آخر 10 مشاركات
اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          6 - خذني - روبين دونالد - ق.ع.ق (الكاتـب : حنا - )           »          السيد والخادمة (104)- غربية- للكاتبة المبدعة: رووز [حصرياً]*مميزة*كاملة & الروابط (الكاتـب : رووز - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          61 - أنتِ لي - هيلين بيانشن - ع .ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          603 - يائسة من الحب - ق.ع.د.ن ( عدد جديد ) ***‏ (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          Harlequin Presents - March - 2014 (الكاتـب : Gege86 - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-17, 06:45 AM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


10- تبكي على كتفه !
كان موعد وصول ضيوف سيبيل نهار السبت وكانت الحفلة ستجري في الليلة ذاتها . لم يكن عند راوينا ذاك اليوم عملاً كثيراً لذلك ، تسنى لها مساعدة سيبيل في إخراج الأواني الكريستالية مم اعماق خزائن مغطاة بالغبار ، وفي رد الفضيات الباهتة الى لمعانها الاصلي ، والاشراف على ازاحة المفروشات و التنظيف و تلميع ارض القاعة الكبرى المسكوة بألواح الخشب المصقول التي ستجري فيها الحفلة الراقصة .
أظهر جاك حماساً غير متوقع و كان يداً مساعدة في امور كثيرة .. لكن يا ترى هل كان وجوده نابعاً من رغبة حقيقة في العمل ام كان تظاهراً أبقاه قرب زوجته . والملاحظ ان الاثنين كانا على وئام و اتفاق ، هذا ما لاحظته حين شاهدت جاك يزيل بقعة غبار على انف سيبيل باهتمام و حنان كما شاهدت وجهه يضاء اشراقاً حين اظهرت له شكرها بابتسامة ساحرة ، ولكن سيبيل تبدو شخصية مختلفة حين لا يكون سكوت موجوداً ، فعندها تصبح اقل عدائية و اكثر استرخاء , وتظهر تقبلاً لمدعبات زوجها . حتى ان راوينا احست بالاعجاب بها حين قالت بعذوبة لزوجها و المنديل مازال معقوداً حول شعرها منفضة الغبار في يدها و البقعة ما تزال على انفها :
- انا قلقة بشأن اختيار انواع الاطعمة عزيزي . كان سكوت فظاً معي حين ذكرت الأمر له .. بل تمادى معتبراً تنسيق اصناف الطعام عجرفة لا معنى لها . طبعاً هو لا يملك خبرتك في هذا المضمار لأنه لم يدرس قط هذا الموضوع بعمق مثلك .. لذلك ، انا واثقة انه لن يغضب ان طلبت منك ان تتولى تنسيق انواع الطعام بنفسك .
----------------------------------
- لسكوت سلطة لا يستحقها .. و هذا كله عائد الى تقاليد آل سايتون . لو سحبت لي لائحه يما تودين تقديمه ، اعدك بالأهتمام بتنسيقها ، بحيث يرضي هذا اصعب الذواقة في العالم .
ابتسمت سيبيل و استدارت تسأل راوينا :
- اليس من الرائع ان نتخلص من التفكير في المشاكل ؟ كنت حائرة في ما اختار ، الم تكوني حائرة ؟
تخلت راوينا عن الحذر بسبب الحماس الذي يجري :
- لقد فكرت قليلاً في المشكلة ، لكنني لست خبيرة .. فمعرفتي في هذا المضمار محدودة .
و طققت تردد انواع الطعام التي اعتادت على تنسيقها اثناء العمل مع السير دوغلاس .. و كادت تعض لسانها حين رأت صمت متسائل بعدما ذكرت ما ذكرته .. و زاد انزعاجها حين نظرت اليها سيبيل بخبث و قالت بقسوة :
- انت تدهشينني . لا يتوقع المرء عادة ان يجد سكرتيرة تملك ولو جزءاً يسيراً من المعلومات عن موضوع متخصص كهذا .. كنت افكر دائماً ان حب التنسيق انواع الطعام هو معد لفئة مختارة من الناس ، فئة لها ذوق في مزج الاحاسيس المختلفة كأن تتمتع بحمام معطر ، و بالوجبات اللذيذة ، و بالحب في آن واحد .
قاومت راوينا لتستعيد القليل من وقارها ، و قد ازعحها تشامخ تعابير سيبيل :
- أتحاولين الاشارة الى ان مثل هذه الامور من حق الطبقة الارستقراطية فقط . وأن من هم ادنى منزلة يجب ان يرحموا من الإحساس بحيث لا يتمكنون من التميز او التمتع بهذه المباهج ؟
بدا على سيبيل الانزعاج , فهزت كتفيها بارتباك :
- ليس بالضبط .. انما يجب ان تعترفي ان الناس في مجتماعتهم نادراً ما يهتمون بمثل هذه الامور .
ضحكت راوينا و كان ارتباك سيبيل يزداد مع تصاعد تسلية راوينا بالموقف ثم قالت اخيراً :
- اوه سيبيل ! انت بعيدة جداً عن الطبقة الكادحة .. العطلات في اوروبا في متناول معظم الناس و جيوبهم هذه الايام .. في الواقع و بالتحديد في الاعوام الاخيرة كنت اقضي معظم عطلاتي و انا اتجول في فرنسا و المانيا و ايطاليا . و اعرف ما افضله من ملذات الحياة يشاركني في الآف ممن يملكون عقولاً راجحة ترفض مجرد الركود فوق رمال شاطئ بسأم او الى جانب بركة سباحة .
بدا صوت سيبيل الضجر المزدري :
- أووه .. اتعنين الرحلات السياحية العامة و ما الى ذلك ؟
هزت راوينا رأسها دون ان يرف لها جفن :
- اجل .. وما الى ذلك !
احس جاك بتبدل مزاج زوجته فقاطعهما بمرح مصطنع :
- راوينا على حق في امر واحد ، هو لا فرق بين الطبقات الاجتماعية في هذه الايام .
قاطعهم صوت تناهى اليهم عن الباب :
- لا تبدو الفروقات كبيرة في وقت متأخر من الليل ، او في ساعات الصباح الأولى ، خاصة مع رفيق من الجنس الآخر .
دلف سكوت الى الغرفة و التواء شفتيه الخبيث يدل على معانيه الشيطانية .. حبست راوينا انفاسها بحدة متسائلة كيف خُدعت يوماً و اعتقدت انه يسلك سلوك العفة .
صدق انك تملكه ، و ستملكه !
--------------------------------
يولد هذا الشعار نوعاً من العجرفة غضت النظر عنها من قبل .
فالمركيز كالدونيان ، لا يطلب شيئاً .. بل ما يشتهيه يحصل عليه !
احست بأن لون وجهها راح يشحب كلما تقدم منها و قال متمتماً :
- هل صدمتك .. ايتها الطاهرة الصغيرة .. سامحيني . انسى دائماً عزلتك . فمن دون شك انك لا توافقين على مثل هذا الكلام الدال على التهتك و الاستهتار .. لكن بعض الرجال يعتبرون هذا الكلام مساعداً لهم على الاغواء .
كان قد وقف مستمتعاً باحمرار وجهها . اما مزاجه فالغاية منه اثارة من يتطلع اليهما . ولكنها انتفضت حين استقرت يداه على كتفها حيث راحت اصابعه تدلك بشرتها الناعمة، و كادت تتراجع مذعورة حين احنى راسه ليطبع شفتيه القاسيتين على خال اسود يقع بكل فخر في موقع يلفت الانتباه .
- ما من رجل يحتاج الى ما يثيره ما دام برفقتك . ربما يحتاج فقط الى اضواء خافتة و موسيقي ناعمة ، للمساعدة علة تهدئة مخاوفك .
هزها قليلاً ليخرجها من حالة الذهول ، فقد كان تأثير عينيه المغناطيسي قوياً الى درجة السيطرة عليها ولكن كلماته الساحرة حطمت التعويذة من حولها . وكان وحده من احس بارتعاشة جسمها .
- للوصول الى استنتاج ناجح يجب ان يشعر الشريك بالجاذبية نفسها .. في هذه الحالة ضوء شمعة , و فنجان شاي اكثر تأثيراً و أقل كلفة .
ضحك جاك دون ان يدرك ما يكمن وراء الكلمات من توتر:
- كلام عظيم راوينا .. اتركي اخي معلقاً .. فالطالما وقعت النساء في سحره بسهولة في الماضي . و انا اشك ان عاهته هي التي تلعب على احاسيسهن الغريزية ، مع اني مضطر للاعتراف انهن ما ان يعلقن حتى يصبحن على غير عجلة للخلاص .
كان هذا القول اللاذع موجهاً الى زوجته التي كافحت دون نجاح في اخفاء تكدرها ..
اعترضت سيبيل بلطف خبيث :
- اجد في ما قالته خطيبتك تناقضاً ساذجاً سكوت . فبعدما اظهرت معرفة مدهشة بأصول تنسيق الموائد الفاخرة ، و اعترفت بالسفر الى اوروبا بشكل واسع لا اعتقد انها ساذجة كما تشير انت .
لمعت عيناها بالانتصار حين رأت انتفاضته وحتى رده السريع لم يخدعها :
- كنت اشير الى بساطة الطباع لا الى بساطة العقل ، سيبيل .. ربما سافرت راوينا كثيراً ، و لكنها رغم ذلك ما زالت تمتلك القدرة على ان تبهجها اشياء بسيطة ، و ما زالت تمتلك ايضاً روح المرح و تفتقر للمرارة و السخرية , و لهذا يمكننا ان نتعلم منها انا و انت.
انهى كلامه ببطئ و كأنه متعجب من الصدق الذي تحتويه كلماته .. ولكن شوكة الحقيقة وخزت كبرياء سيبيل ، فارتدت عنه بوحشية شريرة و صرخت بحدة :
- ما دمت مسلوب اللب بخطيبتك الى هذا الحد فلماذا لا تعرفها للعالم معلناً موعد زفافك ؟ اجدها .. فكرة رائعة ! ما رأيك سكوت هل تجعل حفلة ليلة السبت موعداً لإعلان الخطوبتكما ؟
ساد الصمت على الجميع بأنتظار رده .. اما هو فجال بناظريه على كل منهم ببرود و بطء . كان وجه سيبيل مرتدياً تعابير التحدي و كأنه راية مرفوعة و كانت عيناها جريئتين تتحديانه بالاعتراف بما طالما ارتابت فيه .. فهي تظن ان الخطوبة لا تعدو ان تكون مصطنعة لسبب وحيد الا وهو رميها بين ذراعي زوجها . بدا جاك تائقاً ، كانه مرتاب هو ايضاً من هذا التحالف , و محتاج الى من يطمئنه .
----------------------------------
اما انطباع راوينا فكان اسهل للقراءة ، فردة فعلها الاساسية كانت اتساع عينيها رعباً ، ثم عندما توضحت الفكرة احست بمشاعر الخوف العنيف تثيرها و تلقي في قلبها الذعر وفي معدتها التقلص الحاد وفي حنجرتها عدم القدرة على ابتلاع ريقها الفكرة منافية للعقل .. ولكن الوقت يداهمنا . لقد جاءت الى قصر كالدونيان لا لتحل مشاكل عائلة سايتون .. بل لزيادتها .. سحبت نفساً عميقاً بصمت لتقول بنفسها : هل اجرؤ ؟ لمع في عيني تفكيرها صورة للقاعة الكبيرة و هي محتشدة بأقارب العائلة و اصدقائها الذي يصفقون و يهللون بابتهاج للاعلان عن قرب زواج كبير عائلة سايتون . وتراءى لها سكوت متقبلاً الامر الواقع مبتسماً للمهنئين . كما تراءى لها استيائه الغاضب الذي سيجتاح وجهه حينما ترمي في وجهه هدية الخطوبة امام الجميع قائلة له في جملة واحدة بليغة رأيها بالضبط بشخصيته الكريهة .
سمعت من خلال الضجيج الذي عم اذنيها رد سكوت الهادئ :
- هذا قراره يجب ان يكون لراوينا .. ولأن خطوبتنا كانت منذ فترة وجيزة ، فأنا متأكد انها ستفضل ان نحافظ على سرنا فترة اطول .
سمعت صوتها يقول من مكان بعيد :
- أوه .. لا ادري يا سكوت . فيحق لأصدقائك ان يشاركونا سعادتنا . وبما ان من الغير الممكن ان يقام حفل كبير في القصر في المستقبل القريب , لااظن ان حفلة يوم السبت مناسبة للإعلان .
نظر اليها نظرة من لا يصدق ، نظرة ذهول و استياء و تهجم . اما هي فتحملت نظرته بابتسامة زائفة ، تنتظر لمعان الانتصار الذي يجب ان يتبع كلامها بدل هذا الرعب السلتي الفاقد للحس .
ولكنها اضطربت للإعجاب لسرعة استعادته لجأشه ، كانت الوحيدة الى لاحظت الطريقة التي سلكها للتعامل معها .
- إذت .. فليكن هذا .
من مكان ما خلفها ، سمعت تمتمة سيبيل المخنوقة و هي تهرع خارج الغرفة وحين لحق جاك بزوجته ، ادركت انها لم تفر هاربة ، فستكون وحدها وجهاً لوجه مع الاسد في عيرينه !
اعار الخوف جناحين لقديمها فسارت في اعقاب جاك ، محاولة الهرب , و عندما اصبحت على بعد خطوة من السلامة اطبقت يد على كتفها و جرتها بقسوة لتعود الى الغرفة التي صفق بابها بسرعة , حدقت ببلاهة الى وجهه العاصف و تفكيرها في فراغ و لسانها جاف الى درجة انه علق في سقف حلقها .
و عندما تحدث بصوت رهيب ذعرت اكثر مما لو تحدث بغضب مستعر .
- أظن من الواجب التوضيح .. اليس كذلك ؟
- أنا ... انا ...
- لا تزعجي نفسك بأختلاق الاكاذيب .. فالسبب وراء عملك واضح ! و بما انني ابله ، فقد لعبت لعبتك ، و اعطيتك فرصة ارسلها الله لتحققي الاحترام لنفسك و لتحصلي على صيد ثمين . كما هو معروف في اوساطك . و انا من كنت لدقائق خلت اقدر بساظه شخصيتك .. يا الهي ! لابد انك اعظم النساء شراً و اكثرهم خداعاً ومن سوء حظي انني قابلتلك ! .
قاومت راوينا خوفها منه و سعت الى ايجاد الكلمات تقنعه لتستمر الخطوبة وهي واقفة و اهدابها منخفضة و رأسها منحنٍ بما يشبه الخجل ، تصاعد الاحمرار الى وجنتيها ، بالوان متدرجة ما بين الوردي الناعم و الاحمر القاتم . ولكن عقلها كان في سباق مع التفكير الشرس ، ثم وكأنما رمى اليها طوق نجاة تذكرت نصيحة اخيها لها : استخدمي ارادتك كامرأة . ابكي قليلاً على كتفه !
اظهرت الضعف الذي يجرده من سلاحه فانهارت على كتفه وبدأت تبكي بصمت .
-----------------------------
- انا آسفة سكوت .
اضطر الى اخفاض رأسه ليفهم الكلمات المخنوقة على صدره :
- اعلم ان ما فعلته سخيف ولكني كنت يائسة .. اترى .. انا أحبك .. كانت فكرة الاعتراف بي زوجة المستقبل اغواء وحشياً مجنوناً و عذاباً جعلتني افقد صوابي، ارجوك .. !
رفعت عينيها العنبريتين الغارقتين بالدموع وهي تتابع الرجاء :
- ارجوك.. سكوت ، لا تذلني امام سيبيل و جاك .. ما الضير ان سمحت ان تعلن الخطوبة كما خطط لها ؟ لن الزمك بها ، وكيف استطيع ؟ اعدك انني صباح الاحد سأختفي من حياتك و بعد ذلك لن تسمع عني شيئاً .. انما ارجوك ، اترك لي ليلة واحدة اذكرها ! اهذا طلب كبير ؟ ليلة سعادة تعزيني العمر كله في منفاي الوحيد ؟
بدت له شهقة الانتصار التي خرجت منها تنهيدة الم و راحة فقد التفت ذراعه ببطء على خصرها .. يا لغرور الرجل ! ضغطت وجهها على قميصه المبلل بدموعها .
- كم اتمنى ..
و صمت ، ولكنها احست بالانتصار لسماعها لهجته المخنوقة ، فتحرك جسدها النحيل بتوتر عندما لمست يده المرتجفه رأسها ، تداعبها بحنان لا يصدق . همست :
- سكوت ... ؟ ماذا تتمني ؟
شدها اليه فارتجفت .
- تعلمين راوينا اني اقسمت الا اتزوج ! ولم اندم على هذا القسم الا مؤخراً . فلم يحدث ان شعرت بأحاسيس عميقة نحو اية امرأة ، ولم التق بمن رغبت ان اشاركها كل لحظة من ساعات النهار و الليل حتي دخلت منزلي و سرت رأساً الى قلبي ، لقد حاربت طويلاً و بضراوة مشاعر اثرتها في داخلي مرات و مرات عندما كنا نعمل معاً . كان علي ان اكبح نفسي لأمنع يدي عن ملامسة شعرك الجميل و عن مداعبة وجنتيك ، وكان علي ان ازجر نفسي لئلا انتزع جسدك الصغير المتحفظ من وراء حاجز الطاولة لأذيب الجليد في عروقك بعناقي العاصف . لكنني كنت اذكر نفسي باستمرار انك انكليزية ، و انك مخادعة لا تستحقين الثقة . كنت اختلق الاعذار لصرف النظر عن حاجتك لكتاب توصية و اقول لنفسي ان لك الحق بالاحتفاظ باسرار ماضيك .. كل هذه الامور لم تعد تهمني الآن .. لن استطيع ان اعمي بصيرتي عن واقع اني اريدك يائساً . احبك حتى الدمار . و مع ذلك .. لا يمكنني ان اطلب منك ان تصبحي زوجتي ، ولا يمكنني تحمل وزر عذاب الحياة مع طفل قد يولد مشوها ...
رفهت راوينا رأسها الى وجه يشع صدقاً و اخلاصاً ، كانت قسماته مثال للكبرياء وكان فمه المتهجم ملتوياً بخطوط الاسى و الاحباط . حان الآن وقت تبديد خرافة لعنة عائلة سايتون ، بأن تكرر له الكلمات التي ذكرها لها الطبيب يونغ . كان بمكانها حتى وان لم تتح لها هذه الفرصة الثمينة ان تقول له ان زوجين في هذه الايام قادرين على اختيار عدم انجاب الاطفال . لكنها تذكرت هوارد و الانتقام الذي يجري في عروقها كالحمى .. ها هو النجاح في متناول يدها مع ان طبيعتها كانت تنفر من تنفيد مثل هذا المخطط البارد فتذكرها حياة اخيها المدمرة اضفى على تصميمها قوة لينال الطاعون الاسود ما يستحق .
ادعت ان قلبها محطم فانتزعت نفسها من بين ذراعيه بأسى شديد و هرعت باكية في الردهة تعي انه مازال هناك دون حراك ، عاجزاً عن الامساك بها , شعرت به جسداً مستوحداً رأسه الاسود منحني و عينياه السوداوان غائرتان بالبؤس ؟
****
نهاية الفصل العاشر


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:46 AM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

11 - رجل من ماضيك
سمعت راونا وهي في المكتب توافد الضيف الاول ، فكان وضعت الغطاء على الآلة الكاتبة لأنها وعدت سيبيل بالمساعدة في ايصال الوافدين الى غرفهم . و بما ان المراسلات ليست كثيرة ، لم تجد عذراً في البقاء داخل المكتب الصغير الذي اصبح الآن مرتباً و الذي بات ملاذها الآمن ، فهو المكان الوحيد الذي تحس به بالراحة في قصر كالدونيان .
دنت من مرآة صغيرة معلقة خلف الباب لتتأكد من شعرها اذا كان مرتباً ومن وجهها اذا كان خالياً من اية بقعة سوداء قد تنتقل اليه من الآلة الكاتبة . ولكن الذي طالعها عينيان متعبتان تحملان التعاسة الى تشعر بها منذ اعتراف سكوت المذهل .
كانت الكلمات قد دارت في رأسها مرات و مرات وفي كل مرة كانت تشعر بأن يداً عملاقة تعصر قلبها و تقطع عنها انفاسها و تسارع في اسقاط دموع ساخنة .
كان لديها يومان كاملان لتفكر في ما مر بها . في البداية رفضت الاستنتاج الذي قدم نفسه لها و لكنها في النهاية ، اعترفت بأن المشاعر التي تعاني منها ، و تؤثر على جسدها كلما سمعت وقع اقدام مقبلة و تسارع الدماء بوحشية في عروقها كلما تذكرت ذراعيه وهما تداعبانها و تحضنانها ناهيك عن تلمسها الخال الذي الصق شفتيه به ، كل هذا يمكن اختصاره بكلمة واحدة .. الحب ! لقد ارتدت عليها جذوة الانتقام فهي تحب الرجل الذي سعت لتكرهه بعمق .
كان الامل احياناً حتى وسط يأسها يتصاعد الى نفسها .. لقد اعترف سكوت لها بأنه يبادلها مشاعرها وليس عليها الا بأن تبادره باعتراف مماثل ذاكرة له ما قاله الطبيب يونغ . لتزيل آخر الحواجز بينهما نحو مستقبل سعيد .. ولكن كان يطيح بهذه الافكار شعورها بعدم الإخلاص لهوارد الذي لا تريد ان تقيم سعادتها على حسابه .
فالسنوات التي تولت فيها رعايته تركت بصماتها عليها .. و تعلم جيداً ان ردة فعله على هذا ستكون الازدراء ، و الاحتقار و الارتباك لأنه حرم من ملاذه الوحيد الآمن في هذا العالم المعادي له .
كانت اسراب من السيارات تتوقف قرب المدخل عندما وصلت الى الباب . نادتها سيبيل ما ان شاهدتها فسحبت راوينا انفاساً قوية لأن كل العيون توجهت اليها . حينما سمعت صوتاً آخر يناديها باسمها ، ظنت ان مخيلتيها تصور لها ما ليس موجوداً ولكن عندما تعرفت الى شخص كان بعيداً عن المجموعة بيض وجهها و شعرت بأن سيفاً مشؤوماً قد سلط عليها .
- راوينا .. يا للروعة ! ماذا تفعلين هنا ؟
تمتمت تحس بفضول سيبيل المتصاعد :
- سير دوغلاس .. قد اسألك السؤال نفسه . هل ترافقك زوجتك ؟
أتاها صوت من روائها :
- اتعرفين ديردر ايضاً ؟
ثم تحرك سكوت نحو اليد الممتدة اليه :
- اهلاً بك في قصر كالدونيان دوغلاس ، صداقتك مع خطيبتي تجعلك على الرحب و السعة بشكل مضاعف .
ترك السير دوغلاس فمه ينفتح على غاربه .. و قال مردداً لا يصدق :
- خطيبتك .. ؟
----------------------------
حين ضاقت عينا سكوت تعجباً ، جمعت راوينا شجاعتها و قالت بسرعة :
- اسمح لي ان اوصلك الى غرفتك .. ان بيننا كلام كثيراً انما لا يجوز ان نتطرق اليه ونحن على اعتاب القصر .. دعنا نترك هذا الى ما بعد .. ايمكن هذا ؟
باركت سرعة فهم و تقدير رب عملها الذي استجاب الى لطلبها .
- فكرة رائعة ! يجب ان اعترف ان رحلتي الطويلة قد ارهتقتني حتى بت اتوق الى الاستحمام و الاغتسال .. دليني على الطريق رواينا عزيزتي .. فكما قلت ثمة احاديث كثيرة نتناولها .
عندما كانت تقود السير دوغلاس احست بعيني سكوت تثقبان ظهرها ولكنها ظلت مسرعة في سيرها .. ولم تشعر بالأمان و الأطمئنان حتى اوصلته الى غرفته .. كان يمكن ان تكمل اقتراحها حرفياً و تنسحب حتى تراه لاحقاً ، الا ان السير دوغلاس اوضح رغبته في بقائها معه .
- لا .. لن تذهبي سيدتي الشابة .. ليس قبل ان توضحي لي هذا اللغز ! عندما ذكر سكوت في سياق الحديث منذ اسابيع ، لم تذكري ما يوحي الى لقائك باقدم صديق لي .. وها انا الآن اراك في فترة وجيزة خطيبته !
تهالكت على المقعد .. فالسير دوغلاس المع العقول القانونية في البلاد .. ولا مجال ابداً لخداعه بأكذوبة . كما انها لا تستطيع الا ان تقول الحقيقة و هذا ما حدث فعلاً .
- يستحسن ان ابدأ منذ البداية .
سردت كل شيء بسرعة : ابتداء من فرح هوارد الذي توقع الحصول على الوظيفة وصولاً الى ضياع الفرصة من يده بسبب تدخل رب عمله الاسبق الظالم ، و مروراً بقرائتها الاعلان الذي يطلب فيه المركيز سكرتيراً و انتهاء رغبتها في الانتقام و بالمأزق الذي جعلها تكون خطيبة المركيز .. سمعها بصمت حتى اعترفت بنيتها تحقير سكوت امام اصدقائه لتحقق انتقامها النهائي الذي تهدف منه الى تحطيم كبريائه السلتية المتقدة .
عندها قفز السير دوغلاس مذعوراً:
- يا رب العالمين ! لن تجرؤي على هذا بكل تأكيد .. فلن تكون حتى لشخص مجنون الشجاعة للإقدام على عمل كهذا ، عليك ان تعرفي يا عزيزتري انني الآن و بعد ان عرفت كل الوقائع ، لن اسمحلك بهذا .
مادت السجادة امام عينيها و قالت بصوت مخنوق :
- اعرف .. و اشعر براحة كبيرة .. فلم اكن واثقة من قدرتي على المحاولة .
مال نحوها يطبطب على كتفها :
- ليس الانتقام من شيمك راوينا ، فليس في روحك ذرة شر .
- ماذا ستقول لسكوت ؟
- القليل .. قدر المستطاع . الآن بعدما تأكدت من عدم اقدامك على الشر اجدني غير مضطر لأخباره بما ذكرته لي .. ولكنني اظنك مدينة له بتقديم تفسير مناسب ليمتنع عن اعلان الخطوبة في حفلة هذا المساء .. اليس كذلك ؟
هزت رأسها ببؤس وهو يقف مردفاً :
- لا اشك انك سترتاحين وهو سيرتاح ايضاً لوضع حد لهذا الموقف الحرج . محاولة مساعدة اخيه أمر وإلزام سكرتيرتي الثمينة و اشراكها في مؤامرة ، أمر آخر .
توسلت اليه :
- لا تذكر انني موظفة عندك .. سأغادر القصر باكراً صباح الأحد ولك بعد رحيلي ان تخبره بما تشاء ..
- سأتجنب التطرق الى الموضوع وان حدث ان طرح سؤالاً مباشراً فسألوذ الى رد غامض مهما كان الامر صعباً عليّ .
----------------------------
- شكراً لك سير دوغلاس .. يبدو انني سأشكرك على ما تفعله من أجلي .
وصمتت بائسة ..
احس السير دوغلاس بتعاطف مع الفتاة المسكينة التي تختلف كل الاختلاف عن تلك السكرتيرة الكفؤة التي اعتاد التعامل معها و قال لها بوقار :
- انا آسف لأن الامور لم تكن على ما يرام بالنسبة لشقيقك !
ارتفعت كتفاها بهزة كئيبة :
- إذن كنت على حق . انه سكوت الذي حال بين هوارد وبين الوظيفة .
رد مقطباً :
- أجل .. لقد نجح شقيقك في المقابلة ولم يكن تعينه معلقاً الا على توصية سكوت التي حين وصلت احدثت خضة في المكتب .. اخشى راوينا الا يكون راي سكوت بأخيك جيداً .
تحرك في نفسها الاحساس القديم بالعداء ، فوقفت تلمتلم ما تستطيع من وقار ، وردت ببرود :
- اشكرك للمحاولة سيدي .
اثناء توجهها الى الباب توقفت ثم التفت اليه لتضيف :
- على فكرة انت لم تقل لي سبب مجيئك الى القصر .
ابتسم :
- أوه .. هذه ليست رحلتي الأولى الى هنا .. فأنا اتمتع كثيراً بصيد السمك في أملاك كالدونيان . لذلك . ما ان استدعيت ديردر الى جانب عمتها المريضة مرة أخرى حتى قررت الانضمام الى اصدقاء كانو قد ذكروا لي انهم قادمون الى هنا .
- بهذه البساطة ..
تنهدت ولكن لم يعرف ما اذا كان تنهدها ارتياحاً او ندماً .
- بالضبط ... لذلك ترين عزيزتي ، كم من السهل تعقيد الحياة فشئ بسيط قد يقود الى آخر عظيم .
أمضت راوينا ما تبقى من يومها في غرفتها تشعر بالجبن من مواجهة سكوت و ما سيطرحه عليها من اسئلة . ولكن اثناء مرور ساعات الثقيلة الوطأ التي قضتها في القراءة و التهيؤ للحفلة ، كان تحذير السير دوغلاس يثقل كاهلها .. يجب ان يلغي أعلان الخطوبة ، و عليها بأسرع وقت اختلاق عذر معقول . راحت تفكر ملياً في حلّ حتى أخذ رأسها يؤلمها ، لو كانت تملك شيئاً من الشجاعة لرمت حقيبتها في صندوق سيارتها و لهربت بدون ان ترى سكوت مرة اخرى . ولكن هذه الطريقة طريقة جبانة و اضف الى ذلك انها رغم خوفها من النتائج لم تكن تملك من الارداة ما يجعلها قادرة على الرحيل بدون ان تلقاه مرة اخيرة .
انهت ملابسها ثم دنت من المرآة الطويلة لتقوم النتيجة .
حدقت الى صورتها فرأت الفستان التي اختارته : كان عالي الياقة طويل الارداف . لا يظهر ذرة واحدة من كتفها الناعمة العاجية اللون . ولكن القماش اضفى جمالاً على قدها المياس و قامتها الرشيقة فانسدل برقة و انسياب و كان ثوباً قد اثار صيحات الاووه و الآه ، و لهذل اختارته فقد اردات الثقة بنفسها لتجد ما يدفع نفسيتها المذعورة الى مواجهة سكوت .
عبست غير راضية عن الصورة الطفولية التي يقدمها الشعر الفضي على كتفيها فمدت يدها لتتناول ملقط الماسي كان هدية وداع من زوجة رب عملها . تفرست فيه ملياً :
- هممم .. هكذا افضل .
---------------------------
رضيت عن المظهر الصارم الذي اضفاه عليها وضع الكتلة الفضية في الملقط ، و لكنها رغم ذلك تمنت لو كان لديها وقت لترتيب حلقات من شعرها فوق جبينها ووجنتيها ، استدارت نافذه الصبر تقول لنفسها :
- أوه .. يكفي هذا !
ذعرت عندما سمعت نقر اصبع على الباب :
- من الطارق ؟
زودتها الحاسة السادسة بالرد قبل ان تسمعه .
- سكوت .. هل لي ان ادخل ؟
استدار مقبض الباب ودخل قبل سماع الرد .. اما هي فذعرت لأنه سرعان ما قطع المسافة الفاصلة بينهما . كان يبدو وسيماً حتى وهو مرتد بنظلون العمل فكيف الحال وهو مرتد بذلة سوداء رسمية . بدا شعره الاشعت عادة ممسداً و بدت قسماته السمراء بارزة بحدة امام قميصه الابيص و اكمامه الذهبية ازاراها ، وربطة العنق الرائعة . وكان ان احست انه ليس جذابا فقط، بل ارستقراطيا عريقاً . و الليلة لم يكن رب عملها مصدر العذاب ، المعادي ، بل المركيز كالدوينان الذي تحس معه الليلة بالخجل الشديد .
- قبل ان ننزل .. هناك ما يجب ان نتباحثه .
انتفضت مذعورة لأن في نبرته صوته حزماً لا يعكس اياً من العواطف التي اطلقتها في وقت سابق .. فتراجعت الى الوراء قائلة :
- الن تجلس ؟ سرني قدومك لأنني ايضاً اعاني من مشكلة تقلقني .
لاقت دعوتها اذنا صماء و نظرة ممعنة في جمال الشكل المائل امامه .. تصاعد اللون الى وجنتيها عندما راحت عيناه تستكشفانها . وفكرت ! انه كالذواقه الذي ينتظر تذوق طعم طبقه المغري الخاص .
اغضبها مزاجه المبكوت ، فقالت :
- انت اولاً .. كيف لي ان اخدمك ؟
- بأن تجلسي.. على ان يكون ذلك خلف لوح سميك .
جلست لا استجابه لطلبه الساخر بل لأن ساقيها كادتا تنهاران .
بدا انه يقوم بجهد كبير ليجمع شتات افكاره و لكن ما إن حاول البدء في الكلام حتى تراجع و قال :
- لا .. سأسمع كلامك اولاً .
كبحت رعشة توتر مردها غضبه ولكنها تاقت الى التخلص من عقدة ذنبها .
- حسن جداً . لقد غيرت رأي بخصوص اعلان الخطوبة . كانت فكرة سخيفة . ولا ادري لماذا ..
- الا تدرين ؟ إذن ، هل لي ان اذكر لك السبب ؟
شهقت بريبة لأنها خشيت ان يكون لسان السير دوغلاس قد زل .
- اتعرف ؟
- كنت غبيا لأنني لم اعرف السبب قبل الآن . اتظنين انني اعمى و اصم و فاقد قوة التفكير و الأدراك ؟ لقد شاهدت تأثير السير دوغلاس لستر فيك كما شاهدت توقك الشديد لمعرفة اذا كانت زوجته برفقته ام لا .. انه الرجل الذي في ماضيك اليس كذلك ؟ انه السبب وراء سعيك الى وظيفة من الدرجة الثالثة رغم كفاءتك و مؤهلاتك في عالم السكرتاريا ! واضح ان الموقف بينكما اصبح محرجاً ، و لقد سألت دوغلاس فإذا مراوغته في الرد تزيد شكوكي .. اخبريني الحقيقة , الى أي مدى كنت تعرفين دوغلاس قبل قدومك الينا ؟
اختبرت الماً هائلاً راح يتضخم ، و تسارعت في عقلها المشلول هذه الفكرة العجيبة التي لم تكن السبب في الالم الجسدي الذي تشعر به . ثم لم تلبث ان ادركت ان الالم ليس خيالياً بل واقعاً . اما سببه فضغط اصابعه الوحشي على كتفيها ، وكان عليها ان تتكلم .. او بلأحرى كانت مجبرة على الكلام ! ولكن ان تكلمت فقد تجد الراحة من الضغط المتزايد الذي سيزداد حتماً مادمت صامته . بدا لها في تلك اللحظات قادراً على تحطيم كل عظام جسدها وهو متمتع بما يفعل !
---------------------------
- حسنا .. ! هذا صحيح .. اعرف السير دوغلاس جيداً .. كان و مازال رب عملي
.. او ... لم اعد ادري شيئاً ...
- رب عملك .. ماذا غير ذلك ؟
اشتد ضغط اصابعه ، حتى كاد يغمى عليها .. ولكنها من مكان بعيد سمعت صوته الخفيض الوتيرة ، المشتعل غضباً و ريبة .. اردات ان تصرخ منكرة ، لتؤكد له ان استنتج اشياء خاطئة . ولكن الألم جعلها تفقد النطق .. ثم راح العذاب الجسدي يخف تدريجياً عندما اخترقت تفكيرها فكرة ما . لماذا تحرره من وهمه ؟ قد يكون هذا هو الحل الذي كانت تسعى اليه ليفسخ الخطوبة ؟ وسيكون مسروراً بهذا العذر .. فهو مهما ادعى شغفه بها لن يقبل ان يأخذ ما تخلص منه رجل آخر !
فجأة اصبح قريباً منها بشكل مخيف فراح يهزها و عيناه تقدحان شرراً حتى وقع المشبك الماسي عن شعرها :
- لا ادري كيف تعترفين بأنك كنت عشيقة رجل ، ومع ذلك تبدين كفتاة بريئة نظيفة لم تمس ، الرجل ينفع ان يكون والدك !
هزها مجدداً حتى اصبح شعرها ستارة فضية امام وجهها ولكنها تجرأت على القول بصوت مخنوق :
- هل افهم من هذا ان خطوبتنا لن تُعلن ؟
- بل اقسم انها ستعلن ! ديردر لستر امرأة غالية على قلبي ، شخصية رائعة تثق بزوجها كثيراً ، لا شك عندي ان دوغلاس نفسه قد عاد الى تعقله في الوقت مناسب وحاول وضع حد للعلاقة ، ولكن ما ان عاد الى براثنك ، حتى صممت على إغوائه مرة أخرى ! حسناً، اعملي اني لن اسمح لك بإيذاء ديردر .. خطوبتنا ستعلن كما هو مخطط لها الليلة .. و سيسمعها دوغلاس كما ستسمعها المنطقة كلها ، انه سيد مهذب ولن يحاول خداعي تحت سقف بيتي .. لذا لن اقلق .. لكن لو تجرأت ..
امسك حفنة من شعرها الفضي و شده حتى اصبح وجهها المتألم على بُعد انش من وجهه و كرر بتهديد :
-إن تجرأت على انكار خطوبتنا او حاولت الهرب فسألحق بك مطارداً اياك من بلدة الى بلدة ، و من مقاطعة الى مقاطعة ، ومن بلد الى بلد ، وحين اعيد قبضتي عليك ستكتشفين ، الي اي حد طبيعة السلتي البدائي بربرية خالية من الانسانية! .
****
نهاية الفصل الحادي عشر


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:46 AM   #13

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

12 - وخسرت اللعبة
دنت راوينا من الجماعات المحتشدة بوقار ملكة ، فبدت اشبه بوريثة ملكية اسكتلندية شابة تساق الى المقصلة .
كانت الانوار عندما هبطت الدرج الكبير برفقة سكوت تتحول الى السنة النار فضية كلما وقعت على رأسها الشامخ بشجاعة .. تزن كل واحدة من تلك الثريات الضخمة ما يزيد عن مئة بوند ، لها فروع على شكل دلافين و حوريات بحر . وكلها من الفضة وهي معلقة بحبل يبدو رفيعا ، و هذا الحبل يتدلى مباشرة فوق السلم .
اثناء نزولها هذا ، ارتفعت عيناها برجاء متمنية لو ينقطع هذا الحبل فينتهي عذابها . ولكن السلك الرفيع الذي تحمل عبء القرون لم يستجب لها . و تابعت خطواتها نزولاً نحو بحر العيون الذي يكان يتأمل بفضول و استغراب الفتاة الانكليزية التي سحرت صاحب السعادة ، و جعلته يحنث بقسمه الذي لطالما سبب الاحباط للنساء و الندم للرجال .
ذعرت راوينا من العيون الباردة ، فما من زوج منها يريدها هنا .. ان ريبتهم بالانكليز اعظم من السماح بالتساهل حتى مع عروس الماركيز الوشيكة . مضت قرون كثيرة على معاهدة الاتحاد بين اسكتلندا و بريطانيا ، ومع ذلك ما زال الانفصاليون الاسكتلنديون يرتابون بالانكليز ولا يثقون بهم بل هم الي ذلك يضمرون لهم الكراهية و العداء .. رددت من بين انفاسها :
- أحمد الله ، لأنني لن اضطر الى مواجهة وجوه هذه القبائل المعادية ثانية !
على الرغم من ان هذا الجو شمل القاعة كلها حتى كادت تلمسه بيدها ، اضطرت بعد لحظات الى الظن بأنها كانت تحلم .
عندما قدمها سكوت بحركة بارعة من يده على انها عروس المستقبل بدت اشبه بوردة تطل من بين الاشواك ، فارتفعت اصوات ودود ترحب بها ، و تلقت مصافحات كانت قاسية حتى كادت تسحق يدها ، فكذبت شكوكها بالصدق ، اما النساء الانيقات و الرجال المهذبون فراحو يقدمون تهانيهم بتمدن .
كان الاحتفال في أوجه عندما تمكنت من تبادل بضع كلمات مع السير دوغلاس .. كانت قد ابتعدت للحظات عن سكوت وفي هذه الاثناء رأت رب عملها يقترب منها حاملاً كوباً ، قدمه اليها مبتسماً :
- اشربي هذا يا عزيزتي تبدين بحاجة لما ينعشك .
- وهل اضطرابي واضح الى هذا الحد ؟
- على العكس . لقد تمالكت نفسك بشكل مثير الي للاعجاب . لكن الم احذرك من مغبة السماح بإعلان الخطوبة ؟ الم تعديني بنسيان الأمر ؟ فلماذا غيرت رأيك ؟
- لم يكن القرار بيدي سير دوغلا .. من المهم جداً ان نتحدث .. هناك ما يجب ان تعرفه ، ما سيصيبك بالصدمة .. لكنني لن استطيع الشرح هنا ..
ارتفع حاجباه:
- إذن .. من الافضل ان نجد مكاناً لا يسمعنا فيه احد .
وضع يده على مرفقها استعداداً لأصطحابها بعيداً .. ولكن ما ان ابتدأ التحرك حتى قاطعهما سكوت :
- أرى انك تؤمن بساعات الليل المغرية دوغلاس .
--------------------------------
بدت الحيرة على السير دوغلاس :
- أخشى انني لم افهم الملاحظة .
نظر سكوت الى صديقه نظرو فولاذية :
- لا حاجة للتظاهر .. لقد انتهت اللعبة .. الم تخبرك حتى اللحظة ؟
في تلك اللحظة ، تحلق جماعة من الشبان يحثون سكوت على الانضمام الى قطار راقص يدور بين القاعة و الردهة بصخب مجنون . تجاهل الجميع رفضه الصارم بروح الشباب و استجابوا لدعاء راوينا الصامت بإبعاده عن الأنظار .
امسكت بكم سترة السير دوغلاس :
- بسرعة .. اعرف مكاناً نستطيع التحدث فيه على حدة دون ان نخشى اكتشاف مكاننا .. الحق بي !
اسرعت به الى الخارج و هناك طلبت منه الانتظار لحظة لتدخل مكتب سكوت الذي عادت منه وهي تمسك بمفتاح المنزل الصيفي .
لحق السير دوغلاس بها دون ان يسأل و بقيا صامتين حتى دست المفتاح في القفل القديم . ثم دخلت الى المنزل القديم ، تحثه على اللحاق بها .
ما ان اصبحا في الداخل حتى اطلق العنان لفضوله :
- انا واثق يا رواينا ان ما ستقولينه في غاية الاهمية ، لكن لماذا الحاجة الى هذه المأساوية .. الم يكن بالامكان الحديث براحة داخل القصر ؟
- ما كان لسكوت ليسمح لنا بالبقاء معاً . ولهذا اخترت هذا المكان فهو لن يفكر فيه ابداً .. اتعلم سير دوغلاس انه يتعقد ان بيني و بينك ما هو اكثر من علاقة رئيس بسكرتيرته .. وقد اقنع نفسه بأن سعادة زوجتك في خطر ، واصر على اعلان الخطوبة لأنو يحتقرني بعمق .. وما ان تبتعد عن القصر حتى يرميني خارجه بالقسوة التي كان يكنها اسلافه للانكليز !
تهاوي على الكرسي الخشبي ، لا يستطيع الكلام .. اما رواينا فدنت من النافذة الخالية من الزجاج لتنظر الى الليل ولكنها سمعت شهقة تعجب طغت على خرير المياه المتدفقة في الاسفل . لم تلتفت اليه حين سألها صوته المشبع بالصدمة .
- لكن لماذا لم تنزعي اوهامه عن مثل هذه الفكرة السخيفة ؟ من السهل اثبات خطأه .. ديردر نفسها يمكن ان تؤكد له ...
- انه يريد ان يصدق الفكرة .. ارجودك سامحني سير دوغلاس .. اعلم انه لا يحق لي زجك في هذه المشكلة ، ولكنني اراه الحل الامثل . فاتركه ارجوك يعتقد ان شكه صحيح . قبل بضعة ايام اعترف لي بأنه يحبني ، و اعتقد انني اذا صدمته تخلى عن ذاك الحب . الا تظن هذا ؟ الامر يستحق المجازفة مهما كان رأيه وضيعاً بي ، فقد يريحه هذا من ثقل احماله . كان يعاني منذ سنوات عذاباً شديداً من جراء فكرة تصور انه من الغير العدل ان يطلب من امرأة الزواج .. وكان بإمكاني ان اقول له انه من غير العدل ان يطلب من امرأة الزواج .. وكان بإمكاني ان اقول له ان ما يقال لها لعنة آل سايتون لسيت سوى ضعف وراثي سببه رطوبة الجو داخل القصر .. و بسبب شوقي الى الانتقام ، انكرت عليه الراحة و تركته يستمر في الاعتقاد انه لن يستطيع ان يكون اباً لطفل .. الا تظن ان هذا خبثاً مني استحق عليه العقاب .. ؟ الا تظن انني استحق العذاب ؟
قفز اليسر دوغلاس واقفاً :
- يا ابنتي العزيزة .. لا ادري من اين حصلت على هذه المعلومات .. اجرى سكوت منذ سنوات فحوصات كاملة فقيل له ان عرجه نتيجة ضعف عضلات لو عوجلت في الوقت المناسب لأمكن شفاؤها . اذكر تماماً غضبه على والديه اللذين تقع علي كاهلهما مسؤولية عاهته . لا ادري ان كان يعلم ان الرطوبة داخل القصر هي عامل مساعد ، ولكنني واثق من ازدرائه لخرافة اللعنة العائلية .
-------------------------------
نظر الى صمتها وذهولها فتساءل عن الافكار الكامنة وراء مظهرها و ذهولها . أخيراً قالت :
- ايمكن ان تعيد كلامك .. ببطء .. لا .. لا تزعج نفسك .. لقد سمعت جيداً .. ! اتدرك ما يعني هذا ؟ لقد دبر لي عمداً مكيدة ليظهرني غبية فقد ذكر لي اكاذيب كثيرة و لعب دور الحبيب المفجوع .. وهو طوال الوقت ..
صمتت وهي تشعر بالخزى و العار .
تحرك السير دوغلاس بقلق :
- انت دون شك افضل حكم على هذا عزيزتي . انا شخصياً لا استطيع التفكير في ما يدعو سكوت الي ..
قاطعته :
- و انا ايضاً لا استطيع ! ولكنني سأعرف بكل تأكيد .
بعد لحظة واحدة لم يستطيع السير دوغلاس ان يرى منها سوى وهج فستانها المتطاير خلفها ، وهي متجهه الى القصر ، عاد الى الجلوس على المقعد الخشبي ، ليأخذ سيكاراً من علبة في جيبه الداخلي ثم تمتم بدون وعي وهو يشعله قولاً قديماً : شر البلية ما يضحك !
تنهد مشفقاً على سكوت الذي يوشك ان يكتشف ان المرأة نادراً ما تسامح الرجل الذي يجعلها تحمر حرجاً .
لم تجد راوينا في ايجاد مكان سكوت الذي كان يجوب الحديقة بحثاً عنها .. وما ان تقابلا حتي صاحا معاً بغضب :
- اين كنت ؟
- اريد محادثتك !
- سندخل الى مكتبي .
امسكها بمرفقها و بدأ يقودها وهو يصر على اسنانه ، اما هي فكبحت غضبها ، ولكن ما ان اصبحت في المكتبة حتي التفتت اليه ونار الاذلال في اوجها :
- ايها الغشاش ، الكذاب الوقح المجرد من الضمير ! كنت تعلم منذ سنوات ان لعنة سايتون ليست سوى خرافة ومع ذلك خدعت الجميع و جعلتهم يظنون انك مؤمن بها . ولم تكتف بذلك و حسب بل ادعيت وقوعك في حبي ، و مثلت علي دور الحبيب الحزين ببراعة وجعلتني فعلاً ابدأ بالأسى عليك ! لماذا فعلت هذا ؟ الأنك تحصل على سعادة ما عندما تبني المرأة آمالها عليك ؟ هل اشفاقك على نفسك كبير لدرجة الحاجة لأجتذاب اكبر قدر ممكن من شفقة النساء عليك ؟ ام ، وهذا اكثر احتمالاً ، انك شيطان سادي النزعة تتلاعب بعواطف النساء و شفقتهن الغريزية موظفاً عجرك كمساعد على الإغواء ؟
رد ببرود :
- شيء من هذا القبيل .
صدمها اعترافه به بطريقة مهينة غير مبالية ، كان غضبه اثناء إصغائه اليها قد برد فلما التوت شفتاه بسخرية شهقت غاضبة :
- و تجرؤ على الاعتراف !
- بالطبع اجرؤ . كما كانت النساء في الماضي يجرؤون على خداعي بعاطفتهن المزيفة و بمشاعرهن الكاذبة و يتزلفهن عليّ ، راثيات حالتي ، محاولات اغوائي على امل ان اتزوج منهن ! اخيراً تمسكت بلعنة سايتون كنوع من الدفاع .. ولقد اثبت هذا الدفاع جدراته ، خاصة بالنسبة الى فتاة انكليزية خلت يدها ممن يصرف عليها ، ووجدت انني قد اكون افضل ما تحصل عليه . فتاة ادعت انها تحبني ، ورمت نفسها بين ذراعي على امل ان يذيب بكاؤها الحديد الصلب المحيط بقلبي ، فتاة لم تستطيع اخفاء بريق الانتصار حين ظنت انها نجحت .
---------------------------
رمى القفاز في وجهها منتقماً بحقد كبير فلم تستطع سوى التحديق اليه ... ابتسم ابتسامة كريهة و قال مردفاً :
- ما بك يا عزيزتي راوينا .. ؟ هل دهشت حقا لأنني لست ذلك الساذح الذي ظننت ؟. هل ظننتني حقا فاقد الذكاء فلا اتسأل عن سبب اقدام فتاة تملك مؤهلاتك كلها الى استلام وظيفة من الفئة الثانية مع العلم ان قدرة واحدة من قدراتك لو ملكتها اية فتاة لحصلت على ما تشاء من راتب , افلا اتساءل عن سبب رضائك عن العمل في مكان هادئ بثمن بخس ؟ كان الوضع سيبقى مدعاة للتساؤل مني لولا قدوم دوغلاس لألقاء الضوء على الامر . كنت اقرأ قبل اسايع الكراهية على وجهك كلما التقت عيوننا . كنت احس بنفورك مني ، وحيرتني الادانة التي كانت تشوب صوتك كلما خاطبتني . مع ذلك وبين ليلة و ضحاها تبدل تصرفك . اتوقعت مني ان اتجاهل دلائل كرهك السابقة . و اصدق انك تحبينني ؟ ... لا .. عزيزتي راوينا .. انت فاشلة مسكينة . اعترفي بهذا .. لقد لاعبتك بلعبتك نفسها و خسرت .
وصلها التوبيخ الساخن عبر ضبابة من العار و لكنها رغم ذلك واجهته بجفاء ، فأطلقت أخر طلقة لديها على المركيز المنتصر :
- يا لمكرك ! انت على حق إلا في شيء واحد !
- أوه ؟ و أين اخطأت ؟
- اخطأت الظن بالسير دوغلاس .. فلم يحدث ان تجازوت علاقتنا علاقة الرئيس بسكرتيرته .. اما دوافعي للمجيء الى هنا فمحض شخصية .. لديّ حساب يجب ان اصفيه معك ، بسبب خطأ شنيع اقترافته بحق افراد عائلتي .. خطأ دفعني للقدوم الى قصرك و علي عزم للانتقام منك . على اي حال ، لسنا جميعاً قساة القلوب مثلكم ايها الاسكتلنديون ، خاصة حين يكون الامر على القاعدة العين بالعين .. ولست اخجل من اعترف بهذا .. لو كنت انا المنتصرة لشعرت بأنني اسوأ حالاً مما انا عليه الآن .
احست باهتمامه ما ان ذكرت الانتقام .. كانت كلمة فهمها جيداً، كلمة لابد ان تثير شفقته !
- ذكرت ان هناك شخصاً من افراد عائلتك .. فما علاقتي به ؟
- انه اخي الصغير الذي كان موظفاً لديك .. كان شاباً تتوق نفسه الى ان يبدأ حياته ولكنك دفنت حماسته و اطفأت شعلة روحه حين تركك ليفتش عن رب عمل الطف منك .. شتت مستقلبه بتوصيتك التي وصفته فيها وصفاً كريهاً ، و زرعت فيها حقدك ، انه هوارد بنجمن .. اتذكره .. ام انه مجرد ذبابة سحقها حذاؤك الملكي المتعجرف ؟
احست مرة اخرى بالخوف من الكراهية التي ظهرت على وجهه عند ذكرها اسم اخيها :
- اذكره ... ؟ أجل اذكره جيداً .. بل لدي هنا في املاكي ما يذكرني به جيداً و ذكراه للاسف تنغص عيشي لأنني غضضت النظر عن فم ضعيف ، و نزوة مستهجنة و شخصية غير سوية . لذلك من غير المحتمل ان انسى ابداً وجود اخيك هنا !
تقدم منها فجأة فذعرت و أمسك كتفها بأصابعه :
- تعالي معي !
ما ان صدمت لهجته الآمرة اذنيها حتى احست ببرودة الموت .. في داخل هذا (الطاعون الاسود) يسكن شيطان ارادته من حديد ، ولكن هذا الشيطان اصبح الآن مفرطاً في العنف .
لم يهتم بفستانها الرقيق ، او بصندالها الخفيف بل راح يدفعها بقسوة الى الابواب الزجاجية ، ومنها الى الحديقة . كانت يده قابضة على مرفقها يجبرها على اللحاق بخطواته السريعة . اما هي فخافت ان تسأل او تحتج ، و بقى يجرها بكل حقده الى ما وراء القصر و من هناك الى ممر قادهما الى اكواخ مبعثرة تأوى عائلات عمال الاملاك ...
--------------------------------
كانت المنازل بعيدة بحيث لم يبد منها الا انوار تتلألأ في سماء الليل المظلم .. ما ان بدأت تحاول الاحتجاج ، حتى علق كعب صندلها الرفيع بين حجرين كبيرين ، فخرت على ركبتيها فوق الطريق الوعرة . ولكنه رفعها بخشونة لتقف مجدداً ، ثم دون كلمة اهتمام او قلق تابع سيره .
- ارجودك توقف ! لقد التوى كاحلي حين وقعت !
بدا انه لم يسمعها .. و كأنه يقوده تهور عنيف طائش اجبرها على المضي في السير . لم يكن مهتما لتمزق فستانها او لأمتلاء صندلها بالوحل ، او لشهقات الالم التي كانت تخرج من رئتيها .. تعثرت عشرات المرات على الطريق الذي امتد ميلاً ، و في كل مرة وقعت فيها كان يرفعها لتقف مجدداً بدون كلمة عطف او شفقة . وظلت على هذه الحال حتى وصلت امام باب كوخ مطلي بالابيض ، يقود الى حديقة صغيرة و هناك تحديداً كادت تصرخ ارهاقاً و غضباً .. عندما خطا خطوة الى الداخل تمسكت بالسياج الخشبي ، و جمعت انفاسها لتحتج للمرة الاخيرة :
- لا يمكنني الدخول الى هنا ! انظر الى ثيابي و الى صندالي .. !
فعل لأول مرة ما طلبت منه فنظر الى وجهها الشديد الاحمرار من التعب ، و الى جبينها الذي لطخ بالوحل حينما حاولت رفع خصلة الى مكانها باليد التي اتسخت من الارض التي وقعت عليها مرارا ... قال لها :
- ما من أحد في الكوخ سيهتم بمظهرك .. فلديهم امور خطيرة تشغل بالهم .
دفعها عبر الممر الى الكوخ ، ثم بعد ان دق الباب بقسوة ، امسكها بحزم لئلا تتمكن من التراجع .. حين انفتح الباب تعرفت على الرجل الذي فتحه فهو عامل الذي تراه دائماً قرب القصر .. قال اللورد :
- مساء الخير جيرامي .. آسف على زيارتي في مثل هذه الساعة المتأخرة .. ايمكننا ان ندخل ؟
تراجع الرجل مستغرباً :
- بكل تأكيد سيدي اللورد . انت على الرحب و السعة في أي وقت .
هز سكوت رأسه شاكراً ، ودفع راوينا الى الداخل مستعيداً قبضته المؤلمة عليها ليجرها من الردهة الصغيرة الى الغرفة الرئيسية التي هي غرفة الجلوس دافئة منمنة ، فيها اريكة مغطاة بقماش قطني ، و مقاعد مريحة و رفوف حافلة بالكتب ، و طاولة تحمل مصباحاً يضيء وجه صبي صغير منهمك في كومة اوراق ، كانت امرأة تجلس على احد المقاعد سرعان ما وقفت حين دخلا ، عيناها البنيتان اتسعتا دهشة لرؤية الحالة التي عليها الزائرين , ولكن حسن الاخلاق منعها من التحديق ، لذلك وبعد التحية الخجولة ، اشاحت بوجهها متظاهرة انها لم تلاحظ حالة عروس اللورد .
تقدم سكوت الى جانب الصبي فوراً :
- كيف تشعر اليوم ستيفن .. اهو يوم جيد على ما ارجو لأنك تحرق زيت منتصف الليل في هذا القنديل ؟
حين ارتد الصبي على الطاولة لاحظت راوينا برعب مصدومة انه في كرسي متحرك . لم يكن سنه يزيد على اربعة عشرة سنة ، له شعر احمر وضحكة مرحة ، لكن تحت وجنتيه الحمراوين كان هناك شحوب مرض لم يكن بعيداً .
قاطعتهما الأم بلكنة اسكتلندية حادة :
- كان متألماً .. لكنه أصر على العمل هذا المساء .. لذلك وحتي لا اتعبه بالجدال ، تركته يفعل ما يحلو له .
------------------------------------
نسيت راوينا حالتها فانحنت تتفحص الاوراق :
- ماذا تدرس ؟
ابتسم الصبي بخجل :
- مواضيع مدرسية ، التاريخ الانكليزي هذا المساء. أحاول دراسة موضوع مختلف كل مساء .. ولكنني رغم ذلك ما زلت متأخراً كثيراً في دروسي و اخشى الا استطيع المتابعة .
انخفض نظرها الى الغطاء الذي يغطي ركبتي الصبي . ترددت في السؤال ولكن والد الصبي رد على ما لم تنظق به :
- لأبني ذكاء غير عادي آنسة . كل الاساتذة كانو يتنبئون له بمستقبل لامع . ولكن قبل بضعة اشهر صدمته سيارة كانت سبباً في عظب عموده الفقري . نشكر اللورد لأن ابني تلقى العناية على يد افضل اخصائي البلاد ، و هناك أمل بأن يسير في النهاية ، ولكنه بسبب الآمه و مرضه لم يستطيع متابعة دراسته اشهراً . والآن بسبب شعوره بتراجع مستواه الدراسي يبدي توقه الى الدراسة ما وسعه الى ذلك سبيلاً .
احستت ببرودة اثلجت دمها فهمست برعب :
- يالهذه المأساة المرعبة ! ما اشد اسفي على هذا الحادث !
قاطعها سكوت :
- لم يكن حادثاً .. بل عملاً اجرامياً نتيجة عدم مسؤولية ! كان سائق السيارة موظفاً عندي يومها ، لذلك احسست طبعاً بمسؤوليتي الجزئية .
صاح الوالدان معاً :
- ما كان عليك تحمل المسؤولية سيدي اللورد !
- لم تكن غلطتك .
لكنه تابع :
- اشعر انها مسؤوليتي .. كنت اشعر بانه غير ناضج وبأنه شخصية غير سوية ومع ذلك اعطيته عملاً على امل ان يريحني من عبء العمل . لكن تبين لي فيما بعد انه عبء علي اكثر مما هو عون , فهو كسول غير كفء ، يحن دائماً للعودة الى الاضواء التي خلفها وراءه .. كان يسعى الى الانحراف في البلدة ليلة الحادثة .. فبعد قضاء ساعات في احدى الحانات ، عاد الى القصر في حالة ارهاق ، و كان يقود بسرعة جنونية في آخر جزء من الطريق ولكنه كبح السيارة متأخراً فلم يتفاد صدم ستيفن الراكب على دراجته .
تنهدت الام :
- لم يكن ستيفن غير ملام ، فقد برز الى منتصف الطريق بسرعة ليدخل من باب الحديقة .
- هذا ما عرفناه بعد التحقيق الذي تلا الحادث ، لكنني ما زلت اصر على ان السائق لو التزم بتعلمياتي المتعلقة بعدم السرعة في حدود القصر ، لأستطاع تجنب الحادثة . انا اعلم جميع من اوظفهم بهذا القانون و عليهم اطاعتي ، اما السائق فكان محظوظاً لأنه نجا بسهولة من الادانة لكنه كان يخلو من الضمير .. ففي مرحلة من المراحل كان من الصفاقة بحيث ههددني بإقامة دعوة ضدي لأني صرفته تعسفياً ! وكان من حسن الحظ ان غيرّ رأيه !
سألت راوينا وقد اشتد شحوبها لأنها تحس بثقل كبير يجثم على قلبها :
- من كان الرجل ؟
ردت الام :
- كان اسمه هوارد بنجمن .
لم تكن تدري ان كلامها المنخفض الوتيرة جاء كالخناجر غرزت عميقاً في جروح العذاب .. هزت رأسها تكمل :
- انه شاب جنوبي .. يشبهك كثيراً آنسة .. لكنه قاسي ، حقود مخادع . وهذا ما لا يمكن ان تتصف به سيدة لطيفة مثلك .
***
نهاية الفصل الثاني عشر


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:47 AM   #14

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

13- الصيّادة في الفخ
- الى اين انت ذاهبة آنسة هافرشام ؟
جاء الصوت الصغير من وراء راوينا فأفقدها صوابها و منعها من الوصول الى الدرج الذي سيؤمن لها سبيل الفرار من قصر كالدونيان .
استدارات تضع اصبعها على شفتيها :
- ريموس ! ششش ! لا توقظ القاطنين في المنزل ، انت ولد طيب .
بدت امارات الذعر في عينيه :
- لماذا تحملين حقائبك ؟
وضعت حقيبتها من يدها على المضض ، و انحنت اليه هامسة :
- تعال الى غرفة نومك لأشرح لك . لم اشأ الذهاب بدون توديعك .. لقد تركت لك رسالة .. فقد ظنتتك غارقاً في النوم .
- اتفكرين في الرحيل ؟
ظل جسده رغم ارتجاف شفته السفلى مستقيماً وكأنه ينوي منعها .
وضعت ذراعها حول كتفيه ، و صحبته الى غرفة نومه ، مقفلة الباب وراءهما وهناك حافظت على انخفاض وتيرة صوتها :
- انا آسفة ريموس انما يجب ان اعود الى لندن . اعدك ان ابقى على اتصال بك ، اما انت فعليك مراسلتي اسبوعياً لتقص علي اخبارك . الن تفعل ؟
- لا اريدك ان ترحلي ! قاولا انك ستتزوجين عمي سكوت و تبقين هنا الى الابد .. كنت سعيداً بك و بعمي . لكن لن يدعك ترحلين .. اعرف انه لن يدعك ! سأذهب و احضره ليقول لك هذا بنفسه .
---------------------------------------
- لا .. ريموس لا تفعل هذا .. ارجوك ريموس .. حاول ان تفهم ! لا اريد ان اتركك ولكن حين تكبر ستدرك ان الظروف في اكثر الاحيان تجبر الكبار على فعل مالا يرغبون فيه . ارغب كثيراً ان ازيد من شرح الامر ولكنني لا استطيع .. ان كل ما استطيعه هو ان اطلب ثقتك و مساعدتك حتى ابتعد . ايمكنك مساعدتي ريموس ؟ سأكون شاكرة لك لو ساعدتني .
لم يذهب توسلها الى رجولته هباء ، واحست بتحطيم قلبها وهي تراقب كتفيه النحلتين ترتفعان باستقامة تحت سترة بيجامته .
- ماذا تريدين ان افعل آنسة هافرشام ؟
- لن يكون الامر سهلاً ريموس .. اريد منك ان تعود الى فراشك والا تذكر هذا اللقاء امام أحد . إن سألك احد ، عليك الا تكذب بالطبع و لكنني افضل ان يبقى رحيلي سراً ولو لبضع ساعات تخولني الوصول الى الحدود .
بعد صمت طويل ثقيل ، مسح خلاله دمعتين ضخمتين تدحرجتا علي وجنتيه ، همس :
- حسن جداً .. لكنك ستراسلينني ؟ سأنتظر ساعي البريد يومياً لأرى اذا كان يحمل لي رسالة !
كادت راوينا تنهار و هي تحتضن الجسد الصغير المحب ، المتعلق بشغاف قلبها .. ثم دفعته عنها :
- لن انسي .. سامحني حبيبي .. يجب ان اذهب الآن ...
كان الفجر يشق دربه حين حاولت تشغيل محرك سيارتها الصغيرة التي بدد صوت محركها سكون الصباح . وكانت دموعها تنهمر بغزارة بحيث جعلتها ترى طريق القصر الداخلية المحيط بها شجيرات مزهرة و كانت تجبر نفسها على عدم الالتفاف الى الحجارة الوردية وما خلفها من اشجار سرو سوداء ، ثم فجأة كادت تنحرف بها السيارة من جراء سماعها صراخاً حاداً .. اهو ضحكة ساحرة مسرورة ؟ ابعدت ماريان عن تفكيرها و فكرت في ان الصرخة انما صرخى طائر ازعجه هدير السيارة .
كان لها الطريق كله ، فداست على دواسة السرعة تقود بشراسة جنوباً ، وكأنما شياطين الجحيم تهدد باللحاق بها .. ولكنها مهما حاولت السرعة لن تستطيع الهرب من عذاب الضمير ، ولم ولن تستطيع نسيان عذابها عندما فضح سكوت اخاها امامها .. ففي الليل الطويل التي تقلبت فيه و تلوّت محّصت الافكار ثم نبذتها ، ووصلت اخيراً الة فكرة شتت بالها . لقد اعترفت اخيراً لنفسها ان تصرف سكوت كان مبراً تماماً ، فعدم مبالاة هوارد بما الحقه من ضرر للصبي و محاولاته الوقحة رفض تحمل المسؤولية حين واجه النتائج ، كلها امور تعرفها عنه .. ففي مرات عديدة سابقة تصرف بطريقة مماثلة لما وصف سكوت ولكنها سابقاً كانت تشك ببراءته اما الآن فهي موقنة انها الحقيقة . اخوها ضعيف ، كذاب ، مخادع و اناني الى اقصى الحدود .
ليلة امس عادت مع سكوت الى القصر بصمت ، كان التهجم و التحفظ بادياً عليه ، اما هي فكانت كالبلهاء شاعرة بخزي و عار .
تناهت نبوءة ماريان الي افكارها مراراً :
- لن يمضي وقت طويل حتى تتركي هذا القصر و طعم المرارة على لسانك !
ارتجفت و ضغطت قدمها مرة اخرى على دواسة السرعة مندفعة بانفعال الى ترك ارض السحرة و اللعنات و التعجرف ، و الرجال الغضابي وراء ظهرها .
كانت ما تزال منطلقة الى لا مكان حين صدر عن المحرك صوت كالسعال ، فدمدم ثم توقف ، اتجهت عيناها فوراً و برعب الى ساعة الوقود و قالت متأوهة :
- أوه .. رواينا ! ما اشد حماقتك !
----------------------------------
تشير السيارة الى خلو السيارة من البنزين و هذا يعني انه ليس امامها الا متابعة رحلتها سيراً على الاقدام . على امل ان تحصل على قليل من الوقود من اقرب مزرعة او من اقرب كاراج . راحت الشمس تزداد سخونة على ظهرها اثناء انطلاقها سيراً ... في الثلاثين دقيقة الأولى تمتعت بحلاوة و عطر الصباح الباكر ، وبعبير الازهار المتدلية تحت الاوراق ، لم يكن لها من رفيق سوى قطعان الماشية السارحة في الاراضي المكسوة بالعشب الجميل و كانت هذه القطعان ترفع راسها بلا مبالاة بين الحين و الحين ، نحو الفتاة التي تنظر اليها بتوتر من جهة السياج الاخرى .
كان الخوف من الأبقار ضعف لم تستطع راوينا التغلب عليه .
كانت تكره هذا الخوف و خاصة عندما تسمع من الناس ان هذه الحيونات اللطيفة لن تؤذيها ، و لطالما وعدت نفسها بأن تقهر خوفها بالسير رأساً الى وسط القطعان لتربت على جلدها الناعم و تمرر يدها امام انوفها الناظرة ... ومع انها اقتربت اكثر من مرة الى ذلك ، لم تستطع ان تفعل ، فما ان تقترب من بقرة بهدوء حتى يطير من راوينا كل العزم ، و تسرع الى الباب خلفها ، وهو باب تكون قد اقفلته مقتنعة ان البقرة الوديعة اما ثور او عجل عابث .
ثم شاهدت المزرعة التي بينها و بين المبنى ، امتداد واسع من قطعان البقر السارحة .. قفز قلبها بخوف ، و قد ادركت ان امامها خياراً او احد من الخيارين : اما ان تكمل سيرها على امل ان تجد مزرعة اخرى يسهل الوصول اليها ، و اما ان تسير مباشرة الى القطيع لتحرر نفسها و الى الابد من جبنها . وكان ان فتحت باباً في السياج وسارت في المرعى .
عندما وصلت الى اول بقرة بدأت ترشح عرقاً ولكن حين رفع الحيوان رأسه ناظراً اليها بحزن و بلا مبالاة تنفست الصعداء و عندما لم يعرها التالي الاهتمام و لوح الاخر بذنبه ارتفعت روحها المعنوية الى درجة الاستهزاء من جبنها . قالت لعجل صغير ابيض الانف :
- يا لي من عصفورة مدنية جبانة ! لا تخف مني لن اؤذيك ! .
ثم ضحكت عالياً تذكر الاوقات التي كانت تقدم هذه النصيحة اليها .. اكتسبت الثقة مع كل خطوة ، و بدأت تشعر بالبهجة من هذا السير الصباحي ، ومن تغلبها على خوفها .
كانت في منتصف الطريق الى المزرعة حينما شعرت بقشعريرة خوف ، لم يكن لها سبب ظاهر . نظرت الى ما حولها فاذا بها ترى ان الابقار التي مرت بها ، قد اصطفت في صف طويل وهي تسير الآن في اعقابها .. فتصاعد الذعر القديم عاصفاً مرة اخرى ، فحثت خطاها ثم اخذت تركض . ولما القت نظرة الى الوراء رأت ان البقرات تقلد مشتيها ، وكأنها تنوي ان تسبق جسدها النحيل الفار .
كاد الوهم يشعرها بأنفاس البقرة على عنقها فبدأت تتوجه الى فجوة كانت على مسافة منها و دعت الله الا تقرر الحيونات التي لم تمر بها الانضمام الى القطيع الهائج وراءها . اندفعت بقوة غير واثقة مما اذا كان سبب الصوت الذي تسمعه وقع حوافر اللاحقة بها ام الدم الضاج في اذنيها ،كانت تنطلق بسرعة و عيناها مركزتان على المنزل ولكن عندما احست بالارض الصلبة تميد من تحتها و بجسمها يغرق بالوحل كادت الانفاس تشق رئتيها .
ما ان توقفت عن المسير حتى توقفت الابقار على بعد اقدام منها لتتحلق حولها مراقبة تحركاتها بأعين واسعة مستاءة من الدخيل الصارخ رعباً الذي ظهر فجأة وسطها ، بقرة منها كانت اجرأ من الاخريات ، رفعت راوينا قدمها من الوحل بصعوبة تنوي التراجع امام الوحش الضخم ذي العينين الواسعتين الشريرتين و الرأس المنخفض استعداداً للهجوم ، لكن حالما سحبت قدمها من الوحل فقدت توازنها فأنكبت على وجهها في الحفرة المليئة برائحة الوقود ، اعماها الخوف و الشحم معاً ، فتقلبت في الطين مقتنعة انها في لحظات ستغرق في قبر لزج ، فأخذت تقاوم ضغطاً غير مرئي كان يجرها الى الاسفل شالا اطرافها .. راحت تقذف الوحل الكريه الطعم و تشهق صارخة .. ثم احست بيدين تظهران الوحشية و الغضب ، تشدانها ثم سمعت صوتاً مبهجاً رائعاً يصيح بشتائم رائعة .
-------------------------------
- من بين كل الحمقى البلهاء المذعورين ! بالله عليكي اهدئي واوقفي هذا العنف الشنيع!
كان لكلماته التأثير المطلوب فتسمرت ، وهي مغطاة من رأسها حتى اخمص قديمها بالوحل بحيث لم يكن من الممكن التعرف الا الى عينيها الكهرمانتين المثبتتين على مخلصها .
صاحت :
- سكوت .. اشكر الله لأنك وصلت في الوقت المناسب ! لو مضت بضع دقائق أخرى لابتلعني المستنقع . كان امامي اما الموت غرقاً و اما الموت تحت حوافر القطيع !
- هذا المستنقع ، كما تسميه لا يزيد عن بضعه انشات عمقاً ، و الابقار هي اشد الحيونات فضولاً علة وجه البسيطة .. فأي شيء غير عادي يثيرها .. وحين تسير واحدة منها تتبعها الاخريات ، ان صرخة واحدة على القائد كافية لتشتيتها كلها .
شكل فهما آهة عجب ثم ادركت ان مظهرها سخيف ، فنظرت الى ملابسها الموحلة هامسة :
- ماذا سأفعل الآن ؟
قال بازدراء كان كوضع الملح على جرح الاذلال :
- ستعودين الى القصر .. مازال الوقت مبكراً . وان كنت محظوظة نقلناك الى غرفتك دون ان يراك احد .
كانا في منتصف الطريق الى القصر . عندما سألت :
- كيف عرفت مكاني ؟
- هناك طريق واحد تتجه جنوباً من القرية .
- صحيح .. ولكن كيف عرفت انني غادرت القصر ؟ لم يشاهدني احد سوى ...
- ريموس !
آلمتها الخيبة :
- أخبرك ؟
- بطريقة مراوغة غير مباشرة . لا تقلقي لم يخلف وعده لكنه وجد طريقة ملتوية . منذ ساعة ايقظني ليطلب كوب ماء و بما انني اعرف ان ابريقاً مليئاً موجود قرب سريره ، ارتبت في الامر ثم ازدادت شكوكي عندما اصر علي انزل معه الى مكتبي قائلاً انه سمع صوتاً اقلق منامه وهناك وجدت الرسالة التي تركتها لي على امل ان اجدها بعد الفطور حين تكونين قد قطعت الحدود .
لم يكن في لهجته غضب او ما يدل على الانتقام الذي وعد ان يكون ان حاولت الهرب . ووجدت راوينا هذا محيراً ، خاصة وان محتويات رسالتها تسرد خطتها التي اردات بها اذلاله و بسبب الصداقة القائمة بينه و بين السير دوغلاس شرحت له وضع علاقتهما الحقيقي برئيسها .
لكن سكوت لم يذكر لها شيئاً من هذا كله ، ولم تجرؤ هي كذلك على ذكره كان هادئاً ولكن يديه كانت تشدان على المقود حتي ظهر ابيضاض مفاصل اصابعه ، اما عيناه فكانتا ترميان مشاعر لم تستطع تسميتها و لكنها اخافتها ، اهي الكراهية ؟ الاستياء ؟ ام الثورة ؟ قد تكون واحدة منها او كلها مجتمعة .. ولكن امراً واحداً كان مؤكداً الا وهو الجو مشحون بالخطر ، فقط كان يجري بينهما توتر وهو جو مماثل لذلك الجو الهائج الى تتركه الصاعقة بعد ان تشق اجواز السماء محذرة من عاصفة وشيكة .
------------------------------
لم يكن في القصر روح تتحرك حين دخلاه .. اما الصوت الوحيد فهي تكتكة الساعة الكبيرة في الردهة حيث الاثاث الثمين المرتب حول مقاعد موشاة بالذهب . كانت شمس الصباح الباكر تتلاعب بالتماثيل و اللوحات الزيتية التي تظهر قسمات وجه اسلاف العائلة المتجهمة ، وكأنها تحدق بتحد ميال الى النقد الى الدخيلة الانكليزية الواقفة مرتجفة قرفاً من ثيابها المشبعة بالوحل . عندما اضاء شعاع من اشعة الشمس مرجلاً نحاسياً قديماً زعمت ماريان متباهية ان قائداً عسكرياً انكليزياً سلق في داخله حياً ، اشاحت بصرها عنه بسرعة ، تعزي نفسها بفكرة ان الاسكتلنديين هذه الايام قادرين على محكاة مثل هذا العمل ابداً .
لكن حين قطع صوت سكوت البارد المتباعد الصمت الذي ران عليهما بدأت تتساءل ما اذا كان الالم جسدي افضل بكثير من هذا العذاب النفسي .
- ان اسرعت تصلي الى غرفتك قبل ان يراك احد . عليك البقاء في غرفتك حتى ارسل بطلبك . امام ضيوفنا برنامج حافل هذا اليوم . جاك سيرافق جماعة للقيام بالصيد بري و سيصطحب الصبي معه .. اما سيبيل فستخرج لممارسة ركوب الخيل .. و هذا ما سيخولنا الحصول علي خلوة تامة تسمح لنا بالتحدث و النقاش . اتعلمين ان هذا النقاش ضروري ؟
اخفضت رأسها تنظر الى السجادة :
- أجل .
- حسن جداً، اذن آنسة هافرشام ، فلنر اذا كنت ولو لمرة واحدة ستطيعين اوامري دون اهمال . في الماضي اثبت انك مثيرة للغضب ، مخادعة لا يمكن الوثوق بها . وهذه كلها طباع انكليزية ،فلماذا لا تستبدلينها بأخلاق اسكتلندية ؟
ردت ساخطة وهي تنظر الى وجهه المرعب :
- كالتعجرف و القسوة و الظلم و قلة الاحساس ؟ اهذه هي الصفات التي تفكر فيها ؟ ان كنت لا تمانع سيدي اللورد فأتسمك بمقاييس اخلاقي الخاصة . على الاقل نحن الانكليز نعيش في الحاضر ، و لدينا تعقل يكفي لندرك ان يد الطغيان الحديدية ، لن يسمح بها في المجتمع الحديث !
حين تقدم خطوة يريد بها التهديد رفضت ان تذعر ، فقال ساخراً :
- يا لك من متمردة . ولكنك كسائر النساء ، تتمتعين بالعقاب الذي ينزل بك ، هيا ، كوني صادقة ، اعترفي ان بنات جنسك يفضلن الرجال القساة على الرجال الذي يمليون كما يميل الخيزران .. و انا تجذبني عذراء تملك اطباع مومس .
ارتجفت راوينا من الاهانة فشهقت :
- اهكذا تراني ؟ حتى بعد ان قرأت رسالتي ، اما زلت ميالاً الى الشك ..
- الميال الى الشك ليس هو الذي يشك دائماً بل هو من يتحرى .. فلنقل ان تفكيري لم يغلق كل الاغلاق امام الاقتناع . لذلك استفيدي من الساعات القادمة ما وسعك الى ذلك سبيلاً . راوينا الصيادة .. حضري حججك جيداً .. فمن يعلم قد تتمكنين من اقناعي بأنك قادرى على قول الحقيقة !
****
نهاية فصل الثالث عشر .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:47 AM   #15

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



14- المتعه و الألم .
بعد تمرغ طويل في المغطس غني بالعطر شعرت راوينا بالراحة ولكن استرخاءها ذاك لم يرح بال الخدر الى مستوى الخدر اللامبالي .
كانت كمن القى الألم على احاسيسها و مشاعرها المرتجفة ملاءة سميكة . كان يمسكها بجو من الهدوء الزائف قبولها بواقع وصولها وسكوت الى آخر المطاف .فالآن لم يبق عليها الا ان تتحمل اللقاء الاخير و الوداع الاخير .
تناولت منشفة ناعمة جففت بها جسدها الذي دسته بعد ذلك في روب الحمام ، ثم دخلت غرفة نومها حيث تقدمت الى مقعد النافذة لتجلس حيث يمكن للشمس ان تدفئ جسدها ، و تجفف شعرها الفضي . صبت اهتمامها كله على تسريح كل خصلة منه لتتجنب التفكير فيه . ونسيت الوقت حتى سمعت اخيراً قهقات وهذر الضيوف المغادرين القصر بحثاً على انواع مختلفة من المتعة . عندها عملت انها لن تستطيع التأخر ، ففتحت احدى حقائبها و نظرت الى المحتويات وهي تفكر ان لا حاجة الى شيء مميز ، ففستانان من افضل فساتينها اتلفا لحد الآن .. الفستان الذي ارتدته الليلة السابقة و البذلة الذي ارتدتها هذا الصباح ، البذلة ملقاة الآن على ارض الحمام .
لم يبق في الحقيبة سوى تنورة العمل و بلوزة بيضاء غالباً ما كنت ترتديها للمكتب .. فتمتمت لنفسها بمرارة :
- انه ثوب مثالي لمواجهة رجل سأربط ذكراه دائماً بالخشونة . ارتدت بسرعة ولكن يدها المرتجفة كادت تعجز عن اقفال سحاب التنورة و اغلاق ازار البلوزة التي تصل الى العنق ثم تقدمت الى المرآة تصلح شعرها..فحدقت اليها صورة مرتجفة، تحاول منع الارتجاف عن شفتيها ... مالت الي تبني الهدوء و الحزم لكنها لما رفعت راسها وجدت ان عينيها قد غسلتهما الدموع و ان شعرها الفضي يلمع كالشجاعة البراقة .
خرجت من اعماقها تنهيدة مهتزة ثم عند اندفاع دمعه أخرى الى عينيها ، ابعدتهما و ارتدت على عقبيها بشاجعة نحو الباب .
ما ان وصلت الى الدرج . ونزلت الى القاعة الكبرى ، حتى تناهى الى سمعها الالحان الموسيقية ، كان شخص ما يعزف علة البيانو ، ببراعة و اندفاع عاطفي ، وكأنه ينتزع الانتقام الغاضب من المفاتيح .
ترددت وهي تعلم ان سكوت هو العازف المنتقم ، وانه اختار مقطوعة شوبان السوداء الشيطانية لتنسجم مع مزاجه . لا شيء على وجه البسيطة كان ليقنعها بالدخول في تلك اللحظة ، فجلست على الدرج تنتظر و بقيت هناك حوالي نصف ساعة حتى استنفد خلالها كل النار و العاصفة ، ودخل في مقطوعة اهدأ .. فدعت الله ان يكون غضبه الوحشي قد هدأ ثم تسللت بصمت من الباب النصف مفتوح ، ووقفت بعيدة عنه قليلاً و يداها قابضتان بشدة بانتظار ان يلاحظ وجودها .
لكنه تغافل عن وجودها و ظل يعزف عزفاً خفيفاً رقيقاً كان يتناقض مع الرجل الذي لطالما ربطت به القسوة و عدم الاحساس . ولكن شعاعاً مضيئاً تلاعب بشعره الاسود اظهره اكثر انسانية و الطف وجهاً . لا ! هزت رأسها بلا وعي ، وهي تصحح افكارها .. فقد كان انساناً ظالماً دائماً بخاصة عندما كان يبرز رجولته الفظة .
جذبت حركتها رغم خفتها انتباهه ، فارتفع رأسه وفي الوقت نفسه سحقت اصابع المفاتيح فانتزع من اعصابها بذلك ارتجافاً غير متوقع .
------------------------------------
راحت عيناه الضيقتان تعريانها ، قال :
- تبدين انيقة متزمتة ! هل افهم من هذا انك ارتديت ما يناسب الدور الذي تنوين لعبه ، دور الطفلة الكئيبة الحساسة الى درجة الخوف من ان يساء فهم تصرفاتها .
- لك ان تظن ما تشاء . لم اعد اهتم برأيك بي .
ظللت غمامة سوداء وجهه فوقف ليعرج متوجهاً اليها فتساءلت بسرعة عما اذا كانت تؤلمه ام لا .. قال بغيظ :
- ماعدت مهتمة .. يشير اختيارك للكلمات الى انك يوماً كنت مهتمة جداً .
ابتعدت عنه مشيحة ظهرها لمعذبها :
- ما من إفادة ترجى ان فكرنا في ما كان يوماً او ما كان يمكن ان يكون . لو استمرت الامور كما كان مخطط لها لكنت الآن في طريقي الى انكلترا ، لقد وافقت على هذا اللقاء الاخير انما لا لأتحمل منك الاتههامات ، بل ليودع احدنا الآخر .
استدرات لتواجهه ، وصدمت حين وجدته يكاد يلتصق بها . ولكنه امسك كتفيها ليثبتها كما هي و ليتفرس في وجهها، فأحست بغضبه المكبوت يلذعها ، وببريق عينيه يرهقها ، لم يكن قد اخفى ازدراءه لها ولا كراهتيه لوجودها في قصره فلماذا اذن لا يصرفها بوداع سريع ؟ هل هو الآن في مزاجه السادي المتعاد ؟ هل يتمتع بعذابها ؟
سمعته يقول :
- هل توقعت فعلاً مني ان اصدق الاكاذيب الكامنة في رسالتك الذي تذكرين فيها ان دوغلاس لم يكن اكثر من رئيس طيب و انك عملت معه عن كثب و استضفت ضيوفه و انك قاومت اغراءات المجتمع العالمي في احدى اكثر العواصم صخباً ، محافظة على طهارتك نقية كالثلج ؟
رنت ضحكته الساخرة في اذنيها كالرعد ، و انخفض صوته الى تمتمة اغواء و اخذ يمرر اصابعه على شفتيها المرتجفتين :
- نعم هكذا .. كيف يمكن ان تكوني صادقة ؟
كانت مثبتة على جسده الصلب بسرعة خطفت انفاسها فأمسكت بقيمصه تشده ، و ارداة و تعقل ، و صفاء تفكير ! جعلتها وحشية عناقه تقاوم بكل ذرة من روحها لتحرر منه و اتخمد الصخب الملّح الذي راح يتسارع داخل عروقها . كان يعانقها بكراهية و كأنه يشتهي الجسد و يرفض القلب الذي وصفه بالمتقلب ، ينظر اليها كأمر تافه كأنثى مفيدة فقط لتخليص الذكر من احباطه .
فجأة أحست بأصابعه تعبث بأزرار البلوزة .. فقاومته بكراهية ، تكرهه و تكره دموع الضعف التي قفزت الى عينيها .. انه لا يستحق دمعه واحدة .. انه كريه ، وحش ضار ، تكرهه ! ولأنها عالقة بين ذراعيه القوتين لم تجد سوى دفاع واحد .. فرفسته ، رفسة قوية حاقدة على عظم ساقه فأطلق شهقة ألم و استغراب . ما ان تحررت من ذراعيه حتى اطبقت اسنانها على ذقته كأنياب فخ حديدي لتخرج من الدماء .
- اللعنة ... !
وكان رده صارماً ، مذلاً و سريعاً , فقط اطبقت يداه المتوحشتان على عنقها و أحست بعضلات عنقها وهي تستعد لتلقي الضغط ..ولكنها انصدمت وجللها الخجل حين امسك قماش البلوزة الرقيق بقوة هائلة و مزقه من العنق حتى الاسفل . منعتها الصدمة من الكلام و حدقت اليه برعب ، اما هو فبدا للحظة قصيرة مذعوراً من جنون ما فعل . ولكن تلك اللحظة كانت كافية لتهرب منه . فركضت في القاعة و منها الى الردهة ، فالدرج فغرفتها ، كانت مضطربة منفعلة ، بحيث لم تشاهد الجسد النحيل المنزوي الذي دخل الى الردهة من الباب الرئيسي ، ولم تع ِكذلك ان من يلاحقها اوقفه عند حده صوت السير دوغلاس السائل بنبرة من لا يصدق ما يرى :
- سكوت ! ماذا فعلت بالله عليك !
-----------------------------------
ظلت راوينا في غرفتها ما يكفي من وقت لترتدي سترة سميكه فوق جسدها المرتجف ثم وبعد ان تأكدت من خلو الطريق امامها هرعت باكية الى الخارج من باب القصر الخلفي مقتنعة تماماً انها من اجل سلامتها يجب ان تترك القصر و ممتلكاته حيث يقبع الشيطان ملكاً .
كانت تركض بدون تفكير في الممرات بين الاشجار ، وحينما اوصلتها قدماها الى الفسحة المحيطة بالمنزل الصيفي صدمت , كان الباب وباللصدفة السعيدة مفتوحاً ، فتسللت بكل امتنان الى الداخل ، و انهارت فوق المقعد الخشبي ، كومة مرتجفة ، مصابة بالغثيان و الحيرة .
بعد ساعات وجدها ريموس .. شاهدت ظله امامها على الارض المنزل حالما ارتفع صوته :
- اتلعبين لعبة الاختفاء آنسة هافرشام ؟
انتفضت عضلات جسدها من وضعها المتكور و ردت كاذبة :
- أوه ... أجل ... ريموس .
جلس قربها على المقعد :
- هذا ما ظننته . يبحث عنك عمي سكوت منذ ساعات . ولكن حين طلبت منه ان اشاركه في اللعبة نظر الي بغضب و طلب مني الابتعاد عن طريقه .. فقررت التفتيش عنك بمفردي .
- الم تخبر احداً .. اين تظن انك ستجدني ؟
صحك و التصق بها :
- لا .. فهذا مكاننا السري ، ولا اريد ان يعرف احد به .. ثم يبدو ان الجميع ثائر و مضطرب ، اعتقد ان عمي سكوت و صديقه تشاجرا مشاجرة رهيبة .
كرهت نفسها لتشجيع الصبي على سرد الاقاويل ولكن الضعف البشري جعلها تحثه :
- صحيح ؟ عمن كان الشجار بحسب اعتقادك ؟
- كان عنك على ما اظن .. لم نسمع انا و ابي سوى اطراف الحديث و لكن اثناء مرورنا بغرفة الاستقبال سمعت السير دوغلاس يوبخ عمي قائلاً :
- يجب ان تجد تلك الفتاة و تطلب منها الغفران بكل تواضع ، مع انني لن الومها اذا رفضت ان تتنفس الهواء الذي تتنفسه انت ، بعد تجربتها هذه ! .
كان يقلد صوت السير دوغلاس العميق برنة و ازداد زهواً بنسفه حين رأى الاهتمام على وجهها :
- ثم صاح عمي سكوت و الشحوب و الصدمة تعتليان وجهه و كأنه مريض :
- اللعنة دوغلاس .. لقد افتعلت المشاكل في كل اتجاه ! لماذا لم تخبرني من قبل ؟
ثم بدا على السير دوغلاس الاشفاق على عمي فقال بلطف :
- لأن مشاعر سكرتيرتي شأنها الخاص ، و ليس لدي عادة تحليل مشاعر موظفي . في الواقع ما كنت لأتدخل الآن لولا احساسي بالرعب من الانطباع الخاطىء الذي كونته انت عنها .
تحول صوت الصبي ثانية الى لهجة الامر الواقع :
- ثم اخذا يبحثان عنك .. هل ستسامحين عمي سكوت لأنه ازعجك آنسة هافرشام ؟
استجمعت راوينا شتات ذاتها فخجلت من نفسها لأنها استخدمت الصبي لأرضاء فضولها و قالت :
- لم يعد الأمر يهم الآن ريموس .. فلن ابقى في القصر لحظة أخرى ان استطعت .
ثم لمعت في تفكيرها وسيلة للهرب فسألته بسرعة :
- اتقدم لي معروفاً ؟ ارجوك اذهب و ابحث عن السير دوغلاس ثم احضره الى هنا .. فقط السير دوغلاس ، اتفهم ؟ لا تستدع احداً غيره !
------------------------------------
انزلق الى الارض على مضض :
- حسن جداً .. حين اجده اهمس له لئلا يسمعني احد سواه ،و لن اتأخر , فأنا واثق اين اجده .
حين ابتعد اسندت راوينا ظهرها الى المقعد ، تدلك ذراعيها براحتي يديها لتتخلص من الوخز الذي يحمله البرد اليها . فالمنزل اصبح بارداً، و العتمة بدأت تتسلل و الظلال طالت تحمل دلائل الوقت الطويل الذي امضته هنا ، فارتجفت و شعرت بالغثيان من الحالة التي كانت عليها هذا الصباح حين اخرجها سكوت من الوحل .. و خجلت من التفكير في ما حصل ، و تمسكت بالتفكير في العودة سالمة الى شقتها و منها الى بركسيل حتى تتمكن من نسيان هذا الاسكتلندي البربري الذي عرى عقلها كما عرى جسدها من كل كرامة .. خالت نفسها مرة تحبه ! و رقدت ليالي وهي تتخيل ذراعيه تحضنانها ! ولكن المرأة تكون بلا عقل و قاسية لتقضي العمر كله مع رجل كهذا .. وهي ليست كذلك بل على العكس ، انها تتألم بسرعة ، و عاطفتها رقيقة متسامحة الى حد الغباء .. انها لمحظوظة لأنها ستتخلص منه .
إذن .. لماذا البكاء ؟؟؟
استسلمت لتدفق الدموع التي كبحتها طويلا ً، تضع ذراعيها على حافة النافذة لتستخدمها وسادة لرأسها المتألم و لدموعها المتدفقة بقوة الشلال .
كادت دموعها تجف حين سمعت صوتاً حبس عليها انفاسها فتساءلت عما اذا كانت تتخيل ذلك الصوت الذي يدعوها باسمها ..و سمعته مجدداً :
- رواينا!
رفعت رأسها ثم احست بالخوف من الظل الذي ملأ المنزل و بدا في صوت سكوت القلق :
- ارجوك لا تخافي مني .
لكنها كانت اشد انهياراً من الاهتمام برجائه , فشهقت تقول :
- اذهب عني ! لا اريد ان اكلمك !
- صدقيني .. افهم و احترم مشاعرك .. لن المسك .. لن اقترب خطوة اخرى . ليتك تصغين اليّ فقط .
اعتبر صمتها قبولاً ، فدس يديه القابضتين بشدة في عمق جيبي بنطلونه و طفق يتحدث بصوت خيفض :
- لن اهينك بمحاولة تبرير تصرفي ، لكنني احس ان عليّ على الاقل شرح الدوافع الكامنة وراء عملي ... تعلمت منذ ولادتي الا اثق بانكليزي ... ولم يقم الا القليل من بني عرقك بما يغير راي الراسخ .. كان دوغلاس حتى وقت قريب الاستثناء الوحيد .. ربما بدأت اتغير قليلاً اتجاهكم حتى جاء اخوك ليعيد الي مشاعري القسوة .. و هكذا حين وصلت انت ، و رغم عدم معرفتي بالصلة التي بينك و بينه . كانت معاملتي لك خشنة حتى التطرف ولكن .. اثناء عملنا معاً توصلت تدريجياً الى التعرف الى مزاياك ، و لم استطع سوى الاعجاب بهذه المزايا .. وكنت مستعداً تقريباً للاعتراف بهذا حين وصل دوغلاس و عندما رأيتكما معاً ثار جنوني و شعرت نحوك بكره و ازدراء جعلاني اتصرف بطريقة مخالفة لطبيعتي .. اردت ان اؤئمك . قلت لنفسي ان لتصرفاتي رغم قسوتها تبريرات كثيرة .
سحب نفساً عميقاً ثم اردف :
- ثم ... صدمت حينما اكتشفت اني رغم مقاومتي و بغضي لضعفي امامك وقعت في حبك .. و الكراهية التي تعتمل في نفسي انما هي لنفسي لأننى لأول مرة في حياتي لم اكن قادراً على السيطرة على مشاعري التي تتسارع بجنون كلما اقتربت مني .. و فيما خلتني اعاقبك، كنت اعاقب نفسي ايضاً .
---------------------------------
رفضت تفسيراتك و رفضت تصديق حتي ما قاله لي دوغلاس ، الصديق الوفي الذي لطالما وثقت به , الى ان جعلني اخضع للمنطق بقوة . و رغم تردده في الحديث عن مشاعرك شرح لي عمق بغضك للعلاقات العابرة و اخبرني العديد من الرجال الاثرياء من ذوي النفوذ و الوسامة الذين فشلو في تجاوز حدود الصداقة الباردة معك .. و هذا برأيه كان درعاً لحماية مشاعرك الرقيقة السريعة التأثير .
مرر يده على عينيه و كأنه يمسح عنهما مشهداً كريهاً ستبقى ذكراه عابقة في ذهنه الى الابد ..ثم اردف بلهجة خفيضة مريرة :
- بت دون شك تكرهينني كرهاً عميقاً . انا آسف حقاً على كل الالم الذي سببته لك ، راوينا ، لكنك اردت هذا ام لم ترديه ستحصلين على انتقامك .. فاسوأ عقاب قد يقع علي يوماً هو لحظة خروجك من حياتي .
سمعته يرتد على عقبيه ماشياً يعرج ببطء، رفعت رأسها فرأته بعينين اغشتمهما الدموع شبحاً يتحرك فوق العتمة .. فصاحت بنحيب يقطع القلوب :
- سكوت ...!
تحول ظله الطويل الى حجر .. لم يستدر ولم يتكلم .. بل وقف فقط ينتظر متوتراً بدون حراك كتفاه منحنيتان الي الامام، رأسه منخفض وكأنه مستعد لتقلي الاتهام الذي لن ينكر انه يستحقه .
فتشت عن الكلام .. بدا اعترافه لها صادقاً مذهلاً ، ولكنها سبق ان اساءت الفهم وهي تعرف قدرته علي ايقاع الالم باوتار قلبها بتمثيله الرائع .. مع ذلك .. ما اشد رغبتها في ان تصدقه .
- قلت .. قلت لي مرة من قبل انك تحبني و بدوت لي مقنعاً يومذاك كما تبدو الآن ...
استدار ليوجهها :
- لا .. رواينا عليك حتى وان لم تستطيعي تصديق كلامي ان تشعري ان هناك اختلافاً كبير ، في المرة الاخيرة وقفت موقف دفاع يحولني الشك وانت تبكين على كتفي متوسلة الى شيطان ( دعني احظى بليلة واحدة من السعادة ! ) ولكنك حتى وانا امسكك بين ذراعي ، كنت تتآمرين على اذلالي .
انحني رأسها اللامع و اعترفت مرتجفة :
- كان كلانا يماثل الآخر خداعاً .. لهذا ربما نستحق معاً ان نعاني .
بدا صوته وكأنه يتمسك بصيص نور في قلب الظلام .
- انما ليس الى الابد راوينا .
ارسلت انفاسها طويلة ثم رفعت رأسها تبحث عنه :
- لا .. فيحق حتى للمجرمين نشدان الحرية في النهاية !
طارت نحوه لتضمها ذراعاه القويتان الى صدره ربطتاها برباط من فلاذ تشدانها بقوة الى جسده .. و قال متآوهاً :
- راوينا ... ياصاحبة القلب الحلو المسامح !
ثم عانقها بجوع و حب لا حدود لهما .. جفت الدموع عن وجنتيها ..واصبحا روحاً واحدة في جسدين ، يروي كل منهما ظمأ و عطشه الى الآخر .. كان عناقهما بلسماً شفى جرح كل كلمة فظة خشنة و كل عمل مؤلم و طرد آخر بذور للشك .. و الريبة .. تعلقا ببعضهما بعضا يرتجفان سعادة .. يتأملان ملياً كيف تمكنا من الخلاص من الفراق الذي لا يطيق التفكير به ، فكيف تنفيذه ..
قال متوسلاً وهو لا يزال بحاجة للاقتناع :
- اتتزوجنني حبيبتي ؟
تنهدت :
- اجل .. ارجوك حبيبي المتوحش .
----------------------------------
فضمها الى قلبه اكثر و اكثر متأوهاً آهة الحب ، يشاركها سعادة عميقة عمق الصلاة التي كانت تحركهما على وقع موسيقاها . باركت نعمة الخجل الموروث فيها الذي ابقاها حتى الآن دون مساس . لقد حافظت على طهارتها للرجل الذي ستكون له وحده .
حين خفف سكوت قبضته عنها لينظر الى وجهها المسحور الشديد الاحمرار ، شاهد ضبابة صغيرة تعتم بريق عينيها فسأل :
- ما الذي يقلقك .. و يخفف لمعان العنبر في عينيك .. اهو شك آخر .. ؟
هزت رأسها بخجل همست :
- سيكون لنا اولاد .. اليس كذلك ؟
ضحك وهو يضمها ثانية الى صدره متمتماً بخبث في اذنها بلهجته الاسكتلندية :
- يا الهي يا امرأة ! طبعاً يا حبي .. يجب ان يكون لنا اولاد لنزيد عدد العشيرة .. لا اضمن ان يكونوا من ذوي الشعر الاحمر كريموس او من ذوي الشعر الاسود كوالدهم .. ولا اضمن ان يتجنبوا جميعهم لعنة العرج في عائلة سايتون ..
لفت يديها حول عنقه :
- لكنني اضمن لك .
امسك بيديها يضغطهما بقوة :
- عديني بانك ستحبيني دوماً .. وانك لن تترك طباعي الشيطانية تقودك بعيداً عني .
وقفت رواينا على اطراف اصابعها لتهمس بأذنه :
- اياك ان تكون غير متأكد من حبي حبيبي .. فأنا لك من الآن وحتى يوم الممات .
كان رده دالاً على الندم ولكنه في الوقت نفسه مليئاً بوعد مثير .
حين شاهد ريموس الجسدين في عتمة الليل كجسد واحد وهو يقود السير دوغلاس من يده الى منزل القش ، نظر الى السير دوغلاس بقلق :
- يا الهي ! .. ستنزعج الآنسة هافرشام .. لقد وجدها عمي سكوت اولاً .
ضحك السير دوغلاس فدهش الصغير ، ولكن السير دوغلاس رفعه بين ذراعيه ليعود به الى الممر الموصل الى القصر .. و اكتملت حيرة الصبي حين سمع تمتمة السير دوغلاس :
- لا يمكن للمرء أخذ وردة دون ان يعاني من وخز شوكتها .. و ما ألذ المتعة بعد الألم!
***
نهاية الفصل الرابع عشر
تمت


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-11-17, 02:26 PM   #16

Libra Sky

? العضوٌ??? » 367540
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 3,509
?  نُقآطِيْ » Libra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Libra Sky غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-17, 06:06 PM   #17

نفافة

? العضوٌ??? » 329533
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 260
?  نُقآطِيْ » نفافة is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

نفافة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-17, 11:51 AM   #18

زهره راضى

? العضوٌ??? » 307796
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 665
?  نُقآطِيْ » زهره راضى is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زهره راضى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-17, 02:11 AM   #19

Akhallouf soumaya

? العضوٌ??? » 395628
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 253
?  نُقآطِيْ » Akhallouf soumaya is on a distinguished road
افتراضي

:qatarw_com_52228917:qatarw_com_52228917:qatarw_co m_52228917:qatarw_com_52228917khhv hkvkhvvhvhvj

Akhallouf soumaya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-17, 03:02 AM   #20

alaaabdo

? العضوٌ??? » 341783
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » alaaabdo is on a distinguished road
افتراضي

شكرررررررررررررررررررا

alaaabdo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.