آخر 10 مشاركات
308 – نيران الحب -جينيفر تيلور -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          صغيرات على الحياة / للكاتبة المبدعة أم وسن ، مكتملة (الكاتـب : بلازا - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أحلام بعيــــــدة (11) للكاتبة الرائعة: بيان *كامله & مميزة* (الكاتـب : بيدا - )           »          317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          فِتْنَة موريتي(103) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء2من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-17, 05:23 PM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


10_هدية وذكري
الفترة التي امضياها في كابري بعد ظهر ذلك اليوم شكلت نقطة تحول في علاقتهما شعرت ناتالي بالفرح لانها تحلت بالشجاعة بما يكفي لتواجهه
قال لها:
ساقدم علي اجراء بعض التغييرات ادركت انني عملت كثيرا بالترميم مفردي لذا ساحضر اشخاصا اكثر كفاءة لمساعدتي علي انهاء العمل سأسلم الاعمال الي شركة من خارج البلدة ذات شهرة كبيرة في مثل هذه الاعمال وقبل ان تسألي لدي بعض المدخرات التي استطيع استعمالها لتغطية كافة المصاريف
بعد مرور عدة ايام وصلت الي الطريق المؤدي الي بيته شاحنة وعربتا نقل كبيرتان جميعها مطلية بلون اخضر معدني وكتب علي ابوابها "ايمونزا للبناء"
بدا واضحا اتن فريق العمل الذي وصل معها صاحب مهارة وخبرة في هذا المجال علي الفور تخلص ديمتريو من التوتر الحاد الذي كان يسيطر علي طباعه ومن نوبات الغضب المفاجئ وعاد من جديد الرجل اللطيف الهادئ الذي اغرمت به
طلب منها ان تبقي في منزل جدتها اثناء قيام فريق العمل باعمال الترميم و التصليحات المطلوبة و مع انها تفهم ان وجودها قد يعيق تقدم العمل الا انها تمنت علي الاقل ان يسمح لها بالقدوم لرؤية بيبوبين فترة واخري
لكن ديمتريو ظل علي موقفه الصارم فقال لها:
_ان نظام الشركة يقضي بمنع تواجد النساء في الاماكن التي تحتاج الي اعتمار القبعات الفولاذية
واضاف قائلا :
_وفي هذه الاثناء ما من مكان واحد في المنزل او في الحديقة ليس بحاجة لاعتمار قبعة فولاذية للعمل فيه.
في المقابل كان يشجعها علي قضاء الكثير من الامسيات معه في تلك المناسبات كان يحيطها بحنانه وعطفه واهتمامه الشديد فيقول لها انها جميلة وانه يشتاق اليها عندما تكون بعيدة عنه ولكنه لم يقل لها مرة واحدة انه يحبها ولم يذكر ولو تلميحا عن مستقبلهما معا ولم يتلفظ باي وعد ما جعلها تحتفظ بذكرياتها معه كانها حبات من اللؤلؤ تجمعها معا حبل هش جدا
لاخظت باربرا ان الامور ليست علي ما يرام في حياة ناتالي وشعرت بالقلق عليها لم يكن من الصعب ادراك ذلك فهي تحوم حولها باستمرار
ناتالي تعرف ان جدتها ليست من ذلك النوع الذي يتواني عن اتخاذ قرار ما للتخلص من قلقه وبما انها تعرف ذلك جيدا لم تتفاجأ عندما علمت انها باشرت بالعمل
قال لها ديمتريو في احدي الامسيات وهو يقدم لها مغلفا انيقا :
_وجدت هذا في صندوقي البريدي هذا الصباح
علي الفور تعرفت ناتالي علي الكتابة المطبوعة في اعلي الجهة اليسري منه وعلي خط اليد الذي يظهر بوضوح في وسطه فشعرت بالخوف
_ما الذي يحتوي عليه هذا المغلف؟
_دعوة لتناول العشاء في منزل جدتك يوم السبت القادم ما سبب هذه الدعوة برأيك؟
تمكنت من اخفاء خيبة املها وهي تحاول ايجاد تفسير مقبول للدعوة:
_حسنا !! الدعوة واضحة جدا انها تريد دعوتك علي العشاء
_هل عرفت بامر هذه الدعوة من قبل؟؟
_بطريقة ما .تحدثنا بالامر منذ اسابيع لكننا هذه الايام لانلتقي كثيرا ولم يتم طرح الموضوع ثانية فظننت انها نسيته
ضرب المغلف برفق وقال:
_تري ما سبب اعادة اهتمامها بالامر؟
ارتجلت ناتالي ردا سريعا:
_اعتقد انها تري ان الوقت حان لتقابل جيرانك
تأخر الوقت علي هذا اللقاء اليس كذلك؟الجيران موجودون هنا منذ النهار الاول لعودتي لكن هذه هي المرة الاولي التي يشعر احدهم بالرغبة في اقامة حفلة للترحيب بي
_حسنا !! انها اكثر من مجرد جارة لك انها جدتي وهي تعلم اننا........
توقفت عن الكلام فجأة ماذا عليها ان تقول صديقان ام حبيبان؟
ثم تابعت:
_نتقابل بصورة دائمة ربما تقصد من ذلك اظهار موافقتها امام الجميع
ضحك ديمتريو بصوت عالي:
_عزيزتي !! اقدر كثيرا ايمانك بماصد الناس الخيرية لكنني اراهن علي مبلغ كبير من المال ان جدتك تتمني لو انني اختفي عن سطح الكرة الارضية بصراحة من الصعب ان الومها فلو ان ابنتي تعبث مع رجل مثلي لوددت ان اطارده ببندقية
_حسنا !! هذا بحد ذاته يشكل اجابة واضحة عن سؤالها .انهما ليسا صديقين او حبيبين انهما ببساطة "يعبثان معا ! "
_ان كان الحضور يزعجك يمكنك ان ترسل اعتذارا
رماها بنظرة متحفظة مصحوبة بابتسامة صغيرة:
_و اظهر انني جبان خائف من مواجهتها ؟ لا مجال مطلقا لذلك!! ساكون هناك واعتقد انك ستكونين هناك انت ايضا
قالت:
_وجودي امر طبيعي
مع ذلك لم يكن هناك اي شئ طبيعي في التبدل المفاجئ للاحداث
***
ما إن حلت ليلة السبت حتى أصبحت ناتالي متوترة , كما لو إنها كتلة من الأعصاب المتقدة . و الآن , ها هي تشعر بألم في معدتها , فمع مرور الساعات أدركت أكثر فأكثر مغزى تلك الدعوة , و أصبحت أكثر اقتناعاً أن أهداف جدتها ليست بريئة مطلقاً .
لم تعترف باربرا بذلك , بل قالت :
(( لا أعلم لماذا تتخذين هذا الموقف , أنت من طرح الموضوع في بداية الأمر ))
- و أنت رفضت حتى التحدث بالأمر
- ألا يسمح لي بتبديل رأيي ؟ يمكنني أن أرى بوضوح كم أنت متعلقة بهذا الرجل , لذلك أعتقدت إنك ستسرين بهذه الدعوة .
- ليس عندما تقدمين عليها من وراء ظهري . جدتي , كان عليك أن تناقشي الأمر معي قبل أن تباشري بإرسال الدعوات .
- أردت أن أفاجئك , عزيزتي , و يؤسفني أن الأمر ارتد عليك بالسوء , لكن ليس هناك ما أستطيع القيام به الآن . كل من أرسلت لهم الدعوات قبلوها , بمن فيهم صديقك السيد برتولوزي , لذلك أخشى القول إن عليك أن تتغلبي على مخاوفك و تتخذي قرارك بالإستمتاع بالسهرة .
الإستمتاع بالسهرة هو أمر شبه مستحيل ! وقفت ناتالي قرب الأبواب المفتوحة على الشرفة لتتمكن من النظر بوضوح إلى داخل القاعة , و ضعت ابتسامة جديدة على وجهها الذي أصبح يؤلمها بسبب محاولتها بأن تبدو سعيدة و مرتاحة .
حاولت قدر استطاعتها أن تتجاوب مع الأحاديث الدائرة حولها , فيما أبقت عينيها طيلة الوقت على المدخل خلف قاعة الإستقبال .
لقد وصل جميع المدعوين ما عدا ديمتريو الذي لم يظهر له أي أثر بعد . تمنى جزء منها أن يبدل رأيه فيقرر البقاء في منزله . أرسل ديمتريو باقة من الزهور رائعة الجمال إلى جدتها , في وقت سابق من هذا اليوم . و اعترفت ناتالي إنها لفتة مميزة من رجل يملك ما يكفي من اللباقة الإجتماعية .
ازداد توترها مع مرور كل لحظة , فراحت تختلس النظر بين الفنية و الأخرى إلى الساعة المطلية بالذهب الموضوعة فوق رف الموقد .
في النهار أمضت الساعات و هي تحضر نفسها . ترددت في إختيار ما بين فستان مميز لأشهر المصممين و ثوب أكثر بساطة ليتلاءم مع ما سوف يرتديه ديمتريو .
فمن المحتمل إنه لم يدرك إنها سهرة بحاجة إلى بذلة رسمية و ربطة عنق سوداء , أو إنه لا يملك بذلة رسمية . في النهاية , قررت أن تبدو بكامل أناقتها من أجله , فأختارت فستاناً من تصميم أحد أشهر مصممي الأزياء , ذا لون أزرق يتدرج عند الأطراف كلون الطاووس , أما صدره العالي فلا يمكن مقارنته بأي ثوب آخر .
عقدت شعرها كالتاج في أعلى رأسها , و وضعت طبقة من ظلال العيون , و مررت فرشاة الكحل فوق جفنيها ثم تعطرت .
أخيراً ظهر ديمتريو . لو أن هناك ذرة من العدل في هذا العالم , لمر وصوله من دون أن يلاحظه أحد و انخرط الرجل بين الحضور بدون أي تعليق , لكن هذا لم يحدث . ففي اللحظة التي فتح فيها روميرو الباب الرئيسي و أعلن حضوره , انطلق تيار كهربائي غير منظور في أجواء الغرفة .
توقف الخدم عن الحركة , بمن فيهم أولئك الذين تم إستئجارهم للحفلة , و غاص ضجيج الكلام الدائر في صمت مطبق . و نسي الجميع الأكواب في أيديهم , و حدقوا به في ذهول و استهزاء .
بدا كأنما مخلوق من كوكب آخر قد هبط في وسط القاعة , أما ما دعا الجميع إلى رفع حواجبهم استهجاناً , فليس عدم ارتدائه بذلة رسمية تقليدية في الحفلة , بل الثياب التي اختارها لهذه المناسبة عوضاً عن البذلة التقليدية .
اختار ديمتريو ربطة عنق مخططة سوداء اللون مع بذلة سوداء مقلمة أيضاً و قميصاً ذات لون غامق كلون الفحم . بدا كأنه قطعة واحدة من رأسه حتى أخمص قدميه المغلفين بحذاء أسود لماع . اختياره لهذه الثياب ذات اللون الواحد يظهر بوضوح مدى جرأته و ثقته بنفسه .
علمت ناتالي ذلك , حتى قبل أن تتمتم امرأة قريبة منها محدثة زوجها :
(( يا إلهي ! لقد انضمت المافيا إلى الحفلة ! ما الذي أصاب عقل باربرا حتى تدعوه ؟ ))
انقبض قلب ناتالي , و شعرت بألم شديد . أرادت أن تبعده عن خط النار , و أن تتحدى أي شخص يتوجه إليه بكلمة سيئة كما أرادت أن توبخه على عدم إظهار القليل من المنطق بتصرفه . و الأهم من هذا كله , أرادت أن تعاتب جدتها و تلومها لأنها تعمدت أن تذله و تحرجها .
مهما يكن الأمر , فات الأوان الآن على القيام بأي شيء . لقد ارتكبت خطأ بتركها الأمر يجري على هذا النحو . الآن أصبح الوقت متأخراً جداً , و هي لا تستطيع القيام بأي شيء سوى البقاء ثابتة في مكانها , ترنو إليه بعينيها كي يسامحها لأنها لم تفطن من قبل إلى إنه يسير إلى فخ نصب له .
أمام دهشة الجميع تقدم ديمتريو دون أن يبدو عليه أي إرتباك أو انزعاج لأنه وجد نفسه عرضة لنظراتهم الفاحصة و انتقاداتهم القاسية .
جال بنظره عبر الغرفة الواسعة , و أحنى رأسه قليلاً لجدتها , و هي الشخص الوحيد الذي اقترب منه . بدا له بوضوح إنها مسيطرة على الوضع بإحكام . أحنت رأسها قليلاً , و شاب حركاتها الاشمئزاز و هي تقول :
(( حسناً ! سيد برتولوزي ... ها قد أتيت أخيراً ! بدأت أظن إنك لن تحضر ))
استجابته فاجأتها تماماً , و ظهر ذلك على ملامح وجهها . توقعت أن يمسك بيدها و يهزها قليلاً , إلا إن ديمتريو رفع ظاهر يدها إلى شفتيه , و طبع قبلة قصيرة عليها , ثم همس بصوته المثير كما يفعل دائماً :
(( ما كنت لأحلم بالانضمام إلى هذه الحفلة المميزة , سنيورا , و يسعدني جداً وجودي هنا ))
ثم نظر مباشرة إلى عينيها , و غمزها . كأنه أراد أن يقول لها : نحن نعلم أن كلينا نكذب , لكن إذا كانت هذه رغبتك في اللعب , فإن الأمر يناسبني .
ظهور التوتر على ملامح جدتها هو أمر يستحق التوقف عنده . لم ترَ ناتالي يوماً جدتها محبطة كما رأتها في تلك اللحظة . ردت قائلة :
(( لنقدم لك شراباً ما , بعدئذ سأعرفك على الجميع ))
أجاب ديمتريو و المرح بادٍ في صوته :
(( يبدو الشراب فكرة جيدة , لكنني أشك أن يكون هناك حاجة لتقديمي لأي كان . فأنا متأكد أن جميع ضيوفك يعرفون من أكون ))
شعرت ناتالي بالخوف من أن تختنق جدتها بسبب ما سمعته , لكن باربرا أفاقت بسرعة من ذهولها , و قالت معترضة :
(( لكنك لا تعرفهم ))
هذه المرة , منحها إحدى أجمل ابتساماته , و علق :
(( أنا أعرف حفيدتك , و هذا كاف على ما أظن ))
- هذا صحيح
رمقته ملياً بنظراتها التي تقطع كالسكين , و تابعت :
(( أصبحتما مقربين جداً , كما يبدو ))
وافق من دون أن يرمش له جفن :
(( جداً ... كما يتقرب الجيران عادة من بعضهم البعض ))
تشابكت نظراتهما كأنهما في معركة . لكن كما يحصل لناتالي تماماً حين لا تستطيع الصمود أمام تحديق عينيه الزرقاوين الثاقبتين من دون أن تفقد تماسكها , هذا ما حصل لجدتها أيظاً .
- حسناً , إذاً !
تابعت بصوت كالأزيز , و هي تبتعد عن خط النار قبل أن تتمزق كرامتها إلى أشلاء , و أشارت نحو ناتالي :
(( سأتركك بين يديها , و أتمنى أن تنجح حيث فشلت , و تتمكن من إقناعك بتوسيع دائرة معارفك ))
أخيراً و بعد أن تحررت من شرنقة الجمود التي لفت الغرفة , انضمت ناتالي إليهما , و تمتمت :
(( مرحباً ! ))
أدركت أن الأنظار تحولت إليها . لم تعرف إن كان عليها أن تبتسم من جديد , أم تقع بين ذراعيه و تنفجر بالدموع ببساطة ..
أنقذها ديمتريو من ارتباكها , حين ضغط بيديه على يديها , ثم تراجع إلى الوراء قليلاً و هو يقول :
(( لم أراك يوماً أكثر جمالاً , أميرتي ! ))
ما سر هذا الرجل ؟ إنه يقول الكلام المناسب في الوقت المناسب . سألت نفسها و هي تشعر بصدمة تركتها غير قادرة على التفوه بأية كلمة .
لم تكن ناتالي الوحيدة التي أصابها التعجب و التساؤل . فعندما وصل هذا الرجل , بدا كأن الطاعون نفسه قد انتشر في الغرفة , إلا أن توازن القوى تغير منذ تلك اللحظة . إذ سرعان ما ظهر للعيان إنه الرابح في معركة الارادة مع سيدة المجتمع المميزة باربرا وايد , أما أولئك الذين أداروا ظهورهم له منذ عدة دقائق , فراحوا يرمقونه الآن بإحترام يشوبه الحقد و الحسد . بربطة عنق سوداء أم بدونها , هذا الرجل يستحق نظرة ثانية !
لم تستطع ناتالي إلا أن توافق على ذلك . فقد رتب ديمتريو شعره الأشعث ليصبح أملس , كما محا كل آثار للظلال تحت عينيه , و قص أظافره التي بدت نظيفة و مرتبة تماماً . أما عطر ما بعد حلاقة الذي وضعه فبدا منعشاً و مميزاً .
و مع أن اختياره لثيابه ليس تقليدياً على الإطلاق , لكنها لا تستطيع أن تنكر أن سترته أنيقة جداً , كذلك قميصه و ربطة عنقه المصنوعتين من الحرير الصافي . لم يعد لدى ناتالي أي شك و هي تقوم بجولة بين الحضور برفقته , إنه يستطيع تدبير أمره في مجتمع أكبر من هذا .
لم يخيب ديمتريو أملها البتة . تعامل مع كل تعارف باحترام و اهتمام , مما أثار إعجابها و غضبها معاً . تساءلت من هو الشخص الذي يحاول ديمتريو أن يهزأ به , هي أم كل شخص آخر هنا ؟
أدركت إنها ليست الوحيدة التي تشعر بالحيرة نحوه , مع إن الرجال صافحوه باحترام , و استجابت النساء له بابتسامات حذرة . عندما سمع جرس العشاء , و اجتمع المدعوون كلهم في غرفة الطعام , شعرت ناتالي أنهم لا يزالون يتوقعون أن يرتكب أخطاء رهيبة , وهم بالكاد يستطيعون الإنتظار حتى يرونه يعود إلى حجمه الحقيقي .
لم يحقق لهم ديمتريو ما يتمنوه , فقد تصرف بكياسة و لباقة مميزتين مع السيدتين اللتين جلستا على المقعدين المجاورين له , فأحنى رأسه بانتباه ليصغي إلى أحاديثهما . بدا واضحاً إنه يعرف تماماً أية شوكة يجب أن يستعمل , و أي كوب عليه أن يرفع , كما أبدى معرفة واسعة بالسياسة العالمية و الإقتصاد و كذلك في عالم الرياضة . أخيراً , سألته امرأة تجلس بعيداً عنه , و هي امرأة لم تستطع تحمل ما تسمعه لدقيقة أكثر : (( كيف توصلت إلى معرفة تلك المعلومات المختلفة لتبدو بهذه البراعة , سيد برتولوزي ؟ ))
لو أن الظروف مختلفة , لوجدت ناتالي هذا السؤال هجومياً و غير لبق . أما الآن , فهي بالكاد تستطيع الإنتظار لسماع إجابته .
- أمضيت عدة سنوات و أنا أتنقل في العالم , سنيورا .
أجابت المرأة باهتمام :
(( آه ! أحقاً ! هل تخبرنا عن الأماكن التي زرتها ؟ ))
رفع كتفيه العريضتين و ابتسم لها بثقة قبل أن يجيب :
(( أمضيت عدة أشهر في آسيا و أستراليا و في الشرق الأوسط , لكنني أمضيت معظم الوقت في الولايات المتحدة ))
رمقته المرأة بنظرات مليئة بالاعحاب الذي يقارب الافتنان قبل أن تقول :
(( أين كنت في الولايات المتحدة , بالتحديد ؟ ))
- أمضيت معظم الوقت في نيو جرسي .
المعلومة الصغيرة أثارت اهتمام الحاضرين . ابتسم الجميع ابتسامات ملتوية , و تبادلوا نظرات الاستهزاء , ما دل على ان افتراضهم الفوري هو إنه كان متورطاً في الجانب السيئ من الحياة هناك و بالتحديد في غاردن ستايت التي اقترن اسمها بالأعمال المشبوهة .
بعدئذٍ أضاف ديمتريو بكسل , و في الوقت المناسب :
(( ... و تحديداً في برنستون ))
انفجر الجميع بالضحك لدهشتهم , و سأله شخص آخر :
(( بالتأكيد أنت لا تقصد جامعة آيفي ليغ ؟ ))
أجاب بنبرة سطحية :
(( بلى . هذا ما قصدته بالتحديد ))
- و ماذا كنت تفعل هناك , بحق السماء ؟
- ألعب كرة السلة و كرة المضرب ..
و مرة ثانية , أضاف بعد وقت قصير :
(( ... حين لا أكون منشغلاً بحضور الصفوف ))
هذه المرة , باربرا هي من طرح السؤال :
(( هل قلت حضور الصفوف ؟ هل كنت تلميذاً في برنستون , سيد برتولوزي ؟ ))
- بالطبع ! سنيورا وايد
أضاف بعد قليل :
(( لولا ذلك كيف يمكنني أن أدعي أنني أحمل شهادة ماجستير في الاقتصاد من هناك ؟ ))
هذه المرة إجابته جعلتها تحبس أنفاسها , كذلك فعل كل من في الغرفة .
- ما من طريقة أخرى , بالطبع .
استعادت باربرا سيطرتها على نفسها , و حدقت به كأنها تقيمه للحظة :
(( آه ! آه ! سيد برتولوزي , يبدو أنني قللت من شأنك كثيراً ))
مرة ثانية , ابتسم لها ديمتريو تلك الابتسامة التي تبهر من يراها , و علق قائلاً :
(( لا تهتمي للأمر , سنيورا . معظم الناس يفعلون ذلك , في اللقاء الأول ))
لم تكن ناتالي متأثرة به كما حدث للجميع . على العكس من ذلك , فإن الشكوك التي اعتقدت إنها دفنتها , عادت تطاردها . و بينما كانت التصاريح و التعليقات تدور حولها , لم تسمع ناتالي سوى ذلك الصوت الذي يدوي في رأسها .
من هو هذا الرجل ؟ و ما الذي جعلك تعتقدين إنك تعرفينه ؟ و كم عدد المفاجآت التي ما زال يخفيها ؟ و متى سيعمل على إظهارها ؟
***
نام ديمتريو حتى وقت متأخر نهار الأحد , و استيقظ بعد الساعة التاسعة . تمدد على الفراش الجديد المريح , في سريره الكبير الجديد , و وضع يديه وراء رأسه .
عبر الغرفة , كانت الأبواب الزجاجية التي تطل على الشرفة مفتوحة , لتظهر منظراً رائع الجمال للبحر التيراني الذي يصل إلى جزيرة صقلية البعيدة .
فكر أن هذه هي ليلته الأولى في الجناح الرئيسي في المنزل , و جعله ذلك يشعر بابتهاج و فرح غامرين .
فقد جاء ذلك بمثابة تتويج لبراءته التي تجلت بوضوح في االليلة الماضية . لقد تمكن من التغلب على الكثير من الصعوبات من قبل , لكن لا شيئ يمكن مقارنته بما حققه البارحة .
بدأ الأمر مع زيارة روسو الذي نقل إليه الأخبار السعيدة , فأعلمه أن عملية الشرطة انتهت بنجاح . أراد التحري الشاب أن يشرح له الأمر بالتفصيل , و بدا متشوقاً للقيام بذلك . لكن ديمتريو لم يرغب بمعرفة التفاصيل , فهو يشعر بالرضى لإنه لعب دوراً صغيراً في تلك العملية .
ثم اختتم يومه بحفلة العشاء عند باربرا وايد . هو لن يخدع نفسه ليظن أن ليلة واحدة هي كل ما يحتاج إليه كي يتمكن من الدخول إلى ذلك المجتمع الأرستقراطي , لكنه من جهة أخرى لم يتوقع يوماً أن تدعوه المرأة إلى حفلة كهذه .
الأمر الذي يهمه هو إنه أثبت وجوده و خرج منتصراً من مشادة هدفت إلى التخلص منه , مع إنتهاء السهرة , لا بد أن الجميع تساءلوا كيف تمكن من الإنتصار عليهم في لعبتهم .
كان باستطاعته أن يخبرهم كيف جرت الأمور معه ليصل إلى حيث هو الآن , لكنه لا يرغب بتقديم تفسيرات إلا لناتالي , فهي وحدها من بين كل الناس , تقبلته كما هو , و لم تطلب منه مرة أن يتغير .
لقد تمكنت من رؤيته على حقيقته , على الرغم من ستار الكبرياء الذي كان يختبئ خلفه . لقد أحبت فيه الرجل الحقيقي , و بسبب حبها غير المشروط , تمكن ديمتريو من التخلص من المرارة التي ملأت حياته لمدة طويلة .
أغمض عينيه و ابتسم . أخيراً أصبح حراً , و قادراً على الاعتراف لها بذلك الحب الذي يشعر به نحوها , فيخبرها عن الآمال التي زرعه حبها في نفسه : بالزواج منها , و بإنشاء عائلة و بإنجاب أطفال متحررين من الماضي السيء ... أطفال لن يعرفوا مطلقاً ألم الرفض أو العار .. أطفال سيكبرون و هو يشعرون بالفخر لأنهم يحملون اسم برتولوزي .
إن وافقت ناتالي على طلبه بالزواج منها , فذلك يعني أن العمل الشاق المضني الذي قام به و هو يرمم الفيلا حقق هدفاً أكبر بكثير من تخليد ذكرى جدته . سيصبح عمله هذا هديته للمرأة التي يحبها , و هو يعرف إنه سيحبها إلى الأبد , و ميراثه للأطفال الذين ستنجبهم له .
رن جرس الهاتف بجانب السرير . مد ديمتريو يده و هو لا يزال مبتسماً , و مغمض العينين . قرب سماعة الهاتف من أذنه و قال :
(( نعم ! ))
سمعها تقول :
(( أنا ناتالي ! نحن بحاجة إلى التكلم معاً ! )) .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 05:24 PM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

11 - من أنت ؟
كان ديمتريو في الخارج عندما وصلت , كان واقفاً بجانب شاحنته القديمة يتحدث إلى اثنين من العمال الذين حلوا محل فريق العمال السابق . قال و هو يشير لها لتدخل إلى المنزل :
(( لن أتأخر عليك كثيراً )) .
لم تمانع ناتالي في الإنتظار , إذ منحها فرصة لرؤية المكان جيداً , فالتغييرات التي حدثت منذ وصول العمال الجدد بدت مذهلة . تم استبدال قطع الرخام المكسورة , و تم تلميع البلاط بشدة .
الألواح الخشبية و الأفاريز المكسوة بالجص عاد إليها توهجها الأساسي , و قد ملأت رائحة عطر الليمون و شمع العسل المكان . لاحظت أن معظم المفروشات من الطراز الحديث باستثناء بعض القطع القديمة الرائعة الجمال , و التي تعود لجدته . لابد إنها القطع التي وضعها في المخزن منذ وقت وفاتها .
باستثناء البيانو الضخم المصنوع من خشب الأبنوس الأسود المزخرف , و بعض الأواني المليئة بالنباتات الجميلة , فإن مفروشات قاعة الاستقبال كلها من الجلد الأبيض الفاخر , مع مصابيح من المرمر و طاولات من الزجاج الفاخر .
بدا كل شيء رائعاً , مميزاً و ممتعاً للبصر . هذا المكان الفسيح المليء بالأناقة يلفت الانتباه إلى الشرفة الواقعة خلف الأبواب المفتوحة . استطاعت ناتالي أن تتخيل كيف سيبدو المنظر في شهر كانون الأول ؛ سوف تتوهج قطع االحطب المشتعل في المدفأة الرخامية البيضاء , فيما تتألق أزهار البونسية ذات اللون الأحمر الداكن حول المدفأة و الطاولات المحيطة بها .
من هو مالك هذه الفيلا المرممة حديثاً , و التي تنضح بالذوق و الثراء ؟ و من أين أحضر المال ليصنع هذا الجمال كله ؟ ربما السؤال الأكثر إلحاحاً هو : ما هو هذا الرجل ؟ أهو حبيب أم كاذب ؟
عندما اتصلت به عبر الهاتف هذا الصباح , بادرها قائلاً بنبرة رقيقة :
(( أتريدين أن نتحدث ؟ يمكنني أن أفكر بطرق أفضل لقضاء النهار . كيف حالك هذا الصباح , حبيبتي ؟ ))
عاهدت ناتالي نفسها على البقاء قوية و ثابتة العزم , مع أن عقلها و ساقيها تحولت إلى هلام .
أجابت :
(( أشعر بالارتباك ))
تذكرت تعليقات جدتها و هما تشربان شراب الميموزا قبل تناول الطعام هذا الصباح .
- ذلك الشاب فاجأنا جميعاً باستثنائك أنت بالطبع , عزيزتي . لا شك أنك كنت تعلمين من قبل أن هناك الكثير الذي لا يمكن معرفته عنه مطلقاً من خلال النظر إليه .
آه ! إنها لا تعلم شيئاً .
بالكاد تمكنت من النوم البارحة و هي تحاول أن تفهم لماذا أبقى كل تلك المعلومات عنه طي الكتمان , و أخيراً توصلت إلى استنتاج مقنع . في الواقع , تصرفه ليلة البارحة أعاد شكوكها السابقة إلى نقطة الصفر . مهما حاول ديمتريو أن يبرر أفعاله , فكل ما سيضيفه سيبقى مجرد نفاق بالنسبة إليها .
أغلق ديمتريو باب الشاحنة القديمة , و سُمع في المكان هدير المحرك , تبعه صوت العجلات فوق الطريق الفرعية المغطاة بالحصى , ثم غاب الصوت ما إن ابتعدت الشاحنة أكثر . بعد مرور لحظة , دخل ديمتريو إلى المنزل و أغلق الباب الرئيسي وراءه .
- أين أنتِ , أميرتي ؟
قالت :
(( في قاعة الاستقبال ))
سار بخطى واسعة إلى حيث تقف بجانب المدفأة , و ضمها إليه في عناق حار . قبل هذا اليوم , كانت لتبيع عقلها و روحها من أجل عناق كهذا , أما اليوم , فبقى عقلها مسيطراً على مشاعرها بسبب التشوش الذي أصابها ليلة البارحة .
ابتعدت عنه و مسحت وجهها بظاهر يدها , كأنها أرادت التخلص مت تأثيره عليها .
تبدلت تعابير عينيه الجميلتين فجأة . أطلق سراحها و أشار لها نحو الأريكة المكسوة بالجلد الأبيض قائلاً :
(( هل نجلس ؟ ))
- أفضل أن أبقى واقفة .
- ما رأيك بأن نحتسي شراباً ما , إذاً ؟ كالقهوة مثلاً
قالت بتصميم :
(( لا أريد شيئاً . شكراً لك ))
أدركت ناتالي بدون أي شك أن أي اقتراب منه سيضعها في دائرة الخطر , فابتعدت أكثر عنه . ابتسامته , لمسة خفيفة من يده , أو حتى رائحة عطر ما بعد الحلاقة الذي يضعه .. تلك الأشياء تشكل أسلحة قاتلة بالنسبة لها .
ظهرت على وجه ديمتريو ملامح الإنزعاج , و علق قائلاً :
(( أؤكد لك أنني لا أعض , ناتالي . بإمكانك أن تتخلي عن تحفظاتك و تشعري بالأمان معي )).
قالت بقسوة :
(( سأترك أمر تقرير ذلك إلى وقت لاحق , بعد أن تبين لي بوضوح تام إنك لست الرجل الذي ظننت أنني أعرفه . أشعر كأنني أواجه شخصاً غريباً .. من أنت فعلاً ديمتريو ؟ و ما الذي تخفيه بعد ؟ ))
تمايل ديمتريو بخفة على عقبي قدميه , و وضع يديه في جيبه . لاحظت ناتالي أن لا أثر لبنطلون الجينز و للقميص القطنية القصيرة الكمين . فها هو ينتعل اليوم حذاء أسود اللون , و يرتدي بنطلوناً أسود و قميصاً مخططة باللونين الأسود و الأبيض , و قد رفع كميه عن ساعديه فبدت في معصمه ساعة ذهبية أنيقة . إنها ساعة عادية , لكنها أنيقة جداً , و باهظة الثمن جداً جداً .
سألها ببرودة :
(( و من تعتقدين أنني أكون , ناتالي ؟ ))
- بعد العرض الذي قدمته ليلة البارحة , لا أملك أية فكرة عنك على الإطلاق .
ابتعدت عنه ومسحت وجهها بظاهر يدها ,كأنها ارادت التخلص من تأثيره عليها .
تبدلت تعابير عينيه الجميلتين فجآه .وأطلق سراحها واشار لها نحو الأريكه المكسوه بالجلد الأبيض قائلا :
(( هل نجلس ؟))
-مارأيك بأن نحتسي شرابا ما , اذا؟ كالقهوه مثلا .
قالت بتصميم :
((لا اريد شيئا شكرا لك ))
ادركت ناتالي بدون اي شك ان اي اقتراب منه سيضعها في دائره الخطر فابتعدت اكثر عنه .ابتسامته،لمسه خفيفه من يده ,أو حتى رائحه عطره مابعد الحلاقه الذي يضعه.. تلك الأشياء تشكل اسلحه قاتله بالنسبه لها .
ظهرت على وجه ديمتريو ملامح الأنزعاج ,وعلق قائلا :
((اؤكد لك انني لا اعض ,ناتالي .بأمكانك ان تتخلي عن تحفظاتك وتشعري بالأمان معي )).
قالت بقسوه :
(سأترك أمر تقرير ذلك الى وقت لاحق ،بعد ان تبين لي بوضوح تام انك لست الرجل الذي ظننت انني اعرفه ؟أشعر كأنني اواجه شخصا غريبا ..من انت فعلا ديمترويو؟مالذي تخفيه بعد ؟)
تمايل ديمتريو بخفه على عقبي قدميه,ووضع يده في جيبيه.لاحظت ناتالي ان لا اثر لبنطلون الجينز وللقميص القطنيه القصير الكمين .فها هو ينتعل اليوم حذاء اسود اللون ،ويرتدي بنطلوناً أسود وقميصا مخططه باللونين الأسود والابيض ،وقد رفع كميه عن ساعديه فبدت في معصمه ساعه ذهبيه أنيقه انها ساعه عاديه ولكنها انيقه جدا وباهظه الثمن جدا جدا
سألها ببروده :
(ومن تعتقدين انني اكون ناتالي ؟)
_بعد العرض اللي قدمته ليله البارحه لا املك ايه فكره عنك على الأطلاق .
_اذا دعيني اخبرك انا بالتحديد الرجل ذاته الذي كنته . والذي تعرفينه جيدا انه الكتاب نفسه لكن الغلاف مختلف ، هذا كل شي .
_كيف يمكنك أن تفعل مافعلته بالأمس وتتوقع مني ان اتقبل الأمر لقد عملت بإرادتك الكامله على خداعي وجعلتني اعتقد انك ..
وتوقفت عن الكلام وكأنها لاتجد الكلام المناسب لتقوله.
لم يضيع ديمتريو الوقت لإنقاذها فتابع قائلا على لسانها :
(الشاب الجاهل الذي يعيش في المنزل المجاور والذي بالكاد يستطيع أن يحصل على المال ليقود بأود عيشه ،لذلك فهو يعمل بمشقه وجهد ليرمم منزلا لاعلاقه له مطلقاً بأمتلاكه منذ البدايه ؟)
تابع بصوت خشن وقاسِ :
_يا إلهي ! أميرتي .كيف استطعت الأنتظار حتى الآن لتكشفي لي انك تفكرين تماما مثل اي شخص يعيش في الجوار ؟)
ردت قائله :
(تجعل مايحدث غلطتي أنا !ولاتقدم على التفوه بكلمات على لساني لم اقلها . كنت صريحه وصادقه معك منذ ان التقينا ،وهذا امر واضح جد ولايمكن مقارنته بطريقه معاملتك لي )
_ياإلهي !ماهذه اللهجه التي تتحدثين بها ؟مالذي ستقوله جدتك ان سمعتك ؟ على الرغم من انني ، بعد ان رأيتها ليله البارحه ادركت انك لست بحاجه لأكثر من نفخه بسيطه لتوقيعها عن كرسيها .
هز راسه وظهرت ابتسامه تنم عن الأنزعاج على وجهه قبل ان يتابع :لقد حصلت على حب امراه عظيمه ،تمتلك الشجاعه لتقف وتعترف أمام اصدقائها انها مخطئه
بشآن الجار الذي اعتبره الجميع حثاله المجتمع).
_مهما كانت أخطاوها فجدتي لم تخش يوماً قول الحقيقه ،وانا كذلك
_هل تلمحين الى انني لست كذلك
_اقول ان الرجل الذي يخفي قوته وإنجازاته ،ويترك الناس يعتقدون انه فقر معدم ،لايمكن اعتباره اهلا للثقه .انها طريقه متلويه تثير الشكوك .
_اذا انت غاضبه لأنني اقحمت انفي في مجتمع اصدقاء جدتك . هل هذا مايغضبك ؟
_لا انا غاضبه لأنك اقحمت أنفك في حياتي .اما كنت استحق ان تعاملني بطريقه افضل بعد ان تشاركنا معا الكثير من الأوقات السعيده ؟ كدت اموت نت القلق ليله البارحه ، وأنا اتساءل كيف ستتمكن من التعامل مه ذلك الحشد كله ..
-يسعدني ان اعرف انك تهتمين لأمري الى هذا الحد !
-حسناً ! مالذي تتوقعه غير ذلك ؟ عندما ظهرت وانت ترتدي تلك البذله مع تلك القميص وربطه العنق ..ياإلهي !الا تعرف نوع الأنطباع الذي اعطيته ؟ انا نفسي شعرت بالصدمه ! بدوت كأنك ..
لم تقل برتولزي حقيقي، قال ديمتريو بصوت ناعم كالحرير :
( اعتقدت انك ذكيه بما فيه الكفايه كي لاتتأثري بالمظاهر ، ناتالي ،وهذا يثبت لي ان الرجل يخطئ في الحكم عل الأخرين عندما تسيطر مشاعره على تفكيره )
-لاعلاقه للمشاعر مطلقا ديمتريو.مره ثانيه اقول لك :
(لقد وثقت بك ، وانت كذبت علي )
-الأحتفاط بتفاصيل حياتي الشخصيه لنفسي لا يمكن اعتباره كذبا
-لكن هذا لايعني ايضا انك صريح ،انك تعلن عما تقوم به بوضوح لم تخبرني عن نفسك بصراحه من قبل ؟ ليس هناك مايجعلك تشعر بالخجل .
ردّ بنبره ملؤها السخريه :
(لطالما رغبت بذلك لكنك كنت تمضين وقتاً ممتعا وانت تقومين بدور السيده الكريمه مع الفقير البائس الذي يقطن في المنزل المجاور ،ولم ارغب في افساد متعتك ).
بالكاد استطاعت ناتالي تصديق ماسمعته .
-الهذا السبب لم تكشف وجهك الحقيقي حتى ليله البارجه ؟ الكي تعاقبني وتراقبني أتململ على خطيئه لم ارتكبها مطلقاً؟
قال بنبره صوت مدمره:
(لاتقلقي بشأن ذلك اميرتي إن كنت قد سببت لك الرعب ، فأنت معتاده على التصرف السليم منذ ولادتك كما يقولون )
-جعلتني ابدو حمقاء تماما ،كما فعلت مع اي شخص اخر هناك ،والجميع يعرف ذلك.
_لم تر جدتك الأمر على خذا النحو . لدي انطباع بأنها استمتعت فعلا بالعرض .
-لأنها مقامره مثلك تماما اما انا فليس هذا ما أصبو اليه كما انني لا اريد الزواج من شخص مقامر.
نظر حوله متظاهرا بالأستغراب ثم علق قائلا : (هل تقدم احدهم هنا طالبا يدك ولم ألاحظ ذلك )
انكشمت ناتالي كما لو انها تلقت صفعه على وجهها ، وقالت :
_ من الواضح ان هذا لم يحدث .. ماحدث يجعلني اتساءل لما بقينا معا طوال الأشهر القليله الماضيه اخبرني ديمتريو من انا بالتحديد بالنسبه لك ...؟؟؟ ام فتاه تستطيع التباهي بها امام اصدقائك فتقول لهم : تصوروا! لقد تمكنت من الحصول على وريثه امريكيه ،وهي لاتعرف انني مليونير ؟)
نظر الى البعيد ثم هز رأسه وابتسم ولكن هذه المره لم تحمل ابتسامته اي مرح :
(رأيك بي سئ جداً ناتالي . اليس كذلك ؟ )
-لو ان ماتقوله صحيح لما اغرمت بك مطلقاً.
-انت لم تغرمي بي ،بل اغرمت بفكره البطل السيئ السمعه .
تابع بأنزعاج وصوت حاد :
(كنت بالنسبه اليك مختلفا عن كل الشبان الذين تعرفينهم انت وصديقاتك رأيتني اقوم بأعمال قاسيه والوث يدي كما رأيتني اقود شاحنه قديمه الطراز ، وأملك كلبا غريب المظهر ، وعلى الرغم من ذلك تجرأت ووضعت يدي عليك وعانقتك )
فتح عينيه على اتساعهما حتى بدتا كزهره استوائيه متفتحه ، ثم اطلق زفره قويه
قبل ان يتابع معلقا بصوت مزيف:
(( آه ،ماتيلدا ! لن تصدقي ما الذي حدث معي ! لقد تعرفت على زعيم عصابه ))
بالكاد استطاعت ناتالي ضبط اعصابها كي لاتصفعه وصاحت به : اخرس ! انت تتفوه بالحماقات )
-احقاً؟
سار بخطى واسعه نحوها ،وتابع :
( آه ! هيا عزيزتي ناتالي ... اعترفي بالأمر إن فكره تعرفك الى رجل سيئ اثارت اهتمامك .اليس كذلك ؟)
-أنت مخطئ . افتقادي للخبره في العلاقات العاطفيه لايعني مطلقاً انني غبيه
تحدثت بقوه واندفاع ،لكنها لم تستطيع ا تحدق مباشره في عينيه ،لأنها شعرت بالخوف من ان يكون هناك ذره حقيقه في اتهامه ؟
انفجر ديمتريو بالضحك ،واستمر في مطاردتها ،وجعلها تنكمش على نفسها باحثه عن طريقه للهرب
قال لها بصوت كالزئير :
(انظري الي ناتالي )
دفعها نحو البيانو وقف كالبرج وهو يتابع : _توقفي عن إداره وجهك عن الحقيقه التي لاتعجبك .انظري الى ما انا عليه فعلا ، ولاتنظري الى ماأرتديه او ما أملكه ، او ماتعتقدين أنني يجب ان اكون عليه !.
-كيف تتوقع مني ان افعل ذلك في حين انني لا اعلم حقاً اي نوع من الرجال انت ،وانت لم تزعج نفسك مطلقا بأخباري ؟.
تلاشى غضبه بنفس السرعه التي ولد فيها ، فتنهد بقوه وأغمض عينيه بقلق وحزن
_ ظننت انني لست بحاجه الى إخبارك بأي شيئ. اعتقدت انه يكفي ان اظهر على حقيقتي كرجل ، لكن يبدو انني كنت مخطئا .
قالت بصوت ضعيف :
_ اخشى القول انك كنت كذلك جميعنا لدينا ماضٍ ، ديمتريو .وهذا الماضي هو الذي يجعلنا مانحن عليه الأن . لكنك اخفيت ذلك كله عني ، واظهرت لي ماتريدني فقط ان اراه .وهذه خدعه متعمده .
تأملها ديمتريو مليا ثم رفع كتفيه بأستسلام ، وقال :
( اتريدين الطبعه النهائيه ؟ حسنا سأخبرك بها )
ارتمى على الأريكه ، وظل ساكنا للحظه ، ثم بداء يقول:
( منذ سبعه عشر عاماً، اي عندما كنت بالتحديد في منتصف عمري الحالي ، غادرت هذا المنزل عازماً على ان اثبت نفسي . يومها كنت مراهقا طموحا . توجهت مباشره الى نابولي ، وهي مدينه اعرفها جيداً . كنت متأكداً من انني استطيع النجاح في حياتي وعندما لم يقدم لي العمل النزيه المكأفاه الى اتقدت انني استحقها ، وجدت طريق اخر لأحقق رغبتي في النجاح )
سألته بقلق:
( اي نوع من الطرق ؟)
جلست ناتالي على الجانب الأخر من الأريكه مبتعده عنه قدر استطاعتها .
قال ببلاده :
( طريق السء أميرتي . الم تسمعي بالمثل القائل يمكنك ان تأخذ الشاب بعيدا عن الريف ولكنك لاتستطيع ان تنزع الريف من قلب الشاب ؟)
_هذا ماحدث بالضبط . فدماء جدي تجري في عروقي ، ولقد علمني جيداً .عندما اصبحت في التاسعه عشره من عمري ، كنت قد تعرفت على عدد من الأشخاص ، لديهم القدره على التلاعب في القانون ،وعدد هؤلاء اكثر مما تتصورين في حين لم يكن لدي صديق واحد يستحق الأحترام )
- هل انتهيت في السجن ؟
- لا ! ليس تماما . عدت الى المنزل خائب الأمل ، وعاطلا عن العمل ...
بعدئذٍ اتكأ على الوسائد ، وغابت نظراته وهو يستذكر الماضي البعيد ..
قاطعته بلطف :
_ماذا حدث بعد ذلك ؟.
قال :
_غلطه كبرى !كان جدي غارقا حتى اذنيه في الأعمال السيئه ,وهو على رأس عصابه مسلحه ، ماجعل الخوف والرعب والتهديد بالأنتقام تقض مضجع جدتي . بالأضافه الى ذلك لم يرحب اي من الجيران بعودتي بل اظهروا اشمئزازهم بوضوح )
توقف عن الكلام برهه قبل ان يعود فيستأنف كلامه من جديد :
_لم يمض وقت طويل على ذلك حتى نفذ حظ جدتي ، اذ قام احد افراد عصابته بخيانته ، فتم إلقاء القبض عليه وحكم عليه بالسجن مده عشرين عاماً )
- آه ديمتريو !لا بد أن الأمر كان صعبا عليك .
حدق عبر الأبواب الفرنسيه المفتوحه الى السماء الواسعه الزرقاء ، ولكنه لم يرّ شيئاً ، اذ كانت نظراته ماتزال غائمه كأنها في زمن اخر .
- لا في الواقع شعرت بالسعاده . لكن العار مزق روح جدتي . في تلك السنه بالذات ، وفي صباح يوم بارد من أيام تشرين الثاني ، توفيت جدتي في الغرفه التي تقع مباشره فوق الغرفه التي نجلس فيها الآن .
اعتصر قلب ناتالي من الألم من اجله ومن اجل جدته .رغبت بقوه أن تضع ذراعيها حوله ، فتقول له كم هي اسفه ، لكنه بدا منعزلا جداً بحزنه ، وهي لاتستطيع الوصول اليه . أكثر ماستطاعت القيام به هو ان تعترب وتلمس ذراعه بتعاطف صامت . على الفور ابتعد ديمتريو عنها رافضا ملامستها وهو يتابع :
_ في الليله التي سبقت وفاتها ، جلست بجانب سريرها .. امسكت بيدها وتوسلت الى الله الا يأخذ المراه الوحيده التي احببتها .. المراه الوحيده التبي احبتني حقاً ، لكن الله لم يصغ الي ، الا انه اعطاها القوه الكافيه لتفتح عينيها للمره الأخيره وتقول :
_ ديمتريو ! أرى فيك الرجال الذي تمنيت ان يكونه والدك .. ارى فيك التصميم والذكاء وسمو الروح ، لكنني اشخى انك ورثت منه ذلك الضعف الذي جعله ينتهي ميتاً في الشارع وهو في الحاديه والثلاثين من عمره .. اقسم لي إنك ستواجه تلك اللعنه التي تقضي على رجال عائلتي كالطاعون ، وإنك سترتفع فوقها ! من فضلك ديمتريو .. طفل روحي وقلبي ، عني انك ستكون أفضل من والدك ، وانك لن تتخلى مطلقا عن نفسك او عن احلامك )
مسحت ناتالي دمعه سقطت على خدها . كم عانت تلك المرأه اللطيفه الرقيقه في حياتها ، لتحمل مثل هذا الخوف على طفل احبته بصدق !
تابع ديمتريو :
_لم يكن صوتها اكثر من انفاس متقطعه هامسه ، وكان علي ان انحني قربها لأتمكن من سماعها ، لكن كلماتها حفرت عميقا في ذاكرتي . بعد ان حرمت من الأنسانه الوحيده التي تهتم لأمري ، تأملت في الوضع الذي اصبحت عليه ، عاطل عن العمل ،منبوذ ، ولا اشعر بالرضى حيال اي شي . يومها اقسمت على انني سأشرف ذكراها بأن اجعل من نفسي انسانا محترماً ، او اموت وانا احاول )
- وهذا مافعلته
لم تبال ناتالي بالدموع التي انهمرت على وجهها
بل تابعت :
( لا داعي لتقول المزيد دميتريو فهمت الأن لما تصرفت على هذا النحو ليله الأمس)
قاطعها كأنه لم يسمع كلمه واحده مما قالته :
( وفي غضون اسبوع واحد ، جمعت الأغراض التي كانت تحبها ، وخبأتها في مخزن . وتركت ماتبقى ليستمتع به جدي الذي تمنيت الا اراه ثانيه . وقبل ان أغادر قمت بزياره قبرها ،فوضعت فوقه باقه من زهور وإكليل الجبل وعاهدتها : سأجعلك فجوره بي جدتي . اقسم انني لن احيب املك مره ثانيه .
عند تلك النقطه وجه نظر ناتالي وقد عادت نظراته الى الحاظر ، وتابع :
_ولم افعل ذلك مطلقا ... ولن أفعل .
وقالت بشوق وحماس :
_ اصدقك ديمتريو ! وانا اسفه لأنني لم .. )
قال بسرعه :
_لم انتهِ بعد.)
بدا لها صوته كحد سكين يقطع الفضاء حولها اما نظراته الثاقبه التي راح يرمقها بها ببروده وعدم اهتمام فجعلتها تنكمش على ذاتها .
_اتجهت الى ميلانو ، وعلمت في ورشه للبناء . في النهار كنت اتعلم تجاره مواد البناء ، واعمل نادلاً في الليل . خلال سنه واحده وفرت مايكفي من المال لأتابع تعليمي فسجلت في دوام جزئي في الجامعه . بعد مرور عده اشهر تتبع اثري مكتب شهير للمحاماه في نابولي عبر شركه البناء ، وأبلغت ان جدي توفي في السجن ، وبما انني الشخص الوحيد الذي مازال على قيد الحياه من العائله ، فقد ورثت ممتلكاته كلها . بين ليله وضحاها تبدلت حياتي ، وبعد ان كنت اعيش على حدود الفقر اصبحت وريثاً لهذه الفيلا ، ولمبلغ من المال ، مع ان مصادره لم تكن مشرفه .
لم تستطع الا ان اقاطعه من جديد ، وسألته :
_اهو ذلك المال الذي ساعد على تحقيق هذا كله ؟.
رماها بنظره تحمل من الأزدراء وقال :
_ ربما لم تسمعيني جيدا في المره الأولى ، لذلك ساقولها من جديد :
_لقد شرفت وعدي لجدتي !
- هل رفضت اخذ المال
- المحافظه على كلمتي لم تجعلني اتصرف بحماقه فأرفض هديه بهذا الحجم .
على الرغم من اعتراضي على مصادر المال ، استخدمت ذلك المال لدفع مصاريف متابعه دراستي الجامعيه .
حصلت على جآزه في العلوم السياسيه وعلى شهاده خاصه في الأقتصاد والنقد الدولين من جامعه في ميلانو .
بالأضافه الى ماجستير في اداره الأعمال من برنستون ؟ هذه الأخيره جعلتكم تصابون جميعا بالذهول ليله البارحه .
ضحك بمراره ، وتابع :
_شعرت بفرح كبير لأنني حولت ذلك المال العفن الى شيئ ستحق السعي اليه ، لا سيما انني ادركت ان إنفاقي المال على تعليمي سيقلق جدي حتى وهو في قبره .
- ومن اين دفعت تكاليف الأسفار التي قمت بها ؟
-هذه أيضاً هو من دفعها ، وهذا امر اخر كان يعتبره مضيعه للوقت والمال . لكن صدقيني أميرتي هنالك اساليب كثير للتعليم وأكتساب المعرفه في الحياه بالأضافه الى مجموعه الألقاب التي تسبق اسمك . لا يحتاج المرء لأن يولد وفي فمه ملعقه من الذهب كي يحظى بالثقافه المطلوبه في المجتمعات الراقيه . لابد انك لاحظت انني لم اشعر بأي ارتباك حين دخلت الى فيلا جدتك ليله البارحه ، وانني قادر على المشاركه في تناول العشاء مع أبناء الطبقه الراقيه من دون أن ارتكب الأخطاء .
قالت معترضه :
_لاداعي لهذه الملاحظه ، ديمتريو ، وانت تعرف ذلك .
ادار نظراته في كل الأتجاهات وعلق قائلا :
/ تأخر الوقت في هذه اللعبه الأن كي تدعي انك وثقت بي ثقه لاحدود لها ، أميرتي .
ادارت ناتالي نظراتها بغضب تقلده ، وقالت :
/ اولاً ، لم ارّ يوماً أن مايجري بيننا لعبه ، ثانياً لم يساورني الشك يوماً بأنك اكثر الناس نزاهه .
قال باقتضاب :
_انت تحاولين جاهده الا تجرحي مشاعري اميرتي ، لكنك قبل عشر دقائق فقط اتهمتني انني لست الرجل الذي اعتقدته . ماذا لو كنت على حق ؟ ماذا لو كانت نزعه الجريمه والسطو عميقه في موروثي الجيني ، بحيث أنني لا استطيع التخلص منها ، حتى لو حاولت أن اظهر نفسي كرجل محترم للجميع ؟.
-هذا غير صحيح !كنت لأعلم لو انك كذلك
- انت لاتعرفين شيئا عن حياه نصف سكان الأرض ، ولافكره لديك عن مدى الأنحطاط الذي يمكن ان يصل اليه المرء
صاحت به قائله :
_أصمت ! وهذه المره انا من لم تنته ِ من حديثها بعد .
يمكنك ان تقلل من شأني قدر ماتشاء ، ديمتريو برتولوزي ، لكنني لا املك تجربه كافيه تسمح لي بأن أفهم الناس . أنا لم اسمح لأي رجل من قبل بالتقرب مني كما فعلت انت ، وانت تعرف ذلك جيداً.
-اعذريني ان تساءلت لما فعلت ذلك !
- انت تعرف السبب ، وانا لست متكبره كي لا اكرر ذلك ثانيه . انا احبك ! لهذا السبب كنت مستعده لأخنق اي شخص يجرؤ على قول كلمه سيئه عنك ليله البارحه . اردت ان احميك من اي تجاهل أو ازدراء خشيه ان تصاب بأي اذى .
قال لها بصوت كالفولاذ :
_حسنا هذه معلومه جديده لك ، ناتالي . انا لست بحاجه الى امرأة كي تدافع عني كما أنني لست معتاداً على الأختباء وراء تنوره امرأة ، ولست ابحث عن أم اخرى .
شعرت ناتالي بلسعه من الألم , فقالت :
_ انها غلطتي ، وهي واحده من اخطاء كثيره كما يبدو .
ظهر الألم واضحاً في صوتها ، وعلمت انه شعر به هو ايضاً . احست بالغضب من نفسها بسب الضعف الذي لاتستطيع السيطره عليه ، وقالت:
( اتعلم ماذا ، ديمتريو ؟ لقد اكتفيت منك
. ويمكنك ان تتعفن في الجحيم ، ولن اهتم لذلك . ستشعر انك بأمان هناك !)
- هل انتهيت
قالت :
_نعم انتهيت
- اذا ، اقترح عليك ان تعودي الى جدتك وتتركيني وشأني اعيش حياتي الخائبه وحدي ، وبالطريقه التي اعرفها . من الأفضل ايضاً ان تعودي الى الولايات المتحده وتنسي اننا تقابلنا يوماً.
عضت بقوه على باطن خدها ، الى درجه تذوقت معها طعم الدماء ، ولم تعد تحتمل الألم الحاد في حلقها كما شعرت بالتشويش والتمزق وبأن قلبها تحطم الى مليون قطعه متناثره .
لملمت ناتالي كبرياءها , ونهضت عن المقعد ، ثم قالت بهدوء : اعتقد انه لم يعد هنالك مايقال بيننا . يبدو ان صداقتنا القصيره قد وصلت لنهايتها ، وانتهى معها امل ... بأنه يمكن ان يكون هناك (( نحن )) يوماً ما.
ثم سارت مبتعده وهي تركز فقط على وضع احدى قدميها امام الأخرى لتختفي من امامه بسرعه ، قبل ان تستسلم للدموع التي تجمعت في مقلتيها .
****
امضى ديمتريو ماتبقى من النهار وهو يتصرف كالأحمق ، وإن لم يكن كذلك فعلا . وفي صباح اليوم التالي استيقظ ليجد نفسه مستلقياً على الأرض في غرفه نومه ، ولم يستطع يتذكر ان كان هناك قد صعد الدرج واستلقى هنا ام انه سقط عن السرير ، كما لم يعرف ان كانت الأصداء التي ترتج داخل رأسه وهي نتيجه سقوطه عن السرير في منتصف الليل ، ام سببها الغضب والحزن اللذان عاشهما البارحه .
امضى وقتاً طويلاً في الأستحمام ، وتناول الأسبرين وفنجاناً من القهوه ليتخلص من الصداع .
لكن هذا كله لم يخفف الألم الذي يسكن قلبه . تذكر انه يعرف عشرات النساء اللواتي سيشعرن بالرضى والأكتفاء ، لكن ليس هذا مايشعر به . بدون وجود ناتالي في حياته تبدو حياته تافهه . حتى الشركه التي بناها من الحضيض والتي تحتل الآن المرتبه الأولى وفي حقل عملها في ايطاليا كلها تبدو بلا قيمه ايضاً.
قال محدثا بيبو :
_صاحبك العجوز أحمق !.
فتح بيبو عينا واحده ولفتره وجيزه لكي يعلن موافقته فقط . ثم ذهب لينام في الزاويه في مطبخها .
مطبخها !؟
طرف ديمتريو بعينه ، متسائلا منذ متى توقف من التفكير في المنزل كمشروع يخصه وحده ، وبدأ يفكر في تحويله الى مكان ترغب ناتالي في العيش فيه ؟
هل حصل ذلك منذ الأول التي تعانقا فيها .؟ ام عندما رأى الأوساخ تحت اظافرها وهي تزيل الأعشاب الضاره من احواض الزهور في حديقه جدته ؟ ام ان ذلك خصل عندما ترك بيبو آثار قوائمه على تنورتها البيضاء ، ام ان ذلك كله بدأ في اليوم الذي وصلت في الى بيت جدتها ورأته يراقبها من السطح ؟
لم يجد الا إجابه واحده عن اسئلته الكثيره : الوقوع في غرامها امر سهل جداً، لكن نسيانها والأبتعاد عنها امر لاطاقه لديه على القيام به ! تركه ذلك أمام خيار واحد عليه القيام به .
اخبرته باربر وايد ، عندما اتصل طالباا التحدث مع ناتالي :
_ لقد تأخرت قليلاً. انا اسفه جدآ ، سيد برتولوزي ، لكنها قررت ان تقطع عطلتها وتعود الى بلادها . فيما نحن نتحدث الأن ،يوصلها سائقي الى نابولي .
قال :
_ اخشى ان اقول لك انني لن اسمح لها بالسفر ! أنا ارغب بالزواج من حفيدتك ،
وانا لا اؤمن بالخطوبه الطويله الأمد ، او بالعيش في بلدين تفصل بينهما مسافات بعيده . اريدها هنا معي )
- اذاً اقترح عليك أن تتوقف عن إضاعه الوقت بالتحدث معي ،وأن تبادر الى اخبارها بما تفكر به ،سامويل سائق حذر جداً وقد انطلق منذ عشر دقائق فقط . إن اسرعت بالأنطلاق الآن ستلحق به قبل ان يصل الى المدينه ..هل ترغب في استعمال واحده من سياراتي ؟ لاعتقد ان شاحنتك قادره على إتمام ماترغب في القيام به .
-شكرا لم سنيورا وايد ، لكن لدي وسائل نقل اخرى .
-اذاً ابق عينيك على سياره مرسيدس سوداء ، واتمنى لك الحظ الجيد .. سأنتظر عودة حفيدتي بفرح كبير
انتهى الفصل 11


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 05:24 PM   #13

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

12 - أحبك ... لا ترحلي !
على الرغم من أن الذهول الذي أصابها بسبب ما حدث , حماها بشكل ما من بشاعة اللقاء الأخير مع ديمتريو , أدركت ناتالي إنها لا تستطيع البقاء في إيطاليا , فالرغبة في الذهاب إلى المنزل المجاور و التوسل إليه لإعطائهما فرصة أخرى , قوية جداً , و كبرياؤها و كرامتها لا تسمحان لها بالقيام بذلك .
لم تعرف كيف تمكنت من تمالك نفسها لحظة رحلت , لكن ما إن أصبحت داخل سيارة جدتها المكيفة , و مع إختفاء مداخن فيلا دولفينا عن نظرها وراء الأشجار , شعرت إنها تنهار تماماً .
غمرتها ذكريات حبها القصيرة , ذلك الحب الذي لم يصمد طويلاً ... من اللحظة التي وصلت فيها إلى أمالافي , رأت ديمتريو يراقبها من سطح منزله , إلى ذلك اليوم الذي توقف فيه ليقلها إلى منزلها في تلك الشاحنة القديمة , يوم وضعت في حضنها ذلك الجرو المسكين , إلى المرات العديدة التي تمددا فيها على العشب في حديقته وراحا يضحكان معاً على بيبو أو على أمر قاله أحدهما , أو من دون سبب على الإطلاق إلا وجودهما معاً .
ليتهما ظلا كذلك إلى الأبد ! أملت ناتالي أن يعيشا حياة بأكملها مليئة بالحب و الفرح , و أوقاتاً مليئة بالسلام و الرضى . بالطبع توقعت أن يحدث بينهما خصام في مناسبات عدة , لكن ذلك سيجعل توافقهما أكبر , فهذه هي الحياة الحقيقية , و لطالما حلمت أن ينجبا الأطفال ...
كادت تختنق و هي تتنهد أسفة على إنهيار أحلامها , مذكرة نفسها بما آلت إليه الأمور الأن . لقد منحته حبها و حياتها منذ البداية , فهذه هي الطريقة الوحيدة التي تعرفها في الحب . و منذ البداية , أخفى هو جزء من حياته عنها . من الصعب عليه أن يتغير , فذلك جزءً من موروثه الجيني , تماماً كلون عينيه .
ربما تستطيع بعض النساء العيش مع وضع كهذا , لكنها ليست واحدة منهن . و عاجلاً أم آجلاً , سيحطم ذلك علاقتهما . من الأفضل أن يحدث ذلك الآن و هما ما يزالان قادرين على الإبتعاد , بدلاً من حصول ذلك بعد أن يتزوجا , و ينجبا الأطفال .
أراحت رأسها بيأس على ظهر المقعد و أغمضت عينيها , متمنية أن تغرق في سلام النوم , علّه يؤمن لها الراحة و الهروب من أفكارها . لكن ذلك لم يحدث , إذ علا صوت بوق قوي من سيارة تقترب من الخلف , اخترق الأحساس بالأمان الذي بدأت تشعر به داخل السيارة , مبدداً الضباب الذي يغلف أفكارها , و دفعها للتيقظ بقوة . تمتم سامويل و هو ينظر إلى المرآة التي تؤمن له الرؤية الخلفية :
(( ياله من مجنون ! )) .
سمع صوت البوق مرة ثانية , ثم لثلاث مرات متلاحقة , كأن صاحب السيارة يصدر أمراً أو طلباً ملحاً . رأت ناتالي من زاوية عينها مقدمة سيارة فيراري حمراء اللون تقترب من سيارتها من جهة اليسار , إلا أن سائق هذه السيارة لم يتجاوز سيارتها كما توقعت , و هو أمر يستطيع القيام به بسهولة , بل بقي يلاحق المرسيدس بسرعة خطرة .
- اللعنة !
زمجر سامويل , رافعاً قبضته عندما سمع صوت البوق للمرة الرابعة يلعلع في الفضاء , و تابع :
(( قاطع طريق ! أين تكون الشرطة عندما يحتاجها المرء ؟ ))
قالت ناتالي :
(( أعتقد إنه يحاول أن يجعلك تتوقف ))
أنزلت زجاج نافذتها لتتمكن من الرؤية بشكل أفضل , لكن كل ما استطاعت رؤيته هو سقف السيارة الأخرى . تابعت :
(( ربما هو أحد رجال الشرطة , لكنه يقود هذه السيارة ))
- بل أظن إنه رجل مجنون تماماً , سنيورينا.
فجأة تجاوزت سيارة الفيراري سيارة المرسيدس , و سمع أزيز المكابح , ما أجبر سامويل على الضغط بقوة على مكابح المرسيدس . فكرت ناتالي أن سائق سيارتها على صواب , فلولا رحمة الله و مهارة سامويل بالقيادة لما توقفت سيارة المرسيدس بعد أن انزلقت نحو حافة الطريق لتتجنب الاصطدام بمؤخرة السيارة الأصغر حجماً .
خرج السائق من سيارة الفيراري بسرعة البرق , و سار باتجاه المرسيدس , و قبل أن يتمكن سامويل من استيعاب ما يحدث و يقفل أبواب السيارة بطريقة آلية , وصل الرجل إلى النافذة التي فتحتها ناتالي , ففتح الباب و قفز إلى المقعد الخلفي ليجلس بجوارها .
بالكاد تمكنت ناتالي من رؤية شعر أسود أشعث و عينين زرقاوين في وجه برونزي اللون لكثرة ما تعرض لأشعة الشمس , قبل أن يضمها ديمتريو بين ذراعيه و يشدها بقوة نحوه . جاء صوته كشراب الشوكولا الحار المحلى بالعسل , حيث بدا مليئاً بالعاطفة التي تضج في أعماق صدره و هو يقول :
(( الحمد الله إنني لحقت بك في الوقت المناسب , أميرتي )) .
احتاج الأمر إلى بضع دقائق قبل أن يتمكن ديمتريو من إقناع سامويل إنها ليست في خطر الاختطاف , و إنها ستكون بألف خير إن انتقلت من المرسيدس لترافقه في سيارته الفيراري . مع ذلك , أصر سامويل على استعمال هاتف السيارة ليتصل بجدتها و يتأكد من الأمر .
أثناء ذلك الوقت , ظلت ناتالي متمسكة برباطة جأشها . ثبتت حزام الأمان حولها , ثم وضعت يديها في حضنها , و ضمت ساقيها إلى بعضهما البعض لتجلس بأناقتها المعهودة .
حدقت عبر النافذة الأمامية , و أخذت تتأمل المناظر الطبيعية بينما راحت سيارة الفيراري تلتهم الطريق العام بسرعة ... لا بد إنها تحلم ... و لا بد لهذا الحلم من نهاية لتعود الحقيقة فتسحقها ثانية من جديد ...
لكن هذا لم يحدث ! على العكس من ذلك , دخل ديمتريو من أبواب فيلا دولفينا , فأوقف السيارة أمام الدرج الأمامي للفيلا , قائلاً :
(( ها قد وصلنا إلى منزلنا , أميرتي ! )) .
أليس هذا ما تمنته منذ اليوم الذي رأته فيه ؟ فما بالها لا ترقص فرحاً , بل تشعر كأنها ستنهار من جديد ؟
وضعت وجهها بين يديها و انفجرت باكية , فيما انهمرت الدموع من عينيها بسرعة كجدول غزير , و بدا لها إنها لن تتوقف مطلقاً . امتلأت السيارة بتنهداتها , و وصل صوت بكائها إلى الحدائق . حاولت أن تقول إنها آسفة , و إنها لا تعلم لماذا تتصرف كالحمقاء , و إنها حقاً بألف خير , لكنها لم تنجح إلا بالتفوه بتنهدات و تشنجات لا معنى لها على الإطلاق .
ضمها ديمتريو بذراعيه من جديد بحنان و لطف كبيرين . و ضع رأسها على كتفه , و مرر يده في خصلات شعرها تاركاً إياها تبكي على كتفه . شعرت ناتالي بقوته و دفئه و حنانه , كما استطاعت أن تشعر بأنفاسه على شعرها , و تسمع دقات قلبه الثابتة المطمئنة .
مر وقت طويل قبل أن تنقشع تلك الغيمة السوداء التي سببتها لها الصدمة , و التي أمسكت بها بقوة , و لم يبق من أثرها سوى شهقات تصدر عنها بين الفنية و الأخرى و بقعة كبيرة رطبة على قميصه .
سألته بصوت منهك و هي تبتعد عنه لتخفي وجهها :
(( لا أعتقد إنك تملك كيساً ورقياً في هذه السيارة , أليس كذلك ؟ ))
- لا أعتقد ذلك , عزيزتي . لكن لماذا تريدينه ؟
- أريد أن أضع فيه رأسي , فأنا أتخيل أنني أبدو كالبندورة المهروسة .
رفع ديمتريو ذيل قميصه , و مسح وجهها بنعومة .
- لكنني إيطالي , كما تعلمين . و أنا أحب البندورة , فهي غذائي اليومي , لا أستطيع تخيل يوم واحد يمر بدونها .
ابتسمت رغماً عنها , و قالت :
(( أراهن أنك تقول ذلك لكل النساء اللواتي تعرفهن )) .
- لا , أميرتي !
تابع بهدوء و هو ينظر إلى وجهها , فيما أصابعه تلامس بنعومة خدها :
(( إنه لك فقط , لأنك المرأة الوحيدة في حياتي , و إن ابتعدت عني ثانية , فلن تستحق حياتي كلها قرشاً مثقوباً ))
قالت :
(( لم أرغب مطلقاً في الرحيل , لكنني لم أستطع تحمل البقاء , و أنا أفكر أن كل شيء بيننا قد انتهى ))
- لن ينتهي مطلقاً !
- هل أنت متأكد ؟
- متأكد تماماً .
و على الفور عانقها بقوة و بيأس كبيرين .
بعد مرور عدة دقائق سألها :
(( هل تدخلين إلى المنزل و تسمحين لي بتفسير كل ما حدث ؟ ))
- بالطبع , سأفعل .
نزعت حزام الأمان , و فيما هو يستدير ليفتح لها الباب و يساعدها على الخروج من سيارة الفيراري المنخفضة , تذكرت الشاحنة فسألته :
(( أين هي شاحنتك ؟ و لمن هذه السيارة ؟ ))
- تلقت شاحنتي القديمة صرفاً مشرفاً من الخدمة , و هذا السيارة لي .
هذه المرة ضحكت بارتياح , و علقت :
(( كان علي أن أحزر . أي إيطالي حقيقي لا بد أن يمتلك على الأقل سيارة فيراري حمراء واحدة ))
انحنى ليهمس في أذنها :
(( في الواقع , لدي سيارة لمبورغيني أيضاً , لكنها ليست حمراء ))
ابتعدت عنه , وشدت سترتها و تنورتها الكتانيتين , و هما السترة و التنورة اللتين ارتدتهما يوم وصلت إلى فيلا جدتها , منذ نصف جيل تقريباً .
- هذا كثير جداً علي .. أعتقد أن من الأفضل أن تبدأ بتفسير ما يجري .
- أقترح أن ندعو جدتك لتنضم إلينا . فما رأيك ؟ عندما اتصلت بها صباح هذا اليوم , ذكرت لها بعض الأشياء , و أخشى أن تجد بعض الصعوبة في التعامل معها . قد يخفف عنها أن تسمع ما سأخبرك به .
على الرغم من تفاجؤها مما سمعته , وافقت ناتالي على اقتراحه .
عندما وصلت باربرا دعاها إلى غرفة الاستقبال . انتظر حتى عانقت ناتالي , و جلست بجوارها على المقعد , ثم بدأ بالكلام .
- أنت تعلمين بالطبع أنني تعمدت إخفاء حقيقة نفسي منذ اليوم الذي عدت فيه إلى هنا , و أنني لست ذلك الشخص الشرير الذي جعلتك تعتقدينه , لكنني أدرك إنه مازال هناك الكثير لتعرفيه قبل أن أسألك السماح . و أتوقع منك أن تقبليني بدون أية تحفظات .
قالت جدتها :
(( إذاً , تكلم ايها الشاب , و لا تتركنا في حيرة من أمرنا ))
- حسناً !
- لم يكن ذلك مجال اختصاصي , لكنه صنع مني رجلاً حقيقياً لذا عدت إليه من جديد . بدأت بإنشاء شركة صغيرة للترميم و البناء مع فريق للعمل من خمسة أشخاص فقط . استدنت المال لأشتري فيلا قديمة مهدمة تقع قرب منتزه لا يبعد كثيراً عن المنطقة السياحية في البلدة , و حولتها إلى فندق صغير .
حذرني عدد من الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال من أن ما أقوم به هو مخاطرة كبرى , لكنه رد إلي المال مضاعفاً . و منذ ذلك الوقت , تطورت أعمالي بشكل منقطع النظير , ففتحت فروعاً لشركتي في جنوى و فيرنير .
نظر مباشرة إلى ناتالي , و ابتسم قبا أن يتابع :
(( و مؤخراً , فتحت فرعاً جديداً في الجنوب على ساحل أمالافي ))
قالت مستفهمة :
(( إذاً , العربتان و الشاحنة ذات اللون الأخضر الداكن التي طبع عليها بلون ذهبي (( أميرينزي للبناء )) هي لك . أليس كذلك ؟ ))
- هذا صحيح ! فأميرينزي هو إسم عائلة جدتي .
توقف عن الكلام و لمس الإطار الذي يحتضن صورتها , معترفاً بصمت بفضل المرأة التي كانت , كما وصفها بالتحديد , مصدر إلهامه .
تابع يقول :
(( أعطاني النجاح ثروة كبيرة , لذلك تمكنت من شراء السيارات الفخمة , و منزل مميز في أفضل منطقة في المدينة , و كوخ للتزلج في جبال الألب , و شقة في فنيسيا ))
استدار عند ذلك , و تابع حديثه متوجهاً به نحو باربرا :
(( ذكرت ذلك و ليس في نيتي أن أؤثر بك لأنني أملك ثروة كبيرة سنيورا , بل لأخفف من قلقك إن اعتقدت أنني أفكر في الاستفادة من ثراء ناتالي ))
اعترفت باربرا قائلة :
(( مرت الفكرة في بالي للحظة , لكن من فضلك تابع سرد قصتك ))
- بعد مرور فترة سيطر علي شعور بالضيق , و ادركت أن هنالط شيئاً واحداً لا يستطيع المال شراءه , و هو إثبات نفسي أمام أولئك الذين مازالوا يظنون أنني رجل معدم بل نكرة , و الظهور أمامهم كوريث لعائلة برتولوزي يرفض أن يستمر بالقيام بأعمال أسلافه . كان بإمكاني سلوك الطريق الأسهل و البدء من جديد في مكان آخر , قأبدل اسمي , و أبيع هذه الفيلا , و أتزوج من فتاة ذات نسب و ثراء , و أبدأ ببناء سلالة جديدة ثرية في ميلانو .
مرة أخرى نظر إلى الصورة قبل أن يتابع :
(( لكن قيامي بذلك سيعني أنني سأتنكر للإنسانة الوحيدة التي آمنت بي , و هذا أمر ما كنت لأقدم عليه مطلقاً . جدتي هي من دفعتني للوصول إلى مستوى النجاح الذي أعيشه اليوم , و أقل ما أستطيع القيام به لرد جميلها هو أن أمحو ذلك العار الذي عجل في ذهابها إلى القبر . لذلك عدت إلى هذا المكان الذي أحبته أكثر من أي مكان آخر في العالم , و قررت أن أعيده إلى سابق عهده من التألق و الجمال ))
علقت باربرا :
(( لكنك لم تكشف حقيقتك أمامنا مطلقاً , بل اخترت التمويه على ما أصبحت عليه , و أنا أعجز عن فهم سبب ذلك . ما الذي أملت أن تحصل عليه من وراء ارتدائك ثياب عامل عادي , و قيادتك شاحنة كالخردة ؟ لماذا لم تظهر على حقيقتك , لتتجنب أي نوع من الشك و عدم الثقة ؟ لقد ساورت الشكوك الجميع بسبب تصرفك الغريب ))
هز ديمتريو رأسه و ابتسم :
(( ما الذي كنت ستفكرين به سنيورا وايد لو أنني وصلت و أظهرت قدرتي على تولي المهمة التي قررت القيام بها , تماماً كما كان يفعل جدي عندما يقرر القيام بأمر ما ؟ ))
فتحت فمها لتجيب , ثم أغلقته , و كأن مغزى سؤاله قد وصل إليها فعلاً .
قال :
(( بضبط ! عدم الثقة و الشك كانا ليتضاعفا بالطبع . هذل ليس كل شيء . هنالك أمر آخر دفعني للقيام بتلك الأمور . أردت أن أبرهن أنني قادر على تولي أية مهمة صعبة , و قادر على إنجازها بعمل صادق و مجهود قوي , ليس فقط من أجلك و من أجل الناس الذين يعيشون هنا , بل لنفسي . فهذه هي هديتي لجدتي , و وفاء لما أنا مدين لها به , و أعتقد أنني حققت ذلك الهدف ))
قالت ناتالي و مشاعر الحب تضطرم في عروقها :
(( و أنا أؤمن بذلك أيضاً . أنا أؤمن بك , ديمتريو ))
علقت جدتها :
(( و أعتقد أنني كنت على حق عندما قلت إن هناك الكثير بشأنك و أن المرء لا يتمكن من معرفتك بمجرد النظر إليك . أنت فعلاَ شخص مميز . ديمتريو برتولوزي ))
رفع يده و قال :
(( هنالك المزيد ! ))
ركز اهتمامه على ناتالي قبل أن يتابع :
(( لم يمض وقت طويل على اتهامك لي بالكذب عليك , أنت على حق في اتهامك ؛ لقد كذبت عليك طوال الشهرين الماضيين ))
سيطرت ارتجافة من البرد على الدفء الذي غمر ناتالي قبل قليل . لم تعرف بما تجيبه لشدة خوفها , فقالت :
(( لماذا ديمتريو ؟ أنا لا أفهم ))
- لأنني عقدت اتفاقاً مع الشرطة في بوستيانو . طلبت مني الشرطة التعاون معها كي تتمكن من التخلص من رجل جشع سببت أعماله الكثير من المآسي في هذه الأرجاء , فلو ترك هذا الرجل على هواه سيتابع إثارة المشاكل و الاضطرابات . أنت تعلمين عمن أتحدث , أميرتي ... عن كاتانسكا .
علقت جدتها على الفور باحتقار و اشمئزاز :
(( ذلك المخلوق المزعج ! حان الوقت ليعمل أحدهم على إيقاف أعماله المشينة . لكنني لا أرى سبباً يجعل الشرطة تطلب منك التورط في عمل كهذ ))
- أراد أن يشتري هذا الxxxx لأنه تمكن بالرشوة أو ربما بالتهديد من إقناع السلطات بتبديل قوانين المنطقة بحيث تسمح له بهدم هذا المنزل و بناء منازل صغيرة مكانه للبيع .
- يا إله السماوات !
بدت باربرا كأنها على وشك أن تصاب بسكتة دماغية .
- لا داعي للقول كم سيكون ذلك مزعجاً لك و لكل الجيران حولنا .
تابع ديمتريو بضيق :
(( كان على أحدهم أن يوقفه عند حده , فيكشف الأعمال المشينة التي يقوم بها , لذلك وافقت على التعامل مع الشرطة ))
أعاد اهتمامه إلى ناتالي , و هو يتابع :
(( أنا أسف جداً , السرية و الكتمان كانا جزءً من الاتفاق معهم , لذلك لم أستطع إطلاعك على الأمر . من جهة أخرى أردت حمايتك من أي تعرض لكاتانسكا , فكنت مرغماً على الكذب عليك . لكنني أعدك الآن أنني لن أخدعك أو أخيب أملك مطلقاً مرة ثانية ))
قالت ناتالي و هي تشعر بارتياح لا يوصف :
(( لا داعي للإعتذار , فأنت مثالي جداً بالنسبة لي كما أنت ))
أجاب و قد حمل صوته بعض الشك و القسوة :
(( آه , أميرتي ! أنا بعيد جداً عن المثالية ))
- لا تقل ذلك ديمتريو , فأنت بطلي !
- أي بطل ؟ الأبطال لا يسمحون لكبريائهم بالسيطرة عليهم , بحيث تجعلهم يخاطرون بخسارة الشخص الوحيد في العالم الذي يحبونه أكثر من أي شيء أو أي شخص آخر في العالم كله .
قالت تجادله :
(( قل ما تريده , ديمتريو . ستبقى بطلي المفضل , سواء أعجبك ذلك أم لا ))
ضغط على عنقه بقوة ليخفف غصة تكونت في حلقه , ثم مسح عينيه بيديه , و قال :
(( إذاً ربما ستعطين الاهتمام الكافي للشيىء الوحيد الذي بقي علي قوله ))
- أووبس .. !
قفزت جدتها من مكانها على الأريكة , و قالت :
(( إذاً حان الوقت لأبتعد أنا عن المكان . أين يمكنني أن أجد بعض العصير , ديمتريو ؟ ))
قال :
(( بجوار حجرة المؤونة في المطبخ . اذهبي إلى المطبخ و سوف تجدين خزانة .. ))
ربتت على يده قبل أن تخرج من الغرفة قائلة :
(( سأجدها بنفسي , عزيزي . أما أنت فلديك أمور أكثر أهمية لتقلق بشأنها . لن أضيع طريقي في منزلك ))
سألته ناتالي بنبرة متوترة , ما إن ابتعدت خطوات باربرا :
(( عن تتحدث جدتي ؟ ما هي الأمور الأكثر أهمية ؟ و لماذ يجب أن تقلق بشأنها ؟ ))
- لأنني لست متأكداً إن كنت ستعطيني الجواب الذي أرغب في سماعه .
نهض عن كرسيه و سقط على ركبة واحدة أمامها , ثم تابع :
(( لم أقل لك ذلك من قبل , لأن الكثير من الأمور كانت بحاجة إلي تسوية , أما الآم فأنا حر كي أقول لك إنني أحبك بكل ما أنا عليه و بكل ما لدي , ناتالي ! لا أستطيع تخيل حياتي من دون و جودك إلي جانبي . أريدك أن تشاركيني حياتي , و أن تعيشي معي في منزلي , و أن تنجبي أطفالي .. ))
توقف عن الكلام لفترة و أخرج علبة صغيرة مغطاة بالمخمل من جيبه , و فتحها أمامها . ظهر في داخل العلبة خاتم من الذهب الأبيض تزينه حبات من الزمرد و الماس على شكل قلوب .
- أعرف أنك تنوين تولي مهام الأعمال في شركة جدتك العالمية في يوم من الأيام , و أنا لن أسألك مطلقاُ أن تتخلي عن تلك المهام , لكنني أطلب منك أن تتزوجي بي , أميرتي .
- آه !
عضت ناتالي بقوة شفتها السفلى , و رحبت بالألم الذي شعرت به , فقد أكد لها أنها لا تحلم . نظرت إلى حبوب الماس التي انعكست فوقها الأضواء بإشراق و روعة . لم تظن مطلقاً أنها مازالت قادرة على ذرف المزيد من الدموع , إلا إن دموعها انهمرت , على أي حال . لكنها كانت مفعمة بالفرح هذه المرة .
قالت :
(( أنا موافقة ! يسعدني جداً أن أتزوج بك , و أنجب أطفلاً لنا ديمتريو . سأكون فخورة جداً بأن يعرفني العالم أجمع كزوجة لك ؛ السيدة ديمتريو برتولوزي ))
نهض ديمتريو عن الأرض و ضمها بين ذراعيه بحب و حنان لا حدود لهما .
- أعدك أنك لن تندمي مطلقاً عل ذلك , حبيبتي .
قالت :
(( توقف عن الكلام , و عانقني ))
و هذا ما فعله ! عانقها بقوة و شغف كبيرين , و هو يتمتم قائلا :
(( هذه هي البداية , الأفضل سيأتي فيما بعد ))
قالت جدتها و هي تدخل الغرفة و بيبو يسير وراءها :
(( أفهم من ذلك ... ))
وضعت صينية على الطاولة بعيداً عنه , و تابعت :
(( ... أنني قمت بالاختيار الصحيح عندما أحضرت هذا الشراب الفاخر ؟ ))
- لا شك بهذا ... !
ضم ديمتريو ناتالي إليه و هو يضع ذراعيه حول خصرها , متابعاً :
(( فحفيدتك وافقت على أن تصبح زوجتي ))
- آه , عزيزتي ! أعتقد أن هذا يعني أنك ستأخذها للعيش معك في ميلانو .
- لا رغبة لدي في ذلك مطلقاً , سنيورا . هذا المنزل يجب أن يمتلىء بالحب و ضحكات الأطفال ... أطفالنا . أخطط لفتح فرع جديد لشركتي في هذه المنطقة .
ابتسم متابعاً :
(( ففي النهاية , بعد توقف كاتانسكا عن العمل , هناك حاجة ماسة للقيام بعمليات شرعية في البيع و الشراء و إصلاح الوضع الذي خربه لسنوات . لكن الأهم من ذلك , هو أنني أعرف ما معنى الابتعاد عن الشخص الذي نحبه و الذي له التأثير الأكبر في حياتنا , لذا لن اسأل ناتالي مطلقاً أن تتخلى عن روابط القربى معك , فقط لأنها تزوجت بي . أتمنى أن يكون هذا كافياً بالنسبة لك لتعطينا مباركتك , سنيورا وايد ))
قالت :
(( أنت تعلم أنني أبارك هذا الزواج .. و ... ديمتريو , أصدقائي ينادونني باربرا , و ما دمت ستنضم إلى العائلة , فإنه لشرف عظيم لي أن تفعل مثلهم . و الآن لنتناول الشراب , فأنا أرغب في شرب نخبكما ))
رفعت كوبها و تابعت :
(( إليك عزيزتي ناتالي , لأنك رأيت الجوهر المميز لهذا الرجل و التي فشلت أنا في اكتشافه على الرغم من سعة تجاربي في الحياة . و إليك , ديمتريو , من أجل كل المخاطر التي تحملتها لتصل بنا إلى هذا اليوم العظيم . أتمنى أن تكون حياتكما معاً طويلة و مليئة بالسعادة و الحب ))
نظرت ناتالي إليه من فوق حافة كوبها و وجدت نفسها أسيرة نظرته . ابتسم لها ديمتريو , و أخفض رموشه بغمزة بطيئة طويلة تعدها بذلك كله و أكثر ....
تمت


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 30-11-17, 07:13 AM   #14

منقذه

? العضوٌ??? » 410394
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 103
?  نُقآطِيْ » منقذه is on a distinguished road
افتراضي

روااااايه راااائعه

منقذه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-17, 08:26 AM   #15

ملح وسكر

? العضوٌ??? » 109899
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 473
?  نُقآطِيْ » ملح وسكر is on a distinguished road
افتراضي

شكرًا شكرًا شكرًا

ملح وسكر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-17, 08:33 AM   #16

دودو2011
 
الصورة الرمزية دودو2011

? العضوٌ??? » 409804
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » دودو2011 is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم
قصة كيرحلوه

يسلموا


دودو2011 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-17, 05:11 PM   #17

نهلة ناصر
 
الصورة الرمزية نهلة ناصر

? العضوٌ??? » 15903
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,283
?  نُقآطِيْ » نهلة ناصر is on a distinguished road
افتراضي

شكراااااا روايه مشوقه

نهلة ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-17, 09:33 PM   #18

Maithaabakhit

? العضوٌ??? » 409374
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 170
?  نُقآطِيْ » Maithaabakhit is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Just Faith مشاهدة المشاركة
المحتوى المخفي لايقتبس
Cgcc اىلااتننمححخاليييسيثفغهخم ظز وع٧٧ااىةاتنمككطككمنتتةةةة


Maithaabakhit غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-17, 12:12 AM   #19

Siham k
 
الصورة الرمزية Siham k

? العضوٌ??? » 314856
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,355
?  نُقآطِيْ » Siham k has a reputation beyond reputeSiham k has a reputation beyond reputeSiham k has a reputation beyond reputeSiham k has a reputation beyond reputeSiham k has a reputation beyond reputeSiham k has a reputation beyond reputeSiham k has a reputation beyond reputeSiham k has a reputation beyond reputeSiham k has a reputation beyond reputeSiham k has a reputation beyond reputeSiham k has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية كثير مميزة شكرا كثير

Siham k غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-17, 03:54 AM   #20

nina19

? العضوٌ??? » 402354
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 127
?  نُقآطِيْ » nina19 is on a distinguished road
Rewitysmile4

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Just Faith مشاهدة المشاركة
المحتوى المخفي لايقتبس
Ohxxixiyxyxxlx8yxohf85d85d8yfhlxhid74soudit


nina19 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.