آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          9-وعود ابليس - فيوليت وينسبير "ق"* (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          نقطة، و سطر قديم!! (1) *مميزه و مكتملة*.. سلسلة حكايات في سطور (الكاتـب : eman nassar - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          رواية العودة المتأخرة _روايات غادة (الكاتـب : الأسيرة بأفكارها - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          ذكريات سجينة (69) للكاتبة: أبي غرين (الجزء الثاني من سلسلة الشقيقان) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          خائف من الحب (161) للكاتبة : Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ذكرى ضاعت منه(132)للكاتبة:Dani Collins (الجزء الثاني من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي من الشخصيات أحببتم الترابط و التفاهم بينهم؟! و استطعت إيصال مشاعرهما لكم!
يوسف و مرح 146 54.89%
مصطفى و جميلة 130 48.87%
معاذ و ورد 22 8.27%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 266. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree168Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-01-18, 08:18 PM   #201

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي


بإنتظارك عزيزتى 💞😘

bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-18, 08:29 PM   #202

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bobosty2005 مشاهدة المشاركة
بإنتظارك عزيزتى 💞😘
❤❤😍😍😍😍😍😍😍😍❤😍😍😍😍😍😍


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-18, 08:30 PM   #203

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة khawla s مشاهدة المشاركة
تسجيل حضور ياقمر
❤❤❤❤❤❤❤😍😍😍😍 مرحبا حبيبتي ❤


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-18, 09:27 PM   #204

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس عشر :

قراءة ممتعة 💋


*************

- "..... أنت لا تراني أهلا لأحملك أولادك؟؟!" نظراته المضطربة أعلمتها بالإجابة....قبل حتى أن تسمع كلماته...

سكت..... ينظر إليها بقلة حيلة..... هو بين نارين، نار أن يكذب والدته، التي حورت كلامه ليبدو بهذه الطريقة البشعة، و نار حمراء متمثلة في هيئة حبيبته.
- " نعم جميلة.... ما سمعته صحيح" قال أخيراً لتتنفس الصعداء، و كأن إحساسها السابق أن صخرتها قد اهتزت تحت أقدامها قد أُكِّدَ صحته.... كانت تعلم أن كلمات حماتها المبطنة طوال الأيام الماضية لم تكن من فراغ و بهدوء تحركت من أمامه باتجاه غرفتها..... كانت عيونه تتبعها.... تذكر طريقة نزولها من السلالم في وقت سابق، كانت تنزل بثقة استمدتها من ثقتها في حبه لها....لكن الآن بعد أن كسرها، تمشي متهدلة الكتفين، و خطواتها متثاقلة.
- " ما كان يجب أن تحدثيها بهذه الطريقة أمي "
إلتفت إلى والدته، التي مازالت نظرة الإنتصار تحتل مقلتيها
- " ألم ترى كيف قللت من احترامي...." قالت بغضب.... ليجيبها بانفعال
- " أمي.... لا تعتقدي أنني لا أفهم حركاتك معها.... منذ ظهور كاميليا و انت تقارنين بينهما، و دائما تحاولين جعلها لا تنسَ ظروف زواجنا، و تتناسين أنك من سعى إليه منذ البداية .... ثم الصورة التي أرسلت إلي.... لا تحاولي أن تستخفي بذكائي أمي.... و إن كان رجوع كاميليا مرتبط بتصرفاتك.... أقسم أن آخذ زوجتي و نرحل من هنا "
- " ما هذا الكلام مصطفى....أنت تعرف جيدا ان ابنة خالتك تحبك.... " اضطربت كلماتها وهي تنظر لعيونه السوداء الغاضبة..... التي تحولت فجأة لتوقٍ وهو يهمس
- " و أنا رجل لامرأة وحيدة....." زفر بقوة...." و تلك المرأة هي جميلة " أكمل بتأكيد ليتركها مغادرا لتلك الغاضبة فوق.
- " أنت مسحور بجمالها و لا تعرف مصلحتك.... فلست من يواجه كلام الناس كل يوم " قالت و يدها تعتصر الكوب بغضب.... وعيونها الحاقدة على ابنها الضخم، يسرع لإرضاء طفلة.... للآن لا تعرف كيف أثرت به.....شهور و هي تكتم الغل الذي بدأ ينمو شيئاً فشيئا باتجاهها....و هي تتباهى بالحق الذي سُلِب منها هي.... بكل حقارة.... كانت تتلمسه بحرية أمامها.... دون أن تدري أن بتصرفاتها الطفولية الغبية...كانت تُغذي غضبًا....حاولت فاطمة لجمه بصعوبة.... لينفجر و كاميليا تُذكرها بوعدٍ قطعته مع أختها سابقاً....
كاميليا لن تملك السحر الكافي للإستحواذ على ابنها....كما تملكه هذه الصغيرة.
بعدما تأكدت أن ابنها قد كسر لعنته....و هي تلمحه لا يستطيع إبعاد يديه عنها كلما توارتْ عن الأنظار .... ستساعده على بناء حياته.... كما تتمنى له.... لكن أولاً يجب أن تُخلصه منها.... قستْ عيونها التي مازالت تنظر حيث اختفى ابنها.... ليراضيها.

*************

-"جميلة.... إفتحي الباب لنتحدث " سمعت صوته خلف الباب
- " إستنفذت فرصتك مصطفى.... إذهب بعيدا، لا أريد رؤيتك... " قالت و صوتها مبحوح من كثرة البكاء
- " أنا لا أطلب منك جميلة.....بل أؤمرك " قال بغضب.... " إفتحي الباب اللعين " لكنها لم تستجب له....و زاد صوت شهقاتها من غضبه أكثر
- " حبيبتي.... أرجوكِ إفتحي الباب.... لا أريد أن تبكي بعيدا عن صدري...."
كادت تلين لكلماته الرقيقة التي كانت من النادر أن يتفوه بها.... لكنها تذكرت كلامه لوالدته....لتتراجع و تندس أكثر في فراشها....

كره اللحظة التي دخل بها الى المنزل يتبعها.... لو كان ذهب بعيدا ما كان سمع حوارهما....
لعن بصوت مرتفع و هو يركل الباب بقوة عدة مرات... ليغادر خارجا.... فإن بقي ثانيةً واحدة..... غضبه سيحرق الأخضر و اليابس في هذا المنزل، و غالباً ضحيته ستكون حمراؤه.

سمعت لعناته و ضربه للباب.....ليعم السكون، يبدو أنه قد استسلم و ذهب.....الأمر الذي جعلها تحس بالإحباط.... و تأنيب ضمير
- " غبية أنت جميلة....لماذا تركتيه يذهب دون أن تتحدثا...فربما هناك امور لا تعرفها أمه، و أنت زوجته....يجب أن تراعي مرضه....ربما ما قاله نتيجة ضغط والدته فقط....غبية، غبية" كانت تضرب رأسها و تندس أكثر في الفراش تخفي شهقاتها....و تعانق البطاقة التي أهداها في عيد ميلادها، " سأكون بخير.... لأجلنا" همست ثم انغلقت جفونها من التعب.


استيقظت متأخرة عن موعد دوامها، استحمت بسرعة لتنزل متجهةً مباشرة الى باب الخروج، تعرف أن مصطفى موجود، فهو دائما يأتي لتناول وجبة الإفطار في المنزل قبل ذهابه الى العمل...... كانت تهم بفتح الباب عندما أوقفتها ضحكات صاخبة لأنثى..... بخطوات غاضبة اتجهت للمطبخ.
كانت الخالة فاطمة تجلس على مائدة الإفطار مع كاميليا، تتحدثان بصخب....كانت مثالا للأناقة و الجمال و كأنها خرجت للتو من مجلة للموضة..... اصابها الإكتئاب و هي تقارن ملابسها الفضفاضة و بدون شكل مع ملابس كاميليا المبهجة....كانت ترتدي فستانا قصيرا من اللون الأصفر مزين بورود من عدة ألوان.....
- " صباح الخير " قالت بهمس، ليعم السكون..... أحست بغصة في قلبها، وهي تحس كالدخيلة عليهم.... كانت تحاول ألا تنظر باتجاه فاطمة....فإلى الآن لا تعرف كيف تتعامل معها.....ربما يجب أن تترك البيت و تذهب للعيش مع زوجها.... تذكرت مصطفى، لتلتفت تبحث عنه، كان منشغلا بتحضير القهوة......
- " تفضلي جميلة...." قالت كاميليا بثقة....ما عزز شعور جميلة أنها فعلاً مجرد دخيلة تثير الشفقة.... صوت كاميليا أخرجها من الرثاء على ذاتها وهي تستطرد " التقيت مصطفى قرب المنزل و دعاني لفنجان قهوة....يمكنكِ الإنظمام إلينا... صحيح خالتي؟" التفتت تنظر لفاطمة التي قالت
- " لا أظن ذلك ممكنا....فقدت تأخرت عن دوامها" كانت تنظر للمرأة التي اعتبرتها يوماً كأم لها.....و صورتها تنمحي من ضبابية عيونها بفعل الدموع.
- " القهوة سيداتي.... نعتذر أنا و زوجتي لدينا موعد.... " أحست به يحضنها....و يحاول اخراجها من المطبخ
- " إلى أين مصطفى؟ " قال والدته بعدائية
- " وعدت جميلة البارحة أن أشتري لها هاتفا...." نظرت اليه بصدمة.... " أليس كذلك حبيبتي " قالها و هو ينظر اليها.... حركت رأسها موافقة....و هي مازالت مصدومة من أنه عبر عن حبه لها أمام الآخرين....و هو الشغوف فقط خلف الأبواب المغلقة....أما أمام الآخرين فيكون كلوح ثلجي....لا يعرف سوى الغضب و إلقاء الأوامر.
- " لنذهب جميلتي..." و قادها خارجاً..... وهي تتشبث به كغريق بقطعة خشبية...


- " ألن تذهب الى عملك؟" سألته وهما ينطلقان الى وسط المدينة
- " اليوم خاص بنا....فقط أنا و أنت " قبل كفها.... ليستطرد " آسف على البارحة.....لم أستطع أن اقف في وجه والدتي....هي عاشت أياما عصيبة بسببي و لا أريد أن أحسسها بالنبذ عندما وجدتكِ....يجب أن تقدري شعورها... "
- " حاضر....من أجلك فقط سأحاول تجنبها " ابتسمت تطمئنه، أرسلت عيونها بعيدا.....و فكرها شارد في سبب تغير حماتها، منذ حضور كاميليا و هي مختلفة....
- " وصلنا " قال مصطفى.... ثم نزلا أمام محل كبير للاوازم الإلكترونية.

في طريقهما نحو احدى القرى السياحية الموجودة خارج المدينة..... كانت تنظر للهاتف الذكي الذي اختارته .... و تحتضنه و كأنها حصلت على كنز...
- " إنه جميل.... شكراً حبيبي " ضغظت على الكلمة الأخيرة، لينظر إليها ثم ابتسم....آسرتها ابتسامته... و كأنه استعاد روحه بعد أن فقدها....رفعت الهاتف لتبدأ بأخذ صور متتالية له... تريد أن تحتفظ بابتسامته و نظراته اتجاهه... و كأنها تخلد الذكرى.

- " يشبهك كثيرا.... خصوصا في اللون الأحمر....جميل و جريئ" ضحكت، ليلتفت لها، كانت عيونها تلمع بسعادة..... وهي تنظر لصورته في الهاتف بسرور....
- " أنت لم تشكريني بعد..." قال بتذمر، نظرت إليه باستغراب
- " بلى.... لقد شكرتك للتو"
- " أعني الشكر الآخر.... " أرجعت الهاتف الى مكانه.....لتنزع حزام الآمان
- " أيتها المجنونة.....ماذا تفعلين؟" قال بتسلية
- " أنت من طلب أن أشكر..... بطريقة أخرى" اقتربت منه، لتقبل جانب أذنه، و تنزل بقبلاتها الى أن وصلت لجانب فمه
- " جميلة.... ستتسببين بمقتلنا..." قال بصوت مضطرب..... لكنها لم تهتم و هي تضغط على جانب فمه.... بقبلة مستفزة، ضغط على الفرامل بقوة....... ليوقف السيارة... لتبتعد مشاكسة لكنه أمسك بها
- " إلى أين؟! " همس وهو يعيدها لحضنه.....و يرجع المقعد الى الوراء.... و ضحكاتها تتردد في السيارة....


*********************

كانت تجلس في المقعد الخلفي تحتضن ابنته، و كل مرة يرسل نظراته نحوها.....مازالت على برودها....كانت غاضبة لأنه اتصل بخالها يستشيره أن يتزوجها، أخبرته أنها لا تحتاج لللإذن، لكنه لا يريد أن يشعرها يوما أنها دون قيمة.... و أنه تزوجها دون إذن عائلتها.

أحست بأن شخصا ما يحدق بها، لترفع عيونها باتجاهه....لتلتقي بعيونه في المرآة..... هو الآن زوجها.... و أب ابنتها، يجب عليها أن تتعلم الثقة به....فهو الوحيد الذي لم يتخلى عنها ابداً..... لكنها غاضبة منه أنه ادخل خالها في حياتهم، وهي التي كانت تنوي أن تنسى الشق الثاني من اسمها و تكرس حياتها لفرح.....
مرور السيارة على مطب، جعل فرح تستيقظ من نومها أخرجها من أفكارها
- " إنتبه يوسف.... لقد أزعجت نومها" قالت بتذمر و هي تحاول أن تهدئها.
- " آسف..... لم أكن أقصد" قال بصدق
- " كيف لا تقصد..... و أنت مسرع جداً " ردت بغضب و هي تبحث عن رضاعة فرح
سكت قليلا ليستطرد بمزاح
- " إذن.....هل نعتبر هذا أول شجار بين زوجين " نظرت إليه ببرود....
- " ماذا.....إنها نكتة ظريفة" قال ببراءة
- " سخيف" تمتمت

أوقف السيارة أمام بيت متوسط الحجم، قبل عام من الآن كانت ستنبهر به، لكن الأماكن الآن متشابهة لها..... و المصحة هي المكان الوحيد الذي أشعرها بالهدوء و الأمان.....نظرت إلى الطفلة بين ذراعيها، اللآن هي مصدر أمانها، أينما يكونا معا.... سيشعرها أنها بخير، و أنها على قيد الحياة.....تقدم يوسف ليفتح الباب
- " تفضلا... " دخلت، كان فسيحا جدا، مطبخ مفتوح على اليمين، و صالة المجهزة بالطريقة المغربية على اليسار باللون الأزرق..... و باب زجاجي يحتل كل الحائط، تظهر حديقة خلابة و بركة سباحة من خلاله...... ذكرتها بحديقة المصحة و البحيرة الموجودة بها.....

- " أين غرفتي؟" سألت يوسف الذي كان يثرثر عن البيت
- " من هنا...." قادها نحو باب مجاور للصالة، فتح الباب على غرفة باللون الأبيض، تطل على الحديقة.....اشعرتها بالسكون..... ثم أشار لباب لم تلحظ وجوده
- " و هذه غرفة مرح... "
- " ما....ماذا تقصد" التفتت إليه باستغراب و هي تحتضن أكثر فرح " فرح ستمكث معي في نفس الغرفة".
- "مرح.... إهدئي" اقترب منها يهدؤها
- " لا تطلب مني أن أهدأ..... أنا لن أسمح لك بإبعادها عني.....أريدها بجانبي طوال الوقت.....ماذا إن استيقظت في الليل و لم تجدني معها....مؤكد ستخاف و ترتعب... أنت لا تعرف الإحساس بالظلام من حولك....."
- " مرح....لا تخافي لن أبعدها عنك.....هي طفلتك أنت، هل يعقل أن أبعد رضيعة عن والدتها؟" سألها بهدوء و هو يمسك بكتفيها بلطف....إحتضنهما، و هو يتمتم فوق رأسها
- " إهدئي.... ما دمت معك لا تخافي من شئ.... حسناً "
رفعت رأسها تنظر إليه
- " لا تبعدها عني.....سأموت " همست
- " أعدك بحياة ابنتي.....لن أبعدها أبدا عنك" اجابها....و عيونه تؤكد وعوده.... لتهز رأسها موافقة.... وهو يقودها باتجاه السرير، لتضع عليه الطفلة النائمة.

- " تعالي لتنظري للغرفة....التي كانت ستكون غرفتها" دفعها باتجاه الباب.
كانت باللون الوردي....تحتوي على كل ما ستحلم به يوما طفلة صغيرة... دمى من كل الأشكال و لكل الأميرات... دببة بجميع الأحجام و التي يغلب عليها اللون الوردي و الأبيض.....لفت انتباهها سيارة سوداء موضوعة.... سوادها يناقض طفولية الغرفة.... رفعتها تنظر اليها، ليقترب منها هامساً
- " أعلم أنها ليست لعبة خاصة للبنات....لكنني لم أستطع مقاومة شراءها" ابتسمت له.... ليقف ساكنا ينظر للإبتسامة التي أضاءت وجهها، تمنى أن يتوقف الزمن على هذه الصورة.... احمر وجهها و هي تبتعد عنه، حيث المهد الصغير.... مرر يده على شعره عدة مرات و هو يزفر بقوة...."مالذي حدث للتو؟" تساءل، و كأن تيار كهربائي مسه بمجرد أن لمح ابتسامتها.
اطلقت فرح صرخة.... لتسرع اليها و يتبعها بهدوء....
- " ماذا هناك حبيبتي.... أنا هنا....ماما هنا" كانت تحدثها بعفوية وهي تحاول اكتشاف سبب بكاءها..... لتضحك بصوت رنان جعل يوسف يفقد ما تبقى من عقله
- " لم تمر ساعة منذ غيرت حفاظك...." حملتها لتلتف له، عيونها تدل على أنها تستمتع بالأمومة.
- " من فضلك أين الحمام؟" كانت رائحة ابنته كريهة، رغم ذلك كانت تحتضنها كشئ ثمين..... تتعامل معها و كأنها قد جربت الأمومة من قبل.
- " أنت بارعةٌ جدا... هل سبق و جربت الأمو....." ليستطرد بتوتر " أن اعنيت بأطفال من قبل؟"....
طال الصمت.... حتى اعتقد أنها لن ترد
"- لا.... شعور الأمومة الوحيد الذي جربته، اقتلع قبل أن يكتمل... . و نعم كنت الأخت الكبرى لثلاث شقيقات.... " همست بحزن
- " أنا آسف...." قال و هو يلعن نفسه.... لأنه ذكرها بمرحلة يتمنى لو يستطيع محيها من ذاكرتها
- " مما أنت آسف بالضبط دكتور؟..... من قدر الله الذي لن يستطيع أن يتفاداه أي مخلوق.... أم من كوني صغيرة لا تتعدى خمس سنوات.... تحمل طفلة بعمر العامين على ظهرها.... و رجليها يكادان يلمسان الأرض....أو ربما من نوبات الضرب و العقاب التي أتلقاها كلما أسقطتها.... لأنها كانت ثقيلة جدا....على جسد طفلة هزيلة جدا" لتضحك " كانت تجعلني أميل كلما حملتها....كانت سمينة جداً "
- " أتخيل أنها كانت كاليقطينة" ابتسم بتوثر
- " نعم.... كانت كذلك" خرجت و هو يتبعها..... كان لا يمل من النظر للتفاصيل الدقيقة فيما تفعله..... طريقة اطعامها الحليب، و تنظيفها، و كيف تربت على ظهرها الى أن تتجشأ.... و سعادتها القصوى بذلك، كانت تشجعها و كأنها حققت انجازا عظيما.... وكأن فرح تفهم ما تقوله أصلا.... و لا يكف على مقارنتها بزينب..... يحمد الله الذي وضعها في طريقه.... فكل منهما يحتاج الآخر.... استلقت بجانبها، وهي تقرأ القرآن بصوت خافت....إلا أن نامتا....و كأنهما على وفاق....


***********

بعد أسبوع.... مرت سنة على الحادثة.

منذ الصباح وهي جالسة في سيارة خليلها الجديد....تنتظر خروجه من المنزل، الحقير... تزوج.....تزوج اخرى ولم يلتفت لها مرة اخرى ...اخرى لا تفوقها باي شئ، ذات ماض و حاضر مبهم.... رأته يخرج، و ابتسامة راحة على وجهه....كانت تنوي ان تخرج و تفاجأه... لكنها فضلت ان تلتقي بغريمتها وجها لوجه... و لن تكون سامية إن لم تجعلها تدفع الثمن.
عرفت أن زوجته ماتت و منذ اسبوع و هي تراقبه.... لتكتشف أنه تزوج، بالمريضة التي التقتها سابقاً.....
انتظرت قليلا، حتى غاب بسيارته....لتنزل متجهة للمنزل الذي لطالما تمنت أن تمتلك مثله....
كانت تضعط بعصبية على جرس الباب.... تنتظر أن تفتح لها.
بعد خروج يوسف....اتجهت الى المطبخ لتجمع الفوضى التي خلفها.... فقد اعتادت ان تستيقظ باكرا و تعد له الفطور..... اتجهت الى الثلاجة التي غادةً ما يكتب ملاحظات لها...." سأعود بعد نصف ساعة" قرأتها بصوت خافت...ابتسمت بحزن.... تعلم أنه لن يتركها في مثل هذا اليوم.... اليوم الذي انقلبت به حياتها.... ذكرى اغتصابها.

اتجهت تشغل نفسها قبل استيقاظ فرح فبالكاد جعلتها تنام .....
-" يووووووسف... " قالت بسخط و هي تتجه الى الباب، فالبارحة سهرت مع فرح، و المغص يجعلها تنام لدقائق فقط لتسيقظ مفزوعة.... و تواصل البكاء.... كانت قد نامت عندما انطلق جرس الباب، فتحته و هي تنوي أن تصرخ في وجهه....لكنها سكتت تنظر للمرأة الشقراء، التي يبدو عليها التوتر، لتستجمع نفسها، و يكتسي الغضب ملامحها الجميلة، ابعدت يدها عن الجرس و استقامت
-" مرحبا ثانية... " نظرت إليها مرح بتساؤل
-"أنا سامية.... التي سرقتِ منها حبيبها" قالت بدفاعية، حاولت مرح اغلاق الباب في وجهها فهي في غنى عن تعقيدات حياة يوسف السابقة.... لكن سامية حالت دون ذلك وهي تُكمل بحقد
-" إذن لم أخطئ عندما وصفتكِ بالعاهرة.....فكما يبدو أنك تقدمين له أكثر مما وجده معي" أسكتتها مرح بصفعة قوية، وهي تحاول ألا تتغلل كلماتها إلى عقلها
-" أصمتي....لا أريد سماع صوتك العفن..." صرخت مرح بقوة
-" لن أسكت، لا تعتقدي أنني لا أعرف أنك مجرد عاهرة صغيرة، قدمها زوجها قرباناً لزملائه....." اضطربت نظرات مرح، لتبتسم سامية بانتصار و هي تهمس قريبا منها " كيف كان شعورك و أنت تنتهكين ليس من شخص واحد بل من خمسة أشخاص.." وضعت يديها على أذنيها تصرخ بهستيرية
-" اسكتييي....أسكتيييي...ِأتوسل أليك أسكتيييي" لكن سامية لم تتوقف
-" هل أخبروكِ كم كنت مقرفة.....و كم تستحقين ما حدث لك..... هل همسوا لك إلى أي درجة كانوا يستمتعون بأنينك و أنت تستغيثين... تستغيثين بزوجك أن ينقذكِ.... "
-" يا رب.....يا رب " كانت تعيدها، عيونها مغلقةو جسدها يهتز بشدة....ما جعل سامية ترتعب و تفر هاربةً، كانت تحاول تذكر نصيحة منى لها " عندما تهاجمك الذكريات....فكري بأجمل شئ في حياتك"
-" فرح" همست....كانت تحاول تذكر صورة فرح، و تعتصر عقلها، لكن ذاكرتها أبت أن تستحضرها.... لم تعرف متى غادرت سامية....ولا كيف وصلت إلى غرفتها.
نظرت إليها....كانت تبكي... أرادت حملها لكنها لم تستطع، ستلوثها و تجعلها عفنة مثلها.
لتتجه لأقصى زاوية....و تتكوم و صوت فرح يجعل الذكريات تذهب بعيدا عن عقلها.

عاد إلى البيت....بعد أن أحضر الدواء لابنته....طوال الأسبوع كان يحس بمعنى البيت، كان الدفئ ينبعث من كل جنباته.... و كأن الحياة دبت فجأة في الحيطان، عندما يدخل و يسمع القرآن يحس بالإسترخاء و براحة يجعله يكره الساعات التي يقضيها خارجا، ضحكات مرح مع ابنته.... و بكاء فرح. كلها أشياء تجعله يدرك إلى أي درجة كانت حياته فارغة و تافهة.
توجس و هو يلمح الباب مفتوحا....أسرع يدخل، كان الصمت يسود غرفة الجلوس ..... وغياب بكاء ابنته و صوت مرح....جعله يرتعب.
اتجه نحو الغرفة المغلقة..... ليجد ابنته تبكي....حتى كادت تختنق بدموعها..... و مرح منزوة في أقصى الزاوية، وجهها شاحب....اقترب منها، كانت أسنانها تصطك من اهتزاز جسدها....
- " مرح.....هل أنت بخير" رفعت نظرات خوف إليه.... لتحرك رأسها يمينا و يسارا....لف ذراعيه حولها وحملها عن الأرض..... ليجلس مستندا على الحائط و هي في حضنه...
- " أنا عاهرة....أنا متسخة...." كانت تهمس و هي تندس في حضنه أكثر " لا يجب أن أقترب منها...."
- " إهدئي.... مرح، أنا هنا" لكنها تحركت بعنف، تبعده عنها
- " لم تكن هنا عندما هاجمتني...أخبرتني أنني مدنسة.... لم تكن هنا عندما هاجموني.....عندما دنسوني.....أنا مدنسة"
أمسك بيديها يمنع خدشها لجلد كفيها و وجهها... " أنا مدنسة" تعيدها و تكررها.... ضغط بقوة عليها ضد جسده.....
-" إهدئي...أنا هنا الآن.." همس لتستكين، وهي تسمع دقات قلبه الصاخبة..... حررها قليلا.... رفعت وجهها نحوه
- " هل أنا كذلك يوسف؟" همست.....كان ينظر لملامحها الجميلة، والتي زادها الحزن فتنة....دموعها الحبيسة تجعل عيونها وكأنها بحر ينذر بعاصفة....رموشها الطويلة مبللة.... و شفاهها ترتعش....لم يعرف إلا طريقة وحيدة ليظهر لها إلى أي درجة هي رائعة سوى.... أن ينزل شفتيه و يلتقف شفتيها بقبلة... و قبل ذلك همس امام شفتيها
-انت لست كما قالت....انت اجمل و أنقى امرأة رأتها عيناي"...رمشت تبعد الدموع عن عيونها.... التي اسرته باتساعها.....
لم يحسب الحساب لأي شئ، و انزل شفتيه يلتهم رحيق شفتيها، ببطئ و بكل استمتاع....شعور و كأنه يقبل لأول مرة في حياته.... و كأنه لأول مرة في حضرة أنثى، كان خائفا و جسده يرتعش.... كانت تبادله القبلة بتخبط، وكأنه يقتحم عذرية شفتيها.... عمق قبلته لتصبح عنيفة و هو يحس بالتخبط امام المشاعر الهادرة التي يحس بها....تضخم قلبه و لم ينتبه أن مرح توقفت عن مسايرة قبلته.... كانت كجثة هامدة بين ذراعيه....كانت فاقدة للوعي.

*************
يليه الفصل السابع عشر ❤


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-18, 09:35 PM   #205

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع عشر :


قراءة ممتعة 💋

****************

دخل البيت في الصباح الباكر، منذ اسبوع وهو ينام في المشفى، واليوم بعد مناوبة ليلية مشحونة، لم يعد يرضى بساعات غفوة قليلة، يريد أن ينام مرتاحا، و لساعات طويلة بدون مقاطعة....رغم أن تلك المدللة لن تتركه ينام بسلام...

الساعة السابعة و ورد لم تكن نائمة في أريكتها، و ضوء الحمام غير مضاء... ابتسم لما تذكر ما تفعله به كل صباح، اذ أنها تعرف ميعاد عمله، فتسبقه اليه، نكاية به..... و تظل لأكثر من ساعة بداخله..... منذ زواجه و هو يحس أنه يعيش في شقة غير شقته.....اي مكان يلتفت اليه يجد حاجياتها الأنثوية....على غير العادة لم تكن قطع من ملابسها تتجول في البيت. ربما ذهبت باكرا الى الجامعة، التي تفور دماؤه كلما تذكر أنها قريبة من ذاك الغر الذي حاول خطبتها.... لا يهم، سيتحمل فهي لن تتقبل مجرد سؤال عنه فما بالك بما يوحي أنه لا يثق بها.
دخل الغرفة لينصدم بمشهد، جعل فكه يتدلى ، كانت نائمة في فراشه....الغطاء انكشف لتظهر الغلالة السوداء التي تلبسها..... أنيقة حتى في نومها، هذا ما فكر به و هو يقترب منها..... ابتسم بمكر وهو يتخلص من ربطة عنقه....و يتجه ليحصل على حمام منعش....
مستحضراتها تحتل جميع الرفوف، بحث عن غسوله بينها لكنه لم يجده..... أغلق عيونه يتذكر المشهد الذي ينتظره في الغرفة....ليزفر بقوة يبعد نفاذ صبره.... ارسل نظراته حول المغسل فربما وضعته في مكان ما بقربه....لكنه تفاجأ و هو يلمحه في سلة المهملات، رفعه ليعيده لمكانه.....و هو يمني نفسه بانتقام لذيذ لكل ما تفعله به....
ارتدى سرواله المريح.... ليندس بجانبها، كانت تنام على جهته من السرير، نام على جانبه و يده مطوية تحت رأسه....و اليد الأخرى يمررها على طول شعرها مرورا بكتفها.
أيام طويلة منذ أحس بطعم الجنة بين ذراعيها..... منذ ذلك اليوم وهي تُعامله ببرود يليق بما فعله بها تلك الليلة.... و زاد الطين بلة....والديها اللذين حاولا محادثتها و الإعتذار منها.... لكنها لم تسامح....ولن يُجبرها على ذلك.... هي الآن زوجته و واجبه أن يقف بجانبها....ولو ضد عائلته....

لم يستطع أن يقاوم أكثر، اقترب يقبل جبينها، لينزل ببطئ الى عيونها....التي رفرفت تنفتح، نظرت اليه بدون وعي.....و دون ان يترك لها فرصة اسيعاب ما يحصل، إنقض على شفتيها، ينهل من الرحيق الذي اشتاق له كثيراً..... كان يقبلها بكل شوق، استكانت قليلا.....لتتأكد أن الأمر ليس إحدى أحلامها.....التي تجعلها تستيقظ في الليل معتقدة انها فعلا تقبل زوجها.....مررت يديها عليه، تتأكد أنه بالفعل يقبلها..... لتبدأ هجومها، و تحاول ابعاده عنها... كبل يديها تحته، و هو مازال يوزع قبلاته على طول وجهها.... يعرف أنها ربما تشمئز من لمسته....لكنه لا يستطيع الابتعاد، يريدها كما لم يرد امرأةً من قبل، حياته كانت محصورة بين دراسته و عمله، و الآن ورد حٌشرت في حياته حشراً حتى أصبحت تسيطر على كيانه، يفكر بها طوال الوقت.... كيف لضعفها أن يكون مكمن قوتها....
- " إهدئي...." همس بجانب اذنها..... " أريد فقط أن أقبلكِ..... لأنك نمتي في فراشي" استكانت، تنظر إليه بصدمة
- " هل أنت جديٌ...." ابتسم وهو يدغدغها....لتنطلق ضحكاتها، و يتلقفها بشفتيه هامسا
- " كل الجدية....." و قرن قوله بالفعل، لكنه لم يقتصر على قبلة..... بل تعداها إلى أكثر من ذلك.


******************

كان ينظر إليها باستمتاع تجري في كل اتجاه تبحث عن لوازمها....
- " أنت متأخرة جداً.... ما الضير أن تأخذي لنفسكِ عطلة.... و تأتي إلى هنا" قال و هو يربث بجانبه على الفراش
- " كل هذا بسببك معاذ.... لقد فوت محاضرة مهمة.... و الثانية على وشك البدأ.... لو كنتَ كسائر الأزواج، كنت نهضت من خمولك و أوصلتني إلى الكلية " ابتسم لجملتها العفوية....لينهض متجها نحوها...
- " حاضر...سأكون زوجاً و دودا و أوصلك إلى حيث تريدين....لكن قبل ذلك غيري سروالك....فهو يظهر مؤخرتك كبيرة جدا" قال بغيرة مغلفة بسخرية..... شهقت وهي تضربه
- " أنت كاذب كبير..." قالت بغضب....اسرعت إلى المرآة تنظر لنفسها.... لكن عقلها صور لها أن كلامه صحيح، لتتجه الى الدولاب تبحث عن بلوزة طويلة عوض هذا القميص القصير.... وفي عقلها تضع برنامجا للحمية و التمارين الرياضية التي يجب مزاولتها....فقد أهملت نفسها كثيرا منذ زواجها.

كانت مازالت تنظر إلى نفسها في المرٱة عندما عاد للغرفة ، و ذيل حصانها الطويل يتدلى براحة على ظهرها..... عانقها من الخلف
- " تبدين مذهلة" قال بعاطفة
- " معاذ.... إبتعد، فلست لأنني أعطيك حقوقك علي تظنني قد نسيت ما سببته لي أنت و الآخرون....لقد طعنتني في شرفي.... " قالت بحزن
- " أقسم بالله أنني لم أكن أعلم....والدي سبب كل شئ ورد....اقسم لك" ادارها لتصبح مقابلة له، و كعبها الطويل جعلها تصل لمستوى ذقنه
- " أنا أريد إنجاح هذا الزواج ورد..... ولا أفكر أبدا في التخلي عنك.... أبداً"
- " لكن.... " همست
- " يجب أن نتحدث... اليوم بعد الجامعة، سأدعوك للعشاء و نتحدث....هاا؟" قال بحماس... حركت رأسها موافقة.......
- " هل حقاً.....يجب أن تذهبي إلى الجامعة؟ " أعادت تحريك رأسها " إذن فلنخرج من هنا....لأنني مجنون.....و أفكرك بخطفك باتجاه السرير" ضحكت لتبتعد عنه هاربةً.... باتجاه الباب..... زفر بحرارة و هو يمرر يده فوق شعره....

***************
كان يقبلها بشغف..... غير مكترث للأنظار التي يمكن أن تلمحهما..... رغم أنه زقاق جانبي إلا أنه لن يخلىُ من مراقب للمشهد المثير داخل السيارة السوداء....
- " معاذ.... أنا يجب علي النزول، سأتأخر....." قالت تبعده عن عنقها
- " ممممممم....باقي خمس دقائق على بداية المحاضرة....وأنا اشتقت إليك منذ الآن" قال بعاطفة
- " الليلة.... سأطهو لك، و سنسهر للفجر....هل أنت راضٍ؟ " قالت تساومه
- " و ستلبسين الجابدور الأحمر المعلق على الدولاب.... لا يمكن أن يمر يوما ولا أتخيلك مرتديةً إياه....و ستكلمينني بلذغتك طوال الليل....و ستضحكين لتظهر هذه كلما نظرت إليكِ " قال وهو يمرر يده على مكان غمازتها بانبهار....ابتسمت، لينغرز اصبعه في بشرتها
- " و أنا موافقة....هل أذهب؟" قالت ترجوه
- " شئ آخر...... سترقصين لي " قال و عيونه تصبح داكنة.... خرجت من السيارة، لتغلق الباب و تدخل رأسها من النافذة
- " أتحداك.... أن ترمش و أنا أرقص" قالت لتبتعد عنه.....و هي تتمايل بإثارة.... اهتز هاتفها.... كان اتصالا منه
- " إمشِ باعتدال...." قال بحرارة
- " حاضر....ابن عمي" لكنها زادت من ميلان مشيتها، و هي تغلق الخط.... دون أن تستدير و تنظر إليه..... فقد كان يراقبها، و يقسم أنها قد غزت عالمه......هو مدله في حب إبنة عمه.

-" يبدو أنك نسيت سريعا ما كان بيننا " كان الصوت قريبا جدا منها.... إلتفتت لتجد عمر ينظر إليها بحزن و تأنيب.... كانت تنظر إليه، كان أقصر من زوجها، و ناعماً جدا مقارنة بخشونة معاذ..... لم تعرف مالذي جعلها تنظر إليه حتى فيما مضى
- " وماذا كان بيننا عمر؟" قالت تواجهه بتحد
- " أنا كنت أحبك حقاً.... " قال يقترب منها أكثر....تراجعت للخلف و هي تصيح
- " هل جننت؟.... "
- " لم أستطع نسيانك.....رأيته...." قال بحرقة " رأيته يقبلكِ....كان من المفروض أن أكون أنا من يقبلكِ بذلك الشغف....." احمرت وجنتاها من الخزي
- " آسفة عمر....أنت لم تكن بالقوة الكافية لتواجه عائلتي....بل فرد واحد من عائلتي....فمابالك بكلها....أنا تربيت في كنف عائلةٍ قوية....رباني رجل يرفض الإنقياد.... و أنا قوية.... يصعب السيطرة علي.....لكنني أبقى أنثى تريد الإحساس انها في حماية رجل..... أنا أكره الشخص الضعيف..... كنت سأهينك كل مرة.....و ستبدأ بضربي.... لينتهي بنا الأمر بالإنفصال....ابحث عن اخرى تليق بك عمر َ.... فأنا الآن متزوجة من ابن عمي....الرجل الوحيد الذي وقف في وجه والده....ولا أظن ان هناك مثيل له"
- " أنت بريئة ورد..... و هو سيسأم قريبا منك، فلا حاجة له بطفلة متخبطة مثلك.... بينما هناك نساء حقيقيات في مكان ما في حياته"
- " ليس من شأنك.... " قالت بغضب لتلتفت و تركته مشوشا و للمرة الثانية يحس بنفسه صغيرا صغيرا جداً أمامها... .. دائما ما يراها بعيدة كالنجوم..... ولم يصدق نفسه عندما اقترب أكثر منها.... و الآن تريده بكل بساطة أن يبتعد عنها.... و يُخلي لهما الطريق.....فرقع أصابعه
- " هكذا..... ببساطة"

تذكر حديثهما بعد عودتها للدراسة.... مباشرةً منذ شهر مضى
- " ورد.... هل أستطيع التحدث معك؟!"
رفعت ورد رأسها بعيداً عن الكتاب الذي تقرأ به.... لتُسدل نظارتها السوداء الكبيرة.... و تُغطي به الآثار الذي لم تستطع مساحيق التجميل تغطيته جيداً...
- " ماذا تُريد عمر؟! " قالت بلهجة حادة.... رغم كل شئ مازال جزء منها يلومه لتسرعه.... تنحنح بخجل.... و بدون دعوة أزاح الكرسي قليلا وجلس عليه مقابلا لها
- " أردتُ أن أعرف مالذي حدث..بعد....بعد...."
- " بعد استعراضك أمام عمي.... " أزاحت النظارات، ليشهق وهو يلمح آثار جرحاً أسفل عينها.... " هذا ما حدث عمر.... و هناك آثار عدة في جسدي..." ضحكت بدون مرح لتُكمل " ليس هذا كل شيء عزيزي...." قالت بجرأة و هي ترفع يدها " لقد تزوجت.... زوجوني لابن عمي...." الآلام احتل كل ملامحه لتستطرد بفكاهة " ألن تهنئني....عمر" لتحمل لوازمها و تُغادر....

كما الآن.....تغادر لكن بروحٍ جديدة..... و كأنها وجدت من تبحث عنه لترسو.... و للأسف لم يكن هو ذاك الشخص... لكنه لن يسمح لها أن تعيش حياتها وهو مازال في الظل... يبكي فراقها.

***************************

منذ أن عادا من رحلتهما و هو منزوٍ مع أمه، يتحدثان بشكل منفرد و بصوت خافت....... كلما اقتربت تجالسهما، كان يصمتان و يغيران الموضوع...... توجست خصوصاً مع نظرات الإنتصار التي ترسلها نحوها فاطمة، ما يطمئنها غياب تلك الأفعى كاميليا..... استغلت خروجها من الصالة، لتقترب منه
- " حبيبي.... ماذا هناك" سألته بدلال، وهي تضع يدها على صدره و تميل عليه..... ابتسم من تصرفها، الذي يجعله دائما يعترف لها بكل شئ....وهو الذي يشهد له بانتزاع الإعترافات من أعتى المجرمين في أسرع وقت.... لكنه لن يصل ابدا لبراعتها....ابعد يدها عنه، كي لا يضعف و يخبرها، فالموضوع لا يتعلق به....بل بأناس آخرين
- " لا شئ مهم جميلة..... " ضيقت عيونها تنظر إليه
- " أعرف أنه موضوع مهم.... أتمنى فقط ألا يكون مرتبطا بتلك الأفعى" قالت بغضب
- " جميلة.... ماهذا الكلام" قال يؤنبها
- " لا تتدخل بيننا مصطفى.... هي تقول عني أكثر من هذا.... آه فقط لو تقولها أمامي.... سأجعلها ضحكة كل من هب و دب" كانت تتكلم و نظرة الشر في عيونها....
- " كل هذا من أجلي..." نظرت إليه.... لتعيد وجهها للأمام
- " لا تغتر بنفسك.....هي مجرد حرب إرادات بيننا.... " قهقه عاليا
- " لقد جرحتِ مشاعري..." قال وهو يمسك جانب قلبه
- " سلامة قلبك حبيبي " لكن دخول فاطمة منعها من طبطبة جرح قلبه كما يجب.

بعدها بأيام.... كانت جالسة في الحديقة، تراجع بعض دروسها، و كل مرة تلتفت باتجاه الكلب الضخم، تتأكد أن وثاقه غير مفكوك..... للآن لا تصدق أن هذا الضخم الذي يكاد يفوقها طولا من فصيلة الكلاب....
- " لماذا لا تحاولين التعرف عليه؟ " رفعت وجهها لمصطفى الذي يخفي الشمس عنها.... و يظهر كوحش ضخم امامها
- " أنا لا أحبه... و مؤكد هو كذلك....فلا داعي للمحاولة" أجابته.... لتعود و تندس في كتبها....لكنها شهقت عندما حملها....و اتجه بها نحو الكوخ الصغير الذي ينام فيه الكلب.... كانت تتمسك بعنقه بشدة و هي تصيح بهستيرية
- " أنزلني مصطفى.... أقسم سأضربك.... " لكنه مازال مصرا " سأبكي مصطفى ولن أسكت ابداً... " لكنه كالطود، لم يغير من اتجاهه " أرجوك حبيبتي.... أنزلني، و أقسم أنني سأكافئك كما تحب و أكثر.... أرجوك" وقف ينظر إليها وهي تترجاه....و دموعها تهدد بالانهمار..... أنزلها ببطئ، و هو مازال ممسكا بها
- " شكراً حبي...." لكنها صرخت برعب، عندما أحست بشئ يدفعها باتجاه جسد مصطفى.... كانت تستعد للهرب، عندما تكلم مصطفى بهدوء
- " إنه فقط يرحب بكِ....هو غير مؤذٍ، حتى لا يستطيع الدفاع عن نفسه...." جعلها تلتفت إليه.... كانت كتلة الشعر هذه بشعة.... شعره الطويل يغطي حتى جزء من عيونه....كان يرفع رأسه، ينظر إليها..... لم تشعر متى، تحدت خوفها، لتضع يدها فوق رأسه.... و تلمس فروته الغزيرة
- " إنه ناعم جداً " همست....لتقترب منه أكثر....
- " نعم.... إنه كذلك" أجابها و هو يضع يده فوق يدها.... صوت مزعج قاطع خلوتهما
- " مصطفى.... أريد الحديث معك....الآن" صاحت كاميليا بنفاذ صبر.....ما جعل جميلة تستدير إليه و تهمس
- " لا تذهب.... " نظر إليها، دون أن يجيبها.....ليستدير تاركا إياها، باتجاه تلك الأفعى....كان صوتهما مسموعا، لكنها كانت تحدثه بفرنسية طليقة، ما جعلها لا تفقه شيئا مما قالاه.... كانت تنظر إليهما..... كاميليا يظهر عليها الإضطراب الشديد، و مصطفى يستمع اليها بتركيز.... إلى أن اختفيا داخل المنزل.
استدارت إليه
- " لا تغتر بجمالها الملائكي.... فهي أفعى سامة " قالت تكلم الكلب
- " أنت هنا منذ كنت صغيرا.... هل كنت تعرفها؟ هل كنت تراها كثيرا مع مصطفى؟!! لماذا لم يتزوجها إن كان يحبها كما تزعم والدته" حرك الكلب ذيله
- " ماذا يعني ذلك؟ مصطفى... " ليحرك الكلب ذيله مرة أخرى
- " أعرف....أنت أيضا تحبه..... ومن يستطيع ألا يفعل.... أعشقه لدرجة أنني أبكي كل ليلةٍ و أنا أتخيل أنه تركني.... مجرد التخيل يجعلني مدمرة داخليا....فما بالك إن حدث الأمر......ربما.... سأموت"

***********

كان ينظر لحمراءه من خلال نافذة مكتبه.ٍ.... تكلم الكلب، الذي كان منذ دقائق فقط عدواً لها..... حبيبته تتأقلم بسرعة مع الأمور.
- " و ما المطلوب مني كاميليا؟" قال بضيق و هو يبعد نظراته مكرها عن جميلة
- " أن نعلن الخطبة مصطفى" قالت بهدوء يخالف الغيرة التي تحرق أحشاءها....و هي تلمح حب الأخرى مرسوما على تقاسيم وجهه....حب لو فقط كانت حكيمة، كان سيكون لها
- " تعلمين أن الأمر مستحيل.... جدي شخصا آخر غيري" قال برفض
- " أنت الوحيد الذي أثق به مصطفى " ردت عليه....و قبل أن يجيبها... تدخلت والدته
- " أنت مدين لها بذلك مصطفى.... فأنت السبب المباشر الذي أوقعها في هذا المشكل"
- " لا أمي.... كنت مستعدا أن أتعالج من أجلها.... و تركتني عند أول فشل.....واجهتُ مخاوفي و فشلت، لم تقدر ذلك، لم تساندني عندما ضعفت.... رغم أنني لم أخبرها يوماً بنيتي بالزواج بها.....أنت و خالتي من كان يغذي الموضوع في عقلها إلا أن أصبح هوساً..... و اقتنعتُ... أن يوماً سأكوِّن اسرة... و أجد امرأة تقف إلى جانبي، و عند أول سقطة هربت و تركتني أنغمس أكثر في عالمي ......... و لشدة غباءها تزوجت برجل ضعف عمرها.... و اولاده بنفس عمرها......و الآن تريدين أن تحسسيني بالذنب، لشئ لم يكن لي دخل فيه ؟!!!" تساءل وهو ينظر إلى والدته بغضب.
شعرت كاميليا بالإهانة لتخرج صافقةً الباب خلفها بقوة... و الندم يتآكلها.
- " و إن أخبرتك أنني أنا من يحس بتأنيب ضمير.... هل ستساعدها؟" قالت فاطمة بحزن.... أمه نقطة ضعفه الثانية.... تعرف جيداً كيف تستغل الأمر جيدا
- " سأحاول.... دون اللجوء لإعلان الخطبة" قال و هو يستدير يبحث عن نقطة ضعفه الأولى و الأبدية.... لم يلمحها و كذلك الكلب....يبدو أنها وجدت صديقا
- " عدني أنك ستفعل اللازم من أجلها"
- " أعدكِ... أمي" ابتسمت و هي تعرف أن وعده سيكون ملتفا حول رقبته كحبل مسموم إلى أن ينفذه....

*********************

- " سأسافر إلى باريس هذا المساء ... " أخبرها و هي جالسة في سيارته.... باتجاه دوامها
- " من أجل العمل؟" سألته بعفوية....لكن عدم رده جعلها تتوجس.... نظرت إليه..... كأنه يخفي عنها أمراً خطيرا...نزعت حزام الأمان و اقتربت منه...
- " ماذا هناك حبيبي؟ " سألته بدلال، لكنها تفاجأت لرده الغاضب
- " عودي لمكانك جميلة....نحن الآن في مكان عام.... فالزمي الحدود" قال بغضب غير مفهوم لها
- " آسفة لأنني احاول التخفيف عنك..." و نزلت من السيارة..... أحست بالإهانة و هو ينطلق بسرعة دون أن ينتظرها حتى تدخل الى المعهد كما دؤب.....

طوال اليوم وهي تنتظر إتصاله....او مجرد رسالة يعتذر لها عن صراخه في وجهها....كانت في القاعة.... عندما اهتز هاتفها بوصل رسالة منه....فتحتها بلهفة لتنصدم لبرودتها
(أنا ذاهب، سأعود بعد أسبوع)....
استئذنت الخروج.....ثم حاولت الإتصال به لكن هاتفه كان مقفلا.... ما جعلها تستشيط غضباً.... مالذي حدث و جعله غاضبا طوال الوقت....
لم تعرف أن ردات فعله العنيفة ناتجة عن الإحساس بالذنب الذي يعيشه.....منذ قرر مساعدة كاميليا و هو يحس أنه يقف في أرضٍ خطرة مع جميلة، حداثة سنها لن يجعلها تتفهم الأمور....وهو سيؤجل الأمر لحين عودته....و يشرح لها بهدوء.

بعد ساعة .... وصلت إلى البيت، لتجد فاطمة تتحدث في الهاتف.... و بمجرد أن لمحتها وضعت السماعة
- " مصطفى يبلغك السلام، و يخبرك أنهما.... أقصد أنه وصل باريس بخير " قالت فاطمة ببراءة مزيفة
- " هما؟؟؟! من تقصدين خالتي؟" سألتها و قلبها يكاد يتوقف من عنف ضرباته....هما؟!!! هل تقصد مصطفى و كاميليا؟؟! مالذي يفعلانه معا؟؟!
- " مع كاميليا" قالت باستفزاز... لتستطرد " آه....أعتذر، لم أكن أعرف أنه لم يخبركِ.....لقد ذهبا معا ليساعدها بإنهاء بعض أوراقها "
دارت بها الدنيا وهي تتخيلهما معا.... زوجها و الأفعى، معا طوال الوقت، وهي هنا تفكر و تعتصر عقلها في السبب الذي جعله يغضب منها .....أسبوع وهما معاً..... صرخت بغضب.... كانت ترى كل شئ أحمر، رغبة بالقتل تستوطن مخيلتها، ضربت مزهرية أمامها لتتشتت، و تشهق فاطمة رعبا..... لم تهتم لها و هي تتجه نحو غرفتها.


إبتسمت كاميليا و هي تتلقى الإشارة أن الصور قد وصلتها.... لتُغلق الشرفة المشتركة، التي يبدو أن مصطفى لم يهتم للتحقق منها........ و تعود لغرفتها.... و تهنئ نفسها على نجاح خطتها.

كل ثانية تمر تحس بالخنجر الصدئ ينغرز أكثر في أحشائها.... وهي تتلقى صورهما من رقم خمنت أنه رقم كاميليا.....

لينسحب الخنجر فجأة و هي تلمح صورة في غرفة النوم، كاميليا واقفة تنظر إلى نفسها في المرآة العريضة ترتدي زيا بالكاد يغطي مفاتنها....و نظرة قطة واثقة و سعيدة تلمع في عيونها....خلفها زوجها نائم بعمق في السرير البعيد.....
( قريبًا سيكون لي) قرأت الجملة لتسرع للحمام تستفرغ.... حتى أحست أن أحشاءها ستخرج من فمها ..... تأوهت بألم و هي تتوسد ذراعها و تنام على الأرض الباردة تبكي.... تبكي اليوم الذي دخلت حياة شخص إسمه مصطفى....
يستغفلها من أجل مغامرات دنيئة مع حبيبة الطفولة....
-"لن أكون جميلة، إن لم أحاسبك على كل ثانية جعلت مني مغفلة"

************

وضعها برفق بجانب ابنته النائمة بعد وصلة البكاء.... و كأنها احترمت رغبة والدها، بعدم مقاطعته و هو منغمس في تذوق رحيق زوجته..... فك حجابها ليظهر شعرها الأسود القصير....... يعلم أن لجأت إلى الإغماء لتحمي نفس، من تكرار نفس المأساة..... بقدر ما كره نفسه أنه أوحى لها أنه مثلهم.....بقدر ما هو متفهم لحالتها.

- " إفتحي عينيك" همس وهو يعيد رسم ملامحها بأصبعه.... جمال فريد...... لأنثى فريدة.
لن ينكر بعد الآن، هي جزء لا يتجزأ من حياته...... يعشق شعور النقاء التي يكتنفه و هو معها، يعشق نظرة البراءة و الخذلان التي ترسمها ملامحها..... و الأكثر يعشق قوتها و صلابتها.
منذ دخلت حياته وهو يعيش راحة....كأي رحالة تاه عن الطريق.... ليصل الى الوطن فجأة.
مرح وطنه.... جذوره تبتدئ و تنتهي بها.
رمشت ليضرب قلبه بقوة.... و كأن ساعات مرت قبل أن تطلق صراح رماديتاها.... لم تخيب ظنه، سرعان ما شهقت و هي تعتدل جالسة.... عانقها بقوة .... و يديها محشورة بين جسديهما.... قاومته بهستيرية....و عيونها تصبح داكنة و بشرتها أكثر شحوبا
- " مرح إهدئي.... لقد أُغمي عليك...و" .....كانت ترتجف من الخوف
- " إبتعد عني... لا تلمسني... أنت....أنت..." قالت و هي تحاول الفكاك من أسر يديه
- " جميلتي.... إسمعيني... أنا يوسف.... أنا معك لن يؤذيكِ أحد...." رد عليها بصوت حنون.... وهو يحاول امتصاص خوفها.... استسلمت من محاولة الفكاك منه
- " لا تؤذيني أرجوك...." همست قريبة من أذنه.... وهي تغلق عينيها، و تستند على كتفه بتعب.... أمسكها من كتفيها .... لتغلق عيونها أكثر بطفولية
- " أنظري إلي " صرخ بقوة.... لتفزع ابنته..... لكنه حمدالله انها عادت للنوم مباشرةً.... فتحت عيونها تنظر إليه... ليرتبك قليلا
- " أنتِ زوجتي مرح.....حبيبتي و أغلى ما أملك.....فلا تقتليني بتلك النظرة مجددا..... لكن لا تتوقعي ألا أقبلك مراراً و تكراراً...."
إحمرت و جنتاها..... لتصرخ غاضبة منه
- " إبعد يديك عنيييي...." لكنه لم يتمثل لطلبها، ما جعلها تغضب أكثر
- " إبتعد عني.....لا تقترب أبداً مني"
- " لاااا... حان الوقت لتخرجي مرح القوية... كل مرة تعيدين نفس الجملة أنا قوية أنا قوية....هل أنت فعلا كذلك؟ ... ام أنك مازلت تلك الضعيفة المثيرة للشفقة "
كانت تتلوى بين يديه بغضب و هستيرية
- " أنا قوية غصباً عنكم.... جميعا.... إبتعد عنيييي"
- " إهدئي... سوف تؤذين نفسك" صرخت أكثر
- " لا تطلب مني أن أهدأ أبداً..... " حررت يدها بعنف، لترتفع و تضرب أسفل عينه....ليتأوه متألماً....لكنها لم تهتم..... وهي تكيله الضربات، على صدره
- " لا تستخف بآلامي و تخبرني أن أهدأ.... لا تأمرني أن لا أنظر إليك كخسيس و أنت تحاول استغلالي......" توقفت قليلا تستجمع قوتها لتواصل " أنا قوية و أقوى منكم جميعاً .....لن أسمح لكم أن تؤذوني مجددا..... سوف أقتلكم قبل أن تقتربوا مني....." كان بكاءها يعلو شيئا فشيئا و صوتها يختفي..... توقف عن محاولة السيطرة عليها، و تركها تفرغ شحناتها السالبة التي تملؤها..... انضم صوت فرح لصوتها، تسمر بخوف ينظر إليهما.... مربوط اليدين من المشهد أمامه.... طفلتين اتحدتا ضده.


مرر يده على شعره.... لينهض و يحمل فرح التي سكتت بمجرد أن ابتعدت عن الأرض، ليتقدم أثره
مرح و يقدمها لها..... مسحت دموعها و هي تتلقفها.... ضعف ذراعيها اجبر يوسف على الجلوس خلفها و اسنادها.....ضامة فرح الى صدرها، اتكأت للوراء مستسلمة للنوم و هي تهمس له
- " أخبرني أنني قوية " أغمضت عيونها تنتظر همسته، التي دائما ما تتسلل إلى أعماقها، و تجعل جزء من ظلماته تشع بالنور.
- " أنت أقوى امرأة عرفتها.....جميلتي"
- " نعم أنا جميلة.... " همست بشئ من التردد....ضحك و هو يقرب فمه لأذنها و يهمس
- " لا تدفعيني أن أبرهن لكِ..... إلى أي درجة أراكِ فاتنة"
سكتت ولم تجب....وهي تغلق عيونها، وشعور جميل يدغدغ الأنوثة داخلها..... لتستسلم للنوم و تحلم به يقبلها بكل شغفٍ و رقة.

*******************

في المساء

دخل الشقة..... ليجدها، فاتنة.....طوال اليوم وهو يتخيل كيف ستبدو، و لم يتوصل عقله لهذه الفتنة أبداً....
- " مرحبا " قال بارتباك.... إرتباك بحضرة الجمال، ابتسمت له بتحدي
- " أنا لم ابدأ بعد ابن عمي" قالت وهي تقترب منه.... تساعده على التخلص من جاكيت بدلته.... لتنزع ربطة عنقه، و هي تتعمد الإحتكاك به
- " كيف كان يومك؟" كان ينظر لشفتاها المطلية باللون الأحمر الفاقع.... ككل شئ فيها، كانت ترتدي جابادور من اللون الأحمر مطرز بالفضي.... وحذاءٍ فضي يناسبه..... تجمع شعرها للخلف، لتظهر زينتها المقتصرة على عيون مكحلة بإتقان، و شفاه بلون الدم.... كان يراقب خصرها النحيل.... وهي تتحرك بعيدا باتجاه المطبخ
- " سأسخن العشاء.... " غمغت، تنفست الصعداء و هي تختلي بنفسها.....كانت تحاول ان تبدو جريئة لكنها لا تستطيع..... الخيال اصعب من الواقع، تحس برهبة امامه، و كأنه يقيِّم حركاتها و يقارنها مع نساء أخريات أكثر خبرة منها...... استعرت النار في أحشائها و هي تتخيل أن إحداهن، تحاول ارضاؤه كما تفعل الآن.
- " ماذا هناك يا فاتنة؟" احاط بكتفيها من الخلف و هو يقربها منه يستنشق عطرها الذي أدمنه
- " كم كان عددهن؟" همست و هي تحرك كتفيها لتبتعد عن أسر يديه
- " ماذا؟؟؟! من؟؟؟!" سأل بحيرة.... وهو يفلتها، لتستدير مواجهة له
- " نساؤك معاذ.....هل مازلن يحمن حولك.... خصوصاً ان زواجك لم يعلن بعد؟ " امسكت يده " حتى خاتم الزواج لا ترتديه....من يضم لي أنك لا تلعب بذيلك من ورائي؟!!!" كانت تنظر إليه، تنتظر انفجاره غاضباً و معترفاً ان هذه حياته...و هو حر بها و هذا الزواج فرض عليه..... لكنها لم تتوقع أن ينفج بالضحك..... وقفت مصدومة تنظر إليه، لثوانٍ لم تتحرك..... هل يستخف بها و بمشاعرها؟ تعرف أنها غبية لأنها تميل إليه..... لكنه زوجها و هي تقبلت ذلك
- " هل تستخف بي؟" لم تدرك أنها نطقت بمخاوفها.....
- " تعالي" قال و هو مازال على ضحكه، أبعدت يدها بعنف، لتتجه صوب الأريكة و تجلس و هي تحاول عدم البكاء، اقترب منها ينظر إليه من العلو.... ماجعلها تحس بسخافة الموضوع كله......
- " أعلم أنني فُغِضتُ عليك.... " اسكتها و هو يجلس امامها
- " أعيديها...." نظرت إليه، لتصيح بغضب" هل هذه وقت اللذغة الغبية "
- " لا تشتمي لذغة زوجتي.....و امرأتي الوحيدة " قال بحميمية
- " هاااا؟!!!" ردت ببلاهة
- " ورد...أنت المرأة الوحيدة التي عرفتها بحياتي.... أنا لم تكن لدي علاقات سابقة.... لم ألتفت للموضوع أبداً.... كنتُ أعتبره تافها و...." فاجأته أن عانقته تخفي وجهها في عنقه
- " كدتُ أموت و أنا أتخيل علاقاتك السابقة " دمدمت بجانب بشرة عنقه.... اتكأ على يديه، ليوازنهما معاً
- " هل أعتبرها غيرة؟!!!!" سأل يحاول إخفاء سعادته....ابتعدت عنه خجلة من تصرفها
- " لا.... فقط تَمَلّك.... لما هو لي " صرحت بقوة.... انزلت عيونها، اثر تحديقه المركز فيها.
- " و أنا.... كلي لك" أجابها " ألن نبدأ؟.... هناك لائحة طويلة يجب عليكِ تطبيقها..." ضحكت، و هي تنهض
- " يمكنك تقديم بعض المساعدة.... و تجهيز الطاولة"
- " حاضر سيدتي" ابتسمت له.
- " شكغاً".... قالت تضغط على الحرف الأخير.... تحولت عيونه الى داكنة من همستها.... ليمسك بيدها يجرها نحوه
- " لم أعد جائعاً......للطعام على الأقل" حبسها بين ذراعيه.... وهو يحدق بها، لو كان يعلم أن القدر سيجمعه بها، ما جعلها تبتعد أبدا عن ناظريه.....

كانت تتمايل بين أحضانه، و أغنية القيصر تصدح في الأجواء

ﺷﺆﻭﻥ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻧﺖ...... ﺩﻭﻥ ﺇﻟﻔﺘﺎﺕ
ﺗﺴﺎﻭﻱ ﻟﺪﻱ ﺣﻴﺎﺗﻲ...... ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻴﺎﺗﻲ
ﺣﻮﺍﺩﺙ ﻗﺪ ﻻ ﺗثﻴﺮ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻚ ﺍﻋﻤﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺼﻮﺭ
ﻭﺍﺣﻴﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻬﻮﺭ ﻭﺍﻏﺰﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻜﺎﻳﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ
ﻭﺃﻟﻒ ﺳﻤﺎﺀ ﻭﺃﻟﻒ ﺟﺰﻳﺮﺓ....... شؤون صغيرة.

و تفكر في هذا الرجل الذي أصبحت شؤونه الصغيرة تجلب لها السُّهاد.... هل هو حب من أول نظرة؟ لكنها لم تعجب به ابدا وهي تلحمه سابقا.... بل كانت تميل إلى كرهه و هو يأتي القرية فقط ليكدر مزاج والده.... نظرة الألم في عيونه تجعلها تتمنى أن لا يأتي أبداً......لكن الآن، تلمست جانب عنقه..... ما جعله يضغط على أسفل ظهرها بقوة.....
- " ألن نذهب؟" قال وهو يشير إلى غرفة النوم
دفعته على الأريكة خلفه...... ضغطت على زر لتصدح اغنية كلاسيكية قديمة..... فتح عيونه على وسعها، و هي تربط وسطها، لتتمايل بطريقة جعلته فاقداً للنطق..... لم يرى في حياته من يستطيع أن يعزف بجسده سمفونية....حب و عشق.... اقترب منها.... ليهمس و هو يوقفها عن الرقص
- " آسف..." كانت ستستفسر عن ما يعنيه....عندما سمعت قماش ما تلبسه ينشطر إلى قسمين
- " ستدفع ث...." لكنه أسكتها عن الإسترسال..... ليطبق آخر ما جعلها تعده به...

في الصباح التالي

- " ورد...." قال بهمس وهو يمرر اصبعه على طول ظهرها
- " مممممم" قالت ناعسة....
- " والدك و أبي قادمان اليوم...." صرح باندفاع
جلست تنظر إليه.... تغطي جسمها باللحاف
- " و أنا لا أريد رؤية أحد.... منذ متى تعلم؟" سألته بريبة
- " البارحة بعد الدوام.... إتصل بي والدك، يطلب رؤيتك و أنا سمحت له بالقدوم؟" نهضت بغضب تجر اللحاف معها
- " دون أن تستشيرني؟!!! .... ألهذه الدرجة لا يهمكَ أمري؟" قالت و هي تحاول منع بكائها
- " ورد... ليس الأمر هكذا....كنت سأخبرك بعد دخولي مباشرة....لكن طلتك الفاتنة، أنستني حتى نفسي" زمت شفتيها تحاول عدم السماح لابتسامة الظهور.
- " وأنا لا أريد رؤيتهم....ولن أفتح بابي لهم....إن كنت تريد رؤيتهم فلتذهب لرؤيتهم في مكان آخر" قالت بحزم
- " ورد هذا لا يجوز.... فهما والداك اللذان ربياكِ"
- " و مالذي يجوز معاذ.... الأول كذب من أجل غاية في نفسه....و الثاني صدقه دون الرجوع الي....أنا.. " قالت تشير لنفسها بقوة....و انفعالها واضح في كلماتها " أنا من عُومِلت كزانية في ذلك البيت.... فلا تجبرني أن أضعك بنفس الكفة معهم....." و خرجت إلى الحمام.... تكمل وصلة البكاء....
إتصل بعمه يخبره أنها رافضة لمقابلتهم....و أنه لن يضغط عليها أكثر.... و نهض باتجاه الحمام.

كانت تتكئ في المغطس، و دموعها تنزل لتختفي في المياه الدافئة..... دخل ليبعدها قليلا، و يجلس خلفها...
- " لما البكاء.... مدللتي؟"
زاد نحيبها...... ليضمها لصدره أكثر
- " لقد أخبرت والدك عن رغبتك... و أنا كل ما يهمني أنتِ.... و لا غيركِ" همس لها في اذنها
- " لا تعلم شعوري كم كان مقيتاً و أنا أتخيل فكرتهم الخاطئة عني....مازال قلبي يؤلمني كلما تذكرت ذلك "
- " أنا آسف..." غمغم و هو يطبع قبلة على كتفها
- " نعم يجب أن تكون كذلك....و أنا قد عفوت عنك....لأنك تزوجتني رغم كل شئ..." ضحكت وهي تستدير إليه
- " لا أصدق أنهم أرغموك....أموت و أعرف ما الوسيلة التي استعملوها معك.....لا أظنك سهل التهديد" ابتسم بهدوء
- " نظرة والدك ما جعلني أستسلم.....أحترمه جداً.... لدرجة أن أقبل الزواج بابنته البشعة... " شهقت
- " أنا بشعة....." نظرت له نظرة ذات مغزى " ليس هذا ما كنت تقوله منذ قليل...." ضحك بصوت صاخب لتكمل " اؤكد أنك لن تستطيع رفض أي شئ أطلبه منك....فأنت مدلهٌ في حبي"
نظر إليها بتركيز...." ما تقوله صحيح.... فهو لا يعرف الوسطية في الأمور....مشاعره تصل الى حد التطرف....أن يحب بقوة او يكره بقوة..... " ضرب قلبه بعنف " هو يشبه والدته في ذلك.... والدته التي جعلها حبها لوالده...كجارية عنده....." أرجع نظراته لزوجته الفاتنة التي كانت تتحدث و تعتقد أنه يستمع لها " هل سيصل يوما...لما وصلت له والدته؟..... هل سيدوس على كرامته من أجل الحب؟!"
أبعدها عنه برفق
- " تذكرت عملا مهماً.... يجب علي الذهاب...." كانت تنظر إليه بتوجس..... تقسم أن شيئاً حدث معه.... اكمل استحمامه في الدش..... ليخرج من البيت و كأن الشياطين على أثره

*************
بعد أسبوع

سمعت سيارته تتوقف لتخرج من الغرفة.... تستقبله و عشيقته ..... عيونها ذابلة و بشرتها شاحبة.... نظر إلى والدته بلؤم، لترفع كتفيها ببراءة.....
الحالة المزرية لجميلة تنبئ انها أخبرتها بذلك، لمحها تنزل بهدوء من السلالم.... لم يكن يريد أن تعرف حتى يعود و يخبرها بنفسه..... يعرف أن غيرتها عليه تصل إلى الهوس في بعض الأحيان.... لا يريدها أن تعيش هواجس طيلة الأسبوع، دخلت خلفه كاميليا، لتتجه الى والدته تسلم عليها بحرارة، بقي مسمرا ينظر إليها.....عقله معها، لا يسمع إلا حفيف خطواتها وهي تنزل السلالم.... سروالها الأزرق الغامق، و بلوزتها القصيرة الوردية، و ظفيرتها النارية الجانبية الطويلة بلا نهاية..... تجعلها في صورة مراهقة.... اشتاق لها، لضعفها و حاجتها له.... لجرأتها في تقبيله....و لهمساتها بحبه.... اقترب من السلالم يستقبلها...

تنظر إليه بعيون غير مقروءة.... بلع ريقه وهي تقف أمامه في آخر الدرجات...نظراتها تصل لعنقه.... تتبعت تفاحة آدم في عنقه...البارزة، والتي لطالما فتنتها، لكن الآن كل ما تفكر به.... أن ربما أخرى فتنت بها مثلها.

-" كيف حالك جميلة؟ " نظرة الشوق في عينيه استفزتها، الآن فقط يتساءل عن حالها، أين كان و هو غائب عنها، تتلضى بنار الغيرة و هي تتخيله في أبشع السيناريوهات، لم تستطع تمالك أعصابها، لتنقذف باتجاهه.... تريد محي تلك الإبتسامة من ملامحه.....تريد أن تؤلمه كما آلمها.... ضربت على صدره بأقصى قوة لديها
- " و تتجرأ و تسألني عن حالي..... أيها الوضيع، الخائن.... تتجرأ و تسألني بعد أن قضيت أسبوعا بين أحضانها.... أيها الفاسق ابن...."
عاجلها بصفعةٍ مدوية، جعلت الرؤيا ضبابية في عيونها..... شهقة فاطمة و كاميليا جعلتها، تغضب أكثر
- " أكرهك.... كما لم أكره أحدا من قبل....يا ليتني مت ولم ألتقيك أبدا" همست بحقد....وهي تنظر إليه بغضب.... و تقسم أن تذيقه من نفس الكأس.

هربت إلى غرفتها، و دموعها تكاد تخنقها.... تريد أن تبكي إلى أن يغلبها النوم....لتستيقظ و تجد نفسها كما تتمنى، خالية من الهموم، و قلبها ابيض لا يحمل الكره و الضغينة، لم تعد تعرف نفسها، لقد فقدتها في خضم المعارك لنيل رضى مصطفى و والدته .... أسرع خلفها، ليدخلها الغرفة و يغلق الباب بقوة
- " من تظنين نفسك لتهينينني بتلك الطريقة.....يبدو أنكِ نسيت من أكون؟"
- " أنت لا شئ.... لاشئ مجرد جبان، إن كنت تعتقد أنني أدور في فلكك فأنت مخطئ....سيد العالمي"
- " جميلة.... اقسم إن لم تسكتي س.."
- " ماذا بعد....ها.... ماذا بقي ولم تفعله، خيانة و خنتني.... ضرب و ضربتني....ماذا بقي بعد مصطفى؟؟! ....آه، تتزوجها؟!!" ضحكت عاليا و هي تتمايل بعدم اتزان
-" أنت لن تستطيع .... أتعرف لماذا؟؟؟؟ " اقتربت منه...... لتمسك بجانبي قميصه لتتشتت ازراره في كل مكان، و تظهر ندوبه..... مررت اصابعها بحنية على بطنه.... وهو ينظر إليها بهدوء .. " أنت لن تستطيع ان تقترب من أخرى غيري... لن تستطيع...أنت أسيري كما أنا أسيرتك...أنت ضعيف بدوني.... فأنا الوحيدة القادرة على كسر لعنتك...الغبية.... تعتقد أن صورة ستجعلني أُصدقها..... " ضحكت بهستيرية لتستطرد " أنت لا شئ مصطفى.... لا شئ بدوني...."
ابعد ذراعيها بعنف.... حتى كادت تقع ارضا....لولا أن أشفق عليها....و وازنها، ليقول بهدوء و ثقة.....جعلت الدماء تتوقف في عروقها.....
-" إذن شاهديني و أنا أكسر عقد أسرك من حول قلبي و..... جسدي "
كان هذا آخر حوارهما..... أغلق الباب بعنف..... لتتهادى نحو الأسفل و تبكي كما لم تبكِ يوماً..... لقد قَتَلتْه، قتلت حبها في قلبه.

******************

نهاية الفصل ❤


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-18, 09:39 PM   #206

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

[rainbow]الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 8 والزوار 6)
‏ملك علي, ‏samam1, ‏bobosty2005, ‏اجمل غموض, ‏bila korn, ‏totamohamedusama, ‏rajanour

قراءة ممتعة 💋[/rainbow]


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-18, 10:41 PM   #207

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والدة مصطفى و كاميليا خططوا معا لكى للتفريق بين مصطفى
و جميلة..
وأعتقد أن مصطفى سوف يتخذ قرار متهور فى لحظة غضب
وسوف يندم لاحقا.
يوسف رجل رائع يحاول مساعدة مرح على نسيان الماضي
والبدء من جديد.
ورد ضغطت على جروح معاذ دون أن تدري عندما تحدثت عن
ضعفة أمامها بسبب حبة لها ..
لانة عانى كثيرا فى السابق بسبب استغلال والدة لحب والدتة
وجعلها امرأة ضعيفة .
فصلين رائعين سلمت يداك 😍


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-18, 10:49 PM   #208

Assinet

? العضوٌ??? » 401088
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 184
?  نُقآطِيْ » Assinet is on a distinguished road
افتراضي

إذن شاهديني و أنا أكسر عقد أسرك من حول قلبي و..... جسدي " nihaya cherira laken bravooooooooooooooooooooooooooo

Assinet غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-18, 10:51 PM   #209

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

حرام عليكي ياشيخة وجعتي قلبي على جميلة ومصطفى
الواطية كاميليا وامو خطتتو لكل شي يخرب بيتهم حيات
جميلة من جرحها حكت كلام لازم ماحكتو هي جرحت مصطفى
معاذ يالهوووي هيييح احمر ياباشا انت عجبت
مرح بعد ماحست بالامان سامية الواطية رجعتلها ذكرايات سيئة
الفصلين ناررررررررر رهيبة ملوكة ابدعتي حبيبتي


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-18, 10:53 PM   #210

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

يا لهووووووووووووي على جميلة و مصطفي و الزباله كامليا و الواطيه فاطمة
مش عارف يتشطر الا على الغلبانه جميلة و سايب تحت عقربتين عايزين قطع رأسهم قبل ديلهم نصيبة تاخدهم طالعة واحدة
معاذ و ورد اعتبر ده الهدوء اللي قبل البلاوي الزرقا ما اكيد انتي مش كيوت و حياتهم هتبقى كلها حب و رقص و فرفشة
سامية يا زباله بتستغلي حادثة زي دي تعايري بيها اشوفك زيها و نشوف هتعملي اية وقتها
بدات احب يوسف ليه معرفش هههههههه
فصلين تحففففففة يا ملك و بانتظارك


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:13 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.