آخر 10 مشاركات
311 - الخطيب الغادر - شارلوت لامب - م.د** (الكاتـب : angel08 - )           »          309- حب في عرض البحر - ليندا هوجز - مــ.د...(عدد جديد)** (الكاتـب : Dalyia - )           »          المرأة الطفلة - سوزان هوجز... [م.د] حصرياً فقط على منتدى روايتي** (الكاتـب : Andalus - )           »          308 - حب بلا مقابل - شارلوت بوتشستر - م.د ** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          312 - المرأة العاشقة - كاي بازويل - المركز الدولي** (الكاتـب : angel08 - )           »          307- عودة الحب - ليندا بيوتشستر - م.د (عدد جديد)** (الكاتـب : Gege86 - )           »          306 - الخداع الرقيق - ليندا هوجز - روايات عبير المركز الدولى (الكاتـب : samahss - )           »          يسألونني......❤❤ (الكاتـب : لبنى البلسان - )           »          305- جنون الغيرة -كاي بيسويل - عبير مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          304-صفقة زواج-بربارا بيكر - عبير جديدة -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-17, 03:02 AM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Flower2 433 -وداعاً يا ملاكي -(كتابة /كاملة)


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






ازيكم أعضاء روايتي الحلوين والحلوات
اليوم مبارك بجد علينا وعليكم
عشرأعوام أكمل منتدنا من سنينه عشرة
قراءة ممتعة لكم جميعا








من روايات احلام

433- وداعا يا ملاكى ! ديانا هاملتون

الملخص

** حظيت ميرسى هاورد بتربية محافظة . لذا فان عملها كمدبرة منزل لدى رجل الاعمال الايطالى اندريو باسكالى . المفعم بالرجولة والحيوية . امر يعنى ان عليها التكيف مع نمط حياة جديدة تماما .....

** ادركت ميرسى خلال اقامتها لدى اندريو باسكالى . انه ينبغى عليها تغيير مظهرها الخجول المهمل .... اما اندريو فادرك ان مدبرة منزله لم تعد تلك الفأرة المسكينة بل اصبحت ثعلبا ماكرا ، وذلك بعد التعديلات التى قامت بها على مظهرها وتسريحة شعرها .....

** فكر اندريو انه يسهل عليه اضافتها الى قائمه ، غزواته النسائية . اضافة الى المهمات التى تؤديها فى المنزل ولكن ميرسى ليست من الصنف الذى يرضى بعلاقة غرامية بدون زواج ......

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



الرواية منقولة شكرا لمن كتبها

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 27-11-17 الساعة 07:25 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 11:42 AM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عدد فصول الرواية :- 12 فصل
1-فرصة من ذهب
2-صديقان
3- حلم يتلاشى
4- امرأة جديدة
5- الهروب
6- لا تتركينى !
7- حب ام هذيان ؟
8- اين المفر ؟
9- آسفة حبيبى !
10- لقاء ووداع
11- الرجل الاخر
12- دعنى وشأنى !
13- هدية


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 11:43 AM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

( الفصل الاول )
فرصة من ذهب
لعن اندريو باسكالى اليوم الذى اضطرت فيه كنوكس الى ترك وظيفتها لديه . فقد استقالت مدبرة منزله لتستقر فى كنت مع شقيقتها التى ترملت منذ فترة غير طويلة . رفع اندريو الورقة الاخيرة بنفاذ الصبر . تفحصها بدقة فى اقل من ثانية ، ثم رماها جانبا بنفاذ صبر اكبر من السابق
علق بايجاز : لا تفاصيل
القى نظرة عدم رضى باتجاه صديقته الحالية ، فيما ضاق فمه الواسع المكتنز مظهرا انزعاجه
فى الواقع ، صديقته الحالية هى على وشك ان تصبح السابقة ، فتريشا اصبحت شديدة التطلب وشديدة التعلق به ، وهذا حتما يتعارض مع الشروط الاساسية التى وضعها اندريو بكل تشديد وتاكيد . عاد مساء الامس بالذات من الوكالة ، وهو مصمم على فكرة ما لعمل دعائى تليفزيونى . هو يريد فكرة خلاقة محركة للعواطف ، تستحق ان تحمل توقيع باسكالى الاصيل ، بحيث تتحلى بالتميز وتحقق النجاح فى المبيعات ، حتى لو كان الامر يتعلق بمنتوج غير ملهم على الاطلاق ، كماركة وجبات طعام جاهزة . عندما وصل وجد ان تريشا دخلت الى منزله بنفسها ، وهى تنتظره برفقة وجبة طعام صينية جاهزة ورديئة ، بعد ان سرحت شعرها بتلك الطريقة التى تجعله منتفخا جدا ، وبالغت فى وضع احمر الشفاه على شفتيها ، وهو امركان فيما مضى مثيرا وممتعا ، لكنه اضحى الان مملا تماما . قالت له وهى تبدو مفرطة فى الجدية : ان ما تحتاجه فعلا يا نور حياتى هو زوجة . عندئذ لن تضطر الى اجراء هذه المقابلات الكئيبة ، ولن تضيع وقتك الثمين سدى
ازداد تجهم اندريو ، وهو مؤشر على ارتفاع درجة انزعاجه . تريشا تعرف حق المعرفة انه ليس بحاجة الى زوجة ، كما انه لا يريد واحدة . جل ما يرغب به الان ، هو مدبرة منزل غير فضولية او متطفلة . لكن ان سارت الامور على هذا المعدل ، يبدو انه لن يحظى بواحدة ! رد بكلمات لاذعة : بدت لى الفتاتان الاخيرتان جيدتين تماما ، على الرغم من اننى اقر لك بان المرشحة الاولى كانت كابوسا فعليا
تلك المرشحة هى امراة تناهز الثمانين من عمرها ، بالرغم من انها كتبت فى الطلب الذى قدمته انها فى الخمسين فقط . طلب اندريو من تريشا اعداد فنجان شاى لتلك المراة ، ثم اوصلها بنفسه الى سيارة الاجرة . بعدئذ اعطت المرأة السائق عنوان دار العجزة ، ثم لوحت له بهوس فيما تقلها السيارة . كرر اندرية كلامه قائلا : اما الاخيرتان فلم يكن هنالك من خطب بهما
ثم وقف على قدميه بعد ان كبح طاقته الحيوية لفترة طويلة ، فاخذ يسير بخطوات واسعة داخل غرفة المكتب . تابع مذكرا تريشا وهو يعض شفتيه : مؤهلات جيدة ، مراجع ممتازة
هدأته تريشا بابتسامة منافقة متملقة : عزيزى ! لا تبدا بالعبوس والاعتراض الان . انا عرضت عليك مساعدتى ونصيحتى عندما قلت انك لا تجيد القيام بالاعمال المنزلية . اما نصيحتى فهى ان ايا من هاتين الفتاتين لن تبقى لمدة تزيد عن بضعة اسابيع . انهما تملكان اطلالة مشرقة وجمالا مقبولا لذا فهما سترحلان لتتزوجا بعد وقت قصير . انت بحاجة الى امرأة فى متوسط العمر . اما هذه الاخيرة فلم تعط اية تفاصيل لانها لم تقم بارسال طلب توظيف . كل ما قامت به هو انها ببساطة اتصلت هاتفيا بعد ظهر اليوم ، وطلبت اجراء مقابلة عمل
بدا ذلك نوعا من التحكم ، واندريو لا يجد مسالة التحكم به امرا مثيرا على الاطلاق . اما المرأتان السابقتان ...
رات تريشا ميرسى هاورد ، ما ان دخلت الى منزل اندريو ، وراتها مجددا وهى تغادره بعد اجراء المقابلة .
وعلى الفور فكرت تريشا ان ميرسى ستؤدى الدور المطلوب بشكل جيد . انها فى الثانية والعشرين من عمرها ، ومع انها ليست فى متوسط العمر ، لكنها بسيطة المظهر وعادية جدا . قررت تريشا انها لا تشكل منافسة بالنسبة اليها ، فهى مهملة غير مهتمة بمظهرها
بدات تريشا نفسها تشعر ان علاقتها باندريو لم تعد ثابتة كالسابق ، لذا فهى لا ترغب بالحصول على تعقيدات اضافية ، كوجود منافسة لها على مدار الساعة . اندريو لم يفكر ابدا بالزواج ، وقد صرح لها قبل ان تبدا علاقتهما بانه لا يحبذ العلاقات الطويلة الامد . اما هى فقد جارت الامر حينها ، اذ بدا لها من الغباء ان تضع العصى فى الدواليب فى تلك المرحلة من علاقتهما . اما بعد ذلك فاصبح هدفها الوحيد هو حمله على تغيير رايه بالامر ، لكى يقرر الزواج منها ، ويسمح لها بالتالى بحياة من الرخاء ويدخلها الى عالم من الثراء الفاحش
آه ، كلا ! لم تولد بعد المرأة التى تظن ان من حقها الحصول على اندريو باسكالى ، ذى البنية القوية والجسد الطويل المتناسق والمظهر اللاتينى الجذاب . هذا من غير ان نذكر حسابه المصرفى المثير للاهتمام
قالت تريشا مناغية وهى تمرر اناملها من خلال شعره الاسود كالليل : يمكنك ان تقابلها ما دامت هنا . ما ادراك ؟ ربما تكون هذه المرأة ما نبحث نحن عنه تماما
لم يعجب اندريو بكلمة نحن التملكية ، كما لم يعجبه ذاك الانطباع بانه يتم استخدامه كهدف . ارجع راسه بخفة الى الوراء ، وتصلبت كتفاه العريضتان ، فيما عاد ليجلس من جديد خلف مكتبه . ظهر على وجهه عبوس كبير ، جعل حاجبيه يندفعان نزولا كما لو انهما قضيبان سوادوان مستويان
من المؤكد ان وقت تريشا قد انتهى . غدا صباحا سوف يطلب من احد موظفيه فى الشركة ان يختار قطعة مجوهرات مناسبة غالية الثمن ، ثم يقوم بايصالها الى شقة تريشا مع الملاحظة التى يدونها عادة ، والتى تقول : الوداع من غير ندم . فى تلك اللحظة قرر ان الوظيفة ستكون من حظ المتقدمة الرابعة الا اذا كانت تتجاوز الثمانين من عمرها او خرقاء كئيبة تماما . اما هو ، فلديه عمل اكثر اهمية يتطلب منه الابداع والتركيز ، ويجب ان يتولى امره
بدات ميرسى تشعر بغثيان رهيب حالما وجدت العنوان الذى كانت تبحث عنه . ان احد المبانى الواقعة فى احدى المناطق العصرية الى جانب نهر التايمز ، بالكاد يلائم فتاة قروية متواضعة مثلها
لطالما اغاظتها كارلى قائلة لها : عليك ان تتاقلمى مع حياة المدينة يا فتاة
وذلك حينما كانت ميرسى تعترف لها بفزعها وحيرتها ومخاوفها المتعلقة بالحياة المتسارعة فى هذه المدينة العالمية المتطورة
بالرغم من انها تعيش فى لندن منذ سنتين ، الا ان ميرسى ما تزال فتاة ريفية قديمة الطراز ، وتتوق الى الحياة البطيئة الخطى التى هى معتادة عليها
لكنها فتاة تتحلى بالعزم والتصميم ، لذا تقدمت صعودا نحو الباب الخشبى الاملس ، وهى تمسك بشدة حقيبة يدها الواسعة الرثة ، ثم ضغطت على زر الجرس . فاجاها الصوت القادم من علبة معدنية صغيرة ، فاطاعت التعليمات التى اعطيت لها ، فابلغت عن اسمها وعملها
فتح الباب فى نهاية الامر ، كما لو ان الامر تم بفعل السحر . وجدت ميرسى نفسها تدخل الى ردهة ضخمة جدا ، ذات سقف يرتفع حوالى الثلاثة طوابق ، وينتهى بمطلع درج محاط بسياج يلتف صعودا ، ويؤدى الى الطوابق العليا
قابلتها امرأة ذات شعر اشقر منفوش ، وجسد فاتن رشيق . ترتدى سروالا زهريا ، مع قميص تبهر الابصار بلونها اللامع ، تبدو ملتصقة تماما بجسدها
شعرت ميرسى على الفور انها اشبه بفارة رمادية صغيرة ثمينة ، حيث بدا لها كأن طولها البالغ خمسة اقدام وثلاثة انشات يتقلص الى مجرد انش او اثنين
اعلنت المرأة الشقراء بعد ان رجعت الى قائمة مثبتة بمشبك : لابد انك الانسة هاورد
اتبعت اعلانها هذا بابتسامة عريضة كشفت عن اسنان بيضاء ، وبعد دقيقة من الفحص والتدقيق فى بذلة ميرسى الرمادية غير المتكلفة وغير الجديرة بالاطراء ، والتى تشبه الصندوق ، ثم فى حذائها الكبير وفى حقيبة يدها القديمة الطراز ، قالت المراة الشقراء : انا صديقة السنيور باسكالى
فيما قوست بخجل احد حاجبيها المرسومين باللون الاسود بمهارة ، مشدد على كلمة صديقة بصوت ابح . اتبعت ذلك بابتسامة مصطنعة ذات معنى ، ثم قالت : انه يقوم بمقابلة احداهن فى هذه اللحظة ، لذا اذا رغبت بالجلوس ، انا متاكدة من انه لن يدعك تنتظرين طويلا
بدا المقعد المصنوع من الجلد والكروم الذى اختارت ميرسى الجلوس عليه مريحا ، وقد وضعت الى جانبه طاولة ذات سطح زجاجى . لكن ميرسى لم تكن قادرة على الاسترخاء على الرغم من انها وضعت قدميها الى جانب بعضهما ، واحتضنت حقيبة يدها القديمة المريحة فى حضنها . فالغثيان قد بدا ينتابها منذ الصباح الباكر عندما اخذت كارلى تعلمها بفرح عن كامل هوية الرجل تامل ميرسى بان يصبح رب عملها فى المستقبل
-سهرت معظم الليل وانا ابحث عن معلومات عن الرجل على شبكة الانترنت . انه اسطورة حية ، وهو فى الحادية والثلاثين من عمره فقط ! انه صاحب وكالة باسكالى للاعلان ، وهو نابغة بالمعنى الحرفى للكلمة . فهو من ابتكر مجمل اعمال الشركة . انه يساوى الملايين بمفرده ، من غير ان نحسب مجموعة كبيرة من الممتلكات المتوارثة عائليا . يقع منزله الاساسى هنا فى لندن حيث يفترض بك ان تعملى وتقيمى . بالاضافة الى ذلك فهو يمتلك فيلا بالقرب من امالفى وشقة فى روما . انه يهتم . بالفن المعاصر ، وليس لديه زوجة ولا اولاد ، لذا لن يكون هنالك الكثير من الاعمال المنزلية لتقومى بها ، باستثناء تمرير ممسحة الغبار على لوحات بيكاسو وهوكنى التى يملكها
هزت كارلى كتفيها وارتدت سترة البذلة الكحلية التى تمر على طية ياقتها علامة تجارية مطرزة ، تخص شركة مستحضرات التجميل العالمية التى تعمل لديها . اما قماش البذلة ذو اللون الغامق فيلفت الانتباه الى شعرها الاشقر الرمادى الاملس الذى يصل طوله حتى ذقنها ، وهو شعر تحسد عليه
نفخت كارلى قبلة باتجاه ميرسى ، قائلة : على ان انطلق الان ، قبل ان اتاخر مجددا . اتمنى لك الحظ الجيد ، وتذكرى ان ابتسامتك جميلة ، لذا اكثرى من استعمالها !
كانت عينا ميرسى ما تزالان متعبتين بسبب قلة النوم . فقد امضت معظم الليل فى تنظيف المكاتب ، وهو العمل الوحيد الذى وجدته لها وكالة الاعمال المنزلية . وكما يقول احد زملائها فى العمل ، هى امرأة يمكن الاعتماد عليها دوما ، فهى متمكنة ولا تغيب عن عملها تكرارا بحجة المرض . وجدت ميرسى من المستحيل ان تحظى بساعتين من الراحة او ما يقاربهما ، مثلما تفعل عادة ، وذلك بسبب توترها المتزايد
رات الاعلان عن هذه الوظيفة الشاغرة وهى تتصفح مجلة معروفة فى السوق ، وذلك خلال فترة الغداء حينما كانت تنتظر فى عيادة طبيب الاسنان ، لاجراء الفحص الروتينى لاسنانها . بدا لها كان ملاكها الحارس يعمل بشكل مزدوج لصالحها . يطلب شخص اسمه اندريو باسكالى مدبرة منزل لتقيم فى منزله ، اما الراتب المعروض فهو كبير بما يكفى لجعل عينى ميرسى تقفزان خارج وجهها اندهاشا
بمبلغ كهذا من المال سوف تتمكن من تقديم مساعدة كبيرة لشقيقها من اجل دراسته فى مجال الطب . اذا حظيت بهذه الوظيفة سوف تتخلص من المصاريف المعيشية ، ولابد ان الطعام سيكون مؤمنا وكذلك المسكن
تردى الوضع المالى لشقيق ميرسى الى حد بعيد ، وخشيت ان يؤدى به ذلك الى نوع من الاضطراب الذهنى الناتج عن معاناته الكبيرة خلال فترة تدريبه المرهقة . لكنه اخذ فى نهاية الامر يتحدث عن تصميمه على حيازة شهادة اعلى فى مجال الجراحة ، فاستفاق عائدا الى الواقع ليجد نفسه غارقا فى ديون هائلة
اتصلت ميرسى بالرقم المدون فى المجلة ، وهى مقتنعة تماما بان الوظيفة الشاغرة التى صادفتها ، ارسلت اليها من السماء . عندما تحدثت عبر الهاتف ، ابلغتهم بل بالاحرى طالبتهم بحاجتها الى موعد لاجراء مقابلة لاجل الوظيفة . اما الان فتورد خداها خجلا ، وشعرت بالارتباك وهى تتذكر ما فعلته . بدا الامر ملائما تماما لها ، لكن ذلك كان فى اليوم السابق لاسقاط كارلى المفاجئ لقنبلتها عليها
كارلى كانت صديقة ميرسى منذ ايام المدرسة ، وهى تتشارك معها فى السكن فى شقة صغيرة ، منذ عامين . لكنها تنوى مغادرة هذه الشقة لكى تقيم مع صديقها الحميم ، لانهما سوف يتزوجان بعد حين
شعرت ميرسى بالسرور من اجل صديقتها . كيف عساها تشعر بشئ معاكس فى حين ان كارلى احسنت معاملتها كثيرا ؟
منذ سنتين ، وبعد مرور ايام معدودة على عيد مولدها العشرين ، كانت ميرسى يائسة محطمة ، وقد صعقها الاسى والحزن لوفاة والديها . لم تكن تعلم كيف عساها تتدبر امر مساعدة شقيقها الذكى اللامع لانهاء سنوات تدريبه الطويلة . اذ كيف ستستطيع الصمود بالقليل الذى تجنيه من عملها ؟ لقد توقف راتب والدتها التقاعدى الذى كانت تحصل عليه من الكنيسة بعد وفاتها
غادرت ميرسى المدرسة المدرسة لدى بلوغها السادسة عشرة من عمرها على اثر وفاة والدها . وافقت والدتها الراى بان من واجبها ان تكسب شيئا من المال ، فيتوفر بذلك جزءا من نفقة دراسة شقيقها الذى هو اكثر ذكاءا واصغر سنا منها . عملت ميرسى فى كل وظيفة توفرت لها فى القرية التى انتقلت اليها عائلتها ، فقد ترك والدها مسكن القساوسة لكى يقيم فى كوخ صغير تمتلكة الكنيسة ، وظل هذا المكان المنزل المتوفر لها ما دامت والدتها حية ترزق
مرت اوقات عصيبة على ميرسى ، لكنها فتاة قانعة بما لديها . لطالما رغبت بان تعمل بدوام كامل لكى تكتسب خبرة فى مهنة تقديم الطعام والاعمال المنزلية . وذلك كى تتمكن فى المستقبل من العمل فى هذا المجال المتخصص بصورة مستقلة ، او ربما تخاطر اكثر بافتتاح شركة صغيرة تقوم بتقديم الطعام خلال حفلات العشاء الخاصة والاعراس . تركت ميرسى طموحها ذاك فى خانة الانتظار حاليا ورغم ذلك فقد استمتعت باداء الاعمال التى توفرت لها ، كتنظيف المكاتب ، وتنسيق الحدائق ، والتسوق لمن لا يقدرون على مغادرة منازلهم ، واخذ الكلاب فى نزهات مشيا على الاقدام
كانت كارلى هى التى مدت لها يد العون خلال تلك الاوقات الصعبة المقلقة . هذه الاخيرة تعمل حاليا فى مجال التجميل فى احد متاجر لندن الفخمة . يومها قالت لميرسى : يمكنك ان تشاركينى السكن . صحيح ان الشقة ليست اكبر من علبة الاحذية ، لكننا سوف نتدبر امرنا . يمكنك مشاركتى فى دفع الايجار ، وبذلك تسدين لى خدمة . كما ان هنالك المئات من وكالات الاعمال المنزلية التى تتوق للحصول على موظفين جدد . يمكننى تدبير بعض المقابلات لك
حصلت ميرسى على منزل ووظيفة . اما شقيقها فقد قبل عرض عمته العانس ، وهى مدرسة متقاعدة وفرت له منزلا ليقيم فيه خلال اجازاته ، وعمتهما هذه تقيم فى قرية حيث يمكنه ان يقوم بمراجعة دروسه بهدوء وسكينة . اما خلال الفصل القادم ، فسوف يعود الى مستشفى لندن التدريبى الشهير
اما الان ، فها هى الشقراء الشبية بالتمثال ، تتجه نحو الباب االامامى برفقة امرأة سمراء طويلة جميلة رقيقة الملامح ، وعلى الارجح انها تحمل فى محفظة كتفها الجلدية الانيقة رزمة من المؤهلات للوظيفة . قالت الشقراء للمتقدمة السمراء : سوف يتم الاتصال بك خلال اليومين المقبلين لاعلامك ان كنت على لائحة المقبولين للوظيفة
هبطت معنويات ميرسى حتى كعبى حذائها البنى ذى الشرائط ، ما ان سمعت كلام المرأة ، اذ احست انها ليست فى المكان الملائم مطلقا
فكرت انها لن تحظى باى فرصة للحصول على الوظيفة بوجود تلك المرأة التى تبدو واثقة تماما من نفسها . تركت ميرسى لمدة عشر دقائق اضافية وهى ممزقة بين رغبتها فى الحصول على الوظيفة ورغبتها فى الابتعاد من هنا . سوف تقوم بنشر اعلان لايجاد شريكة مستعدة لمشاركتها شقتها الصغيرة ، ما ان تغادر كارلى عند نهاية الاسبوع . اما هى فسوف تتابع حياتها كما فى السابق ، فتحاول جهدها توفير كل قرش يمكنها الاستغناء عنه . بينما رغبتها الاخرى حثتها على البقاء قوية عنيدة ، وان تقوم باداء افضل ما عندها للحصول على الوظيفة . مهما يكن ، فليس هنالك ما تخسره سوى اجرة مترو الانفاق
كانت ميرسى ما تزال مترددة بين قرارى الهروب ام البقاء والمقاومة ، حينما خرج القرار من يدها . اومات لها الشقراء فجاة من امام مدخل الغرفة الواقعة فى الجانب البعيد من الردهة الواسعة ، والتى دخلت اليها قبل قليل
نهضت واقفة على قدميها ، متمنية لو انها على الاقل ارتدت ثيابا اكثر اناقة من بذلتها الرزينة الفضفاضة . تلك البذلة التى اشترتها خصيصا لماتم والدها منذ عدة سنوات
لكنها عادت وشجعت نفسها مقررة بان الرزانة هى ميزة قد يبحث عنها اى رب عمل لدى مستخدمه . انها رزينة ، منطقية وعملية جدا بغض النظر عن هذه البذلة . لا يتوجب على الفتاة ان تكون مثالا للجمال والروعة لتتمكن من جلى الاطباق وتلميع الارضيات . اليس كذلك ؟
مهما يكن الامر ، فالسنيور باسكالى ، الرجل الاسطورة ذو الثراء الفاحش ، ليس سوى رجلا عاديا شانه شانها هى ، اليس كذلك ؟
آه ... ! فى الواقع هناك ، رجال من نوع اخر من البشر . تلك كانت اول فكرة مجنونة راودتها حينما راقبها ذلك النموذج الانسانى البالغ الوسامة ، متفحصا هيئتها المهملة عبر المهملة عبر امتداد مكتبه الملئ بالاشياء المبعثرة
بدا وجهه النحيل القوى انيقا مشدودا ، وبالكاد يخفى نفاذ صبره . كما سيطرت عليه هالة من السكون الضارى تغلف مزاجه المشحون بالقوة والمشدود كالسوط . مظهره ذاك اوحى لها انه مستعد للانقضاض على اى شخص يخرج عن حده ، فيمزقه اربا اربا
استمرت عينا اندريو الرماديتين الغامقتين بتقييم ميرسى الى ان شعرت بانها تود الهروب خجلا وان تذوب عبر الواح خشب الارضية . شعت عيناه بتوهج حيوى ، وهو امر جعلها تشعر ببعض الارتياح . فكرت انه لو كان حقا عبقريا مبدعا ، فلعله على الارجح لن يلحظ تموجات شعرها الملونة . فالتفافت شعرها هذه تجعلها تبدو كما لو انها وقفت فى مهب الريح لساعات ، بغض النظر عن محاولاتها الجاهدة لتبدو جيدة ، او لتحسن من مظهر وجهها الباهت . لكن الرجل على الارجح يسبح بعيدا فى احد خيالاته المبدعة الرائعة
تشتت وهمها المريح حينما وصلت تلك العينان نزولا حتى حذائها . بعدئذ اشار لها اندريو بحركة موجزة من يده ، بان تجلس على المقعد المواجه له ، واستدار فى الوقت نفسه نحو صديقته الشقراء التى تحوم حوله ، فقال : انا بحاجة الى القهوة ، تريشا . الان
انه ينوى تولى اخر مقابلة بنفسه ، من غير ان يحظى بمقاطعات وثرثرة مزعجة بخصوص المؤهلات والخبرة والمراجع . فقد اضاع ما يكفى من الوقت حتى الان . اضاف حين استشعر بعض التردد من قبل الشقراء ، وبعد ان راجع صفحة من الاوراق بين يديه : وكوب اخر للانسة ميرسى هاورد
لاحظت ميرسى ان الامر الذى اصدره اندريو بتلك النبرة المتشددة قليلا والصوت المخملى الخشن ، جعل الشقراء تريشا تنطلق مسرعة الى الخارج
بدا شعور غريب بالخجل يتصاعد داخل ميرسى ، فيما استقرت عيناها على وجهه الوسيم . لم يخالجها من قبل شعور كهذا تجاه اى رجل ، الامر الذى جعلها تشعر باحساس مميز حقا
جلس اندريو مستلقيا الى الخلف على كرسيه حالما خرجت من طريقه المرأة االتى توشك ان تصبح عشيقته السابقة ، ثم راقب المتقدمة الاخيرة من بين جفون عينيه شبه المطبقة ، وهو غير مستعد ابدا لهدر اية لحظة اضافية من وقته الثمين . فكر ان امامه خيارين ، اما ان يتصل باحدى المتقدمتين السابقتين ليعرض عليها الوظيفة ، او ان يوظف هذه المراة الموجودة هنا
ضاقت عيناه ذات اللون الدخانى اكثر . انه لا ياخذ بنصيحة احد ، لكن فى هذه الحالة ربما لدى تريشا وجهة نظر محقة ، سلم بذلك على مضض . ان المراتين السابقتين بدتا ملفتتين للنظر ، جميلتى المظهر ومصقولتين ، كما انهما متاكدتان من قدراتهما وواثقتان بنفسيهما . فاذا وظف احداهما ، لن يطول الامر حتى تقنع رجلا احمق مسكينا بوضع خاتم الزواج فى اصبع يدها ، وعندها سيضطر اندريو الى خوض غمار هذه المهزلة الكاملة مجددا
قرر اندريو انه لن يواجه نفس المجازفة مع هذه المتقدمة . فهذه المرأة بصراحة تبدو غير مصقولة ، بغض النظر عن شعرها الغريب الشكل ، انها ذات شخصية ضعيفة ، مع العلم ان الدليل الوحيد على ارتباكها هو وجهها غير المميز الذى يعلوه الاحمرار
سوف يمنحها الوظيفة !
سالها : الديك خبرة فى ادارة الشؤون المنزلية ؟
امل الا يكون هناك عيب جدى غير ظاهر فيها حتى الان
بعدئذ سوف تجرى حياته بسلاسة كالسابق ، ما يسمح له بالتركيز على شؤونه الهامة فلا يضطر بعد اليوم الى ازعاج نفسه بامور منزلية متعبة ، كايجاد الجوارب النظيفة مثلا ، او تصور كيفية اعداد كوب من القهوة
اطلقت ميرسى تنهيدة ارتياح مختصرة ، فقد اثارت اعصابها طريقته فى النظر اليها كما لو انها نوع من الكائنات الحية غير المكتشفة من قبل . اجابت بتسرع : قمت بتدبير شؤون منزل والدتى وادارته لمدة اربع سنوات ، بالاضافة الى تولى وظائف اخرى بوقت جزئى . كما اننى بدات بدراسة مهنة تقديم الطعام والاعمال المنزلية فى مدرسة ليلية ، لكننى اضطررت الى .....
كانت ميرسى على وشك شرح الظروف التى ادت بها الى التخلى عن الدروس ، كانت على وشك اخباره عن صحة والدتها المتدهورة ، لكنها وجدت نفسها غير قادرة على الكلام حينما تدخل السنيور باسكالى سائلا : هل من اصدقاء حميمين ؟
فغرت ميرسى فاها وهى تبتلع الكلمات التى كانت تنوى التفوه بها . ما علاقة ذلك بقدرتها على اداء اعمال التدبير المنزلى ؟ اخيرا تمكنت من الرد بكلمة لا بعد ان دل فمه المشدود بنفاذ الصبر على انه قد انتظر اكثر من اللازم ليحصل على الرد الذى يتوقع سماعه فورا
ثم سالها وكانما سؤاله يتطلب التفصيل والتوسع ، فقال : الديك اية ارتباطات عائلية ؟ اطفال او اقارب مسنين يعانون من مشاكل صحية ، وهم يتوقعون منك التخلى عن اى شئ لتذهبى اليهم فى الحالات الطارئة ؟
تصلبت ميرسى وزمت شفتيها المكتنزتين الخاليتين من اى مواد تبرج . هذا الرجل المتنمر يستقوى على الضعفاء . لكن على الرغم من مظهره المدمر ، فكرت ميرسى انه ان الاوان كى تقف وتدافع عن نفسها ، فهى على الارجح لن تنجح بالوصول الى لائحة المقبولين للوظيفة فى جميع الاحوال
-سينيور باسكالى . كان والدى رجل دين ، ولم يعان يوما من المشاكل الصحية . والدتى كانت امرأة ذات نفس طيبة رقيقة ، ولم تطالب يوما باى شئ غير عقلانى او غير منطقى . لكن للاسف كلاهما توفيا . لدى بالفعل عمة معافاة وبصحة جيدة ، وبما انها تعيش فى كورانوال ، فمن غير المحتمل ان اسارع لاكون الى جانبها اذا ما جعلها سوء حظها تصاب بالرشح او الالم الراس . فهى لن تحلم حتى بتوقع حضورى اليها . اما فى ما يخص الاطفال ، بالطبع ليس لدى اولاد ، فانا لست متزوجة
-ان عدم الزواج لا يفترض بالضرورة عدم وجود الاطفال ، بحسب خبرتى
رد اندريو بملاحظة اعتبرتها ميرسى تهكمية جدا . لكن ابتسامته العريضة المفاجئة شتتت انتباهها ، ذلك انها جعلته يبدو وسيما الى درجة فائقة ، اما عيناه فبدتا ضاحكتين خارقتين حقا ، حسبما لاحظت عندما انطلق الى الامام فى مقعده بحيوية زائدة . راجع اندريو بسرعة الورقة الموضوعة على المكتب امامه ، متاملا بانشراح ورضى ان ابنة القس على الارجح تتمتع بقيم اخلاقية قديمة الطراز ، لذا فمن غير المحتمل ان تستقبل احدهم فى منزله او تقيم حفلات جامحة خلال فترات غيابه المتكررة
-اذا قلبت بالوظيفة انسة هاورد ، سوف تحظين بجناح خاص بك . عليك ان تقومى بادارة كل الشؤون المنزلية من غير تطفل . كما اننى لا احبذ ان تعلمينى او تستشيرينى فى الامور التافهة ، فلو انكسرت مرآة الحمام او رشح صنبور المياه على سبيل المثال ، عليك الاتصال بسمكرى ليصلحها من دون ان تزعجينى بالموضوع . عليك الاهتمام بملابسى الوسخة ، فانا استعمل قميصين يوميا . استيقظ عند الساعة السادسة والنصف ، واتناول الفطور عند الثامنة بعد قيامى برياضة الركض ثم الاستحمام .
قلما امضى الامسيات فى المنزل ، لكن حينما انوى ذلك سوف يتم اعلامك مسبقا حتى تحضرى وجبة طعام عند الساعة التاسعة . اما فى بعض المناسبات التى استضيف فيها شخصين او حفل عشاء لعشرين شخصا ، فعليك الاتصال بشركة تقديم الطعام التى استخدمها دوما ، فتقومين بالترتيبات اللازمة . واذا ما استقبلت ضيفا ليمضى الليلة فى المنزل ، عليك ان تتولى امر الاهتماما بمطلباته . هل من اسئلة ؟
انتزعت ميرسى نفسا متقطعا . اهو حقا على وشك ان يعرض عليها الوظيفة ؟ ذلك سوف ينقذ حياتها ! اتسعت عيناها وهى تجاهد لتاتى بسؤال مناسب ذى صلة بالموضوع لتطرحه عليه . لكن لم يخطر ببالها اى شئ مطلقا ، باستثناء حاجتها غير الملائمة لمعرفة ان كان الضيف الذى يحتمل ان يمضى الليل عنده هو تلك الشقراء الطويلة ، ام انه يحبذ تغيير نسائه من حين الى اخر . لكن بما ان ذاك السؤال سيجعلها تبدو متطفلة بشكل لا يحتمل ، اكتفت بهز راسها نفيا ، واطلاق نفسها مع قولها : كلا . لا اظن ذلك
استجمعت قواها ، ولحسن الحظ وجدت نبرة ثابتة لصوتها فى مكان ما ، فتابعت بنبرة مختلفة : يبدو ذلك واضحا
قرر اندريو ان ذلك كاف بالنسبة اليه ، فهى لم تطرح اية اسئلة بخصوص ايام العطلة والمناسبات التى يحق لها ان ترتاح فيها . ابتسم اندريو لعينيها الزرقاوين المدهشتين ، واتخذ قراره بهذا الشان . كل ما يهمه هو الحصول على مدبرة ملائمة لمنزله ، لكى يستريح من سلسلة المهام المنزلية المرعبة التى عليه تدبيرها ، ويحظى بحياة منزلية سلسة ، وهو ما افتقده بشكل غير متوقع منذ استقالة كنوكس ، مدبرة منزله السابقة
نهض اندريو ، فظهر فوقها بطوله الفارع وعرض كتفيه المرعبتين اللتين تغطيهما قميص سوداء . امتدت يد قوية انيقة المظهر نحوها ، وقال اندريو : اهلا بك ، هاورد . يمكنك استلام مهامك بدءا من الغد
انتقلت نظرات ميرسى المذهولة صعودا من يده الممدودة لتلتقى تينك العينين السوداوين الخارقتين . هل حصلت حقا على هذا العمل المميز بهذه البساطة ؟ فغرت فاها الرقيق ، ثم زمته بعزم وهى تقول له : شكرا لك . لكننى لن استطيع البدء بالعمل يوم غد
فرد وهو يعض شفته : لم لا ؟
وسرعان ما عاد ليجلس من جديد على مقعده الذى غادره للتو ، وقد تصلبت ملامح وجهه الكلاسيكية . ادركت ميرسى ان الامر سوف يزعجه ، لابد انه ، ببساطة معتاد على الحصول على كل ما يبتغيه ، اما الان فقد ان الاوان لان يلقن درسا بان الحياة ليست كذلك على الدوام . ميرسى هى حقا قادرة على اثبات نفسها اذا ما سمحت لها الظروف بذلك ، بالرغم من مظهرها المتواضع وادراكها لذاتها ، وبالرغم من رغبتها الدائمة بفعل المستحيل لارضاء الاخرين
بعد ان اعطته ميرسى لحظة لاستيعاب الامر ، قالت له بحزم : انا حاليا موظفة لدى وكالة تهتم بالاعمال المنزلية . ومن المفترض ان اعطيهم انذارا بتركى الوظيفة قبل اسبوع على الاقل . بالطبع يمكننى ان ارحل ببساطة واضحى باجورى لهذا الاسبوع ، واتوقع منك ان تعوضه على بالطبع ، لكننى لا ارجع ابدا عن اى التزام اقوم به ، لذا فسوف يسعدنى ان استلم وظيفتى الجديدة بعد ان امضى المهلة المحددة لترك عملى السابق
انهت ميرسى كلامها املة الا تكون قد افسدت هذه الفرصة الذهبية التى سنحت لها
تلاشى عبوس اندريو المخيف . فكر انه اعتاد ان يكون محاطا باكثر النساء فتنة وسحرا وثقة بانفسهن ، وهؤلاء النساء مستعدات للقيام بكل ما يتمناه ، اما الان فقد صدته امرأة وضيعة المستوى . توقع ان تكون متلهفة للبدء بالعمل ، فتحاول المستحيل لكى تضمن لنفسها وظيفة عالية الاجر كهذه ، الا انها ليست كذلك . انها تجربة جديدة بالنسبة لاندريو جعلت فمه يشتد منتفضا بقوة
تحولت انتفاضة فمه الى ابتسامة عريضة كاملة ، فيما انطلق واقفا على قدميه قائلا : اذا ، اتوقع منك استلام مهامك بعد مرور اسبوع ، انسة هاورد
سار اندريو مندفعا نحو الباب على رجليه الطويلتين ، مبررا قبوله غير المشروط لعدم انصياع المرأة لاوامره ، بانها على الاقل برهنت عن مصداقيتها . بعدئذ قام بصرفها عن ذهنه ، وعاد لينشغل بالعمل الذى ينتظره فى الوكالة
ظلت ميرسى لفترة من الوقت تدور فى دوامة من المشاعر تحت تاثير تلك الابتسامة المدمرة ، وبسبب حظها الجيد فى الحصول على الوظيفة ، لكنها هدات نفسها لتنتظر قهوتها
اندريو باسكالى الاسطورى ، ليس شخصا مرعبا ومخيفا كما خشيت ان يكون . انه ليس كذلك اذا تم التعامل معه بحزم !
*****
انتهى الفصل الاول


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 11:44 AM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- صديقان
استيقظت ميرسى لدى سماعها جرس المنبه عند الساعة السادسة والنصف . بقيت مستلقية للحظات تستمتع بفخامة وهناء الارتياح الذى تنعمت به فى ذاك السرير الضخم المزدوج الموجود فى الجناح الخاص بمدبرة المنزل ، فى الطابق العلوى من المنزل . كما استمتعت بنور الشمس الذى تسلل الى غرفتها عند الفجر فى ذلك اليوم من شهر نيسان ، عبر الستائر البيضاء الشفافة التى تغطى النوافذ الكبيرة الواسعة
يستيقظ رب عملها الجديد عند هذه الساعة ايضا ، ثم يتناول فطوره عند الثامنة ، وهى تنوى ان تظهر له ما هى قادرة عليه . لم تراه الا لفترة قصيرة لدى وصولها صباح الامس ، فبعد ان ادخلها الى المنزل القى نظرة خاطفة قصيرة ،على ساعة يده ، ثم اوضح لها كانه لا يراها حقا : انت دقيقة فى المواعيد . جيد ! سوف اكون فى الخارج طيلة النهار ، ولن احتاج الى وجبة عشاء هذا المساء . استقرى ورتبى اغراضك ، ثم اجعلى الغسيل من اولوياتك
راقبته ميرسى وهو يخطو مبتعدا ، ثم لوح لسيارة اجرة بدت كانها ظهرت بسحر ساحر ، متاملة بعينين متسعتين كيف تفيض الحيوية من ذاك الجسد الطويل . سحبت نظراتها بعيدا عنه ، ثم استدارت لتبدا اول نهار لها فى خدمته
فكرت ميرسى وهى تتدحرج خارج السرير متوجهة نحو الحمام الملحق بغرفة النوم بانها استمتعت بذلك النهار حقا . لقد حظيت بكل ذاك المنزل الرائع لنفسها ، من غير اى اثر لتلك القنبلة الشقراء . تنقلت طيلة النهار فى ارجاء المنزل ، وهى تعمل بجدية وفعالية تامة
تمهلت قليلا وهى تلملم الملابس المنثورة فى ارجاء غرفتى النوم والحمام اللتين يشغلهما اندريو فى الطابق السفلى الواقع تحت جناحها مباشرة . قامت بفصل الملابس فى غرفة الغسيل ، مصنفة تلك الملونة من الاخرى البيضاء ، فيما احمر وجهها لدى رؤية ما هو حميم منها
يا للسخافة لطالما قامت بغسل ملابس شقيقها جيمس عندما كانا سويا فى المنزل ، لماذا تراها تشعر بهذه الحرارة اذا ؟
ابعدت ميرسى الفكرة ثم اقفلت ازرار ثوب عملها الرمادى الباهت الذى وجدته موضوعا على سريرها منتظرا وصولها ، وهو ما يزال مغلفا بورق السيلوفان . املت ان يكون اندريو قد لاحظ قمصانه المعلقة بدقة تامة فى خزانة ملابسه الواسعة ، وانها قامت بتبديل اغطية سريره ، ونظفت غرفة نومه من الغبار
انها بالفعل تحتاج الى ترك انطباع جيد لديه بفعاليتها الصامتة ، عليها ان تتمسك بهذه الوظيفة . بالامس سمحت لنفسها باستراحة غداء لمدة خمس عشرة دقيقة فقط ، امضتها فى تصور المبلغ الاضافى الذى ستتمكن من دفعه من اجل تسديد حساب شقيقها المصرفى
عقدت ميرسى شعرها الجامح الاجعد فى ضفيرتين بعيدا عن وجهها ، فهو شعر كثيف منفوش الى درجة ان ضفيرة واحدة لا تكفى للتحكم به . بعدئذ قررت ان من قام بطلب رداء عملها هذا ، يحمل فى ذهنه صورة مضخمة وبدينة جدا لحجم جسدها . صرفت ميرسى الفكرة ، لان مظهرها الخارجى ليس بذى اهمية بتاتا ، فالمنزل هو الاهم . جل ما يهم الان هو التاثير الايجابى الذى تتركه على رب عملها بفضل مهاراتها فى التدبير المنزلى
سمعت الزوبعة المبشرة بوصول اندريو عبر مدخل المنزل قادما من رياضة الركض الصباحية ، ثم دخوله الى غرفة الاستحمام . فى ذلك الوقت كانت قد انتهت من اعداد مكان جلوس منفرد الى طاولة الطعام العصرية المجهزة لاستقبال عشرين شخصا ، وفكرت انها ما ان تحصل على راتبها ستضع منه مبلغا صغيرا جانبا لشراء الازهار ، فهى تنوى ان تلين الاجواء الرجولية الحادة فى تلك الغرفة . تميزت غرفة الطعام بارضية خشبية مصقولة لامعة ، وجدران شديدة البياض ، تم تزيينها بلوحتين زيتيتين لم تستطع ميرسى فهم راسيهما من كعبيهما
انطلقت عند الساعة الثامنة الا ربعا تعد الطعام فى المطبخ العصرى المتميز بتصميمه الفنى الانيق ، واصبح الفطور جاهزا عند الساعة الثامنة تماما . بعدئذ ذهبت لتعلم اندريو الذى يجلس الان فى الغرفة حيث اجرى معها المقابلة .عبرت باب الغرفة ، وبعد ان خطت خطوتين توقفت ، وانتظرت حتى انهى مكالمته الهاتفية . بالطبع ، لم تتعمد ميرسى استراق السمع ، الا انها سمعته يقول لشخص ما ان ذلك نهائى ، وانه لن يعيد النظر بالموضوع . تساءلت ان كان عليها ان تتظاهر بدهاء انها لم تسمع ما يقوله . حين انهى اندريو المكالمة ، رمى هاتفه النقال جانبا ، ثم وجه اليها كلامه : حسنا !
اعلنت ميرسى بنبرة عادية : الفطور جاهز ، سيدى
بالنظر الى المبلغ الذى يدفعه لها كراتب ، يمكنها ان تغض النظر عن التصرف الفظ ... من الواضح ان هذا الشخص الذى تحدث اليه ايا كان قام باثارة اعصابه
تحركت نظرات عينيه السوداوين المدهشتين الى يديها الفارغة ، وقال : انا لا اراه !
شردت ميرسى للحظة متاملة ملامسة نور الصباح لشعره الاسود البراق الانيق ، ولاحظت كيف يبرز الضوء مسطحات وجهه وتقاسيمه ، لم تستطيع منع نفسها من التحديق به ، فبدا فاها الرقيق مفتوحا الى ان تذكرت ان من الفظاظة ان تحدق بمستخدمها
اخيرا تمكنت من الرد : غرفة الطعام ... سيدى
اخذت تجاهد الان لتسليط الضوء على كفاءتها ، لكى تعوض عن تلك الهفوة المفزعة
رسمت ميرسى ابتسامة خفيفة على شفتيها ، ثم فتحت الباب ، وتنحت جانبا كى يتقدمها رب عملها الى خارج الغرفة ، لكنه لم يفعل
جاءها رد اندريو الهادئ : انا اتناوله هنا
تلك الابتسامة الفتاكة التى ظهرت على فمه جعلت كل خلية من جسدها تذوب ببطء شديد وهو يتابع كلامه موضحا : اسف ، هاورد . لم يكن بمقدورك ان تعرفى هذا . اليس كذلك ؟ كان ينبغى ان تترك لك كنوكس تعليمات محددة حول عملك
ثم تلاشت ابتسامته ، فمد يده متناولا هاتفه النقال الذى اخذ يرن مرتعشا . اختطفه اندريو ورفعه الى اذنه ، فتكلم بصوت حاد قائلا : انا لا اجيد الصبر . عليك معرفة ذلك . واذا اتصلت بهذا الرقم مجددا ، سوف اشكوك الى السلطات بتهمة الازعاج والملاحقة
انطلقت ميرسى ، وقد تلون وجهها باللون الزهرى . يا له من رجل فظ ! لو ان اندريو وجه الكلام اليها بتلك الطريقة التى تكلم بها مع سيئة الحظ على الطرف الاخر من الخط ، فهى حتما ستموت خجلا ، او انها على الارجح ستساله من يظن نفسه ، فتطرد من وظيفتها . من الواضح انه لا يتردد فى الصراخ على اى شخص لا يعجبه . من الافضل لها ان تراقب خطواتها وتصرفاتها بدقة والا فانها ستجد نفسها مطرودة
وجدت ميرسى اكبر صينية امكن توفرها فى المطبخ ، فحملتها باغراض فطور اندريو ، ثم عادت مترنحة الى غرفة المكتبة حيث كان يجلس . سيتوجب عليها ايجاد فسحة تتسع للصينية على ذاك المكتب الضخم المكتظ بالاغراض
فكرت وهى تدفع باب المكتبة لتفتحه بوركها وهى متقطعة الانفاس بسبب المجهود الذى بذلته ، اليس من المريح اكثر لو انه يتناول فطوره فى غرفة الطعام ؟ لكن مركزها لا يسمح لها باخباره ذلك الامر
كان اندريو منكبا على طباعة نص على شاشة الكمبيوتر الموضوع على منصة مخصصة له فى احد الجوانب البعيدة من الغرفة . وضعت ميرسى الصينية على الارض ريثما تمكنت من اخلاء فسحة على مكتبه ، ثم وضعتها هناك بالشكل المناسب ، واعلنت باشراق : فطورك ، سيدى !
بدا اندريو شاردا كانه على كوكب اخر حين قال : ماذا بعد ؟
ثم تسلل الغضب الى كلامه وهو يتابع : احضريه الى هنا ، يا امرأة
صرت ميرسى اسنانها على بعضها . اعطنى القوة يا رب ! عادت الكلمات تقفز على شفتيها ، ثم تمكنت من خنقها لتقول : لا يتسع المكان على تلك المنصة ، يا سيدى
شاهدت ميرسى كتفى اندريو العريضتين تتصلبان تحت قميصه الزرقاء، حين استدار اندريو ليحدق بها غير مصدق ، وقال : لا يتسع المكان ؟
ثم نهض واقفا بحركة سريعة ، فاستقرت عيناه على طبق البيض المقلى ، الى جانبه طبق من اللحم المشوى والطماطم ، وقطعة من الخبز المحمص ، بالاضافة الى صحن للزبدة ، واخر للعسل ، وابريق الشاى مع مستلزماته . احس اندريو ان وجهه يبهت لونه . فاغمض عينيه لوهله مبتلعا رغبته بالصراخ ليقول لها انت مطرودة ! المسالة ببساطة هى ان كنوكس لم تنفذ ما طلبه منها ، فلم تدون قائمة بمطلباته لتتركها لخليفتها فى الوظيفة
بدا صوت اندريو مليئا بالعزم والتصميم كى يكون منصفا فى ما يقوله : هنالك بعض الامور التى ينبغى عليك معرفتها ، هاورد . انا منشغل الان ، وعلى وشك ان اصبح اكثر انشغالا . لا يتسع وقتى لتناول وجبة طعام تكفى لاطعام جيش صغير . انا ببساطة احتاج الى كوب من القهوة القوية غير المحلاة ولا شئ اخر ، وذلك فى تماما الساعة الثامنة ، قبل مغادرتى الى مكان عملى فى الساعة الثامنة وعشر دقائق
القى نظرة على ساعة يده المصنوعة من البلاتين ، كما لو ان الامر على اهمية كبرى ، ثم اشار لها بجفاء قائلا : اصبحت الساعة الثامنة والربع ، وانا لا ارغب بان اصاب بجلطة قلبية لدى تناولى هذا الصحن . خذيه من هنا !
جذبت ميرسى نفسها فاستقامت فى وقفتها حتى بدا طولها الكامل المؤثر ، ثم رمقته بنظرة من عدم الرضى . لقد عملت فى عدة وظائف عندما كانت والدتها حية ، فاعتنت بولدى السيدة فليتشر ذوى السنتين من العمر ، واستطاعت التعرف على انطلاق موجة الغضب لدى كل منهما
انها واثقة من موقفها الصائب ، فاشارت قائلة : انه طعام جيد ، متكامل ، مفيد وصحى ، فاللحم مع البيض لم يسببا الضرر لاى كان ، لكن تناول القهوة السوداء فقط لبدء النهار .......
وتابعت بعد ان اصدرت صوت استنكار قائلة : ... فلن تؤدى المطلوب ابدا . الفطور هو اهم وجبة طعام خلال النهار ، وما دمت موظفة هنا فمن واجبى الاعتناء بك وبمنزلك ، لذا فان الفطور اللائق هو ما سوف تحصل عليه . تناوله قبل ان يبرد
ذكرت ميرسى نفسها متاخرة بموقعها كمدبرة لهذا المنزل لا اكثر ، فتابعت مغيرة مجرى الحديث : هل ستعود لتناول العشاء هذا المساء ؟
اتسعت عينا اندريو الرماديتان الغامقتان ، فيما حدقتا فيها ببساطة للحظات طويلة ، لحظات ثقيلة سلبت منها انفاسها ، وجعلت وجهها يحمر بشدة قبل ان يتمتم اندريو : كلا ، هاورد . لن اعود
لجات ميرسى الى الامان الذى يوفرة لها المطبخ . ثم تخلت عن محاولاتها لتاكل قطعة من الخبز المحمص مع المربى ، فيما تناهى الى سمعها صوت مغادرة اندريو للمنزل . املت الا تكون قد افسدت الامر ، فاندريو باسكالى الاسطورى لن يتحمل ان يملى عليه احد موظفيه ما يجب عليه ان يفعله . اما المشكلة فتكمن فى ان ميرسى اعتادت منذ عمر السادسة عشرة ان تدير شؤون المنزل بالاسلوب الذى تراه ملائما . فهى مسؤولة عن ميزانية العائلة ومدخولها الضئيل ، لان صحة والدتها الغالية المسكينة ساءت تماما بعد وفاة والدها ، فاضطرت الاسرة كلها الى الاقامة فى ذاك الكوخ الصغير ، ولدى وصولها الى لندن اصبحت مسؤولة عن فريق عمل من موظفى التنظيف ، لذا اعتادت اتخاذ القرارات بشان تنفيذ الامور ، ومتى ينبغى تنفيذها . لكن هذا ربما لن يجدى نفعا هنا ، ولن يتلائم مع نابغة ايطالى مبدع !
رغم ذلك فهى تعلم بانها محقة . لابد ان رب عملها يعمل بجهد ليجعل من وكالته ناجحة ، لذا فهو يحتاج الى فطور ملائم . مهما يكن الامر ، فهو استخدمها لترعاه ، وهذا ما تنوى فعله بالتحديد
توالت ساعات النهار سريعا ، وتمكنت ميرسى خلالها من استعادة شجاعتها بفضل اعتقادها المتزايد شيئا فشيئا ، بانها ليست على وشك فقدان وظيفتها .
فبعد التحقق من صينية الفطور علمت ان السنيور باسكالى قد تناول شريحة من الخبز المحمص مع قطعة اللحم ، وذلك يعنى انه تقبل الدرس الذى لقنته اياه بنية حسنة بشكل لا باس به
نظفت ميرسى النوافذ ، ولمعت المفروشات بذوق ودقة ، كما سجلت فى ذهنها ملاحظة بان عليها ان تسال اندريو عما كانت تفعله مدبرة منزله السابقة بشان طلب المؤونة للمنزل ، وكيفية دفع ثمنها
بدت الخزانة فى المطبخ خالية الا من مستلزمات القهوة ، اما بعض وجبات الطعام الجاهزة فاخذت تذوى فى الثلاجة . اضطرت ميرسى الى الخروج مسرعة من المنزل لتشترى ما تطلبه فطور اليوم الذى تم رفضه بازدراء ، كذلك فطور يوم غد ، مستخدمة لذلك مواردها الحالية الضئيلة . لطالما اعتقدت ان شقيقها غير لبق ، لكن يبدو ان رب عملها هو فريد من نوعه فى هذا المجال !
مع حلول الساعة الثامنة ، اعتبرت ميرسى ان نهار عملها قد انتهى . فقد كانت تشعر بالحرارة والقذارة ، وتفوح منها رائحة سائل تلميع الارضية ، كما كانت قدماها تؤلمانها . وضعت فى المايكروويف وجبة مثلجة ، ووعدت نفسها وهى تجمع اغراض عشائها على صينية ، بان تسترخى لمدة ساعة امام شاشة التليفزيون فى الجناح المخصص لها . اما بعد ذلك فسوف تاخذ حماما ساخنا وتنام باكرا . كشرت مبتسمة ابتسامة عريضة ، وهى تتذكر ما تقوله كارلى عنها ، فصديقتها تقول لها انها تتصرف كما لو انها فى منتصف العمر ، لا كما تتصرف الفتيات اللواتى هن فى مثل سنها . لكنها سمعت الجرس يرن . اهو السنيور باسكالى ؟ هل نسى المفتاح فى مكان ما ؟ تمنت ميرسى لو انها ليست على هذا الشكل المزرى تماما ، لكن ليس امامها وقت كاف لترتب مظهرها . سمح باب المنزل المفتوح لنسمة هواء باردة قادمة من النهر بالدخول ، كما دخلت ايضا القنبلة الشقراء
اعلنت ميرسى وهى تستنشق نفسا ملا رئتيها بعطر رهيب ومسكر : انه ليس موجودا
توجهت تريشا نحو الدرج وقالت : اعلم
كانت المرأة ترتدى فستانا اسود لامعا يتالق اناقة وهى تتحرك ، وقد التصق بجسمها مظهرا رشاقتها
تابعت : انه يتاخر دوما ايام الثلاثاء . سوف انتظره فى غرفه نومه . كونى فتاة مطيعة ، واحضرى لى زجاجة من العصير مع كوبين
بالرغم من تربيتها الاخلاقية العالية ، فان ميرسى ليست من النوع المتزمت . وهى تدرك ان البعض يقيمون علاقات غرامية خارج اطار الزواج ، وربما يكون هذان الاثنان مغرمين ببعضهما البعض حقا ، فرجل يمثل وسامة اندريو ، لابد ان يختار شريكه تلائمه . حسنا ! لم عساها تتنهد الان متاففة وهى ذاهبة لتنفيذ ما طلبته تريشا ؟
اهو الحسد ؟ آه ! هذا هراء مطلق !
بعد كمرور دقائق قالت ميرسى بمرح وهى تدخل غرفة نوم اندريو : انت لم تخبرينى اى نوع من العصير تريدين لذا احضرت لك نوعين
كانت الشقراء تتفحص صورتها امام المرآة الطويلة التى تسمح لها برؤية جسدها باكمله ، فاخذت تستدير ذات اليمين وذات اليسار كانها تبحث عن التطمين وتريد التاكد من اناقة مظهرها
رفعت ميرسى نظرها بعد ان وضعت الزجاجتين والكوبين على الطاولة الى جانب السرير ، وهى طاولة منحوتة تصرح بوضوح بالثروة ، كما هو الامر بالنسبة لبقية هذه الغرفة التى تغلب عليها الطابع الذكورى . لاحظت ميرسى لاول مرة ان المرأة تبدو متوترة الى حد كبير تحت ذاك التبرج الذى وضعته على وجهها ، وان فمها يرتعش ، وكذلك هى يدها
-هل انت بخير ؟
ردت المرأة قائلة : افتحى زجاجة العصير . انا بحاجة الى شئ يقوينى
بعد ذلك استلقت على السرير وخلعت حذائها ذا الكعبين العاليين ورمته بقوة
احست ميرسى ان معدتها تنقلب مولدة شعورا بالغثيان ، لدى رؤية الشقراء المستلقية على الاغطية الحريرية المطرزة باناقة . قررت ان تخرج من الغرفة بلباقة ، لكن محاولتها باءت بالفشل بعد ان همست لها الشقراء : ابقى برفقتى لعشر دقائق
تاسفت ميرسى على عشائها الذى برد الان ، بلا شك . لابد ان وخزات الجوع وحدها هى المسؤولة عن شعور الغثيان الذى اصابها لدى استلقاء الشقراء على سرير اندريو . اقتربت ميرسى وجلست على حافة الفراش ، ثم سالت المرأة : ما الخطب ؟
يبدو بوضوح ان هنالك خطب ما ، فالنساء الجميلات الواثقلات بانفسهن لا يبحثن عن رفقة الخادمات البسيطات الا اذا كن منزعجات قلقات ، فلا يستطعن تحمل البقاء وحيدات برفقة مشاكلهن
ردت وهى ترفع كتفيها الرائعتين وتهزهما قليلا : لا شئ لا يمكن حله ... امل ذلك
ما ان خرجت كلمة امل ذلك حتى علت وجهها مسحة تواقة كئيبة ، وبدت مستغرقة فى التفكير . قالت لها ميرسى داعمة : فكرى بايجابية . فى كل مرة اواجه فيها مشكلة ما ... وصدقينى لقد واجهت عدة مشاكل ...
الا ان تريشا تابعت كلامها غير مبدية اى اهتمام بمشاكل ميرسى الماضية او الحالية ، فقالت : يمكنك كذلك ان تعلمى وهذا امر معروف جدا ، ان اندريو وانا ...
اخذ صوتها يرتجف وهى تتابع : ... واجهنا انهيارا فى علاقتنا . كان على وشك ان يسالنى الزواج منه حينما حدث الامر ....
اخفضت بصرها باتجاة ميرسى بشكل جانبى وتابعت : هل تعرفين ان كان يقابل امرأة اخرى ؟ هل تمكنت امرأة محتالة ان تقبض بمخالبها عليه ؟
اعترفت ميرسى وهى تشعر بالتعاطف تجاه تريشا : ما من سبيل لكى اعلم
فهى تستطيع ان تتفهم ان اى امراة قد تقع فى غرام ذاك الايطالى المذهل ، وتتفهم كذلك اذا احست اية امرأة بانها بائسة تماما لاعتقادها انها فقدته
قالت لها مهدئة : ان كان مغرما بك ، وعلى وشك ان يعرض عليك الزواج ، فليس من المرجح ان ينسجم مع امرأة اخرى بهذه السرعة . اليس كذلك ؟ لابد انه شجار العاشقين ، ولا شئ جدى . صديقتى كارلى تتشاجر دائما مع صديقها دارن ، ثم يعودان فيتصالحان . انهما فى الواقع على وشك الزواج . لذا ، تمسكى بما هو ايجابى ، اى بانكما مغرمان ببعضكما الى حد الجنون
بما ان خطاب ميرسى المشجع لم يترك اى تاثير فى تريشا سوى منحها نظرة ازدراء غير مصدقة ، وبما ان ميرسى كانت ترغب فى تناول عشائها ، نهضت واقفة على قدميها وقالت : انك رائعة وجميلة جدا ، وهو لن يخاطر بفقدانك بسبب اختلاف صغير فى الراى
كانت قد وصلت الى الباب حين تكلمت تريشا من جديد وقد اشرق وجهها بشكل واضح ، فقالت : انت على حق ، بالطبع انت محقة جدا ، و ... ما رايك بان تحسنى صورتك قليلا ؟ ايمكنك ذلك ؟ قد يكون مزاجه معكرا بعد جلسة نهار الثلاثاء ، ونحن لا نرغب بجعله اسوا . اليس كذلك ؟ لا اقصد الاهانة ، لكنك بالكاد تبدين منظرا يسعد الرجل لدى عودته الى المنزل . الا تظنين ذلك ؟
جاءت تلك الملاحظة مؤلمة كوقع السوط عليها . شعرت ميرسى بالغضب وهى تمشى متثاقلة نزولا على الدرجات . آه ! ربما كانت تلك المرأة ببساطة تصرح بما هو فى منتهى الوضوح
دفع اندريو اجرة السائق ، ثم ركض بسرعة قافزا فوق بلاط الرصيف ، نحو منزله . واخيرا وجدها ! يا لتلك الفكرة العظيمة ! الفكرة التى ستجعل وجبات كورونيت الجاهزة تباع بسرعة عن رفوف المخازن
تمعن اندريو بالمشروع الجديد ، وراجعه بصورة جيدة من العمل المحموم ، لكن ايا من افراد فريق عمله لم يشعر بالحماس . اتفق الجميع على انه موضوع كئيب وممل . كان هؤلاء قد اعتادوا على مشاريع تستهدف الاثرياء الفاتنين ، فاعتبروا هذا الموضوع تحديا جديدا ، وهم لا يرغبون بالنهوض لمواجهته .
من الذى يرغب فى التعامل مع شئ دنيوى عادى كالفطائر المثلجة والفاصوليا مع مرق اللحم اللزج ؟ من عساه يستطيع جعل مواد مملة كهذه تبدو عصرية رائجة او حتى ملفتة للنظر ، حتى لو كانت مصنوعة من مواد عضوية ، قليلة الدسم ، قليلة الملح ، ومفيدة للانسان بشكل ممل ؟
اوضح لهم اندريو بكلمات لاذعة : نحن نستهدف سوقا مختلفة . انسوا التالق . علينا ان نصيب ما هو مفيد ، صحى وجيد بكل بساطة
ثم طرات له الفكرة ... تماما بهذه البساطة ! ذاك التعبير الجدى النابع من القلب ، تلك الشخصية الصغيرة الذليلة ، وهى تطلب منه ان يتناول فطوره كما لو كان صبيا صغيرا عاقلا ! جل ما عليه فعله هو اقناعها . عليه ان يكلمها برقة اذا تطلب الامر . بالطبع يمكنه استخدام شخص محترف لتادية الدور ؟، وذلك باستخدام ادوات التبرج مع بزة عمل واسعة وشعر مستعار بالاضافة الى كل ما يتطلبه الدور ، لكن هاورد تبدو طبيعية بالفطرة
اغلق اندريو الباب خلفه ، ثم اخطره وقع خطوات متثاقلة ان المرأة موضوع افكاره تسير نزولا على الدرج
علت ملامح وجهه ابتسامة عريضة فيما هو يراقب ميرسى . انها مناسبة جدا للدور هكذا بثوب العمل الذى يغطيها ، بشكلها المهمل وشعرها المنفوش وحذائها الكبير . يبدو ذلك مثاليا !
شعرت ميرسى ببعض الاضطراب ثم استعجلت مشيتها . من المفترض الا يراها . فبحسب ما تقوله تريشا ، انها ليست منظرا قد يجعل الرجل مسرورا بعودته الى المنزل ، او يرفع معنوياته . لكنه بدا فى مزاج جيد . كان يتكئ الى الى الباب خلفه ، وقد بدت بنيته الرائعة مسترخية . جعلتها ابتسامته تشعر بالرجفة ، فتمايلت بشكل جلى وواضح
-اما زلت تعملين ، هاورد ؟
هل يجدر به ان يفاتحها بالموضوع الان ؟ ربما لا . انها تبدو متعبة ، لذا فكر ان الصباح سيكون توقيتا افضل
بدت نبرة اندريو الودودة مفعمة بالاهتمام القوى الدافئ ، لكن ميرسى تجاهلتها . تمنت لو انه لا يناديها باسم عائلتها ، فذلك الامر يجعلها تشعر بانها ليست من الجنس الانثوى ، بل كانها تبعد سنوات ضوئية عن تلك الشقراء المستلقية على ذاك السرير فى انتظار اندريو
استجمعت ميرسى تفكيرها العقلانى . لماذا يهمها الاسم الذى يناديها به ؟ فبالنسبة لاندريو هى ليست ذات جنس محدد . انها غرض تم استخدامه للمحافظة على نظافة منزله وغسل ملابسه الوسخة . نزلت الدرجات الاخيرة المتبقية ، واسقطت من حسابها ملاحظة تريشا الجارحة ، لان المرأة بكل بساطة تشعر بالانزعاج والغضب ، ثم اعلمت اندريو بالسر الذى تعرفه : وصلت صديقتك الحميمة منذ فترة قصيرة
ثم اضافت بجراة كبيرة : انها فى غرفة نومك ، وهى منزعجة جدا بسبب مشكلتكما
بدا الغضب مشتعلا فى النظرة التى وجهها نحوها ، وهو يسالها : تريشا ؟
ردت ميرسى وهى غير قادرة على ردع نبرة الانتقاد البادية فى صوتها قائلة : بالطبع !
تساءلت كم صديقة حميمة لديه ، بحق السماء ! تابعت ناصحة اياه : ما من داع لان تغضب ، وان تدخل فى شجار معها . لا اعلم ما الذى سبب شجار العاشقين ، ولا ارغب بمعرفته ، لكن عليكما ان تتحدثا عن الامر بهدوء ، ثم تقبلا بعضكما وتتصالحا . مهما يكن الامر فهى ما زالت المرأة التى اردت الزواج بها ، وهى مجنونة بحبك و ....
احكم اندريو قبضته القوية حول معصمها ، وقال : اسكتى ! هيا الى الاعلى . انا بحاجة الى شاهد
جذبها اندريو ليجرها مجددا الى الطابق العلوى بسرعة بدت لها كسرعة الضوء ، فشهقت ميرسى : هل فقدت عقلك ؟
ثم سقطت على الارض غير قادرة على الوقوف ، وشهقت من جديد ، فالتقطتها اندريو بحركة فجائية سريعة ، واضعا ذراعه حول خصرها ليدعمها ويجبرها على المتابعة
فى هذه الاثناء رد عليها وهو يصر اسنانه : كلا . انا فقط غاضب جدا ! عليك الا تسمحى لتلك المرأة بدخول منزلى من جديد ، وهذا امر
لم يكن باستطاعة ميرسى ان ترد عليه ، فقد سلبت انفاسها منها بسبب امساك اندريو بها الى جانب جسده القوى الصلب . احست برجليها تخذلانها وكانهما تحولتا الى هلام ، كما ان هذا الموقف جعلها تستعيد ذاك الشعور الغريب المخجل الكامن فى اعماق اعماقها . فكرت بجموح عندما افلتها اندريو امام باب غرفة نومه تماما ، لابد ان هذا هو الشعور الذى ينتاب المرء عندما يلتقطه اعصار . حدقت فى اللوحة المغرية المستلقية على السرير . تريشا بشعرها الكثيف المرتب بمهارة ومكر على الوسائد ، فى حين ان حاشية فستانها ارتفعت الى الاعلى بشكل غير لائق وخال من الحشمة . وحينما اقترب اندريو منحنيا فوقها ، جاءت ردة فعلها كالقطة التى تخرخر لدى مداعبة معدتها
امتلات عينا تريشا الحارتان الرطبتان بالغضب المجنون ما ان حطتا على ميرسى ، التى كانت ما تزال منقطعة الانفاس وترتعش بشكل غريب
تحول الاعصار الان الى جبل جليدى ، فبدت ملامح وجه اندريو المنحوتة بدقة فاترة ، خالية من الشعور ، مجردة من الرحمة ، وهو يستخدم هاتفه النقال . اما صوته فهدر كعاصفة ثلجية قطبية وهو يعلم تريشا قائلا : سوف تصل سيارة الاجرة الى هنا خلال خمس دقائق لتنقلك الى منزلك . اقترح ان تنتظرى قدومها فى الخارج . علاقتنا الغرامية انتهت تماما ، وانت تعرفين ذلك حق المعرفة . كان هناك احتمال بان تنتهى هذه العلاقة بشكل ودى ، فانت تعرفين شروط اللعبة . اما الان ، وبعد ما حدث ، اذا ما حاولت الاتصال بى ، او الاقتراب منى لمئة ياردة او اقل ، فسوف اهينك واصدر امرا من المحكمة يجبرك على الابتعاد عنى ، وسوف تكون تلك صفعة قوية لك ، حتى انك لن تستوعبى ما الذى اصابك
توجهت المرأة نحو الباب ، فيما غطى وجهها الجميل قناع من الغضب الانتقامى الحقود . اما ميرسى فسقطت جالسة فوق الاغطية المكومة على حافة السرير السفلية ، ذلك انها ما عادت تثق بقدرة رجليها على حملها واقفة للحظة اخرى . شهقت قائلة وقد اتسعت عيناها الكبيرتان المليئتان بالادانة والالم : كان ذلك تصرفا فظا جدا !
استدار اندريو نحوها فيما اومضت عيناه بشرارات من عدم التصديق وثنى العبوس احد حاجبيه . الا انها لم تقدر على الانقياد للظلم او تقبله فتابعت قائلة ببسالة بغض النظر عن ذلك : المرأة المسكينة هى ببساطة مغرمة بك ، وهى لا تستحق ذلك النوع من المعاملة
بعدئذ شعرت بالغثيان ، فيما لفها صمت جليدى ما جعل جلدها يخزها ، وفكرت انها لا شك ستفقد وظيفتها . تانيبها وتوبيخها له يعتبر مقبولا لو انها كانت احد موظفيه المسنين القدماء ، او انها كانت تعتنى به منذ ولادته
انها تقوم بوعظه واعطائه الدروس حول تصرفاته السيئة ، ولم يمض على وجودها فى خدمته سوى يومين ! لماذا لا تتعلم الاحتفاظ بافكارها لنفسها ؟ اخذت يدا ميرسى تلتفان بتوتر فى حضنها
تساءل اندريو بتكشيرة تنم عن عدم التصديق ، بحق السماء ! كيف تجرؤ ميرسى على مساءلته عن افعاله فتعطيه المواعظ الاخلاقية ، وتطلق من فمها هذا الهراء ؟ فتح فمه ليقول لها بان تغرب عن وجهه وان تراقب كلامها من الان فصاعدا ، اذا ما رغبت بان تتمسك بوظيفتها المريحة المربحة ، لكنه عاد وذكر نفسه بالخدمة التى يريدها منها ، فقام باغلاقه بدهاء مجددا
قال لنفسه بايجاز وهو يرخى كتفيه ، ان امرأة ذات خلفية متواضعة وتتمتع بافق ضيق مثلها ، ليست لديها على الارجح ادنى فكرة عن الموضوع . ما كان ليورطها فى هذا الامر المزعج ، لو لم يكن بحاجة الى شاهدة اذا ما اضطر الى اللجوء الى محضر ردع من المحكمة
صر اسنانه قائلا : انا اسف لانك تعتقدين ذلك
انه ليس معتادا على تفسير ما يفعله لاى كان ، اما الان فعليه ان يعض على جرحه . لاحظ متفاجئا ان التوهج فارق عينيها المدهشتين ، وانها اخذت الان تنسحب كما لو انها مداسة تحت الاقدام ومثبطة العزيمة
خنق اندريو نوبة غضب اوشكت ان تنتابه ، فغير رايه وغض النظر عنها . لا سبب يدعوه لان يشعر بالاسف نحوها ، فهى قادرة على الدفاع عن نفسها . اضطر الى تلقى العديد من الدروس والمواعظ خلال الفترة القصيرة التى عملت فيها لديه ، وذلك اكثر مما تحمله طيلة سنوات عمره الواحدة والثلاثين !
بعيدا عن سيناريو العناق والمصالحة الذى فكرت به تريشا ، سكب اندريو العصير فى الكوب النظيف ، ثم ناوله لميرسى قائلا برقة فاجاته الى حد بعيد : اشربى هذا هاورد ... سوف يساعدك على التعافى من المشهد المزعج الذى اجبرتك على حضوره
احست ميرسى كان لدغة اصابتها ، فاطبقت اناملها حول الكوب الزجاجى . ما عساه يظن بها ؟ ايظن انها من الفتيات التقيات المتدينات الميؤوس منهن ، لمجرد ان والدها كان رجل دين ؟
ردت بشجاعة ، وهى غير قادرة على تحمل شفقته : انا بالفعل ارغب فى تناول بعض العصير سنيور ، كما اننى لا اضع غطاء على راسى كما ترى
تحرك فم اندريو الانيق بطريقة مميزة ، ثم قال : حسنا ! لاصحح لك معلوماتك ... لم تكن لدى نية مطلقا بالزواج من تريشا لوماكس ، كما انه ليست لدى نية بان اربط نفسى باية امرأة اذا صح القول ، تريشا تعرف ذلك تماما . خلال علاقتنا الغرامية – التى اتضح انها قصيرة المدى – كنت وفيا تماما لها ، اما بعد انتهاء هذه العلاقة ، فلن تكون هنالك مشاعر الم او غضب . وقد قدمت لها هدية جميلة وقيمة لاعبر عن احترامى وتقديرى لها
تساءل اندريو ان كانت لديها اية فكرة مطلقا عن كيفية سير مثل هذه الامور . تساءل بعد ذلك لما عساه يهتم ، لكنه جلس الى جانبها على حافة السرير ، ثم اعلمها بجفاف : هذه الترتيبات هى امر شائع بين الناس
بدا راس ميرسى يسبح ، واحست بالدوار لقربها منه الى هذا الحد . تمتمت قائلة : يبدو الامر لا اخلاقيا بالنسبة الى
سيطر عليها شعور بالحذر والغرابة ، وفكرت انه يجدر بها مقاومة ذلك التوتر العصبى الذى يتملكها ، ثم سالته : هل فكرت بان تلك المرأة المسكينة قد تكون واقعة فى غرامك ؟
وتابعت مفكرة ان ذلك ما ستفعله اية امرأة تتمتع بعينين تمكنانها من الرؤية وبجسد يتوهج بما يكفى من الحياة
يا الهى ، الهمنى الصبر ! اخمد اندريو رغبته التى تدفعه لان يامرها بالا تتفوه بهراء كالذى يؤمن به اليافعون الاحداث ، فهو يحتاج اليها كى تقف الى جانبه فى الوقت الحالى . اجبر نفسه على الكلام من خلال اسنانه التى تضغط على بعضها ، قائلا : المرأة التى تتمتع بمشاعر قوية وعميقة ، كانت لترد العقد الماسى ... هدية الوداع والفراق ، وما كانت لتتمسك بالحلى العديدة الباهظة الثمن التى حصلت عليها من خلال الفترة التى كنا فيها سويا . الشئ الوحيد الذى احبته تريشا لوماكس ، عدا عن نفسها ، هو حجم حسابى المصرفى . وهذا يقودنا الى شرح مطول حول الاسباب التى دفعتها كى تعتقد بانها قادرة على تغيير رايى بخصوص الزواج
كانت ميرسى على وشك ان تعلمه بان تلك وجهة نظر بالغة الانانية ، لكنها صمتت فيما تابع اندريو كلامه من غير ان تبدو عليه اية لمحة من الشفقة على نفسه ، فقال : منذ بلغت اواخر سنى المراهقة راحت النساء يرمين بانفسهن على . وبما اننى كنت فتى يافعا يتمتع بالرجولة والاندفاع الطبيعى نحو النساء ظننت اننى فى الجنة ، الى ان قام جدى بتحذيرى . جدى هو اكثر الرجال الذين عرفتهم حكمة ، وقد حذرنى قائلا بان القلوب التى تخفق داخل تلك الصدور المبهجة ، هى مليئة بالجشع وحب الثروة . كان رجلا ذا خبرة واسعة وقد ادرك ان ضخامة ثروة عائلة آل باسكالى تشكل اغراء للكثيرات . هو من علمنى ان استمتع بتلك الكائنات الجميلة الرائعة من دون ان اقع فى شباك احداهن ابدا .
قال لى : تزوج فقط حينما تصبح حاجتك الى وريث امرا رئيسيا ، لكن قم بانتقاء عروس تتمتع بثروة خاصة لها ، ولو كان وجهها بشعا كسلة المهملات .
فيمكنك الحصول على العشيقات الفاتنات بالعشرات مقابل مبلغ زهيد من المال
تابع اندريو وهو يشفق على مدبرة منزله ، مسيئا فهم تعابير وجهها المرتعبة : لقد شعرت بالصدمة ، اليس كذلك ؟
وثب بعدها واقفا على قدميه ، واردف : لكننى رغبت بان تعرفى اسبابى ، وبان تكفى عن اتهامى بجرح مشاعر المرأة وفطر قلبها . ان الفارق الوحيد بينها وبين غيرها من النساء هو انها لم تلتزم بالشروط . قررت ان باستطاعتها اقناعى بالزواج منها ، لكى تستولى على اموالى !
اطلق اندريو تنهيدة تنم عن نفاد الصبر ، فيما تصلب جسمه فجاة . هو لم يقم بشرح اسبابه لاى كان من قبل ، حسبما ذكر نفسه مرة سابقة خلال هذه الامسية . اذا لم هذا التغيير الان فى عاداته التى لازمته طيلة حياته ؟ لقد وظف هاورد لتكون مدبرة منزله ، لتكوى جواربه ... او مهما كان ما تقوم به ، ولم يوظفها لكى يفسر لها اسلوب عيشه
ارخى اندريو حاجبه وهو يلاحظ ان تينك العينين الزرقاوين الكبيرتين المدهشتين غدتا مشبعتين بالتعاطف معه . فكر انه ربما يستطيع فعل شئ ما بخصوصهما ، كوضع عدسات لاصقة بلون الوحل ، على سبيل المثال
هنا اندريو نفسه وهو ينحنى ليجلس الى جانبها . اخيرا تمكن من اقناعها لتقف الى جانبه . فبعد ما قد قاله لها ، لابد انها ستغير رايها بالقصة المحزنة التى ابتدعتها تريشا ، ولن توجه اليه اية اتهامات تتعلق بالقساوة والفظاعة
امتلا قلب ميرسى بالشفقة عليه وبشعور اخر مختلف تماما ، فيما عاد ذاك الايطالى المدمر ليجلس الى جانبها مجددا على حافة السرير . شعرت باسف شديد مؤلم على اندريو . مسكين ... مسكين هذا الرجل ! انه غاية فى الروعة والوسامة والحيوية ، فكيف يمكنه ان يصدق ان اية امرأة لا يمكنها ان تغرم به لشخصه هو وليس لاجل حسابه المصرفى ؟ بوسعها ان تخنق جده العجوز الفظ المتهكم لانه زرع هذه الفكرة السخيفة فى راسه !
-هاورد ....
-نعم سيدى ؟
رفعت ميرسى نظرها نحو فمه الذى اطلق تلك التمتمة المنخفضة النغمة ، لكنها بسرعة عادت وحولت نظراتها . بدت عيناه لامعتين بوهج تام كالفضة الخالصة ، تحت اهداب شديدة السواد . بدا تماما كالرجل الذى يراقب هدفا وضعه نصب عينيه
تورد خدا ميرسى بلون جامح ، ووبخت نفسها على تفكيرها هذا ، عندما تكلم اندريو قائلا : تخلصى من كلمة سيدى هذه ، ولنكن صديقين
احنى راسه بحيث اصبح نظره موجها مباشرة الى وجهها . هنا فى حميمية غرفة نومه وفيما هو قريب منها الى هذا الحد ، استطاعت استنشاق عطر ما الحلاقة الخفيف برائحة الليمون الذى يضعه . شعرت بحرارة جسده ، ما جعل احشاءها تتلوى بتوتر . اخذ نفسها يخرج بطريقة لم تختبرها مطلقا من قبل . ابتعلت ريقها مجهدة ، محاولة بحدة ان تتمالك نفسها ، فقالت : حسنا !
بالنظر الى اسلوب حياته المعهود لابد انه معتاد على النظر بهذه الطريقة الى اية امرأة مهما كان عمرها . انها مجرد عادة . كانت ميرسى منشغلة بوضع اللوم على جد اندريو الذى اوصله الى مثل هذا التفكير ، عندما قال اندريو بصوت مخملى خافت بدا لها كانه يقطر عسلا : لدى عرض اقدمه لك
*****
انتهى الفصل الثانى

abeer Abdel monem likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 11:45 AM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 11:47 AM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4- امرأة جديدة
باستعادة ذكريات تلك الامسية ، فان شيئا واحدا ما يزال يعتمل داخل ميرسى . اوه ! كان الطعام رائعا ولذيذا ، اما شهيتها التى ظنت انها فقدتها فعادت اليها بقوة كبيرة . حتى انها تمكنت من تناول الحلوى التى طلبها اندريو ، بعد ان حرصت على عدم التفوه باى شئ بالغ فى السخف
حاولت ان تحافظ على رزانتها فى ان تاخذ على محمل الجد نفيه الشديد لبشاعتها ، الا انها لم تتمكن من ذلك على الاطلاق
من جهة اخرى تقبلت ميرسى تفسيره لدورها فى ذاك الاعلان للطعام ، اذ توهج خداها بحرارة حينما تذكرت ما قاله لها ، بان الرجل الحقيقى يفضل المرأة المفيدة المهتمة والحنونة على اولئك النسوة السطحيات ، التافهات ، الانانيات ، اللواتى يقلن دوما انا ... انا ... انا ...
بدت كلماته تلك مرهما ملطفا لجرحها بعد الاذلال الذى شعرت به يومها . اما الان ، وبعد مرور حوالى اسبوعين ، فان شيئا مما قاله اندريو لها ، ما زال يعتمل فى داخلها . الا انها لم تعرف ما هو بالتحديد
لم يتسن الوقت لميرسى كى تفكر مليا بخصوص اللغز الذى ما يزال يزعجها ويغضبها . انه شئ قاله او لمح له اندريو ، لكنها لم تتمكن من التوصل اليه ، فمنذ ذلك اليوم ، وبعد ان قاما بتصوير الاعلان ، عاد اندريو الى طبيعته التى لا يمكن التنبؤ بها . انه ينتقل احيانا بحركة سريعة ، فيخرج من المنزل حالما يتناول فطوره ، ولا يعود اليه حتى ساعات متاخرة . لكنه اغلب الاوقات يبقى فى المنزل ، فيقفل على نفسه فى مكتبه ، ثم يقرقع بهوس على لوحة مفاتيح الكمبيوتر
ولطالما سمعته ميرسى يصرخ وهو يتكلم عبر الهاتف ، ثم يزار طالبا منها القدوم كى تجلب له المزيد من القهوة ، او تفرغ سلة المهملات ، او تطفئ جهاز التدفئة المركزية !
استضاف اندريو خلال احدى الامسيات زبونا هاما وزوجته ، فدعاهما الى العشاء . لكنه جعل ميرسى تمر فى اوقات عصيبة حقا حينما اكتشف قبل لحظات من وصول ضيفيه ، انها اعدت بنفسها الوجبة التى لم تكلفها سوى ثمنا زهيدا ، عوضا عن الحصول على خدمات الشركة المتخصصة باعداد الطعام . يومها اتهمها بشكل لاذعا انها تتصرف كالبرجوازيين الذين يوفرون الاموال ببخل شديد . ثم هددها بالعقاب المريع اذا ما تبين ان ما اعدته ليس كافيا او انه ليس بالمستوى المطلوب . اما بعد رحيل الضيفين ، فقد جردها اندريو من سلاحها تماما عندما تبعها الى المطبخ حيث كانت ترتب الاغراض وتتافف متذمرة . فغمرها فجاة فى عناق يشبه احتضان الدب ، وهو يصيح مبتهجا بانتصار قائلا : اهنئك هاورد ! لا احد سواك يمكنه تحضير وجبة كهذه ! هلا سامحتنى ؟
امن المستغرب بعد ذلك ان تشعر ان راسها فى دوار مستمر ؟
اما اليوم فهى تتمتع برفاهية السكوت التام ، لكنها بشكل ما احست بفراغ .
غادر اندريو المنزل عند الساعة السادسة من صباح اليوم ليستقل الطائرة متوجها الى روما لاجل العمل . ستستغرق رحلته اسبوعا او اكثر ، لذا يمكنها ان تتروى وان تفعل ما تحب فعله خلال وقت فراغها
سالها اندريو بنزق وهو يقفز نزولا على الدرج : اين هى حقيبتى اللعينة ، هاورد ؟
استخدمت ميرسى نبرتها المهدئة التى تستعملها عندما يبدو اندريو سئ الطباع ، فاشارت الى الحقيبة التى كانت قد وضبتها له خلال اليوم السابق ، وقالت : انها هنا ، سيدى . كما ان سيارة الاجرة بانتظارك
فجاة توقف فى مكانه بعد ان كان يندفع مسرعا عبر البهو الواسع ، ثم طرح عليها سؤالا كما لو انه لا يثق بانها تحسن التصرف فى غيابه : ما الذى تفعلينه عادة اثناء غيابى هاورد ؟
توقف قليلا ثم تابع يقول : لا تنادينى سيدى
فكرت ميرسى باستهجان ، ما الذى يظن انها تفعله ؟ ايعتقد انها تقيم حفلات صاخبة ، او ترتاد الحفلات الماجنة ؟ ام تذهب فتسلب حقائب يد النساء المسنات الواقفات امام مكاتب البريد قاومت رغبتها بان تطلب منه ان يهتم بشؤونه فقط والا يتدخل فى ما لا يعنيه ، واكتفت بالقول : ان السائق ينتظرك منذ حوالى الخمس دقائق . هل انت واثق تماما ان جميع الوثائق الضرورية للسفر بحوزتك ؟
ثم مرت امامه لتفتح له الباب
القى اندريو باتجاهها نظرة كفيلة بان تذبل شجرة سنديان كاملة . وذلك قبل ان ياخذ حقيبته بسرعة ، ثم يمشى خارجا مرفوع الراس . قال لميرسى : انا لست طفلا ، هاورد . وانت لست مربيتى !
تنهدت ميرسى . انه لا يحتمل ! لكنها لا تحبه الا على هذا الشكل . فكرت بذلك وهى تتناول قهوة الصباح . انها لا تشعر باية لحظة مملة ، فالاوقات التى تمضيها معه رائعة تماما . شعرت ان جفنى عينيها يذبلان ، اذ ابقاها اندريو مستيقظة حتى وقت متاخر ليلة الامس . ساعدته على ايجاد الاوراق الضرورية لرحلته الى روما ، من بين كومة الاوراق المبعثرة على مكتبه ، ثم بحثت عن المكان الذى اختفت فيه احدى حقائب الاوراق . تافف اندريو منها طالبا منها ان تستعمل عينيها جيدا كى تجد الحقيبة ، فردت عليه بالمثل متاففة قائلة بانه لو سمح لها ان ترتب مكتبه – وهو امر يرفضه رفضا قاطعا – لما تحول الى هذه الفوضى العارمة الهائلة
لفت شفتى ميرسى ابتسامة رقيقة ، فمنذ بدات العمل لدى اندريو باسكالى وهى تشعر انها غدت كتلة من النشاط . فى الواقع هى لم تشعر بهذه الحيوية من قبل فى حياتها . تذكرت مختلف المواقف التى جعلها اندريو تخوضها ، والتى تراوحت بين الغضب والاذلال والمتعة والمرح وذلك حين يشاركها فى مزحة ما . انها امور ساعدتها حتما على الاستمرار والمثابرة معه
انه رجل يتمتع بحيوية كبرى ، وهو متقلب جدا كالزئبق . فهى لم تكن تدرى متى تسود تانك العينان الفضيتان غضبا ، ومتى تومضان ضحكا ، او تتالقان متلالئتين بكل ذلك السحر الذى يستطيع استجماعه ساعة يريد . وذلك يحصل عادة ، فى حالتها هى ، عندما يقول شيئا او يتصرف بشكل ما مسببا لها الغليان لدمها
لا عجب اذا انه يستطيع تحويل اية امرأة تعجبه الى عبدة بين يديه ، فتصبح غير قادرة على مقاومة جاذبيته القوية . يا للنساء المسكينات !
لحسن الحظ انها لن تكون رقما اخر يضاف الى الانتصارات التى تحرزها من دون ان يبذل اى مجهود
بالنسبة الى اندريو هى ليست سوى هاورد البسيطة العادية ، التى يجدها فى متناول يده للاهتمام بضروريات المنزل ، وللتخفيف من شدة نوبات غضبه ، لانه يدفع لها اجرا لائقا جدا كى تتحمله . اما من جهتها ، فهى تستمتع بالاوقات السعيدة ، بفترات هدوء العاصفة حين يعاملها كما لو انها صديقته المفضلة
انهت ميرسى كوب القهوة باكمله ، وما لبثت ان وضعته على الصحن محدثة طقطقة حتى كادت ان تكره . ذاك هو الامر ! ادركت فجاة ما هو الامر الذى ما زال صداه مؤثرا فى مؤخرة ذهنها : انا لا اهتم للمظهر الذى تبدين عليه ، فلم عساك تابهين ؟
لكنها بالفعل تهتم ، وللمرة الاولى فى حياتها ، كما اعترفت لنفسها . تلقت ميرسى تربية حازمة على يد والدين ورعين يحرصان على التجرد من الانانية وعلى عدم تبذير اموال غير ضرورية على القشور ، فى حين ان الملايين فى العالم يموتون من الجوع وسوء التغذية ، او بسبب افتقادهم للماوى ومعاناتهم من امراض لا يمكن تفاديها . لذلك كان ضميرها يوجه لها توبيخا ذهنيا ، فى المناسبات القليلة التى كانت تقف فيها امام واجهة احد المحال التجارية الفخمة ، مشتهية بذلة لا قدرة لها على شرائها
لطالما تبرع والداها بما استطاعا توفيره من اموال اضافية الى احدى الجمعيات الخيرية . لكن بعد وفاة والدها ، لم يعد يتوفر لديهم سوى القليل جدا ، ما اضطرهم الى العيش بتقشف . اما ما يفيض عن حاجتهم فراحو يضعونه جانبا لاجل تعليم شقيقها الذى الحذق
لكن الامور اصبحت مختلفة الان ، اليست كذلك ؟ هى لا تريد ان تحسن مظهرها من اجل رب عملها ... حتما لا ! فهو لا يهتم او يكترث ابدا لما تبدو عليه
طلبت ميرسى رقم هاتف كارلى ، واملت الا تكون صديقتها غارقة فى نوم مطول كعادتها خلال نهار الاحد . لطالما عرضت عليها كارلى المساعدة فى عدة مناسبات ، لكن ميرسى تحتاج الى هذه المساعدة الان بالذات !
****
لم تستطع ميرسى الاكتفاء من النظر الى انعكاس صورتها الجديدة فى مرآة الحمام الطويلة . يوم الاحد الماضى كانت كارلى قد وعدتها بان تاخذ نهار اجازة يوافق يوم الجمعة من الاسبوع التالى ، وقد بدت متحمسة جدا لامكانيات النجاح المحتملة . فالجمعة هو اليوم الذى يفترض ان تنتهى فيه اجازة زميلتها فى العمل ، لذا ستكون قادرة على اخذ اجازة بدورها
لكن ميرسى ، ومع مرور ايام الاسبوع ، احست بالريبة والهواجس التى دفعتها للتخاذل . اصبحت هواجسها قوية الى حد انها اتصلت بصديقتها لالغاء الامر . لو ان والدها ما زال حيا لوبخها بشدة على تفاهتها ، فى حين ان والدتها كانت لتصاب بنوبة غضب على ما تسميه هدرا للمال
لكن كارلى صرخت فى وجه ميرسى قائلة : ارفض ان ادعك تجبنين . الديك فكرة عما عانيته كى يسمحوا لى باخذ اجازة نهار الجمعة ؟ انه احد اكثر ايامنا انشغالا . اضطررت الى الركوع على ركبتى والتوسل الى ساندرا كى تقول بانها سوف تتدبر امرها فلطالما قمت بتغطية غيابها قبل اليوم فضلا عن ذلك ، انت تدينين بالامر لنفسك
اخيرا استسلمت ميرسى لكن بشروط ، اذ وافقت على مضض انها تدين بالامر لنفسها . فبعد ان ارتفع اجرها الى حد كبير ، من دون ذكر المبلغ الضخم الذى حصلت عليه من التمثيل فى ذاك الاعلان الكريه ، فهى تستطيع تحمل صرف بعض المال على نفسها من باب التغيير ، ومن دون ان تحرم جيمس مما يحتاجه
بالفعل ، كان الامر يستحق العناء ! لقد ارهقتها فاتورة مصفف الشعر المشهور ذاك ، لكنه اجترح المعجزات . استبدل شعرها الشبيه باداة نزع الفلينة عن الزجاجة ، باخر اكثر حيوية ، اذ قصه بمهارة على شكل تدرجات وتموجات ناعمة كالريش تلامس جبهتها برقة وتستدير بنعومة حول عنقها . ذاك العنق الذى بدا طويلا الى حد مدهش بفضل كنزة حريرية مفتوحة ، على شكل زاوية حادة من الامام ، بلون الياقوت الازرق . انسابت تلك الكنزة باناقة على جسمها وانزلقت بسرعة لتحدد خصرها النحيل ، منتهية فوق تنورتها الكحلية الضيقة
اكتملت صورة ميرسى ، مع انتعالها حذائين ذا كعبين رفيعين . كما انها ابتاعت قمصانا اخرى تتلائم مع هذه التنورة ومع تنورة اخرى اشترتها فى اليوم نفسه ، بدت غير واثقة من صوابية قرارها بشراء التنورتين ، فهى معتادة على ارتداء الملابس الفضفاضة التى تخفى معالم جسمها . مدت يدها لتناول تنورة واسعة لمحتها معروضة على المشجب ، لكن صديقتها همست قائلة : لا ! لا تفعلى ! ليس عليك ان تخجلى من اظهار جسمك على حقيقته !
كما اقنعتها كارلى بشراء فستان من الكتان زهرى اللون ، باهظ الثمن لكى تتباهى به خلال اوقات اجازتها . ثم حامت كارلى حول ميرسى وهى تحمل بيدها قميصا قطنية حريرية الملمس مدهشة ، ولم تستطع ميرسى مقاومة شراء هذه القطعة الجميلة ايضا
اندفعت ميرسى بحماس لترتدى ثيابها الجديدة ، من غير ان تحزن على بذلة عملها الرمادية الشنيعة . فارتدت فستانها الزهرى المخصص لاوقات العطلة
تلائمت الالوان وقياس الفستان مع جسد ميرسى بشكل تام . ملمس القماش الناعم على بشرتها جعلها تشعر انها امرأة تتمتع بالانوثة ، كما لم تشعر ابدا من قبل
مدهش ! تلالات عيناها الزرقاوان الكبيرتان المنعكستان فى المرآة امامها . بدت لها ملامحها بشكل ما اكثر تحديدا ووضوحا ، وذلك بفضل ادوات التبرج التى اختارتها لها كارلى ، ثم علمتها كيفية استخدامها . وضعت كريم اساس ، مع القليل من بودرة توريد الخدين بالاضافة الى لمسة من الظلال الضبابية للعينين ، واحمر الشفاه الزهرى الوردى
فكرت ان جيمس لن يلاحظ اى فرق فى مظهرها ، لكنها تساءلت ما قد يظنه الرجال الاخرين بخصوص مظهرها الجديد الاكثر انوثة . هى تعلم من خبرتها الطويلة ان جيمس قلما يلاحظ اى شئ يدور من حوله ، فهو غارق تماما بعالمه الاكاديمى الصغير
اما فى ما يتعلق باندريو ، حسنا ... ! احست بخجل يتلوى فى اعماق معدتها ، فسارعت الى اخماد تلك الفكرة على الفور . انبت نفسها بقوة مذكرة ذاتها انها مجرد موظفة لديه ، وان اندريو ليس موجودا فى حياتها ، وان اية فكرة متمردة ، يجب التخلص منها فور ولادتها !
بعدئذ بدلت حذاءها ، فانتعلت الحذاء ذا الكعبين المرتفعين اللذين يتلائمان مع هذا الفستان ، ثم قامت ببعض الدورات المترنحة فى ارجاء الغرفة . فى الواقع ، هى ليست معتادة على انتعال اى شئ سوى الحذاء العادى ذا الربائط ، لذلك علمت انه يجدر بها التمرن بعض الشئ قبل ان تتمكن من المشى وهى تنتعل حذاء ذا كعبين بعلو ثلاثة انشات . بعد ان اصبحت واثقة من قدرتها على السير بتوازن ، توجهت بحذر نحو الصالة التى تلتف حول المنزل ، والتى تربط بين غرف النوم فى الطابقين الاول والثانى وبين مطلع الدرج الضخم
اخيرا ، بعد ان تمكنت من السير بثبات ، توجهت الى اعلى الدرج ، واخذت نفسا عميقا
شعرت بالامتنان لانها حظيت بالمنزل لنفسها فقط ، كى تقوم بمحاولاتها فى تقليد طريقة مشى عارضات الازياء . فهى لا تتوقع وصول اندريو قبل مرور يومين . القت ميرسى يدها برقة على مقبض الدرابزين اللامع ، وبدات تنزل الدرج
فى تلك اللحظة ادخل اندريو المفتاح فى باب المنزل الرئيسى . تكللت سفرته الى روما بالنجاح ، وهو لم يشكك ابدا بانها ستنجح ، ما يعنى انه امن لنفسه صفقة مربحة جدا . صفقة ستعمل على رفع مستوى سمعة وكالته . اعتاد ان يمكث فى شقته الخاصة الموجودة فى روما ليوم او اثنين بعد انتهائه من العمل . حيث يقوم باستكشاف معالم المدينة الجميلة والاستمتاع بها ، لكنه لسبب ما ، توجه هذه المرة مباشرة عائدا الى لندن
القى حقيبة ملابسة خلف الباب تماما ، وهو يفكر ان هاورد يمكنها الاهتمام بها لاحقا . بالطبع ، بمقدوره ان يعطيها شيئا تقوم به بعد ما امضت قرابه الاسبوع عاطلة عن العمل ، متكاسلة . وجد نفسه يتساءل عما تراها فعلته خلال وقت الفراغ الذى حظيت به . فكر وهو يبتسم ابتسامة عريضة ، انها لربما خضعت لدورة تدريبية مكثفة عنوانها : كيف يمكنك ان تكونى اكثر استبدادا
فتح اندريو فمه ليصرخ مناديا باسمها ، ليعلمها بعودته ويطلب منها مشروبا وشيئا لياكله لا يشبه الطعام الذى يقدمونه على متن الطائرات ، لكنه اقفل فمه مجددا ما ان لمح حركة خفيفة فى الظلام عند اعلى الدرج
مد يده واضاء الثريا العلوية ، فغمر الضوء تلك الظلال كاشفا عن شخص غريب . انها امرأة غريبة فاتنة تخطف الابصار ! اول فكرة طرات على خاطره هى ان هاورد تستضيف بعض اصدقائها ، اما الفكرة الثانية كانت ... يا الهى .... ! انها هاورد !
بدت هاورد ملفتة للانظار بشكلها هذا ، فهى لا ترتدى بذلة العمل الرمادية الواسعة التى تغمرها ، وتجعلها تبدو من غير شكل محدد . من كان يصدق انها تتمتع بجسم رشيق كهذا وبخصر هو غاية فى النحافة ، لدرجة انه يستطيع ان يحيطه بيديه ؟ يا لروعتها !
لو ان ميرسى لا تعمل فى خدمته ، لكان اندريو سيهتم لامرها ... بل سيهتم جدا . استغرب كيف استطاعت فتاة سمينة مهملة ان تتحول الى مخلوقة بهذه الروعة . بدا لوهلة مبهورا غير قادر على النطق ، لاول مرة فى حياته . انتزع اندريو نفسه من ذلك الشرود ، وبذل مجهودا كبيرا لتمالك نفسه ، حينما تحولت وقفة ميرسى الجامدة الى حركة سريعة
بعدئذ اطلق صوته بنبرة متشددة قائلا : احتاج مشروبا ، هاورد
ثم رفع صوته قليلا واطلق اوامره من جديد : واحتاج الى تناول الطعام ايضا . سانضم اليك فى المطبخ بعد عشر دقائق
ثم انتزع نظراته بعيدا عنها ، وتوجه الى مكتبه ليهدئ من روعه قليلا ، فقد تحركت مشاعره تجاهها بشكل يفوق الوصف . احس اندريو انه بحاجة الى كل دقيقة من تلك الدقائق العشر لكى يتمالك نفسه ، وليقنعها انه امر مضحك ومثير للشفقة ، ان تؤثر فيه مدبرة منزله الى هذا الحد . وهو لم يكن يوما انسانا مضحكا سخيفا او مثيرا للشفقة . ان هاورد ما تزال هاورد ، ولو كانت ترتدى فستانا انيقا . انها ما تزال هاورد المتسلطة ، التى تتامر عليه كما لو انها مسؤولة عن تربية ولد عنيد . فهو ما ان يخرجها عن طورها حتى ترد عليه وتجادله . فى الواقع انه يشعر بالتسلية حين تصمم على وعظه وتلقينه الدروس حول نمط حياته المحموم ، وحول ما تعتبره اسرافا وتبذيرا
انها ممتعة ومحببة !
تمكنت ميرسى من الوصول الى المطبخ ، وقلبها يدق كالمطرقة . وصول اندريو المبكر غير المتوقع مطلقا ، جعلها تشعر كما لو انها فى مكان لا ينبغى ان تتواجد فيه ، وانها تقوم بفعل شئ معيب ، فاحست بالحرج المروع
استغربت ذلك الشعور بالسرور لدى رؤية اندريو فاقرت وهى تحدق نزولا نحو ذاك الوجه الاسمر القوى الوسيم انها افتقدته ، وانها اشتاقت الى ذاك النموذج الساحر للرجولة الايطالية الاصلية . اما اسلوبه بالنظر اليها بتينك العينين الناعستين شبه المغمضتين ، فهو يسحرها ويسبب لها الخدر . وقف اندريو هناك يراقبها بدءا من قمة راسها حيث شعرها المصفف بتسريحة جديدة الى جسمها الرشيق المتناسق وخصرها النحيل
تحديقه هذا جعل راس ميرسى يصاب بالدوار ، وارسل موجات كهربائية فى جسدها باكمله ، واخيرا اخترقتها اسهم من مشاعر الخجل .
فاستدارت هاربة من تينك العينين اللتين تسيرانها بتكاسل ، وتثيران فى اعماقها جميع انواع الاحاسيس التى لا يحق لها ان تشعر بها . حينما ابلغها اندريو بطلبه بصوت ابح نوعا ما ، هزتها الصدمة ، واعادتها الى صورة مهتزة من الواقع ، لا تمت الى الخيال بصلة
وقفت ميرسى فى المطبخ الفسيح شاردة ، واخذت تحدق فى الفراغ ، وقد فارقتها جلبة انهماكها الفعالة المعتادة . اما ذهنها العنيد فانشغل فى التفكير بالاسلوب الذى استعمله اندريو فى مراقبتها ، جاعلا اياها منقطعة الانفاس بغرابة . الى حين ادركت ان الدقائق العشر اصبحت الان مجرد خمس دقائق ، ما دفعها لان تتدارك ما يحصل . خلعت ذاك الحذاء غير العملى ، ثم غطت ملابسها الخلابة باحدى تلك البذلات الرمادية الكبيرة الشنيعة ، وفتحت البراد لتنهمك بعدئذ فى اعداد العشاء
وبسرعة حضرت صحنا من السلطة الخضراء . ثم وقفت الى جانب الفرن بوجهها المحمر خجلا وقلبها المتخبط ، حين تكلم اندريو من خلفها مباشرة قائلا : تبدو الرائحة جيدة
ردت ميرسى : انها ... عجة بيض بالاعشاب ...
وعضت على كلمة سيدى متراجعة عن النطق بها ، مع انها ارادت ان تشدد على ان علاقتهما رسمية كتلك التى تكون بين رب العمل والمستخدم لديه . لكن ذلك الامر حتما سيتطلب منها ان ترد بعبارة حادة ، ولن تكون فكرة جيدة ان تتطاير الشرارات الان
-شاركينى الطعام
لا جواب ، غطت عينا اندريو ابتسامة دافئة وهما توافقان باعجاب على اسلوب التفاف شعرها على شكل ضفائر ناعمة مجعدة صغيرة مدهشة ، حول عنقها النحيل
-انه امر !
نقب الجوارير عن طقم اخر من ادوات تقطيع وتناول الطعام ، ثم ابدى ملاحظة قائلا : اترين كم يمكننى ان اكون متالفا مع العمل المنزلى ؟
لكن ميرسى اعتبرت ذلك غرورا رجوليا منفوخا ، لان اندريو يألف الاعمال المنزلية تماما كالنمر البرى الضارى . لذا فان تلك الملاحظة السخيفة لم تكن تستحق اى رد من قبلها . قررت ذلك وهى تدنو من اندريو حاملة عجة البيض ، فخورة بمظهر مدبرة المنزل الخارجى الرصين
-اذا ، اين العجة الخاصة بك ؟
رفع اندريو نظره نحوها بعيدا عن تلك العجة الهشة الذهبية الشهية التى وضعتها ميرسى امامه . فوجدها تقف متصلبة امام ملاطفته واهتمامه ، فيما اطبقت شفتيها المكتنزتين على بعضهما ، وقد بدت عيناها الجميلتان بعيدتين فارغتى النظرات
-لقد اكلت للتو
عذر جيد جدا لتفوت هذا العشاء الحميم المعد لشخصين . ان ميرسى حقا بحاجة الى ايجاد حذائها ثم الانغلاق على نفسها فى غرفتها ، لتلقن نفسها درسا
اندريو باسكالى الذى اعترف لها بنفسه انه زير نساء ، قد ينظر الى اية امرأة مقبولة الجمال نوعا ما بتلك ... بتلك الطريقة !
-اذا ، اجلسى وحدثينى
توعدت عينا اندريو بالعقاب القاسى اذا ما رفضت الامتثال لاوامره وادركت ميرسى ذلك ، فهى معتادة تماما على ثقة اندريو الكبيرة بنفسه التى تتطلب بان يحصل دوما على مبتغاه وان تسير الامور دوما كما يريدها هو . انها ثقة كبيرة بالنفس لا يمكن ان يقاومها او يواجهها الا شجار عنيف . وهى ليست قادرة على العراك والشجار ، ليس حاليا على الاقل
جلست على الكرسى المقابل له ، لا مجال لان تسترخى وتستمتع برفقته . لامجال لان تفعل ذلك وهى لاتزال تشعر بالفوران فى اعماقها ، وما تزال ترتعش وتحس بالغرابة الى حد بعيد . انطلق اندريو قائلا ، فيما تناول السلطة : الن تسالينى كيف جرت رحلتى الى روما ؟
لم تكن من عادة هاورد ان تتصرف كما لو انها دمية اصطناعية محشوة ، بداهذا الامر يزعجه
ردت ميرسى مستخدمة النبرة الرصينة ، المناسبة لدورها كمدبرة منزل : انا واثقة من ان الامور جرت على النحو الذى اردته انت
ثم هنات نفسها فيما راقبت عينيه المدهشتان تضيقان ، وتمنت لو انه بامكانها ان تمنع نفسها من التساؤل عما قد تشعر به لو ان اندريو عانقها
عبس اندريو ، ثم وضع شوكته جانبا . ما الذى دهاها ؟ لقد اعتاد على دروسها ومواعظها ، على افكارها العنيفة المدوية ، على ضحكتها الحاضرة عندما يسليها شئ ما ، وعلى ضجيجها واعتراضها وضوضائها . ثم اضاءت ذهنه فكرة مفاجئة ، لابد ان هاورد انزعجت لانه لم يعلق او يثنى على تغيير مظهرها . وهو يقر فى سره ان التغيير مذهل حقا . انها رائعة الجمال ، وتستحق ان يبدى المرء اعجابه بها . على الرغم من ذلك فهى موظفة لديه
ابدى اندريو ملاحظته ليبرهن لها انه لاحظ النتيجة ، فقال : آه ! لقد قمت بقص ذلك الشعر الكثيف . هذه التسريحة تناسبك اكثر
توقع بان تكون الرشوة التى مسح بها كبرياء ميرسى قد ادت اللمطلوب تنماما . لكنها لم تفعل . انها لا زالت تبدو متصلبة ومنغلقة ، ثم ... لم عساها افسدت التاثير الذى احدثه الفستان الاملس الناعم بذاك الشئ الرمادى الفضفاض ؟ الان سحرها وفتنتها لم تكن لاجل عينيه هو ؟ لعينى من اذا ؟
-اكنت فى طريقك للقاء شخص ما ؟
وتابع اندريو مفكرا ، رجل ما ؟ فبارتدائها هذه الملابس لابد ان هذا ما كانت تنوى فعله . خرج سؤاله كما لو انه اتهام ، بل كما لو انه والد يخاطب ابنته المتمردة !
امرها بصوت قوى : استعملى الهاتف لالغاء ما كنت تنوين فعله !
فكرة خروج ميرسى فى موعد غرامى ، ثم عودتها الى المنزل عند ساعة مبكرة من الصباح جعلته يشعر بالغثيان
نقر بانامله على الطاولة وهو يتساءل لماذا يساوره مثل هذا الشعور . آه ! اذا بدت ميرسى على هذا النحو ، من دون ان تتنكر فى ملابس مدبرة المنزل المملة الخالية من الالوان ، فذلك يعنى ان رجلا ما سيخطفها ، وسياخذها بسرعة بعيدا عنه ، وعندها اين سيكون هو ؟ سيضيع وقته فى البحث عن مدبرة منزل اخرى لتحل محلها . بالطبع ! هذا ما سوف يحل به !
ارتاح اندريو الى حد كبير بعد ان توصل الى المنطق العقلانى الذى يبرر تصرفه . فاسترخت يداه ، ثم بدا صوته المتشدد الابح رقيقا وناعما ، فيماعلق شارحا بكلمات لاذعة ، امره المتعلق بالغاء ما كانت قد اعدت نفسها لاجله ، مهما كان الامر المهم الذى نوت ان تفعله فى المدينة . فقال : لقد حظيت بافضل جزء من الاسبوع لتقومى بما اردته ، هاورد ، لكننى عدت الان ، ومن الطبيعى ان اتوقع ان تجرى الامور بسلاسة كما كانت من قبل
ماذا يعنى ذلك ؟ تصلبت ميرسى وهى تفكر انه يريدها ان تكون تحت تصرفه وفى متناول يده طيلة الوقت ، حتى يقوم هو بطلب شئ ما ، ويملى عليها ما تفعله وما لا تفعله ! الا يحق لها بان تخرج فى موعد فى احدى الامسيات لتستمتع بوقتها ، كما تفعل جميع النساء الشابات الاخريات ! انها احيانا ترغب بضربه ... هى حقا ترغب بذلك !
كبتت تيار المشاعر التى هددت بالانطلاق خارجا . دفعت كرسيها الى الوراء واعلمته بما املت ان يبدو كرامة وعزة نفس : ليس هنالك ما يستوجب الالغاء . وان لم يعد هنالك ما تطلبه منى ، فساقول لك عمت مساء
اندفعت نحو الباب من غير ان تنظر اليه ، حاملة حذاءها فى طريقها للخروج ، ثم تمهلت عند الباب لتختم كلامها بكلمة سيدى ! المتحدية
*****
انتهى الفصل الرابع


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 11:47 AM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5- الهروب
انحنت ميرسى لتضع امام اندريو صحن الشوفان والخبز المصنوع من القمح الكامل ، قائلة له بحدة : لا تفكر فى الامر حتى ! انه مفيد لك
فاندريو يعتبر هذا الشوفان شبيها بالقش المخصص لحيوان الهامستر
احس بارتعاد داخلى من قدميه اللتين تنتعلان حذاء باهظ الثمن . ليس هنالك ما يمكنه فعله بخصوص الفطور الذى اعدته هذا الصباح . فى الواقع ، بدا يستسيغ هذا الطعام ، على الرغم من انه يجد دوما شيئا مهينا ليقوله بخصوص تلك الحبوب ، كلما وجدت ميرسى ان من الملائم ان تقدمها له . كان اندريو يفعل ذلك لمجرد ازعاجها ، وليكسب لنفسه احدى تلك المواعظ الصغيرة الجدية النابعة من القلب ، والتى تجعله دوما يبدا بالابتسام ، فيما تطلق ميرسى الزفرة الصغيرة المحببة الناجمة عن الغضب ونفاذ الصبر ، بسبب ما يبديه من عدم طاعة ومشاغبة
لطالما كان اندريو صادقا مع نفسه ، لذا لم يكن لديه اى خيار سوى الاقرار بان ردة فعله تتعلق حتما بالشكل الذى بدت عليه ميرسى ذلك الصباح . فهى ترتدى بذلة انيقة ، هى عبارة عن تنورة ضيقة كحلية اللون تصل حتى الركبتين ، مع قميص زرقاء ذات قبة منخفضة اظهرت بشرتها الناعمة اما الرئحة الخفيفة الرقيقة للعطر الذى تضعه ، فجعلت راسه يدخل فى دوامة
كان اندريو قد استيقظ هذا الصباح مقتنعا الى حد بعيد بان التصورالمتعلق بهاورد كان مجرد سراب ، مجرد حلم . اى ان هاورد السمينة المهملة ، قد تحولت الى امرأة رائعة الجمال فاتنة . اقنع نفسه ان ذلك التغيير مستحيل ، لكن ها هى هنا الان امامه مباشرة ، وصورتها الجديدة تنطبع على عينيه المفتوحتين المدهوشتين اللتين تقدران ما تريانه
وقفت ميرسى باستقامة وهى تمسك بالصينية الفارغة الى جانب جسمها الرشيق . فكر اندريو ان اللون هو الشئ الوحيد الرزين فى تلك التنورة الضيقة التى تنساب بلطف على وركيها
سافرت عيناه ببطء عائدتين الى حيث التصق القماش الحريرى بعنقها الذى يبدو بلون الكريما الشهية والى وجهها اللطيف الجذاب . التقت عيناه بعينيها الزرقاوين المدهشتين ، تينك العينين اللتين يمكنه ان يغرق فيهما . شعر اندريو بالصدمة القاسية للانجذاب الجسدى الذى تملكه نحوها ، لذلك سحب عينيه بقوة بعيد عنها ، وتناول ابريق القهوة . بحق السماء ! لابد ان يتوقف هذا على الفور . لا يمكن للرجل ان يغوى مدبرة منزله ، ثم يتوقع ان تجرى حياته المنزلية بشكل سوى ! ان خوض علاقة غرامية معها ستؤدى الى كارثة منزلية . فهى قد توضب حقائبها وتهجره باسرع من لمح البصر ، عندئذ سوف يخسر افضل مدبرة منزل على الاطلاق واكثرهن تسلية وترفيها
-لست ادرى فى اية ساعة ساعود هذا المساء ، هاورد . لا تعدى العشاء ، ولا تبقى مستيقظة فى انتظارى
ابتلع ندريو قهوته ، فاحرقت سخونتها فمه ، لكنها لم تجد نفعا مع مزاجه . لعل صوته خرج اكثر قسوة مما كان ينوى لذا سمع استنشاق ميرسى لنفسها بحدة ، فاحس بشئ غامض يعصر قلبه بشدة . لاول مرة فى حياته يشعر كانه وحش لئيم فى تعاطيه مع احدى النساء ! اطبق فمه باحكام ، متراجعا عن الاعتذار الذى قد يعيدها الى المنزلة المعهودة من الصداقة المحببة المثيرة للاهتمام
لابد ان يصبح اسم اللعبة بينهما من الان وصاعدا ، ابعاد نفسه عن شخصية هاورد الشديدة الجاذبية . للاسف ، لابد ان يحصل ذلك حتى لو اضطره الامر الى اتخاذ موقف حيالها
ادرك ذهن اندريو السريع البديهة ما هو الاتجاه الصائب الذى عليه اتباعه . جايك فيريس وزوجته جانيس هما صديقاه منذ امد طويل ، وقد وجها له دعوة مفتوحة لتناول العشاء فى النادى الذى يرتادانه . كما اسر له جايك انه سيعرفه على امرأة ما . حسنا ! الان هو الوقت الملائم لقبول تلك الدعوة
لابد ان امرأة جديدة ستعمل على ابعاد تفكيره عن ميرسى
غمس اندريو ملعقته فى صحن الحبوب ، فى حين ان هاورد كانت ماتزال تحوم الى جانبه ، وهى قريبة جدا بشكل لا يسمح لذهنه بان يستكين . فى تلك اللحظة تنحنحت ميرسى لتنقى حلقها ، ثم قالت له : بما انك لن تكون بحاجة الى هذا المساء ، هل تمانع لو قمت بدعوة صديقة لى الى هنا ؟
لم تكن لدى ميرسى ادنى فكرة عما اثار غضب اندريو هذا الصباح ، لكنها بذلت ما فى وسعها لتقنع نفسها بانها لاتابه لامره كثيرا . فى الواقع ، بدا الرجل اللعين يعنى الكثير بالنسبة اليها ، ولا يمكنها الا ان ترثى لحالها معه . تصريحه الفظ لها بعد ان عاد من رحلته الى روما ، بان عليها ان تنسى اى شئ اخر ، وان تبقى مستعدة وحاضرة امامه لتلبيه اى طلب يرغب به مشددا بذلك على موقعها كمستخدمة عنده المها كثيرا ، بالرغم من انها تدرك ان ليس من حقها ان تغضب بسبب ذلك ، فهى تعلم بانها فى موقع المستخدمة لديه . اليس كذلك ؟
لكن يبدو ان ميرسى تتمتع بمهارة الوقوع تحت تاثير سحره بقوة . كانت قد وصلت الى منتصف الطريق نحو التصديق بانه يعتبرها مساوية له ، لكن ما قاله اندريو منذ قليل جعلها تشعر بالاهانة والالم اللذين شعرت بهما عندما استخدمها لتصوير ذلك الاعلان المذل
كانت ميرسى لتنسل بعيدا عن اندريو بعد ان كلمها بذلك الشكل اللاذع ، لكن كارلى كانت تضغط عليها باستمرار لكى تدعوها لزيارتها فى المنزل ، وبدت هذه الامسية فرصة مناسبة تماما لفعل ذلك . لم تكن ميرسى تعلم كيف يمكنها ان تفسر معارضة اندريو للفكرة نتيجة مزاجه السئ . ابلغها ببرودة : اذا اردت ذلك ، هاورد
استدارت ميرسى عندها على اعقابها ، وخرجت من الغرفة
لم يكن اندريو ينوى الالتفات لمراقبة رحيلها ، لكنه بشكل ما وجد نفسه يفعل ذلك الامر بالضبط ... كفى ! هب اندريو واقفا على قدميه ، واسقط صحيفته التى لم يقراها بعد فوق صحن الحبوب الذى لم يكمله ، ومشى بخطوات واسعة نحو الباب ، فيما اطبق اسنانه على بعضها بشدة جعلته يتالم . حالما يصل الى المكتب سوف يتصل بجايك هاتفيا فيعلمه بقبول دعوته الى العشاء ، ويصرعلى ترتيب الامر لهذا المساء ، وما عليه الا ان يامل بان تكون تلك المرأة التى تتشوق للقائه ، هى حقا جميلة ومدهشة بما يكفى لتاخذ افكاره بعيدا عن هاورد !
ابعدت ميرسى افكارها عن رب عملها ، من خلال التنظيف بالمكنسة الكهربائية ونفض الغبار بحيوية مبالغ بها طيلة الصباح . لكن بالرغم من محاولاتها الجاهدة ، لم تستطع ردع تطفل بعض الافكار التى تدور حول احاسيسها المجروحة
لم عساه يثير فيها الحماس والتشويق بمجرد وجوده بالقرب منها الى حد يتخطى المعقول والمحتمل ؟ لم عساه يطاردها باستمرار فى احلامها كل ليلة ؟ لم عساها تغفو وهى تتخيل نفسها بين ذراعيه ؟ لم عساها تعذب نفسها ، فى حين انه يتخطى المجال المسموح لها بشوط كبير ، وهو حتما ليس من صنف الرجال الذين قد تختاره لتربط نفسها به ؟ فى مطلق الاحوال ، ان اية امرأة تتمتع بذرة من الدماغ فى راسها ، لن تقع فى غرام زير نساء مثله
لماذا يحدث ذلك معها ، فى حين انه لا ينظر اليها الا كاحدى تجهيزات المنزل او الاشياء الثابتة فيه ؟ حتى انه لم يلاحظ مظهرها الخارجى الذى ينضج بجاذبية وانوثة ، فهو ببساطة علق بصورة ارتجالية على حقيقة انها قصت شعرها فقط . كما لو ان ميرسى مرت صدفة على اقرب مصفف شعر فى احدى الشوارع القريبة ، فى حين انها على العكس من ذلك ، قصدت احد اكثر المصممين المشهورين فى مجال تصفيف الشعر . فامضت ما بدا لها دهورا من الوقت حتى خضعت لتشذيب شعرها الشبيه بالمكنسة المنفوشة بهدف تطويعه على يد اخصائى فى هذا المجال
هى تدرك تماما بانها عاشت حتى اليوم حياة محافظة جدا ، لذا فهلا لا تتمتع باللياقات الاجتماعية ابدا ، خصوصا فى ما يتعلق بالجنس الاخر . لاعجب اذا ان اول مصادفة لها مع رجل بروعة اندريو باسكالى ، ادت الى انبثاق افكارسخيفة فى راسها
اطلقت ميرسى تنهيدة ارتفعت من اخمص قدميها حتى فمها . يجب عليها ان تضع تاثير رب عملها عليها خارج ذهنها تماما ، وان تفكر بشئ ، كأن تفكر مثلا ان كارلى وافقت على الحضور لرؤيتها هذا المساء ، وهذا امر يمكنها ان تنتظره بشوق . سوف تحظيان بالمنزل لنفسيهما فقط ، من دون وجود رب عملها المتطلب المتامر . عندها ربما ... فقط ربما ، قد تبتلع عزة نفسها فتسر لكارلى بالصعوبة التى تواجهها مع مشاعرها ، ثم ترجوها ان تنصحها حول افضل اسلوب لتخطى هذه النزوة العاطفية السخيفة
تصلبت كتفاها وهى تبذل مجهودا كبيرا لمحو الافكار المتعلقة باندريو باسكالى من وعيها وشعورها . بعدئذ خرجت من المطبخ وصعدت الدرج باتجاه جناحها الخاص ، حيث بدلت ملابسها فارتدت سروالا بلون الكريما مطبعا بازهار قرمزية ، ولبست قميصا قطنية قرمزية اللون ، ثم خرجت لشراء بعض الاغراض
صممت ميرسى على تجاوز هذا التعلق المؤسف بذاك الرجل البائس . فان لم تفعل ذلك سوف تتطور هذه النزوة الصبيانية الى شئ اكثر خطورة ، كان تقع بغرام الرجل بقوة وشدة ، واذا ما حصل هذا ، فستضطر الى تقديم استقالتها من الوظيفة ، وهى لن تجد وظيفة اخرى تؤمن لها الاجر المرتفع نفسه
****
بدا اندريو يشعر بصداع اليم ، وكانما ملايين المطارق الحاقدة تدق داخل جمجمته ، فيما تهادت سيارة الاجرة مجتازة زحمة السير خلال فترة منتصف المساء . فك زرى قميصه العلويين وهو يطلق صوتا ينم عن السخط ، ثم ارخى ربطة عنقه . انه يشعر بالحرارة الشديدة ، كما ان الامسية الرديئة باكملها كانت مضيعة تامة للوقت . بدا جايك على حالته المعهودة من الاسترخاء ، فى حين ان جانيس كانت تفور بالحيوية ، ما يجعل المرء يستمتع برفقتها ، كانت ايضا المرأة التى تتوق الى التعرف باندريو ، وهى احدى صديقات جانيس العديدات . انها امراة سمراء طويلة راقية ذات عينين ذهبيتين ، ترتدى فستانا ذهبى اللون يبرز قوامها الرشيق بافضل شكل ممكن . كما انها تتمتع بمهارة التعليق على كل كلمة يقولها اندريو ، وذلك بمثابة الاطراء لغروره
الا ان عينيها الغاويتين لم تؤثرا به مطلقا ، بل شعر بالبرودة تجاههما . من جهة اخرى احس بالحدة والتوتر ، ورغب بالهروب والخروج من هناك . هذا النوع من المغازلة اشعر اندريو بالسقم والغثيان فجاة ، اذ ادرك انه غير مهتم بالمباشرة فى علاقة غرامية اخرى . فهذا النوع من العلاقات لا يدوم الا لفترة قصيرة فقط . ما كان يجدر به الموافقة على لقاء هذه المراة التى نسى اسمها الان
قدم اندريو اعتذاراته وانصرف حالما وزع النادل قوائم التحلية . غدا يجدر به الاتصال بجانيس كى يعتذر لها عن تصرفه السئ
اقر لنفسه وهو يدخل الى البهو الواسع المظلم ، بان جل ما اراده هو الوصول الى المنزل . اغلق الباب الثقيل خلفه بهدوء . لم يشعر بمثل هذه الحالة من قبل ابدا . لطالما كان المنزل وسيلة راحة مؤقتة بالنسبة اليه ، بل هو مكان تتجاوز مدة بقائه خارجه على مدة بقائه فيه . اما الان فانه يحترق ، لذا جاهد بنفاذ صبر ليخلع عنه سترة البذلة ، ثم رماها على كرسى قريب ، لكنه فوت الهدف . فتركها ملقاه حيث هى . بعدئذ رفع راسه الملئ بالصداع والالم ، ونادى هاورد . لكن صوته خرج على شكل نعيق صدئ ، فاحس ان حلقه خشن متقرح ، وكانه يحترق
تجهم وجهه وشعر بالغضب ، الا انه استسلم للامر الواقع المحتوم ، ثم بدا بتسلق الدرج ببطء . سيكون عليه الصعود الى الطابق العلوى كى يسحب ميرسى من حيث هى . شعوره بالحر ثم بالبرد ، فيما الالم يتملك جسده باكمله ، ورجلاه ترتعشان بشكل مزعج ، هى اعراض تشير الى اصابته بالمرض . انه لم يصب بالمرض منذ مدة طويلة ، وهو لن يتحمل الامر !
تمهل اندريو امام الباب المؤدى الى جناح هاورد ، لكى يعيد التقاط انفاسه . فجاة احس ان جسده باكمله يتجمد كالثلج ، حينما سمع صوتا رجوليا يتفوه بشئ ما ثم يضحك . انه صوت منخفض جعل الشعر الذى على عنقه يقشعر واقفا ، قبل ان ينتج عن ذلك موجة حارة من الغضب العارم
لقد كذبت عليه ! اذا كانت تلك حقا صديقة لميرسى فى ضيافتها ، يكون هو ملكة انكلترا ! سوف يدخل بعنف الى الغرفة مباشرة ، فيرمى بالرجل مباشرة الى الخارج ! ... سيطلب من هاورد ان توضب حقائبها الان مباشرة ! قد يتحمل اندريو مقدارا معينا من عدم الخضوع لاوامره ، لكنه لن يقبل بان يتعرض للخداع والكذب !
لكن يده انزلقت عن مقبض الباب النحاسى . ولاحظ بقدر عميق من الكرة لنفسه انه يتعرق . انه واهن وضعيف جدا ، لا يقوى على رمى نملة خارج اى مكان ! شعر بالاشمئزاز من الفكرة الكريهة ، وقد تصور نفسه يدخل مترنحا عبر ذلك الباب بشكله الحالى ، باطرافه الواهنة وصوته الشبيه بالنقيق ، فى حين ان العرق ينقط من حاجبيه . يا الهى ! لن يفعل ذلك بنفسه ابدا . لن يظهر نفسه بشكل يدل على انه غير متمالك لنفسه ومتحكم بها بالكامل
غدا صباحا سيقوم بطرد هاورد قبل ان يفعل اى شئ اخر
تمايل اندريو مترنحا وتابع سيره الى غرفته الخاصة ، وهو يفكر بتلك الفكرة الرهيبة المتوعدة لميرسى
ركل حذاءه فرماه بغير اكتراث ، ثم تمدد على السرير باسطا ذراعيه ورجليه على اتساعهما ، ممدا جسده المتالم كالنسر . ثم اطلق انينا متالما ، فيما تصور بوحشية والم ، ما يفعله ذاك الرجل بتلك الفتاة الصغيرة الجذابة الفاتنة الكاذبة ، فى هذا الوقت تماما
*****
انتهى الفصل الخامس


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 11:49 AM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6- لا تتركينى !
استيقظت ميرسى كالعادة فى تماما الساعة السادسة . تسللت خيوط اشعة الشمس الدافئة الى غرفتها ، فيما بقى المنزل الكبير ساكنا ... ساكنا جدا
ما الذى عساه جرى للاعصار الصباحى المبكر المعتاد ؟ ما الذى جرى لاندريو الذى يهرع خارجا ليقوم بالهرولة الصباحية الباكرة ، ولصفعة الباب المتميزة بالحماس والفرح وهو يخرج من المنزل ؟ اين الاشارة التى تعنى بان عليها ان تكون مستيقظة ومنهمكة ومنتظرة الصاروخ العائد ، الذى يعلمها بعودته ويتوجه الى اخذ حمام سريع ؟ اين الصوت الذى يغنى شيئا ما بالايطالية ، والذى يطلقه باعلى صوته الرخيم الشجى ، فيشكل اشارة لها ببدء تحضير الفطور ؟
قررت ميرسى ان اندريو على الارجح قد استغرق فى النوم ، بعد ان تذكرت ما اعلمها به مساء الامس ، اذ قال لها بان لا فكرة لديه كم سيتاخر فى السهر . تذكرت ايضا الاسلوب الفظ الذى استعمله لابلاغها بذلك . انه يستحق ان تتركه مستغرقا فى النوم الى صباح الغد ! ذلك كان التفكير الاولى غير اللائق الذى مر بذهن ميرسى ، وهى تلبس سروالها المطبع بالازهار القرمزية ، مع القميص القرمزية . فهذه الملابس التى ارتدتها مساء الامس ، جعلت دارن صديق كارلى يطلق صفير اعجاب شبيه بصفير الذئاب
ستضطر الى القرع على باب غرفة نوم اندريو حتى توقظه ، لم يكن بمقدور اندريو ان يعلم ان باستطاعته ان يؤذيها ويجرح مشاعرها بهذه السهولة ، فالذنب فى ذلك يعود اليها بالكامل ، لانها تحمل مشاعر سرية تجاه رب عملها ، كما لو انها فتاة مراهقة
كانت كارلى قد احضرت صديقها دارن برفقتها ، لسوء الحظ ، لذا لم تتمكن ميرسى من اطلاع صديقتها على ما تمر به ، وطلب نصيحتها بخصوص ذلك . لكنها قررت ان ذلك قد يكون لصالحها ، فيما توجهت مسرعة نحو غرفة نوم رب عملها . كانت كارلى لتقول لها بانها حمقاء . حسنا ! يمكنها ان تستغنى عن سماع ذلك من صديقتها فهى عاقلة بما يكفى وقادرة على تخطى الامر بمفردها تماما
لم تحظ طرقات ميرسى المتكررة على باب اندريو باى رد من قبله . احست ميرسى بتقلص فى معدتها فيما تداركت ما يفترضه صمت اندريو عن الرد . نزلت ميرسى الدرجات الاخيرة للسلم وهى مثبطة الهمة كئيبة ، وقد توصلت الى الاستنتاج الحتمى المثير للغثيان ، بان اندريو لم يعد الى المنزل اصلا . لاشك فى انه امضى الليلة برفقة امرأة جديدة ما . امرأة جميلة ، متميزة ، وذكية تحسن التصرف مع الرجال . انها بديلة لتريشا التى تخلص منها نهائيا
لكن اول شئ راته ميرسى ما ان وصلت الى الردهة ، هو سترة اندريو الملقاة على الارض . اول فكرة مجنونة اسرتها ، هى ان اندريو قد عاد ، ما يعنى انه ليس بصدد خوض علاقة غرامية مع امرأة جديدة ! اما الفكرة الثانية ، فهى انه استيقظ وخرج من المنزل ابكر من موعده المعتاد ، وقد اغرته اشعة الشمس فى الصباح الباكر
التقطت السترة ، ثم نفضتها وهى تطلق صوتا ينم عن عدم الرضى ، وعلقتها فوق المسند الخلفى للكرسى حتى تاخذها لاحقا الى غرفته . توجهت نحو المطبخ كى تجمع مكونات فطور اندريو ، نصف ليمونة غريب فروت مع الفطر على الخبز المحمص ثم انتظرت الاصوات المنبثة بعودته ، وانتظرت ....
مع حلول الساعة الثامنة والربع ، اصبحت ميرسى واثقة من ان هنالك خطبا ما
استنشقت نفسا عميقا ، ثم عادت وتوجهت الى الطابق العلوى نحو غرفة اندريو ، وسارت متقدمة الى داخل الغرفة مباشرة . غاص قلبها الى اعماقها حين راته ممددا هناك على السرير مرتديا ملابسه باستثناء سترة البذلة . بدا تنفس اندريو بطيئا وثقيلا ، وتساءلت ان كان يجدر بها ان تتركه نائما حتى يصحو من تلقاء نفسه
اطلق اندريو انينا ثم استدار على ظهره ، فيما بقيت ذراعاه ممدودتين الى جانبيه . دنت ميرسى من السرير بحركة خفيفة ، ثم القت احدى يديها الباردتين على جبينه ، وسرعان ما ادركت بانه يعانى من ارتفاع شديد فى الحرارة . تخبطت معدتها بشكل مؤلم حين ادركت انه مريض
فتح اندريو عينيه المحرورتين ، وقال : كم الوقت الان ؟
-تجاوز الساعة الثامنة
راقبته ميرسى بقلق متزايد وهو يجاهد كى يجلس مستقيما ، عضت على شفتها فيما قال لها اندريو بصوت يشبه النقيق : يفترض بى ان اكون قد غادرت المنزل فى هذا الوقت . احضرى لى قهوة سوداء
دفعة رقيقة على كتفه كانت كافية لجعل اندريو ينهار مجددا ، ويستلقى الى الوراء على الوسائد . قالت له ميرسى بحزم : انت لست على ما يرام ، ولن تبرح الى اى مكان اليوم . ابق حيث انت . ساحضر لك مشروبا تتناوله
كانت اولويتها الان هى مكالمة طبيبه هاتفيا . حماسها الحاد وقلقها عليه ، جعلاها تبلغ المطبخ فى وقت قياسى . هناك تصفحت دفتر ملاحظات كانت قد ملأته مدبرة المنزل السابقة ، مدونة ارقاما مفيدة وهامة . ضغطت بقوة على رقم هاتف العيادة الخاصة بطبيب اندريو
تلقت التاكيد المطمئن من الطبيب آلينغهام بانه سيحضر خلال النصف الساعة القادمة ، فاستقرت دقات قلبها على نمط ابطأ
كان اندريو يجاهد للجلوس مستقيما من جديد ، فور دخولها الى غرفته مجددا ، حيث قال : ساصل متاخرا
بعد اقل من لحظة ، انهار اندريو مجددا على الوسادة فاقد القوى
خلعت ميرسى حذاءه من غير ان تسمح له بان يخمن او يقدر كم هى قلقة عليه ، وهى تقول : قلت لك للتو انك لن تعمل اليوم . اخبرنى فقط بمن على ان اتصل حتى اشرح له الوضع ، بعد ان يراك الطبيب
اطلق اندريو رفضه بحرارة لاذعة : لست بحاجة الى طبيب ، ايتها المرأة البائسة !
ثم اطبقت عيناه فجاة ، كانما ارهقه الاعتراض . فبدت رموشه الطويلة الكثيفة على شكل هلالين بلون الدخان ملتصقتين ببشرته الشاحبة
احست ميرسى بالذعر وتنبهت الى الخطر المحدق باندريو ، كارهة رؤيته على هذا الشكل . لطالما راته يتالق ممتلئا بالحيوية ، لذا جرت عدوا نحو الحمام . فملآت كاس ماء من الصنبور البارد ، ثم عادت ورتبت لنفسها فسحة على السرير الى جانبه . مررت ذراعها تحت كتفه ، ثم رفعت راسه وقالت برقة : اشرب هذا
بدا كانه يحترق من شدة الحرارة ، تساءلت ان كان هناك ما يكفى من الوقت لاقناعه بارتداء ملابس نظيفة مخصصة للنوم قبل وصول الطبيب . امسكت الكوب وقربته الى شفتيه ، محاولة تجاهل ومضة البرق التى ضربتها بقوة وصولا الى اعماقها ، فيما احتك وجه اندريو بجسمها
فتح اندريو احدى عينيه وقد شعر بالكوب البارد الملامس لشفتيه الحارقتين الجافتين . انها ترتدى قميصا قرمزية اللون اليوم . ارتشف مطيعا رشفة ماء ، ثم ادار راسه المتالم نحوها من جديد ، فاحس بشعور افضل الى حد كبير . تاثر جسده بقربها منه ، ولم يعد لديه شك بخصوص الجاذبية التى يشعر بها نحوها . القى براسه على كتفها متاوها . يا لهذا المرض ! لو لم يكن يشعر بهذا الوهن والضعف ، لرماها على السرير ، وراح يعانقها الى ان يشبع شوقه ولهفته اليها ، مهما كانت العواقب !
اخذت ميرسى نفسا شديد الاهتياج ، فيما جاش صدرها تحت القميص الحريرية ، ففاضت فى اعماقها الحرارة الملتهبة . ايمكنه ان يعلم ما الذى يحصل لها ؟ اتراه يدرك ما الذى يفعله بها ؟ اوه ، انها حقا تامل الايكون مدركا لتاثرها به .
لاشعوريا تصلبت الذراع التى كانت تسند كتفيه العريضتين ، فجذبته ليدنو منها اكثر ، كما تفعل الام بصغيرها ، بالرغم من انها حتما لم تكن تقصد بوعيها وادراكها ان يحدث ذلك . حبست ميرسى نفسها ، فيما اطلق اندريو صوتا خشنا من اعماق حلقه ينم عن الارتياح . لقد حلمت ميرسى بهذه الحميمية القريبة ، كما تاقت اليها بشكل سرى محزن . بدا توقها هذا كبيرا جدا الى حد انها ما عادت قادرة على التفكير بشكل صائب . اما الان ، وقد حدث الامر اخيرا ، تنبهت خلايا جسدها باكمله دون استثناء بقوة مفرطة
تسمرت عيناها المبهورتان على قمه شعره الاسود المشعث . فاطبقت اسنانها بشدة ورزانة خشية ان تقوم باى تصرف طائش ، اما قلبها فتضخم متالما بسبب حساسية اندريو وضعفه ، البعيدين عما يتميز به عادة من الحيوية والقوة . لعلها بالغت فى ردة فعلها فى الاتصال بطبيبه ، لكن عليها ان تقر بانها قد تفعل المستحيل كى تراه سليما معافى من جديد
فليساعدها الله ! انها تهتم لامره حقا ، بغض النظر عن غروره وكل شئ اخر مغيظ فى شخصيته . انها تحبه بكل قلبها وروحها !
ادراك ميرسى لهذا اصابها بصدمة قوية ووحشية . حبست انفاسها لفداحة ما يجرى لها . اغمضت عينيها فى محاولة لصرف تفكيرها عن هذه الافكارالخطيرة ، لكنها توقفت عن المحاولة حينما ادركت انها غير قادرة على تغيير مسار تفكيرها
لم ترغب مطلقا بان يحصل ذلك ، فقاومت بشدة رافضة هذه المشاعر ، كما انها لم تكف عن القاء المواعظ على نفسها حول حماقة الوقوع فى غرام رجل كاندريو ، فهو يعتبر النساء ادوات تسلية ولعب ، ويتخلص منهن حالما يفقد الاهتمام بهن
قررت ميرسى وهى تشعر بالغثيان ان الامر حصل فى جميع الاحوال ، لذا عليها ان تتعامل معه بشكل ما . لكن وضعها الحالى ، وراس اندريو على كتفها ، امر لم يساعدها على تخطى مشاعرها . احست بشعور شنيع بالخسارة حين تمالكت نفسها ، وتصرفت بالشكل الصحيح اللائق ، فاعادت راس اندريو برفق على الوسائد . بدات تكره نفسها بسبب ضعفها ، وجاء صوتها مثقلا بمعرفتها لحبها له ، عندما قالت لتستاذن : سيصل الطبيب الى هنا خلال وقت قصير . على ان اعود الى الطابق السفلى لانتظره
قال الدكتور آلينغهام لميرسى وهو يغلق باب غرفه النوم خلفه : انها الانفلونزا . السنيور قوى وسليم البنية ، لذا ليس هناك ما يدعو الى القلق
علمت ميرسى ان عينيها تبدوان واسعتين كصحنين ، فيما راحت تحوم خارج باب غرفة النوم ، استفاض الطبيب شارحا : انه مرض فيروسى مؤذ حقا فى غير موسمه . عاينت حالتين او ثلاث مشابهة حتى الان . تركت بعض حبوب الدواء التى تساعد على تخفيض حرارته المرتفعة . احرصى على ان يتناول منها اربع حبات يوميا ، واعطه الكثير من السوائل . اما اذا واجه اية صعوبات فى التنفس ، فاتصلى بى حالا . ساخرج بنفسى . نهار سعيد لك
قامت ميرسى خجلة ببذل مجهود كبير لفك العبوس الذى عقد جبينها ، فيما راقبت الطبيب يهم بالنزول على الدرج . قبل ان تعود فتدخل الى غرفة المريض . لم ترغب مطلقا بان تقع فى غرامه ، كما ان الحس السليم يتطلب منها ان تتعامل معه بحذر ، لكنها ستفعل ما بوسعها للاهتمام به فقط من اجل اداء واجباتها الوظيفية . قالت ذلك لنفسها وهى تعلم جيدا بان ليس هنالك من قوة تبعدها عن المكوث الى جانبه اثناء مرضه وحاجته اليها
تجنبى اتصال العينين المباشر . ابقى هادئة ورزينة . والاهم من ذلك : لا تقتربى منه !
انها قرارات منطقية وعقلانية جدا ، لكنها ذهبت سدى وغاصت الى اللاعودة ، ما ان بادرها اندريو قائلا : ساعدينى على خلع ملابسى
كان اندريو مستندا الى الاعلى على مرفقه ، وهو يتحسس ازرار قميصه بضعف من غير ان يحقق اية نتيجة . اما عيناه السوداوين فكانتا تضيقان مناشدتان اياها لمد يد المساعدة اليه . فما عساها تفعل غير ذلك ؟
بذلت ميرسى مجهودا جبارا لدفع وزن جسده الثقيل كى يجلس باستقامة نوعا ما ، فيما خلعت عنه القميص المشبعة بالتعرق ، هذا الامر ارغمها على التواصل القريب مع اندريو ، وهو ما اقسمت على تجنبه كما تتجنب مرض الطاعون . لا يمكن ان يكون ذلك البريق الذى لمحته خلف رموشه السوداء الكثيفة المغمضة جزئيا بريقا ماكرا . لابد انها الحمى ! اما النبرة الابحة المخجلة التى بدت فى صوتها وهى تناوله كوب الماء مع حبة الدواء ، قائلة : تناول هذه ، فجاءت نتيجة المجهود الذى بذلته للتو . آه ، بالطبع ! لاعلاقة للبحة فى صوتها بتلك البشرة السمراء لكتفيه العريضتين ، ولا بعضلات جذعه المحددة
سالته وقلبها يتخبط بقوة : اين ثياب النوم ؟
صحيح انها تهتم بغسل ملابسه كجزء من عملها ، وهى تعلم انه لا يستخدم ثيابا للنوم . لكنه حتما يمتلك زوجا من الملابس المخصصة للنوم فى مكان ما ، ولولم يكن ذلك الا للحالات الطارئة
-انها فى الدرج السفلى
اخذ اندريو يدفع خصر سرواله ، فيما بدا على وجهه عبوس ينم عن التركيز . بعد ان احضرت ثياب النوم الخاصة به من ذلك الدرج ، انحنت بدافع منطقى لفعل الامر الذى لا مفر منه . احكمت اغماض عينيها وساعدته على التخلص من سرواله وارتداء سروال النوم . بدت محرجة وخجلة لوثوقها من ان وجهها قد تلون بلون احمر غامق رهيب
استرقت النظر من بين رموشها ، ذلك ان العمل بعينين مغمضتين بدا صعبا ، فوجدت ان المهمة قد انجزت بنجاح . بعدئذ البسته القميص المخصصة للنوم ، واصبح بامكانها ان تغطيه بحذق بواسطة اللحاف الذى كان قد رماه جانبا ، فاصبح الان مكوما عند اسفل السرير
تنفست ميرسى الصعداء محاولة سحب الهواء الى داخل رئتيها ، وراحت تساعده ليعود الى وضعيته المريحة على السرير
آه يا الهى ! يا لها من لحظات محرجة ! احست ان بشرتها تحترق ، فيما خارت قوى رجليها . اما اندريو فبدا مستمتعا بالامر على الرغم من مرضه ، اذ سالها بصوت ابح : الم تشاهدى رجلا عاريا من قبل ، هاورد ؟
ارادت ان تلف اصابعها حول رقبته فتخنقه لانه ما هو عليه ، لانه جعلها تحبه ، تشتاق اليه ، وتهتم لامره حقا الى حد كبير !
تمالكت نفسها ، ثم غطته باللحاف الخفيف الوزن ، وجمعت الملابس المرمية كى تعالجها لاحقا . ثم قالت له بارتجال واضح وكان الامر ليس بذى اهمية مطلقا : بالطبع شاهدت ... عدة مرات
لطالما ساعدت والدتها فى غسل شقيقها جيمس اثناء الاستحمام حين كان طفلا ، لذا فهى لم تكن تكذب ، اليس كذلك ؟
احست ميرسى بالرضى لانها تمالكت نفسها ، فحرمت اندريو من المتعة التى قد يكتسبها من استنتاج الحقيقة فى راسه الوسيم جدا . فى الواقع لم يكن لديها اى صديق حميم من قبل ، لكنها لم تكن تسمح لاندريو بمعرفة ذلك . انسحبت من الغرفة وهى تقول له : سوف احضر لك كوبا من العصير . بعدئذ عليك ان تحاول الخلود الى النوم
عندما عادت الى المطبخ وقفت ميرسى تحدق فى الفراغ ببساطة ، فيما قبضت باحدى يديها على كوب عصير الليمون الذى سكبته للتو . اقلقها ادراكها لحقيقة مشاعرها تجاه رب عملها الذى لا يحتمل ، لكنها بطريقة ما سوف تتدبر امرها للتغلب على هذه المشاعر المفرطة الحساسية
انها معروفة بقدرتها على ان تكون عقلانية ومنطقية ، اليست كذلك ؟ والان حان الوقت لتكون على قدر مستوى تلك السمعة الجيدة . سوف تتصرف بحزم فى وقت لاحق ، اما الان فمن غير المعقول ان تقدم استقالتها فيما الرجل يعانى من المرض . ضميرها لن يسمح لها بذلك
حالما يتعافى اندريو ، سوف تفعل ذلك الامر تماما ، آملة ان يوفقها الله بعمل اخر وبمكان اقامة بديل . بعدئذ يمكنها البدء بعملية الشفاء ، محاولة ان تنسى انها راته يوما فى حياتها ، وبانها وقعت فى غرامه راسا على عقب . انه التصرف العقلانى الوحيد الذى يمكنها ان تقوم به
راحت تتقدم فى طريقها ببطء شديد بسبب حاجتها الماسة الى التفكير العقلانى وهى فى طريقها للعودة الى الطابق العلوى .
توقفت فجاة وقد صدمتها فكرة مريعة : ان احتمال ان تحظى بعمل مشابه ذى اجر مرتفع مع اقامة مضمونة كهذه هو احتمال ضئيل جدا ، كواحد بالمليون ! كما انها ستضطر الى دفع مبلغ من المال لاستئجار مكان لائق نوعا ما حتى تقيم فيه
كيف يمكنها ان تكون بهذه الانانية ؟
انها مضطرة الى ان تصر باسنانها ، وتعض على جرحها وتلازم مكانها ، ثم تتحمل عذاب ان تحب شخصا لن يبادلها الحب ابدا ، لانه يعتبر النساء اشياء تاتى فى تصنيف التسلية الخفيفة
اما اندريو ، فحين يقرر الزواج والاستقرار ، لن يكون ذلك بسبب الحب ، بل بسبب الثروة . انه مخطط سخيف وضعه لحياته وفسره لها بنفسه بوضوح
حسنا ! سوف تضطر الى البقاء هنا ، على الاقل حتى يصبح جيمس مؤهلا للعمل وكسب المال
دخلت ميرسى غرفة اندريو بتلك الفكرة الحازمة المتحدية الجدية ، ثم وضعت كوب العصير على الطاولة الى جانب السرير . بعدئذ استدارت لتقول له بنبرة رسمية آمرة : اشربه ! انها اوامر الطبيب
فى هذه اللحظة تماما ، عبس اندريو وامسك بيدها قائلا : ابقى بقربى ، ميرسى . لا تتركينى
فى الواقع ، كانت اسنان اندريو تصطك بقوة . لاحظت ميرسى ذلك بغضة وذبول سيطرا عليها ، فحن قلبها الحنون المحب عليه ، وهى تشاهد شحوبه واصفراره . لابد ان تفعل شيئا ما لمساعدته
صرفت ميرسى النظر بسرعة عن المهمة التى ستستغرق منها وقتا طويلا ، اى الذهاب لملء دزرينة من زجاجات الماء الساخن . خضعت للامر الحتمى الذى لا مفر منه ، فجذبت الى الخلف زاوية اللحاف وجلست الى جانبه . ***
ثم لفت ذراعيها حول جسده المرتعش ، وقد انتابها احساس بالخزى العميق ، بسبب الطعنة المشؤومة لذاك الابتهاج الذى طاف فى جسدها . جاء كردة فعل على ذوبان اندريو داخل دفء جسدها ، حين القى راسه على كتفها مطلقا انين ارتياح وسرور
حضنت ميرسى بين ذراعيها جسده المرتجف ، بدا الامر عذابا مجردا لحواسها ، اذ علقت فى دوامة من الحماس الحامى التى يصعب الخروج منها . انه تشويق لم تعرفه ميرسى من قبل ، لكن لا يمكنها الانجراف فيه ابدا ، لانه خطا جسيم ترتكبه وهو لا يناسبها مطلقا ...
حاولت تعزية نفسها وتهوين الامر على ذاتها ، ففى ظروف عادية ما كانت لتقترب من اندريو بهذا المقدار مطلقا . انه الان يهذى بسبب الحمى ، وما من سبيل لان يعلم ان مشاعرها نحوه شديدة الى حد كبير ، الى درجة انها تواجه خطر فقدان ما تبقى من عقلانيتها ومن احترامها لذاتها ومن مبادئها الاخلاقية الثابتة ! يمكنها على الاقل ان تعزى نفسها بهذا ، فهى تعلم انها الوحيدة هنا التى تدرك كم هى حقا غبية وسخيفة
وعدت ميرسى نفسها وهى تخنق انينا كادت تطلقه ، انه حالما يتوقف عن الارتعاد ، سوف تبتعد من هذا المكان البالغ الحميمية ، ثم ستنسحب الى غرفتها
لم يكن بوسعها الانتظار . لكنها مضطره الى ذلك ، لان اندريو تمسك بها بقوة الكبر ، مستمدا منها الدفء والطمانينة ، ثم بدا يتمتم كلمات مفككة بلغته الام . فكرت ميرسى انه يهذى ، وشعرت بقلق يائس حياله . قلقها واهتمامها بمصلحة الرجل الذى وقعت ، لسوء حظها ، فى غرامه ، انساها حاجتها للانصراف بعيدا عنه لحماية نفسها . رفعت يدها من جديد وملست شعره الاسود الغامق الاشعث ، فدفعته بعيدا عن جبهته الملتهبة . احست بالالم فى اعماقها بسبب حاجتها الى جعله يتحسن
اقرت ميرسى بضعف انها غير قادرة على مقاومته ، فعضت على شفتها فيما تسمرت فى مكانها لتدفئه ، فكرت وهى تبتلع تنهيدة ممزقة ، بانهما يشبهان الزوجين المغرمين ، لكن اندريو خارج الموضوع ، فهو غير مدرك لما يجرى .
***
انه لا يعلم ما الذى يفعله الان ، كل ما فى الامر انه يبحث عن انسان اخر يريحه ، وبالتالى فالامر ليس شخصيا بالنسبة اليه . اى شخص اخر سواها كان ليؤدى المطلوب نوعا ما
اما بالنسبة اليها ، فالامر فائق الخصوصية . لكنها ببساطة مضطرة الى ان تصر باسنانها وتتحمل الامر ، فبالنسبة اليها حاجات اندريو تاتى فى المرتبة الاولى
تدحرجت دمعة وحيدة نزولا على خد ميرسى ، وقد رضخت مستسلمة للوضعية التى وجدت نفسها فيها . بعد وقت طويل ، شعرت ميرسى بالارتياح اخيرا حين غاص اندريو فى نوم هنئ
بدا لها كأن الوقت واقف فى مكانه ، فهدا تنفسه ، فى حين احست بان قربه منها هو عذاب مرير . اذ احست ان جسدها تلتهمه النيران ، بغض النظر عن محاولاتها الجاهدة لايقاف الاحاسيس المتوترة المقلقة
لاباس بالامر لو انسلت هاربة الان ، فهو يبدو مرتاحا . لكن اندريو استدار وهو نائم ، فيما تحركت كلتا يديه لتثبتاها فى مكانها مرة اخرى . التقطت ميرسى انفاسها مصدرة تنهيدة صامتة ، واحست بجسمها يتصلب ، ضاغطا على دفء كفيه المتملكتين . ادركت انه ببساطة يتوجب عليها حمل نفسها على الابتعاد عنه ، لكنها لم تتمكن من فعل ذلك ، اذ راح اندريو يغمغم قائلا : جميلتى ، جميلتى ....
ارسل صوته نبضات قوية من الشوق فى اعماقها . فشعرت بالخجل من نفسها !
فجاة اقترب اندريو منها وعانقها ، فاستحصل منها على تجاوب لم تكن تدرك ابدا انها تستطيع القيام به . لقد تطايرت كل قيمها الاخلاقية بفعل عاصفة هوجاء محملة بالمشاعر الحامية ، حيث لم يعد اى شئ اخر يهم سوى تناغم صوت ضربات قلبه مع نبضات قلبها التى راحت تدق بوحشية ايضا
*****
انتهى الفصل السادس


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 11:50 AM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7- حب ام هذيان ؟
جلست ميرسى الى طاولة المطبخ وهى تحدق بكابة وياس الى كوب القهوة الذى اعدته لنفسها ، وما عادت ترغب به الان . لقد بذلت جهدها كى تكون هادئة عقلانية امام الوضع المحرج الذى وجدت نفسها فيه . ما قامت به هو مهمة حيوية وضرورية ، لكنها لاتحتمل . شعرت ان جسدها باكملة يتالم شوقا لاندريو ، فقد اثار قربه منها كل خلية من خلاياها
تذكرت كم تصرفت بضعف فتعلقت به و ... غمرته وضمته اليها بشوق ولهفة ، فيما تجاوب اندريو لذاك السحر المتوهج . احبت ميرسى اسلوبه فى التجاوب معها بخفة وشوق . هذه الذكرى كفيلة بجعل وجه ميرسى يتحول الى لون قرمزى من فرط خجلها وحيائها
اجبرت نفسها على التذكر كم تساوت مع اندريو فى الحماس واللهفة . لكن اندريو جمد فجاة فى مكانه ، ثم ادار لها ظهره وغرق فى نوم عميق جدا اشبه بالغيبوبة ....
كيف عساها استطاعت ان تتصرف كما لو انها امرأة مستهترة حقا ؟ تساءلت ميرسى عن ذلك وهى يائسة ضعيفة الحيلة ، فيما تلاطمت امواج ضخمة من مقت الذات ، حاملة لها الخزى والخجل
ان كانت لا تستطيع التخلص من حبها لاندريو فعليها ان تتعلم الابقاء على هيامها به سرا ، فلا تقول شيئا ، ولا تقوم باى تصرف يلمح له بكيفية شعورها نحوه . اما فى الوقت الحالى فبدا لها ان ليس هناك سبيل سهل للخروج من هذا الموقف الميؤوس منه
لاتذهبى الى هناك ! قالت ميرسى ذلك لنفسها مطلقة انينا وهى تحس بالغثيان
اندفعت زاحفة خارج ذاك السرير ، فيما بدا وجهها مشتعلا ، ثم ابتعدت منخفضة الراس ، شاعرة بالرعب . فقد كانت منذ لحظات فقط ماسورة ضمن دائرة من السحر والجاذبية والمشاعر التى لاتتلائم مطلقا مع ما تعرفه عن نفسها . اما الان ، فعليها اجبار نفسها على الصعود مجددا الى غرفته ، مع دنو الموعد التالى لجرعة الدواء التى ينبغى عليه تناولها
هزت اندريو بلطف حتى استفاق . ثم لاحظت بذاك الجزء المنطقى من دماغها ان الحمى اصبحت اخف . عندئذ حثته على تناول حبة الدواء ، ثم على شرب كوب الماء باكمله
لحسن الحظ ، امتثل اندريو لتعليماتها ، مطلقا دمدمة كعربون شكر . حتى انه لم ينظر اليها ... هذه المرة ناولها الكوب الفارغ ببساطة ، ثم ادار لها ظهره
احس جزء منها كما لو انها تلقت لكمة فى عينها تماما . اتراه كان يهذى الى حد انه لم يتذكر اى شئ ؟ هذا ما املت به ، وجعلها ذلك تشعر بلحظة مريحة مطمئنة . ارادت ان تتمسك بهذا الامل بكل قواها . اما اذ كانت مخطئة فى اعتقادها ، وكان اندريو يتذكر بالفعل ، فهى لن تكون قادرة ابدا على النظر الى وجهه مباشرة بعد اليوم
هنأ اندريو نفسه على وضوح تفكيره ، فيما رفع جسمه واتكا على الوسائد وقد شبك يديه خلف راسه
انه حقا يشعر بالانجذاب نحو مدبره منزله الجميلة الممتلئة الجسم ، بكل ذرة فى كيانه . فهو لم يتعلق قط ابدا باية امرأة بمثل هذا الياس والجنون . اما تجاوبها معه فهو امر لم يختبره من قبل فى عالمه
اضاءت عينى اندريو الفضيتين الغامقتين ابتسامة توق وانتظار . سيتوجب عليه القيام بتحركاته بعناية كبرى . فبغض النظر عن ردة فعل ميرسى المتجاوبة معه ، فان ميرسى فتاة تتمتع بقيم اخلاقية عالية
ستكون تلك تجربة اولى بالنسبة اليه . انه تحد سيتلذذ به ، فاندريو لم يضطر ابدا من قبل فى حياته ان يسعى الى اية امرأة متوددا او متوسلا .
فهو عادة يضطر الى مقاومتهن وصدهن عنه ، فيرفض العدد الاكبر منهن وقلما يختار واحدة . الا ان ذلك بدا يسبب له الملل
اما هاورد ، حتى فى شخصيتها المهملة البسيطة ، فانها لم تضجره ابدا ، وهو يتوقع ان يقنعها بعلاقة تدوم لمدة تزيد عن الاسابيع القليلة التى اعتادها مع النساء !
بدل اندريو وضعيته وقد بدا يشعر بالضجر . كم عليه ان ينتظر بعد حتى يحين موعد قدومها لحمله على تناول حبة دواء اخرى ؟ انه يرغب بوجودها هنا الان ، لكن حرى به ان يسير وفق استراتيجيته المرسومة . عليه الا يتسرع بالامور
تذكر كيف بدت ميرسى حين ناولته حبة الدواء تلك ، فقد سيطر عليها الخجل والاحراج والخزى والتوتر ، الى حد انها بدت مستعدة للهرب من الغرفة وهى تصرخ ان لم يفعل اكثر من الابتسام لها . سيضطر الى استجماع كل قدرته على ضبط النفس كى يهدئ روعها ، تماما كما يعمل على تهدئة فرس مرتعبة
اما الامر الاشد الحاحا فهو ابعادها من هنا . بعيدا عن الرجل الذى كانت تستضيفه فى غرفتها ، وتقدم له على الارجح ، مشروب الكاكاو مع البسكويت ، حسب معرفته بها ! كان اندريو حينها غاضبا ، فاخذ يقسم على طردها بدوافع ملتوية ، تعود على الارجح الى شعوره السئ حينها
لكن مهما حصل ، فهو لن يؤذيها مطلقا ، فهى انسانة مميزة جدا بالنسبة اليه
استقر اندريو على تلك الفكرة اللطيفة الراضية واخذ ينتظرها
كانت الغرفة مظلمة حين دخلت ميرسى مصممة على جعل نبرتها تبدو عادية ، وكأن شيئا لم يحدث بينهما . ضغطت على زر الانارة ، ثم قالت : حان وقت تناول حبة الدواء ... كما سخنت لك بعض الحساء
القى اندريو باتجاه ميرسى نظرة نكدة مشاكسة مقصودة ، ثم مال على جانبه وجر اللحاف صعودا حتى كتفيه وقال : لا اريده
اطلقت ميرسى نفسها الذى كانت قد حبسته ، فخرج على شكل نفخة ارتياح . ذاك النوع من الردود هو ما املت بالحصول عليه . لقد عاد اندريو الى طبيعته ، لا تعلق غير مبرر ، ولا توسل لان تبقى بقربه ! بدا لها حقا انها اصبحت حرة طليقة ، معفاة من الخجل والاحمرار . اما اذا بقيت لديه اية ذكرى ضبابية غامضة عما قد حدث ، فانه سيعزوها الى حلم سببه له الهذيان والحمى
هزت ميرسى علبة الدواء لتخرج حبة منها ، ثم ناولتها لاندريو ومررت له كوب الماء ، فيما وبخته برقة قائلة : لا تكن صعب المراس ! ابذل بعض المجهود على الاقل
لف فم اندريو ما يشبه الابتسامة ، اذ قال : متنمرة !
ادركت ميرسى ان قلبها على وشك ان يذوب متحولا الى ما يشبه الهلام اللزج . لذا هرعت عابرة الواح الارضية اللامعة حتى تنزل الستائر فى وجه سماء الليل . اخيرا استدارت ، وقد استغرقتها هذه المهمة البسيطة وقتا اطول من اللازم . اما اندريو فكان مستندا الى الوسائد ، وهو يمسك الصحن الذى يحتوى على الحساء ، ويحرك الملعقة فى داخله
-اسف هاورد ، انا ببساطة لا استطيع تناول اى شئ . يا لها من انفلونزا . ساكون على ما يرام غدا . فى مطلق الاحوال ، اظن اننى بحاجة الى استراحة جدية حقا . فانت تعرفين ما يقال ، انه لا يجوز العمل باستمرار من غير لهو
بدا لميرسى ان بريق عينيه يسبب لها ارتفاعا فى الحرارة . قد يكون اندريو شاحبا لان الفيروس الذى اصابه ادى الى امتصاص كل الطاقة الحيوية التى يتمتع بها ، لكن هذا الامر لم يؤثر على تلك الكاريزما المتالقة التى تتمتع بها عيناه الرائعتان . هو على الارجح لا يعلم انه يفعل ذلك ، اما هى فانها تستطيع التعامل مع الامر ، لا مشكلة ! لكن قلبها المحب الحنون اخذ يعتصر متالما فيما قاومت رغبتها بالاندفاع لاحتضانه
اخذت صحن الحساء الذى بدا الان فى خطر ان يسكب محتوياته على الغطاء باذلة جهدها لتنس انها تحبه بشدة ، وكم تتوق وتتاوه حتى تريحه وتدفئه . لذا قالت له بنفور : لا مشكلة . يمكنك ان تتناوله عندما تشعر بالجوع . اما فى الوقت الراهن ، اذا لم يكن هنالك ما تحتاجه ، فساقول لك عمت مساء
ثم فرت من الغرفة قبل ان يفكر بشئ ما
احست ميرسى انها اصبحت افضل حالا واقل توترا بعد ان امضت معظم الليل تعظ نفسها وتقنع ذاتها بقوة وشجاعة ، ان اندريو لا يتذكر ما حصل بينهما من عناق
عند حلول الصباح ، توجهت على عجل نحو غرفة المريض ، وهى تحمل صينية عليها كوب عصير مع صحن عجة البيض المزينة بمثلثات خبز محمص صغيرة مدهونة بالزبدة الساخنة . لاح امام ميرسى منظر اندريو ، وهو مرتدى سروال جينز مع قميص قطنية باهتة اللون ، فيما كان يمشى مترنحا كما لو انه عجوز فى التسعين من عمره يعانى من ضعف ووهن . اطلق زفرة غاضبة ، وقال : اننى امرن رجلى
فهو مصمم على الا ينظر فى تينك العينين الكبيرتين الزرقاوين اللامعتين ، اللتين اتسعتا للتو فاوشكتا ان تملا وجهها الرائع . تابع قائلا بنكد وضيق : اشعر كان رجلى ليستا ملكى ، لذا ساعمل على تمرين هاتين الرجلين اللعينتين حتى اتمكن من التحكم بهما !
استجمعت ميرسى كل قوة فى جسدها ، كى لاتهرع اليه لمساعدته كما لو كانت مغفلة مهووسة بالحب . ابتلعت ريقها بشدة وقالت له محاولة ان تبدو واقعية بقدر الامكان : اجلس على ذلك الكرسى وتناول فطورك
راقبته ينصاع لاوامرها ، فى حين انها توقعت العكس تماما . توقعت ان يقول لها انه لا يرغب بذلك ، وان يرمقها بنظرات ثائرة رافضة الى اقصى حد
وضعت ميرسى الصينية فى حضنه ، ثم ارتكبت خطا النظر الى وجهه الوسيم ، فاحست ان ما فى داخلها يرتعش بشدة . وفكرت بان اللون عاد على الاقل الى وجه اندريو ، فيما بقيت مصممة على تجاهل الاسلوب الذى امتلا فيه جسدها باكمله بالحياة والحيوية ، حين اقتربت من اندريو .
لم تقدرعلى تمالك نفسها ، فواسته قائلة برقة : انت تبلى بشكل رائع ، لكن لا تبالغ فى الامر . فقد كنت مريضا جدا ، والدواء ياخذ مفعوله الان . فضلا عن ذلك فانت تتمتع ببنية قوية ، واذا نظرت الى الامور بعقلانية ، واخذت المسالة بهدوء وثبات ، ثم تناولت مقدارا جيدا من الطعام ، فسوف تعود الى عافيتك فى وقت قريب
دفع اندريو بمثلث صغير من الخبز المحمص الى فمه ، لانه اعتبر ان ذلك هو الاسلوب الافضل لمنع نفسه من اطلاق ابتسامة عريضة . انه ببساطة يهيم بذلك التعبير المبهم الصادق الجميل الذى ترسمته ميرسى على وجهها ، حين تلقى احدى محاضراتها الارشادية الصغيرة ، وهو امر تفعله باستمرار . من جهة اخرى ، لاحظ اندريو هذا الصباح انها ترتدى احدى تلك البذلات الرمادية الفضفاضة ، ما يؤكد ظنه بانها شعرت بالاحراج والنفور حيال العناق الذى تشاركا به . لابد انها لبست هذا الرداء الرمادى كدرع واقية ، فذاب قلب اندريو عند استنتاجه للامر . يا لها من صغيرة مسكينة !
بذل جهده كى يجعل صوته يبدو واقعيا صادقا قدر الامكان ، وذلك لوضع اولى خطوات خطته قيد التنفيذ ، فقال : هاورد ... !
وقفت ميرسى باستقامة ، وكانت تنوى رفع كومة من الاغطية المرمية على الارض ، اما وجهها الجميل فبدا مشدودا بما افترض اندريو انه شئ من الخوف . تابع كلامه قائلا : احقا اننى كنت مريضا جدا ؟ ان يوم الامس ممحو تماما من ذاكرتى
على الفور راى الارتياح يغمر ملامحها ، فنعم فجاة بدفء ابتسامتها الجميلة المشعة . علم حينها انه ضرب على الوتر الحساس المناسب ، وامل ان ينجح فى تحقيق الجزء الثانى من مخططه
-كنت محموما جدا ، واعتقد انك كنت تهذى معظم الوقت
بدا الارتياح الذى غمر ميرسى هائلا جدا الى حد انها احست بالدوار
الحمد لله ، انه لم يتذكر اى شئ ! ذلك النهار ممحو من ذاكرته ، بما فيه تلك المعانقة الحميمة التى تندم عليها ! لن يعلم ابدا كيف قامت مدبرة منزله المتواضعة باستغلال هذيانه ، فيما كان ضعيفا لا يقوى على التفكير بعقلانية ! لن تكون مضطرة الى الاحمرار خجلا ولا الشعور بالتوتر فى حضوره . اذا ما تمكنت من التصرف كما لو ان شيئا لم يتغير فى الوضع الراهن ، فسوف تتمكن من الاحتفاظ بكرامتها وبوظيفتها
اما اندريو فساوره توق شديد الى اليوم الذى سيصبح فيه قادرا على اغراقها بعبارات الحب والغزل ، لكن فى الوقت الحالى عليه ان يخطو بدقة . قال لها : هناك امر اخر هاورد ... قررت اخذ استراحة طويلة ... ولو متاخرة ، حتى اقوم بزيارة منزلى على شاطئ امالفى ، لاسبوع او ما يقاربه . ناولينى الهاتف فهنالك ترتيبات على القيام بها ، وبعد ان تنتهى من الغسيل ، اجلبى لى كوبا من العصير
صرفها بنجاح من الغرفة ، ثم ضغط على ارقام الهاتف التى ستصله بمديرة منزله الاخرى المقيمة فى امالفى ، حيث اعطى التعليمات لتلك المرأة الايطالية الكثيرة الكلام بان تختفى وترحل . امرها بان تاخذ اجازة اضافية مدفوعة وغير مدرجة فى القائمة ، فى اى مكان بعيدا عن امالفى ، لمدة لا تقل عن الاسبوعين
لكن اندريو عاد واحس بالذنب فورا حيال ما فعله ، فشعر بسوء كبير . لم يكن يوما ملتويا فى اساليبه ، لكن ها هو الان يتصرف كما لو كان ثعبانا خبيثا ماكرا . برر الامر لنفسه قائلا ان الغاية تبرر الوسيلة ، حتى لو كانت هذه الاساليب كريهة وبغيضة . اعلن لميرسى فور دخولها الغرفة من جديد : مدبرة منزلى فى ايطاليا غائبة الان ، لذا عليك ان ترافقينى
شاهد اندريو اللون الوردى ينتشر على خدى ميرسى ، فعلم انها على وشك ان تبدى اعتراضا قويا على الموضوع . لذا ، وقبل ان تفتح فمها وتقول ما يدور فى راسها بوضوح ، حرك راسه بسرعة قائلا لها : واجبك هو الاعتناء بى وببيئتى المنزلية اينما كانت اقامتى ، وبما ان سوفينيا ليست هناك سيتوجب عليك ان تحلى محلها *****
انتهى الفصل السابع


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 11:50 AM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8- اين المفرّ ؟
-اذا انت تختبئين هنا ؟
ضاق حلق ميرسى وشعرت بالتوتر ما ان سمعت من خلفها مباشرة نبرة صوت اندريو المخملية الخشنة . احست ان خديها يلتهبان ، وسرت الحرارة فى اوصال جسدها كافة . فهى ترتدى لباس سباحة خفيف مكون من قطعتين ، كان اندريو قد اختاره لها شخصيا خلال اول نهار امضياه هنا فى ايطاليا . يومها قال لها بالحاح : عليك ان تنظرى الى هذه الاجازة كاستراحة بالنسبة اليك ايضا ، فما النفع من حوض السباحة الموجود فى الفيلا اذا لم يتم استخدامه ؟ لا تجادلى ! ان لم تقومى باختيار ثوب سباحة ، فسافعل ذلك بنفسى !
لابد ان اندريو لم ينظر بما يكفى الى ما انتقاه لها . قررت ميرسى ذلك بنية حسنة لدى ارتدائها ثوب السباحة للمرة الاولى ، وقد نوت ان تسبح بعد الظهر . فى الواقع ، وجدت انه ثوب فاضح جدا ، لذا خلعته بسرعة فائقة ، لكنها لم تقو على مقاومة اغراء المياة الزرقاء المتلالئة ، فاستيقظت قبيل الفجر ، فيما رب عملها ما يزال نائما بامان
اما الان ... اللعنة ! ها قد وجدها ، وهى ترتدى هذا الشئ المحرج !
-هل استمتعت بالسباحة ؟
-نعم . استمتعت كثيرا
كانت ميرسى تجلس على حافة البركة البيضاوية الضخمة ، ولم ترغب بان تستدير لتنظر الى اندريو . ليس وهى ترتدى هذا الثوب الذى يكشف الكثير من جسدها . بالطبع ، هذا الامر لن يؤثر بها هى . فهى لا تحتمل ان يقترب منها هذا الرجل الذى تقع فى حبه اكثر فاكثر ، وهى ترتدى ثوب سباحة كهذا
حاولت جهدها ان تقوم بدفعه الى الانصراف ، فاطلقت انفاسها المحبوسة قائلة : سادخل فورا لاقوم بتحضير الفطور
تساءلت هل تؤدى المنشفة الصغيرة التى تستخدمها لتجفيف شعرها المطلوب لتغطية جسدها بشكل كاف ؟ هذا فى حال لم يفهم اندريو تلميحها ، بان يختفى داخل المنزل اثناء انتظاره للقهوة واللفائف المقرمشة والتين الطازج والمشمش ، اى الفطور الذى يفضله كوجبة يباشر بها نهاره
رد اندريو : اليوم قمت انا بتحضير الفطور . تعالى !
استطاعت ميرسى ان تلاحظ بطرف عينها انه يمد لها يده لمعاونتها على الوقوف على قدميها
ادركت انها لا تستطيع رفض قبول عرضه النبيل غير المؤذى بمساعدتها على الوقوف ، فذلك قد يجعله يشك نوعا ما بحالة مشاعرها الحقيقية حياله
اخذت ميرسى يده ، فاحست بالضعف على الفور لدى ملامستها لقبضته الحازمة ، التى اطلقت شحنة كهربائية مليئة بالحيوية فى كيانها ، نهضت واقفة على قدميها ، وفى الوقت نفسه قامت بتغطية بعض من جسدها بواسطة المنشفة الصغيرة التى تحملها
-انك تمتلكين جسما رائعا ، فلا تحاولى تغطيته
سحب اندريو المنشفة من يدها ، وظل ممسكا بها . فى هذه الاثناء مسحت عيناه الفضيتان اللتان كانتا تغليان على مهل ، بنظرات متفحصة قامة ميرسى الرشيقة ، متاملا ذلك الجسم الملئ بالانوثة والجاذبية ، وذلك الخصر النحيل ، قبل ان تنتقلا الى عينيها الزرقاوين اللامعتين
كم يتوق الى معانقتها ونسيان ذاته فى هاتين العينين ! لكن حملته للحصول عليها تتطلب الرقة ، هى فتاة مميزة جدا ، وهو لن يخاطر باخافتها ، وجعلها تهرب بسبب خطوة خاطئة
حين يعانقها ، يريدا ان تبادله العناق بشوق يساوى شوقه اليها . ما سيتشاركان به سيكون ثمينا بالنسبة اليه ، الى حد ان يوم انتهائه بدا له بعيدا جدا ... انه خارج مراى نظره . ذاك الاقتناع الذى يحصل للمرة الاولى معه ، جعل انفاسه تضيق فى صدره ، فاقترب حاجباه من بعضهما فى تشنج وارتباك
جرجر اندريو نظراته بعيدا عنها . فارخى انامله على مضض ، ثم افلت يدها ، وقال : تعالى !
بدا بعدئذ يسير متوجها نحو الفيلا ، فيما عكست الجدران البيضاء وهج شمس الصباح ، ثم تابع يقول : ساحضر القهوة ، بينما ترتدين انت ملابسك
اطلقت ميرسى تنهيدة مرتعشة ، ثم تبعته برجلين ثقيلتين غير ثابتتين ، فيما توزعت نظراتها فى جميع الاتجاهات باستثناء الجسد الحيوى الذى يتقدمها . هذا الصباح ارتدى اندريو سروالا من الجينز الضيق وقميصا ذات لون اسود قوى صارم
اتراه كان يعنى ذلك ، حين قال لها ان جسدها رائع ؟ ام انه كان يغيظها ، وقد استشعر احراجها ، فحاول تهدئتها ؟ ها هو الان قد عاد الى طبيعته على الاقل بلياقته البعيدة بعض الشئ ، والتى لا تخلو من متعة . تلك اللياقة التى اظهرها خلال الايام القليلة الماضية ، منذ وصولهما الى ايطاليا
وافقت ميرسى على القدوم الى هنا بسبب اصراره على مجيئها ، ولانه يدفع لها راتبها ، لكن السبب الاساسى الذى دفعها الى الموافقة هو انه لم يبد اى اشارة تدل على تذكره ذلك العناق الحار المتقد الذى جرى فى غرفته . كما انه امضى معظم وقته فى الايام القليلة الماضية وهو يعمل فى مكتبه ، محاولا التغلب على التاثيرات التى تركها الفيروس عليه ، فلم يكن يتحدث معها الا حين تدعو الحاجة الى ذلك
لكن الطريقة التى نظر بها اليها الان بالذات ، حيث جالت عيناه الفضيتان المدمرتان ، على جسدها المرتعش ، جعلتها تفقد احساسها بالامن ، وتشعر بالرعب والقلق . كيف بحق السماء ستجد قوة الارادة لتبعده عنها ؟ اتراه فكر انه امضى الكثير من الوقت من غير رفقة امرأة وهو بحاجة الى لهو خفيف خلال الاجازة ؟ ان طريقته فى النظر اليها بدت ... وقحة جدا ! من المستحيل ان توافق على ان تصبح لعبه بين يديه ! اخذت بشرتها تنتفض كما لو ان الاف اجنحة الفراشات تلفحها
رغم ذلك ، ولحسن حظها ، راح اندريو يسير بخطى واسعة ، مبتعدا عنها من غير ان يلقى نظرة واحدة الى الخلف ، ما ساعد على اقناعها بانه يلتزم بعلاقة رب العمل والموظفة لديه . لكنها كرهت نفسها لان ذلك بالتحديد وهو ما يفترض ان يكون امرا معزيا ، جعلها تشعر بخيبة الامل . انسلت ميرسى الى الفيلا عبر المدخل الرئيسى ، فيما توجه اندريو نحو البوابة المؤدية الى الباحة الخارجية المسورة حيث يقع المطبخ
بعد وقت قصير ارتدت تنورة قطنية مبهجة رخيصة الثمن وقميصا حريرية زرقاء ، واجبرت نفسها على التوجه نزولا نحو المطبخ ، حيث استطاعت ان تسمع اندريو يدمدم مصفرا ، كما سمعت صوت طقطقة قطع الاوانى الخزفية الخاصة بتحضير القهوة . كان اندريو يضع ابريق القهوة على صينية محملة بالاغراض سلفا ، فيما دخلت ميرسى وهى تجذب نفسا الى صدرها لتهدئة دقات قلبها المتسارعة . اخذت معدتها تنقلب ما ان رات الاسلوب الذى رفع به اندريو نظره اليها ، فيما سقط الشعر الاسود الناعم على جبهته بشكل صبيانى . كادت تدور على عقبيها وتهرب الى مكان آمن ، لكى تبتعد قدر الامكان عنه بعد ان شعرت بجاذبية كاسحة تجاهه
ما بها ؟ لطالما تميزت مواقفها بالشدة والصرامة ! راحت توبخه مصدرة صوتا يشبه الزقزقة مذكرة اياه باختصار : يفترض ان اكون انا مدبرة المنزل ، فلهذا السبب تدفع لى اجرى . لا تقل لى انك احضرتنى الى هنا بذرائع مزعومة ؟
آه ... من الخطا ان تقول له ذلك ! لامت ميرسى نفسها حينما لاقت عيناه الفاتنتان عينيها ، فحدق اليها بحميمية مخدرة مذهلة ، قبل ان يرد قائلا : وهل تمانعين لو فعلت ؟
كيف يفترض بها ان تجيب عن هذا السؤال ؟ اوشكت ان تجيب برد لاهث هامس : لا ابدا ... انه رد يستطيع اندريو على الارجح ان يستخرجه من اية امرأة سواها على وجه الارض .
لكنها ليست اية امرأة ، اليس كذلك ؟ انها تتحلى بقيم اخلاقية عالية . ارغمت ميرسى نفسها على التفكير بذلك ، فابدت ملاحظتها بشكل عادى قائلة : من الطبيعى ان افعل . فانا اعترض بشدة على قبض أجرىِ من غير ان اؤدى واجباتى على اكمل وجه
الابتسامة العريضة التى ظهرت على شفتيه جذبت ميرسى الى سحره المغناطيسى ، ما اطلق نواقيس الخطر فى راسها . رفع اندريو الصينية الثقيلة كما لو ان وزنها لا يزيد وزن ورقة شجر متساقطة ، وقال : لنتناول الفطور خارجا
خرج من باب الفناء الخارجى ، فوضع الصينية على طاولة خشبية متينة تقبع تحت غصن مغطى بالكرمة ، وتابع : الطقس رائع جدا ، ويجب الا يضيع سدى ، كما ان اليوم هو يوم اجازة لكلينا . اخبرينى ، ما الذى ترغبين بفعله ؟
ثم امسك الكرسى لها كى تجلس . جلست ميرسى متجاهلة دقات قلبها المتسارعة ، ثم اجابته وهى تكتم ما يدور فى خلدها : فكرت ان اغسل ارضية المطبخ
-بصفتى رب عملك ، امنعك من القيام بذلك
سكب اندريو القهوة وناولها فنجانها . ثم جلس على الكرسى المقابل لها ، مادا رجليه الطويلتين ، فيما بدت ابتسامته الساحرة مليئة بالاغواء وهو يتمتم : اليوم سوف اقوم انا بتدليلك ، فنستمتع بذلك معا . يمكننا ان نقود السيارة نزولا نحو امالفى ، فنتناول الغداء ونمضى النهار هناك ، كما يمكننا الاسترخاء هنا سويا فى حوض السباحة وتحت الظلال التى تحيط به لنتحدث قليلا . هنالك الكثير مما اود معرفته عنك . اليوم ، انسى باننى مستخدمك وبانك من تغسل جواربى وتمسح ارضيات منزلى ، وكونى فقط ملاك الرحمة الجميل الذى يعتنى بى اثناء مرضى . ميرسى ... ! اسمك يعنى الرحمة . احسن والداك باختيار هذا الاسم لك . اليس كذلك ؟
انه يغازلها ! يا الهى ! اتراه يشعر بالملل بسبب قلة الحركة ، وهو امر غيراعتيادى بالنسبة اليه ؟ هل تدفعه طبيعته الحيوية المتململة الى البحث عن المتعة على حسابها ؟
رفضت ميرسى هدر المزيد من الجهد فى محاولة ايجاد الاجوبة عن اسئلتها ، فارتشفت رشفة كبيرة من القهوة احرقت فمها ، فيما قال اندريو : قررى اى الامرين يرضيك اكثر اثناء تناولنا للطعام . ما من داع للعجلة ، فلدينا كل الوقت الموجود فى العالم
كلا الخيارين مستحيل بالنسبة اليها ، نظرا الى حالة مشاعرها ! عليها ان تتملص من الذهاب معه الى اى مكان ، او القيام باى شئ برفقته . ابتلعت انينا صامتا ينم عن احباطها ، وفكرت مرتعبة بالخيارين اللذين عرضهما عليها اندريو . عند مجيئهما ، قاد اندريو السيارة نزولا من التلال ، فمرا باراض زراعية على شكل جلول ، وصولا الى امالفى ، حينها اصر اندريو على شراء ذلك الثوب الخاص بالسباحة لها . بدا لها من الممتع التجول فى انحاء الازقة الاثرية وساحات المدينة القديمة ، وهما يستكشفان السوق المطل على الواجهة البحرية . يومها قررا ان الشاطئ مكتظ جدا كى يتمشيا عليه ، بعدئذ قادها اندريو نحو المدينة حيث تناولا غداء من ثمار البحر ، الا انه ظل صامتا فى الغالب ، وذلك وضع غير اعتيادى بالنسبة اليه . عزت ميرسى صمته هذا الى الوهن الناتج عن الانفلونزا . اما اليوم فبدا مليئا بالحيوية من جديد وهى لا تظن ان بمقدورها تحمل قضاء يوم كامل برفقته . اعلنت ميرسى قائلة : افضل البقاء هنا
لاحظت انه انهى تناول الطعام ، فاتكا الى الخلف ، فيما لف احدى ذراعيه خلف مسند الكرسى . راح ينظر اليها ، وتلك الابتسامة الشيطانية تتراقص فوق زاويتى فمه المكتنز . قفزت ميرسى واقفة على قدميها ، وبدات تكدس الصحون الفارغة على الصينية ، فيما تمنت لو انها حملت البذلة الرمادية الفضفاضة بين اغراضها ، فهى على الاقل تعطيها هيبة مدبرة المنزل . قالت لاندريو : انت اردت اخذ اجازة . لذا يمكنك الاستمتاع بها . اما انا فلدى عمل اقوم به
امتدت يد اندريو على الفور لتوقفها ، فيما احكمت انامله الطويلة القبضة حول معصمها ، وقال : توقفى ! ليس عليك ان تهربى منى . راح يداعب بشرة رسغها الخلفية الرقيقة بابهامه ، فحبست ميرسى انفاسها راغبة بان تنفض يده لتبعدها عنها . علمت ان يجدر بها فعل ذلك ، لكنها بشكل ما تركتها حيث هى تماما ، مخدرة بالاحساس الذى يبعثه فيها
طمانها اندريو بكلام تشوبه الضبابية : انا لست عدوك
النبرة الرقيقة التى تلفظ بها بتلك العبارة جعلت عظامها تذوب ، الا انها وقفت تتحداه دفاعا عن نفسها ، فردت قائلة : انت رب عملى ، سيدى . لا شئ اخر
بل انت ببساطة حب حياتى ! ساورتها رغبة قوية بان تبكى بكاءا شديدا . نهض اندريو واقفا على قدميه ، وهو ما يزال ممسكا برسغها عبر الطاولة ، ثم جذبها الى جانبه ، فاصبحا قريبين جدا من بعضهما حتى كادا يتلامسان
ارتخت اليد الممسكة برسغها ... ادركت ميرسى انه يجدر بها الابتعاد ، لكنها لم تستطع اجبار نفسها على ذلك . كما اضطرت الى مقاومة رغبة عارمة تدفعها الى الدنو منه اكثر
-يمكننى ان اكون ... شيئا اخر
تعمدت ميرسى ان تسئ فهم ما يبدو بوضوح غزلا وتقربا منها ، فاجبرت نفسها على مقاومة الاغواء الذى يقدم لها باى شكل من الاشكال . نزعت يدها من حيث امسك بها اندريو ، وردت عليه بكلام لاذع : انا واثقة من انك قادر على ان تكون شيئا مختلفا
ثم رفعت ذقنها وتابعت : لم لا تبدا بحسن السلوك والتصرف ، مع توفر الدروس المناسبة
تجمدت ملامح اندريو وظهر عليه سكون وجمود مفاجئين لوهلة فقط ، قبل ان يتقوس حاجباه منحدرين نزولا . ثم سالها وهو يضع يديه على وركيه النحيلين : اتتهميننى بسوء السلوك وبالتصرف المشين ؟
تاججت عيناه ذات الرموش الكثيفة بالنيران ، وهما تنظران نزولا نحوها ، فيما ضاق انفه الانيق الرفيع الحاد بسبب انزعاجه العميق
عضت ميرسى على شفتيها وهى تكتم بسرعة قهقهة كادت تفلت منها . لو انها اتهمت بابا روما بانه قواد لما ظهر عليه مثل هذا الغضب الدال على عزة نفس قوية . لقد اغضبت اندريو الى حد كبير ، فالنظرة التى ظهرت فى عينيه كانت ستدفع باى موظف متملق كى يحاول تغطيه ما قاله ، الا انها لم تسبب الخوف لميرسى التى بادلت غضبه هذا بابتسامة ساحرة ، لانها ببساطة لم تعد قادرة على تفادى الابتسام . بعدئذ قومت كتفيها واستعدت لتواجه اى نقد لاذع جاحد بارد يقرر اندريو ان يرميها به
فجاة تلاشى غضب اندريو ، وكأن تلك الابتسامة الرائعة التى ظهرت على وجه ميرسى هى ما يطلبه . لطالما فعلت ابتسامتها ذلك السحر ، فحولت المرأة الشابة الجذابة المثيرة للاهتمام ، الى اية من الجمال بشكل يثير الحماس والشوق . عادت الحرارة لتندفع فى عروق اندريو بشكل لا يمكن ايقافه . فى تلك اللحظة قرر ان الصبر لم يعد يجدى نفعا ، فودع خطة تقربه منها بالاسلوب الرقيق الناعم الى غير رجعة . امسك بجسدها الرائع الجمال بين ذراعيه . واخفض راسه نحوها ، وعانقها ....
شعر اندريو انه يتوق اليها بحماس يائس ، وهو احساس جديد تماما بالنسبة اليه . انه اليأس الذى شتت كل ما خطط له من اغواء رقيق ، فذهب مخططه مع الريح . اما اخر فكرة متماسكة عبرت فى راسه كالغيمة الرقيقة ، فهى ان ما من امرأة غيرها امتلكت القدرة على جعله يبدل مجرى مخططاته التى وضعها من قبل . لا احد سوى ميرسى استطاع ان يمحو لديه كل اثر للسيطرة على الذات وقوة الارادة
توقفت ميرسى عن التنفس ما ان اشتد ضغط ذراعى اندريو عليها . بادلته عناقه فيما تسارعت دقات قلبها ، واحست ان كل ما تمتلكه من تفكير عقلانى يتبخر ويذهب بعيدا . شعرت بنفسها تذوب بين ذراعى الرجل الذى تحبه بشغف ، وتلك كانت اخر فكرة متماسكة راودتها ، قبل ان تتحرك يد اندريو لتداعب خصلات شعرها
شهقت ميرسى بصوت مسموع ، بينما ارتعشت كل ذرة فى جسدها متجاوبة معه . عندئذ ابتعد اندريو قليلا عنها ، قائلا بصوت متهدج : انت رائعة ! وانا اشعر بالانجذاب نحوك . اريدك دوما فى حياتى ... الى جانبى ....
كان اندريو يعرض عليها الجنة ، واحست ميرسى ان جسدها يهددها بالانهيار ، قبل ان تصفعها هبة هواء جليدى من المنطق سببت لها الخجل
وبسرعة ، اعادت التفكير بالامر ، مفكرة انه اقرب الى الجحيم منه الى الجنة . جاهدت لاستعادة ربطة جاشها ، وقدرتها على التفكير السليم بالطبع ، سوف تحظى ببضعة اسابيع فى الجنة ، قبل ان يسام اندريو منها ، فيجرح مشاعرها ، ويحطم قلبها ، ويطرحها جانبا كما يطرح قطعة من الملابس ملّ استخدامها . من المؤكد انه لن يشعر باسف او بندم ، فهو لم يحزن ولم ياسف مطلقا حين اعطى تريشا اوامره بان تبتعد عنه وتخرج من حياته . لحسن الحظ ان ميرسى حظيت بتحذير مسبق منه ، وذلك درع عليها استعماله لصد اية جروح مريرة قد تلم بقلبها مستقبلا
اخيرا نطقت قائلة : لا !
فى الواقع ارادت ان تزعق باعلى صوتها انها لن تحب ابدا اى رجل اخر كما احبت اندريو . لكن ....
رد اندريو : انت لا تعنين ذلك
متجاهلا محاولاتها لوضع مسافة بينهما ، امسك بوجهها ، فاحتضنه بانامل طويلة رقيقة ، مصرا على ان تنظر مباشرة فى الدفء الفضى لعينيه ، وقال : اعلم انك لا تفعلين . انا لم اشعر يوما بانجذاب تجاه امرأة كما اشعر حيالك الان ، ولقد رايت ذلك فى عينيك ايضا . علمت ذلك منذ جلست الى جانبى فى سريرى ، فتجاوبك معى كان اكبر مما حلمت به يوما . لكننى اندم بمرارة لاننى حينها لم اكن اقوى على جعل الامر تاما ، نظرا الى حالتى الصحية الواهنة
اطلقت ميرسى بصعوبة صرخة تنم عن الصدمة : اوه !
فيما تاجج وجهها باحمرار ينم عن الاحراج والخجل . انه يعلم ! كان يعلم طيلة الوقت ! يا له من ادعاء كريه ، ادعائه بانه فقد ذكرى مجريات احداث ذاك النهار فى غمامة من الهذيان !
حاولت بغير جدوى ان تتلوى فتبتعد عن اندريو ، لكنها وجدت نفسها اسيرة ذراعين قويتين ، فقد امسكها اندريو باحكام بالقرب من جسده الرشيق اللين
احست انها غبية جدا ، فقد كان اندريو حتما يسخر منها ، مدركا بوضوح انها تجاوبت معه ، بشكل فاعل حماسى ! انتظر اندريو حلول الوقت المناسب ليقوم بخطوته . وضع احدى يديه على خصرها ، وشدها نحوه . شعرت ميرسى بالرعب ، وكان هذا جل ما تستطيع التركيز عليه ، الى ان وجه اندريو ملاحظته لها محدثا : الاحاسيس الطبيعية ليست امرا يدعو للخجل . انا لم اتعرف ابدا باى من والديك بالطبع ، لكن اى واحد منهما علمك ان المشاعر الطبيعية هى خطيئة ؟
بدا ذلك بالنسبة الى عقلها امرا يدعو الى الشجار ، لكن ذهنها الممتلئ بالخجل والحياء كان غافلا فى تلك اللحظة . فردت : لا احد منهما ! ولا تجرؤ على اقتراح اى شئ !
ابتسم اندريو ابتسامة عريضة . ميرسى التى يهتم لامرها ، هى المرأة الوحيدة التى تتمتع بحس المجازفة والتهور حتى تزعق فى وجهه وتصده . وجد ميلها الى التصرف بهذا الاسلوب ، امرا منعشا بشكل ملحوظ منذ البداية . جعله هذا يدرك كم هو ممل ان يحظى دوما بنساء يتملقنه ويتوددن اليه ، فيبتسمن ابتسامة مصطنعة ويوافقنه على اى راى يدلى به ، مهما كان مشينا وخارجا عن المالوف !
امسك اندريو ميرسى بتملك ، عندها هبت بوجهه ، اذ استشعر نيتها بتحرير نفسها من قبضته ، ولتمشى مرفوعة الرأس بعيدا عنه ، فيما عيناها الزرقاون الرائعتان تنضحان بالحنق والغيظ . تابعت ميرسى مدافعة : علمنى والداى ان احترم جسدى . بالاضافة الى ذلك ، لانية لدى مطلقا ان اكون مدبرة منزلك خلال النهار وغانيتك خلال الليل ! وان يقال ....
ارتعش صوتها متذبذبا ، لكنها عبرت بشكل رائع عن وجهة نظرها قائلة : ... ان يقال لى بان انصرف حالما تسام منى
رد اندريو معاكسا باسلوب ناعم حريرى ، فيما ارتسمت ابتسامة مغيظة على فمه العنيد ، فقال : انت لن تضجرينى ابدا ، اما فيما يخص احترامك لجسدك ، فعليك ان تفعلى ذلك . ان تحترمى ما يمليه عليك .... انا وانت خلقنا لبعضنا البعض
وضع يده تحت ذقنها وراح يمرر اصابعه برفق ونعومة حول وجهها ثم تابع : انسى دور مدبرة المنزل ... اخرجيه من راسك !
فى تلك اللحظة بالذات شعر اندريو بالصدمة لدى ادراكه امرا جديدا : هو لم يعد يرغب بان تكون ميرسى فى موضع التابعة له او الموظفة لديه ، لذا نقى حلقه وتابع بصوت خشن : سوف اوظف عشرات عاملات التنظيف حتى يتبعن تعليماتك ، ما يسمح لك بان تكونى امراتى ، فتعملين على اطعامى وجبات ملائمة ، وتملأين غرف منزلى بالازهار ، وتعلقين صورا ماخوذة من علب الشوكولا على جدران غرفة الطعام
عضت ميرسى على لسانها ، فهى تتمتع بحس جيد ينبئها متى ينبغى عليها ان تلزم الصمت . كانت قد شعرت بالدهشة فى داخلها لصمت اندريو الملحوظ حينما علقت صورة مطبوعة بين مجموعة لوحات الفن المعاصر المعلقة فى منزله وهى صورة كوخ مسقوف بالقش ، ومحاط بملايين الازهار . ذكرها المنظر بقريتها حيث عاشت طفولتها . من جهة اخرى هى لم تتمكن يوما من فهم ما يفترض ان تمثله لوحات اندريو تلك . تمكنت من استعادة بعضا من سلامة العقل لديها حتى تتطرق – ولو بصوت ابح مخجل – الى الموضوع الاهم : انا بحاجة الى كسب قوتى ، اذا كنت قد نسيت الامر
رفع اندريو احد حاجبيه السوداوين بتكاسل ، فيما ظهر على فمه استمتاعه الشديد وهو يرد : انت لن تحتاجى الى اى شئ يا ملاكى . سوف تحصلين على ما ترغبين به من الملابس الفاخرة ، والياقوت الازرق الرائع ليناسب عينيك الجميلتين ، والماس الملائم لنقاء قلبك الملائكى ، والياقوت الاحمر لخصوصية لحظاتنا الحميمة
اطبقت ميرسى اسنانها باحكام ، وابتلعت فقاعة من الهستيريا . ان فكرة امرأة يحتفظ بها اندريو ، ويغمرها بالجواهر لا تتلائم مع ما تفكر به عن نفسها مطلقا ، كما انه لا يجدر بها ان تفسح المجال فى راسها لتلك الصورة الحقيرة المذلة . عليها ان تقول له فى الحال : شكرا ، لكن لا ! شكرا على عرضك
سوف تقوم باعمال التدبير المنزلى لصالحه ، اذ لا خيار اخر لديها ان كانت ما تزال تنوى مساعدة شقيقها فعلا ، لكن عليه ان ينسى موضوع محاولة اغوائها ، لان كل الجواهر الموجودة فى العالم لا تقدر على شفاء جروح قلب مفطور
دخلت ميرسى فى معركة ضاربة مع احاسيسها ، فحاولت ايجاد الكلام المناسب لاقناعه بانها ليست ذاك الصنف المبتذل من النساء . اولئك النساء اللواتى اعتاد ان ياخذهن الى سريره ، ثم يهرع بسرعة خارجا من العلاقة حالما يشعر بالملل ، او حينما يدخل فى مرأى نظره جسد امرأة اشد اغراء
*****
انتهى الفصل الثامن


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:34 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.