آخر 10 مشاركات
442 - وضاعت الكلمات - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          7- جرح السنين - شارلوت لامب - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          227- المبادلة العادلة - فاليري بارف - مدبولي (حصري على روايتي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          27 - حبى المعذب - شريف شوقى (الكاتـب : * فوفو * - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

Like Tree76Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-01-18, 01:23 PM   #21

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,824
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي


شادية وسالم مثال موجود بكثرة لكن ممكن الزوجة تظل مع الزوج وتتحمل وممكن لا تتحمل المهم انه واقع وانت صغتيه بطريقد جميلة وجعلني منها حكاية جميلة
كادي وعز ضحكت على مواقفهم وبصراحة وفت كادي غيرها لن تتحمل ولكنهما ثنائي رائع
واضح ان شادية ستكون مع عبدالرحمن لكن كيف ستكون الحبكة ننتظر ابداعك واكيد فيها ولييييمة
جلال ولمار ننتظر أيضا حكايتهما
شاهين أعجبتني شخصيته لكن يا ترى من ستكون له
اعتقد ان أرملة راضي هي طليقة نواف
عجبتني الرواية جدا ومتابعاك




Msamo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-18, 01:34 PM   #22

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بارت جميل
والله غالية كسرت قلبي كسرة نفس زوجها كبيرة امامها
هنشوف كده يا ترى بنت لامار هتوافق على غرور جلال او ترده خائب
عبد الرحمن صح اموال كتبت باسم الجد ولكنها اصلا ملك عمه ليش ياخدونها
تسلم ايديك لامار مكملين معك بامر الله
سلام لكاتبتنا الرائعة



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 06-01-18, 08:59 AM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\

الخامسة عشر

=
=
=

بدا على الخال سامر التردد قبل إعطائه الرد الذي ينتظره: "البنت موافقة، بس عندها شرط.."

استفسر: "واللي هو؟"

أجابه بذات التردد، كأنه يخشى من ردة فعله: "اشترطت ما تشوفها إلا بالعرس."

أمال الوليد رأسه باستغراب: "بس هذا؟ ما فيها شي يا خال، عادي. أصلا الملكة والعرس قريبين من بعض بزود. ويمكن أحسن بعد عشان يزيد الفضول." أردف بضحكة: "أهم شي إنها موافقة..!"

لم يلحظ الذنب في عيون خاله عندما ردد يؤيده: "أهم شي إنها موافقة.."

=
=
=

من بين كل الأمور التي تصورت لمار أن يستدعيها خالها إلى مكتبه من أجلها، لم تتوقع هذا: "جاني خاطب لك.."

رمشت بعدم تصديق مرة ثم مرتين، قبل أن تستوعب ما قاله، لتقهقه ضحكا إلى درجة تشكل الدموع في عيونها، تقول بعد أن هدأت قليلا: "عاد هذي النكتة يا خالي بتاخذ عشرة من عشرة!"

لكن خالها لم يرد عليها بكلمة، وعندما تمعنت في النظر إليه وجدت أنه لم يكن يضحك معها، لتدرك وتسأل بذهول: "من جدك؟"

ليرد: "إيه، من جدي.." أردف يسأل بدوره، كأنه لا يرى خطبا ما في فكرة تقدم أحدهم لخطبتها: "وش يفرقك عن باقي البنات عشان ما تنخطبين؟"

الفرق بينها وبين باقي الفتيات كان.. كبيرا..

لطالما رأت لمار في أختها مثالا في الجمال والأناقة، وكم ضايقها أنها لم تستطع أن تقتدي بها، فمن لديه الوقت ليهتم بنفسه وهو يصارع آلام جسد عليل؟

صحيح أنها تحسنت كثيرا في السنوات الماضية عن السابق، تتحول من حالة مفقود الأمل بها إلى واحدة شبه طبيعية، لكن صحتها المكتسبة حديثا لم تمنع تكون صورة عن نفسها كما كانت في الماضي وانطباعها تحت جفنيها، هزيلة ضئيلة شاحبة على بعد أصابع من الرحيل. لم تمنع تكون الفكرة في بالها أن الكل يشفق عليها، فكم رأت من النظرات المشفقة وهي طفلة، وبعدها في بداية مراهقتها. لم تمنع فقدان ثقتها بنفسها، حتى لم تعد تبالي بمظهرها.

لم يكن لديها الاعتقاد أن أحدهم سيخطبها هي من بين الكل. هي، من كانت تُصرف الأنظار عنها وتوجه نحو أختها كادي. هي، من كان الكل ينظر لها ككائن ضعيف يجب ألا يُلمس.

وضع خالها يديه على كتفيها، يسترعي انتباهها ويوقظها من كآبة أفكارها: "فيه سبب ثاني بعد لذي الخطبة.."

استغربت كلامه: "وش قصدك يا خالي؟"

عندها أخبرها خالها عن احتمالية مطالبة أعمامها بها، وخشية أمها من كونهم سيتصرفون بها كما شاؤوا. لا تنكر، أرعبتها الفكرة، فهي أبدا لا تطيق أقربائها من أبيها لأفعالهم الماضية.

ربما لاحظ خالها ضياعها وتشتتها بين أي قرار ستتخذ، لأنه قال: "إنتي صاحبة القرار وما بغصبك على شي، ولا تحسبي إن لو رفضتي الخطبة إني ما بلقى حل ثاني مع أعمامك.."

ردت بما تعرف أنه كان يبطنه في باله: "بس راح تكون مرتاح إذا وافقت على اللي خطبني، صح؟"

ابتسم لها خالها بدفء والد: "إيه.. بكون مرتاح لو تزوجتي جلال.."

كادت تختنق من صدمتها لمعرفة من خطبها.

"جلال؟! ولد خالتي جلال ما غيره؟!"

أردف خالها غير ملاحظ للصدمة التي ألجمتها: "خذي وقتك تفكرين، ومتى ما توصلتي لقرار قوليلي.."

غادرت مكتب خالها بحالة ذهول للصدمات التي أتت متوالية، ابتداء بأمر بخطوبتها وانتهاء بمعرفتها من خطبها.

من بين الكل.. جلال؟ جلال الذي كان معروفا بين أوساط العائلة والمقربين لها بتجنبه الزواج؟ جلال الذي كان محط إعجاب كل صبية صادفته؟ جلال الذي بدا كأنه مستعد لأخذ كاميرا ما صورة له تعرض على غلاف مجلة كل الأوقات؟

جلال، الذي تذكر إزعاجها المستمر له في تجمعات العائلة كطفلة، وتكشيره المنزعج منها واسكاته لها بأي حلوى يملكها. جلال، الذي كانت تتعمد إزعاجه وتتقصد البكاء والنواح عنده لأنه لا يستطيع تحمل الازعاج وسرعان ما يرضخ ويعطيها ما تريد، لأنه لم يكن كأخته ترانيم التي لم تجد معها محاولاتها تلك نفعا، بل قلبتها ضدها!

جلال، التي دعت مرة للمسكينة التي سينتهي المطاف بها كحرمه المصون.

لم تدري أنها ستصبح يوما أول مرشحة لذاك اللقب!

=
=
=

بسبب روتين زوجته في تجديد الأثاث كل سنة، لقي حامد ألبوم صور مغبر في أحد الكراتين المفتوحة التي أخرجتها من المخزن ليتم تنظيفه.

أخذ حامد ألبوم الصور معه إلى غرفته، ليبدأ بتفحصه مسترجعا للذكريات التي احتواها بين صفحاته، وفي خضم تقليبه بين الصور، استوقفته صورة لا يذكر متى تم التقاطها، ظهر فيها أخوه فيصل في سن المراهقة، يجلس في غرفة تعرف عليها حامد على أنها غرفة مجلس بيت أبيه، يبدو كأنه كان يشاهد التلفاز قبل أن يلحظ أن صورته كانت تُلتقط.

أغرب ما في صورة كان الابتسامة الصافية الهادئة المرتسمة على شفتي أخيه، يوجهها لمن رآه يلتقط الصورة لحظتها. لا يذكر من فيصل في سنين مراهقته إلا التمرد والتهكم، الابتسامات المائلة الساخرة والضحك الشامت.

عندها، كما لو أصابته صاعقة، تذكر حامد كيف الُتقطت هذه الصورة.

كانت بعد تخرجه من أكاديمية الشرطة بسنتين، عندما اتصل به أحد معلمي فيصل من مدرسته الثانوية بصفته وصيا عليه بعد وفاة أبيه وسفر أكبر إخوته خارجا، يشتكي من إهماله وتركه الحصص. يذكر توبيخه لفيصل، وتفاجئ فيصل من ذلك، رده المستغرب المستفسر عن سبب اهتمامه، فإخوته الآخرون لم يهتموا بالخطابات والاتصالات التي تلقوها من معلميه سابقا.

يذكر حامد رده عندها رده بأنه لن يتركه مهملا بحجة أن الآخرين لم يستطيعوا ضبط تصرفاته.

صدف في ذلك اليوم أن أخته الصغيرة دلال كانت تجرب الكاميرا التي أرسلها لها أخوهم الأكبر فايز كهدية نجاحها، ومحاولاتها جعلها تعمل بلا أي دراية بكيفية استعمالها.

أخذ الكاميرا منها ليعلمها كيف ووجهها لفيصل وناداه، وعندما التفت فيصل إليه ورأى ماذا كان يفعل، لم يتصرف بطبعه المستفز، بل سايره وابتسم.

هذه الصورة لوحدها كانت كفيلة بجعل فيض من الذكريات والإدراكات تتدافع لذهنه.

تذكر كيف كان إخوته يأمرونه بتوبيخ فيصل كلما افتعل مشكلة أو بدأ يخرج عن نطاق السيطرة، وعندما سألهم لما هو بالضبط كانوا يجاوبونه بأنه الوحيد الذي أخذ على عاتقه تقويم فيصل والوحيد الذي سمع فيصل لأمره.

تذكر أنه هو كان أول من أخبره فيصل بأمر سفره الأول، ومن ثم زواجه. كان حامد أول من أخبره فيصل بولادة ابنته، والوحيد الذي أرسل صورتها له.

كان حامد أول من أوصاه فيصل على ابنته الرضيعة وهو على فراش الموت.

أيقظه صوت زوجته من رحيله مع ذكرياته، تسأله بعجب: "وش فيك..؟"

فقط عندها انتبه حامد إلى تضبضب رؤيته من الدموع.

=
=
=

عندما أتى جلال إليها يسألها عن موافقتها على من تبين أنه ابن عمتها من الرضاعة، فكرت للحظة في إخباره الحقيقة لتتراجع عن تلك الفكرة، فلا تريد أبدا أن يحدث خلاف بين أبيها وأخيها بسببها هي.

لذا تحاملت على نفسها وابتسمت له تطمئنه: "وافقت برضاي، ما عليك.."

لم يبدُ على جلال تصديقها لتلك الدرجة، لكنه لم يضغط عليها وقال: "تدرين إني دوم بجنبك يا الدلوعة، صح؟"

هذه المرة كانت ابتسامتها صادقة نابعة من قلبها: "إيه، أدري يا أخوي.."

=
=
=

كانت شادية تنشر الغسيل في الحوش، تدندن بنشاز متقصد عندما شعرت بضربة مألوفة جانب رأسها. عرفت دون النظر أن كرة أبناء أم خليل قد افلتت منهم وهم يلعبون خارجا أمام بيتها.

وكما أصبح مشهدا متكررا، أتى طرقهم الملح على الباب سائلين عن كرتهم.

قد حاولت شادية كل الطرق في تجنب كرتهم السائبة، من تجاهلهم إلى توبيخهم إلى إخبار أمهم لكن بدون جدوى، أيام تمضي بدون ضربة تلك الكرة على رأسها لتأتي يوما على حين غرة وتوقظ كل شياطينها!

تحجبت بجلال صلاتها تحسبا وفتحت الباب، لتراهم واقفين بأدب وبابتسامات ظريفة ينتظرون كرتهم المنشودة. أعطتهم إياها وهي تحذرهم: "لو مرة ثانية ضربت كرتكم فيني بكلم جدي يصارخ عليكم زي ذيك المرة، مفهوم؟"

أومأوا بنعم وبحماس يتجاهلون تماما تهديدها: "مفهوم خالة شادية!"

أغلقت الباب وهي تبتسم من شغبهم المحبب رغما عن كل شيء، لكن حقا، عليها أن تجد حلا لكرتهم تلك!

=
=
=

أعلنت له منال بتعبير بارد بدا غريبا عليها: "شهر وشوي وببيع البيت.."

لم يحتج شاهين إلى الاستفسار لمعرفة أي بيت تقصد: "وكيف بتبيعي بيت أبو كادي الله يرحمه..؟"

لترد بوجوم: "البيت مكتوب باسم كادي، وهي أعطتني الحرية أتصرف فيه.."

ما الذي ستستفيده منال من بيع ذلك البيت؟ أبدا لا تحتاج للمال، فلا هو ولا أبوه يقصران في حقها، ولا يعهد منال بتلك التي تسعى وراء كل فلس بلهفة. لم يبق سوى تفسير واحد، ولم يرض شاهين به مهما كان داعما لأخته، فالحقد لم يكن لائقا أبدا بها: "منال.."

قاطعته قبل أن يعترض، تنطق كل كلمة كأنها تطعنها في الروح: "كفاية عليها عايشة فذاك البيت أيام العدة..!"

عيون أخته نطقت بشيء مختلف..

(العدة اللي سرقت حقها مني!)

=
=
=

كان نواف في مجلس بيت أمه يتفقد رسائله عندما سمع ذلك الصوت يهتف بشماتة، وصاحبته تجلس بضجر جانبه: "ارحم نفسك يا روميو زمانك، كل مرة أشوفك فيها حالك صاير أردى!"

رد ببغض لهذه الإنسانة المسماة بأخته، تلك التي لم يرى هو ولا أمه منها سوى المشاكل والفضائح: "أكرمينا بسكوتك، مافي أحد طالب رأيك في حالتي."

تجاهلته تماما وهي تردف تغيظه، تستفزه: "تلاقيها موسعة صدرها مع غيرك ولا على بالها إنت يا الغافل..!"

صرخ بها بهياج غضبه، حركة واحدة فقط تفصله عن ضربها، بسبب تلك الفكرة التي تؤرقه ليل نهار تنهشه داخلا من الغيرة: "شذى!"

لتهز أخته كتفا بلا مبالاة به، تنظر له بمزيج من الشفقة والاشمئزاز: "انساها يا نواف، تراها عاشت معنا فترة وشفت كيف كانت تناظرك. صدقني لما أقول إنها ما كانت طايقتك. عيونها كانت تنطق كره لك.."

رد بتهكم، متعجب من كلام أخته الناصح، يتجاهله بالكلية. لا يطيق فكرة كره معشوقته له، لا يستطيع احتمالها!: "شكل الطردة من الجامعة خلاك حكيمة زمانك."

نهضت شذى من مكانها، تقول: "زي ما يقولون، خذ الحكمة من أفواه المجانين. لكن بكيفك، خليك على الأطلال..!"

انتهى البارت..~


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-18, 09:00 AM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\

السادسة عشر

=
=
=

مضى أسبوعان منذ انتقالها للعيش مع عبد العزيز في شقته، شقته التي لاقت إعجابها واستحسانها ببنائها وملائمة الأثاث الذي اختارته مع هدى لها. قد ذكر عبد العزيز أن مالك المبنى كان مريضا أسعفه قبل سنة، وعندما صدف والتقيا وهو يبحث عن شقة مناسبة لهما، أصر عليه أن يختار مبنى شققه للعيش فيه مقابل خفض سعر الإيجار عليه بدرجة كبيرة.

لكن كانت هناك تفاصيل هنا وهناك جعلت كادي تتردد في قول أن العيش في شقتهما كان مثاليا. أكبر مثال كان جيرانهم غريبو الأطوار.

(كالزوجين الذين يعيشان في الشقة فوقهم، تسمع كادي جدالهم الصاخب في أوقات محددة بشكل عجيب عندما تقف المطبخ أو في المجلس. الغريب أنها متأكدة أنه لم يكن من السهولة أبدا سماع صوت أحد من الشقق المجاورة لهم، فكيف يصلها صوت جدالهما كل يوم؟!

كالجار في الشقة مقابلهم، البخيل بلا حياء، الذي كان يتعمد طلب التوصيل من المطاعم إلى شقتهم بدلا من شقته حتى يدفعوا عنه، ليأتي بعدها يطالب بطعامه. كان الشيء الوحيد الذي فصل بين وجهه وقبضة يد عبد العزيز هو رجاء كادي له بعدم افتعال مشكلة، لكن بعد المرة الثالثة تركت عبد العزيز يفعل ما يشاء، ولم يتعرضا لمضايقاته منذ ذلك الحين.

وأيضا كان هناك جارهم المسن في الشقة تحتهم، الذي ما إن سمع أن عبد العزيز كان طبيبا حتى بدأ يأتي له يطلب تشخيصه لأتفه شيء ضايقه، بل جلب بضع من أفراد عائلته معه مرات. اكتشفت عندها كادي أن عبد العزيز كان لينا بشكل شديد مع المسنين، وفسر ذلك مسايرته للعجوز وفحصه بجدية كل مرة.

ولا تنسى أيضا اجتماعات نسوة الشقق الأسبوعية التي لا تدري كادي إلى الآن كيف انتهى المطاف بها في حضورها، ولا تزال تبحث عن عذر يعفيها منها نهائيا).

وبعيدا عن الجيران، فإن العيش مع عبد العزيز لم يكن بذلك التقليدي، فهو أبدا لا ينام في الأوقات المعتادة كسائر البشر، ومنذ استئنافه لعمله قبل أسبوع، اكتشفت كادي أنه لم يكن لديه نوبات عمل طبيعية أيضا، فتارة يبقى معها اليوم بأكمله، وتارة لا تراه يوما كاملا، تارة نصف يوم وتارة ربعه أو ثلثيه. الشيء الوحيد الذي ألهى خاطرها من حقيقة أنها كانت تفتقد وجوده وبشدة كان عملها الذي قررت البدء فيه وقطع الإجازة التي أخذتها.

تعرف أنها وافقت عليه وهي عالمة تمام العلم بمهنته وما تتطلبه، بل عدتها كإيجابية وقتها، فكيف ستتعلق بشخص سيكون شبه غائب عنها على الدوام؟

لكنها لم تتوقع أن تلحظ غيابه ذاك، أن تكترث به لدرجة الاستياء، أن يغمرها الحبور في الأيام التي يبقى فيها معها.

شعرت كادي كما لو أنها قد وقعت في فخ، والمصيبة أنها لا تدري من أي نوع.

=
=
=

سألت لمار زوجة أبيها بترقب: "ها، وش رأيك؟"

لوحت زوجة أبيها بالملعقة الصغيرة التي كانت تأكل بها الكيك الذي صنعته لمار، بإيقاع متسلي مغيظ: "التقديم سيء، البناء هش.."

قاطعتها لمار: "تفاصيل جانبية! أهم شي الطعم.. كيفه؟"

أجابتها أخيرا، بتلك الابتسامة المائلة التي أصبحت جزءا منها، تدل على أنها في مزاج رائق: "حلو.. يجي منك."

هتفت بثقة: "أدري إنه حلو! سويته بعد معاناة وصراع مرير، لازم يطلع كذا ولا كنت بسوي هوايل..!"

نظرت زوجة أبيها إلى صينية الكيك الكبيرة التي أحضرتها لمار معها، ولاحظت السرور البادي عليها: "مشكورة، ما كان له داعي تكلفي على نفسك كذا.."

ضحكت لمار بخفة، ترد بأريحية: "عادي ما كان فيها شي وربي!" أكملت بخفوت شارد: "وأصلا أشغل بالي شوي عن أشياء.."

عرفت من نظرة الأخرى الصامتة أنها تستحثها على الاسترسال في الكلام، ولكونها لا تحتاج دافعا في البدء في الثرثرة، بدأت تحكي عن تطورات الأيام الماضية وعن حيرتها في أمر خطبتها، أمر لم تعلم أمها ولا كادي به بعد، فلا تريد أن تشعر أمها بالذنب، ولا تريد إزعاج كادي وهي في أسابيعها الأولى من زواجها.

تمهلت زوجة أبيها لحظة قبل أن تقول: "استخيري وشوفي اللي قلبك يرتاح له، بس أبدا لا توافقي تتزوجين عشان تهربين من وضع."

لم يفت لمار نبرة المرارة في صوت زوجة أبيها وتساءلت في نفسها، أكانت تلك نصيحة مجربة؟

وحقا، بدأت لمار تزن خطبتها هذه بين ميزانين، بين تبعات موافقتها أو رفضها، بين الإيجابيات والسلبيات، إلى أن توصلت إلى قرار.

صحيح أن خالها سيجد لها حلا آخر مع أعمامها إذا رفضت، صحيح أن جلال لم يكن أبدا شخصا فكرت في الارتباط به، لكن قدر خالها شاهين غال في قلبها، ولا تريد أن ترفض أكثر حل هو مرتاح له، وعن جلال، فلا تظن أن خالها رشحه لها إلا وهو متأكد منه ومن جدارته.

بقي فقط عدم تأكدها من أمر الزواج بأكمله الذي بقي يقض مضجعها حتى بعد أن استخارت وشعرت بالراحة تجاه جلال.

وعندما أتت لخالها تصارحه بما توصلت إليه، فكر لحظة قبل أن يقول: "وش رأيك تملكون فذي اليومين، والعرس بيكون بعد تخرجك؟ ما بيقدر أعمامك يسوون شي وإنت متملكة، وبيمديك تتأقلمي مع الفكرة."

انتباها الخجل عنوة عندما أدركت أنها استحسنت فكرته، أنها كانت موافقة. وعندما أومأت بقبول، ابتسم خالها برضا: "أجل خليني أعطي جلال خبر.."

=
=
=

كانت غالية ترتب مقاضي البيت التي أرسلت أخاها الصغير ربيع لإحضارها من بقالة القرية، وفي خضم ترتيبها لمحت مغلفات من حلواها المفضلة. لا تذكر تكليفها ربيع بإحضارها لها، ولا تظن أن ربيع قد اشتراها لنفسه، فلا أحد في بيتهم يحب هذا الصنف سواها هي.

ذهبت إلى ربيع تسأله وفي رأسها يتشكل احتمال ما: "وين الباقي يا الأخو؟ شغل الدس هذا ما بينفع معي."

تحلطم ربيع قبل أن يعطيها ما بقي.. أو بالأحرى، المبلغ نفسه الذي أعطته ليشتري المقاضي. لوحت بالأوراق النقدية بسؤال: "وش معنى ذا؟"

ابتسم ربيع عندها، يشير إلى الكيس المليء جانبه: "إيه، ذكرتيني! شفت سويلم في البقالة ودفع هو عني. عزمني اشتري اللي أبي حتى." استطرد وهو ينظر إليها بشيء من العتاب وعدم الفهم: "له فقدة والله.. مدري إلى متى بتتمي زعلانة منه..!"

الوحيد من إخوتها الذي لم يعرف بحقيقة وضعها مع سالم كان ربيع لصغر سنه، فكلهم أعطوه الفكرة أن غالية هنا بإرادتها هي. لطالما كان سالم ذا علاقة جيدة مع إخوتها، حتى أنهم تفهموا سبب انقطاعه المؤقت عنهم رغم عدم رضاهم عن طوله، فكلام أبيهم كان مهينا جارحا لا يرضاه حر على نفسه.

بصمت أرجعت لربيع المبلغ الذي أخذت منه قبل أن تعود إلى المطبخ، إلى النظر إلى مغلفات الحلوى بمزيج مُر من الشجن والسرور.

=
=
=

اتصل خاله به، يقول: "البنت موافقة."

ليرد جلال بثقة مغترة: "كنت أدري إنها بتوافق، ما يبغالها سؤال يا خال..!"

سمع تنهد خاله بسأم في السماعة قبل أن يكمل: "بتملكون بعد الخطبة على طول عشان نسد الطريق على أعمامها، وعرسكم بيكون بعد تخرجها."

رفع حاجبا من هذا الجدول، لكنه لم يعترض: "طيب، خير إن شاء الله.."

ليقول خاله بنبرة تفكير: "الحمد لله إنك مو مستعجل، لأني ما أبغاك تشتتها وهي في سنة تخرجها."

"كأني ميت وولهان عليها عشان أتعب نفسي وأشغلها.." رد عليه يسايره: "لا تخاف يا خال، ما بزعجها ولا بقابلها إلا ليلة العرس."

ليقول خاله وشيء من الخبث يتسلل إلى صوته لم يفهم جلال مغزاه: "بخليك عند وعدك ذا يا ولد أختي." أردف ونبرته تعود للحيادية: "اللحين كلم أبوك وأمك عشان نخلي الأمور رسمية."

قرر البدء بأمه، فأليست هي من سعى وراء زواجه بإصرار؟ إذا، آن الوقت لإنهاء سعيها ذاك.

كانت أمه تشرب قهوة وتتفحص مجلة في مجلس النساء عندما أتى يبدأ يقول دون مقدمات: "نويت أخطب يمه.."

شرقت أمه بفنجانها ليتجه إليها يربت على ظهرها وهي تسعل، حتى هدأت وأشارت له بالابتعاد لتقول: "لا تلعب مقلب علي زي المرة اللي فاتت، لما قلت ناوي تخطب بنت شاهين اللي بعدها ما جات على الدنيا!"

رفع جلال يديه بمسايسة: "لا، لا. وش الظن الشين ذا؟ السالفة وما فيها إني شفت خالي مزودها بتأخيره في توصيل عروس أحلامي لي وقلت خليني أمضي في حياتي وأشوف مستقبلي وأفرح أمي.."

لم يبد على أمه التأثر بالمشهد المسرحي الذي مثله: "بنت مين اللي ناوي تخطبها؟"

جلس جانبها راسما أعرض ابتسامة يمكنه رسمها: "البنت ذي تعرفيها وتعرفي أهلها أكثر من أي أحد.."

بدا على أمه الاستغراب التام والفضول المتزايد، تكرر سؤالها: "طيب مين؟"

أجابها أخيرا: "لمار، بنت خالتي منال."

ضيقت أمه عيونها بعد لحظة صمت تستوعب إجابته: "ما قلتلك لا تلعب مقلب علي؟!"

استغرب من ردة فعلها هذه: "وأنا أتكلم من جد. أبي أخطب لمار."

حدقت به تبحث عن أي دليل يقول لها أنه يكذب ولم تجده، لترفع حاجبا بعجب: "لمار؟ من بين كل البنات.. لمار؟"

سألها ما زال مستغربا منها، فهو قد توقع فرحها بمعرفة أنه يريد خطبة ابنة أختها: "ليه متعجبة؟ شايفة منها شي ولا..؟"

قاطعته بحدة: "هذي تربية منال يا ولد! البنت طيبة وما شفت إلا الخير منها، بس.."

استحثها: "بس؟"

أكملت: "إنتوا الاثنين مختلفين بزود.."

هز كتفا غير مكترث بهكذا سبب: "زي ما يقولون يمه، الأضداد تتجاذب. المهم.. فرحانة؟"

ابتسمت أمه له بصدق وراحة: "إيه والله فرحانة! سبحان الله إنت وأختك قررتوا تتزوجون وتريحوني في نفس الوقت."

ضحك: "اللي يسمعك بيقول أنا وترانيم بضاعات بايرة!"

شهقت أمه بجزع: "في العدو ولا فيكم! بس وش أسوي؟ شيبتوا راسي بعنادكم وأنا متشفقة على عيالكم..!"

قبل جبينها بحب وأحاط كتفيها بذراعه، يضمها جانبه. كم يحب هذه اللحظات النادرة مع أمه، عندما تكون بعيدة عن تمثيليات مجتمعهم المخملي. ربما كان زواجه بلمار خيرا إذا كانت بداية بشره هذه.

=
=
=

اتصل شاهين بمنال يخبرها أنه يقف أمام بيت صديقتها ينتظرها، لكن الصوت الذي أجابه لم يكن ذاك لأخته، بل لغريبة. سأل وطلب جوابا فوريا بندائه: "منال؟"

لتجيبه تلك برقة طبيعية وليست مصطنعة كالتي يتلقاها أحيانا: "تركت جوالها في الشحن وجالسة مع أمي."

من جوابها هذا عرف أن من تكلمه كانت إحدى بنات صديقة منال. تنهد من عادة أخته في نسيان شحن هاتفها، ليدخل في دوامة كلما حاول الاتصال بها: "طيب، قوليلها أخوها يستناها برى."

أقفل الخط دون انتظار الرد.

=
=
=

قد قال بضع كلمات، برسمية وباختصار، لكن سماع صوته بذاك القرب كان كفيلا بجعل قلبها يلهث نبضا إلى درجة مؤلمة.

لا تدري ما الذي سيرها لتجيب على جوال منال عندما رأت الشاشة تنبض باسمه، لكن ألم يكن هذا طبعها مع حبها هذا؟ الخروج عن المعهود؟

قد حاولت أسيل التماسك عندما نقلت رسالته لأخته، لتبتسم تلك بمعنى وهي تقف ناهضة مودعة لها ولأمها.

بصراحة، تعبت. تعبت من مشاعرها هذه، تعبت من تلميحات منال دون أن تلقى لآمالها صدى.

=
=
=

أتى إعلان جلال برغبته الزواج من ابنة خالتها لمار كصاعقة تسببت في شغل بالها عن ملكتها ليلة الغد، وحالما أنهى أبوها قوله أنهم سيزورون بيت جدها عبد المحسن من أجل تلك الخطبة بعد ملكتها مباشرة، أخذت ترانيم جلال جانبا وسألته بعجب: "من جدك تبي تخطب لمار؟"

نظر جلال إلى الأعلى بقلة صبر ثم إليها وقال: "وشفيك إنتي وأمي عليها؟ تراكم خليتوني أبدا أتردد.."

ضربته بخفة على كتفه: "حرام عليك، لمار طيبة وعلى نياتها. الخوف منك تظلمها معك!"

ليرد باستنكار: "ومن وين بتلقى مثلي؟"

ما زالت غير مستوعبة للفكرة، تهز رأسها بعدم تصديق: "إنت.. ولمار؟ زيت وماي؟ شرق وغرب؟"

أكمل جلال عنها بضجر: "يمين وشمال، فوق وتحت، الربع الخالي والقارة المتجمدة الشمالية.. أدري يختي، اثنينا مختلفين، فيه غيره؟"

لوت ترانيم شفتيها بعدم رضا: "الله يعينها عليك."

انتهى البارت..~



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 08-01-18 الساعة 01:08 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-18, 03:50 PM   #25

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,824
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

البارتات جميلة كعادتك ولكن أعتقد أن الرواية ستكون أجمل في الأجزاء القادمة بانتظارك

Msamo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-18, 09:53 PM   #26

dalia22

? العضوٌ??? » 330969
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,183
?  نُقآطِيْ » dalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته روايه رائعه لسه بدا فيها مقدرتش اسبها الا لما خلصت الله يعطيكى العافيه

dalia22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-18, 09:41 AM   #27

روجا جيجي

? العضوٌ??? » 371410
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 554
?  نُقآطِيْ » روجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مصدقتش نفسى لما لقيتك منزله روايه جديده قريتها ملها طبعاً
روايه ناعمه احداثها بتمشى بنعومه وسهوله ورقى
تسلم ايديكى حبيبتى


روجا جيجي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-18, 11:18 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

ربي يوفقكم لما يحب ويرضى حبايبي، مشكورين على تفهمكم..

السابعة عشر

=
=
=

منذ إصلاحه لسيارته وأوضاعه في تحسن. قد كانت فترة متعبة تلك التي رافقت زواج عوض. بفقده الرجاء بوصل شادية، أخبره أنه لن يزعج نفسه بإيصاله. يذكر خيبته بعوض حينها. صدقا، لم يتوقعه رجل مصالح إلى درجة ترك النخوة والمؤازرة.

وكأنما استحضره بفكره، لقي سالم عوض حال خروجه من جامع القرية، يتقدم عبد الرحمن الذي استوقفه حاضرو الصلاة بفضولهم كما أصبحت العادة. كان عوض ينظر إليه باستهجان وريبة: "شايف صاحبك هنا كثير ذي الأيام، لا يكون ناوي يخطب بنت أخوك؟" ضحك ببرود عندها، يقول قبل أن يرد سالم بشيء: "قوله ينسى طاريها، حضرتها ما تقبل في الرجاجيل، والله أعلم عن السبب..!"

خبث معناه هذا أفقد سالم أعصابه، وعلى الفور قفز عليه يربحه ضربا، لا يتوقف حتى عندما فصل الرجال بينهما، يمنعونه عن الوصول إلى عوض المذعور من ردة فعله، حتى هرب وأفلت منه.

وكان في خضم توعداته وتهديداته أن خرج عبد الرحمن، باديا عليه التعجب من التجمع أمام الجامع والغضب على ملامح سالم. سأله بقلق: "وش صار؟"

لم يجبه وهو يبعد أيدي من يكبلونه بزجر، يخطو بخطى يقودها الغضب الثائر بعيدا عن تجمع الناس وإلى زاوية هادئة، لا يشعر حتى بعبد الرحمن يتبعه ثم يستوقفه، يشده ليلتفت إليه. سأله يتجاهل الجدية المرتسمة على ملامح الآخر: "ما كنت بترجع للرياض بعد الصلاة؟"

ليجيبه: "ما بروح وإنت بذا الحال. اللحين قلي.. وش صار معك قبل ما أطلع؟"

محال أن يكرر ما قاله ذلك الوضيع!: "ما صار شي يا دحيم، ارجع دارك.."

عقد عبد الرحمن ذراعيه بحزم: "والله لو اضطريت أمسي عند باب بيتكم بسويها. ما لي طلعة من هنا إلا لما تقول وش اللي قلب حالك."

تنهد بتعب، ما زال غير مصدق لما قاله عوض، من فكرة مصاحبته يوما شخصا تطاول على سمعة أهله: "واحد سوى سالفة على إن بنت أخوي رفضته وعصبت عليه."

قطب عبد الرحمن حاجبيه بشك: "وبس؟"

أومأ له سالم بنعم، ليسأله عبد الرحمن بشيء من الفضول: "وليه رفضته بنت أخوك؟ سمعت عن الرجال شي شين ولا..؟"

ابتسم بتهكم: "لا، بس الحمد لله رفضته قبل لا نعرف وجهه ذاك.." أردف، يخرج شيئا من الذي كان يتراكم في جوفه: "مشكلة اللي يطلبون بنت أخوي إنهم يخطبوها وهم عارفين شرطها، ولما يرفضوا يعملوا فيه وترفضهم هي، يزعلون.."

ليسأله ذلك السؤال المتوقع: "وشرطها ذاك؟"

أجابه: "إن زوجها يسكن معها في بيت أبوي." عندما رأى عبد الرحمن مستغربا، أكمل يفسر: "هي تحسب إنها مخبية سبب شرطها عني، بس ما يبغالها ذكاء عشان أعرف إن أبوي هو السبب. هو يحتاج لأحد يداريه، والمشكلة مو راضي أحد يساعده إلا بنت أخوي، ولا هو يرضى يعتب برى القرية، فعشان كذا هي شايلة همه، وما بيرضيها تروح تتزوج وتخليه.."

بقي عبد الرحمن صامتا للحظات قبل أن يقول: "وش رايك لو طلبت قربكم؟"

لم يستوعب سالم قاله: "وش قلت؟ أظني ما سمعتك زين.."

كرر بكلمات أخرى: "جايك طالب يد بنت أخوك، وأنا راضي بشرطها."

=
=
=

-: "لا عاد تعيد كلامك هذا يا دحيم وبخلي نفسي ما سمعته."

حسنا، لم يتوقع أن يكون سالم هو من يرفضه بدلا عن ابنة أخيه، فوريا بعد ثوان من إعلانه رغبته بخطبتها: "طيب ليه؟ وش شايف فيني عشان ترفض؟"

ضحك سالم يربت على كتفه: "ياخي إنت كفو، بس عارف إنك تبي تخطب لفزعة وأنا ما برضاها لك. توك بادي في شركتك، وشوله تقبل تعيش هنا وشغلك كله هناك؟ بنت أخوي بيجيها نصيبها فيوم، ماله داعي شغلة التضحيات هذي!"

رده هذا جعل عبد الرحمن أكثر إصرارا على قراره اللحظي: "إذا تخاف إني خاطب لفزعة، فأنا أقولك إني من فترة وخاطري في الزواج بس ما جاز لي اللي اقترحتهم أمي علي. وإذا كان خوفك من سالفة شركتي، أنا أقدر أقسم وقتي بين الرياض وهنا." قال بعدها يقنعه: "إنت بس إسأل بنت أخوك. إذا وافقت بيشرفني وصلكم، وإذا رفضت فأنا بظل أخوك وما بشيل عليك شي.."

أخذ سالم يفكر لحظة قبل أن ينظر إليه بلوم وقلة حيلة: "عليك أسلوب إقناع يخوف.." تنهد قبل أن يبتسم له: "خير إن شاء الله، بسألها وبرد لك خبر."

ابتسم عبد الرحمن بدوره، مقتنع بشكل غريب بهذه الخطوة التي خطاها فجأة. لطالما كان حذرا متأنيا في قراراته، لكن في هذا الأمر لم يجد في التأني والحذر حاجة.

=
=
=

رأت زوجها يقرأ بتركيز في مكتبه، يتوقف دقيقة ليكتب ملاحظة ما، وفيديو في حاسبه المحمول متوقف على لقطة من عملية.

قد لاحظته ينسحب إلى مكتبه مرات، لكن كادي لم تره هكذا حتى هذه اللحظة: "وراك امتحان ولا وشو؟"

كان صوتها ما أيقظ عبد العزيز من غفلته، ليسألها لا تبدو عليه إمارات النعاس عليه حتى في هذه الساعة المتأخرة من الليل: "متى صحيتي؟"

أجابته وهي تجلس جانبه: "من لما تسحبت زي الحرامي من جنبي.." لفت نظرها الكتب الضخمة التي رصت فوق بعضها على طاولة مكتبه: "ولساتك ما جاوبت علي."

أغلق كتابه والتفت إليها كليا: "ما علي امتحان، بس قاعد أدرس."

رفعت حاجبا باستغراب: "تدرس؟ ليه؟ مو إنت خلصت دراستك واشتغلت؟"

ابتسم لها: "دراسة الطب يبالها تشيلها معك طول عمرك. أبدا ما بينفع ترضى باللي درسته لأن في كل يوم الطب قاعد يتطور والتعقيدات تكثر.."

كانت هذه نظرة جديدة لتخصص زوجها بالتأكيد: "يعجبني شغفك.."

ليرد وبمعنى: "على الأقل فيه شي عاجبك فيني."

لم تدري إلا وهي تقول: "مين قال؟ في أشياء كثيرة عاجبتني فيك."

لمع ألق راغب في عيونه، يسحبها نحوه ببطء: "شكلك بتخليني أهون أدرس باقي الليلة.."

لتسأل بتمثيل عدم فهم، على الرغم من طواعيتها لسحبه لها: "مين قال؟"

=
=
=

قد أقيمت حفلة ملكة ترانيم، وقد تمت زيارة بيت جده عبد المحسن وطلب يد ابنة خالته لمار رسميا منه، قد تم إتمام كل شيء إلا تفصيلا صغيرا.

عندما سأل خاله عن سبب عدم إعطاء لمار موافقتها عليه مباشرة، قال له أنها كانت تفكر: "وش اللي تفكر فيه؟ مو هي وافقت علي قبل؟"

نظر خاله إليه كأنه أبله: "إيه، بس الناس ما يدرون عن اتفاقنا اللي قبل، وما ينفع تعطي موافقتها عالسريع كذا. وش تبي الناس يقولون عنها لو وافقت فنفس اليوم، ما صدقت خبر؟"

زفر بضيق: "يعني إيش؟ أقعد انتظر موافقة أعرف إنها جتني قبل؟"

ليرد خاله ببرود: "وش اللي حارقك؟ البنت موافقة عليك خلاص، خليها على راحتها."

=
=
=

ردت على أختها لحظة رؤيتها لرقمها: "هلا والله بالقاطعة؟ وش فيك مخففة الاتصالات ذي الأيام؟ وين وعودك وتعهداتك، ولا عزوز نساك إيانا؟"

سمعت صوت ضحكات كادي: "لا تقوليله عزوز ما يحب أحد يقوله كذا. وشوفوا مين اللي يتكلم عن القطيعة وأنا آخر وحدة أعرف بخطبتك من ولد الخالة."

شعرت لمار ببادرات العتاب، وحاولت بقدر وسعها التخفيف من وقعها بقولها: "لا تبالغين يا كدو! أمي وصلت لك الأخبار على طول."

كانت نبرة كادي جدية تماما عندما قالت: "إيه، معك حق، وصلت لي الأخبار. وصلت لي أخبار إنك وافقتي عليه، ووافقتي على إن ملكتك بتكون في الأسبوع بعد الخطبة على طول."

"شكل السالفة خاربة خاربة.." ضحكت بتوتر: "يعني سمعتي، ها..؟"

لتقول أختها بصرامتها التي تعهد: "إنتي متأكدة من اللي تسوينه؟ هذي مسؤولية موب لعب." أردفت بقلق: "حاسة ورى هذي الملكة المستعجلة بلا. أحد ضحك عليك؟ أحد غصبك؟ قوليلي وبكلمهم يكنسلوا السالفة ذي كلها..!"

هتفت لمار تهدئها: "ول ول ول! هدي يا بنت وين مكابحك؟"

لترد كادي عليها بحدة: "هذا مو وقت المزح يا لمار، جاوبيني..!"

اكتست الجدية صوت لمار عندما أجابتها، تحاول جاهدة اخفاءها استياءها من كون كادي لا تعتقد أنها قادرة على أخذ قرارات مصيرية بنفسها: "وأنا ما أمزح، ومرتاحة بقراري وما برجع عنه.."

أقفلت الخط عنها، فهي تدري أن كادي كانت ثائرة هذه اللحظة، ولن تسمع لها سببا.

مهما كانت الأسباب التي سيرتها لقبول هذا الزواج، تمنت..

تمنت لو أن كادي باركت لها على الأقل.

=
=
=

رأى كادي تحاول مرارا وتكرارا إعادة الاتصال بسخط، تهمس بحدة ولمعة دمع في عيونها: "طيب يا لمار.."

سألها: "متهاوشة مع أختك؟"

التفتت كادي إليه كأنها تلاحظ وجوده للتو، قبل أن تتنهد وتحكي عما حدث.

وكم كانت قصتها هذه مألوفة: "تصدقي لما هدى وافقت على مصعب كانت ردة فعلي ألعن؟ رحت تهاوشت مع الكل ليش ما عارضوا خطبتها. كنت شايفها أختي الصغيرة البزر وبغالي فترة عشان أستوعب إنها كبرت وبتتزوج خلاص وما عاد تحتاج لي زي قبل. وقتها أدركت شي.."

سألته بخفوت: "وش الشي ذا؟"

مسح دموعها المتشكلة على مقلتيها برقة قبل أن يجيب: "زي ما إخواننا الصغار يحتاجون لنا، احنا الكبار نحتاج لهم، نحتاج لاحتياجهم لنا، واستقلالهم بيحوس مخنا.. المهم، يمكن جا الوقت اللي تخلين أختك تتحمل مسؤولية قراراتها، لا تغثيها زي ما غثيت هدى ذاك الوقت، ما أتذكر كم يوم قاطعتني فيه بسبة هبالي."

ابتسمت له: "الله يا الحكيم..!"

ليرد ابتسامتها يشعر بالراحة لرؤيتها أفضل حالا هذه اللحظة: "يجي مني أدري، بس مافيه أحد يقدر!"

كان ردها أن احتضنته، بعرفان؟ لطلب المواساة؟ لا يدري، لكن سره أنها لجأت إليه.

=
=
=

كانت حفلة ملكة ابنة خالتها لمار العكس تماما عن حفلتها، بسيطة عائلية هادئة، لكنها أعجبتها أكثر. يكفي أن كلا الطرفين راضيان.

بدت لمار متألقة بفستانها التفاحي القصير حد الركبة الذي أبرز طولها المميز، وزينة وجهها البسيطة التي أبرزت حدة ملامحها الفاتنة وابتسامتها الساحرة.

لطالما كان لدى ترانيم الاعتقاد أن لمار أجمل من أختها كادي، لكن مشكلتها كانت أنها لا تهتم بنفسها أبدا، عكس كادي الأنيقة دون تكلف تماما، لتعطي للناس انطباعا بتواضع جمالها.

ربما سيكون زواجها بأخيها دافعا للتغيير من طبعها ذاك..

تقدمت إلى لمار بابتسامة مغيظة: "آه يا دنيا، بتصيري زوجة أخوي.."

لتضحك لمار قائلة: "لا، ما فكرت بكذا! خلاص بهون عن أخوك، خليه يدور له وحدة ثانية!"

منعت ترانيم نفسها من الضحك لترد: "محترمة إن هذي ملكتك، ولا كنت بوريك جزاتك.. يا ليمور!"

امتعضت ملامح وجه لمار بأسى طريف: "لسى متذكرة ذاك الاسم الشين حضرتك؟ وأنا على بالي صار في طيات التاريخ الأسود..!"

كانت قبل سنين طوال وفي أحد زيارات خالتها منال برفقة ابنتيها لهم، حين أعلنت لمار بثقة طفولية أنها لا تريد أن تُنادى سوى بليمور، متأثرة بأحد الأفلام الوثائقية عن ذلك الحيوان التي شاهدتها مع أبيها مرة. منذ ذلك الحين وترانيم لا تتوانى عن تذكيرها باختيارها ذاك، لتدخل لمار في حالة عدم تصديق لنفسها كل مرة.

حقا، كانت لديها ذكريات جميلة مع ابنتي خالتها، ولم تستوعب إلى أي مدى افتقدت وجودهما في حياتها.

حركت ترانيم حاجبيها تغيظها أكثر: "وأبشرك، بحكي لجلال ذي السالفة عشان ما يناديك باسم غيره. أقدر أتخيله يقول.. يا روحي يا ليمور.."

انتفضت لمار هلعا تحاول اسكاتها: "اليوم اللي أخوك يناديني ذاك الاسم هو اليوم اللي بطلب فيه الطلاق! الحين اسكتي قبل لا يسمعك أحد وينتشر الماضي المدفون..!"

أومأت تسايرها بابتسامة: "طيب، طيب لا تاكليني.. ومبروك يا بنت الخالة، ربي يوفقك ويعينك على أخوي الغثيث."

ربما لم تكن مستوعبة لفكرة زواج هذين الاثنين، خصوصا مع أطباعهما المختلفة، لكن ما إن أصبح تلك الفكرة واقعا، لم تستطع إلا أن ترى واقعا غيره، ورغم اختلافهما، رأت تناسبا غير ملموس بينهما.

=
=
=

-: "وإنتي إلى متى بتتجنبيني؟ تراني شفتك من أول بس انتظر متى بتجين عندي.. لكنك ما جيتي.."

التفتت كادي إلى أختها لترى الأسى في ملامحها. أيعقل أنها كانت من سرق منها بسمتها في ليلة لا يجب للوجوم أن يجد لها طريقا؟

أطرقت كادي رأسها، تتنهد بضيق لتلعثم لسانها عند الاعتذار، فليست هي من يعتذر بسهولة: "آ.. آسفة.."

حدقت لمار إليها لحظات قبل أن تبتسم بأريحية ودفء: "على وشو؟ وأنا اللي متوقعة بتهاوشيني على إني قفلت الخط فوجهك!" تموضعت بزخم مسرحي تقلد فيها عارضات الأزياء قبل أن تسأل: "عطيني رايك، كشخة ولا أفشل؟"

تعرف أن هذه طريقة لمار في قول أنها تريد عودة الأمور إلى طبيعتها، في التخفيف عنها. نظرت كادي إلى لمار وفي خاطرها يتردد كلام عبد العزيز، لتبتسم والدموع تتجمع في عيونها، تعطي أختها رأيها بطلتها: "عروس.."

حقا، لقد كبرت أختها.

انتهى البارت..~


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-18, 07:48 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


وقودي هو دعمكم.. (كأنه شعار دعاية مو؟) مشكورين أعزائي..

الثامنة عشر
=
=
=

دون تفكير ردت شادية على عمها فور إخباره لها أنه هناك من خطبها منه: "مانيب موافقة.."

ابتسم عمها عندها: "ما سمعتي كلامي للآخر."

هزت كتفا بلا اكتراث، تشغل نفسها في كنس الحوش: "ما يهم أسمع. هو مو قابل شرطي فليه أزعج روحي؟"

سمعت صوت الضحكة في صوت عمها، وما قاله جعلها تتجمد صدمة وتنسى ما كانت تفعله: "مين قال إنه رافض شرطك؟" أردف عندما التفتت إليه وعدم التصديق مرتسم على ملامحها: "الرجال شاريك بكل شروطك."

ارتبكت، فلم تظن أنها ستسمع هذه الكلمات بالذات من عمها. حاولت التصرف على سجيتها وفشلت، تسأل بصوت مهتز: "ومين ذا الرجال..؟"

ابتسامة عمها كانت بالغة العرض عندما أجاب: "دحيم، صاحبي."

لم يكن هناك سوى "دحيم" واحد كان عمها مقربا منه لدرجة ذكره غالبا: "اللي تطلب مني أحط له أكل في الحافظات؟ حق العزيمة؟"

ضحك عمها: "إيه نفسه.."

من الذي عرفته فإن صديق عمها هذا كان ميسور الحال إلى درجة الثراء، ومن عائلة معروفة بمركزها.. ومع ذلك، لم يغتر بثرائه وقبل بشرطها الذي رفضه غيره..

استفسر عمها يوقظها من أعماق أفكارها: "ها، رافضته لسى؟"

تلعثمت: "بفكر.."

وعلى الفور اتجهت إلى غرفتها بخطى خرقاء متعثرة يقودها الحياء.

=
=
=

كلما بارك له أحد على زواجه وسأل عن رأيه بمن ارتبط اسمه باسمها، لا يجد شيئا غير "الحمد لله" ليقوله. ماذا عساه يقول، لم يرها؟

لا يدري إذا كان بسبب تفاجؤ أمه وأخته من خطبته للمار بالذات، أم بسبب تذكير الناس المستمر له بأسئلتهم تلك أنه لم يرها، أم بسبب ارتباط حياته بلمار بتوقيع ورقة، أم بسبب طبيعة الإنسان التي تتطلع لكل ما مُنع منه.. لكن رغبة ملحة في معرفة ملامحها غمرته.

لكن، وبسبب ما تفوه من كلمات الاستغناء عن رؤية لمار لخاله، فإنه قد ضمن مصيرا لن يسمح له خاله فيه برؤية شعرة منها إلا بعد أن يتراجع كليا عن موقفه الأولي، وليس جلال بمن يستسلم بسهولة!

لديه طرق أخرى لمعرفة كيف تبدو لمار دون الحاجة إلى المطالبة برؤيتها. لا يحتاج إلى سلك طريق خاله أبدا.

لكن.. تبين أن الأمر لم يكن أبدا بتلك السهولة.

سأل أمه، لتفتح معه محضر تحقيق عن سبب عدم رؤيته لها إلى الآن. بالكاد نجح في التحايل من أسئلتها، وقرر ألا يسألها مرة أخرى، فلن تسلم الجرة في كل مرة.

سأل ترانيم، لينبض "عرق النذالة" فيها وتضحك بشماتة، تؤكد له بتسلية: "بيمشي حالكم، لا تخاف..!"

سأل سمية، ولم يستطع سحب كلمة منها هي بعد، فهي كانت مشغولة بامتحاناتها وكالعادة حبست نفسها في غرفتها.

أمله الوحيد، أمله المتبقي.. كان سيف.

سيف الذي كان رده الجاهز: "وش بتعطيني؟"

"عيال ذا الجيل ينخاف منهم..": "اللي تبي."

فكر سيف للحظة قبل أن يقول: "دوم تضحك، وطيبة، وما عمرها رفضت نلعب مع بعض على البلايستيشن في بيت جدي حتى لو ما كان عندها نفس."

حسنا إذا، زوجته تلك ضحوكة وعلى ما يبدو سهلة المعشر. استفسر أكثر، لا يصدق أنه يلجأ لمساعدة سيف من بين الكل!: "طيب شكلها، حلوة ولا..؟"

رد سيف كان فوريا يقاطعه: "حلوة."

رفع جلال حاحبا وسأل: "حلوة قد إيش؟"

أجاب بشيء من الخجل: "قد أبلة سارة اللي كانت تدرسني في التمهيدي.."

ضيق جلال عيونه: "أبلة سارة اللي كنت شوي وتسوي قصايد من كثر ما كنت تشوفها حلوة؟ أبلة سارة اللي كنت تبي تتزوجها..؟"

رد سيف بخفوت منحرج من أفعاله الماضية، ينبهر بكل جميلة ويهتف بثقة أنه سيتزوجها. كان على غرار تصرفاته الحالية تماما.. لكن يبدو أن هناك بقايا بقيت: "إيه.."

قرص جلال أذنه بخفة، يؤنبه بهزل خالطه شيء من الجدية لم يستطع منعها: "ما تستحي تتغزل في حرمة أخوك قدامه يا سيفوه؟"

لديه رأي سيف بها الآن. لكن هذا لم يرض فضوله أبدا، بل زاده!

=
=
=

منذ استقالة عبد الرحمن من العمل لدى أبيه، ظهر تغير مبهم لكن حاكٍ عن مقدار ما تبطن زوجة عمه المرحوم، شيء من الغضب المكتوم الذي تدفعه بابتساماتها الصافية، تجيب بمودة عن أسئلة أختيه عن حال عبد الرحمن بعد أن قرر الاستقلال بشركته الخاصة.

دعت له منال بحسن نية: "وعسى ربي يرزقه ببنت الحلال اللي تصونه."

قد قابل عبد الرحمن اليوم وأخبره بأمر خطبته لابنة أخ صديق له، شابة خارج الحلقات الاجتماعية التي خنقته والدته بها منذ الصغر. طلب عبد الرحمن دعمه هو وأبيه في قراره هذا، والحضور معه إذا تطلب الأمر ذلك.

لم يفت شاهين تجنب عبد الرحمن لذكر أمه وردة فعلها. أنذره: "مصيرها بتعرف.."

ليجيبه عبد الرحمن بتنهيدة عبرت عن مقدار ضيقه: "أدري.."

قد لاحظ مدى التباين بين تربيته وتربية عبد الرحمن، صرامة أمه معه وفرض سيطرتها على كل تفصيل في حياته. بالكاد سمحت له باللعب معهم، تتحجج بضرورة عودته إلى الدراسة وإلى كافة النشاطات والأندية التي سجلته فيها. وربما كان عبد الرحمن ينصاع لها في البداية، لكن منذ أن سافر واستقل في دراسته خارجا، لوحظ التغير فيه، وبحثه الاستقلال بعيدا عن حصار أمه الخانق له، الذي لم يوافق مبادئه وطموحاته.

حتما، ستفتعل مشكلة لمعرفتها بما عزم ابنها عليه. ولا يستبعد شاهين من أي شيء ستفعله.

مسكين عبد الرحمن بظنه أن أمه ستغضب فقط، لا يدري إلى أي حد ستصل لتحقق ما تريده.

=
=
=

راقب طالبان في السنة التطبيقية زمجرة الدكتور عبد العزيز على زملائهم الذين تسرعوا في أحد العمليات وكادوا يتسببون في كارثة لولا ستر الله ثم تدخله. رن هاتفه وهو في خضم تقطيعهم إلى أشلاء بملاحظاته عليهم، لتتهلل أساريره بطريقة عجيبة، ينسحب بهدوء إلى زاوية هادئة، يتكلم بخفوت لم يعهده أحد منه.

همس الأول للثاني: "سبحان مغير الأحوال، وش اللي قلب حال أبو الهول كذا؟"

ليرد عليه الثاني بنفس الهمس: "يقولون إنه تزوج قريب.."

لم يستطع الأول منع نفسه من الهتاف: "عشتوا! أبو الهول يتزوج؟!"

انضم ثالث لهما يهز رأسه بعدم تصديق: "توني مريت من جنبه.. ما عمري ظنيت صوته يقدر يطلع هادي ويقطر حنية كذا! للحظة حسبت إني قاعد أهلوس!"

قال الثاني بذهول: "خليك من صوته، الأخ شاق الحلق! يبتسم! مستوعبين إننا قاعدين نشوفه يبتسم؟! من متى حياتنا صارت فيلم خيال علمي..؟"

وبين تساسرهم لم يلحظوا أن محور حديثهم قد انضم إليهم: "ما تعزموني على مجلس الشورى حقكم؟ أبي أسمع العلوم اللي تحكون فيها وتاركين شغلكم عشانها."

انتفضوا بهلع ليمشوا بخطى راكضة بعيدا عنه، كل إلى عمله.

تمتم عبد العزيز بابتسامة ساخرة: "ناس ما تجي إلا بالعين الحمرا..!"

=
=
=

باركت لها زوجة أبيها ملكتها وردت عليها بهمس، تغمرها حرارة الخجل. أحيانا لا تستطيع التصديق أنها أصبحت في حكم متزوجة، فكيف من حولها؟! لا زالت تذكر كم تطلب الأمر حتى تقنع صديقتها هيفاء أنها لم تكن تمزح.

أشغلت نفسها في إخراج جوالها من حقيبتها، تتدارك خجلها ثم تقول: "لحظة، خليني أوريك الصور اللي أخذتها.."

أعراس ومناسبات مرت دون أن يكون لزوجة أبيها حضور. حتى بدون عدتها، لا تظن لمار أنها ستحضر أحدها قط، حتى عرسها بعيد الموعد الذي دعتها إليه.

سألتها بتردد عندما أرجعت جوالها إليها فور إنتهاءها من تفحص الصور التي التقطتها في الحفلة: "متى بتخلص العدة؟"

لتجيب: "قريب."

هل "قريب" برأيها عنى أيام قلة؟ ثلاثة أيام، إذا قدرتها بشكل صحيح. سألتها تستنطقها، تريد أن تجيب بنعم، فالنفي يعني مصيرا مجهولا: "بس بتتمين هنا صح؟"

وكأنما أحست بمسار أفكارها، سألتها تغير الموضوع وتركتها لمار، لا تريد المخاطرة في تخطي حدودها وانغلاق الأخرى عنها تماما: "وش صار بمشروعك اللي كنتي تشتكين منه؟"

قد صادفت ملكتها موعد تقديم مشروع في كليتها، وكم كانت الموازنة بينهما مرهقة، بالكاد تسمح لها بأخذ قسط من الراحة. حتى وهي تحكي عن مشقة موضوع مشروعها وسهر الليالي من أجل ظهوره بأفضل صورة، كانت تتثاءب تعبا تقاوم النوم، لكن في النهاية محاولاتها باءت في الفشل واستغرقت رغما عنها في سبات عميق، ترتخي مستلقية على الأريكة.

فتحت عيونها لتكتشف أن الساعة قاربت الخامسة مساء، لتذعر وتقفز جالسة، تنظر ما حولها لترى أن زوجة أبيها لم تكن في المجلس معها. أخرجت جوالها ليزداد هلعها لرؤية عدد كبير من المكالمات الفائتة.

"هدي يا لمار، هدي..! اللحين صلي وبعدين شوفيلك حلول وأعذار.."

وحقا، هذا ما فعلت.

كانت تسلم بعد قضاء صلاة العصر التي فاتتها عندما عادت زوجة أبيها إلى المجلس تحمل صينية شاي. نهضت لمار ثم سألت: "ليش ما صحيتيني؟"

أجابتها زوجة أبيها وهي تجلس، تصب كوبا لنفسها ومن ثم آخر لها: "حاولت أصحيك بس شكله نومك ثقيل بزود.. تبين شاي؟"

كانت سترد بـلا معتذرة بأنه يجب عليها الذهاب وحالا عندما رن جوالها ينبض بمكالمة من خالها. ابتلعت ريقها بشيء من الخوف وأجابته تحاول التصرف بأريحية: "هلا بأحلى وأكشخ خال!"

ليرد هو ببرودة صقيعية: "عندك خمس دقايق تنزلين فيها وتشرحين نفسك."

وكانت ردة فعل لمار من رده ذاك أن رمت جوالها في الهواء فزعا، ليقع في حضن زوجة أبيها التي نظرت إليه ثم إليها مستغربة بحاجب مرفوع.

قالت لها لمار أول شيء بدر لذهنها: "كلميه..!"

تمهلت زوجة أبيها لحظات قبل أن تلتقط جوالها، تنطق محدثة خالها بكل رسمية وبرود.

=
=
=

من جهته، بعد رده الذي أعطاه لتحية ابنة أخته المرتبكة، سمع شهقتها الفزعة ومن ثم ردها الذي أثار عجبه. ماذا كانت تعني بـ"كلميه"؟

كان سيقفل الخط لولا سماعه لصوت غريبة يحدثه: "السلام عليكم يا أبو نادر.."

صوت رخيم هادئ النعومة، باذخ الفتنة..

تعوذ من الشيطان، يوقظ نفسه من لحظة الخدر اللحظي التي اعترته ليرد: "وعليكم السلام.."

قالت تلك: "السموحة استقعدت لمار عندي وخليتها تتأخر عليكم."

رد باقتضاب، لا يريد أبدا الإطالة معها: "ما عليه.."

وقبل أن يقفل هو الخط، أقفلته هي.

قالت لمار فور دخولها سيارته بعد انتظار دقائق: "لا تقول لأمي وكادي، بيتكدر خاطرهم.."

رد وهو يشغل محرك السيارة، ينطلق بها: "وإنتي ليه تسوين شي تعرفين إنه بيكدر خاطرهم؟" سألها مستحثا لها بعد أن ظلت ملتزمة الصمت: "وش كنتي تسوين عندها؟"

ردت: "أونسها شوي.." استغرب ردها، لتفسر: "ما عندها أحد يزورها فبعض المرات أمر عليها، وبس.."

تفسيرها هذا أخبره الكثير: "يعني موب أول تروحين لها.."

شهقت لمار تدرك زلتها تلك، ليتنهد لا يحتمل توترها هذا معه: "ما بقول لأحد، بس ثاني مرة تروحين لها قوليلي عشان ما تتروع أمك عليك زي اليوم.."

كم بلغ من القلق أقصاه عندما اتصلت به منال تقول بجزع أن لمار لم تعد إلى البيت بعد، ولم تكن موجودة عند أي أحد من معارفهم أو صديقاتها. فقط استجوابه الحثيث لسائق لمار نور أخرجه بنتيجة، ليتجه على الفور هنا.

هزت لمار رأسها بقبول، تتنفس الصعداء: "بقولك من اللحين ورايح..!"

=
=
=

فرك عبد الرحمن يديه بشيء من التوتر والترقب، يجلس في صالة ملحق سالم ينتظر دخول تلك التي خطبها ويراها الرؤية الشرعية بعد إعطائها لموافقتها عليه مبدئيا.

ظل ينتظر إلى أن دخل سالم وبرفقته شابة بجلابية حمراء وطرحة لم تستطع إخفاء طول شعرها الأسود الذي يصل حد الورك، ومن شدة افتتانه بذلك التفصيل نسي أنه كان يجب عليه النظر إلى وجهها. وعندما فعل والتقت نظراتهما، لقي عبد الرحمن حسناء ذات جمال أثري.. كالذي يُحكى في القصائد والقصص القديمة، ببشرة صافية "حنطية" وعيون نجلاء اتسعت بعدم تصديق، ليُحرم منها عندما التفتت خارجة من الملحق على عجل.

نظر سالم إليه معتذرا ليلحق بابنة أخيه، تاركا عبد الرحمن بين الذهول والضيق لأنها خرجت. سمع صوتهما خارج الملحق، ليرهف سمعه.

-: "مين خاطف يا عمي؟!"

-: "وش قصدك يا بنت؟ خاطف مين؟"

-: "اللي داخل الملحق مين غيره! مستحيل يكون عريس الغفلة.. هذا.. هذا شوي وتقول عليه أمير! قول يا عمي لا يطولنا شر من وراه!"

منع عبد الرحمن نفسه من القهقهة ضحكا! من بين كل ردات الفعل، حقا لم يتوقع هذه!

سمع ضحك سالم بدوره: "ارجعي يا خبلة داخل فشلتيني في الرجال! أنا الغلطان اللي اسمع لك..!"

وحقا، رجعا ليستقيم عبد الرحمن في جلوسه، يوجه لها ابتسامة دافئة لعلها تسهم في إراحتها. لكن جهوده سرعان ما باءت بالفشل عندما استأذن سالم خارجا، متجاهلا لرجاء ابنة أخيه الصامت.

مرت بضع لحظات بصمت بينهما بعد خروج سالم، ليبدأ عبد الرحمن يقول: "اعذريني ما أعرف اسمك.." لطالما وصفها سالم بابنة أخيه، ولم يسمعه يناديها بشيء آخر. ربما كان ليتجنب هذا الموقف لو أن اسمها افلت من سالم ولو مرة.

رد عليه بخفوت: "شادية، اسمي شادية.."

اتسعت ابتسامته: "عاشت الأسامي، أظنك تعرفين اسمي وأخبار عني. مو أنا غاثك بطلبات في الروحة والجية؟"

بدت شادية أكثر راحة بعد كلامه ذاك، بل إنها حتى ابتسمت: "عادي.."

شيئا فشيئا، بدأت ترتاح أكثر وتتجاوب معه في أسئلته السطحية. على الأقل لم تبدو على وشك الانهيار ذعرا الآن.

عندها قال والجدية تكسو صوته: "أنا جايك يا شادية داري بشرطك وموافق عليه، بس أنا عندي ظروف أبي أشرحها لك عشان نكون على بينة."

شرح لها عن معيشته وعمله وما يتطلبه من حضور، وفكرته بأن يقتسم وقته ما بين شقته في الرياض وهذا البيت إلى أن يستقر وضع شركته ويمكنه إدارتها عن بعد. شرح لها عن أمه وعدم درايتها بزواجه هذا، وأسبابه في عدم إخبارها وهو قد أخبر عمه وابنه به.

في النهاية قال وهو يرى الحيرة مرتسمة على ملامحها: "ما حبيت أغشك، ولك الخيار تقبلي أو ترفضي."

كلماته تلك جعلتها تنظر إليه، تحدق به للحظات ظنها دهرا من شدة ترقبه لما بدا عزمها على قوله، قبل أن تقول بثبات سحره: "زي ما رضيت بشرطي برضى بظروفك. بس أبي منك وعد إنك ما تطول في غيباتك، وإنك تعطي أمك خبر فيوم."

لم يتردد والراحة بردها تغمره: "إذا الله قدر لي، أوعدك بالوفا.."

أتى عندها طرق سالم مقاطعا، لتنهض واقفة وينهض هو مثلها، شعور غريب بالاستياء لانتهاء وقتها معه ينتابه. نادى باسمها يستوقفها قبل أن تخرج تماما، بنبرة ذات معنى: "تسلمين، عيونك الأحلى.."

اتسعت عيونها بصدمة وهلع، تعرف الآن أنه قد سمع محادثتها مع عمها.

سأله سالم مبتسما لأنه لاحظ تتبع عبد الرحمن بالنظر إلى شادية حتى خرجت: "العلوم..؟"

ليسأله عبد الرحمن: "متى أقرب فرصة مرتاحين نسوي العرس فيها؟"

انتهى البارت..~




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 12-01-18 الساعة 01:31 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-18, 10:28 PM   #30

ميرلافا

? العضوٌ??? » 361436
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 170
?  نُقآطِيْ » ميرلافا has a reputation beyond reputeميرلافا has a reputation beyond reputeميرلافا has a reputation beyond reputeميرلافا has a reputation beyond reputeميرلافا has a reputation beyond reputeميرلافا has a reputation beyond reputeميرلافا has a reputation beyond reputeميرلافا has a reputation beyond reputeميرلافا has a reputation beyond reputeميرلافا has a reputation beyond reputeميرلافا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامارا مشاهدة المشاركة
الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ما زلت في غمار الكتابة وأتحدى نفسي بها، فبينما كانت "عكس الرحيل" تحديا في جعل نفسي أكتب، كانت "مشكلتي مع كلمة" تحديا في الكتابة عن شخصيات أكثر.
وفي هذه الرواية، أتحدى نفسي في كتابة رواية بشخصيات متعددة وأطول من الذي اعتاده قلمي.

ظروفي للأسف مو زي السابق لما كنت أنشر الروايتين اللي قبل، مشاغلي كثرت ووقت إجازتي بعيد حده. ومطولة على شبكة مو مضمونة. فموعدنا بيصير أربع مرات في الأسبوع بدل كل يوم. أنا عازمة إن شاء الله أكمل معكم المشوار، بس اتمنى تلتمسوا لي العذر إذا تأخرت فيوم : )

أتمنى أن تجدوا بين جنبات بيتي الجديد مكانا مريحا..

*لا تلهكم الرواية عن الصلاة..*

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله تبارك الله المبدعة لافيورا من جديد سعدت جدا جدا لوجود الجديد لها..اعجبتني جدا عكس الرحيل جدا جدا حتى اكثر من مشكلتي مع كلمة..الجميل انها رواية قصيرةوهادئةوجدا رائئعة ومشكلتي مع كلمة اروع بكونها مختلفةفي الطرح وبها نفس هدوء وجمال عكس الرحيل لكن اعجبتني اكثر عكس الرحيل ..

اسال الله الله لك التوفيق وان نراك متالقة بين صفوف كاتباتنا الرائعات والمتميزات وادك توفيقا على توفيق ..وجزاك خيرا

جزاك الله خيرا لامارا على النقل وبارك لك في وقتك وجهدك وجعها في ميزان حسناتك..

ان شاء الله لي عودةلقراءة ما سبق واكون من المتابعات

تحياتي..


ميرلافا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:48 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.