آخر 10 مشاركات
منطقة الحب محظورة! - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة::سارة عاصم - كاملة+روابط (الكاتـب : noor1984 - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وإني قتيلكِ ياحائرة (4) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          طريقة صنع البخور الملكي (الكاتـب : حبيبة حسن - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          في بلاط الماركيز(71)-غربية-للكاتبة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[حصرياً]كاملة بالرابط -مميز (الكاتـب : منى لطفي - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-17, 03:07 AM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Flower2 472-بائع الأمل - جيني أدامز-(كتابة /كاملة)


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






ازيكم أعضاء روايتي الحلوين والحلوات
اليوم مبارك بجد علينا وعليكم
عشرأعوام أكمل منتدنا من سنينه عشرة
قراءة ممتعة لكم جميعا








روايات احلام

472- بائع الأمل - جيني آدامز

الملخص :-

تلقى ماكس ساوندرز اكبر صدمة فى حياته عندما اكتشف انه والد صبيين توأمين لم يكن عنده فكرة عن وجودهما

كيف عليه ان يواجه المواقف الان بصفته والد دون والدة !

لم تعجب فوبى جيلبرت فكرة العيش مع ماكس كمربية . لكنها لم تستطع ان تقول لا بينما طفلان صغيران بحاجة اليها

وسرعان ما ادركت ان ماكس يريد منها ان تلعب دورا اخر ان تصبح زوجته .... وفقط من اجل الاولاد ، هل يظن ان هذا كل ما يعنيه الزواج ، وتمنت فوبى لو ان بامكانها ان تضع كفيها على اذنيها كيلا تسمع كلمة اخرى

حاولت ان تبدو وكأنه لم يقدم لها لتوه القمر والنجوم ثم سلبها اياها فورا ...



محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



الرواية منقولة شكرا لمن كتبها

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 27-11-17 الساعة 07:16 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 07:47 AM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1- طعام الغول
-مرحبا ... احد افراد فرقة النجدة عند بابك على اتم الاستعداد للمساعدة .
واستقرت عينا فوبي جيلبرت على الطفلين فى الغرفة ، وفاض قلبها حنانا ، بدا لها طفلا ماكس ساندرز رائعين ، وقد رفع احدهما يديه مغطيا اذنيه وهو يصرخ بأعلى صوته ، بينما الثانى يرفس جانب الكرسى فى الغرفة .
بدأ ان ماكس يحتاج فعلا للمساعدة ، وكان يدير ظهره للباب وهو يحاول جهده ليبعد طفله عن الكرسى . لم يسمع ما قالته فوبى التى دخلت متجنبة علبة حبوب الفطور الكبيرة ، ثم وقفت فى وسط الغرفة .
وعندما استوعبت مشهد الفوضى امامها ، تملكها احساس من يعود الى الوطن ، لكن سرعان ما تبعته هزة عصبية مؤلمة ، لان هذا الاحساس زائف . فهى لم تعرف لها وطنا قط بما فى ذلك " ماونتين جيم " .
كانت فوبي تحدث نفسها بانها تجاوزت تلك المشاعر كلها ، وان امنيتها بان يكون لديها اسرة تبددت . كان لدى فوبي قناعة الا تتمنى ما لا تستطيع الحصول عليه . ومن هو ذلك الذى يريد ان يؤسس اسرة مع امرأة نبذتها امها وابوها . كما انها هى عاقر لا تنجب .... ؟
هزت كتفيها متمردة . تلك الايام فى ملجأ الايتام انتهت وولت ، والامر الوحيد الجيد الذى فعله ابوها هو انه يسر لها الدخول الى مدرسة داخلية عندما اصبحت فى الحادية عشرة من عمرها .
انها حاليا تعتنى بالاطفال نهارا ، اطفال صغار تستمتع بهم وهى تتنقل من عمل الى اخر . ولم يكن هذا يرهقها ما دامت لا تسمح لنفسها بالارتباط كليا . كانت مكتفية ذاتيا وهذا مثار فخرها . لم تكن بحاجة الى اى شئ اكثر مما لديها حاليا .
فى الماضى كانت تشعر فى منزل ماكس ساوندرز بانها متطفلة . كانت تزور صديقتها كاترين ساوندرز ، هذه الصداقة التى ما لبثت ان تحولت الى اخيها الاكبر ماكس ساوندرز انما ليس على النحو نفسه
كان سهلا عليها ان تخفى مشاعرها نحوه ، وقد جاءت اليوم لطلب من ماكس ، لكى تنقذه . لقد طفح الكيل . نعم ، وهذا هو سبب فيض مشاعرها بعد طول اخفاء . وبعزم شديد ، ركزت افكارها على هذا المكان وهذه الساعة
وعادت تقول بصوت اعلى : مرحبا ، ماكس لقد طرقت الباب لكن احدا لم يجب ، وهكذا دخلت من تلقاء نفسى
كان ماكس ذا شخصية قيادية حتى وهو يدير ظهره ، كان طويلا ، عريض الكتفين ، اسود الشعر ، طويل الساقين . وعندما واجهها ادركت ان عينيه الرماديتين ستخترقان عينيها
رباه ، انه ماكسى . خصمها منذ مدة طويلة . الرجل الذى يتجنبها كلما تقابلا ، ورمشت وقد قررت ان هذا يكفى . زفرت طويلا : ارى ان رجال ساوندرز يبذلون جهدهم . طفلان فى الرابعة يحدثان من الضجيج والصخب اكثر من اطفال سيدنى كلها مجتمعين
وحصلت المعجزة توقف الطفلان فجاة عن احداث الضجيج . استدار ماكس بسرعة ، فتوقف قلبها للحظة عن الخفقان ليعود ويخفق بعنف ، وتملكها نوع من الذعر . حدثت نفسها بان تستيقظ فهذا ليس انجذابا نحوه . لا ... هذا غير ممكن ، انها متأهبة لمعركة . نعم ، هذا افضل : مرحبا ، يا ماكس ، ها انذا ، اراهن على انك مسرور لحضورى
وبدلا من ان يبدو عليه السرور تصلب جسده وقال بلهجة جادة : فوبي
ما الذى حدث له ؟ الا يتذكر ان هذه فكرته هو ؟ ما كانت لتترك عملها وتنتقل الى خارج سيدنى لو لم يوضح لها انه بحاجة اليها . صحيح ان هذا حصل من خلال كاترين ، ولكنها مع ذلك لم تتوقع ان يعترف ماكس بحاجته الى العون . كما انها اتت لمستعدة الطفلين ، وليس من اجل ماكس ... عندما اتصلت كاترين بفوبي من اميركا ، لم تقل لها فقط ان ماكس لا يواجه الامور بنجاح . بل لمحت الى ان ماكس يسعى جاهدا لوضع الولدين فى زاوية صغيرة من حياته فى اسرع وقت ممكن . اثار هذا قلق فوبي فيما راح ماكس يحدق فيها . وعادت تقول ، نعم ، هذا انا بلحمى ودمى . نظرا للظروف ، ظننتنى ساحظى باستقبال افضل
انها هنا لتسيطر على هذه الفوضى كلها . ربما اعتقادها بأنه سيشعر بارتياح بالغ عند رؤيتها مجرد حلم ، لكنها توقعت بعض التهذيب على الاقل ، وليس العودة على الفور الى عدائهما القديم . بمعنى اخر ، انتعشت امالها ثم عادت فانهارت واستعادت حجمها الطبيعى ... فالحياة ليست سهلة ، كما ادركت فوبي فالانسان هو الذى يسعد نفسه او يتعسها
تخلل ماكس شعره الاشعث باصابعه : فاجأتنى فى لحظة سيئة
لطالما تمنت ان تتخلل شعره الجعد قليلا والمالوف لديها باصابعها ، لكن هذا لا يعنى شيئا فهى تحب كل ما هو ناعم . انها حقا غير مسؤولة عن وسامة ماكس ، او اعجابها به الذى يستحيل هذه المرة الى مشكلة اكثر من المعتاد
وعاد الصراخ مرة اخرى فصرخت بصوت اعلى منه : اظنكم مررتم ببعض اللحظات السيئة اليوم
واشارت الى شئ اخضر عالق على قميصه وهى تقاوم رغبة فى الابتسام . لم يسبق لماكس ان وقع فى اى مأزق ، وسالته : هل كان الغداء متعبا ؟
-نعم ، واجهت مشكلة طفيفة فى الخطة التى وضعتها للطعام
وضاقت عيناه واطبق شفتيه بعناد ، فادركت ان سؤالها هذا ازعجه . كان يصبر عليها فى الماضى ولا يدعها تجرحه ، انه يواجه حقا بعض الصعوبات ، وقال : اذا كنت قادمة لزيارة كاترين ، فاظنك اخترت وقتا غير مناسب لانها غير موجودة
-حسنا ، نعم . انا اعرف هذا
لم يتظاهر بانه لم يكن يتوقع حضورها ؟
اشار بيده الى الفوضى خلفه : انا مشغول كما ترين ما يمنعنى من الاحتفاء بك
-ماذا تعنى بقولك ، الاحتفاء بى ؟
وجاء دورها لتقطب حاجبيها ، على اى حال ، طلب ماكس او طلب كاترين بالنيابة عنه هو ما احضرها الى هنا . وهى تعلم ايضا ، كما يعلم الكل ، ان الثلوج احتجزتها فى مونتانا ، ومن غير المحتمل ان تعود قريبا . ومع ذلك ، ها هو ذا ماكس يتصرف وكانه لا يعلم انها قادمة ، وتملكها شعور بالخوف ما لبثت ان سيطرت عليه وقالت : الم تخبرك كاترين اننى ساكون مربية طفليك ؟
وادركت فوبي ،وهى ترى عدم الفهم على وجه ماكس ان ظنها صحيح . لا عجب فى ان كاترين بدت حذرة فى حديثها على الهاتف
اظلم وجهه وقال : هل تأمرت مع كاترين لتكونى مربية طفلى ؟
تملكها الغضب وخفقت باهدابها قبل ان تقول : طلبت منى المساعدة ووافقت ، وهذا يختلف جدا عما تظنه يا ماكس
انه يتهمها بالتأمر اذن ! وخطر لها ان تتركه لكبريائه ومشاكله وتعود ادراجها ، لكنها رات ان طفليه يستحقان افضل من هذا
انهما يستحقان رعاية حقيقية ، وهذا هو اختصاصها
يمكن لاى احمق ان يرى انهما يشعران بالخوف وفوبي قادرة على ان تعالج ذلك ، لن تدع تصرفا بسيطا من اب جديد غير كفؤ يقف فى طريقها ، حتى لو كان ذلك الرجل ماكس ساوندرز .
قالت : فى الواقع جئت بناء على التماس منك
فزمجر قائلا : انا لم التمس شيئا كهذا وخصوصا منك
تنفست بعمق ، ثم اندفعت تقول : هذا ليس ما جعلتنى كاترين افهمه . لقد قالت ....
قال وقد ازداد وجهه تجهما : ما قالته غير مهم . يمكننى ان اتكهن به . ساقتلها ...
-مهما يكن ....
لم تعد فوبي فى الثالثة عشرة او فى السادسة عشرة من عمرها ، تلك السنوات التى امضياها فى الخصام . كان ماكس يكبرها بثلاثة عشر عاما ما منحه بعض السلطة عليها لفترة معينة ، لكنها ما لبثت ان تعلمت كيف تثبت فى موقعها وتواجهه فى النقاشات التى تدور بينهما
انها الان فتاة ناضجة فى الثانية والعشرين ، تعمل كاخصائية عناية بالاطفال ، وهى خلاصه فى هذه الحالة ، لن تسمح له بارهابها وبالتالى هزيمتها من دون مقاومة ، كما انها تعشق هذه الجبال ومراعى الاغنام وبساتين التفاح التى تملكها اسرة ساوندرز منذ اجيال . كانت فوبي ترفض ان تعترف ، ولو فى سرها ، بانها تشعر دوما بالحاجة الى الحضور الى هنا لتستعيد ذلك الشعور الزائف بالانتماء . لو كانت تملك مزرعة ماونتين جيم لعملت فيها بنفسها بدلا من ان تتركها لمدير هو نفسه لايسكن فى المزرعة
وسالته بجفاء : كيف يسير العمل بالاحجار الكريمة ؟ هل كسبت المزيد من الملايين مؤخرا ؟
كان ماكس قد عقد مؤخرا صفقة مع شركة دانفر الاسترالية ، وقد عرفت فوبي هذا من كاترين التى ابلغتها بمدى سرور ماكس بهذه الصفقة
كما ذكرت كاترين ان ماكس خرج مع ابنة كاميرون داتمر فليستى مرة او مرتين فى الاشهر الاخيرة ، وتساءلت فوبي عما اذا كان ماكس يمزج غالبا بين العمل والمتعة ، ثم نبذت هذه الفكرة . لم عليها ان تهتم بالصف الطويل من النساء اللاتى مررن فى حياة ماكس ؟
-سادع فريق الادارة يقدم لك التقرير
رد عليها بجفاء رافعا صوته فوق ضجيج ولديه اللذين لم يكونا سعيدين على الاطلاق : منذ علقت هنا ورحت اعمل من البيت ، اشعر وكأننى لم اعد اعمل . من اين تريدين ان يبدا التقرير ، اولا ؟ اليونان ؟ فرنسا ؟ االمانيا ؟
جعل الامر يبدو وكأن رعاية الاطفال عذاب خالص ، وكأنه امر مفروض عليه ولايريده . لعل هذا هو شعوره بالضبط . اذا كان الامر كذلك ، فلا بد من وجود شخص هنا للعناية بالطفلين : فى الواقع يا ماكس ، لا يهمنى عملك الى هذا الحد
-هل هذه وخزة منك ، فوبي ؟
نظرت اليه من دون ندم : لم اقصد الاساءة . كنت فقط اعبر عن افكارى
-وهو امر خطر دوما عندما يتعلق الامر بك
-ثمة التزامات فى الحياة اهم من المال
حملق فيها : هل تعنين شيئا بكلامك هذا ؟
عبست فوبي ثم قالت : مازال يبدوعليك انك بحاجة الى مساعدة
نظرت الى الولدين وهما يصرخان ويرفسان باقدامهما . لايمكن ان تتركهما ابدا لماكس
واجاب : انا بحاجة الى الكثير منها . انما على ان اقول ان كاترين احتالت علينا ، نحن الاثنين ، وليس عليك فقط . هذه هى الحقيقة
لوحت بيدها مصممة على ان تنهى هذا الحديث لتبدأ موضوعا مختلفا . يكفى هذا الكلام الفارغ وانتقاده لشخصيتها . انها تعرف انها مختلفة ، من النوع الذى يعكر المزاج ويخيف معظم الناس
-تبدو وكأنك لم تذق النوم منذ ايام عدة ، فشعرك مشعث ولحيتك نابتة ، وهذا ليس من عادتك على الاطلاق
ورغم ذلك ، مازال يبدو رائعا ، فهل من عجب اذا ما ارادت ان تنفس عن مشاعرها بانتقاده ؟ هذه المشاعر المشوشة نحو ماكس كافية لتدفعها الى الجنون . انها تشعر اليوم بانها عادت الى الوطن ، هنا فى ادغال قرية ماونتين جيم الكثيفة ، حيث تنمو اشجار المطاط والاشجار القصيرة ....
-سواء شئت ان تعترف ام لا ، انت بحاجة الى حاليا
آه ، ما اجمل ما شعرت به وهى تقول هذه الكلمات فهو يكره ان سيوافقها الرأى
زمجر عاليا : ما احتاجه هو مربية كفؤة ناضجة يمكنها ان تعوّد طفلى على الحياة هنا . انهما بحاجة الى الاستقرار هنا ، وحالا
-تنظيم الامور وترتيبها ؟ لن ينجح هذا كما تعلم
وسكتت تفكر فى كلامه ، ثم عادت تقول : ولمعلوماتك انا كفؤة عليك ان ترى شهادات من عملت لديهم . لقد رعيت اطفالا لا اذكرعددهم ....
قاطعها وكانه لم يكن يصغى ولعله لم يكن يفعل : اعترف باننى فقدت ثلاثة مربيات بشكل سريع
وصمت لحظة ثم اردف : كان الطفلان نزقين وسريعى الغضب ، ولم تكن لى من المربيات الاخريات تملك خبرة كافية . بصراحة ، لا اظنك ستبقين معهما مدة اطول مما بقيت المربيات الاخريات
-لهذا ، تريدنى وبكل بساطة ان انسحب ؟
بدلا من ان يجيب على الفور ، نظر الى قميصه عابسا ثم سحبه من تحت سرواله وكوره بيده السمراء . عندئذ تقابلت نظراتهما . كانت عيناه باردتين عنيدتين لا يرف لهما جفن : انا مسرور لتفهمك . والان ، وبعد ان اتفقنا ، سارافقك الى الباب
سار امامها راغبا على ما يبدو فى التخلص منها فى اسرع وقت ممكن . واخرسها حقد الرجل هذا فضلا عن مظهر جسده عاريا
حاولت جاهدة ان تتمالك نفسها لتقول : لا اراك تطردنى ، لن ارحل
دفعته بكفها تمنعه من الوصول الى الباب ، وسرت السخونة فى جسدها حين لامس كفها صدره الصلب الساخن . يا لها من غلطة !
تراجعت مضطربة فزعة نوعا ما لان جسدها اخذ يحدثها بأن هذا الرجل ... رجل جدير باهتمامها كأنثى
لم يعد يزعجها الان احساسها بالعودة الى موطنها بل انجذابها الى ماكس . لعلها حاولت ان تنكر ذلك ، لكن البرهان كان على اصابعها التى امتلات شوقا . كانت فى منطقة غريبة تماما وليس لديها فكرة عن كيفية مواجهة هذا التغيير
قررت ان تتجاهل شعورها ، راجية ان يكون قد انتهى . ستنفض عنها هذه المشاعر ومن ثم تنساها لتصبح ذكرى باهتة لن تتكرر ابدا
-سامكث هنا يا ماكس ، وساساعد طفليك
اذا ركزت اهتمامها على الغرض من حضورها الى هنا فستكون فى احسن حال ، واعتدلت فى وقفتها ثم دارت حوله : عملت فى سيدنى بلاتييوس لرعاية الاطفال نهارا
حتى القوا بها خارجا لان لديها الكثير من النظريات . كانت هذه النهاية السيئة الوحيدة التى صادفتها فى حياتها العملية ، حتى الان
وتابعت تقول : صدقنى ان قلت ان طفلين فى الرابعة دائمى الصراخ لايخيفاننى ابدا ، وكذلك والدهما . انت تريد مربية جيدة لطفليك ، وقد حصلت عليها
تمتم من بين اسنانه : ما حصلت عليه هو مزيد من الازعاج
حثها ما سمعته على الثأر فقالت : لاتقل لى الان ان ماكسيميليان . الشهير بماكس ، لا يستطيع ان يتعامل مع طفلين ومربية ، هذا لا يبدو لى تحديا كبيرا
توتر فمه وحدثت نفسها بانه يستحق ذلك والذنب ذنبه . ليته يقف جانبا لكى تريه كيف يكون العمل
كما انها لم تحاول العثور على عمل جديد عندما اخبرتها كاترين ان ماكس بحاجة الى من يساعده اذ كانت عاطلة عن
العمل نوعا ما ، فتركت غرفتها الصغيرة فى سيدنى لتاتى الى هنا ، والوقت لا يسمح لها بالانتقال الى مكان اخر حاليا
وتعمدت ان ترفع صوتها من دون ان تنظر الى الصبيين : انا جائعة جدا ، هل تمانع فى ان اذهب الى المطبخ لاحضر شطيرة كبيرة ضخمة ؟ هل لديك مانع يا ماكس ؟
بدا الفزع على وجه ماكس وعلى ملامح الصبيين فتركتهم فوبي وتوجهت نحو المطبخ حيث المطبخ حيث فتحت الثلاجة . تملكها الرعب لمنظر المطبخ . لطالما فاخر ماكس بنظافة وتنظيم مطبخه ، لكنه بدا حاليا مغطى بالقمامة بينما تصل الفوضى فيه الى السقف . اخذت تقلب بقايا الطعام فى الثلاجة ، ملاقية بكل ما هو صالح للاكل فى طبق نظيف ، راحت تثرثر طوال الوقت عن مدى شهيتها وعن مدى سرورها بتحضير هذه الشطيرة ... واضافت انها قد تتجشأ فى النهاية
وقف ولدا ماكس بجانب الباب كتفا الى كتف ، صامتين يحدقان فى الشطيرة الضخمة التى حضرتها فوبي بيديها الماهرتين
املت ان يكون ماكس قد خزن من المؤونفى خزانات المطبخ اكثر مما وجدته فى الثلاجة ، لكنها ركزت حاليا اهتمامها على شطيرتها وعلى اطعام الصبيين عل الارهاق يجعلهما يستسلمان للنوم . راحا يتاملانها باعينهما العسلية التى لابد انهما ورثاها عن امهما الراحلة . يا للطفلين المسكينين !
-هممم ... لم احصل على شطيرة كهذه منذ الف سنة
وقطعت الشطيرة الى اربعة اقسام ضخمة ثم حشت فمها بقدر ما امكنها واخذت تمضغ بلذة ظاهرة . لم تكن الشطيرة سيئة المذاق ، وقالت : انا بحاجة الى بعض الحليب لكى ينزل هذا الى البطن
الامر الوحيد ذو الاهمية الذى وجدته فى الثلاجة هو نصف زجاجة من الحليب . سكبت القليل من الحليب وشربته ، ثم قالت باستحسان : هذا رائع . لقد ارتاحت معدتى الان
واخذت تلامس بطنها وهى تتابع : لكن ليس بامكان اى شخص ان ياكل شطيرة ضخمة كهذه ، وحدهم الاقوياء الشجعان يستطيعون ذلك ، وكذلك اولئك اللذين يشربون الحليب من بعدها لكى يجرفها الى البطن كما يفعل الغول
لمحت ماكس وكادت تنفجر ضاحكة للحنق البالغ البادى على ملامحه . الم يفهم ما تقوم به ؟
وقالت له : شكرا على الطعام ، يا ماكس . انا واثقة من انك لا تمانع لو تصرفت على هذا الشكل
وضحكت له وهى تحذره فى سرها من ان ينسف كل جهدها ، فالطفلان يكادان يستسلمان . انها تشعر بذلك ، لكن اذا لم يستحسن ماكس عملها هذا فلله وحده يعلم ما سيحدث
تمنت لو يلبس قميصا . عجبا كيف يمكن ان يشعر الرجل بالارتياح وهو شبه عار غافل عن تاثير ذلك فى الاخرين ؟
وضعت الشطيرة فى فمها قبل ان تنطلق هذه الفكرة من فمها المتهور ، ثم ادارت حدقتى عينيها لتنظر الى الطفلين بينما هى ترشف مزيدا من الحليب
فى اى لحظة سيتخليان عن حذرهما ويسمحان لها بان تساعدهما
وفى اى لحظة ستتخلى فوبي عن رغبتها فى ان تمرر كفيها على صدر ماكس العارى . يمكنها ان تتدبر امر الرغبة فى الشطائر لكن النوع الاخر من الرغبة مشكلة كبرى
*
انتهى الفصل الاول


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 07:47 AM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- الا تتعبين ؟
-اتظنين ان بامكاننا ان ناخذ مصلحة الطفلين بعين الاعتبار ؟
وحملق ماكس فى هذه المتطفلة فى مطبخه وهو يعجب لشعوره البالغ بالحاجة اليها . رغبته فى ان يخنقها تعادل قوة الرغبة التى راودته ذات مرة فى ان يعانقها ! الرغبة الاولى كانت طبيعية تماما ، وكان يشعر بها طوال الوقت ، اما الثانية فشكلت صدمة له
هذه هى فوبى صديقة اخته الجامحة . كانت رؤيته لها تدفعه لان يصرف باسنانه . وهو ، فعلا يصرف باسنانه الان
كان شعرها التمرد الذى يتدرج لونه من الاشقر الى البنى مكوما فوق راسها وفى وسط هذا الشعر وجه وردى اللون تميزه عينان سوداوان . كان لها وجه عفريت صغير ، بذقن مستدق الرأس يوحى له بالتحدى على الدوام ، وتمتمت وهى تمضغ الشطيرة : انا اعطى الاولوية لولديك
-لا اظن ذلك
وانتقلت نظراته من وجهها الى ثيابها غير المتناسقة . كانت ملابسها العليا ذات لون وردى متالق للغاية ما جعل عينيه تؤلمانه ، فيما قميصها الاخضر يتناقض معها بشكل كريه ، وهاهى تاكل بهدوء بينما جيك وجوش واقفان ينظران اليها جائعين . كيف يفيد هذا الطفلين ؟
-اهدا يا ماكس
كانت فوبى قد بلعت ما فى فمها من طعام ثم استعدت لتناول لقمة اخرى ضخمة
-انا اريد رعاية كاملة للولدين على مدار الساعة ، رعاية تقدمها مربية كفؤة وليس مخلوقة عجيبة اشبه بجنية جائعة لا تعرف سوى التحدث بحماقة بشكل قد يجعل الولدين يصرخان فى الليل
وكأن ماكس بحاجة الى مزيد من الهموم . فى الواقع ، لم يخلق ليكون أبا ، وهو لن ينسى المشاكل التى واجهها عندما حاول ان يربى اخته كاثرين بعد موت والديهما . بعد اسابيع قليلة من المحاولة ، توسلت اليه اخته ابنة الاثنى عشر عاما كى يعود الى العمل لساعات طويلة . بعدئذ جاء دور جيك وجوش ليصبحا تحت رعايته لكنه لم يصادف اى نجاح ... لعله ناجح فى كسب المال لكنه فاشل جدا كرب اسرة ، وكلما اسرع فى وضع ولديه تحت رعاية جيدة منظمة وعاد الى عمله كلما كان ذلك افضل بالنسبة للجميع
عليه اولا ان يتخلص من هذه المرأة التى اسمها فوبى . لكنه ما لبث ان شعر بالندم ، لعلها تأكل لانها جائعة ، فهى تبدو اكثر نحولا مما رآها اخر مرة ... متى ؟ منذ سنة اشهر . اليس لديها ما يكفى من المال ؟ هذه الفكرة جعلت الغضب يعود فيتملكه وهو يتذكر كيف كانت ترفض عرضه كلما اراد ان يتاكد من اكتفائها ماليا
كانت صديقة كاترين ، وهو لديه الكثير من المال ... لكن فوبى تبقى على الدوام ، عنيدة متصلبة لا تريد ان تصغى الى كلام كهذا ... حتى الى اكثر الاراء حكمة . كان يمكن ان تقبل منه بقرض لكى تستقر فى بيت خاص بها ثم تتعلم مهنة ما ، لكنها رفضت واخذت تتنقل من عمل الى اخر بحسب مزاجها
-ما الذى كانت كاترين تفكر فيه حين دعتك للمجئ الى هنا ؟
ولم مازال هو يقف هنا سامحا لهذه المهزلة بان تستمر ؟
-فكرت بذكاء وهو ما يبدو انك فقدت القدرة على القيام به حاليا
ولعقت قطرة حليب على جانب فمها فتقلصت معدته
ولم يهم لما يحدث له هذا . هذه فوبى لعنه حياته ، انه لايراها مثيرة . لكن مشاعره اخذت تكرر انه كذاب .... كذاب ...
-انا لا اخاف من الشطائر الكبيرة
-ولا انا
تقدم الصبيان من فوبى بخطوات ثابتة وذقن مرفوعة . منذ وصولهما الى البيت اى منذ اسبوع وهما يلعبان ويصرخان من دون توقف ويجريان ويهشمان كل ما تصل اليه ايديهما ، وكان ابوهما يتساءل دوما عن نوع الانفجار التالى . قد تجعل فوبى ولديه يتكلمان ، لكن طرقها يمكن ان تقود الى المشاكل ، ومن الافضل ان يتخلص منها الان . سمرها بنظرة غاضبة واشار الى غرفة الجلوس : اذا انتهيت من تدمير مطبخى تماما ، علينا ان نتحدث
-ليس الان
ابتسمت له بلطف ، لكن التهديد التمع فى عينيها الزرقاوين
-لايمكن للمرء ان يترك شطيرة كبيرة فى مكانها فقد تقفز فجأة وتهرب
-لا تجعلى منفسك سخيفة اكثر مما انت عليه فعلا
لقد سمع ما يكفى من حديثها السخيف هذا ... لكن الولدين ضحكا واخذا يهللان لثوان
ودار فى اعماق ماكس صراع . كيف سيتمكن من القيام بهذا ؟ انهما عاجزان للغاية ، وهما بحاجة اليه . كيف سيتمكن من ان يربيهما او بالاحرى ، يجد من يربيهما ؟ ويكون على مقربة بحيث يسد النقص ؟ شخص يسمح لهما بالاستمتاع بحياتهما والشعور بالسعادة ؟
قال جيك : انا اكل هذه
فاضاف جوش : وانا ايضا
همهمت فوبى لكنها تقدمت منهما تشاركهما الشطيرة الضخمة وعيناها تلمعان برضى
وبعد لحظات ، كان ولداه ياكلان ووجهاهما يطفحان سرورا
شرب كل منهما كوبا من الحليب ، وبينما كانت فوبى تجمع الاطباق المتسخة وتضعها فى الحوض وقف ماكس يحدق فى ما يحصل بذهول وقد تسمرت قدماه فى الارض
لم يمض على وجود فوبى هنا سوى دقائق ، واذا بها تتمكن من جعل الطفلين ياكلان من يدها . هذه المعجزة الصغيرة ... كيف حدثت ؟ لم يكن لديه وقت ليفكر اكثر فحالما انتهى الولدان من الاكل والشرب حتى تدلى راساهما فسارعت فوبى للعمل وهو تقول : ثياب النوم النظيفة الى الحمام ، يا ماكس
وحملت الطفلين ثم ابتعدت بهما
لحق بها ماكس حاملا ثياب النوم ، فوجدها قد غسلت وجيهما وخلعت عنهما ملابسهما فالبستهما ملابس النوم ووضعتهما فى فراشهما قائلة لهما : سانام فى الغرفة المجاورة لغرفتكما حيث يمكنكما ان تناديانى اذا كان الفراش غير مريح او لاى سبب اخر
واتجهت الى الباب وهى تضيف : انا اعرف غرفتى لاننى سبق ونمت فيها كثيرا من الليالى من قبل ، ليلة سعيدة
ولوحت لهما بيدها وهى تبتسم ابتسامة عريضة ثم خرجت من الباب وهى تجر ماكس معها . احتكاكها به جعل جسمه يرتعش
-سيصيحان قبل ان تلتقطى انفاسك
وقف فى الممر منتظرا ان يسمع صراخا او صيحة غضب او خوف لكنه لم يسمع شيئا
ووجد ماكس نفسه يواجه خيارين ، اما ابقاء فوبى واما طردها من منزله ، وكانت رغبته فى الامرين متماثلة فقال لها بخشونة : انا من التعب بحيث لايمكننى التفاهم معك الليلة
كانت خشونة صوته تماثل شعوره نحوها . انها صديقة اخته المفضلة
-لا استطيع ان اتركهما نائمين لاعيدك الى المدينة كما ان البستانى الجديد خرج الليلة ولن استطيع ان اطلب منه ذلك . سيكون عليك ان تبقى هنا الليلة
-لا داعى لان تشكرنى الان
وتجاوزته الى الغرفة التى كانت تستعملها كلما جاءت لزيارة اخته وهو امر لم يعد يتكرر مؤخرا ، قبل ان تضيف : انا ادرك ان كبرياءك قد جرحت الان . اذهب لتنام وربما ستتمكن غدا من ان تتقبل فكرة اننى احسن ما حدث لك هذا الاسبوع
-لن تبقى هنا
لكن كلماته هذه ذهبت عبثا لانها كانت قد صفقت الباب فى وجهه
اخذ يحدق فى الباب . من تظن نفسها على اى حال ؟
كان هذا صوت تحطم ضخم . فى الواقع ، لم يبد هذا مهما حتى التفتت فوبى لترى الخراب ، فهتفت : لقد وقعت فى ورطة الان
كانت يدها على مقبض باب سيارة ماكس الضخمة الرباعية الدفع تستعد للخروج عندما تذكرت ما لديها وكانت نسيته لجزء من الثانية ، وهو انها ليست وحدها
لم يتردد الطفلان فى ان يذكراها بوجودهما وقال جيك الذى استطاع ان ينزلق من مقعده فى السيارة ليتمكن من رؤية شرفة البيت الريفى المحطمة : لقد حطمتها . سيجن ماكس ... سيجن ، يجن ، يجن !
عبست فوبى فى المرآة وهى ترى الوجهين الضاحكين المتشابهين مفكرة فى روعة ان يشعرا بكل هذا الامان والسعادة ما يجعلهما يعبران عن نفسيهما . قالت : ماكس هو ابوك يا جيك وكما قلت لك مرات عدة اليوم ، عليك ان تناديه باباوليس ماكس . كما انك لا تدرى ان كان سيجن لانه لم ير الضرر بعد
كانت فوبى تعلم انه سيغضب ، لكن هذه ليست مشكلتها الان ، لقد نجحت اليوم ايضا اذ ايقظت الولدين والبستهما ملابسهما ثم اخرجتهما من البيت لتدع ماكس ينام
ارغمت نفسها على قيادة سيارته الضخمة الى اقرب مدينة كبيرة بالرغم من خوفها ، واشترت للطفلين فطورا بما بقى لديها من نقود تقريبا . لقد فعلت هذا ككله لمساعدته . ولكن هل سيفكر ماكس فى هذا الان ؟ انها تشك فى ذلك . لم تشأ فوبى ان تعترف بانها تريد ان تنال استحسان ماكس على مجهودها الاضافى هذا . ما الفائدة من ذلك ؟
وركلت الفرامل بقدمها باحباط ... انه ذنبه اذ ترك المواد الغذائية تنقص بهذا الشكل ، فلا حبوب فطور فى الخزائن ولا حتى الحليب كما لم تجد خبزا او فاكهة
ورفضت ان تعترف باى مشاعر اخرى مثل القلق او الخوف او الشعور بالذنب . هذه المشاعر كانت فى ما مضى حين كانت مراهقة لا تشعر بالاستقرار ، خصوصا هنا ، تحت نظرات ماكس التى تراقبها على الدوام . وتمتمت بان صداقة كاترين كانت تستحق ذلك . انما ثمة امر واحد عليها ان تفعله ، ان تصل الى ماكس قبل ان يصل هو اليها .
وقالت بملامح جادة للغاية : جيك ، جوش . انتظرا هنا حتى اخرجكما ، اياكما ان تتحركا ، مفهوم ؟
نزلت فوبى من السيارة الى حيث هواء الصباح المنعش ببرودته وتنفست بعمق . لمحت شابا يعمل فى احدى الحظائر بعيدا ، لكن لا بد انه لم يرها . اتراه ... البستانى الجديد ؟
ما الذى كانت تفكر فيه وهى تقود السيارة بتلك الطريقة ؟ هذا حسن ، فلتذهب لمواجهة العاصفة الان . وفيما اتجهت نحو المنزل ، جاء ماكس متجهما ، وفى عينيه نظرة تنذر بالسوء .
كان يرتدى بنطلون جينز وقميصا اسود مقفلا بدا وكأنه لبسه على عجل ، وقد تشعث شعره من الفراش لتوه ، وحدثت فوبى نفسها بأن تهدأ وتتماسك لتنهى الامر كعادتها
-لم لا يدهشنى ان ارى سيارتى تصعد الى الشرفة ؟ الشرفة التى اصبحت مهشمة الان تماما . آه ، صحيح . هذا لانك فى المنزل
تحولت نظراته الى طفليه اللذين كانا لايزالان يحدقان ضاحكين من فوق ظهرى مقعديهما
-كنت اعلم انك ستؤثرين عليهما بشكل سئ وها هو ذا البرهان . لم يمض حتى اربع وعشرين ساعة على حضورك . لا اظنك ستحاولين شرح ما كنت تفكرين فيه
-كنت اعلم انك ستتصرف بهذا الشكل
لعلها اخطأت قليلا فى هذه المسألة بالذات ، لكنها لم تشأ ان تعترف بذلك
وتقابلا وجها لوجه اسفل الشرفة
-ما الذى جعلك تاخذين سيارتى وتتلفين الاشياء بها
واشار الى السيارة ثم الى الضرر الذى تسببت به واضاف : انظرى ماذا فعلت . انت تعلمين انك لست سائقة ماهرة ، ما كان لك ان تصعدى اليها قط
-لو كنت سائقة سيئة ، وانا لست كذلك ، فعليك ان تلوم نفسك
ايظنه ان ما حدث جعلها سعيدة ؟ لقد حدث هذا عن حسن نية
-انت من حاول ان تعلمنى القيادة ، لكنك اظهرت انك لست بالرجل الذى يجيد عمله . فى الواقع انا اخذت السيارة لاساعدك
-لا افهم كيف ان تحطيم السيارة سيساعدنى ، ولمعلوماتك لقد واجهت الموت منذ اشهر لكى اعلمك القيادة . ويبدو ان هذه هى طريقتك فى شكرى
انه يحملها الذنوب كلها ، ولم لا يفعل ؟ ورفعت اليه وجهها الذى بدا عليه التجهم : كنت اشترى مواد بقالة ، الثلاجة فارغة
-وهل هذا ذنبى ؟ انت اكلت كل ما فى المطبخ الليلة الماضية
اخذ يتاملها من راسها حتى اخمص قدميها ، من السروال الجينز الازرق الى الحذاء والجورب ، ثم رفع عينيه عائدا الى القميص البرتقالى اللامع ، وبلغ منه الغضب اقصاه : انت فوضوية
-وانت غير عقلانى على الاطلاق
رد ماكس ببطء ووضوح : اذا كنت غير عقلانى فلآنك تثيرين اعصابى كلما تقابلنا فنبدا بالصراخ على بعضنا البعض
كانا من القرب من بعضهما البعض بحيث استطاعت ان تنظر فى عينيه وترى الغضب العاصف عندما حدق فيها ، وانقطعت انفاسها وحاولت ان تسيطر على سخطها . لا اريد ان اعانقه !
-سادفع لك تكاليف اصلاح سيارتك وشرفة منزلك يا ماكس
وابتعدت عنه وهى تهز بيدها وكانها لم تشعر بالانزعاج لقربه هذا منها . فوضع يديه على وركيه : لاباس ، ساتكفل انا بهذا كله . كيف جئت الى هنا امس ، بالمناسبة ؟
لم يهتم بذلك ؟ هزت كتفيها وردت : بايقاف السيارات المارة
فقال مستنكرا : هذا خطر
-ايقاف السيارات ليس خطرا حين تعرف السائق او السائقة
ونظرت خلفها مضيفة : ولا تحاول ان تلهينى . سوف ادفع نفقة اصلاح السيارة والشرفة ، انا اتحمل مسؤولية تصرفاتى بعكس بعض الذين اعرفهم
-اتعنين الوالد الجديد ؟
وحذرتها لهجته ، لكنها اومات وردت : نعم ، بالضبط . اتساءل عن رأى اخر صديقاتك بالضيفين الجديدين فى بيتك ؟
-ما من ....
وهز راسه ، ثم انفجر قائلا : ها انت تنتقديننى مرة اخرى . الا تتعبين ابدا ؟
فوكزته باصبعها فى صدره : انا لا افعل هذا بدون سبب
بدا هذا منذ وصولها الليلة الماضية ، او بالاحرى منذ اخبرتها كاترين ان ماكس اكتشف فجأة انه أب . ربما من الافضل ان تصرح بذلك وينتهى الامر : لم يسبق لك ان كنت من النوع الملتزم ، اليس كذلك ؟ حبيبة تلو الاخرى ، تودع الواحدة منهن عند اول اشارة منها الى انها تريد علاقة طويلة الامد . لا عجب فى انك لم تعلم انك أب ويدهشنى الا تهتم بامر كهذا
ووكزته باصبعها مرة اخرى : هل تريدهما حقا يا ماكس ؟ انت لا توحى بذلك
عندما نطقت بتلك الكلمات ، ادركت انها تمادت ، وتمنت لو تستطيع ان تستعيدها . فقد ارتسم الجمود على ملامح ماكس وقال بصوت ببرودة الثلج وهو يمسك بذراعها : اظن ان الوقت حان لتصمتى قبل ان افقد اعصابى . اما بالنسبة الى حياتى العاطفية فهى ليست من شانك
فقالت متظاهرة بالشجاعة : هل يفترض بى ان اخاف ؟
حملق فيها ببساطة : لعلها فكرة جيدة
-حسنا ، انا لست خائفة ابدا
وجذبت ذراعها من يده فتركها . لكنها لم تستطع ان تدع هذا الحديث ، فتابعت مدركة انها تثير موضوعا حساسا : هل تنكر انك تحاول فقط ان تبعد ولديك عنك وتوكل رعايتهما لمربية ، وبهذا يمكنك ان تتجاهلهما ؟ لايمكنك ان تدفن نفسك فى العمل فقط ، مدعيا ان لا وجود لاى شئ اخر
مضت لحظة لم ينطق فيها باى كلمة ، وعندما تكلم جاءت كلماته باردة : سافعل ما فيه مصلحة ولدى وهذا ، يا فوبى امر لن ابرره لك او اتفاوض معك حوله
ورغم انه بدا غاضبا الا انها شعرت بانها المته . تملكها الندم فمدت يدها اليه : ماكس
تجاهل اليد وتراجع الى الخلف ، ثم اشار الى السيارة : لقد تملك الضيق الولدين . ربما عليك ان تخرجيهما من السيارة ، اذا ما انتهى هذا الحديث
عضت شفتها : وماذا عنك ؟ ماذا ستفعل الان ؟
-سادخل الى البيت واجرى اتصالات بحثا عن مربية جديدة
لم تشأ الرحيل رغم انها لم تظهر ذلك ، اليس هذا غباء منها ؟ ان تبقى هنا وتدور فى الانحاء ؟ وهذا ممكن اذا ما وطدت صلتها بولدى ماكس لكنها ستتالم عندما تضطر لان تتركهما
حاولت فوبى السيطرة على غريزة الامومة لديها لكنها عجزت
كما انها رفضت الاعتراف بانها ربما لاتريد ان تترك ماكس
-افعل ما تظنه الافضل يا ماكس . كل ما يهمنى هو ان اشعر بأن ولديك فى ايد امينة وهذا امر اريد ان اتاكد منه تماما
هز راسه : هل انا بحاجة حقا لان اذكرك ان هذا امر لا يعنيك ؟
هذا صحيح ، ولم تجد ما تقوله فالولدان ليسا ولديها وليس لها اى حق فيهما رغم انهما احتلا زاوية من قلبها بظرفهما وحدة مزاجهما
لا ينبغى على فوبى ان تشعر بهذا الانجذاب نحو ماكس ايضا ، حتى لو كان الشعور جسديا فقط
-يمكنك ان تقول ما تريد لكن هذا لن يغير موقفى مثقال ذرة
وبادلته التحديق ، متاكدة من انه لن يخمن انه لمس منها وترا حساسا حين قال كلامه الاخير
-احقا ؟ سوف ننظر فى هذا الامر
واستدار ماكس على عقبيه ثم ابتعد
*
انتهى الفصل الثانى



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 07:47 AM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3-لن احلم بالمستحيل
*
-حسن ، فليحصل ماكس على مربيته الجديدة ويحضرها معه ، ثم يطردنى . وكأن هذا يهمنى !
القت فوبى بمنشفتها المبتلة فى سلة الغسيل ، وسوت قميص نومها القديم ثم خرجت من الحمام الى الردهة . لم يعد ماكس بعد وكلما فكرت فوبى فى ذلك كان انزعاجها يتجدد
القت نظرة على غرفة الطفلين ثم اومات راضية عندما راتهما مستغرقين فى النوم ، وعاد قلبها يخفق مرة اخرى فتنهدت . شعرت بأن الطفلين هما هبة من الله لها . فى الواقع ، كلما فكرت اكثر فى هذا النهار وفى الامسية الماضية ايضا ، ازدادت غضبا . تمتمت وهى تسير بحذر مبتعدة عن الغرفة التى يرقد فيها الصبيان : الرجل لا يريدنى هنا ... وهو لايثق بى ، ومع ذلك يتركنى وحدى مع الولدين طوال النهار من دون ان يخبرنى عن مكان تواجده ، وكأن حبى لهما لن يزداد عندما يتركنا معا بهذا الشكل
واسرعت فوبى نحو المطبخ لتشرب كوبا من الشاى يريح اعصابها قبل العودة الى الفراش ، اليوم هو من دون شك اخر ايامها هنا كمربية . بعد ذلك ، كل هذا الاضطراب الداخلى الذى يتملكها سيصبح من الماضى
لاحظت ضوء خافتا فى آخر المطبخ ، ووجدت ماكس جالسا الى مائدة المطبخ ياكل الوجبة التى اعدتها له ، منكبا على مجموعة من الوثائق . لابد انه عاد اثناء استحمامها
سالته وهى تقف عند المدخل حافية القدمين : اين المربية الجديدة ؟ ظننتك ستحضرها معك ؟
كانت الغرفة باردة ، والنوافذ الواسعة فوق الحوض تعكس سواد الليل الحالك
كانت ملامح ماكس تعكس الضجر والمرارة ونبهت الصفة الاخيرة حواسها ، فعبست بينها وبين نفسها ، وكأن ليس لديها ما يكفى من الهموم والمشاغل . لم تستطع ان تمنع نفسها من التفكير فى ان ماكس يعانى ايضا ما جعل اسكات مشاعرها نحوه اكثر مشقة . لقد حيرتها فكرة ان ماكس يشعر بالرغبة فيها ... ولو بشكل محدود ! لقد تغيرت الامور وهى لا تدرى لما يحدثها قلبها بانهما لن يتمكنا قط من العودة الى التعامل مع بعضهما البعض كما اعتادا
نظر ماكس الى صحنه ، ثم عاد ينظر اليها : شكرا لانك تركت لى بعض الطعام ، لم اتوقع منك ان تزعجى نفسك
-صدق او لا تصدق ، عندما ابذل بعض الجهد يمكننى ان اكون غاية فى التنظيم
تملك فوبى نوع من الارتياح وتملكتها الثقة بقدرتها على ان تكبت مشاعرها نحوه واضافت : فى الواقع ، لا اجد صعوبة فى اعداد عشاء لاربعة اشخاص بدلا من ثلاثة حتى لو كانت الامدادات محدودة
من الافضل لها الا تهتم بهذا الشعور بالشوق الذى يتملكها لان ماكس قريب منها
تقدمت الى المطبخ فلاحظت لاول مرة الاكياس المكومة فى زاوية بعيدة . يبدو ان ماكس وجد اليوم فرصة للتموين ،
وسالته : انت لم تجب على سؤالى . هل وحجدت مربية ؟
دفع طبق الطعام بعيدا ، ثم اشار اليها بأن تتقدم تجلس قربه . استجابت رغما عنها فما من احد يحب ان يطرد من عمله ، وهذا ما سيفعله ماكس فى اى لحظة الان
عندما اقتربت منه ، لاحظت انه اكثر ارهاقا مما ظنت واعترفت بأن وجودها هنا لم ينفعه كما ارادت
من الافضل ان تذعن لرغبته فى طردها . فالرغبة التى تتملكهما فى ان يقتل احدهما الاخر كلما تقابلا ، جعلتها لا تشعر بالدهشة لعدم رغبة ماكس فى وجودها هنا
ومع ذلك ، امتلات زاوية فى قلبها الما لفكرة رحيلها . لكن عليها ان تتجاهل ذلك ما دام ماكس نظم الامور بشكل مقبول ، فمصلحة الولدين اهم
-يمكننى ان ارحل من هنا متى شئت ، يا ماكس
ها هى ذى تيسر له الامور من دون ان تشعر وكانها تقتطع جزءا منها ، فهى معتادة على رعاية نفسها ، وتابعت تقول : جئت فقط لاساعدك لاننى ظننتك تريدنى ، لكن الامور سارت بشكل سئ
فقال بخشونة : كان مزاجى هو السئ
-نعم ، كنت فى ورطة ، وهذا طبيعى . فقد جاهدت لكى اجعل جيك وجوش يمضيان نهارا معقولا ، وذلك بابقائهما مشغولين
هز راسه : كما انك نظفت معظم المنزل ، لم تكونى مضطرة الى ....
-اعرف هذا
ومع ذلك ، رغبت فى ان تلعب دور ربة المنزل ... علما ان لعب دور ربة المنزل خطر لانه قريب من لعب دور الاسرة السعيدة ، والوقوع فى غرام الطفلين ، والرغبة فى ماكس ، والشوق الى امور لن تستطيع الحصول عليها قط . وكبحت صرخة ألم عالية كادت تنطلق من فمها . عليها ان تخرج الى اشعة الشمس او اى شئ اخر ، ان تفكر فى امور تسعدها وتضع حدا لهذا الحنين السخيف ، وعادت الى الحديث بشئ من الصعوبة : احيانا ، من الافضل ان تصحب الولدين فى نزهة فهذا يخفف عنهما
الان ، عندما حان الوقت للاذعان ، وجدت صعوبة فى العثور على الكلمات المناسبة ، لكنها كانت قد عاهدت نفسها على ان تتمكن من ذلك بشكل ما . لن تدع ماكس يشك فى انها لاتريد ان ترحل
-اذن ، متى تصل المربية الجديدة ؟ الليلة ؟ هل هى من سيدنى ؟ هل هى قادمة بسيارة ؟ يمكننى ان ارحل فى اى وقت . لن تلحظ تقريبا اننى كنت هنا
بدت التسلية على وجه ماكس ثم هز رأسه : لديك مزايا كثيرة يا فوبى ، انما ان تمرى مرور الكرام ولا يلحظك احد فهذا صعب . كل ما فيك يسترعى الانتباه ، سواء تعمدت هذا ام لا
-لا اظن هذا صحيحا
انفجر ماكس ضاحكا : اترين ان هذا ليس صحيحا ؟ ماذا عن ذوقك فى الملابس ، هذا اولا
-الملابس ؟
آه ، هذا ! انها تختار ملابسها من متاجر الملابس المستعملة غالبا ، او المتاجر الرخيصة عندما تتمكن من ذلك
-اعترف باننى لا ارتدى ملابس الموظفات ذوات المناصب العالية . انا لست واحدة منهن
مضت لحظة لم تفهم فيها ما يتحدث عنه ، فهى ليست موسيقية ! ثم نظرت الى قميصها المقفل ، ورغم انه كان حائل اللون ، الا ان صورة القيثارة الكهربائية مع كلمة " عضنى " واضحتان على الصدر فهزت كتفيها : هذا الشئ ؟ انه هدية من عضو فى فرقة موسيقية عرفته ذات يوم . لم استطع ان ارفضه
اخذ ماكس يتفحصه جيدا ، فحاولت ان تصرف ذهنها عن ذلك بالنظر الى اكياس البقالة فى زاوية المطبخ ، ولاحظت كيسا من الموز ، وسالته : هل انت واثق من انك لم تسرف فى شراء الفاكهة ؟ ارجو الا يتلف هذا الموز
نظر الى الموز بدوره : اشتريته لتحضير اقراص الموز المقلية
-ماذا ؟ لكننى لن اكون هنا ؟
كان الموز المقلى طعامها المفضل ، وماكس وكاترين يعلمان هذا جيدا ، وقفت فوبى ثم سارت الى كيس الموز . اتراه يريد ان يمنحها الموز كهدية رحيل ؟ ثم خطرت لها فكرة اخرى فسالته : هل المربية الجديدة تحب الموز المقلى ايضا ؟
-ما من مربية جديدة
وسار ليقف بجانبها قرب الاكياس وقال بصوت خشن : ما من احد سواك انت والموز ، ويمكنك ان تبقى فترة تسمح لك بان تاكلى الكمية كلها
انتعش قلبها . يمكنها ان تبقى فتساعد الطفلين وتستمتع ....
كفانى تنهدا ، ولن احلم بالمستحيل !
-ماذا حدث ؟ هل اخافت سمعة الولدين جميع المتنافسات ؟
لم تكن تعنى ذلك . فى الواقع ، وجدتهما ولدين صغيرين غاية فى النشاط والحيوية وطبيعيين للغاية . لقد فقدا والدتهما حديثا ولم يعرفا ماذا يفعلان فى محيطهما الجديد
-لا ، لا اصدق ذلك . لابد انك لم تبحث جيدا
-صدقينى ، فقد بحثت وسالت واجريت اتصالات هاتفية
-اتريد ان تقول انك امضيت النهار بطوله تطوف بين الوكالات لتعود الى البيت خالى الوفاض ؟
فى الحقيقة ، ارادت ان تعتقد انه يريد ان يحتفظ بها فى بيته
قال والاحباط فى نبرته : اجريت مقابلات عدة مع امرأة عجوز زمت شفتها الى اعلى ، وامرأة بدينة اخذت تلهث عندما نهضت عن كرسيها . مربيات محطمات او غبيات ، صارمات او نظاميات فى ملابس ساذجة . لم ينجح الامر ، لم اشعر بالارتياح مع اى منهن ، فتخلت عن المحاولة وامضيت فترة بعد الظهر فى مكتبى محاولا ان اعمل ، او ان افكر فى ما على ان اقوم به لحل هذه المشكلة . لكننى لم انجح فى اى من هذين الامرين
-فهمت
اذن ، بعد تلك اللقاءات مع المربيات غير المناسبات وفشله فى التركيز على العمل ، اشترى تلك الكمية من الموز وعاد بها . خرج ليحضر مربية جيدة مفصلة حسب ذوقه ومتطلباته لكنه لم ينجح
قالت له : هل انت بحاجة لبعض الوقت لتعالج المشكلة ؟ اتريدنى ان ابقى هنا حتى تجد مبتغاك ؟ ربما عدة ايام ؟ سافعل ذلك
واضافت فى سرها انها تفعل هذا من اجل الولدين ، وهذا ما تفعله مربية اطفال تشعر بالمسؤولية ، وكانت على وشك ان تقول المزيد عندما لفت انتباهها ضوء القمر وهو يقع على عدد من الصناديق الضخمة . فسالته : ما هذا كله ؟
-انه هيكل للتسلق للصبيين . ساركبه غدا
لم تتوقع منه ان يفكر فى امور كهذه ، وقالت : انها فكرة حسنة ، وطريقة ليفرغا طاقتهما بدلا من ان يتلفا اثاثك ويملآ المنزل صخبا
فقال مكشرا : هذه هى الفكرة ، كما اننى بحاجة الى ما يشغلنى بينما افكر فى ما على ان افعله بهما
شئ ما دفعها لان تقول له : هذه هى الفكرة ، كما اننى بحاجة الى ما يشغلنى بينما افكر فى ما على ان افعله بهما
شئ ما دفعها لان تقول له : يمكنك ان تكون ابا رائعا يا ماكس لو انك تدع نفسك ...
اسكتها بنظرة غاضبة : لا تخبرينى بما يمكن ان اكونه او لا اكونه او يجب ان اكونه
حسنا ، الذنب ذنبها رغم ان اعترافها بهذا لا يجعل جوابه مقبولا . لم لا يستطيع ان يحبهما ويتقبل وجودهما بقربه ، بدلا من ان يبذل جهده ليبيقيهما بعيدين عنه ؟
اتراها تتساءل هنا عن ولديه ام عن نفسها ؟ عن الولدين طبعا ! فقد حددت فوبى اسلوب حياتها منذ زمن طويل وهو لايتضمن ماكس . مهما كان الشعور الذى اثاره فيها الان ، فهى ترجو ان تتخلص منه سريعا
-ساساعدك قدر امكانى حتى تجد مربية ، هذا هو المهم حاليا
وعندما التفت ليواجهها ، اضافت بابتسامة صغيرة : فهذا ما جئت من اجله الى بيتك
وضحكت قليلا فقط لتريه انها غير مهتمة
-شكرا يا فوبى ! اقدر لك رغبتك فى المحاولة
لم تعرف ان كانت كلماتها قد صدمته ، لكنه على الاقل لم يعقب عليها بل قال : سيكون من المؤسف ان ندع الموز يفسد
اذا كان ماكس يحاول ان يمزح ، فاقل ما يمكنها ان تفعله هو ان تمزح بدورها ، فمدت يدها بيده قائلا : الى وظيفتى كمربية مؤقتة اذن
فاخذ يدها بيده قائلا : حتى يستقر الولدان
فكرتهما عن الاستقرار لم تكن متماثلة تماما . لكن فوبى اومات موافقة على كل حال ، ثم سحبت يدها من يده : هل لى ان اطرح عليك سؤالا ؟
قد لا يكون هذا هو الوقت المناسب ، لكن متى سيكون هذا ؟ فماكس فى مزاج جيد الان ، وهما يحاولان الانسجام ، والولدان غير موجودين لكى يسمعا ما يقولانه
-ما الذى تريدين معرفته ؟
-اريدك ان تخبرنى عن امهما
اتراه احبها ؟ وهل كانت تحبه ؟ وهل مازال يحبها ؟ ام انها كانت كالاخريات ؟ هل يتذكر شكلها ؟
حدثت فوبى نفسها بانها تريد ان تعلم ، من اجل مصلحة الولدين ، لكن هذا لم يكن صحيحا تماما . ارادت ان تعرف شعور ماكس نحو ام ولديه . كما ارادت ان تعلم اى نوع من النساء كانت والدة ابنيه وعما اذا كانت ترعاهما اذا مرضا وتداوى ما يتعرضان له من خدوش
بعد ان فكرت مليا ، تملكها الاشمئزاز من نفسها اذ ادركت انها تغار من امرأة ميتة . امرأة كانت قريبة من ماكس ذات يوم ، وبطريقة لن تحلم هى بها قط
هل انا مجنونة ؟
لابد انها كذلك ، لتفكر فى علاقة كهذه . ماكس لا يبقى مع امرأة واحدة ، كما حذرت نفسها . وما كان لها ان تساله عن والدة الطفلين . ما كان لها ان تتدخل فى هذا الموضوع ، لكنها بحاجة لان تفهم مشاعر الطفلين . وهكذا ، قالت تشرح له الامر : اذا كان على ان اساعد جيك وجوش على تقبل التغيير الذى حدث فى حياتهما ، فعلى ان اعرف اولا المزيد عن امهما
-كانت ماريلين تعمل كمحاضرة فى جامعة ، وصادف انها كانت مولعة بالاحجار الكريمة خصوصا تلك التى تبيعها شركة " مشاريع سوندرز "
توترت عضلة فى فك ماكس ... وتملكها شعور بانه لايحب الحديث فى هذا الموضوع ، لكنه تابع قائلا : تعرفت اليها اثناء عرض خاص لمجوهرات صممت بحجر ( الاوبال ) الاسترالى
لم يكشف حديثه شيئا عن شعوره نحو ماريلين . هل يعنى هذا انه لم يكن يهتم بها حقا ؟
-اظنها كانت رائعة الجمال
خرجت هذه الكلمات من فمها قبل ان تستطيع منعها . وهز هو راسه موافقا بعدم مبالاة ليتابع : كانت علاقتنا قصيرة ، كانت امرأة عملية للغاية ، لا تحب الالتزام ابدا . وفى نهاية زيارتها الى سيدنى افترقنا بشكل ودى ثم نسيت كل شئ عنها حتى اتصل بى محاميها ذات يوم ليبلغنى بموتها ، وبابوتى لتوأم وبأن على ان احضر حالا لاخذ الولدين
ماريلين اذن ، لم تكن سوى واحدة من كثيرات عرفهن ماكس . لكن الامر سيختلف لو علم ماكس انه رزق بولدين منها
واطلق ماكس زفرة طويلة : كان الطفلان فى رعاية مربية احضرتها لهما ماريلين ، لكنها كانت فتاة مراهقة تعتمد على امها لتساعدها . لم يكن الوضع مرضيا ابدا
وتملك ماكس التوتر : اكتشافهما اننى والدهما احدث لديهما صدمة ، لكن صدمتى لعدم اتصال ماريلين بى كانت اقوى . كنت اظنها تعرفنى بما يكفى لكى ....
يبدو انه فكر فى امكانية ان يقيما علاقة من نوعا ما . وسالته : هل هذا يعنى انك الوصى الوحيد عليهما ؟
-نعم ، ليس لماريلين اى اقارب وانا الراعى الوحيد ، كما ورد فى هويتيهما اننى والدهما . ما من شك فى اننى المسؤول عنهما
يا لها من طريقة محزنة لعرض الوضع ! والامر المحزن اكثر هو ان ماريلين اخفت امر الولدين . ولو لم تمت ، لامضى ماكس حياته كلها من دون ان يعلم انه أب لولدين . قالت : انا اسفة يا ماكس
-هذا غير مهم
وبدا العنف على ملامحه لحظة لتعود فتلين ، متحولة الى عدم اهتمام ساخر : كل ما يهمنى الان هو ان ابذل جهدى من اجلهما
كيف يمكنه ان يوفق بين ذلك وبين رغبته فى ان يتركهما لمربية ترعاهما ؟ وسالته : انا اسفةلسؤالى هذا ، ولكن كيف ماتت ماريلين ؟
-فى حادث اصطدام ، لم يكن الطفلان معها حينذاك
لم تشأ فوبى ان تعود الى التفكير فى هذا الامر . يكفى ما عانته مشاعرها اليوم ، وقالت : اتمنى لك ليلة سعيدة يا ماكس ، لقد تاخر الوقت وانا واثقة من ان الولدين سيستيقظان مع الطيور فى الصباح
وعندما ارادت ان تخرج امسك بذراعها : شكرا يا فوبى لانك وافقت على البقاء هنا حاليا
بقى الكثير خلف هذه الكلمات : عداؤهما وانجذابهما الى بعضهما البعض ، حقيقة ان الوضع لن يكون سهلا وانهما يسيران نحو المجهول
رفعت عينيها اليه ظنا منها انها النهاية ، لكن شيئا ما فى نظراته تغير واحنى راسه ، لاباس ستجرى الامور كما تقرأ فى القصص . انه يلاطفها ، لكنها ستحاول جاهدة الا تحول وجهها عنه مصدومة . وراحت تشجع نفسها ، ثم سمعت انفاسه عندما عانقها بقوة . واذهلتها المشاعر التى تملكتها وسمرتها مكانها كما شلت تفكيرها
كانت يدا ماكس تمسكان بكتفيها تثبتانها فى مكانها . لاعجب فى تعلق النساء بع رغم انه من النوع الذى يتنقل من امرأة الى اخرى . اذابها عناقه كما تذوب قطعة الزبدة فى المقلاة . لما ؟ اوه ، لماذا فعل هذا ؟ ولم استمر فى ذلك ، حتى بعد ان ذابت عظامها ؟
آه ، ماكس هو من جعلها تشعر وكأنها عادت الى الوطن وليس كاترين او البلدة . لم تعلم من اين جاءتها هذه الفكرة ، لكنها انكرتها على الفور . لا يمكن ذلك . وفقدت تركيزها ، وغمرتها الاحاسيس واغرقتها
ارتفعت اصابعه الى ذقنها ليرفع وجهها نحوه وتملكها الجنون لحظة فاخذت تبادله العناق بكل مشاعرها ، سرت السخونة فى جسمها واوشكت ان تحرقها لكن عقلها استفاق اخيرا ومعه كل الاسئلة الهامة . كانا سؤالين فى الواقع وهما : ما الذى تفعله ؟ ومع ماكس من بين كل الناس ؟ وسلخت نفسها عنه وهى تشهق : كلا ....
تملكها الفزع لاشتراكهما فى هذا التصرف والضيق من سلوك ماكس . هل التفكير فى ماريلين هو السبب ؟ وهل جعله التفكير فيها يعانق فوبى ؟ هل هو شعور بالذنب فى غير موضعه او ما شابه ؟
كل ما تعرفه هو انها جنت للحظة عليها ان تتخلص من تاثير ماكس فيها ، انه جنون وغباء خالصان ، وقد عادت الى وعيها لحسن الحظ قبل ان تسوء الامور اكثر . بدا ماكس ذاهلا مثلها وتوترت ملامحه وهو ينظر اليها واخذ يتنفس بصعوبة : كان ذلك ....
وسكت وهو يتخلل شعره باصابعه وكأن كل شياطين جهنم كلها اجتمعت فى راسه
وعاد فانتصب فى وقفته ثم تنفس بعمق قبل ان يقول : اذن ستساعديننا كمربية حتىاتمكن من الحصول على بديلة . وسادفع لك الراتب نفسه الذى ادفعه للاخريات
ذكر لها المبلغ واومات من دون ان تستوعب ما قاله ، عودتها الى العمل جيدة لكن ليتها تتقبل التغيير والعودة الى الطريق القويم بدلا من التفكير فى ... عناق واحد !
امال ماكس راسه جانبا وتراجع خطوة ثم اخرى : هذا حسن . عظيم ، لقد حسم الامر اذن . هذا كل شئ ... حسم
فرددت فوبى : حسم
ثم اومات كما فعل هو تماما . كانت لا تزال تحت تاثير الصدمة ... لكنها قالت : ستعود الى العمل الان اليس كذلك ؟
وضع يديه فى جيبيه ثم اخذ يتامل لوحة على الجدار : نعم ، الى العمل
هذا حسن ، بامكانهما ان ينسيا كل ما حدث ، وهذا افضل لانها لا تستطيع ان تترك نفسها تنجذب الى ماكس ، خصوصا عندما يترك هذا الامر مثل هذا التاثير فيها . ستتجنبه فى المستقبل قدر امكانها ، وستبقى نفسها مشغولة كما ستتجنب التفكير فيه ورفع الكلفة بينهما ، تتجنب مقارنة ماكس وولديه ومربيتهما بأسرة سعيدة
يريد ماكس مربية تتقاضى راتبا ، وهو موجودة يمكنها ان تقبل هذه الوظيفة مؤقتة ، مجرد ترتيب عملى من دون مشاعر ، يمكنها ان تقوم بذلك . وقالت : حسم الامر الان
حاولت ان تجعل نبرة صوتها من دون حماسة لكنها فشلت تماما ، فقررت ان تهرب : اراك لاحقا
قالت هذا وهربت
*
انتهى الفصل الثالث


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 07:48 AM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4 - مشروع أب .
*
عند الصباح ، كان ماكس عند وعده ، فاعد مكان اللعب اثناء انشغال فوبى مع الصبيين وتقديم الفطور لهما . وعندما وقفت عند النافذة لترى ما يفعل ، كان قد انهى عمله ووقف يتفحص ما فعله وعلى ملامحه امارات التفكير
على الاقل لم تكن عيناه مركزتين عليها . لم تستطع فوبى ان تمنع فسها من التفكير فى ما حصل بالامس ، وصممت على الا تستسلم مرة اخرى . فكرت كثيرا فى الامر وتمنت الا يتكرر هذا . ولكن اذا ما استحالت عاطفية ، فمن الافضل ان تسعى لان تتمالك نفسها قبل ان يتنبه ماكس لمازقها
صممت ان تبعد نفسها عاطفيا عنه وعن الولدين ايضا . انهت الطعام الذى كانت تتناوله ، ثم تساءلت كم من الوقت سيمر قبل ان يلحظ الولدان ما فعله ابوهما فى الحديقة هنا ، وما هى الا ثوان حتى اندفعا الى الخارج هاتفين فرحا . هزت فوبى كتفيها با ستسلام وهى تتبعهما اذ لم يكن امامها اى خيار اخر . فؤجى الولدان بابيهما فوقفا خلف ساقى فوبى
نظرت فوبى الى ماكس فلمحت الما واضحا فى عينيه لدى تراجع ولديه المفاجئ . ثم تكلم فتساءلت ان كانت قد تصورت ذلك ، قال وهو يرفع العدة عن الارض ويضعها فى الصندوق من دون ان ينظر مباشرة الى اى من الولدين : مرحبا لقد احضرت لكما هذه اللعبة لانكما اثنان . فارجو ان تستمتعا بها
لم ينظر ماكس الى فوبى على الاطلاق ، وهذا افضل فى رايها . لماذ تشعر اذن بخيبة امل ؟ لاننى امرأتة مجنونة وحمقاء . نعم هذا هو السبب ، انا مجنونة تماما لانجذابى الى رجل غير مناسب لى ... اتراها منجذبة اليه ؟ حتى بعد تصميمها على ان تستاصل مشاعرها نحوه من كيانها ؟ على اى حال ، هل من تفسير اخر لاهتمامها المستمر وغير العادى به على الرغم من عدم التناسب بينهما ؟
حدثت نفسها بان عليها ان تركز على سبب وجودها هنا ، والا تنسى انها جاءت لتعمل
بقى الطفلان خلف ساقى فوبى . ماذا على المربية ان تفعل الان ؟ واوشكت ان تقترح عليهما ان يشكرا اباهما على هديته هذه ، فهذا على الاقل افضل من عدم التحدث اليه . لكن الولدين فاجاها حين خرجا من حيث كانا متواريين ليتشبثا بساقى ابيهما
احتضن جوش ساق ابيه بعنف قائلا : شكرا يا بابا
ثم اسرع نحو هيكل التسلق ليتفحصه واضاف : هذا اعجبنى
هتف قلب فوبى لما فعله جوش ، بينما بقى جيك مدة اطول محتضنا ركبتى ماكس ، ليرفع بعدئذ نظره الى وجه ابيه وقد بدا على ملامحه الرجاء والجد فى آن : هل يمكننا ان نحتفظ به ؟ هل سنقيم هنا ؟
رباه ... هذا لا يحتمل . تلهفت لان يستجيب ماكس بالشكل الصحيح ، وهفا قلبها الى الصبى الصغير وتمنت فى داخلها ان يحمله ماكس بين ذراعيه ويخبره كم يحبه ويريده وانه لن يدعه يذهب ابدا . فيجعله يشعر بالاستقرار حين يعلم ان ثمة من يحبه ويريد ان يعتنى به
قال ماكس بصوت اجش : يمكنكما الاحتفاظ بها لن ياخذها احد منكما ،
[ربت على راس الصبى ثم تراجع ببطء فتملك فوبى خيبة امل وادركت كم ترغب فى ان يمنح ماكس ولديه اكثر من هذا ، ان يقدم لهما مزيدا من الرعاية ، فيكون افضل مما كان والداها معها
لحسن الحظ ان جيك لم يلحظ اى خطا : انا ساصعد عليه
ولحق باخيه ثم وقف ينظر الى فوبى : وانت ايضا
فقالت فوبى بابتسامة مرغمة : لاباس ساصعد
وصعدت خلفه : هذا حسن . ماذا سافعل بعد ذلك ؟
اخذ الالم الحارق فى داخلها يهدأ تدريجيا : هممم ... هل على ان اتسلق هذا ؟ اصعد الى الداخل ؟ احبو داخل النفق ؟
وتظاهرت بانها تدخل الى النفق : آه رباه ... لا اظن ان حجمى مناسب للدخول
واخذت تلوى مؤخرتها لتؤكد قولها هذا
واخذ الصبيان يضحكان : انت كبيرة جدا
وقال الثانى : نعم ، انه يناسبنا نحن
-اذن ، عليكما ان تريانى ما بامكانكما ان تفعلاه
وحاولت ان تلوى جسدها لآخرمرة لكى تتمكن من الدخول لكنها رفعت راسها بعنف ليصطدم بالسقف . كان وجهها ملتهبا وجسمها كله ايضا وما ان انتصبت واقفة حتى سمرها ماكس فى مكانها بنظراته : بالنسبة الى الليلة الماضية ...
ماذا ؟ اهذا هو الموضوع الذى تريد ان تتحدث عنه قبل اى موضوع اخر ؟ وهزت كتفيها لاتريد ان تسمع : انسى ذلك . وعدتك بان انسى كل شئ وقد نسيت
نطقت بهذا التحدى بهدوء كيلا يسمعها الولدان : كان عليك ان توضح لهما بان عليهما الا يقلقا على مستقبلهما ، وانك تحبهما وسترعاهما بشكل جيد
-سيتلقيان الرعاية . هذا هو الغرض من رغبتى فى الحصول على مربية جيدة
-المربية هى مجرد موظفة
الحقيقة تجرح احيانا لكنها تابعت تقول : ولداك يحتاجان الى حب غير مشروط من الرجل الذى كان علة وجودهما ، وهو انت يا ماكس . ان رفضك ان تكرس مشاعرك لهما هو هجر لهما
-لا تتحدثى عما لا تفهمينه يا فوبى
واشار اليها بان تتبعه ليبتعدا عن مكان اللعب ثم اردف : اظننى اوضحت لك بان عليك ان تحتفظى بآرائك لنفسك فى هذا الموضوع
تبعته وافكارها عالقة فى ما تريد للولدين . يمكنها ان تفكر لاحقا فى ما تريده لنفسها ، ثم ما لبثت ان انتهبت لماكس فقالت له : لا اظن ان بامكانى ان ادع الموضوع جانبا
فقال بفروغ صبر : حاولى ان كان بامكانك ان تركزى ذهنك على هذا . طلبت من برينت ان ينقل كمية من الرمال ليلعب الولدين ، كنت ارجو ان تقترحى علينا افضل موضع لكومة الرمال
فكرت فوبى فى ان تعود الى موضوع الطفلين ، ثم قررت ان تدع الامر عند هذا الحد الان ، فعليها ان تكافح يوما اخر
واجابت : من الافضل ان تكون الرمال قريبة من وسائل اللعب الاخرى ، فيصبح بالامكان مراقبة المكانين فى الوقت نفسه
وما ان قالت هذا حتى سمعت صوت شاحنة تقترب ، وسمعها ماكس ايضا فاوما : يمكنك ان تخبرى برينت اين ينزل الرمل ، ساغتنم انا الفرصة واذهب الى مكتبى . لا اريد ان يزعجنى احد
فوجئت فوبى : ماذا لو امضيت بعض الوقت مع ولديك ؟
لكن ماكس لم يسمعها وهو يبتعد او تظاهر بانه لم يسمع ، وبقيت واقفة تشتعل غضبا فى داخلها ، متمنية لو تختلف الامور . شاعرة بالاحباط وهى تتمنى لو تغير عقل ماكس العنيد
سالها جوش : اين الرمال ؟
وهتف به جيك : انظر ما اكبر هذه الشاحنة
لاباس ، لا اريد ان افسد هذه اللحظة بالنسبة اليهما فقط لاننى مجنونة بابيهما . على ان اتذكر اننى هنا من اجل الطفلين وعلى ان ابذل جهدى لاجلهما فاكون بهذا قد قمت بواجبى . صحيح انا هنا بشكل مؤقت ، لكنها جاءت من اجل الطفلين . هذا لم يتغير ... لكنها تريد ان تهزمه برايها فى تربيتهما
-حسنا يا شباب هل بامكان اى منكما ان يخمن ما احضره برينت البستانى لكما ؟
لم تعبأ فوبى بان تذكر لهما ان الرمال هى هدية والدهما لهما فلتدعه يخبرهما بذلك بنفسه . هذا اذا ازعج نفسه بتخصيص بعض الوقت لهما
عندما ادرك الطفلان الغرض من هذا المشروع اندفعا الى اللعب فاستطاعت فوبى ان تهدأ قليلا . راحت تشرف على نشاطهما وحيويتهما ، وهى تتعرف الى برينت البستانى الذى كان يفرغ الرمال فى المكان الذى حددته له . ورغم مظهره كشاب ناضج ، الا ان الحياء بدا جليا عليه ، وعندما ذكر انه انهى دراسته السنة الماضية ، لاحظت لوحة التسجيل المؤقت على الشاحنة وادركت السبب فهو وعلى الرغم من مظهره الناضج ، لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره . وسالته : الديك اسرة تعيش على مقربة من هنا ، يا برينت ؟ اخوة ، واخوات ، والدان ؟
بدت السعادة على البستانى وهو يتحدث عن اسرته التى يعيش معظم افرادها فى سيدنى او ضواحيها
اخذت فوبى تصغى وتؤمى مستغلة الوقت فى محاولة صرف ذهنها عما تشعر به من غضب وكدر من ماكس
-بامكانهما ان يلعبا بالرمال الان
قاطع صوت برينت افكارها . فالتفتت لترى ان حمل الرمال اصبح على الارض فعلا ، ابتسمت لجيك وجوش اللذين وقفا ينتظران مليئين بالامل وقد بدا عليهما الاستعداد للاندفاع بحيوية غير متوقعة ، ثم سالتهما : هل سمعتما ؟ يمكنكما ان تلعبا الان على الرمال
اندفع الولدان الى الامام هاتفين . يبدو ان المفاجآت هى ميزة هذا النهار وضحكت فوبى . لم تستطع منع ضحكها هذا ، بديا فى الواقع مستمتعين للغاية ما جعلها تقرر ان تلتحق بهما فخلعت نعلها وسرعان ما غاصت قدماها فى الرمل ، عاد برينت الى شاحنته ذاهبا الى شأنه ، وما ان غاب عن النظر حتى برزت سيارتان من الشارع الجانبى وانتقلت فوبى الى حافة كومة الرمال مقطبة الجبين . من هم القادمون وماذا يريدون ؟
خرج ماكس من البيت واتجه نحوها فافترضت ان الزيارة مرتبة معه
-هذا حسن ، لقد وصلا
وجاء ليقف بجانبها منتظرا توقف السيارتين . هل فى نيته ان يجتمعوا حيث هى ؟ لكن قربه منها جعلها تشعر بالشوق وبذلت جهدها كيلا تبتعد عنه . وعندما رفعت بصرها اليه لاحظت خطوطا من التوتر حول فمه . هل سيبقيان متوترين بهذا الشكل بعد ان تجرأت على ان تقترح عليه ان يقوم بالعمل الصواب ويلعب دور الاب ؟ كان لتوترها هذا جانبه العاطفى ايضا ، فقد شعرت بلهفة لان ترتمى فى احضانه لكن هذا ليس شعورا حكيما فى ظرف كهذا ، وصدر عنها صوت هو ما بين الآهة والشهقة فنظرت بسرعة الى ماكس لترى ان كان قد لاحظ هذا . استقر نظره عليها بتصميم غامض ثم ادهشها بان مد يده : هيا بنا يا فوبى
كانت نبرات صوته حذره ومتماسكة وهو يتابع : من الافضل ان تنفضى عنك الرمال لتتمكنى من تفحص البضاعة
-ما ... ماذا ؟
ظنت للحظة انه يدعوها لتفحصه هو ثم ادركت انه يشير الى السيارة الصغيرة التى تتبع السيارة الاولى فى الدخول
تملكها الاضطراب والارتباك لكنها تشبثت بيده لتحافظ على توالزنها وهى تنفض قدميها من الرمال ، شاعرة بالزهو لامساكها بيده ، لا تستطيع ان تجعله يشعر بمبلغ تاثير هذا فيها
لكن هذا لم يمنع تاثير هذه الملامسة البسيطة ليده
اخذت توبخ نفسها ، تقنعها بانها مجرد انثى اخرى بالنسبة اليه ، وكان عليها ان تدرك ذلك منذ زمن طويل ، سالته : ماذا عن الطفلين هل احضرهما معنا ؟
-لا سنكون على مقربة منهما ، دعيهما حيث هما
تركت يد ماكس وابتعدت عنه قليلا لكن هذا لم يدم ، لان ماكس عاد فوضع يده على اسفل ظهرها ليقودها نحو السيارتين ... والى الرجلين الواقفين بجانب السيارتين بابتسامتين عريضتين
-لماذا كل هذا ؟
واشارت الى السيارة الصغيرة التى كانت محط اهتمام ماكس ، كانت سيارة صغيرة ، حائلة اللون ، ولعلها كانت يوما ما حمراء ، وقد وجدتها فوبى غاية فى الظرف . واجابها ماكس : امنحينى دقيقة ثم اشرح لك كل شئ
فقالت : لابأس
هل كان ماكس محمرا قليلا عند عنقه واذنيه ؟ هل هذا توهج فى وجنتيه ؟ وقبل ان تجد الجواب ، ابتعد عنها . وبعد تبادل كلمات قليلة مع الرجلين صافحهما ثم ابتعد عنهما ليتمكنا من الابتعاد بالسيارة الاكبر حجما ، اثناء الصمت الذى تلا ، كان صوتا الولدين المبتهجين اثناء لعبهما على الرمال يداعبان سمعها : لِم هذا كله ؟
-تعالى الى هنا يا فوبى
فتح ماكس باب السيارة واشار اليها لتصعد : اصعدى وقولى لى ما هو شعورك
دخلت فوبى فشعرت بالجو العائلى للسيارة يلفها ، ورغم تصميمها على الا تدع الذهول يتملكها ادارت عجلة القيادة برفق ، ما اجمل قيادة هذه السيارة ! كانت من الصغر بحيث يمكنها ركنها على طابع بريد كما ان الاستدارة بها سهلة
يمكنها ان تقود السيارات الصغيرة بشكل جيد جدا فى الواقع وقد اثبتت ذلك حين استاجرت واحدة فى فترة نادرة من رخائها المادى وخرجت بها الى الطريق
عندما جلس ماكس فى المقعد المجاور التفتت تواجهه متسائلة وقد تملكها توتر بالغ . لكن منظره وركبتاه تصلان الى ما دون ابطيه اضحكها
-اوه ، يا ماكس . مظهرك يدعو للسخرية
فقال ساخرا لكن من دون غضب : شكرا
ثم اغلق الباب خلفه وساد الصمت من حولهما
كانت لاتزال ترى الولدين من خلال الزجاج الامامى ، لكن بدا عليهما انهما فى عالم اخر ، بينما بقيا هما فى هذا العالم المشبع برائحة السيارة القديمة وجسد ماكس الذى ادفأته الشمس
ان مالت الى اليسار قليلا لاحتك كتفاهما وهى ترغب فى ذلك الاحتكاك اكثر مما ينبغى ، وحدثت نفسها بأن هذا نتيجة الخطأ الذى ارتكبه ماكس معها حين عانقها الليلة الماضية
-جربى اجهزة التحكم
خشونة كلماته طردت احلام اليقظة هذه فاطاعته من دون تفكير . ماذا حدث لها على اى حال ؟ ماكس لا يجلس هنا متلهفا للمسة منها
-هذا سهل اليس كذلك ؟
ومال ماكس الى الامام ربما ليقول شيئا اخر
لن تعرف فوبى قط كيف حدث هذا ، فقد حركت جهاز السسرعة مرة اخرى ثم شهقت حين احتكت يدها بفخده الصلب ، فسحبتها وكأنه افعى لسعتها ، ورفعت نظراتها الى وجهه . بدا فكه متصلبا فى خط واحد ، وقالت متلعثمة : ان ... انها سيارة جيدة ... ! انا واثقة من ذلك .لكننى لم افهم ماذا ستفعل بها ، ولم تريدنى ان اراها
نظر الى وجهها لحظة متفحصا ثم هز راسه : الامر بسيط ، ستحتاجين للتحرك اثناء رعايتك الولدين وهذه ستسهل الامر عليك
لكن لماذا ؟ انه مجرد اسبوع ! لكن اى مربية اخرى ستحل مكانها ستحتاج الى التنقل هى ايضا
-انا واثقة من ان هذه السيارة ستكون مفيدة . اين وجدتها ؟
-آل ماتيوس هم جيرانى الجدد بعد ان اشتروا مزرعة " كونيللى " لاحظت هذه السيارة ففكرت فى ... فيها اليوم ووجدت انها ستفيدنا ... انها سيارة رخيصة للغاية
اتسعت ابتسامة فوبى رغما عنها : كيف رتبت امورها بهذه السرعة ؟
زم شفتيه واجاب : كل ما احتاجه الامر هو اتصال هاتفى ، انهم اناس طيبون ، ونحن نساعد بعضنا بعضا قدر الامكان
-سالته : الا تظن ان هذا مضحك نوعا ما ؟
وعندما رفع حاجبيه متسائلا اشارت بيدها الى مبلغ ما تبدو عليه هذه السيارة الصغيرة من الانهاك ، متابعة : حتى لو اخذنا المربية بعين الاعتبار ، لا يمكنك ابدا ان تعتبر هذه كسيارة ثانية . عاجلا ام اجلا ستضطر لان تقودها او تركب فيها وانت بالكاد يمكنك ان تجلس فى داخلها ، عليك ان تحضر سيارة اكبر حجما تناسبك اكثر
قال بمرح وعدم اهتمام : يمكن لكاترين ان تقودها هى ايضا عندما تتواجد هنا
قالت ببساطة : لكن كاترين تفضل السيارات الفسيحة ايضا . هل نسيت ؟
وابعدت ساقيها عن ساقه لكن لتزداد احساسا بقربه عندما مد يده واخذ يعبث بلوحة ازرار القيادة ، وتابعت تقول : ما كانت كاترين لتقود سيارة كهذه على الاطلاق
عدل ماكس عداد الزيت ، ثم عاد ليجلس فى مكانه قائلا : اظن اذن ان عليك ان تتقبلى ما قلته منذ البداية وهو ان السيارة ستنفعك فى رعاية ولدىّ . وعندما تذهبين ستنفع المربية التالية . ولهذا اشتريتها
-لاباس ، سابذل جهدى كيلا احطمها قبل ان يحين وقت تسليمها الى شخص اخر
-هذا حسن
ونزل من السيارة بينما بقيت هى تعالج قبضة الباب
-سالتحق بك وبالولدين لتناول الغداء معا ، اما الان فلدى عمل
وتمتمت متذمرة : وسأبقى انا هنا العب
مرت الايام واشتاق ماكس الى مكتبه ، اراد ان يكون فى سيدنى حيث يدير اعماله وينجح فى اكتساب زبائن جدد ، اراد ان يشعر ببعض السيطرة على بعض جوانب حياته
لكن حتى موظفى مكتبه يبدوا وكانهم متحدون ضده
المشكلة هى انهم مدربون احسن تدريب بحيث اكتشفوا ان بامكانهم القيام بالعمل من دونه ، يمكنه اذا شاء ان يكتفى بحضور اجتماع مجلس الادارة مرة كل اسبوعين ، فيما يستمر العمل فى الازدهار من دونه
ادراكه هذا ضايقه الى اقصى حد ، انما مازال لديه مشروع " دانفرز " بين يديه ، يفترض انه امر مهم رغم تعقب " فليسيتى دانفرز " له ككلب بوليسى ... هذا الوضع لم يكن ممتعا ابدا ، كل ما اراده ماكس هو مدخل الى مخازن دانفرز العالمية ، ما يشكل اضافة حسنة الى الاتفاق الذى وقعوه على المستوى المحلى ، لسوء الحظ يبدو ان لفيليستى رأى اخر . قد رأى ماكس برنامجها من قبل فهى تريد رصيده فى المصرف ونفوذه المرتبط بعمله واسمه ، لكنها لن تحصل على اى من هذا ، وهذه حقيقة سوف ترغم على تقبلها فى النهاية . ادرك ان خروجه معها خطأ ما جعله يمتنع عن ذلك بعد عشائين معا ، حسنا ستفهم ذلك فى النهاية ، ونبذهل من ذهنه وقرر ان يخرج ليرى ولديه والمربية . كان يحاول البقاء بعيدا عنهما غالبا وهذا حسن من كافة النواحى فما من فائدة من اقامة علاقة مع ولديه فيما هو سوف يتخلى عنهما عاجلا ام اجلا ، من الافضل الا يمنحهما الامل منذ البداية مع هذا عليه ان يوليهما شيئا من العناية
اما فوبى فكان عليه ان يستبدلها بأخرى من قبل ، وهو لم يستطع ان يفهم لما لم يبذل جهدا اكبر ليفعل هذا . لعله لم يشا ان يريد من معاناتهما ، لكن حياتهما ستضطرب عندما يحدث التغيير ، مهما حاول ان يؤجل ذلك
من المؤكد انه لا يريد لفوبى ان تبقى هنا خصوصا وان وجودها لا يفيد سوى فى اثارته بكافة النواحى ، انه يرغب فيها وهذا الشعور لم يهجره رغم محاولته تجاهل ذلك ، كما انها مازالت تزعجه
تأوه ماكس ثم استدار حول زاوية البيت ، المنظر الذى طالعه صدمه ، مرشة للماء وسط المرجة الخضراء ، وشمس العصر تعكس اشعتها على المياه فتصبغها الوان قوس قزح بينما ولداه يقهقهان ويركضان فى الانحاء ، وفى يديهما مسدسات ماء صغيرة . كانت فوبى ترتدى ثوب سباحة هو اكثر ما رأه ماكس فى حياته رمزا للذوق السئ ، وهى تقفز على المرجة بينما البستانى ينظر باسما بجرأة وهو يتشاغل بتسوية تعريشة من النبات المتشابك ، بدا واضحا ان البستانى يغازل المربية ، والا لِم هذه الابتسامة العريضة المعجبة تلك ؟ لا عجب فى انها ... وعجز ماكس عن العثور على الكلمات التى يمكن ان تصف تأثير تينك الساقين الطويلتين اللتين صبغتهما اشعة الشمس بالسمرة ، بدت وكأنها فى بيتها هنا فى حديقته ، وكأنها من سكان المنزل وقد نشأت هنا لتبقى على الدوام . يا لها من فكرة غريبة وسخيفة ! لم يكن لديه فكرة عما اثارها لكنه يعلم ما الذى أثاره هو
قال صارخا بلهجة اتهام ، ما جعل الصمت يسود المكان : ماذا تفعلين ؟ اليس لديك اى انضباط ؟
رفع برينت حاجبيه ثم حمل ادوات عمله واسرع مبتعدا ، وهو يتمتم ببعض الاعتذارات
اخذ الولدان يحدقان فى والدهما برزانة ، وقد اسدلا يديهما بمسدسات الماء الى جانبيهما ، بدا انهما يريدان ان يهربا هما ايضا ، لكنهما لم يجرؤا على ذلك فيما قالت لهما بصوت بالغ الرقة : لم يكن يعنيكما يا عزيزى ، اذا شئتما يمكنكما ان ترشا الماء من مسدساتكما على كل النبات . فالنبات بحاجة الى المساعدة ليبقى حيا ونضرا فى هذا الجو الحار
اوما الولدان ثم ذهبا بعيدا لكى يرشا الماء على الورود بجانب الشرفة
عندما ابتعد الطفلان عن مرمى السمع ، استدارت فوبى الى ماكس ويداها على وركيها متحدية وهى تقول بصوت خافت : لِم هذا كله ؟ افزعت الولدين بصراخك هذا
شعر ماكس بشئ من الندم ، لكن من المذنب هنا الذى اضطره للصراخ ؟ وقال : لم اكن اوجه سؤالى الى الولدين كما تعلمين جيدا ، بل اليك انت . لم ار فى حياتى مثل هذا العرض المفزع ، وارجو الا ارى شيئا كهذا مرة اخرى
-اتهمتنى بأننى عديمة الانضباط ، ارى ان عليك ان تفسر كلامك هذا
وحملت المرشة الى بقعة من الارض بقربه حيث اخذت ترشها بالماء وترشه هو معها
-كنت اساعد ولديك على ان يستمتعا باللعب فى يوم حار وغير مريح
امسك ماكس بذراعها يبعدها عن الرشاش ، فكلامها جعل مزاجه يغلى ، وبذل جهده ليبقى صوته منخفضا : بدوت حمقاء فى الساحة ، شبة عارية امام البستانى او امام الولدين . انا لا اعتبر هذا عملا لائقا
حملقت فيه قائلة : حمقاء ؟ ومع برينت ؟ وكأننى استعرض نفسى بابتذال ؟ هل هذا ما عنيته بكلامك ؟
لم تنتظر منه اى رد بل اندفعت متابعة : هل انت اعمى ، يا ماكس ؟ ام انك مريض عقليا ؟ هل انت بحاجة الى علاج ؟ لان هذا هو التفسير الوحيد المعقول الذى يمكننى ان افكر فيه وانا اراك تتهمنى بكل هذا الهراء
-انت تعرضين قدرة سيئة للولدين
وعاد اهتمام ماكس الى جسدها شبه العارى انما من دون عجلة هذه المرة
-هذا اللباس غير محتشم ، كما ان تصرفك غير محتشم ايضا
وارغم اهتمامه على التحول الى اعلى ، الى الشفتين فى الوجه الغاضب ، وانحبست انفاسه ثم ادرك انه مازال قابضا على ذراعها : كنت تتباهين بعرض نفسك امام البستانى ، بينما ولداى البريئان ينظران
ضحكت فوبى ، انما من دون بهجة ، وسحبت ذراعها من قبضته
-اولا يا ماكس ، ما من خطأ فى ما البسه فقد رايت فتيات ترتدى اقل من هذا بكثير
وعندما هم بالجواب ، رفعت يدها : كلا . دعنى انهى كلامى اولا
وهزت يدها امام لباسها تدعوه لكى ينظر اليه ، قائلة : انظر . هل ترى هذا القماش ؟ انه بسماكة بطانية من الصوف ، انظر يا ماكس هذا اللباس مصنوع من قماش يعود الى اكثر من ثلاثين عاما وهو اكثر حشمة من الفساتين القصيرة التى تلبسها النساء فى المجتمعات متى واينما شئن ومن دون ان يهتم بذلك احد
وعندما نظر رأى ان كلامها صحيح ...
ولكن كيف تمكنت من ان تبدو مهلكة ومثيرة وشهوانية ؟
-انا اعتذر
لم تخرج هاتان الكلمتان بسهوله من فمه ، وكان من الحماقة او عدم التعقل بحيث اندفع الى الامام حتى اصبح بأمكانه ان يرى القطرات تنحدر ببطء نحو نهديها ، واذا به يمد اصبعه يوقف هذا الانحدار قبل ان يدرك ذهنه تماما ما يفعل
تراجع على الفور وقد تملكه الذهول لفعلته هذه ، ولشهقتها المجفلة ، وللطريقة التى استجاب فيها جسده بهذه السرعة لملامسته لها
-بغض النظر عن الدافع الحقيقى الذى جعلك ترتدين هذا اللباس ، مازلت تتباهى به ، ارجو ان تتوقفى عن اغراء برينت بهذا الشكل ، واظن انه من الافضل فى المستقبل ان ترتدى ثيابا اكثر حشمة عندما تلعبين بالماء مع الولدين
اومات وقد احمرت وجنتاها غضبا : بكل تاكيد . فى اول فرصة سانحة سأركض الى المدينة واشترى ثوما يمتد من عنقى حتى اخمص قدمى . هل سيعجبك هذا وهل اشترى قبعة سباحة ؟ ام ان شعرى من عدم الجاذبية بحيث لا يمكن ان يثير شهوة اى رجل ؟
-ها انت تصرخين بسخافة
لقد شعر بانه سخيف هو ايضا ، جعلته يشعر بأنه سئ بينما لديه كل الحق فى ان يغضب منها ، كانت تلعب فى ساحة الدار من دون ملابس كافية ، فاذا ما اثرت فيه بهذا الشكل ، فسيشعر كل رجل على وجه الارض بالشئ نفسه لو رآها
-انا سخيفة يا ماكس ؟
ورفعت انفها فى الهواء واستدارت : ربما عليك ان تفكر فى معنى كلمة مثيرة فى وقت ما
واجتازت ساحة الدار ببطء وتشامخ لا يحسنهما سواها بقدميها الحافيتين ولباس السباحة القبيح المزين بالازهار الذى تلبسه
تأوه ماكس لكنه لم يستطع ان يحول نظره عن قامتها المتمايلة بشكل ممتع
انها تتباهى بنفسها ، لقد ادرك ماكس معنى ما رآه
*
انتهى الفصل الرابع


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 07:49 AM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5- المربية الاعجوبة

*

-ماذا تفعلين ؟

قالت فوبى وهى تنظر من فوق كتفيها : اجهز الولدين لمغادرة المنزل ، ماذا ترانى افعل ؟

وعادت باهتمامها الى عقد رباط حذاء جيك ، لو استمرت فى النظر الى ماكس لتملكها الاغراء فى ان تتحداه ، لكن الى اين سينتهى بهما هذا سوى الى مزيد من المتاعب ؟

-انت لم تذكرى انك خارجة ؟

بدا الاستنكار واضحا فى صوت ماكس ، ولم يكن عليها ان تنظر اليه لتسمع ذلك ، او تتصور لؤم التعبير الذى يكسو ملامحه ، وعاودها غضبها منه بسبب حادث لباس البحر ، وهذا لايعنى انها هدأت كثيرا فى الساعات الاربع وعشرين الماضية ، لكنها حاولت ذلك

انهت عقد رباط الحذاء وطلبت من جيك الذهاب الى المرحاض بعد ان كان جوش قد سبقه الى هناك ثم ابتسمت لماكس بشكل يدل على التنازل وكرم الاخلاق

خفقت باهدابها لانها تعلم ان هذا يضايقه : الم اذكر لك اننا سنخرج ؟ عجبا ، كيف نسيت ؟ انا اظن انه من الافضل ان اخبرك الان

ضاقت عينا ماكس وقال وقد تصلب فمه بحقد وعناد : لا داعى للعجلة ، لا اريد ان استعجلك او اتدخل فى جدول اعمالك ، هذا اذا كنت تفهمين معنى شئ كهذا ؟

قالت بحدة : الجداول لها مكانها الخاص

ايظن هذا الرجل انها وجدت من فراغ ؟ اتراه يظن ان العناية بالاولاد ، وتنظيم وجبات الطعام واوقاتها ، واوقات القيلولة لا تعنى القدرة على جدولة الاعمال بشكل جيد ؟

-هل لاننى لا اهرول دوما الى مراجعة جدول مكتوب يعنى ان ليس لدى فكرة عما افعله ؟ يمكن للشخص ان يحتفظ بمثل هذا النوع من الخطط فى ذهنه ، كما تعلم

جالت عيناه على قمة راسها ، ثم شخر ساخرا : اخشى ان القيام بذلك قد يكون خطرا للغاية فى حالتك

-حذار ....

هل عليه ان ينظر اليها بهذا الشكل ؟ ما هى هذه الجاذبية فى سعرها على اى حال ؟ لقد رتبته قدر امكانها ، وقالت مرغمة نفسها على الابتسام : انت تتحامل على

-انا لا اتحامل عليك

لا يتحامل ؟ لكن الاستخفاف فى التواء شفتيه يقول شيئا اخر ، وقالت : عندما كان ولداك يعيشان مع امهما اعتادا الذهاب الى مركز رعاية يومية ، انت تعلم هذا . اليس كذلك ؟

-لا

حتى انه لم يعتذر لعدم معرفته بذلك ، وشعرت بسخط من اجل الولدين ... لكن عليها ان تكون حذرة ... وان تلتزم بالموضوع الذى يتحدثان عنه

-حسنا ، لقد اخبرانى بذلك . ساخذهما لزيارة مركز رعاية فى وينتويرت فولس يبدو انه جيد ، انت اشتريت السيارة لكى اجول فيها معهما

ونظرت اليه متحدية ، فقال : مركز رعاية ؟ جيد من اى ناحية ؟

وتقدم الى الامام بحركة سريعة جعلتهما يقفان وجها لوجه وعلى مسافة اشعرت فوبى بعدم الارتياح ... آه ، لا باس كان من القرب منها بحيث اصبح بامكانها ان تلمسه و ... وملآها الغيظ حين تملكتها الرغبة فى ان تلمسه ، واجابت : جيد بالنسبة اليهما يعنى ان ثمة مركز رعاية يمكنها الذهاب اليه

تضايقت من ذهولها وحملقت فيه مضيفة : صبيان مثل جيك وجوش بحاجة الى تنشيط الذهن ، وهذه الخطوة مقدمة جيدة ، وانا واثقة من انك فهمت الفكرة

فقال ماكس وهو يبتعد : كلا

سيغادر فى اى لحظة ، ايظن حقا ان كلمة لا كافية لمناقشة الموضوع ؟

-انتظر

كان عليها ان تمنع نفسها من التشبث بذراعه ، وبدلا من ذلك عضت على شفتها السفلى وانتظرت منه ان يلتفت اليها ، وعندما فعل ذلك هبت فى وجهه مرة اخرى : ماذا تعنى بقولك لا ؟

-اعنى لا للخروج عصر هذا النهار ولا لمركز رعاية ، عندما يحين موعد ذهابهما الى المدرسة فسيذهبان ، وهما ليسا بحاجة الى اى شئ اخر قبل ذلك

واخذ نفسا عميقا ثم عاد فزفر ببطء : ثمة الكثير لنقلق بشانه من دون ان ....

-لا يمكنك ان تحرمهما من هذا

ما الذى يجعله يتصرف بهذا الشكل ؟ لم تستطع فوبى ان تصدق انه وبكل بساطة يرفض مثل هذا الامر المفيد لولديه ،

وقالت بسرعة واضطراب : سبق واخبرتهما والاثارة تتملكهما الان . كانا يذهبان الى مركز رعاية فى حياة امهما ما منحهما نوعا من الاستقرار ، وحيث ان بامكانهما ان يفعلا ذلك الان ....

-لا يهمنى ما كان لديهما فى حياة امهما

شهقت ، وزم شفتيه ثم رفع بصره الى السقف وكانه يطلب معونة الهية : ما اعنيه هو اننى المسؤول عنهما الان ، من الطبيعى ان يحتاجا لاطلاق كمية معينة من الطاقة

-بالضبط ، انهما بحاجة الى استخدام طاقتهما ، ومركز الرعاية جيد اذ يسمح لهما بان يتعرفا الى اولاد اخرين من سنهما ، ظننتك ستقفز فرحا لهذه الفكرة التى ستشغلهما يومين فى الاسبوع

لعل ماكس يحاول ان يضيق الخناق عليها ليجعلها تتوسل اليه كى يقبل فالمسألة خاضعة لمشيئته

-لعلهما بحاجة لصرف الطاقة ، لكن هذاعمل المربية . يفترض ان تحرص المربية على ان تتاكد من ان ذهنيهما يتطوران ، وانهما يمارسان ما يكفى من اللعب الصحى وما شابه من الامور

لعله يفسر ناحية من الامر ، وسواء ذهب الولدان الى مركز الرعاية اليومية ام لا ، فهذا لن يؤثر فى ماكس ، خصوصا وان الولدين مع مربية تهتم بهما اربع وعشرين ساعة يوميا ، وتساءلت اين تراه يتوقع ان يجد هذه المربية المثالية

-لا يمكن ان يفعل هذا سوى المربية

وسمعت صوت اقدام صغيرة فى الممشى فاسرعت تقول ، آملة ان تنهى النقاش مع ماكس قبل ان يدخل جيك وجوش الى الغرفة : ولداك بحاجة لان تلعبا بشكل منظم ولان يثقا باخرين فى العناية بهما من وقت الى اخر ، اسال اى اخصائية فى رعاية الاطفال وستقول لك ان راعية الاطفال الجيدة يمكن ان تقوم بالاعاجيب مع اطفال بهذا العمر ، عليهما ان يعرفا معلميهما ، فيثقان بهم ويشاركانهم اسرارهما واهتماماتهما الصغيرة

-انا اقولها مرة اخرى ، سيكون لديهما مربيتهما التى يثقان بها ، وليسا بحاجة الى اخرين ليرعوهما او يصغوا الى اسرارهما

كان صوته جافا وهو يتابع عابسا : اما بالنسبة الى الامور الاخرى ، فادعى بعض الاولاد ليلعبوا معهما اذا شئت ، لابد من وجود بعض الاولاد فى المنطقة وستكون النتيجة هى نفسها

-لا ، لن تكون . ان ذكريات جيك وجوش عن دار الرعاية خاصة بهما

كان الطفلان قد اتجها الى غرفة نومهما لسبب ما ، لكنها ابقت صوتها منخفضا من باب الاحتياط ولم تجد ذلك سهلا نظرا لمدى غضبها ، وهى تتابع : يبدو انك لا تهتم . انت ملئ بالمفاجأت ، يا ماكس اولا انت لا تريدهما بقربك كما لا تريدهما ان يمرحا ....

لم تستطع ان تتوقف عن الكلام ما جعلها تتوتر وهى تتابع : انهما ولداك ويفترض ان تحبهما ، وعندما تحب الناس يا ماكس عليك ان تدعهم يعثرون على انفسهم حتى لو كان ذلك يعنى ان تدعهم يخرجون ويختبرون الامور بانفسهم

هذا التصريح الانفعالى خرج من قلبها ، وكانت تعنى به نفسها كما تعنى ولديه ، فاجابها بنزق : اعرف هذا

وساد الصمت ، واثناء صمته هذا اندفع الصبيان الى الغرفة وعيناهما تتالقان وهما يقفزان ويصيحان بابتهاج

نظر ماكس الى ولديه ثم حملق فى فوبى وقد توتر فكه واحمرت عيناه غضبا : انها زيارة ، سأوافق على هذا فقط

تملكها الارتياح ، وقالت : استرح ، سأرى الوضع واقيمه

امسكت بكل صبى بيد وسارت نحو الباب غير راغبة فى الابطاء واعطاء ماكس فرصة للاحتجاج ، وهى تقول : ساعطيك تقريرا كاملا ، اذا لم يكن المكان على قدر المستوى المطلوب ، فساعترف بذلك على الفور ومن ثم يمكننا ....

-لا ، انا ساتفحص الامر

واخذ طفليه منها ، ثم حمل كل واحد منهما على ذراع

-والان فلننه هذا الهراء قبل ان افقد صبرى كليا

ولم يلاحظ انه حمل ولديه بملء ارادته ، وانهما تقبلا حمايته الخشنة هذه من دون سؤال ، وحدثت فوبى نفسها بالا تبنى اى امل على مشهد صغير جاء نتيجة غضب

*

كان مركز الرعاية يقوم وسط ارض مليئة بالادغال ؟، اةوقف ماكس سيارته فى احد الامكنة المعدة لذلك ، ثم نزل منها ووقف يقيم مظهر المنزل ، بينما اخذت فوبى ترتب الولدين لكى يظهرا بشكل جيد

تملكه الاستياء كما تملكه من قبل الشعور بالحاجة الى حمايتها ، فالى اين قاده ذلك ؟ الى المشاكل مباشرة ، مشكلة تجسدت على شكل هذه الزيارة

لكنه والدهما وهذا يعنى ان عليه ان يتخذ بعض القرارات نيابة عنهما ، وقد اتخذ قرارات بشأن كاترين ، لكن المشاكل لم تظهر الا عندما حلاول ان يتقرب منها شخصيا : اذن ... الفحص والتنظيم ، التخطيط و الدراسة ، واتخاذ القرار ... هى امور يجيدها . لكن هذه الامور توحى بتورط بشكل شخصى اكثر مما ينبغى ...

-فلنذهب

زمجر بذلك مصمما على ان ينتهى من هذا الامر باسرع ما يمكن : اذا اردت ان اقيم هذا المكان بشكل مناسب فلا يمكننى هذا من مكانى هنا بجانب السيارة

-بلى ، يمكننا ذلك من مكاننا هنا

والتفتت اليه وعيناها تقدحان شررا ، يفترض ان يكون اللون الازرق لونا هادئا ، لكن عينى فوبى كانتا ابعد ما يكون عن الهدوء اذ بدتا مليئتين بالتحدى والتصميم ، كانت هذه المرأة عنيدة الى اقصى حد

وسألها : مثل ماذا ؟ طريقة تناسب لون الدهان مع لون السماء ؟

قالت وهى تصرف باسنانها : سهولة الوصول اليه ، ووجود اماكن لركن السيارات

ثم التفتت الى ولديه ورسمت ابتسامة على شفتيها وتعمدت اشراكهما فى الحديث : اليس هذا جميلا ؟ كل هذه الادغال التى خلفه وكأنكما فى بيتكما ؟

فاجاب جيك : نحن نحب بيتنا الجديد

واضاف جوش : نحن نعيش هناك الان

-تجهيزات اللعب تبدو جيدة ومناسبة وثمة مساحات كثيرة واسعة ايضا

واستقر بصرها على الملعب ، فيما وقف ولداه بجانبها وامسك كل واحد منهما بيد من يديها

لم يحيط الغموض بهاتين اليدين الانثويتين ، انه يكاد يعتاد على الرغبة فى فوبى وهو امر اكثر خطورة من عدم الرغبة فيها

-معظم الاشياء فى تلك الساحة خشبية

وسار بجانبها كارها وهى تتقدم نحو مدخل المؤسسة ، وعندما اقتربا اشار الى مبنى اشبه بحصن مع عدة درجات من جانب واحد ، وطريق منحدر من الجانب الاخر

-ذلك الحصن لا يبدو آمنا ، انه مرتفع جدا بالنسبة الى المبتدئين

-ليس تماما ، فكر فى بهجة الطفل وهو يصعد اليه ، مدعيا انه جندى على السطح يراقب الاعداء

-الالعاب الحربية غير مناسبة

-عنيت ذلك من الناحية التاريخية ، كما انها العاب تنمى الخيال ويجب تشجيعها

قال وهو يشق طريقه الى الامام : اسمحى لى ان افتح لك الباب

عندما دخلوا وقف ماكس واخذ ينظر حوله ، كان المكان مجموعة من الالوان المنثورة على الجدران ، والارض ، واللوحات ، والستائر . بدا الاحمر والازرق والاصفر فى كل مكان ، تتخللها الوان خضراء متوهجة وبرتقالية ، ووردية وارجوانية

كان المركز يهتز بالضجيج ، كيف يمكن لاى شخص ان يلحظ وصولهم ؟ لم يستطع ماكس ان يتصور ذلك ، لكن امرأة فى منتصف العمر خرجت اليهم من غرفة تعج بالاطفال وقابلتهم فى البهو . حياها ماكس بشئ من البرودة لكن المرأة تجاهلته وتجاوزته وهى تمد يدها الى فوبى : لابد انك فوبى ؟

ابتسمت فوبى وهى تصافحها : كارول ؟ شكرا على موافقتك على اليوم . الولدان فى منتهى الحماس للقدوم الى هنا

قدمت اليها جيك وجوش واخيرا ماكس ، وكأنه اقلهم شأنا حياها ماكس وهو يصرف باسنانه ويفكر كم من الدقائق ستمر قبل ان يعودوا جميعا الى السيارة ويغادروا ، قالت المرأة وهى تتقدمهم وكأنها تتوقع ان يتبعوها : فلنرهما المكان

لم يكن ماكس يحب النساء المسيطرات ، وفكر فى ان هذا يفسر ولع فوبى برعاية الاطفال ، فهذه المهنة تناسبها الى اقصى حد ، وتنفس بغيظ ثم تبعهم ، واذا بالذهول يتملكه ، والسبب هو فوبى طبعا

المشكلة هى انها مثيرة بشكل مذهل ، وهذا سبب ممتاز يجعله يقفل على نفسه باب مكتبه حتى لو لم يكن لديه عمل

كان ماكس يرغب فيها ما يسبب له الكوابيس منذ وقت طويل ، الرغبة فيها لم تضعف منذ ذاك العناق الغلطة ، كما لم تسكن استطاع ان يتجاهلها لفترة قصيرة ، لكنه يرغب فيها الان وسط مركز الرعاية ورغم حشد الاطفال وضخبهم وهياجهم

كان جوش وجيك يمرحان ... وهذا امر مهم ايضا ، ولم يمانع ماكس فى تسجيلهما ؟ اذا كانا سيستمتعان فى هذا المكان ويمرحان من دون ان يورطه ذلك فى شئ

كانت هذه الحجة منطقية ، لكنه لم يفهم لما شعر بخيبة الامل !

-مركز الرعاية هذا رائع يا ماكس

واضافت فوبى وهى تلتفت اليه والتحدى على ملامحها : انا اعرف انك تقف هنا لتقيمه وتصدر حكمك عليه ، ليتك تدع عنك العناد جانبا ثم ....

-انى اقيم النوعية

ما كان يصدر حكمه عليه هو مفاتنها ، لكنه لن يقول لها ذلك ، كما انه لا يريدها ان تفترض امورا عنه ، حتى ان كان فيها شئ من الصحة . ومع ذلك شعر ماكس بالزهو لقدرته على تغيير رايه فى هذه المناسبة النادرة ، بعد ان ادرك انه اصدر حكما سابقا لاوانه ، وقال : موظفون ممتازون ، وتنظيم جيد

تملكه السرور وهو يرى الصدمة التى بدت على وجهها ، وقرر ان يستمتع بذلك ما دامت الصدمة موجودة ، رغم ان هذا لن يدوم طويلا حسب معرفته بفوبى : من الواضح ان جوش وجيك احبا هذا المكان بما فيه من تفاعل وفرص والعاب ، ولهذا ساسجلهما

-انت سوف ... انت ... ماذا قلت ؟

وفتحت فاها ذاهلة

-قلت اننى ساسجلهما اليوم ، اذا امكن ذلك

استمرت فوبى فى التحديق فيه صامتة . فى الواقع ، كانت قد انسجمت بشكل رائع مع موظفى المؤسسة ، متنقلة من مجموعة صغيرة الى اخرى ، وعيناها على صغيريه من دون ان يبدو عليها ذلك

باختصار كانت فوبى اعجوبة فى هذه الامور ، وطبيعية تماما ، واعجب ماكس بخبرتها هذه واحبها . واعجب بفوبى بسببها ، لقد رغب فيها بشكل ما وبطريقة مختلفة ، طريقة اعمق . الان ، وبعد ان رآها تعمل هنا ، لم يعد يجد ما يساعده على استعادة راحته النفسية

*

انتهى الفصل الخامس
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

7- اعترفي

-هل فقدت عقلك تماما ؟

دفع ماكس باب قن الدجاج بعنف ما جعل نصف دجاجاته تتطاير الى آخر الساحة وهى تصيح مذعورة ، بينما تابع كلامه : هذا ليس جزءا من عملك كمربية

مع كل خطوه تقربه منها كان يجد المزيد من الصعوبة فى تمالك اعصابه ، لقد اضطر لان يرضى باسوا المربيات طباعا فى العالم

-كلامك صحيح ، لكننى لااعمل الان وبالتالى لا يهم ما اقوم به

كانت تضع قدمها على الرفش الذى غاص فى مزيج من الطين والرمل والقش ، وضاقت عينا ماكس : لا تعملين ؟ هل تعنين انك سترحلين ؟

-لا يا ماكس ، رغم انك ستضطر لان تحضر مربية غيرى ، ونحن نعرف هذا منذ البداية ، والان تضاعفت الضرورة لذلك

بسبب الليلة الماضية ؟ فكر فى ذلك طبعا بينما بقى مستيقظا محاولا ان يستنتج السبب فى فشل مثل هذا العرض البسيط والمناسب للزواج ، حين حاول ان يتقبل فكرة انه وجد الخطة المناسبة التى ستنهى مشاكله فرفضتها فوبى ببرودة الثلج ، حين بقى هو يعانى من خيبة الامل يبدو انها لن تفارقه

اثناء تفكيره فى هذه الامور كلها ، ادرك ان فوبى وضعته فى موقف صعب ، ففى هذا الوقت القصير الذى امضته هنا تسللت الى قلبى ولديه ما جعل من القسوة ان يحاول استبدالها بمربية اخرى

هل هذا غير منطقى ؟ كلا ، على الاطلاق ، واذا ظنت بعد هذا كله ان بامكانها ان ترحل ببساطة فلن يمر الامر مرور الكرام : اذا رحلت الان ، فهذا يعنى انكِ اكثر انانية من ان تبقى وتنهى ما ابتدات به

وشعر بضيق فى صدره وهو ينتظر جوابها ، فقالت ثائرة : ما الذى تعنيه بكلامك هذا بالضبط ؟ من المؤكد انه بعد ما حدث الليلة الماضية ، وعدم الترحيب الذى وجدته منك منذ جئت الى هنا ، لا يمكنك ان تقول الان ....

-لم يحدث شئ الليلة الماضية

انه اكثر قدرة على التعامل مه هذه الفتاة السريعة الهياج ، فتحدث اليها كما كان يفعل فى الماضى : لقد قدمت اقتراحا ، وانت رفضته وانتهت القصة

كان من عادة فوبى ان تنظر اليه متحدية وتجيبه بحدة ، واستعد ماكس لذلك لانه يكذب ولان الليلة الماضية شهدت احداثا جهنمية فليس من عادته ان يعرض الزواج على احد . كان فى الواقع يعتقد انه من يخطو تلك الخطوة قط ، ومع ذلك فعلها مع فوبى فرفضت هى عرضه ، ما زال هذا يغيظه كما اغاظه وضعه ، بعد عرض الزواج هذا ورد فعلها عليه ، اصبح اكثر تعقيدا من ذى قبل ، رفض ان من ذى قبل ، رفض ان يكاشفها بشعوره بل هز كتفيه ببساطة واردف : لا ادرى لماذا يمكن لما حدث الليلة الماضية ان يجعل الامور مختلفة ، فهى مجرد فكرة ... فكرة حمقاء ، اعترف بذلك ، لكن الموضوع انتهى الان وطواه النسيان ، وعلينا ان نمضى قدما ، لقد افترضت انك تريدين ان تفعلى ما يخدم مصلحة جيك وجوش ، انهما يحبانك ولهذا من الافضل ان تبقى هنا ، لكن لعلك غير مهتمة بما هو الافضل ؟

-لا ... انا ... انا طبعا اريد الافضل للولدين

ومضت لحظة ظن فيها انه رأى فى عينيها دموع لكن ، لا بد انه مخطئ لانها ردّت راسها الى الخلف ، ثم اخذت تضرب الرفش بعض الوقت بقدمها

-ما قلته عن فكرة زواجنا صحيح

وعادت تضرب الرفش مرة اخرى وهى تضيف : ادهشنى ان اسمعك تقدم اقتراحا احمق وغير مناسب كهذا ، لكنى اظن ان بامكانى نسيان هذا الامر اذا امكنك انت ايضا ذلك

-هذا حسن اذن

هذه هى ردة الفعل التى توقعها منها ، فقد اعادت الامور الى طبيعتها وعليه ان يشعر بالارتياح . نعم ، سيرتاح حالما يجد وقتا ليتكيف مع تغيير خطته ، ما من خطط زواج ، لكنه يريد ان تبقى فوبى هنا للعناية بولديه بعد ان يعود هو الى العمل ، ربما بعد اسبوع ، فهو لم يحصل على اجازة منذ بدا العمل ويمكنه الان ان يستغل هذه الفرصة

لن يذهب الى اى مكان ، بل سيرتاح فى بيته ويقوم ببعض الاعمال غير العادية ، او يهتم بالمزرعة . لقد مضى وقت طويل منذ اجتمع بمدير مزرعته وقد يفعل ذلك

-اريد منك الموافقةعلى ان تبقى هنا الى وقت غير محدد ، وان تهتمى بالولدين بشكل كامل وعلى مدار الساعة

-انا موافقة على الستمرار فى العمل هنا طالما اننا متفقان على انالامور ناجحة

واومات براسها بشكل رسمى للغاية ، ومن دون ان تبتسم على الاطلاق

-انا اتوقع منك رعاية صحيحة ، ما الذى تفعلينه هنا فيما يفترض ان تكونى فى الداخل تراقبين الولدين ؟ لماذا تركتهما فى المنزل بينما انا لم اخرج من غرفتى ؟ لعلهما يقومان باعمال مؤذية

-الاذية الوحيدة التى قاما بها هى ارغامك على الاستيقاظ والخروج من السرير قبل ان تكون جاهزا للنهوض

بدت وكانها تتهمه بأنه رجل ساذج كسول ، وهذا بعيد عن الحقيقة : لا اظن ان هذا سينجح اذا كنت ستتصرفين بشكل يجعل الولدين عرضه للخطر

-هل هذا صحيح ؟

ودقت الرفش مرتين فازداد غوصا فى الارض ، وتجاوب جسده مع حركة جسدها ما لم يحسن مزاجه ابدا

-كنت تنوح بـأنك تريد الافضل لولديك ، اليس كذلك ؟

توقف لحظة عند قولها كنت تنوح ثم ما لبث ان تجاهل كلامها ، وقال : اوضحت اننى اريد لهما الافضل ....

وتخلل شعره باصابعه باحباط ، لعلهما عادا الى مهاجمة بعضهما البعض ، لكن هذا لا يمنع تجاوب جسده مع جسدها ، تبا لذلك !

-ما الذى حدث لك حتى تركتهما هذا الصباح ؟

-انا اساعدك لكى تبلغ هدفك ، بينما اضمن لنفسى ظروف عمل مناسبة ، انتبحاجة لان تخصص مزيدا من الوقت لولديك يا ماكس . انهما بحاجة الى ذلك وقد قررت هذا الصباح ان اساعدك قليلا ، هذا كل ما فى الامر

سترغمه على ان يمضى بعض الوقت مع ولديه ، هذه الفكرة جعلت الغضب يتملكه . الم تفهم بالامس ؟

نظرت فوبى الى الدجاجات التى كانت تنقب فى الارض وابتسمت : االم تعجبك الطريقة التى تلتقط بها هذه الدجاجات الدود عن الارض ؟

اتراها شددت على كلمة دود ؟ طبعا فعلت هذا . ضرب ماكس بيده وعاء القمح ما جعلها تجفل قليلا ، فتملكه احساس صبيانى بالسرور وقال : لا تحاولى ان تضغطى على وتسيرينى يا فوبى ، انت هنا للعب دور معين ، وهذا لا يتضمن المناورات ومحاولة السيطرة لانك تظنين نفسك اكثر خبرة

-هذا حسن للغاية

وضربت الرفش بحركة قصيرة غاضبة : اظن ان هذا يترك السبب الاخر لغيابى عن البيت هذا الصباح

-وما هو ؟

مهما كان الاتهام الاخر الذى ستوجهه اليه فقد تلهف ماكس لسماعه ، ليتمكن من دحضه ، على فوبى ان تعلم ان ثمة حدود ينبغى الا تتجاوزها لمجرد انها تريد ذلك . لا شك فى ان لديها مطلبا غير متوقع

-قالت ساخرة : العطلة ؟ الاجازة ؟ اتعلم ؟ الاستراحة المنتظمة من العمل اربع وعشرين ساعة يوميا على رعاية طفلين صغيرين ؟

وتمايلت استعداد للقفز ، فاندفع ماكس من دون تفكير ليتلقاها بين ذراعيه ، وبقيا متلاصقين وجها لوجه ويداه على خصرها ، كانت رشيقة وناعمة الملمس الى حد لا يصدق ، فحرص على الا يسبب لها خدشا او رضة ، لكنه لم يشا فى الوقت عينه ان يطلقها ، واراد ان يستمر فى تفحصها حتى لم يعد هناك ما يفحصه ... تبا لها لانها تجعله يرغب فيها ، ثم رفض حلا يمكن ان يناسب تلك الرغبة

-كان عليك ان تراعى كيفية النزول عن ذلك الشئ

ووضعها على الارض ثم تراجع الى الخلف ، معفيا نفسه من الشعور بها ، وتذكر كلماتها ؟، فسالها : هل انت فى الخارج لان لديك اجازة ؟

-هذا صحيح

وتنفست ببطء ، ثم سارت الىباب الحظيرة وهى تقول : انا انتهيت من هنا ، لكن اذا شئت ان تبقى ....

-طبعا لا

وتبعها الى الخارج ثم اقفل الباب بالمزلاج ، وهو يتساءل عما عليه ان يفعل : لم تذكرى ان عليك ان تأخذى يوم عطلة ، لعلى توقعت ...

-هذا حسن ، كنت اعلم انك ستتفهم الامر ، حتى انك قد تندم لانك نسيت تنظيم اوقات فراغى من دون علم منى

-لم يمض عليك هنا عشرات السنين ، كما تعلمين

لكن كلامها اشعره بالاحباط ، وجعله يشعر بالدناءة وعدم التفكير : على اى حال ، انا اعتذر اذا كنت ...

مشغول الذهن ؟ من دون عقل اذ اشتهى امرأة لا تعجبنى ؟

-كنت اركز على امور اخرى ، فلم افكر فى هذا ، يمكننا اذا شئت ان ندخل الى البيت الان ونبحث فى التفاصيل كلها

-لا حاجة لذلك

وهزت راسها وقد تملكتها الثقة فجأة ، واراد ماكس ان يرفعها الى اعلى ويعانقها الى ان تعترف بأن بينهما شعورا ما ، ولن يذهب حتى يسمحا لهذا الشعور بأن يصل الى نهايته الطبيعية ، وبدون ان تتنبه الى افكاره ، ابتسمت معجبة بنفسها وهى تقول : انا واثقة الان من انك ستجعل ساعات عملى اقل اجهادا فى المستقبل ، بعد ان انتبهت الى الموضوع

-هذا حسن ، من الطبيعى ان افعل هذا

وصرف باسنانه ، ربما عليه ان ينسى قضية الزواج ورعاية ولديه ويغريها ، ولعل هذا يخرجها من حياته فيصبح الامر اشبه باخراج جسم غريب من مجرى دمائه

-حسنا سأمضى يوما رائعا لان برينت لديه عطلة اليوم ايضا لدينا بعض المشاريع معا

بدا ان فوبى غافلة تماما عن المنحنى الذى اتخذته افكاره ، ربما لان هذه الافكار كانت عدائية حاليا

لقد ارسلت برينت فى مهمة مع الطفلين

وخطر لماكس انه لو كان يعلم ان البستانى يتقرب من مربيته لفكر فى ان يبعده نهائيا ، وتابع يقول : كان متوجها الى المدينة ، فطلبت منه ان ياخذهما معه للنزهة

فقالت : هل نسيت ان اليوم هو يوم عطلته ؟ لقد منحته يوم عطلة لكنك عدت وافسدت يوم عطلته

-فى الواقع نسيت هذا والا لما طلبت منه ذلك

بالرغم مما تظنه فوبى نادرا ما كان ماكس ينسى شيئا ، وهزت كتفيها ثم تابعت طريقها الى المنزل فيما ظهرت سيارة على الطريق العام ، ها هو برينت يعود وحدث ماكس نفسه بان قضاء فوبى نهار عطلتها مع البستانى الشاب لا يزعجه ، لكنه وجد صعوبة فى ان يصدق نفسه وقال : لدينا امور علينا ان نناقشها

قالت وهى تلوح بيدها ببشاشة لبرينت الذى ركن السيارة بجانب الحظيرة : آه ، مهما كانت تلك الامور ، يمكنها الانتظار بكل تاكيد وتابعت متوجهة الى ماكس : سارسل لك الولدين

وابتعدت بسرعة والجزمة الوردية فى قدميها . من ذا الذى يذهب الى مكان متحضر منتعلا جزمة حتى لو كانت وردية اللون ؟ فكر فى هذا كله وهو يضع قبضته فى جيبه ويسير الى الشرفة ببطء ، وعندما عبر ولداه الفناء متجهين نحوه ، تذكر ماكس ان فوبى تخلت عنه ليرعى الولدين وحده طيلة النهار . لقد تحايلت عليه مرة اخرى ، سمح بحدوث ذلك . كان مستغرقا فى الرغبة فيها متجاوبا مع تاثيرها فيه الى حد لم يلاحظ معه الى اين يقوده هذا الا بعد فوات الاوان

وبالرغم من تجربته المتعبة مع ولديه ، امضى هذه المرة وقتا لا بأس به معهما ، كانت رعايتهما اسهل بوجود وسائل اللعب وكومة الرمال ، وعندما تملك الملل الولدين بعد الظهر ، اخذهما الى الخارج ، وجال بهما فى بستان التفاح شارحا مراحل نمو الشجر بتفاصيل رائعة . لكن يبدو انهما استمتعا برفس اكوام الطين التى صادفوها بين الاشجار ، هذه الاراضى ستكون ملكا لهما يوما ما ، وهو يريدهما ان يقدرا ذلك اذا استطاعا ، انما كيف يمكن ان يعلم ولديه ان يحبا ارثهما بينما هو بعيد عنهما . تمنى ماكس لو ان الوضع مختلف ، لكنه لا يستطيع ان يغير من نفسه ، ولا يستطيع ان يمنحهما ما لا يملكه هو ، وزحف الليل ببطء فوضهع والولدين فى الفراش من دون ان يلحظ كم كانت هذه المهمة سهلة ، فافكاره مع فوبى التى عادت اخيرا بعد ان استعاد نشاطه

عندما وصلت الى الباب الامامى كان هو فى انتظارها

-هل امضيت وقتا حسنا ؟

كانت نبرته ساخرة ، وكان لديه المزيد ليقوله مثل ( الوقت تحاوز منتصف الليل ، وقد انتهى يوم اجازتك رسميا . هذا عدم مسؤولية ، الا تظنين ان عدم النوم باكرا يجعلك غير نشيطة ويمنعك من الاستيقاظ باكرا لرعاية الولدين ؟) . انها وظيفتها على اى حال اذا ما نسيت ذلك ، لكن الكلمات احتبست وهو يقف جامدا فى باب غرفة الجلوس ، محدقا فى باب المدخل فى المرأة التى يعرفها انما بدت مختلفة

هل هذا شعرها ؟ هذا الذى يتالق ويتماوج فى هالة رائعة حول راسها ؟ ام لعله الثوب ؟ ثوب برتقالى ضيق يعكس على بشرتها لونا ذهبيا دافئا . ماذا حدث للجزمة الوردية والسروال القصير ؟ ماذا حدث لفوبى التى يعرفها ، والتى يكاد لا يعرفها الان ؟ فى الواقع ... بدت فوبى وكانها تنير المكان ، وصدمته فكرة سرت فى كيانة كالسم : هل تالقها هذا من تاثير برينت فيها ؟ هل جعل بستانيه فوبى تبدو بهذا الشكل ، ما الذى فعله بها ليجعلها تبدو كذلك ؟ كم عمر الشاب ؟ تسعة عشر عاما ؟ عشرون عاما ؟ انه يافع

لكن فوبى ليست اكبر من ذلك بكثير ، وهى ليست من كبر السن بحيث لا تنجذب الى هوبسن برينت ، اما ماكس فكان يقرب من الخامسة والثلاثين من عمره ما يجعله هرما نسبيا . انما هذا لا يعنى انه يقوم بالمقارنة فهو سيتجاوز رغبته بفوبى ولاشك ان جسده سيلتزم بهذا القرار فى اى وقت الان

-لا تقلق يا ماكس ، استطيع ان اهتم بالولدين فى الصباح

وخلعت حذاءها ومدت ساقيها مضيفة : انا لست كبيرة فى السن بحيث لا استطيع السهر ليلة فى الخارج ثم ازاول عملى المعتاد فى الصباح

هذا حسن اذا لم تستمر فى القيام بما يشغل باله

-لم لا تزال مستيقظا ، على اى حال ؟ هل الولدان بخير ؟ هل كانا قلقين غير مرتاحين ؟

لا ... ان والدهما قلق وغير مرتاح ، فكر فى هذا قبل ان يزمجر قائلا : كلا ، الولدان بخير وهما نائمان

-هل انتظرت لتطمئن على ؟

وبدا الغضب على وجهها وعادت تنتعل حذاءها متابعة : هل تتجسس على حياتى الخاصة ؟ لا حق لك فى ذلك

-انا والد طفلين فى عهدتك ما يمنحنى حقوقا معينة ، لكنى فى الواقع لم اكن انتظرك هنا ـ، فى الحقيقة لم استطع النوم وهذا يحدث احيانا للناس

-لكن بما انك مستيقظ ، قررت ان تسألنى عما فعلت

اثناء حديثهما ، اخذت الريح تصفر بصوت مخيف ، بينما تابعت كلامها : ساخبرك ، ولم لا ما دمت مهتما الى هذا الحد ؟ احدى اخوات برينت تتعلم تصفيف الشعر ، فطلبت منها ان تقص شعرى بهذه الطريقة ، ثم ذهبنا انا وبرينت للتسوق ، اشتريت هذا الثوب من متجر كما تبادلنا قصص حياتنا وامور كهذه

ولوت شفتيها ساخرة : امضيت حتى الان ساعات قليلة فى رفقة ملائمة للغاية

اذا سعت لان تزعجه بهذا السرد البرئ ليومها ، فقد فشلت

-انه بمعنى اخر يوم حر

وتقدم منها قليلا ، وساوره شئ من الرضى عندما تراجعت خطوات الى الخلف ، وتابع يقول : لكن هذه عادتك ، اليس كذلك ؟ ان تذهبى الى حيث تريدين من دون الاهتمام كثيرا برغبات من يعيشون معك

-انا اجيز لنفسى ان اتخذ الاصدقاء وهذه ليست جريمة

واقترب وجهها من وجهه فارتفع ضغط دمه وترافق مع غضب شديد : انت عديمة الاستقرار وعديمة التدبير لا تهتمين الا بنفسك

-وانت متغطرس ، قديم الطراز ، تحب السيطرة

-وانت لا تدخلين الناس الى حياتك ، تسعين دوما لان تبقى الناس بعيدين عنك بحيث تعجزين عن اظهار حقيقتك

-هذا مضحك وسخيف ، عندما تقول هذا اشر الى نفسك

وضحكت ساخرة فقال : لا اشعر برغبة فى ذلك

كان قد دفعها حتى الباب ، واضعا كفيه الى جانبى راسها ، وكان غضبه قد اصبح الان حقيقيا

-انا اعترف باننى احب السيطرة ، لكنى على الاقل اعرف من انا وما اكون ، واواجه تحدياتى بدلا من ان اتنقل طوال الوقت من دون ان يتمكن احد من اللحاق بى

-انت مخطئ ، فانت اسوأ من يحاول التجنب على الدوام

واحمرت وجنتاها وانفجرت تقول : انت تعلم انك انتقدتنى كثيرا فى الماضى يا ماكس ، لكنك لم تبلغ هذا الحد من القذارة . هذه امور شخصية ولا تعنيك سواء ارتبطت فى حياتى ام لم افعل ، كما انك لست مرتبطا . من اعطاك الحق فى ان تتدخل فى حياتى على اى حال ؟

-فانفجر يقول : ليس هذا لاننى لا ارغب فى المحاولة وبالنسبة الى من اعطانى الحق فى ان اتدخل ، فليس انت بكل تاكيد ، لقد حاولت معك يا فوبى يعلم الله اننى حاولت كثيرا حتى لم اعد استطيع اكثر من ذلك ، انت لم تتجاوبى معى

-كنت تكرهنى ...

قذفته بهذه الكلمات وكأن فيها خلاصها : قد كنت الشوكة فى خاصرتك منذ تقابلنا ، انت لم ترغب بى اكثر من ....

-لاادرى لما تثيرين اعصابى ، لم افهم السبب قط ، تبا لك ! ومع ذلك كنت دوما تزعجيننى

وانحدرت يديه رغما عنه الى كتفيها قبل ان يضيف : معظم الوقت لم اجد سببا لذلك ، ومع ذلك كنت دوما تضايقيننى

تحول غضبها الى تشويش ، وهمست : مازلنا نزعج بعضنا البعض اليس كذلك ؟ لكن ثمة المزيد الان

فضحك بخشونة : ثمة المزيد ، ثمة هذا !

وسرعان ما انقض عليها يرفعها عن الارض ويعانقها عناقا عميقا

اذا كانت لا تريد هذا اعناق فقد فات الاوان لان تجاوبها معه جاء سريعا

احتضنها كصبى امتلك فجأة علبة تحتوى على الحلوى المفضلة لديه ، وبادلته هى العناق ، تجاوبت معه فى كل حركة وبكل قوتها

كل مشاعر ماكس المكبوتة افرغها فى هذا العناق

-كنت ترغبين فى هذا وتحتاجين اليه ايضا

كانت يداها حول عنقه ، وشعر بها ترتجف بين ذراعيه : اعترفى يا فوبى بانك بحاجة الى هذا ... بحاجة الىّ

كلماته هذه جعلتها تجمد مكانها لحظة ، ثم دفعته بقوة

-انت لا تعرفنى ، ليس لديك فكرة عما اريد او احتاج

كانت اثار تقاربهما لا تزال مرتسمة على وجهها ، لكن عينيها نفثتا لهبا ، وقبل ان يتمكن من النطق بأى كلمة تركته واسرعت مبتعدة

*

انتهى الفصل السابع .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 07:53 AM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8- عاصفة وحنان
مزق الظلام صرخة عالية ، وكانت فوبى خارج سريرها حين انطلقت الصرخة الثانية وهى فى غرفة الطفلين . كانت الرياح تولول فى الخارج
هذه الرياح اخافت فوبى فى الماضى ، ويمكنها ان تتفهم سبب عدم نوم الطفلين
كان جيك جالسا فى سريره متسع العينين وقد شحب وجهه فيما عادت الرياح تعصف مرة اخرى وتهز المكان ، وكان جوش يهمهم ، وعندما ارتج المنزل عاد يصرخ
اقتحم ماكس الغرفة راكضا ، ثم وقف ينقل بصره بين الطفلين متسائلا : ماذا حدث لهما ؟
-انها العاصفة الرعدية
ورفعت جيك من سريره تحتضنه وعندما لف ذراعيه وساقيه حولها شعرت بجسمه الصغير يرتجف وهو يدفن راسه فى صدرها ، وقالت : انهما خائفان للغاية
وعندما التفتت وجدت ماكس يحمل جوش بالطريقة نفسها وقد ادار راسه نحو النافذة قائلا : نسيت كيف يبدو ذلك لمن هو غير معتاد عليه . علينا ان نهدئهما بشكل ما
حاولت ان تجعلهما يبادلانها النظر قائلة : جيك ، جوش ، اعرف ان هذه الاصوات صاخبة ومزعجة للغاية ، ومخيفة قليلا عندما يهتز البيت ، لكنها مجرد رياح قوية ، نحن آمنون جدا هنا
لكن الولدان لم ينظرا اليها واستمرا فى الصراخ ، وحاولت ان تفكر ، لكن ذهنها كان مشوشا لقلة النوم ، كم الساعة الان يا ترى ؟ الثانية ؟ الثالثة صباحا ؟ شعرت وكأنها لم تنم سوى دقائق قليلة قبل ان يوقظها الصراخ
وتذكرت سبب ارقها . ماكس ، ذاك العناق ، تصميمه على ان تعترف بانها تريده ، حتى بعد ان رفضت عرضه المؤلم ذاك للزواج
انها طبعا ترغب فيه ، يكفى ان يتواجد فى مكان ما من البيت لكى ينشغل قلبها وتتشوش افكارها ، واعترفت فوبى ان وجودها هنا مع ماكس وجيك وجوش جعلها تتشوق الى اكثر مما اختارت لها الحياة هى المرأة التى تعلم انها عاجزة عن الانجاب يجذبها احتمال ان تصبح لديها اسرة جاهزة ؟ حاولت الا تدع الوضع يؤثر فيها لكن هذا حصل ، كان الطفلان بالغى الهياج ، فساور فوبى شعور بالاهتمام والحماية لا يختلف عن شعور اى ام
عاصفة رعدية اخرى جعلت الولدين يعاودان الصراخ
-انت فى امان جيك
وعبر ماكس الغرفة بخطوات واسعة ليصل اليها ليتمكن من ان يضع يديه على ولده الاخر ويحمله : انت وجوش آمنان تماما ، لن يحدث لكما شئ هنا . لن ادع ذلك يحدث
نبرات صوته الرقيقة الخافتة والاهتمام البالغ على ملامحه اسقط ما تبقى لدى فوبى من مقاومة . لابد ان ماكس يحب هذين الولدين ، والا لما تصرف بهذا الشكل ، ربما مع مرور الوقت سيزداد حبه لهما فيصبح ابا حقيقيا
ربما كانت فوبى مخطئة فى ظنها انه يكبح مشاعره بشكل دائم ، ربما اخطأت عندما رفضت عرض الزواج الذى قدمه ! لعله سيتغير مع الوقت ويبدا بالاهتمام بها هى ايضا ، وخفق قلبها وهى تتخيلهم يشكلون اسرة متماسكة تتمزق هى شوقا اليها
كانا معا وسط الغرفة وكل واحد منهما يحتضن ولدا ويلاطفه فى محاولة لتهدئة خوفه من غضب الطبيعة
من المؤسف ان هذا الجزء من المنطقة يشهد مثل هذه العواصف ، وفى الصباح ينتهى كل هذا من دون حتى قطرة مطر واحدة . لكن معرفة هذا لا تنفع حاليا ، كما ان ادراكها لضرورة ان تقاوم رغباتها العاطفية لا ينفعها ايضا
-لا يمكننى ان احارب هذه العواصف من اجلهما
كان صوت ماكس يفيض احباطا ، وقد اضطر الى الكلام بصوت مرتفع ليعلو صوته على ضجيج العواصف وصراخ الطفلين
-سريرى
كان هذا الالهام الوحيد الذى هبط عليها فى مواجهة مثل هذا الذعر البالغ ، واخذت تمسد الظهرين الصغيرين آملة ان تستحوذ على انتباههما ، ثم وضعت مشاكلها جانبا وقالت : اتذكر حين حضرت الى هنا لاول مرة واخبرتك بان سريرى هو اكثر الاسرة فى البيت أمانا ؟ مازال كذلك . انا واثقة من انكما اذا ذهبتما الى هناك فستكونان آمنين
اوما جيك فيما لم يبد جوش اى رد فعل ، لكنه لم يعد يتخبط بين يدى ابيه . اخذا الولدين الى غرفتها بصمت ، وعندما حاولت ان تضع جيك فى السرير تعلق بها وهو يشهق باكيا : معك ، معى فوبى
-آه ، يا للطفل العزيز
واغرورقت عيناها بالدموع فصعدت الى السرير مع جيك الذى احاط خصرها بذراعيه ، ثم مدت ذراعيها لتاخذ جوش ايضا وقد اكتسحتها المشاعر ، واحست بانها على وشك البكاء ، احيانا . يمكن لفوبى ان تقسم على ان رحمها يتالم لعدم قدرته على الانجاب ووجودها الان مع ماكس واولاده جعل ذلك الالم اكثر حدة
وتنحنحت ، ثم نادت جوش : تعال يا جوش دعنا نلتصق ببعضنا البعض لندفأ
لكن جوش لك يكن ينوى الذهاب الى اى مكان ، اذ صرخ وخبأ وجهه فى صدر ماكس العارى ، فقال له ماكس وهو يمرّ يده على راسه : الا تريد ان تنام فى سرير فوبى ؟ لاباس ، ستنام فى سريرى ، هل انت مسرور ؟
لكن جوش اخذ يرفس بقدميه صارخا : كلا
سالته فوبى بهدوء رغم اضطراب مشاعرها : ماذا تريد يا جوش ؟
كان الطفلان يتضحان بتوتر ملا الغرفة اكثر بكثير من الاعاصير المولولة فى الخارج
كان جيك ما يزال يرتجف على صدرها ، ويصرخ لدى اى اضطراب مفاجئ يتملكه ، وشعرت هى بمشاعرها تكاد تنهار
قال جوش وهو يشهق على كتف ماكس : اريد ان انام فى السرير ، ننام كلنا ، انا وجيك وفوبى وبابا لم تجدها فكرة جيدة ، لكن الاغراء فى ان يستلقوا هم الاربعة فى سرير واحد ، زحف الى ذهنها بمكر ، مغلفا قلبها المتالم
بحثت عينا ماكس عن عينيها بتحفظ وحذر ، وبتوسل ايضا من اجل ولديه كما افترضت ، فعادت الى واقعها الراهن . لعلها ترغب فى ان تستغرق فى مشاعرها وردات فعلها حاليا ، لكنها راشدة ويفترض بها ان تكون قادرة على التعامل مع هذا كله
حولت عينيها عن عينى ماكس ، ثم ازاحت الاغطية وهى تقول لجوش بحذر : ادخل السرير اذن ، وسنكون جميعا معا
صعد جوش الى السرير وتبعه ماكس : هل انت مسرورة بهذا ؟
انها طبعا غير مسرورة ، لكنها اشارت بعينيها الى جيك بين ذراعيها ومن ثم الى جوش المستند الى صدر ماكس العريض ،
وقالت : انهما كل ما يهمنى . انا لا امانع طالما هو ضرورى لهما
ينبغى ان يوضح كلامها هذا ان ما من افكار اخرى فى ذهنها وتوتر فك ماكس ، لكنه اوما : صدقينى لو وجدت طريقة اخرى لتدبير امرهما لاتبعتها
وبشكل سخيف شعرت بجرح فى كرامتها ، اذا كان ماكس يرى ان فكرة مشاركتها الفراش كريهة ، فلم اراد ان يرتبط بها لبقية الحياة ؟ لانها كانت هنا
كان عليها انتبقى هذه الحقيقة نصب عينيها ، بدلا من ان تستسلم لتخيلات سخيفة عن الأسر السعيدة . كان عرض الزواج تصرفا شاذا جنونا مطبقا من ناحيته ... فهو لا يلتزم طويلا مع النساء ، ومن الافضل لها ان تتذكر هذه الحقيقة من الان فصاعدا
عادت الرياح تعصف لربع ساعة تقريبا ، ثم همدت الى حد جعل خوف الطفلين يخف وسمح لهما بالعودة الى النوم
لكن فوبى لم تنم فقربها من ماكس بهذا الشكل خطير ، ورغم بذلها الجهد كى تضع حدا لاحلامها الحمقاء ، الاانها كانت تشعر بوجوده فى كل ذرة من كيانها
قررت ان تبقى مستيقظة حتى تراه يغادر سريرها وتطمئن الى ان الولدين نائمان ، الواجب وحفظ الذات هما كل ما عليهاان تفكر فيه حاليا . لكن ما سبق وحدث هذا المساء ترك اثره عليها فغلبها النوم مع الطفلين اللذين كان احدهما فى حضنها والثانى فى حضن ابيه
بدت فى نومها باسمة راضية رغم كل جهودها لتحول دون استسلامها للنوم . فهذا كل ما ارادته فى اعماقها
*
مرّ الوقت دون ان تنتبه حتى ايقظتها ضجة لتكتشف انها صادرة عن التليفزيون فى غرفة الجلوس ، وصلتها ثرثرة الطفلين من هناك فادركت انهما نسيا كل ما يتعلق بعاصفة الامس الرعدية
وعندما تلاشى النعاس من عينيها اكتشفت انها سعيدة وبشكل لا يصدق . سعيدة ومسترخية ودافئة
تنهدت وحركت يدها ، واجفلت وهى تدرك ان ما لمسته ليس وسادة او غطاء او فراش ... فهذه الاغراض لا يمكن ان تتنفس برقة تحت لمستها او تبعث مثل هذا الدفء ، هذه الاغراض لا يمكن ان تجعل انفاسها تنحبس فى حلقها
كان ماكس لا يزال معها فى السرير ، وراسها يرتاح على صدره وليس على الوسادة . تاوهت فى سرها ، واغمضت عينيها وحاولت انتقوم وضعها واثارت حركاتها آهة من ماكس فحاولت ان تبتعد عنه لكنه امسكها بسرعة
عليها ان تضع حدا لذلك ، فماذا لو استيقظ واكتشف وضعهما هذا ؟ حبست انفاسها ووضعت كفها على صدره لكى تبتعد عنه ، لكن شيئا ما فى سكونه نبهها قبل ان تفعل ذلك ، ففتحت عينيها علىاتساعهما وحملقت فى اكثر العينين حرارة وتوهجا
-صباح الخير ، اراك مصممة على مشاركتى السرير
خرجت هذه الكلمات عميقة ، بنبرة ناعسة ومع ذلك كانت النظرة فى عينيه بعيدة كل البعد عن النعاس ، واجابت : لا لم افعل
جاء انكارها بشكل آلى لكن بعد ان نظرت جيدا رات ان ماكس يحتل المكان الصحيح من السرير وهى من انزلق ليلتصق به
-لا يفترض انتبقى هنا ، كان من المفترض ان تعود الى غرفتك ليلة امس بعد ان نام الولدان
وحاولت ان تبتعد عنه لكنه رفع يده بكسل وامسك يديها على صدره ، وهذه المرة كانت نبرة صوتها شبه باكية فاخذت تدعو الله ان يثبت قدميها ويمنعها من ارتكاب اى خطا . يجب ان تكون اقوى من هذا كله ، اقوى من ماكس لا ينبغى ان تميل اليه فى عقلها الباطن وكأنه الحدث الاعظم فى حياتها
-ادرك تماما انه كان على ان اترك سريرك يا فوبى ، لكن النوم غلبنى قبل ان اتمكن من تحقيق رغبتك ، وهذا كل ما فى الامر
شعرت بكل كلمة قالها تهتز تحت يدها ما جعلها تتمنى لو تميل وتضع اذنها على صدره لتشعر بذلك الاهتزاز بحميمية .
خلصت يديها من بين يديه وابتعدت الى الجانب الاخر من السرير بحركة نابعة من غريزة حفظ الذات ، قم قالت : لاباس اذن ، يمكنك ان تذهب الان . على ان استحم ما يعنى ان على شخص ما ان يراقب الطفلين . لعلهما شغلا التليفزيون بنفسيهما
، واخشى ان يكونا قد تناولا فطورهما بنفسيهما ايضا
-انهما يثرثران مع ذلك التليفزيون منذ وقت طويل ، انى واثق من انهما فى احسن حال
وكانت عيناه مستقرتين عليها باغراء فقالت : لكننى لست فى احسن حال
لم تشأ ان تنزل من السرير بينما عينا ماكس الكسولتان تراقبانانها ، كما لا يمكنها المكوث معه هنا وعلى وجهه تلك النظرة الشيطانية
تملكها شعور قوى بان ماكس لا يفكر بعقلانية كعادته ما يعنى ان عليها ان تفكر عنهما ، هما الاثنين
وتنبهت فجأة لما قاله ماكس وما تعنيه ، هذا الكلام الذى اثبت انها محقة فى ظنها انه ليس على عادته من التحفظ ، وسحبت الغطاء الى تحت ذقنها الى تحت ذقنها وهى تساله : منذ متى وتن مستيقظ ؟
استرخت شفتاه بابتسامة عريضة : مدة كافية للاستمتاع بالاحساس بك وانت تشخرين قليلا على صدرى ، ثم تعودين الى وعيك بعد ان ايقظتك احاسيسك وتلحظين وجودى
-لم اكن واعية ، ليس بالمعنى الذى تعنيه ، ومن المؤكد اننى لم ادرك اننى كنت اشخر على صدرك
-حسنا ، قولى ايضا ان اللعاب لم يسل من فمك
اخذت تغمغم قبل ان تجد صوتها لتقول : انت تستغل وضعى ، لم اكن اعرف اين انا وماذا افعل
رفع حاجبيه مستمتعا : هل انت خائفة من ان تكونى قد ابديت اهتماما بى ؟ خائفة مما يمكن ان تكونى قد فعلته او قلته بعد ان غالبك النوم ؟
هذا ما يقلقها بالضبط ، فبامكانها ان تقول اى شئ ... تكشف اسرارها او اشواقها المزعجة التى حرصت على انكارها اثناء اليقظة ، واختطفت الوسادة من خلفها وقذفته بها فاصابت جانب راسه : انزل من سريرى حالا
ابعد ماكس عنه الوسادة وقد غابت ابتسامته ، لم يكن غاضبا لكن المرح فارقه ليحل مكانه شئ اكثر عمقا وغموضا : اراهن على انك ما كنت لتتصرفين بهذا الشكل لو ان برينت هو من فى السرير معك
-طبعا لا ، ما من سبيل
وكأنه من الممكن ان تشاطر السرير بستانيا بسن طالب مدرسة ، لمعت عينا ماكس بشكل اثار اهتمامها : فهمت . ما من سبيل للمقارنة ، اليس كذلك ؟
-ابدا
لم يبد على ماكس انه فهم ما تعنيه ، وتمنت لو يدع هذا الموضوع التافه كليا ويخرج من سريرها وينتهى الامر . كانت بحاجة لان تتمالك نفسها ومشاعرها ، ووجوده لا يساعد على ذلك
-سنرى ان كان هذا يجعلك تغيرين رايك
ومد ذراعيه الطويلتين يمسك بها ، قبل ان تتنفس كانت بين ذراعيه من دون ان يصغى الى احتجاجها ، وتخللت حرارة جسده قميص نومها الرقيق فاذابت عظامها
تأوهت وهى تبادله العناق ، وادركت انها ستكره نفسها لاحقا بعد ان عجزت عن منع نفسها
-سينتهى هذا الامر مرة واحدة والى الابد
حاولت جاهدة ان تلتقط انفاسها ، ان تجد ما تقوله ، ان تتمكن من تمالك نفسها : ما الذى تعنيه ؟
كان جوابه زمجرة خافتة ، وسرت سخونة فى جسمها جعلتها ترتجف ، وذهبت افكارها بعيدا اشبه بدخان يبعده الهواء
اوشكت الامور ان تخرج عن السيطرة عندما نادى صوت طفولى من غرفة الجلوس
-بابا ... انا جائع
كانت فوبى على وشك ان تستسلم ما يجعلها تندم بقية حياتها ، فشعوره مجرد رغبة جسدية ، وعليها الا تنسى ذلك . فهى ليست امرأة غير عادية بالنسبة لاليه ، ووجودها هنا مجرد مصادفة ، وتراجعت برعب عن حافة هذه الهوة التى اوشكت على ان تلقى بنفسها فيها ، واغمضت عينيها وتمتمت تشكر الطفلين الجائعين
قال بصوت خافت : ساطعمهما ثم اعود . يمكنهما ان يشاهدا فيلم الفيديو او ما شابه
زمت شفتيها بشدة ثم هزت راسها ، وبتصميم بالغ ، ارغمت نفسها على التحديق فيه : لن ننهى هذا الامر بالطريقة التى فى ذهنها ، وكل ما يمكن ان يثبته ذلك هو اننا بالغباء نفسه
ومرت لحظة ظنت فيها ان فكه سيتحطم لشدة التوتر الذى بدا عليه ، ثم اندفع مبتعدا عنها ، واسرع خارجا من الغرفة معبرا بصمته عن غيظه . لعلها اندست بماكس اثناء نومها لكن المسؤول عما حدث بينهما لاحقا هو ماكس ، وصاحت خلفه تقول : برينت ليس سوى فتى صغير ، يا ماكس منذ سنة كان لايزال فى المدرسة
فصاح يجيبها : اهتمى بالولدين ، فانا ساستحم
تمتمت : حسنا ، هذا افضل ايها الشهيد !
نزلت من السرير وهى تجر الملاءات معها ، وتتمتم : كما اننى لن اعود الى السرير اذا كانت هذه ستذكرنى برائحته الدافئة الرائعة
والقت بالملاءات فى زاوية الغرفة باشمئزاز . عليها ان تخرج من هذه الغرفة
ارتدت اول ما وصلت اليه يداها من ملابس ، ثم اسرعت الى الطفلين ، وعندما انتهت من الباسهما واعدتهما ، توقفت فى المدخل وصاحت باتجاه الحمام : ساخذ الولدين لتناول الافطار فى محا يولاندا
لم تهتم بما اذا كان ماكس قد فهم ما قالته ام لا ، كما جاءها جواب من خلف الباب غير واضح . لم تفهم ما اذا قال نعم ام لا ، ام اين هو ذلك المكان ؟ مهما كان جوابه فقد تجاهلته ودفعت الولدين الى الخارج . اتراها تهرب ؟ هذا يعود الى نظرتها الى الامر . على اى حال ، من امتيازات المربية ان تاخذ من هى مسؤولة عنه لتناول الفطور فى الخارج احيانا
*
-هل تمانعون اذا ما انضممت اليكم ؟
امضى ماكس عشرين دقيقة تحت دوش الماء البارد ، وخمس دقائق اخرى يتلقة مخابرة هاتفية لم يكن يريدها ، لم يشأ الخروج من البيت واخذ فوبى لولديه الى الخارج لتناول الفطور قد زاده ضيقا
-بكل تاكيد
لوحت بيدها من دون اهتمام ، بينما بقيت يدها الاخرى على فنجان القهوة ، وعندما ابتعدت الى اخر المقعد لتفسح المجال لماكس لحق بها متعمدا وحشرها فى الزاوية ، لكن المتعة التافهة التى جناها من هذه الحركة الصبيانية لم تخفف من ضيقه
رمقته بنظرة قاتلة اخفتها وراء ابتسامة مصطنعة ، وعرضت عليه ان تطلب له فطورا
-لا ، شكرا لقد اكلت فى البيت
والقى على ولديه نظرة صاعقة لكنه سرعان ما تذكر ان هذه النظرة تخفيهما فحولها بسرعة الى نظرة تساؤل : هل تستمتعان باكل الكعك ؟
-نعم ، يا بابا
-انها لذيذة ، يا بابا
-هذا عظيم
وعاد الولدان يغمسان فميهما حتى انفيهما بالكعك اللزج فيما نقر ماكطس باصابعه على المائدة محاولا ان ينظر الى فوبى وهى ترشق القهوة ببطء مثير . كان من المستحيل ان يتجاهلها ، فمجرد وجودها قريبة منه جعله يشعر بانه يريد ان ينتزعها من مكانها وياخذها بين ذراعيه
رفضها له ملآه احباطا ، كما شعر بجرح فى كرامته . تبا لها ! حتى انه لم يفهم ردة فعله ، فشعوره بعدم الرغبة فى الابتعاد عنها حاليا يكاد يجننه
-على ان اذهب الى اديليد
وضعت فنجانها على المائدة
-لم افهم
واخرجت من حقيبتها منديلا معقما مسحت به وجهى ويدى ولديه بسرعة ، ثم اقترحت عليهما ان يذهبا ليلعبا فى الفناء الخلفى للمطعم ، قائلة انها ستلحق بهما بعد لحظات ، كانت الالعاب عديدة وهى موضوعة بشكل يسمح برؤيتها من الباب والنوافذ الزجاجية وسرعان ما اومأ الولدان ثم اسرعا الى هناك
-تلقيت اتصالا من محامى ماريلين . لن يتطلب الامر اكثر من يومين او ثلاثة لكن ثمة امور على ان احسمها
-آه فهمت
وخفضت بصرها وركزته على غطاء المائدة القذر ، قبل ان تعود فتواجهه : متى ؟
-الان ، لقد حزمت امتعتى ، وهى فى السيارة
-سابذل جهدى فى خدمة الطفلين فى غيابك
-لا اريد ان ...
وسكت فقالت : لا باس ! انا اتفهمك انت مضطر للذهاب
وقفت واحضرت الولدين بعد ان وعدتهما باللعب طويلا على الرمال عندما يصلان اللى البيت ، وقف الجميع فى الخارج بجانب سيارة ماكس ، وقالت للولدين : ابوكما مضطر للسفر بعيدا ، لثلاث ليالى نوم . امنحاه قبلة وقولا له وداعا ، وبعد ذلك نعود الى البيت
دفعت الولدين الى الامام بيديها برفق ، وانحنى ماكس ليتلقى قبلتين طويلتين صبيانيتين . لم يشا ان يترك جوش وجيك الان ، كما لم يشأ ان يفعل هذا عندما يعود الى العمل ايضا . لكن ان يفارقهما برغبته افضل من ان يتوسلا اليه لاحقا كى يفعل هذا ، اليس كذلك ؟
انتصب فى وقفته ، ثم وضع يديه فى جيبه : ساتصل بكم
-ساتفهم اذا لم تفعل
ما الذى تعنيه بقولها هذا ؟ لا تزعج نفسك بالاتصال ؟ هذا ما فهمه من هذا ، وعندما صعد الى السيارة ، وضعت فوبى الولدين فى سيارتها الصغيرة وثبتتهما فى مقعديهما . لم يشأ ماكس ان يظهر ما يشعر به من احباط ، فلوح لهم بيده من دون ان ينظر اليهم ، ثم اندفع فى طريقه
*
انتهى الفصل الثامن


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 07:54 AM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9 - زائرة من بعيد .
لم تشعر فوبى بمثل هذا الملل منذ ... حسنا ، منذ وقت لا تستطيع ان تتذكره . لقد امضت وقتا صعبا منذ وصولها الى ماونتين جيم ، فهل اهتم احد بها ؟
كلا ، كان عليها ان تواجه المشاكل وحدها ، كالعادة واثناء مواجهتها لذلك لم ينفك ماكس ان يتشاجر معها ، ويغريها كى تتزوجه . لولا وجود الولدين لما اهتمت بهم جميعا !
مراجعة هذه الامور فى ذهنها جعلها تريد ان تنفث نارا ، اذا كان ثمة رجل لا يستحق ذرة من اعتبارها فهو ماكس ساوندرز
لقد ذهب لحسم قضية مزرعة ماريلين وقد شعرت بالاشفاق عليه وهى تراه مضطربا ، وكأنه لا يريد ان يتركها هى والولدين . وجعلتها مشاعرها المتضاربة ترغب فى ان تعرض عليه بأن ترافقه مع الولدين ... اى حل يبقيهم جميعهم معا . يا لحماقتها ! لحسن الحظ انها لم تستلم لمشاعرها فى السرير هذا الصباح
لكنها تساءلت الان عما دفعها الى الندم لعدم قيامها بذلك ؟ السبب هو فيليسيتى دانفرس . وادركت ان فكها عاد الى التوتر فحاولت ان تجعله يسترخى . بعد رحيل ماكس بيوم برزت المرأة على عتبة الباب حاملة جهازها الكمبيوتر النقال ومتاعها ... وعندما قالت فوبى لها ان ماكس غير موجود ، اجابت : : لاباس كنت اعمل بسرعة مخيفة ، ويومان ارتاح فيهما سيجعلانى بحالة حسنة قبل عودة ماكس ، وفى الواقع انه توقيت ممتاز
كانت قد صرفت سيارة الاجرة
ثم دخلت ببطء وتشامخ
كانت لتحتمل الامر ... حسنا ، ليس تماما . لعل فوبى تقبلت الامر ... لكن المسألة لم تقف عند هذا الحد ...
عند سؤال فوبى عن سبب هذه الزيارة ، اجابت فيليسيتى : انا هنا لاقوم بعمل ماكس اليومى ، يا حبيبتى . انها خدمة لن يستطيع ان يرفضها ... ثم ، حسنا ....
وسكتت بخجل ثم عادت تتابع : وبعض الامور الاخرى التى لن يقاومها ، والان احضرى لى كوب شاى من فضلك ، ثم كفى عن ازعاجى . ليس لدى وقت لاعطاء تعليمات للخادمة
كبحت فوبى رغبتها فى ان تضربها على رأسها وعندما قالت لها انها مربية وليست خادمة ، رفعت هذه حاجبيها وقالت : لافرق بين الوضعين ، كونى فتاة طيبة واحضرى الشاى والامتعة من الخارج
ولا حاجة للقول ان امتعتها بقيت فى الخارج الى ان ادخلتها فيليسيتى بنفسها ، لكن فوبى احضرت لها الشاى لانها فى الاساس انسانة طيبة للغاية . ذكرها وجود المرأة فى البيت ا بطبيعة ماكس الحقيقية
وكيف لا ؟ كانت فيليستى مثال المرأة التى يرغب فيها ماكس ، وقد لا يكون لدى هذه المرأة الوقت الكافى لاعطاء تعليمات للخادمة ، لكن لديها الوقت لتعذيبها ، وقد عمدت الى ذلك دون ادنى اعتبار لمشاعر فوبى التى جرحتها عند حضورها ، ولم تفعل شيئا لاحقا للتخفيف عنها او تحسين الوضع بينهما . ارادت فيليسيتى ان تعرف كل شئ عن ماكس ، اسلوب حياته وعاداته . لم تبد اهتماما عندما اخبرتها فوبى عن ولديه
يبدو ان هذا الخبر لم يطرق سمع فيليسيتى من قبل وبدا واضحا ان فيليسيتى لا تنوى ان تدع وجود الولدين يقف فى طريقها .
قد لا تكون زيارتها هذه بناء على موعد سابق ، لكن من الواضح انها هنا لتنشب مخالبها فى ماكس وهى واثقة تماما من انها ستنجح فى ذلك . ص3رفت فوبى باسنانها وحاولت ان تتعقل فحرصت على البقاء خارج المنزل مع الولدين ، ما ابقى فيليسيتى فى المنزل وحدها
كان النهار حارا خانقا ، اشبه بالجو داخل المنزل
قالت تخاطب جوش وهى تشير الى زر هناك : حاول ان تضغط على هذا الزر يا جوش هذه هى الطريقة
واخذت تنظر الى الصبى وهو يضغط الزر ثم يصيح مبتهجا عندما سار القطار الذى يعمل بالبطارية على سكته ، فيما جلس جيك بعيدا بين العابه المطاطية ، وتمنت فوبى لو يمكنها ان تقنع المرأة التى فى منزل ماكس بالذهاب الى العالم الاخر
اسوأ ما فى الامر هو ان فيليسيتى تملك كل ما ينقص فوبى ، فهى امرأة عاملة بالغة الجاذبية مذهلة الجمال والذكاء تعرف بالضبط ما تريده وكيف تخطط للوصول الى مبتغاها وبالمقارنة . شعرت فوبى بانها غبية ومزرية ، وتعالى ذلك الصوت الخشن الذى يهيج الاعصاب : انتم يا من هناك ، اظننى اخبرتكم اننى اريد ابريق شاى
تمتمت فوبى : لابد انها سمعتنى افكر فيها
واطبقت اسنانها بشدة لكى تمنع نفسها من الصياح بكلام لا ينبغى التفوه به ، ولفت انتباهها صوت سيارة قادمة ، انه ماكس ها قد وصل اخيرا . اخذت فوبى تفكر فى كل تلميح او تعريض قذفتها به فيليسيتى طيلة اليومين الماضيين فى موجة كادت تخنقها. تذكرت كيف قالت فليسيتى انها ستنقض على ماكس حال نزوله من سيارته ، ورات فوبى وهى تتصور ماكس وفيليسيتى معا ان ماكس ما هو الا دودة ، افعى ، ضفدغ سام على دودة على افعى
لقد طلب منها الزواج لكنه لم يكن صادقا فى ذلك ولابد انه شعر بالارتياح عندما رفضت عرضه . جل ما اراده ماكس منها هو ان تستلم له ، ومع ذلك تركت نفسها تقع فى غرامه ، وهى ما زالت تحبه رغما عنها ، وانتظرت عابسة ثم قالت للولدين عندما اوقف سيارته : جاء والدكما
هتفا بفرح ثم ركضا يهبطان الدرجات ، وتبعتهما هى ببطء مصممة على لعب دور المربية ، ولو قتلها ذلك . لا يمكنها ان تدع ماكس يدرم مدى كرهها لفكرة اجتماعه مع فيليسيتى . ليس لديها من خيار اخر سوى القيام بدورها على افضل وجه ،
تصرفت بشكل ممتازا الى ان استدار ماكس من خلف السيارة حاملا امتعته ورآها فارتسمت على شفتيه ابتسامة بالغة الحلاوة ، ما جعل فوبى تنسى للحظة كل ما يحيط بها وتحدق فى وجهه ، وقد عاد اليها كل الشوق الذى ظنت انه انتهى وتلاشى
لم بدا لها بهذا الشكل ؟ لِم لم يبق متمالكا نفسه بدلا من ان ينظر اليها بهذا الشكل ؟
انها مخيلتها التى تصور لها انه سعيد لرؤيتها . لقد ابتسم لانه امل ان تساعده فى حمل امتعته الى الداخل . نعم ، فهذا ما تظن فليسيتى انه يناسبها
اخذ الولدان يضحكان ويرقصان لكن ماكس وقف ينظر الى فوبى برغبة لم يحاول ان يخفيها
هذا الضفدع ... الافعى ، الدودة ... كيف يمكنه ذلك ؟
وتقدم منها : فوبى لقد افتقدتك و ....
-لديك زائرة
كانت الكلمات مشحونة بالغضب حتى كادت فوبى لا تعرف صوتها . كانت تعلم ان وجهها يظهر من دون شك كل الاحتقار الذى تشعر به فضلا عن اشمئزازها البالغ من نفسها ....
كيف تاثرت بماكس ولو للحظة بينما هى تعرف حقيقته ؟ ماكس ساوندرز لا يمكن ان يكون مخلصا فى حياته
وبدت الحيرة على وجه ماكس : ما الذى تتحدثين عنه ؟
استدارت فوبى واخذت ترتقى الدرجات الى الشرفة : الا يمكنك ان تخمن ؟ دعنى اصفها لك . ساقان طويلتان ؟ ابى يملك العديد من متاجر المجوهرات ؟
امسك ماكس بذراعها يديرها اليه : فيليسيتى دانفرز ؟ هل قلت ان فيليسيتى هنال ؟
-ومنذ يومين طويلين للغاية
ونفضت ذراعها من يده وتابعت سيرها : ادرك ان لديك اسئلة كثيرة لكن حاول الا تمددها على السجادة وان تجد لها مكانا خاصا بها . ثمة طفلان سريعا التاثر فى المنزل
ومربية غاضبة للغاية !
القى عليها ماكس نظرة صاعقة : ما الذى تتحدثين عنه بحق جهنم ؟
-هذا طلب بسيط يا ماكس ، وانا واثقة من انك ستنفذه اذا فكرت فيه
اخذ فك ماكس يرتعش ونادت هى الولدين ليدخلوا الى المنزل وعلى فمها ابتسامة زائفة وهى تعدهم بحوض حمام ملئ بفقاعات الصابون وبعشائهم المفضل ما داما كانا طيلة النهار مهذبين ، وعندما تبعهم ماكس رمقته بنظرة حقد وهى تتابع قائلة : وسيقرأ لكما بابا حكاية قبل النوم . انا واثقة من ان يبامكانه ان يتدبر بعض من الوقت الذى سيمضيه مع زائرته ، من اجل ولديه الحبيبين
وقبل ان يتمكن ماكس من مناقشتها ، او يخبرها بانها تجاوزت الحدود مرة اخرى ، تكلمت الضيفة : ماكس ، يا اعز الناس
ونهضت فيليسيتى بشعرها الاشقر وساقيها الرشيقتين اللتين لوحتهما الشمس ، من جلستها المسترخية على الاريكة فى غرفة الجلوس ثم اندفعت لتلقى نفسها على صدره . نصحت فوبى نفسها بعدم الاهتمام وهى تستمر فى سيرها متمنية لو بامكانها ان تركل هذه المرأة على ساقها ثم تعود لتركل ماكس ايضا
آخر ماراته قبل ان تغلق باب الحمام بعنف خلفهم هو يدا ماكس ترتفعان لكى تقبضا بقوة على ذراعى فيليسيتى . لاشك انهما الان متعانقان ولم تستطع ان تقف لترى هذا المنظر
تركت المياه تتدفق وهى تحدث نفسها بانها لا تهتم بما رأت مثقال ذرة . اذا ارادت فيليسيتى ان تطلق لنفسها العنان مع ماكس ، فهنيئا لها ! ففوبى ليست بحاجة الى اى من هذا وهى سعيدة فى وحدتها
وفكرت فى ان تهرب باقصى ما يمكنها من السرعة لكنها عادت فاخمدت هذه الرغبة ، لديها عمل تقوم به وستقوم به ، والا بدا الامر وكأنها تهتم بما يفعله ماكس ، وهذا ما لا تريده !
*
-ماذا تفعلين هنا فيليسيتى ؟
فك ماكس تاصابعها المتشابكة ثم ابعدها عنه ، محاولا ان يتحكم بما يشعر به من احباط
كانت فوبى غاضبة كما انه لم يجد وقتا ليحيى ولديه قبل ان تاخذهما بعيدا عنه
قالت بدلال وهى تدسّ اصبعها داخل ياقة قميصه عابثة : اظن ان بامكانك ان تقول لاننى رسول خاص جاسوسة !
كانت عيناها تشعان جشعا وانانية لم تعجبه على الاطلاق ، وقال وهو يتراجع الى الخلف : رسول لماذا ؟
ردت راسها الى الخلف ضاحكة : لا اعمال ابى طبعا ، اذا سارت المفاوضات بشكل حسن فى اليومين القادمين ، فساكون قادرة على ان اقدم لك عرضا يرضيك تماما
لم يشأ ماكس ان يفاوض طوال يومين ، ولا حتى طوال ساعتين كما لم تكن هذه هى العودة الى البيت التى ارادها ، كما ان غضب فوبى غير منطقى . هذه المرأة الغاضبة المشاكسة التى سجنت نفسها لتوها فى الحمام مع الولدين ، لم تكن بالضبط ما توقع ان يرى لعله مجنون ليسرع عائدا الى البيت يقوده شعور بأنه يريد ان يكون حيث هى . هذا جنون يا لجهنم ! لقد شعر بعدم الاستقرار بعيدا عنها وكأن بينهما عملا لم ينهياه
اى عمل هو ذاك الذى لم ينتهِ ؟ اهى مسالة الزواج ؟ لقد اعطت رايها بذلك بوضوح وانتهى الامر . بدا واضحا انها لا تريد اى علاقة معه ، فماذا تريد هذه المرأة اذن ؟ بعض من دمه ؟ التفرد بعمله ووضع اليد على مبلغ ضخم منه ، لكن لا ... وادرك بعد امعان النظر ان ما يفكر فيه هو اقرب الى وصف فيليسيتى منه
-ماكس ، حبيبتى هل سمعتنى ؟
وهمّت بان تعانقه لكنه تجنبها ، لم يكن يريدها هنا
-نعم ، سمعتك انك تتحدثين عن شركتكم واهتماماتها ما وراء البحار
فقالت باسمة بمكر : هذا صحيح ثمة الكثير اقدمه لك ، هذا اذا كان الجو مناسبا لعقد اتفاقية
-اكتبى لى العرض وسندرسه ، ويمكنك الذهاب
لقد افزعه حضورها الى هنا معتبرة وكانها فى بيتها ، هذه الوقاحة البالغة اخرسته تماما
لم تعلمه فوبى بحضور فيليسيتى عندما اتصل بها مرتين ، وكانت من الجفاء بحيث قرر بعد الاتصال الثانى الا يتصل مرة اخرى مفضلا ان يتحدث معها شخصيا عند عودته الى البيت
عندما ابتسمت له فيليسيتى مرة اخرى ... ابتسامة ماكرة اظهرت بوضوح اقتناعها انه سيخضع لارادتها بسهولة ، فثارت اعصابه .. لا وقت لديه لحيلها حاليا : انطقى بعرضك ولا داعى لتضيع الوقت
حول الغضب ملامح فيليسيتى الى قناع بشع للحظة ثم عادت تهز راسها رافضة وهى تبتسم ابتسامة تسامح : كل شئ فى وقته يا ماكس . اسرعت الى هنا مباشرة بعد جولة دولية محمومة استغرقت اسبوعين ، ومازلت مشغولة بوضع تفاصيل العرض الذى ستقدمه شركتنا لك . اخشى ان عليك ان تتحملنى فترة اطول اذا اردتنا ان نتحدث عن العمل
اخذ ماكس يزن خياراته هل يلقى بها خارجا ويخسر الصفقة ، ام يبقيها هنا ليتاكد من ربحها ؟ كم ستزعجه خلال اربع وعشرين ساعة اخرى ؟ كما ان الذنب ليس ذنبه اذا كانت فوبى غاضبة ، فهو لم يستدع فيليسيتى الى هنا ومع ذلك . كان عليه ان يكبح شتيمة قبل ان يسالها : هل ابوك ....؟
-لقد رحل الى احد اماكن عزلته ، وهو لا يرد حتى على الاتصالات المستعجلة للحالات الطارئة ، لكن هذا لا يشكل اى فرق فى وضعنا . اعلم انك ستسر فى ... التعامل معى
تصاعد غضب ماكس : انا احب مناقشة شؤون العمل معك
اذا ظنت فيليسيتى انه يهتم بشئ اخر غير العمل معها ، فسيخيب املها ، واستدار يريد ان يبتعد عنها ، لكن ضجة خلفه انباته بخروج فوبى وولديه من الحمام ، فوقف . ويبدو ان فيليسيتى فهمت من ذلك اشارة لتلقة بنفسها عليه ففعلت ،
وبينما قبض على ذراعيها ليبعدها عنه استدار الصبيان حولهما ثم تسللا الى غرفتهما . اما فوبى فالقت عليه نظرة اشمئزاز ثم اسرعت فى سيرها ، متجنبة الاقتراب منه ، لكنه هتف بها بخشونة : فوبى هل لك ان تنتظرى لحظة من فضلك ؟ اريد ان اتحدث اليك عن الولدين ؟
رفعت فوبى انفها فى الهواء وحملقت فيه وكأنها تتحداه : لقد افتقداك ولا ادرى لماذا لكنهما كانا باحسن حال . اعتنيت بهما كاحسن ما يكون بالرغم من الفوضى التى حلت فى البيت مؤخرا
اراد ماكس ان يوضح لها انه بالرغم من اهتمام فيليسيتى الفاضح به لا يهتم هو بها ، وانه لم يدعها لزيارته لكنه عاد وتساءل فجاة عما جعله يزعج نفسه بذلك . كانت فوبى تتسرع بالاستنتاج كعادتها فلم يهتم ؟ سبق واوضحت انها لا تريد اى علاقة معه ، وبالتالى لا علاقة لها بما يحدث بينه وبين فيليسيتى
-هذا حسن جدا ، انا مسرور لان الولدين فى احسن حال
مازال ينوى التخلص من فيليسيتى فى اقرب وقت لكن تحقيق هذا بدا له اصعب مما يظنه
فى اليوم التالى تاخرت فيليسيتى فى النوم الى حد انه لم يجد فرصة للتحدث معها الا بعد الغداء ، وعندما طلب ان يعقد اجتماعا معها وافقت على الفور على الفور ، ثم امضت معه الساعة والنصف التالية فى مكتبه تتحدث عن كافة الامور ماعدا العمل
قسم كبير من حديثها دار حول رغبتها فى تعزيز موقعها وفى اختيار الرجل المناسب لذلك ، وشعر ماكس وكانه يضرب راسه بجدار وشكر الله فى سره ، عندما قالت انها بحاجة الى تخصيص بعض الوقت لاقتراحها هذا ثم تتفرغ له لتعرضه عليه . وهكذا امضت طوال فترة بعد الظهر فى اجراء اتصصالات هاتفية وهى تسير فى كافة انحاء البيت وكانه لا احد سواها فيه . كانت قادرة على ان تقتل المرء ازعاجا لعل غضب فوبى له ما يبرره ، لكن هذه الفكرة لم تدم طويلا ، لان فوبى لم تكن مستعدة لمنح ماكس ساعة واحدة من وقتها . فاذا دخل الى الغرفة التى تجلس فيها فوبى حملقت فيه وسالته عن حالهما هو وفيليسيتى بلهحجة تلمح فيها الى رجائها بان يختنقا معا ، ثم تندفع مع الولدين الى مكان اخر
اغاظه سوء ظن فوبى به وقرر ان يحبس نفسه فى مكتبه . ربما اذا ما تجاهل تقربها اليه فسوف تدرك انها تضيع وقتها وتركز على مشروع العمل بينهما
لكن صوت بكاء الولدين التعيسين جعل ماكس يعود الى غرفة الجلوس حيث دخل الغرفة ليرى طفليه شاحبين وانفيهما المحمرين فتملكه الفزع سريعا . لم يبكيا منذ فترة طويلة ما جعل ماكس ينسى كم كان يشعر بالتوتر لبكائهما ، وكانت فوبى تحاول ان تلعب معهما لعبة بسيطة ، فيما جلست فيليسيتى على الاريكة بعجرفة وكبرياء تنظر الى المشهد تحت انفها . لم لا تذهب الى مكان اخر اذا كان هذا يشعرها بالاشمئزاز ؟ او تنهى عملها وتترك المنزل نهائيا ؟ وهذا هو الافضل ؟
تقدم ماكس من فوبى وقال بهدوء : ما المشكلة ؟
-ردت فوبى عابسة : انهما يعانيان من الزكام
لكن الجنان بدا على وجهها حين التفتت الى الصبيين
-اتريديننى ان اصحبهما لرؤية الطبيب ؟
لم يكن يعرف كيف يتدبره امره مع الاولاد المرضى فى مثل هذا العمر ، وكم يبدو الزكام مخيفا لمن هو فى الرابعة من العمر ....
-بقدر ما اتمنى لهما سرعة الشفاء ، الا ان لا فائدة من ذلك
بدا صوت فوبى ضعيفا لاول مرة منذ ايام : سيقول الطبيب ان الزكام سيزول بعد يوم او يومين ويقترح اى دواء لدينا فى البيت ، وكنت قد لاحظت ان الادوية قليلة فى البيوت هنا ، فخزنت ما ظننته سيكون نافعا اثناء خروجى للتسوق
لطالما فكرت فى تفاصيل لم يفكر فيها ماكس ، انها افضل منه فى العناية بطفليه لكن ماكس حاول ان يمد يد العون : ساساعدك فى العناية بهما اذن
اومات فوبى فهذا خير من لا شئ . نظر اليها برقة بالغة لحظة طويلة ، ولم تكن هى تنظراليه ، فاخذ يجول بنظراته على جسمها الى توقف عند شعرها الاشعث السخيف الشكل . لقد اشتاق الى هذا الشعر ، اشتاق اليها كلها ، اكثر من ان يحتمل خلافهما على امور تافهة ناتجة من سوء تفاهم . لم يشأ ان يدعها تعتقد ان ثمة علاقة بينه وبين فيليسيتى .
وقرر ان يفسر الامر لها ويجعلها تعلم ان كل ما يهمه بالنسبة لفيليسيتى هو العمل . لعله سيتمكنم من ارساء الامور مع فيليسيتى ثم يتخلص منها ويعيد الامور الى نصابها مع نهاية النهار لكن عليه اولا ان يساعد فوبى ثم يتحدث اليها على انفراد ليشرح لها حقيقة الامر
لم يتمكن من تحقيق اى من الهدفين فى ذلك النهار ... وبعد ان امضى ماكس ليلة مرهقة فى رعاية جيك ، بينما اخذت فوبى جوش الى غرفتها لترعاه تساءل عما اذا كانت الامور ستعود الى طبيعتها مرة اخرى ، وفى اليوم التالى راحت فيليسيتى تتقاعس مجددا عندما طلب منها الانتهاء من الصفقة ، وكنم ماكس رغبته فى ان يخبرها كم هى انانية عديمة التفكير ، وركز اهتمامه على ولديه اذ بدا واضحا ان فيليسيتى تلعب لعبة ما ولم يعلم ما الذى ستستفيده من وراء ذلك . رغم انه رآها مرتين ترمق فوبى بنظرات قاتلة وحاول ماكس جهده ان يتمسك بالهدوء .لكن عندما اخذ احد ولديه يبكى للمرة المائة ذلك الصباح ، لينضم اليه اخوه على الفور تدفقت الكلمات من فمه من دون وعى منه ، فقال مخاطبا فوبى : هل انت واثقة من انهم لن يستقبلوهما فى مركز العناية اليومية ؟ يفترض ان يبدا هذا اليوم
اقشعر جسم فوبى ازاء لهجة ماكس الخشنة ، كانت متعبة اذ صبرت على فيليسيتى وهى تغازل ماكس بنظراتها ولمساتها ، مبدية بوضوح انه يذوب حبا بها بالرغم من تظاهره بالرزانة والحذر فى وجود فوبى ، كانت فوبى تدرك ما يدور خلف باب ذلك المكتب المغلق
والان ، ها هو يطرح هذا السؤال ! هذا السؤال الذى رللا يتعلق ابدا بمصلحة وحاجة الولدين
-اريد ان اذهب الى مركز العناية اليومية
جاء هذا الطلب من جوش بينما فوبى تمسح انفه مرة اخرى ، وضرب الارض بقدمه وهو يتابع : ضجرت من هذا البيت
فقالت فوبى وهى تحتضنه رامقة ماكس بنظرة جانبية غاضبة : اعلم انك متلهف للذهاب يا جوش لكن لا يسمح للاولاد بالذهاب الى مركز العناية وهم مصابون بالزكام كيلا ينقلوا العدوى الى الاولاد الاخرين . هل نسيت اننى اوضحت هذا من قبل ؟
من المؤسف ان ماكس لم يسمع هذا الكلام حينذاك ، وارتجفت شفة جوش السفلى : لنخرج الى الحديقة ولنلعب اذن
بدا الاحباط فى نبرة صوتها وهى تقول : السماء تمطر
السماء تمطر منذ استيقظوا فى الصباح ، ما اشعرها بالتعاسة : انسيت اننى قلت اننا لا نستطيع الخروج الا بعد ان يتوقف المطر ؟ اذا ابتلت ملابسك فسيصبح الزكام اسوا
قالت فيليسيتى بحلاوة من حيث هى جالسة على الاريكة : يا للاحباء الصغار ، اما من شئ يمكن ان تفعليه لهما ليريحهما ؟
-انا ابذل جهدى
وصرفت فوبى باسنانها وهى تقاوم رغبة ملحة فى ان تدفع جيك نحوها لتنظف انفه بالمناديل الورقية لكن الطفلين لا يستحقان ان يتالما نتيجة غضب فوبى ، وهذا وحده ما منعها
ما الذى يجده ماكس فى فيليسيتى ؟ ام ان الحب يعمى ؟كان هذا اول ما تبادر الى ذهن فوبى . لكن هذا لا ينطبق على ماكس ... هى الرغبة الجسدية التى تجعل الرجال حمقى
تمتمت فوبى بذلك بصوت خافت فقالت فيليسيتى : المعذرة ... لم اسمع ؟
-لا شئ
وتحولت فوبى عنها وهى تتساءل عما يمكنها ان تفعل ليبقى الولدين سعيدين
اقترحت فيليسيتى : ما رايك فى ان تاخذيهما الى السينما ، او التسوق او اى شئ اخر ؟
فاجابت فوبى وقد فرغ صبرها : او ربما نسمح لهما بالراحة فى بيتهما لكى يستعيدا صحتهما
وامسكت بيد كل من الولدين وضغطت عليهما بحنان ثم سارت بهما بلطف بالغ الى خارج الغرفة وهى تقول لهما مداعبة : لنرى ما يمكن ان تجده فى غرفة نومكما ... ربما حكاية حلوة او شئ ما
وعندما ابتعدت سمعت ماكس يتوجه الى مكتبه . ثم صوت اقفال الباب ، وتساءلت كيف تتقبل فيليسيتى ان تترك وحدها مرة اخرى ؟ لكن هذه ليست مشكلة فوبى ، وطلب الطفلان ان يسمعا حكاية الفيل ساغى باغى ، وكانت فوبى قد تركتها فى غرفة الجلوس فتركت الولدين على كره منها ، وعادت لتستعيد الكتاب
-ماذا تفعلين هنا ؟
فوجئت فوبى بزمجرة فيليسيتى ، واجابت : اخذ كتابا ، رعاية اولاد ماكس تتطلب منى احيانا ان اتنقل من غرفة الى غرفة فى المنزل
واتجهت الى سلة العاب كبيرة فى الزاوية آملة ان تجد الكتاب بسرعة لتعود ادراجها ، فقالت فيليسيتى هازئة : انت تظنين نفسك رائعة ، اليس كذلك ؟ اذ تدعين الاهتمام بذينك الولدين المفزعين
ما مشكلة هذه المرأة ؟ واستدارت فوبى وقد ثار غضبها ، ووقفت تواجه فيليسيتى وظهرها الى الممر ، ونظرها مسمر على وجه المرأة : لا ادرى ما الذى جرى لك فجاة لكن علاقتى بجيك وجوش ليست من شانك
باى وقاحة تنتقد هذه المرأة علاقتها بالولدين ؟ باى وقاحة ؟ لم يكن لردة فعل فوبى العنيف اى مبرر وهى تعلم ذلك لكنها لم تستطع ان تدع الامر يمرّ
-لا تظنى انك ستبقين هنا طويلا لرعايتهما
ورفعت فيليسيتى شعرها عن كتفيها بحركة جعلت فوبى تريد ان تقتلع عينيها باصابعها ، بينما تابعت تقول : لن تبقى حالما اسيطر على الامور فى هذا البيت
-سابقى هنا طالما اتفقنا انا وماكس على ذلك ، واذا كنت تظنين ان ماكس سيلتزم باى علاقة دائمة فيليسيتى فانت تخدعين نفسك لانه لا يحب الالتزام ، لابد انك ادركت ذلك
هذا ما ظنته فوبى ، حتى هذه اللحظة لكن الشك بدا يراودها . هل توصل فيليسيتى وماكس الى اتفاقية ما ؟ هل قرر ماكس ان يجعل فيليسيتى جزءا من حياته بشكل ما ؟
-فى الواقع ، انت الحمقاء
واعتدلت فيليسيتى ثم وقفت وواجهتها : انت مغرمة بماكس بينما هو يراك مصدر احراج له
هل تكلم ماكس عنها وتحدث عنها الى هذه المرأة هازئا ؟ لكنها لا تحب ماكس وهذا لا يعنى انها تحب ماكس اصلا ، واذا ظن انها تحبه فهو واهم
هذا التاكيد الصمت لم ينفع فى تخفيف الخزى الذى هدد بان يغمرها وسمعت صوت خطوات قريبة منها لكنها كانت من الاضطراب بحيث لم تستدير لتتحقق من القادم : انت لا تعرفين شيئا عنى وعن مشاعرى
نظرت فيليسيتى اليها شامخة الرأس وكانها تفحص جرثومة : لا ؟ انت شفافة كالزجاج بتحديقك الغيور وجهودك الواضحة التاثير فيه من خلال طفليه المزعجين
-انهما ليسا مزعجين ، كيف تجرؤين على ان تصفيهما بذلك ؟ الصبيان يستحقان كل دقيقة امضيها معهما ، والعناية بهما هو انفع ما قمت به فى حياتى ولن اتخلى عنهما بسببك
حماستها وهى تقول هذا جعلتها تلهث . لقد تقبلت فوبى هذه الحقيقة الان ، وما من عودة عنها .
حقيقة انها مولعة بجيك وجوش ، واذا كان عليها ان تنفصل عنهما يوما ما ، فهذا يعنى انها ستنفصل عن جزء من كيانها كان شعورها نحو الصبيين كشعور الام نحو الطفل الذى تنجبه ، لم تعد تشعربالفراغ لانها لا تستطيع ان تنجب بل هى تشعر لاول مرة بفراغ عميق كلما فكرت فى فراقهما ، وقالت فيليسيتى وهى تشير اليها باصبعها : جلّ ما يحتاجه الامر هو ان اجعل ماكس كاللعبة فى يدى ، فيفعل كل ما اريده
كان على فوبى ان تبتعد ان تدير ظهرها بكل بساطة وتغادر الغرفة ، لكنها لم تستطع كان عليها ان تواجهها حتى لو ان تخيلها لهما معا يجعلها تريدد ان تصرخ ، وتحطم ما حولها
-لكن ما الذى ستطلبين منه عندما يصبح تحت تصرفك ؟
-اولا . ان يطردك من هذا البيت ، ومعك طفليه المزعجين . ثمة مؤسسات تستقبل الاطفال غير المرغوب فيهم ، وفى الوقت المناسب انا واثقة من اننى ساتمكن من اقناعه بان يتخلص منهما معا ، وفى وقت واحد . لا احد يرغب فى ابن زنا فكيف اذا كانا اثنين ؟
كان لمثل هذا القول وقعه على وفوبى فوضع الولدين يشابه تاريخها هى ايضا ، وتنفست بعمق محاولة ان تستعيد هدوءها
-لا اريد ان ابتعد
-لماذا يا بابا ؟
التفتت فوبى بذعر ، لترى الطفلين فى الممر على وشك البكاء بينما ماكس يقف خلفهما مباشرة ، وقد وضع يديه على كتفى طفليه وهو يقول لهما : اذهبا وانتظرا فى غرفتكما
عندما تحرك الطفلان ليمتثلا لامره ، التفتت هو الى فوبى وقال مطبق الاسنان والغضب يحفر خطوطا عميقة فى وجهه : انتبهى الى الطفلين من فضلك
كان صوته هادئا لكن ملامحه بدت بصلابة حجر الصوان وبرودة الثلج ، وقبل ان تتمكن من الرد باكثر من ايماءة ، دخل ماكس الى الغرفة واندفع الى فيليسيتى والتصق بها بما يشبه العناق ، ثم خرج برفقتها وبعد لحظات ، انصفق باب سيارة ثم باب اخر ، وتصاعد صوت سيارة ماكس الرباعية الدفع فى الطريق الجانبى ، مبتعدا عن المنزل
حسنا ، هذا يعكس بوضوح تام ما هى اولويات ماكس بدا واضحا انه يرغب فى فيليسيتى لنفسه ، فى مكان خاص حيث يمكنهما ان يتبادلا الغرام من دون مقاطعة ، ولا شك فى انه سيعود الى البيت لاحقا ويوبخ فوبى لتكديرها صديقته ، وانحنى كتفا فوبى وانهمرت دموعها . لم تر ملامح ماكس متغيرة بهذا الشكل ، وهذا كله بسبب فيليسيتى . كله من اجل فيليسيتى
*
انتهى الفصل التاسع


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 07:56 AM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

10- سرنا المشترك
للغضب قدرة على ان يحرق المشاعر الاخرى او على الاقل ان يخفيها خلف هديره الهائج . كان هذا حال فوبى حين سمعت صوت سيارة ماكس تعود متاخرة ذلك المساء ، كانت غاضبة الى حد لم تعرفه من قبل ما جعلها لا تستطيع ان تنتظر لحظة واحدة من دون ان تصب جام غضبها عليه
كان الطفلان مستغرقين فى نوم عميق فى سريريهما بعد ان تناولا الدواء وارتاحا مطمئنين الى مستقبلهما الذى صممت فوبى على ان تسانده ، هذا ما تنوى القيام به بالضبط به الان ، ولن تهتم مثقال ذرة فيما لو عاد ماكس مع فيليسيتى لكى يجعلها شريكته فى الحياة ، وفى هذه اللحظة بالذات
على فوبى وماكس ان يتفاهما وحدهما الان وهذا من اجل جيك وجوش يكفى ماكس مراوغة وخوفا ورفضا للالتزام مهما كثرت الاسباب التى لا تعرفها ، وستحرص على ان يقوم بما هو مناسب نحو ولديه ويبقيهما معه ويبعتنى بهما بالشكل الصحيح ، والا سوف ... سوف تاخذهما منه بنفسها ، ولن يتمكن من منعها يا لسخافة افكارها هذه . لكنها كانت تساعد على استمرار غضبها وقاد الغضب فوبى الى الخروج بخطوات واسعة بطيئة ، وعندما دخلت الى المرآب صفقت باب البيت خلفها ... وكان هذا غباء منها اذ سادت الظلمة على الفور ... لكنها اخذت تتلمس طريقها الى الامام متجهة الى مقعد السائق مصممة على ان تفاجئ ماكس قبل ان يلتقط انفاسه
انفتح باب السيارة ثم انغلق ما منحها من الضوء ما يكفى لترى ماكس واقفا يواجهها
-لن تاخذهما بعيدا
كان صوتها حادا بعض الشئ لكنها لم تستطع ان تتجنب نبرة التهجم : لن تاخذهما الى اى مكان ، هل تسمعنى ؟ لا يهمنى مدى روعة فيليسيتى . هذان الطفلان سيبقيان مع ابيهما ، ويحصلان على رعاية ابيهما واهتمامه
وبقيت تسير فى ما ظنته الاتجاه الصحيح وهى تتابع : انت مدين لهما بهذا يا ماكس ... وانت تعلم هذا ... اووو ....
واصطدمت بصدر صلب ، لتحيط بها ذراعان قويتان تثبتانها . بينما هى تقاومه بشكل آلى لتتخلص من قبضته . كان هو يقول بنبرة ضاحكة : من الافضل ان تلتقطى انفاسك ، يبدو انك اسات الفهم
سوءالفهم ... واخذت تضرب فى الظلام لكنه امسك بقبضتها قبل ان تصيبه ضربة منها ، فراحت تتلوى وتقاوم بينما هو يجرها ويسير شيئا فشيئا نحو مفتاح الاضاءة . حاولت التخلص منه لكنها لم تنجح ، وعندما اضاء ماكس المكان كشف عن مدى التقارب بين جسديهما والتصميم على ملامحه وهو ينظر اليها ، واخذت فوبى تتنفس بعنف : لا يمكنك ان ترسل الولدين الى مدرسة داخلية او اسوا من ذلك . الا تدرك مدى قسوة ذلك اذا ما هجرتهما بتلك الطريقة بينما سبق وخسرا الكثير ؟
فقال وهو يهز كتفيها : لا تكونى غبية ، ليتك تكفين عن هذه الثرثرة وتصغين الى ...
-اهتمامى بولديك ليس غباء يا ماكس
وحاولت مرة اخرى ان تضربه ، وصدها مرة اخرى ، ثم قال : هذا ليس ما اعنيه
جاء صوته اكثر عمقا ، لكنها كانت من السخط بحيث لم تلحظ ذلك . فكيف تلحظ معناه ؟
-انت تدّعين ان خبرتك فى الحياة تكون ردة فعلك
-ربما هذا صحيح
وردت راسها الى الخلف : اذا كان هذا هو الحال ، فلدى سبب وجيه لهذا ، ولداك لا يستحقان نوع الطفولة التى عشتها انا . لم اشعر بان ثمة من يحبنى ، ولطالما تساءلت عما اذا كان نزلاء الملجأ قد ارتكبوا ذنوبا فاستحقوا هذا العقاب ، لا يمكنك ان تفعل هذا بهما . يكفى سوءا انك تبتعد عنهما ، اذا ما فضلت فيليسيتى عليهما وتخلصت منهما كما تريد . لن يبقى لهما شئ ... لاشئ
بدت الرقة فى نظراته وقال : فوبى ....
-اين هى تلك المرأة على اى حال ؟
طرحت هذا السؤال وحمّلته غضبها واستنكارها ، فهى لا تريد ان تقف هنا وتدع ماكس يبدى شفقته عليها بسبب ماضيها ، كما بدا جسدها يتجاوب معه ، وهذا ما لا تريد لماكس ان يلحظه . ونظرت الى داخل السيارة فوجدتها فارغة فيما قال : فيليسيتى ليست هنا وهذا واضح
كان جسداهما متلاصقين الى حد لم تشأ فوبى ان تفكر فيه
قالت : دعنى اذهب
-بعد دقيقة ، انت لست موضع ثقة حاليا
-هذا مضحك ، اذا كان هناك من هو ليس موضع ثقة فهو انت
واخذت تتلوى لكى تتمكن من رفسه بقدمها ، لكنه ثبتها مكانها بحزم وشدّ ذراعيه حولها : كفى تململا والا لن اكون مسؤولا عن النتيجة
فى هذه اللحظة شعرت بانها تكرهه حقا ، وقالت تظهر مدى ما فقدته من تمالك نفسها : انت كمعظم الرجال ، لا تفكر الا فى ... كما هو حالك الان ، انت ... انت ... انت ...
واحمرت وجنتاه وسالها : ماذا حدث عندما شرحت لك طبيعة علاقتى بفيليسيتى ؟ وذلك عندما جئت الى البيت واكتشفت انها هنا ؟
قالت وهى تضرب الارض بقدمها : لم تشرح لى قط
وجمدت مكانها لئلا تبوح بما فى داخلها : لم تخبرنى قط عن مدى علاقتك بها
-بالضبط ، لم اخبرك لانك سبق واقتنعت بظنونك حتى قبل ان تسالينى . انت ادنتينى ولم يكن لدى حظ
-لا يمكنك ان تنكر انه ثمة شئ ما ...
-هذا صحيح ، ثمة شئ
واشتدت ذراعاه حولها وهو ينظر فى عينيها مباشرة : انا لست قديسا يا فوبى ، عرفت نساء عديدات فى حياتى ، وفيليسيتى واحدة منهن انما لمدة قصيرة جدا . خرجت معها وهذا كل ما فى الامر وقد انتهت العلاقة قبل ان تاتى الى هنا ، ومازالت وستبقى كذلك دوما . لا يمكننى حتى ان افكر فى ما رايته فيها وجعلنى اخرج معها
فقالت فوبى بلهجة غير واثقة : سيكون بينكما اعمال ، انا واثقة من انها ....
هز راسه : انا واثق من انها قالت الكثير . ساحصل على الاعمال اذا بقى العرض ساريا بعد ان طردتها من بيتى والا فهذه خسارة . لقد كدرت الطفلين الى حد كبير ... وكدرتك انت ايضا
قال الجملة الاخيرة بصوت خافت : فاخذ قلبها يخفق بقوة وخفضت بصرها راجية الا يكون ماكس قد لاحظ نظراتها ، وقالت : ولكن ... امتعتها ما زالت هنا
ولامس كتفيها ما جعل احاسيسها تتفتح ببطء : سوف ياخذ برينت امتعتها الى وكالة السياحة غدا ليرسلوها لها ، ذلك لا يهمنى حقا
-انها ....
وضع اصبعه على شفتيها : لديها جدول اعمال لم اكن جزء منه ، احتملت وجودها لكى اسمع ما ستعرضه على فى العمل ، فادركت انى اخطات حين انتظرت
-ظننت انك تريدها بقربك ، وانك منجذب اليها . عندما كنتما تذهبان الى المكتب كنتما انت وهى ....
فقاطعها مؤنبا حتى لتفكيرها بذلك : لم نكن نفعل شيئا
امتدت يداها الى صدره وقد استرخى جسدها ليذوب بين ذراعيه ، وكانه يعلم مركزه وماذا يريد
يبدو ان فوبى لم تعد تشعر بذلك الغضب الملتهب الذى رافقها طوال النهار ، وفكرت فى ان عليها ان تبتعد عن ماكس وتتحرر من امساكه بها الذى استحال اكثر من مجرد تلامس لكنها لم تتحرك ، لم تستطع ان تحمل نفسها على التخلى عن هذه المشاعر الرائعة
قال والاخلاص والعتب فى عينيه : لابد انك تعلمين اننى لا استطيع ان ابعد جوش وجيك عنى ، يا فوبى
حدثتها نظراته بالحقيقة اكثر من كلماته ، وتابع : اسف لان فيليسيتى استطاعت ان تجد طريقها الى هنا سمحت لها بالبقاء ما جعلها تحدث كل تلك الفوضى ، اى شخص اخر قد ياتى اثناء غيابى فاطرديه ، اتفقنا ؟
بسطت يداها على صدره فسمعت خفقان قلبه تحت اصابعها
-ماذا لو طردت شخصا مهما حقا فجعلتك تخسر ملء شاحنة من النقود ؟
-حينذاك ساتعامل مع شخص اخر ، فهذه مجرد قضية مال
وشدها اليه ثم اغمض عينيه وتنفس ببطء وعمق متشمما شيئا يريده ويحتاج اليه
-اشتقت اليك يا فوبى ، اردت ان اعود الى البيت وامضى وقتا مع طفلى وانظر الى وجهك عبر المائدة . فليسلاعدنى الله ، اذ لا استطيع ان افسر ذلك لكننى اريدك وحسب
وعانقها بشدة بينما احاطت هى عنقه بذراعيها . ارادت هذا وماذا يهم اذا ما شعرت بالندم لاحقا ؟ حاليا لديها ماكس حيث تريده ، كما انه يريدها ، ورفع راسه قليلا للكن ذراعيه اشتدتا حولها : فهمت ان الولدين نائمان ؟
اومات غير قادرة على استيعاب اى شئ اخر
سالها وقد بدا وكان المكان فرغ من الهواء : هل هما مستغرقان فى نوم عميق ؟
فهمست : لقد تناولا دواء للزكام ، واتوقع ان يكون نومهما ثقيلا
اوما : فلنخرج اذن ، فبقدر ما استمتعت بالحديث معك هنا يمكننى ان افكر فى مكان اكثر راحة
عندما مد يده لها ادركت انها دعوة لاكثر من مجرد شرب القهوة فى المطبخ . انها ستتقبل هذه الهدية اذ يبدو ان ماكس يعتقد انها تعيش دوما للحظتها الحاضرة ، وعليها هذه المرة ان تثبت له صحة رايه ، ووضعت يدها فى يده
قادها الى داخل المنزل حتى وقفا فى غرفة الجلوس التى لم يكن ينيرها سوى مصباح صغير وجذبها اليه لياخذها بين ذراعيه
قال : تفوح من جسدك رائحة الورد
هزت كتفيها : انه كريم احبه للغاية
-يا للحلوة الضعيفة فوبى
وجذبها اليه فيما ردت : انا لست ضعيفة ، بل قوية
-بل انت رائعة الجمال ومثيرة الى حد لا يصدق
انعشتها كلماته وادفاتها واكتسحتها البهجة بشكل لم تعرفه من قبل ، وقالت : وانت ...
وترددت واغرورقت عيناها بالدموع فضمها اليه وقال : كان ابوك مخطئا ، فانت تستحقين اكثر بكثير مما اعطاك
-وكيف عرفت ؟ ابتعدت عنه قليلا لتتمكن من ان تتفحص نظراته وهى تتابع : لم اتصور يوما ان تخبرك كاترين ، فهذا سرنا المشترك
-كاترين لم تخبرنى ، اردت ان اعلم فاجريت تحرياتى حتى عرفت ما حدث
-منذ متى تعلم ذلك ؟ وما الذى عرفته ؟
-علمت انه رفض الاعتراف بك ، لم يشا ان يعرف عنك شيئا ، ومع ذلك اقنعته بشكل ما
-لم اقنعه بالضبط
كان صوتها فاترا خاليا من اى تعبير ، وابتدا الاحباط يتملكها لم تكن فوبى تحب التفكير فى الماضى فهو يؤلمها ويسبب لها الكآبة من دون فائدة : حاولت امى ان تبتزه عندما حملت بى ، وبعد ان ولدتنى ايضا لكنها فشلت ، فالقت بى فى مأوى الايتام . عندما بلغت الحادية عشرة قررت اننى نلت كفايتى من تلك الحياة فاقتفيت اثر ابى ، ولم تكن امى قد اخفت عنى اى معلومات ، واخبرته اننى ساطالبه باجراء فحص الحمض النووى ثم ابيع القصة للصحف اذا لم يخرجنى من الملجأ
فقال ماكس متالما : كان عليه ان يعترف بك ، انه ملزم بذلك
-لم يكن يريدنى كما اننى لم اكن اريده انا ايضا . اردت مدرسة داخلية راقية ، وهذا ما طلبته منه لم اطلب صحبته او شفقته . لقد وافق على الدفع شرط ان ابقى بعيدة عنه ، وكان هذا يناسبنى تماما
فقال ماكس وهو يحتضنها : كان مخطئا . لو انه علم مقدار خسارته لتملكه الاسف الشديد . لم اخسر سوى اربع سنوات من عمر جيك وجوش لكنى اشعر وكان هذه السنوات سرقت منى الى الابد
-اتعنى هذا حقا يا ماكس ؟
لم تتوقع قط ان تسمع مثل هذا الاعتراف من ماكس ، وسالته : ماذا عن القرار الذى اتخذته بان تبقى بعيدا عنهما ؟ ظننتك لا تهتم بهما كثيرا
-واظنك اعتقدت اننى لم اهتم قط بكاترين ايضا ؟
وكان جوابه مليئا بالمرارة
-كلا ، لم اظن ذلك ابدا
هذا صحيح ، فقد ادركت منذ البداية ان ماكس يحب اخته ويريد لها الخير دائما
-فلندع هذا الموضوع ، ولنستمتع بهذه اللحظة
وادنى ماكس راسها يريحه على صدره
-وكانها اللحظة الوحيدة ؟ لاننى لا اناسب بيئتك ؟
ورغم انها لم تتحرك ، الا انها ابتدأت تنسحب عاطفيا
اجفل واجاب : لِم تقولين هذا الان يا فوبى ؟
-انها الحقيقة وحسب
ورسمت على شفتيها ابتسامة وهى تبتعد عنه فقال : هذا ليس صحيحا ، فانت تعجبيننى كما انت الان
لكن رنين كلماته بدا اجوف
-احقا يا ماكس ؟ حتى مع ملابسى غير المنسقة وشعرى الاشعث وتصميمى على ان اقول ما افكر فيه مهما كانت النتيجة ؟
كان صمته معبرا للغاية ، وشعرت بشئ يتحطم فى داخلها وتساءلت فى سرها عما اذا ستشعر مرة اخرى بانها على مايرام
لكنها عادت واستمدت القوة من مكان ما وقالت بهدوء فيما هى تتجه نحو الباب : انا مجرد مربية هنا ، تصبح على خير يا ماكس
*
انتهى الفصل العاشر
11- لنكمل الطريق .
*
-الولدان بحاجة الى ملابس جديدة
جاء صوت فوبى يعلن ذلك من خلال مدخل مكتب ماكس ، فضرب على زر الارسال فى بريده الالكترونى ثم التفتت اليها
كانت ترتدى قميصا وسروالا من اللون نفسه وتنتعل حذاء متينا
-هل انت بخير تماما ؟ لم تكونى طبيعية فى الايام الاخيرة
كانت منفعلة وغير مستقرة ، وقد لاحظ ماكس هذه الاعراض لانه يعانى منها ايضا . لكنها اوضحت انها لا تريد ان تتكلم ولم يكن هو واثقا من موقفها منه منذ تلك الامسية ، انما على الاقل لم تقل انها تريد ان ترحل وهى لا تزال تقيم هنا ، ما يعنى ان ثمة امل فى ان يقنعها بالعودة الى حيث يريدها . اصبحت فوبى حريقا فى دمه فهو يفكر فيها ويرغب فيها ويحتاج اليها طوال الوقت لكنها انطوت على نفسها من كافة النواحى ما عدا واحدة . عندما يتعلق الامر بتشجيعه على تطوير علاقته بولديه ، سرعان ما تتحمس فوبى وتستغل اى فرصة متاحة ، قالت رافعة راسها بكبرياء : انا باحسن حال ، كافضل ما يمكن ان اكون
-لاباس ، هذا حسن
لم يصدقها ، لكنه لن يجادلها بهذا الشأن
-انا مسرور لسماع ذلك ، هل قلت ان الولدين بحاجة الى ملابس ؟
-نعم ، افكر فى اخذهما غدا الى السوق
-ما الذى يحتاجان اليه بالضبط ؟
-معاطف للمطر ، احذية ، سراويل جينز ، ملابس داخلية . انهم بحاجة الى كل شئ فى الواقع . هل يشكل ذلك فرقا ؟ يمكنك ان تعطينى النقود فاخذهما الى المدينة غدا واشترى كل ما يحتاجانه
-هذه فكرة حسنة ، سنذهب باكرا فنشترى لهما الملابس اولا ، ثم ننزل الى الساحل لقضاء بعض الوقت عند البحر . يمكننا ان نمضى الليلة فى غرفة فى المنتجع ، ثم نعود الى البيت فى اليوم التالى
وانفجرت تقول بلهجة اتهام : ظننتك ستعود الى العمل ، يمكننى ان اصطحبهما للتسوق ، اننى اريد قضاء هذا الوقت معهما ....
بدا هذا تراجعا ما اشعر ماكس بعد الارتياح ، وكانها تقول ( اريد قضاء بعض الوقت معهما قبل ان ارحل ) فنهض عن كرسيه ، وجاء ليقف بجانبها عند الباب : التغيير سيفيدنا الا تظنين هذا ؟ الا اذا كنت لا تشعرين بالقدرة على القيام برحلة الى الساحل
كانت هذه مجازفة ، لكنها بادرته على الفور : يمكننى ان اواجه اى تحد يتطلبه عملى ، يمكننا ان نذهب جميعا للتسوق ثم الى الساحل ، انا واثقة من ان الولدين سيعشقان الشاطئ
كنم ماكس ابتسامة سرور لنجاحه لكن ساعات الصباح التالى الطويلة جعلت تلك البهجة تتلاشى ، وتمتم من بين اسنانه وهو يجر جيك من تحت القمصان الرجالية فى احد اكبر متاجر سيدنى : سنتسوق عبر الانترنت ، ولا يهمنى ان لم تات الملابس على مقاس الجسم
انبأه شخير مكتوم من خلفه ان فوبى سمعته . كان ذراعاها محملين بملابس الاطفال ، فيما قبضت على يد جوش بقوة تمنعه من الهرب منها ، وقال مزمجرا : هل نحن على وشك الانتهاء ؟
كانت ابتسامتها ساخرة واجابت : نعم ، علينا فقط ان نصعد الى الطابق العلوى حيث قسم الاحذية لنختار احذية للولدين
-الحمد لله ، فلنتحرك اذن كلما اسرعنا فى الخروج من هنا كلما كان افضل
سار ممسكا بحزام طفله من الخلف بينما هذا يحاول ان يفلت منه لكن عبثا . صرخ الولدان باكيين عندما شاهدا صفوف الاحذية الجديدة اللامعة ، ولم يسكتا الا بعد ان طلبت فوبى من البائع ان يقيس لهما الاحذية التى اختاروها ليرسلها ليرسلها لهم لاحقا . بعدئذ اندفعا خارجين من المتجر ، والولدان فى اثرهما
كان الحال على الشاطئ افضل اذ وجد ماكس زاوية منعزلة فتركا الولدين يلعبان ويركضان على الشاطئ قرابة النصف ساعة
تنفس بعمق وقد تملكه الامل فى ان تتحسن الامور ، بعدئذ اخذا الولدان الى الميناء حيث لعبا فى حديقة عامة واكلوا جميعا البطاطا المقلية مع السمك ثم دخلوا الى دار للسينما حيث شاهدوا فيلما عن حشرة فى رحلة لاكتشاف الذات وشقائها ، راح الطفلان يقهقهان ضاحكين اثناء الفيلم فيما بكت فوبى عندما تخلصت الحشرة من اثار حياتها الحزينة القلقة
بكت وبكت وبكت ما جعل ماكس يناولها منديله الذى سبق واستعمله جيك فى تجفيف وجهه
-انت تشعرين بدوار ، اليس كذلك ؟
وامسك ماكس بذراعها وهما يسيران نحو السيارة ، كانت عيناها منتفختين وحمراوين قليلا ، وتنهد واوما الى الولدين اللذين تقدما منهما ببطء واهتمامهما مركز على كيس الحلوى الذى اشترياه : انت لم تريهما يبكيان اليس كذلك ؟
-كان فيلما مؤثرا للغاية يا ماكس
وسحبت ذراعها من يده ثم اسرعت نحو السيارة : وماذا افعل اذا كان احساسك قد تجمد منذ زمن بعيد ؟
لم يعرف ماكس ما اذا كان عليه ان يضحك او يشعربالاهانة ، لكنه اختار ان يسرع الى الشقة التى استاجرها لهذه العطلة ، وعندما وصلوا اهتم بنقل اغراضهم بينما وضعت فوبى الطفلين فى الحمام
عندما فرغ ماكس من عمله وجال قليلا فى انحاء الشقة ، وضعت فوبى الطفلين فى سريريهما وجلست بجانبهما تقرأ لهما قصة قميص هيرام الاحمر مرة اخرى . همس جيك : انا احب هيرام اكثر
فقال جوش وهو يستسلم الى النوم : انا ايضا
نظر ماكس الى فوبى وهى تلامس ولديه ، وتزيح الشعر عن جبينهما وتساءل عما اذا كانت تعلم كم تبدو حنونة فى عملها هذا : انت تصلحين لان تكونى أما رائعة
خرجت هذه الكلمات من فمه من دون وعى منه ، فاصفر وجهها وكأنه طعن قلبها بسكين ، ما جعله يتقدم منها : ماذا حدث ؟
نهضت وقالت تغير الموضوع : لا شئ . انا جائعة ارجو ان تكون قد طلبت شيئا للعشاء
وكان قد فعل ذلك فاقترح عليها ان يتناولاه على الشرفة المطلة على الخليج . راح النسيم يعبث بشعر فوبى وهما ياكلان سمك السلمون المدخن والسلطة
قالت له : كنت محقا فى تنظيم هذا النشاط للطفلين يا ماكس ، اسفة لاننى حاولت ان اجعلك تدع هذه الفكرة
ابتسم قليلا لكن ما اراده حقا هو فوبى ، والتهبت عيناه عبر المسافة التى تفصل بينهما : هل تظنين حقا انها فكرة حسنة ؟ لا يبدو انهما استمتعا كثيرا بالتسوق
-انهما ذكران ... بالغا الحيوية وفى الرابعة من العمر
ووضعت فى فمها قطعة الحلوى قبل ان تضيف : ومن الطبيعى الا يستمتعا بشراء الملابس
-الا اذا تركناهما يحطمان كل واجهات الملابس من المتجر
واستطاع ان يبتسم الان لهذا ، وقالت : لقد عشقا الشاطئ انت تبذل جهدك لتمنحهما اوقاتا سعيدة ، وهذا يسير بنجاح
-اخبرينى عن طفولتك ، قبل تعرفك الى كاترين
فقالت وهى تخفض بصرها وتضع طبق طعامها جانبا : تحدثنا عن ذلك الليلة الماضية
-بقيت ثغرات كثيرة ، ومن الافضل ان تملآيها
وقف وجمع الاطباق وحملها الى الداخل ثم عاد جلس معها : لطالما اردت ان اعلم . فقد كنت افضل صديقات كاترين
-لكن ليس صديقاتك انت اذ لم نكن ننسجم معا
مال الى الامام مشابكا ذراعيه على المائدة : لكن الحديث عن الماضى ونحن الان فى الحاضر
فقالت وهى تنظر الى الافق متاملة : نعم ، ساخبرك عن الماضى . لا ارى فيه ما يؤذينى لانه مضى وانتهى
لم يوافقها ماكس الرأى فالماضى يشكل الانسان
فى الفناء تحتهما جلست فرقة موسيقية مؤلفة من ثلاثة موسيقيين تعدل آلاتها بينما راح اخرون يسبحون فى البحيرة المتالقة
-كانت امى تمارس الرقص من اجل المال فى اماكن رخيصة ، وكنت انا صغيرة فى السن لكننى اذكر بعض تلك الاماكن ، والرجال الذين فيها . كانت ترقص بينما انا اختبئ تحت طاولة فى الخلف ، فاذا اعجبها رجل واعجبته تصحبه معنا الى بيتنا ، وبصراحة لم اكن احب ذلك
-آه ، يا فوبى
ان يسمعها تروى هذا فيتصور تلك الفتاة الصغيرة الخائفة مختبئة على الارض القذرة قلقة خائفة من ان تنساها امها وتتركها خلفها ، هذه الصورة جعلته يشعر بالاختناق
-كان ابى احد اولئك الرجال الذين اصطحبتهم الى بيتنا ، واعتادت ان تقول انه كان مفتونا بها ، فارادت ان تغريه وتوقعه فى الفخ لانه رجل غنى قادر على ان يجعلها تعيش حياة مرفهة
-هل انت واثقة ؟ لعلهما احبا بعضهما بعضا ؟
ضحكت من دون مرارة بل بحزن واستسلام وقالت : ارادت ان تحصل عليه فحملت آملة ان يتزوجها ، لكنه بدلا من ذلك هجرها ، وعندما حاولت ان ترغمه اوضح لها انه لن يتحمل المسؤولية قط ، وانها لن تستطيع ان تحصل عليه
-فوضعتك فى الملجأ ؟
-نعم ، انما بعد فترة . كان اسمى عند الولادة " تنسل تاوتسند " هل تعلم هذا ؟ كما اننى ابنة راقصة اغراء كما يبدو
مدّ يده وامسك بيدها رغما عنها : انت فوبى ، انت فوبى فقط
اومات : هذا صحيح ، كنت مقتنعة بأنى استطيع ان اكون من اريد ، والا انتمى الى انسان معين ، سواء امى او اى شخص اخر . كانت المشرفات على الملجأ سيدات طيبات ، وقد استبدلن اسم تينسل باسم فوبى منذ وصولى . لقد ادركن مدى عدم رغبتى فى ان اكون ابنة امى ، وبقيت ادعى فوبى تاوتسند حتى اخبرتهن انى افكر فى شهرة جديدة ايضا . اردت ان اكون مختلفة تماما عن تلك الفتاة الاخرى ... تلك الفتاة المنبوذة -كيف غيرت اسمك ؟
هزت كتفيها وردت : بقى ذلك بشكل غير رسمى حتى اتصلت بأبى فانجز المعاملات من اجلى . لا ادرى كيف لكن هذا كان جزءا من الصفقة ، ان اتخلى عن شهرتى عند الولادة فيساعدنى على الابتعاد عنه وعن كل ما يذكرنى به
-هل كان لديك اصدقاء فى الملجأ ؟
اومات بالايجاب
كانت السيدات المشرفات صديقاتى ، وهن الوحيدات اللاتى اتخذن هذه الصفة ، والوحيدات اللاتى اهتممت بهن عندما فارقتهن
-انت اشجع امرأة عرفتها
ووقف وجذبها لتقف الى جانبه : انت شجاعة وذكية وطيبة للغاية
كانت الموسيقى قد راحت تصدح ، ولاحظ ان العازفين ماهرون للغاية لكن فكرة اكثر اهمية شغلت ذهنه حاليا ... وهى احتضان فوبى : اترقصين معى ؟
نظرت اليه باضطراب : عفوا ؟
امسك بيديها يرفعهما ويضعهما حول عنقه : ارقصى معى فى هذه اللحظة ، الرقصة التى تناسب فوبى جيلبرت المرأة العصامية ... المرأة غير العادية
لم يشأ ان يدعها تذهب الا بعد ان تنتهى الرقصة مهما كان نوعها ، وسواء اكانت ممتعة ام لا
انسجمت خطواتها مع خطواته بشكل ممتاز وكأنها تقرأ افكره ، فقال : انت ماهرة فى هذا
-انها فى جيناتى الوراثية
ابتسم لكن سرعان ما تلاشى المزاح لتحل مكانه مشاعر اخرى ... مشاعر عميقة تعكس صحة وجودها هنا بين ذراعيه فيما نسيم البحر يلاطفهما ، والموسيقى تداعب آذانهما برقة بالغة . اقلقته هذه الانفعالات لكن ليس الى الحد الذى يجعله يطلق سراحها ، ليس الان ، وقال مصمما : بل نحن نستمتع بوقتنا معا او يستمتع كل واحد منا بوجود الاخر
فتنهدت فوبى ثم استرخت وعادت تلتصق به
عندما اشتدت ذراعاه حولها ، رفعت وجهها اليه وفى عينيها سؤال فاجابها عليه يشدها اليه اكثر
-انت امرأة مثيرة يا فوبى ، وهذا امر لاعلاقة له بالجينات او باى شئ اخر
-ماكس انا لست واثقة مما ...
-دعينى اذن اكون واثقة عنا نحن الاثنين
واسكت اعتراضها بلمسة من اصبعه : لا تفكرى . كونى هنا فقط الان معى
-ولكن ....
-اغمضى عينيك واشعرى بنا معا
اثارت كلماته صورا مثيرة فى ذهن فوبى ، فتاوهت ولم تستطع المقاومة ، اخذ نبضها يتسارع فالحرارة التى تسربت من يديه بعثت الشوق فى كل انحاء جسدها
تأوه ماكس بصوت مسموع ثم همس : لابدّ انك تعلمين انك تقتليننى
تنفست بعمق وقالت : سبق وعاهدت نفسى على الا اتهور
-نحن لا نفعل هذا حاليا
-صدقنى يا ماكس ، ما اسرع ما سنصل الى حافة الهاوية
-وهل الفكرة كريهة الى هذا الحد ؟
حبست انفاسها محاولة تمالك نفسها ، وعندما بقيت صامتة اضاف : اننى اريدك الى اقصى حد ، لم اعد افهم نفسى لم اعد واثقا من اننى افهم شيئا
-انت ترغب فىّ ؟
بدا عليه الارتباك وكأنه يحاول ان يفسر شيئا ما لكنه لم يستطع ان يجد ما يبحث عنه : لا استطيع ان اصف لك شعورى حين نكون معا ، لكنه لا يشبه اى شعور عرفته من قبل . انت وثقت بى حين اخبرتنى عن ماضيك الليلة
-وما علاقة ذلك بكل هذه الامور ؟
واخذت تفكر فى ان ماكس لم يرغب فيها ... ليس كامرأة مناسبة له على اى حال ، بل هو يريد ان يحميها ، ولعله شعر بالاسف من اجلها . قالت : لن اتكل عليك يا ماكس ابدا
اذا كان هذا ما يريده منها فهو يرجو ما لن تمنحه اياه ابدا ، ولم تعد واثقة مما اذا كان ماكس هو من اطلق يدها من قبضته ام انها هى التى جذبتها . لكنهما انفصلا واحزنها ذلك رغم انها قد قاومت لكى يحصل هذا
سار ماكس الى حافة الشرفة وامسك بها بيديه الاثنين ، محدقا الى البحر البعيد : اظن ان شعورى اكثر من مجرد شعور حسى وجسدى يا فوبى ، انه اعمق من ذلك . الامور تتغير بيننا ، فلا تنكرى ذلك
-انا لا انكرذلك ابدا
كيف تنكر وهو الذى يعذبها منذ عادت الى بيته ؟ استمر حبه يعذبها ، ويشتت ذهنها ، ويتركها تتساءل عما يخبئ لها المستقبل ، وعما سيحل بها اذا ابتعدت عنه وهو الذى مثل جزءا من حياتها طوال تلك السنوات ، هذا الرجل الذى خاصمها فى البداية ليجذبها فى النهاية ، وتملكها شعور بالياس وبدا من الضرورى ان تقنعه بانها ليست متعلقة به ، فقالت : ظننتك تتفهم الوضع ... انه انجذاب جسدى بحت فنحن من عالمين مختلفين
-انت تريدين ان تهربى ، ترفضين قبول فكرة ان ثمة شعور هام للغاية بيننا ، ولهذا تريدين ان تهربى
كانت لهجة ماكس تنبئ بالغضب وجرح الكرامة وهو يتابع : هذا ليس جوابا يا فوبى ، ليس هذه المرة
تفجر غضبها وسالته : ما هو اذن ؟ ما هو الجواب ؟
لا يبدو وكأنه يريد ان يمضى بقية حياته معها ، لا يبدو ان بامكانه ان يتقبلها ... ان يحبها ... ان يحبها كانسان يستحق هذا ، وانقبضت يدا ماكس وهو يجيب : لا ادرى ما هو الجواب يا فوبى ، لقد تفاعلنما معا ولاكثر من مرة من المؤكد ان هذا يدل على شئ ما
-كان يمكن لاى رجل ان يثير فىّ هذه المشاعر
كان هذا قولا احمق ، فحتى التفكير برجل اخر جعلها باردة المشاعر لكن كبرياؤها دفعتها للكلام بهذا الشكل
تخلل شعره بيديه ثم التفت اليها : تبا يا فوبى ! ما يحصل بيننا لا يمكن ان يحصل مع اى كان
-ربما لكننا سنتجاوز ذلك ونكمل الطريق
ماذا يريدها ان تقول ؟ وقالت : سادخل يا ماكس
عليها ان تبتعد عنه قبل ان يدرك كم توشك على الانفجار
واتضحت الخطوة التالية فى برنامج فوبى ...
عليها ان تتاكد من ان ماكس وولديه فى احسن حال قبل ان ترحل
*
انتهى الفصل الحادى عشر .
12- طفلان في خطر .
-لا ادرى بالضبط ما على ان افعله وما على ان افكر فيه
جاءت هذه الكلمات بنبرة باكية كان يمكن ان تجرحها لو لم يعمد برينت على الفور لاحاطة كتفى فوبى بذراعه
شدها اليه مرة اخرى ثم تركها سائلا : ماذا ستفعلين ؟ هل ستبقين هنا ؟
-علىّ ان ارحل ، ولكن علىّ اولا ان اطمئن الى ان الطفلين بخبير من دونى ...
لم يتبق لها ما يكفى من القوة لتشرح شعورها نحو طفلى ماكس ، وتابعت تقول : ثمة مواضيع ... امور على ان اتاكد من انها استقرت قبل ان ارحل
من الافضل الا تقول المزيد كما انه سبق لها ان فتحت قلبها له بما يكفى ، جلسا على السلم امام شقة برينت وكان ماكس قد ذهب الى المدينة ، رغم تذمره من ذلك . بدا وكأنه فقد اهتمامه بعمله حاليا ، لكنه كان قد التزم بهذه الصفقة شخصيا منذ عدة اشهر
فى هذه الاثناء ، وفيما راح الولدان يلعبان على كومة الرمال ، وجدت فوبى نفسها تقصّ على برينت بحذر قصة علاقتها مع ماكس . اعترفت له بحبها لماكس لكنها وجدت ان كشفها عن هذا الامر لم يجعلها تشعر بارتياح تام ، فشهقت ثم ترددت وهى تنظر اليه بابتسامة مرتجفة : اشكر لك اصغاءك الى ، وانا واثقة من اننى سأتمالك نفسى ... ان اجد شخصا افضى اليه بما فى نفسى ساعدنى كثيرا
ربت برينت على ظهرها بارتباك ثم قال : لاباس فلدى ثلاث شقيقات اصغر منى سيعانين فى وقت ما مثل هذه الامور ، وبما ان والدى توفى وانا الابن الاكبر ، فاظننى ساستفيد من هذا التدريب
انه فتى طيب لطيف يراعى مشاعر الاخرين ومن المؤسف انه ليس اكبر سنا فربما كانت لتقع فى غرامه بدلا من ماكس ...
وكانها قد تقع فى حب رجل غير ماكس ! وقالت وهى تقف : شكرا من الافضل ان اذهب الان ، واراك لاحقا
ونفضت الغبار عن سروالها ثم راحت تهبط السلم ، تنفست بعمق ثم اتجهت الى كومة الرمال ، وقد عقدت النية على الا تظهر للطفلين انها كانت تبكى : هيا يا اولاد حان وقت الدخول وقت الدخول الى البيت لنتناول وجبة خفيفة
لم تسمع جوابا فرفعت نظرها لتجد كومة الرمال مهجورة . هزت كتفيها ودخلت الى المنزل معتقدة انهما دخلا اليه من دون شك ، لكن المنزل بدا هادئا ايضا
تملكها القلق اذ تركت الولدين على كومة الرمال حين ابتدات تتحدث الى برينت وهى لا تظن انها مكثت معه اكثر من دقيقتين ، ونادت : جيك ، جوش ، اين انتما ؟ حان وقت تناول الطعام
فتشت جميع انحاء البيت والاراضى من حوله ، وعندما انتهت بدا الذعر يتملكها ، وانضم اليها برينت يساعدها
وتشبثت فوبى بذراعه : كم بقينا نتحدث انا وانت ؟
-ربما خمس دقائق ، انت لا تظنين انهما ضاعا اليس كذلك ؟
-لقد ضاعا طبعا
واخذت نفسا عميقا لتتمالك نفسها : اسفة ، انا قلقة قليلا . هل تتذكر اخر مرة رايتهما فيها ؟
-على كومة الرمال ، عندما ابتدأنا انا وانت بالحديث بعدئذ ، استغرقت فى الحديث فلم انتبه الى ما كانا يفعلانه
لم يكن برينت مضطرا لمراقبة الولدين لان هذه وظيفة فوبى ، ولدا ماكس فى عهدتها وها هى ذى تفقدهما . لعلهما ذهبا الى الطريق فوجدهما شخص مريض نفسيا ... او اسوا من ذلك
غمرها ذعر بالغ للحظة ، فجمدت مكانها لا تستطيع التفكير . دام هذا لحظة واحدة قبل ان ان تعود الى الواقع : لابد انهما فى مكان قريب ، لكن اذا لم اجدهما بسرعة ، فعلىّ ان اتصل بماكس لاخبره بما حدث
وفى تلك اللحظة ، ظهرت سيارة ماكس فى الطريق الخاص ثم توقفت امامهما . عندما نزل منها نظر الى وجهها وسأل : ماذا حدث ؟
-الولدان مفقودان ، انهما ليسا فى المنزل او اى مكان قريب
شحب وجه ماكس : منذ متى رايتهما ؟
-منذ حوالى عشر دقائق
كان وجهه قد جمد وهز راسه : كان على ان ابقى لمراقبتهما ، ما كان على قط اان اتركهما معك
المتها كلماته لكن من حقه ان يدينها : انا اسفة يا ماكس ، اعرف ان الذنب ذنبى
التفت ماكس الى برينت وارشده الى الجهة التى ينبغى ان يفتشها ، قائلا : اذا لم نجدهما خلال ربع ساعة ، فساستدعى الشرطة
واسرع باتجاه اشجار التفاح وهو ينادى طفليه ، مركزا اهتمامه على ما يفعل ، ولاحظت فوبى ذلك لعله لايريدها فى اى مكان قريب منه ، لكنها تريد ان تعثر على الطفلين باللهفة نفسها
رافقته وبعد دقيقتين من البحث والنداء ، لاحظت فوبى لعبة من البلاستيك ملقاة على الارض قرب السياج البعيد ، مدفونة تقريبا بين الاعشاب الطويلة ، فاسرعت نحوها ثم نادت ماكس : هذه اللعبة من كومة الرمال ، وهو اخر مكان رايتهما فيه
اخذ ماكس ينادى بالحاح اكبر ، لكنه لم يسمع جوابا ، ومع ذلك كانت الدمية تشير الى ان الطفلين سلكا هذا الطريق بكل تاكيد . تسلقا السياج ثم اسرعا الى ضفاف الخليج الصغير حيث كان جيك وجوش جالسين بجمود كتمثالين ووجهيهما كالثلج شحوبا . كادت فوبى تسقط على ركبتيها لشدة ارتياحها ، لكن الارتياح لم يدم طويلا فثمة شئ غير طبيعى : انتظر يا ماكس ...
لكنه اندفع الى الامام وهو يناديهما باسميهما
-كلا يا بابا
صرخة الرعب من جيك جعلت ماكس يجمد مكانه
قالت بصوت مرتجف وهى تشير من خلف جيك الى حيث كان جوش يتبادل التحديق مع الافعى : ماكس . ثمة افعى
كان الدمع يسيل على وجه جوش بينما جسمه الصغير يرتجف ، لم تعرف فوبى الى متى يستطيع الطفل الاحتمال ، كما ان الافعى بدت متململة هى ايضا . اذ راح لسانها يخرج ويدخل بحركة خاطفة وبشكل حاقد
-لاباس ، انتما شجاعان للغاية وسوف اتصرف انا
كانت لهجة ماكس هادئة ومطمئنة للغاية ، رغم انه بدا وكانه كبر عشر سنوات ، ومن دون ان يحول نظراته عن المشهد ، رفع صخرة كبيرة ثم تقدم الى الامام بثبات وهو يطلب من الولدين عدم الحركة فيما وقفت فوبى تنظر
وانتهى الامر فى لحظات ، كان رأس الافعى قد انسحق تحت الصخرة ، بينما اختطفت ذراعا ماكس جوش وجيك وهما يجهشان باكيين ، وضعهما ماكس على الارض واخذ يلامس راسيهما ، وهو يسالهما : هل لدغت الافعى ايا منكما ؟
ثم اخذ ينزع ملابسهما ويتفحص جسديهما
-لا يا بابا
وعاد جوش يرفع سرواله ساخطا : بقينا ساكنين كما قالت فوبى لننا
وانفجر جوش باكيا مرة اخرى : انتما تاخرتما كثيرا
اخذهما ابوهما بين ذراعيه مجددا بينما الطفل يتابع : بقينا هنا الى الابد
كبحت فوبى شهقاتها وركضت الى المنزل
لم يعد الطفلان بحاجة اليها الان ، فهما حيث ينبغى لهما ان يكونا بالضبط ، مع ابيهما ... القادر على تحمل مسؤوليتهما ،
ومهما كانت مشاكل ماكس فهو لن يبتعد عن ولديه بعد الان . اصبحت فوبى حرة ويمكنها الرحيل ، اذ يبدو انها غير جديرة بتحمل مسؤولية كهذه
وفى البيت جهزت الطعام والحمام للطفلين ، وبينما كان ماكس يرعاهما ، ذهبت الى غرفتها واخذت تحزم امتعتها وبقيت هناك حتى وضع ماكس الطفلين فى سريريهما
عندئذ تنفست متشجعة ، وحملت اغراضها ثم خرجت تبحث عن ماكس ، فوجدته جالسا فى المطبخ نصف المظلم مع بقايا عشاء الطفلين مبعثرة من حوله ، كان لا يزال مضطربا لكن اقل من السابق
وتمنت فوبى لو تستطيع ان تقول ان حالتها افضل ، وضعت امتعتها فى المدخل ثم ذهبت لتواجهه
-انا اتحمل مسؤولية ما حدث . كان يمكن لولديك ان يموتا اليوم ، ان لم يكن بلدغة افعى فغرقا ، والذنب ذنبى فى الحالتين : انت محق فى الا تثق بى منذ البداية
فقالت وهو ينهض : فوبى
لوحت بيدها ، ثم ضغطتها على فمها اثناء محاولتها استعادة توازنها : انا استحق كل انتقاد او تعنيف لاننى بتصرفى الانانى ، عرّضت ولديك للخطر . انت تحبهما للغاية يا ماكس ، ولهذا ستحرسهما وتحميهما مهما حصل ، وتمنحهما كل ما يحتاجانه . كل ما كان يمنعك من هذا اختفى الان
-هذا صحيح ، وسافعل هذا كله لكننى لا اريد ان اتحدث فى هذا الموضوع حاليا
وتقدم منها ووقف امامها مضيفا : كانت محنة مخيفة لهما ، ولنا جميعا كما انى تحدثت معك بخشونة عندما وصلت
فانطلقت من فمها ضحكة متهدجة : لديك كل الحق فى ذلك
-اعترف باننى اجد صعوبة فى الثقة بالناس
وتخلل شعره باصابعه باحباط وضعف : لكننى وثقت بك ، وما زلت بالرغم من تصرفى قبل حين . كاان ذلك مجرد توتر ، هل تفهمين ؟ لو كنت انا موجودا ربما لم يحدث هذا
-ما كان لك ان تثق بى . كنت لطيفا للغاية معى يا ماكس وانا اقدر لك هذا . لكن عليك الا تتظاهر فانا اعرف ما فعلت واعلم ان الجواب الوحيد على هذا هو ان ارحل وحالا
-ما هذا الهراء ؟
بدا غاضبا تقريبا ، وكأنه يكاد يفقد قدرته على الاحتمال
-لا يمكنك ان تعيش معى هنا يا ماكس ، نحن الاثنان نعرف هذا
وابتسمت بمرارة : لا يمكننى احتمال ذلك انا ايضا . لا ادرى كيف عرضت هذين الصغيرين البريئين للخطر . لهذا جمعت امتعتى ، واردت فقط ان اخبرك بمقدار اسفى قبل ان ارحل سأدع برينت يوصلنى ابلغ ... ابلغ جيك وجوش حبى
ارادت ان تقول المزيد لكنها خشيت ان تفقد سيطرتها على نفسها كليا ، وهى تريد ان ترحل مع ذرة من الكرامة على الاقل
-لن افعل شيئا كهذا
وقبل ان تخرج من الباب ، امسك ماكس بذراعها فجمدت مكانها ، وادارها نحوه لتواجهه قائلا : عليك ان تصغى الى فوبى
-لكننى ...
الا يراها بحاجة الى الهرب بعيدا ؟
جرها عائدا الى المطبخ واجلسها على احد الكراسى ، ثم وقف مشرفا عليها وكانه يخاف ان تهرب اذا لم يراقبها جيدا
-ارجوك يا ماكس
كانت تكره التوسل ، لكنها ظروف تدعو الى اليأس
-دعنى اخرج قبل ان تصبح الامور اسوأ
-لن تصبح اسوأ
وامسك بذراعيها وهزها برفق : لانك ستجلسين وتصغين الى ما ساقوله
اومأت ايجابا اذ لم تجد خيارا اخر امامها ، ولهذا ستحاول ان تتصرف على نحو يصون كرامتها ، وتساءلت ان كان لديها ما يكفى من التوازن لذلك . قال : ما حدث لجيك وجوش اليوم كان يمكن ان يحدث لأى شخص
-كلا ، هذا ليس صحيحا
-اخرسى ....
امرها بذلك بحزم فكان لهذا تاثيره المطلوب اذ اطبقت فمها بينما اومأ هو : هذا افضل ، كان بامكان ذلك ان يحدث فى أى وقت ، ولآى شخص
وترك ذراعيها لكنه يبتعد عنها : لعل كاترين لم تذكر هذا ، لكننى فقدتها مرتين وهى طفلة بعد ان تركها والدانا تحت رعايتى
-لم اكن اعلم هذا
وللحظة شعرت فوبى بشئ من العزاء ، لكنها عادت فهزت راسها : لابد انك كنت صبيا حينذاك
-حسنا ، كنت مراهقا انما كبير بما يكفى كى يثقا بى
واخترقت نظراته اعماقها تآمرها بمتابعة الانتباه : المرة الاولى التى حدث فيها ذلك ، تملكنى الخوف الى حد اقسمت معه على الا ادع ذلك يتكرر مرة اخرى ، لكنه عاد فتكرر
تملكها الفضول رغما عنها فسالته : كيف ؟
-لقد ادرت ظهرى فقط ، وبصراحة لم اعد اتذكر ماذا كنت افعل عندما هربت للمرة الثانية . كل ما اتذكره هو الالم البالغ الذى شعرت به عندما علمت انها هربت مرة اخرى
-وماذا عن والديك ؟
ارتسمت ابتسامة على فمه : كانا واعيين تماما لما قد يحدث للاولاد الصغار ، كانا منشغلين بتربيتى انا
-لا ارى ما علاقة هذا بى ، بفقدانى لولديك
-الوضع
هو نفسه
ولمس وجهها بخفة فائقة : اختفى الولدان عن ناظريك . نعم كان يمكن ان يصيبهما ضرر بالغ ، كما كان يمكن ان يحدث بالضبط لكاترين فى المرتين اللتين فقدتها فيهما
-لا اتصور انك اضطررت لانقاذ كاترين من بين فكى الافعى
لم تستطع فوبى ان تخفى نبرة العنف فى صوتها ، فهذا تقصير منها وتقصير لا يغتفر ، ومهما قال ماكس ، تبقى هى المسؤولة عن ذلك
-لم يكن ثمة افعى فى حالة كاترين ، لكنك فعلت كل ما يلزم اليوم يا فوبى . لاحظت بسرعة انهما كانا مفقودين وبدات البحث عنهما على الفور ، كما ان ارشاداتك هى التى انقذتهما وحالت دون ان يصبحا فى وضع اسوا بكثير من الوضع الذى كانا فيه
-آه ، كيف يمكنك ان تقول ذلك ؟
قال برقة : ما اقوله صحيح . هذا النوع من الافاعى ... لا تخبرينى ان شخصا غيرك هو الذى علمهما هذه الارشادات . انا لم افكر فى ذلك بكل تاكيد ، رغم انه كان علىّ ذلك
-كان بامكانهما ان ينسيا تلك الارشادات عند مواجهة الخطر يا ماكس ، او ان يتصرفا بشكل صائب ومع ذلك تلدغهما الافعى
كانت اعصابها منهكة ، وتزداد توترا بين لحظة واخرى : ارجوك لا استطيع ان اقتنع بهذا
صمت لحظة ثم اومأ براسه : لابأس سندع هذا الامر حاليا . نحن متعبان بعد هذا اليوم الشاق
مد ماكس يده يريد ان يلمسها ، وتلك اللمسة كانت شافية نوعا ما ، رغم ان فوبى لم تبد مستعدة بعد للعفو عن نفسها
وعلى كره منه ، خفض يده مقاوما لهفة تملكته بأن ياخذهها بين ذراعيه ، اذ حدثه شئ ما بأن هذا ليس مناسبا حاليا وقال : اذهبى الى غرفتك ويمكننا ان نتحدث عن هذا الامر صباحا
ترددت طويلا حتى ظنها لن تجيب ، لكنها اومأت اخيرا : سيكون جبنا منى الا اودع الطفلين ، ولهذا اظن ان صباح الغد سيكون افضل للرحيل
جاء الان دور ماكس ليؤمى بصمت ، فليس فى نيته الموافقة على ان تودّع ولديه
لقد ادرك بعض الامور عندما كان بجانب الخليج هذا اليوم ، ادرك انه يحتاج الى فوبى ، احتاج اليها لتساعده عندما حاول ان ينأى بنفسه عن ولديه ، احتاج الى تشجيعها عندما تملكه القلق ، من ان يرفضه ولداه
كما انه بحاجة الى فوبى لنفسه ، انه يريدها وحسب . انه لا يستطيع ان يفهم شعوره نحوها ، انه يريدها فقط . ربما فشلت اول محاولة له لاقناعها بالزواج ، لكن هذا لايعنى انه مستعد لليأس . غدا ، اول امر عليه ان يقوم به هو ان يعرض عليها مشروعه هذا
-تصبحين على خير يا فوبى ، ساراك غدا
*
انتهى الفصل الثانى عشر
13
- هل نجت ؟
*
كان المطبخ يعبق بروائح القهوة والكعك المحروق . كان الصباح دافئا ، واشعة الشمس تتسلل الى المطبخ من خلال نوافذه ، وقف ماكس عند الموقد تغمره تلك الاشعة ، وقد ارتدى سروالا قصيرا فقط فيما لوح لها بملعقة الطهى من حيث يقف : ها قد استيقظت . اننى احضر كعكا محلى للافطار ، وسنحتاج الى من يساعدنا فى اكلها
كان يمزح لكن التعبير الذى بدا فى عينيه كان جادا مصمما ، وعندما دخلت جالت عيناه عليها ثم عادتا الى وجهها
قال جوش وهو ينقر على المائدة بملعقة الحساء : هيا يا فوبى ، انت تضيعين الوقت
وقال جيك ضاحكا : عليك ان تاكلى الان ، بابا احرق بعض الكعك ولكن ليس كله
وامال صحنه يريها : انظرى
-نعم انا ارى وعادت نظراتها الى ماكس ، رغما عنها فابتسم لها ابتسامته الملتوية تلك . كانت قد اخبرت برينت امس انها تحب ماكس ، لكنها صدمت اليوم وهىتكتشف مبلغ يأسها من حبها هذا
نظرت اليه بسرعة من تحت اهدابها راجية الا يرى شعورها فى عينيها
-هل اضع لك الكعك ، يا فوبى ؟
اتراها لمحت شيئا غير عادى فى نظراته ؟ اتراه يعلم ؟
وتلوّت فى مقعدها لكنها ابقت نظراتها منخفضة : لا ، شكرا ساتناول القهوة بعد لحظات
عاد ماكس الى الموقد ، وارتاحت هى لحركته هذه ومدت يدها الى ابريق القهوة على المائدة . كانت يداها ترتجفان ما اضطرها لان تهدئهما لكى تتمكن من ان تسكب لنفسها فلا تبدو غبية حمقاء . لكن الم تثبت انها كذلك بحبها لماكس ؟
عند هذه الفكرة ، التفتت الى الولدين مكررة فى ذهنها ما عليها ان تقوله لهما ، راجية بصمودها فلا تنفجر باكية : جيك ، جوش ....
قال ماكس بهدوء مقاطعا كلامها : كنت احدثهما عن مدى حسن حظنا لانك علمتهما كيف يتصرفان اذا شاهدا افعى
وحمل الى المائدة طبقين من الكعك المحلى الساخن فوضع طبقه ثم سار اليها ليضع الثانى امامها : كما اننا تحدثنا عن عدم الذهاب الىالخليج ، ووضع سياج جديد لا يمكن اختراقه
-هذا حسن
اغمضت فوبى عينيها لئلا يظهر العذاب الذى تملكها بسبب قرب ماكس منها : فى الحقيقة يا ماكس ، ليس من الضرورى الحديث ....
-كلى الكعك الذى امامك ، يا فوبى
ووضع يديع على كتفيها لحظة ما جعلها تشعر براحة بالغة . تلهفت الى لمسته كما تلهفت الى حبه واهتمامه ، ما اضعفنى ....
ابتعد وجلس على مقعده لكن وقبل ان يبدأ بتناول طعامه ، القى نظرة فولاذية على الطفلين : لدى هذين الاثنين ما يريدان قوله لمربيتهما
انتبه جيك وجوش على الفور ، كانت اعينهما العسلية جادة ونظراتهما مليئة بالتصميم . يا الهى ، ما اشبههما بماكس !
-نحن آسفان لاننا هربنا
-نعم ، نحن آسفان جدا
-لن نفعل هذا مرة اخرى ، لانه كان سيئا للغاية
تنحنح ماكس : لندع هذا الان . لقد اعتذرتما لفوبى ، ومن المهم جدا الا تكررا فعلتكما . فى المرة القادمة قد يكون الوضع اسوأ بكثير
قالت فوبى وهى تضع يدا على كتف كل من الولدين : شكرا على قولكما هذا من المهم جدا لى ان اعلم انكما ستكونان آمنين
فقال ماكس بهدوء : من المهم لى وللولدين ايضا ان نعلم انك ستبقين هنا من اجلهما ، انهما يريدانك معهما . فى الواقع لقد اخبرتهما بانك من الانزعاج مما حدث امس الى حد انك فكرت فى الرحيل ، وهما يعارضان هذه الفكرة تماما
-لا يمكننى ان ابقى يا ماكس
وكانه لا يكفى انها عرضت حياة ولديه للخطر فاذا بها تقع فى حبه ايضا ، وعندما لم تستطع ان تفسر ذلك التفتت الى الصبيين : يا احبائى ، انتما سعيدان جدا مع بابا ، اليس كذلك ؟
اومأ الولدان ايجابا فاضافت : لقد كنت سعيدة جدا معكم هنا ، لكنكما بحاجة الى مربية حقيقية ، مربية ....
وسكتت تفكر فى ما عليها ان تختار لهما لو عاد الخيار لها : مربية مرحة ولطيفة وتحضر كعكا لذيذا جدا ، وتعرف كيف تختار الفطر ولا تخاف من روائح التراب والمواد التى تلمع الارض
وتصورت امرأة فى منتصف العمر تكرس نفسها لهما تماما ، امرأة لطيفة رقيقة للغاية وتشعر بالمسؤولية الى حد لا يصدق
-لكننا نريدك انت
-قال بابا انك ستبقين
بدا الولدان على وشك الانفجار بالبكاء ، ولم تكن فوبى تريد ذلك ولامت ماكس اذ اوقعها فى هذا المأزق وحملقت فيه
تنهد وهو يبعد طبق طعامه الذى لم يلمسه : انت تثبطين عزيمة القديس ، الا ترين ان هذا المكان هو مكانك المناسب ؟
-كان هذا ترتيبا مؤقتا بيننا منذ البداية يا ماكس ، لطالما اردت مربية اكثر نضجا
-وحصلت على واحدة ذات مخيلة وعزيمة كافية لكى تجاريهما
وضرب المائدة بيده قرب طعامه البارد مردفا : لكن الامور تتغير والناس يريدون التغيير
لاحظت انه قال يريدون ولم يقل يحتاجون وقالت : نعم ، هذه هى المشكلة بالضبط
ونظرت من حولها تبحث عن الهام ، ثم وجدت ما تقوله : اريد ان احدث معلوماتى فى المهنة واثقف نفسى بدلا من العناية بالاطفال ، اريد ان ابدا بالحصول على تلك الشهادة التى تحدثنا عنها
-كما تحدثنا ايضا عن طريقة مقبولة تماما لبلوغ ذلك الهدف من دون ان تضطرى لترك حياتك هنا
كيف يمكنها ان تحتمل كلامه هذا الان ؟ فقالت بنزق وهى تنظر الى الطفلين : لا يمكننى ان اجادلك
لعلهما صغيران لكنهما ليسا غبيين ، وطرح تلك الفكرة امامهما مرة اخرى ستقلب كيانهما رأسا على عقب ، وتابعت : انا اريد ان اتز... ، انت تعرف ما اعنيه من اجل الحب يا ماكس ، وليس لاى سبب اخر
ودت لو يرفض ذلك ، لو يقول انه يحبها ، وان بامكانهما ان يبنيا حياتهما معا على ذلك ، لكنه لم يفعل وبدلا من ذلك شحب وجهه ونظر اليها لحظة بصمت ، ثم قال بجفاء : لا باس يا فوبى ، اذا كنت تنوين المعاندة بالنسبة لهذا الامر ، فلا اظن انى قادرعلى جعلك تغيرين رايك ، سأبدا بمقابلة المرشحات للوظيفة منذ اليوم . اظن انك لن ترفضى منح الطفلين يوما او يومين من وقتك ؟ ستبقين حتى أعثر على مربية اخرى اليس كذلك ؟ لا يمكننى ان اراقبهما طوال الوقت فيما انا اقابل اللواتى يتقدمن بطلب . كما اننى بحاجة الى وضع جدول اخر للعمل ، اذ يبدو ان الجدول الموجود يجب ان يتغير ، لكننى لا استطيع ان اتخلى عن اعمالى تماما
-يمكنك الاعتماد على مركز الرعاية
لكنهما سرعان ما ادركت ان اليوم هو الاحد ، وموعدهما فى المؤسسة هو يوم الاربعاء
-نعم هذا خيار فى النهاية
نهض ماكس عن المائدة ونظف الولدين من دون تذمر ، ثم ارسلهما لمشاهدة التليفزيون محذرا اياهما من احداث اى شغب ، ثم عاد الى فوبى : ومع ذلك ستقدمين المساعدة حتى ذلك الحين ؟
قد يقتلها هذا لكن وجهى الولدين المتوسلين مازالا محفورين فى ذهنها ، وكذلك نظرات ماكس اليها الممتزجة بالحزم والاحباط ، ما جعلها تستسلم : نعم ساساعدكم حتى ذلك الحين
*
بينما اخذ ماكس يبحث عن مربية جديدة ، اخذت فوبى تبحث اثناء اوقات فراغها عن فرص عمل اخرى ، ولم يعجب هذا ماكس الذى راح يزرع غرفة مكتبة جيئة وذهابا وقد عاوده القلق . كان الوقت بعد ظهر يوم الاربعاء ، والطفلان فى مركز الرعاية وفوبى تضيع الوقت فى عمل ما بعد ان عادت محملة بمجموعة من الصحف ، قائلة : وهكذا يمكنك ان تبحث عن مربية
-انت لا تنعم النظر فى الصحف
جاءه هذا الاتهام من الممر خارج مكتبه ، فالتفت لدى سماعه صوتها ، وكانت قد اصبحت فى منتصف المكتب وهى تشير باصبعها الى كومة الصحف . متابعة : انت حتى لم تفتحها
نبرة الاتهام فى صوتها ، عدم اهتمامها بأى شئ عدا الرحيل عن بيته فى اسرع وقت ممكن ، كل هذا جعلا شيئا ما ينفجر داخل ماكس : لقد نظرت فيها
وسار مبتعدا عنها ، واخذ ينظر من النافذة : نظرت الى عشرات وعشرات الاعلانات ووضعت اعلانا لدى ما لا يقل عن مئة وكالة للتوظيف كما قابلت حتى الان ست مرشحات لهذا العمل
-لكنك لم توظف ايا منهن
بدت وكأنها تمالكت نفسها ، وحملت الصحف وتقدمت منه والقتها على صدره ، فرمى بالصحف على الارض ثم استدار اليها يواجهها غاضبا : لا تضغطى على هكذا يا فوبى ، صدقينى انا لست فى مزاج يسمح لك بأن تضغطى على حاليا
فقالت بصوت باك تقريبا : وانا لست فى مزاج يسمح لى بالبقاء هنا ، عليك هنا ، عليك ان تستمر فى البحث الان !
اخذ يحدق فى وجهها المنزعج وقال : قد سبق وانذرتك
وعانقها ورحبت هى بعناقه ، رغم انها دفعته من صدره ، لكنه امسك بها بسرعة متجاهلا دفعها هذا له ، فركلته لتتخلص منه
-لا تحاربيينى
زمجر بهذه الكلمات ثم اندفع مرة اخرى لعناقها
يفترض بها ان تقاومه ، يا لجهنم ! ما كان عليها ان تفعل ذلك . وصرفت باسنانها : لا اريد هذا
-لماذا بادلتنى العناق اذن ؟
وابتدأ الاحباط يتملكه بقوة اكبر بعد ان اصبحت بين ذراعيه مرة اخرى ، انه يرغب فيها الى حد بالغ
نطقت فوبى باسمه متاوهة . ايعنى هذا الاستسلام ؟ القبول ؟ كان فى نظراتها التى تتفحص وجهه ضعف ، وكانها تختزن هذه الذكرى
-فوبى يا حلوتى ، لا تحرمينى من هذا
وارتجف جسده عندما احاطت يداها بعنقه تجذبه اليها
-لا ادرى ماذا حدث لى
تمتماته هذه ترافقت مع موجة حارة اجتاحت جسده وافقدته السيطرة على نفسه ، واضاف : مؤخرا كل ما استطعت التفكير فيه هو انت
جمدت بين ذراعيه وحبست انفاسها بينما بحثت عيناها عن عينيه : احقا ؟ احقا تفكر بى طوال الوقت يا ماكس ؟
مر بيده على شعرها الكث واجاب : نعم ، ما ان انظر اليك حتى اشعر بالرغبة فيك
فتراجعت عنه قليلا : الرغبة الجسدية ، هذا ما تقصده اليس كذلك ؟
كان يريدها الى حد كبير ... ارادها لدرجة انه عرض عليها الزواج كجزء من صفقة كاملة
-نحن متلائمان معا ، وكلانا سيستفيد من هذه العلاقة حتى لو لم تقبلى بالزواج
الضحكة التى اطلقتها وهى تدفعه عنها ، حملت بعض التوتر ، ووقفا متواجهين يتبادلان النظرات لثوان قبل ان تقول : لا تلمسنى مرة اخرى يا ماكس
وازدادت ابتعادا عنه لكن نظراتها بقيت ثابتة على وجهه : فى الواقع انا ساجنبك مشكلة القلق بهذا الشأن وارحل فى هذه اللحظة ، ما من سبب يجعلك عاجزا عن مراقبة ولديك بنفسك الى ان تجد مربية . عملك سينتظر عند الضرورة
-ليس لديك وسيلة نقل ، او وظيفة تذهبين اليها
-يمكن لبرينت ان يوصلنى الى محطة القطار وسارحل الى سيدنى حيث لدى اصدقاء يمكننى ان امكث معهم حتى اجد عملا يناسبنى
-اى اصدقاء ومن يكونون ؟ هيا ... كونى عاقلة
وجد كلماته هذه بسيطة مقارنة مع الاحباط الذى جعلته يشعر به
-لست مضطرة لان اعطيك التفاصيل فانا لم اعد اعمل لديك وانا راحلة
كان ماكس على وشك الامساك بها ليحدثها عن كافة الاسباب التى تجعل تصرفها هذا جنونا عندما دق جرس الهاتف ، فشتم وهو يسير نحو الهاتف ويرفع السماعة
كان الاتصال من مدير اعماله فى نيوزيلاندا الذى وقع فى مازق مع زبونين
استغرقت المخابرة دقائق ثمينة ، وعندما وضع ماكس سماعة الهاتف كلن المنزل غارقا فى صمت كريه ، واظهر البحث ان امتعة فوبى اختفت كحالها هى . لكنها تركت ورقة على مائدة المطبخ تقول فيها ان برينت سياخذها الى المحطة وان على ماكس ان يتذكر احضار ولديه من مركز الرعاية
يا لوقاحتها ! واخذ يطوف حول البيت من دون هدف حتى حان موعد ذهابه فاستقل موعد ذهابه فاستقل سيارته الى المركز ليحضر ولديه . سيكون ملعونا لو استعمل السيارة الصغيرة التى كانت فوبى تستعملها رغم انه من اشتراها لها ، لكنه لا يريد ما يذكره بها ويضيق افقها وعنادها
وعندما عاد الى بيته لم يكن مزاجة قد تحسن ، وتذمر الطفلان عندما اخبرهما ان فوبى رحلت وان مربية اخرى ستاتى بدلا منها ثم اخذا يلعبان فى المقعد الخلفى وهما فى طريقهما الى البيت ، لكن سرعان ما تحول اللعب الى النزاع بينهما لينتهى الامر بهما الى البكاء . حين نظر ابوهما اليهما مزمجرا بغضب
كانا جالسين امام التليفزيون عندما لاحظ ماكس ان سيارة برينت عادت . يمكنه الان ان يعطى البستانى تعليمات عن عمل الغد فطلب من الولدين ان يمكثا فى البيت لا يخرجان منه حتى يعود ، وخرج يبحث عن البستانى ليجده فى شقته ، وقد ترك الباب مفتوحا . يبدو انه شغل التليفزيون فور دخوله ، وجلس ينظر الى خبر عاجل عن خروج قطار عن سكته
فلنتحدث عن عمل الغد . ثمة امور اريدك ان تفعلها قبل ان تبدأ بعملك المعتاد
كان صوت ماكس جادا نوعا ما رغم محاولته ضبطه ، فرفع برينت يده وكأنه يحاول اسكاته : انتظر ، انا قلق من هذا الخبر
التفت ماكس الى التليفزيون واذا بالمذيع يذيع خبرا عاجلا عن خروج قطار عن سكته ، وبدا اهتمام برينت واضحا
تابعا الاستماع الى بقية الخبر بصمت ثم اندفع ماكس على الفور الى الباب وهو يساله : فى اى وقت وضعتها فى القطار ؟
اخبره برينت فاوما ماكس ، محاولا الا يظهر مزيدا من القلق لكنه فشل فشلا ذريعا : ساتصل بالمحطة لارى ما حدث . تركت الولدين فى البيت ، لذا على ان اعود
-سآتى معك
اوما ماكس من دون ان يتوقف ، وعندما طلب الاستعلامات لم يستطيعوا اعطاءه معلومات تشفى غليله
لم يقولوا له بالضبط ما حدث او ما اذا كان هناك اصابات ، ولكن من المؤكد ان فوبى على متن ذلك القطار ، وشعر ماكس بالغثيان : ساذهب للبحث عنها
وكان قد خرج من الباب حين سمع برينت يناديه : اتريدنى ان امكث هنا مع الولدين ؟ ام احضرهما ونتبعك ؟
كان قد نسى امر طفليه . فاستدار الى الخلف وهو يحاول ان يفكر : لا ادرى ما الذى ساجده هناك ، لا اريد ان اخذهما ولكن ينبغى الا اتركهما هنا ، فهما لم يمكثا معك قط من قبل
-ساحضر عمتى كولين
وكان برينت قد اندفع الى الهاتف : لديها سيارة ويمكنها القدوم الى هنا . انها امرأة مسؤولة جيدا ، يمكننا انا وهى ان نراقبهما جيدا ، هل هذا ينفع ؟
اوما ماكس : هذا حسن جدا
اتفق برينت مع عمته ، ثم اوما عندما اسرع ماكس يبتعد بعد كلمة شكرا ، كانت افكاره مع فوبى اتراها نجت ؟ عليه ان يعرف هذا وبسرعة
*
انتهى الفصل الثالث عشر .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 07:56 AM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

14- حتى آخر الحياة .
[FONT="Arial"
كان القطار قد خرج عن سكته فى منطقة شديدة الانحدار بجانب الطريق العام ، حيث احتشدت سيارات الاسعاف والشرطة وعربات الانقاذ . اوقف ماكس سيارته بعيدا ثم خرج منها على عجل واخذ يركض . مرّ بشرطيين وعدد من الوظفين ، راحو ينادونه ليقف قبل ان يدرك ان صوته كان يهتف باسم فوبى ... واعتصر قلبه لدى رؤيته العريبات المنقلبة ... رأى كثيرين يطوفون فى انحاء المكان ، والدوار يبدو عليهم . كان البعض يتوجه نحو الطريق العام ، فيما البعض الاخر يتلقى الاسعافات . كما صادف اولادا يبكون ، واشخاصا يتبادلون المواساة فضلا عن سائق القطار الذى وقف محاطا بالشرطة ، لم يكن ماكس يأبه سوى لشخص واحد عليه ان يجدها سالمة هذا جلّ ما يريده
-هنا يا ماكس ، انا هنا
التفت نحو الصوت ووجدها هناك تحاول ان تقف وهى ترتجف من حيث جلست مستندة بظهرها الى جذع شجرة
اخذها بين ذراعيه قبل ان يدرك ما يفعله ، ثم زفر وهو يبعدها عنه : هل اصابك ضرر ؟ هل فحصك احد ؟ ساستدعى الاسعاف
-انا بخير ، ثمة رضوض ليس الا ومازلت ارتجف من تاثير الصدمة
كانت ابتسامتها باهتة ، وانحدرت دمعة على وجهها القذر : لقد فحصونى يا ماكس ، صدقنى . كنت فقط استجمع قواى قبل ان اقرر ما سافعله ، يبدو ان هذا القطار لن يذهب الى اى مكان ولفترة
-انت ستاتين معى الى البيت حيث يمكننى ان اعتنى بك
كان هذا هو الحل الوحيد فى نظر ماكس واى حل اخر هو سخافة مطلقة . لكنه اراد اولا ان يلمسها ، يعانقها ، يطمئن نفسه مرة اخرى الى انها آمنة ، وجذبها اليه بلطف فتنهدت واسندت راسها الى صدره ، فوقفا طويلا هكذا : انت معى الان ، سافعل كل ما استطيعه لابقيك آمنة
فتمتمت تقول : لم يقع ضحايا ، وانا مسرورة لذلك
-اريد ان اعرف لما حدث هذا الامر اللعين
قال ماكس هذا غير قادر على ان يشعر بالابتهاج فيما فوبى تبدو وكأنه القى بها من فوق جرف عال . ما تعرضت له كان فظيعا
هزت كتفيها : بعض الاغبياء تركوا سيارة على السكة ، كيف يفعلون ذلك ؟ كنا محظوظين لان السائق رأى العائق فبذل جهده ليتجنب الاصطدام لكنه لم يستطع ان يبطئ من سرعة القطار فى الوقت المناسب ، مازال بامكانى ان اقصد اصدقائى فى سيدنى ....
-اذا بقيت مصممة على ذلك ، فساتصل بهم من اجلك ، ولكن ما زال عليك ان ترافقينى الى بيتى
نظرة واحدة الى وجهها أنبأته بان ليس لديها اى خطة على الاطلاق
-وماذا عن امتعتى ؟ كانت كلها على متن القطار
-سنستعيدها لاحقا اذا امكننا ذلك ، وحتى ذلك الحين يمكنك ان ترتدى ملابس كاترين . ساعتنى بك فلا تقلقى
سالت الدموع على وجنتيها فأشاح بنظره عالما انها ستكره فقدها لرباطة جأشها ثم ساعدها على صعود المنحدر ومن على الوصول الى سيارته . بدا واضحا انها ما زالت تعانى من الصدمة
جذب ماكس وشاحا سميكا من الصوف من المقعد الخلفى ولفها به ثم نظر الى وجهها الشاحب رغم الدفء وانطلق بالسيارة
عندما وصلا الى المنزل ، رفعت راسها قليلا وقد اتسعت عيناها قلقا : ماذا عن الولدين ... ؟
-برينت وعمته يرعيانهما جيدا ، انتظرى عندك
استدار حول السيارة وفتح لها الباب ثم حملها بين ذراعيه فدسّت وجهها فى صدره وتركته يحملها الى الداخل من دون احتجاج . حتى تحيات ولديه واسئلتهما عند رؤيتهما لم تحدث اى تاثير ، لكن ماكس طمأنهما الى ان فوبى فى احسن حال وانها متعبة ومكتئبة فقط ، ثم أخذها الى غرفته . لكن ، هل هى حقا باحسن حال ؟ اخذ يتساءل عما منعه من ان ياخذها الى المستشفى ، لكنه ما لبث ان تذكر ان رجال الاسعاف فحصوها وقالوا انها بخير ، ويمكنها العودة الى البيت لكن ماذا لو لم تكن بخير ؟
-فوبى ، اخلعى ملابسك واستلقى فى الفراش
لم يخطر فى باله ان يعيدها الى غرفتها التى غادرتها هذا الصباح . ان فوبى تخصه وهو لن يدعها ترحل مرة اخرى ، ومهما طالت المدة اللازمة لاستعادة عافيتها فستمضيها فى سريره ، بينما هو يجلس بجانبها يراقبها
مددها على السرير ثم احضر منشفة مبللة من الحمام واخذ يمسح وجهها وذراعيها الملطخة بالتراب فلاحظ عددا من الرضوض وبعض الخدوش . اخذت يداه ترتجفان واسرع فى مهمته ثم لفها بالملاءة والبطانية
-ارتاحى الان يا حبيبتى ، ساحضر لك بعض الحبوب المسكنة لتريحك اثناء الليل
اومات براسها لكن لم يظهر عليها انها واعية تماما . اراد ان ياخذها بين ذراعيه ليعانقها ولا يدعها تذهب ابدا لكنه وقف بجانب السرير ينظر الى وجهها الشاحب وشعرها المشعث وعينيها الزائغتين ، ثم اخذ يفكر فى انه يحبها ويريدها فى حياته . انها المرأة الوحيدة التى يشعر بحاجة اليها ورغبة فيها
خرج من الغرفة الى المطبخ حيث جلس برينت وعمته وولداه ، فنظروا اليه كلهم مستطلعين
-حالتها لاباس بها ، ثمة رضوض وخدوش خفيفة ، لكن حالتها لاباس بها
فقال برينت بارتياح : الحمد لله
ثم عرفه بعمته وهى امرأة حسنة المظهر فى الخمسينات من العمر ، ويبدو انها تمكنت من اقامة علاقة صداقة مع طفلى ماكس . شكرها ماكس على مساعدتها لهم ، فقالت : يسرنى هذا . فى الحقيقة كنت اشعر بشئ من الوحشة بعد ان غادر آخر اولادى العش ، فانا ارملة وهكذا بقيت وحدى ادور فى انحاء البيت
اوما ماكس مفكرا وهو يفتح خزانة الادوية لياخذ الحبوب المسكنة فيما قالت العمة كولين بهدوء : فكرنا فى ان ناخذ الطفلين فى نزهة ثم ينامان معنا فى بيت برينت بعد موافقتك انت
نظر ماكس الى العينين الرقيقتين ثم قال بارتياح : شكرا ، اقدر لك منحى هذه الفرصة لاخدمها بنفسى
فأومات : لاباس
قبل ولديه ثم راقبهما وهما يخرجان من البيت قبل ان يعود الى فوبى ليعطيها الحب، فوجدها تنام متكورة ولم يكن الارتياح
باديا عليها
ايقظها بلطف وساعدها على ابتلاع الحبوب ، ثم خلع حذاءه وجوربيه وجلس الى جانبها فى السرير ، وعندما اخذها بين ذراعيه ، تنهدت واندست به ، وكان هذا كافيا لماكس ... حتى الان
استيقظت فوبى ببطء وهى تشعر بآلام متفرقة فى جسمها . لاشك انها الرضوض لكن حمدا لله ان الامر لم يتسبب بكارثة . عندما فتحت عينيها ، لم تعجب حين رات ماكس ينظر اليها والقلق باد فى عينيه . نظرت الى نفسها فرأت انها ترتدى قميصه ، ولم تعرف كيف حدث ذلك : هل وضعتنى انت فى السرير ، الليلة الماضية ؟ ما الذى افعله فى غرفتك ؟
-يا لها من اسئلة كثيرة فى هذا الصباح الباكر !
كانت كلماته صارمة لكن ملامحه رقيقة : عليك ان تتعلمى ان تكونى اكثر رقة
فخفقت باهدابها : حسنا ، انا ...
اسكتها ماكس عن متابعة كلامها بعناق رقيق
لقد مرت بظروف صعبة فى الامس ، وهى لا تريد ان تشعر بالحرمان حاليا . اذا اراد ماكس ان يعانقها ، فليكن انما ليفعل ذلك بشكل صحيح على الاقل
ولفت ذراعيها حول رقبته ، مظهرة له مشاعرها
تأوه وشدها اليه فتملكتها البهجة واخذت تتساءل عما اذا كان بامكانها ان تتنفس ، وفجاة تركها قائلا : انت فى حالة انهاك وما كان على ان افرض نفسى عليك بهذا الشكل ، انا اسف
-ايها الاحمق !
وكانت على وشك ارغامه على معانقتها مرة اخرى عندما انقشع الضباب عن احاسيسها ما جعلها تتذكر انه ما كان عليها ان تفعل هذا على الاطلاق . فماكس لا يحبها ، ولا امل فى ان يتغير . وبدلا من السعى الى عناق اخر ، قالت : كيف وصلت معى الى هنا ؟
اسندها ماكس الى الوسائد ، ثم اتكأ على مرفق واحد فوقها واخذ ينظر اليها
واخيرا قال : ساعدتك قليلا
-آه ، هذا حسن
-قال وهو يعبث بشعرها : هل تعلمين ان لبرينت عمة جميلة اسمها كولين ؟ انها فى الخمسينات وارملة
حاولت عبثا ان تبتعد عنه وهى تجيب : هممم ... اظن ان هذا حسن
-غادر آخر اولادها البيت وهى تعيش وحدها . سأطلب منها ان تعمل كمربية لجيك وجوش واظنها ستوافق
تمنت فوبى لو ان شفتيها لا ترتجفان ، فهى حقا لا تحتمل حديثا كهذا لكنها قالت : هذا حسن يا ماكس ، انا مسرورة
-نعم وهكذا لم اعد اريدك هنا من اجل الولدين
ابتلعت ريقها وتملكتها غصة وهى تؤمى قائلة : لا اظن انك ستحتاج الى طبعا
وفجأة اصبحت ملامح ماكس جادة للغاية ، لهذا عندما سأطلب منك البقاء يا فوبى ، فهذا يعنى اننى اريدك لنفسى وليس من اجل الولدين ، وليس لاننى اعطف عليك او اريد ان اساعدك بتوظيفك ، اننى مقتنع بانك قادرة تماما على شق طريقك فى الحياة من دون عونى . انا اريدك هنا لمصلحتى الخاصة
لم تفهم ، وقطبت حاجبيها بشك : لا اظننى فهمت
ربما اصيبت بضربة على رأسها ما جعلها لا تتذكر
-انا بحاجة اليك يا فوبى
وطبع قبلة على انفها ، ثم اغمض عينيه واخذ نفسا عميقا قبل ان يقبل شعرها ويرفع راسها لتتقابل اعينهما مرة اخرى : الامر بسيط جدا ، فأنا احبك . ارأيت ؟ احبك الى اقصى حد ممكن
-انت تحبنى ؟
كررت قوله بغباء وهى تنظر اليه : لكنك لم تقل هذا قط من قبل
-حتى الامس ، لم اكن اعلم
وسكت يبحث عن الكلمات : لدى الكثير لاقوله لك يا فوبى ، لكننى لا اعرف من اين ابدا . اولا ، لقد ندمت على سوء معاملتى لك حين كنت اصغر سنا . انا اعلم اننى كنت اتصرف احيانا بشكل سئ محاولا ان اجعلك تتصرفين بالشكل الذى اظنه افضل ، لم اعرف قط أمرأة مثلك . كنت تتحديننى فى كل لفتة ، ولم اعرف كيف اتعامل معك ، ومازلت لا اعرف ، لكننى ادركت الان اننى لا استطيع ان اعيش بدونك
عادت فوبى بافكارها الى عهد الطفولة ذاك ، الى مواجاتها مع ماكس ، والى شوقها الخفى لان تجد من يهتم بها حتى بنصف مقدار ما كان ماكس يهتم بأخته
-كنت اغار من كاترين لانك تحبها كثيرا
اطلق ماكس ضحكة حادة ثم هز رأسه : كنت اشعر بالابوة لها يا فوبى ، والى حد شنيع بحيث توسّلت الى كى اعود الى العمل لئلا تبقى معى لفترات طويلة
لكن فوبى لم تصدق انه مقتنع بهذا : انت مخطئ
-لا ابدا
وقبل ان تجادله ، تابع يقول : لم تظنيننى اذن كنت احاول ان ابقى بعيدا عن جيك وجوش ؟ لم اشأ ان ينبذانى يوما ما ويطلبا منى الابتعاد . ظننت انه من الافضل ان نتجاوز تلك الخطوة من الان ، وانهما سيكونان اسعد بتلك الطريقة
-آه ، يا ماكس
وتألم قلبها ، لم تكن تدرك ان ماكس يحمل كل هذا العبء
-لكن هذا لن يمنعهما من ابعادى عنهما يوما ما
واعتصرت كلماته قلبها بينما تابع كلامه : لكنهما ولداى وانا احبهما للغاية وعلى ان ابقى فى حياتهما طالما يسمحان لى بذلك
فانفجرت تقول : كانت كاترين تعلم انك تحبها
نظر ماكس اليها رافعا حاجبيه بتساؤل فتابعت : لكنها كانت تحب ان تمضى مزيدا من الوقت فى المدرسة ، لتستمتع بالجو الاجتماعى ولهذا السبب طلبت منك العودة الى العمل
بادلته فوبى النظرات ، مصممة على ان تجعله يسمع هذا ويتقبله : انت جعلتها تشعر بالامان بعد موت والديها ، بالامان الى حد انها لم تخشّ تان تطلب منك ذلك ، وسيدمرها ان تعلم انك ظننت هذا بها طوال الوقت
قال ضاحكا : لن نخبرها اذن
ثم هز راسه وضحك مرة اخرى ، قبل ان يسأل : هل انت واثقة ؟
-نعم ، واثقة
كانت واثقة تماما ، وسرها ان تخبره بذلك
-اريد الان ان نتحدث عنا ، انا وانت ، يا فوبى
ثم مال نحوها وعانقها : احبك واريد ان اتزوجك ، وامضى بقية ايامى معك
ادركت انه جاد فى قوله . انه يحبها حقا ! وتسارعت خفقات قلبها ، ثم عادت فهدأت : لا استطيع يا ماكس ، لانك ستندم لست بالصفقة الرابحة
-بل انت كذلك . انك جميلة للغاية وموهوبة وحكيمة ، ولديك حنان الامهات
واحاط وجهها بيديه برقة وقد اظلمت عيناه الزرقاوان بالمشاعر وهو ينظر الى وجهها : وانا اريدك بأى شكل كان
افلتت من بين شفتيها زفرة معذبة : لا يمكننى ان اصبح اما ابدا يا ماكس ، لاننى عاقر
-ماذا تعنين ؟ وكيف يمكن هذا ؟
كانت صدمته واضحة ، واشتدت ذراعاه حولها حتى كاد يخنقها .
تراجعت عنه ونظرت الى وجهه ، لم تعرف حتى الان ان القلب يستمر فى التحطم مرة بعد اخرى
ردت : انا لم اخلق كبقية الفتيات ، الرحم لدى لا يعمل
بدا العذاب على وجهه : ليت السبب خلاف ذلك
قالت وهى تبتعد عنه : هذا يغير الوضع ، اعرف هذا واتفهمه
لكنه رفض ان يدعها تذهب ، واخذ يمر بيده على ظهرها بلطف : لا يا فوبى ، لا اظنك فهمت شيئا على الاطلاق
ابتلع ريقه بصعوبة ، وعندما عاد الى الكلام ، كان صوته اكثر رقة وعذوبة مما سمعته من قبل : اننى اتالم من اجلك لانك لن تحملى وتلدى طفلا قط . اتمنى لو استطيع اصلاح ذلك من اجلك ، ويؤلمنى عجزى عن ذلك
-ارجوك ، لا اريد ان نتكلم عن هذا
كانت كلماته تمزقها ، اذ تأتى على ذكر ما لا تستطيع الحصول عليه
-لكننى اود الحديث عن ذلك يا فوبى . على ان اتحدث عنه
وجلس ثم طوقها بذراعيه : يؤسفنى عجزك عن انجاب طفل يا فوبى ، واسفى هذا من كل قلبى ، لكننى مسرور ايضا لانك اخبرتنى فهذا ساعدنى على فهمك اكثر . انا اريدك ان تكونى زوجتى
واتبع قوله هذا بعناق قوى : كما اريدك ان تكونى اما لجيك وجوش . لقد تحديتنى لكى اخذهما واضمهما الىّ . انا الان اتحداك لتفعلى الامر نفسه ، ان تقبليهما كابنين لك ولى ، لكى نصبح جميعا اسرتك
كانت من الارهاق بحيث لم تستطع ان تتكلم ، وسالت الدموع على وجنتيها دموع حارة خرجت من اعماقها
اخذ ماكس يمسح دموعها عن خديها بانامله
-يمكننا لاحقا ان نتبنى طفلا اذا شئت . انا لا يهمنى ذلك يا فوبى ، صدقينى انا اريدك فقط بجانبى فى الحياة ، ولآخر حياتى
وحول وجهها اليه حتى تلاقت اعينهما : لا استطيع ان اعيش بدونك ، ولا اريد ذلك قولى انك ستتزوجينى
قالت نعم وهى تضحك وتبكى وتدفن وجهها فى عنقه وتلف ذراعيها حوله : نعم . انا اريد ان اتزوجك واكون اما لجيك وجوش ، ان نكون اسرة واحدة
وتنهدت بسعادة ، وتملكت ماكس رجفة عميقة وهو يتنهد قائلا : شكرا ، انت لا تعرفين ما يعنى هذا لى
وضمها اليه من جديد : انا بحاجة اليك ، والى جبك يا فوبى
وسألته بصوت مرتفع : لكن ... اين الطفلين ؟
-انهما مع برينت وعمته
ونظر الى الساعة : مازال الوقت مبكرا ، وانا واثق من اننا بخير
طوقت فوبى حبيبها ماكس بذراعيها ثم جذبته اليها
-اذن ، من الافضل ان ننتظرهما لنعلن لهما الخبر
*
انتهى الفصل الاخير .
الخاتمة .
المعجزة .
وحلّ الصيف . كان النسيم يهب دافئا يحرك اوراق شجر المطاط ، ويتنهد برقة عبر بساتين التفاح ، وقف ماكس وفوبى وجيك وجوش والعمة " هاتى " عند طرف الاملاك
لعل المربية كولين تبكى فى بيت المزرعة امام كوبى الحليب اللذين تركهما الطفلان على المائدة . فقد اصبحت عمة برينت عاطفية للغاية فى المناسبات الهامة ، وذهاب الصبيين الى المدرسة الابتدائية لاول مرة هو مناسبة هامة بكل تاكيد . كما ان كاترين زارتهم مرات عدة خلال الشهور الماضية حيث تعرفت الى ابنىّ اخيها ، لكنها لم تكن هنا اليوم
ظهرت الحافلة من بعيد ، وعندما اقتربت منهم اخذت تهتز بعنف
-انها هنا ، انها هنا
اخذ الولدان يقفزان متحمسين ، واستطاعت فوبى ان تدرك مشاعر ماكس وهو يقف بجانبهما ، لكنها نظرت الى هاتى ولم تستطع الا ان تبتسم
كان ماكس قد قلب استراليا رأسا على عقب بحثا عن نسيب حقيقى لفوبى ، شخص غير امها وابيها ، وكانت فوبى قد ادعت انها لا تريد احدا ما دام لديها ماكس وولديه لتحبهم ، لكن ماكس عثر على هاتى وهى ابنة خال بعيدة من ناحية امها ، وامرأة تفيض حبا ما جعل فوبى شاكرة للغاية
كانت هاتى تعمل بالقرب من " يلاك هيث " حيث احترفت صناعة الخزف ، وقد اولعت بفوبى واسرتها
كانت فوبى سعيدة للغاية ، وعندما التفتت الى ماكس ابتسمت فى وجهه الحبيب : اراك عابسا سيكون الولدان فى احسن حال ، صدقنى
اخذ نفسا عميقا ، ثم اومأ وحاول ان يظهر الارتياح : اعرف ذلك . كل ما فى الامر ان الفراق صعب
كان ماكس يعمل ثلاثة ايام فى الاسبوع هذه الايام ، ويمضى بقية الاسبوع فى بيته حيث يعمل فى المزرعة او يلعب مع الطفلين ، وسيواجه صعوبة فى تقبل غيابهما وخسارة هذا الوقت الذى يمضيه معهما . لكن فوبى ابتنسمت فستبذل جهدها لتبقيه مشغولا بأى شكل . حياهم سائق الحافلة ، ثم توقف بعيدا عن الطريق العام ، وعندما انفتح الباب التفتت فوبى الى الولدين وعانقتهما بقوة وبسرعة فائقة
عندما صعد جيك وجوش الى الحافلة بثقة وجلسا بجانب احد اصدقائهما من دار الرعاية ، شعرت فوبى بغصة فى حلقها لكنها ابتسمت لهما ابتسامة واسعة انه يومهما
وعندما تحركت الحافلة رفعت هاتى يدها تلوح لهما بمنديلها الوردى ، وكذلك فعل كل من ماكس وفوبى
عندما غابت الحافلة عن الاعين ، اخذ ماكس فوبى بين ذراعيه فدفنت وجهها فى صدره . لكنها شعرت بأن عليها ان تظهر نوعا من لكنها شعرت بأن عليها ان تظهر نوعا من الاحتجاج : لست بحاجة الى التعزية . انت تعلم ان ذهابهما كان رآيى انا
انفجر ماكس ضاحكا : من قال انك انت من يحتاج العناق
وتلاقت شفتاهما فابتسمت له شاكرة سعيدة . لديها ماكس ... اكثر الازواج حبا ... وولدان رائعان قد تقبلاها اما جديدة لهما بكل بساطة ومن دون ان يلتفتا الى الوراء
قال ماكس بتردد وهو يتأبط ذراعها ليسيرا عائدين الى المنزل : انت لم تخبرينى عن موعدك مع اخر اخصائى
لم ينظر اليها ، وادركت انه لا يحب ان يسألها . ماكس قد اصر عليها كى تزور الطبيب عندما اعترفت له بأنها لم تذهب قط الى طبيب لفحص حالتها . اراد ان يتأكد من انها بخير وصحيحة الجسم بحيث لن يصيبها أذى الان او فى ما بعد
ظهر من الفحص الطبى انها صحيحة الجسم ، وشعر الاخصائى بأن لديها فرصة للانجاب يوما ما ، اذا ما ابتسم لها الحظ ، وكان قد عالج حالات اخرى لنساء لم يعرفن العادة الشهرية او كانت نادرة لديهن ، ومع ذلك استطعن ان يحملن ، وقد اصرّ على ان تراجعه لدراسة حالتها فثمة امور لم يتناولها الفحص بعد . لم تهتم فوبى فلديها ماكس والطفلان . كان قلبها ممتلئا ... ولم يمض يوم من دون ان تستيقظ صباحا باسمة شاكرة سعيدة ، وكانت تذهب الى الطبيب فقط امتثالا لرغبة ماكس . التفتت اليه باسمة : قد حدثنى الطبيب فى الواقع عن التخصيب
رفع ماكس حاجبيه ، ولم يستطع ان يخفى ومضة الرجاء فى عينيه ، وابتسمت هى تغيظه قليلا : نعم . هذا ما قاله ، لكن هذا لم يعد مهما
أوما وهو يبتسم لها : حسنا لابأس . هذا غير مهم ، تحدثنا عن ذلك من قبل ، نحن لسنا مستعجلين . يمكننا القيام بذلك فى وقت لاحق اذا شئنا ...
قطع حديثه وهو يراها تبتسم ، وضحكت هى : الن تسألنى عن سبب ضحكى ؟
نظر اليها وكأنها مجنونة لكنه رد عليها ، كما توقعت : لماذا تضحكين ؟
امسكها ورفعها الى اعلى : اخبرينى عن سبب ضحكك او ابقيك هكذا طوال النهار
-انا اضحك لان التخصيب لم يعد مهما
نظر اليها متسائلا : وكيف ؟ لا افهم اتريدين ان تقولى ان ثمة امر اخر حدث ؟ وانك تاكدت من انك لن تحملى ابدا ؟
فهزت راسها : لا ، انا لا اقول هذا لاننى حامل
واخذت تلمس يده بلطف وهى ترى تاثير كلماتها فى وجهه ، ثم وضعت يده على بطنها : هل تشعر بشئ ما ؟
-ظننت لتوّى ...
وسكت وهو يتفحص وجهها بانفعال بالغ ، ثم هز راسه : هل انت واثقة ؟ هل اجرى لك اختبارا ؟ هل انت بخير ؟ هل الطفل بخير ؟
-بكل تاكيد ، لقد اجرى لى اختبارا وانا بخير والطفل بخير
وابتسمت فتأوه ، ورفعها بين ذراعيه واخذ يدور بها حتى دار راسها واخذت تضحك ، ثم قبلها من كل قلبه ، وعندما افترقا كانت الدموع تسيل من اعينهما
-اتريدين هذا فعلا يا فوبى ؟ لم اسألك قط من قبل . اظننى لم اشأ ان اسالك لانى اعتبرت انه لن يحدث قط
فقالت وهى تدنى راسه منها : بل اريده لاننى احبك ، ولان الله منحنا هذا رغم الموانع كلها . انه حظنا نحن الاثنين ، ان نحصل على ما كنا يائسين من حدوثه . سترى الطفل منذ ولادته ، وانا ... حسنا ، سأحصل على هذا واكثر
فقال بصوت اجش : نعم ، انا احبك يا فوبى . احبك للغاية
-وانا ايضا كذلك
انها تحبه وهذا هو المهم
تمت


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.