دينو إلى المنزل،ثم اتصلى بكاليوس واطلبى منه إعادتك إلى هنا ..أو ادعى صديقك رومانو لتناول الغداء؟
-لا..أعتقد اننى سأستبقى دينو.
حين وصلت كان رومانو يذرع موقف السيارات قرب سيارته ..وطلبت من دينو الانتظار وهرعت إلى رومانو ..كانت المقاهى القريبة مكتظة بالناس ولكنهما وجدا زاوية هادئة نسبياً.
سالت:"هل وجدت ما قد يساعدنى ؟"
هز رأسه:ممكن ..سمعت شيئاً قد لا يكون له أساس..تعرفين ان هناك معرض للكريستال العالمى فى الشهر القادم؟وتدور فى أوساط عالمنا قصة عن أن منصة كريستوس ستعرض شيئاً سرياً فريداً من نوعه ..وقد خطر لى ..
التقطت أدوينا أنفاسها :
-أتظن أن هذا ما كنت أخشاه؟وأن سيسو وجد شيئاً فى أوراق أبى ،وأن كريستوس استغلته؟
-يصعب على قول هذا قبل أن أعرف طبيعة هذا الأمر السري الذي سيؤدى إلى تطوير ما فى صناعة الزجاج ..ولكننى أعترف ان من الصعب تطوير شيء ما فى وقت قصير ..إذا كان شيئاً خفيفاً مثل النقش والتفصيل ...أجل ..ربما ..ولكن المؤسف أنه ليس لدى فكرة عن افكار أبيك .
-وليس لدى أنا أية فكرة ..ولكنى أحتمل أنه اكتشف شيئاً له علاقة بمصقل الزجاج.
-مهما كان ما اكتشف ،فقد آمن سيسو على انه سيجعلك ثرية ..لكن إن لم تستطيعى أن تدسى جاسوساً صناعياً فى مؤسسة كريستوس فلن يكون امامنا غير الانتظار حتى يوم المعرض لنعرف ما يخبئونه عن الجميع.
-أجل.
ها هى الآن أمام نتيجة لم تكن راغبة فى تصديقها ..لكن إن كان للاكتشاف الجديد علاقة بما خططه والدها ،فتقديمه على يد سيسو ،تطور على يد كالسيوس..الذى فكر فى المشروع ودفعه للنجاح الذى لم يعش سيسو ليشهده ..وهذا يعنى أن أوراق والدها انتقلت إلى كاليوس الذى ادعى أنها غير موجودة..
خرجت من تفكيرها لتسمع رومانو يضع الأفكار ذاتها بالكلمات ،وبأكثر ما يمكنه من لباقة :
-إن كان شكه فى محله فهل ستفضحين أمر خداعه؟
ترددت أدوينا ثم قالت:
-لا..فسيسو هو من سرق الفكرة أما كاليوس فهو من نفذها .
.
نظر رومانو إليهانظرة ملؤها الشفقة.
-لقد فقدت شجاعتك ..لكننى أتساءل إن كنت تدركين كم من الصعب جعل زوجك ..عدوك ؟
تاقت للرد:لقد جعل من نفسه عدواً لى..لكنها لم تقل ذلك ..فقد عرفت أن رومانو يسأل..ماذا سيحدث لزواجها لو أثبتت ذنب كاليوس...وعليها ألا تعطيه أملاً لأن كاليوس لن يسمح لزواجهما بالانحلال..ولو ظاهريا.
قالت لرومانو إن روزيتا حاولت إثارة المتاعب بشان لقائهما فى شقتهما ،لكنها لم تقل له مدى النجاح الذى حققته ..قالت له كذلك إنها لم تجعل من موعدهما سراً هذا الصباح.
قال بلهفة:
-إذن قد نلتقى مرة أخرى..فى طقس أفضل.
ردت:"أجل..ربما"
ابتسمت ولكنها كرهت أن تستغله .
ولكنها على الأقل وضعت يدها على المؤامرة .
.
قررت أدوينا ترك ذكر لقائها برومانو لتذكره فرانسيسكا بعفويتها .وأحست بالإنصاف حين قالت فرانسيسكا :
-لقد كانت أدوينا فى المدينة اليوم لتقابل صديق سيسو ،رومانو كالينو .
قال ببرود:"أحقاً؟"
ونظر عبر مائدة الطعام إلى أدوينا :
-لا شك أن الرحلة كانت عاصفة ؟
-أجل ..ولكننا التقينا لشرب القهوة فقط وعدت إلى المنزل وقت الغداء.
هز كاليوس رأسه ببرود ،ولم يسأل المزيد وهذا ما أكد لها أن تحركاتها لم تعد تهمه .
غار قلبها ..فقد سمعت كثيراً من المتزوجين يقولون:"لكل مناطريقه ومع أنها وكاليوس لم يستمرا معاً كثيراً ،يبدو الآن أنهما افترقا إلى الأبد.
أدركت أن شيئاً من التوتر وصل إلى فرانسيسكا،فقد سألت بعد بضعة أيام:
-هل تعرفين سبباً يدعو كاليوس لكراهية السنيور كالينو؟أسأل هذا لأننا لم ندعه مرة إلى هنا مع أن هذا واجب.
-يرى كاليوس أننى قابلته كثيراً بعد وفاة سيسو بمدة قصيرة .
هزت فرانسيسكا رأسها:
-هذا ممكن ..يحاول كثيراً تجنب فضيحة قد تمسنا ..لكن ما العيب فى صداقتكما ؟لا أظن أن هناك ما معيب.
.
-أبداً.
-ومن الطبيعى أن يرغب الشاب فى رؤيتك بعد عودته إلى البندقية ..علينا عرض ضيافتنا عليه ولو كرمى لسيسو ..ولكن هذا لن يحدث قبل المعرض الذى يستحوذ الآن على اهتمام الجميع .أعتقد أن كاليوس أخبرك عن حفل العشاء الكبير الذى سيقام عشية المعرض؟
وغيرت بهذا دفة الموضوع ،وهذا ما أراح أدوينا.
عندما اقترب موعد المعرض ،ظهر أنه حدث وضعت كل صناعة الزجاج خططاً لما قبله وما بعده ..وأصبح حفل العشاء والمعرض النقطتين الأساسيتين اللتين اتفق عليهما واللتين لا يطغى عليهما أي التزام .أما بالنسبة لأدوينا فالحفل هو نوع من الحد الفاصل ما بين شكوكها الحالية وما بين التوقعات والوقائع البشعة التى ستضطر إلى مواجهتها فيما بعد ..حرمها التوتر العصبي والخوف من النوم وأفقد شهيتها للطعام..وفى أحدى الأمسيات وفيما كانت متجهة إلى حيث فرانسيسكا وكاليوس مادت بها الغرفة وارت وما إن وصل إلى الباب حتى فقدت الوعى .سرعان ما كان كاليوس إلى جانبها يرفعها ،ويضغط رأسها فى فجوة كتفه ،ويدعمها بذراعه ..أما فرانسيسكا فسارت خلفهما ووجهها ملؤه العطف والقلق..حملها إلى المقعد قرب النافذة ،وألقاها عليه ،ثم وقف يتطلع إليها وأصابعه على نبضات معصمها يسأل :
-ماسبب هذا؟
عاد التركيز فى عينيها فجلست لتقول:
-لا أرى..لكننى على ما يرام الآن .
.
دفعها برفق لتستلقى وسارعت فرانسيسكا لوضع وسادة تحت رأسها ..وقال:
-الإغماء ليس "لا شيء أبداً.سأستدعى الطبيب باربولى لك .
-لا..أرجوك .إن لم اتحسن غداً فاستدعه ..لكنى سأتحسن ..وقد تحسنت فعلاً.
سألتها فرانسيسكا:
-هل يمكنك تناول بعض العشاء؟قطعة صغيرة من حساء "برودو ريسريتو".
شعرت أدوينا بالقرف من مجرد التفكير فى الحساء.
-كوب مياه غازية وقطعة بسكويت جافة فقط..وربما من الأفضل أن أذهب إلى الفراش.
وافقت فرانسيسكا :
-طبعاً..وسأرافقك ..هذا أفضل ما تفعلينه .
تركهما كاليوس تذهبان بدون ذكر الطبيب .
ارتشفت أدوينا المياه الغازية على ضوء المصباح إلى جانب السرير..كانت قادرة دوماً على النوم فى بداية الليل فهى لا تقلق إلا قبل الفجر ..بعد قليل من الوقت اجفلت وصحت من منامها فوجدت المصباح ما يزال مضاء،وشخص ما واقفاً بالباب:
سألت:مادرينغا؟كنت نائمة..
لكنه كان كاليوس الذى دنا منها .وسأل:
- هل أيقظتك ؟
-لا أعتقد هذا ..ربما السبب الضوء المسلط على عينى.
مدت يدها ورفعت خصلة عن وجهها ولكن يده سبقتها .ورفعت الخصلة قبل أن تلامس جبهتها .
أنت باردة ..هل أنت حقاً بخير؟
-أجل..قلت لك..
-وهل تريدين شيئاً؟
.
صاح عذابها:أجل..أجل ..أريد أن أم ذراعى إليك..لتضمنى بين يديك ...ولأبكى على كتفك،متوسلة إليك أن تسامحنى على شكي فيك ..مهما كنت..ومهما فعلت معى من أخطاء..
ولكنها قالت:
-لا شكراً لك ..أتوقع أن أغط فى النوم .
هز رأسه ،وملس الملاءة والغطاء ثم وضع إصبعه على زر المصباح ونظر إليها متسائلاً.
-أجل ..أرجوك أطفئه .
بعدما حلت الظلمة عليهما سمعته يقول :
- هل هناك ما تريدين قوله لى؟
خفق قلبها خوفا ً من الشر الذى قرأته فى كلماته العادية..ما الذى يعتقد إنها تخبئه عنه إلا إذا عرف بظنونها فيه وفي سيسو؟هذا مستحيل..لا أحد يعرف غير رومانوالمخلص وهو موضع ثقتها ..ولكن سؤاله يشير إلى شي آخر ..شيء لا علاقة له بما تفكر فيه ..دفعتها الفكرة للرد بخفة :
-أقول شيئاً؟شيئاً نسيته ؟لا..لا أعتقد هذا ..ما هو؟
سادت لحظات صمت مخيف ..ثم قال:
-لا يهم لقد أخطأت غلطة منى.
وسمعته يخرج ويقفل الباب خلفه.
غلطة منه!لو ترك الأمر عند كلمة لا يهم .لصدقت قوله ..ولهدأت ..لكن إدعائه أنه كان يتوقع شيئاً منها وخاب أمله ..غير كل شيء..ثم سيطر عليها الأرق الذى كان بإنتظارها وامتزج بالتخيلات والنوم.
كانت الفيلا ستستضيف ألمانيين قدما ليشتريا الكريستال لمحلاتهما فى دوسلدورف وبرلين ..وكلاهما سيد مهذب،رسمي ويتكلمان لغة إيطالية ممتازة .وصلا صبيحة العشاء ..وبسبب غياب كاليوس الذى كان مشغولاً بترتيبات اللحظة الأخيرة استقبلتهما فرانسيسكا وأوينا للغداء.
كان الكلام بالطبع عن الزجاج أساساً..قال الهر ادولف فى سياق الحديث:
-نحن نأتى إلى فينسيا،ولا يخيب أملنا أبداً بالنسبة لمتطلبات السوق عندنا ..لكن بالنسبة لمبيعاتنا المتوسطة المستوى نرى أننا مضطرون إلى اللجوء إلى النمسا وتشيكيا ..إنهم يفهمون حاجات الأسواق عامة.
قالت فرانسيسكا :سمعت إبن زوجى يقول إن كلفة اليد العاملة لديهم منخفضة أكثر من الكلفة عندنا.
أضافت أدوينا :
-ومن أجل الإنتاج الشعبي ،لا يحتاجون إلى العمال الماهرين الذين هم عندنامن ذوى المستويات العالية .
قال الهر ادولف موافقاً:
-هذا صحيح بالتأكيد ..ولكن على أى حال ، لا يبدو أن هناك ما يمنع بعض المعامل الرائدة فى فينيسيا من التفكير فى تجربة اختراق السوق الأدنى مرتبة إضافة إلى الانتاج المرتفع المرتبة .
قال الهر بريغمان:
-قد نجد خلال المعرض أن أحداً فكر بالفكرة .
.
ارتد الهر ادولف مبتسماً إلى أدوينا :
-ربما..يقال إننا سنتوقع شيئاً جديداً..مثلاً سنيورا..هناك شائعات مثيرة للاهتمام آتية من كريستوس ،لكننى أعتقد أننى لن أحصل على تأكيد منك عن حقيقة هذه الشائعات قبل افتتاح المعرض؟
ردت أدوينا بابتسامة خفيفة:
-لا أستطيع حتى ولو أردت ..فأنا نفسي لا أعرف الحقيقة .
-لا ؟إذن يجب أن نصبر وننتظر..صدقينى لا أنوى التطفل على أسرارك سنيورا الأمر فقط أن الشائعات تدور عن اختراع للسنيورا رانسيمو يجب أن يقفز فى وجوهنا وفكرة الاختراع إنكليزية ..وبما إنك إنكليزية ،وعشت فى جو صناعة الكريستال ..يتساءل المرء ..
صمت الهر ادولف ..وغطت فرانسيسكا بلباقة شهقة أدوينا الحادة بقولها :
-يجب أن تعرف ان كاليوس هو رانسيمو أصيل ..وأن منزله هو منزله فقط كما كان المرحوم زوجى .وصنعتهما هي صنعتهما ..ولا يسمح لأى منهما أن يزعج الآخر .لذلك ،ولو أننا قد نسمع شائعات .قال الهر بريغما،يجرب إنكليزيته :
-بكلمات أخرى :لا يلتقى الضدان أبداً ..كما يقول الإنكليز ..أليس كذلك؟
بعد هذا هل تجرؤ على الأمل بألا يكون كاليوس مذنباً؟
كانت أدوينا قد قصدت السوق برفقة فرانسيسكا لشراء فساتين للسهرة وكانت فرانسيسكا تفكر فى شراء فستان أسود لها ولكنها أقنعت أدوينا بشراء فستان مطرز بالفضة يصل إلى ركبتيها،أطرافه التى تشبه المروحة كانت تتلوي إلى الداخل والخارج وهى تسير،وكان أنق فستان ارتدته يوماً..ولكنها تحولت إلى التمرد عندما طلبت منها فرانسيسكا أن تستعرضه لينال موافقة كاليوس .
-وإن لم يوافق فهل هذا يعنى أن على ارتداء شي آخر؟
.
أجابت فرانسيسكا :من المؤكد أنه سيعجبه ..لكنك تفهمين أن العشاء ،هو أكبر المناسبات فى السنة وفى هذه السنة هو أول حفلة عشاء يقيمها وهو متزوج ..أعرف أنك ترغبين فى أن يكون فخوراً بزوجته .
كادت تتهور وتقول ليظهر لها مدى قدرته على إعالة زوجته ..
تعنين؟لكنها لم تقل هذا ..وفى إحدى الأمسيات ،ارتدت الفستان ودعته إلى غرفتها ليراه ..فتطلع إليها من فوق إلى تحت بعين متفحصة وسأل :
-من أجل حفل العشاء ؟
-أجل..هل هو مناسب:
-سيكون محط حسد الآخرين مهما كان شريك عشائك.
وكان هذا مديحاً بارداً غير شخصي .ولكنها كانت مستعدة للتخلى عن أى شيء لتسمعه يقول شيئاً مثل:وما المهم فى فستان ..؟أنت جميلة مهما ارتديت ..شرط ان يعنى ما يقول.
افترقا حالما وصلا إلى الفندق .وتركت أدوينا فرانسيسكا مع بعض الأصدقاء ،وذهبت للبحث عن رومانو فى البهو المزدحم أو الصالون ..وكان هو من شاهدها أولا فأبعد نفسه عن زملائه ولم تشعر إلا به يضع يده على ذراعيها .
-آه رومانو..
رأت نظر الإعجاب فى عينيه ولكنها لم تستمتع بها ،بل قالت :
-الأمر صحيح !لقد سمعت الكثير منذ التقينا ..هل سمعت أنت شيئاً ؟لقد سمعت أن كائناً ما يكون الذى ستقدمه مؤسسة كريستوس .فالفكرة أتت من انكلترا !وهذا يعنى.
-أجل..سمعت بهذا ..اليوم.
وقفا يتبادلان النظرات والشكوك بصمت .
* * *
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 05:31 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع
مابعد الشك
جاء كاليوس إلى غرفتها في الصباح التالي في الوقت الذي كانت تتناول فيه قهوتها وقال :
_سأذهب إلى المعرض ألان ولا داعي لذهابك حتى يفتتح أبوابه ..لكن الناس سيرغبون في رؤيتك وفي التعرف عليك عند منصة كريستوس ..لذا أرجو أن تفرغي وقتك غدا لتكوني موجودة طوال الوقت .
_هذا ما كنت انويه .
_عظيم ..سيقلك دينو مع مادرينغا إلى رصيف "روما"أما السيدان الألمانيان فسيكون لهما ترتيبهما الخاص ثم سأرسل اللانش ليقلكما إلى المعرض .
_أتعلم ..ليلة أمس تحدث الجميع عن مفاجأة كريستوس كما سماها احدهم .وما دام علي الوقوف وراء المنصة أو ليس من المفترض إن اعرف ما هي ؟هناك مفاجأة ..أليس كذلك ؟ولكنك لم تخبر حتى فراسيسكا عنها ؟
.
ارتد إليها :
_لقد طورنا عمليه جديدة ..اجل..وهي سرنا الصناعي ..لكننا سنعرض أولى النتائج في المعرض اليوم .
_وما هي النتائج ؟
_سترينها بنفسك ..ومن الأفضل أن تكوني هناك قبل الافتتاح لاريك إياها .
حاولت أن تتكلم قبل أن تسأل :
_أنت غامض في كلامك ..وهل اقتضى هذا التطوير وقتا طويلا ليتحقق؟
_نعم ..وقتا طويلا ..ولكننا أدرنا المفتاح الأخير في قفل الحل مؤخرا .
بللت شفتيها الجافتين فجأة :
_حقا ؟منذ متى ؟
_هذا الصيف فقط .
انتظرت أدوينا ..هذه هي النقطة التي سيضطر فيها إلى القول أن إدارة المفتاح هي من انجاز أبيها ..وان لم يقل شيئا فهذا ما سيجعله مذنبا ..أليس كذلك ؟
ولم يقل شيئا ..بل القي نظرة إلى ساعته ومضى في طريقه ..لقد ارتكب غلطه عندما اعترف إن المشروع لم يكتمل فصولا سوى منذ وصلت إلى فينيسيا .
عندما نزلت إلى الطابق الأرضي وجدت دينو بانتظارها وبانتظار فرانسيسكا وكان عليه أن يقلهما باكرا ليصلا قبل ساعة من افتتاح المعرض رسميا .
كانت قاعة المعرض مشرقه على نقيض الطقس القاتم في الخارج كانت الكريستال والزجاج يبرق ويتلألأ تحت أنوار الثريات الرائعة الضخمة ..وعلى المنصات عرضت أفضل صناعات فينيسيا التقليدية ..انتشر الباعة في كل مكان وكانوا يتبادلون الأحاديث جماعات. جماعات أو يضعون أخر اللمسات على منصات عرضهم .وينتظرون بفضول لمنصات المنافسين .
لم يكن من الصعب معرفة إن أكثر ما يجذب الناس هو الفازات وانية الشراب والكؤوس على مختلف أحجامها التي نقش عليها بحروف من ذهب والتي كانت رسومها ملونه يدويا بتصاميم دقيقه من باقات الزهور إلى المناظر الريفية فالنماذج العصرية .
كان واضحا من خلال شهقات وتعليقات الإعجاب من النظارة إن الانجاز فريد من نوعه ..ولكن أدوينا رغم خبرتها بالكريستال لم ترى شيئا يماثل هذا في الألوان .
أمسكت فرانسيسكا كم سترة كاليوس :
_رسم يدوي بعد النار والتشكيل ؟كيف ..كيف كاليوس؟
.
اتجهت أنظاره من فوق الجموع إلى المنصة :
_ألن يحب هؤلاء السادة جميعهم معرفة هذا ؟
جذب فرانسيسكا وادوينا جانبا ,وتابعت فرانسيسكا :
_لقد عمل والدك على هذا لسنوات ..اعرف هذا وكانت إحدى المشاكل القليلة التي اعتذر لي عن إزعاجي بها ..لكن أنت !لقد نجحت !
ارتدت إلى أدوينا :
_زوجك نابغة في صناعة الكريستال كارا .
وعادت الى كاليوس :
_كم أستغرقك هذا الانجاز ؟
أدركت أدوينا أن كريستوس أنجزت عملا ينظر إليه ألان بإعجاب ..لكن يجب على رومانو أن يقول لها إلى أي مدى كانت شكوكها صحيحة بأن سيسو هو الذي القي الضوء على هذا السر المختلس ..السر الذي استغله كاليوس .
كان كاليوس يرد على فرانسيسكا :
_أكثر من سنتين ..عمل المصممون في كل البلاد ..ثم توصل رسامونا الفنانين إلى رسم مقبول على أنية الشرب ..لكن الرسم كان يتفتت في النار وهذا ما كان يتركنا مرارا ومرارا مع أكوام الرماد .
_لكنكم نجحتم ؟
_عن طريق الصدفة فقط ..مثل أفضل الاختراعات ..كان هناك حلقه مفقودة راوغتنا حتى هذا الصيف .
ارتد إلى المنصة وأعطى كلا منهما قطعه لتتفحصها .
_ليس عمليه تجاريه ..لكن هناك دائما سوق لما هو أفضل ..وكريستوس لا تهتم بأقل من الأفضل .
قالت فرانسيسكا:
_ستكون هذه قطعا للهواة ..وارثا تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل .
.
_هذا ما تأمله .
بدأت الحركة ألان ..المعرض على وشك أن يفتتح ..وكاليوس مطلوب على المنصة الرئيسية فاعتذر وتركهما ..وبدا انه لم يلحظ صمت أدوينا .
فيما بعد بقيت فرانسيسكا خلف منصة كريستوس وذهبت أدوينا تفتش عن رومانو ..الذي وجدته مشغولا مع زبائن برونو ماليستي ولكنه كان على استعداد ليسمعها :
_هل رأيت ؟
هز رأسه :
_رأيته أنت كذلك ؟
_اجل.
_وهل أنت سعيدة ومستريحة كما آمل ؟
قطبت :
_مستريحة ؟أتظن أن بإمكاني أن أستريح ..لماذا ؟
_لشانك يافتاتي العزيزة أدركت أن طبخ ألقطعه المنتهية بالنار يقتضي سنوات لتنجز بشكل كامل .
_يقول كاليوس أكثر من سنتين .
_لذلك ..فسري الأمر كما تريدين .
_أتعني أن الاختبارات على هذا النموذج البدائي استغرقت مدة طويلة وان هذا يعني أن الفكرة غير مسروقة عن ابي .
_بالضبط ..اذ لم يكن هناك وقت لا استغلال فكرة أبيك ..بكل بساطه .
_لكن كاليوس اعترف انه مني بالفشل تلو الفشل وانه وجد الحلقة المفقودة هذا الصيف فقط .
بدا رومانو مجفلا :
_وهل قال هذا ؟وما هي هذه الحلقة ؟
_لم يتوسع في الشرح ..فهو لا يتكلم بالتقنيات أبدا ..لكن كلامه يعني أن سيسو سرق هذه الحلقة المفقودة فقط ..إلا ترى هذا ؟ولكن ماذا قصد سيسو عندما قال إنني اجلس على منجم ذهب وانه لن يحصل عليه إلا بالزواج بي ؟
نظر إليها رومانو نظرة إشفاق :
_عزيزتي ..الم يحن الوقت لك لتجدي السعادة ..ولتنسي ما استرقني السمع إليه ؟سيسو مات ..وأنت متزوجة بكاليوس بمحض إرادتك كما تقولين ..فماذا ستكسبين إذن من المضي في هذا ؟ستدمرين نفسك ..
_لي الحق بمعرفة حقيقة سيسو .
.
_وكاليوس ؟
_لا شك انه استخدم الفكرة التي سرقها سيسو فقد سافر الى انكلترا خلال زواجنا ..وقد ذكر الضيفان الألمانيان في الفيلا ان الفكرة جاءت من انكلترا .
_وماذا ستفعلين في هذا ؟
_أنا ..لا ادري ..أملت أن تقول لي .
هز رومانو رأسه :
_لا أنصحك باتهامه على أساس دليل صغير مالذي بين يدينا ..حتى ولو وضعت جاسوسا في الشركة ليجد لك ما هي ألتركيبه فستكون كلمة مؤسسة كريستوس ضد كلمتك .
_ولكن ليس لي كلمه أبدا !ولا اعرف ماذا سرق سيسو ولا ما ابحث عنه !
_ولا تريدين حقا اتهام كاليوس كما اعتقد ..وهذه حكمه منك .
_حكمه ؟
-حكمة اذا كنت تقدرين قيمة زواجك ..وأظنك تقدرينه ..نعم لا أنكر انه فرض عليك عرض الزواج بخدعة ألقاها في وجهي ..لكنني لا اصدق للحظه انك قبلت بهذا من اجل الانتقام ..بل اعتقد ان عقلك اللاواعي كان يريده ولا يزال يريده ..ولابد انك عرفت حتى ألان ان زواجكما ناجح لهذا السبب لا تواجهيه بشكوك واتهاماتك التي يستطيع بسهوله ردها في وجهك ..ألا توافقيني الرأي؟
سألت ببطء:
_وهل تقول إنني بدأت أحبه ؟
_يافتاتي الحلوة ..كان بإمكاني ان أقول هذا بعد عودتك إلى فينيسيا !وما أكد لي ذلك ترددك في الاعتراف بأنك لا تستطيعين تركه ..طاعتك له بعد رؤيتي ..
أخبرته تنهيدتها الطويلة بأنه على حق ..فقد هز رأسه :
_هكذا ..لا اتهام ؟زواجك مستمر كما هو حتى ألان وعليك الانتظار .
ابتسمت ابتسامه هزيلة :
_أنت رائع رومانو ..حسنا ..سأنتظر.
_عليك أن تظهري مدى استمتاعك بهذا النجاح معه .
.
_سأحاول ..
_فتاة طيبه !
وانحنى يقبل خدها .
_سابقى على اتصال بك .
ذلك اليوم قضت يومها بإظهار براعتها الاجتماعية وعمدت إلى شرح المعلومات ثم تلقت مذكره وصلت لها باليد وكانت من رومانو :
"لم اقل لك هذا الصباح لئلا أزيد تكدرك ..سأسافر ثانيه بعد إغلاق المعرض فورا ..سأكون سفير برونو ماليستي .ولكنني لا اعرف كم سأغيب ..وفي هذه المره سيكون لي عنوان مستقر ..ولقد عنيت عندما قلت أنني سأبقى على اتصال بك ..وآمل ان تزوديني بأخبارك .واثق انك تعرفين مشاعري نحوك ادوينا ..ولكنك لا تعرفين كم من الصعب مقاومة إغوائك إلى مابين ذراعي ..ولهذا السبب أفضل ألا أراك قبل سفري ولكن لا تنسيني ..أرجوك .
قرأتها ادوينا مرتين ..وتصاعدت دموع الشفقة على الذات إلى عينيها ..انه لا يستطيع فعل شيء أكثر لها ..ومن الأفضل ألا يلتقيا ..لكنها لم تشعر قط بهكذا وحده !


ـــــــــــــــ

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:18 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.