آخر 10 مشاركات
حَــربْ معَ الــرّاء ! (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          [تحميل] نار الغيرة تحرق رجل واطيها،للكاتبة/ black widow (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          `][جرحتني كلمتهاا][` (الكاتـب : بحر الندى - )           »          نار الغيرة تحرق رجل واطيها ....للكاتبة....black widow (الكاتـب : اسيرة الماضى - )           »          وصية الزوج (الكاتـب : Topaz. - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          آسف زوجتى ..أريد الزواج من أخرى *_* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          [تحميل] تائهون إلى أن يشاء الله ، للكاتبة/ رررمد " مميزة " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-17, 02:56 AM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Flower2 384-حبيبي المغرور -كارول مورتيمر -(كتابة /كاملة)


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






ازيكم أعضاء روايتي الحلوين والحلوات
اليوم مبارك بجد علينا وعليكم
عشرأعوام أكمل منتدنا من سنينه عشرة
قراءة ممتعة لكم جميعا






(384) حبيبى المغرور

لـ كارول مورتيمر


الملخص

لن ترضى أن تكون حبيبة فقط!

أمضت ماى معظم حياتها ترعى أخواتها وتدير شئون العائلة.....

وهى عازمة على ألا تدع أحداً يسرق منها منزلها وحياتها . لا سيما المالك المغرور جود مارشال !

لكن جود لم يستطع أن يقاوم عذوبتها وسحرها . فغروره اختفى بمجرد نظرة إليها....وهو الآن يواجه تحدياً هل ستصبح أحدى النساء اللواتى عبرن فى حياته أو أنه سيرتبط بها إلى الأبد ؟


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



الرواية منقولة شكرا لمن كتبها

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 27-11-17 الساعة 07:27 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 03:40 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1 / غريبان وقهوة سوداء
ـ هل تعرضت لذبحة قلبية أم أنك ترتاحين فقط؟
كانت ماى قد سمعت صوت سيارة تقترب من ساحة المزرعة حتى أنها تمكنت من رفع جفنها قليلاً ما سمح لها بالتأكد من أن السيارة ليست واحدة من تلك السيارات التى تتردد على المزرعة . ذلك يعنى أن زائرها شخص تائه أو انه بائع بذور أو أسمدة وكلا الاحتمالين لا يثيران اهتماماً كافياً لديها لتتحرك من جلستها المريحة على كومة القش الموضوعة خارج الكوخ
صدرت عنها همهمة تنم عن وعيها لحضور ضيفها وقالت:"وماذا تظن أنت؟"
لدا الرجل متفاجئاً بسبب الحيرة التى انتابته وكأنه غير معتاد على مثل هذا الموقف المحير. أجابها :"أقول لك بصدق.....أنا لست متأكداً"
تمكنت ماى من فتح ذلك الجفن مرة ثانية الأمر الذى مكنها من إلقاء نظرة على زائرها غير المنتظر
بدا الرجل فى أواخر الثلاثين من عمره طويل القامة ذو شعر داكن كثيف يميل إلى التجعيد . أما حاجباه الداكنان فهما فى حالة من العبوس فوق عينين رماديتين ثاقبتى النظرات وأنف متغطرس . كما بدا فمه مطبقاً بوقار فوق ذقن مربع فيه الكثير من التصميم.
لا يمكن للشك والحيرة أن يتعايشا بسهولة مع هاتين الكتفين العريضتين!
تأوهت ماى بتعب واضح ثم أغمضت جفنيها مرة ثانية وقالت: "حسناً دعنى أعلم عندما تحسم قرارك"
تمتم الرجل مفكراً :"همممم...لم يسبق لى فى الواقع أن رأيت شخصاً يتعرض لذبحة قلبية لكنى متأكد من أن اللذين يصابون بها يتعرضون لألم أكبر بكثير مما يبدو أنك تعانينه....ومن ناحية أخرى يبدو الاسترسال بالنوم فى الخارج على كومة قش وفى حرارة تقارب درجة التجمد غير مريح"
حركت ماى كتفيها فى أشارة إلى أنها لا ترغب فى تتابع المحادثة وقالت :"كا الأمكنة مريحو شرط أن تتمكن من الاستغراق فى النوم لاسيما إذا كنت أمضت الليل بكامله مستيقظاً"
تمتم الرجل مُظهراً موافقته:"آه!"
فتحت ماى عينيها باتساع يكفى لتحدق به وقالت بنفاد صبر وكأنها تدافع عن موقفها :"ومع الطبيب البيطرى"
تشدق الرجل ساخراً :"الآن فهمت !"
صدرت عن ماى أنة و هى تنهض لتعدل جلستها على كومة القش . بدا وكأن كل عضلة من جسمها تؤلمها بينما فركت عينيها المثقلتين بالنعاس قبل أن تعبس بوجه زائرها
تفحصته عن كثب وتمكنت من رؤية ذقنه المربع وهو يرتفع بغطرسة كما لاحظت ثقته التامة بالنفس و التى ظهرت فى طريقة وقوفه وفى قساوة قسماته الوسيمة
أسرعت ماى تقول بانزعاج :"أيمكننى مساعدتك؟"
تمتم الرجل بخشونة :"ذلك يعتمد على....."
ـ على ماذا؟
تنهدت ماى مبدية تذمرها من المماطلة التى يبديها . وفى واقع الأمر لم تكن بمزاج يسمح لها بالتعامل مع سائح تائه يجول فى غير مواسم السياحة أو حتى مع بائع جوال لجوج
هز كتفيه العريضتين وقال:".....إذا ما كان اسمك كالندر أم لا"
إذن فالرجل ليس سائحاً تائهاً . لابد من أن يكون بائع بذور أو أسمدة
ـ من المحتمل أن يكون أسمى كذلك!
وقفت ماى على قدميها بجهد كبير . وعندما نظرت مجدداً إلى الرجل وجدت أنه يفوقها طولاً إلى حد بعيد
سدد الرجل نحوها نظرة متفحصة وتألقت عيناه الرماديتان الثاقبتان بابتسامة
لم يكن الأمر مفاجئاً لـ ماى لأنها أدركت بسهولة بأن منظرها يبدو مضحكاً إلى حدج أنه يشبه فزاعة الحقل . فجزمتها الطويلة الساقين ملطخة بالوحل وكذلك بنطلونها الجينز . والأسوأ من ذلك هو أنها ما زالت مرتدية الثياب نفسها منذ صباح اليوم السابق . بالإضافة إلى أنها لم تأو إلى الفراش بعد, كما أنها لم تتمكن بعد من الدخول إلى المنزل والتمتع بحمام منعش . من المؤكد بأن وجهها ملطخ ببعض الأتربة بسبب استلقائها على أرض الحظيرة معظم الليل وقد أنزلت قبعة الصوف على أذنيها لحمايتهما من الهواء القارس ولحماية شعرها الطويل الداكن من المصير الموحل الذى لاقاه ما تبقى من جسدها .
نعم , لم يكن لديها أدنى شك بأن منظرها يبدو مضحكاً لكنها فى هذه اللحظة ونظراً لحالة الإعياء التى تمر بها لم تكن بمزاج يسمح لها بالضحك سواء على نفسها أو على اى شخص آخر
تشدق الرجل بسخرية :"يبدو لى أنك لست واثقة تماماً "
هزت ماى كتفيها باستهجان وهى تتأوه بقوة وقالت:"إسمع! ليست لدى أية فكرة عما تعنيه , إلا أننى لا أرغب بشراء أى شئ الآن . إذا أتيت غداً فعلى الأقل سأكون مستعدة للتفكير بذلك...."
قال الرجل وهو يكرر كلماته بعبوس :"ما أبيعه؟ لكننى ليست بائعاً....لدى أفكار أفضل من البيع"
كان الرجل يتكلم بحيوية فيما كانت ماى تتثاءب بتعب وتترنح قليلاً فى وقفتها . أمسك الرجل يدها بشدة قائلاً لها:"لندخل إلى المنزل سأحضر لك القليل من القهوة السوداء الثقيلة"
وبعد ان تأمل قليلاً فى وجهها لاحظ أن عينيها بدتا بلون أخضر داكن بسبب الشحوب الظاهر فى وجهها . تابع قائلاً :"ولعلنا نستطيع التعرف على بعضنا البعض بالطريقة الصحيحة بعد ذلك"
لم تكن ماى متأكدة من أنها تريد التعرف على هذا الرجل سواء كان ذلك بالطريقة الصحيحة أم لا لكن وعده بتحضير القهوة بدا بالتأكيد دافعاً قوياً بالنسبة إليها للسماح له بدخول المطبخ على الأقل . لعل باستطاعة هذا الرجل تحضير قهوة طيبة المذاق لأنه بدا من ذلك النوع الذى يحسن القيام بما يقدم عليه! ومن المستبعد أن يكون من ذلك النوع الذى ينقض على امرأة غير محترسة .
ـ حسناً !
قبلت العرض بصوت أجش وسمحت للرجل بأن يقودها عبر باحة المزرعة إلى المطبخ وهناك أجلسها على أحد المقاعد بينما راح يتحرك ببراعة فى المكان ليحضر أبريقاً من القهوة الثقيلة
ما هى إلا دقائق قليلة حتى كانت رائحة القهوة الزكية تملأ جو المطبخ بالدفْ . وفكرت ماى : يا إلهى كم تبدو شهية! لاشك بأن فنجان قهوة او اثنين سوف يساعدانها لكى تبقى مستيقظة لوقت كاف ما يسمح لها بإتمام واجباتها المنزلية هذا الصباح
مع أن الليلة الماضية كانت طويلة جداً بالنسبة إليها إلا أنها انتهت بنجاح .
أما سبب جلوسها غير المريح هذا الصباح على كومة القش فهو تفكيرها بكل الواجبات التى مازالت تنتظرها. وبالطبع فإن استغراقها بالنوم على كومة القش لا يمكن اعتباره أفضل الخيارات المتاحة أمام أى شخص ليرتاح فى هذا الوقت المتأخر من كانون الثانى
ـ هاك فنجانك !
قال الرجل ذلك وهو يضع فنجاناً من القهوة السوداء الثقيلة أمامها قبل أن يأخذ مكانه قابلتها تماماً حاملاً فى يده فنجاناً آخر . بدا مرتاحاً فى مساحة مطبخها غير المرتب وما لبث أن قال بعبوس:"وضعت لك قطعتى سكر إذ يبدو لى أنك تحتاجين إلى الطاقة"
عادة ما تتناول ماى قهوتها خالية من السكر لكنها اعترفت فى سرها بأن زائرها على حق. راحت ترتشف القهوة الثقيلة المغلية والمحلاة وشعرت على الفور بتدفق الكافيين والسكر فى مجرى دمها
تمتم الرجل بنعومة :"لقد تأكدت من قرارى"
ـ عفواً؟
نظرت إليه ماى وهى تعبس قليلاً . أتضح لها بأن الكافيين والسكر لم يقوما بعملهما جيداً كما ظنت سابقا؟ً لأنها لا تملك أدنى فكرة عما يتحدث عنه هذا الرجل .
صرّح الرجل بحزم :"كنت مستغرقة بالنوم قبل قليل"
كشرت ماى وهى تقول :"أخبرتك سابقاً بأننى كنت نائمة"
أوما الرجل وهو يقول :"لأنك أمضيت الليل مستيقظة أنت والطبيب البيطرى"
لم تعجبها طريقته بقول ذلك فقررت أن تفسر له الأمر . قالت بجفاء :"مع نعجة تواجه صعوبة فى الولادة"
استمر الرجل بالتطلع نحوها وقد رفع حاجبيه فأضافت بجفاء :"الأم وتوأماها بخير. أسمع أنا شاكرة لك تحضيرك القهوة لكننى لا أظن بأننى فى حالة تسمح لى...."
شهق الرجل فجأة :"يا إلهى!"
فى ذلك الوقت كانت ماى قد نزعن قبعتها الصوفية فانسدل شعرها الطويل على كتفيها و ظهرها
رمش الرجل بعينيه وعبس بشدة ثم قال:"أنت....للحظة خلتك....أنت تذكرينى بشخص أخر ألأعرفه "
هز رأسه باستهجان لكن العبوس الذى الحاد بقى واضحاً فى ملامحه وسألها بعد أن تنفس بهدوء:"من أنتِ؟"
صوبت ماى نحوه نظرة قاسية وقالت مذكرة إياه بنفاد صبر :"ألا يجدر بى انا أن أسألك هذا السؤال؟ فبعد كل شئ أنا أعيش هنا!!!"
بدا الرجل وكأنه يهّز نفسه قليلاً مع ان تلك النظرة العابسة ظلت ثابتة على وجهه وأجابها :"نعم , نعم طبعاً"
بحق السماء! ما الذى رأه هذا الرجل ليسبب له ردة الفعل هذه ؟ فكرت ماى بأن هيئتها بما فيها شعرها الأسود الطويل وعيناها الخضراوان العميقتا النظرات وملامحها التقليدية ليست بالشئ الملفت للنظر. وفى الواقع لدى ماى شقيقتان أصغر منها تبدوان مثلها تماماً ! و فوق ذلك لم تكن تبدو فى هذا الوقت بالذات بذلك المظهر الرائع بملابسها الوسخة ووجهها المغطى بالوحل والأوساخ . أما هذا الرجل بنظراته المستقيمة المغرورة وثيابه الأنيقة فلم يبدُ من النوع الذى يأبه بالتطلع إلى النساء المزارعات الملطخات بالوحل!
استمر الرجل بالنظر إليها بإصرار فصاحت به معلنة سخطها :"حسناً؟"
تحرك الرجل قليلاً فى مقعده . بدا من الواضح أنه تذكر سؤالها السابق فقال:"حسناً ماذا...؟"
لم يبذل أى مجهود للإجابة عن سؤالها وإنما جال بعينيه فى أنحاء المطبخ مركزاً بصورة رئيسية على الأرض المبلطة بالأحجار المصقولة . أخيراً صاحت ماى بنفاد صبر :"قل لى ماذا تفعل؟"
عادت تلك النظرة الرمادية الثاقبة إلى وجهه وبدا أنه قد تخلص من تأثير الأشياء التى تزعجه فى منظرها فتشدق بجفاء :"ابحث عن الأمكنة التى يحتمل أن تكون فد خبأت فيها الجثث"
أتراها مازالت نائمة....وهى تحلم؟ لكن من أين ظهر ذلك الغريب الوسيم وحضر لها قهوة لذيذة ثم تحول إلى نوع من الكابوس المزعج؟ أتراها ببساطة تحلم بأنها جالسة فى مطبخها ترتشف القهوة مع هذا الرجل الغريب عنها تماماً ؟ ولأنها أضاعت تسلسل الأحداث فى مكان ما لم يحمل سؤال الرجل أى معنى بالنسبة إليها!
لعلها لم تكن تحلم ولعل ما يحدث هو واقعى تماماً ,.لعل هذا الرجل قد فرّ من مصح ما للأمراض العقلية!
أجابت بحذر شديد :"أى جثث؟"
راح الرجل يبتسم عندما عادت ماى وركزت نظراتها عليه . وكأنه تمكن من قراءة أفكارها المقلقة سارع على سؤالها بفضول شديد :"أى واحدة أنت ماى , مارش أم جانيوارى؟"
زاد قلقها بسبب معرفة هذا الرجل الغريب لأسمها ولأسمى أختيها أيضاً. لا شك ان الهارب من المصح للأمراض العقلية لا يعرف مثل تلك الأمور لكن هذا لا يعنى بأن الرجل ليس خطراً
أحبرت نفسها على الإجابة بإشراق وبيقظة لم تكن تحسها فى الواقع وقالت كاذبة:"أنا ماى لكننى أنتظر مارش و جانيوارى فى أية لحظة"
كانت إحدى شقيقتيها فى منطقة الكاريبى مع خطيبها أما الأخرى فقد سافرت للتو مع خطيبها إلى لندن للقاء عائلته . ولكن لم تشأ ماى أن يعرف هذا الرجل بأنها وحيدة قبل أن تعرف هويته الحقيقية وما الذى يفعله فى هذا المكان.
تحرك فمه بابتسامة غير مرحة ثم تمتم بنعومة وقد ركز نظرته الرمادية على وجهها الشاحب :"أشك بذلك"
وتابع متمتماً بحذر:" إذن أنت ماى؟"
توترت كتفاها وهى تواجهه عبر الطاولة وأكدت له فى موقف دفاعى :"قلت لك ذلك للتو وأنت تدعى...."
أومأ بطريقة لا تنم عن التجاوب . من الواضح أنه يستمتع بانزعاجها فى هذه المرحلة وقال:"أنا....."
أجبرت ماى نفسها على الوقوف وقد شعرت بطريقة ما أنها بذلك تتحكم فى الوضع أكثر لأنها أصبحت أعلى منه. لكنها أدركت فى الوقت ذاته بأن هذا الوضع سيتغير إذا ما وقف هو أيضاً وقالت له:"أسمع أنا لم أسألك....."
جاء صوته أشبه بالخرخرة حين قاطعها بنعومة قائلاً:"آه ,لكنك سألتنى "
توهجت عيناه ببريق التحدى وتابع مؤكداً لها بإصرار :"فى الواقع سمعت من مصدرين موثقين جداً بأنك ترغبين بمقابلتى وجهاً لوجه"
سيطر الجمود على ماى بشكل مفاجئ وهى ترمقه بنظراتها . وسرعان ما تغيير موقفها منه لأنه ذكره لمصدرين موثوقين جداً بعث القلق فى رأسها ففكرت ببطء:"أنا طلبت ذلك؟"
بدا الرجل فى أواخر الثلاثينيات من عمره ويتمتع بثقة شديدة فى نفسه
وبعد أن ألقت نظرة متفحصة على معطفه الجلدى وبنطلونه الجينز الذى يحمل أسم مصممه أيقنت أنه رجل ثرى . أما الأمر الذى الأشد أهمية فكان معرفته الواضحة بأنها واحدة من الأخوات كالندر , منذ وطأت قدماه هذا المكان . أجراس القلق التى بدأت تدق فى رأسها أصبحت الآن أكثر خطراً وتهدد بأن تصيبها بالطرش ! لقد عرفت الرجل......!
ـ جود مارشال
عرف الرجل عن نفسه بمنتهى الثقة وهو يقف ويمد يده . مع أنه أدرك من نظرة الذهول التى ارتسمت على وجهها منذ ثوان قليلة بأن هذا التعريف لم يكن ضرورياً .
الرعب الذى ظهر على وجهها بسبب معرفتها لهوايته جعله يشعر بالانزعاج . فردة الفعل هذه لم تكن مألوفة من الذين يتعرفون عليه للمرة الأولى لا سيما النساء الجميلات. ولا شك فى أن ماى كالندر برغم حالتها المتعبة عموماً كانت جميلة بشكل استثنائى
راحت تحدق فيه من دون ان تبذل أى جهد لمصافحة اليد الممدودة إليها وبدلاً من ذلك انفجرت تقول بنبرة إتهامية :"لكنك....لكنك....أنت إنجليزى!"
انخفضت يد جود مجدداً إلى جانبه وهو يجلس مرة ثانية على أحد المقاعد وبعد أن ظهر استمتاعه برؤية تعابيرها المذهولة تشدق قائلاً :"آه هذه المسألة قابلة للبحث"
سارعت ماى كالندر إلى الإجابة مبدية لا مبالاتها :"إما أن تكون إنجليزياً أو لا تكون "
بدا واضحاً فى الوقت نفسه بأنها تبذل جهداً لاستعادة توازنها بعد الصدمة التى أصابتها إثر إدراكها بأنه الرجل نفسه الذى يحاول شراء هذه المزرعة منذ شهرين .
هز الرجل كتفيه وقال موضحاً بنبرة ملؤها الجفاء :"والدتى أمريكية و والدى إنجليزى أما أنا فولدت فى أمريكا لكننى تلقيت تعليمى فى إنجلترا وأنا أزور أمريكا كثيراً لأهداف أجتماعية ولأسباب تتعلق بالعمل أيضاً . وأستطيع القول بأن قاعدتى هى لندن" منتديات
رفع حاجبيه فى حركة سريعة وتابع قائلاً :"والآن ماذا تظنين؟"
رمقته بنظرة ملؤها الاستياء وأجابت :"أشك فى رغبتك بسماع ما أظنه "
تشدق بسخرية :"لعلك على حق !"
بدأت ماى بنزع معطفها عنها ما أظهر بأن تلك القطعة الضخمة من الثياب تخفى تحتها جسماً نحيلاً . أما سترتها الخضراء فكانت بلون عينيها تماماً كما ان بنطلون الجينز الذى ترتديه أظهر ساقيها الطويلتين النحيلتين . تمتم جود بنعومة :"أخبرينى , هل تشبهانك أختاك؟"
بدأت بالقول :"تماماً......"
إلا أنها عدلت فجأة عما كانت تقوله وتابعت تقول بحذر:"لماذا تريد أن تعرف؟"
هز الرجل كتفيه قائلاً :"إنه الفضول فقط!"
قالت بنبرة ملؤها الثقة :"لا ! أظن بأنه شئ أبعد من الفضول . لابد أنك قصدت بالجثث التى ذكرتها قبل دقائق قليلة ماكس غولدنغ محاميك و ويل دافنبورت مهندس مشاريعك , أليس كذلك؟"
أعترف جود فى سره بأنها ذكية بقدر ما هى جميلة ! لا شك فى أن الأخوات كالندر لا يشبهن بشئ السيدات الصغيرات الثلاث اللواتى تصورهن قبل عدة أسابيع عندما عرض لأول مرة شراء مزرعتهن
بادر بالقول بجفاء :"ماذا تظنين ؟"
ـ إنك تهوى الإجابة عن السؤال بسؤال آخر . أليس كذلك؟
تمتمت ماى بذلك بحذر وهى تتحرك لتملأ فنجان قهوتها ثانية .
أتقن جود أسلوبه الدفاعى عبر السنين ما جعله يحصل على معلومات أكثر من تلك التى تعطيها . وهذه الميزة لم يكتشفها فيه الآخرون بسهولة . عبس بشدة وقال بتهذيب :"من الواضح بأنك تشاركينى الميزة نفسها "
هزت ماى كتفيها النحيلتين قائلة :"نستطيع أن نستمر كذلك إلا أننى لا أمتلك الوقت هذا الصباح لكى أضيعه فى تبادل النبال اللفظية معك "
عادت إليه حالة التحدى فقال :"ذلك لأنك أمضيت ليلة بدون نوم أنت والطبيب البيطرى"
علت ألوان الغضب خديها الزهريين فأسرعت تقول بلهجة قاطعة :"سبق لى أن أوضحت لك مرة وأنا لا أرغب بأن أفعل ذلك مرة أخرى"
ثم رفعت لهجة التحدى فى صوتها :"ماذا تريد يا سيد مارشال؟ "
بعد أن ألتقى جود أكبر الأخوات الثلاث اكتشف أنها لا تشبه أبداً الصورة التى رسمها لها لذلك لم يعد واثقاً تماماً مما يفعله . من المؤكد أن ذلك الشعور ليس مريحاً بالنسبة إليه. قال يحثها بحذر :"حسناً يمكنك أن تبدأى بأبلاغى عن مكان وجود ويل وماكس"
ردت ماى بمرارة :"على افتراض بأن جثتيهما ليستا مخبأتين تحت بلاط المطبخ , أليس كذلك؟"
قال بتنازل مصحوب بابتسامة غير مرحة :"على هذا الافتراض....نعم"
هزت ماى رأسها بسخرية :"حسناً أنهما ليسا هنا"
أكتفت ماى بهذه الملاحظة عندئذٍ قال بنفاد صبر :"حسناً ؟"
شملته ماى بنظرة متفحصة وقد ضاقت عيناها الخضراوان فأصبحت أفكارها غير واضحة حتى لعينيه الخبيرتين . وأخيراً قالت له باقتضاب :"ويل فى لندن أما ماكس فهو فى منطقة الكاريبى"
تنفس جود بعمق ونفاد صبر :"وأين أختاك؟"
رفعت ماى ذقنها بتحدٍ ثم تبرعت بإعلامه قائلة :"مارش فى لندن و جانيورى فى منطقة الكاريبى"
قال متشدقاً بجفاء :"يا للمصادفة الفريدة!"
فى واقع الأمر كان جود يعرف مكان وجود ماكس و ويل كما يعرف من يرافقهما لكنه أراد أن يعرف إذا ما كانت ماى كالندر مستعدة لإخباره بهذه المعلومات وها هو يجد بإنها مستعدة لتقديم ما عندها
أبلغته ماى بارتياح :"ليس الأمر من قبيل المصادفة . فمن الطبيعى أن ترغب مارش و جانيوارى بالانضمام إلى خطيبيهما"
هذاا ما استنتجه جود عندما تلقى فى البداية اتصالاً هاتفياً من ماكس , قبل أسبوع من الآن يبلغه فيه بأه عازم على عقد خطوبته على جانيوارى كالندر ثم تلقى أتصالاً ثانياً قبل يومين من ويل أبلغه بأنه عازم على عقد خطوبته على مارش كالندر
الصدمة التى شعر بها جود إثر خبر خطوبة صديقيه وعزمهما على الزواج بغض النظر عن هوية الخطيبتين يدل على عدم تقديره لحقيقة الأمور فما بالك لو كانت الخطيبتان الأختين كالندر .
التحق الرجال الثلاث بالمدارس معاً وعملوا معاً لسنوات طويلة ,افترض جود [انهم لن يقعوا فى شباك الغرام فكيف بالزواج؟! لكن بدا من الواضح بأنه كان مخطئاً , ومع ذلك لم يكن على استعداد للاعتراف بهذا الأمر بسهولة !
وقف جود بغتة ثم قال بخشونة:"منذ دقائق عدة سألتينى عما أريده , وأنا أريد بالضبط ما جاء ويل وماكس لإتمامه قبل أن يقعا فى غرام شقيقتيك , وهو شراء هذه المزرعة "
هزت ماى رأسها بحركة دفاعية وأجابت :"وأنا متأكدة من أنهما أخبراك بأن هذه المزرعة ليست للبيع!"
ضاقت عينا جود وقال ببرودة :"نعم لقد أخبرانى"
ـ حسناً ؟
بدا التحدى واضحاً فى صوتها تماماً كنبرة الاستياء الكامنة فيه . وأدرك جود بأن ذلك لن يوصله إلى أى مكان . أرغم نفسه على الاسترخاء قليلاً و أطلق ابتسامة باهتة متملقة قبل أن يقول :"ماى , لابد من أنك أدركت فى الأيام القليلة الماضية بأنك لا تستطيعين إدارة المزرعة بمفردك"
انتفضت بغضب بينما التمعت عيناها الخضراوان بمشاعر قوية ثم قالت بنبرة فظة :"يا سيد مارشال إن ما أستطيع أو لا أستطيع القيام به ليس من شأنك . ولا اتذكر بإننى اعطيتك الإذن لمناداتى بأسمى الأول"
كبح جود الرد الغاضب الذى قفز إلى شفتيه بسرعة مدهشة ودهش فى الوقت نفسه لقدرة هذه المرأة على إثارة مثل هذه المشاعر فيه. لاسيما أنه اشتهر بضبطه لمشاعره وهو يعرف بأن ضبطه لمشاعره يعطيه تفوقاً على خصمه . لكن أين هو الخصم هنا؟ هل يمكنه اعتبار ماى كالندر خصماً بالفعل؟
نظرة إليه وقد بدت متعبة بسبب العمل والارهاق ومع ذلك فوجهها بدا فى منتهى الرقة و محبباً للغاية لكنه بدا نحيلاً بصورة لا تناسبها . والحقيقة هى أنه بدأ يشعر بالذنب لأنه زاد من مشاكلها اليومية الواضحة
شكل هذا التفكير إتجاهاً خطيراً جداً بالنسبة إليه !
قال جود محاولاً تأجيل المواجهة :"أسمعى لعل هذا الوقت ليس بأفضل الأوقات لكى نتحدث . فمن الواضح بأنك مشغولة و متعبة......"
أسرعت ماى تؤكد له بمرارة :"عندما تعود غداً حين لا أكون متعبة أو مشغولة سوف تجد بأن جوابى لم يتغير . سأخبرك بما أخبرت به محاميك ماكس فى البداية ثم مهندسك ويل بعد ذلك....هذه المزرعة ليست معروضة للبيع !"
عبس جود وقد شعر بإحباط شديد . فهذه المرأة هى حقاً أكثر النساء عناداً وتصلباً....تابعت ماى قولها بلهجة مهينة :"وبالتأكيد هى ليست معروضة على شخص مثلك لأننا لا نحتاج إلى ناد صحى أو ريفى فى هذا المكان يا سيد مارشال "
ثم أضافت بتأنيب واضح:"كما أننا لا نحتاج إلى ملعب الغولف الذى يحتوى على ثمانى عشرة حفرة والذى تنوى إقامته فى هذه الأرض الزراعية !"
اعترف جود بإعجاب بأنها قامت على الأقل بما ينبغى عليها القيام به لأن هذا ما كان ينوى القيام به فعلاً ما إن تصبح المزرعة ملكه . إلا إذا كان ماكس أو ويل بالطبع.......
لا! لم يصدق بأن أياً من الرجلين وبغض النظر عن الروابط الرومانسية التى تربطهما بهذه العائلة قد خان ثقته فيه . وفى واقع الأمر كان متأكداً من أنهما لم يفعلا ذلك فماكس حاول الأستقالة كى لا يتسبب بتضارب فى المصالح إلا أنه رفض قبول استقالته . يومها كان جود يتفحص التصميمين اللذين وضعهما ويل لمشروعه التجارى الأخير وأحدهما يشمل مزرعة كالندر أما الآخر فيستثنيها . هز كتفيه ثم أضاف بحدة :"هذه وجهة نظرك الشخصية فقط آنسة كالندر "
هزت رأسها قائلة :"إذا ما كلفت نفسك عناء البحث فى هذه المنطقة فإنك ستجد إجماعاً على هذا الرى وليس منى فقط"
لكن جود لا يمتلك الوقت للقيام بهذه المهمة وبينما كان يرفع سحّاب معطفه بنفاد صبر شديد فكر أنه بات يعر فالآن نوع الحائط المسدود الذى واجهته جهود ماكس و ويل فى محاولتهما ضم المزرعة إلى المشروع الذى ينوى إقامته فى هذه المنطقة , ولا شك فى أن ماى ستكتشف سريعاً أن معدنه أشد صلابة من صديقيه ودرجة ان امرأة ضعيفة تعجز عن تحويل نظره عن المشروع أو حتى ثلاث نساء !
وقف جود برهة أمام الباب وأضاف من دون اكتراث قبل انصرافه : "سنتحدث فى هذا الأمر فى وقت آخر آنسة كالندر . لكن يكفى فى هذا الوقت أننا تعرفنا على بعضنا البعض "
لابد أن ماى أدركت أن لا رغبة لديه بالتخلى عن خططه التى رسمها لقطعة الأرض التى اشتراها فى هذه المنطقة . وهذه الخطط تشمل مزرعة الأخوات كالندر .
لا رغبة لديه للتخلى عنه إطلاقاً


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 03:41 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2 / وماذا بعد ؟
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
حسناً اعترفت ماى أخيراً بأن ما يجرى هو بالتأكيد نقطة تحول هامة ثم تراخت بضعف على أحد مقاعد مطبخها بعد مغادرة جود المفاجئة له.
فـ جود هو آخر إنسان توقعت أن تراه اليوم بل فى أى يوم آخر .كان جود مارشال والشركة التى يرأسها قد أصبحا أشبه بالشبح الذى يلوح فى حياة الأخوات كالندر فى الشهرين الماضيين أى منذ استلامهن لرسالة من الشركة تعرض فيها شراء المزرعة. والمزرعة لم تكن أبداً معروضة للبيع فى يوم من الأيام بالنسبة للأخوات كالندر .
أتت تلك الرسالة من أميركا مما دفع بهن إلى الافتراض بأن جود مارشال هو مواطن أميركى . وهذا يفسر عدم قدرتها على إيجاد صلة بين زائرها غير المتوقع والاسم الذى أجمعت الأخوات الثلاث على كراهيته فى الشهرين الماضيين بعد أن تحدث الرجل بلهجة إنجليزية خالصة.
كان جود مارشال مفاجأة لها فى أكثر من مجال. هذا ما اعترفت به ماى بعبوس. فهى لم تتوقع بأن يكون وسيماً إلى حد الغطرسة كما لم تتوقع من جهة أخرى أن يتحرك فارضاً سلطته فى أنحاء مطبخها ويحضر لها فنجان قهوة هذا الفنجان الذى جاء فى الوقت المناسب
أجبرت نفسها على الاعتراف أيضاً بأنه كان على حق بشأن الجهد والتعب اللذين تلقيهما على عاتقها , إدارة المزرعة بمفردها لاسيما منذ أن غادرت أختها مارش إلى لندن للتعرف على عائلة ويل وذهبت اختها الصغرى جانيوراى إلى الكاريبى.
كانت ماى قد تلقت أتصالاً من جانيوارى أبلغتها فيه بأنها قررت و ماكس البقاء هناك لأسبوع إضافى وقدت بدت سعيدة و مبهورة . لم تشأ ماى أن تبلغها أن مارش غائبة أيضاً وان أعباء المزرعة تقوم على عاتقها لوحدها بل أكدت لها بسعادة كبيرة بأن كل شئ على ما يرام هنا, وتمنت أن تقضى هى وماكس وقتاً سعيداً . أما هى فلم تكن تنعم بأوقات سعيدة على الإطلاق !
كانت الأيام القليلة الماضية تجربة مفيدة لها فقد أعطتها فكرة عما سيكون عليه الأمور ما أن تتزوج مارش وجانيوارى وتعيشان بعيداً عن المزرعة . أدركت ماى بأن الأمور لم تكن على ما يارم بعد اليوم.
لكن هذا ليس سبباً كافياً يدفعها كى تستسلم للضغوط التى يمارسها جود مارشال عليها كى تبيع المزرعة له. هذا ما صممت عليه وهى تعدل جلستها .
لقد أصبحت الآن أكثر تصميماً على عدم البيع بعد أن التقت الرجل , ورأت بنفسها مدى غطرسته وثقته الكبيرة بنفسه.
* * *
لم تشعر ماى بتلك الثقة فى وقت لاحق فى ذلك المساء عندما عادت إلى مبنى المزرعة. كان التعب قد أنهكها إلى حد انها لم تفكر بعناء تحضير وجبة طعام مسائية لها.
أسندت رأسها على ذراعيها المثنيتين بعد أن أرخت جسدها بإعياء فوق طاولة المطبخ. لاشك فى أن دقائق قليلة من الاسترخاء كفيلة بأن تعيد الأمور إلى نصبها مرة أخرى . أكدت لنفسها بأن بضع دقائق فقط....
قاطع استراحتها صوت لطيف راح يتودد إليها قائلاً :"هيا يا ماى حان وقت استيقاظك....."
وسرعان ما ترافق الصوت مع هزة ضعيفة لذراعها.
كانت ماى وسط حلم جميل فعبست باستياء...كانت تسترخى على شاطئ ذهبى تحت أشعة الشمس الدافئة المنعشة فيما أمتد أمامها بحر أستوائى أزرق تتكسر أمواجه برفق على الرمال الموجودة عند قدميها . لكن ذلك التصلب الشديد فى ذراعيها المثنيتين عندما بدأت تعود إلى عالم اليقظة ببطء والمترافق مع ألم فى ظهرها أكد لها بوضوح تام وبأسف شديد بأن ذلك مجرد حلم!
عاد الصوت االمتطفل ليتشدق بسخرية :"إذا لم تستيقظى فى غضون دقيقة فسوف أفترض هذه المرة بأنك قد تعرضت لنوبة قلبية فعلاً وسأباشر بعملية إنعاش طارئة "
أنه صوت جود مارشال ! منتديات
استطاعت تمييز نبرته الإنجليزية المتقنة بسهولة هذه المرة فرفعت رأسها لتحدق به باستياء ظاهر وهى واثقة من أن منظرها يبدو الآن أسوأ مما كان عليه هذا الصباح لاسيما أنها لم تبدل ملابسها التى مازالت وسخة . أما تلك التغضينات التى ظهرت على وجهها بعد أن غفت فى وضعها غير المريح فقد زادت من فوضوية منظرها .
ندت عنها آهة تنم الانزعاج وأجابت:"ماذا تريد سيد مارشال؟"
رفع حاجبيه بسخرية تامة وقال معلقاً :"تبدين مغرمة بطرح هذا السؤال علىّ"
كان جود يحمل بيده كيساً بلاستيكياً . تابع مذكراً إياها بسخريته المعهودة : "لكن هذه ليست طريقة مناسبة للتحدث مع شخص أحضر لك عشاءك"
ثم أكمل تفسيره المختصر بالقول:"....المؤلف من طعام صينى جاهز . رأيت كم أنت متعبة هذا الصباح وحست بأن حالتك لن تسمح لك بتحضير وجبة ساخنة هذا المساء"
شعرت بتعب واضح بعد أن خرجت من حالة النوم بسرعة فعبست بوجهه وعاجلته بالقول:"ولماذا أزعجت نفسك بذلك سيد مارشال؟"
ـ كفىّ عن الجدال يا امرأة وأخبرينى عن مكان الصحون لأسكب الطعام قبل أن يبرد!
وسارع إلى وضع الكيس البلاستيكى أمامها على الطاولة
فقالت بإندهاش :"الخزانة الثانية إلى اليمين"
ما أن حضر مقعدين على المائدة وجهز طبقين وبدأ بإفراغ العلب التى تحتوى على الطعام الصينى حتى تأكدت شكوكها بشأن ما يعتزمه .
ـ آه.....سيد مارشال.....
عدل جود من جلسته وهو يتطلع نحوها بعينين ضيقتين :"هل نستطيع ان نتفاهم الآن ماى؟"
تصلبت ماى وشعرت بالقلق وهى تتساءل عما سيقوله بالتحديد ثم قالت بحذر :"نعم؟"
أومأ على الفور وقال:"أنا متاكد أن لديك أسباباً تدفعك كى تعاملينى بهذه الخشونة....ربما تعتقدين أنك على صواب فى ذلك....."زهرة منسية
قال جملته بتركيز شديد لأنها كانت على وشك الاعتراض على كلامه , لكنه تابع قائلاً :"....لكن لا نية لدى بتناول العشاء مازال يصرّ على مناداتى "سيد مارشال" بنبرة عدائية مع اننى أنا من أحضر هذا العشاء إن كنت تذكرين"
فى الوقت الذى أنهى كلامه معها بدا حاجباه الداكنان مقوسين . تورد خدا ماى لاتهامه هذا لأنها فعلاً تعمدت بأن تكون خشنة معه . إلا أنها لاحظت أنه يحاول أن يكون ودياً معها وهذا الأمر مرفوض من قبلها !
عاد جود ليؤكد لها كلامه قائلاً بإصرار :"اتفقنا؟"
ـ حسناً ,بالرغم من أنه....
قاطعها جود بفظاظة تكفينى كلمة حسناً فى هذا الوقت"
جلس جود فى المق4عد المقابل لها تماماً ثم أضاف باقتضاب :"ابدأى بتناول الطعام "
ما أن شرعا بتناول الطعام حتى انتبهت تماماً إليه ثم تنبهت لقوة أصابعه النحيلة الخالية من الخواتم وبدا الشعر الداكن الذى يبدأ عند معصميه و لربما يغطى ذراعيه وصدره . تنبهت كذلك للطريقة التى ينسدل بها شعره الداكن ليغطى جبهته قبل أن يدفعه إلى الخلف بيد مستعجلة . للذكاء الثاقب الذى ينبعث من عينيه الرماديتين وإلى الظلال الداكنة التى تغطى فكه ما يدل على اعتياده الحلاقة مرتين يومياً إلا أنه استغنى عن الحلاقة الثانية هذا اليوم .
بدا لها الطعام الساخن ألذ بكثير مما تصورت فى البداية فسارعت إلى إبلغه بذلك بصوت أجش:"إنه لذيذ جداً شكراً لك"
يا لغرابة الموقف ! جود مارشال هو من أحضره ولطالما أعتبرت بأن جود هو عدوها....
نظر إليها عبر الطاولة وعيناه تشعان بالتسلية ثم أجابها بجفاء :"كم كان من الصعب عليك أن تتفوهى بهذه الكلمات ؟"
أكدت له ماى بتكشيرة واضحة :"بالطبع "
ثم أضافت وقد ظهر العبوس على وجهها :"آمل بألا أكون قد أخرتك عن شئ ما أو عن لقاء شخص ما ؟"
هز كتفيه نافياً :"ما من شئ لا يحتمل التأجيل "
سددت إليه ماى نظرة فاحصة . هل كلامه هذا يعنى بأن لا أحد ينتظره فى فندقه ؟ أم أن ذلك الشخص ليس من الأهمية بحيث يدفعه للعودة إليه بسرعة؟
ـ تكلمت مع ماكس فى وقت سابق من هذه الأمسية
سددت ماى نحوه نظرة ثاقبة محاولة معرفة المزيد إلا أن تعابيره خلت من أى إيضاح أو تفسير . مررت لسانها على شفتيها قبل أن تبدأ بالكلام منتقية كلماتها بعناية . قالت وقد تعمدت ان تبدو نبرتها لطيفة :"هل أخبرته بأننا التقينا؟"
استرخى جود فى مقعده وهو يتفحصها بسخريته المعهودة ثم قال متشدقاً :"وهل كان على أن اخبره؟"
ها قد عاد إلى الإجابة عن سؤالها بسؤال آخر!
لابد أنه يعرف جيداً بأنها تفضل ألا تعرف ماكس وجانيوارى بوجوده فى هذه المنطقة وبأنه قد عرفها على نفسه لا سيما أنها تدير المزرعة لوحدها
كانت جانيوارى قد تعرضت للكثير من الصعوبات فى بداية هذه السنة بعد أن علقت على أحابيل رجل محتال . وشعرت ماى بارتياح كبير عندما عقدت أختها خطوبتها على ماكس حتى أنها ارتاحت أكثر عندما أقترح ماكس أخذها ماكس بعيداً فى رحلة تدوم أسابيع قليلة من أجل نسيان تجربتها هذه. وإذا ما علمت جانيوارى بوجود جود مارشال فى هذا المكان وبأن ماى وحيدة هنا فى المزرعة فسوف تصر على العودة على أول رحلة متوفرة!
أندفعت ماى تقول مرة ثانية :"حسناً؟"
هز جود رأسه ساخراً عندما أعادت الكرة إلى ملعبه فأجاب :"إنك محققة....قد نمضى الليل بأكمله ونحن نرد على السؤال بسؤال آخر"
أكدت له ماى بقسوة :"لا لن نمضى الليل بأكمله فأنا عازمة على النوم باكراً وباكراً جداً"
أضافت ماى عبارتها الأخيرة بإصرار واضح ثم مضت قائلة :"وفى الواقع....."
لكنها قطعت جملتها وعبست بعد ان سمعت طرقة على الباب ثم سددت إلى جود نظرة اتهامية . وعلى الفور أدرك جود مغزى نظرتها تلك فأجاب مدافعاً:"من المسبعد أن تطرق جانيوارى باب بيتها"
نهضت واقفة ما أن سمعت طرقة ثانية على الباب . لكنها أرادت أن توضح لهذا الرجل وقبل أن يغادر هذا المساء بأن جانيوارى يجب ألا تُخطر بالوضع هنا فقالت له محذرة قبل أن تتحرك بسرعة نحو الباب :" سنتكلم فى الموضوع ما أن أنتهى من زائرى"
فتحت ماى الباب وإذا بـ دايفيد ميلتون واقفاً هناك . فكرت وهى تشعر بالذهول بأن الوضع أصبح أكثر تعقيداً .
حرصت ماى على الاشتراك فى تمثيليات تقوم بها فرق الهواة . ومنذ بضع سنوات انضمت إلى إحدى الفرق المحلية . ومنذ مدة التقت دافيد ميلتون وهو مخرج سينمائى معروف كان يزور شقيقته لمناسبة عيد الميلاد وقد أعجبته ماى أثناء اشتراكها فى برنامج تمثيلى إيمائى فى هذه المنطقة . فوجئت عندما عرض عليها دافيد دوراً فى فيلم يعتزم البدء بتصويره فى الصيف وهذا إذا ما اجتازت امتحان التمثيل الذى أعده لها . وبالفعل اجتازت ذلك الامتحان لكنها رفضت العرض لأسباب شخصية تتعلق بها . لذا شعرت بالاستغراب لوجود ذلك الرجل على عتبة دارها.
* * *
راقب جود وجه ماى وهى تتعرف على زائرها....بدا من الواضح بأنها تمنت لو لم تفعل لأن تعابير وجهها كانت مزيجاً محيراً من المفاجأة وعدم الاستحسان
حول نظراته الحادة باتجاه الرجل الآخر فلاحظ أنه يبلغ الأربعين من العمر تقريباً . وهو نحيل طويل القامة ذو شعر قصير أشقر اللون أما وجهه فهو وسيم وطفولى الملامح . أعترف جود بسخرية بأن ذلك لم يدله على شئ . فمن المحتمل أن يكون الرجل الواق أمامه مجرد بائع جوّال أو أنه يمارس عملاً عادياً مماثلاً إلا أن ردة فعل ماى لدى رؤيتها لها تدفعه إلى الشك فى ذلك.
سمعها تحى الرجل بصوت أجش :"دافيد"
رد الرجل عليها بنبرة ملؤها التصميم :"كنت فى الجوار....كان على المجئ يا ماى"
هزت ماى رأسها وأخبرته بلهجة حاسمة:"أنا لم أغير رأيى"
ـ لكن .....!
وجهت ماى نظرة قلقة باتجاه جود لتنبه الرجل بأنها ليست لوحدها ثم قالت :"ستجد فتاة أخرى"
سدد دافيد نظرة نافدة الصبر إلى جود قبل أن يحول اهتمامه بإصرار إلى ماى وتابع قائلاً بتصميم شديد :"لكننى لا أريد أى شخص آخر ماى . عليك أنت أن تقومى بهذا الدرو . أنك أكثر من ممتازة..."
بدا واضحاً بأنها منتبهة تماماً لـ جود الذى يستمع إلى حديثهما حتى ولو بدا غير مكترث تماماً بما يحصل. قاطعته قائلة بحزم شديد:"فى الواقع أنا لا أريد التحدث عن هذا الموضوع الآن"
فكر جود فى قرارة نفسه بأن الأمر يزداد غرابة أكثر فأكثر . هل دافيد هذا هو حبيب منبوذ يرفض الابتعاد بكل بساطة أم أنه شخص آخر؟ مع أنه يستطيع التخمين عمن يكون هذا "الشخص الآخر". وهذه الحيرة أعادته إلى نظرية الحبيب المفروض....لكن لو كان جود مكان ذلك الرجل لشعر بالقلق بسبب وجود شخص آخر بمفرده مع ماى هذا إذا لم يعتبر بأن الشخص الآخر لا يوثر بأى شكل من الأشكال على ما يجرى بينه وبين ماى . وهذه الفكرة لم تخطر على بال جود ابداص من قبل وهى أنه شخص لا يثير الاهتمام. لذلك وجدها مزعجة بالنسبة له
نهض من مكانه ليقف إلى جانب ماى واضعاً يده على الباب خلفها ثم قال بتعجرف :"هل تواجهين أى مشاكل ماى؟"
سددت ماى نحوه نظرة عابسة قائلة بعد برهة :"شكراً لك ليس هناك أية مشاكل لا أستطيع حلها الآن"
حول جود اهتمامه نحو الرجل الآخر وهو يتعمد النظر نحوه وخصوصاً أنه أطول منه بثلاث بوصات على الأقل ثم قال بحدة :"أخشى بأنك قاطعتنا ونحن نتناول طعام العشاء...."
بدا الرجل الآخر منزعجاً بسبب هذا التدخل فأجاب :"لا أريد سوى التحدث قليلاً مع ماى....."
صوب جود نظرة غاضبة باتجاه الرجل قبل أن يقول له بلهجة تدعوه للرحيل:"وأنا قلت لك لتوى بأننا نتناول وجبتنا المسائية"
نظرت ماى إليه بعبوس وقد بدأت تدرك أن الوضع سيخرج سريعاً عن سيطرتها . أعادت اهتمامها إلى دافيد فابتسمت وهى تقول بحرارة:"أقدر اهتمامك المستمر بى لكن كما قلت لك من قبل أنا لست مهتمة بالواقع"
هز دافيد رأسه وقال:"لن أتراجع"
بدت ماى مصدومة تماماً ولم تعد تدرى ما الذى عليها أن تقوله لهذا الرجل فهزت رأسها وهى تشعر بعدم الارتياح
قال دافيد بإصرار :"لا أفهم ما هى المشكلة بعد أن وافقت على كل شئ وعلى الخطط التى رسمناها ها أنت الآن......"
تدخل جود بمنتهى البرودة فتقدم قليلاً ليضع ذراعاً سلطوية على كتفى ماى النحيلتين . تبين له على الفور بأن كتفيها نحيلتين جداً ويبدو أن حياة العمل القاسية التى تحياها لا تناسبها.
أصبحت نظرة دافيد أكثر حذرا
ً وهو يرى اليد المتسلطة الممتدة على كتفى ماى فقال ببطء شديد :"وأنت هل تكون.....؟"
أجاب جود بخشونة :"سأكون صديقاً لـ ماى"
تحول الرجل بنظراته المتسأئلة إلى ماى وتمتم قائلاً :"آه , فهمت !"
أبلغته ماى بأسف ظاهر :"أفضل فى الواقع ألا أتكلم بهذا الموضوع بعد الآن دافيد"
ثم أضافت بابتسامة كئيبة :"بدا لى حلماً رائعاً فى ذلك الوقت لكنه لا يناسبنى فى الواقع أنا آسفة"
أخذ الزائر نفساً مسموعاً ثم أحنى كتفيه إلى الأمام بينما كان يضع يديه فى جيبى سترته المصنوعة من جلد الخراف وقال لها بحزم:"لن أتراجع"
ثم أومأ بتصميم شديد:"سأعود و لربما نتحدث حينها"
تدخل جود بوقاحة وقد بدا صبره ينفد تجاه هذا الرجل فقال:"لا تكن متأكداً أكثر من اللازم"
ألا يستطيع هذا الرجل أن يفهم ويتقبل بأن ماى غير مهتمة بعرضه؟ ألا يستطيع أن يفهم بأنها تريده يرحل من دون ان يزعجها ثانية؟
شعر جود بدافع غامض يدفعه إلى حمايتها.وتساءل ما إذا كان ماكس وويل قد شعرا بذلك أيضاً تجاه أختيها من قبل. كما تساءل إن كانا قد وجدا تينك الأختين جذابتين بشكل لا يصدق !
بالطبع ماى كالندر ليست تلك المرأة التى يحلم بها وهى لن تكون أبداً كذلك. وهو بالتأكيد يمسك زمام الأمور فى هذه المسألة!
عادت ماى للتحدث مع الرجل الآخر مرة ثانية فقالت له:"أتقيم فى بيت أختك هذه المرة أيضاً؟"
وما أن تأكدت من ذلك بعد إيماءة من دافيد حتى أضافت بسرعة :"سأتصل بك فى وقت ما من يوم غد"
أكد لها دافيد بصوت أجش قبل أن يتحول بنظرته الصارمة نحو جود :"سأنتظر مكالمتك"
ثم أضاف بنبرة ملؤها البرودة:"ليلة سعيدة"
رد عليها جود وهو يرفع حاجبيه الداكنين بتحد واضح :"وداعاً"
أجابه الرجل الآخر بابتسامة غير مرحة تظهر قبوله للتحدى الناشئ بينهما قبل أن يستدير متحركاً نحو سيارته الجاكوار الرياضية. لاحظ جود بامتعاض بأن هذا الرجل المدعو دافيد مهما كان عمله هو رجل ثرى بما يكفى كى يعرض مساعدته على ماى لو أراد . ومن الواضح أيضاً من خلال حديثهما بأنه يريد ذلك فعلاً . ومع ذلك بدت ماى غير مهتمة بأى عرض يقدمه لها ذلك الرجل , ومن أى نوع كان, ولهذا فربما....
ـ بحق السماء , ما الذى تظن نفسك قد فعلته للتو؟
ترافق التحدى الغاضب الذى تملك ماى مع إغلاقها للباب بقوة شديدة قبل أن تستدير وتواجهه . كان خداها يغليان بحرارة الغضب أما عينيها فتلتمعان بخضرة داكنة.
رفع جود حاجبين ساخرين فى وجه هذا الهجوم غير المتوقع وقال بحدة :"كنت أحاول المساعدة.....من الواضح بأن الرجل يحاول إزعاجك وهكذا فأنا....."
ـ أتحاول المساعدة؟ المساعدة؟
كررت كلماته هذه باستغراب وحدة فيما شدت يديها على شكل قبضتين إلى جانبيها وتابعت القول :"هل تستطيع قيادة جرار ؟"
رمش بعينيه بسرعة وأجاب:"لسوء الحظ لا"
ـ هل تستطيع حلب بقرة؟
كشر جود وهو يقول:"قطعاً لا!" منتديات
ـ أستطيع إطعام الدجاج وجمع البيض ؟
أخذ جود نفساً عميقاً وقد علف بالضبط أين ستؤدى هذه المحادثة وقال:"أنتظرى ماى...."
أجابت ماى على أسئلتها بنفسها قائلة بنفاد صبر :"بالتأكيد لا تستطيع القيام بكل تلك الأشياء!"
ثم تابعت كلامها قائلة بمرارة :"لكننى أستطيع القيام بكل تلك الأعمال , وأنا أقوم بها فعلاً . وهذه الأعمال هى الوحيدة التى يمكن لأى شخص أن يساعدنى فيها . ولا أدرى من أين أتيت بفكرة أننى ليست سوى أنثى ضعيفة تحتاج إلى الإغاثة...."
قال بنبرة لا تخلو من الانفعال :"ألا تحتاجين للإغاثة؟"
تورد خدا ماى خجلاً لاسيما وأن حالة الإرهاق التى ظهرت سابقاً عليها كانت جلية بما يكفى وعلقت بنبرة منزعجة :"كانت تلك حالة استثنائية والآن أتمناع بالانصراف....؟"
قالت ذلك وهى تتعمد الابتعاد عن الباب فيما قسمات وجهها تنضح بالتحدى. حدق فيها جود وقد شعر بالاحباط إنها فى الواقع أكثر......
هل يرى الدموع فى عينيها الخضراوين؟وإذا كان الأمر صحيحاً ,أهى دموع خيبة أمل محضة ناتجة عن كل الأعمال التى يتعين عليها القيام بها أم أن هذه الدموع قد فاضت لسبب آخر؟
أجابها بنفاد صبر :"لا.....لن أكتفى بالمغادرة يا ماى.لأننى لم أظن ولو للحظة واحدة بأنك مجرد امرأة بائسة"
كيف يمكن أن يعتقد مثل هذا الأمر ؟ من الواضح بأن هذه المرأة هى عماد هذه المزرعة منذ كانت طفلة صغيرة . وتابع قوله :"لكن من ينظر غليك يعرف بأنك محطمة...."
سارعت إلى القول بمرارة :"شكراً !"
تأوه جود بعمق :"ليس هناك مجال للحديث بمنطق معكِ,أليس كذلك؟"
أحابت ببرودة :"نعم, على الإطلاق "
هز جود رأسه بانزعاج إذ لم يسبق له أن التقى امرأة مثل ماى كالندر. ولم يشعر من قبل بمثل هذا الميل إلى معانقة امرأة و هزها بقوة فى الوقت نفسه حتى إنه.....
اللعنة! إنه يريد معانقة ماى كالندر ! هو يرغب فعلاً بأخذها بين ذراعيه ومعانقتها بقوة . وإدراكه لذلك دفعه إلى المسارعة بالرحيل
تناول معطفه عن الكرسى قبل أن يمشى بتصميم نحو الباب . وقال بنبرة انفعالية قاسية:"حسناً,هل تريدين إبلاغ أى رسالة لـ ماكس أو لشقيقتك فيما لو أتصلا ةبى ثانية؟"
قال ذلك بلهجة متحدية
أبتلعت ماى ريقها بصعوبة وقد علا الشحوب وجنتيها وهمست :"لا....."
وبعد ان مررت لسانها على شفتيها الجافتين قالت:"....لا رسالة. ما عدا...."
توقف جود لبرهة أمام الباب فتراقص شبح ابتسامة على شفتيها قبل ان تقول :"باستطاعتك أن تخبر جانيوارى بأن جينى وتوأميها بخير"
ثم تابعت مفسرة لتزيل عبوسه المتسائل:"أعنى تلك النعجة والحملين الصغيرين"
هز جود رأسه بإيماءة متفهمة . لكنه توجه إليها قائلاً بنبرة حازمة:"لو كنت مكانك لأويت إلى الفراش باكراً لأنك على وشك الانهيار "
هزت ماى رأسها قائلة :"مازال على إنجاز بعض الأعمال"
هز جود كتفيه إزاء عنادها وقال بخشونة :"كما تريدين . لكن كما يبدو فإن الأعمال ستكون ببإنتظارك غداً صباحاً , مرة أخرى"
لاحت ابتسامة شاحبة على شفتيها وأجابت:"اعتاد أبى أن يقول لى هذه الكلمات نفسها "
لاحظ استخدامها صيغة الماضى لذا أصبح جود متيقناً من أن الأمر الآن .
لقد استفسر عن الشقيقات كالندر بشئ من التفصيل نظراً لأقدام ماكس على خطوبة إحداهن وعرف أن أياً من الوالدين لم يعد على قيد الحياة . فالأم توفيت حين كانت بناتها الثلاث صغيرات جداً أما الأب فتوفى منذ عام مضى. جعله يشعر ذلك يشعر بارتياح كبير لمسألة محاولة شراء المزرعة منهن !
لم يعد جود متأكداً أيجدر به أن يوجه غضبه نحو ماى أم نحو نفسه فقال غاضباً :"إذن كان عليك أن تصغى إليه"
إلا أنه كان متأكداً من أمر واحد وهو حاجته لأن يعود إلى استخدام المنطق فيركز على هدفه وهو شراء الأرض ثم المغادرة . ولكى ينجح فى ذلك عليه أولاً أن يتخلص من ماى كالندر
بالأضافة إلى ذلك كله كانت أبريل تنتظره هناك فى الفندق . ابريل تلك المرأة الساحرة المسلية والمحبوبة فى كل مظاهرها
نظرة ماى كالندر إليه بتصميم :"لطالما أصغيت إليه يا سيد مارشال لكن لا يتعين على أن أصغى أليك...."
ـ هكذا...إذن!
كان صبره أو ما تبقى منه على الأقل قد نفد بالكامل بسبب استمرارها بمناداته "السيد مارشال".يا اللعنة! حاول أن يكون لطيفاً معها مع علمه بأنها تفضل ألا يكون كذلك حتى أنه ابتاع طعام العشاء لها . لكن....ألم يكن هناك دافع آخر خلف تصرفه هذا ؟ هذا ما حدّثه به صوت تحداه من الداخل . حتى ولو كان ذلك صحيحاً كان باستطاعتها أن تظهر امتناناً أكبر مما فعلت.
راحت ماى تنظر إليه باستخفاف وقد ظهرت على وجهها ابتسامة ساخرة ثم قالت:"و ماذا بعد يا سيد مارشال؟"
ما هى إلا لحظة حتى أخذها بين ذراعيه معانقاً إياها بقوة مسحت ابتسامتها الساخرة عن شفتيها
جاء عناقه مفاجئاً إلا أن ماى تجاوبت معه . لعلها فوجئت بالأمر لذا لم تستطيع القيام بأى شئ آخر . كما اعترف ساخراً لنفسه وهو يضمها إليه أكثر فأكثرز سقطت عصابة شعرها الحريرى الملمس لتستقر على ذراعه بينما انفلتت خصلاته فغدت حرة طليقة.
أنغمس جود فى ذلك العناق إلى درجة أنه لم يلاحظ فى البداية قبضتى يديها اللتين لكمتا صدره ولم يستطع إدراك مقاومتها إلا وهى تحاول أن تبتعد عنه لتحدق فيه مذهولة.
وجهت ماى عدة ضربات إلى صدره من غير جدوى وهى تأمرة بشراسة : "أتركنى , أنت....أنت......"
بعد أن عادت ذراعاه إلى جانبيه قال متحدياً وهو يبتعد عنها:"ماذا؟"
استغرق الأمر عدة لحظات قبل أن يستعيد السيطرة على مشاعره . أما الآن وبعد أن عاد إلى رشده...ما الذى يظن نفسه يقوم به؟ حسناً ! يُمكن القول بأن ماى بدت جميلة جذابة وذات شخصية مليئة بالتحدى.... لكنها ,فى هذه الظروف بالذات خصمه ومنافسته.
تراجعت ماى خطوة إلى الوراء وراحت عيناها الواسعتان تنظران إليه بتعبير اتهامى وقالت:"لا أعلم ما الذى فكرت به لتظن أن تصرفاً كهذا يمكن أن يوصلك إلى أى مكان . لكن...أخرج"
أبلغته هذا بهدوء ثن تابعت وهى تهز رأسها بذهول :"فقط أخرج من هنا"
لكن هذا ما كان جود يعتزم فعله بالضبط كى يبتعد عن هذه المرأة قدر ما يستطيع
سدد نحوها ابتسامة ساخرة وقال :"أنصحك بألا تأسفى على استجابتك هذه ماى"
ثم أضاف ساخراً بمرارة :"لن تكونى أول امرأة تقدم على ذلك ولا حتى الأخيرة"
لاحظ جود أن وجهها قد زاد شحوباً عن ذى قبل كما لاحظ بأن عينيها الخضراوان الملتمعتين هما الشئ الملون الوحيد فى وجهها لكنها كررت وهى تصر على أسنانها :"أخرج من هنا"
أنحنى جود بهدوء ليرفع سترته التى أسقطها قبل لحظات من أخذه إياها بين ذراعيه . أضطر إلى تحمل نظرات ماى المليئة بالاتهام بينما كان يرتدى سترته , وقد تعمد أن يتمهل فى تحدٍ واضح لصبرها الذى بدا ينفد.
مشئ ببطء نحو الباب وقال متشدقاً بجفاء :"يجب أن تتناولى المزيد من الطعام يا ماى, من المؤسف رمى هذا الطعام كله فقط لأنك لا تحبين الشخص الذى أحضره لك"
مستخدمة الحدة نفسها التى استخدمها جود مع دافيد قبل دقائق قليلة قالت: "وداعاً يا سيد مارشال"
تمهل جود للحظات قليلة عند الباب وأكد لها بعبوس :"لا تقولى وداعاً يا ماى فأنا أختلف عن شركائى بأننى لا أرغب فى الذهاب قبل أن أنفذ ما جئت لأجله"
أطلقت ماى ضحكة هازئة وقالت :"أنصحك إذن أن تبدأ بالتفتيش عن منزل لك فى هذه المنطقة . لأننى لا أرغب ببيع هذه المزرعة سواء لك أم لأى شخص آخر"
تقبل جود موقفها ببساطة وعلق قائلاً :"من الواضح بأنك لن تبيعى لكن لعل شقيقتيك تشعران بشكل مختلف عنك بعد أن عقدتا خطوبتهما استعداداً للزواج!"
ما إن أطلق جود تحديه هذا حتى بدأ يندم عليه فوراً ذلك لأنه رأى خديها يشحبان على الفور مرة أخرى . أما تلك النظرة القلقة فى عينيها العميقتين الخضراوين فأبلغته بأنها لم تعد متأكدة من مشاعر شقيقتيها بالدرجة التى تريده أن يعرفها .
آه , إنه رجل مصمم جداً وعنيفاً جداً ولم يدع أى تحدٍ فى مجال العمل ينتصر عليه عليه من قبل,لكنه لم يعتبر نفسه يوماً بأنه قاس أو متحجر المشاعر . ماذا أصابه بحق السماء؟
الجواب هو عند ماى كالندر فى عينيها الخضراوين الكبيرتين وبشرتها الناعمة ومظهرها الضعيف .
فكل شئ قد تغيّر الآن !
قال لها جود بلهجة عفوية :"طاب يومك"
ثم أغلق الباب وراءه وسار إلى سيارته المستأجرة.


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 03:41 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3 / وقعت فى الفخ
ـ هذا لطف منك دافيد
ابتسمت له ماى بخجل فيما هما يجلسان فى مقهى مطعم الفندق بانتظار الذهاب نحو الطاولة المخصصة لهما. تابعت القول وهى تهز رأسها بسخرية: "لكننى أخشى بأن يكون هذا كله مضيعة للوقت لأنه لن يتغير شئ"
رمقها دافيد بنظرة دافئة رزينة تنسجم مع وسامة وجهه قبل أن يؤكد لها بصوت أجش :"أنا لا أعتبر تناول العشاء مع امرأة جميلة مضيعة للوقت "
كان دافيد شخصاً لطيفاً جداً وهذا ما جعل الأمور أصعب بكثير, بالإضافة إلى أن ماى كانت تود بالفعل أن تقبل دوراً فى فيلمه المقبل ذاك الدور الذى عرضه عليها مراراً لكنها أحجمت عن إبلاغه هو أو أى شخص آخر بأن الأمر مستحيل تماماً .
وفت ماى بوعدها بالأتصال به فى مكان إقامته عند شقيقته فى وقت مبكر من صباح هذا اليوم . وكررت على ما سامعه ما أبلغته إياه فى لندن قبل أسابيع قليلة ومساء الأمس أيضاً . وكانت النتيجة أنه دعاها إلى تناول العشاء برفقته هذا المساء . أكد لها بأن هذا الأجتماع سيكون عشاء بين أصدقاء يجتمعون معاً , وهو لن يمارس أى ضغوط عليها . حتى انه لا يعتزم ذكر دورها فى الفيلم , إذا كانت تفضل ذلك.
كان العرض أكثر إغراءً من أن تقوم برفضه لأن دافيد بالغ الوسامة وهو شخص ساحر رفقته ممتعة . وقد قدم لها دافعاً جيداً لقبول دعوته ألا وهو عدم الإتيان على ذكر الدور المعروض عليها فى الفيلم....لكن ها هى تستعد الآن لفتح الموضوع بنفسها.....
يرجع التغيّر فى موقف ماى أساسً إلى شعورها بالذنب . ذلك أن دافيد أعطاها فرصة باختبار للظهور على الشاشة قبل عدة أسابيع....ليواجه بعد ذلك برفض عرضه بعد أن نجحت فى ذلك الاختبار
لابد أن دافيد يتساءل عن صحة حكمها على الأمور بعد رفضها لمثل هذا العرض . إذا إن الفوز بدور فى فيلم ما بعد النجاح فى أداء أدوار فى المسرحيات الإيمائية المحلية هو حلم كل ممثلة.
نظر دافيد إليها من فوق حافة كوبه ثم قال ببساطة :"هل من علاقة بين ترددك بقبول عرض القيام بدور ستيلا وبين الرجل الذى التقيته عندك الليلة الماضية ؟"
أكدت له وهى تهز رأسها نافية بحزم:"لا!"
حدق دافيد غليها بحيرة ظاهرة وقال:"ومن يكون ذلك الرجل بالضبط؟"
بالطبع تعرف ماى من هو هذا الرجل الذى استغل تعبها الشديد فى الأمسية الماضية والأهم من ذلك كله أنه يحاول انتزاع ملكية المزرعة من بين يدى أسرتها .
ـ ليس بذلك الشخص المهم
قالت ذلك بنفى شديد إلا أنها تذكرت فى تلك اللحظة بأن جود عانقها ليلة أمس والأسوأ من ذلك هو أنها بادلته العناق
فى البداية شعرت بمفاجأة شديدة منعتها من القيام بأى شئ عدا سكوتها التام بين ذراعى جود بسبب صدمتها . لكن ما إن تلاشت الصدمة حتى استجابت له ,بدلاً من أن تدفعه بعيداً عنها كما كان يجدر بها أن تفعل . وهى لن تسامحه أبداً على فعلته هذه فى وقت قريب
ـ أنا مسرور لسماع هذا !
لكن دافيد لم يبدُ مقتنعاً تماماً بالتقليل من شأن جود
قررت ماى بأنه آن الأوان لتغيير الموضوع . وفى الواقع لعل وقت ذلك قد بدأ يفوت فقالت :"هل أنت عازم على البقاء فى المنطقة لمدة طويلة ؟"
هز دافيد كتفيه قائلاً :"سأبقى ليومين آخرين أو نحو ذلك أعتقد يا ماى ......"
عدل جلسته , أصبحت نظراته أكثر تركيزاً وتابع قائلاً:"....بأن هناك شخصاً أرغب أن تقابليه أثناء وجودى هنا "
اتسعت عيناها وسألته :"أى شخص؟"
كانت ماى تستمتع برفقته واستمتعت على الأخص بالوقت الذى أمضياه معاً عندما ذهبت إلى لندن لتخضع إلى تلك التجربة من أجل ظهورها على الشاشة قبل أسبوعين من الزمن لكن هذه هى المرة الأولى التى يخرج كلاهما معاً فيما يشبه مناسبة اجتماعية. منتديات
كان دايفيد يراقبها بتركيز فقال :"نعم, أترين ...."
ـ حسناً, حسناً, حسناً ! إذن أنت لا مضين وقتك كله بحلب البقرات وإطعام الدواجن !
تشدق بذلك بسخرية صوت مألوف لديها ....
أغمضت ماى عينيها للحظة ثم أخذت نفساً عميقاً قبل أن تجيب ز بالتأكيد فإن جود مارشال هو آخر أنسان ترغب بلقائه هذه الأمسية . حسناً! لعل ليس آخر أنسان كما اعترفت فيما بعد لنفسها بعبوس
حرصت زهرة منسية على إبقاء ملامحها حيادية فقالت وهى تنظر إليه لتحييه بحذر ظاهر :"مرحباً سيد مارشال!"
لم يكن من السهل عليها الحفاظ على حياديتها فيما يبدو هو جذاباً إلى ذلك الحد. كانت ماى قد ظنت بأن دافيد وسيم فى بذلته الداكنة وقميصه الزرقاء عندما التقيا فى ردهة الفندق قبل قليل لكن جود مارشال ببذلته الرسمية كان يفوقه وسامة إلى حد بعيد بكتفيه العريضتين وخصره النحيل وساقيه الطويلتين. كما أن البياض الناصع لقميصه قد أبرز السمرة الذهبية لوجهه ويديه أما عيناه الرماديتين فقد بدتا بلون فضى تقريباً فى تناقض مع بشرته السمراء .
عدلت ماى جلستها بحزم . فهى لن تستمر بالجلوس فى هذا المكان كتلميذة ساذجة دُهشت برجل وسيم بالغ الأناقة حتى ولو كان ذلك هو شعورها الحقيقى بالضبط....
تابعت قائلة :"أو حتى بانتعال أحذية طويلة الساقين وقبعات صوفية "
كانت تشعر بالثقة لأنها بدت أنيقة هذا المساء!
شملتها نظرة جود المتفحصة لتتناول مظهرها بأكمله . ضاقت عيناه الرماديتين وهو يرى شعرها المغسول حديثاً منسدلاً كالحرير على كتفيها , أما فستانها الأخضر الداكن فينساب بأناقة حول جسدها الرشيق . أرجع جود نظراته عمداً إلى وجهها وقال :" من الواضح بأنك لا تكتفين بذلك"
تشدق بذلك قبل أن يعود وينظر ببطء إلى الرجل الجالس معها ثم تابع وهو يرفع حاجبين داكنين بتحد :"لا أظن بأننا تعارفنا.....؟"
أيقنت ماى أن لا خيار أمام دافيد سوى أن يقف ويقدم نفسه إلا إذا كان يرغب بالتصرف بخشونة إزاء جود كما فعل هذا الأخير من قبل . مد دافيد يده بتهذيب وقال :"دافيد ميلتون"
رد جود عليه باقتضاب مماثل قد ظهر شئ من السخرية فى صوته وهو يتوجه ببصره نحو الرجل الآخر متفحصاً :"جود مارشال"
ثم كرر ببطء:"ميلتون؟. والآن أترانى......"
قاطعته ماى بإصراروهى تنهض برشاقة لتقف على قدميها . من الواضح انها رأت النادل يحوم فى المكان محاولاً جذب انتباههما فقالت بحزم وعيناها الخضراوان ترمقانها بتحد واضح :"أعتقد أن طاولتنا أصبحت جاهزة يا دافيد,عذراً منك جود....."
رد عليها جود بنظرة عنيدة دامت للحظات طويلة ثم اتجهت نظرته ببطء لتتفحص قوامها الرشيق . وعندما عادت نظرته إلى وجهها استطاعت ماى أن تشعر بظلال الأوان تتراقص فوق خديها كما أحست بارتجاف خفيف فى أطرافها وصعوبة فى التنفس كما لو انها كانت تركض.....
تساءل جود بحدة:"هل ستتناولان طعام العشاء فى الفندق؟"
نظرت غليه بتحدٍ واضح قائلة:"بالطبع, وأنت؟"
رد عليها بجفاء قائلاً :"بالطبع, فأنا أنتظر شخصاً سيرافقنى إلى العشاء "
ثم أكد بلا مبالاة :"لعلنا نحن الأربعة نستطيع أن نلتقى سوياً بعد أن نفرغ من تناول الطعام؟"
ارتفع حاجباه الداكنان بتحد واضح فوق عينيه الرماديتين المليئتين بالسخرية
بل لعل ذلك غير ممكن ! فهى هنا مع دافيد و من الجلى بأن الشخص الذى سيرافق جود على العشاء هو امرأة جميلة . وآخر شئ ترغب به ماى هو الجلوس ومشاركة هذين الرفيقين الحديث فى نهاية السهرة. لا شك بأن هذا الأمر سيصيبها بالاختناق .
قالت بعد تردد قليل :"لا أظن ذلك....شكراً"
ثم تابعت قائلة بحدة :"على بعضنا أن ينهض باكراً فى الصباح"
تدخل دافيد بانشراح بالغ قبل أن يتفوه الرجل الآخر بجواب قاطع كان يرتسم على شفتيه :"شكراً على العرض على أية حال"
أمسك دافيد بذراع ماى بقوة عندما استدارا ليتبعا النادل إلى قاعة الطعام وشعرت ماى بنظرات جود الرمادية الباردة تتبعهما فى كل خطوة من خطواتهما .
تنهدت بقوة وهى تجلس على الطاولة وكانت تلك أول أشارة تدل على ما يعتمل فى داخلها . شعرت بأن ساقيها ترتجفان قليلاً واعترفت لنفسها بأن جود مارشال يمتلك تاثيراً كبيراً عليها . شعرت بأنها تريد إما أن تصفعه أو أن تعانقه فى أية لحظة أما الآن فكان الاحتمال الثانى هو الأقوى بالتأكيد
ابتسمت ماى ساخرة وقالت لـ دافيد :"أنا حقاً آسفة بشأن هذا لكننى بدأت أشعر بأن ذلك الرجل يطاردينى"
إنه يطاردها فى اليقظة وفى النوم أيضاً.....
كان النوم قد جافى ماى برغم من حالتها المرهقة وبدا صعب المنال فى الليلة السابقة وذلك بسبب أفكارها عن جود مارشال والطريقة التى عانقها بها ما منعها من الاسترسال فى حالة الاسترخاء
ما الذى دفعه بحق السماء ليعانقها؟
وجه إليها دافيد نظرة متفحصة . وقال :"هل تفضلين أن نأكل فى مكان آخر؟"
هزت رأسها باستنكار وقالت:"لكن....لكن...لقد طلبنا عشاءنا "
وفيما هى توشك على إنهاء كلامها رأت النادل يتجه نحو طاولتهما حاملاً أول دفعة من أطباق العشاء
هز دافيد كتفيه وقال:"نستطيع أن نلغى طلبنا . آخر شئ أرغب به يا ماى ...."
ثم تابع بحزم عندما لاحظ أنها ستعترض مرة ثانية:"....هو أن تشعرى بأنك تحت أى نوع من أنواع الضغوط. إن هدف هذه الأمسية هو أن نستمتع بعشاء اجتماعى سوية وأن نسترخى بهدف التعرف على بعضنا البعض أكثر وهو الشئ الذى لا نستطيع القيام به بوجود جود مارشال فى هذه القاعة"
وضع دافيد منديله على الطاولة ووقف يتكلم بهدوء مع النادل الذى بدا غير راض تماماً وهو يعود بصحونه نحو المطبخ ثم توجه ليتحدث إلى مدير الصالة, بعد أن نظر إلى ماى واعداً إياها بقوله:"سأعود بعد دقيقتين"
راقبته ماى باندهاش لأنها لم لأنها لم تصدق بأن دافيد على استعداد للذهاب إلى مطعم آخر فقط بسبب عدم ارتياحها لوجود جود هنا . فى تلك اللحظة رأت جود يدخل إلى قاعة الطعام ولاحظت المرأة الجميلة التى تتحرك برشاقة تامة إلى جانبه فأدركت بأن من المستحيل لها أن تبقى فى هذا المكان حتى ولو أراد دافيد البقاء .
بدت المرأة الطويلة نحيفة القوام شعرها الأسود قصير مقصوص وفق تسريحة عصرية وعيناها الخضراوان مشعتان تحتضنان جمال وجهها . أما فستانها الأنيق الذى يكشف عنقها فقد أبرز جمال كتفيها ونحافة خصرها . لا شك بأن تلك المرأة فاتنة جداً على الرغم من سنينها الأربعين . بالإضافة إلى ذلك فقد تبعتهما أعين الحضور وهما يتجهان نحو طاولتهما . إلا عينا ماى...
فبعد أن وقع بصرها على المرأة بلمحة واحدة هبت واقفة دون انتظار عودة دافيد واسرعت لتخرج من القاعة . لم تتوقف إلا بعد ان وصلت إلى الأمان النسبى لردهة الفندق وقد تقطعت أنفاسها وازدادت نبضات قلبها تسارعاً حتى أنها شعرت بالدم يتدفق فى عروقها . ما الذى تفعله هذه المرأة هنا بحق السماء؟
* * *
تمتم جود بصوت اجش :"جبانة!"
تصلب كتفا ماى بينما كانت توزع العلف فى حظيرة الخراف ما جعل جود يدرك أنها تنبهت لوجوده خلفها . إلا أنهالم تبذل أى جهد كى تستدير وترد على اتهامه . لأن اتهامه هذا بدا تحدياً واضحاً بكل تأكيد.
بعد ان جلست أبريل قابلته على طاولة العشاء فى الليلة الماضية استدار ليبحث عن ماى ورفيقها فى أنحاء المطعم ولم يصدق عينيه عندما أكتشف بأنها لم تكن هناك!
زم جود فمه وقال :"ماى, قلت...."
استدارت بحدة كى تواجهه قائلة:"سمعت ما قلته"
كانت ملامحها تنم عن تحدٍ بارد بينما راحت تنظر إليه متسائلة رفع حاجبين ساخرين داكنين وقال :"حسناً؟"
وردت عليه بمرارة :"حسناً ماذا؟"
هز جود رأسه باستياء وقال :"دعينا لا نبدأ من جديد ! لِمَ غادرت الفندق بسرعة فى الليلة الماضية؟"
ـ هل فعلت ذلك حقاً؟
ردت عليه بلا مبالاة . من الواضح أنها تتجاهل الخيبة التى يشعر بها وذلك من طريقتها فى الرد على أسئلته بسؤال من عندها . أتراها تتعمد ذلك ؟ هذا أمر محتمل كما أعترف فى سرره بتردد ظاهر .
عبس جود وهو يقول :"تعرفين جيداً بأنك فعلت ذلك "
قالت ماى بقسوة:"أنا مندهشة لأنك لاحظت مغادرتنا إذا ما أخذنا بالحسبان هوية من كان يشاركك بتناول العشاء"
أضافت عبارتها الأخيرة بلهجة تأنيبية
أضحت ابتسامته ساخرة الآن فتمتم برضا كبير :"آه ! هل تعرفت عليها ؟"
ضحكت ماى بسخرية أيضاً :"مثلما تعرف عليها كل من فى القاعة ! كيف يستطيع أى شخص أن يتجاهل أبريل روبين تلك الممثلة الجميلة "
لم يستحسن جود تلك النبرة التوبيخية فى صوت ماى عندما تكلمت عن أبريل لا سيما أنه تعرف على تلك الممثلة الحسناء منذ عدة شهور ولم يلمس عندها إلا مشاعر الدفء و السحر . أما صبرها فكان بدون حدود مع المعجبين الذين كانوا يقطعون عليها خلوتها . ففى مساء اليوم السابق عندما كانا يتناولان وجبتهما حضر عدة أشخاص إلى طاولتهما يطلبون منها التوقيع على مفكراتهم ولم ينصرف أى منهما خائباً
إلا أن جود قال بمرارة :"لكن من المؤكد أن صديقك دافيد وجدها ساحرة عندما حضر إلى طاولتنا لإلقاء التحية عليها"
أخذتها مفاجأة بسبب ما قاله جود فلم تستطيع أن تخفى ردة فعلها . شحب خداها قليلاً وغدا اللون فى عينيها الخضراوين أكثر عمقاً ثم هزت رأسها باستنكار قائلة :"لا أفهم قصدك"
ـ أعنى من الواضح بأن أبريل وصديقك دافيد يعرفان بعضهما البعض.
إلا أن العبوس علا وجهه وهو يرى ماى تزداد شحوباً . فقبل يومين أكدت له بأنها غير مهتمة بدافيد ميلتون . وفى الواقع أكدت له بأن دافيد مليتون لا يعنى لها شيئاً برغم تودده الواضح إليها لكن ردة فعلها الآن على معرفة ذلك الرجل بـ أبريل الحسناء توحى بعكس ذلك تماماً....
مررت ماى لسانها على شفتيها الجافتين قبل أن تبتلع ريقها بصعوبة وقالت: "ما شأنى أنا بذلك؟"
كان على وشك أن يهزها أو حتى....أن يعانقها مرة ثانية . لكن لم تكن أى من الفكرتين بالفكرة الصائبة فقد عرف نتائج مثل هذا التصرف قبل يومين .
أستطاع جود أن يتنفس بعمق وقال:"فى الواقع أتيت إلى هنا يا ماى كى أطلب منك تناول العشاء معى هذه الأمسية "
عدلت ماى وقفتها ونظرت إليه بسخرية وهى تقول :"أحقاً ؟"
أكد لها بجفاء :"حقاً"
هزت رأسها وأجابت :"لديك إذن طريقة غريبة لتقديم الطلب"
ربما يرجع ذلك إلى أن طلبه أصبح ثانوياً مقارنة بالحديث عن صداقتها لـ دافيد ميلتون . لكن آن الأوان لنسيان كل شئ بشأن مليتون وأبريل والتركيز فقط على ما يريده من هذه المرأة . تأوه باحباط وقال:"حسناً لنبدأ من جديد أيمكننا ذلك؟ هل تقبلين دعوتى لتناول العشاء معى هذا المساء؟"
ردت عليه بسرعة:"شكراً لك، لكن جوابى يبقى لا !"
عبس جود إزاء عنادها وقال :"هل دعاك دافيد إلى تناول العشاء معه هذه الأمسية أيضاً؟"
ابلغته ماى بسخرية وهى تستمتع بخيبة أمله :"لا.....بل دعانى لتناول الغداء"
نظر إليها جود بمرارة وأجاب :"إذن من هو الرجل المحظوظ هذه الليلة؟"
حركت ماى حاجبيها الداكنين قائلة:"هل تتعمد الإهانة جود أم أن الأمر فطرى معك؟"
تحرك فمه بجدية وأجابها :"ربما الأمرين معاً...:ما أعتقد"
فوجئ جود وهو يراها تضحك بنعومة وعيناها تلمعان بخضرة داكنة ما أظهر الغمازتين بجانب انحناءى شفتيها الناعمتين . يا الله كم تبدو جميلة ! قال جود ذلك فى سره . لم تكن تضع أى مساحيق تجميل ظاهرة وكان شعرها مرفوعاً إلى الخلف ومربوطاً بعصابة مطاطية وهى ترتدى ملابس عملها المعتادة ومع ذلك فقد حافظت على جمالها الساحر . قال جود بنبرة لا تخلو من المرارة : " لعلك لا تمانعين الإجابة على سؤالى؟"
هزت ماى رأسها بخفة وهى تجيب :"أظن بأننى قد فعلت ,طلبت منى تناول العشاء معك و أنا رفضت"
ثم أضافت وهى تنظر إليه بتمعن :"مع اننى أستغرب توقعك أن تحصل على أى نوع آخر من الأجابة"
أجابها بجفاء:"أ لأن والدتك ربتك كى تكونى مهذبة؟"
لكنه سرعان ما أدرك خطأه لأن والدتها توفيت حين كانت الأخوات الثلاث مجرد طفلات صغيرات . اصبحت عينا ماى الآن أقسى من الحجارة وبقى فمها دونما ابتسام ثم قالت بكل برودة:"لم تعلمنى والدتى أى آداب"
وأضافت بسخرية قاسية :"مع أننى ولمرة أخرى أستغرب اعتقادك بضرورة أن أكون مهذبة معك"
هز جود كتفيه وقد بدا يشعر بحرارة الجو هنا خصوصاً أنه يرتدى كنزة سميكة وبنطلوناً من الكتان الأزرق الباهت . وقال:"ربما لأننى أحضرت لك طعام العشاء تلك الليلة؟"
أرسلت ماى نظرة حائرة باتجاهه وقالت:"فى تلك الحالة ألا يجدر بى أن أدعوك انا إلى العشاء معى؟ لأرد لك الجميل على الأقل" منتديات
التمعت عينا جود برضا ظاهر وقال :"مع أنها ليست بألطف دعوة تلقيتها فى حياتى لكننى أقبلها"
بدت ماى مندهشة وهى تدرك الفخ الذى نصبه لها جود و التى وقعت فيه بسبب عدم اهتمامها فقالت :"انتظر لحظة....."
قلا جود بخفة :"تأخرت يا ماى أنت دعوتنى وأنا قبلت"
ـ أنا لم أفعل.....
أكد لها جود ساخراً , قد شعر بالتسلية لأنه أربكها هذه المرة :"بالطبع لقد فعلتِ"
قالت معترضة وقد أصيبت بخيبة أمل :"لكن على حضور اجتماع للممثلين المسرحيين الهواة هذه الليلة"
قال جود دونما اكتراث :"اقترح عليك فى ههذه الحالة أن تتغيبى عن الاجتماع . سأتركك الآن لأحجز فى المطعم. أتسمحين ؟ أفضل الطعام الفرنسى إذا كان ذلك ممكناً لكن إذا غير ممكن...."
قاطعته بنفاد صبر قائلة :"إذا كنت تتوقع منى تقديم العشاء لك فسوف تحصل على الطعام الذى تعده ماى فى مطبخها....و سوف تحبه"
أعرب جود عن قبوله العرض قائلاً :"يبدو ذلك عظيماً بالنسبة لى هل يناسبك موعد السابعة ونصف؟"
ـ نعم , ولكن.....
تابع جود كلامه بسرور مستمتعاً بتعابيرها المشوشة :"إذن موعداً عند السابعة ونصف ماى"
حدقت إليه بسخط تام قبل أن تنفجر فى وجهه غاضبة :"إنك أشد الناس غروراً وتلاعباً بين كل الذين شاء سوء حظى ألتقيهم !"
كشر جود وهو يرد عليهلا بخفة :"لا يلتقى المغرور إلا بمغرور مثله"
اتسعت عيناها بكبرياء قائلة :"ليست مغرورة أو متلاعبة بأى شكل من الأشكال "
قال ساخراً :"ألست مغرورة ؟ حسناً لعلنى لا أعرفك بما يكفى كى أعطيك رأياً ذا مصدقية"
توهجت عينا ماى بالغضب وقالت:"ربما لم تعرفنى على الإطلاق لتعطى رأيك بى"
هز كتفيه وقال بلا مبالاة :"علينا إذن أن ننتظر ونرى , أليس كذلك؟ سأغادر كى تستأنفى عملك الآن لأنك كما يبدو مرتبطة بموعد غداء آخر هذا اليوم"
إذا ما أقتنع بإنها غير مكترثة بدافيد ميلتون فيبدو له بأن ماى تواعد الكثير من الرجال . لكن جود ذكر نفسه بأن لا شأن له بذلك . ومن المحتمل أن تكون ماى مثالاً آخر عما يسميه جود بتناقض المرأة !
بدا من الواضح بأنها ما تزال غاضبة بسبب وقوعها فى فخ تقديم العشاء له فردت بسرعة:" يا للطفك الزائد!"
قرر جود بأن الوقت أصبح مناسباً ليغادر المكان فأومأ قائلاً :"هذا ما أظنه أنا أيضاً"
فبعد كل شئ سوف يلتقى بها فى وقت لاحق من هذا المساء ولعله سيجد عندئذٍ الفرصة المناسبة ليتحدث بهدوء أكثر عن عرضه الذى قدمه لها بشأن شراء هذه المزرعة.
أضاف بتردد :"مع تناولك لوجبتين هذا اليوم لعلك ستتمكنين من إضافة بعض الوزن على جسدك النحيل وهكذا ستبدين أقل شبهاً بامرأة متشردة"
كانت ماى فائقة الجمال بشكل يخطف الأنفاس لكن جمالها بشوبه الهزال وبعض ملامح الرقة التى لا تتناسب مع العمل الشاق الذى كان مطلوباً بسبب عيشها فى المزرعة . إلا أنها لم تبدُ ضعيفة فى تلك اللحظة كما اعترف جود فى سره. على عكس من ذلك بدت وكأنها ستمسك بالمذراة التى فى يدها وتطعنه بها فى صدره
جاءت لهجتها دفاعية محضة حين قالت وهى تصر بأسنانها :"لمعلوماتك فقط أنا نحيلة بطبيعتى! جميعنا نملك بنية نحيلة"
ألقى جود نظرة متفحصة عليها وقال بجفاء :"من الواضح بأنه لا يمكننى التحدث عن شقيقتيك لإننى لم ألتقى بهما بعد"
إلا أنه تابع مؤكداً لها بكبرياء :"هناك النحيلون وهناك الهزيلون.....وأنا أعرف تماماً إلى أى فئة تنتمين فى هذه اللحظة!"
أدارت ماى ظهرها إليه وعادت لتذرى القش بمذراتها على الأحواض الفارغة ثم قالت له :"عندما أريد معرفة رأيك يا جود فسوف أطلبه منك"
بدا من الواضح بأن الجملة تعنى نهاية ذلك الحديث بالذات! هز جود كتفيه وهو مسرور تماماً بما أنجزه لهذا اليوم . فبعد كل شئ نادته ماى جود للتو بدون ان يطلب منها ذلك . ومع الوعد برؤية ماى مرة ثانية هذا المساء تملكه امل كبير لتحقيق المزيد . لم ينتبه جود إلى أن ماى لم تعطيه جواباً منطقياً عن السبب الذى دفعها لترك المطعم بهذه السرعة فى الأمسية الماضية إلا بعد ان أصبح داخل سيارته وهو يقودها عبر الطريق الترابية التى توصل إلى المزرعة


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 03:43 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4 / ويبقى السؤال
ـ أتشعرين بتحسن؟
قالها دافيد بقلق ظاهر بينما جلس الإثنان إلى طاولة فى مطعم غير بعيد عن المزرعة .
أجابت ماى بصوت أجش :"أفضل بكثير , شكراً لك"
تخضب خداها بلون ينم عن الشعور بالذنب وهى تجيب عن سؤاله لم تكن قادرة حتى على النظر فى عينيه وهو يحدق بها. كانت شديدة الاضطراب الليلة الماضية عندما غادر دافيد المطعم وانضم غليها فى ردهة الفندق . شحب خداها فى البداية ثم علاهما الاحمرار أما عيناها فبدتا معتمتين كأنما أصابتهما الحمى,و تشوشت حركاتها وهى تذرع الردهة جيئة و ذهاباً فى انتظاره . وسط هذه الظروف كان من البديهى أن يصدق دافيد ادعاءها أنها ليست بخير وأنها تفضل إلغاء العشاء والعودة إلى المنزل .
لكن ماى هونت على نفسها بأن ادعاءها لم يكن كاذباً تماماً فقد شعرت أنها ليست بخير وكان من المستبعد أن تستطيع تناول أى شئ وهى فى تلك الحالة.
لكنها وافقت على تناول طعام الغداء مع دافيد هذا اليوم علهما يتمكنان من نسيان ما حدث فى الامسية الماضية على الرغم من أنها ما زالت تشعر بالانزعاج الذى يمنعها من تناول أى شئ . ولا شك بأن زيارة جود مارشال للمخزرعة هذا الصباح لم تسهم بإزالة هذا الشعور !
مررت لسانها على شفتيها الجافتين وسألته :"قلت لى البارحة بأنك تريدينى أن ألتقى...."
بدا دافيد متفاجئاً لأن ماى غيرت موضوع الحديث وقال:"ماذا؟ نعم"
أومأت ماى وهى تقول :"أعتقد بأننى أعرف هوية ذلك الشخص وعلى أن أخبرك....."
ـ فكرت يا ماى بما ناقشناه فى لندن قبل أسابيع عدة...."
انحنى إلى الأمام فى مقعده ونظر إليها بتركيز ثم تابع :"....وأدركت بأنك غيرت رأيك بعد ان أخبرتك عن هوية النجوم التى ستشارك فى الفيلم المقبل "
وجه غليها ابتسامة متعاطفة قبل أن يكمل حدثيه قائلاً :"أدرك بأن العمل مع نجوم مثل دان هوارد وأبريل روبين يبدو مثيراً لكن دان شاب رائع و كذلك العمل معه أما بالنسبة لـ أبريل....."
ـ أخبرنى جود بأنك توجهت إلى طاولتهما الليلة الماضية وتحدثت مع أبريل فى المطعم.
قالت ماى ذلك بلهجة متكلفة بسبب رغبتها بأن تعرف أنها خمنت من هو هذا "الشخص"
رفع دافيد حاجبيه بدهشة:"هل فعل ذلك؟"
أكدت له ماى :"نعم"
كل ما أردته هو أن يعرف دافيد بأنها باتت تعرف هوية الشخص الذى يحول دون عقد مثل هذا اللقاء....إلى الأبد
أحست بأن فكيها يكادان ينطبقان على بعضهما بسبب حدة مشاعرها فأبلغته بقسوة :"لا أحس بأدنى حماس تجاه العمل مع أبريل روبين دافيد "
ثم أضافت بنبرة مليئة بالخشونة :"أنا متأكدة بأن لا رغبة لدى لالتقيها"
ـ لكن.....
قاطعته ماى بحزم :"أنتهى الأمر بالنسبة إلىّ لقد كنت لطيفاً معى......"
أصبح صوتها أكثر نعومة عندما أدركت ان دافيد أصبح مشوشاً كما أدركت مدى الأذى الذى أصابه فتابعت تقول :"....لكن جوابى يبقى لا"
بدا دافيد منزعجاً وقال:"وإذا ما تحدثت إلى أبريل فسوف ترين......"
قاطعته بعد ان تنفست بعمق:"أنا آسفة......"
بدت الدهشة على وجهه بسبب شدة انفعالها فتوقفت قليلاً عن الكلام وعبست ثم تابعت كلامها :"....لكنى لا أريد هذا الدور فعلاً"
لم تجد طريقة أكثر ملاءمة لإبلاغه مدى رفضها لهذا الدور ! لكن يبقى عليه أن يصدق إصرارها بهذا الشأن وبدون اضطرارها إلى توضيح المسألة بشكل أكثر صراحة وهو الشئ الذى لا تنوى الأقدام عليه . لكن دافيد كان محق تماماً بشأن توقيت تغيير موقفها بالنسبة للظهور فى فيلمه .كما أنه أصبح الآن واثقاً بأن أباب ذلك لا تتعلق بتاتاً بـ دان هوارد!
ظهر عليه عدم الارتياح بوضوح الآن وقال:"ان أبريل هى امرأة ساحرة حقاً!"
أجابت ماى بهدوء :"أنا واثقة بأنها كذلك"
ـ ماى....
قاطعه صوت أجش :"أعتذر عن تأخيرى يا دافيد . لقد غادرنا باكراً لكننا واجهنا صعوبة فى إيجاد المكان "
أطلقت المرأة ضحكة ساخرة تدل على الثقة بالنفس .
تجمدت ماى فى مكانها فور سماعها لذلك الصوت الغريب حتى أنها كادت تتوقف عن التنفس وعن الحركة . وعجزت بالتأكيد عن الاستدارة والتطلع إلى المرأة التى انضمت إليهما للتو لكنها عرفت من تكون .عرفت ذلك الصوت الجذاب المميز إنها أبريل روبين....
لم تشك ماى فى أن دافيد قد نصب فخاً لها وأنه رتب عمداً لقاء الممثلة بها هنا فى هذا المكان...وفى الواقع أكدت كلمات المراة الأخرى شكوكها . فلا عجب إذن من ظهور الصدمة على وجه دافيد قبل ثوان قليلة عندما واجهته برفضها القاطع لقاء تلك الممثلة المشهورة
أطلقت نظرة اتهامية نحو دافيد بينما راح هذا الأخير ينظر إليها بقلق قبل أن يقف لتحية المرأة الأخرى. أحست ماى بأن كمل عضلة من عضلات جسمها تتوتر وبدا ان الهواء قد هرب من رئتيها وراحت ترتجف بشكل سئ .
لا يمكن لهذا أن يحدث ! ولا يمكن أن يكون هذا ما يحدث الآن!
أنه أسوأ كوابيسها.....لكن بات الآن حقيقة واقعة!
ظنت ماى فى البداية بأن رفضها لدورها فى الفيلم الذى عرضه عليها دافيد كفيل بأن يجنبها هذا اللقاء وأنها تستطيع ان تطرد هذا الأمر من ذهنها كلياً . وبدلاً من ذلك ها هى تواجه الآن هذه المرأة التى لا تتمنى لقاءها...إطلاقاً! أطلق جود مارشال تحية ساخرة قائلاً :"مرحباً ماى"
وفى هذه اللحظة تحركت فاستدارت فى مقعدها لتنظر إلى جود وهو يقف بقرب أبريل روبين وأوحت لها تعابير وجهه بالتحدى المزعج وهو ما يفسر كلمة"نحن"فى عبارة روبين الأولى....
لكن النظر إلى جود أراح ماى من النظر إلى الممثلة الواقفة إلى جانبه . ومع ذلك كانت تحس بوجود المرأة الأخرى بقوة وكان بإمكانها سماع حديثها الهامس لـ دافيد وتنشق العطر الذى تضعه وهو عطر جعل رأس ماى يدور !
تخلى جود عن سخريته وراح إليها بقلق ثم سألها :"هل أنت بخير ماى؟"
انتصبت واقفة علها بذلك تخفف من الدوار الذى شعرت به فهى لن تسمح لنفسها بأن يغمى عليها وقالت :"بالطبع أنا بخير "
لكنها لم تكن كذلك ! وتابعت قولها بلهجة فيها بعض التوبيخ :"لم أتوقع رؤيتك هنا"
رد جود بسخرية:"لم أرغب بحرمانك من المفاجأة"
تأوهت ماى بتردد قائلة :"سأكون بخير من دون هذا النوع من المفاجآت "
هرب المرح من عينى جود بينما راح ينظر إليها متفحصاً أخيراً قال لها هامساً:"أتعرفين ؟ يبدو لى بأنك لست بخير"
جاء ردها قاسياً فقالت بنبرة ملؤها التحدى :"لعلنى مندهشة قليلاً...."
وتوقفت قليلاً لتستعير عبارة دافيد وتكمل :".....لأننى وجدت نفسى وسط هذه الرفقة الرائعة!"
بدا لها الأمر مريعاً لأنها تعلم بأن دافيد سيقوم فى أية لحظة بتقديمها إلى أبريل روبين.
كيف سيكون رد فعل المرأة الأخرى لهذا التقديم ؟ هل ستشعر بالرعب كما هو حال ماى ؟ أم أن ردة فعلها ستكون على شكل آخر ؟ فى مطلق الأحوال مهما كان نوع ردة فعل أبريل روبين على لقاءها فهى ستعرف كيف تخفية بصورة أفضل منها
هز جود رأسه ببطء ثم تمتم بعبوس :"لا اظن أن هناك ما يمكنه أن يدهشك ماى"
إنه على حق! فلا شئ يدهشها لأنها قررت منذ وقت طويل أنها امرأة قوية وأن بأستطاعتها القيام بأى شئ تختار القيام به . وأن أحداً لا يملك القوة على إثارة أعصابها....باستثناء شخص واحد : أبريل روبين
استدار دافيد ليضع يده بلطف على ذراع ماى قائلاًَ بحبور :"ماى أود أن أعرفك على أبريل روبين .أبريل, هذه هى ماى كالندر" منتديات
للمرة الأولى نظرت ما إلى المرأة الأخرى مباشرة . بدا جمال الممثلة أمراً لا جدال فيه . فشعرها الأسود القصير يحيط بملامحها الخالية من أى عيوب وهى ترتدى كنزة من الكشمير ذات لون أخضر غامق وبنطلون أسود . تلك الملابس جعلتها تبدو أكثر شباباً فلا يشك أحد بأنها بلغت منتصف العمر وهو الأمر الذى كانت ماى متيقنة منه تماماً
لم تظهر أى أشارة من عينى المرأة الأخرى تدل على أنها تعرف ماى عندما بادلتها نظرتها بهدوء . راقب جود ماى بقلق أثناء إتمام التعارف ولاحظ بأن خديها شحبا بشكل غير طبيعى وبدت عيناها الخضراوان كبيرتين وسط ذلك الشحوب . مما رآه أدرك أنها ليست بخير برغم مظهرها الذى يدل على عكس ذلك.
بادرت إلى تحية المرأة الأخرى بكلمات انتزعتها من بين فكيها المطبقين فقالت:"آنسة روبين"
ـ أوه نادينى أبريل من فضلك
أرفقت الممثلة الجميلة طلبها هذا بابتسامة دافئة وتابعت قائلة :"وهل أستطيع أن أناديك ماى ؟"
ظل جود يراقب ماى ملاحظاً مدى توتر أعصابها . وابتلعت ريقها بصعوبة كأن كتلة صلبة علقت فى حنجرتها . ماذا حدث لها بحق السماء ؟ لم يتأخر رد ماى على المرأة الأخرى :"أفضل أن تنادينى الآنسة كالندر"
وأضافت بإصرار :"لأننى أفضل أن أناديك آنسة روبين"
فكر جود فى قرارة نفسه :يا الله! ماذا دهاها ؟ لم يسبق لها أن تكلمت بهذه الطريقة المتعجرفة وساد الصمت المتوتر حولهم بعد تصريح ماى الفج ذاك . ربما كان يجدر به أن يحذرها بشأن هذا الاجتماع . من المحتمل أها تشعر بالتوتر فقط لأن أبريل ممثلة معروفة عالمياً ,اقتحمت عالم هوليود قبل عشرين عاماً وهى تتمتع بالشهرة أينما توجهت كما أنها تحظى باحترام زملائها الممثلين والجمهور على السواء.
لابد أن لقاءها هذه المرأة هو أشبه بحلم
نعم هذا هو السبب ! وما أن تدرك ماى مدى الدفء واللطف اللذين تتحلى بهما أبريل حتى تبدأ بالاسترخاء ومن المحتمل أن تستمتع برفقتها .
أكدت جود بصوت ينم عن الصرامة واللطف فى آن معاً:"إنها فكرة غير مقبولة يا ماى...."
ثم تحرك ليُمكن أبريل من الجلوس على كرسيها وهو يتابع قائلاً :"...هذا إذا كنا سنتناول الطعام معاً"
تمسكت ماى بحقيبتها وقبضت عليها بشدة ثم ردة بحدة :"لكننا لن نفعل. أخشى بأننى تذكرت أمراً على إنجازه , لذا لو سمحتم لى بالانصراف...."
تظوع جود للإجابة بحزم فقال :"لا لن نسمح لك!"
وقف دافيد مليتون يراقب الموقف بذهول وسكون ظاهرين ولاحظ بأن أبريل لا تبدو تماماً بهدوئها المعتاد . ولم يستغرب منها ذلك مطلقاً . إذ من الطبيعى تماماً أن تشعر ماى بعصبة ظاهرة عند لقائها بـ أبريل لكن ليس من المقبول أبداً أن تستمر بالتصرف بخشونة تجاه المرأة الأخرى
أخذ جود نفساً عميقاً وقد أدرك بأنهم باتوا يجذبون اهتمام الناس الموجودين فى الردهة.
اقترح بمرح :"اسمعوا لِمَ لا نجلس سوياً ونطلب عصيراً"
ثم نظر إلى ماى بتشجيع واضح وتابع قائلاً :"وعندها نستطيع أن نقرر ما إذا كنا سنتناول طعام الغداء معاً أم لا؟"
بادلته ماى نظراته بجرأة لافتة للنظر لكن قسمات وجهها خلت من أى تعبير وقالت:"كما قلت لكم سابقاً على أنجاز بعض الأعمال "
لكن برودتها تلك أختفت عندما استدارت لتنظر نحو دافيد ميلتون لتقول له :
"أنا آسفة حقاً بشأن ذلك دافيد"
ثم تابعت بصوت أجش :"لكن أنا....كان عليك أن تحذرنى"
بعد أن أنهت كلامها استدارت على أعقابها وغادرت بسرعة تقترب من الركض عبر الغرفة . وكأن الشيطان نفسه يلاحقها.
ـ ماى ....
ما أن استدار جود ليتبع ماى حتى وضعت أبريل يدا محبطة على ذراعه وقالت له :"أتركها جود"
رد جود بسرعة :"هذا لن يحدث"
ركز نظراته فى عينى أبريل الجميلتين اللتين عكستا الأذى الذى لحق بها بشكل يكفى ليدفعه إلى التحرك ثم مضى خلف ماى.
خطا جود خطوات كبيرة عبر الغرفة ليحلق بها وكاد يتعثر بها عندما وجدها تقف أمام المدخل مباشرة وقبل أن يدفعها للاستدارة كى يرى وجهها أغلق الباب وراءه ثم سألها :"ماذا تظنين نفسك....؟"
اضطر جود لقطع تقريعه الغاضب لها عندما رأى الدموع تنهمر على خديها فقال وهو يشعر بتشوش تام حول الوضع بكامله:"ماى....."
قالت ماى بصوت مختنق :"أتركنى لوحدى"
تخلصت من ذراعيه وهى تقول :"أتركونى جميعكم. فقط....أتركونى لوحدى!"
بعد ذلك حدقت فيه بغضب وأضافت بعد أن بحثت فى حقيبتها عن مفاتيح سيارتها :"عد إلى الداخل إلى....إلى صديقتك!"
نظر إليها جود بدهشة وقد صدمته الدموع التى تنهمر على خديها . فى البداية تبعها ليطلبها بتفسير لتصرفها الوقح لكنه أدرك الآن بأن وراء دموعها قصة أخرى غير تلك التى ظن بأنه فهمها أولاً
جرب أن يخمن فقال والعبوس ظاهر فى قسمات وجهه :"هل للأمر علاقة بما قلته لك سابقاً بشأن سرور دافيد ميلتون لدى رؤيته لـ أبريل عندما حضر إلى طاولتنا فى المطعم الليلة الماضية؟ هل تظنين أنه متورط بعلاقة مع أبريل؟ هل هذا هو الأمر الذى يغضبك؟"
حملقت ماى فيه وهى لا تفهم ما يقول ثم قالت مكررة بنفاد صبر : "دافيد.....دافيد....."
ثم هزت رأسها وهمت بالانصراف بعد أن وجدت مفاتيح سيارتها وتابعت قائلة :"لا أفهم ما قلته جود"
أومأ جود برأسه باتجاه المطعم وقال :"أتحدث عن تصرفك الوقح فى الداخل قبل قليل"
تحدته ماى بقسوة وعيناها تلمعان بالدموع :"هل كنت وقحة معك؟"
ـ بالطبع لا
وأسرعت بطرح سؤال آخر :"وهل كنت وقحة مع دافيد؟"
ـ ما كنت أهتم لو كنت وقحة معه.....
سارعت تقول فى ما يشبه التأنيب :"إذن لابد أننى كنت وقحة مع أبريل روبين"
بدأ جود يفقد ما تبقى من صبره معها فقال :"تعرفين جيداً بأن هذا الواقع"
نظرت إليه ماى بسخرية وقالت :"وهل هذا ما يسبب لك الاضطراب؟"
أخذ جود نفساً متطعاً ثم بادرها بالقول :"بالطبع...."
لم يتعود أبداً أن يرفع صوته وهو غاضب ولم يسبق له أن غضب إن أمكنه ذلك,لأن الغضب يجعل من التفكير المنطقى مستحيلاً تابع قوله بهدوء :"أخبرونى يا ماى بحق السماء . ما خطبك؟"
كررت كلماته باستفزاز :"خطبى أنا ؟لماذا؟ ليس هناك أى خطب جود سبق أن قلت لكم ببساطة بأننى مشغولة"
رد عليها جود غير مصدق ادعاءها :"وهل الأمر مهم لدرجة أنه يتحتم عليك المغادرة الآن لإنجازه؟ وهل هو طارئ لدرجة أنه ليس بإمكانك الجلوس وتناول الغداء معنا أولاً؟"
قالت بدون اكتراث:"نعم"
زم جود شفتيه وهو يقول :"وتلك الدموع ؟ لاأفترض بإنها ناتجة عن فراغ أيضاً"
التمعت عينا ماى بغضب وهى تقول :"دع دموعى وشأنها"
قال جود بقسوة وهو يمسك كتفيها باصرار والعبوس يعلو وجهه :"لا , لن أدعها وشأنها أريد أن اعرف ما يجرى ماى , وأنتِ ستخبرينى"
حاولت أن تفلت من قبضته فقالت وهى تصر بأسنانها :"لا ! لن تعرف "
لم تكن لدى جود أية فكرة عما يجرى. حتى انه لم يستطيع أن يجد مبرراً لسلوكها الغريب هذا وبالطبع أزعجه أن يكون فى جهل تام كما هو الآن . نظر إليها وقد شعر بالاحباط وفكر بأن هناك طريقة واحدة فقط لقهر هذه المرأة....
وكانها خمنت نوايا الرجل فقالت آمرة ببرودة :"دعنى أذب يا جود "
هز جود رأسه بعناد وقال :"لا, فأنا آخ....."
صدرت عنه صرخة ألم عفوية عندما أدارت ماى رأسها وعضت يده فتركها جود على الفور لينظر غير مصدق إلى آثار أسنانها الظاهرة على بشرته وأسرع ليقول لها :"لماذا فعلت ذلك بحق السماء؟"
راح ينظر إليها باندهاش واضح فهزت ماى كتفيها دونما اكتراث وقالت : "قلت لك اتركنى وأنت رفضت....."
عبس جود بشدة قبل أن يقول :"وهل ذلك سبب كاف لتعضينى؟"
ندت عن ماى ابتسامة غير مرحة وقالت :"لا بأس يا جود فأنا لست شرسة إلى هذا الحد, لكن...."
تمتم جود باشمئزاز :"نظراً لم حدث قبل دقائق لم أعد واثقاً من ذلك"
توتر فم ماى وأصبحت تعابير وجهه قاسية وهى تقول :"إذا أردت الحصول على أجوبة لأسئلتك يا جود فأنا أقترح عليك أن تعود إلى الداخل وتطلبها من ابريل روبين"
ثم أضافت بما يشبه التأنيب :"مع أننى لا أضمن لك بأنك ستحصل على الأجوبة الصحيحة"
على الفور جمد جود مكانه....إذن أبريل هى المشكلة هنا ولي دافيد ميلتون! أزعجه ألا يفقه شيئاً مما يدور حوله وما أزعجه أكثر هو أن ماى لم تبدِ أية رغبة لتوضح الأمور له.....
قال ببطء:"لعلنى سأفعل ذلك"
أسرعت ماى تقول بنبرة قاسية :"حسناً هل بإمكانك أن تبلغ دافيد.....؟"
قاطعها جود بمرارة قائلاً :طلن أخبر دافيد أى شئ فأنا ليست بساعى البريد عندك ماى . وإذا كنت تريدين أخبار دافيد شيئاً تستطيعين الدخول وإبلاغه بنفسك"
أخذت ماى نفساً عميقاً وهى تنظر إلى باب المطعم . أصبحت عيناها بلون أخضر داكن ثم همست بصوت أجش مبتسمة بسخرية :"شكراً سأنصرف "
وأضافت قبل أن تنصرف :"أخرّتك بما يكفى عن غدائك"
ظل جود يحدق فيها بخيبة أمل للحظات طويلة قبل أن يهز رأسه بسخرية قائلاً:"أشك فى أن تكون لدى أى منا شهية لتناول الطعام بعد ما حصل"
هزت ماى رأسها ببرودة وأجابت :"هذا شأنكم"
رد عليها بقسوة قائلاً :"لا يا ماى هذا هو الوضع الذى خلقتهِ بنفسك "
لم يتأخر جوابها العنيف قائلة:"أنا لم أخلقه....هى التى فعلت ذلك"
هزت رأسها بنفاد صبر وقد أدركت بإنها أفصحت عن الكثير . ثم تابعت كلامها بتردد :"يتعين على الذهاب جود"
وما لبثت أن اندفعت ببكاء مرير وهى تقول :"أنا....أنت ليس بمقدورك أن تفهم"
أكد لها بيأس :"إذن عليك أن تُفهمينى "
هزت رأسها بحزم وقالت :"أنا....أنا لا أستطيع"
أضافت بصوت مخنوق عميق قبل أن تسرع لتفتح باب سيارتها :"أنا آسفة جود....أنا حقاً آسفة"
لم يتحرك جود نحو المطعم بل وقف فى الرواق مراقباً ماى وهى تبتعد بسيارتها وقد زادت حيرتها . فما حصل أمامه للتو يفوق قدرته على الاستيعاب . ما قالته ماى أمامه للتو يدل على أنها التقت أبريل من قبل وكأن ما حدث هو نتيجة لمشكلة سابقة بين المرأتين ما سبب سلوك ماى الذى أظهرته الآن. ومع ذلك فإن سلوك أبريل لا ينم عن حدوث مثل هذه المشكلة فيما بينهما كما أن أبريل لم تذكر بأنها تعرف ماى مسبقاً قبل وصلهما إلى المطعم . لكن ربما لم تعرف أبريل بأن ماى هى المرأة التى ينوى دافيد أن يعرفها عليها . لا! فهذا الأمر لي منطقياً كذلك لأن أبريل حافظت على لبقاتها وسحرها بعد إجراء التعارف . وهكذا يبدو أن الإستياء هو من جانب ماى فقط ولسبب غامض لا تعرفه أبريل .
ذلك يمهد الطريق لسؤال محير آخر : ما الذى يجعل بحق السماء امرأتين مختلفتين تماماً مثل ماى كالندر و أبريل روبين تجتمعان من قبل ؟ ومتى؟
مع أن أبريل إنجليزية فقد عاشت فى أميركا خلال السنوات العشرين الماضية لأن معظم أعمالها تركزت هناك . وعى حد علم جود فإن ماى نادراً ما تبتعد عن مزرعتها المحببة حتى فى أوقات العطل.
نصحت ماى جود ان يطرح على أبريل تلك الأسئلة التى يرغب بطرحها لكن من المؤكد الآن بأن الأجوبة عليها لن تكون صادقة.
* * *


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 03:43 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5 / زائرة المساء
ـ ماى.....
مالت ماى برأسها قليلاً وهى تهتم بالنزول من الجرار الذى كانت تقوده باتجاه ساحة المزرعة
فبعد أن أسرعت عائدة إلى المنزل قبل ساعات عدة إثر موعده الغداء الذى أنتهى بالفشل ملأت بقية نهارها وبداية أمسيتها بالمهمات المعتادة التى تستدعيها المزرعة. منتديات
بالطبع كانت تنتظر هذه الزيارة . أما الآن وبعد حصولها فعلاً وبعد التحقيق من هوية زائرها فهى تشعر بالصدمة تخترق عظامها ببرودة.
قالت أبريل روبين بصوت أجش :"أظن يا ماى بأنه يجدر بنا التحدث معاً ألا تعتقدين ذلك؟"
لم تستدر ماى بإتجاه المرأة الأخرى لأنها كانت تكافح للتحكم بتلك المشاعر التى تحركت فى داخلها لتحتل مساحة وجهها المعبر. لم تشاهد أى سيارة فى ساحة المزرعة عندما تطلعت قبل لحظات قليلة لذلك لم يكن هنالك من تحذير مسبق لهذه المواجهة . أما الوجه الإيجابى الوحيد للأمر فهو إدراك ماى بأنها وحدها بالمزرعة وأن أختيها ليستا هنا لتشاهدا ما يحدث.
ـ ماى
تصلبت ماى فى مكانها قبل أن تستدير ببطء لتواجه المرأة الأخرى وهى تتقدم فى الساحة فى الوقت نفسه لاحظت السيارة الحمراء المركونة إلى جانب المرآب . لم تكن هذه السيارة مرئية لأى شخص يدخل من جهة الطريق كما حصل مع ماى تماماً
نظرت باستياء إلى المرأة الأخرى وقالت :"تعلمين بإننى لا أريدك أن تاتى إلى هنا"
جاءت كلمتها تصريحاً واتهاماً فى الوقت نفسه أما الممثلة فبدت أقل سيطرة على ذاتها مما كانت عليه وقت الغداء هذا اليوم وظهرت خطوط الإرهاق إلى جانبى عينيها كما بدا وجهها شاحباً وراء مساحيق التجميل التى نضعها . كانت ما تزال مرتدية الكنزة الكشمير والبنطلون الأسود اللون اللذين كانت ترتديهما من قبل.
تابعت ماى كلامها الساخر:"فى الحقيقة فوجئت كثيراً لأنك تذكرت الطريق إلى هنا"
أجفلت أبريل روبين لأن ملاحظة ماى المقصودة أصابت هدفها فردت عليها قائلة:"أتذكركل شئ عن هذا المكان يا ماى...."
قاطعتها ماى قائلة بمرارة :"أحقاً؟ إذن ستتذكرين طريق العودة أيضاً أليس كذلك؟"
ثم ابتعدت عنها وهى تتحرك لتفصل المقطورة عن مؤخرة الجرار ويداها ترتجفان من الغضب والصدمة معاً . كيف تجرأت هذه المرأة على المجئ إلى هنا؟ كيف تجرأت على ذلك؟
كلا.....لن تستسلم للبكاء لن تعطى هذه المرأة الفرصة بأن تعرف كم يسبب وجودها هنا الأذى والاضطراب لـ ماى.
استدارت بعد لحظات لتكتشف بأن الممثلة ما تزال واقفة فى مكانها وكأنها تجمدت فيه . نظرت أبريل روبين إليها نظرة متفحصة وقد بدا وجهها شاحباً وتوجهت غليها بالقول :"آسفة لما سمعته عن والدك السنة الماضية....."
شدت ماى يديها فى قبضتين إلى جانبها بقوة وقاطعتها قائلة :"هل شعرت بالأسف فعلاً؟"
ثم كررت قولها بتأنيب واضح:"أحقاً أنك شعرت بالأسف؟"
التمعت عينا أبريل بغضب شديد بسبب سخرية ماى الواضحة فأجابتها بإصرار تام :"نعم شعرت بالأسف حقاً.أنا....و هو...كنا مختلفين أنا وجايمس لكن ذلك لا يعنى بأننى تمنيت له الأذى...."
قالت ماى باشمئزاز :"من فضلك وفرى على ملاحظاتك المبتذلة غير الصادقة!"
تأوهت الممثلة وهى تقول :"إنها صادقة وهى بعيدة عن التملق . كنتِ صغيرة جداً ماى ولم يكن لديك أية فكرة...."
صرخت ماى بوجه المرأة الأخرى :"لم يكن لدى أى فكرة عن ماذا؟ عن بؤس والدى لأن زوجته قد تركته؟"
ثم هزت رأسها باستنكار قبل أن تتابع :"ربما كنت "صغيرة جداً"فى ذلك الوقت كما قلتِ لكنى لم أكن من الصغر بحيث أعجز عن إدراك أن أبى فقد رغبته فى العيش بعد مغادرتك وأن السبب الوحيد الذى دفعه إلى متابعة حياته هو بناته الثلاثة"
بدا وجهها متوهجاً وعيناها شديدتى الانفعال . وراح صدرها يعلو ويهبط بسرعة تحت كنزتها السوداء السميكة بينما كانت تتنفس بانفعال شديد
صرخت أبريل من شدة التأثر ورفعت يديها بتوسل :"إنهن بناتى أيضاً!"
تسمرت ماى فى مكانها وهدأ الغضب الذى كانت تشعر به تاركاً خلفه ذلك الوخز البارد الذى عاد يخترقها مرة أخرى . نعم جانيوارى و مارش وماى هن بنات هذه المرأة...لكنها تركتهن كما تركت والدهن . تخلت عن كل شئ لتلحق بنجم سينمائى وتصبح نجمة هى الأخرى ولسخرية القدر عرض دافيد مليتون منذ أسبوعين على ماى القيام بدور ستيلا فى الفيلم الذى تلعب فيه أبريل دور أم ستيلا !!
فى البداية شعرت بالإثارة عندما عرض عليها دافيد وهو مخرج الأفلام الشهير أن تخرج إلى عالم المسرحيات الإيمائية لتأخذ دور فى الفيلم الذى سيبدأ تصويره هذا الصيف . يومها قال لها دافيد بأنها أفضل من تقوم بدور ستيلا أبنة بطلة الفيلم . لكن الإثارة اختفت كلياً ما إن أخبرها عمن سيلعب دور أم ستيلا .
يرى دافيد بأن ماى هى أفضل من سيقوم بذلك الدور. وبالطبع فإن ماى هى الأفضل من يمكنه القيام بدور أبنة أمها! لكن كيف له أن يعرف ذلك؟ إنه لا يعلم بأن أبريل روبين هى أمها الحقيقية!
أنكرت ماى هذه الحقيقة لسنوات عدة بالاتفاق الضمنى مع والدها . وهكذا عاشت جانيوارى و مارش وهما تعتقدان بأن والدتهما ماتت عندما كانتا صغيرتين . ظلت تلك هى الحقيقة الوحيدة السائدة إلى ان عادت تلك المرأة للحياة بهذه الطريقة الدخيلو!
نظرت ماى ببرودة إلى المرأة الأخرى وصرحت ببساطة :"أمنا ماتت"
شهقت أبريل وأصبح وجهها أكثر شحوباً ثم قالت بصوت مختنق غير مصدقة ما تسمعه :"هل هذا ما تظنه جانيوارى ومارش أيضاً؟"
أكدت لها ماى بقسوة :"هذا ما نظنه كلنا . وما أعرفه أنا هو أن والدتى كانت امرأة جميلة أنانية اهتمت بالشهرة والثروة أكثر من اهتمامها بزوجها وبناتها الثلاثة الصغيرات"
ثم أضافت ببرودة تامة :"بالنسبة لنا ماتت فى اللحظة التى اتخذت فيها ذلك القرار"
ابتلعت أبريل ريقها بصعوبة وظهر الشحوب والقلق على وجهها فبدت عليها أعوامها الستة والأربعين وقالت :"أدركت بأن جايمس سيكرهنى لكننى لم أظن أبداً...."
قاطعتها ماى بقسوة قائلة :"لم يكرهك...بل كان يحبك ولم يحب سواك حتى يوم مماته "
قالت ذلك والعاطفة تجيش فى صدرها فهى تعرف بأن والدها لم ينظر أبداً إلى امرأة أخرى فى السنوات التى تلت مغادرة أبريل له وأنه استمر على حبه لزوجته السابقة على الرغم من كل ما فعلته به.
أغمضت أبريل عينيها لفترة وجيزة وترنحت قليلاً ثم قالت وهى تتنفس بصعوبة :"لم يكن هناك مجال للاختيار فوالدك....."
حملقت ماى بالمرأة الأخرى وقاطعتها بقوة:"أرفض رفضاً قاطعاً أن أناقش أمور والدى معك . فأنا عشت معه لأكثر من عشرين عاماً بعد مغادرتك ورأيت ما فعله به تركك إياه"
تنفست ماى بصعوبة قبل أن تنهى كلامها :"لذلك لا تفترضى بأنك تستطيعين المجئ إلى هنا بعد كل هذه السنوات لتخبرينى أى شئ عنه !"
ابتلعت المرأة الأخرى ريقها بصعوبة وقالت :"علينا أن نتكلم يا ماى...."
تحدتها ماى قائلة :"ولماذا يتعين علينا ذلك ؟ لا شئ لدى لأقوله لك ولا أظن بأن لديك ما تقولينه لى بعد تلك السنوات كلها"
رقت ملامح الوجه الجميل تاثراً فقالت أبريل :"ألديك فكرة عما خالجنى من مشاعر عندما أخبرنى دافيد بأن الشابة التى أختارها لتلعب الدور أمامى فى فيلمه المقبل تدعى ماى كالندر؟"
تبسمت ماى ابتسامة ملؤها السخرية وأجابتها :"أستطيع أن أتصور ذلك!"
عارضتها أبريل بنعومة قائلة:"لا تستطيعين!"
أكدت ماى بقسوة :"إذا كان ذلك يشبه بطريقة ما شعورى عندما علمت بأنك أنت من ستكونين نجمة الفيلم....عند ذلك نعم أستطيع ان أتصور"
يومها شعرت ماى بصدمة كبيرة. صعقتها تلك المعرفة إلى درجة جعلتها تستقل أول قطار عائدة إلى يوركشاير . وأعلمت أختيها بأنها رفضت عرض دافيد و أنها لا ترغب بمناقشة المسألة بعد الآن . مع أنها تعلم تماماً بأن دافيد ما زال مصراً على أنها أفضل من سيقوم بدور أبنة أبريل روبين فى ذلك الفيلم .
هزت الممثلة رأسها :"لا أوافقك على ذلك لسبب ما"
ثم تمتمت بنعومة :"اخبرينى عن جانيوارى و مارش هل هما.....؟"
تساءلت ماى فى سرها عن وقت انتهاء هذا الكابوس وأكدت لها :"ذلك ليس من شأنك"
أطبقت أبريل فمها بحزم وإصرار قائلة:"أخبرنى جود بأنهما مخطوبتان إلى اثنين من أقرب أصدقاءه "
قالت ماى باستهجان ظاهر: وهل أخبرتِ جود بأننا بناتك؟"
رفعت المرأة الأخرى حاجبين ساخرين وقالت:"وماذا تظنين؟"
أطلقت ماى صوتاً عبر عن دهشتها وقالت:"أعتقد بأنك لا تريدين أن يعرف جود من بين كل الناس بأن لديك ثلاث بنات تتراوح أعمارهن بين منتصفات العشرينيات وأواخرها "
بالطبع فجود يصغر تلك المرأة بحوالى عشر سنوات ولا يجدر به أن يعلم بأن لديها ثلاث بنات بالغات لا يصغرنه كثيراً . لا شك بأن هذه المعرفة ستكون عائقاً أمام علاقتهما . هذا ما فكرت به ماى على الأقل .
عبست أبريل بحدة وأجابت:"ليس ذلك هو سبب عدم أخبارى إياه ولا أعلم يا ماى ما هو الانطباع الذى أخذته بشأن مرافقتى لـ جود هذا اليوم لكننى أؤكد لك...."
قاطعتها ماى ببرود تام:"لا أحتاج إلى تأكيداتك ولا أريدها أيضاً آنسة روبين الأمر نفسه بنطبق على جانيوارى ومارش ...."
اعترضت المرأة الأخرى بقولها:"لا تستطيعين التكلم بالنيابة عنهما "
قالت ماى بإصرار :"فى هذه الحالة أستطيع التكلم بالنيابة عنهما . فقد نشأتا طيلة هذه السنين دون ام ومن المؤكد بأنهما لا تحتجان إلى أم الآن لا سيما أنهما توشكان على الزواج من الرجلين اللذين يحبانهما !"
أنهت أبريل جملة ماى ببساطة قائلة :"لا سيما إلى امراة مثلى هل هذا صحيح؟"
أومأت ماى موافقة :"هذا صحيح"
تمنت ماى لو أن المرأة الأخرى تغادر المكان بكل بساطة فقد بدأت تشعر بالإجهاد الذى تركته الدقائق عليها. استدارت مبتعدة غير متأكدة من طول المدة التى تستطيع الصمود فيها من دون الاستسلام لدموعها . بحق السماء ! تلك المرأة هى أمها التى أحبتها كثيراً للسنوات الخمس الأولى من حياتها هة المرأة التى كان عليها أن تتعلم العيش بدونها بعد أن تركت زوجها وبناتها لتلاحق مهنة التمثيل . كان يكفيها أن تتذكر عطر أبريل الذى تنشقته فى وقت باكر من هذا اليوم لتصاب بالصداع.
أصبحت ملامح وجه ماى أكثر تحدياً وقالت:"أعطيت دافيد جوابى بشأن دورى فى الفيلم ولا أعتقد بأن لدينا ما نقوله لبعضنا البعض "
قالت أبريل بصوت أجش:"أخبرنى دافيد بأنك ممثلة ممتازة"
هزت ماى كتفيها وقالت:"يبدو أنه يعتقد ذلك"
أومأت أبريل موافقة :"ممن تعتقدين بأنك أخذت موهبة التمثيل؟"
التمعت عينا ماى باللون الأخضر الداكن وقالت:"من المصدر نفسه الذى أتت منه موهبة جانيوارى فى الغناء وموهبة مارش فى الرسم كما أظن"
نطقت ماى بكلماتها هذه وهى تعرف أن أياً من الأخوات الثلاث لم ترث تلك المواهب من أبيها الرزين وغير المبدع
تمتم ابريل غير مصدقة:"جانيوارى تغنى....!و مارش ترسم؟"
ردت ماى بنبرة تعمدت فيها الإهانة :"نعم . لكنى متأكدة بأننا على استعداد على التخلى عن تلك المواهب مقابل ألا تكونى والدتنا!"
ظللت الشحوب وجه أبريل أكثر من ذى قبل وقالت :"هل تتخلين عن فرصتك بالنجومية فقط لأننى أمك"
رمقتها ماى بنظرة ساخرة وقالت:"بعضنا يرتب أولوياته بشكل جيد"
أغمضت أبريل عينيها بسبب تلك الملاحظة المتعمدة وارتفع ذقنها بتحدٍ واضح ثم نظرت إلى ماى بعينين ضيقتين قائلة:"أنت...."
لكنها توقفت عن متابعة حديثها لأن المرأتين سمعتا صوت سيارة قادمة.
أكملت قائلة :"هل تتوقعين أحداً؟"
جــــــــــود ! لا بد أنه هـــــــــــو.
* * *
ما أن نظرت ماى إلى ساعة معصمها حتى علمت بأن الوقت قارب السابعة والنصف وهو الوقت الذى قال جود انه سيحضر فيه من أجل تناول طعام العشاء عندها . لكن التوقيت هو أكثر من مجرد صدفة ولابد أن يكون هو القادم
اللعنة! ماذا عساها تقول لـ جود لتبرر وجود ابريل روبين هنا؟ وبالأحرى ماذا عسى أبريل تقول بشأن وجودها هنا؟
كادت قدم جود تنزلق عن داوسة الوقود وهو يتقدم بسيارته فى ساحة المزرعة ويرى ماى وأبريل تقفان هناك وهما تتبادلان الحديث فيما بينهما .
ماذا تفعل أبريل هنا بحق السماء؟ فساحة المزرعة الموحلة هى آخر مكان يتوقع رؤية هذه الممثلة الحسناء الرائعة فيه.لاحظ جود بمتعة كبيرة التناقض الواضح بين هاتين المرأتين والذى أصبح أكثر بروزاً بعد أن عادت ماى لترتدى ملابس العمل والقبعة الصوفية التى تغطى شعرها .
تذكر تصميم ماى على عدم محادثة أبريل وتذكرت بخشونة المتعمدة التى أظهرتها تجاهها فزادت حيرته تجاه هذا الموضوع وهو يراهما سوية هذا المساء.....
أوقف سيارته إلى جانب سيارة أبريل الحمراء ثم ترجل منها ليمشئ ببطء للانضمام إليهما . رماهما بنظرة محيرة قبل أن يحيهما ببرودة قائلاً : "مرحباً!"
بادرت أبريل إلى تحية جود ببساطة مماثلة قائلة:"مرجحباً"
ثم تابعت كلامها :"لم تكن لدى أدنى فكرة قدمكم إلى هنا أنا أيضاً"
صدر عن ماى صوت مستنكر ثم قالت بسخرية :"هل لاحظت كيف أن جود يجيب على السؤال بسؤال آخر؟"
أرسلت أبريل تجاهه نظرة ذات مغزى ثم مالت برأسها بحركة دلال وقالت :"ما دامت تشيرين إلى ذلك....."
دافع جود عن نفسه بلباقة وقد تملكه شعور غريب بأنه على الرغم من اختلاف هاتين المرأتين الواضح فهما متحدتان بطريقة ما فى هذه اللحظة بالذات قال:"هذه المرة أجبت عن تصريح بتصريح مماثل"
ثم رفع حاجبيه فى تساؤل واضح عما يحدث فقالت ماى ساخرة :"لا فرق فالنتيجة النهائية لإعطائك أدنى قدرمن المعلومات تظل هى ذاتها "
قال جود بحذر:"ربما!"
نظرة ماى إلى أبريل نظرة متفهمة وقالت:"أتفهمين ما أعنيه!"
ابتسمت أبريل بحرارة :"نعم "
رفع جود حاجبيه الداكنين وقال :"هل أنت مدعوة إلى العشاء أيضاً أبريل؟"
ـ لا ! منتديات
ـ لا أعرف....
تكلمت المرأتان فى وقت واحد . بدت ماى مصرة على موقفها السلبى بينما بدت أبريل أكثر غموضاً .
أنهت هذه الأخيرة كلامها بأسف قائلة :"لا أعتقد بأننى مدعوة "
وبعد نظرة سريعة إلى وجه ماى المقطب الجبين تمتم جود قائلاً :"هذا مؤسف!"
من الشيق مشاهدة ما يجرى بين هاتين المرأتين المختلفتين....حتى إن ذلك قد يمنحه الفرصة ليعلم بعض أسباب الكراهية بينهما وعلى الأقل من جانب ماى. أدرك جود ان أبريل كانت مشوشة أكثر منها غاضبة . كما لاحظ بأنها بذلت جهدها لتستعيد توازنها المعتاد إذ عادت ابتسامتها مشرقة لكن بلا معنى . كما لم يظهر هذا الدفء المعتاد فى عينيها . قالت وهى تهم بالانصراف:"سأترككما أنتما الأثنين لعشائكما إذن"
التفت جود نحو ماى بسخرية فمنظرها بثياب العمل لم يكن بالشئ الواعد .
تشدق بسخرية قائلاً :"لست متأكداً من أن ماى تتذكر بأنها دعتنى أنا الآخر"
بعد المحادثة المشحونة التى جرت وقت الغداء لا شك أن ماى اعتقدت بأنه لن يأتى إلى العشاء هذه الأمسية
صححت له ماى بجفاء :"تذكرت الدعوة وها هو القدر يحتوى على الدجاجة فى الفرن منذ عدة ساعات"
قد يكون هذا صحيحاً لكن جود شك أن تكون ماى قد توقعت أن ينضم إليها هذه الأمسية ليشاركها أكل هذه الدجاجة . سألها بخبث :"وهل تكفى لثلاثة أشخاص ؟"
أصبحت تعابير وجه ماى أكثر تجهماً وبدأت بالقول:"أنا....."
تدخلت أبريل بنعومة قائلة:"أنا أسفة لكننى مرتبطة بموعد مسبق للعشاء هذا المساء"
ثم نظرت إلى ساعة يدها الذهبية قبل أن تتابع قائلة :"فى الواقع....علىّ أن أذهب قبل أن أتأخر "
التفتت أبريل بعد ذلك إلى ماى وقالت بصوت مخنوق :"آمل أن أراك ثانية قبل أن أغادر"
نظرت إليها ماى ببرودة وقالت:"كم ستمكثين فى هذه المنطقة "
هزت ابريل كتفيها النحيلتين وأجابت :"أنا لا أعرف بعد...."
أومأت ماى على الفور وقالت حسناً إذا لم ألتقيك ثانية أتمنى لك رحلة آمنة إلى موطنك "
تقبلت أبريل الأمر بتردد لكنها قالت :"شكراً لك"
وبدت ابتسامتها أكثر توتراً وهى تلتفت إلى جود قائلة :"سأراك يا جود لاحقاً؟"
أومأ جود برأسه على الفور :"لا شك فى ذلك"
ابتسمت أبريل ابتسامة ساخرة ثم أضافت بصوت أجس :"سرنى لقاؤك ماى"
لم تشأ ماى أن تبادل أبريل مشاعرها كما لاحظ جود بعبوس . وفى الواقع بدت باردة جداً وغير راغبة بالتواصل مع الآخرين وكأنها نحتت من جليد
ما الأمر ؟ ما هو السبب الذى يجعل ماى تحمل مثل هذا الشعور المعادى لـ أبريل؟ لابد أن هناك عداء بينهما . فبالرغم من هدوء أبريل الظاهر وقت الغداء إلا أن المواجهة التى حصلت هذا المساء بينت أنها على علم بهذا العداء أيضاً.
أقسم جود بأنه سيحصل على الأجوبة عن كل هذه الأسئلة أما من ماى أو من أبريل.....لا فرق . وقف يراقب أبريل وهى تتجه نحو سيارتها وتقودها خارج ساحة المزرعة وقد بدا وجهها شاحباً تماماً


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 03:44 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6 / امرأتان و سؤال !
اختلست ماى نظرة باتجاه جود بينما كانت السيارة الحمراء تغادر ساحة المزرعة و أبريل فى داخلها .لابد أنه يشعر بالتشويش تماماً نظراً لوجود الممثلة هنا عند وصوله ونظراً لطبيعة لقائها مع أبريل وقت الغداء. لابد أنه يشعر بغرابة الوضع بكامله. حسناً! لانية لديها لتفسير الأمر له . كما انها لمست لدى المرأة الأخرى تصميماً على عدم إخباره وذلك بعد الحديث القصير الذى جرى بينهما عند وصول جود.
أبريل روبين....
من الغرابة ألا تستطيع التفكير بتلك المرأة إلا تحت هذا الاسم . لكن أين الغرابة فى الأمر؟ فهى تعلم تماماً بأن سبب ذلك وهو رفضها الاعتراف بها كأم لأنها أقدمت على تركها عندما طفلة فى الخامسة من عمرها . أى نوع من النساء تلك التى تقدم على مثل هذا الأمر ؟ فتلك المرأة لم تترك زوجها فقط بل بناتها الثلاثة اللواتى عن بأعمار الخامسة والرابعة والثالثة .
أخذت نفساً عميقاً وتعمدت أن تبدو نظراتها حيادية وهى تلتفت إلى جود قائلة:"إن كنت ترغب بالذهاب إلى المطبخ لتحصل على بعض الدفء فسوف ألاقيك بعد عدة لحظات"
رد عليها جود بعدم اكتراث مماثل قائلاً :"لا أشعر بالبرد"
قال ذلك برغم الريح القارصة التى كانت تعصف فى أنحاء المزرعة وتابع بحدة :"فى الواقع أعتقد بأن المطبخ هو أشد برودة من هذا المكان "
حافظت ماى على جديتها وقالت:"احقاً؟ أؤكد لك بأن المكان دافئ هناك فالموقد يعمل جيداً"
تطلع جود نحوها وقد ضاقت عيناه فبدتا كدائرتين فضيتى اللون قبل أن يرد قائلاً:"لم أكن أتحدث عن نظام التدفئة وأنت تعلمين ذلك"
هزت ماى رأسها وهى تستدير مبتعدة عنه قائلة :"هل أعلم هذا حقاً؟ على أن أقوم....وماذا تظن نفسك فاعلاً؟"
صاحت بذلك بقوة عندما أمسك جود ذراعها وأداها بقوة كى تصبح بمواجهته ثم قال بخشونة :"هل ستخبرينى بما يجرى أم علىّ أن أكتشف ذلك بنفسى؟"
حدقت ماى فيه بعبوس....أنه صديق أمها و لربما كان ذلك منذ فترة وإذا كان على شخص ما أن يفسر له ما يجرى فمن المؤكد أنها ليست ذلك الشخص . أطبقت فمها بحزم وهى تقول له بحدة :"لِمَ لا تسأل أبريل روبين؟"
وأضافت بلهجو مهينة :"مع أنكما تتشاركان بعلاقة حميمة أستغرب وجودك هنا لتناول العشاء معى ومغادرتها لتشارك العشاء مع شخص آخر"
ضاقت عينا جود أكثر فأكثر ورد عليها قائلاً :"وماذا يعنى هذا الكلام ؟"
هزت ماى كتفيها وتأوهت....وأدركت فجأة بأنها متعبة جداً ولا تستطيع الانشغال بمجابهة أخرى لكنها قالت :"فسره على طريقتك . كان يومى متعباً وطويلاً جود لذا انا متعبة وجائعة. أتظن بأننا نستطيع تأجيل الكلام إلى ما بعد تناولنا العشاء؟"
تأملها جود لعدة دقائق مثقلة بالتوتر قبل أن يترك يدها بتمهل . ثم ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه وتمتم :"لم تتوقعى حضورى على مائدة العشاء هذه الأمسية كما أتفقنا مسبقاً , أليس كذلك؟"
أكدت له بجفاء وهى تهز كتفيها :"أقول لك بصدق بأننى لم أتوقع حضورك. لكنك من ذلك النوع من الرجال الذى يجب أن يقوم بكل ما هو غير متوقع أليس كذلك؟"
تأكدت أنها على صواب فى تخمينها من الطريقة التى زم بها شفتيه . تابعت تقول بلهجة لاذعة :"ولعل تلك هى طريقتك لمفاجأة الناس "
رد عليها قائلاً :"وأنتِ امرأة تحب المجادلة كثيراً"
راقبته ماى وهو يتوجه نحو البيت بدت حركاته رشيقة فى مواجهة الرياح الباردة التى راحت تعبث بشعره الداكن أما جاذبيته ووسامته فلم تتأثر بقساوة الطقس على الإطلاق .منتديات
ماه ى العلاقة التى تربطه بـ أبريل روبين؟ أهو حبيبها أم صديقها ؟ لم تكن لديها أى فكرة عن ذلك ولكن حتى تحصل على هذه الفكرة سيكون من الجنون أن تسمح لإعجابها به أن يجرها إلى أبعد من هذه الحدود .
لكن هذا الأمر لم يكن سهلاً فى ما بعد عندما تعمد جود أن يبدو جذاباً أثناء تناولهما وجبتهما سوياً . أخبرها عدة قصص ممتعة مع ماكس و ويل وحتى عن نفسه أيضاً وبدا وكأنه قد نسى التوتر الذى ساد بينهما قبل قليل . لكن ماى كانت تعرف بأن الأمر ليس كذلك بالفعل فليس باستطاعة أحدهما أن ينسى هذا التوتر ....
بينما هما يرتشفان القهوة سألته بفضول:"ألديك عائلة أو أقارب غير والديك يا جود؟"
ابتسم جود قليلاً وهو يرد عليها :"أ تعنين أنسباء ؟"
أكدت له بجفاء شئ من هذا القبيل "
هز جود كتفيه وقال :"أننى رجل وحيد وأظن أن ذلك يرجع إلى الوقت الذى أمضيته فى السفر ذهاباً وإياباً ما بين أميركا وإنجلترا خلا فترة طفولتى" ثم ابتسم قليلاً قبل أن يتابع كلامه :"لا أظن أننى عشت مع أهلى لأكثر من سنتين فى المنزل نفسه"
هذا يفسر فقدانه الواضح لجذوره كما يفسر افتقاده التام لمفهوم الانتماء إلى هذه الأسرة فى المزرعة على العكس تماماً من ماى.
استرخى جود فى مقعده وابتسم قائلاً :"اعلم إلى أين ستصلين بكلامك هذا يا ماى"
تأوهت وردت عليه :"أتظن ذلك؟"
أومأ برأسه وقال:"أعتقد ذلك لكن هذا لا يغير من حقيقة أن المزرعة هى أكبر من أن تديريها لوحدك"
بدا مظهرها عدائياً ومستاءً بسبب عدم نسيانها زيارة أبريل روبين فى وقت سابق من هذا اليوم وقالت بغتة:"لا بد أنك تشارك أبريل روبين مشاعرها"
لم تشك ماى فى أن المرأة تستغرب بشدة عنادها يشأن بيع هذه المزرعة إلى جود
رد جود بعبوس قائلاً :"أبريل؟ ما علاقتها بهذا الأمر بحق السماء؟"
أغمضت ماى عينيها وقد أدركت متأخرة بأنها سمحت لمشاعرها الشخصية العادية للمرأة الأخرى بأن تظهر مرة جديدة.
أكد لها جود بخشونة :"أنا لا أناقش صفقاتى التجارية مع أبريل إن مان ذلك ما تقصدينه"
اتسعت حدقتا عينيها :"لِمَ لا تفعل ذلك ؟"
قال جود ببطء متعمد :"لأننى....بالمناسبة يا ماى ماذا تظنين نوع علاقتى بـ أبريل؟"
هزت كتفيها وأجابت:"من الواضح بأنكما وصلتما إلى هنا معاً وتقيمان فى الفندق نفسه معاً....."
ـ وصلنا سوية لأننى حضرت لأنهى بعض الأعمال التجارية وتبين لى بأن لدى أبريل أعمالها الخاصة هنا
وبعد أن وجه نظرة مركزة نحو ماى تابع قائلاً :"وبالرغم من أننا نقيم فى الفندق نفسه...."
قاطعته ماى وهى تقف فجأة وبعد أن قررت بأنها لا تريد أن تعرف علاقة هذا الرجل بأمها وقالت له :"فى الواقع أنت لا تدين لى بأى إيضاحات جود"
لكن على الرغم من صداقته مع أبريل فأن ماى تشعر بالانجذاب إليه . استدار جود لينظر إليها ثم قال بنعومة بعد أن وقف هو أيضاً :"أحقاً أننى لا أدين لك بأى تفسير؟"
نظرت إليه ماى بعينين متفهمتين . لقد حدثت أمور كثيرة اليوم وفى الواقع فكرت أنها لا تستطيع المقاومة إذا ما قام جود بمعانقتها مرة أخرى. وكما يبدو هو عازم على القيام بذلك !
ما أن أخذها بين ذراعيه ليغمرها حتى اقتربت منه بسكون مستجيبة لعناقه مثلماً تستجيب الزهرة لضوء الشمس . بدا الأمر غاية فى البساطة عندما يعانقها جود تختفى أهمية الأشياء الباقية كلها . فكل ما يهم هو....
فجأة عجزت ماى عن التفكير. كل ما أستطاعت التفكير به هو الإحساس به بقربها . راحت يداها تتحركان لتحيطا بعنقه فيما أصبح عناقه أكثر عمقاً وأكثر تطلباً . همس جود بصوت أجش :"إنك جميلة للغاية يا ماى"
ارتعشت ماى من فرط الإحساس بقربه وغمرتها مشاعر من الدفء لم تعرفها من قبل. أيقنت بأنها تريد هذا الرجل وأنها تشعر بالانجذاب إليه كما لم تشعر تجأة اى رجل آخر
تنفس جود بعمق وهو ينظر فى أعماق عينيها وقال بصوت أجش :"إنك تثيرين فىّ مشاعر قوية ماى"
ثم أضاف بنعومة: "وأظنك تشعرين بالمثل أنت أيضاً"
أخذت ماى نفساً وهى ترتعش وأدركت بأن ما تفوه به هو الحقيقة بعينيها . فما من رجل قبل جود تمكن من إثارة مثل هذه الأحاسيس فيها طيلة حياتها .
شعرت بإنها ستذوى وتموت إذا ما أبتعد عنها . لكن المر بدا فى غاية الغرابة لأنهما بالكاد يعرفان بعضهما البعض .
لم تستطيع ماى أن تفلت من سحر نظراته كما لم تستطيع الإفلات من المشاعر التى اجتاحتها . بعد ان لاحظ سكوتها المستمر همس لها :"هل يساعدك فى شئ إذا ما قلت لك ان ما من شئ يربطنى بـ أبريل ؟"
جمدت ماى فى مكانها وكأنها تلقت صفعة . وفجأة أصبحت باردة كالثلج بين ذراعيه واتسعت عيناها من الصدمة .
أبريل ! أبريل روبين ! المرأة التى كانت أمها ذات يوم !
أحس جود بالائمة على نفسه عندما رأى التغير الذى طرأ على ما إن تلفظ بأسم المراة الأخرى . لاحظ الطريقة التى اتسعت عيناها بها وكيف فقدتا بريقهما الحالم وبدأتا بالتركيز بحدة وكيف أن جسدها تصلب فجأة وأصبح كلوح جامد حتى عندما بدأت بدفعه بعيداً عنها
ابتعدت قليلاً عنه وأحاطت وجهها بيديها ثم قالت بصوت مختنق :"من الأفضل لك أن تنصرف "
ثم استدارت لتواجهه مباشرة وقد أصبحت عيناها الخضراوان داكنتين أكثر وتابعت كلامها قائلة :"دعوتك إلى منزلى لتناول العشاء فقط يا جود...."
قاطعها بخشونة قائلاً :"لا داعى لأن تشعرى بالتوتر يا ماى. إنه مجرد عناق لا أكثر"
جهدت ماى لتستجمع قواها فوقفت باستقامة وهى تشد كتفيها عمداً وقالت :"نعم دعنا نتصرف كشخصين راشدين"
ثم أضافت بإشراقة مصطنعة :"فبعد كل شئ هذا ما نحن عليه أليس كذلك؟"
لم يرغب جود بأن ينصرف هكذا بل أراد فقط أن يمسك بكتفيها ويهزها بعنف. إلا أنه تسأل بمرارة شديدة فى سره : ما الذى سيحققه لى ذلك بالتحديد؟
إنه يشعر بالانجذاب إلى ماى كما أعترف لنفسه . لكن بعض الأمور تقف حائلاً بينهما ومن الواضح أن لا نية لدى ماى بمصارحته أبداً"....نظر إليها نظرة متفحصة وقال:"لماذا لم تخبرينى بأنك ممثلة وأن سبب ملاحقة دافيد ميلتون لك هو رغبته بمشاركتك فى أفلامه؟"
رأى جود عينيى ماى تتسعان لإدراكها بأنه يعرف ذلك القدر عنها . حسناً ! لقد حصل على بعض التفسير لما حدث وقت الغداء من قبل دافيد وأبريل . واستراح باله كثيراً عندما عرف نوايا الرجل الآخر تجاه ماى وإلا أنه ظل يتساءل عن سبب تصميم ماى القاطع على عدم الظهور فى ذلك الفيلم....
أجابته ماى بتوتر واضح :"الرغبة فى الشئ والحصول عليه هما أمران مختلفان أنا متأكدة من أن دافيد قد أخبرك بأنى رفضت عرضه وعدة مرات أيضاً"
ـ لقد أخبرنى إلا أنه لم يكن واضحاً جداً فى عرض الأسباب
ابتسمت ماى ابتسامة غير مرحة وقالت:"أحقاً؟"
وجه إليها نظرة متفحصة أخرى وأجابها :"هل يعود السبب إلى تمسكك بالبقاء فى هذه المزرعة؟"
التمع شئ ما فى هاتين العينين الخضراوين الجريئتين شئ تمكنت من إخفاءه قبل أن يعرفه ويحلله جيداً وأعطاه ذلك إنطبعاً بأن ما ستقوله ماى لإجابته عن سؤاله سيكون بعيداً عن الحقيقة
أخيراً أجابت بارتياح :"نعم هذا هو السبب"
ازدادت خيبة أمل جود بسبب تعقد الوضع فقال لها بتردد :"أنا لا أصدقك"
اتسعت عيناها بسخرية هذه المرة وهزت رأسها بمرارة وردت عليه قائلة :"وهل يفترض بذلك أن يضايقنى ؟"
راحت عيناها تصدران التماعات تحذيرية وهى تضيف :"اعتقد يا جود بأنك مبالغ حجداً فى الشعور بأهميتك وخصوصاً فى الأمور التى تتعلق بى"
أدرك جود بأنها عادت تتعمد الإهانة فقال بنفاد صبر:"ماى...."
أرتفع حاجباه بطريقة ساخرة ومهينة وقالت:"جود؟"
زم شفتيه بغضب إنها أصعب امراة شاء سوء حظه أن يلتقيها . فمنذ لحظات قليلة استجابت له وبدت طوع يديه وظن بأنها على وشك الاستسلام له. وها هى الآن تعود فتأخذ موقفاً دفاعياً مما يجعله يرغب بهزها بعنف إلى ان تصطك أسنانها. إلا أن هذا المر سيوصلهما حتماً إلى العدائية إذا ما أقدم عليه.
أجفلت ماى فجأة وتحركت بسرعة نحو نافذة المطبخ فصرخ بها :"ماى , أنت...."
وما لبث أن عبس وأكمل قائلاً :"ما المشكلة؟"
أنت ماى بألم وعلا وجهها الشحوب وهى تنظر من نافذة المطبخ . ثم أنت مرة أخرى وقالت بنبرة اتهامية :"أنا ليست أكيدة...أوه.....لا....أنا.....ماذ� � فعلت يا جود؟"
بدأت ماى بالنحيب بشكل مؤثر وقالت :"أنت تعرف بأننى لم أرغب....كيف أمكنك القيام بذلك؟ ماذا يمكننى أن أفعل الآن؟"
ـ عم تتكلمين بحق السماء ؟
سألها جود بنفاد صبر وهو يمشى بخطوات مصممة نحو النافذة . أستطاع أن يتعرف بسهولة على شخصين على الأقل وهما يترجلان من السيارة التى توقفت الآن فى ساحة المزرعة . وبعد أن تعرف على ماكس و ويل لم يكن من الصعب أبداً التعرف على المرأتين الجميلتين ذاتى الشعر الأسود اللتين ترافقانهما . للابد أنهما خطيبتهما جانيوارى ومارش فهما تشبهان ماى كثيراً نظرة واحدة إلى ملامح القلق المرتسمة على وجه ماى كانت كافيه ليكتشف بأن أختيها هما آخر شخصين تود رؤيتهما من هذه اللحظة . شعر جود من الطريقة الاتهامية التى تنظر بها إليه وطريقة كلامها معه بأنها تعتقد أن له علاقة بوصول شقيقتيها بهذه الطريقة غير المتوقعة. منتديات
كررت ماى كلامها ثانية :"كيف أمكنك أن تفعل ذلك؟"
وانهمرت دموع الإحباط من مقلتيها وتابعت :"أنت تعرف بأننى لا أريدهما هنا....."
قاطعها جود بقوة قائلاً :"لا أعرف مدى ظنونك بى يا ماى لكنن أؤكد لك بأننى لم أخبر أحداً بأنك تعانين هنا لوحدك لا سيما شقيقتيك أو ماكس و ويل"
حدقت غليه للحظات طويلة حائرة أتصدقه أم لا . على أى حال لا وقت لديها الآن لتناقش هذا الموضوع . استدارت والاضطراب بادٍ عليه ثم شبكت يديها بقوة حتى ابيصت مفاصل أصابعها وقالت:"عليك أن تنصرف "
إلا أنها سارعت ما عدلت رأيها فيما راحت تذرع الغرفة جيئة وذهاباً , وفى محاولة منها لتقرير ما يجدر بها عمله وكان تفكيرها فى سباق مع الزمن. ثم أردفت :"لا....عليك أن تبقى"
جانيوارى ومارش هما آخر شخصين ترغب ماى بعودتهما لا سيما فى هذا الوقت مع إدراكها بأن أبريل روبين لا تبعد سوى مسافة ميلين عن هذا المكان .
مع أن أختيها لا تعرفان بأن تلك الممثلة التى أصبحت تدعى أبريل روبين هى والدتهن . لم تشعر بضرورة إبلاغ شقيقتيها بالحقيقة . فبعد كل شئ ما هى فرصة إلتقاء أى منهما بالممثلة الشهيرة سواء بالصدفة أو عمداً ؟ قررت ماى بأن ذلك لم يكن احتمالاً واراداً لكن يبدو أنها أخطأت فى تقديرها....
والآن عادت شقيقتيها إلى المنزل بشكل غير متوقع وها هى أبريل روبين فى فندق لا يبعد سوى أميال قليلة هن هذا المكان فما العمل؟
من الواضح بأن جود كان منشغل التفكير أيضاً ولو لأسباب مختلفة كلياً قبل أن يستدير وينظر إلى ماى وهو يرفع حاجبين داكنين ساخرين . ثم تشدق قائلاً :"اتخذى قرارك يا ماى هل علىّ الانصراف أم البقاء؟"
بالطبع أرادته أن ينصرف وأن يبتعد إلى أقصى مسافة ممكنة عن هذا المكان وأرادته كذلك أن يأخذ أبريل روبين معه . لكنها أدركت بأن ذلك غير ممكن الحدوث خصوصاً مع وصول ماكس و ويل . لذلك يحتكا أن يكون وجوده هنا أمراً مساعداً فى محاولة تفسير بعض الاضطراب الذى ستعجز عن إخفائه.
أمسكت ماى بذراعى جود بشدة وأجلسته على أحد مقاعد المطبخ وآمرته:"أجلس, لكن لا....لا تحاول أن...."
أخذت ماى نفساً عميقاً مجبرة نفسها على الهدوء وهى تدرك بأن جود سيشك بتصرفاتها
يا للفوضى! بل يا للكابوس المرعب ! ما الذى جعل جانيورى ومارش تعودان الآن إلى المزرعة؟ آخر مرة تكلمت فيها ماى مع جانيوارى أخبرتها هذه الأخيرة بأنها تستمتع بوقتها مع ماكس وإنها ستقضى أسبوعاً آخر معه فى الكاريبى. أما مارش فكانت مستكينة فى لندن لتتعرف على أقارب زوجها المستقبلى . ذلك كله دفع ماى إلى التساؤل عمن عساه أبلغهما بأنها تعانى لوحدها هنا إن لم يكن جود!
وأجبرت نفسها على الاستكانة. وأخيراً قالت بهدوء :"هل ستبقى يا جود من فضلك؟"
مررت لسانها على شفتيها وتابعت:"أريدك ألا...."
نظرت إليه بتوسل وتابعت كلامها قائلة:"أرجوك لا تقل شيئاً عن وجود دافيد مليتون وأبريل روبين فى المنطقة "
تأملها جود وبدا من الواضح بأن الحيرة أصابتها بسبب سلوكها . مع انه حاول إخفاء ردة فعله تماماً . فهو رجل يفضل أن يبقى مسيطراً علة انفعالاته عبس قليلاً وقال:"أل تعرف شقيقتاك بشأن العرض السينمائى ؟"
ردت عليه بنفاد صبر قائلة:"إنهما تعرفان به. لكن كل ما تعرفانه هو اننى رفضته"
راح جود يخمن فقال :"لكنهما لا تعرفان بأن دافيد ميلتون يلاحق هذه المسألة بعناد"
تأوهت ماى بانزعاج و أجابته:"لا , لا تعرفان ذلك"
ـ .....أو أن أبريل موجودة هنا لتساعده فى الضغط بشأن هذه المسألة وبالمناسبة ما هى مشكلتك مع ابريل؟"
قال ذلك بنبرة ملؤها الأنزعاج بينما أحست ماى بالشحوب يعلو وجهها لمجرد ذكرالمرأة الأخرى . أخذت نفساً عميقاً....ماذا لو جاء على ذكر أبريل روبين أمام أختيها ؟ نظرت إليه بتصميم مدهش وقالت :"افضل ألا أناقش هذا الموضوع هذه الليلة جود"
تراقص فم جود بسخرية وقال متشدقاً بسخرية أكبر :"أتدركين بأن صمتى سيكلفك؟"
تأوهت بنفاد صبر واستطاعت فى هذه اللحظة أن تسمع صوت شقيقتيها السعيدتين أما المدخل فأصبحت على استعداد لأن تعد جود بأى شئ الآن لضمان سكوته بشأن أبريل روبين فردت عليه:"نعم"
رد بسرعة ونعومة :"أ نتعشى سوية يوم غد؟"
أتسعت حدقتا ماى وأجابت :"عشاء فقط؟"
عبس جود بشدة بينما قست ملامحه وعلق قائلاً :"ماذا ظننت أننى أقصد غير العشاء "
ردت بنفاد صبر :"لا فكرة لدى لكن لا أمانع فى تناول العشاء معك يوم غد "
قال جود بامتعاض :"لا تعرفين مدى سرورى لسماع ذلك. لا أعلم أى نوع من الرجال تظنيننى , لكننى ليست من النوع....."
بعد أن تحركت عبر الغرفة لتناول لاحظت بأن الباب بدأ ينفتح . تظاهرت بأنها تملأ كوبين من القهوة وقاطعته قائلة:"صه"
كانت الدقائق القليلة التالية مليئة بأصوات الشقيقات الثلاث التى تنم عن سعادتهن للقاء بعضهن فرحن يتبادلن العناق بلهفة . شعرت جانيوارى ومارش بالسرور لأن وصولهن بغتة إلى المنزل نجح فى مفاجأة ماى .
يا للمفاجاة! فقد كادت هاتان الشقيقتان أن تتسببا لها بنوبة قلبية مثل تلك التى أشار إليها جود من قبل. بقى عليها أن تعرف جود بشقيقتيها جانيوارى و مارش لأن ماكس و ويل يتبادلا التحية مع صديقهما ما إن وصلا . بدا من الواضح بأنهما استغرقا وجوده بهذا الشكل المريح هنا بعد كل ما قالته عنه ماى فى الماضى.
شرعت ماى بتفسير و جوده فى المكان إلى صهريها المستقبلين فقالت :"كنت أنا و جود نتناول العشاء معاً بينما يتابع جهوده لإقنلعى ببيعه هذه المزرعة"
وتجاهلت عمداً نظرة ماكس المتفحصة ونظرة ويل المستغربة . ففى آخر مرة تكلمت فيها عن جود مارشال وهو غائب أما هذين الرجلين لم تخف مشاعرها العدائية تجاهه . وها هى الآن تستكين بسعادة فى مطبخها بعد تناوله الطعام معها! وافقها ماكس بنبرة ناعمة إذ قال :"يستطيع جود أن يكون مقنعاً جداً "
ردد ويل وراءه بجفاء:"جداً جداً "
تجنبت ماى عمداً النظرتين العارفتين لـ ماكس و ويل والتفتت إلى أختيها بثقة أكبر وخاطبتهما :"هذا هو جود مارشال يا جانيوارى و مارش"
صافحته جانيوارى بحذر وقالت :"مرحباً جود"
أما مارش المعروفة بصراحتها فلم تكن أسيرة مثل هذه المجاملات . ووجهت نحوه ابتسامة مصطنعة وسألت أختها :"هل تأكدت من خلو الطعام من سم بطئ التأثير قبل تناولك إياه؟"
وقف جود بعد إنتهاء التعارف وبدا أطول من ماكس و ويل بعدة بوصات ما جعله يبدو مسيطراً على المكان . ثم تمتمت بنعومة :"اعتقد بأنك مارش "
وبعد أن سددت مارش نحوه نظرة متسائلة فسّر الأمر قائلاً :"سمعت الكثير عنكما"
ثم تشدق محاولاً الإجابة عن سؤالها :"أما بالنسبة للسم فأعتقد بأننا توصلنا إلى ما يشبه الهدنة فى الوقت الحاضر "
استدار فى الوقت نفسه ليبتسم فى وجه ماى ابتسامة لطيفة . اتسعت عينا ماى ثم عبست مفكرة ما الذى يخطط له هذا الرجل الآن....؟مهما كانت خططه فهى لن تعجبها!
قال ويل بارتياح واضح :"عظيم جداً "
أومأت مارش وهى تقف إلى جانبه وعيناها الرماديتان المائلتان إلى الخضرة تلتمعان بنوع من خيبة الأمل وقالت موافقة بسعادة :"من الأفضل أن يكون الإشبين والإشبينة متوافقين ولا يرغبان بطعن بعضهما البعض خلال حفل الزفاف"
ـ إشبين.....
وقالت ماى بلهفة زادت من صدمة جود :"الوصيفة الأولى...؟"
ضحكت جانيوارى وبدا من الواضح أنها أكثر سعادة الآن مما كانت عليه قبل مغادرتها لتمضية العطلة مع ماكس قبل أسبوعين ونصف وقالت :"خففا من وقع المفاجأة أنتما الأثنان !"
طمأن هذا الكلام ماى قليلاً واستنتجت بأن الذهاب فى عطلة ساعد جانيوارى على تجاوز محنتها السابقة , وها هى أختها تشع سعادة الآن .
أمسكت مارش بكلتى يدى ماى وقالت:"ومن عسانا سنختار غيركما كشاهدينا الرئيسيين؟"
أضافت مارش مشجعة :"فكرنا بأن الاحتفال بالزفاف فى عيد الفصح سيكون أمراً رائعاً "
شعرت ماى بسعادة لأجل أختيها لكنها ليست سعيدة جداً بفكرة مشاركة هذه المناسبة مع جود مارشال من بين كل الناس . قالت بعد أن حصلت على بعد الاطمئنان :"جيد جداً"
كان جود على علاقة حميمة مع ماكس و ويل على حد سواء برغم من اختلاف وجهات النظر بينهما فيما يتعلق بالعمل لاسيما فى مسـألة شراء هذه المزرعة.
مرة أخرى صوب جود نحو ماى ابتسامة حميمة وهو يقول :"سوف يشرفنا ذلك أليس كذلك ماى؟"
جاءت أبتسامته هذه بعد ابتزازه لها قبل قليل وطلبه منها تناول العشاء معه مساء الغد. وهى الدعوة التى يساور ماى الكثير من الشكوك بشأنها!
اعترف جود فى قرارة نفسه بأنه يستمتع كثيراً . كانت جانيوارى و مارش كما صورهما ماكس و ويل تماماً فهما جميلتان جداً ساحرتان وتتمتعان بثقة كافية بالنفس وهو ما لمسه عند ماى أيضاً من قبل.
من جهة أخرى شعر بنوع من الرضى لأن ماى أصبحت قلقة تماماً ولو لمرة واحدة, فوصول شقيقتيها غير المتوقع قد أربكها كثيراً . هذا ما لاحظه هو على الأقل. إلا أن جود شك فى أن الآخرين قد رأوا الأمور كما رآها هو ....
وأعترف لنفسه بأنه ما تزال هناك مشكلة صغير تتمثل فى افتراض ماى بأنه يقف وراء الوصول المفاجئ لهؤلاء الأربعة إلى المنزل.
على الرغم من أنه أقدم على الكثير من الأشياء إلا أنه أدرك منذ البداية بأن ماى لا ترغب بأن تعرف شقيقتيها بأنها وحيدة هنا وبغض النظر عما إذا كان يوافق على ذلك القرار أم لا فمن المؤكد بأنه احترمه . وهكذا تساءل بعفوية:"إذن ما الذى أتى بكم أنتم الأربعة بهذا الشكل غير المتوقع؟"
سددت مارش نظرة توبيخ إلى شقيقتها الكبرى ثم قالت بجفاء :"أتعنى بأن العزيزة ماى لم تشأ إبلاغ أى منا بأنها تدير المزرعة لوحدها هنا؟"
نظر جود نظرة احترام وتقدير إلى الأخت الوسطى المنتمية إلى عائلة كالندر . بدا من الواضح أن النساء الثلاث يتمتعن بالذكاء مثلما يتمتعن بالجمال. وبالتأكيد فهو لم يشك ذى ذلك لأن المرأة التى تستهوى ماكس أو ويل لابد أن تكون امرأة غير عادية . ولا شك فى أن الشقيقات كالندر غير عاديات !
بدأت ماى غير مرتاحة لسماع هذا الاتهام فقالت :"لم يكن هناك من داعٍ مطلقاً لإبلاغ أى منكما....."
شبكت جانيوارى ذراعها فى ذراع ماى وابتسمت وأجابت بإعجاب فى وجهها مقاطعة كلامها باهتما :"لكن بالطبع كان هناك داع"
ثم التفتت نحو جود مبتسمة وقالت:"....فأنت لا تستطيعين القيام بكل الأعمال فى المزرعة لوحدك. ولكى أجيبك عن سؤال جود...." استطردت جانيوارى وهى تهز كتفيها:"....أتصل ويل بـ ماكس على هاتفه النقال ليخبره عن الأنباء السارة بشأنه و مارش وعرف أننا ما نزال فى الكاريبى....."
التفت جود ليسدد نظرة جادة إلى ماى التى بادلته بنظرة غير مقتنعة . إنها بالتأكيد أشد النساء عناداً....!
عادت جانيوارى لتقول :"وهذا هو بالطبع سبب عودتنا على الفور . التقينا نحن ومارش وويل فى لندن, و..."
تابعت عنها مارش بجفاء :"ها نحن هنا جميعاً . نجتمع كعائلة سعيدة واحدة"
ثم نظرت بعينين خضراوين ملؤهما التحدى بإتجاه جود.
تمكن جود من ملاحظة طبع مارش الحاد واستطاع أن يبادلها نظرتها المتحدية بسهولة. لاشك فى أن أحوال ويل سوف تتبدل بسبب زواجه من الأخت الوسطى فى عائلة كالندر .
ككان جود قد أخبر ماى بأن ليس لديه أقارب ولهذا السبب كان يعتبر ماكس و ويل بمثابة شقيقيه اللذين حُرم منهما . وهكذا بدا سعيدن بتمضية بعض الوقت معهما . دار الحديث حول كل شئ وكل الناس بدءاً من الخطّاب إلى الإشبينين إلى ما هنالك.....
ولاحظ من التعابير التى ارتسمت على وجه ماى أنها غير متحمسة لموضوع الوصيفة الأولى للعروس. اقترب ليقف بالقرب منها واضعاً ذراعه حول خصرها النحيل من دون خجل وقال :"أنظرى إلى الجانب الإيجابى من الموضوع ماى فإشبين العريس والوصيفة الأولى للعروس عادة ما يتشاركان مشاعر الفرح بالزفاف"
سددت نحوه نظرة ذات مغزى قابلها جود بابتسامة وتحركت فى الوقت نفسه مبتعدة عنه ثم قالت بمرارة :"أنا متأكدة بأن ذلك ليس بالنسبة إليك"
حافظ جود على ابتسامته ثم تشدق قائلاً :"فى الواقع كنت أفكر بك "
التهبت خدا ماى بحمرة الخجل واستطاع جود أن يلاحظ لمعة الغضب فى عينيها والتى تدل على أنها تفضل أن تقول له ماذا يفعل بأفكاره هذه. كانت على وشك ان تبدأ الكلام لولم تتدخل جانيوارى فى المحادثة وتقول :"عليك أن ترى خاتمى خطوبتنا يا ماى"
ضحكت جانيوارى وتابعت كلامها :"دعيها ترى يا مارش"
مدت جانوارى يدها النحيلة وفعلت مارش مثلها .كان الخاتمان متشابهين تقريباً فى كل منهما جوهرة كبيرة محاطة بجواهر أخرى أصغر حجماً . منتديات
ابتسمت مارش بسخرية وقالت :"لم تعرف أى منا ما الذى اختارته الأخرى حتى التقينا البارحة"
اغتنم ماكس فرصة انشغال الأخوات الثلاث ليدفع جود إلى الكلام :"وأنت ما الذى تفعله هنا بحق السماء؟"
هز جود كتفيه فيما انتباهه مازال منصباً على السعادة التى تبدو على وجوه نساء كالندر الثلاث وهن يتفحصن خاتمى الخطوبة وردد قائلاً بنعومة: "كنت تعرف بأننى سأسافر إلى هذه المنطقة "
وهنا تدخل ويل بالمحادثة و أضاف باستمتاع ظاهر :"لكن ليس بالتحديد إلى هنا . أخبرنا أولاً هل صوبت ماى بندقة عليك عندما ظهرت فى هذه المزرعة؟"
التفت جود ليبتسم بوجه صديقه وقال معترفاً بجفاء :"لو أنها كانت مستيقظة لفعلت ذلك . فهى نارية المزاج بما يكفى"
رفع ماكس حاجبيه معبراً عن دهشته وهو يقول :"ماى عصبية المزاج؟"
أكد جود بعبوس :"نعم هى كذلك "
لكن ويل أكد له بمرح :"كلا مارش هى عصبية المزاج . أما ماى فهى الأكثر هدوءاً بين الأخوات الثلاثة"
أومأ ماكس ببطء وهو الكثر جدية بين الرجال الثلاثة وقال :"أتفق معك بذلك . ماى هى الأسهل طبعاً من بين أخواتها"
هز جود رأسه بشدة ثم أكد لهما قائلاً :"أظن بأننا لا نتكلم عن المرأة نفسها فـ ماى لم تكن سوى...."
قطع جود حديثه على الفور لأن المحادثة بين الأخوات الثلاث انقطعت بشكل مفاجئ وكان صوته الوحيد المسموع فى المطبخ الصامت .
قوس مارش بإنزعاج حاجبين داكنين باتجاهه وبدا من الواضح بأنها تستمتع بإزعاجه وقالت:"كنت تقول...؟"
ارتبك جود وأعترف فى قرارة نفسه بأن قول شئ ما لأصدقاء حميمين هو شئ والسماح لـ ماى و اختيها بسماع موضوع الحديث شئ آخر . أما ماى فبدت مستمتعه بإنزعاحه كذلك كانت شقيقاتها . لأن فمها كان يتراقص من المتعة وعيناها تشعان بخضرة داكنة . وما لبثت أن قالت ببراءة متعمدة: "جود........؟"
أشار جود بحركة إيمائية لا تخلو من المبالغة وقال ساخراً:"ماى....أنا متأكد من أنك ستوافقيننى بأننا لم نتواجه وجها لوجه منذ أن وصلت إلى هذا المكان"
ردت عليه متهكمة:"قد يكون ذلك صعباً بعض الشئ عندما تكون أطول منى بثمانى بوصات على الأقل"
استرعت عبارتها هذه ضحكات الآخرين . وهذا ما توقعته لأنه كسر حدة الموقف الذى كان قد بدات بالتأزم . وأيقن جود انه حُشر فى زواية ضيقة لكن ماى خلصته منها
تدخلت جانيوارى رافعة كوبها دعونا نشرب نخباً آخر لزفاف ناجح"
ردد جود مع الآخرين :"نخب زفاف ناجح"
إلا أنه رفع كوبه بإتجاه ماى التى بادلته بسخرية , وأيقن من النظرة الضيقة التى بادلته إياها بأنها ماتزال غير مرتاحة لفكرة مشاركته للزفاف .
تساءل فى سره عن ردة فعل ماى لو أنه أقترح إحضار أبريل بدلاً منها.....!



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 03:44 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


7 / هــارب مــن الــحــب
ـ لا أريد تأخيرك عن أى موعد يا جود !
قالت ماى ذلك بحزم بعد دقائق قليلة . أدركت أنها قد تيدو قاسية إلا أنها أرادته أن يبتعد عن هذا المكان . فمع ذهاب جود لن تخشى من ذكر أسم أبريل روبين هنا.....تابعت بسرعة :"إننا نقدر مدى انشغالك ومن المؤكد بأن ماكس و ويل سيبقيان هنا الليلة"
بادلها جود نظرتها المليئة بالتحدى لثوان عديدة طويلة وبدا أنه على وشك التفوه بشئ ما لكنه غير رأيه مع زوال التوتر البادى فى كتفيه ثم اعترف بنعومة :"علىّ إتمام بعض الأمور قبل عودتى إلى الفندق "
فكرت بتوتر بأن التحدث مع أبريل روبين قد يكون من بين تلك الأمور.
وسرعان ما ردت عليه بنبرة عذبة :"إذن لا يجدر بنا أن نؤخرك بعد الآن أليس كذلك؟"
تحادثا وكأنهما لوحدهما فى الغرفة وبدا بأن أياً منهما غير مبال بوجود الأربعة الآخرين اللذين كانوا يتابعون المواجهة الجارية بينهما بصمت.
وضعت جانيوارى كوبها الفارغ ونظرت بتوقع شديد إلى مارش والرجلين الآخرين واقترحت مبتسمة :"لِمَ لا نذهب نحن لرؤية جينى وتوأميها ونترك الفرصة لـ ماى و جود لتوديع بعضهما البعض؟"
بدأ ماكس بالتحضير للحاق بها فوضع كوبه على الطاولة وردد متسائلاً :"جينى وتوأميها......؟"
وجهت ماى ابتسامة تشجيع نحوه فهى تكن الكثير من الإعجا لهذا الشخص المفرط بالجدية وتدرك فى الوقت ذاته بأنه شخصية جانيوارى المندفعة الدافئة هى كل ما يحتاجه لتلطيف أسلوبه الجامد.
راقب جود الرجلين اللذين تبعا خطيبتيهما خارج المطبخ ثم قال لهما :"سأراكما فى وقت لاحق غداً"
أصبحت ماى معه لوحدها وهو آخر شئ كانت تتمناه . لكنها أدركت فى الوقت نفسه بأنها لم تبلغه بعد ما أرادت إبلاغه إياه قبل وصول شقيقتيها مع خطيبيهما.
رفع جود يديه بطريقة دفاعية أثناء تهيؤها للكلام وقال:"أعرف....أعرف ما الذى ستقولينه :لا تذكر دافيد مليتون أو أبريل روبين أو الدور السينمائى لاى من شقيقتى"
ثم أضاف مداعباً :"هل فهمت ما على فهمه؟"
تراقص شبح ابتسامة على شفتى ماى وقالت:"أنت تعرف تماماً بأنك فهمت لكن لا أريد......."
قطعت ماى كلامها فجأة وهزت رأسها بذهول . لم تستطيع حتى البدء بالتفسير . ليس فقط لهذا الشخص بل لأى شخص آخر. فكل ما تعرفه هو أن الوضع بأكمله قد تعقد على نحو مفاجئ مع وصول شقيقتيها إلى المنزل . بدا الوضع معقداً إلى درجة تمنت معها الاختباء حتى زوال الخطر . لكن الاختباء شئ تعجز عن القيام به!
تقدم جود نحوها ونظرة إليها باهتمام كبير بينما راحت أصابعه تمسد وجنتيها. ثم قال بصوت أجش:"ألم تسمعى يوماً بأن من المفيد أن يتشارك المرء بمشاكله مع غيرة؟"
ندت عن ماى أصوات مختلفة ما بين الضحك والبكاء ثم اعترفت بصعوبة :"ليس بمثل هذه المشكلة"
جاءت كلامها ذاك تأكيداً ناعماً بأنها لم تتقاسم مشكلتها هذه مع جود من بين كل الناس. نظرت بكآبة إلى ساحة المزرعة حيث كانت شقيقتاها وخطيباهما يتشاركون نظرات الإعجاب إلى لتلك النعجة و مولوديها الجديدين ثم قالت: "إنهم جميعاً سعداء أليس كذلك؟"
رفعت وجهها مباشرة فرأت نظراته الرمادية ما تزال تتفحصها بحدة. وبعد لحظات قليلة من الصمت قال لها :"ما عداك أنت ماى . أنا لا أقصد ما تعانينه فى......"
أنهت عنه ساخرة :"فى هذا العمل الشاق "
بدأ إبهاماه بتمسيد فكها برشاقة بينما صحح لها :"كنت على وشك أن أقول فى هذه الليلة بالذات "
ضحكت ماى بصوت أجش وتمنت لو أنه يتوقف عن ملامستها بهذه الطريقة وأحست فى الوقت نفسه بالعجز عن إيقافه وقالت له :"بل إن هذا ما تقصده وأعرف أيضاً بأن هذا ما قصدته أنا أيضاً "
ثم أومأت بتردد وتابعت كلامها :"أنا فقط.....لعل من المفيد للجميع أن نبيع هذه المزرعة"
ثم تنهدت بمرارة . ضاقت نظرات جود وهز رأسه ثم قال ببطء ملحوظ :"أنت لا تقصدين ذلك حقاً"
فوجئت ماى بجوابه هذا لأن آخر ما تتوقعه من جود هو وقوفه ضد بيع المزرعة وما لبثت أن ذكرته بقوة :"هاى تذكر بأنك أنت الذى عرضت شراءها"
تحرك فم جود بسخرية ثم أضاف لائماً نفسه:"نعم أتذكر هذا, لا أعرف ما الذى كنت أفكر به"
تأملته ماى...بدا مختلفاً هذا المساء برفقة أقرب صديقين له....مختلفاً عن صورته المعتادة كرجل أعمال بارد وهى الصورة التى يجب أن يظهر بها دوماً . ضحكت ماى وقالت :"أتعرف جود, لعلك ليست ذلك...."
حذرها بجفاء قائلاً:"حاذرى مما تقولينه"
دافعت ماى عن نفسها مستنكرة :"كنت على وشك أن أقول أنك ليست برجل الأعمال العنيد كما ظننتك فى السابق"
حذرها جود بقسوة :"لا تنخدعى بالمظاهر فهذه الليلة كانت جلسة اجتماعية"
رفعت ماى حاجبين داكنين وقالت موبخة :"هل هذا يعنى بأن يوم غد سيُخصص لعمل ؟"
هز جود كتفيه ساخراً:"لن أصل إلى ذلك الحد"
وهذا ما ستفعله هى أيضاً . إذ يبدو بأنهما غير قادرين على التواجد فى الغرفة نفسها لمدة طويلة من دون تبادل العناق....ولا شك بإن ذلك محرج جداً وخصوصاً أنها قررت أن تبقيه على مسافة محددة بعيداً عنها . حسناً ! ها هو الآن قريب منها بينما أنشغل إبهاماه بتمسيد فكها وأحاطت يداه بوجهها بلطف. إنها تقع فى غرام هذا الرجل ! أدركت ماى هذه الحقيقة بصدمة مفاجئة . كيف حدث ذلك بحق السماء؟
كيف تفسر وقوعها فى غرام جود مارشال من بين كل الناس؟
أصبحت نظراته أكثر حدة وقال باهتمام :"ما هذا؟"
ثم فسر سؤاله عابساً بشدة :"شحب لونك مرة آخرى"
شحب لونها؟ فى الواقع استغربت ماى كيف أنها لم تصاب بالانهيار تماماً بسبب الاكتشاف الذى توصلت إليه بنفسها للتو . زمت شفتيها وتحركت بعيداً عنه وغابت من عينيها الجرأة التى تتميز بها نظراتها فى العادة. ثم قالت بدون مقدمات :"إننى متعبة"
اشاحت ببصرها عنه وقد اتخذت نظراتها حالة الترقب فانسدلت يداه ببطء على جانبيه . أما هى فأضافت بتوتر واضح:"يبدو....أرغب بأن تنصرف الآن"
فالوقوع فى غرام جود مارشال وهو الصديق المؤكد لأمها الغريبة عنها لم يكن بالعمل الحكيم فى السابق فهل تغير الوضع الآن؟
يبدو أنها أصبحت هستيرية الطبع قليلاً كما أحست ماى بتردد ولا شك فى أنها ستبدأ بالهذيان بكلام غير مفهوم أو إنها ستشرع بالبكاء وهو الأمر الأسوأ . تحرك فمها بمرارة وقالت:"بعد كل شئ....أنا متأكدة من أن أبريل ستنتظرك فى الفندق فى وقت ما هذه الليلة"
ضاقت عينا جود وأصبحت نظراته لاذعة ما إن أدرك بأن هذه الملاحظة تحمل عدائية مقصودة.
أخيراً رد من دون اكتراث مصمماً على عدم الدخول فى جدال آخر :"أنا متأكد من أنها تنتظرنى "
وأضاف عندما أدرك بأنها تسعى وراء هذا الجدال :"سأحجز طاولة لنا فى مكان ما وأمر عليك لأصطحبك الساعة السابعة والنصف من مساء الغد. موافقة؟"
تابع جود كلامه بحزم وهى تتهيأ للرد عليه :"عندما أطلب من امرأة ما الخروج معى فأنا أعنى ذلك بالضبط ويتضمن ذلك اصطحابى لك فى السيارة"
عبست ماى بوجهه وعلقت قائلة :"لا أتذكر بأنك طلبت منى مثل هذا الطلب"
نعم....اتضح له الآن أنها تتهيأ لمواجهة أخرى وهو لن يسمح لها بذلك . زم شفتيه بتصميم أكبر ثم كرر بقوة :"سأمر عليك عند السابعة ونصف"
ظهرت المرأرة بوضوح فى ابتسامتها وقالت بنبرة ملؤها السخرية :"هل أنت واثق من أن أحداً لن يرانا ونحن نخرج معاً؟"
أخذ جود نفساً عميقاً قبل أن يرد عليها بقسوة :"لا أحاول الاختباء من أحد"
رفعت ماى حاجبيها بتحدٍ :"أحقاً؟"
أوشك على إلقاء حذره المعتاد جانباً لكنه بدلاً من ذلك ثبت يديه على جانبيه كى يكبح نفسه من أخذها بين ذراعيه ثم قال ساخراً :"لابد أن والدك قد ضربك على قفاك أكثر من مرة عندما كنتِ طفلة"
هزت رأسها بنزق وهى ترد عليه :"أبى لم يكن يؤمن بضرورة إنزال العقاب الجسدى ببناته"
علق جود بقسوة :"وهو ما يحصل أدوار أزواجهن أكثر صعوبة"
وهنا تعمقت ابتسامة ماى وقالت :"بحسب ما أرى فإن ماكس و ويل لا يبديان أى شكوى"
رد جود ساخراً :"لم يفت الأوان بعد"
اختفت ابتسامتها بالسرعة التى ظهرت فيها وقالت بتصميم شديد:"جانيوارى و مارش شابتان لطيفتان....."
أدرك جود بإنه استفزها لأنها رأت فى كلامه نقداً لأختيها لكنه قال ساخراً :"الست مجرد مراهقة منحازة؟"
لم يتأخر رد ماى الذى ينضج بالتحدى :"الست أنت المراهق الذى فقد صوابه لأن أقرب صديقين له يستعدان للزواج وكسر مثلث العزاب الذى كنت تشكله معهما؟"
أخذ جود نفساً عميقاً ليس بسبب الغضب أو الاعتداد بالنفس بل لأن جزءاً منه يعرف بأنها على حق....فالصداقة التى تربطه بـ ماكس و ويل تعود إلى سنوات عديدة . وكان الثلاثة يقضون أوقاتاً طويلة معاً وهم يلهون بنفس القدر من الجدية التى كانوا يعملون بها . كان من المربك بالنسبة إلى جود أن يعرف بأن الخطوبة التى أقدم عليها ماكس و ويل حديثاً و زواجهما الوشيك على وشك تغيير ذلك كله . وبالطبع لم يشعر بالامتنان لـ ماى لأنها لفتت انتباهه إلى تلك الحقيقة!
ـ ألا ينطبق هذا عليك أيضاً إذا ما أخذنا بالإعتبار قربك الشديد من أختيك؟
قال ذلك ساخراً لكنه ندم على التفوه بهذه الكلمات على الفور ,إذ علا الشحوب وجه ماى ما دله على أن سخريته قد فعلت فعلها وأصابت هدفها . ابتعد عنها وقد بدأ يشعر بنفاد الصبر ثم قال بقسوة وهو يدرك بأنه فقد سيطرته على نفسه :"لن يوصلنا ذلك إلى شئ ماى . مهما كان قصدك عن هذه المحاولة فأنا لن أشارك بها , مفهوم؟"
لم يسبق له ان فقد السيطرة على أعصابه . وكما خمنت ماى بذكائها الحاد منذ البداية فقد جود السيطرة على جزء من شخصيته وهو أمر يتكفل به الغضب فقط. إلا أن ماى استطاعت اختراق ذلك الجدار الذى أقامه عمداً حول عواطفه....أخترقته بسهولة مطلقة....
اقتربت من نافذة المطبخ وقالت باستنكار :"لا فكرة لدى عما تتحدث عنه ها هم يعودون الآن وذلك....."
تبرع جود بإنهاء جملته قائلاً :"علىّ الانصراف "
وعندما لاحظ نظرتها المتسائلقال موضحاً :"نظراً للخدمة التى أقدمها ك وهى عدم إتيانى على ذكر مليتون أو أبريل , كان بإمكانك أن تكونى أكثر تهذيباً فى الدقائق القليلة الماضية "
تحرك فمها بجدية :"أخشى من أنك لاتساهم بإظهار هذه الميزة عندى"
ثم أضاف بحدة:"كما هو الحال بالنسبة إلى . والآن على إعداد الأسرة لضيوفى غير المتوقعين...."
ضاقت نظرة جود ورد قائلاً :"أنت....."
كانت مارش أول الأربعة الذين دخلوا إلى المطبخ فقالت ساخرة :"أما تزال هنا جود ؟ ظننا بأنك قد أنصرفت منذ وقت طويل"
بدا جود منزعجاً وقال:"إذن كان ظنك خاطئاً أليس كذلك؟"
هاهى أخت أخرى من عائلة كالندر تستحق الضرب على قفاها ! قال بدون اكتراث :"ماكس أتمانع بمرافقتى إلى سيارتى؟"
استدار صديقه ليعانق جانيوارى عناقاً سريعاً قبل أن يتبعه إلى ساحة المزرعة ثم قال :"حسناً؟"
أدرك جود بسخرية أنه يحتاج إلى بعض الوقت كى يعتاد على هذا الواقع . فكر بينما كانا يمشيان نحو سيارته المستأجرة بأن ماكس هو أكثر الثلاثة عزلة من بينهم مع أنه اقام علاقات عديدة مع النساء لكنه لن يسمح أبداً لأى امرأة بالاقتراب كثيراً منه. والآن اتضح بأن ذلك كله قد تغير بسبب وقوعه فى غرام جانيوارى كالندر ولا شك فى أن ويل قد تأثر كثيراً بـ مارش أيضاً
حاول ماكس أن يُخمن بعض أفكار جود فقال ساخراً :"إنهن هائلات أليس كذلك؟"
بالنسبة لـ جود فإنه يحمد الله لأنه توصل إلى استنتاج مدهش يقول بأنه إذا لم متيقظاً فقد ينتهى بأن يقع فريسة سحر ماى كالندر مثلما وقع صديقاه بسحر أختيها
كيف حدث ذلك بحق السماء ؟ ومتى؟
بل الأصح هو طرح السؤال : لماذا حدث ذلك؟ فآخر شئ يحتاج أليه وآخر شئ يريده هو الوقوع فى حب امرأة أياً كانت , وخصوصاً إذا كانت تملك طباعاً حادة مثل ماى.
قال ماكس بقلق ظاهر :"جود؟"
صوب جود نظرة مستغربة نحو ماكس الذى ما زال ينتظر رده على عبارته العفوية . بالطبع كانت عفوية بالنسبة لـ ماكس أما بالنسبة لـ جود فلم تكن كذلك أبداً .
أخيراً اعترف بصعوبة :"إنهن نساء مميزات"
تابع جود كلامه بخشونة قائلاً :"مع أننى لم أطلب منك مرافقتى كى أتحدث عن الشقيقات كالندر "
استند ماكس على السيارة المستأجرة ورد قائلاً :"لم تطلب منى مرافقتك لهذه الغاية ؟"
ثم مضى مخمناً بالقول :"بدا لنا عند وصولنا بأن الأمور على ما يرام بينك وبين ماى"
التعمعت عينا جود غضباً فـ ماكس و ويل هما الشخصان الوحيدان اللذان يعرفانه جيداً وآخر شئ ينتظره منهما هو أن يأخذا انطباعاً بأنه مهتم بـ ماى لأى سبب آخر غير متعلق بعمله . لذلك رد عليه بخشونة :"لا تبدأ بذلك الآن فأنا أريد شراء هذه المزرعة منها ولا يليق بى أن أكون خشناً معها"
هز ماكس كتفيه مستهجناً وأجاب:"لم يمنعك هذا من التصرف بخشونة مع الناس فى الماضى"
لم يستطيع جود منع نفسه من الضحك فأومأ بدون أن تختفى ابتسامته الساخرة :"أنت....أنت على حق"
ثم هز كتفيه وتابع قائلاً :"لكن ماى تعانى كثيراً فى إدارة المزرعة لوحدها و أنا....أنا أشعر بالأسى تجاهها"
اتسعت عينا ماكس إثر هذا الاعتراف ولم يكن يستغرب جود ذلك على الإطلاق . إذ لم يكن الشعور بالأسف تجاه الأشخاص الذين كان يحاول قهرهم فى ميادين الأعمال جزءاً من أسلوبه .لكن من الأفضل أن يعتقد ماكس بهذا ثم تابع كلامه بسخرية :"لكن ذلك لا يعنى بأنها تشكرنى على مشاعرى هذه فتلك المرأة تملك أشواكاً أكثر من القنفذ"
ضحك ماكس بخفة وقال :"إذ كنت لا تريد التحدث عن الشقيقات كالندر فلماذا جئت بى إلى هنا؟"
استقام جود فى وقفته وقال بحذر :"أتذكر أبريل؟"
كان جود يعرف أن الرجل الآخر يتذكرها لأنهما أصبحا أصدقاء لـ أبريل أثناء تواجدهما فى أميركا . أومأ ماكس قائلاً:"بالطبع أذكرها كيف سارت الأمور معها بعد أن غادرت أنا الولايات المتحدة.....؟"
قاطعه جود بجزع قائلاً :"إنها هنا فى الفندق لكنها بالطبع لا تمكث معى"
تحولت تعابير ماكس إلى تعابير تحاول التخمين فأضاف بنفاد صبر :"لديها بعض الأعمال الخاصة هنا وهكذا سافرنا سوياً هذا كل ما فى الأمر....لماذا تنظر إلىّ بهذه الطريقة بحق السماء؟"
وجه غليه جود هذا السؤال عندما رفع ماكس حاجبين مليئين بالتساؤل فد ماكس ببراءة :"أية طريقة؟"
شعر جود بأنه مضطرب جداً كما شعر بانزعاج كلى منعه من الإجابة عن مثل هذا التساؤل فى هذا الوقت وقال :"لا عليك أنس الموضوع . فالواقع هو أن ماى اتخذت موقفاً عدائياً منها على الفور"
وما أن لاحظ بأن ماكس بدا متسائلاً مرة أخرى حتى صاح به :"إنك تفعلها مرة ثانية!"
هز ماكس كتفيه وقال :"لا شك بأن أبريل هى امرأة فائقة الجمال....."
تأوه جود بنفاد صبر وقاطعه قائلاً :"لا علاقة لمظهر أبريل بعدم محبة ماى لها لكن يبدو بأن كراهيتها لها بدأت قبل أن تلتقيا"
تمتم ماكس ببطء:"هذا مثير للاهتمام"
تأوه جود مرة أخرى بينما بدا ماكس أكثر تحيراً من قبل وقال له:"سواء كان الأمر مثيراً للاهتمام أم لا ما أريده منك هو ألا تذكر أسم أبريل فى بيت كالندر. ولا تسألنى عن السبب فأنا لم أكتشف إلى الآن حقيقة تلك القصة الغريبة. لكن سأعلمك عندما أعرف أتفقنا ؟"
هز ماكس كتفيه وهو يعدل وقفته ثم قال بينما كان جود يتوجه إى سيارته :"اتفقنا لكن أبلغ سلامى إلى أبريل "
أومأ جود موافقاً قبل أن تتحرك سيارته أملاً بألا يلاحظ ماكس معنى مغادرته السريعة . رد على ماكس قائلاً :"سأفعل ذلك"


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 03:45 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8 / خــذيــه وأرحــلــى

أعلنت ماى بصراحة :"اريد أن أعرف ما الذى أخبرته لـ جود الليلة الماضية"
ردت أبريل روبين بطريقة جافة :"أسعدت صباحاً أنت أيضاً يا ماى"
جلست أبريل برباطة جأش فى المقعد المقابل لمقعد ماى فى ردهة الفندق وهى تبدو بتألقها المعتاد وقد ارتدت فستاناً طويلاً يظهر يُظهر تناسق جسمها.
احتفظت ماى بعبوسها فهى لم تأتِ إلى هذا المكان لتبادل المجاملات مع هذه المرأة . وتمنت لو أنها لم تضطر إلى الحضور إلى هنا على الإطلاق . ولكن بما إنها ستتناول العشاء مع جود هذا المساء شعرت برغبة لمعرفة ما يعرفه هذا الرجل عن عائلتها.
عادت تقول من دون اكتراث :"ماذا أخبرت جود الليلة الماضية؟"
مالت أبريل برأسها إلى جهة واحدة وردت باهتمام بالغ :"أتعرفين ماى بإن أخلاقك كانت أفضل عندما كنتِ فى الخامسة من عمرك مما هى عليه الآن؟"
شعرت ماى بدفْ الألوان يغزو خديها لأن وخز عبارة أبريل قد أصاب هدفه بالرغم من إرادتها . فهى قد تربت على الآداب الرفيعة...لكن يبدو أنها بدأت تشعر بالانهيار منذ قدوم جود مارشال وأبريل روبين وظهورهما فى حياتها.
التفتت أبريل لتبتسم بوجة النادلة عندما وصلت بصينية القهوة. وقالت مفسرة :"عندما ألمنى مكتب الأستقبال بأنك تنتظريننى هنا أمرت بإحضار القهوة لكلينا. شكراً لك"
وجهت عبارتها الأخيرة للنادلة وأضافت بخفة وهى تنحنى لتصب القهوة الزكية الرائحة:"آمل ألا تمانعى"
ما أن أصبحتا وحيدتينت مرى أخرى قالت ماى بقسوة:"تابعى صب القهوة لك أما أنا فقد تناولت القهوة قبل مغادرتى المنزل"
فهى بالتأكيد لم تأتِ إلى هذا المكان لتحتسى القهوة فى جلسة تدوم نصف ساعة مع هذه المرأة . كانت عيناها تلتمعان بلون أخضر داكن فقالت أبريل ساخرة:"أتعلمين؟ لن تختنقى لو تناولت القهوة معى يا ماى!"
هزت ماى رأسها قليلاً وقد تعرفت على تلك الميزة الغاضبة فى المرأة الأخرى والتى تميزها هى أيضاً . فى الواقع تتشابه المرأتان كثيراً وبشكل ملحوظ . هذا إذا ما استبعدنا طول شعر كل واحدة منهما والفرق الواضح فى عمريهما . استغربت ماى كيف أن احداً لم يلاحظ الشبه بينهما لا سيما دافيد أو جود . لكنها مسألة وقت.....
سارعت ماى تقول مستنكرة:"لكل منا وجهة نظره ! أريد أن أعرف فقط...."
أنهت أبريل جملتها عنها :"....الأشياء التى أبلغتها لـ جود مارشال فى الليلة الماضية. جوابى عن سؤالك هذا هو: لماذا تفترضين بأننى أبلغت جود أى شئ سواء الليلة الماضية أو فى أى وقت آخر؟"
أدركت ماى أن الأمر لن يكون سهلاً كما افترضت فى البداية . آخر شئ رغبت به هو قدومها إلى هذا المكان والتحدث مع هذه المرأة لكنها وجدت ان لا خيار آخر لها فى هذه المسألة .لاشك أن جود يتمتع بأخلاق سامية جداً وهى تستحسن فيه هذه الصفة . لكن إذا أخبرته أبريل عن صلتها الحقيقية بـ ماى فعندها سيصبح سيصبح الوضع بكامله معقداً
وجدت ماى صعوبة كبيرة فى الاستمرار بالتصرف بشكل طبيعى مع شقيقتيها وخطيبيهما بعد مغادرة جود فى الليلة الماضية . وهى تدرك تماماً بأنه يتمتع بما يكفى من الذكاء ليعرف بأنها إذا لم تجبه عن أسئلته فسيتبقى لديه مصدر وحيد للمعلومات وهو أبريل......
حركت ماى يديها بحركة تنم عن نفاد الصبر ثم قالت بحدة :"لأن جود يعلم تماماً بأن هناك شيئاً ما يجرى لكنه لا يعرفه بالضبط. على الأقل لم يكن يعرف....."
صبت أبريل القهوة فى الفنجان الثانى وأضافت القشدة غليه قبل أن تضعه أمام ماى على الطاولة ثم قالت بصوت أجش :"أفترض بألأنك لا تحبين السكر فى المشروبات الساخنة"
لا فهى لا تحب السكر فى المشروبات الساخنة ! لكن تذكر هذه المرأة مثل هذه الأشياء الصغيرة عنها بدا شيئاً مقلقاً تماماً....
ـ آنسة روبين....
قاطعتها المرأة الأكبر سناً بتهذيب :"أبريل"
ثم أضافت بحزم بينما نظرت ماى إليها بعبوس :"إذا لم تتمكنى من مناداتى بأى اسم آخر تستطيعين مناداتى أبريل "
مناداتها بأى اسم آخر....ما هو "الأسم الآخر"الذى يجول برأس هذه المرأة ؟ بالتأكيد لن يخطر ببالها أن تناديها "أإمى"
أومأت ماى على الفور ثم قالت بتهذيب:"أبريل لا أريد شرب القهوة ولا أريد أن أتبادل أى مجاملات معك. كل ما أريده هو...."
كررت المرأة ببطء :"أن تعرفى ما الذى قلته لـ جود الليلة الماضية . لكن, بما أننى لم أر جود منذ التقينا معاً فى المزرعة مساء البارحة فلا فكرة لدى لماذا تعتقدين بأننى أخبرته أى شئ"
اتسعت عينا ماى فـ أبريل لم تر جود الليلة الماضية....هل يعقل أن يكون جود صادقاً عندما أنكر وجود أى علاقة حميمة مع هذه الممثلة الجميلة؟ كم سيكون الأمر رائعاً إذا كان الأمر كذلك! بما أن كليهما أنكر وجود مثل هذه العلاقة....يا للفرق الكبير الذى تسببه هذه الحقيقة فى مسار الأمور! فصداقتة جود مع أبريل تكفى لوحدها لجعله خطراً على تناغم حياة ماى العائلية .
على الرغم من ذلك كله لم تستطيع ماى أن تنكر سريان القليل من الدفء فى داخلها لمجرد معرفتها بأن الرجل الذى تحبه ليس متورطاً مع المرأة التى كانت أمها ذات يوم . ومع ذلك فهذا لا يعنى بأن مشاعرها تجاه هذا الرجل ستفضى إلى أى شئ.
قالت أبريل بعبوس :"هل حدث شئ ما ماى؟ هل تجادلت مع جود؟"
ابتسمت ماى قليلاً وهى توضح :"لم نقم انا و جود بشئ سوى الجدال منذ اليوم الذى التقينا فيه"
عبست أبريل قائلة :"أيمكنك إيضاح هذه الملاحظة الأخيرة من فضلك؟"
تأوهت ماى ماذا يهم لو أن أبريل عرفت بشأن المزرعة؟ فمن المؤكد بأن هذا الأمر لا يعنيها فكل علاقة لها بهذا المكان قد انتهت منذ زمن بعيد .هزّت كتفيها وقالت:"يريد جود ان يشترى المزرعة"
بدت أبريل وكأنها فوجئت تماماً وردت قائلة :"ولماذا بحق السماء يريد جود شراء المزرعة؟"
ـ لا تهمنى أسبابه فمزرعتى ليست للبيع.
ـ لكن....
بدت عينا ماى وكأنهما تطلقان تحذيرات وقالت بحزم :"هذه المزرعة ليست للبيع"
تشابكت عيون المرأتين للحظات طويلة قبل أن تطلق أبريل آهة تنم عن الحيرة لتقول أخيراً :"حسناً يريد جود أن يشترى المزرعة وأنت ترفضين بيعها فهل تحاولين القول بأن هذا هو السبب الوحيد للعلاقة بينكما ؟"
أكدت لها ماى بنفاد صبر :"بالطبع هذا هو كل ما بيننا"
ثم أضافت بإشمئزاز :"وهل أبدو تلك المرأة التى قد يقع جود مارشال فى بغرامها؟"
استرخت أبريل فى مقعدها ونظرت ملياً إلى ماى ثم أضافت ببطء :"ولماذا لا يُغرم بك؟ إنك جميلة , ذكية, و ممثلة موهوبة جداً بحسب ما يقوليه دافيد عنك "
ثم أضافت متسائلة:"إذن لماذا لا ينجذب جود إليك؟"
أسرعت ماى تقول بنفاد صبر :"دعكِ من هذا"
ـ لكن....
قاطعتها ماى بحزم:"إن اهتمامى الوحيد الآن هو ما يحتمل أن تكونى قد أبلغته إياه عن دمى قرابتنا"
قالت أبريل على الفور :"لا شئ...لا شئ مطلقاً"
قوست حاجبيها الداكنين وكررت بحزم :"لا شئ وأفترض بأنك تريدين أن تبقى الأمور هكذا"
قالت ماى موبخة :"بالتأكيد"
ثم أضافت بصعوبة :"بالإضافة إلى ذلك أريدك أن لا تأتى إلى المزرعة مرة أخرى"
ظهر الحزن على الملامح الجميلة المعروفة جيداً لمشاهدى السينما والتلفزيون على حد سواء , والتمعت العينان الجميلتان بخضرة داكنة قبل أن تقول أبريل بصوت مختنق :"أنت تكرهيننى أليس كذلك؟"
سارعت ماى لتقول بنفاد صبر :"لا أهمية لمشاعرى تجاهك فـ جانيوارى و مارش عادتا مساء البارحة إلى المنزل على نحو غير متوقع و...."
تنفست أبريل , وأتسعت عيناها وأشراق وجهها الجميل ترقباً وسألت :"جانيوارى و مارش هنا أيضاً؟"
لكن ماى عبرت عن عدم رضاها عن استجابة المرأة الأخرى لهذه المعلومة وقالت ببساطة تامة:"تذكرى بأنك ميتة"
أجفلت المرأة وكأن ماى قد سددت صفعة إليها وهرب اللون من خديها حتى أن حمرة الشفاء الداكنة التى وضعتها بدت فى تناقض صارخ مع شحوب وجهها . ووضعت يدها على شفتيها المرتجفتين من جراء الانفعال ثم همست :"لقد استمتعت بقولك هذا !"
أحست ماى بشعور مؤقت بالذنب نتيجة الألم الواضح الذى ظهر على وجه أبريل لكن سرعان ما أختنق شعورها هذا عندما تذكرت هجر هذه المرأة لزوجها وبناتها الثلاث الصغيرات . وبعد كل شئ هذه هى المرأة التى هجرت بناتها وليس العكس ولا يمكنها أن تتوقع بأن ترغب أى منهن برؤيتها ثلنية. أكدت لها بنبرة متعاطفة:"أنت مخطئة فأنا لا استمتع بهذا الوضع"
ثم هزت كتفيها وأكملت قائلة:"إنها الحقيقة وأنت......"
قاطعتها أبريل بعبوس ظاهر :"كيف برر والدك الأموال التى وصلتكم؟وماذا قال لكن ؟ هل قال بأن لديكن عماً غنياً فى مكان ما من العالم وهو يرسل لكن المال من وقت لآخر؟"
نظرت ماى إلى المرأة الأخرى للحظات طويلة ثم راحت تبحث حقيبتها. وعندما وجدت بسرعة ما كانت تبحث عنه قالت بلهجة تخلو من أية علاطفة :"اتصلت بالمصرف هذا الصباح قبل مجيئ إلى هنا وأنا أرغب بإعطاءك هذا"
مدت يدها وهى تحمل قصاصة من الورق . ارتجفت يد أبريل بوضوح وهى تمدها لأخذ الورقة . وإزداد ارتجافها عندما تفحصت الشيك الذى اعطتها إياه ماى.
قالت لها ماى ببرودة تامة:"الأموال كلها هناك بالإضافة إلى الفوائد أيضاً"
انهمرت الدموع من عينى أبريل الخضراوين المتألمتين وهى ترفع رأسها لتنظر إلى ماى ثم قالت وهى تتأوه :"لم يستخدم تلك الأموال أبداً....لم يصرف منها حتى قرشاً واحداً"
عند وفاة والدها شعرت ماى بصدمة كبيرة بعد أن علمت بأمر الأموال الموجودة فى حساباته المصرفية . كان هناك حساب يستخدم للنفقات اليومية وحساب ثان بقيت فيه عدة مئات من الجنيهات كان والدها قد أدخرها للأيام السوداء . أما الحساب الثالث فكان فيه مبلغ جعل عينيى ماى تتسعان ذهولاً . أخبرها مدير بأن مبلغاً محدداً كان يوضع فى ذلك الحساب كل شهر وبشكل ثابت لمدة عشرين عاماً وها قد مرت عشرون عاماً على فتح هذا الحساب وعلى ترك والدتها لهم لذلك لا يتطلب الأمر الكثير من الذكاء لمعرفة من كان يقوم بدفع هذه المبالغ....
أكدت ماى بصوت أجش :"لا لم يصرف شيئاً"
وبعد أن عبست بألم فى وجهها أكملت قائلة :"وهل أعتقدت بأنه سيفعل؟"
ابتلعت أبريل ريقها بصعوبة وأجابت :"أنا....تمنيت أن يفعل . أردتكن أيتها البنات أن تحصلن على أشياء , أشياء جميلة......"
ضحكت ماى ضحكة خلت من أى أثر للمرح وقالت:"ولماذا ؟ وهل ظننت بأن هذه الأشياء تعوضنا عن أمنا التى فقدناها ؟"
ثم هزت رأسها بقوة وقالت:"أنا مسرورة لأن أبى لم ينفق هذه المبالغ . لو انه فعل لخاب أملى فيه"
فى الواقع أن المبلغ المتراكم فى الحساب المصرفى يشكل ثروة حقيقية . كان من شأن هذا المبلغ أن يجعل حياتهم أكثر سهولة لكن ماى كانت تعرف جيداً السبب الذى رفض والدها من أجله استخدامه حتى لتسهيل حياة بناته وهن يكبرن. إنه السبب نفسه الذى رفضت ماى لأجله المس ببنس واحد منه منذ وفاته......
أخذت أبريل تتكلم بصوت أجش الآن بينما هزت رأسها قليلاً وقالت:"أنت تشبهينه كثيراً أنت تشبهيننى فى الشكل لكنك مثله فى النفسية...."
قالت ماى والرضا يشع من عينيها :"أنا سعيدة بذلك"
لكنها شعرت بنوع من الألم فقد أعتقدت هذه المرأة بأنها تشبه الرجل الذى لم تستطيع أن تبقى زوجته إلى درجة أنها تركت أطفالها كى تهرب منه .
لكن والدها كان رجلاً طيباً صادقاً صحيح انه لم يكن يظهر محبته فى كل اللأوقات لكن أياً من بناته لم تشك بحبه لهن . وكذك لم تشك ماى أبداً فى أنه استمر على حبه لزوجته التى تركته وذلك حتى يوم مماته
قالت أبريل وقد خنقتها عاطفتها:"وأنا كذلك صدقى أو لا تصدقى وهل جانيوارى ومارش يشبهانه أيضاً؟ وهل هما.....؟"
قاطعتها ماى ببرودة قائلة :"أرفض أن أتحدث عنهن معك"
ثم شبكت يديها فى حضنها وتابعت :"أنت...."
سمعت المرأتان صوتاً مألوفاً قاطعها قائلاً:"حسناً ! مرحباً أيتها السيدتان! أتستمتعان بمحادثة حميمة أخرى؟"
شعرت ماى بمدى الغضب يغلى فى داخلها وتساءلت أن كان جود قد سمع جزءاً من حديثهما قبل أن يقاطعهما. التفتت لتحدق به بتوجس لتكتشف بأنه ينظر إليها بلا مبالاة واضحة. بغض النظر عما إذا كان قد سمع شيئاً من حديثهما أم لا فهو لن يظهر ذلك أبداً فى تعابير وجهه . إلا أنها شعرت بالارتياح لأن أبريل كانت من الحنكة بحيث دفعت الشيك الذى اعطتها إياه ماى للتو إلى حقيبتها قبل أن تلاحظه الأعين الفضولية.....
بعد ان جلس معهما إلى الطاولة بدون دعوة توجه جود إلى ماى بالقول :"أتصلت بالمزرعة قبل قليل ولم تكن لدى جانيوارى أو مارش أدنى فكرة عن مكان وجودك "
نظرت ماى إليه بلا مبالاة لكن حدسها أنباها بأن الوضع بأكمله بدا يخرج عن سيطرتها ....
استمر جود بالنظر نحو ماى للحظات عديدة لكنه لم يستطيع أن يستنتج شيئاً من تعابير وجهها . من الواضح أنها أصبحت ماهرة فى إخفاء مشاعرها كما يفعل هو تماماً .

جاءت رؤية ماى وهى تتحدث مع أبريل بمثابة مفاجأة تامة له عندما خرج من المصعد قبل دقائق قليلة بدت المرأتان جديتان بمناقشة أمر ما . تردد قليلاً قبل أن يقاطعهما لكنه قرر بعد تفكير قصير بأن الفرصة للتحدث إليهما معاً هى فرصة لا تعوض . تكلمت ماى بحدة وبصوت أجش وكأنها كانت تجد صعوبة بالتحدث فقالت :"لماذا كنت تحاول إيجادى؟"
استرخى جود فى مقعده وقد لف الغموض تعابير وجهه وأجابها :"لم أكن أحاول إيجادك . فى الواقع اتصلت لكى اتكلم مع ماكس لكن مارش افترضت بأننى أريد التحدث معك. وقبل أن استطيع التصحيح شرحت لى بأنها هى و جانيوارى لا تعلمان شيئاً عن مكان وجودك "
زمت ماى فمها بعد هذا التفسير وردت عليه قائلة:" أرى أنه يتوجب علىّ الطلب من شقيقتى أن تكونا أكثر تكتماً بشأن ما تبلغانه للغرباء عن تحركاتى"
أحس جود بانه على وشك أن يفقد بعض تحفظه بسبب نبرتها المهينة المتعمدة وأدرك بأن هذا هو ما تريده بالضبط...حاولت أبريل أن تلفت انتباهه بعيداً عن ماى فسألته ببساطة وهى تبتسم بحبور:"ماكس؟ وهل ماكس موجود هنا أيضاً؟"
أومأ جود ساخراً وقال :"نعم إنه هنا"
ثم فسر بجفاء :"وهو مشغول الآن بترتيبات زواجه مع إحدى شقيقات ماى "
لم يكن جود ينظر باتجاه ماى لكنه تصور تماماً الطريقة التى تجمدت بها تعابيرها حينما كشف تعليق أبريل بأنها تعرف ماكس أيضاً . قالت أبريل بحبور حقيقى وباهتمام وعيناها تلتمعان بلون أخضر داكن:"يا للروعة! أهى مارش أم جانيوارى؟"
تطوعت ماى للإجابة بتهذيب :"إنها جانيوارى فى الحقيقة مع أننى لا أستطيع ان أفهم ما الفرق بالنسبة إليك"
ظهر الارتباك على أبريل وهزت رأسها باضطراب قبل أن تلتفت نحو جود وتقول له مبتسمة :"حسناً...لا...لكن...."
حاولت من جديد فقالت بصوت أجش :"أننى مسرورة من أجل ماكس"
وكذلك كان جود لأنه يعرف تصميم ماكس على عدم الوقوع فى الحب ولأن امرأة جميلة وساحرة مثل جانيوارى كالندر استطاعت اختراق الحواجز التى وضعها حول قلبه .
لكن ما حير جود هو ردة فعل ماى عندما علمت بأن أبريل تعرف ماكس . أومأ قائلاً :"علينا أن نرتب أمر تناولنا العشاء جميعاً مع بعضنا "
جاء اعتراض ماى سريعاً :"لا !"
لكن سرعان ما ظهر عليها الندم بسبب تسرعها فأغمضت عينيها وبان الشحوب على وجهها . صوّب جود نظرة متفحصة نحوها....إنه لم يقصد أن يتدخل أحد أو يتطفل على أمسيته مع ماى فتشدق بسخرية:"لم أقصد هذه الأمسية"
قالت ماى مستنكرة :"لم أظن أنك قصدت هذه الأمسية"
ثم أضافت وهى تحدق بحدة باتجاه أبريل :"لكننى متأكدة بأن الآنسة روبين لديها أمور تشغلها عن قضاء مثل هذه الأمسية الاجتماعية معنا"
بادلتها أبريل نظرتها الحادة تلك وبدا بأن المرأتين نسيتا تماماً وجود جود نظراً لإنشغالهما بحرب الإرادات الصامتة الجارية بينهما والتى استمرت للحظات طويلة.
استطاع جود ان يتفحصهما بدون أن تلاحظا ذلفك كانت المرأتان جميلتين من الداخل ومن الخلرج إلى درجة أنه وجد صعوبة فى التصديق بأنهما لا تحبان بعضهما البعض . حسناً لايبدو هذا الافتراض دقيقاً جداً فـ أبريل بدت وكأنها تحب ماى بدرجة كافية لكن ماى هى التى تظهر عدوانية تجاه أبريل .
ما الأسباب التى تدفع ماى إلى التصرف بمثل هذه العدوانية تجاه امرأة ساحرة ورائعة مثل أبريل يا ترى؟!"
جمد جود فى مقعده وتجمدت نظرته وهو يتطلع إلى الامرأتين .بدت تعابير العناد التى سادت وجهيهما متطابقة تماماً وفى واقع الأمر حمل الوجهان تشابهات مدهشة لبعضهما البعض هذا إذا وضعنا جانباً فارق العشرين عاماً الذى يفصلهما....
ضاقت عينا جود وهو يتفحص المرأتين عن كثب . لاحظ الشعر الأبنوسى الداكن والحواجب القشدية اللون والعيون الخضراء الداكنة والتصميم الذى يظهر فى ذقنيهما وجسدبهما النحيلين و.....
يا إلهى.....!
إذا استبعدنا الفارق بين عمريهما يمكننا القول بأنهما شقيقتان ولكن بما أنهما لا يمكن أن تكونا شقيقتين إذن يبقى الاحتمال الوحيد.....
ذلك غير ممكن ؟ أم تراه ممكناً؟


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 03:46 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9 / لا يمكنك الهروب !
ـ أنت تعرف أليس كذلك؟
قالت ماى ذلك بصوت أجش من دون أن تلتقى نظرتها تماماً مع نظرة جود.
كانت تخشى رؤيته هذا المساء للمرة الثانية فبعد أن توقفت عن التحديق بـ أبريل روبين هذا الصباح وهما فى المقهى الفندق التفتت لترى جود يحدق بهما معاً والذهول بادٍ فى عينيه....وكأنه لا يستطيع تصديق ما تنقله إليه عيناه على وجه اليقين . وسرعان ما أدركت أنه صدقه بعد أن أغمض عينيه الرماديتين بقوة وبصورة مفاجئة.
بعد ان إنتهاء ردة الفعل الأولى التى تنم عن الصدمة راح يتبادل الأحاديث بود مع المرأتين . بدا من الواضح بأن لا رغبة لديه للذهاب إلى أى مكان آخر. وهكذا اتيحت الفرصة لـ ماى كى تغادر أولاً لعلمها أنه لم يتبق لديها ما تفعله هناك هذا الصباح. لعلها جعلت الأمور أسوأ إذا ما صحت شكوكها بشأن جود.
وهكذا غادرت الفندق لتتابع أعمال المزرعة اليومية وهى مشوشة الأفكار. أثناء النهار رفعت سماعة الهاتف الموجود فى المدخل مرات عديدة لإلغاء موعد عشائهما المقرر لهذا المساء لكنها كانت تعيدها إلىة مكانها فى كل مرة لأنها أدركت أنها تؤجل فقط ما هو حتمى . والأهم من ذلك كله أن هناك احتمالاً ولعل أكثر من احتمال بأن يكون جود قد وجه أسئلة كثيرة لـ أبريل بعد أن غادرت هى الفندق منتديات
لم تنم تعابير وجه جود عن اى شئ عند وصوله إلى المزرعة لاصطحابها عند الساعة السابعة ونصف تماماً . بدا وسيماً تماماً فى بدلته الرسمية الداكنة وقميصه الرمادية وربطة عنقه المربوطة جيداً وأستحق جود تلك النظرات التى صوبها إليه كل من ماكس و ويل وهما يساعدان جانيوارى و مارش فى تحضير العشاء مع أن الرجلين لم يعلقا فى الواقع على ذهاب جود وماى للعشاء معاً .
كانت ماى قد اختارت الملابس التى سترديها هذا المساء بعناية ولا شك فى أن ذلك الفستان الضيق ذا اللون الأخضر الداكن قد تناسب تماماً مه سترتها السوداء إلا أنها لم تعد متأكدة من ذلك بعد وصولهما المطعم الفرنسى حيث حجز طاولة لهما لهذه الأمسية . سمعت ماى عن فخامة هذا المطعم من قبل لكنها لم تجازف بالمجئ إلى هنا لأن دخل المزرعة لم يكن ليسمح لها بارتياد مثل هذه الأماكن .
كان حديث جود رقيقاً أثناء الطريق بدا لبقاً جدا أثناء جلوسهما إلى طاولتهما . لكن ذلك لم يكن بالنسبة لـ ماى سوى تأجيلاً لما هو حتمى . والآن بعد أن طلبا أصناف الطعام التى يرغبان بها . شعرت بإنها لم تعد تستطيع التأجيل أكثر.
لم يتجاوب جود مع تعليقها السابق فقالت بنعومة:"جود ؟ هل....هل تحدثت مع ابريل بعد مغادرتى هذا الصباح؟"
إنها لا تستطيع لومه لو فعل . استنتجت من النظرة التى ارتسمت على وجهه بأن لديه الكثير من الأسئلة التى تحتاج إلى أجوبة . ورد قائلاً:"حسناً ! بالطبع تحدثت مع أبريل بعد مغادرتك المكان فمن اللأئق أن ألا أفعل"
ثم صمت. قطعت حبل الصمت المخيم وأخذت نفساً عميقاً وهى تغمض عينيها لفترة وجيزة ثم نظرت إليه وقالت :"هل ستتوقف عن تجنب الموضوع يا جود وتبدأ....أنت تعلم أليس كذلك يا جود؟"
كان ذلك تصريحاً منها أكثر منه سؤالاً
أبتسم قليلاً قبل أن يرد وهو يعبس بشدة :"أنا.....يا للعنة يا ماى! هل يعقل أن يكون ذلك صحيحاً؟"
حرك يده بعصبية ةتابع قائلاً :"أنت....أبريل هى....."
شعرت ماى بالأسف تجاهه لأنها أحست باضطرابه وشكه فقالت بنعومة: "نعم ؟"
هز جود رأسه على الفور ثم قال بسخط :"حتى لو لم تخبرينى ذلك بنفسك فقد أعلمنى ماكس وو يل كل على حدى بأن والديك توفيا"
أكدت له ماى على الفور :"إنهما كذلك"
هز جود رأسه بقوة لدى سماعه هذا القول ثم رد قائلاً :"ألم انا وأنت بأن هذا الكلام ليس صحيحاً . ماى لا يمكن أن تكون عيناى قد خدعتانى هذا الصبا"
أكدت له ماى بجفاء :"لم أقل ولو للحظة بأن هناك عيباً ما فى عينيك"
ـ إذن فنحن الأثنان نعلم بأن أبريل هى والد....."
لكن ما سارعت إلى مقاطعته بقسوة كبيرة وقالت :"لقد تخلت هن هذا الحق منذ أثنتين وعشرين سنة حينما هجرت زوجها وبناتها الثلاث الصغيرات "
تنفس جود وبدا مدهوشاً الآن وكأنه بالرغم مما قاله سابقاً لم يستطيع تصديق شكوكه حتى لحظو اليقين هذه فقال :"إذن هذا صحيح !"
ارتشفت ماى جرعة من كوب العصير مانحة جود الوقت ليستجمع أفكاره كما أعطت نفسها فى الوقت ذاته جرعة من الشجاعة . لا شك أن ذلك الأمر سيكون أكثر كارثية مما تصورت فى السابق . لم تستطيع إخفاء نبرة الذهول من صوتها عندما سألته :"ألم تسأل أبريل عن الأمر ؟"
فالإثنان كانا صديقين حميمين وبدا منطقياً بالنسبة لها أن يتحدث مع المرأة الأخرى من شكوكه
قال بنفاد صبر :"بالطبع لم أسأل أبريل . أخبرتك بأن صداقتنا ليست حميمة كى تسمح لى بالتدخل فى حياتها الخاصة بتلك الطريقة"
ابتسمت غير مصدقة ثم قالت بنبرة ملؤها التحدى :"لكنك تعتقد بأن علاقتنا هى كذلك"
شعت عيناه الرماديتين ثم ذكرها بقسوة :"أنا لم أفتح هذا الموضوع....أنت فعلت ذلك"
هزت كتفها وردت قائلة:"من الغير المعقول أن نمضى الأمسية بأكملها معاً ونتجاهل الموضوع كلياً"
اعترف جود بتردد :"لن يكون الأمر سهلاً....لا"
ثم تابع كلامه بتأثر مشابه لتأثرها وقال :"لكن لو لم تثيرى أنت الموضوع لما أثرته أنا . فأنا ليست أفهم شيئاً مما يجرى يا ماى"
وأضاف بمرارة شديدة :"وعدم فهمى لأمر ما هو شئ لا أعترف به بسهولة فى العادة كما تعلمين "
ابتسمت ماى ابتسامة ساخرة وقالت:"أعرف ذلك"
بادلها جود ابتسامتها بابتسامة ناعمة وسألها :"هل تعلاف جانيوارى و مارش بأن أمهما مازالت حية؟"
سرعان ما تلاشت ابتسامة ماى هى ترد بصعوبة:"لا !إضافة إلى ذلك فأنا لا أريدهما أن تعرفا"
لتحقيق هذه الغاية كان لابد أن تطلب تعاون هذا الرجل وهو الأمر الذى لم تكن متأكدة منه....قالت بعد تفكير وبنفاد صبر :"بحسب رأيك ماذا سيكون موقفهما عندما تعلمان الحقيقة الآن؟ وماذا ستفكر أنت لو كنت مكانهما ؟"
جاء رده عصبياً عندما أجابها :"لكن الأمر لا يتعلق بى يا ماى ولا حتى بك أنت , فى الواقع...."
ـ بالطبع إنه يتعلق بى.....
هز رأسه ببطء كرد منه على كلامها الغاضب وقال :"لا إن كان حدسى مصيباً ونظراً لما لاحظته فى الأيام القليلة الماضية فقد عرفت على الدوام بأن أمك حية أما جانيوارى و مارش فتجهلان هذه الحقيقة . لربما كان ذلك صائباً فى ما مضى"
ثم تابع قوله :"لكن بوجود أبريل هنا فى إنجلترا على بعد نحو عشرة أميال فقط , هل تعتقدين حقاً بأنك تمتلكين الحق بإخفاء هذه المعلومة عن شقيقتيك بعد الأن؟"
كبتت ماى رد فعلها الغاضب مع وصول الدفعة الأولى من الطعام ووضعه على طاولتهما وبقيت صامتة حتى بعد أن عادا فأصبحا لوحدهما . ذلك أنها فى حقيقة الأمر لم تعد متأكدة من امتلاكها ذلك الحق بعد الآن .
لم تشك فى حقها ذاك عندما كنتا شقيقاتها صغيرتين . يومها عرفت بإن هذا الوضع هو الأنسب للجميع وخصوصاً للوالد . وهذا الأمر لم يكن ممكناً لو أن جانيوارى و مارش عرفتا بأن أمها ماتزال حية وأنها هى نفسها الآن الممثلة المشهورة التى تعيش فى أميركا.
لكن فى الأسابيع القليلة الماضية ومنذ أن استلمت ماى ذلك العرض للاشتراك فى تمثيل دور أبنة أبريل روبين بات الأمر مؤلماً وزاده إيلاماً إصرار دافيد مليتون على محاولة إقناعها بتمثيل ذلك الدور والآن ها هو جود يطرح عليها السؤال نفسه الذى أرقها فى الأسابيع القليلة الماضية وعلى الأخص منذ وصول أبريل روبين ظهورها على مسرح الأحداثث .
وظهورها على مسرح الاحداث .
راقب جود المشاعر التى توالت على وجه ماى المعبر وأدرك بأنه أصاب وتراً حساساً بسؤاله الأخير هذا . لكن ماذا عساه يفعب=ل غير ذلك ؟
ق4ال جود :"إنها سبب رفضك لدورك فى الفيلم أليس كذلك ؟ فأنت كنت تحاوولين تجنب حدوث مثل هذا الأمر ؟"
التمعت عيناه ببريق الغضب :"هل تلومنى على ذلك؟"
بدت ماى متألمة . إنه واثق من ذلك ولم يكن يرغب بشئ فى تلك اللحظة أكثر من أخذها بين ذراعيه وطمأنتها بأن كل شئ على ما يرام . إذ كيف ستكون ردة فعل امرأتين بالغتين إحداهما تبلغ السادسة والعشرين من العمر والأخرى فى الخامسة والعشرين عندما تبلغهما بأن أمهما التى أعتقدتا بأنها ميتة هى فى واقع الأمر على قيد الحياة وتنزل فى فندق يبعد عشرة أميال عن المزرعة؟
والأسواء من ذلك كله كيف يمكنها منع أبريل من إبلاغ جانيوارى ومارش بالحقيقة إذا ما قررت أن تفعل ذلك؟هذا إذا ما احتاجتا إلى من يبلغهما بذلك بعد لقائهما بالممثلة وجهها لوجه.
تذكر جود بأن رؤية ماى للمرة الأولى فى اليوم الأول من قدومه إلى المزرعة ذكرته بـ أبريل . إذ على الرغم من أن المرأتين كانتا على طرفى نقيض لأن أبريل مفرطة فى الأناقة دائماً بينما كانت ماى يومها مرتدية ملابس فضفاضة كعادتها بالإضافة إلى تلك القبعة الصوفية غير الجذابة التى تغطى شعرها فما زال بإمكان المرء أن يلاحظ ما يكفى من الشبه بينهما . كان ذلك كافياً ليجعل جود يشعر بشئ غامض يومها إلا انه لم يعرف كنة ذلك الشئ الغامض حتى هذا الصباح.....
أبلغها بلطف بالغ :"لست أنا من يجدر بك أن تخشى ملامته على أى شئ يا ماى. لكن عليك أن تقنعى جانيوارى و مارش بذلك"
تمنى جود لو أنه يتلفظ بهذه الكلمات فقد ظهر الشحوب على وجهها . كما بدت عيناها بركتين كبيرتين تنضحان بالألم . مد يداً مواسية نحوها إلا أن الغضب المفاجئ الذى شع من عينيها منعه من لمسها فعلياً . ففى تلك اللحظة بدت ماى متوترة إلى درجة أن أقل لمسة من شأنها التسبب بتدميرها كلياً
قالت موبخة:"كان على التكهن بموقفك هذاا"
تمسكت يداها بالمنديل الموضوع فوق حضنها وتابعت قولها :"بالتأكيد من السهل جداً إطلاق النظريات فى ظل الأمان الكامل الذى يوفره أبوان حريصان . لكن لا يمكنك أبداً أن تتصور ما كان عليه الأمر عندما تتركتنا أبريل بالطريقة التى تركتنا فيها....لا فكرة لديك على الأطلاق!"
بدا من الواضح أنها تحاول منع انهمار دموعها كما تحاول إحكام السيطرة على مشاعرها . وأدرك جود بألم بأن هذا الوضع هو مشكلة ماى لوحدها فهى الأخت الكبرى . إنها تكبر شقيقتها بسنة واحدة بحق السماء ! لا بد أنها كانت تقوم بحل مشاكل شقيقتيها بالإضافة إلى مشاكل الأسرة لكن من كان يحل مشاكل ماى ؟
هز جود رأسه وقال :"إنه حمل يفوق طاقتك ماى ولا تستطعين حمله بمفردك....."
قاطعته موبخة :"ومن هو ذلك الشخص الذى سيساعدنى ؟"
ثم نظرت إليه بنظرة ملؤها السخرية وتابعت قولها :"أنت؟ أنا لا أظن ذلك"
أجبر جود نفسه على عدم الرد على توبيخها هذا فهو يعلم تماماً بأن ماى تشعر بالألم فى هذه اللحظة وأنها مليئة بالشكوك حول صوابية أفعالها لجهة كتمان الحقيقة على أختيها مهما حاولت إظهار العكس.
هز كتفيه ثم اعترف بجفاء قبل أن تتمكن من الكلام مرة ثانية :"أنا سأساعدك لو تمكنت من ذلك وإذا سمحت لى بذلك لكنى كنت أفكر فى هذا الوقت بـ أبريل....."
قاطعته ماى بمرارة :"أوه , من فضلك أبريل هى آخر شخص أنتظر مساعدته!"
ومرة أخرى كبح جود جماح ردة فعله العفوية تجأه هذه الملاحظة التوبيخية . لاشك فى أن فقدانه السيطرة على أعصابه لن يساعد فى مثل هذا الوضع . بالإضافة إلى أن شدة الانفعال الذى تشعر به ماى يكفيهما معاً .
كانا يجلسان فى مطعم يعج بالناس . صحيح أن الطاولات لم تكن قريبة جداً من بعضهما البعض لكنها قريبة بما يكفى لجعل بعض الأشخاص ينظرون باتجاههما عندما علا صوتيهما قليلاً . لاشك بأن هذا المكان لا يناسب إجراء محادثة كهذه.
أقترح جود بنعومة :"دعينا نبدأ بتناول الطعام"
تناول سكينه وشوكته استعداداً للبدء بتناول الطعام الذى طلبه . عندما لاحظ أن ماى لم تتحرك لتناول طعامها قال:"تبدو معظم الأشياء بصورة أفضل على معدة ممتلئة "
ظل الغضب بادياً عليها للحظات طويلة . لكنها بعد أن ألقت نظرة من حولها ورأت عدة أشخاص يرمقونهما بنظرات فضولية تأكدت من صوابية ما يقوله.
إلا أن ذلك لا يعنى بأنها مازالت مستعدة لملء معدتها جيداً بالطعام....
انتقت طبق القريدس ودفعت طبق الدجاج الذى طلبته بعيداً عنها بدون اكتراث . أما بالنسبة للحديث فقد كان معدوماً بينهما تقريباً لأن جود كان يتهيب البدء بأى موضوع من شأنه أن يدفع ماى لفقدان أعصابها أما ماى فبدت غير مبالية للحديث على الإطلاق .
اعترف جود فى سره بأنه لا يمكن اعتبار الأمسية من أنجح الأمسيات بالنسبة إليه لأن ماى رفضت تناول الحلوى وطلبت بدلاً منها فنجاناً من القهوة السوداء القوية.
ـ مـــــاى.....
التمعت عينا ماى بخضرة داكنة ثم قالت محذرة :"لا أرغب بمناقشة هذا الموضوع معك بعد الآن جود"
وهكذا ساوره مرة أخرى ذات الشعور العنيف الذى أصبح مألوفاً لديه. لماذا لم يلاحظ الشبه الموجود بين هاتين المرأتين من قبل ؟
حسناً ما الفرق الذى يشكله عنده اكتشاف هذا التشابه ؟ فها هو قد تأكد من وجوده الآن وهذه هى المشكلة الرئيسية , أليس كذلك....
ما الذى كانت ماى تنوى أن تفعله لو لم يلاحظ الشبه بين المرأتين على الأطلاق ؟ هل كان باستطاعتها أن تقنع أبريل بالمغادرة هكذا بمنتهى البساطة والهدوء؟ أم كانت ستقدم على أمر أخر ؟ ساوره شعور بأن الأوقات التى كانت تغادر أبريل فيها بهدوء قد مضت.
فـ جود قد رأى نظرات أبريل المليئة بالتوقعات هذا الصباح لمجرد ذكر جانيوارى و مارش . وهو واثق من أبريل بعد تمكنها من مقابلة ماى سترغب فى لقاء ابنتيها الأخرتين أيضاً. وهو الشئ الذى تعارضه ماى بالكامل . أخذ نفساً عميقاً وقال :"سواء شئتِ أم أبيتِ سيتحتم عليك مناقشة هذا الموضوع مع أحدهم"
ردت ماى بتحد واضح :"لماذا سيتحتم على ذلك"
اعترف جود بمرارة فى قرارة نفسه بأن الهدنة التى سادت أثناء تناولهما اتلطعام فقد شارفت فى نهايتها ولهذا أجابها بنعومة :"لأنك ملزمة بذلك . أفهمى يا ماى بأن أبريل لن تغادر هذا المكان لمجرد رغبتك أنت بأن تفعل ذلك....."
ردت ماى بحدة:"ولِمَ لا؟"
هز جود رأسه قليلاً ثم قال مفسراً تحت ضغط نظرتها المتسائلة :"ها قد عدت مرة أخرى للإجابة عن السؤال بسؤال آخر. أنت لاتستطيعين يا ماى أن تستمرى بالهروب من هذا الوضع مهما رغبت بذلك"
دافعت عن نفسها بمرارة:"أنا لا أهرب من أى شئ"
ابتسم قليلاً ثم علق قائلاً :"أستطيع أن أرى بأنك تفعلين ذلك"
قالت ماى موبخة :"هل الأمر كذلك فعلاً؟"
ثم مضت تقول مؤكدة له بإنكار كامل :"حسناً إنك مخطئ تماماً حول ما يمكننى عمله أم لا"
وضعت ماى منديلها على الطاولة قبل أن تنتصب واقفة وتابعت قائلة :"أما الشئ الذى أريده فى هذه اللحظة فهو أن أغادر هذا المكان وأتوجه إلى المنزل...."
اعترض جود بنفاد صبر قائلاً:"لكننى أنا الذى أحضرتك إلى هنا بسيارتى"
تناولت حقيبتها وتهيأت للخروج من المطعم وأبلغته من دون وجل:"إذن سأستقل سيارة أجرة"
لم تلتفت ماى فى طريقها يمنها ويسرها نظراً لتركيزها وتصميمها على المغادرة .
حدق فيها جود بخيبة أمل مدركاً فى الوقت نفسه بأنعدداً من الأشخاص الموجودين فى المطعم يراقبون مغادرة ماى العاصفة باهتمام كلى وهم يترقبون ليعرفوا ما إذا كان سيتبعها.
ذلك لا يعنى بأنه يهتم بما يفكر به الناس عنه أو عن أى شخص يكون برفقته . فكل ما يهمه الآن هو ماى .
لكنه لا يريد أن ينشغل بها بحق السماء , وهو حتماً لا يريد الإنشغال بأى امرأة إلى الحد الذى تمكنت فيه ماى كالندر من الاستحواذ على اهتمامه .
وهو لا يستطيع إنكار ذلك بعد الآن بل أكثر من ذلك أصبح الآن خائفاً تماماً وبشكل لا رجوع عنه.
ألزمه هذا الوضع باللحاق بـ ماى بعد مغادرتها المطعم , اعترف بذلك لنفسه بصعوبة وهو يقف ليدفع فاتورة المطعم ويسرع للحاق بها.


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:11 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.