آخر 10 مشاركات
فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          لُقياك ليّ المأوى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : AyahAhmed - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          حين يبتسم الورد (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة سلاطين الهوى (الكاتـب : serendipity green - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          379-لا ترحلي..أبداً -سوزان إيفانوفيتش -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          378-ثورة في قلب امرأة -تامي سميث - مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          377-حب من أول نظرة -بات ريتشارد سن -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          376 - الهروب من الواقع - جودي بريستون - م.د** (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-17, 05:53 AM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::
8 ـ
ممثلة بارعة
في الــيــوم التالي جلـسـت أمـــام الفطــور تـتــأمل الطعام من دون
شهية . كانت تشعر بالغثيان , ولم تكن هذه المرة الأولى أيضاً .
أتراها أصيبت بعدوى ؟ لكنها لم تكن تشعر بالمرض . . بل بمجرد
تعكر في المزاج .
وبينما كانت تفكر في هذا اللغز , خطر لها أن جسدهــا يتصرف
أيضاً بشكل شاذ .
وبـحـســاب بسيط على أصابعها , اكتشفت أن دورتـها الشهرية
تأخرت أيام عدة . عادت تحسب لكنها لم تستطع أن تتذكر التواريخ
الصحيحة لأنـها لــم تهتم قط من قبل بهذا الموضوع . و اختلطت
التواريخ في ذهنها , وجمدت مكانها وهي تتذكر أنها لم تتخذ أي
احتياطات لمنع الحمل . . كما لم يفعل راوول !.
كل ما حدث بينها وبين راوول حدث بسرعة . ولم تجر العلاقة
بينهما عن سابق تصور وتصميم .
هل كان يفترض أنها تتناول حبوب منــع الـحمــل ؟ ربــاه , كيــف
أوصلت نفسها إلى وضع كهذا ؟
في الشهر الماضي لم تعاشر راوول سوى أسبوع واحد , فكيف
تنجب في مثل هذا الوقت القصير ؟ ألم تقرأ مقالة صحفية عن
انخفاض معدل الخصوبة لدى المرأة ؟ لعل التوتر والإرهاق جعلا
دورتها الشهرية غير منتظمة وجعلاها تشعر بهذه الوعكة . ستنتظر
أياماً عدة فإذا بقيت على حالها , ستشتري اختباراً للحمل . على أي
حال , من الجنون أن تقلق لشيء لا يحدث أبداً .
حول لها أمبرتو اتصالاً , وكان راوول الذي قال : (( أردت
الاتصال بك الليلة الماضية , لكن الاجتماع تأخر كثيراً )) .
كان صوته العميق رائعاً عبر الهاتف . قالت : (( لا بأس . لم أكن
أتوقع اتصالاً منك )) .
ـ سنحضر الليلة حفلة يا عزيزتي .
ـ إذن , ســأحصل على سهر خارج البيت لحسن سلوكي ؟
ـ وسهرة في البيت لسوء سلوكك . خمني أيهما أفضل . أنــا لا
أحب الحفلات .
أثناء ارتدائها ملابسها ذلك المساء , انتظرت مقطوعة الأنفاس
فتح الباب الموصل بين غرفتيهما .
ارتدت ثوب سهرة أخضر مكشوفاً عند كتفيها يبرز لن بشرتها
الناصع البياض . وأخيراً نزلت السلم .
خرج راوول يسير متمهلاً في الردهة وراح يتأملها بعينين داكنتين
بسواد الليل , عينان ما لبثتا أن تألقتا استحساناً : (( مظهرك جيد )) .
تورد وجهها لنظراته , وقالت : (( لا حاجة بك لإظهار الدهشة )) .
ـ خطر ببالي أنك قد تنتهزين الفرصة لإغاظتي بارتداء شيء غير
ملائم .
ـ أنـا لست إلى هذا الحد من الصبيانية .
وتنحنحت ثم عادت تقول : (( وبالمناسبة , أعدت خاتـم الزواج . .
ذاك . . إلى إصبعي )) .
فقال ببرودة ناعمة : (( ولِمَ لا ؟ لقد جــاهدت بما يكفي للحصول
عليه )) .
التهب وجهها وكأنه صفعها : (( عندمــا تتحدث إلي بهذا الشكل ,
أكرهك )) .
فضحك ساخراً : (( الكراهية تقلـيــد متوارث بين المتزوجين في
أسرتنا )) .
ـ إذا أحبت أمك رجلاً آخر , فهذا لا يعني أنهــا كانت تكره
أبـاك . .
ـ كلا . كانت أمي تحب ذلك الــرجل نفسه عنــدما تــزوجت أبي .
وعندما عرف أبي الحقيقة تحول حبه لها إلى كراهية .
فأجفلت : (( وما الذي جعلها تتزوجه ؟ )) .
كانت السيارة الآن تنتظر أمــام المنزل . فأجــاب : (( كــانت جدتي
تحب المال مثلها , لكنها أحسن أخلاقاً , فأعطت جدي كليمنت ولداً
ثم أخبرته أنها أدت واجبها . ورغم أنهما بــقـيا تحت السقف نفسه
حتى ماتت , إلا أنهما لم يعيشا زوجاً و زوجة مرة أخرى قط )) .
ـ يـــبـــدو من الـــخطأ أن تتزوج أمك أباك بينما هي تــحب رجلاً
آخر . لعلها تعرضت لضغط لست عن علم بها , أو لعلها اعتقدت
أنها تقوم بالأمر الصواب وأنها ستتعلم كيف تحب أباك .
حرصت هيلاري في جـــدالها هذا معــه على أن تــشجــعه على
تخفيف حكمه على أخطاء الآخرين .
فقال بجفــاء بالغ : (( هذا التعليل لـــم يـــخطر في بالي قط . أتظنين
أنها أنجبتني آملة أن تتعلم كيف تحبني أنا أيضاً ؟ )) .
أجفلت لــســخـريــتــه هذه , وقالت : (( أدرت فقط أن أقول إن ثمة
وجهين لكل زواج فاشل وقد يكون هنــــاك ظروف مخففة . . كنت
أحاول أن أواسيـك )) .
ـ لكنني لا أحتاج إلى مواســـاة , أنـا لا أتـذكر أمي , فقد مــــــاتت
قبل أن أبـلغ الرابـعة .
ـ وكـيــف ؟
فهز كتفيه : (( غرقت )) .
ـ آسفة لأن القدر لــم يـسمح لك بـأن تــراهـا . نــعم , أعــرف أنـك
تظنني عاطفية أكثر من اللزوم . لكنك لو تعلم ما أنـا مستعدة لفعله
لكـي أستعيد أمـي وأتحدث إليها ولو لخمس دقائق . . أنا مستعدة
للقيام بأي شيء من أجل هذا . .
قاطعها هازئاً : (( إذا كنت لا تستطيعين أن تقنعي قلبك بأن ينزف
بصمت , فسأحضر الحفلة وحدي )) .
فقالت وهي ترتعش قليلاً وعيناها تغرورقان بالدموع بعد أن
أحست بغصة : (( أظن أن هذه أفضــل فكرة سمعتها . لا أراني أريد أن
أمضي دقيقة أخرى مع شخص من دون شعور مثلك )) .
ـ اهدئي , كدنـا نصل إلى المطار . أنت عاطفية للغايـة . .
قالت بعنف وهي ترتجف : (( من غير المحتمل أن تشعر بالحزن ,
أليس كذلك ؟ أنـا لا أخجل من إظهار عواطفي )) .
فقال بهدوء : (( أنـا لا أطلب منـك أن تخجلي , بـل ألا تظهري
عواطفك وحسب )) .
لكن هيلاري وجدت صعوبة في أن تتحكم في عواطفها الجياشة :
(( لقد أحببت والدي كثيراً وما زلت أفتقدهما بشكل هائل . علماني أن
يكون ظني بالناس حسنـاً , رغم أنني اكتشفت لاحقاً أن العالم ليـس
مثالياً دومـاً )) .
ـ ومن علمك ذلك الدرس ؟
ـ ابــنـة عم أبي , ماندي , عنـــــدما علمت بـــــموت والـــــدي , بــدأت
تحــركــاتــها . أقنعت مؤسسة (( الشؤون الإجتماعية )) بأنها الشخص
الوحيد المناسب و القادر على تنشئة أختي إيما وتحمل مسؤوليتها .
و كنت أنا أعتبر قاصراً حينها . وتملكني الفزع من أن أفترق عن أختي
فنقلتنا ماندي لنعيش معها في منزل كبير مستأجر . . .
شعرت هيلاري بألم بالغ لهذه الذكرى , فسألها : (( ثم ماذا ؟ )) .
ـ ابتزت ماندي وصديقها كــل مــا استطاعا الحصول عليه من
نقودنا . استولت على النقود التي تركها لنا والدانا . لم يكن المبلغ
كبيراً لكنه يكفي ليبقينا أنا وإيما , مرتاحتين لسنوات عدة . وعندما لم
يبق لدينا ما يمكن أن يُسرق أو يُباع , رحلت من البيت ذات يوم ولم
تعد قط .
ـ أظنـك استدعيت الشرطة , فـإسـاءة الأمانـة جريـمة .
ـ كان المال قد نفذ وليس بإمكان أحد أن يعيده . كان لديأمور
أخرى تقلقني أكثر . . . مثل العثور على مكان أقل كلفة نعيش فيه ,
فضلاً عن رعاية أختي .
وبحـنـان غير متوقع , أمـســك بـيـدها يـضغط عليــها : (( لقد وثقت
بماندي لأنها كانت من أقاربك . ولا بد أن غدرها تسبب لك بصدمة
كبيرة )) .
ـ نعم . . .
وبدلاً من أن تداري مشـــاعرهـا , أفزعها أن تـدرك أن تـلـك الرغبة
في إطلاق العنان لدموعها تزداد قوة .
وتمتم بصوت لاذع أجش : (( عنـدمـا فقدت ذاكرتي , لــم يكــن لدي
خيار سوى أن أثق بك . وصدقت أن زوجتي . . . )) .
سحبت يدها من يده بعنف وقالت : (( لـسـت بحاجة إلى أن تــقول
المزيد , فقد فهمت ما تريدني أن أفهمه . لكن كل ما فعلته أنـا هو
أنني حـاولت أن أتصرف وكأنني زوجتك . لــم يكن لدي أية دوافع
خفية , كما لم يكن في نيتي أن أكسب مالاً من زواجنا )) .
ـ الزمن وخده هو الذي سيبرهن مدى صدق هذا الإدعاء .
ـ اسمع . مــــا هي مشكلتك ؟ أنت وسيم بشكل لا يصدق , مثير
للــغـايـة , ومع ذلـك يبدو أنك لا تصدق أن امرأة مــا قد تريدك
لشخصك .
فأجـاب بنبرة ناعمة كالحرير : (( أو من أجــل جسدي )) .
صدمهــا ذلـك وفقدت أعصابها وتملكتها ثورة لم تستطع التحكم
فيها : (( هذا أحد الأمور التي لا يمكنني أن أطيقها فيك . تحب دوماً
أن تكون لك ملحوظة ذكية . أنت مقتنع بأنك لا تخطئ فتلومني على
كل مــا يحصل . إذا سقطت السماء فوقنا في هذه اللحظة , لقلت أن
الذنب ذنبي )) .
لم يهتم لهجومها هذا وقال و هو يتفحصها بنظراته : (( نعم . . من
المعروف أن الصراخ يسبب انهيار الجبال )) .
تنفست بعمق لتتحكم بمشاعرها . كانت ترى ملامحه الوسيمة
بشكل يفوق الوصف من خلال ضباب أحمر , وفي تلك اللحظة من
العداوة , فتح السائق الباب .
وعندما استقر بجانبها في الطائرة المروحية , همست بصوت
كالفحيح : (( أريدك فقط أن تعلم أنني أكرهك )) .
تخلل شعرها بأصابعه الطويلة , ثــم أمســك بها وعانقها . شـعــرت
وكأنها هوجمت ثم قذفت من فوق جرف عالٍ إلى هـــاويـــــة سحيقة
لتتملكها إثارة ساخنة .
مــال إلى الخلف وأخــذ يحــدق إليـها بعـنـف : (( سنبقى في الحفلة
أربعين دقيقة فقط )) .
كــانت تلهث , وأذهلها عنــف مشـاعرها رغم محاولتها إبقاءه بعيداً
عنها . إنه قادر على أن يؤذيها , وسيؤذيها ما دامت تحبه .
ـ راوول . .
ـ أنت تجعلينني أحترق من أجلك . . بالكاد نمت ليلة كاملة أثناء
غيابك في لندن . لكنك عدت الآن ملكاً لي وستبقين كذلك حتى
أقرر أنـا العكس , يا جميلتي .
أنزلتهما الطائرة المروحية على سطح يخت فخــم حيث استقبلوا
بترحيب بالغ وكأنهما من العائلة المالكة . كانت هيلاري تشعر
بدوار , وكـل مــا تراه هو راوول , وجـســمه الكبير المتوتر
المتململ بجانبها , وذراعه القوية التي تطوق خصرها . إلا أن آداب
المجتمع أخذته منها إذ جاء مضيفه يحثه على أن يقابل صديقاً
قديماً .
أمسكت هيلاري بكأس شرابـها الذي لــم تـمسه . أحست بالأنغام
وثرثرة الحضور تكتنفها , وأخذ المضيف يقدم إليها وجوهاً غريبة .
ملابس النساء الأنيقة وحليهن الرائعة أغشت منها البصر فأخذت
تطرف بعينيها . كما زادت حركة اليخت الخفيفة الأمر سوءً وباغتتها
الرطوبة الساخنة وتملكها دوار وشعرت بغثيان شديد . وعندما التفتت
بـلهفة تــبــحث عن مقعــد , كـــان الأوان فات و سقطت على سطح
المركب مغمى عليـها .
عنـدمــا استـعادت وعيها , كــان راوول ينظر إليها بعينين غامضتين
وهو يقول : (( لا تقلقي يا عزيزتي ســآخذك إلى البيت )) .
عادت تطرف بعينيها , وحمدت الله بـصمت على تـلاشي شعورهــا
بالغثيان . رفعها بين ذراعيه , متبادلاً حديـثـاً قصيـراً مع مضيفيه
القلقين , ثم ســار بها إلى السطح العلوي ليركبا الطائرة المروحية مرة
أخرى .
عندما أصبحت الطائرة في الجو , قال لها بإعجاب ساخر : (( لا
أظنني رأيت في حياتي تمثيلاً أبرع أو أكثر سحراً من تمثيلك هذا )) .
تذكرت أنه أعرب عن رغبته في قضاء أقل من ساعة في
الحفلة . . . سرها أنه اعتقد حقاً أنها مثلت دور المغمى عليها لكي
تسره وتساعده على إيجاد حجة لترك الحفلة بسرعة . لم تساعد حركة
الطائرة في الجو ف استقرار أمعائها المضطربة , كما أن الحديث
فاق قدرتها على الاحتمال . شغلت ذهنها أسئلة عديدة زادت من
توترها . لماذا أغمي عليها ؟ لم يحصل لها هذا قط من قبل . لكنها
تذكرت أن بيبا أخبرتها أن الدوار أمر شائع في بداية الحبل . وحالما
حطت بهما الطائرة المروحية , التفت راوول إلى هيلاري ليساعدها
بينما أضـاءت ابتسامة خبيثة وجهه الوسيم : (( كان هذا أكثر حالات
الإغماء تأثيراً . حتى أنني ظننت , للحظة , أنه حقيقي )) .
تمتمت وهي تتكئ عليه : (( لقد كان كذلك . . . أظنـه دوار
البحر )) .
فهتف : (( دوار البحر ؟ )) .
فــأضـافت بنبرة اعتـذار : (( وما زلت أشعر بالضعف )) .
تأوه وانحنى ليحملها مرة أخرى وهو يقول مستغرباً : (( دوار
البحر ؟ لم يمض عليك سوى ربع ساعة في البحر )) .
بعد ذلك بساعة كانت تستلقي في السرير وقد ارتدت قميص
نومها فيما جلس راوول عند أسفل السرير يتفحصها باهتمام . قالت
متذمرة : (( لا أريد أن أتمدد هنا كالجثة . . أشعر بأنني في أحسن حال
الآن )) .
فقل معنفـاً وكـأنـه يـتحـدث عن أمـــر يــمكنــها تلافيـــه : (( الناس
الأصحاء لا يغمى عليـهم . . . إذا قــــال الطبيب إن حالتــك جيـــدة ,
فيمكنك أن تنهضي من السرير )) .
سمع طرقــاً على الباب , فقـال : (( لا بد أنــها وصلت . لقد اتـصلت
بها من السيـارة وطلبت منها أن تـزورنـا )) .
جــلـــسـت هيـلاري مذعورة : (( لا أريــد أن أرى طبيباً . . . بالله
عليك . . . لست بحاجة إلى ذلك )) .
ـ دعيني أحكم بنفسي على هذا . . .
ـ ومـا شأنـك أنت بذلـك ؟
ـ أنـا زوجك , ومسـؤول عن صحتـك وسعادتـك حتى لو لم تكوني
ممتنة لذلـك .
أخــرسهـا الخجل والإحراج فيـما فتـح الباب لامرأة في منتصف
العمر , ذات شعر رمادي مكوم فوق رأسها .
قالت هيلاري عندمــا أبدى راوول عدم رغبته في أن يغــادر
الغرفة : (( أريد أن أكون وحدي مع الطبيب )) .
أجــابـت على أسـئـلة الطبيبة بصدق , ثـم استسلمت للفحــص .
وأخيراً قالت الطبيبة باسمة : (( لا شك أنـك سبق وخمنت السبب .
أنت حــامل )) .
شحـب وجه هيلاري لأن كــل ما فكرت فيه في هذه اللحظة هو
كيف سيتلقى راوول هذا الخبر وسألت الطبيبة : (( هل أنت واثقة ؟ )) .
فــأومـأت الطبيبة : (( ثمة دلائل لا تخطئ )) .
أســرت هيلاري إلى المــرأة قــائــلة : (( لا أريــد أن أخــبــر زوجــي
الآن )) .
لـقد أذهلها ما سمعت . ستنجب طفــل راوول . قــد يكون طفلاً
بشعر أسود وابتسامة جذابة , أ, طفلة جريئة بعينين رائعتين كعيني
النمرة , لديها قناعة بأنها ستحكم العالم . نعم . . . ستنجب طفل
راوول وهو سيكرهها لذلك .
عندما دخل راوول الغرفة لــم تستطع أن تنظر إليه . نزلت من
السرير وسألها : (( ماذا تفعلين ؟ )) .
ـ كنت أعاني من دوار البحر وقد تحسنت الآن وأريد أن أرتدي
ملابسي .
حملها وألقى بها على السرير : (( لا . الطبيبة قالت إنك بحاجة
إلى طعام ملائم وكثير من النوم , وأنا سأحرص على تنفيذ
نصائحها )) .
قالت له بغضب حين وقف بجانبها يراقبها وهي تتناول طعامها
اللذيذ الذي أحضر لها على صينية مزينة بالأزهار : (( عمل الخير لا
يـنـاسبـك )) .
منحها ابتسامة طويلة جعلت دقات قلبها تتسارع , وقــال : (( أنـا
أفكـر فقط في رغبـاتـي )) .
ـ أحقــاً ؟
ـ عليــك أن تكون في صحة جيدة ونشيطة لتـنـفــذي مــــا أنتظره في
الأيام القليلة القادمة , فقد قررت أن آخذ فترة استراحة . . .
ـ لـكـنـك لا تـأخـذ عطلات . . . ؟
ـ امنحيني نفسك . . . . وسريراً , واتصالاً بمجلس الإدارة فآخــذ
عطلة .
احمر وجهها حتى منبت شعرهـا فتمتم بصوت أجش : (( سوف
أتـخلص من تـأثـيــرك هذا في , أو أموت وأنــا أحــاول ذلك , يا
عزيزتي )) .
ـ مــاذا ستفعل عندما تتخلص مني ؟
أثناء الصمت الذي تلا , كانت أضعف من أن تستطيع حتى
التنفس بانتظار جوابه .
ـ أعيدك إلى بلدك ثم أعود إلى حيـاتـي الماضية الحرة غير
المعقدة , كرجل أعزب .
ـ ولماذا تنتظر ؟ لمـاذا لا تفعل هذا الآن ؟
ـ ما زلت مستمتعاً بك , فأنت تختلفين عشيقــاتي السابقات .
فقالت بحدة : (( وهل لمـشـاعري أي حساب في هذا ؟ )) .
ـ إنني أجعلك تشعرين بلذة هائلة , وأنت تعلمين ذلك .
ذكرها بذلك ببرودة عديمة الرحمة وإلفة العشيق القاسية , مدركاً
تماماً قدرته على أن يقلب كيانها رأساً على عقب لهفة وشوقاً .
عادت تستند إلى الوســائد خلفها و تغمض عينيها المجروحتين
بوقاحته . ذكرت نفسها بأن الصبر هو مفتاح الفرج و أن لا ضير
أحياناً من السير مع التيار . قد لا تحتاج أبداً أن يعلم أنها حامل
منه . هل عليها حقاً أن تخبره ؟ عندما سيفترقان , لن تراه مجدداً ,
وهي تريد طفلهما ومتلهفة إليه للغاية , ولديها الكثير الكثير من الحب
لتعطيه . وهي مستعدة لأن تقوم بأشق الأعمال لكي تمنح طفلهما بيتاً
لائقاً . كيف يبلغ بها الجبن حد البحث عن عذر لنفسها لئــلا تخبر
راوول على الفور أنها حــامل منه ؟
* * *
همست له حالمــا ابتعد البائع عنهما : (( أخبرتـــك أنني لا أريــد
شيـئـاً . ما الذي نفعله هنـا ؟ )) .
نظـر إلـيـها بـتـسليـة : (( ليس لديـك مجوهرات وقـــد حــن الوقت كي
أشتري لك بعضاً منها )) .
وقفت على أطراف أصابعها لتهمس بنبرة التسلية نفسها : (( ليس من
الحكمة أن تخرج فكرة العشيقة من غرفة النوم . . . بدأت المزحة . . . )) .
ـ هذه المرة أنـا موضوع المــزاح . مــا من سـاعية خلف المـــال
تضيع فرصة كهذه .
أجـفلـت هيـلاري بدهشة و ألم , واتسعت عيناها واستقرتا على
ملامحه السمراء . مد ذراعه يحيط بها خصرها النحيف ليمنعها من
الابتعاد عنه وهو يحثها بصوت أجش ودود : (( فكري في ما قلته لك
لتوي . في الواقع , قد لا تجدين هذا إلا في الأفلام . أعترف بأنني
أسـأت الحكم على دوافعك منذ حوالي أربع سنوات . . . )) .
تنفست هيلاري بعمق , ثم سـألتـه : (( هل أنت جـاد ؟ )) .
ـ إلى أقصى حــد .
واستغل صمتها ليجلسها على مقعد بجانب منضدة عرض
المجوهرات وهو يقول : (( البعض يعبر عن أسفه بتقديم الأزهار . . )).
قالت لاهثة : (( هل هذا صحيح ؟ )) .
لـم تستطع أن تفكر بـشكـل قويم , فقد أخرجها من حالة الألم
والإحباط لينقلها مباشرة إلى حالة الارتياح و السعادة .
ـ والبعض لا يعبر عن أسفه بالكلام أبداً , وآخرون مستعدون
حتى لشراء المجوهرات لك آملين ألا تتوقعي منهم تعفير وجوههم
بالتراب .
أشرقت ابتسامتها كشمس الصباح , وكــادت تقهقه ضــاحكة لأنها
لم تنس قد ما قاله مرة عن أن تعفير الوجه بالتراب هو للفلاحين
فقط .
وبعد ساعة , وبعد أن عـــادا إلى البيت , أخــذت تتمشى على
الشرفة فيما راح هو يـشرب كأساً من العصير . وكان النبات الغزير
يغطي الشرفات و الدرجــات التي تنحدر نحو التلة ومن ثم إلى
الشاطئ الخاص في الأسفل .
رفعت معصمها فالتمعت الساعة البلاتين في ضــوء الشمس
المتسرب من بين أوراق العريشة فوقها . وقالت تداعبه : (( الخروج
معك مربح كمــا يبدو )) .
كانت تراقبه طوال الوقت مستمتعة بـقـربه , وبرجولته العنيدة
الجريئة , وحتى بإرادته العنيفة التي لا تلين و التي جرؤت على أن
تعارضها في متجر المجوهرات ذاك .
وربما أنه اعتاد أن يواجه تفحصها له , رفع حاجبه الأسود , وعيناه
اللامعتان مليئتان باللوم لعنادها في متجر المجوهرات ذاك وعدم
قبولها أكثر من تلك الساعة هدية منه . ثم قال : (( أردت أن أغطيك
بالمــاس )) .
فقالت ساخرة : (( ســأبــدو حمقــاء تـمامـاً )) .
ـ تبدين أشبه بإلهة وثنية , يا حلوتي .
خفق قلبها . وحده راوول يتصورها كمــا لا يستطيع أن يفعل
رجل آخر , تملكها الخجل من نظراته المقيمة , وتمتمت باضطراب :
(( لم تفسر لي بعد لماذا غيرت رأيك ولم تعد تعتبرني أسعة خلف
المال )) .
توتر وجهه القوي وأجاب : (( عندما ادعيت في لندن أنـك أعدت
معظم المبلغ الذي وهبتك إياه عند توقيع عقد المحاسبة وتبين أن
المال مــا زال موجوداً حيث لم يطلبه أحد وذلك منـذ حوالي أربـع
سنوات )) .
ـ لكن مــا الذي حــدث للــرســالة التي كتــبــتــهـا لبول كرويرو
المحامي ؟
ـ لم تـصله قط . حينذاك , كـان بول قد انـتـقـل إلى مكاتب محاماة
جديدة , ولابد أن رسالتك أرسلت إلى عنوانه القــديم فضـــاعت . إن
بول متـــكدر جــــداً لكل مـــــا جرى . وهو يعلم الآن أنه كان الحلقة
المفقودة في السلسلة , وهذا هو سبب سوء التفاهم الذي جرى بيننا .
كانت هيلاري مسرورة لمناقشتها موضوع المال الذي تـلـقتــها منه
أخيراً . قالت : (( لم أكن أنوي قط أخذ نقود منك , لكنني فعلت , لذا
لا يمكنك أن تلومه على الفكرة السيئة التي كونها عني )) .
ـ لم يكن لـديه الحق في أن يحكم عليك بذلك الشكل . . .
بدا الألم جـلـيــاً في عيني هيلاري , وتملكهـا إغراء في أن تقول له
إن بول كوريرو اكتسب على الأرجح هذا الموقف المتغطرس
الرافض لها منه هو نفسه .
قالت : (( أريــد أن أفســر بعض الأمور . عندما تــقابــلنــا لأول مـرة
كنا , أنا و أختي , نعيش في منطقة خطيرة . وكان رفاقها يظنـون أن
سرقة المتاجر أمــر مسل . كانت تهرب من المدرسة و كنت تعبة مـن
السيطرة عليها )) .
كن راوول يصغي إليها باهتمام بالغ : (( لم يكن لدي فكرة عن
مدى قساوة حياتك البيتية . فقد تصرفت ببشاشة على الدوام )) .
ـ العبوس لا يجعل الأمور أفضـل . منحتنا نقودك بداية جديدة
فاستأجرت شقة , وأنشـأت صالون حلاقة , ونقلت إيما إلى مدرسة
أخرى . المشاكل التي كنا نعاني منها توارت كلها . ولم أعد مضطرة
للعمل ليلاً , فاضطرت هي إلى البقاء في البيت ومراجعة دروسها .
وفي السنة التالية نالت منحة دراسية ومنذ ذلك الحين لم تعد تنظـر
سوى إلى الأمـام .
ـ يجب أن تفخري بنفسك . أتمنى لو كنت أكثر صراحة معي
حينذاك . . .
عندما اشتبكت نظراتها بنظراته , جف فمها وحولت نظراتها :
(( حينذاك , لم تشأ أنت أن تعرف عني شيئاً )) .
ـ لم أسمح لنفسي بأن أعرفك جيداً فدفعت أنت الثمن . لكـن
هذا كان في الماضي , أمـا هذا فهو الآن . . .
وأمسك بيدها يطبع عليها قبلة محمومة .
ارتعشت وارتجفت ساقاها . وبتمهل بالغ نزع عن كتفيها الوشاح
الحريري , فتمتمت : (( إننا في وضح النهار . . . )) .
ـ إنك تجفلين بسهولة .
كانت واهنة القوى مستعدة له من دون أن يقاوم بأي جهد مبالغ
فيـه .
راح رأسهـا يدور , ولــم تعد تستطيع أن تتنفس . ثورة مشــاعرها
جعلتها تنسى كل شيء ما عدا مشاعره العنيفة الساحقة .
بعدئذ , حمل جسدهـــا المتعب المسترخي بين ذراعيــه وأخـــذها إلى
غرفة النوم المنعشة . ابتسم لها راضياً فأرادت أن تبكي حباً وعشقاً .
أرادت أن تــــدوم هذه اللحظة من المــودة الصامتة إلى الأبــد . أزاح
شعرها عن عينيها وقبلها وضمها إليه فشعرت بالانـفعـال وودت لــو
تمضي بقية حياتها كهذه الدقائق وهي في أسعد حالاتها .
ـ أنــا أعبــد جسدك , وأقسـم أنه ازداد امتــلاءً منــذ رأيـتـك لأول
مرة .
خفضت هيلاري بصرها لتخفي الذعر في عينيها , فيما عاد يقول
بصوت خافت : (( هذا لا يعني أنني أتذمر . أنت تفهمين ما أعني .
لاحظت رغبتك المتزايدة في أكل الشوكولا السويسرية . . . )) .
إنه ظنها تسكن لأنها تكثر من تـنـــاول الشوكولا . ابتعدت عنه
بسرعة .
تأوه بصوت مرتفع , ثم شدهــا بيده يعيدها إليه : (( لا تكوني
حساسة للغاية . عن النساء يتلهفن إلى أن يكون لهن جسد كجسدك .
سيسرني للغاية أن أزودك دوماً بالشوكولا . من المنعش جداً أن
يكون المرء مع امرأة تأكل ما تريد )) .
لا يكفي أنه يراها سمينة , بل مهمة أيضاً . ليت هذا صحيحاً !
ليت ازدياد وزنها وامتلاء جسدها بسبب الشوكولا فقط .
ـ ســأستحـم .
وخلصت نفسها منه وأسرعت إلى الحمــام , فسـألها : ((أي جهنم
تجعلك لا تقديرين جمالك ؟ )) .
ـ لقد رأيت سيلاين . . . بجانبها أبدو قصية وسمينة .
التمعت عيناه غضباً وهب من السرير : (( سيلاين تطفئ رغبتي ,
أمـا أنت فتثيرينها . لا أستطع أن أبقي يدي بعيدتين عنك أكثر من
ساعة , حتى أنني تركت عملي في المصرف لأكون معك )) .
اغرورقت عيناها بالدموع : (( هذه مجرد رغبة جسدية )) .
سـاد صمت مطبق , وانتظــرت منـه أن يـخرق هذا الصمت ولو
بكلمة اعتراض واحدة .
بادلها النظـــر بعنـاد عنيف . كانت عيناه تلتمعان بغموض , وجسمه
الجبار يقف متأهباً وكأنه يستعد للدفاع عن نفسه ذد المهاجمين .
خاب أملها , وشعرت بغصة آلمتها , إذ لم ينكر قولها هذا . عليها
أن تكون أذكى من أن تظنه سيفعل . وبابتسامة سريعة أرادت لها أن
تقنعه بأن هذا النوع من العلاقات لا يناسبها , دخلت الحمام وأقفلته
خلفها , ووقفت تحت المياه المتدفقة فيما دموعها تنهمر على خديها .
كبحت شهقاتها . كل ما يمكنها ن تقدمه له علاقة مادية بحتة , و لا
يمكنه أن يقول إن لديها أي سبب لتتذمر .
مضى أسبوع منذ أحضرها إلى جزيرة سردينيا ليقيما في هذه
الفيلا الخلابة حيث يستمتعان بعزلة كاملة ورفاهية غير متكلفة .
بقيا متلازمين من دون انفصال مدة سبعة أيام . فكانا يتناولان
طعامهما على الشاطئ , ويسبحان في ضوء القمر . فضلاً عن
وجبات العشاء الشاعرية المتأخرة , والقيلولات الطويلة في الأيام
الحارة . تبادلا أحاديث طويلة في مواضيع نادراً ما كانا يتفقان
عليها . كان رفيقاً ممتعاً إلى حد لا يصدق . وعندما يحتاج أن يعمل
لساعة أو اثنتين , كانت تتكور في مقعد قريب وفي يدها مجلة , لتبقى
في رفقته . بالنسبة إليه , كانت هذه هي السعادة المثالية , لكنها أيضاً
تمثل تحدياً إذ راحت تكافح ببطء لتتعود على فكرة أنها حامل منه .
كان شعورها الجسدي رائعاً , ولكن كان عليها أن تتوخى الحذر
من ناحية الأكل و التعب . واعتاد أن يغيظها مداعباً لبطء حركتها ,
لكن جسدها كافأها على هذا الاحتراس الذي تعلمته فلم يعد الغثيان
بسبب لها مشكلة كبيرة , ولم تشعر بالدوار سوى مرة واحدة عندما
وقفت بسرعة فائقة . كما أن جسدها تغير إلى درجة أن راوول نفسه
لاحظ أنه امتلأ . لن تستطيع أن تخفي حملها أكثر إلا أن خوفاً بالغاً
تملكها من أن تخبر راوول بحملها هذا .
هذه المرة قررت ألا تبني قصوراً من رمال . كل صباح , وقبل أن
تقترب منه لتوقظه بقبلة , وهذا ما أدركت أنه يحبه , كانت تذكر
نفسها بفتور ببعض الحقائق . . .
إنه لا يحبها , وشعوره نحوها هو رغبة وحسب , وهذه الرغبة
تجعله عشيقاً لا يشبع . أمـا تمضية ساعات في الحديث معها , وأما
الحنان والاهتمام البالغ بها اللذان يظهرهما أحياناً , فهذا موضوع
آخر . على أي حال , إنه رجل محنك إلى حد كبير ولا يمكنها أن
تتصوره يتصرف بفظاظة أو بجهل . إنها ليست زوجته بكل معنى ا
الكلمة لأنه أعطاها ذات مرة أجراً للعب دور العروس .
إنها الزوجة التي اشتراها وليست الزوجة التي اختارها . كما أنها
لا تتمتع بالصفات التي في الرفيقة التي سيختارها في النهاية ! وتلك
الصفات كانت قد استخلصتها منه واحدة تلو الأخرى , من دون أن
يدرك كم المعلومات التي يكشفها , فهو يحب السمراوات الطويلات
وآخر عشيقاته كانت رائعة الجمال . إنه يعتبر الخلفية و النشأة هامتين
للغاية فضلاً عن التعليم الجامعي . وهي فاشلة من كافة النواحي
هذه . فهي ليست ولن تكون أبداً الزوجة التي سيرغب في استمرار
زواجه بها .
لهذا , سيشكل خبر حملها صدمة بالغة له وكارثة أيضاً . ولهذا
السبب راوغت طيلة سبعة أيام حيث عاشت كل لحظة ثمينة منها
وكأنها آخر لحظات ستمضيها معه . الوقت حان الآن للتحدث إليه .
ارتدت سروالاً حريرياً أزرق بلون عينيها مع بلوزة مطرزة تناسبه .
منذ شهر فقط كانت تكثر من الزينة على وجهها , لكنها خففت من
ذلك الآن . لقد قدمها راوول إلى عالم مختلف , ومن الطبيعي أن
تتفحص النساء في ذلك المجتمع الخاص . لطالما كانت شديدة
الملاحظة وسريعة التعلم , وسرعان ما أدركت كيف يمكن أن ترفع
شأن مظهرها مقارنة مع الآخرين . أطالت شعرها بحسب ذوق
راوول . . . إذ قال لها ذات مرة بإعجاب بالغ : ((إنه ذو لون خلاب
أريد أن أراه مسترسلاً على ظهرك أشبه بسلاسل من فضة يا
جميلتي )) .
حينذاك , أجابته متذمرة : (( سيتطلب وقتاً طويلاً حتى يصل طوله
إلى كتفي فقط )) .
ـ سـأنتظر . يمكنني , إذا أردت شيئاً , أن أكون صبوراً جداً .
وكلي تسره , وعدته بألا تقص شعرها مرة أخرى . لــم تسمح
لنفسها بأن تتساءل كم من الوقت سيتطلب ترك شعرهـا الحاد
الأطراف حتى تصبح تسريحته هذه , أكثر الأمور التي سيشعر نحوها
بعدم الاكتراث .
كانت المائدة قد أعدت على الشرفة للعشاء . وكانت جميلة للغاية
بفضل فانوس الزجاج الملون المعلق على شجرة التين العتيقة
و الشموع التي تتألق في كؤوس بلورية والصحون الخزفية المذهبة .
ومن بعيد من بين النباتات الوافرة , كانت ترى بركة السباحة تتألق في
ضوء القمر .
كانت هذه فيلا راوول . أحياناً كان يزورها مرة في السنة ,
وأحياناً لا يفعل . كان لديه أملاك كثيرة في أنحاء العالم , فهو لا
يحب الفنادق . حتى هنا , في أحد ابعد المساكن في الجزيرة , كان
راوول يتلقى أفضل الخدمات , فضلاً عن تواجد طاه عند الطلب
يحضر له أشهى الأطباق . ومع هذا الثراء الذي لا يمكن تصوره ,
كان راوول يعتبر تمتعه بمعدل من الحرية و الراحة لا يحلم بمثله
الآخرون أمراً مسلماً به . كان صاحب سيطرة وسلطة , فكيف سيكون
رد فعله على ما ستخبره به ؟ على وضع لم تسمح له بأن يسيطر
عليه ؟ وارتجف فمها النــاعـم للمشــاعر العنيفة التي جاهدت لكي
تكبحها .
خرج على الشرفة وتقدم منها وهو يقول بصوت أجش : (( استديري
نحوي )) .
فأطاعته بشيء من التصلب فيما أضاف : (( تبدين جميلة . . إعتبري
نفسك محظوظة إذا استطعت التحكم في نفسي إلى ما بعد العشاء )) .
أثناء الصمت المتوتر , بللت فمها الجاف بجرعة من المياه
المعدنية .
استقرت عيناه الذهبيتان الداكنتان عليها , والتوى فــمه الجميـــل
هازلاً : (( تقولين إنك قصيرة و سمينة . . لا أظن ذلك . . )) .
احمر وجهها تعاسة . أرادت أن تبقي شفتيها مطبقتين , و تندفع
إلى ما بين ذراعيه تحتضنه بعنف , لتتمسك بالسعادة التي منحـها
إياها .
وأردف : (( كنت كئيبة متقلبة المزاج في الأيام القليلة الماضية )) .
فنظرت إليه بارتباك : (( أ . . أنــا . . )) .
ـ في لــحـظة تــضحكيـن كالمجنونة , و في اللحظة التالية تـتـملكك
الكآبـة و تـسيـل دموعك . هذه ليـست عادتـك .
أجــفلت هيلاري , ثــم شـجـعت نــفسهــا على الـــوقوف بصــلابـة
الصخر , لتقــول : (( لدي مــا أريـد أن أخبـرك به )) .
* * *
نهاية الفصل (( الثامن )) . . .

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 05:54 AM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::
9 ـ
أكرهك
ارتسمت على وجه راوول البالغ الوسامة ابتسامة وقحة : (( لا
تعتبري ما قلته انتقاداً لك . أنـا رجل عملي , وأرى موهبتك الطبيعية
في التمثيل المسرحي خلابة . ولكن هل لنا أن نأكل أولاً ؟ علي أن
أعترف بأنني جــائع للغاية )) .
أخذت تعض شفتها السفلى متوترة . ثقته البالغة بأنها لا يمكن أن
يكون لديها ما يستحق أن تفضي به إليه أفقدتها توازنها . جلست أمام
المائدة , وعندما قُـدم لهما الطبق الرئيسي , كان حديثهما يقصر على
إجابات مختصرة لا تتعدى الكلمة الواحدة . قال : (( عندما تصبحين
بهذا الهدوء , أشعر بالقلق )) .
فقالت بضيق : (( إنني أكثر الكلام أحياناً )) .
ـ لكنني اعتدت ذلك حتى أصبحت أحبه , يا عزيزتي .
وأخذ يلامس بأصابعه الخشنة أصابعها , التي كان تريحها على
غطاء المائدة . أضاف : (( يبدو أنني أخطأ التقدير حين قلت لك مـا
معناه إن ما لديك لا يمكن أن يكون هاماً )) .
ابتلعت ريقها بصعوبة : (( نعم . . . لكنه ليس أمراً يمكنك التكهن به
و أنـا . . . )) .
بدا العنف في نظراته : (( هل عاشرت ذلك الرجل الذي فاجــأتـه
على عتبة بابك في لنـدن ؟ )) .
صدمها هذا السؤال البارد فهتفت : (( غاريث ؟ لا لا . طبعاً لا ! )) .
فقال بجمود : (( إني أتحق وحسب من أسوأ سيناريو تخيلته )) .
فقاطعته : (( هلا تصغي إلي قبل أن تقول شيئاً ؟ )) .
ـ لم أتعود أن يصيح بي الناس لأسكت .
ـ لا تغضب مني . . أعرف أن ما سأقوله صعب التصديق ولكن
لا تغضب مني نحن مسؤولان عن ذلك , نحن الإثنين .
توتر فكه وتــأملها بعينين ضيقتين : (( مـا الموضوع ؟ لصبري
حدود ! )) .
أخــذت تعبث بالطعام وقد تملكها الخوف , وشعرت بفراغ في
معدتها لعدم تمكنها من تناول سوى القليل من الطعام .
ـ أنـا حامل . وقد حدث هذا في الأسبوع الأول حين كنا معاً .
تـملكه شحـوب بـالـغ , فــأردفت : (( كنت أعلم أن هذا سيصدمك ,
فأنا صُدمت أيضاً )) .
أخذت عيناه الذهبيتان اللامعتان تتفحصانها وتتأملان جسدهــا
المتشنج . وبحركة جبارة , انتصب واقفاً وسار إلى حائط الشرفة
بخطوات واسعة أشبه بنمر يبحث عن فريسة , ثم وقف ينظر إلى
الليل .
وفي هذا الصمت الطبق , راح اندفاع الأمواج إلى الشاطئ
يصدر صوتاً عــالـيـاً موحشاً .
تنحنحت بارتباك : (( لم أحلم قط بأن نعيش كزوجين . وعندما
حدث هذا , لم يخطر في بالي ما يتعلق بمنع الحمل . أمور كثيرة
حدثت بيننا , وكنت أعلم أنـه ينبغي علي احترام شروط اتفاقنا
فتملكني شعور بالغ بالذنب . . كل هذه الأمور وقفت في طريقي )) .
كان لا يزال يوليها ظهره فتلهفت إلى أن يواجهها . كانت كتفاه
العريضتان متصلبتين من التوتر وعضلاته المفتولة واضحة تحت
قماش قميصه الرقيق الأسود القصير الكمين .
ـ أعلم أنك منزعج من هذا . . لا بأس , أفهمك . فأنت لم تكن
تتوقع أن يتطور أمرنا ليصل إلى هذا الحد . ولكن أنا أيضاً لم أتوقع
ذلك إلا أنني لم أستطع أن أتصرف كمل يجب . . وهكذا , فلندع
مناقشة هذا . . .
عند سماعه توسلها المتحشرج كــي يتفهم الأمـــر استدار وألقى
عليها نظرة كئيبة من عينين مظلمتين عديمتي الإحساس ما بعث في
جسدها قشعريرة . وقالت متلعثمة : (( أعلم . . أنـا أعلم . لعلك ى
تريد أن نناقش الأمر . قد لا يكون هذا طفلاً اتفقنا على أن
ننجبه , لكنني سوف . . سوف أرحب به على أي حـال . رغم أنني
أشعر حالياً بالخوف و القهر )) .
سكب لنفسه كــأس ماء وابتلعها بجرعة واحدة . بدت الخشية على
وجه هيلاري فنهضت من خلف المائدة ثم تقدمت إلى وسط
(( الفيراندا )) بساقين متصلبتين : (( أرجوك . . قل شيـئــاً . . . )) .
أنت الآن والدة ابني مستـقبـلاً .
بدت عبارته أشبـه بجملة مهينة بأدب , فجمد الدم في عروقها
وأصابها الشحوب , بينما تابع يقول : (( علي أن أكون شديد الحذر في
مـا أقوله لك . للزوج الحامل حقوق كثيرة أقلها أخذ حالتها بعين
الاعتبار . منذ متى عرفت هذا ؟ )) .
ـ منذ استدعيت لــي تلك الطبيبة الرقيقة بعد أن أغمي علي .
أطلق راوول ضحكة خشنة : (( أمنذ ذلك الحين ؟ كيف استطعت
إخفاء بشارتك هذه طوال هذا الأسبوع ؟ )) .
ـ بسهولة . . لو استعطت الهرب منها , لفعلت . لكني لم أشــأ . .
لم أشـأ أن أفقدك .
نظر في عينيها بقسوة : (( أنت لم تملكيني قط , ما عدا بالنسبة إلى
النقطة الأساسية )) .
فهمست بصوت أجش : (( أعلم هذا , لكن هذا يوشم أن يدمــــر ما
بيننا )) .
ـ لا يفترض أنك تعلمين بمــاذا أفكـر أو أشعـر أو حتى مــاذا أنوي
أن أفعل لاحقــاً .
ـ أنت حر في أن تخبرني بما تفكر فيه , فأنـا لن أتأثر .
كانت متلهفة لرم الهوة التي فتحت بينهما , وإذا كانت الحقيقة
ستؤلمها , فليكن . تصلبت ملامح وجهه : (( حسـنـاً جداً . ولماذا
تدهشني فعلتك هذه ؟ الأطفال في أسرة ساباتينو يأتون دوماً بثمن
باهظ )) .
فقالت بعنف : (( هذا لا ينطبق على طفلنا )) .
بدت في عينيه نظرة قاسية امتزجت بالسخرية وهو يتجاوزها
ليدخل إلى المنزل وكأنها غير موجودة . وبعد لحظة من الارتباك
ركضت خلفه فأدركته في الردهة الرئيسية يتهيأ لمغادرة الفيلا , فقالت
مرة أخرى بصوت مرتجف فيما كانت عيناها حازمتين : (( هذا لا
ينطبق على طفلنا . . هل أنت خـارج ؟ )) .
طرحت سؤالها الأخير مقطبة , فنظر إليها ساخراً : (( ما رأيك ؟ )) .
ـ إلى أين ستذهب ؟
ـ لا شـأن لك بهذا .
بعد فترة طويلة من ذهابه , بقيت تتسكع في الردهة محتضنة نفسها
وكأنها تشعر ببرد . وأخيراً , تمالكت نفسها وخرجت عائدة إلى
الشرفة , لتجد أن الخدم رفعوا الأطباق ورتبوا المكان . فكرت في
الحياة في أحشائها , وتساءلت إن كان الجنين يعاني لأنها لم تأكل
فاتسعت عيناها كالمجنونة , وطلبت خبزاً محمصاُ وكاكاو لعشائها .
حاولت طيلة الوقت ألا تفكر في تصرف راوول الذي بدا كــأنه
يحتقرها ويستخف بها كلياً , أو يعتبر كأنها خططت متعمدة لهذا
الحمل لكي تبيعه ابنه بأغلى ثمن ممكن . لقد جرح شعورها لكنها ما
زالت تفضل أن يكشف عن شعوره . وتمنت لو أنه لم يخرج من
البيت . وبعد ساعة , اتصلت به على هاتفه الخليوي و سألته ببشاشة
زائفة : (( هل أنت عائـد إلى البيت قريباً ؟ )) .
فــأجــاب بصوت خافت بارد : (( لــن أعــود إلى البــيـت على
الإطلاق )) .
فتمتمت بقلق : (( قبل أن تقرر ذلك , أنبهك إلى أن بـقاءك في
الخارج طوال الليل سيجعلني غاية في التعاسة . لا أظن أن بإمكاني
أن أبقى هنا جالسة بانتظارك , بل سيتملكني القلق فأخرج لأبحث
عنك . . )) .
ـ لا أريد أن نسترسل في هذا الحديث .
وأقفل الخط في وجهها .
وبعد نصف ساعة , عــادت فاتصلت به . وعندما أجــاب سمعت
صوت امرأة بصوت خافت قربه , فــاعتصـر قلبها وسألته شاعرة
بالغثيان : (( هل أنت مع امرأة ؟ )) .
ـ إذا اتصلت بي مرة أخرى فلن أجيب .
ـ يمكننا أن نتشاجر . . . لكنني لن أتســامح أبداً بالنسبة إلى
الخيانة الزوجية . . .
واختنق صوتها بالدموع .
ـ الابتزاز العاطفــي لا ينجح معي .
ـ مــاذا عن النوبة الهستيرية ؟ اسمع أعــلــم أنني أبدو مخبولة .
ولكن كل ما أريده هو أن تعود إلي لنتحدث .
ـ لكنني لا أريد ذلك , وأنت لن تجعليني أفعل ما لا أريد .
كانت الساعة الواحدة صباحاً عندما وقف راوول على عتبة باب
غرفة النوم , وكانت هي تستلقي مستيقظة في ضوء القمر بعد أن
تركت الباب مفتوحاً لكي تستطيع سماع صوت خطواته . انتصبت
جالسة وأشعلت النور الجانبي , راح راوول يحدق إليها من آخـر
الغرفة و قد تشعث شعره الأسود واسود فكه العنيد بلحيته النامية .
ومن دون تردد , نزلت من سريرها ثم ركضت نحوه تلقي بنفسها
عليه . لقد عاد . كان هذا ما يهمها في هذه اللحظة .
ـ لا . . .
كلمة حاسمة وعنيدة للغاية بعد أن أبعدها عنه بيدين باردتين .
تراجعت خطو وقد صدمها هذا الرفض , واعي فجأة إلى أنها لا
تبدو في أحسن حال بشعرها الأشعث وعينيها الحمراوين
المنتفختين . كما أدركت بشكل مخيف أنها عاجزة عن أن تقول أو
تفعل أي شيء لتتمسك به فهي تعلم أن هذا لن ينجح . حتى إذا
زحفت على الأرض فسيخطو من فوقها ويزداد احتقاره لها .
قال : (( لقد توصلت إلى قرار )) .
فتشجعت وقالت : (( في الزواج , القرار يحتاج إلى أن يتفق عليه
الطرفان )) .
فقال من دون تردد : (( ليس إذا كان أحدهما مخطئـاً )) .
أخذت نفساً بطيئاً . إذا تشاجرت معه فسيزداد غضباً . لن يضرها
أن تظهر بعض الخضوع والمذلة ما يمنح فرصة للمشاعر لتهدأ .
قال ببطء ومن دون أي تغيير في ملامحه : (( أريدك أن تخضعي
لفحص طبي للتأكد من تاريخ الحمل . وقبل أن يولد الطفل أريد أن
أتـأكد من أنه من صلبي )) .
تراجعت مبتعدة عنه وقد تشنجت ملامحهــا من الألــم لهذا
الاحتقار وهمست : (( هل لديك شكوك من هذه الناحية ؟ )) .
وتملكها الفزع ! إنه يشك في أبوته لهذا الجنين الذي تحمله .
ـ بعض النساء يرتكبن جريمة من أجل نسبة مئوية ضئيلة مما
سيكسب هذا الطفل من الناحية المالية .
ـ لا أظن أن أي امرأة مستعدة لأن ترتكب جريمة لكي تكون
مكاني في هذه اللحظة .
وأرجفت لأنه , وبدلاً من أن يعود ليتفاهما , عـــاد ليـبـدد آمــالها .
وأردف وكأنها لم تتكلم : (( من الطبيعي أن أطـالـب بفحص
الحمض النووي بعد ولادة الطفل , فلعلك حملت أثناء الأسبوعين
اللذين أمضيتهما في لندن . أظن أن هذا غير محتمل , لكنني سـأكون
أحمق إذا لم أتأكـد تماماً )) .
فقالت وظل ابتسامة على فمها المتوتر : (( نعم . . . ولماذا تتردد ما
دام لديك فرصة ذهبية أخرى لإذلالي ؟ )) .
ـ وماذا كنت تتوقعين ؟ أن أصدقك ؟ أرفض أن أصدق أن هذا
الحمل حدث صدفة .
واستقرت عليها عيناه الساخرتان : (( على أي حــال , حملك بابني
يضمن لك العيش برفاهية طوال حياتك )) .
قالت بكدر بالغ : (( أنت لا تنصفنــــي . إن كنت لا تثق بي على
الإطلاق فكيف يمكنني أن أثبت لك أنك ظلمتني بظنك هذا ؟ )) .
فقال : (( لكنني لم أظلمك . . . )) .
ـ اليـوم قلت إنك لم تعد تعتبرني ســاعية خلف المال .
ـ بعد ما تبين لي الآن أقنعيني بالعكس . . .
ـ أنى كان لي أن أعلم أنني سـأحمل بعد أسبوع واحد معك ؟ ما
كنت لأختار ظرفاً مماثلاً لأحمل بأول طفل لـــي . لماذا أرغب بأن
ألصق بولدي لعنة والد يكرهه , ويكرهني أنـا ؟
ـ لا أكره أبوتي , ولا أكرهك أنت .
فبسطت يديها بإحباط : (( كل غضبك سببه هو أنني لــم أوضح لـك
مسـألة زواجنا حين كنت فاقداً لذاكرتك . . . )) .
ـ لكنك بعد ذلك , كذبت هلي مرة بعد مرة .
ـ لـم أكن أظن أنني أسبب ضرراً . . . لقد انجرفت قليلاً . . .
كنت أعيـش حلمي . . .
قال شامتاً بسخرية : (( هـا أنت ذي أخيراً تنطقين بالحقيقة . لقـــد
أغواك أسلوب حياتي ومستواهــــا إلى حـــد لـم تدركي معه إلى أي
حضيض عليـك أن تهوي لتستمتعي بهما )) .
فأطلقت ضحكة قصيرة : (( لمعلوماتك الخاصة , كــان حلمي زواجاً
برجل يعاملني على قدم المساواة . نعم , كم كان تصرفي محزناً . أن
أعطيك دوراً في سيناريو فيلم كهذا ! أن أحلم بالرجل الذي لم يقبل
بأن يخرج معي ولو مرة واحدة حين توسلت إليه ! لكنه كان حلمي أنا
وليس حلمك . لهذا أنـا . . . )) .
ـ يا إلهي ! جعلتني أعيش حلمك الغبي .
رفعت رأسها عالياً والتمعت عيناها كالمــاس : (( الغــريــب أنـك
بدوت غايـة في السعادة حين كنت تعيش حلمي معي . . . )) .
تصلب جســــده وكــأنها صفعته فيمـــا شحب وجهها وبـان التمرد
عليها . ساد صمت مشحون بالتوتر ولمه غضب أسود في نظراته
العنيفة , لكنه قال : (( دعينـا نركز كلامنـا على الطفل )) .
وبصعوبة بالغة حــاولت أن تركز ذهنها المرهق على المهمة الصعبة
وهي إقناع راوول بأنها لم تخطط لهذا الحمل : (( اسمعني , أرجوك ,
عندما عشت معك كزوجة لك لم أفكر في النتائج . لك أكن مضطرة
من قبل إلى الاهتمام بمسألة منع الحمل . كنت لا مبالية ليس إلا )) .
ونظرت إليه متوسلة قبل أن تردف : (( كمــا أنك أنت أيضاً لــم تفكر
في المســألة )) .
فرفع حاجبه ســاخراً : (( كانت موانع الحمل من آخـــر اهتماماتي .
فقد كنت أعاني من فقدان الذاكرة وأعيش مع امرأة غريبة عني
تماماً )) .
ـ أذكر إنك وجدت تلك الفكرة مثيرة أكثر مما اعتبرتها .
تجــرأت على أن تذكره بذلك متلهفة إلى تقويض تحكمه بنفسه
واختراق تحفظه .
ـ اخترت أن أثق بك وكانت تلك غلطة . وككافة أخطــائي توقعت
أن أدفع الثمن . لكن , ولكي أعرف شخصيتك بالضبط , كان عليك
أن تقيمي معي . صاحبة مشاريع دخلت سريري لكي تربح ثروة
كبرى ! .
ثارت ثائرتها وأخذت ترتجف وتعاظم في نفسها الألم و التعاسة :
(( إذا لم تخــرج فسـأصرخ . ســأهاجمك وأضربـك ! )) .
نظر إليها وكأنها طفلة , ثم حملها بين ذراعيه قبل أن تعرف نيته :
(( كفى تمثيلاً )) .
فصرخت به غاضبة : (( أنزلني على الأرض )) .
ـ لا . لقد تـأخر الوقت ويـبــدو علــيــك الإرهــاق . لا بـد من ان
تنامــي . . .
ـ ســأذهب إلى السرير حين أشــاء . . .
ـ لماذا تظنينني عدت هذه الليلة ؟
طرح هذا السؤال بوضوح بالغ ما جعلها تكف عن المقاومة
وتسترخي بين ذراعيه وهي تجيب : (( لا أدري . . . )) .
ـ أنت زوجتي وحامل بابني ولا أريد أن أغامر بصحتك مهما
بلغ مقدار غضبي .
يا له من رجل حقير . . . إنها تكرهه . . . !
وأغمضت عينيها بشدة . أرادت أن تصرخ في وجهه لكنها كانت
تعلم أنه سيقرأ الكثير من وراء صراخها . بقيت هادئة كالفأرة وهي
تراه يعيدها إلى السرير . كان يتصرف وكأنها لوج زجاج مشقوق ,
وتذكرت رغبته العنيفة على الشرفة منذ ساعات قليلة فكادت تبكي .
لقد دثرها لتوه وكأنها جدة جدة جدته ولأول مرة نام بعيداً عنها .
شعرت بهذا الرفض وكأنه سكين غرز في صدرها . إنه لا يفهمها
بهذا أن ما من رباط عاطفي بينهما وحسب , بل يبعدها عنه جسدياً
أيضاً .
في الصباح التالي عادا بالطائرة إلى سويسرا . أثناء الساعة التي
أمضتها في الطائرة , تخلت عن محاولته التظاهر بأنها تشاهد الفيلم
الذي اختارته . وكان راوول يعمل على الكمبيوتر , فأخذت تتسكع
من حوله لكنه تجاهلها .
قالت وهي ترتجف : (( لا بأس . لقد فهمت ما تريدني أن أفهمه .
أنت تتمنى لو أتوارى من حياتك كجني أثيم )) .
نظر إليها عابساً من دون أن يتأثر , فوضعت يديها على وركيها
وقالت بحرارة : (( حسناً , لا تنظر إلي وكأنني طفلة بحاجة إلى رعاية .
إذا كنت أثقل على أعصابك إلى هذا الحد , فهيا . . طلقني )) .
هب واقفاً فأشرف عليها بقامته العملاقة بشكل مهدد , وأخذ ينظر
إليها بعنف : (( كنت أتساءل كم من الوقت ستحتاجين قبل أن تتقدمي
بهذا الطلب . آسف إذا خيبت أملك , لأن الوقت لــم يحن بعد كي
تتحري )) .
ـ ماذا تعني بقولك هذا ؟
ـ لا انفصال ولا طلاق . ستبقين في سويسرا حيث يمكنني أن
أراقبك .
رغم ما يظنه فيها من طمع ومكر , لا يزال مصمماً على أن
القصاص الوحيد هو أن يبقيها في سويسرا معه . خف الألم في
قلبها قليلاً وشق شعاع ضئيل من الأمل طريقه . لعلها مخطئة في
توقع الكثير منه بهذه السرعة .
وأخيــراً تــشجعت وســألتــه : (( ما هو شعورك الحقيقي حيــال
الطفل ؟ )) .
ـ كنت أنوي إنجاب واحد في النهاية .
قال هذا متذمراً كمــا لو أنه يتحدث عن أزرار كمي قميــص :
(( و الآن , وبما أنه سيأتي في وقت لـم أتوقعه , ليس أمامي من خيار
سوى أن أتكيف مع هذا الوضع )) .
توترت ملامحها وغرزت أظــافرها في راحتيها قبل أن تعود إلى
مقعدها . ستمنحه بعض الوقت , فهو عنيد جداً , ولاذع جداً في
شكوكه . إنه بحاجة إلى مزيد من الوقت , بحاجة إلى تفهمها . إن
حبها له كبير , ولا بد أن يعود إليـها .
ولكن هل سيتقبل راوول هيلاري روس الحلاقة , زوجة له ؟ و إلى
متى سيتقبل بقاءها ؟ يبدو أنه يظن أن من واجبه أن يرعاها طالما هي
حامل بطفله . لكن لعله يخطط للطلاق مباشرة بعد الولادة . ولا بد
أنه سبق واطلع على رأي القانون في مثل هذه المسألة .
إنه لــم يتقبلها قط كزوجــة . لكن , هل يمكنـها أن تلومـه ؟ فهو لــم
يطلب منها قط أن تكون زوجته وتعيش معه كمـا أنه لم يدعها لتنجب
له طفلاً . من المهم أن تواجه الحقيقة حتى وإن كانت مؤلمة .
وأقرت بتعاسة بأن راوول يشعر و كــــأنه وقع في شـــرك فهو يفضل
حريته .
إذا مــا أسكتت كبرياءها مرة أخرى , وأصبحت مطيعة و هـادئة حتى
تستقر الأمور , فما هو أقصى مــــا ترجو أن تتلقــاه من الرجل الـــذي
تحب ؟ أن يعاشرهـــا مرة أخرى عندمـــا يرغب في ذلك ؟ يلقي إليــها
بقطعة ثمينة من المجوهرات إذا مـــا كان أداؤها جيداً ؟ وهل سيؤنبها
دومـاً على أخطائها فيجعلها تشعر بالحقارة ؟ هل هي مستعدة حقاً لأن
تدع هذا يحدث ؟
* * *
نهاية الفصل (( التــاسع )) . . .

Nana.k likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 05:54 AM   #13

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي







:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::
10 ـ
أحبــــك
في الصباح التالي , أخذ راوول هيلاري إلى أخصائي في امراض
النساء .
أربك راوول هيلاري بطرح الكثير من الأسئلة المعقدة على
الطبيب الذي بدا مسروراً وهو يجيب عليها مع تفاصيل العملية . أمـا
هيلاري فقد شعرت بأن كرامتها جرحت وهي ترى راوول يكشف عن
اهتمامه بطفلهما للطبيب ولكن ليس لها . . ثم تساءلت بفزع عما إذا
كان زوجها يمثل للحفاظ على المظاهر فقط .
في الأيام الثلاثة التي تلت , كانت تعاسة هيلاري في ازدياد .
كان راوول يتوجه إلى المصرف مع شروق الشمس ليعود في المساء
متأخراً . لـم يتناول معها وجبة واحدة , كما لم يقم بأي جهد لكـي
يخفف التوتر بينهما . لكنه اعتاد أن يتصل بها هاتفياً مرتين في اليوم
متفقداً حالتها . بدا أن هذه هي العلاقة الشخصية الوحيدة التي كان
مستعداً لها لأن الباب الموصل بين غرفتي نومهما بقي موصداً . كما
أن تهذيبه البارد معها كان يبعث القشعريرة في كيانها .
وفي اليوم الرابع , استيقظت مع بزوغ الفجر فاستحمت وارتدت
ملابسها لتبدو مقبولة في رفقته دون إفراط في الأناقة أو الإثارة , ثم
أسرعت تنزل السلم لتشاركه الفطور .
توتر وجهه القوي , وأخذ يتأملها مقطباً .
ـ لماذا استيقظت في هذه الساعة المبكرة ؟
ـ أردت أن أراك . وهذا لا يكون إلا على الفطور , أو بالمقاطعة
المحرمة في مكتبك .
وبدت ابتسامة حازمة على شفتيها وهي تنظر إليه برجاء , وكأنها
تقصد المزاج بكلامها هذا .
استقرت عيناه الذهبيتان على العباءة التي كانت ترتديها , والتوى
فمه الشهواني الواسع بشكل خفيف للغاية .
كانت هذه العباءة المصنوعة من أفخــر أنواع الحرير , تغطي
جسدها من عنقها حتى أخمص قدميها بحشم اعتبرها غاية في
الخداع . وكان خصرها النحيل بارزاً ليس بسبب الحزام العريض
وحسب بل بسبب امتلاء صدرها وبروز وركيها .
وضع فنجان قهوته على المائدة بعنف فيما تناولت هي بعض
(( التوست )) وقلبها يخفق كالطبل . كانت تعي , وقلبها يتعذب , أنه
يتأملها وأن التوتر يسود الأجواء .
ـ أنــا . . .
بللت شفتيها بلسانها وهي تلتفت لتواجهه مسكتة كرامتها ومن
دون أن تفكر في ما سيكلفها ذلك : (( إني أفتقدك . . . )) .
ـ لا أريد أن اسمع هذا .
وألقى جانباً بصحيفة الصباح ثم هب واقفاً . وبسخرية لاذعة قال
فيما هي تنظر إليه وقد اتسعت عيناها وانفرجت شفتاها بذهول : (( لا
أرغب في ذلك حتى لو صعدت إلى المائدة ورقصت )) .
ورمقها بنظرة ازدراء لاذعة : (( عندما أرغب فيك , سـأخبرك )) .
اغرورقت عياناها بدموع الإذلال وجلست تصغي إلى سيارته وهي
تبتعد . حسناً ! وعذبتها المشاعر . لن تدعه يفلت من عقابها بعد
معاملته لها بهذا الشكل وكأنها مومس . ما كان ينبغي لها أن تعود
معه من سردينيا , كان هذا خطأً بالغاً . لقد اظهر بوضوح احتقاره
لها , وستكون ساذجة إذا تركت زواجهما ينتهي بهذا الشكل . قبل أن
تغادر سويسرا , عليها أن تنتقم لكرامتها وتجعل راوول يرى كـــم
أخطأ في حكمه عليها . وأخذت تذرع غرفتها جيئة وذهاباً لتقرر في
النهاية طريقاً واحداً سيمكنها من تحقيق هذه النهاية . عليها أن توقع
وثيقة قانونية تثبت أنه ليس لديها أي أطماع مادية , هي تعرف
الشخص المناسب الذي عليها أن تلجأ إليه . إنه محاميه بول كوريرو
الذي سيسره جداً أن يراها توقع على وثيقة تؤكد أنها لن تطالب
بأموال ساباتينو . بعدئذ , ستغادر سويسرا محفوظة الكرامة .
وعندما وصلت في وقت لاحق , إلى مكتب المحامي , أُخــذت
إليه مباشرة . أدهشها أن يستقبلها بول على الفور وأجفلت حين
حياها وشكرها كثيراً على قومها .
ـ أرادت آنيا أ تزوركما , أنت وراوول , وتعتذر , لكنني لم
أوافق على هذا وفضلت أن أدع الأمور تهدأ أولاً . لقد هددتك
وأخفتك . صدقيني , هذه ليست عادتي في معاملة النساء .
فقالت تخفف عنه : (( أنـا واثقة من ذلك )) .
ـ عندما أدرك راوول أن اختفاءك كان بسببي أنزل السماء على
الأرض , وأنـا لا ألومه .
ـ لـــم يكن هذا ذنـبـك .
ـ لا تحاولي مواساتي . لقد تدخلت في أمر ليس من شأني . بدا
واضحاً أن علاقتكما كانت قوية للغاية وأنا لا أعلم ذلك فتسرعت
وتصرفت بغطرسة معتقداً أنني أنقذه . وهل راوول بحاجة إلى إنقاذ ؟
وكـأنه . . .
وضحـك بـارتـبـاك .
ـ على أي حال , لقد انتهى هذا كله الآن . في الواقع , جئت
لأراك لسبب مختلف جداً .
وأردفت محاولة التظاهر بالهدوء : (( إنني بحاجة إلى محام لينص
وثيقة قانونية , وبسرعة )) .
عندما حدثته باختصار عما تريد , لم يستطع بول أن يخفي ذعره :
(( مستند من هذا النوع يجعلني في موقف خدمة مصالح متضاربة . لا
يمكنني أن أمثلك وأمثل راوول بينا أنتما متخاصمان في القضية
نفسها . أنت بحاجة إلى نصيحة محام مستقل " .
تصلب جسمها إحباطاً ووقفت : (( لا بـأس )) .
تردد بول قليلاً , ثــم عاد يقول باهتمام : (( بصفتي صديقاً , كمــا
أرجو أن تعتبريني يوماً مـا , أريد أن أنصحك بعدم سلوك هذا
الطريق . أخـاف كثيراً من أن يسيء راوول فهم دوافعك فتجرح
كرامته )) .
في طريقها إلى المنزل , أقرت هيلاري بأن بول رقيق للغاية . إنه
نقيض راوول ولا يمكن أن يوافقه على طريقة تفكيره على مشاعره
العقلانية الباردة . مهما حاولت , لا يمكنها أن تجمع بين راوول
ومفهوم الكرامة المجروحة في الوقت نفسه .
يرى راوول نفسه بعيداً عن الخطــأ وعن الانتقاد . وهي وحدها
المعرضة دوماً لجرح الكرامة .
إنها تتساءل الآن عما جعلها تصل إلى هذا الحد في سعيها كي
تثبت لراوول أنها لم تبحث عن الثراء منذ البداية ؟ لـِمَ ما زال هذا
يهمها ؟ لا يحبها . . وهو يظن بها الأسوأ . حتى رؤيته لها على
مائدة الفطور أزعجته . من الصعب أن تتذكر كم كانت سعيدة معه
منذ أيام قليلة فقط , و الأصعب من ذلك هو أن تتقبل فكرة أنهـمـا
سيتجاوزان بسلام هذه الفترة المريرة .
المشكلة هي أنها لطالما رضيت بالقليل مع راوول ساباتينو , كما
أن ما تلقته عن استحقاق قليل للغاية . لكنها أصبحت من النضج
بحيث يمكنها أن تبحث عن مصلحتها , فتحسب حساباً لاحتياجاتها ,
ومن ثم تنسحب من العلاقات المدمرة .
لن يخبر راوول إيما ق بحقيقة زواجهما . في الواقع , لقد
عجبت لنفسها كيف صدقت تهديده القاسي ذاك . فهو نبيل للغاية ,
لكنه ما كان ليتباهى بهذا لأنه يعتبر المباهاة ضعفاً . لعلها تشبثت
بذلك التهديد واتخذته عذراً لتبقى مع راوول إذ كانت متلهفة إلى
إيجاد أي عذر . لكن الأمر انتهى الآن وعليها أن تسترد كرامتها . إنه
فاسد وقد حان وقت خلاصها منه .
رن هاتف السيارة , و كــــــان المتصل راوول . مجرد سماع صوته
العميق كان كافياً كي يجعل مشاعرها تفيض : (( أرجـــوك ألا تسـألني
عن حالي لأنني أعل أنك لا تهتم حقـاً لأمري . سـأتــركك و أرجـو أن
تعيش مع أموالك الغالية على قلبك بالرفاء و النعيم إلى أبد الآبدين )) .
ووضعت السماعة بعنف فيما أخذت ترتجف . ارتعشت لمــا خرج
لتوه كالبركان من ببين شفتيها , لكنها الحقيقة وهو يستحق أن
يسمعها . لقد رمى بحبها في وجهها ورفضه , وهي ستصب حبها كله
على طفلهما بدلاً منه . وأخذ الهاتف يرن , فتجاهلته . كما رن هاتفها
الخلوي فأقفلته إذ لـم يعد لديهـا مـا تقوله .
وبعد نصف سـاعة كانت في غرفتها تحزم أمتعتها عندمـــا انفتح
الباب بعنف وبرز راوول عند العتبة : (( لا يمكنك أن ترحلي . . لا
يمكنني أن أعـــاني من ذلك مرة أخــرى )) .
وشتــم بعنف .
فوجئت بهذا الهجوم الصاخب الذي كان بعيداً عن صفات ذلك
الرجل الهادئ المنضبط الذي تعرفه , وأخت تحدق إليه . كان
شديد الشحوب , متوتر الملامح . واشتبكت عيناه الغاضبتان بعينيها :
(( هل لديك فكرة عمـا عانيته في المرة الماضية ؟ ألا تعرفين مــا
عانيته ؟ )) .
جمدت مكانها أمـام مشاعر لــم يظهرها من قبل , ثــم هزت رأسها
نفيـاً .
ـ يا إلهي ! ذلك الأسبوع الذي مر بي قبل أن أستعيد ذاكرتي كــاد
يقتلني . لقد اختفيت فجـأة من دون أن أعرف السبب . رحلت عن
حياتنا تاركة لــي أربعة أسطر اعتذاراً وكـأنك تلغين دعوة إلى العشاء .
كان هذا أمراً لا يصدق , حتى أنني لم أعرف أين أجدك . كــــدت
أجن قلقـاً .
ذعرت هيلاري لمـا كان يخبرها به : (( لــم أظن أبداً . . لــم أتصور
قط أن يكون شعورك على هذا الشكل )) .
ـ كان يُفترض بك أنت أن تخبريني حقيقة زواجنـا .
أحنت رأسها وهي ترى أنه محق في لومه هذا كانت جبانة
فألفت أعذاراً لنفسها . جل ما هدفت إليه تلك الأعذار , هو أن
تحفظ ماء وجهها على حسابه . فضلاً عن ذلك , كيف أمكنها أن
تكون عديمة الإحساس إلى حد لم تفكر فيه تأثير اختفائها فيه ؟
تعلقت نظراته بنظراتها حين حاولت أن تحولها عنه تجنباً لتفحصه
الدقيق لها : (( كنت أثق وأعترف أن هذا الخيار كان الخيار الوحيد
أمـامي في البداية , لكن علاقتنا تطورت بسرعة فتخليت عن الحذر
معك . اعتقدت أننا زوجان عاديان , وتعلمت أن أعتبرك زوجتي .
وفجأة , وجدت هذا كله ينفجر في وجهي )) .
شعرت هيلاري بغصة . فمنذ أعادها من لندن وهي ترفض أن
تعترف إلى أي حد ساهم سلوكها في زيادة غضبه وعدم ثقته .
وشعرت بالخجل : (( لا بد أنني بدوت لك أنانية للغاية . . لكنني ,
صدقني , لــم أكـن أظن أنـك ستفتقدني إلى هذا الحد . . . )) .
أطلق راوول ضحكة تفتقر إلى البهجة : (( ماذا تظنينني ؟ قطعة
خشب ؟ )) .
فواجهته باضطراب : (( لا بل بارد كالثلج وشديد التنظيم و التحكم
في النفس . ومزهو بهذا أيضاً )) .
فالتوى فمه الجميل : (( لقد ربوني على أن أكون قوياً وحذروني
من الضعف أمـام أي امرأة . زيجات أبي وجدي الفاشل ملأتهما
مرارة . وعندما تبدل جدي كان الأوان قد فات على التأثير في ,
ولهذا السبب كتب تلك الوصية غير المعقولة . كانت آخر محاولة منه
لكي يقنعني بأنني إذا جازفت , فسأتمكن من كتابة تاريخ الأسرة من
جديد وأنتهي بزواج سعيد )) .
فقالت وهي تغالب دموعها : (( حسناً . . لم يعد ثمة حاجة لهذا
الجدال , لكن قصر (( كاستيلو )) بقي للأسرة على الأقل )) .
ـ أريدك أن تعلمي أنني كنت في طريقي لرؤيتك عندمـا اتصل بي
بول . . .
احمر وجهها شاعرة بالإهانة : (( لماذا يساند الرجال بعضهم
البعض دوماً ؟ )) .
فقال ساخراً وعيناه في عينيها : (( تملكنا الذعر عندما فهمت أي
نوع من المستندات تريدينه , كما تملكني الخجل وأدركت على الفور
أنني من دفعك إلى ذلك )) .
أخذت تتفحصه بعينين متسعتين مرتبكتين : (( مــا الأمر معك ؟ لماذا
لم تشعر بالسرور ؟ ولماذا تشعر بالخجل ؟ أردت أن أوقع على تعهد
بــألا أرفــع عليــك أي دعــوى أطالبــك فيما بالمال أو بأي شيء آخر
تملكه )) .
ـ لكن هــذا خــطأ فلديك كل الحق في أن تشاركيني في مــا
أملك . . .
ـ بل هذا سيؤكد لك مرة وإلى الأبد أنني لا أريد ولا أحتاج أي
شيء منك .
أخذ نفساً عميقاً ووقف منتصباً : (( لقد اتهمتك بأنك تبحثين
عن الثراء لأنني أستطيع بهذا أن أتجنب الحديث معك عن شعوري
نحوك )) .
رفعت حاجبها : (( لم أفهم )) .
ـ عندما كنت فاقدة الذاكرة , تعودت على وجودك قربي . وعندما
استعدت ذاكرتي , تملكني غضب عارم منك لأنك جعلت مني رجلاً
أحمق !
هذه الإدانة الصريحة جعلت الشحوب يعلو وجهها , وقالت : (( لم
يكن هذا قصدي , ولا يمثل رؤيتي لما يحدث بيننا )) .
ـ استطعت أن تخدعيني , ولم يعد لدي ثقة بقدرتي على فهمك .
بدا التوتر واضحاً على جسده الجبار , ثم استدار مبتعداً عنها :
(( مهما بلغت عدم ثقتي بك , إلا أنني ما زلت أريدك أن تعودي إلي
ولا علاقة للأمر بالرغبة الجسدية )) .
بدا الانتعاش على هيلاري لهذا الاعتراف المبشر بالخير ,
وقالت : (( لكنك لطالما أردتني أن أظن أن علاقتنا تقتصر على ذلك )) .
توترت أساريره : (( كنت أخفي مشاعري . . . كنت . . . )) .
وقطع كلامه ثم هز كتفه بإحباط : (( كنت . . . )) .
ـ كنت . . . مـاذا كنت ؟
ـ كنت خائفاً . . . ! هل فهمت ؟
اعترف بهذا رغماً عنه وكأنها كانت تسدد إليه فوهة بندقية : (( كنت
خائفاً . . عرفت أحاسيس لم أشعر بها قط من قبل ما أفزعني , لكن ,
عندما ذهبنا إلى سردينيا , كان اضطرابي قد بدأ يهدأ . بدأت أشعر
بالارتياح وعدت أثق بك من جديد . . . . )) .
فتحت فمها مذهولة : (( ثم اعترفت لك بأنني حامل . . . )) .
ـ ومرة أخرى , تكتمت على أمر يخصنا . ليتك شــاركتني هذا
الخبر على الفور ! أمضينا ذلك الأسبوع كله معاً وأقرب إلى بعضنا
البعض مما سبق , بينما أنت تخفين عني انـك حامل بابننا . لقد
صدمني ذلك للغاية , وجعلني أتسـاءل عما قد تخفينه أيضاً .
ـ كنت خائفة من رد فعلك .
بدت محاولتها الدفاع عن نفسها ضعيفة لأنها أدركت أن ترك
راوول جاهلاً بأمــر حملها زعزع ثقته بها مرة أخرى .
تشابك نظراته بنظراتها المرهقة : (( أردتك أن تكوني صادقة ,
لكنك لم تكوني كذلك . ففقدت الثـقـة بــقدرتي على الـــحكـم بـشكل
صائب ومنذ ذلك الحين أصبح كل مـا حولي هشيماً )) .
فقالت بتعاسة : (( ليست جريمة تستوجب الشنق إذا لـم ترغب بطفل
لا تريده مني )) .
ـ بل أريد طفلنــا بكل تأكيد . لكنني كنت خائــفـــاً من أن أمـر بالتجربة
نفسها مرة أخرى . إنني في حالة صراع مع نفسي منـذ ذلك الحيـــن .
ورغم أنني كنت مصمماً على البقاء معكمـــا أنـتــمــــــا الإثنين إلا أنني
كرهت فكرة أن تبقي معي فقط لأنك حامل . هل ترين في هذا حماقة ؟ .
فتمتمت بأسى : (( لا . كان هذا شعوري أنـا أيضاً )) .
ـ حاولت جهدي الـتـــحكــــم في نفســــي لـــكن الزمام أفلت من يدي ,
وانتهى بي الأمر باتهامك بما لم أكن أنـا نفسي مقتنعاً به . كنت أعلـم
أن الطفل من صلبي , لكنني لم أشأ أن تظني أنك آذيتني مرة أخرى .
لهذا , قررت أن أجرحك أنـا أولاً .
تكلم بندم صادق , فيما راحت هي تصغي بمزيد من الاهتمام إلى
هذا الاعتراف المدهش . هل جرحته ؟ هل قال حقاً هذه الكلمات ؟
وعاد يقول : (( قاومت شعوري نحوك منذ ذلك الحين , لكني لــن
أستطيع ذلك بعد الآن . حاولت أن أعتاد على مقاومتك )) .
فهمست تقول : (( أنـا لست مرضاً . . . )) .
ـ عدم رؤيتك هو الشيء الوحيد الذي نجحت فيه . و فجــــأة رأيتك
تنزلين لتناول الفطور , مرتدية تلك العباءة . . . عندئذ , أدركت أن
محاولاتي لمقاومتك فشلت كلياً . . .
ـ لقد آذيت شعوري . . .
ـ وأنـا آسف لذلك . كنت غاضباً من نفسي و ليس منـــك . ثــار
غضبي لأنني لم أستطع أن أتحكم برغبتي فيك , هذا لجـأت إلى
السخرية .
ـ وكانت هذه القشة الأخيرة التي قصمت ظهر البعير كمـــا
يقول المثل .
فقال بسرعة : (( لن يحدث هذا مرة أخرى . هذه المشاعر جديـدة
بالنسبة إلي وتقبلها ليس بالأمر السهل . أتـظنـيـن أن بـإمكانك أن
تمنحيني فرصة أخرى )) .
اغرورقت عيناها بالدموع وهزت رأسها و مشاعرها فائضة بحيث
لم تدعها تنطق بالنفي . وأمسك بيديها المتشابكتين : (( أرجوك . . . )) .
و مرة أخرى هزت رأسها , و قـــالت و هي موشكة على البـكاء : (( لا
أريد رجلاً يعتبرني درجة ثانية بالنسبة إليه وعليه أن يقاوم حتى رغبته
فيّ . . . )) .
ـ الأمـــر ليــس بــهذا الشكل . لـــــو اقتــصرت المشاعر على الناحية
الجسدية , لما تدهورت أموري إلى هذا الحد . إنني مرتاح تماماً لهذه
الناحية من علاقتنا , لكن المشكلة تكمن في مـــا لم أتــعود عليه . ألا
تدركين كم تعنين بالنسبة إلي ؟
وأمسك بيديها بلهفة وعيناه اللامعتان تخرقان عينيها برغبة عنيفة :
(( لقد قلت هذا في سردينيا . قلت إنني كنت سعيداً جداً حين عشت
حكاية هذا الزواج الخرافية . وكنت على حق , فـأنـا لم أشعــر في
حياتي بمثل تلك السعادة التي شعرت بها حينذاك )) .
ذهلت هيــلاري لــــهــذا الاعتـــراف بينما أردف (( يمكنـــك إذن أن
تتصوري حالتي عندما علمت أن القصة الخرافية لم تكن سوى حلم ,
ظننتك تحبينني , وقد تعلمت أن أحب تلك الفكرة . . . )) .
ـ أحقاً ؟
ـ لقد أحببتك . لــم أعرف الحب من قبل فلــم أدرك , لســوء
الحظ , مــا سبب الاضطراب في مشاعري . . .
ـ بل قل الانسجام في مشاعرك . . .
صححت له كلامه , وهي تصغي بلهفة إلى كل كلمة ينطق بها .
ـ حسناً , لم أجد في ذلك انسجاماً في بداية الأمر . فقد كنت
تعيقينني عن عملي . . .
ارتجفت : (( هل فعلت هذا حقاً ؟ )) .
فقــال برصــانـة بالـغة : (( كان ذهني ينصرف إلـيـك حتى أثنــاء
الاجتماعــات الهامة )) .
ـ هذا أكثـر ممـا كنت أرجوه .
واغرورقت عيـنــاها بالدموع وأحــاطت عنقه بذراعيها : (( وأنـا
أحبك . أحبك كثيراً وسأجعلك أسعد رجل )) .
سحقها بــعنـــاق عـــاطفـــي أفصح من أي كلام . و بـقيــا متعانقين ,
مستمتعين بهذا التقارب الذي كانا يخافانه هما الاثنين وسيستمر إلى
الأبد .
ـ مــا أروع ما جعلتني أشعر به !
فقالت بحرارة : (( أترى . . . حبـك ليس بالأمر الشيء تماماً )) .
ـ بل هو كذلك إذا بقيت تهربين مني وتهدديني بالهجـر .
ـ لن أهرب بعد الآن , ولن أهددك بالهجر مهما جننتني .
أحنى رأسه الجميل واختلس قبلة واحدة رقيقة جعلتا تشرق
بمشاعر الحب . نظر إلى وجهها المرفوع إليه بعينيه الذهبيين
اللامعتين وقـــال : (( منذ أربع سنوات , لم أكن أظن أنك ستشكلين
خطراً على نمط حياة العزوبية التي كنت أعتز بها , يا عزيزتي )) .
ـ حينذاك لم أكن ناضجة بالنسبة إليك , لكنني وقعت في غرامك
منذ أول مرة رأيتك فيها .
ـ وأنا انجذبت إليك بقوة بالغة لكنني لــم أعتـرف , حتى لنفسي ,
بذلك . وهذا هو سبب ترددي إلى الصالون حيث كنت تعملين .
وعانقها مرة أخرى فأغمضت عينيها حالمة فيما أضــاف : (( عندمــــا
انتهى حفل الزفاف ذاك , لم أعد أثق بنفسي حين أكون بجانبك . . . )) .
فسألته مشككة : (( أصحيح هذا ؟ )) .
رد بأسف : (( صحيح . الزواج منك أبعدك عني , لكنني احتفظت
بصورتك في محفظة نقودي طيلة أربع سنوات )) .
اتسعت عيناها الكبيرتان وأشرق وجهها سروراً فيما ارتسم الحنان
على وجهه : (( أحب أن أراك في ثوب زفاف ترتدينه من أجلي . علينا
أن نفعل شيئاً ما في هذا الخصوص . علينا أن نجدد عهود الزفاف
ونبارك زواجنا ! )) .
فقالت وقد تملكها التأثر : (( كم أحب هذا . . . لكن عليك أن
تنتظر إلى مــا بعد ولادة الطفل )) .
فسارع يقل من دون تردد : (( كلام فارغ )) .
* * *
بعد أحد عشر شهراً , جدد راوول و هيلاري عهود زواجهما في
كنيسة صغيرة تبعد ميلاً واحداً عن (( قصر كاستيلو )) .
حملت هيلاري وروداً صفراء وارتدت ثوب زفاف رائعاً بصدر
مطرز وتنورة واسعة . لم يكن العروسان السعيدان ينظران إلا إلى
بعضهما البعض . وتلا الاحتفال وجبة طعام رائعة وحفلة كبرى . أعز
صديقاتها , بيبا و تابي , حضرتا مع زوجيهما أندرو و كريستيان , كما
دعيا بول وآنيا كوريرو للمشاركة .
وكانت لآنيا وهيلاري قد أصبحتا صديقتين حميمتين كحـــال
زوجيهما . وحضرت أختها إيمـا . أمـا ضيف الشرف فكان بييترو ,
أصغر عضو في أسرة ساباتينو . لكن وبما أنه لم يكد يبلغ الشهر
الثالث من عمره , ولا يهتم على الإطلاق بمثل هذا الاحتفال , فقد
نام معظم النهار .
وفي وقت لاحق في تلك الليلة , وضعت هيلاري ابنها غي سريره
في غرفة الأطفال الرائعة , التي أشرفت على تأثيثها له ببهجة كبرى .
كان لابنها شعر أبيه الأسود وابتسامة حلوة تثبت أنه يلقى رعاية
كافية .
لم تستطع أن تصدق أنها وراوول , يكادان يحتفلان بعيد
زواجهما , غير الرسمي , الأول . وابتسمت لنفسها شاعرة بالأمان
و الرضى . لقد أمضينا الكثير من الوقت في قصر (( كاستيلو )) حيث كان
الزمن يمر ببطء . كما قلل راوول من أسفاره أثناء حملها , ودللها
بشكل جنوني .
تمتم راوول بصوت أجش من على بعد أقدام معدودات منها :
(( رائع . . . )) .
ألقت هيلاري نظرة فخر على ابنها النائم : (( إنه طفل جميل
فعلاً . أليس كذلك ؟ )) .
فأحــاط خصرها بذراعيه : (( لم أكن أتحدث عن بييترو )) .
ـ أحقــاً ؟
أخذت تتـأمل ملامحــه الســمـــراء الوسيمة ولاحظت نظرة
الاستحسان في عينيه , فتسارعت دقات قلبها وجف فمها .
ـ بدوت في غاية الجمال الليلة . كم كنت فخوراً لأنك زوجتي !
هل تدركين أن هذه الليلة توازي ليلة عرسنــا الماضية التي لم نستمتع
بها قط ؟
وهنت ساقاها ومالت عليه من دون خجل فيمــا تأوه هو وحملهــا
إلى غرفة نومهما .
همست بدلال وقد تملكتها الإثارة : (( أمــا زلت تحبني ؟ )) .
أشــرقــت ابـتــســامتـه الحساسة بحرارة لها وحدها : (( حبي لك يزداد
يومـاً بعد يوم )) .
وبقلب مفعم بالفرح , أحــاطت عنقه بذراعيها , ثم جذبته إليــها .
* * *
تمت بحمد الله
قراءة ممتعة للجميع

انجلى and Nana.k like this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 27-11-17, 02:47 PM   #14

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,926
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


انجلى and Nana.k like this.

MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-11-17, 05:55 PM   #15

bentla
 
الصورة الرمزية bentla

? العضوٌ??? » 195496
?  التسِجيلٌ » Aug 2011
? مشَارَ?اتْي » 463
?  نُقآطِيْ » bentla is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

bentla غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-17, 06:58 PM   #16

nassima99

? العضوٌ??? » 375946
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 276
?  نُقآطِيْ » nassima99 is on a distinguished road
افتراضي

شكرا جزيلا روايه حلوه

nassima99 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-17, 08:02 PM   #17

ايناس نسيبة

? العضوٌ??? » 390530
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 271
?  نُقآطِيْ » ايناس نسيبة is on a distinguished road
افتراضي

Merciiiiiiiiiiiiiii

ايناس نسيبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-17, 08:38 PM   #18

سلمى الشاعرية

? العضوٌ??? » 292868
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 301
?  نُقآطِيْ » سلمى الشاعرية is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ذلك

سلمى الشاعرية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-17, 09:23 PM   #19

الدانه 222

? العضوٌ??? » 306899
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 388
?  نُقآطِيْ » الدانه 222 is on a distinguished road
افتراضي

الف شكر


الدانه 222 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-17, 02:52 PM   #20

Libra Sky

? العضوٌ??? » 367540
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 3,509
?  نُقآطِيْ » Libra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond reputeLibra Sky has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Libra Sky غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:30 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.