شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات أحلام المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f203/)
-   -   282-عينان قاتلتان -روبين دونالد -(كتابة /كاملة) (https://www.rewity.com/forum/t396737.html)

Just Faith 24-11-17 02:27 AM

282-عينان قاتلتان -روبين دونالد -(كتابة /كاملة)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://1.bp.blogspot.com/-zd3gc7Qm_...77513e4803.jpg

https://lh3.googleusercontent.com/kl...g=w130-h212-no


ازيكم أعضاء روايتي الحلوين والحلوات
اليوم مبارك بجد علينا وعليكم
عشرأعوام أكمل منتدنا من سنينه عشرة
قراءة ممتعة لكم جميعا





https://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...6Cli7QroBKMz07



روايات احلام

282_عينان قاتلتان _لروبين دونالد

واتمنى ان تعجبكم

الملخص

منذ خمس سنوات وولف تالامنتس يفتش عن راون كوريت لكي ينتقم وحين عثر عليها اكتشف انها كما توقع رائعة الجمال ساحرة الى حد القتل! لكن براءتها صعقته وحيرته فاضاعت مقاومته ......

وكما ظهرت في حياته فجاة عادت واختفت لكن ولف لن يستسلم بسهولة بل سيبحث عنها حتى يجدها ويجبرها على ان تقر له بالحقيقة !

فهل سينجح ؟ام سيكون نصيبه الموت على يديها ايضا؟


يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي



الرواية منقولة شكرا لمن كتبها

Just Faith 26-11-17 06:57 PM

الفصل الاول
ذات الرداء الاحمر
نظر ولف تالامنتس الى الصورة وقال معلقا "اذن ....هذه هي ان كوربيت"
واضاف في سره "اللعنة...."
ولم يسمح باكثر من توتر ....انها اكثر جمالا من اي امراة التقاها وهذا يشمل نجمة السينما التي ربطته بها علاقة لاشهر.
وصحح له الرجل الجالس من الجهة الاخرى للمنضدة "روان كوربيت"
فقال مقطبا "طلبت منك التحقق من امر ان كوربيت "
اسمها القانوني روان ان كوربيت ....ويبدو انها كانت معروفة باسم ان الى ان كبرت وهي تسمي نفسها الان روان كوربيت.
تفرس ولف في ملامح روان كوربيت الهادئة وهو يسيطر بحذر على تعابير وجهه ولم يدهشه جمالها المذهل والناذر فلطالما كان ذوق طوني رفيعا في النساء ....حين يصل الامر الى جمال الطلعة .
كان عنقها يعلو كتفين ابيضين وكانه ساق زهرة ويحمل وجها وقورا ...وكان النور ينعكس ببريق احمر على شعر اسود مشدود الى الخلف ...ولاحظ فمها العنيد المتفتح كبرعم زهرة في بشرة عاجية ...وزادت عظمتا الخدين الملفتتين من قوة الوعد الشهي لذلك الفم لكن تلك الذقن المربعة تدل على ما يكفي من قوة الشخصية .
وبالرغم من القلق الحذر في عينيها والسيطرة الشرسة المتشددة على الذات ادرك ولف لاول مرة في حياته معنى الفتنة الجامحة ووجد نفسه يفكر في البشرة الحريرية والانجراف الناري المتلهف .
نظم افكاره متجهما وكبث رد فعل جسمه لقد توقع امراة غاوية بعيدة عن النساء الجميلات الاخريات .
لكن...هاتين العينين مزيج متجانس ومتداخل من الذهب "والتوباز"والنار الحمراء بجفنين مثقلين ورموش سوداء كثيفة تحت حاجبين رائعين ...عينان تدران راس اي رجل وتدفعان دمه كنار في شراينه وتجعلانه ينسى كل امراة اخرى عينان يغرق فيهما ...يقتل من اجلهما ....يموت من اجلهما .....
لم يكن ولف رجلا يلاحق الخيال لكنه مر بلحظة جامحة وهو يفكر بتلك العينين اللتين القتا بسحرهما عليه
ازاح نظره بعيدا عن الصورة ونظر الى رئيس جهاز الامن لديه ثم سال "وهي تعمل في مقهى في مكان يدعى "كوراباي" في نورتلاند؟"
من السابعى صباحا الى الثانية بعد الظهر ومن يوم الاثنين الى يوم السبت
ارتفع حاجبا ولف .....اذا لم يكن حدسه مخطئا فان رئيس جهاز امنه المحنك وقع تحت سحر وجادبية روان كوربيت كما حصل له تماما ساله بعفوية واندفاع "اعجبتك ...اليس كذلك؟"
نظر الرجل الاكبر سنا بمرح وقال "تبدو لي شابة لطيفة .....والنظر اليها ليس مشكلة ابدا لكنها صغيرة جدا بالنسبة الي ....كما ان زوجتي قد تقطع عنقي اذا تجاوزت مرحلة النظر ....كما تعرف جيدا"
هز ولف راسه متقبلا هذه الطمانة غير المعبر عنها علنا "لا تعرف الانسة كوربيت انك اخدت لها هذه الصورة ....اليس كذلك؟"
فرد الرجل الاخر "انا واثق تماما من انها لم تعرف "
- لكن.....؟
وبعد لحظة صمت اعترف الرجل"كانت لطيفة لكنها متباعدة بحيث تساءلت عما اذا شكت في شيء ....الى ان اكتشفت انها معروفة بتحفظها وتعمل في الفخار"
نظر ولف اليه بحدة غير مصدق"ماذا؟"
-الفخار ...انها تصنع الاكواب والجرار والادوات من الطين على دولاب خزف و.......
-اعرف كيف تصنع.
وكشفت لهجة ولف عن توتر قلما يظهره فابتسم موظفه وقال "هم يعتقدون انها جيدة في عملها هذا"
سال ولف بصوت متكاسل "هل لها حبيب؟"
هز الرجل المسن كتفيه "لا اثر لاي شخص ...ولا حتى لصديقات انها تبقى نفسها لنفسها "
-هل يعرف السكان المحليون شيئا عن ماضيها؟
-انهم يعرفون ....لكنهم لا يتكلمون عنه انها الفرد الاخير في عائلة قديمة رائدة في المنطقة ....يبدو ان امها ماتت وهي تلدها ووالدها كان شرطي وكان ياتي بها كل عطلة لتقيم مع جديها وهكذا عرفها السكان المحليون منذ كانت صغيرة لكن الاماكن الصغيرة المعزولة تشبه بعضها البعض ...انها وكر الاشعات ....لكن سكانها يقدمون وجها لا حياة فيه لاي غريب ولقد عرفت انها خبيرة في الدفاع عن النفس .
وابتسم الرجل بسخرية واكمل "لعل هذه الخبرة مفيدة ساعة الضرورة"
فرد رئيسه بصرامة "انا افضل قتال الشوارع القذر"
-هذا لانك رشيق ومميث فيه .
ومد يده الى الصورة ولكن يدا طويلة الاصابع اختطفتها قبل ان يستطيع ان لمسها وقال ولف قبل ان تتاح له فرصة التفكير "ساحتفظ بهذه"
وقف الرجل الاكبر سنا وقال "حسنا ....هل تريد اي شيء اخر؟"
-لا........شكرا لك
وعندما اصبح وحيدا ترك ولف كرسيه وتقدم نحو النافدة كانت تطل على شارع عادي في مدينة عادية .....مزيج صاخب من المشاة والسيارات ووقع نظره على مجموعة ترتدي ثيابا قطنية براقة.
عادية ؟لا......لا يمكن ان يكون هذا اي مكان اخر سوى "اوكلاند"
في العادة يسعده ان يعود الى نيوزيلندة لكن اتصال والدته الهاتفي جعله يحس بالتوتر والعدائية ...لست سنوات اخرج روان ان كوربيت من تفكيره ...واغلق عليها في علبة كتب عليها "لا تفكر ابدا بالذهاب الى هناك "لكنه لم يستطع تجاهل والدته .
كانت امه قد قالت له بصوتها المرهق الذي لا يزال يجعله يثور غضبا "ولف ....لقد وجدت الفتاة كوربيت"
منذ وفاة ابنها الاصغر استسلمت لاورا سيمبسون الى حالة سلبتها الطاقة والحماسة وارادة الحياة ولم يتمكن افضل اطباء العالم من ان يحدد حالتها ...الى ان قال له احدهم انها تعاني من تحطم قلبها .
سالها "كيف؟"
-انها صدفة من تلك التي تخبئها لنا الحياة
وصدر عنها صوت يمكن ان يشبه الضحك "صديقتي مويرا راتها تعمل ساقية في مقهى في كوراباي وسالت عنها "
سال ولف وهو متاثر برنة صوتها "لماذا؟"
كانت مويرا ....قد سالتني ولذا عرفتها واخبرتني حين عادت الى اوكلاند لذا كتبت الى الفتاة كوربيت . ...
وصاحبت شرارة غضب حزنها وهي تضيف "ولقد اجابت ....رسالة صغيرة تقول فيها انها قالت للمحقق منذ ست سنوات كل ما تعرفه عن وفاة طوني حاولت الاتصال بها لكن رقم هاتفها ليس مسجلا وتركت لها رسالة في المقهى لكنها لم تتصل بي لذا ساذهب لاراها في الاسبوع المقبل"
قال ولف بهدوء "لن تفعلي شيئا كهذا"
واحس بالغضب تجاه روان ان كوربيت لرفضها ارضاء حاجة امراة مريضة للتكلم عن وفاة ابنها فحتى السفر يتعبها ....واكمل "ساراها بنفسي "
وهمس صوت امه بضعف "شكرا لك ...حين ترها قل لها انني لا الومها الان لقد استخدمها ككبش محرقة وانا اسفة لهذا .....كانت يومها في الحادية والعشرين من عمرها فقط ...لكنني بحاجة الان ان اعرف ماذا حدث فعلا بعد ظهر ذلك اليوم"
لعل والدته سامحت روان كوربيت ....لكن ولف لم يسامحها فبشعرها الاسود ووجهها الفاتن وجسمها المغري كانت مسؤولة مباشرة عن موت اخيه غير الشقيق
ترددت لاورا ثم سالت"ولف.....هل لاحظت اي تغيير في طوني بعد الحادثة ؟"
اي نوع من التغيير؟
بعد صمت قصير بشكل غامض "لاحظت انه اصبح اكثر جدية .....واكثر....حدة؟"
عبس ولف واجاب "لقد عزوت هذا الى انه نجا باعجوبة من حادثة السير .....فالحوادث المماثلة تجعل المرء يفكر بجدية اكبر في مسائل مهمة ...ويبدو انها خطوة مرضية"
_اجل بالطبع.
واقفلت الخط بعد ان اخدت منه وعدا بتناول الغداء معها خلال الاسبوع
نظر الان الى الصورة وابتسم ابتسامة باردة قاسية مهددة اختلط فيها الترقب بالعدائية ....هذه المرة لن تنجو روان بالكدب والخداع
منذ ست سنوات اقعدته نوبة التهاب رئوي في المستشفى في الجهة الاخرى من العالم فاضطرت امه الى تحمل محنة التحقيق بوفاة اخيه من دون وجوده لدعمها عدم قدرته على حمايتها ترك في قلبه جرحا عميقا وهو الرجل الذي تدفعه غريزته دوما الى حماية النساء خاصة وان روان كوربيت كانت قد اختفت من دون اثر حين عاد هو الى نيوزلندة
لكن غزيرته هذه لم تكن تشمل المراة التي سببت لامه مثل هذا الالم ....وان اضطر الى انتزاع الحقيقة منها بالقوة .....او بالاغواء .....فسيفعل كل ما يلزم ويستمتع بما يفعله
كانت ان ....روان كوربيت ....قد دفعت طوني الى الجنون لكن ولف يعرف انه من طينة اقسى بكثير من طينة اخيه الضاحك الفاتن المفسود افرط دلاله والتقط الصوزرة ورماها في درج مكتبه وصفقه ليقفله بقوة وازدراء.
وبعد نصف ساعة ولشدة انشغاله بذلك الوج الوقور المثير الغامض اخد يشتم بصوت خفيض وترك الملف الذي كان يعمل عليه ومن دون تفكير اخد الصحيفة المحلية فلفته اسم روان
تنسارعت نبضاته ومال الى الامام ليركز على المقال الدي فتشه بدقة قبل ان يتراجع الى الوراء ليقراه مجددا احدى دور العرض في المدينة ستفتح معرضا الليلة مجموعة من الاواني الخزفية واللوحات والاعمال الزجاجية وبحسب كاتب المقالة كل المعروضات جيدة لكنه اشاد بالاعمال الخزفية وبالفنانة روان
ما من تفاصيل اخرى ...روان فقط
بدا الصحفي معجبا بالفعل ....
وتفحص ولف صورة احد الاعمال الخزفية ....كان شكلها انيقا وجمالها الاخاد يرضي شوقا داخليا الى الجمال
نظر الى القطعى بعينين ضيقتين مركزتين وهو يدعك مؤخرة عنقه بيد نحيلة هذه مصادفة غريبة لكن ولف رجل يترك حدسه يقوده الى القرار الصائب وحتى الساعة لم تخدله تلك الغريزة الغامضة ....ولقد اوصل احساسه الجريء شركة امه الصغيرة الى مرتبة عالمية رائدة في صناعة الالكترونيات
وساعده ايضا ذكاء هائل ودقة في اختيار الاستثمارات فضلا عن شيء من القسوة مع ذلك كان اخصامه يحترمونه وموضفوه يساندونه ويبدلون اقصى جهدهم . ....لكنه يتاكد من حصولهم على افضل ظروف العمل
لمس زرا وقال عبر جهاز الاتصال "سيدة فورست جهزي لي بطاقة دعوة لحضور المعرض الذي سيفتتح الليلة في معرض "واركنغ لايف"ارجوك"
**********
قاومت روان توترا تملكها قارب حد الرعب ...وقالت بصوت رفيع "لا اريد الذهاب "
ونظرت الى صورتها المنعكسة في المراة ....من المذهل ما يمكن ان تفعله مواد التجميل المستخدمة بيد خبيرة
ردت عليها وكيلة اعمالها بوبو ليتك "سيفدك هذا لن تستطعي قضاء بقية حياتك مختبئة"
نظر روان اليها نظرة استغراب "انا لست مختبئة"
-انت متوارية عن الانظار مثل الناسك تدفنين نفسكط في ذلك المقهى الكئيب الصغير وترفضين الذهاب الى اي مكان ورؤية احد؟
وامتلا صوت بوبو بالسخرية "اوليس هذا باختباء؟"
-انا مشغولة بالعمل ...انت تريدين اوعية خزفية تبيعينها ...
قالت بوبووهي العملية دائما والتي لاحقت روان منذ سنة واصرت على ان تمثلها "اذن ...اشغلي نفسك بالبيع"
كانت بوبو ذكية مندفعة وصادقة الى حد القسوة ووكيلة اعمال ممتازة ...وهكذا اصبحت صديقة لها
ربتت على كتف روان وتابعت "انا اعرف نفسي فانا فاشلة في ما يتعلق بالبيع ....وهذه ميزتك القوية ربما من الافضل ان ابقى في البيت واتركك تقومين بالبيع"
-هراء الناس يرغبون دائما في لقاء الفنان وانت هبة من السماء لانك تبدين رائعة جدا
قالت روان بتزمت "انا لست صورة جدارية"
تنهدت بوبو لكنها تابعت باصرار "لا تقلقي ....عملك لافت بحد ذاته لكن فرانك العجوز رسم صورة مشرقة لك في الصحيفة ومن الخطا الا نستثمرها ....ونستخدمها انت عبقرية لكن لا يمكنك اكل الاواني الخزفية واذا كنت لا تردين العمل في ذلك المقهى لبقية حياتك فمن الافضل ان تحضري افتتاح اول معرض لك"
ردت روان" لديك خبرة مذهلة مع الكلمات"
وتفحصت صورتها في المراة عن كثب كان القميص الحريري بلونيه الاسود والذهبي هدية من بوبو وبدا متناسبا مع تنورتها السوداء الضيقة التي تصل الى كاحليها
-حسنا جدا .....ساحضر ....لكنني لا استطيع ارتداء هذا القميص ....انه شفاف جدا وجسدي ليس معروضا للبيع
رفعت بوبو عينيها الى السماء وقالت"والدك مسؤول عن كل هذا ....صدقا ....اوه...هذا القميص يعتبر محتشما في هذه الايام ....انا ارتديه كما هو "
ابتسمت روان "انت قادرة على المواجهة بشجاعة ....لكنني لا املك الجراة "
تنهدت بوبو واخرجت بحذر قطعة حريرية من احد ادراجها
-يا لهذه التضحيات التي اقوم بها هذه القطعة جديدة اشتريتها والاغواء في ذهني .....لكنني ساضحي بها .
نظرت روان اليها من دون ثقة "ما هذه ؟"
قالت بوبو بصوت اجش اعرف انك لا تعيشين في البرية ...فلاتتظاهري انها بلوزة من دون اكمام ولن يبدو منك سوى كتفيك الجميلين"
قالت روان ببساطة"انا لااستحقك"
خلعت القميص وارتدت البلوزة فغطت صدرها وخصرها النحيل ثم عادت وارتدت القميص فوقها ونظرت الى نفسها مجددا
شخرت بوبو محتجة "انت على ما يرام صحيح انك لا تستحقيني لكنك رائعة فتوقفي عن التدمر"
ضاقت عينا روان وقالت بلهجة تهديد "اتذمر ؟ابتسمي وانت تقولين هذا"
قالت بوبو بلطف "وهذه يا حبيبتي هي المشكلتك ....لا بد ان والدك كان رجلا رائعا لكنه رباك مثل اللواتي نشا بينهم ....لاتغضبي ....فانا واثقة من انه قام بما في وسعه لتربية ابنته وحده ....لكنه كان قديم الطراز ....قد تبدين مثيرة واستقلالية لكن تحت تلك القشرة الخارجية الغريبة تلوح فتاة بريئة صغيرة ذات الرداء الاحمر"
فغرت روان فمها وقالت "فتاة بريئة صغيرة ذات رداء الاحمر؟"
ابتسمت بوبو واخدتها بين ذراعيها "اعرف انك قادرة على هزيمة اي دئب يتقدم نحوك ....لكن كيف ستعرفينه بحق السماء؟"
كيف ....حقا ؟لقد حكمت على طوني من مظهره وتجربتهامنذ ذلك الحين لم تتسع كثيرا ....فالذعر من المشاعر المدمرة يمكن ان يحطمها ...وركزت على عملها الذي اختارته تتحدى قوتها في عمل يدوي .
التقطت بوبو حقيبة منجدة على شكل فراشة "الليلة انت لست روان كوربيت ناسكة الخزف انت روان عبقرية غامضة مثقفة"
وضحكت قبل ان تضيف "وستباع خزفياتها باسعار عالية لذا دعينا نخرجونبيع"
وبعد نصف ساعة كان كاس عصير يلمع في يدها وتاملت روان الحضور فلم تستطع كبت الذعر بين ضلوعها ....ما كان يجب ان تدع بوبو تقنعها بهذا ...كل هؤلاء الناس يرتدون اللون الاسودوكلهم يتكلمون بسرعة ويظهرون حنكة كبيرة وهذا ما وتر اعصابها للغاية
انها في السادسة والعشرين من عمرها ويمكنها التعامل مع كل هذا واذا لم تستطع فقد حان الوقت لتتعلم
قالت بوبو من خلفها "روان ...ثمكة شخص يود ان يلقاك"
شيء ما في صوت بوبو حذر راون ان هذا الشخص مهم ....وحضرت نفسها ثم استدارت
ووراء ابتسامة بوبو لاح ما يشبه اللهفة واعلنت "هذا ولف تالامانتيس"
التفتت بوبو اليه لكن عينيه الخضراوين القاتمتين كانتا مركزتين على روان .
ورفعت روان بصرها الى الوجه الخطير بخطوطه القاسية وقسماته الجريئة ....وضاعت في شعور عنيف فيما ارتعد جسمها اثارة وارتباكا ومع ان ولف تالامانتيس كان وسيما للغاية الا ان جادبيته المثيرة تاتي من داخله وليس من مظهره الخارجي
وامتد الذعر ليطال جسمها كله حين ربطت بين معنى اسمه وذكرى ما قالته بوبو سابقا من ان روان لن تعرف "الذئب اي "ولف"
عقد حاجبيه فوق انفه الذي اضاف الخطورة الى جادبيته
وافق ولف تالامانتيس بجفاء"اعرف"
خشونة بسيطة في صوته مرت كلمسة قماش خشن على بشرتهاواكمل "لكنه اسم عائلي"
قالت روان بفم جاف وبحذر "انا اسفة كان فظاظة مني ..لكن كلبي يدعى لوبو "
ارتفع حاجباه السوداوان وسال من تدمر "كلب بودل؟"
ضحكتمرة ثانية "لا...انه في الواقع كلب رعاة الماني كبير"
وتناهى اليها صوت بوبو تتابع بعناد"ولف هذه روان روان هذا السيد تالامانتيس مهتم بالرقم 47"
وانتظرت قليلا ثم حين لم يرد عليها احد منهما انتهت "القصعة الخضراء"
لزم روان كل شجاعتها لتجبر يدها على ان تمتد .....وقالت "كيف حالك؟"
وانكمشت بشرتها حين ضمت اصابع باردة نحيلة اصابعها قال بصوت متكاسل "روان ....لديك موهبة عظيمة"
وبقي ممسكا يدها وبدا لاذنيها المذهولتين انه يداعبها رغما عن ارادتها وانه اضطر لهذا بدافع اكبر من ارادته المخيفة وظنت روان انهات تشعر بالبرق يلمع حولها .
انتلعت ريقها وشدت يدها منه "شكرا لك "
واحست بالقلق لكلماتها المتوترة
....حصة هذا الرجل من الرجولية عظيمة فقد غمرتها بطاقة سوداء ....شيء ما يشابه العجرفة ظهر في شموخ جسمه الكبير القوي العضلات كما اظظظظظظهر ثقة بالنفس مكبوحة جعلتها قلقة وفضولية في موقف دفاع عن النفس .
وفجاة قالت بوبو "éهلا عذرتماني لقد شاهدت لتوي شخصا يجب فعلا ان اتكلم معه ".
التفت ولف اليها مبتسما "سنكون على ما يرام "
وظهرت التسلية في صوته ذي النبرة السلطاوية ....وعاد ينظر الى روان "الن نكون هكذا؟"
كانت عيناه الخضراوان مزينتين برشات من الذهب اللماع وكانها رقاقات ذهب في قعر عميق اما النظر اليهما فيولد احاسيس غريبة في احشاء روان تحذرها لتثق بحدسها وتهرب من ولف تالامنتس لان لديه القدرة على تمزيق عالمها .
قالت عاجزة "بلى"
وغارت انفاسها في حلقها وهي تلتفت بعيدا عن قساماته القاسية وتحاول ان تتذكر انها هنا لتبيع سلعها ....وسالت في محاولة بائسة لتبدو عملية "الرقم 47؟اجل انها قطعة رائعة"
ولم تستطع ان تفكر باي شيء اخر تقوله ما عدا ان الطلاء بلون عينيه تماما .
-انها قطعة رائعة جدا
وداعب صوته اطراف اعصابها فيما تاخرت نظراته على وجهها فاثارت نبضاتها وسرعتها .
انتفض قلب روان .....انه ماكر لكن طريقته المباشرة استدعت استجابة فورية جريئة من كل خلية في جسمها
وفكرت انه السحر الاسود 0...وادارت راسها بعيدا عن العينين الساحرتين وبحتث عن الرقم 47 ...دوقه جيد ...انها قطعة من افضل ما صنعت ....قالت وهي تبتلع ريقها "لقد تسليت بهذا الطلاء "
-وكان عملك ممتازا اين تعلمت صناعة الخزف؟
-في اليابان
ارتفع حاجباه السوداوان "وكيف حدث هذا؟"
هزت كتفيها تحاول تخفيف توترها وردت "كان الخزاف الذي اعجبت باعماله يعيش في قرية صغيرة قرب "نارا" لذا ذهبت لاتعلم منه "
احست وكانها تحت انوار كاشفة اذا اخترقها اهتمامه المركز واحست باطرافها تتشنج وببشرتها تنكمش وتصبح حساسة للغاية وامرت نفسها بحرارة محمومة "توقفي عن المبالغة في ردالفعل "
قال ولف بجفاء "هكذا ....فقط؟"
اعترفت بشبه ابتسامة "لقد رفض ان يتعاطى معي ...حتى انه رفض رؤيتي او رؤية اعمالي ....ولم المه ...كان احد كنوز اليابان الحية....بينما لم اكن سوى فتاة غريبة ...في الواحدة والعشرين فقط "
-وكيف اقنعته بان يقبل بك؟
نبرة صوته كانت حيادية لكن شيئا ما فيها ارسل قشعريرة خوف على طول ظهرها
تصلب ظهرها وقالت له "خيمت عند باب داره عند بوابة حديقته في الواقغ في النهاية حين راى انني جادة فعلا سمح لي بان اريه عملا لي لكنه حطمه وقال ان علي صناعة غيره ....وهذا ما فعلته ...وبعد شهر من صناعة الاواني ورفضه لها رضي بان يعلمني "
هز ولف راسه وقال "وهكذا اعجبه عنادك ...واكتشف موهبتك والا لتركك تمدين جدورك عند بوابته "
فاجاها دفء كلامه وقالت بفم يتكور محبة "كان كالجحيم ...كان يطلب المستحيل ويصر على الطاعة التامة"
-وهل وجدت هذا صعبا؟
اطلقت نبرة صوته نيران الاحاسيس في جسمها ...و رات انها اشبه باللذة التي تشعر بها حين يبدا الفخار بارضاء تصوراتها
راعها ان تتجاهل اي معنى لكلماته لمجرد الاحساس بالسعادة في الاصغاء الى صوته وركزت بشدة وقالت "كثيرا"
-لكنك تمكنت من كبح جماح استقلاليتك
-لم يكن امامي خيار اخر ويوم رفضت القيام بما طلبه وتابعت العمل وحدي قال اني تعلمت كل ما يستطيع ان يعلمني اياه وحان الوقت لارحل فتودعنا بشكل رسكي لكنني كتبت له اسبوعيا الى ان مات ...وبين الحين والاخر كان يرد علي .
-وكم سنة امضيت معه؟
-خمس سنوات
كان ولف تالامنتس يقف قريبا منها ...وكان وجوده يغزو حدودها فاخدت رشفة من العصير وتحركت الى الامام قليلا ثم استدارت جانبا
سالها ولف بتكاسل "هل انت مضطرة للبقاء هنا ؟"
واجفلها السؤال "ماذا؟"
نظر اليها نظرة حميمة طويلة ساخرة وخطيرة
-الى متى انت مضطرة للبقاء هنا في هذه المناسبة التافهة؟ولا تقولي لي انك تجدينها ساحرة ....كنت اراقبك وانت تشعرين بالملل ...هل تناولت العشاء؟
تشنجت لفكرة انها كانت مراقبة ....وقلقت لانه متبصر بما يكفي ليرى من خلال قناعها الاجتماعي وردت "لا...لكن....."
-تناولي العشاء معي
حدقت روان اليه ونبضها يضرب بثقل في اذنيها كل حدس انثوي لديها اصر عليها مرة اخرى ان ترفض وتلتزم بقرارها لكنها عرفت انها تتعامل مع قرصان ....والقرصان لا يقبل بكلمة "لا" كرد .
شعور بدائي اكثر من ان ما يبدو كاهتمام واعجاب بين رجل جداب جدا وامراة اعجبته عرضا له وجه اخر اكثر سوادا وبالرغم من التجاوب المتابدل والمشحون بينهما احست بعدائية مدفونة عميقا
لكن ....لعل هذا الاحساس نابع منها....
قال "كفى دهشة...لا بد انك تلقيت دعوات على العشاء من قبل .....حتى وانت في اليابان"
ردت بمكر "ليس من اشخاص لا اعرفهم "
ابتسم ابتسامة لا مبالية خليعة "لقد قدمتني اليك صديقة ....وهذا يرضي اكثر المرافقات تزمتا ...اذا كان امثالها لا يزال موجودا "
رمشت بعينيها "ساتناول العشاء مع بوبو ويمكنك ان ترافقنا ..."وتوقفت عن الكلام واحمر وجهها لانها كانت على وشك ان تدعوه
قال "سنسالها "
ونظر عبر الغرفة ...كانت بوبو تتحدث الى رجل يبدو انها تعرفه جيدا لكن بدا وكان نظرة ولف اخترقتها اذا استدارت بعد نظرة سريعة قالت شيئا لرفيقها وبدات تشق طريقها عبر الجموع نحوهما
حين وصلت قال بنعومة "دعوت روان لتناول العشاء معي لكنها قالت انها ستتناول العشاء معك"
ابتسمت بوبو باشراق "لقد تلقيت دعوة انا ايضا لذا يمكنكم الخروج معا لكن قبل ان تذهبي روان تعالي معي لتري جورجي "
وابتسمت لولف مضيفة "انه صاحب المعرض ...ويريد التحدث الى روان فهل تمانع؟"
قال بلطف اكبر "بالطبع لا "
لكن وفيما المراتان تتوجهان نحو جورجي احست روان بتاثير العينين الخضراوين على ظهرها
حي مالك المعرض روان واطرى عليها ثم اعلن ان اكثر من نصف المعروضات بيعت
ابعدتها بوبو بخبرة ودفعتها نحو الغرفة الخاصة في مؤخرة المعرض وتمتمت سرا "تحتاجين الى بعض المعلومات "
قالت بصوت هامس "اتعرفين من هو ولف تالامنتس؟"
-لا
وصدمت روان لانها وجدت نفسها تقلق من ان يكون شخصا مشهورا واكملت "يبدو اسمه مالوفا ..."
تنهدت بوبو "بالطبع ...انت لا تقراين الصحف"
قالت روان تدافع عن نفسها "انا اقرا العناوين في الصحف المقهى"
شخرت وكيلة اعمالها ومالت اليها "ليس كافيا اذا كنت لا تعرفينه ...واراهن ان سكان نيوزيلندة كلهم يعرفونه ...فهو الفتى المحلي الاكثر شهرة ومن دون منازع"
قالت روان متوتر "اذن ...اخبريني من هو؟هل هو نجم غناء ام نجم سينما ؟شخص شرير؟"

Just Faith 26-11-17 06:57 PM

الفصل الثاني
هروب الى الفخ
قالت بوبو متعمدة "ولف تالامنتيس نصف بيوزيلندي ونصف مكسيكي .....وهذا يفسر اسمه ....انه "ملك"التاكنولوجيا وثري بشكل لا يوصف "
مالت الى الامام لزيادة التاثير واضافت "ثري ثري ....بالمليارات "
ردت روان "اذا كان ملك التكنولوجيا فسيفلس قريبا حسب الصحافة المالية ...اترين انا اقرا الصحف "
ضحكت بوبو "انه ليس شخصية عادية انه رجل اعمال متمكن لقد استولى على مؤسسات صغيرة هنا في اوكلاند وحولها الى منافس عالمي وسوف يستولي على العالم في خمسة اعوام "
وفكرت روان "هذا مرسوم على وجهه ...في قسامته المتعجرفة في انفه المستقيم في ذقنه المربعة في عينيه الوسعتين الساحرتين وفمه القاسي ..كلها تدل على مزيج من المفكر صاحب الرؤيا ورجل الاعمال الذي لا يرحم ..."
وقالت بصوت مرتفع "لم اكن اعرف ان في نيوزلندة اشخاص اغنياء حقا"
هزت بوبو راسها وقالت "سوف تدهشين ...ولف تالامنتس رجل اعمال عالمي وبمثل قسوتهم ...حسن جدا ما عليك سوى النظر اليه لرؤية هذا ...اليس كذلك؟"
وضحكت ضحكة صغيرة خشنة "ليس متزوجا ....لكن بالتاكيد كان له عشيقات "
سالت روان ومعدتها تتقلص بمزيج من التوجس والاثارة "وانت ترميني الى هذا الذئب"
ابتسمت صديقتها باشفاق "اعرف انه ليس من النوع المفترس لكن لماذا لا تسببي له بعض الدوار ؟"
قالت روان متصلبة "اكره الرجال العابثين وسوف اتناول العشاء معه فقط ...ولن اتورط في علاقة معه "'
لم يكن طوني قد اخفى عنها عدد النساء اللواتي عاشرهن ...وبدا انه يعتقد ان هذا سيجعلها تنجدب اليه اكثر
هزت بوبو كتفيها "ما من شخص عاقل يعبث مع النساء هذه الايام ....لا...يقال انه يؤمن بالشريك الواحد والدائم والدائم هنا هي الكلمة المعتمد عليها "
وضحكت في وجه روان المصدوم واردفت "لست مضطرة للتورط معه اذا كنت لا تريدين هذا ودعوتان الى العشاء ستكونان دعاية لا باس بها لك لانه محط الاخبار ...ولم اسمع عنه انه يجمع شيئا سوى المال والنساء الجميلات لكن سيكون امرا جيدا جدا لو قرر جمع الاواني الخزفية التي تصنعها روان "
انزعجت روان لانها كانت حمقاء حين شعرت بالارتياب والغضب الفوري من طاغية فاسد يبدو انه يلهو بالنساء
وقالت "لا اريد هذا النوع من الدعاية "
وزاد من انزعاجها غيرة غبية من فكرة وجود اولائك النساء في حياة ولف تالامنتس
قالت بوبو بنبرة رتيبة "اي دعاية هي دعاية جيدة ولا تتجراي ابدا على رفضه""
قاومت روان فعل دفاعي وقالت "انا لم اوافق حقا على الخروج معه "
-لقد وافقت على العشاء ....ولو ليس بالكلام لكنك جعلت مني عذرا لئلا تذهبي معه ...او ليس هذا هروبا ؟
ثم اكملت بلطف اكبر "اسمعي ....سيكون كل شيء على ما يرام ...لعله رجل مغر لكن ليس لديه عادات شريرة انه رجل مهذب "جنتلمان "ولن يتمادى في مطعم او يجرك الى شقته الفخمة ليحصل على ما يريده منك ....فتمتعي بعشاء محترم معه "
ونظرت الى ساعتها ثم شهقت "هيا ...من الافضل ان نخرج من هنا "
كان ولف تالامنتس الثري الناجح يقف عند الباب ...
ولحظة تركزت عيناه السوداوان على عيني روان التوى فمه القاسي بابتسامة شكلت تحديا مباشرا فتبخر كل ما في نفس روان ما عدا الترقب والنار التي استعرت في احشائها وهددت باحراقها
وقال لبوبو "تمتعي بامسيتك"
احمرت قليلا لكنها ضحكت له وردت "سافعل....تمتع انت بامسيتك "
قال" شكرا لك"
وامسك ذراعها في قبضة خفيفة وادارها نحو الباب المؤدي الى الشارع .
توترت عضلات روان كلها وملا دماغها احساس ثقيل عطل كل تفكير واضح .كان عليها ان تامر ساقيها بالتحرك وجسمها بالسير عبر الجموح التي افسحت الطريق امامهما وتحت انظار العيون الحادة المفترسة ارتجفت ...ومع ذلك اخترق شوق مدمر دفاعتها وكانه حمم جميلة انما خطيرة ومدمرة .
لم يكن ما يجدب الانتباه فيه ملامحه واضحة فقط ....ولا فمه الجميل ...ولا رشاقة مشيته والتاثير الذهل لكتفيه العرضتين وخصره النحيل ساقيه الطولتين بل السلطة المنبعثة منه وكانها هالة خفية تجبر الناس على احترامه .
وكانت عينا ولف الخضراوان الغامضتان بكواكبهما الذهبية السابحة في اعماقها تكفيان ليضع المرء فيهما ...عينان يمكن ان تتحولا الى لهيب ثم تبردان فجاة لتصبحا كحجر "الجاد"الداكن.
قال ببرود وهما يقتربان من الباب "فكرت ان نذهب الى مطعم "اوليفر"
اوليفر؟
بدت كلمة خرقاء ....وقد احرجها ضجيج الاصوات خلفهما وابتسمت لامراة اخرى كانت ترقبهما باهتمام حاسد .
قال "انه مطعم جديد "
وتراجع الى الخلف ليتركها تمر عبر الباب الخارجي "نحن لا نسمع الكثير عن المطاعم الجديدة في الريف "
-في اي مكان من الريف تعشين؟
فتح الباب الخارجي ونظر الى الخارج ثم دعاها لتمر امامه فتساءلت روان لماذا يشعر ان من الضروري ان يلقي نظرة متفحصة سريعة على الشارع الخالي
قالت لنفسها :مهلك يا حمقاء ...حتى الحياة في نيوزلندة يمكن ان تكون خطيرة لرجال يملكون نصف ما يملكه ولف تالامنتس .
هذه الفكرة حولت حذرها الى قلق متوتر لكن ولف امسك ذراعها متجاهلا الدهشة في عينيها وقادها الى سيارة كبيرة متوقفة عند جانب الطريق
واجابت تتعمد الغموض "اعيش في نورتلاند"
رجل اشبه بملاكم متقاعد خرج من السيارة وابتسم لهما وهو يفتح الباب الخلفي بدت لها مريحة اكثر من سيارة طوني المكشوفة
قالت في سرها :تذكري ما فعله المال الكثير بطوني
لكن دماغها رد عليه باسى : لكن طوني كان ضعيفا وهذا الرجل ليس كذالك.
وهو لهذا السبب اكثر خطورة
نظرت الى ذقن ولف المربعة والى جانب وجهه القاسي ثم اشاحت بوجهها والخوف يعتصر معدتها
بعد ان جلسا مرتاحين قال"نورتلاند فيها مساحات شاسعة قالت تجبر نفسها على الهدوء "انها موطني "
-امراة غامضة.
ورات روان انه واثق جدا من قدرته على الفتنة بحيث انه واثق من انه سيحصل على عنوانها ورقم هاتفها في نهاية وجبة الطعام وصممت الا تعطيه شيئا مهما تجاوب جسمها بغباء لجادبيته الجامحة
تبين لها ان مطعم "اوليفر" يقع في برج سكني كبير وقد بني حديثا وهو يعكس الثراء والفخامة
تمتم ولف ساخرا بينما كانت روان تنظر حولهافي الفناء الواسع" المطعم تقليدي ....مع ذلك سيؤذي عينين تدربتا على المطاعم اليابانية لكن الطعام هنا ممتاز "
بدا وكان النادل كان ينتظرهما وابتسم وهما يدخلان من الباب ورفقهما الى طاولة يفصلها عن الطاولات الاخرى حاجز من النباتات الشائكة الخضراء ...
طلب ولف مزيج عصائر لفواكه نيوزيلندية لم تفكر روان يوما انها يمكن ان تتذوقها ...ثم راحا يختران الطعام .
حاولت روان التركيز على اختيار الطعام لكن عينيها بقيتا تشردان نحو اليد
ين السمراوين الممسكتين بلائحة الطعام واستمتعت اذناها بسعادة الى رنة صوته
وسال "اذن .....ماذا ستطلبين؟"
جمدت وقد صدمتها العينان الخضراوان انه يعرف ....يعرف تماما ما تشعر به ...لانه يشعر بما تشعر به ....وانباها حدسها انه يكره ا بقدر ما تكرهه ...وهو عاجز عن السيطرة عليه
انقطعت شهيتها امام جوع اكثر تطلبا ...فاختارت اول طبق وقعت عيناها عليه ....وقالت ممتنة لثبات صوتها "الفطر ....انا احب الفطر ...ثم ساتناول السمك ...السلمون المشوي ....شكرا لك"
طلب ولف حساء وشريحة لحم مقلي ....
ولم تنجح في استرخاء رغم محاولاتها المتكررة .....كانت رجولة ولف تتحدى كل شيء انثوي فيها فبدت عاجزة امامه .
التقط ولف كاس العصير وقال "هاك نخب المستقبل "
اعتمل القلق المتردد في راس روان ...لكنها رفعت كاسها
-ساشرب دائما نخب هذا ...المستقبل
وارتشفت العصير بحرص ثم تنهدت كان طعمه كالسعادة الزاخرة بالاحلام والضحك والشمس المشرقة ...وقالت بصوت منخفض "رائع "
ثم اضافت "اسفة لاني سخرت من اسمك ...لقد صدمتني العلاقة بشكل مضحك "
قال بجفاء "على الاقل "ذئبك"ليس كلبا مدللا من اين حصلت على اسمك؟"
-انه اسم نبات ....مثل البنفسج والزئبق والورد
هز راسه وادار العصير في كاسه ببطء"البنفسج والوئبق والورد زهور جميلة لكنها قصيرة العمر ...بينما "الراون "مختلف تماما ...انها شجيرة دائما .....وتبقى جميلة في كل الفصول "
وانزلق نظره من وجهها الى جسمها يدمغه بحرارة لاذعة فاحست بتجاوبه ...وفكرت في ان هذا التفحص السريع مجرد نظرة ماكرة ....لكنها نظرة غير شخصية هادئة ...وارحها تباعده لكنه خيب املها ايضا فزاد من ارتباكها .
قالت بثبات "لقد احبت امي ثمار التي تشبه التوت خلال شهر عسلها ...وكنت انا طفلة شهر العسل"
بدت ابتسامة ولف مثيرة كالسحر .
-كانت هذه الشجيرات تزرع في انحاء انكلترا كوقاية من الساحرات .
-اذن ...ماذا تفعلون ضد الساحرات في نورتلاند؟
وظنت روان انها لمست في كلماته ما يبعت على الاضطراب مثل لون عينيه .
ونهشتها لحظة رعب باردة ببراثنها لكنها اختفت حين اقنعها تعقلها ان ولف تالامنتس ليس من الذين يؤمنون بالخرفات فالسلطة الطبيعية التي تنضح منه هي ما كان طوني يحسده عليها وهي ما حاول فرضه بتصرفه المسيطر ....
ردت" الساحرات ؟اوه ...تعلمنا العيش معهن"
وهنات نفسها على نبرتها الساخرةوسالت "ومن اين اتى اسمك؟"
لم يدهشه تغيير الموضوع المفاجىء
-بدا في المانيا لكن حين وصل الى كان قد بقي في عائلة ابي لاجيال عديدة ....وظنت امي ان حذف "واو"من كلمة "وولف " اي الذئب سيلطف الاسم ويجعله متمدنا اكثر .
ضحكت روان "انه في الواقع اسم يجب على المرا ان يستحقه"
نظرة سريعة اليه جعلتها تغير رايها فمع ان الذئب رمز للوحشية وللشراسة الا ان شخصية ولف تالامنتس تتناسب مع اسمه بالرغم من ملابسه المفضلة وتهذيبه المتمدن ....وعرفت ان ما من احد يحقق النجاح في عالم التجارة العالمية من دون استخدام وسائل غير متمدنة ....مثل قساوة القلب ....وخبرتها المحدودة مع الرجال الاثرياء جعلتها تكتشف انهم يستخدمون المال كسلاح.
مرة اخرى انتابتها رجفة خوف وتجهلتها فماذا يمكنه ان يفعل؟
بعد هذا العشاء ستودعه وتعود الى شقة بوبو الصغيرة وفي الغد ستعود الى موطنها الى "كوراباي "ولن تراه مرة اخرى.
وشربت جرعة من العصير نخب الحرية .
سالها "الا يعجبك الشراب ؟ساطلب لك شيئا اخر ..."
قاطعته "لا....انه لذيذ رائع كطعم الفرح"
وابتسمت له ...فليست غلطته ان كان يذكرها بطريقة ما بطوني .
بادلها الابتسامة لكنها رات لمعانا في الحجر الاخضر في عينيه وتساءلت عما يراوده من افكار واخفت ارتياحها حين تقدم رئيس السقاة من الطاولة وقالت "ها قد جاء الطعام ....رائحته ممتازة"
وكان طعمه ممتاز ايضا ....تحدثا بطريقة متمدنة وهما ياكلان ناقشا الكتب و المسرح وتجربتها في اليابان ...وكان ولف قد سافر كثيرا ةاستمتع بسفره وحين طرحت عليه الاسئلة اخبرها عن زيارته الاخيرة الى" كاتماندو" ..وقاده ا الى وصف رحلته الى المكسيك وهو في السن السادسة عشر حين سافر لرؤية جده الاكبر تكلم بمحبة واحترام عن ذلك البلد وعن تاثير حضارته عليه .
تحت غطاء المرح الساخر تقريبا والقدرة على رواية قصة جيدة لاحظت روان ذكاء قاسيا ومخيفا ...انه رجل لا ينبغي اغضابه ...لكنها لا تخطط لاغضابه ...بل البقاء بعيدة عنه فقط .
نظرت باسف الى طبقها الفارغ وقالت "في يوم من الايام سارى العالم كله "
-عشت تجربة نادرة حين امضيت سنوات في حضارة مختلفة ....ولا يحصل العديد منا على هذا.
هزت راسها" كان ذلك امتياز لي "
-لم يكن معلمي يتكلم الانكليزية ابدا ...لذا كان علي ان اتعلم بسرعة ...واصبحت اتكلم اللغة بشكل معقول بعد ستة اشهر هل تتكلم الاسبانية؟
-والدي يتكلم الانكليزية خارج المنزل لكنه يصر على الاسبانية في المنزل لذا كبرت مع اللغتين.
-لكن امك من نيوزيلندة؟
-اجل ...ولقد تعلمت الاسبانية لارضاء ابي .
وجمدت عيناه واكتساتا بالبرودة وكانما بسبب ذكرى غير سعيدة ثم تركزتا عليها éمتى ستعودين الى نورتلاند؟"
قالت بحزم "في الغد"
هز راسه واستند الى ظهر مقعده مع تقدم النادل مجددا لازالة الصحون الفارغة .
احست روان بخيبة امل غبية لبرودة رد فعل ولف ...فقالت بحماسة "استطيع ان ارى سبب شهرة هذا المكان ...فالطعام مثير للاعجاب ...اليس كذالك؟"
سخرت عيناه منها "انه رائع"
بدات الفرقة الموسقية بالعزف ....لحن مغر وصل الى قدميها .
سالها ولف "اترغبين في الرقص ؟"
ردت بسرعة "لا.....شكرا لك "
عدا عن المصافحة لم يكن قد لامسها وارادت ان يبقى الحال هكذا .
حسن جدا ...ربما ليس هذا ما تريد فسحر هذا الغريب يسري في كيانها ويزحف الى دماغها ويذيب عظامها .
استجمعت كل ذرة من قوة ارادتها وتمكنت من رفع درع من رباطة الجاش.
بين الحين والاخر كانت العينان الخضراوان ببريقهما الذهبي تلتقيان بعينيها فتفقد رباطة جاشها ولعب ولف في معظم الوقت دور المضيف الممتاز والساخر في بعض الاحيان لكنه مؤدب باستمرار .
وان لاحظ تلك التيارات الخفية الاشبه بدوامة قاتلة فقد تجاهلها كما تحاول هي ان تتجاهلها .
في ما بعد لم تعد تتذكر كيف كان الطعام لكنها تذكرت العصير اللذيذ وانها تركت الكاس الثاني من دون ان تمسه.
و اخيرا انتهت وجبة الطعام و استدار و لف حول الطاولة ليساعدها على الوقوف فاحرقت قبضته حرير القميص او ربما بشرتها .
سارا معا بين صفين من النباتات الضخمة الندية الاوراق و اتجها نحو البهو الكبير و في محاولة لتجاهل لمسة ولف اخذت روان تلتفت حولها متعمدة .
في اخر البهو رات امراة مع مجموعة من الاشخاص بدت طويلة و نحيلة في اواخر منتصف العمر بيضاء الشعر ذات وجه متعب و ملامح ارستقراطية ... و جمدت روان كمن ضربتها مطرقة و اختبات وراء احد الاعمدة .
سمعت صوت ولف و كانه ات من بعيد و لكن حين بدات المراة تستدير سيطرت على روان غريزتها فاستدارت بدورها و هربت عائدة من حيث اتيا و قلبها يخفق ذعرا حاولت الخروج من المكان قبل ان تراها والدة طوني .
لكن يد ولف على ذراعها اوقفتها فجاة و عقد حاجبيه قبل ان يسال "الى اين انت ذاهبة ؟".
تمتمت و قد ابيض وجهها كربا و رعبا "لا اريد ان اكون هنا ... غرفة الاستراحة ...".
لا ... فابمكان والدة طوني ان تلحق بها الى هناك و ارتجفت كمجرم القي القبض عليه بالجرم المشهود .
قرر ولف بهدوء "المصعد " .
و قادها نحو المصاعد و اتجهت روان الى الاقرب لكن ولف حثها على السير نحو رواق صغير ... اخرج بطاقة من جيبه و دسها في قفل الكتروني فانفتح باب مصعد اخر ... تناهت اليها دمدمة حديث صاخب و كانت روان متاكدة من انها تسمع صوت السيدة سمبسون .
اندفعت بياس الى المصعد و ادارت ضهرها للمراة البرونزية تنتظر ان تظهر السيدة سمبسون و توجه اليها الاتهام كما فعلت الساحرة الشريرة و هي تلقي سحرها على الاميرة النائمة و لحق بها ولف الى الداخل ووقف ليحمها ثم ضغط على احد الازرار .
و على الفور اقفل الباب ... و قالت روان بضعف" شكرا لك"
و انطلق المصعد بنعومة الى الاعلى و الصدمة تضرب في جسمها بموجات باردة.
سمعته يتمتم ببعض الكلام و اطبقت ذراعها القوية عليه فاحست و كانها اندفعت الى اتون مشتعل الى نار حارقة سلبتها شجاعتها .
طاطات راسها لئلا يتمكن من قراءة تعابير وجهها و كادت تبكي .
قال ولف بنعومة و يداه على ضهرها " كل شئ على ما يرام".
حاولت ان تبتعد عن حرارته الحارقة لكن ساقيها رفضتا دعمها .
اكمل بنعومة " استرخي فقط ".
ترنحت و عيناها مغمضتان جبنا و ضاعت في حرارة المشاعر بحيت ارادت ان ان تصرخ ليصل صوتها الى القمر ... و ترافق هذا الاحساس مع احساس قوي بالامان اخافها اكثر ... بين ذراعي ولف احست بالامان ... و انها محمية .
سال "لماذا كان كل هذا ؟"
صوته الهادئ اصر على الحصول على رد ...صوت رجل مسؤول يتكلم الى مرؤوسه .
انه ... مجرد شخص لا اريد مقابلته ... انا اسفة كان يمكن للقاء ان يكون محرجا ... و شكرا على انقاذي من دالك الموقف .
هذه المرة نجحت في ان تبتعد عن دراعيه .
هز كتفيه ... و قال بسخرية "انا ككل الرجال ... اكره المواقف المزعجة".
ردت بحرارة و لهجة محايدة " و انا كذالك ... كمعظم النساء".
-و ماذا حدث ؟
و اعتمد مجددا اللهجة المحادية نفسها و النظرة المتفحصة ذاتها فتشت روان عن رد ... و اخيرا قالت بضعف " كان سوء تفاهم " .
-سوء تفاهم ؟.
هذه المرة عكست لهجته الادب و السخرية و عدم التصديق .
هزت راسها و بقيت تنظر الى الارض " اجل " .
و انعكست صورتها على الجدران المغطات بالمرايا فكشفت عن رجل طويل جدا و مسيطر و امراة نحيلة بالكاد تصل الى كتفيه ... شعرت روان بالضعف و البؤس فنظرت الى الارض المغطات بالسجاد .لكن قبل ان يتاح لها ان تسال عن وجهتهما توقف المصعد و انفتح الباب ليكشف عن ردهة .
سالت بقلق و هي تنظر حولها " اين نحن ؟"
في مدخل شقتي .
قرا افكارها بسهولة فابتسم و اكمل بهدوء " اقل ما يمكن ان تفعليه هو احتساء القهوة و اخباري عن ... سوء التفاهم هذا ... ثم اوصلك الى البيت ".
قالت " لا ...لا...ساطلب سيارة اجرة" .
لكنها ترددت .
هز كتفيه قليلا و قال " البديل الوحيد هو ان تبقي في المصعد الى ان يذهب او تذهب ... و اذا كان او كانت يسكن هنا فهناك دائما امكانية ان يختار او تختار المصعد الذي تختبئين فيه ".
قالت روان بحس مخدر " انها امراة " .
و تركته يجرها من دون رحمة الى باب اخر "انها امراة ... و انا لست خائفة منها ".
قال بهدوء " ادخلي " .
الا ان الحدة في صوته جعلتها ترفع راسها .
قالت مرتجفة "لا اعتقد ان هذه فكرة جيدة ...".
نظر ولف اليها بفم قاس و للحظة ارتجفت مجددا " لن اعتدي عليك روان " .
ردت بسرعة " اعرف "
و سمحت له بغباء ان يقودها الى عتبة البيت .
ابتسم قبل ان يستدير ليقفل الباب ... و كادت تقع على الارض بسبب جادبية تلك الابتسامة و تطلعت روان من حولها فرات لوحة بيعت في مزاد علني منذ سنة بسعر خيالي يكفيها لخمس سنوات .
كما لاحظت السجادة الفارسية . تلك القطعة الانيقة المتقنة الصنع بالوانها الفريدة اذن بوبو مخطئة ... فولف تالامنتس خبير متمكن و لسبب ما اراح هذا اعصاب روان لكنها كانت لاتزال ترتجف حين قال ولف " هيا انت بحاجة الى القهوة ".
لم تكن روان قد دخلت الى شقة مماثلة ... مع انها توقعت رؤية الثراء ذاته اللذي راته في البهو في الاسفل الا ان نظرة واحدة كشفت لها ان ولف لا يهوى المظاهرة فالغرفة التي دخلتها كانت كبيرة و مفروشة بذوق رفيع لكنها مريحة و لاحظت كتبا و مزيدا من اللوحات اللتي تدل على الخبرة و زهو .
قال "اجلسي ... ساحضر القهوة ".
شكرا لك .
كانت اعصابها لا تزال متوترة لرؤية والدة طوني فسعت الى التنفيس عن هذا التوتر بالحركة . و انتظرت الى ان ترك الغرفة فاتجهت الى النوافذ و رفعت الستائر و امسكتها لتنظر من خلال الزجاج .
و تجاوز نظرها الشرفة ليصل الى انوار اوكلاند المنتشرة حول الميناء و الى عتمة خليج "هاوداكي" ... و كان مطر الربيع قد غسل الهواء فراح كل ضوء يلمح بحدة و اشراق و كانه نجمة .
كانت تتشوق الى ان تعود الى اماكن كوخها.
سال ولف من خلفها "هل تريدين الخروج الى الخارج ؟ الطقس بارد ".
بتردد غريب تركت الستائر و استدارت لتواجهه "لا... شكرا لك ... كنت فقط القي نظرة " .
و حاولت ان تبتسم لكنها احست بايتسامتها تموت .
ان المنظر رائع الجمال .
تعالي و اشربي قهوتك .
وضع صينية على طاولة منخفضة و استقام فيما كانت تقترب.
لازلت تبدين شاحبة .
و تفرس فيها باهتمام و اضاف " لابد ان سوء التفاهم هذا كان جارحا ".
هزت كتفيها و جلست " لقد حذت منذ زمن طويل " .
و غطت رموشه السوداء الكثيفة عينيه فاخفت افكاره و قال " حقا ؟ نظرا لرد فعلك ارى ان ما جرى مهما كان لا يزال حاضرا"
انتهى الفصل الثاني

Just Faith 26-11-17 06:58 PM

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

Just Faith 26-11-17 06:58 PM

الفصل الرابع
الوجه الشرير للذئب
ما ان فتحت روان عينيها حتى هبت جالسة اين هي الان ؟وفجاة عاودتها الذكرى انها على اريكة في منزل ولف ...حيث تركها البارحة واوى الى غرفة اخرى .
ولف ....ةلف تالامنتس
ليلة امس سمحت لهذا الرجل بان يعانقها ويضمها وهو رجل لم تعره سوى منذ ساعات ...رجل اكثر ثراء وكثر فثنة من طوني
دعوته لها على العشاء ليست عذرا كافيا ولا رؤية السيدة سيمبسون صدفة في ردهة ..فقد اراذت ان يعانقها ولف منذ التقته ولان هذه الامسية كانت مقتطعة من الزمن ومسروقة من الحياة فقد تمسكت بالفرصة لكن الامر لم يتم كما ارادت هي
من السهل جدا الوقوع في حب ولف تالامنتس حب عميق لاشفاء منه ...ما عايها سوى ان تتذكر المعلومات التي همست بها بوبو لتعرف ان ما من شيء مشترك بينهما عدا جنون الرغبة في لحظة جنون ...فعدا عن ماله الوفير وسلطته المهيب لن يتزوج امراة لا تجد السعادة اللا حين تغوص حتى المرفقين في الطين لتصنع الاواني الخزفية .
وهي لاتريد علاقة غرامية وادركت بسخرية مريرة انها قد تشعر بشيء من التملك نحو ولف ...لا ليس كما كان طوني يفعل ...لكنه سعور يكفي لاذلالها ..
حان وقت الرحيل ....وحضرت نفسها للرحيل سريعا ومن دون ضجة..
استيقض ولف بصمت وهدوء وحين سمع جلبة في غرفة الجلوس سارع بالنهوظ ووصل الى الغرفة حيث ناداها .
وردت بصوت رفيع "نعم"
التفتت اليه فراته واقفا في البيت يحدجها بنظرات ملؤها التساؤل .
سال بصوت اجش مثير "ماذا تفعلين؟"
فردت بقسوة "انا ذاهبة "
لكن هدوؤها تخلى عنها حين بدا يتحرك.
-لا....لا....عد الى النوم ساطلب سيارة اجرى .
-ساوصلك الى البيت
-لست مضطرا.
كرر "ساوصلك الى البيت "
وعندما ظهر ولف مرتديا ملابسه كانت قد ارتدت قميصها الذي غسله بالامس وراحت تفتش عن حقيبة يدها التي تحتوي على المشط .
قال باختصار "انها على الارض قرب الاريكة "
اخدتها وادارت له ظهرها ....كشرت ومررت المشط من دون رحمة في شعرها الاشعت وحين عاد الى الغرفة عرفت انه غاضب ....وغضبه هذا ليس نارا سرعان ما تزول بل غضب عميق حارق .
سالته بلهجة رسمية "هل نذهب؟"
لم يجبها مما جعل الامور اكثر سهولة وبصمت نزلا في المصعد الى موقف السيارات حيث صعدا بصمت في سيارته وبعد ان اعطته عنوان بوبو قاد السيارة من دون ان يتكلما في الشارع المبتل بعطر الربيع .
عندما توقفت السيارة الكبيرة امام المبنى السكني سالها "هل لديك مفتاح؟"
-اجل ....شكرا لك
قال من دون مقدمات "يجب ان نتكلم ....ساتصل بك بعد ظهر الغد"
-انا ....لا حاجة ان ......
قال "روان ...اما ان نتكلم غدا او اعيدك الى بيتي ونتكلم الان "
لكن اللهجة اللطيفة لم تخف التهديد االكامن من وراء كلماته .
فردت بحرارة "لن اعود معك الان ....حسن جدا ساكون هنا بعد ظهر الغد "
سار معها الى الباب وودعها بادب ثم تركها بعد ان دخلت الشقة .
عندئد عاد قلبها يخفق من جديد وملات انفاسها رئتيها ....احست بالضعف فجاة فترنحت لحظة قبل ان تستجمع عزمها وتدخل الى الشقة على رؤوس اصابعها .
في الغرفة الصغيرة التي تعتبر غرفة ضيوف ومكتب بوبو معا استلقت روان في السرير .
لماذا كان غاضبا هكذا ؟هل لانه فقد تلك السيطرة المخيفة على نفسه وهو معها ؟
لا تستطيع ان تصدق انها تصرفت بمثل هذا الاستهتار فهذه من اغرب التجارب التي عرفتها طوال حياتها ولن تستطيع فهمها....
وشكت في ان يفقد ولف عادة سيطرته على نفسه كما حصل ليلة امس ...وغطت اخيرا في نوم مضطرب والافكلر المتضاربة تضج في راسها.
استدارت بوبو حين دخلت روان المطبخ في الصباح التالي وقالت "حسنا جدا....اخبريني ...."
تمكنت روان من ان تبتسم ابتسامة ضعيفة واجابت "انا لا اخبر احدا بما افعله عادة"
-اجلسي ....اجلسي ....انت بحاجة الى شيء من الكافيين
صبت القهوة وقدمتها لها وعيناها تضجان بالاهتمام .
سالت "ما الامر؟ولا تقولي لي انه سيء لانني لن اصدقك "شربت روان بعض القهوة وتمكنت من الابتسام "حسن جدا .....لن اقول لك"
عبست بوبو وجلست على كرسي اخر امام الطاولة الصغيرة وسالت باهتمام "هل تشعرين بالسوء ؟"
وبعد ان ابتلعت المزيد من القهوة استسلمت روان لاغراء الافضاء بسرها .
-كنت حمقاء ...اعني الخروج مع رجل لا اعرفه ولم اره من قبل هذا جنون .
-ولماذا؟اذ كنتما قد استمتعتما فما المشكلة؟
احمر وجه روان "لم نصل الى ذلك الحد"
هزت بوبو راسها وقالت بحنكة "جيد ....استمعي الى اختك الكبيرة ....لقد حان الوقت لان تكبري ....ان ولف رجل رائع ونظرة واحدة اليك جعلته لا يراني "
قالت روان متعبة "اشك في ان اراه مجددا"
نظرت بوبو اليها بخبث "وهل يريد هو ان يراك مرة اخرى ؟"
قالت روان بتجهم "على الارجح سيعتذر ....قال ان علينا ان نتكلم"
كانت تريد ان تطمئن اكثرمن اي شيء اخر لكن بوبو قطبت "لايبدو لي هذا جيد ....لكن لو ولو لم يكن مهتما بك لما فكر بالاتصال مرة اخرى ...لابد انه مهتم بك "è
-حتى ولو كان مهتم ...لن ينجح هذا
ارتفع حاجبا بوبو وسالت "ولماذا لا؟"é
ضحكت روان وردت "لا ارى نفسي صديقة لبليونير ...هل تستطيعين رؤويتي هكذا ؟"
قالت بوبو بحدة "توقفي عن هذا فورا استطيع ان اراك اي شيء تريدين ان تكونه ....روان لا تعودي راكضة الى "كوراباي"...على الاقل اعطه فرصة "
وصمتت تبدو خجلة من نفسها فابتسمت روان ابتسامة جافة وقالت "لن افعل ما لا يناسبني حتى ولة من اجل العشرة بالمائة حصتك "
ونظرنذت الى فنجان قهوتها مضيفة "هذا غير مناسب لي ....اتنه خطا ويخفني ...انه كل ما اقسمت الا اختلط به
تنهدت بوبو "اعتقد انك وقعت في حبه وهذا يحدث وما عليك ان تفعليه هو ان تشدي عزيمتك وتجدي شخصا اخر هل حاول والدك ان يقنعك بان لكل واحد منا رفيق عمر وان على المرء ان ينتظره؟"
تذكرت روان الرجل الذي لم ينظر الى امراة بعد ان ماتت عروسه وهي تلد ابنته وقالت بهدوء "لا"
هزت بوبو راسها قائلة "لكن هذا ما ترغبين فيه وما نرغب فيه جميعا لكنه لن يحدث يا روان ....من يبحث عن رفيق الروح هو شخص رمانسي ...ولف تالامنتس ليس من هذا الصنف ...انه اقسى من ان يؤمن بالقصص الخرافية الجميلة ...وما حدث لاخيه ابعده عن مثل هذه الامور الى الابد"
واضافت حين رات نظرة روان المتسائلة "انها فضيحة قديمة .لقد اطلق النار على نفسه لانه لم يستطع الحصول على الفتاة التي يريدها روان ....روان .....ما الامر ؟"
سالت روان وقد ابيضت شفتاها "هل تعرفين ....اسم شقيق ولف ؟"
-لا اعرف ....بلى ....بلى ....اعرفه انه اخوه من امه ....طوني سميسون ....تذكرت هذا لانني كنت اخرج يومها مع طوني ويذرلي .
غطت روان وجهها بيديها وهمست "طوني سميسون ...اوه ...يا الهي "
واحست ببرودة الثلج ةتثقل قلبها صدمة ورعبا .
ابتلعت بوبو ريقها بصعوبة وهمست "انت؟ انت هي الفتاة؟لا......كنت لاتذكر اسمك "
فقالت روان بصوت رفيع "روان هو اسمي الاول .....لكن والدي كان ينادني دائما باسمي الثاني "ان" لا اعتقد انه كان قادرا على تحمل اسم روان لان امي اختارته قبل ان اولد ...وقررت ان ادعو نفسي روان بعد ....فيما بعد "
وقفت بوبو مصدومة واحتضنت روان بقوة قائلة "يا لهذه المصادفة الفظيعة وانت وولف تعرفان الامر "
جمد الرعب الدم في شرايين روان هل كان يعرف ؟حاولت ان تتذكر لحظة رات السيدة سميسون في الردهة ...اين كان ولف ؟ خلفها ...تخفيه النبتات والاعمدة الرخامية ...وما ان ارتدت روان خائفة نحو المطعم حتى لحق بها ولم ينظر الى الخلف ...كان كل اهتمامه ينصب عليها .
لا....لايمكن ان يكون قد راى امه او سمعها وبالتاكيد ما كان ليغازل روان لو عرف هويتها ...احست بارتياح سخيف وقالت بصوت رفيع "لا لم نكن نعرف "
تراجعت بوبو الى الخلف تنظر اليها بقلق وسالتها "وهل ستقولين له ؟"
-والدته تلومني على مقتل طوني لذا فانا اعتقد ان ولف يلومني ايضا .
تخلت عن الاحلام التي بالكاد راودتها واكملت "بوبو ....يجب ان اعود الى بيتي ...لكن لو فعلت فسيرغب في ان يعرف مكاني "
بدا ان بوبو تتحرق شوقا لطرح مزيد من الاسئلة لكن شيئا في وجه روان منعها وبدلا من ذلك اصبحت عملية ونشيطة .
-حسن جدا ...ساوصلك الى المطار ...يمكنك تحمل كلفة السفر جوا 0....لقد بعنا اعمالك كلها ايلة امس وحصلت انت على ما يكفي من مال لتشتري بعض الطلاء النادر الغريب للخزف ..انهي قهوتك ووضبي اغراضك بينما اهتم بتذكرة سفرك .
-اكره ان اتركك تواجهين ولف .
-لا تقلقي ...استطيع مواجهة اي كان ....وقد القي شباكي عليه
كتمت روان غيرة عنيفة وابتسمت ابتسامة زائفة "ارجوك ....لا تعطه عنواني "
وانتظرت الردج متوترة فوعدتها بوبو "لن افعل "
*********
بعد ثلاثة اسابيع وبينما كان ولف ينظر الى السماء تندر بالمطر تمتم بسخرية "موقع مناسب يا روان ...بري جميل بشكل غير عادي "
لو كان يؤمن بالخرفات لتاثر حين راى البرق ينتقل من غيمة الى اخرى بعد ان تلفظ باسمها لكنه لا يؤمن بالخرلافات ...ومع قصف الرعد وتردد صداع في الافق انشغل باليخت وهو يحاول تجاوز ريح شديدة اخرى .
بحسب الخرائط يجب ان يصل الان ...اجل...ها هي التلال المغطاة بالشجيرات الصغيرة الكثيفة والمنعطف الذي يشير الى المكان الخطير الذي تختبىء فيه روان .
كانت السيطرة على الدفة شبه مستحيلة في هذه العاصفة التي تصب وابل مطرها ...ووجه المركب نحو الخليج الصغير مبقيا عينا حذرة على تغيير الريح والتيارات والصخور في مثل هذه الظروف الخطرة الابحار يثير حماسته وبهجته لكنه لا يحب التهور ...ومع ذلك حين ظهر المناء امامه سمح لابتسامة قاسية من الرضى العدائي ان ترتسم على وجهه .
توقف المطر فجاة كما بدا ....وسمح للشمس المتسللة ان نغسل البحر والشاطىء بوهجها الاصفر الحزين ...وشق المركب الماء باتجاه الشاطىء الابيض الشاحب ...وبعيدا عن الصخور المنخفضة المغطات باتلشجر راى منزلا مختبئا ...صغيرا وقديما ويحتاج فعلا الى طبقة من الدهان .
انه منزل روان .
من زاوية عينيه لمح ولف حركة علة الشاطىء اجل حتى من هذه المسافة استطاع ان يتعرف عليها ...خرجت من بستان يحد الشاطىء ..وضيق عينيه فلاحظ كلبا يسير في اعقابها وبندقية صيد على ذراعها ..ارتسمت ابتسامة ساخرة على فمه اذن فنانة الخزف المغوية خرجت لتصطاد ...الارانب على الارجح ثقتها وهي تحمل البندقية كانت مسمار اخر في الصرح الذي بدا يبنيه حولها .
لم تكن قد خطت خطوتين حين رات اليخت ومن دون ان تلتفت اليه استدارت برشاقة واختفت بين الاشجار تاركة الشاطىء فارغا يردد صدى فراغه .
ابتسم ولف مرة اخرى وتخيل انه قادر على الاحساس بغضبها واستيائها مثل هبة ريح عاصفة تجتاز الماء لتضربه بقوة بدائية لكن هذه المرة لن تهرب منه .
حين دوى الرعد مجددا خلف التلال المعتمة نظر ولف بسرعة الى الخريطة ووجه اليخت نحو الريح ...وكسيدة انيقة استجاب اليخت على الفور لتصرفه الماهر وخلال ثوان طوى الشراع الامامي ورمى المرساة .
اقشعر جسمه وكان الطبيعة تحذره من انه لا يزال تحت المراقبة وهو يتاكد من سلامة اليخت فكر بالقصعة التي اشتراها من المعرض ...والتي تحمل الرقم 47.
بطريقة ما عملت روان في الطين لتبتدع تجربة عاطفية فريدة .
وبدافع مجنون دفع ولف ثمنا باهطا وعرض القصعة في منزله لتذكره في كل مرة يراها فيها ان المراة التي صنعتها مسؤولة عن موت اخيه ...وبسببها اصيبت امه بالذبول .
قد تكون روان كوربيت نابغة في التعامل مع الخزف والمراة اللتي كاد تجاوبها اللعين معه يفقده عقله ... لكنها ايضا اقرب الناس الى القتلة .
و هذا ما يجعل عدم سيطرته على نفسه معها امر غير مسؤول خاصة و ان ماساة طوني موجودة لتحذره مقدما.
لقد شك في انها عرفت حقيقة هويته .... فقد كان طوني يتبجح بانجازات اخيه ....كما ان رحيلها المفاجئ مثير للارتياب و كدالك تململ وكيلة اعمالها حين سالها عن عنوانها .
سيكون مثيرا للاهتمام ان يعرف ما اذا تعمدت استخدام جمالها لتهدئته قليلا .
لو انها فعلت فقد اساءت تقديره و فهمه فهذه ليست المرة الاولى التي ترمي فيها امراة بنفسها عليه بدافع خفي ... و لو انه لم يشعر من قبل بمثل هذا المزيج من الغضب و السخط و الازدراء نحوها و نحو نفسه اصبح الان منيعا ضددها و لن يتاثر بوجودها قربه ... لقد منع نفسه عنها في المرة الماضية و سينجح هذه المرة ايضا .
انزل المرساة و نزل الدرجات الثلاث الى الكابين في الاسفل حيث التقط منظارا عسكريا و اخذ يراقب المنزل .
كان المنزل قديما بسقف منحدر و شرفة تمتد على طول واجهته ... بدا معزولا خلف اشجار ضخمة تتعلق بعناد بالصخور و جدورها الطويلة القوية يغسلها رذاذ الماء .
و بعد تفحص دقيق و سريع للمكان عامة اعاد ولف نظرة الى حيت اختفت روان .
حركة سريعة جعلته يدير منظاره نحو الجهة الاخرى من الشاطئ ... اجل .... ها هي و الكلب الالماني الضخم يركض خلفها و هي تتجه نحو بيت صغير عند اسفل الصخور .
تدفق الاندرينالين في عروقه و تقلصت عضلاته لجزء من الثانية فيها تحركت في داخله قوة جامحة ... لكنه ضبط مشاعره و ابتسم من دون مرح و هو يرمي المنظار فوق المقعد.
تجمعت غيوم عاصفة مجددا في الافق لكن الريح كانت قد خفت و تركت الجو ساكنا مثقلا ... رفع ولف وجهه الى السماء في تواصل صامت مع قوى الطبيعة الحرة .
شعور غريب جعل اعصابه تتشنج و لزمه كل تركيزه ليبقى هادئا و لئلا يتحرك و يتبادل النظر مع امراة تراقبه من وراء ستار الاشجار .
تذكر شكل عينيها حين رفعت جفنيها المثكلتين الكسولتين و تلفضة باسمه .
لا عجب في ان يكون طوني قد سحر بثلك العينين الغاويتين و بذالك الفم... و كتم ولف ما اعتمل في قلبه ... عينا روان تحملان اسرار خطيرة لكن بعد ان فهم مدى قوتها اصبح مسلحا ضدها
منذ ثلاثة ايام قابل طبيبة لاورا سمبسون التي قالت ببساطة "لم يعد لدي ما اقدمه ... لقد جربنا كل شئ "
لكنها لا تعاني من اي علة جسدية ؟.
و تحركت الطبيبة دونما ارتياح " لا نعرف ... لكننا نعرف اننا لم نجد اية علة ... و حالتها لا يسهل تشخيصها و الضغط النفسي مهم جدا في هذه المسالة "
و نظرت الى وجه ولف قبل ان تضيف " و ليس من المحتمل ان تموت " .
فرد ولف بقسوة " من الافضل ان تموت .... لقد كانت سعيدة و مليئة بالنشاط تتلهف كل صباح للاستيقاظ ... اما الان فكل شئ تقوم به يتطلب منها جهدا عظيما " .
شد حبل القارب الصغير المربوط خلف اليخث و نزل اليه كان يعرف انه سيبدل اي جهد و سيقوم باي عمل لتلتقي روان كوربيت بامه و تعطيها المعلومات التي تحتاجها يائسة حتى لو اضطر الى خطفها .
و ما ان وصل الى الشاطئ حتى كانت تتقدم نحوه و كلب الرعات الالماني يسير خلفها ... المراة و الكلب متصلبان بعدائية ... لم ير اثرا للبندقية لا شك انها اخفتها في غرفة المراكب .
تذكر و هو يبتسم من دون مرح انها بارعة في الفنون القتالية ... لكن سيلزمها اكثر من قفزات خيالية لتواجهه .
كان الضوء الاصفر الغريب قد تحول الى نور لطيف صيفي جعل الرمل بلون الذهب و حول الماء الى لون ازرق داكن لامع و انار المطر اللذي استقر على الاشجار فلمع كالفضة و كانه في غابة مسحورة .
منظر رائع ... لكنه ليس هنا ليستمتع بالمناظر ... نزل ولف من القارب قبل ان يصل الى اليابسة ثم امسك الحبل و سحب المركب الصغير فوق الرمال نبح الكلب الكبير و قفز باتجاهه بعدائية ... فاستدار ولف بحركة رشيقة ليخفف من صدمة جسمه الضخم ... انه قادر على التعامل مع الكلب .
قالت روان بحدة "ارقد" و اتسعت عيناها في وجهها الشاحب .
و على مضض عاد الكلب اليها و رقد قربها مع ان نظره لم يفارق وجه ولف .
بسعادة باردة قاسية و مترقبة وقف ولف حيث هو .. مجبرا اياها على ان تتقدم نحوه و شعر بهذا كامتياز له ... شئ يحتاج اليه ...ةاعتصرت يد خفية احشاءه لكنه قاوم شحنة قوية من القوة و الاثارة .
لقد فقدت بعضا من وزنها ... مع انها اخفت ساقيها الطويلتين الرائعتين و خصرها النحيل تحت كنزة قديمة مبقعة بالطين و بنطلون بلون الخردل حول لون عينيها الى ذهب خالص و بعثرت هبة ريح شعرها فوقعت خصلة منها على وجهها الذي بدت عظامه اكثر بروزا مما كانت عليه منذ ثلاثة اسابيع .
و هاجمت ولف ذكرى تلك الليلة و هو يضمها الى صدره فاجتاحت صدره حرارة مفاجئة لكنه عاد و تمالك نفسه و سيطر على انفعالاته .
راح الكلب يسير جيئة و دهابا خلفها و هو يكشر عن انياب ضخمة و كانه يقرا افكار ولف .
و بصوت منخفض امرته روان بالبقاء مكانه ... و توقف على بعد ثلاثة امتار عن ولف و قد امتزج الذعر و الفرح و الصدمة في قلبها .
يا للشجاعة ولف تالامنتس ... معضم الرجال اللذين يواجهون "لوبو" و هو في مزاج عدائي يقومون بما في وسعهم لابتعاد عنه و قد اظهرت الثقة الباردة في وقفته لروان انه واثق من قدرته على التعامل مع لوبو .
هل عرف من هي ؟ و سرت في جسمها موجة ارتياب جعلتها تضاهي الثلج برودة لكنها قابلت عينيه من دون خوف و سالته "ماذا تريد ؟"
نظر اليها بعينين هادئتين غير مقروئتين ورد "اريد ذلك الحديث الذي هربت منه "
تسارعت نبضات قلب روان لكنها سيطرت على اثارتها وقالت"ليس لدي ما اقوله لك اعتقد انني اوضحت هذا جيدا "
-اتسال ما الذي جعلك تظنين ان من السهل التخلص مني ...لدي الكثير لاقوله لك
غضن العبوس جبينها ....لم تكن تعرفه في هذا المزاج وبدا لها مخيفا تتفجر منه طاقة شريرة اطلقت اجراس الانذار في عقلها ....لثلاثة اسابيع استعادت ذكرى كل لحظة قضياها معا ...حتى انها تخيلت لقاءهما مرة اخرى حيث اصغى اليها وهي تخبره ىعن موت طوني وتفهم ما حصل .
لكن الخيال يجعل المرء مغفلا بطريقة ما عرف من هي ....وبراس مرفوع وكلها امل الا تكون بوبو قد اخبرته شيئا قالت "لا"
وراقب ولف الكلب لوبو وهو يتقدم مكشرا عن انيابه ...انه وحش كبير غيور انه يعي اكثر منها الخطر الذي يمثله الدخيل .
.وفكر ولف في انه مع الوقت قد يصل الى نوع من ةالصداقة مع الكلب ....لكن الصداقة مستحيلة مع روان مع ذلك ومن وراء الحاجز الثلجي الذي احاطت نفسها به ىاحس بدلائل سرية تشير الى مشاعرها ....دلائل راح جسده يتجاوب معها في توقيت غير مناسب ابدا .
قال بدافع خفي "هل تذكرين ان ثمة نقاط مشتركة من حيث الالوان بينك وبين كلبك؟شعر اسود مظلم مثل قبور الجحيم وعيون وكانها احجار كريمة سمراء محمرة هل هو من العائلة ؟"
فيما بعد سيحاول ان يفهم ما يحاول ان يفعله لكن الدهشة التي ظهرت في عينيها كانت مكافئة له .
قالت ببرود "لا اجد هذا مسلبا ...اجوك ارحل من هنا "
ابتسامة كانت افرب الى العدائية حين قال بلطف "ليس قبل ان نتكلم عن الايام الماضية "
شحبت فجاة واخفى جفناها المثقلان عينيها الساحرتين وسالت "الايام الماضية ؟."
وتمكنت من السيطرة على نفسها لتضيف "ليس لدي ما اقوله لك "
تقدم ولف نحوها قائلا "بينما انا لدي ما اقول ....لدي الكثير وسوف تستمعين الي é"
ارتجف لوبو بتحد غاضب لكنه لم يتحرك من دون اشارة من روان .
قال ولف وهو يرفع نظره اليها لياسر نظراتها "انه مدرب جيدا هل ستعطيه الامر الذي يتلهف لسماعه ؟"
وجمد الغضب البارد صوتها "ليس في الوق الحاضر "
رمت الكلمات بحدة لانها لن تتمكن من اعطاء هذا الامر للوبو وولف يعرف ذلك ثم اضافت "ساسمع ما ستقوله اولا "
سالها بوضوح وازدراء "لماذا لم تردي على رسالة امي ؟"
انتهى الفصل الرابع

Just Faith 26-11-17 06:59 PM

الفصل الخامس
الرعب يحرسها
انقبضت معدة روان بينما كلنت عينا ولف تتفرسان في وجهها بنظرة مبهمة وبلون كثيف جدا حتى قاربتا السواد ...وحرك تفرسه الذي لا يرحم شعورا ما في اعماقها
اذن كان يعلم من هي .....وما من شك في مشاعره مع ذلك وبالرغم من انها توقعت من ان يردد اتهامات امه الا انها احست بجرح حقيقي حين سمعت الاتهام الصريح في صوته .
قالت بتبات وهي متصلبة تتوقع شرا "لقد سبق وقلت للسيدة سمبسون ما حدث مع ...لاخيك قلت لها هذا مند ست سنوات لم تصدقني ....بل لامتني على موته فلم اصغي الى اتهامات مجددا؟"
قال ولف بجراة "لم تصدقك لان ادعاءك انك لم تري شيئا لم يكن مقنعا ....مثل مرض والدك وعدم قدرته على اعطاء دليل عند الاستجواب "
فردت بثبات "لقد اعطى دليلا خطيا وقدمه المحقق للضلبط المسؤول عن والدي "
قال ولف ساخرا "وكان كلاهما صديقا لوالدك ....ويعرفان انه يحتضر"
تجاهلت كلامه لانه كان ةصحيحا ورفعت راسها قائلة "اما بالنسبة لمرضه فقد مات بعد اسبوعين من الاستجواب "
-اعرف هذا
لكن لهجته لم تكشف عن التعاطف او التفهم وتابع "طلبت مني امي ان اقول لك انها لم تعد تلومك واشك في ان تكون لامتك يوما لقد تحطمت بسبب موت طوني ....وندمت كثيرا على تنفيس غضبها زبؤسها عليك ...وتحتاج لمعرفة الحقيقة لانها مريضة جدا "
تسمرت روان في مكانها وهي تتذكر الوج النحيل المتعب للمراة التي شاهدتها في المطعم وذلك الشعر الابيض الذي كان اسود ايام التحقيق ثم قالت بصوت اجش "انا اسفة جدا "
ماذا كانت السيدة سمبسون تفعل في المطعو ؟هل كانت تنتظر ولف ؟لا....لقد كانت مع مجموعة .... .
قال "هل سيغير هذا رايك؟"
وحين ترددت رد على نفسه بازدراء بارد "لا.....لن يغير رايك اعتقد ان ما من سبب يدعوك للاهتمام بها "
ردت بغضب "هذا ابتزاز "
-انها الحقيقة
ورقبها بوجه متحجر وعينين ضيقتين فقالت"من غير المجدي ان اراها فليس لدي ما اضيفه ....لا شيء جديد اقوله لها ...ارجوك ارحل "
وتحشرجت انفاسها في رئتيها وهي تستدير على عقبيها لتسير على الشاطئ بائسة وتتركه خلفها
وبقي لوبو في مكانه بتهديد متحد ثم لحق بروان على مضض بعد ان نادته
قال ولف بوضوح خشن "لن ارحل يا روان ...بيننا امور لم تنته بعد "
وكانما لدعم كلامه تصاعد صوت الرعد من وراء الافق ....فاستدارت روان ببطء وردت بحذر "يحق لك ان تحتمي هنا طبعا من حسن حظك انك وجدت طريقك الى الخليج ربما من الافضل ان تستمع للنشرة الجوية في المستقبل ....فهذا الساحل يمكن ان يكون خطرا "
فقال بعجرفة ناعمة "يبدو لي كلامك مثل التحذير "
قالت بلهجة تتراوح بين القسوة والتصلب "ورد التحذير في النشرة الجوية "
ومجددا بدات تسير مبتعدة .
قال و الخشونة في صوته اكثر وضوحا "لقد راجعت اقوالك في التحقيق واعتقد ان هناك ما يكفي من التناقض في قصتك لتفتح الشرطة ملف القضية مرة اخرى "
وقفت روان في منتصف الطريق ....وفكرت بعذاب "يا الله الن ينتهي هذا الكابوس؟كانت واثقة من انها وجدت ملاذا امنا ...وها هو هذا الملاذ ينتهك من قبل رجل خطير ذي سلطة واسعة ...فاي قدر شرير تامر عليها واتى به الى معرضها ؟"
لكن القدر لم يدفعها الى احضانه .
واستدارت لتسال بمرارة "وهل سيساعد هذا امك ؟"
تفرقت السحب وتدفق فجاو نور غير عادي عليه ليضئ ملامحه الشرسة التي لا تلين بدا قاتما مخيفا وسط الشعاع ...
وللحظات مشحونة مرعبة وقفت روان مسمرة تقاوم رغبة غامرة في الهرب ....
قال ولف "الحقيقةدائما افضل من الكذب "
ردت باختصار وهي لا تزال تنتفض خوفا "يؤسفني ان امك ميضة ...لكنني لا استطيع مساعدتها "
ودفعها مزيج من الغضب والعار لان تضيف "ولن اقترب منك مرة اخرى ....لذا ليس لديك ما يبقيك هنا "
لم يتحرك ولف بل قال ببرود ساخر "لن النمسك ...امامك فرصة واحدة لتتجنبي مقابلة امي بان تقولي لي نا حدث بالضبط "
ردت روان من فوق كتفها "لست مضطرة للرد على اي سؤال ...ولو رايتك على ارضي مرة اخرى فسارفع عليك دعوة واتهمك بالتهجم والتسلل الى املاك الغير ...."
واكملت سيرها عائدة الى سقيفة المراكب بظهر مستقيم وراس مرفوع عاليا وكانت قد وصلت تقريبا الى اسفل الصخور حين سمعت هدير محرك القارب .
وتخلت عن اي محاولة للتصرف بوقار فركضت في الممر الضيق بين جدور الاشجار وما ان اقتربت من المنزل حتى توقفت وراحت تراقب المركب وهو يصل الى اليخت الفخم .
على الاقل لم يكن يعرف هويتها ليلة التقيا فما كانت لتحتمل هذا فستشعر باذلال لا حدود له لو انه كان يامل ان يحصل على معلومات منها .
استدارت بسرعة ودخلت المنزل .
ولف تالامنتس بكل تاكيد شخص خطير ومصمم ...شخص لديه السلطة الكافية ليحول حياتها الى جحيم اكثر مما فعل اخوه ....لانه يعرف عنها اكثر مما عرفه طوني .
.تملكها الذعر فاعتصر معدتها وشوش افكارها وبالرغم من قدرتها على ابعاده عن الشاطئ الا انها ى تستطيع اجباره على رفع المرساة ومغادرة المناء الصغير ....لقد
وجد عنوانها ولحق بها ...فهل ستبدا الدوامة من جديد ؟هل تجري عادة المطاردة في دم العائلة؟
قالت لنفسها بانفعال "لا تكوني سخيفة "
هل كان تهديد ولف اللجوء الى الشرطة مجرد كلام ؟هزت راسها نفيا فهو لا يطلق التهديدات جزافا
لسنوات كتمت الذكريات وابقتها هاجعة فراحت تنتقل من عمل الى اخر لتكسب قوتها ...وكانت تبحث عن وظائف تتطلب عملا شاقا بحيث تتمكن ان تنام ليلا .
هل سيتركها وشانها لو قالت له ان طوني كان يطاردها وقد جعل حياتها جحيما بتهديداته ومراقبته لها؟بالطبع
ولماذا يصدق؟صديقتها لم يصدقنها بل اعجبن بطوني وبالزهور والهديا الغالية الثمن والمكلمات الهاتفية وارسائل التي انهالت عليها ولم يفهمن كم تضايقت من ثقل تسلطه ....حتى والدها الشرطي لم يفهم الا بعد حين .
حرك لوبو ذيله وتثاءب مظهرا مجموعة اسنانه الرائعة كانت تكشيرته التي حاولت جاهدة ان تتجاهلها طفت على السطح مجددا ...
ماذا ستفعل لو ان ولف حرك القضية واجبر الشرطة على اعادة فتح الملفات ؟...لن تضطر للدفاع عن سمعة ابيها وحسب بل عن رئيسه الذي كاتن رائعا بالرغم من شكه في ان لموت طوني اسبابا اخرى لم يكن ابوها مستعدا للاعتراف بها وهذا الرجل المحب لا يزال في الخدمة ولا يستحق ان يعاني بسبب اخلاصه
وشخر لوبو فجلست القرفصاء وحاولت الابتسام قائلة "اتساءل عما اذا لاكنت قد اخترتك لانك اسود الشعر واسمر مثلي "
وبعد ساعات من العمل في الحديقة ارتدت ملابس النوم ونظرت الى الخارج الى حيث رات نورا فوق الماء ضوء صغير وبعيد ....كعين مراقبة وخطيرة في الخليج .
لو اخبرت ولف عن تحرشات اخيه فهل سيدرك كم ارعبتها ام سيرى هذا كرد فعل مبالغ فيه من رجل صرعه الحب؟ لم يتكلم طوني كثيرا عن اخيه الاكبر لم يذكر يوما اسمه لكن نبرة صوته كانت تدل على الحب وعلى شيء من الرهبة .
لا بد ان ولف احب اخاه الاصغر وبكل تاكيد احب امه ....وراحت روان ترتجف حين تذكرت الحزم البارد في كلماته وتصرفاته ...كما استعادت ذكرى تصرفاته المليئة بالحرارة والحب .
لماذا يجب ان يكون اخو طوني من امه ؟
تلك الليلة عاودها مرة اخرى ذلك الحلم القديم الذي يطلق فيه طوني النار عليها ...واستفاقت صارخة ووجهها مبلل بالدموع فيما راح لوبو يئن
لقد مرت ست سنوات منذ تخلصت لا من الكوابيس ...ودخلت الى الحمام وفتحت الصنبور بانتظار الماء الساخن .
هل ستكرر الامر؟على الاقل ثمة قوانين ضد المضايقة والتحرش لكن ولف يتمتع بسلطة لا ستتحرك الشرطة لو قدمت شكوى ضده وغسلت وجهها محاولة محو الحلم
لكن هذا لم يفدها وبقيت ترتجف فقررت ان تحضر فنجان شاي لكن حين دخلت مطبخها الصغير البارد بنافدته المطلة على المناء ترددت ولم تشعل النور
قالت بصوت مرتفع "كانما سيكون مستيقضا الان ومع ذلك حضرت الشاي على ضوء القمر الشاحب الحزين .
وبعد ان صبت الشاي حملته الى غرفة الجلوس المعتمة ووقفت عند النافدة ...وتقدم لوبو ليقف الى جانبها ينظر نحو الشاطئ بينما البرق يشق السماء .
كتمت روان اجفالا مفاجئا ....فهي لم ترى في اللمعان الباهر اي شيء او اي شخص على الشاطئ
من السخف الظن بان ولف شيطان ...انه رجل ذو جادبية لا تقاوم تحيط به كهالة ...لكنه مجرد رجل .
وعادت الى ذاكرتها متسللة صورة عضلات ظهره تحت قماش قميصه الرقيق حين انحنى ليشد القارب الى الشاطئ ....
قالت عبر اسنانها المشدودة لو تقدم الى اليابسة مرة اخرى فسابعده مع شحنة باردة في ظهره
وفجاة تذكرت البندقية التي تركتها في سقبفة المراكب
تاوهت وغضبت من نفسها بسبب اهمالها يجب ان تنزل في الحال وتحضرها فمن الغباء ترك البندقية حيث يستطيع اي كان ان يصل اليها ...ورفعت يدها الى قلبها مع تدافع المزيد من الذكريات الى راسها
قالت بصوت مرتفع "لن يصل اليها احد لان لا احد يعرف مكانها
لكن والدها علمها ان تفرغ اي سلاح من الدخيرة وتضعه بعيدا وان تخبئ الدخيرة
ونظرت بسرعة الى النافدة عادة كانت تحب المنظر لكن الاشجار المتمايلة وزخات المطر ه الليلة اثارت فيها الرعب
لا لقد عملت جاهدة للتغلب على خوفها من عتمة الليل ...ولن تترك ولف تالامنتس يبعثه الى الحيلة مجددا .
وشدت على اسنانها بعدوانية وارتدت بنطلون جينز وكنزة دافئة وانتعلت حذاء مناسبا ..لو لمسها احد فسيهاجمه لوبو ولو درست المسالة بعين المنطق البارد لرات ان الشخص الوحيد الذي قد يطوف في المكان هو ولف وهو بالتاكيد يريدها حية كي تتكلم مع والدته ...ستكون امنة تماما .
كان الكلب كظل اسود متلهف في اعقابها ...وانطلقت ...كانت تشعر بحذره وهما يشقان طريقهما نحو الممر بين الصخور الذي ينيره قمر مزاجي وبرق يلمع من خلف التلال
وفي سقيفة الوراكب اطبقت الظلمة عليها بثقل خانق فصوبت المشعل الذذي تحمله في يدها نحو الارض واضاءته ...واستطاعت رؤية البريق الازرق القاته لماسورة البندقية قرب العمود الخشبي حبث تركتها
ارتعشت ارتياحا ووضعت المشعل على عارضة خشبية وكانت تمد يدها نحو البندقية حين انفجر لوبو بالنباح وقفز نحو المدخل ثم اختفى في الظلام
وبقلب خافق التقطت روان البندقية واستدارت مصوبة تاركة المشعل نحو المدخل وتدكرت قصصا مثيرة قراتها فابتعدت قدر استطاعتها عن شعاع النور
وبالرغم من ارتفاع صوت خفقان قلبها سمعت صوتا واثقا بامر لوبو بالهدوء لكن الكلب نبح بشراسة انما لم يهاجم الدخيل
وخفت وطاة الصدمة وعاد عقلها يعمل فتملكها غضب وصل بشكل خطير الى حافة الذعر .
اخدت نفسا عميقا وثبتت صوتها لتنادي "لوبو الى هنا "
تراجع الكلب الى حيث النور وهو لا يزال ينبح ...وبالرغم من البندقية والكلب اثارت فيها صورة جسم ولف الطويل ذكريات جارفة حارقة طغت على اي شعور اخر ما عدا الاندفاع البدائي للهرب ...وحاولت بائسة السيطرة على نفسها وهي مجمدة خوفا .
بهرها نور قوي وهو يوجه مشعله نحو وجهها ...فهزت راسها وتململت
قال ولف امرا بهدوء "ضعي البندقية من يديك "
لكن التسلط في نبرته خلصها من خوفها وتذكرت متاخرة جدا تحذير والدها من الا توجه البندقية نحو احد فاخدت نفسا عميقا واخفضت ماسورة البندقية نحو الارض ...زمجر لوبو وركض ليقف قربها ...وتقدم المشعل منها
قالت بصوت رفيع "ابقى حيث انت "
-ضعي البندقية من يدك
لم تتحرك روان "اشعر بامان اكثر اذا ابقيتها حيث هي "
-لقد انتزعت الذخيرة منها
وتفجر الغضب حاد داخلها ليمنحها احساسا زائفا بالسيطرة على نفسها ...وغضبت من نفسهال لانها تصرفت بحمق حين تركت البندقية والدخيرة فيها
-اعطني اياها على الفور
قاتل ساخرا "لا ....طالما ان البندقية في يدك "
استجمعت ارادتها كلها لتقول بخشونة "اتسرق ؟الا يكفيك ان تتسلل الى املاك الغير يا ولف ؟"
كشف ضوء المشعل عن ابتسامة من دون مرح
-ساتركها حيث وجدتها حين تذهبين انا لا اثق بامراة مهملة مثلك مع السلاح 0.
سالت ساخرة وهي تستمد قوتها من غضبها "ماذا تفعل على ارضي بحق السماء؟"
امام رباطة جاشه شكل فقدانها لرباطة جاشها ضررا كبيرا لها رد متشدقا "اتفرج على المكان فقط"
وادركت غير مصدقة انه لن يبرر وجوده وشعرت بالبرد كرى رجل اخر كان يظهر دائما حين لا تتوقع ظهوره فقالت بصوت خطير "هذا ازعاج غير قانوني ...اذا استمريت في هذا فساستدعي الشرطة "
وقطب حاجبيه فاضافت "ولا تعد الى هنا ابدا "
قال بنبرة قاسية تدعم تهديده "شهر السلاح عمل عدواني ايضا "
-لكنك متسلل الى املاكي
-هذا لا يعطيك الحق في رفع بندقية في وجهي انا ذاهب الان وساراك غدا
كبحت روان ردا لادعا وراقبته بصمت وهو يتراجع نحو الظلام الدامس .
وبعد تفحصها البندقية لتتاكد
من خلوها من الذخيرة اطفات المشعل ووقفت دقائق عدة الى ان اعتادت عيناها على الظلمة ثم اتجهت الى المدخل وهي تنظر حولها باحتراس .
لم يتحرك شيء ....وفي المناء رات النور في قمة سارية اليخت كانه عين غاضبة ...ولم تر اي ضوء اخر كما لم تسمع صوت محرك يكسر الصمت ....وفي مكان ما كان لايزال يراقب وينتظر .
الرعب والذعر القديمان حطما الحاجز الذي بنته في وجههما ...ولامت بصمت الرجل الذي اعاد ايقاضهما .
وفي المنزل وضعت البندقية بعيدا وجلست على حافة السرير و قلبها يخفق في صدرها وكانها نجت لتوها من خطر عظيم .
لقد كانت بلهاء احساسها بالاضطهاد فاقه احساس غامر بوجود ولف وهذا بكل بساطة تعذيب لنفسها لا مبرر له .
وقفت لتسير الى النافدة غرفة نومها تتطلع الى الشعاع الصغير في الظلام ...لعل مراقبتها مقدمة للتجهم ...فقد كان طوني يتجسس عليها .
وضربت الريح المكنزل فتمايلت اغصان الاشجار بحيث بدا االنور من اليخت وكانه يومض .
كان ولف يتصرف بشكل بغيض لانه يريد منها شيئا ....شيء محدد ومنطقي .
هكذا اعتاد طوني ان يتصرف لكنها كبحت افكارها هذه وعادت بذكرتها نحو ولف مجددا ووجهه الاسمر الوسيم وتلك الهالة التي لا تقاوم من الجتدبية الرجولية ..وسرت رعشات في جسمها وهي تتذكر مدى جادبيته ....
نظرة واحدة اليه اوصلتها الى مكان لم تعد القواعد تطبق فيه وانستها التعقل فتملكها مزيج مبالغ فيه من الاثارة والاستسلام .
لكن عليها ان تتغلب على هذا وان تعود الى طبيعتها الحذرة لن تستطيع ان تخبر ولف ماحدت ....فهذا ليس سرها لوحدها
تركت الستارة تهبط وهي ترتجف وقالت "على اي حال هذا لن يساعد امه ...وعادت ببطء الى سريرها وهي تتذكر السيدة سمبسون الانيقة الجميلة والمذهولة ...."
الحقيقة ستقتلها على الارجح .
استيقضت روان على ومضض لكنها قفزت من السرير حين رات الساعة "بسرعة لوبو بسرعة....سيكون مشوارنا قصيرا هذا الصباح "
في الواقع لم يكن امامها القليل من الوقت فركضت الى سقيفة المراكب ....اجل....لقد ترك ولف الخرطوش على العرضة الخشبية حيث كانت تضع البندقية فوضعتها في جيبها وهي تعض شفتها .
وصلت الى المقهى متاخرة عشر دقائق فرمقها صاحبه بنظرة حادة وسالها "ماذا حدث ؟"
-اسفة.....لقد استغرقت في النوم.
-حسن جدا....ستعوضين عن تاخير عند الغداء لدينا زبون .
رسمت ابتسامة على شفتيها واخدت الدفتر والقلم لتخرج الى الغرفة المضاءة
والتقت عيناها بعينين خضراوين لامعتين ....عينا ولف .
تشنجت لكنها قالت وهي تقاوم ليبدو صوتها ثابتا "صباح الخير ...ماذا يمكن ان اضر اليك؟"
-بيض مسلوق وتوست ولحم مقلي وطماطم مسلوقة ....وقهوة .
تعمدت كبح ذكرى تلك الليلة التي استسلمت فيها لنوبة الغضب وسالت "قهوة اكسبرسو؟"
بالطبع تعرف انه يشرب القهوة القوية مثل الخطيئة .
ارتفع حاجبه الاسود وقال منهكما "بل قهوة عادية فلماذا نفشها باضافة اشياء اخرى عليها ؟"
ادهشتها ابتسامتها كما اغضبتهات وصدمتها وجعلتها تشعر باستسلام عابث ...فهذا الرجل يمكن ان يسلها ...وهذا ما اقلقها اكثر .
حين احضرت له ىالقهوة سالها متكاسلا "هل تستمتعين بالعمل هنا ؟"
ابتسمت ابتسامة من دون معنى ....وقالت من دون ان تحاول اخفاء ما ترمي اليه "انه عمل جيد لمراقبة الناس "
هل كان يعرف انها تعمل هنا حين قرر الحضور لتناول الفطور؟هذا ممكن ففي ثلاثة الاسابيع استطاع ان يعرف كل ما يحتاجه عنها تقريبا وانتابتها رجفة باردة .
لحسن الحظدخل زبونان فتركته لتسجل طلباتهما لكن بالرغم من امتلاء المقهى كانت تشعر بنظرات ولف المركزة عليها وبنظرات الزبائن الاخرين اليه
شعر الجميع انه شخص مهم ومثير ....ولعل السبب هو وجهه وطريقة جلوسه ومظهره الانيق وعيناه الخضروان البرقتان .
وتحت ثيابه العادية لكن مفصلة جيدا كان جسم ولف يعكس صورة القوة والسلطة .
انه ببساطة ذكر متسلط .
-روان!
اجفلت عند سماع نداء صاحب المقهى الحاد وقالت "قادمة "
وابتسمت بتصميم وهي تتجه الى الباب الصغير.......
-اوقفي سيل لعابك واعملي .
وتلاشت ابتسامة روان لكنها اخدت الصنية وخرجت الى المقهى ...وسمع ولف التعليق المهين فراته يصر على اسنانه .
ولم يمض وقت طويل حتى رحل وتركها تتساءل كيف وصل الى هنا .
وفي الساعة الثانية ركبت دراجتها عائدة الى البيت واخرجت لوبو المتحمس ليقوم بنزهته المعتلدة ثم ذهبت الى السقيفة حيث تعمل ورفضت بعناد ان تتطلع من النافدة جلست وراء "دولاب"العمل تستجمع كل ذرة من سيطرتها على نفسها لتحرر ذهنها من صور الرجل الذي يملك اليخت .
وبعنادج شكلت كؤوسا كبيرة اغراضا سهلة عادية لكنها تحتاج الى تركيز ...صناعة الخزف ليست لمن لا يستطيع السيطرة على يديه وتفكيره
ومع حلول المغيب وقف لوبو وتقدم الى النافدة ينظر بانتباه شرس وبعد لحظة اخد يئن وعاد ليقف قرب روانت وهو ينظر اليها بعينيه القلقتين .
قالت بصوت هادء "لاباس ايها الصغير ...اعرف انه لا يزال هناك "
وتقدم كلب الر عاة الالماني ليلمس يدها بانفه .
قالت بحدة تذكره الا يلمسها وهي تعمل "لا"
فجلس يراقبها ووجهه الذكي محترس وجعلته ينظر الى ان انهت الوعاء ةقطعت قاعدته بشريط ...عندئد وقفت وتقدمت الى النافدة وهي تدعك مؤخرة عنقها بيدها .
وبرزت خطوط اليخت البعيد عبر الضباب والامواج تتقادفه ...قالت ساخرة "ارجو الا يصاب بدوار البحر ...وماذا يفعل في يخت كهذا ؟اصحاب المليارات يشترون يخوتا ضخمة وليس يختا صغيرا للسباق ويستخدمون بحارة ليقوموا بالاعمال "
واضافت بعد لحظة "لن يدوم هذا ....سوف يبحر مبتعدا فتركض على الشاطيء وقد تتمكن من ان تلتقط طير النورس "
لكن لم يكن لدى ولف اي نية بان يغادر فقد خطط كالوحش المفترس لاصطياد فريسته وينتظر اللحظة المواتية للهجوم .
قالت روان بصوت مرتفع "لكنه لن يستطيع ان يفعل شيئا كل ما على ان اقى هادئة والا اتركه ىيجعلني اثرثر"
قفز لوبو واقفا وهو ينبح والتفت نحو الباب ... فاستدارت روان متشنجة تلاحق لانظراته .
رات طيفا طويلا مهيبا يخرج من تحت الاشجار ولاحظت ان ولف يبدو واثقا من نفسه وخطيرا جدا حتى في بنطلون الجينز كنزة الصوف السميكة تحت السترة الصفراء المضادة للماء .
شدت روان كتفيها لتواجه الذعر الذي ضربها في معدتها وخدر دماغها ...وقالت وهي تخفض صوتها لئلا يلاحظ لوبو الخوف فيه "الجولة الثانية ......حسن جدا.....كنا نعرف انه سيعود فدعنا نخر لنلاقيه "
احست بالخجل لانها تمنت لهنيهة لو انها لم تكن ترتدي كنزة وسروالا قدمين وملطخين بالوحل
التقيا خلف المنزل فنبح لوبو نبحة تحذير حين تعرف عليه
سالت روان بعد ان اسكتت الكلب "ماذا تريد؟"
اجاب ولف بوجه متحجر لا يلين "يجب ان اتكلم معك بشكل لائق "-اعتقد اننا قلنا كل ما لدينا ليقال
-لا ....ادعيني للدخول
كان كلامه اقرب الى الامر ....ومع ذلك اضعف طلبه مقومتها ....فطوني لم يطلب هذا ابدا ...
تحدثه "وماذا ستفعل اذا قلت لا؟"
هز كتفيه ورد "ساتابع المحاولة "
-الى ان تتعب اعصابي؟
ضاقت عيناه ...وبصوت اجش بارد قال "الى ان اقنعك باني لست هنا لا سبب المتاعب كل ما اريده منك هو ان تطلعي امي على الحقيقة"
نظرت روان بعيدا وقد تشوش تفكيرها واضطرب اذن هي لا تعني له شيئا مقارنة مع مرض امه ...ومع ان هذا الرفض اصاب مشاعرها في الصميم الا ان جزءا منها استرخى انه يطاردها فعلا لكنها تشعر انه يقول الحقيقة .
شخصية طوني المرحة كانت تخفي انانية باردة وعنيدة ...اما ولف فهو يقوم بهذا من اجل امه .
ومع ذلك لم تجرؤ ان تصدقه تماما وقالت محذرة "انت تضيع وقتك"
-ساكون انا الحكم على هذا
ترددت ثم هزت كتفيها وفتحت الباب الخلفي قائلة من دون لباقة "حسن جدا ادخل "
علق ولف معطفه عند الباب ثم خلع حذاءه فقادته عبر المطبخ الى الغرفة الامامية الصغيرة .
كانت رائحة الغرفة رطبة وعفنة ...وبعد ان اشارت له ليجلس على المقعد الوحيد الذي تملكه شغلت نفسها باشعال النار ثم وقفت لتجد لوبو يراقب ولف بحذر قال معلقا "انه حيوان رائع ...كم عمره؟"
-ثلاثة سنوات
وجلست بحذر شديد على الاركة فيما تمدد لوبو الى جانبها
قالت من دون مقدمات "ماذا تريد ؟"
-لماذا تعملين بحق السماء في ذلك المقهى ؟
-يجب ان اكل .....وكذلك لوبو
تراجع في المقعد يراقبها بعينين شبه مغمضتين ...وعكست النار نورها بدفء على وجهها واشاحت بنظرها عن تلك النظرة القوية الثاقبة .
سال "الم يكن بالامكان ان تجدي عملا مريحا اكثر ؟"
-ليس هنا
واطبقت شفتيها بقوة على الكلمات التي تريد ان تخرج من بينهما
-وهل انت مضطرة للعيش هنا ؟
فردت بحدة لاذعة "هذا ليس من شانك"
قال بغطرسة ناعمة لا تخفي تصميما مخيفا حقيقا "كل شيء يتعلق بك هو شاني في الوقت الحاضر "
انتهى الفصل الخامس

Just Faith 26-11-17 07:00 PM

الفصل السادس
ساموت!
اجفلت روان ...وقال ولف بحدة "ما الامر ؟"
-انا لا احب التهديد
قسى فمه ورد "انا لا اهددك "
نظرت اليه غير مصدقة فاكمل "كل ما تريد امي هو الحقيقة ..ولن تتابع المسالة اكثر كما لن افعل شخصيا اذا كان هذا ما يقلقك ...هذا لراحة بالها فقط"
وسكت ثم اضاف "ربما لانقاد حياتها اذ يبدو انها وصلت الى مرحلة لم تعد تهتم فيها اعاشت ام ماتت "
تخطيط ممتاز ...التهديد اولا ...ثم الوعد ....يلي هذا اثارة نخوتها
قالت روان محاولة ان تكون منطقية "لكنها تعرف كانت موجودة في التحقيق ...وسمعت ما حدث "
قال متجهما "يومها كانت مصدومة ومفجوعة لم تستوعب الكثير "
لكنها لم تكن مصدومة بما يكفي لتتهم روان المحطمة بموت ابنها .
تابع ولف "لقد تمكنت من جمع اشلاء حياتها لكن موت طوني حطم قلبها ....وتحتاج لان تعرف ....وانا ايضا ....لماذا اختلقت انت ووالدك قصة غير قابلة للتصديق وصورت طوني يلوح ببندقية بشكل علبت جعله يطلق النار على نفسه صدفة كان طوني يعرف كل شيء عن الاسلحة النارية ....وكان دائم الحذر معها "
عكس نور المصباح ظله على الجدار وكانه لوحة من القرن الثامن عشر بفمه المنحوت بدقة وانحناءة انفه الخفيفة ولاحظت روان هذا الرسم وقد تملكها ارتباك غريب فالزوايا والخطوط المستقيمة دلالة على قوة شخصيته .
قالت بهدوء "انا اسفة جدا من اجل امك والعرف ان هذا المها والمك كم دون شك لكن ليس لدي جديد اقوله لاي منكما "
صر ولف اسنانه وقال "اذن اخبريني ما حدث ...لقد التقيت طوني في حفلة في "كوكسفيل"حيث كنت تعشين ...هل هي حفلة اقامها اصدقاء لك ؟"
-اجل
ضبطت نفسها لئلا تتلوى ارتباكا بسسب نظرته الباردة وسالها "انجدب اليك ؟"
انتشرت قشعريرة انذار في جسمها واعترفت على مضض "انجداب كل منا الى اخر فقد بدا لي رجلا لطيفا "
رد من دون سخرية "جميل الطلعة..... وثري"
احمر وجهها بشدة ثم احست بالبرد
تحت نظرة ولف التي لا ترحم ...وعرفت انها لا تستطيع الاستسلام للغضب والسخط ....ومررت اصابعها على قماش ذراع الاريكة وقالت بصوت مجايد "جميل الطلعة نعم ولم اكن اعرف وضعه المادي ...لم اهتم بهذا "
فقال برنة ازدراء جارحة "لقد تغيرت "
حين نظرت اليه بدهشة اضاف "كنت تعرفين بالتاكيد من انا ولا بد ان وكيلة اعمالك اخدتك بعيدا لتخبرك عن وضعي المالي اليس كذلك ؟"
احمر وجه روان وشدت على شفتيها بقوة .
قال بنبرته الباردة المخيفة "لقد خرجت انت وطوني معا مرات عدة ...حفلات ودعوات ...."
هزت روان راسها ايجابا لقد ارضى طوني غرورها حين حاول الايقاع بها ...لكن الحذر المتجدر في نفسها ابقاها ثابتة .
-في النهاية تلك العطلة عاد طوني الى اوكلاند ولحقت به لبدء دراستك الجامعية .
قاطعته "انا لم الحق به ...كنت قد تسجلت لادرس الفنون الجميلة "
لكنه كان يعرف هذا انما تعمد ان يثير الذكرى كما يفعل التحري للايقاع بها .
ارتفع حاجبا ولف وقال "لكنكما خرجتما معا "
-احيانا ...لمدو شهرين.....لم تكن علاقتنا حميمة نحن لم ...
وصمتت ...وتصاعد الاحمرار الى خديها فقال "لم تكونا عشقين "
ابتلعت ريقها واحست بالحرارة لشدة اهتمامه ثم ردت من دون اخفاء الحدة في صوتها "انت ىتعرف "
-اذن ابقيته معلقا
حين رفضت ملء الصمت المتعمد اكمل "كان هذا ذكاء منك فقد اعتاد على نساء يخضعنم فورا ...فلماذا تمنعت؟"
-ليس لدي النية في ان اشرح لك دوافعي
واحست بالسقام لتلميحه الى انها كانت تضايقه ببرودة
ةليس لديك نية ان تشرحي لي شيئا
الكلمات القاسية ضربت رباطة جاشها فالتفتت اليه بتحد متكبر "الضبط "
-في نهاية اول الفصل دراسي عدت الى بلدتك ولحق بك وطلب منك الزواج .
-اجل
وكانت رنة صوتها مخنوقة لكنها ابقت راسها عاليا
-ورفضت
-اجل
اشتد ضغطه على فمه ...انه ينضح قوة لا تقهر ...نوع من الشراسة البدائية التي جعلتها ترتجف ...وراقبت عيناه الباردتان تجاوبها الطوعي .
سالها ولف "لماذا؟"
-لانني لم احبه
شعور مجهول حول عينيه الى شظايا من الكرستال وغطى جفناه ذلك التحول قبل ان تتمكن روان من ضبط تاثيره على منعدتها شعرت بالرعب وبالاثارة بحيث لم تعد تعي سوى احساسها .
واكمل ولف بقسوة "في نهاية الاسبوع تلك لحق بك الى بيتك وخرج مع والدك للرماية ثم عاد معه وتشاجر معك ولوح بالمسدس الذي كان يحمله مهددا والدك ...ذلك المسدس والرصاصة لا تزال فيه "
واكمل كلامه بصوت مليء بالسخرية "ثم وبطريقة ما ومن دون ان يقصد اطلق النار على نفسه "
اخدت روان تدعو لئلا يلاحظ الجهد الذي تبذله وواجهت نظرته براس مرفوع ووجه ثابت "اجل "
قال بنعومة مقصودة اثارت اعصابها "هكذا ....لماذا كان غاضبا؟لقد خرج مع نساء اخريات خلال الفص الدراسي "
ولاحظت كيف اطبقت اسنانها على شفتيها وطوت يديها الطويلتين في حجرها لتخفي ارتجافها المفاجئ كما لاحظ النظرة السريعة من عينيها الفارغتين اللامعتين وقالت "اعرف هذا "
ما من شك ان والدها علمها كيف تتعامل مع التحقيق ...لماذا هذه المراة من بين كل النساء اللواتي عرفهن في حياته لها قدرة على ان تفقده سيطرته على نفسه ؟
قال بخشونة "يبدو لي ان رد طوني كان متطرفا ...شادا تقريبا "
وتحدته نظرتها الثلبتة المبهمة "اجل"
لكن روان كوربيت امراة تثير التطرف وردات الفعل الشادة ....غاوية ذات عينين من نار ووجه سيلاحقه حتى الممات وبشرة مثل الحرير ...امراة تترك بصمتها على روح الرجل .
هل هكذا احس طوني ؟
وتملكه غضب ساخط سعى الى تنفيسه فاطلقه كل كلمة نطقها كانت تخرج بتاثير قاتل "انت لا تهتمين ابدا ....اليس كذلك؟"
وبعد لحظة تفكير قالت مخدرة الاحساس "بالطبع اهتم ....ظننت ...فكرت انه وصل من دون شك الى نقطة متطرفة لكنني لم اعرف ما هي "
انها تكذب بالامس حين قال لها انه لا يصدق قصتها لم يرف لها جفن ...ولم تظهر اي دهشة او غضب واليوم ايضا لم تستا حين نعتها بالكاذبة ....
كان ولف يعرف انها تعتبره رجلا قاسيا ذا ارادة لا تلين ....ومعظم نجاحه يعود الى تخطيطه الجيد وقدرته على مواجهة المواقف المتقلبة العدائية الغاضبة .
لكن ما من تقلب او عادئية انما لم يخدعه هدوء روان فقد احس بالغضب يغلي تحت الواجهة الباردة ....غضب ....و خوف .
اذن عليه تجاهل تاثير عينيها المثيرتين المغريتين وفمها الشهي ...يجب ان يتجاهل الذكريات المثيرة ويلعب لعيته هذه حتى النهاية
قال "لا اصدق انه طلب الزواج منك "
تجنبت عينيه وهزت كتفيها ...وامتدت اصابعها الطويلة الى راس الكلب تداعب اذنيه وتغوص في شعره الكثيف فكبح صورة مثيرة لهاتين اليدين في شعره وقال يتركيز بارد وساخر "في الواقع ....انا لا اصدق اي كلمة مما تقولينه "
ووقف بحرك سريعة وسهلة ومد يده الى كتفها واشتدت اصابعه عليه ليوقفها بدورها .
اتسعت عيناها انها تعرف كيف تخفي الاسرار ...
اجفلت روان وحاولت ان تبتعد لكن يديه اشتدتا على ذراعيها لطفتين بشكل غريب مع انها استطاعت ان تشعر بالقوة المكبوحة فيهما ...واثار هذا الشعورا شبه متوحش فيها كرهته وخافت منه
واشتبكت عيناه بعينيها في تحد متوحش وقال "اعلم انك بعد التحقيق معك عدت الى الجامعة وقدمت امتحان فنلت علامة ممتازة ....وببرودة اعصاب استثنائية برايي"
كبحت ردها واخفت افكارها ثم نظرت اليه بتعبير مبهم
وبعد لحظة متوترة انزل يديه وكانها لوثت بشرته وتراجع الى الوراء
بعدئد اضاف ساخرا "وهذا ما يزيد اهتمامي بما حدث بعد ظهر ذلك اليوم ...كما اريد ان اعرف لماذا هربت الى اليابان بسرعة بعد التحقيق.... وكانك تخفين شيئا ما "
وجرح صوتها الصدئ حنجرتها "استطيع ان اقول لك لماذا لان والدي كان قد مات لتوه وبفضل امك وكلامها لم اعد استطيع الدهاب الى اي مكان من دون ان تلاحقني وسائل الاعلام ولم يبق لي شيء في نيوزلندة "
-وهكذا وضعت عبقريتك في حقيبةوهربت بعيدا .
وبالرغم من نبرة صوته الخشنة انتفض قلبها لاعترافه من دون لباقة بموهبتها وشعرت بالبرد من جراء الفزع وادركت مجددا مدى خطورة ان تكون ضعيفة امام رجل تكرهه بشدة ولديها اسباب وجيهة لتخاف منه ....رجل تطلق نظرته وكل نبرة صوته احاسيس متوحشة في جسمها المعدب .
ضرب المطر النافدة مندفعا من جهة البحر في عاصفة ريح مولولة فقالت روان من دون مقدمات "اذا اردت العودة الى اليخت فمن الافضل ان تذهب الان لقد حل الظلام واعتقد ان العاصفة قادمة "
لحق بنظرتها وقال شيئا مبهما لم تسمعهقبل ان يسير الى الباب وما ان وصل اليه حتى استدار ليقول بنبرة صوت شريرة باردة "ساذهب الان لكن الامر لم ينته بعد يا روان وساعرف ما حدث بالضبط حتى لو اضطررت الى تشريحك "
فسالته مرتجفة "ما الذي يجعلك تفعل كل هذا الان ؟لماذا انتظرت طويلا بعد موت طوني ؟"
رفع حاجبيه منكرا عليها حقها في طرح مثل هذا السؤال لكنه رد ببرود "لقد وجدناك"
علقت الكلمات في الهواء وشعرت روان بقشعريرة تجري في جسدها وبفم جاف قالت "فهمت "
-ارجو ان تكوني قد فهمت ...اذا كانت الطريقة الوحيدة لكي تستعيد امي صحتها وحبها للحياة هي ان تفهم ما حدث بالضبط فسافعل ما يلزم لاجبارك على قول الحقيقة .
وانكمش قلب روان وفهمت مدى حزنه لكن هذا لا يعني انها ستستسلم ...انه يعتقد ان لا شفقة في قلبها فليكن التفتت اليه بتحد متصلب وسالته "لماذا لا تتزوج وتنجب لها احفادا تعيش من اجلهم؟"
ما ان تلفضت بالكلمات حتى ادركت انها تخطت حدودا غير منظورة ...وقست ملامحه لتصبح قناعا شرسا لا يلين ...وقال بصوت كاد يلسع بشرتها "انها بحاجة لان تعرف الحقيقة ...والمسالة اصبحت شخصية الان"
قالت تخفي خوفا حقيقيا تحت نبرتها المزدرية "في النهاية ستضطر للعودة الى شخصية الملياردير "
-لكن هذا لن يجعلك تتهربين معروف عني اني احصل على ما اريد....وانا اري
هذا .
وكشفت نظرته الحادة خوفها وشلت تفكيرها وتمتمت "هل ستتمكن من العودة الى مركبك في مثل هذه العاصفة ؟"
ومع ان ولف يبدو صلبا بما يكفي ليواجه اي شيء الا انه معرض هو ايضا لاخطار الطبيعة الشرسة .
-لن اغرق يا روان ...ولو ان هذا سيسعدك كثيرا .
ردت بحدة "انا لا اريد ان تغرق على شاطئي "
-ولماذا ؟هل تخافين من قتل رجل اخر؟
شحبت وسالته "هل هذا ما تظنه؟اتظن انني قتلت اخاك؟"
توقف وعيناه السوداوان تلمعان من دون رحمة وهما تطوفان على وجهها وقال ببطء "لا اعرف ....ليس بعد"
تشنجت روان بشدة "لماذا يستحيل عليك ان تصدق انه .....؟"
وتلاشى صوتها امام نظرته القاسية....وابتلعت ريقها قبل ان تضيف "........ان الامر كان قضاء وقدر ؟"
-لانه على عكسك تعلم ان يكون حذرا مع السلاح لا يمكن لطوني ان يحمل سلاحا من دون ان يفرغه ...او يلوح بسلاح بشكل جنوني بحيث يطلق النار على نفسه صدفة ....وما كان يمكن ان ينزلق ويقع .
استجمعت روان كل طاقتها لتخفي ارتباكها وقالت "ما حصل كان حادثا ...لقد
قلت له ان الامر انتهى بيننا ....لكنه ...فقد اعصابه وامسك المسدس ثم...."
وصمتت وتكسر صوتها في حنجرتها ...وبدا العرق يتصبب من جبينها .
بدا ولف كتمثال برنزي ما عدا عينيه الباردتين الثابتتين كالحجر الاخضر ....وحين رفضت ان تكمل اكمل جملتها بعفوية "ثم فقد توازنه واطلق النار على قلبه فكري بقصة اخرى روان فهذه نجحت في بلدتك حيث كان والدك محترما وتواطا رئيسه معه لكنني لا اصدق كلمة منها "
ابتلعت ريقها مجددا وقالت بصوت رفيع "هذا ما حدث"
قال ولف بنعومة "هذه كذبة ...كذبة ساحطمها ولو اضطررت الى تحطيمك للحصول على الحقيقة فسافعل "'
وكان يعني ما يقول فكتمت روان رجفة رعب قبل ان تستجمع بعض القوة لتقول "انك تضيع وقتك وطاقتك "
وسمعت اغصان الاشجار تتاوه وتطقطق بعد هبة ريح اخرى .....وعضت شفتها قبل ان تقول "لن تستطيع الخروج في هذه العاصفة"
سالها بعدم كلفة مهينة "هل تعرضين علي فراشا لهذه الليلة ؟"
-لا لكن هناك فنادق في.....
-ليس لدي
وسيلة نقل ولن تحمل دراجتك النارية راكبا زائدا ....كما لن استعيرها .
سالت "وكيف ذهبت الى المقهى هذا الصباح؟" قال باختصار "قطعت الحدود بين ارضك وارض الجرانك ...وعرض علي جارك ان يوصلني ثم اعادني حين انهيت فطوري "
واضاف بعد لحظة صمت "استطيع مواجهة هذا فالقارب مبني لمواجهة الطقس العاصف "
فتشت روان عن وسيلة لضمان سلامته من دون ان يبقى معها ...ولم تجد حلا فقالت بصوت ضعيف "سانزل الى الشاطئ معك "
رد بازدراء متحفظ "لا تقلقي ....لست مضطرة لان ترافقني "
-الست في مزاج جيد للمراقبة الليلة ؟
ومجددا كان عليها ان تبقي فمها مطبقا ...وهز كتفيه لا "ليس الليلة"
رفعت ذقنها بعناد وقالت "لوبو بحاجة الى ان يسير"
-انسي هذا ...فالطقس عاصف جدا في الخارج
نظرت اليه ببرود "لسنا مصنوعين من السكر تعال يا ولد "
قال ولف من بين اسنانه "لن تخرجي في هذا الطقس "
وبدت الشرارة في صوتها حين ردت "لن تستطيع منعي واذا اضطررنا فسنلحق بك "
قال بعنف "حسن جدا ....افعلي ما يطيب لك "
تملكها شعور بالانتصار وكانها اخدت بالثار في معركة ولحقت به الى الخارج بعد ان اقفلت الباب خلفها ...
وفجاة توقف المطر والريح معا مخلفين ورائهما صمتا مخيفا لا يعكره سوى صوت الامواج المتلاطم وهو ينقض على الصخور في اسفل المنحدر الصخري لم تكن الامواج كبيرة لتشكل خطرا لكن لن يطول الامر قبل ان تعود العاصفة .
قال ولف ساخرا وهو يضئ مصباحه "انها فرصة "
سار ولف في المقدمة وتسالت روان عن هذا الرجل الذي يشك فيها ويكرهها ....ومع ذلك فها هو يتقدم امامها ليحميها من الوقوع
سالت "اين قاربك؟"
-في السقيفة المراكب .
اضاءت روان مصباحها ووجهتا الى القارب .....ربما عليها ان تقترح ان يبقى ...
هل انت مجنونة ؟وقست قلبها ...لقد رقبته وهو يرسو بيخته وبدا بارعا في الابحار لذا فهو قادر من دون شك على تعامل مع هذا البحر .
قالت بضعف "سافك حبل المركب بعد ان تدير المحرك "
-احترسي ....فالقوارب المطاطية خطرة في الماء
وصعد الى القارب الثابت برشاقة وقوة وبالرغم العدائية التي تغلي في داخلها اشتعلت مشاعر غير مرغوب فيها في اعماقها
ردت "انا لاانوي ان اقع "
-تاكدي من هذا
قالت متهورة "كن حذرا ....قد يكون البحر خطيرا في الخارج ....هل انت واثق من انك تستطيع مواجهته؟"
لمعت عيناه السوداوان فجاة وانتقل شعاع النور مجددا ليتركز على ملامح وجهه البارزة ...واذهلتها النار المتوحشة المتفجرة مشاعر في داخلها وتمنت لو تستطيع ان ترسمه الان بالذهب والوان الاسود المتدرجة ...متوحش اخاد بدائي يخرج من احلام كل امراة مهددا وقويا ويطالب بالاهتمام وذابت عظامها بتجاوب محموم
قال بهدوء "استطيع مواجهته "
ورفع يده فخطت الى الامام لتدفعه ...ودبت الحياة في المحرك وبدا القارب يتحرك نحو المخرج
وبسرعة وغضب استدارت روان بعيدا وداست عن غير عمد على ذنب لوبو المستلقي ارضا فصرخ وحاول الوقوف ......رمت نفسها جانبا لتتجنب الوقوع عليه فاندفعت الى الماء
كان امامها ثانية قصيرو لتاخد نفسا وتمد ذراعها الى الامام قبل ان تطبق المياه عليها وتجرها الى الاسفل مع امتلاء حذائها العالي المطاطي بالماء حاولت خلع خذائها ثم استسلمت حين عجزت عن ذلك ....
وقاومت الذعر بشراسة ...ونوارت تحت سطح الماء متجهة نحو ما املت ان يكون سلم تمنت ان يكون ولف قد سمع نباح لوبو وشاهدها وهي تقع ...
غريزة البقاء تحركت في داخلها فركزت تفكيرها لاعلى البقاء حية وراحت تفتح عينيها بحثا عن شعاع بسيط من النور .....هل هو ولف ؟ام ان المشعل وقع في الماء ؟
مهما يكن .....توجهت بائسة نحوه مستخدمة ما تبقى من طاقتها اندفعت بعناد عبر الماه السميكة نحو النور
وعرفت بعد بضع خطوات انها لن تصل ...لكنها ثابرت ولم تستسلم وفكرت بغموض : ساموت !انا مسرورة لانني احببت ولف ....
تسارعت خفقات قلبها بعنف في اذنيها وتشنجت رئتاها بشكل مؤلم ...وكانت على وشك ان تستسلم لفم البحر المفتوح حين اطبقت يد على شعرها وسحبتها نحو السطح
سمعت نباح لوبو المذعور وهي تشهق وتسعل والهواء يصفر في رئتيها الفارغتين وفي اللحظة التالية احست بمخالبه تخدش كتفيها
صاح ولف "اهدا"
وابعد الكلب بيد واحدة بينما اليد الاخرى ترفعهخا وبدا يسبح نحو السلم يلحق به لوبو المتلهف
قاومت روان لتسلعده لكن الصدمة جعلتها ترتجف واحست وكان ذراعيها وساقيها بثقل الرصاص ولولا قوة ولف لغرقت مجددا
قال يامرها بصوت خشن "ابقي هادئة "
واستسلمت بامتنان ....
انهارت على الارضية الخشبية وهي تشهق وتتقيا وراحت ترتجف برودة وغضب من نفسها لانها مهملة غبية وعلى الفور تقريبا بدات تقاوم لتجلس
لسان لوبو الدافئ على خدها جعلها ترفع جفنيها وارتجف نور المشعل لكنها رات وجه الكلب وسمعته يئن قلقا ....ومن خلفه لاح طيف اسود يقطر الماء منه .
.قالت مختنقة "انا بخير "
وانفجرت بالبكاء فقال ولف امرا "لا تحاولي النهوض....ليس بعد "
وركع عنتد قدميها لينزع حذاءها المطاطي ويفرغه قبل ان يعيده الى قدميها ويقف
قال متجهما وهو يرفع صوته ليعلو على صوت المطر الذي راح يتساقط مجددا "هيا ....كفي عن البكاء وابداي السير ...من الافضل مواجهة الوهن بالحركة "
واوقفتها يدان قويتان على قدميها واجبرتاها على السير فوق الواح الخشب صرت روان على اسنانها واجبرت قدميها على التحرك ...فاذا كانت مبللة وتشعر بالبرد فهو مثلها وكذلك لوبو
-لايمكن ان اكون مصابة بالو....بالوهن
وارنجفت فقوت عزيمتها واضافت بضعف "لم ابق في الماء مدة طويلة "
قال متجهما "بل طويلة بما يكفي لتغرقي ....واذا لم نعد الى المنزل على الفور لن يبقى الامر مجرد وهن بسيط هيا ...حركي قدميك لتصعدي السلم "
وبالرغم من دعم ذرعه وقوتها لزمها كل طاقتها لتتسلق الصخور المرتفعة لكن عندما وصلا الى الباب الخلفي قالت واسنانها تصطك "ساحضر لك الحمام وبينما انت تستحم ساجفف لوبو "
قال بخشونة "لا تكوني حمقاء "
ودفعها عبر الباب وبدا يفك معطفها الواقي من المطر
-اصبح لون شفتيك ازرق ...كما انك تعجزين عن توقف عن الارتجاف وانفاسك مخنوقة جدا ولا يعجبني هذا ...ساجفف انا لوبو بينما انت تستحمين .
شدت على فكها لتوقف ارتجافها
دفعها متسلطا الى الحمام حيت ادار الماء الساخن فوق المغطس قديم الطراز ثم استقام بينما كانت تحاول نزع كنزتها من فوق راسها
ونجحت لكن الحركة تركتها مرهقة بشكل خطر وهي لا تزال ترتجف حاولت فك الازرار بوجه جامد ....تملكها مزيج معقد من الحرج والاثارة زاده بروزا احساس بالامان مذهل وقوي .
استدار ليتفحص حرارة الماء في المغطس ....وقال "هذا جيد ....هل يمكنك الدخول الى المغطس ؟"
وتلاقت عيناه الذهبيتان بعينيه الخضراوين فضعفت ارادة روان لتقول باحساس متخدر "لا اعرف "
وبدا صوتها مخنوقا ولم تعد واثقة من انها قادرة على الحركة سالها وهو يسندها "هل انت بخير ؟ اقادرة انت على الجلوس؟"
-اجل ...شك...شكرا لك
-ساجفف لوبو ثم احضر لك شرابا ساخنا
اغلق الباب خلفه وتركها وحيدة
ووجد الدفء طريقه الى جسمها المسترخي واى عظامها ...واستلقت لما ظنته اجيالا تصغي الى دمدمة صوت ولف وهو يتحدث الى لوبو ....بدا صوته عميقا فيه محبة وتفهم ولهذا السبب احبه لوبو
ما ان توقفت عن الارتجاف حتى اجبرت نفسها على الوقوف مصممة على الخروج من المغطس ..ولف مبتل ايضا ولا بد انه يشعر بالبرد الان .
قال حين راها "لماذا خرجت من الماء ؟"
كانت نبرة السلطة في صوته بارزة فقالت متلعتمة "انا لست لوبو ...كما انني لم اعد ارتجف جاء دورك ...لابد انك متجمد بردا "
رفعت نظرها اليه وادركت انه وجد الماء الساخن في غرفة الغسيل واستخدمه وبدلا من ملابسه المبتلة ارتدى كنزة صوفية قديمة ضخمة كانت لوالدها ولف بطانية تحت ذراعيه
كان يمكن ان يبدو مضحكا ...لكنه لم يبد كذلك بل بربريا لا يقهر
قال بلهجة هادئة لا تخفي النبرة الفلادية تحتها "انا دافئ بما يكفي ...كنت اقد النار ...ابقي مكانك الى ان تشربي الكاكاو "
واختفى ليعود قبل ان يتاح لدماغها المتكاسل ان يشكل ردا معقولا
ناولها فنجانا كبيرا وقال "هل يمكنك ان حمله ؟سامسكه لك اذا لم تكوني قادرة "
لن تتركه يشربها الكاكاو ...وصرت على اسنانها ومدت يدا شاحبة ورفعت الفنجان الثقيل الى شفتيها وكان الشراب ساخنا وقويا وكثيفا ولذيذ المذاق
قال ولف امرا "اشربيه كله "
-اجل سيدي
ضحك ولمعت الاضواء في عينيه لثانية قبل ان تنطفئ عنها
وشرعت تساله "لوبو...."
-انه ىمستريح وجاف قرب النار .
شربت روان الكاكاو حتى اخر قطرة قبل ان تجبر ساقيها المثقلتين على الوقوف ....
سمعت ولف يتحرك في المطبخ فنادته بضعف "المغطس فارغ الان والمناشف الجافة في خزانة الملابس "
وسارت نحو غرفتها فلحق بها وسالها "هل تشعرين بالدفء ؟"
-اجل
حدقت اليه تتحداه ان يقول شيئا اخر زمضت لحظة صمت مطبق ثم هز راسه واستدار مبتعدا وهو يقول "حضرت الشاي وهو في المطبخ ...اشربي فنجانين على الاقل وانت امام النار "
ببطء ارتدت بنطلونا قديما بني اللون وكنزة لونها يشبه لون عينيها ...مشط
ت شعرها بسخط وربطته بعيدا عن وجهها واتجهت الى الحمام تحنمل معها الروب الرجالي الاخضر الذي كان معلقا وراء باب غرفة النوم
نادى ولف ردا على قرعها المتردد "ادخلي "
كطان يقف والمنشفة مربوطة حول خصره النحيل وثيابه المبللة مرمية مع ثيلبها في المغطس الفارغ
مدت روان يدها بالروب وقالت بصوت اجش "يجب ان يناسبك هذا "
للحظة متكاسلة مبهمة تفرس فيها بعينين لا ترمشان قبل ان يسال "لمن هذا الروب ؟"
انتهى الفصل السادس

Just Faith 26-11-17 07:01 PM

الفصل السابع
اعرف عدوك ثم ......
احست روان بالسخط والارتباك لكنها بدت غير قادرة على مقاومة ولف ....كانت عيناه الخضراوان تنومانها مغنطسيا واحست انه قادر على انتزاع افكارها من اعماق دماغها بغضب رفعت وجها متمردا والتقت اللمعان المثلج في نظرته بتحد عنيد
قالت "هذا ليس من شانك ...لكنه كا لوالدي """"
اخده منها وسالها "كيف تشعرين الان ؟"
اعترفت "متعبة قليلا "
-انت اقوى مما تبدين
انحنت لتلتقط كومة الثياب المبللة وتساءلت عن سبب ترددها في لمسها فهذا الشعور المتطرف ليس من شيمها ...لكن لقاء ولف حولها الى امراة مختلفة امراة مشاعرها المضطربة تهدد بانم تخترق الدرع الهش الذي بنته حول نفسها
قال امرا "دعيها لي "
-ساضعها في الغسالة فكلما اسرعنا في وضعها امام النار كلما جفت بسرعة اكبر
-انت التي ستجلسين امام النار لقد اضفت اليها الحطب مجددا ...وساضع الثياب في الغسالة
-استطيع ....
قطعها "اذهبي الى هناك واجلسي ...قبل ان احملك بنفسي "
قالت متصلبة "اوه ...حسن جدا "
ارتمت على الاريكة في غرفة الجلوس دفنت اصابعها في شعر لوبو الاسود تقبلت روان باحساس متخدر فكرة ان الطريقة الوحيدة لابعاد ولف عن حياتها قبل ان يلحق ضررا بها هي في ان تقول له ما يريد ان يعرفه .
ان لم تفعل هذا فسيستمر في الضغط عليها الى ان ينفجر غضبه وينفد صبره ....ثم سيمضي قدما بالتهديدات التي تلفظ بها .
لكنها لا تستطيع ان تقول له .....وبما ان السهرة التي امضياها معا لم تعن له شيئا كما هو واضح فلن تستطع السماح بان تؤثر بها ...ولا حتى عذاب السيدة سيمسون .
استولى عليها احساس بالذنب لهذه الفكرة فشدت على شعر لوبو الذي صدر عنه صوت متسائل ونظر اليها
هل يجب ان تتصل برئيس والبدها ذلك الرجل الذي جعل بصمته تغطية ظروف موت طوني ممكنة ؟لا ...بالطبع لا تستطيع انه رجل شرطة واذا قالت له ما حدث فعلا فسيضطر الى التحقيق خاصة ان ولف سيضغط عليه .
ولف سيبدل كل ما وسع اذا لم يستطع الحصول منها على شيء ....لقد
وجدها ولن يجد صعوبة في ايجاد رئيس والدها الذي يحتل اليوم مركزا اعلى في الشرطة .
كل ما عليها ان تفعله هو ان تلتزم بقصتها وتتعلم مرة اخرى كيف تعيش مع النتائج المؤلمة وارتاحت بعض الشيء لان اطلاع السيدة سيمبسون على الحقيقة لن يساعدها ....وسيجعلها تدرك كم كان والدها الحبيب خطرا ....وتوقفت روان عن مداعبة راس لوبو .
لقد جففه ولف ومشطه وهذا يعني ان لوبو وثق فيه
او ان لوبو لم يكن امامه خيار مثلها ....نظرت الى الكلب بابتسامة ساخرة وقالت هامسة "عاجز تثير الاشفاق امامه ...كلانا
بطريقة ما ومن دون ان تدري اصبحت ....لا.....لم تكن تعتمد على ولف ...بل تضعف امامه بطريقة مخيفة تصدمها ....وحدقت الى السنة النار تحاول ان تحلل كيف استطاع ان يخترق دفاعاتها ...بالتاكيد هي لا تحبه .....فالحب لا يحدث بهذه السرعة .
لكن عدا ذلك الاحساس المرهف الحار كانت معجبة به من اكثر من ناحية ...حتى انها معجبة بتصميمه ....
انها امام معضلة ...لو اقنعت ولف انه مخطئ حول موت طوني فلن تراه مجددا ....ولو فشلت في اقناعه فسوف ينفد تهديده ويلطخ دون رحمة سمعة رجل غلطته الوحيدة انه وقف الى جانب ابيها المحتضر .
وكلتا الصورتين لا تحتملان
ارتفعت يدها الى صدرها برعب واصغت الى نبضات قلبها المتسارعة ....لا...لا يمكن ان تكون قد وقعت في حب ولف ....لا.....والف لا .
همست بقوة "لن ادع هذا يحدث "
ومع ذلك دبت الحياة في اوصالها حين دخل ولف من الباب وهو يحمل صينية وقد تحولت ملامح وجهه المتعجرفة الى قناع غامض صلب .0
كان قد احضر الحليب من البراد القديم حتى انه وجد بعض السكر ...وبدت يداه شديدتي الاسمرار ازاء لون الصنية الابيض ولمعان طقم الشاي الناعم الذي اشترته منذ سنوات ...وبدا رجلا بكل ما في الكلمة من معنى
قالت روان لنفسها "لن تستسلمي لهذا الشوق المذل ....ولسوف يمر .
يجب ان يمر .....
كان من المستحيل قراءة افكاره التي اخفاها وراء وجهه الجامد وعينيه المبهمتين ....وطعنت نظرته نظرتها قبل ان تهبط الى يديها
قالت وهي تمد يديها ليرهما "لم اعد ارتجف "
-وشفتاك عادتا الى طبيعتهما مرة اخرى
وكان في تفرسه بفمها حميمية تثير الاضطراب سال وهو يضع الصنية قربها "وكيف حال تنفسك ؟"
مدت روان يدها الى ابريق الشاي وركزت على صبه ....
-طبيعي تماما .
وكانت هذه كذبة اخرى اذ شعرت وكانها اصيبت بلكمة في معدتها وفكرت بعنف لا بد ان الشم هو اكثر الاحاسيس اثارة فحين وضع الصنية من يدة كان قريبا بما يكفي لتنشق رائحته الرجولية الخفيفة المثيرة التي اثارت صخبا فوريا في داخلها
قاومت لتستعيد سيطرتها على صوتها وتفكيريها وقالت "اذا كنت تحب الكعك فستجد بعضا منه في علبة في خزانة المطبخ"
قال "ساحضره "
وضعت روان ابريق الشاي من يدها ...كان والدها رجلا ضخما ....لكن الروب الاخضر بدا مشدودا على كتفي ولف ولم يصل الى ركبتيه .
كانت دائما ترى ان الرجال يبدون سخفاء قليلا في الروب واكثر الممثلين وسامة كان يتحول من شاب مثير الى طفل حين يرتديه .
لكن هذا الرجل استثنائي فالقماش الاخضر الجاكن اللون ملاء عينيه المذهلتين بالظلال وجعله اشد قسوة ومهابة ...وبعدوانية وقبل ان تسرح في عالم الخيال مجددا بدات روان تصب فنجان الشاي الثاني بينما عاد هو الى الغرفة حاملا قطعا من قالب الحلوى على طبق
وضعت ابريق اتلشاي من يدها ورفعت نظرها اليه ...قالت وهي تتملق الكلمات لتخرج من حنجرتها المشدودة "شكرا لانك انقدت حياتي "
قال "كنت ستتمكنين من الخروج لولا ان كلبك الغبي حاول ان يغرقق اولا "
جلس في المقعد فقالت موافقة ومتجهمة "ما كنت سانجح في الخروج من الماء ...كنت على وشك ان افقد وعي حين امسكت بشعري ....كدت اغرق لذا .....شكرا انا ممتنة لك "
الغضب المكبوح خشن صوته "ما كنت مضطرة لمرافقتي الى الخارج لو لم اكن اراقبك في الليلة السابقة واخراجك من الماء كان اقل وجباتي "
ولم يكن هذا اعتدار بالضبط خاصة وانه اتبعه بابتسامة باردة لا تنازل فيها واكمل "كما لم تقولي لي بعد ما اريد ان اعرفه ...اما بالنسبة للوبو فقد نبح بصوت مرتفع يكفي ليصلني اعلى من صوت محرك القارب "
ومد يده يداعب اذني لوبو وتقبل الكلب المداعبة بوقار
تجاهلت روان التهديد وقالت "كان يجب ان ينبح هكذا ....فقد وقعت فوقه "
وامسكت وعاء الحليب "هل تحب الشاي مع الحليب ؟"
ابتسم بشيء من السخرية ورد "لا""
-من الافضل ان نزيد كمية السكر فهو جيد للوهن والصدمة ...ملعقتان كما اعتقد
لم يعترض وراح يراقبها عن كثب وحين اخذ الفنجان منها قال "كيف تشعرين ؟"
ابتسمت ابتسامة قصيرة وردت "انا بخير لقد فعل الحمام الساخن العجايب ماذا عنك ؟""
هز كتفيه قائلا "ما من مشكلة ...لكنني على اي حال لم اوشك على الغرق "
عضت روان شفتها ثم شربت الشاي قيل لاان تعترف "وصلت الى حد الياس "
قال متجهما "ليس بنصف الياس الذي شعرت به صدقني سيمر وقت طويل قبل ان انسى منظر وقوعك في الماء وجنون لوبو قبل ان يقفز وراءك "
ارتجفت روان وقالت "كانت حادثة حمقاء حاولت الا اقع فوقه وفقدت توازني "
-افترضت ان الامر جرى على هذا النحو كان يبدل جهده ليصل اليك واضطررت لدفعه بعيدا قبل ان اتمكن من رفعك .
قالت روان "شكرا لك ....لعله قام بما في وسعه لكنني لا اظن انه كان سيصل الي ...البحر عميق جدا هناك وهو ليس قويا بما يكفي ليرفعني "
نهض ولف واضاف برشاقة قطعة خشب الى النار ....فارتفعت السنة اللهيب الى الاعلى تتمسك بنهم بالخشب الجاف .....
لم يكن الشاي طعم في فم روان ...وبدا لها ان ساعات طويلة مرت منذ تركت الغرفة وخرجت وراءه ....بدا كل شيء مختلفا وكانها اجتازت بابا غير منظور الى بعد اخر ... و احست انها مختلفة ايضا ... شخص جديد ... تغيرت بطريقة جذرية و الى الابد .
و فكرت بشئ من السخرية "من المذهل ما يمكن للغرق و الرعب ان يفعلا بالمرء !".
حين عاد ولف الى مقعده عرضت عليه روان طبقا من الحلوى فاخذ قطعت و قضمها ثم قال " لم اذق حلوى بطعم الفاكهة كهذا من قبل ".
و اكمل بعفوية "انها لذيذة ... هل حضرتيها بنفسك ؟ هذه مهارة غير شائعة بين النساء في مثل سنك ".
ماذا يعرف عن الناس العاديين و حياتهم ؟ و اخذت روان قطعة حلوى و قالت "كانت جدتي طباخة ماهرة و علمتني كيف احضر الحلوى و هذه هي الخطيئة المغرية لي و للوبو ... مع انني لا ازين الحلوى عادة فلا لزوم لهذا الاغراء "
ارتفع احد حاجبي ولف بثاتير مهلك و فكرت روان بالصفات الملكية ...محنك خطير و بيدي ثقة بالنفس تقارب حدود العجرفة ...
بعدئد اسيل رموشه السوداء الطويلة مستقيمة كثيفة فوق بشرة خديه السمراء ثم رفعها لتكشف عن نظرة باردة حذرة صدتها و ترافقت مع تعليق لادغ "المزاح المغوي هو تعبير بارد وواضح عن القوة ... و هو يقارب الاغراء بالنسبة الي " .
اجفلت للهجوم الصريح و احست بالغثيان فوضعت قطعة الكايك من يدها .
اذا كانت تشير الى اخيك ...
و من غيره يمكن ان اشير اليه ؟
و شتت لهجته رباطة جاشها .
ولان كبرياء هو كل ما تبقى لها استجمعتها وقالت "انا لم اكن امازحه "
- الخروج معه والقول له ىانك تحبينه ثم التخلي عنه اليس هذا مزاحا مزعجا ؟
- قالت بهدوء "اليس للمرء الحق في ان يغير رايه؟ومن قال ان بضع سهرات معا تعني الالتزام مدى الحياة ؟"
-ما من احد انت تحرفين كلامي
نظرت الى ولف وتكلنذمت بحدة وحرارة "لقد خرجت مع طوني مدة شهرين ...ولم اعرف حقيقة شعوره لكن كلمة "حب" لم يتلفظ بها احد منا في هذين الشهرين "
وحاولت دفع الذكريات السيئة بعيدا ثم اضافت "وهو لم يحبني ...انه....."
وصمتت فسال ولف متشدقا"انه....؟"
ورقبها بعينين قاسيتين فقالت بصراحة "كان يتطلب كثيرا وبسرعة" ومن دون ان تتمكن من منع نفسها القت نظرة سريعة على الرجل الجالس قبالتها .
وبقيت نظرة ولف على الكلب ثم ارتفعت الى وجهها بتاثير كحد السيف "وكيف ذلك؟"
-بكل طريقة ممكنة
توقعت المزيد من الاستجواب واحست بالارتياح حين قال بعد ان التقط فنجان الشاي "هل صنعت هذه ؟"
سالت "الاكواب ؟اجل "
قال بهدوء "انها جيدة "
اخدت فنجانها وردت "اعرف "
وقف على قدميه قائلا "ماذا فعلت بيدك؟اريني "
ولم ينتظر اذنها بل اطبقت اصابعه الطويلة على اصابعها وادارت يدها كي يتفحص كفها فاضطرت لاخراج الكلمات بالقوة من حنجرتها المشدودة "لا باس ....انها مجرد شطية خشب "
واطبقت حنجرتها كليا حين تفجرت الاحاسيس في داخلها وتسارعت انفاسها الى ان فقدت احساسها بالوقت وعلقت في الفراغ.
راحت تحدق عاجزة الى ايديهما المتشابكة محاولة السيطرة على النار التي اشعلتها لمسته
ما الذي يحدث ؟ماذا فعلت؟واضافت بصوت رفيع "لا بد ان الشظية من ارضية السقيفة "
-هل وضعت عليها شيئا ؟
-اجل ...مرهم مضاد للالتهاب
ترك يدها مقطبا واستوى في جلسته على الاريكة ....اخد فنجان الشاي وشرب منه ثم اعاده قائلا "راقبي الجرح جيدا فشظايا الخشب يمكن ان تلتهب "
قالت "ساتاكد من عدم حصول ذلك ....لقد علمتك امك ان تحمي النساء "
-علمتني ان اراعي شعور اي شخص اضعف مني وانا لا اضعك في هذه الخانة
وكان هذا اعلان حرب ومديحا مرتجلا معا فقالت "انا ممتنة "
واملت الا يكون امتعاضها واضحا كثيرا حين اضافت "لا يمكنك العودة الى اليخت ....ولا املك الة تجفيف لذا سيلزمك الليل كله لتجف ثيابك امام النار "
ادار راسه ونظر عبر النافدة الى المطر الذي يضرب السقف واخفى لحظة توتر احست روان انها قادرة على الاحساس بوجوده بكل خلية من جسمها
وبعد لحظة سال بهدوء "هل تقترحين علي البقاء هنا ؟"
فردت بصوت هادئ متجاهلة التحذير الذي اطلقه عقلها "انت مضطر لهذا ....لدي غرفة اضافية "
اسبل ولف رموشه وقال بسخرية "في هذه الحالة ساقبل ....شكرا لك "
وقفت روان متشنجة وتحركت نحو الباب "ساحضر العشاء للوبو ثم ابدا بعشائنا "
قال "اريني الغرفة الاضافية ...وساحضر الفراش ثم نطهو العشاء معا "
واوضحت نبرة صوته انه لن يترك لها الخيار وسيعمل معها شاءت ام ابت
ولم يعجبها هذا فقد احتل مساحة كبيرة وقالت "سيكون الامر اسهل لو قمت بهذا لوحدي "
-ليس الليلة فانت مرهقة
ومع ان روان توقفت عن الارتجاف الا ان اطرافها لا تزال ثقيلة والتعب الذي تملكها كان ابعد من التعب الجسدي واستسلمت لارادته الاقوى ولمرة واحدة فقط كما وعدت نفسها فقالت "لست متعبة ...لكن شكرا على عرضك المساعدة "
ودخلت بسرعة الى المطبخ ....انها بحاجة الى وقت ليرتاح قلبها الغبي وتعود خفقاته الى وتيرتها الثابتة المعتادة
وبعد ان اشارت الى غرفة النوم الاضافية قالت "تعال لوبو ....وقت العشاء "
قفز الكلب الى جانبها لكن اهتمامه بقي مركزا في مكان اخر عبر الباب وعبر الردهة
وفهمت روان شعور لوبو فلو اغمضت عينيها لرات صورة ولف تالامنتس مطبوعة على جفنيها..... وجهه الوسيم المتسلط .... وقوته الرشيقة وسلطته المتعجرفة المنضبطة ....والثقة الكاملة بالنفس
في الاسابيع التي مرت حاولت يائسة ان تنساه ان تنسى كل شيء عنه لكنها لم تنجح فوجهه مطبوع في ذكرتها احست وكان رباطا خفيا يربط احدهما بالاخر ....وهذا ما اخافها
وفكرت بتعقل :لعله شبح حبها القديم يدعوها ....حب لا علاقة له بالمتعة الدنيوية حب تتشوق لتخليده .ربما لو فعلت ذلك لتحررت من هذا الضعف الحاد .
لا لن يقف امامها لتصنع له تمثالا ..وكيف يمكن ان تكون عادلة مع عينيه الذكيتين اللتين تملان وجهه ...عيناه تكشفان الكثير تعرفان الكثير من الاسرار عنها وتريدان معرفة المزيد ....؟
راحت ترتجف من قوة مشاعرها وتساءلت لماذا طلبت منه البقاء بدلا من ان تتصل بجارها جيم ليوصله الى القرية .
لكن هذا ليس عدلا بحق الجحيم ...كما انتها ليلة واحدة ...ستكون امنة تماما حتى من دون لوبو فالسنوات التي امضتها وهي تتعلم فن الدفاع عن النفس تمكنها من التعاطي مع اي موقف يهددها باذى جسدي .
على اي حال كانت واثقة من ان ولف لن يقدم على اي تصرف مقلق ...صحيح انه قاسي ولا رحمة في قلبه لكنه ليس مثل اخيه ...والتهديد الذي يمثله كان ضد راحة بالها وليس ضد حياتها .
اخد المطر يضرب باصرار متقطع على السقف فتركت لوبو يتناول طعامه وتفحصت الة الغسيل حيث اطالت البقاء في غرفة الغسيل الباردة ...
في شهر كانون الاول حين تصبح الارض ردافئة سيكون ولف قد رحل منذ مدة طويلة وستتفتح براعم الزهور لتكشف عن ازهار قرمزية وحمراء كالدم
وابتلعت روان ريقها ...ودخل لوبو عبر الباب وضغط جسمه عليها ..انها بحاجة فعلا للمواساة بعد يوم كادت تفقد فيه حياتها
احست بالاشفاق الشديد عللا لاورا سمبسون التي تخلت عن ارادة الحياة تشوقا للحقيقة ...حقيقة ستحطم الى الابد وهمها عن ابنها الميت .
فكرت بذهول كيف امكنها ان تقع في حب رجل كان له القدرة على جعل حياتها جحيما بقدر ما فعله شقيقه .
حملت روان منشر الثياب الى غرفة الجلوس حيث وجدت ولف واقفا عند النافدة ينظر الى المناء مقطبا استدار حين دخلت وتقدم اليها قائلا "كان يمكن ان افعل هذا "
قالت "انه ليس ثقيلا "
اعطته المنشر وراقبنه وهو يفتحه ...وكان هذا عملا دقيقا جعله يشتم من بين انفاسه بعد ان فشل في مهمته
حين ضحكت روان رفع نظره اليها فتوقفت عن الضحك وجف فمها .
قال وهو يستقيم "ساحضر ملابسي من الالة واعلقها "
-حسن جدا ....ولو انها لم تنته بعد
وتناهى اليهما صوت المطر وهو يضرب النافدة فنظر اليها
قالت وقد ادركت ما يقلقه "سيكون اليخت على ما يرام ...في الواقع انه محمي اكثر منا "
-اعرف
وعلى امل التخفيف من توتر الجو بينهما سالت "لم اطلقت على اليخت اسم الساحرة التي حولت رجال "اوليسس"الى حيونات ؟هل هو البحث عن المتاعب ؟"
لمعت التسلية في عينيه حين اجاب "لا تنسي ان "سيريس "وقعت في حب "اوليسس"
فردت باشراق" امراة خطيرة ...على اي حال "
نظر اليها ببرود ساخرا وقال "العالم ملئ بامثالها ...لكنني قادر على التعامل مع هذا "
يمكن ان تراهن ان ما من شيء لا يمكن لولف ان يتعامل معه خاصة بالنسبة للنساء وساورها احساس مخيف فجاها
سال "ماذا قلت ؟"
هزت كتفيها وردت "تبدو لي من النوع القادر على هذا "
وبدا من المهم الا يعرف ما رمت اليه ...لكن وبالرغم من النظرة البريئة في عينيها لم تستطع ان تعرف ما اذا نجحت
سال "هل اعدت النظر بعرضك على الملاذ لهذه الليلة ؟"
ورقبها بتحفظ هادئ فردت بسرعة وتركيز "لا"
واتبعت ردها بكلام محايد "ابدا ...لكنني لست معتادة على وجود ضيوف حتى ايام الصيف فدخل المناء صعب والقليل يجد طريقه الى الخارج مجددا "
-انت لا ترحبين باي تطفل على خلوتك
وابتسم لها ابتسامة ذات سحر قوي جعلت عظامها تذوب و خفقت من توترها .
لكن بالرغم من رغبة جسمها في الاستسلام الا ان دماغها الخائن الساخر صاح مهللا ... لقد حاول التحقيق معها و لم ينجح و يبدو انه سوف يحاول اغراءها للحصول على المعلومات التي يريدها منها .
و المها هذا ... للانها تريد اكثر منه لنكها ستتمكن من مواجهته ... و سيلزمه اكثر من الفتنة للانتزاع الاسرار منها .
قالت " هذا يجعلني ابدو فضة و معزولة عن العالم لكن انت على حق... و انا مضطرة للعمل فانا صانعة خزف لدي طلبات البيها ".
و لماذا الاستقرار في هذه البقعة البعيدة ؟.
بطريقة عفوية اجابت " كان جداي يعيشان هنا ... و بسبب وظيفة ابي كنا نتنقل كثيرا لذا كنا نعتبر هذا البيت بيتنا " .
قال " اذا ما بعته تستطيعين ان تشتري مكانا اقرب الى المدينة و يبقى معك ما يكفي من المال كي لا تعملي. ارض كهذه خاصة مع هذا المنظر الجميل تساوي ثروة صغيرة " .
احب المكان هنا و لقد تدبرت اموري حتى الان .
هزت كتفيها لتغير الموضوع و قالت" سابدا بتحضير العشاء"
نظر اليها مليا ووقف .
و فيما هي تقطع الفليفلة المشوية و تنقعها مع بعض التوابل غسل البطاطس و حضر الفاصوليا العريضة كان يعمل بسرعة و بكفاءة .... بدا و كانه يحتل المطبخ كله بحيت انها كلما تحركت وجدته في طريقها بين الحين و الاخر كانا يتلامسان صدفة مما جعل كل خلية من جسمها تتجاوب معه .
قالت بعد ان اخذ الجو يزداد توترا " هذه اخر فاصولياء في الحديقة ... انها تكره الطقس الحار ".
قال بايجاز " وقت التغيير نهاية موسم و بداية اخر ".
و اقشعرت بشرتها بتحذير بدائي .
قال بطريقة اجفلتها " اخبريني اين ادوات الطعام للاحضر المائدة ".
لن يفهم كم تكره ان يصل الى الخزانة و الادراج ... فهو على الارجح لديه مدبرة منزل و يمتلك افضل المفارش و ادوات الطعام .
قالت بسرعة "سافعل هذا بنفسي " .
حين قطب شكت في انه فهم ما تشعر به ... و احمر وجهها .
قال " ضعي الاغراض على رف المطبخ و ساخذها اين تتناولين الطعام ؟".
فتحت درجا و اخرجت مفرش الطاولة الائق الوحيد اللذي تملكه و هي تقول " على الطاولة الصغيرة في غرفة الجلوس ... فغرفة الطعام باردة جدا ان لم اشعل النار فيها ".
ما ان حمل المفرش حثى حضرت السكاكين و الشوك و الملح و البهار و الاطباق بسرعة ... و بينما كان ولف يحضر المائدة وضعت الورود في زهرية زجاجية كانت لجدتها ووضعتها على الطاولة .
و بعد دقائق علق ولف " لديك مواهب متعددة ... خزافة طباخة و بستانية ... هل هناك ما لا تستطيعين فعله ؟".
هذا كل ما استطيع فعله ... لا تطلب مني ان اخيط او احبك او ادير كمبيوتر .
و ادهشها المديح و سرها و نسيت نفسها بما يكفي لتبتسم من دون حذر .
قال "تشغيل جهاز كمبيوتر لا يتطلب موهبة بل قدرة على اتباع التعليمات و التفكير المنطقي ".
و ابتسم حين شخرت ساخرة و عينا ه تعكسان النور الناعم فيما نظراته تتامل وجهها .
الا تشعرين بالوحدة و انت تعيشين هنا على بعد اميال من اي مكان ما عدا رجل يقضي معظم ايامه في صيد السمك ؟.
ربما ... لكنها تجد المكان امنا و هي تفضل ان يستمر في التعامل معها كما اعتادت ان يفعل فعلى الاقل هذا صدق منه .
و قالت بجراة " وحيدة؟ابدا ".
اوما براسه الى قصعة ملاتها بالفاكهة " هل هذه من صنعك ؟"
كانت القصعة المفضلة عنها فالطلاء يبدو رائعا و الشكل يكاد ان يكون مكتملا .
اجل .
لامست اصابعه الطويلة القصعة برقة ارسلت القشعريرة في جسمها ... لقد عاملها هكذا ... بلطف ... ثم لم يعد لطيفا ابدا ..
ركزت على طعامها ... و كتمت هده الافكار الخائنة .
قال و كانه يكره ان يعترف بذالك " انها جميلة " .
و قاومت روان لتمحو فرحا مهللا هذه ليست اول مرة يمدح فيها عملها لكن كلماته عنت لها اكثر بكثير .
قالت "انا بارعة في عملي " .
بل انت اكثر من بارعة ... انت فنانة .
شكرا لك .
هذا المنزل جنتها و ملجؤها ... و لم تكن معتادة ان يقتحمه احد و قالت في سرها لهذا السبب اشعر بالحرارة و التكاسل و التوتر .
كانت روان تعرف من تجربتها ان الرجال الاثرياء المحنكين جشعون و متطلبون فهم كالاولاد اللذين يلاحقون الفراشات لا يهتمون اذا ما سحقو اجنحتها ... و منذ عرفت طوني راحت تتجنب اي اختلاط و ساعدتها في هذه السنوات الخمس التي عاشتها في اليابان .
على اية حال كانت تشك في ان تساعدها اي خبرة على التعامل مع ولف فهو لا يتصرف مثل اي رجل التقته .
قال متطفلا "لابد انك تحبين رفقة نفسك كثيرا " .
-و رفقة لوبو .
رفع لوبو راسه ...ولم يزمجر لكن تحفظه بدا واضحا .
قال ولف بما يشبه السخرية "من اطلق عليه هذا الاسم كان رومنسيا "
-انا لم اعطه اسمه ... بل انا من رباه .
-انه حيوان ممتاز ... هل انت من دريه ؟.
-اجل لكنه كان عنيدا لذا كان العمل شاقا و لزمني الصبر ... و ها قد نجحنا .
نظرة ولف المثيرة للاظطراب طافت على وجه لوبو الاسود ثم ارتفعت الى وجه روان و قال "كما كنت انت حين تعلمت الدفاع عن النفس " .
اذن هو يعرف هذا ايضا ... و قالت بتكبر " قمت بالكثير من الابحاث عني ".
-احب ان اعرف كل شئ عن خصمي .
نبرته الفولاذية ارسلت رجفة في جسم روان .
انتهى الفصل السابع

Just Faith 26-11-17 07:02 PM

الفصل الثامن
الساحر المشعوذ
ردت روان بحزم "هذه حكمة منك ...هل تحب تناول بعض الفاكهة والجبن ؟يمكننا تناولها مع القهوة امام النار .....وسارى اذ كان يوجد بعض البسكطويت "
فقال ولف "ابقي حيث انت ساجد البسكويت والجبن واحضر القهوة "
لا بد انه يعي حجمه وتقثه بنفسه وسلطته القوية ...وتلك القوة الموضوعة تحت السيطرة التي تولد تاثيرا لا يلين .
وبقد ما كرهت روان نفسها لرد فعلها الا انها لم تستطع السيطرة عليه وبسرعة بدات تجمع الاطباق فقطب ولف .
-اذهبي واجلسي قرب النار ....ساحمل الاطباق الى المطبخ
قالت بشيء من الحدة "انا بخير "
اطبقت يده على معصمها وقال بهدوء جعل البرد يعتريها "روان ......اجلسي قرب النار ..... لست مضطرة لخدمتي "
ومع ان قبضته كانت متراخية الا انه لم يكن من الممكن تجاهل القسوة في كلامه واصابعه السمراء على بشرتها البيضاء ....وبالرغم من الذعر الذي تملكها تسارعت نبضات قلبها واشتعلت نار في داخلها
نظرت الى وجهه بغضب لكن الكلمات ماتت على لسانها لحظة تصادمت عيونهما فاعتصر شعور غريب معدة روان قبل ان ينفجر وكانه انوار متلالئة
تمتمت وهي تتلوى لتخلص نفسها "انا لست مريضة "
-لست على ما يرام بعد
لكنه تركها وحمل الاطباق فعلقت انفاس روان في رئتيها وقالت "انا متعبة قليلا فقط "
وتراجعت الى الوراء وجسمها متصلب ومن دون اي نظرة اخرى حمل الاطباق وهو على الارجح يتسلى كما فكرت روان باكتئاب
لا....لم تكن التسلية تلك التي راتها على وجهه بل الرغبة ....شعلة سوداء حركت قسمات وجهه بجوع بدائي سارع الى كتمانه
لو انها تستطيع السيطرة على تجاوبها معه بمثل هذه السهولة وانهارت على الاريكة وهي تتنفس بصعوبة
وكررت بشكل الي لم يحدث شيء لقد نظرت الى عينيه وهذا كل ما في الامر وامسك معصمي وباتلرغ من ان بشرتي لا تزال تحترق الا ان شيئا لم يحدث
لو رددت هذا بما يكفي فقد تقنع نفسها
اذن لماذا كان فكها مشدودا الى درجة ان عضلاته راحت تصيح احتجاجا ؟لماذا تشعر ان احدا قد وجه نارا ملتهبة الى عظامها ؟
وفكرت محاولة ان تفلسف الامر ...انها مسالة تجادب بدائية غير منطقية طغت عليها لحظة التقت عيناها بعيني ولف في المعرض ...لقد فقدت اتزانها ولم تستعد وعيها بعد
لكن لو كان الامر هكذا فلماذا تهتم كثيرا برايه فيها ؟
حين عاد ولف حاملا القهوة والبسكويت والجبن جاءت بقصعة الفاكهة من على طاولة الطعام هذه المهمة الصغيرة بعضا من رباطة الجاش ...وبقلب يخفق في صدرها المنقبض ....اخدت فنجانها منه
نظر ولف الى قصعة الفواكه وسالها "الن تاخدي شيئا ؟"
انقبضت معدتها وردت "لست جائعة "
حمل ولف فنجان قهوته وقال "هل انت مضطرة للعمل في المقهى غدا ؟"
-اجل
كان في ابتسامته شيء من السخرية ..كان يعرف انها ستقدم المعلومات لذا سال "هل تستمتعين حقا بالعمل هناك ؟"
تطلعت روان الى القهوة في فنجانها وقالت بحذر "لقد قلت لك اني احب مراقبة الناس ...واخصص فترة بعد الظهر والمساء لاعمل في الفخار "
-اذن هذا هو عملك الحقيقي ؟
قالت "انه ليس عملا وحسب بل اهم شيء في العالم بالنسبة لي "
ارتفع حاجبه "فهمت "
طقطقت النار ونفتث دخانها مع هبة مطر اخرى ضربت السقف بعنف ...ودون ان تقدر على قراءة اي فكرة على وجه ولف تثاءبت روان وقالت "انت على حق ...انا لست على ما يرام ساحضر لك فرشاة اسنان وبعض المعجون وانظف الاطباق ثم اذهب لانام "
مرر يده على فكه مفكرا فاحست روان وكان حرارتها ترتفع
قال "هل لديك الة حلاقة اضافية ؟"
قالت تتحداه ان يسال لمن هي "لدي شفرات حلاقة وساضعها على رف الحمام مع فرشاة الاسنان والمعجون "
وبلباقة الية وقف وهي تقف لكنها احست بنظرته المتسائلة تلحق بها وبلوبو عبر الباب
لزمها لحظة لتترك ما يلزم في الحمام وحين خرجت كانت دفاعاتها قد تعززت من جديد
كان ولف يتوجه بصمت نحوها وبعد نظرة متفحصة قال "تبدين مرهقة ...اذهبي الى النوم ...وسانظف الاطباق"
فجاة احست ان هذه السيطرة الحديدية على النفس تخفي عنفا مكبوتا ومشاعر مخنوقة ....وزعزع اكتشافها هذا مقاومتها واثارها الى حد الياس .
قالت بصوت مختنق "شكرا لك "
قال بدون مقدمات وكان شيئا ما يدفعه لذلك "روان اخبريني عما حدث لطوني ...والا سيبقى دائما بيننا "
علقت انفاسها في حلقها "ماذا تعني ؟"
اصبحت حياتهاالان معقدة بسبب الرجل الواقف هناك ينظر اليها بعينين غامقتين تتاجج المشاعر كلها في اعماقهما ...لم يكن يعدها بشيء ...ولن تستطيع اعطاءه ما يريد رغم تلميحه الى مستقبل ما لهما معا وما يحمل من اغراء لها
قالت بضجر "ليس لدي ما اقول لك "
وتوقعت فورى غضب وربما المزيد من التهديدات لكن رموشه غطت عينيه لثانية وحين ارتفعت لم تعد ترى فيهما سوى الغموض لامع اخضر
-هذا مؤسف ....ليلة سعيدة روان
قالت "اجل ....امر مؤسف ...ليلة سعيدة "
تمسكت بوقارها واسرعت في تبديل ملابسها وهي تصغي بحذر الى تحركات ولف في المطبخ واحست براحة كبيرة حين اغلقت باب غرفة نومها ورائها
في النهاية استسلمت لنوم خفيف متململ لكن حين راح لوبو ينبح نباحا شديدا استيقظت مدعورة وحدقت عيناها بالم الى الظلام الدامس واخد قلبها يخفق بسرعة في حلقها ..
كان ذهولها قويا بحيث مرت لحظات قبل ان تتعرف على صوت ولف وخرجت متعترة من السرير وركضت نحو الردهة .
كان لوبو قبالة باب الشرفة ورمشت عدة مرات الى ان استطاعت تبيان صورة ولف الذي يقف بينها وبين الكلب ...اوقف امره الحازم نباح لوبو المتوحش لكنه حين سمع صوت روان عاد الى النباح مجددا بصوت مرتفع ملاء الردهة واخد يرن في اذنيها .
حاولت تجاوز الرجل الذي يسد طريقها لكن ولف امسك بها بحركة واحدة خفيفة وسحبها الى ما وراء درع جسده المريض وقال امرا "ابقي هنا ....اسمع شيئا في الخارج "
ردت روان مرتجفة "يمكن ان يكون اي شبء فلوبو يدافع عادة عن المنطقة نفوده بشراسة "
قال ةلف هامسا "هذا يناسب اسمه ....لكن من في الخارج لم يكن حيوانا "
وسجلت عيناها بعد تعودهما على العتمة صورة الذكر الواقف امامها ...كتفان عريضتان وصدر يضيق ليصل الى خصر نحيل ....
تراجعت بسرعة الى الوراء وقالت بصوت اجش "انه دائما ينبح على شيء "
-انه لا ينبح على لا شيء الان ...ساخرج و....
-لا
وقعت فريسة مشاعر لم تكن قادرة على تفسيرها فاخدت نفسا عميقا واكملت "لقد هدا ..وكائنا من كان في الخارج فقد ذهب "
حين لم يتحرك ولف تملكها احساس مفاجئ بالاختناق وبالخطر فابتلعت ريقها لترطب حنجرتها الجافةوتابعت "ستتاكد من هذا صباح الغد "
وتلاشى التوتر الثقيل قليلا مع ذلك بقي ولف ينتظر بجمود وبحس بدائي ومع ان لوبو لم يعد يزمجر الا انها احست بحذره .
وقالت "اعتقد انه من الافضل لنا ان نعود الى النوم "
هبة ريح اخرة ضربت المنزل فاهتزت النوافد وولولت الجدران وكانت روان قد استدارت حين تعالى صوت متاوه مستعجل يكاد يصرخ وتبعه صوت ارتطام بالارض .
وجن جنون لوبو وركضت روان الى الباب لكنها لم تصله لان ولف امسك ذراعها وقال امرا "ابقي حيت انت ....يبدو كصوت شجرة ...ومن الخطر جدا الخروج "
-شجرة
ولاحظت بسخرية ان ولف اخد دور الرئيس فما ان يتكلم حتى يصمت لوبو ويتوقف عن النباح
وحل صمت مفاجئ وتحولت الريح الى سكون فقالت بصوت رفيع "انها على الارجح شجرة البلوط القديمة "
استرخت قبضة ولف لكنه لم يتركها "هل هي قريبة من المنزل ؟هل يمكن لاي غصن ان يقع على السقف ؟"
قالت بسرعة لتمنعه من الخروج "لا فالغصن الذي يقلقني في الجانب الاخر ...ولن اخرج في هذا الطقس....ولا داعي لان تخرج انت ايضا "
استدارت بسرعة في الظلام يائسة واحست بدوار في راسها ومدت يدها لتستند الى الجدار فالقت يدا حارة وصدرا رحبا .
امرت نفسها :ابتعدي عنه....لكن الشوق اوقعها في حبائله وفكرت يائسة بانه حين لن يستطع اجبارها على اطلاعه على حقيقة ما جرى .سيرحل .وهذه الحمى والتلهف هي كل ما ستذكره ... .
همست "ولف"
وتلاشت كل الافكار امام الاحاسيس التي اخدت تتسلل الى اعماقها .
-ماذا
لكنه عرف ....كا يمكن ان تخطو الى الوراء وتركض الى غرفتها شرارة مكتومة من المنطق قالت لها ان عليها ان تهرب على الفور الا انها ادركت التفهم الحسي وراء التحدي في صوته .
انه متاثر بلمسة اصابعها مثلها تماما ...واحست بصدره يعلو ويهبط وهو ياخد نفسا عميقا .
كانت روان قد تشوقت الى هذه اللحظة في كل ثابية من الاسابيع الطويلة الماضية ...تشوقت اليها لانهما لم يكونا على علم بفظاعة ما يجمع بينهما .
تلك البراءة كانت مهمة بالنسبة لها مع انها لا تذكر لماذا ...افكار غير مترابطة تلاحقت في راسها وهي تمرر اصابعها على كتفه زسالت بصوت ذاهل "هل تعمل خارج المكتب ؟"
واتهمتها ضحكته بالجبن "وهل يهمك هذا ؟"
-لا
واستسلمت لاغراء بتنهيدة طويلة بطيئة ورفعت وجهها اليه باستسلام فيه شيء من الخجل ...لو ان النور كان مضاء اما تجرات ....همست على صدره "لا اهتم بشيء "
وكانت هذه هي الحقيقة في تلك اللحظة
ولم يستطع ولف السيطرة على الصوت الغريب الذي خرج من حنجرته كما لم يستطع تجنب العناق الذي كانت تطالب به .
وحين تمكن من استجماع ما يكفي من التصميم ليبعدها عنه شدها الى صدره قليلا فاستجابت بصوت شاهق منخفض اشعل النار فيه .
وفكر يلئسا وهو يحاول جلاء ذهنه ...ما من امراة تمكنت يوما من فعل هذا به ..اللعنة ...لماذا لا يستطيع ان يتذكر انها عدوه ...؟
وتردد صدى الكلمات التي قالها من قبل في اذنيه :اخبريني ماذا حدث لطوني والا سيبقى دائما بيننا ...
هل تظن انها تستطيع استخدام الاغواء لتقنعه بان هناك ماهو افضل من اكتشاف هوية قاتل طوني؟
واعترف ولف بغضب بانه لا يزال يريدها بحرارة لم تمت خلال الاسابيع التي فرقتهما .
حسن جدا سيلعب لعبتها ورفع راسه ودس يده حول خصرها الدافئ يضمها اليه وهو سعيد بانفاسها المرتجفة ورموشها المسبلة .
قال بخشونة "لن ينجح هذا يا روان ...لا اعرف الى اي مدى انت مستعدة للتورط لكنني لست مستعدا للمخاطرة ومهما جرى فان ادعك تهربين حتى اعرف كيف مات طوني "
وسقطت روان متحطمة من عليائها ...وجمدت للحظة مصدومة مذلة قبل ان تبتعد عنه
لم يحاول ايقافها ورقبها وهي تبتعد ثم استدار بدوره .
قالت وهي في منتصف الطريق الى الباب "تصبح على خير "
وخنق الخجل صوتها فضحك وقال بلهجة مهينة "تصبحين على خير "
عندما وصلت الى غرفتها ارتمت في فراشها البارد ترتجف من الوحدة والمذلة واخدت ترغي وتزبد بصمت مع توقف عصف الريح وهطول المطر .
انها تكره ولف تالامنتس ....تشمئز منه فكيف وقعت في حبه ؟ومتى ؟لقد تقرب منها بطريقة مذهلة ...وهددها .
حسن جدا ...لقد اهتم لامرها حين وقعت في الماء لكن هذا لا يكفي لاحلال هذا التغير المربك المحرج في مشاعرها
ما من لحظة محددة تعود اليها وتقول انها لم تحبه قبلها تاثيره عليها كان مالبرق كالرعد حتى انها بدات تعتقد انه مجرد ساحر مشعود يوقع في شركه الاغبياء .
لكنها الان وبعد فوات الاوان فهمت الحقيقة ...كانت طوال الوقت تباروه مذهولة مثارة وخائفة وكان قلبها يخونها فاحبت ولن تعود الى سابق عهدها ابدا
استيقضت في وقت متاخر لتواجه تغيرا كليا للطقس ...انه صباح يوم احد رائع .
وبعد ان ارتدت بهدوء الجينز والكنزة تسللت مع لوبو الى الخارج حيث سطعت اشعة الشمس الكثيفة الذهبية على الخليج وحولت المشهد الى لوحة رائعة .
في العادة كان هذا الجمال يرفع معنوياتها الا انها هذا الصباح نظرت اليه بعينين فارغتين الى ان رات الاضرار التبي تسببت بها العاصفة .
كان جد جدها قد بنى المنزل وزرع شجرة البلوط هذه لذكرى اكبر ابنائه الذي غرق في الخليج .
اخدت تراقب الفوضى والدموع تؤلم حلقها وسمعت ولف يقول من ورائها "الشجرة كلها خطرة ....يجب قطعها "
استدارت ...واخد قلبها يقفز كالبهلوان في صدرها ..
لابد ان ولف خرج الى اليخت لانه بدل الثياب التي غسلتها له في الليلة السابقة .....وزادت اشعة الشمس من حدة قسمات وجهه فبدا كتمثال لبطل من فترة ما قبل التاريخ ...قوي يشع سلطة ولم يكن ينظر الى الشجرة بل كان يراقبها بتقيم بارد.
وشجعت روان نفسها ثم قالت "اعرف"
وحاولت ان تبتسم فيما اندس لوبو بين الاغصان ليخرج وفي فمه قطعة خشب ووضعها عند قدميها باعتزاز .
قال ولف متشدقا "الان وقد عرفت انني لن اتلهى باغوائك كم سيلزمك من الوقت لتقولي لي ماذا حدث بالضبط يوم مات طوني؟"
نظرتها المذهولة التقت بعينين اكثر عمقا وعتمة من اعماق البحر ..عينان يسهل الغرق فيهما
سالت مخدرة الاحاسيس "ماذا؟"
-انا اتكلم عن المال
كان رجل اعمال بارد وهو يضيف "كم تريدين للافصاح عن تلك الذكريات روان؟"
لقد اعتقدت انه لا يستطيع اذلالها اكثر مما فعل فسالت شاحبة " وكم انت مستعد ان تدفع؟؟"
قال متوترا "ما يكفي لاعالتك مدى الحياة ...والدتي مهمة بالنسبة لي "
ذكر مبلغا جعلها تشهق ورفعت راسها لتقاوم الحرارة والالم والعذاب ثم قالت بحزم """"انا لا اريد مالك ....وللمرة الاخيرة اقول لك انني لا استطيع اخبارك المزيد "
واضافت بحرارة مفاجئة "هلا رحلت من هنا ارجوك ولا تعد ابدا ....ابد ؟انا لا اريد ان اراك او اسمع عنك او عن عائلتك مرة اخرى "
وبصوت بطئ متكاسل مهدد قال "قوية ...لكنني لن ارحل قبل ان احصل على ما اريد "
-وكيف تعمل امبراطوريتك الضخمة من دونك ؟
ابتسم "انا اتصل بهم بفضل الكومبيوتر والاجهزة الحديثة ولسوف تتكلمين والا ستجدين نفسك من دون مستقبل ومن دون عمل او طمانينة مرة اخرى "
وكا يعني ما يقول ولديه السلطة ليفعل فقالت روان تجادله "اذن كشف ولف تالامنتس اخيرا عن حقيقته"
قفز لوبو واقفا وتراجع الى الوراء حين ظهرت شاحنة جيم القديمة .
-يوم سعيد روان .ولف .
سرت روان برؤية جيم حتى انها كادت تقبل وجهه المجعد اللطيف .
قال "لقد خرجت بالامس واصطدت سمكتين كبرتين لك كانتا في البراد لكن من الافضل تقطيعهما في اسرع وقت ممكن "
هزت روان راسها وانحنت تلتقط الكيس لكن ولف منعها ورفع الكيس من دون جهد .
قالت ببرود "شكرا لك "
مدفوعة بحاجتها الى الابتعاد عن الرجل الذي هددها لتوه بان يدمر حياتها سالت بسرعة "هل ترغب بتناول الفطكور يا جيم ؟فنجان شاي ؟"
-لا شكرا لك اراك فيما بعد
وصعد الى سيارته الشاحنة ملوحا بيده فمدت روان يدها الى الكيس قائلة "ساخد هذا "
قال ولف "انه ثقيل جدا "
ورقبتها عيناه باهتمام شديد وراح بريقهما الذهبي الخفيف يلمع تحت رموشه الكثيفة "روان ....قولي لي ....هذا كل ما عليك ان تفعليه "
حاولت روان ان تسيطر على نبضاتها التي تسارعت حين ابتسم لها ابتسامة مثيرة تجعل اي انثى تفقد القدرة على التفكير .
فردت بهجوم معاكس وسخرية لاذعة "ارجوك ارحل يا سيد تالامنتس فانا لا احتاج الى اي شيء منك لا مالك ولا مساعدتك ..."
قاطعها "انا واثق من انك لا تحتاجين شيئا لكن والداي علماني ان اساعد االمراة ....واحمل عنها السمكط الثقيل ....ماذا تريدين ان تفعلي بهذه؟"
وسارت نحو المنزل فلخق بها
-ضعها في المغسلة ارجوك .
واخدت السكين فمد يده وقال "سافعل هذا "
-لاباس ....فلا اعتقد ان لديك خبرة....
قال وقد صر اسنانه "من اين جئت بفكرة انني مدلل عديم الفائدة وغير كفؤ؟"
ردت بحدة "لم يقل طوني اي كلمة تنتقص من قدرك "
سرها انها استطاعت ان تخترق درعه البارد
قال والحدة في صوته "لقد كبرت كانسان طبيعي ....كنت اخرج مع ابي لصيد السمك واعرف كيف اشرح السمك وكيف اقطعها "
ومن دون اي كلمة اعطته روان السكين اظهر كفاءة ومهارة اعجبتها لكنها زادت من حذرها لتصل الى حدود القلق .
لكسر الصمت المتوتر سالت "هل لديك شيء شخصي ضد هذه السمكة ؟"
كانت نظرته حادة مثل السكين "لا .....لكن اي شيء افعله احب ان اجيده ...ولا استسلم حتى انتهي "
ارتجفت روان هل هو غاضب ؟عظيم ....وهي كذلك فالغضب يبقى الاثارة بعيدا
وضع ولف سكينه من يده "ماذا ستفعلين بالبقايا ؟"
-سادفنها
-سافعل هذا ....اين؟
قالت بحذر "تحتشجرة التفاح قرب حديقة الخضار "
حين انتهت من عملها غسلت يديها وخرجت .
كان ولف يعيد التراب فوق الحفرة حركة ذراعيه وكتفيه الناعمة الرتيبة كانت تجسد القوة والتناسق فانطلق الالم المعدب في جسم روان .....يكاد يجعلها تركع وقبل ان تتحا لها فرصة الوقوف مستقيمة امسكتها يدان قويتان واسندتاها .
-هل انت بخير ؟ماذا حدث؟
قالت كاذبة "لقد تعترت ....ستصبح هذه عادة .....انا بخير "
تركها وتراجع ....تركها تواجه تاثيره الصاعق والكهرباء الباردة التي تسري في الخلاياها
قال "انتبهي كيف تسرين "
واختلطت ابتسامة بنبرة صوته بحيث بدت الكلمات كتعويدة سحر قديمة ...تعويدة
لتكسر الحواجز وتستسلم على الفور
اوه.....يالله....صرت على اسنانها لتمنع نفسها من ان ترتمي بين ذراعيه .
حبها له اطلق حاجة مفترسة كانت مخفية في داخلها وكشف لها كم هي سطحية وضعيفة وعاجزة عن مقاومة غاز غريب .
لكن ...حتى في اول لقاء لهما لم يكن غريبا بالنسبة لها .
قال بصوت خشن "توقفي عن النظر الى هكذا "
تسارعت نبضات قلبها وانفاسها وحاولت ابعاد عينيها عن وجهه القاسي قال شيئا لم تسمعه ثم مد يديه اليها ليسحقها بين ذراعيه ....واحست بالسكون المتوتر الخطير في احضانه وهو يقاوم ليسيطر على نفسه .
ومع ذراعي ولف حولها وخدها المستند الى صد
ره بدات تفهم بغموض كيف يعطل الجزء البدائي من دماغها المنطق والتعقل كانت رائحته كالمسك .....واذهلتها ضربات قلبه المرتجفة واختلطت مع رائحته الخفيفة مثيرة رائحة البحر النظيفة الاذعة
-روان
الازدراء في صوته صدمها فخجلت بمرارة من ضعفها الذي ابقاها دون حراك وانتزعت نفسها بعيدا عنه .
تركها وراح يتفرس في وجهها المحمر بعينين لا رحمة فيهما "مهما رميت نفسك على بحماسة ....لن اتوقف عن سؤالك عما حدث حين مات طوني "
وغاب اللون الاحمر من على بشرتها وهي تتمسك بغضبها لتجيبه بحدة "لم افكر ابدا ولو للحظة انك ستتوقف "
تطلع الى وجهها ...وابتسم من دون ان تصل ابتسامة الى عينيه "اذن لا فائدة "
هزت كتفيها وقالت ساخرة تتجاهل اللمعان في عينيه " لقد وضبت بعض السمك لك واعتقد ان لك فرنا في مركبك الفاخر "
فرد بكل برود "فيه كل المعدات الحديثة ...واذا كانت هذه اشارة الى انك تريدين ان اغادر فما عليك سوى قول هذا "
اجفلت للتحدي الناعم في صوته لكنها لم ترد على تحديه
هز كتفيه قائلا "لدي اعمال اقوم بها على اي حال لكني لا انوي الرحيل في وقت قريب "
بعد خمس دقائق اختفى السمك في يده ....وبينما راح لوبو يئن استدارت روان وقالت بانزعاج "من الافضل ان يجري بيننا حديث عن الولاء ..على اي حال يمكن لهذا ان ينتظر الى ان اقوم بعمل يكسبني المال "
لكنها بقيت تحت الاشجار تراقب ولف وهو يصعد الى يخته قبل ان تستدير وتعود الى المشغل ...حين تهاوى عالمها من حولها في الماضي وجدت السلوان في عملها .
الا انها لم تستطع ان تستقر حتى انها لم تدر دولاب الخزف.
و بدلا من ذالك التقطت قلما و بدات ترسم لتدرك بعد خمس دقائق انها ترسم وجه ولف ... اغمضت عينيها قليلا و حاولت ان تتذكر ملامحه بدقة و تعقب النور و الظل على قسمات وجهه و اخذت ترسم بدقة عضلاته و بنيته لكن بالرغم من مهاراتها في الرسم الا انها لم تستطع ان ترسمه جيدا .
و اخيرا جلست و عيناها مغمضتين تفكر بقسماته القوية و تحاول متعمدة ان تطبعها في راسها بحيث تتمكن من استعادة الصورة بمجرد ان تغمض عينيها .
نباح قصير حاد من لوبو دفعها لتقف ظنا انه جيم لكنها رات ولف طريقة سيره و قساوة وجهه جعلتاها تشعر بالبرد .
التقته عند باب المشغل و سالت " ما الامر ؟ " .
قال بتركيز بارد " امي في المستشفى و يعتقدون انها ستموت هذه المرة ليس لديك خيار روان ... وضبي بعض الثياب هناك هيليوكبتر قادمة لتاخذنا " .
قالت بتعاطف سريع " انا اسفة جدا " .
ثم فهمت ما قاله و اضافت متالمة " ولف لا استطيع ان اقول لها ما حدث ".
للحظة رات غضبا عميقا شرسا على وجهه سيطرت عليه فورا لكن ليس قبل ان تتراجع خطوة مرتجفة الى الوراء .
و بصوت ضرب رباطة جاشها قال " ستدهبين الى اوكلاند حتى و لو اضطررت الى ربطك و اختطافك و حين نصل ستقولين لها ما حدث ذالك اليوم و الا بامكانك التفكير مليا بما ستصبح عليه حياتك ما ان انتهي منك ... امي اهم بالنسبة الي مما ستكونين انت يوما .
قالت بحرارة " لا يمكنك اختطافي " .
نظر اليها نظرة كحد السيف " حاولي منعي الخيار الوحيد هو ان تقولي لي ما حدث لطوني بالضبط ".
و كان يعني ما يقول ... و ظهر التهديد صريحا غير مبطن و بدا قادرا على انتزاع الحقيقة منها انها تفهم المه ... لقد ضحت بطوني من اجل ابيها .
لكن لم يكن امامها يومها اي خيار .
للان صوت ولف قليلاو هو يضيف " اذا كنت تحاولين حماية شخص ما فقد عنيت ما قلته في السابق ... انا مهتم بالحقيقة و ليس بلوم احد .
رفعت نظرها اليه بحدة قرات نضرته الهادئة التي ارضت غريزتها فسالت يائسة " و هل يمكن ان اثق بك ؟" .
فرد ببساطة " اجل " .
ادركت روان بجبن انها اذا قالت له الحقيقة فستسلمه المسؤولية و يمكنه ان يقرر ما يقوله للامه .
استدارت الى داخل المشعل و قالت بصوت متعب " حسن جدا ... ساخبرك "
انتهى الفصل االثامن

Just Faith 26-11-17 07:03 PM

الفصل التاسع
الحقيقة المرة
سارت روان الى دولاب الخزف براس منحنوقالت "حين التقيت طوني في "كوكسفيل"اعجبني فعلا ....لكن...."
سال ولف "لكن ماذا؟"
فتحت روان يديها بحركة سلبية "بعد فترة قصيرة ....انا....اصبح.."
-اصبح ماذا؟
حين لم ترد اصر "اخبريني ....اللعنة عليك "
تمتمت "اصبح انفعاليا جدا "
لم تتمكن من ان تجد كلمة افضل فرد بصوت بارد منتقد "انفعالي ....طوني ؟يجب ان تكون قصتك افضل روان لقد كان طوني مرحا سعيدا ممتعا طوال الوقت ....واشك في انه كان يوما انفعاليا ....حتى بعد الحادثة كان يمزح طوال فترة تماثله للشفاء "
-هكذا بدا في البداية
ونظرت حولها الى عملها الى الغرفة المالوفة التي اصبحت الان مختلفة لان ولف واقف فيها
-حين ذهبت الى اوكلاند كان قد تغير
-تغير ؟
حركت كتفيها محاولة التخفيف من توترهما .
-بدا انه يعتقد ان له حقوقا حقوق لم اكن مستعدة ان اسلم بها
-اي حقوق؟
-حقوق على حياتي اراد ان يعرف اين انا طوال الوقت وماذا افعل ومع من في البداية سرني هذا لكنني بدات اكره الطريقة التي كان يرغمني فيها على تقديم التقارير له ولم يتقبل فكرة ان ما افعله مهم بالنسبة لي حقا كان يتصل بي ليقترح قضاء يوم في الميناء او في "كوينزتاون " او عطلة نهاية اسبوع في استراليا وحين اقول له ان لدي عملا يغضب ويرفض الكلام معي ...وبعد شهرين لم اعد احتمل فقلت له انني اعتقد ان الوقت حان لتهدئة الامور قليلا .
التوى فم ولف وسالها "بما انك كنت باردة بما يكفي لتتخلي عنه فلماذا لحقت به الى اوكلاند؟"
-انا لم الحق به الى اوكلاند ....لقد سبق وقلت لك هذا لماذا لا تصدقني ؟
-لان طوني قال العكس
استدارت روان بحدة ووجهته بعينين كنار ذهبية في وجه ابيض عنيد "وطوني لا يكذب ابدا؟"
-لم يكذب علي
اغمضت عينيها ثانية وفتحتهما بثباث "لطلما كان لطيفا واعتقد انه اراد حقا ان تصدقه "
ولم تكن تعرف ما اذا صدقها ولف ام لا ....قالت في سرها انها لا تهتم لهذا
-رجل مثلك يمكنه بكل تاكيد ان يتحقق من انني قبلت في كلية الفنون قبل ان التقي طوني
بدا من نظرة ولف الخضراء الباردة انه لم يصدق كلمة مما قالته....حسن جدا لقد اراد الحقيقة ولسوف يحصل عليها
اضافت بتهور "كنت اريد من الحياة اكثر من العبث مع مدلل فاسد "
قال ولف بلهجة لا تنازل فيها "اجل كان مفسودا لكنه بالتاكيد لم تنقصه الصحبة الانثوية فلماذا التركيز عليك ؟"
-لااعرف ....لكن حين رفضت الخروج معه بدا يلاحقني
وبدا النبض في عنقها يتسارع وهي تتذكر الخوف الذي اخذ يخيم على حياتها
علق ولف "يلاحقك؟"
وكانت النظرة التي رافقت السؤال تقارب الازدراء
-لقد المحت الى هذا من قبل ....ولنا لا اصدقك
سارت روان الى النافدة وفتحتها على مصراعيها ..واخدت نفسا عميقا من الهواء النقي وقالت بصوت متقطع "لست ادري كيف اصف تصرفاته كان يتصل ليل نهار ببيت الطلبات ويسال عني وكان يعرف دائما اين اذهب وماذا افعل ..واذا خرجت ليلا يكون في انتظاري او سرعان ما يلحق بي وكان يرسل زهورا وهدايا ...فاعيدها اليه ويكتب الرسائل مئات الرسائل "
شيء ما في وجه ولف جعلها تتوقف وسال "هل لديك اي من الرسائل تلك ؟"
ارتجفت "لا ....احرقتها "
-اذن ما من دليل ..ومن الافضل ان تقصي ثقصة افضل من هذه ..لقد قلت ان طوني كان فاسدا ..وبالتاكيد لم تكن النساء ينقصن من حوله ولا يمكن ان يقضي الكثير من وقته وجهده على امراة خدلته .
اخر ذرة لون اختفت عن وجهها وصرخت "ولماذا اكذب ؟ ساعطيك اسماء صطيقاتي اللواتي لفضي اليهن باسراري "
فقال بعناد حاقد"واللواتي على الارجح سيكذبن علي من اجلك"
احست كانها تنطح جدارا صلبا واجبرت الكلمات على ان تخرج من فمها "لقد اعتبرت انني مجنونة لشدة توتري ...وكن يسمينه اخر الرومانسيين ذوي الدم الاحمر ...حتى والدي احس انني اصنع من الحبة قبة "
وسكتت تشعر بالعرق ينصب منها وهي تتذكر خوفها المتصاعد وعدم قدرتها على منع ملاحقة طوني الثابتة الصبورة التي لا ترحم لها
وقطب ولف "تابعي"
اصراره الخالي من الشفقة اجبرها على ان تعترف "لم يقل ما يمكن ان يفسر على انه تهديد لكنه حاول ان يستولي على حياتي وان ياخدني الى مكان يضع له حدود ويتخد فيه القرارات "
وبصوت مرتجف اكملت "اعرف ان هذا يبدو مثيرا لكنني احسست انه اراد ان يحبسني في سجنه الخاص لقد جعل حياتي بائسة اخد صورا لي بعدسات مكبرة وارسلها لي ..فاحسست انني مراقبة طوال الوقت حتى في الحمام"
ولاحظت ازدياد عبوس ولف فاستدارت الى النافدة واخدت نفسا عميقا مرة اخرى قبل ان تتابع "في عيد ملادي الواحد والعشرين اقنع اثنين من صدقاتي بان يقيما حفلةوكان علي ان اتظاهر بالاستمتاع بها ..."
حينداك شعرت بخوف حقيقي لان ابتسامة المشرقة واللمعان في عينيه كانا يخفيان امرا اكثر سوءا واكملت بصوت مرتفع "في منتصف الامسية وامام الجميع اخرج خاتما وركع على ركبتيه وطلب يدي "
وصمتت وارتفعت يدها الى عنقها وهي تشعر كمن وقعت في الفخ وبدات قطرات العرق البارد تتجمع على جبينها
سال ولف بصوت لا يلين "وماذا فعلت ؟"
استجمعت قوتها ووجدت صوتها لتقول "حاولت ان احول الامر الى مزحة لكن حين امسك يدي وبدا يدس الخاتم بالقوة في اصبعي ..قلت لا "
قال ولف من دون ام يلين " وماذا حدث ؟"
نظرت اليه نظرة سريعة والتقت بعينيه الباردتين "حول الامر الى مزحة كبيرة ...لكنه كان يغلي غضبا من الداخل وبعد ذهاب الجميع جرى بيننا شجار شنيع ..وفي النهاية ..بكى وتوسل الى الا اتركه ووعدني ..."
وتلاشى صوتها فقال ولف بخشونة "بالمال؟"
-اجل
ونظرت الى الاصبع الذي امسكه طوني والمها بينما كان يحاول دس الخاتم الالماسي الضخم فيه وبصوت مختنق تابعت "ولم يستمع الي ...كان كمن به مس واخافني "
لماذا ؟لانك تعديت الحدود ؟
نظرت اليه بارتباك وسالته "ماذا تعني ؟"
قال بسخرية "اعني....بما انك عذبته الى درجة لا يحتملها اي رجل خفت حين فقد السيطرة على نفسه ..ولا شك ان والدك حذرك من اغضاب الرجال وقال لك ان واحد منهم سيلقنك درسا عاجلا ام اجلا "
وبقبضتين مشدودتين خطت روان خطوة نحوه ..كانت غاضبة الى حد انها بالكاد فهمت الكلمات التي تجمعت في داخلها لكن لماذا تلومه ؟حتى والدها وقع تحت سحر طوني ...وها قد ربح طوني مرة اخرى .
اخمد فقدان الامل غضبها وقالت "اعرف انك تجد هذا صعب التصديق ..."
-صعب ؟في الواقع انا معجب بقدرتك على الاختراع
واكتفت روان هذا الصباح عرض عليها هذا الرجل المال ...مبلغ ضخم يكفي لتامين مستقبل لها ...فلماذا بحق السماء تحاول ان تسهل الامور عليه ؟
قالت بوضوح "يبدو واضحا ان ليس لديك فكرة او رغبة في ان تفهم كم هو مرعب ان يحاول شخص ما سلب حياتك ويجبرك على التناسب مع قالبه وعلى ان تكون كما يريد وتفعل ما يقول لك واتمنى الا تكتشف هذا ابدا "
نظر اليها نظرة طويلة عنيدة واجهتها من دون خوف ..
سال "هل ذهبت الى الشرطة؟"
-كان والدي شرطيا ولقد رباني منذ الولادة ...وما من احد يمكن ان يحميني اكثر منه ...لكن حتى هو ظن انني اتطرف في رد فعلي ...فاذا لم استطع ان اقنعه فكيف لي ان اجعل اي شخص اخر يصغي ...اضافة الى ....
وسكتت فسالها "اضافة الى ماذا؟"
ردت بصعوبة "كنت اتساءل عما اذا كان اللوم يقع علي بطريقة ما "
ادهشتها ..لم يعلق ولف على هذا ونظرت اليه فرات وجها منحوتا من الصخر ..لو انها تستطيع ان تجعله يفهم ...لكن كيف لها ان تتوقع هذا؟فهو لن يساند وقفا لن يكون السيد فيه وهما يتحذتان عن اخيه ..
عرفت روان ان لا جدوى من الكلام لكنها تابعت "لم يعد امامي طريقة للتعامل معه سوى ان اكون عديمة الاحساس ...فقلت له انني لا احبه ولن اتزوجه ابدا ...انني لن اتزوج قبل سنوات لانني اريد ان اطور موهبة التي اعطيت لي فقال انني اخدع نفسي وان الجميع يعرف ان ليس لدي موهبة "
نظرت الى ما وراء ولف الى الاغصان المتكسرة في الخارج ...وبصوت لا تكاد تسيطر عليه تابعت "في النهاية غادر المنزل لكن بينما انا في الكلية في اليوم التالي سرق حقيبة اوراقي من غرفتي واتصل بي قاءلا ان بامكاني استعادتها اذا انتقلت للسكن معه ...وعرض علي صفحة من الاوراق مقابل كل ليلة في فراشه "
لم يتحرك ولف ولم تستطع قراءة ما ارتسم على ملامح وجهه .....وارتجف صوتها وهي تكمل "كان يعلم انني بحاجة الي تلك المستندات من اجل امتحاناتي النهائية وهددته بالذهاب الى الشرطة اذ لم يعدها الي ....فضحك "
ضحكة طوني الواثقة اغضبتها واخافتها في ان معا .
-قلت له انني لن ابيع نفسي من اجل المستندات ...
تحركت عضلة صغيرة في فك ولف ...الان عرف كيف شعرت حين عرض المال عليها كامراة يمكن ان تشرى كان يجب ان يرضيها هذا لكن كل ما احست به هو الفراغ صحبة غضب يتردد صداها في داخلها ...وصمتت تاسرها ذكريات ذاك الرعب حين لم تكن قادرة على اقناع اي شخص بما تتحمله وقالت مخدرة الاحساس "اسال امك فقد ارسلت لي الملف بعد موته كان في شقته "
سسسال ولف بخشونة جعلت لوبو يتقدم ليقف الى جانب روان "و....ماذا؟"
-قال انني لن استطيع الهرب منه ...وانه سيلحق بي حيثما ذهبت الى ان افهم انني ملك له حاولت النقاش المنطقي معه لكنه لم يهتم .كنت مجرد تمثال متحرك يجب ان يمتلكه ..كان هادئا واثقا تماما من نفسه وكان يعرف ماذا يفعل ولا يهتم بشيء .
وتصبب العرق البارد من جبينها وعلى صدرها وظهرها .
-ادركت حينئد انني لن اتحرر منه ولم استطع ان افهم كيف يجعل حياتي بائسة وينجو بفعلته لكنه كان يفعل هذا ولم اجد طريقة لامنعه.
وصمتت قليلا قبل ان تقول بصوت اجش "هربت الى البيت لقضاء نهاية الاسبوع وللتفكير بما سافعله وكان لدي مخطط مجنون بان اختبئ في اليابان لكن كان علي التاكد من ان والدي لن يطلعه على مكاني لان طوني لديه المال ليلحق بي الى اي مكان "
ضاقت عينا ولف وقال بصوت خافت "تابعي "
بللت شفتيها "خرجت بعد الظهر يوم السبت مع صديق وحضر طوني الى المنزل في موعد خروج والدي الى حقل الرماية فرفقه وقد جرى بينهما حديث مفيد حول الموقف "
وابتسمت ابتسامة من دون مرح وتابعت "واعترف طوني انه كان يضغط اكثر من اللازم وقال لابي انه سيهدا وينتظر حتى اصبح مستعدة وسال ابي اذ كان بامكانه قضاء بعض الوقت معي لوحدنا ولم ير ابي اي ضرر في هذا وكنت قد عدت الى البيت لتوي حين وصلا " وابتلعت ريقها تتذكر مرة اخرى الذعر المغثي الذي غمرها لابتسامة طوني وهو يلحق بابيها الى المنزل ابتسامة ابتسامة انقلبت انتصارا متبجحا حين اعتذر والدها وترك الغرفة .
راقبها ولف بنظرة مبهمة وعينين غير مقرؤتين "وماذا حدث؟"
-امتزج الخوف بالغضب وفقدت اعصابي امرته ان بالخروج وقلت له انني لا اريد اي علاقة به وانه مريض ويزداد مرضا وانه لا يحق له ان يفعل ما فعله .
سال ولف من دون تعبير "وماذا كان رده على هذا ؟"
لاحضت روان انها تشد على يديها بقوة فاخفتهما وراء ظهرها وقالت بصوت مخنوق "ضحك وكان ما قلته افضل نكتة في العالم...ثم قال ان علي ان اكون ممتنة لانه احبني واني لن اكسب هذه المعركة "
-وماذا حدث عندئد؟
اغمضت عينيها واخدت نفسا قصيرا ثم استجمعت قوة ارادتها اتقول بصوت ثابت "كان قد حمل المسدس ين ووضعهما على الطاولة قرب الباب فاخد يلهو بهما بطريقة عفوية كما يفعل المرء حين يكون تفكيره مشغولا "
وسكتتلتبتلع ريقها واضافت "رايته يفعل هذا ...لكنني كنت غاضبة كثيرا ومتكدرة بحيث لم اهتم الى ان ...الى ان رفع مسدسا وصوبه نحوي ورايت ابي يدخل من الباب خلفه وقال طوني ان ....انه اذ لم اوافق على الزواج منه فسيقتلني ويقتل نفسه "
وفجاة تحرك ولف الى النافدة وسال من دون ان يستدير "وماذا حدث ؟"
ردت بنبرة ميتة "كان يعني ما يقول ...وقال اني يجب ان اتخد القرار فورا ....وانا....قلت له ان لا حاجة الى التطرف هكذا لكنه نظر الي نظرة جلدية وقال انه منذ الحادثة ادرك انه رجل يحصل على كل شيء او لا شيء واذا لم يحصل علي فما من احد اخر سيحصل علي "
حين اطلق ولف شتيمة من بين انفاسه اجفلت وقال بوحشية "حبا بالله ...قولي ما حدث "
-تكلمت معه محاولة تهدئته ...وبالرغم من انني لم اجرؤ على النظر الى ابي وهو يتسلل من خلف طوني الا انني احسست انه يريدني ان ابقى هادئة الى ان يصل اليه وهكذا بقيت اثرثر محاولة تغطية اي صوت قد يصدر عنه
وبصوت بارد قال ولف "ثم ماذا حدث؟؟"
-اصغى الي طوني ...وراح يبتسم وكانه انتصر وكان ابي يكاد يصل اليه حين احس طوني بوجوده فاستدار نحوه ثم استدار نحوي مجددا
وتوقفت لتاخد نفسا عميقا وتابعت دون النظر الى ولف "ما ان تحرك طوني حتى صاح ابي بي ارتمي الى الارض وفعلت ...لم ارى ما حدث بعدئد لكن المسدس انطلق "
استدار راس ...وبوجه متحجر لا رحمة فيه امرها "انهي كلامك "
شدت على فمها المرتجف "اخترقت الرصاصة قلب طوني .....ومات "
اغمضت عينيها وهي ترتجف محاولة ابعاد الذكرى المرعبة ...لكن حين تجمدت الصورة وراء جفنيها فتحتهما مرة اخرى
لاح ولف في النور القادم من الخارج صامتا جامدا ....ماذا يريد بعد؟الحقيقة.
وتابعت بصوت اجوف "اصيب ابي بنوبة قلبية فاستدعيت سيارة اسعاف والشرطة ...لكن....كان الاوان قد فات بالنسبة لطوني "
-لماذا اذن اخفيت كل هذا؟
بللت روان شفتيها الجافتين وردت "لان ابي هو الذي قتل طوني"
حدق ولف اليها وسالها "ماذا ؟قتله؟كيف؟"
مسحت العرق على جبينها "حين تعركا لوى المسدس بقوة فضغطت يد طوني على الزناد "
سالها غير مصدق "وهل اخبرك والدك هذا؟لماذا؟"
ولسعت الدموع عينيها "ظنني امي ...كان يحتضر وتحدث اليها ليشرح ما فعله "
-لماذا؟
وكانت كلمة ولف الوحيدة اشبه بفرقعة السوط .
-لانه ادرك ان طوني كان يعني ما يقول واني لن اكون امنة كان يعرف حتى قبل النوبة القلبية انه يحتضر ....انه السرطان ...ولم يقل لي وانا سعيدة لانه مات بنوبة قلبية فهو يفضل ميتة سريعة.
ومسحت الدموع بظاهر يدها "لكنه قبل هذا افهمني ما يجب ان اقول عن موت طوني وقال ان كل شيء سيكون على ما يرام ان على الا اقلق "
وانهمرت الدموع حين اضافت "وطلب مني ان اسامحه لانه لم يصدقني "
سال ولف متجهما "ولماذا لم تقولي لي هذا حين سالتك اول مرة ؟من كنت تحمين ؟اهو الشرطي الذي اخد افادة والدك قبل ان يموت؟هل ساعدك ايضا ام انه غض النظر فقط؟"
ردت بمرارة "ولماذا اخبرك ؟بماذا تفيد الحقيقة امك؟لقد حصلت على ما اريد واصبحت حرة ...لكن ثمن حريتي كان حياة رجلين فهل يمكن ان تلومني لانني لم اكن ارغب في ان يكون لي اي علاقة بك او بعائلتك؟"دوصمتت لثانيتين متوترتين ثم انهت كلامها بياس معذب
-اذا ماتت امك فسيكون طوني قد قتل ثلاثة اشخاص
وسادت لحظة صمت طويلة قال ولف بعدما "لقد احست امي منذ البداية انك تخفين شيئا "
وصمت قليلا قبل ان يتابع بصوت بارد يخفي اي مشاعر "لم يكن لديك سبب لتحبينا ...اليس كذلك ؟لقد ارهبك طوني وامي اتهمتك وانا هددتك "
لقد صدقها وتملك روان ارتياح شديد اعادها الى الحياة وقالت "لقد فهمت السبب ...انت تحب امك وبالطبع تريد ان ان تساعدها لكنني لا استطيع ولااعرف ما اذ كان رئيس والدي خمن ما حدث لكنه بكل تاكيد سهل علي الامور اثناء الاستجواب وعلي ان احميه كما اني اعرف ان الحقيقة لن تساعد امك "
فرد وكانه يزدري نفسه "انت شفوقة جدا ...فهل هذا سبب يكفي لازعاجك كما فعل طوني؟انا لم احسن التصرف معك ولم اسيطر على داتي وابعد يدي عنك "ارتجفت روان ...لقد قتل لتوه املا ضعيفا وتركه ممزقا في قلبها .
قالت بصوت هادء واثق "لطالما عرفت انك لست مثل طوني"
تابع ولف ببرود وهدوء "وهو طفل كان يغضب حين لا يحصل على ما يريد ...وكان مفسودا فهو ابن ابيه الوحيد ...وكان والده مصمما على الا يحطم معنوياته ...لم يظهر يوما حقيقة طباعه لكننا كنا نعرف ان طباعه عنيفة كنت فخورا بقدرته على السيطرة على طبعه وبصراره على الحصول على ما يريد مع ان طبعه كان يقلقني ...لكن بعد الحادثة تغير ...وعزونا هذا الى اصابته في راسه "
احست روان بقشعريرة لا تحتمل ...لقد احبت هذا الرجل وغضبت كثيرا منه وخافت منه كما اذهلها دماغه اللامع ...وحتى تلك اللحظة لم تشعر بالاسى عليه ....
وفجاة قالت له "لعل هذا السبب انا اعرف ان الاصابة في الراس يمكن ان تغير شخصية الناس ..ولم تكن هذه غلطتك ولف "
فقال وكانه لم يسمعها "اعتقد ان امي كان لديها فكرة عن ملاحقته لك ...وقد سعت لان تعرف لتؤكد لنفسها انه لم يطاردك لتتصرفي تصرفا عنيفا "
عضت روان شفتيها وسالته "لم تكن غلطتها فماذا ستقول لها؟"
-الحقيقة
فتحت روان فمها لتحتج فرات عينيه القاسيتين فصمتت انه يعرف امه افضل منها .
سالته بارهاق "كيف عرفت اين اعيش؟"
-صديقة لامي راتك في المقهى وقالت لها
ورقبها بعينين غير مشفقتين واضاف "قالت لي هذا قبل يومين من لقائنا "
-قبل ان ....
وتوقف قلب روان في حلقها .
-اجل
والمها ان تتنفس "اذن كنت تعرف من انا؟"
-اجل
اخد يراقبها بانتباه وكان اي تصرف يبدر عنهايهمه وتكورت قبضتا روان الى جانبها ...وتفجر الغضب والالم والاحساس في داخلها ليغرق اي شعور اخر
قالت بصوت ناعم منخفض "اخرج من هنا ...اخرج ولا تحاول ان تراني ابدا ابدا "
فقال ولف بقسوة متحفظة "انا اسف على ما عانيته بسببي وبسبب عائلتي ساتركك للعزلة التي قاطعتها ...وداعا روان "
مد يده شعرت وكانها معتوهة بسبب الصدمة والام كانها تعمل اليا لكنها مدت يدها فرفعها ليقبلها ثم تركها قائلا من دون دفء في صوته "حظ سعيد ...لا بد انني سارى اسمك في الصحف دائما ...لديك موهبة عظيمة فاستمري في تحسينها واذا كان هناك ما يمكن ان افعله لك فما عليك سوى ان تطلبي "صمتت وهي تراقب ولف يبتعد وكيانها كله يعاني من اذلال لا يحتمل ...وكانت قبلته لا تزال تحرق يدها وتنفد الى قلبها
كليلة وغير قادرة على الكلام بقيت في المشغل حين حطت الههيلوكبتر على الشاطئ لتاخد ولف بعيدا
عندئد وبعد ان لطخت الوان المغيب السماء خرجت روان من المشغل الى بيتها ...واول ما راته هناك هو روب وابيها فالتقطته بيد
ين مرتجفتين ورفعته الى وجهها وافسحت اخيرا المجال لنحيب مزق قلبها اربا اربا .
انتهى الفصل التاسع


الساعة الآن 01:11 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.