آخر 10 مشاركات
أجمل الأسرار (8) للكاتبة: Melanie Milburne..*كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          شعر ثائر جزائري (6) *** لص ذكي سارق عجيب *** (الكاتـب : حكواتي - )           »          تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )           »          219 - صديقان ...وشيئا ما - جيسيكا ستيل (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : bella snow - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          طيف الأحلام (18) للكاتبة: Sara Craven *كاملة+روابط* (الكاتـب : nano 2009 - )           »          119 - بدر الأندلس - آن ويل - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي من الشخصيات أحببتم الترابط و التفاهم بينهم؟! و استطعت إيصال مشاعرهما لكم!
يوسف و مرح 146 54.89%
مصطفى و جميلة 130 48.87%
معاذ و ورد 22 8.27%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 266. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree168Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-18, 02:47 AM   #291

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي


توقعت أن جميله تترك مصطفى ولكن الصراحه مش بهذه الطريقه انت متأكده انها ١٨ سنه ولكن جرحها منه علمها من أين تأكل الكتف ههههه بس هى ليس لها أحد فأين ستذهب منك لله يا فاطمه ولسه مصممه انها غير مناسبه كان لازم مصطفى يكون حازم معها من البدايه لما احس انها تهاجم جميله تأخر كثيرا وتركها تواجه مخاوفها وحدها وصفك للأحداث فوق الوصف الحقيقه ممتع متحمسه للقادم كالعاده كل فصل بالتوفيق عزيزتى 💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞😘

bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-18, 07:05 AM   #292

ام رمانة

? العضوٌ??? » 353241
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,251
?  نُقآطِيْ » ام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond repute
افتراضي

ليه قاسية علينا كتير بقفلاتك دي 😭😭😭😭😭😭

ام رمانة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-18, 08:35 AM   #293

nagah elsayed

? العضوٌ??? » 266456
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 922
?  نُقآطِيْ » nagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond reputenagah elsayed has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

nagah elsayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-18, 07:39 PM   #294

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور
❤❤❤
بنتظار قمري


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-18, 08:16 PM   #295

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد
تسجيل حضور
بإنتظار الفصل 😍


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-18, 09:09 PM   #296

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل العشرون

قراءة ممتعة 💋



*************



- " حبيبي.. هل أعد لك الشاي؟"
- " لا شكراً... " قال بدون اهتمام، و هو يرجع نظراته لحاسوبه المحمول.
- " أتريد...." أغلق حاسوبه بعنف....ما جعلها تنتفض مكانها....
- " ورد.... أرجوكِ....أنت تخنقينني....إهتمامك يخنقني....أتركيني قليلا....لأستطيع التنفس" وقف وهو يحمل حاسوبه....
كانت تنظر إليه بصدمة.... وهو يواصل التذمر....تعرف أنها تبالغ بإظهار حبها له.... لدرجة الإختناق..... و هو أظهر تذمره عدة مرات...لكنه لم يقلها أبداً، بصريح العبارة.....هي مرعوبة.....لا تعرف كيف تخلق الأمان في قلبه، أنها لن تتركه أبدا....هي تعشقه.... لم تصدق متى تصبح في عطلة من الدراسة...كي تهتم أكثر به، تُظهر له أن هو الأولى بالمرتبة الأولى في حياتها....
أبعدت نظراتها عنه بخجل...
- " آسفة.... لم أقصد...."
-" بلى.... أنت تقصدين ورد، تحاولين أن تظهري أنكِ... زوجةٌ متفانية.... تفعل كل شئ لمراضاة زوجها....تحولت لزوجةٍ تقليدية....." اقترب منها.....نظر إليها من الأسفل نحو الأعلى... " منذ متى لم تهتمي بنفسك؟
أنظري لنفسك....و أنتِ ترتدين هذه المنامة العريضة.... و التي تكاد تبتلعكِ....و رائحة الطبيخ أصبحت تفوح منكِ.... " لمست شعرها....كردة فعلٍ غريزي....كان مقصفا....ذابلا....ليس كما عهدته....صحيا، و لامعاً.... كانت ترتدي.... احدى مناماتها القطنية العريضة.... همس بفحيح و هو يقرب وجهه منها
- " منذ متى لم أقترب منك كما أحب....منذ متى لم أقبلك كما أشتهي...." أغلقت عيونها، و أنوثتها تستغيث.....تطلب منها أن تثأر لها....تخبره أنها لم تعرف مالذي يحدث لها....دوامته أصبحت تبتلعها....لم تعد ترى الإهتمام بنفسها من أولوياتها..... كل شئ لمعاذ و من أجل معاذ.... تطبق تعليمات حماتها بالحرف الواحد..... تعلمت الدخول للمطبخ و طهي كل ما تعتقد أنه يحبه....
- " لم تعودي تثيرينني كما في السابق....و تجعلينني أفكر بك كل الوقت" ابعدت وجهها، لتنظر إليه بحزن
- " أهذا كل شئ.... هل أنا مجرد جسد جميل.... تحب أن تتملكه.... هل أنا مجرد دمية ، تحب النظر إليها....أين مشاعري و مشاعرك في الموضوع".... حرك اصبعه امام
- " لا لا لا.... نحن لم نصل لمرحلة المشاعر بعد....أنا معجب بكِ...ولا أنفي هذا.... لكن ليس لدرجة أن أحبك و أهيم بك..."
- " لكنك اعترفت لي سابقاً.... " عيونها تركز في فمه....تنتظر أن ينطق و ينفي ما قاله سابقاً
- " حبيبتي... الرجل ينطق بكل شئ امام امرأة جميلة.... لا تصدقي أبدا رجلا، أعمته الرغبة.... نحن مازلنا في طور التعارف "
- " في طور التعارف ايها الكاذب الحقير..... بعد أن سلمتك نفسي و قلبي.... " صرخت في وجهه بألم....و نظراتها تخبره الى أي درجةٍ يصيبها بالإشمئزاز.
- " ها انتِ قلتها... أنت من توسل لي أن أتملكها....و لا أذكر أنكِ لم تكوني راضية"
- " أيها الحقير... " كانت خجلة من نفسها....لم تكن تعتقد أن تلك الليلة ستتحول ضدها.... و تجعلها تتمنى لو اغتصبها و كرهته على أن يعاملها بتلك الرقة و تسلم له قلبها من اول لمسة....
- " ورد... إهتمي بنفسك من أجلك.... و ليس من أجلي.... " قال بلا مبالاة.....
غادرها متجها إلى الباب.... روحها كادت تخرج من جسمها....لكنها تماسكت وهي تنطق بقوة
- " أنا حامل" تسمر مكانه....وهو يستدير، ناظراً إليها بغضب....بخوف و بصدمة
- - " ماذا؟" هتف بصراخ و هو يرجع إلى أن وقف أمامها..." منذ متى؟....و كيف و أنا أحرص على تناولك الأقراص بنفسي...."
قالت ببرود تنوي استفزازه
- " أنت تقدمها فقط...." إبتسمت.... و عيونه تتحول للأحمر من الغيض
- " أنا لا أريده...." أجابها بتسرع و هو يمسك بذراعها بقوة
- " ماذا تعني" اجابته بصدمة.... و بتلقائية وضعت يدها على بطنها المسطحة....اتبع نظراتها ما زاده غضباً
- " ما فهمتيه.... أنا لا أريد هذا الطفل".... رفعت يدها لتعاجله بصفعة.... اتبعها صمت مهيب....لكنها استجمعت شجاعتها
- " أنت مجنون حقير...." اتهمته و دموعها تهدد بالإنهمار " أخرج من هنا....لا أريد رؤيتك مجددا" كانت تدفعه باتجاه الباب بقوة امرأة مجروحة.... مغدورة مِن مَن كانت تعتبره كل حياتها..... أغلقت الباب بقوة وراءه، لتستند عليه و تستسلم لبكاء مرير




***************

- " لماذا تنظر إلي بهذه الطريقة؟ " صرخت في وجهه و هي تتشبث بقميصه " أخبرني ما بها فرح، لماذا تبدو شاحبة و متألمة....و كأن النار تلسعها؟"
- " إهدئي حبيبتي.... ستكون بخير" وضع يديه فوق كفيها يحاول طمأنتها....و عيونه الجاحظة تنظر الى كل اتجاه....وكأنه يخشى أن تلتقي عيونهما و تكتشف ما يحاول أن يبعده عنها....عرفت أن الموضوع أكبر من مغصٍ عادي، يصيب الأطفال.... أبعدت يديه بعنف، وهي تقول بهدوء..... ينذر بعاصفة قادمة
- " لا تكذب علي يوسف.....فرح ستموت..... " أعادتها بخفوت " ستموت.... أليس كذلك؟".
سكت ينظر إليها..... يتذكر لهفتها و خوفها وهي توقظه... في منتصف الليل، بعد أسبوع من القطيعة.....أيقظته من حلم جميل....كانت عيونها الذابلة الآن... لوحة رائعة و كأنها لسماء غاضبة.....لتكرم بزخاتها المطرية الأرض الجافة، كانت امرأة معطاة.... حلم بها، بإحساس آخر، بعيد عن الرغبة الجسدية.... كانت رغبة تلامس الروح، تلك التي احتاجها، و أكثر من نصف عمره يبحث عنها..... في نساء من ألوان و أحجام و جنسيات مختلفة.....لم يكن صبورا لِما كان القدر يخبئه له.....كانت كلمسةٍ حانيةٍ على جرحٍ.....أو كقبلة جبين.... مجرد حلم؛ جعله يحس بالأمل.... بالرغبة في محاربة ذكرياتها....بمحاربتها لتخرج من قوقعتها..... و الآن تخبره أن يُصْدقها القول....لتزيد نظرتها انطفاءاً.... بعدما أخرجتها، طفلةٌ ضئيلة الحجم، بالكاد تُرى.... من قوقعتها، كيف سيخبرها، ان تلك التي تحدثها طوال الوقت....دون أن تنتظر أن تشاركها الحديث.....قريباً ستختفي.... كيف تريده أن يقتل ضحكاتها التي كانت محبوسة داخلها.... و تحررت أخيراً.... لن يستطيع....فلتعش في الوهم.... على أن يفقدها مجددا.
سكوته جعلها تتأكد أنها ستفقد الجزء المتبقي من قلبها.... مرةً أخرى، ستسلم روحاً طيبة إلى بارئها.
- " أرجوك.....أخبرني فقط....لا تتركني أعيش في صراع، لا تدع الأمل ينمو في داخلي.....ليتقلني مرةً واحدة..... أخبرني الآن....لأكون بخير بعدها" همست بحرقة
- " زينب.... والدتها كانت مدمنة خمر و مخدرات.....وهي حامل.....فرح تأثرت جداً.....الكليتان من الأعضاء التي تضررت جداً..... دكتورها، صرف لها عدة أدوية....لكنها لم تكن كافية....لمنعها من الإصابة بفشل كلوي مزمن.... " يُخرج الكلمات تباعاً....طوال الأشهر التي مضت، كيَّف نفسه أن ابنته في يد المولى... هو الذي سيشفيها أو يُريحها.... اللحظات جعلته يُغلق على عقله الطبي و العلمي الذي يؤمن أن كل شئ ممكن... الآن يعرف أنه مجرد وسيلة.... و الله هو الذي يشفي.
- " ماذا يعني ذلك؟" سألت و يدها تخبئ شهقتها
- " كليتاها توقفتا عن تصفية الدم.... نسبة السموم في جسمها في ازدياد....الحل الوحيد هو زرع للكلى.... "
- " أنا سأتبرع لها بكليتي.....او حتى اثنتين.... المهم أن تكون بخير.... "
- " المشكلة.... أن جسمها ضعيف.....ولن يحتمل عملية بذالك التعقيد " اجاب بضعف....و هو يستند على الحائط، خائر القوى.... لم يعرف أبداً كيف يكون إحساس الأهل عندما يخبرهم برسمية طبيب أن مريضهم في حالةٍ حرجة....او الأسوأ أنه فارق الحياة.....لو يستطيع سيطوف على كل الأهل الذين نقل لهم الخبر ببرود.... و يعتذر و بشدة.....لأن الألم لا يحتمل.....صعب تقبل أن جزءا منه يموت....و هو لا يستطيع عمل أي شئ..... كم يكره نفسه الآن.... اقتربت منه مرح....كان يحدق في الاعلى....لا يريد أن ترى نظرة الضعف في عيونها.....
- " ألهذا كنت تأخذها إلى الطبيب كل فترة .... و كنت تخبرني أنه مغص عادي....كنت تستغفلني يوسف" قالت بغضب.....
- " أنا آسف.....لم أكن أريدكِ أن تتألمني" قال بصدقٍ.....اشفقت عليه و هي ترى دمعته تسقط....
- " إفعل شيئا أرجوك.... من أجلي إفعل شيئا" عانقها بقوة.... وهو يهمس في اذنها
- " يا ليتني أستطيع..... اقسم لو في يدي شئ..." قاطعته و صدرها يرتفع و ينزل في وتيرة
- " بلى تستطيع.....أنت استطعت أن تجعلني أحيا من جديد.... " همست و هي تضع يدها فوق صدرها....تمنع قلبها من الخروج " جعلتني أعرف أن الحياة مستمرة....و أن فيها أشياءًا مازالت تستحق العيش"..... لا يريد نظرة الإمتنان من عيونها.....يريدها نظرة أخرى.... مليئة بالشغف، و كأنها ترتوي منه.....حرك رأسه يبعد أفكاره....ليستطرد بهدوء.... وهو يحركها لتصبح على الحائط و هو يغطيها
- " إرحميني.....أنا مجرد إنسان.....إنسان فاشل..... في الحفاظ على من يحب.... إبنتي تضيع مني، و أنا أبحث عن المواساة منكِ...." أنزل شفتيه باتجاه جبينها....لتبتعد عن مرماها....زفر بتعب و كأن الكون تآمر ضده....
- " تخبرني أنك لا تستطيع...."
- " مرح... " صرخ بقوة....فقد ضاق درعاً، بصورة البطل التي رسمتها له في مخيلتها " الموضوع.... أكبر مما تتخيلين.....والدتها...."
- " لا تقل أبداً والدتها..... أنا الوحيدة التي تستحق أن تكون والدتها..... انا أكرهك.... أكرهك كما لم أكره شخصاً في الوجود....جعلتني أتعلق بها، و أنت تعلم أنها ستموت.... "
- " مرح أرجوكِ....." مد يده ليمسك بها.... لكنها ابتعدت عن مرمى يديه
- " لا تقترب مني....أقسم أن أقتلك إن اقتربت ...." استدارت تنوي الهرب....خطوة....خطوتان، لتلتف إليه بخوفٍ....كان يضع رأسه بين يديه....... نظرت أمامها، لتلمح عدة اشخاص قادمين .... لترجع إليه.... جلست .....لتقترب أكثر تندس بجانبه خوفًا.... إلتفت إليها....و حضنها تحت ذراعه.... يقدم لها الأمان
- " ما زلت أكرهك جداً.... "
- " حسناً.... " همس وهو يرجع رأسه للخلف..... يغلق عيونه طلبا للراحة.....


بعد مرور شهرين

كانت جالسة بجانبها.....تمسك يدها الناعمة.... و أزيز مكينة تصفية الدم.... أصبحت كالموسيقى في آذانها....أليست هي ما يجعل ابنتها تعيش..... فتحت فرح عيونها بتعب، لتنظر إليها..... ثم ابتسمت.... لأول مرة تبتسم، فتظهر سنها الوحيدة.... التي كانت سببا لسهادهما ليالي..... و بهدوء و تعب أغلقت عيونها الزرقاء....
- " أنا لا أحتمل رؤيتها مريضة..." همست ليوسف الذي وقف خلفها مباشرة.... بعد أن أنهى ركعتين في جوف الليل.....يدعو فيهما الله.... و قد تقطعت به كل السبل.
- " الحمد لله على كل شئ" قال و هو ينزل ليقبل ابنته...
- " يجب أن ترتاحي مرح...." هزت رأسها بعنف....منذ قرر يوسف أن يأتي بابنته إلى البيت.... وهي تتكوم بجانبها، و كأنها تستغل كل لحظة توجد فيها ابنته على قيد الحياة... ابنته ولدت لغاية..... رغم ضعف القلب، و ضيق في التنفس.... ثم كليتاها المتضررتان....إلا أنها تقاوم....طفلته الصغيرة قوية تشبه والدتها.... لم يعرف أنه نطق بها
- " تشبهني؟؟!" تساءلت مرح و هي تعيد نظراتها المستغربة من يوسف لفرح
- " نعم....أنتما مقاتلتين....أبهرتماني بقوتكما...." ابتسمت برقة و هي تضغط على أصابعها.... لتجدها باردة جدا.....
- " يوسف.... لا أحس بأي نبضٍ" أبعدها بلطف....ليقترب من ابنته بسرعة..... كان قلبها الصغير قد توقف.... حاول إسعافها.....لكنها كانت قد سلمت روحها للرحمن.... قبَّل جبينها..... ليلتفت للأخرى المصدومة يعانقها بشدة.....
- " لقد ماتت" همس و هو يخفي دموعه في عنقها.... تذكرت عندما فتحت عيونها....كانت تودعها.... كان يجب أن تعلم تودعها بنفس طريقة استقبالها.... ابعدته بقوة...... اتجهت الى جسدهل تعانقه
- " لماذا تركتيني أنت الأخرى.... " ضمتها بقوة لصدرها...." استفيقي.... لا تموتي " كانت تهزها بقوة.... و جنونها في ازدياد " أحببتك أكثر من نفسي.....لماذا؟.... لماذا دائما تتركوني وحيدة.....أنا لا أحبكم " كانت تصرخ و هي تعانقها بأقصى طاقة...كان يوسف يحاول أن يبعدها عنها لكنها كانت في عالن آخر.....عالم المرارة و الفقد.....عالم يسوده الأسود و الكآبة....و قد غادره كل ما هو جميل.....أبعدها بصعوبةٍ عن حضنها..... و حقنها بمهدئ..... استكانت وهي تنظر إليه بضعف....
- " لا تتركني أنت أيضاً..... " همست و هي تتشبث بيده
-" أنا هنا حبيبتي.... " و أغلقت عيونها بهدوء.... تحت وقع الكلمة في عقلها.


*******************

لثلاثة أيام.... وهي تستعين بالمهدئات، كلما استيقظت، و تتذكر أن ابنته لم تعد بجانبها.... تنتكس مرة أخرى، كان جالساً ينظر إليها..... جميع عواطفه التي كانت منقسمة بينها و بين ابنته أصبحت موجهة لها وحدها..... يرى فيها طفلته و حبيبته.... و هي يجب أن تخرج من حالتها.... فقد آن الأوان لتأخذ خطوة جدية للأمام.
وصلته رسالة على هاتفه المحمول " أنا أمام البيت".... كانت من مصطفى، الوحيد من عائلته الذي لم يحضر لحظات الدفن....
تركها و اتجه إلى الباب....ليلتقي بصديقه، فلمدة شهرين اقتصرت اللقاءات على المكالمات الهاتفية فقط....

كان يجلس على عتبة الباب ينتظره..... فتح يوسف ليندفع إليه مصطفى يعانقه بعاطفة أخوية خالصة
- " أنا آسف لخسارتك...." قال بصوته الأجش....و التعب بادٍ على ملامحه " كنت مسافراً ولم أستطع أن أحضر الدفن".... ذقنه نامية.... تكاد تصل إلى صدره....و عضلاته زادت صلابةً و أكثر بروزاً..... كان ضخماً جدا..... و قوياً جدا.....يعرف صديقه....في ساعات ذروة غضبه، الرياضات العنيفة الوحيدة التي تستطيع السيطرة على غضبه..... و منذ دخلت الحمراء حياته....اصبحت و كأنها قامت بغسيل لدماغه..... بهمسةٍ منها....كان يعود ذلك الطفل الوديع...... و بلمسةٍ منها، يتبخر غضبه.....
- " لا بأس.....كيف حالك مصطفى؟ " قال يوسف وهو يقوده الى داخل المنزل..... باتجاه الحديقة....فلا يريد أن تستيقظ مرح و تراه.....
- " لستُ بخير....منذ هروبها و أنا لستُ بخير...." همس بحزن..... فالوحيد الذي يعرفه بجميع حالاته هو يوسف، وكأنهما شخص واحد و انقسم شطرين.
- " ستكون بخير....هي تستطيع الإعتناء بنفسها.... رأيت ماذا فعلت بالحفل.... قلبته رأساً على عقب للثأر من كرامتها..." ابتسم و هو يتمدد على الكرسي يحدق بالسماء....
- " ليس وهي حامل...." نطق بحرقة و غضب
- " ماذا؟!.... هل.... متى....؟؟ " كان فاغراً فاهه من المفاجأة....
- " نعم....بعد الحفلة..." نظر إليه.....إرتعب يوسف من النظرة المرتسمة على ملامحه " و كأنها أحيتني فجأة....لتقتلني مجددا.... بكل برودة الدماء.... غادرت و هي تخبرني أنها ربما تحمل نطفةً مني.....ربما طفلي يتكون في رحمها الآن.... و أنا هنا أبكي كالنساء .... أكاد أموت رعباً و أنا أتخيلها وحيدة.... مرعوبة....او أسوأ حامل، و لا تجد من يمسك بيدها...." ارجع بصره ينظر للأفق" لم أترك مكاناً ولم أبحث فيه.....ذهبت لتركيا...لأرى عائلة والدتها....لأكتشف أنها ليست كذلك.... مجرد أسرة كانت والدتها تشتغل عندهم.... إختفت.... و كأنها فص ملح و ذاب في المحيط" زفر نفساً حاراً..... و كأنه يريد إخراج كل ما يعتمل في نفسه ولا يستطيع
- " ستجدها إن شاء الله.... " لا يعرف كيف يواسيه....كلاهما يعانيان، لكنه على الأقل زوجته تحت ناظريه..... ولم تبتعد.
- " كيف حال مرح؟" سأل مصطفى... أحس بأنانية و هو يبحث عن المواساة من صديقه.... دون أن يقدر ظروفه.
- " لا تتقبل الأمر جيداً.... نائمة طوال الوقت، وكأنها ترفض مواجهة الواقع...و عند الإستيقاظ تبكي طوال الوقت "
- " إهتم بها.... فالنساء لا يطلبن سوى الإهتمام....و يقتلهن اللامبالاة.... لا تقع في نفس خطئي.... هن يستحقن كل شئ جميل"
- " أنا أفعل ما أستطيع..... " غمغم يوسف ليعم الصمت بينهما....وكل واحد يفكر في امرأته.... سأل مصطفى بهمس
- " ما نسبة كونها حاملا؟.... هل ستعاني؟"
- " بالنسبة لشخص لم يرى امرأة عارية أمامه من قبل ...فأجزم أنك لم تتركها حتى جعلتها حا....." ارتعب من نظرة مصطفى اتجاهه " آسف كنت افكر بصوت عالٍ....." ابتسم له....ليستطرد" لا أعرف حقاً....لكن لو كانت فعلا حامل، فستبدأ عوارض الحمل بالظهور الآن....كالغثيان و فقدان الوعي...."
أغلق عيونه في رعب..... ليقاطع يوسف بغضب
- " غاضب منها...... لدرجة أتمنى أن أجدها و أدق عنها....ثم.... " سكت وقد كان سيخبره عن ما ينوي فعله بها.... و ذكريات الليلة الوحيدة لهما تغزو مخيلته....حرك رأسه بعنف يطردها... ليقول بخفوت " لو فقط بقيت بجانبي، و عاقبتني كيفما تريد.... "
- " لم تكن لتعرف قيمتها مصطفى.... لن أقول أنني حذرتك....لكنك كنت تعاملها كشئ ثابت في حياتك.... اعتبرت نفسك كالأكسجين بالنسبة لها.... "
- " أرجوك....لم أعد أستطيع سماع المزيد.... " قال بتعبٍ.... تمنى لو يستطيع أن يذرف الدموع....و يخلص جوارحه من كل هذا الضيق، الغضب و تأنيب الضمير الذي يستوطنه.
- " يجب أن أذهب...." وقف مغادراً.....كان كسيراً.....يقسم أنه لم يرى صديقه أبدا بهذا الضعف.



********************

ذهب إلى غرفته....التي أصبحت تحتلها مرح، وجدها كما تركها، تنام بوداعة....و كأن هموم الدنيا لا تثقل كتفيها.... غير ملابسه، لينظم لها..
زفرت براحة و هو ينام بجوارها.....تحس براحة تستكنفها كلما وجدته بجانبها..... بعد فرح هو الوحيد المصدر لآمانها

- " لقد ذهبت ولن تعد" همست.... اقترب منها يعانقها من الخلف....لم يهتم لتشنج جسدها.... و انتفاظته
- " إهدئي.. أريد فقط أن أنام بجوارك.... " همس في أذنها و هو يقربها منه أكثر....
- " هل تتذكر اليوم الأول الذي رأيتها..... فتحت عيناها تستقبلني " قالت و هي تحاول ايجاد مكانٍ أكثر راحة في حضنه.
- " نعم حبيبتي.... مازلت أذكر.... "
- " قبل أن تموت.... فعلت معي نفس الشئ، فتحت عيونها و ابتسمت....كانت تودعني و أنا لم أكن أعلم....." انخرطت في بكاء رقيق
- " هي تعرف أنك تحبينها....و هي كانت تحبك جدا.... هل تذكرين عندما كنت أحملها، لتحضري لها الحمام....كانت تبكي بشدة تريدك...." ضحكت من وسط دموعها.... ابتسم لضحكتها " و اليوم الذي كنت ألاعبها....لتتجشأ علي....و يدخل مباشرةً في فمي....كان طعمه حامضاً...." اطلقت ضحكةً رنانة.... لتقول بحماس
- " هل تذكر.... عندما كانت بشرتها حمراء.... وقررت ألا تلبسيها الحفاظ....كنت دائما ضحيتها..." ضحك بصخب...
- " أنا كنت دائما المظلوم بينكما....كانت تمسك نفسها إلى أن أحملها..... حتى شككت بنفسي أنني أشبه المرحاض" استدارت تقابله.....و الإضاءة الخفيفة.... تظهر لمعة عيونها....بين الحزن و الفرح....و شئ آخر... همس مأخوذاً بها
- " كانت جميلة..... تشبهك كثيراً " أنزل شفتيه يقبلها برقة..... وكأنه يخشى من خدش شفتيها المهلكة... ابتعد عنها... طلباً للهواء.... لترفع نفسها.... و تميل عليه.... تقبله بشغف....و رغبة و رعشة شفتيها تفضح خوفها.... همست
- " أريد أن أنجب مثلها "
فاجأته همستها..... لكنه لم يظهر لها ذلك، يدرك جيداً، أنها لا تستوعب طلبها... حالتها النفسية الآن المتأثرة بموت فرح، تجعلها تعتقد أنها قادرة على إكمال العلاقة بينهما.... هو لن يخطئ مجددا... يكفي الأسبوع الذي مر عليه كالجحيم....ونظرة الرعب و التحفز ما يملأ نظراتها و هو يمر من جانبها.... أعادها إلى الفراش.... وهو يقول بخفوت
- " سنتكلم عن الموضوع فيما بعد....نامي الآن"
كان يمرر أصابعه على شعرها....حتى انتظمت أنفاسها....إستنشق شعرها وهو يهمس لها
- " قريباً ستكونين لي....بين ذراعي كما أتمنى.... لكن ليس الآن..... مازال الطريق طويلا"





******************



504، 505.... كان يعد بغضب....و هو يرفع نفسه.... و نفس حار يخرج من أنفه....لليوم الواحد و التسعين لم يجد لها أثر.... كان يقوم بتمارين الضغط... عله يُتعب جسده و يسقط خائر القوى....ثم ينام... دون أن يفكر فيها.... كلما قرر أنها ستكون آخر ليلةٍ له في هذه الغرفة، يعود إليها صاغرا....و قد صدق حدسها....لم يعد يستطيع النوم يدون رائحتها..... و ذكريات الليلة الوحيدة تقض مضجعه....تجعله يتقلب في الفراش إلى الصباح.....لكنه لم يستطع الإبتعاد.
مازال يتذكر صباح تلك الليلة.....
جلس مكانه و البطاقة بين أصابعه....." غادرت..."
كبركان يستعد للإنفجار، وقف يفرغ غضبه في كل شئ في الغرفة....في ثواني أصبحت الغرفة، مقلوبة رأساً على عقب.... كان صدره يعلو و يهبط في انفعال.... اتجه إلى الدولاب، ليلبس و يذهب للبحث عنها....يقسم إن وجدها، سيجرها من شعرها إلى البيت....وقف أمام المرآة.... ينظر إلى نفسه...بكره و بخيبة أمل....لم يكن يعتقد أبداً، أن يأتي يوماً و تستغني عنه الحمراء.... إعتقد أنه وشمها بحبه...و بحاجتها إليه إلى الأبد..... هشم المرآة أمامه....رفع البطاقة ينظر إليها..... كأنه يتخيلها الحمراء.... و خيط من الدماء ينزل على طول ذراعه..... و يتذكر ليلتهما معاً.... ليلة جعلته يتعرى عن روحه.....ينفصل عن جسده، لتظهر ندوبه، كأنها جرح صغير....انمحى بقبلةٌ منها.... و يتبخر ماضيه و كأنه ولد يوم وجدها أو وجدته....لا يهم، المهم أنهما معاً.... جسدان يكتملان بعضهما.... بخشونةِ جسده و نعومة جسده....بصلابة جسده و هشاشة جسدها.
جميلة جعلته يكتشف عالماً.... تجتمع فيه كل الألوان و معانيها.... عالماً عرف فيه الأحمر و ما يمثله من عشق لها ، الأزرق و ما ينبض به من سحر روحها ..... و الأصفر من الغيرة أنه لم يكن في عمرها الذي مضى....يغلفهم الأبيض بنقاءها و براءتها....
يعرف أن ما مضى لا يقارن أبداً.... بروعة ثانية بين أحضانها....حمراؤه عايشته العشق بكل معانيه....ما جعلته يعيشه أعتى الشعراء و الملحنين لم يصلوا لوصف روعته....
" ستبحث عن مثيلتي... " تذكر جملتها، و هل لطيفك مثيل.... هل سيرضى بالفتاة بعد أن عاش الكمال.... كان ينظر إلى نفسه و كأنه يخاطب حبيبته " سأجدك.... سأعاقبك.... و سأقبلك إلى أن تتهالكي بين يدي.... و تحرمي عنكِ و عني الإبتعاد".
استند على يديه.... و رأسه للأسفل وهو يتذكر كلامها عن طفله.... متأكد أن الله لن ينهي روعة تلك الليلة دون أن يزوع في رحمها ما يذكرهما معاً... يذكرهما بالليلة التي كسرت فيه اللعنات....و اتَّحدتِ الأرواح.
- " سأجدكما...." صرخ " و أجعلك تعتذرين عن كل ألم جعلتينا نقاسيه....سأجعلكِ تقبلين كل نُدوبي واحداً تلو الآخر.... لأغفر لك.... و سأكرس حياتي و أنا أعوض لك عن كل ثانية حزنٍ جعلتك تذوقينها" ....
الأيام تمر.....و رائحتها تتلاشى في وسادته و غطائه....و كمدمن يبحث عن بقاياها....ولا يرتاح إلا اذا تشبعت بخا خلاياه.... ذكرياتهما معاً.... الشئ الوحيد الذي يربطه بها....
- " أرجوكِ عودي.....لقد تعذبت بما فيه الكفاية " اغرق وجهه في وسادتها " أخاف أن يتعود جسمي على فراقك.... فتصبح عودتك و عيابك سيان "


رسالة نصية من هاتفه ايقظته من أفكاره.... إتجه إليه و هو يمسح العرق عن جدعه العاري..... ليهتز هاتفه بمكالمةٍ من أحد رجاله....
- " نعم...." قال بصرامة....و قلبه يضرب، فقد أخبرهم ألا يزعجوه إلا إن كان الموضوع يستحق
- " سيدي الهاتف الذي نتعقبه قد تم تشغيله....سأرسل لك العنوان في رسالة" أغلق الهاتف...وجسده يرتعش... لقد وجدها.... وجدهما....رنة رسالة هاتفية ايقظته من صدمته.... كان يهم بفتح الرسالة عندما....لاحظ الرسالة السابقة كانت من "حمراءي"... فتحها بسرعة ليشهق و هو يقرؤها
- " تعال و خذني....أرجوك"

***********

يليه الفصل الواحد و العشرين


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-18, 09:11 PM   #297

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الواحد و العشرون :


قراءة ممتعة 💋


**********




صرخت بقوة وهي تضرب فخذيها.....عن كل لحظة تنازل قامت بها من أجله....عن كل أمل بإحساسه بها الذي أصبح مجرد غبار تذروه الرياح...... صرخت بقوة امرأةٍ مغلوبة على أمرها، وجدت نفسها تحارب قلبا قاسيا....اعتقدت أنها تسقي بذرة حبها في قلبه....و تخلق لها متنفساً لتشعر بالأمان....تكبر و تزدهر...... ولم تعلم ان البذرة خُنقت قبل حتى أن تظهر.
كانت تضع يدها على بطنها..... تبحث عن أمل وجوده في جوفها.
- " أنا آسفة حبيبي.... لم يجدر بي وضعك في هذا الموقف.... و اجعلك تسمع كلامه.... " شهقت و هي تذكر كلامه البشع " هو يحبك.... فقط مشوش لا يعرف ما يقول "
أطلقت العنان لدموعها، تبكي لهفتها عليه طول هذه الأشهر، و حبها الذي يزداد كل ثانية في قلبها.....عشقها و خوفها عليه أعماها أن ترى نفوره منها..... يوماً بعد يوم كانت لمسته تصبح أقل حرارة...... إلى أن خمدت و أصبحت باردة.
شغفه بها خبى ليصبح كواجب يجود به نحوها...... و هي التي كانت تعطيه ألف عذرٍ....... وهي التي كانت تترجم إحساسه بالنفور..... أنه اصبح متعلقاً بها......و لخوفه من أن تتركه كان يترجم شعوره عكس ما يحس به.... صبرت و صابرت...... و للصبر حدود.
وكأن طفلها أراد أن يخبرها أنها لم تعد وحدها..... أحست بنوبة غثيان قوية..... أسرعت للحمام، تستفرغ كل ما يوجد في بطنها...... دموعها امتزجت بالعرق، و هي تحس بوحدةٍ قاتلة..... تريد والدتها جنبها.....تريد أن ترى نظرة الفخر من عيون عمها....... ولمسة حنية من والدها......تريد قبلة شغوفة من زوجها.....تريد و تريد.
و بضعف غسلت وجهها.... و اتجهت للمطبخ، فلن تحمل ابنها نذالة عائلته و جبن والده.....كانت تشرب العصير، و عيونها تمر على الشقة الصغيرة..... كل مرة يخبرها أن ينتقلا لمنزل اوسع الواسع،كانت ترفض.... فقد عشقت حميمية هذه الشقة..... مازالت نظراتها تجول فيها..... وكل شئ يخبرها أنه كان هنا.....معاذ كان هنا.... وضعت الكأس بعنف... و اتجهت نحو مكتبه الصغير.....لمحت حاسوبه فوق المكنب لتضرب به و أعادت الكرة عدة مرات حتى اصبح حطام تحت ارجلها.....اتجهت لمكتبته الضخمة التي كانت دائما مصدر فخره....و لطالما اعتبرها ثروته الخاصة....في دقائق كانت في خبر كان.... والبهو اصبح عاصفة من الورق....ثم اتجهت لدولابه....فتحته تنظر لداخله....دائما ما تقول أنه صغير و لا يسع لملابسهما معا....كومت ملابسه أرضا، و بحثت عن المقص....و جلست أرضاً.... تنهي المهمة، وهي تحدث الذي في بطنها
- " حبيبي... نحن لا نحتاج إليه....ولا نريد أي شئ يذكرنا به.....سنكون بخير لوحدنا".
وقفت و ابتسامة راحةٍ على وجهها....نزعت المنامة القطنية....و بدأت حملة التنظيف.....أغلقت باب الشقة.....ثم اتجهت لتأخذ حمام زيوت طويل.... اشتاقت له.



************



مرت ساعة.... وهو يهيم في الطرقات، أحس بتسرعه، كم كان حقيراً وهو يطلب منها قتل ابنه....ثمرة زواجهما....... كطبيب أدى القسم، أن يحاول انقاذ كل نفسٍ بين يديه....يأتي لابنه و يخلف القسم.
ضرب المقود عدة مرات....وهو يتذكر نظرتها إليه..... نظرة تحمل الصدمة، و خيبة الأمل....تحسس وجنته، كان يستحقها....الصفعة ما جعله يستفيق مما كان يهذي به.....كيف سيخبرها أنه لا يصدق ما نطق به، هو نتيجة إحساسه بالفزع.... وهو يتخيل نفسه يحمل كتلة لحمٍ..... ينتظر منه أن يكون قدوة، و يمسك بيده نحو مستقبل مشرق.....لكنه لا يحس أن لديه ما يقدمه.....هو مجرد فاشل، معقد....لم يستطع تخطي الماضي....كل ما يتقنه هو الهروب...
نزل من السيارة.....سلم المفاتيح لمراد الحارس الليلي الضخم لبنايته..... التي اشتراها من صاحبها، مباشرة بعد عودته من الخارج
- " سيد معاذ....هناك ما يجب أن تعرفه" لكنه قاطعه...فليس الوقت لسماع شكاوي السكان....
- " ليس الآن مراد.....ربما في وقتٍ لاحق".
- " كما تريد سيدي...."
تراجع مراد وهو يدمدم بشئ لم يصل لأذنيه.... لم يكن سيهتم على كل حال.
اراد استقلال السلالم....ليجد وقتا أطول لترتيب أفكاره.....يجب عليه أن يعتذر منها....و يطلب منها مسامحته.
لفت انتباهه قصاصة كتاب... تبدو مألوفةً له.... اسرع يعتلي السلالم بسرعة....و القصاصات تزداد كلما اقترب من الطابق الثالث الذي توجد به شقته..... فغر فاهه و هو يلمح كتبه و ملابسه....و أجهزته الإلكترونية متكومة بجانب الباب المغلق..... مازال مندهشاً مما فعلته..... دخل الشقة و الغضب يزداد في جوفه..... كان البيت في حالة سكون.... هل غادرت و تركته....أحس بالخوف، وهو يتذكر الحارس، ربما أخبرته أن يبلغه أنها رحلت و ألا يبحث عنها.
كاد يهم بالخروج.... ليسأل الحارس عما يريده....عندما خرجت من الحمام، تلف منشفتها حولها..... راحة فورية أحس بها....و هو يشم رائحة جسدها التي كاد أنفه ينساها.....هي هنا لم تغادر.... مرت من جانبه بهدوء و كأنه غير واقف ينظر إليها....
تبعها للغرفة.... وهو يحاول أن يستجمع نفسه ليحدثها.....
- " ورد.... أريد أن... " همس وهو يقترب منها.... قاطعته و هي تنزع المنشفة مرةً واحدة.... ابتلع ريقه بصعوبة، و عيونه تستكشف جسدها.... ابتسمت باستخفاف وهي تلمح اضطراب جسده
- " يبدو أن الإشارة أمام الباب..... لم تكن كافيةً.....لتفهم أن لا مكان لك في هذا البيت" قالت ببرود و هي مازالت تبحث عن ملابس ترتديها.....
- " ماذا تعنين....هذا منزلي" قال بدهشة....
- " لم يعد كذلك.... هذا منزلي و ابني....ولا يوجد اي شئ لك فيك... " قالت بغضب، و عيونها تزداد قتامة.
إقترب منها.... يقبلها بشغف، و رغبته بها تزداد.....و كأنهما عادا لأول أيام زواجهما.....همس بين قبلاته
- " أنا آسف....لم.... أعني.....ما....قلته....سابقاً"
حملها و اتجه بها إلى السرير.....فهي الطريقة الوحيدة التي يعرف كيف يعبر بها عن حاجته لها....ابتسمت له.... و نظرة غواية ترتسم على نظراتها.... ظهرت غمازاتها ما جعله يفقد المتبقي من سيطرته على نفسه.....يريدها الآن، لن يحتمل ثانية اخرى بدونها.....استقام يتخلص من قميصه.... و ببرود، غطت جسدها العاري، و التفتت تعطيه ظهرها
- " ضع المفاتيح فوق الطاولة.... و انت مغادر"
وقفت اصابعه عما يفعل به و هو ينظر إليها بصدمة..... و بإحباط
- " ماذا؟!!!!...ألم نكن للتو...." ضحكت و هي تلتفت إليه
- " لم أعد أريدك..... تعرف.....الهرمونات" رفعت كتفيها ببرود
- " أنت تلعبين بنذالة....ورد" همس بفحيح غاضب
- " لم ترى بعد النذالة على اصولها يا ابن عمي.....و الآن ضع المفاتيح، و اخرج من منزلي"
- " و إن رفضت....." قال بهدوء و عيونه مركزة عليها
- " سأخرج أنا.....أعرفك عديم المروءة ....لكن ليس لدرجة أن تطرد ابنة عمك الحامل، للشارع الآن...."
وضع المفاتيح بعضب..... وخرج، ليس تلبيةً لطلبها، لكن لأنه يعلم جيداً أنه إذا بقي ثانية أخرى.... سيقتلها





******************




فاض به الكيل و هو يراها كل يوم تدوي أمامه شيئا فشيئا....و تعود لصمتها و برودها...و كأن الحزن خلق لها وحدها.... حمل لها الطعام لغرفته.... لكنها لم تمسسه، ما جعل غضبه يتأرجح داخل صدره، لكنه أثار الهدوء معها
- " مرح ما تفعلينه في نفسك غير معقول....أنت تبالغين في ردة فعلك " قال بهدوء
- " أنا أبالغ.... لقد ماتت ابنتي.... إبنتي يوسف " صرخت بهستيريا.
- إنها ابنتي أيضاً مرح.... ابنتي هل تفهمين " صرخ في وجهها "ابنتي التي فقدتها.....أنا أيضا يحق لي الحزن و الإنزواء بعيدا عن الكل لكنني، لست بجبان..... لا أريد أن أستيقظ فأجد الوقت قد فات للفرح....لا أريد أن أضيع أي ثانية بدون أن أفرح فيها معك"
كانت تنظر إليه بصدمة....من إنفجاره، منذ اسبوع و هي لا تخرج من غرفته..... لا تفعل اي شئ سوى النوم، تحس بفراغٍ كبير....و كأن قلبها انتزع من مكانه، و كأنها تعيد مأساة فقدان طفلتها من جديد.
-" تحركي...." قال بصوت لا يقبل الجدال، و هو يمد يده إليها.... جذبها بشئ من الحدة.....و اتجها لخارج المنزل، قاد طويلا، حتى أصبحت المنازل خلفهم....ولم تعد تظهر سوى تلك المروج الخضراء...
أوقف السيارة لينزلا....وهي تنظر للطبيعة الخضراء بفضول.

اسرع يجذبها من يدها باتجاه تل كبير، كان المروج الخضراء تظهر من كل مكان
-"انظري...." قال وهو يعانقها من الخلف، أحس بتشنجها لكنه لم يهتم " انظري للمساحات الخضراء..... " تلفتت يمينا و شمالا " كلها لك....... تخيلي نفسك تجرين فيها و تطلقين العنان لنفسك...........و لماذا التخيل؟" جذبها نازلا بها السفح...إلتفت إليها " هيا اصرخي اريد ان اسمعك تصرخين باعلى صوتك...."
كان السفح قليل الإنحدار....لكنها كانت مرعوبة.... أطلقت صرخة كبيرة....و يوسف يسرع أكثر...نازلا بها، الهواء البارد يضرب وجهها، أحست بالحرية، لتطلق صرخة أقوى......و دموعها تجري....كانت تصرخ بأقصى ما تستطيع.....و يوسف يردد " أقوى.... أقوى"
لينظم إليها في صراخها.... من يلمحهما سيظنهما مجنونان..... سقطا على العشب الأخضر يضحكان بأقصى طاقتهما
-" كان الأمر جنونياً... " همس، وهو يحاول ايجاد انفاسه
-" نعم.... كان كذلك" وافقته.... أحست براحة على صدرها، كانت جالسة و صدرها يعلو و ينزل من الجهد المبذول تنظر ليوسف المستلقي....
- " شكراً.... " نظر إليها ليبتسم برقة
- " واجبي..." همس و هو يمرر يده على خدها
- " أنت اروع هدية يرسلها لي القدر.... لا أريدك أن تحزني بعد الآن"... ابعدت وجهها عن يده
- " يا ليتني أستطيع.... في قلبي غصة لم تشفى بعد يوسف....ولا أعرف كيف أجعلها تختفي"
- " ثقي بي....و سأجعلها تختفي.... سلميني نفسك و سترين مرح أخرى تخلق من جديد" سكت ليستطرد " هل تثقين بي؟"
- " نعم....أثق بك " همست وهي تنظر في عيونه
- "إذن لندهب لموعدنا المقبل....هي طبيبة متقاعدة، لكنها ذكية جدا و بارعة في عملها....سوف نلتقي بها، إن ازعجتكِ نترك المكان فوراً.... " أرادت الرفض لكنها تراجعت ...تريد ان تُسلم مقاليد حياتها لشخص آخر....عسى أن تجد الراحة.... أمسكت بيده.... استقلا السيارة ليكملا الطريق غرباً نحو قرية ساحلية..... نزل يوسف بالسيارة نحو الشاطئ الخالي إلا من عدة صيادين منتشرين هنا و هناك..... إتجها نحو أحدهم
- " مرحبا عثمان..." عانقه يوسف بحميمية.... وكأنه بنفس سنه...كان رجلا طاعنا بالسن، يبدو في أواخر الستينات
- " مرحبا بني....من هذه الجميلة؟" حاولت الإختباء خلفه....لكنه ذراعه اجبرتها على التقدم و الوقوف أمامه
- " هذه الجميلة.... اسمها مرح....وهي زوجتي" قهقه العجوز بمرح.....
- " تبدو جميلة جدا لتتزوج بقبيح مثلك...." ابتسمت مرح...ليستطرد
- " اسمعي عزيزتي.... إذا ازعجك مرة فتعالي إلي....انا أعرف كيف أربيه " قال بجدية و هو ينظر لمرح
حركت رأسها بنعم....ما جعل يوسف يضحك
-" رغم انك عجوز....الا انك مازلت تؤثر في الإناث....ألا تخشى من غيرة ناديا "
- " دعه منك يوسف....فهو قد خرف " صاحت امرأة من وراءهم
- " مرحبا عزيزتي.... لم أرك منذ وقتٍ طويل " تقدم منها يوسف يقبل وجنتها بحرارة
- " منذ زواجك و انت ملتهي عني....هل هذه الجميلة هي مرح" سألت و هي تشير لمرح
- " أجل هذه هي حبيبتي مرح.... حبيبتي هذه صديقة والدتي ناديا.... و صديقتي أيضا" أحست بالخجل من كلامهم عنها....و كأنهم يتحدثون عن أخرى وليس هي.
- " آسفة على خسارتكما.....كنت اريد زيارتكما، لكنني صرت عجوزا ثقيلة الحركة"
- " لا بأس عزيزتي.... لله ما أعطى و لله ما أخذ"
- " و نعم بالله.... لماذا لا تذهب عند عثمان....أعلم عشقك للصيد، و تتركني مع الجميلة مرح....سنجلس هناك " اشارت لطاولة و مقعدين
- " هل ستكونين بخير.... " سأل يوسف و هو يمسك بوجهها، ينظر مباشرة في عيونها
- " نعم.... " همست...لينزل شفتيه و يقبلها بجانب فمها...." سأكون هنا...."
-" استحي يا ولد....." نهرته ناديا... لكنه لم يهتم.... ابعدته عنه مرح بخجل....
-" أحبكِ...." همس في اذنها.....ما جعلها تحمر أكثر.
اتجه عند عثمان، و صخبه يصلهما.... حيث جلستا
- " حتى في أحلك الظروف، يضحك.... كانت أمه لا تفرق بين حزنه و فرحه...." قالت ناديا، وعيونها عليه...
- " نعم هو كذلك...." وافقت مرح
- " كيف حاله بدون فرح؟" نظرت إليها مرح بصدمة....لم تهتم ابدا بإحساسه....كلما يهمها كيف تفكر، و كيف تدخل نفسها في دوامة سوداء أخرى
- " يبدو أنك مثلهم...." اكملت ناديا
- " مثل من؟" تساءلت مرح بفضول
- " والده....والدته، و كل المحيطين به....يتعاملون معه كشخص لا يحس....كشخص بدون مشاعر، لكنه إنسان مثلنا، له قدرة إحتمال محدودة...."
نظرت لاتجاهه....كان يضحك.....كما العادة، لم تسمع منه يوماً شكوى، او لم ترى أبداً لحظة ضعف من جهته....أحست بتأنيب ضمير، فقد ابنته و عوض أن تواسيه كان يواسيها.... ساد صمت طويل و ناديا تنظر للمشاعر التي تتناوب على صفحة وجهها
- " تحبينه؟ " نطقت فجأة.... أنزلت مرح عيونها عنه...لتلتفت إليها
- " هل هذا سؤال؟" سألت بخفوت....
- " بل تقرير....أنت تحبينه....لكنكِ خائفة " قالت بجدية
- " أنا لا أحبه.... بل أعشقه...." سكتت لتستطرد " أنا لا أريد اقترابه... و لا أريد بعاده أيضاً "
- " كيف علاقتكما معاً....؟"
- " هو يفعل كل شئ جميل من أجلي....أنا أجلبُ له الألم و الحزن فقط....يكفي أنه وهبني فرح.... "
- " ألا تريدين الإنجاب مرةً أخرى... طفلا يكون من صُلبِه"
كانت تنظر باتجاه يوسف.... زوجها و حبيبها....تعرف تعلقه بطفلته فرح..... تريد أن تسعده.... لكن
- " أريد....و بشدة، لكنني خائفة ألا أستطيع...أخاف الا أكون اماً جديرة به"
- " كيف ذلك؟" سألتها ناديا بهدوء
- " ألا أستطيع حمايته.....كما حدث سابقاً" وهي تحاول عدم اظهار مشاعرها اكثر.... لكن ناديا قالت ببرود تحاول استفزازها
- " و ما الذي حدث مرح".... شعرت بالغضب و كأن ناديا تستخف بما حدث لها
- " لا تمثلي أنك لا تعرفين.... الكل يعلم بقصتي....الفتاة البائسة التي اغتصبت....و القانون لم ينصفها"
- " مالذي يجرح أكثر....أن يتم التعدي عليكِ....أم ألا ينصفك القانون؟"
- " لو كان أنصفني.... كان الجرح سيكون أخف.... لكن أن أفكر أن ابنتي ليست آمنة....يقتلني... " قالت وكأنها تخرج جزءا من قلبها....
- "ليست آمنة؟.... بهذا أنت تقارنين يوسف بزوجك السابق... " وقفت بغضب.... ما جعل يوسف يقترب منها...كان خائفاً عليها
- " لا تحاولي اللعب بعقلي....يوسف أجمل ما حدث لي ابداً في حياتي.... هو كل شئ.... بالنسبة لي....و ذلك الحقير ادعو له دائماً أن يتعفن في الحجيم".........أراد أن يذهب و يعانقها....يخفف عنها.... و يتحمل الألم نيابةً عنها...لكن ناديا أشارت له أن يبتعد....
- " إجلسي مرح.....لا يستحق الموضوع أن تحرقي أعصابك عليه" قالت بهدوء غريب....امام عاصفتها
- " أنت لا تعرفين ماذا واجهت....أنت كسائر الأطباء، تعتقدون أنكم تعرفون كل شئ.... تحاولين استفزازي....لأخرج عن طوري و أخبركِ ما حدث.....أنا لا أحتاج لذلك، كل ما أحتاج إليه، شخص يتحملني.... "
- " ولماذا لا تخبرين يوسف؟" واجهتها
- " لا أريده أن يعاني.....يكفي أنني أعاني لنا نحن الإثنين" قالت بحزن
- " أفهم جداً ما تقصدين.... " قالت ناديا وهي تنظر جهة زوجها
- " لا أظنكِ....فأنتِ لا تعرفين ماذا عانيتُ".... نظرت إليها، كانت عيونها مغروقة بالدموع.....وهي تنظر لزوجها بتأثر
- " بلى.... أعرف ما عانيتِ... و ما تعانين.... " سكتت تنظر للأفق " أنا أيضاً تعرضت للإغتصاب.... من عمي" سكتت....و دقات قلب مرح تزداد....وكأنها التي تتحدث إستطرد ناديا " كنت أبلغ من العمر خمس سنوات عندما تهجم علي.... عائلة والدي لم ترحم ضعفي....لكن والدتي كانت كلبؤة شرسة.... هربت بي في جنح الليل، لمدينة أخرى، لم أفهم مالذي يحدث لي....لكن مع مرور السنوات، عرفت أنني لست كباقي البنات....و لا أصل لمعايير المجتمع الخاصة بتكوين عائلة....لم أحلم أبداً بالحب....او على الأقل لم أظهره ابدا...... درست علم النفس، لأساعد الأخريات على تخطي كابوسهن....لكنني لم أشفى أبدا، داخلي كان به ألم...أن المجرم مازال حرا طليقا.... و أنني لم آخد حقي منه....." أرسلت نظراتها نحو عثمان " بدخوله لحياتي....غيرها، أجبرني أن أحبه و أتقبله.... لم يرى ابدا انني امرأة ناقصة....كنت و لا زلت المرأة الكاملة في نظره.... حتى بعد أن ثبت أن الإغتصاب، أثر في و لن أنجب.... إحتواني....و جعلني ملكة حياته..... لكني كنت غاضبةً على الدوام....هو الوحيد الذي كان يطفئ غضبي..... بقبلةٍ منه....كنت أشعر بالكمال..... عندما كان عمي على فراش الموت....عثمان اجبرني على مسامحته....ليس لأجله....بل لأجلي أنا...."



*******************

قبل ساعات...


كانت تمسك باختبار الحمل بين يديها....الذي حصلت عليه بصعوبة شديدة..... تنتظر الإشارة.......ثلاث دقائق كانت من أطول دقائق مرت عليها.... و كأنها سنين، لتظهر النتيجة.... الغثيان الذي كان يأتيه كل مرة و ثانية.... و تشويش الرؤية لم يكن من تغذيتها القليلة.... بل لأنها حامل...
- " حامل" شهقت و هي تضع يدها فوق فمها.....سقطت دمعة على خذها.....لتتبعه أخريات....لا تدري إن كانت دموع فرح لقدوم من انتظرته كثيرا......أم حزن لغياب من يشاركها فرحتها....
- " جميييلة" صوت صراخ جدتها أيقضها، خبأت الإختبار بين حنايا ثيابها....لتخرج من الحمام البسيط باتجاهها.. كانت كعادتها جالسةً فوق كرسي خشبي في وسط البهو.... و عصاها بجانبها.
- " نعم جدتي" همست وهي تقترب منها...
- " دلكي رجلاي، فأنا أحس بتنملهما مجددا....يبدو أنه من البرد.... "
- " حاضر جدتي... " نزلت نحو الأسفل تنفذ أوامرها.... فهي بالكاد تستطيع ارضاءها لكي لا تخرجها من المنزل.
تتذكر تلك الليلة عندما هربت من زوجها....
مررت أصابعها على لحيته....قشعريرة مرت على طول ظهرها وهي تتذكر ملمسها على بشرتها.
وضعت البطاقة فوق الطاولة، بجانب السرير....ثم قبلته بخفة، قبلة وداع....و دمعة ساخنة تنزل على طول خدها لتستقر فوق خذه
- " الوداع حبيبي " همست و هي تستقيم خارجةً من الغرفة....ثم من المنزل، أحست بعيون تحدق في ظهرها، لترفع بصرها باتجاه الشرفة....كانت فاطمة تنظر إليها ببرود.....اغلقت بلوزتها، لتخرج من حياتهما إلى الأبد.
أوقفت سيارة أجرة أمام المسجد المتهالك، تحاول تذكر المنزل الذي غادرته طفلة لا تتجاوز الثانية عشر....اقتربت من منزل اعتقدت انه منزل عائلتها.... خرجت عجوز لتشير لها لمنزل عائلة والدها.... كان الباب الخشبي القديم لكن المحافظ على متانته يقف كالطود.... يخفي منزل متهالك خلفه.... عدة طرقات ليصلها صوت.... امرأة كبيرة، لجدتها ربما.
- " من؟! " صاح الصوت من خلف الباب
- " جميلة ابنة ابراهيم " فتح الباب بلهفة....كانت امرأة كبيرة بالسن، ظهرها معوج و تحمل عصاً.... استقرار نظراتها في نقطة وحيدة....أعلمها أنها لا ترى
- " جميلة.... هل هذه أنت؟" همست، لتقترب منها جميلة
- " نعم جدتي....أنا جميلة " عانقتها.... ابعدتها عنها قليلا، لتسقط العصى، و هي تحاول تلمس ملامحها....
- " أين مريم....لماذا لم تأتي معكِ...؟" تساءلت وهي تتلمس شعرها القصير
- " ماتت جدتي....ماتت منذ سنوات" قالت بحزن
- " أدخلي...." قادتها، لوسط البيت، كان بسيطا، يحتوي على عدة غرف... تبدو مظلمة لا تصل إليها أشعة الشمس....
عادت من ذكريات مرت عليها أكثر من شهرين...

- " أخبريني....هل تشبهينها؟" تساءلت العجوز....لتكمل " كانت جميلة جداً... شعرها الطويل الأحمر، و عيونها الفيروزية الكبيرة " تلمست شعرها " يبدو أنكِ لا تشبهينها أبداً.... فشعرك قصير....بينما شعرها يكاد يلمس الأرض"
دائما ما تزعجها مقارنتها بأمها....
- " مالذي جعلها تهرب جدتي؟؟ " سألتها
- " والدك كان المعين الوحيد لنا....بعد وفاته.... هربت بكِ، لأنها كانت ترفض العمل علينا"
- " العمل أين بالضبط؟؟" سألت وهي تتوجس من تقلص نظرات جدتها....لتصبح أكثر رعباً.
- " في الدعارة.....كانت جميلة و مطلوبة " شهقت جميلة لتبتعد....لكن ليس كفاية، أمسكت بها العجوز بحدة
- "هل تعتقدين أنني بمجرد أن فقدت بصري سأفقد بصيرتي...... أعلم أنك حامل.... تحملين إبن حرام في بطنك، لكن لا يهم..... سنتخلص منه.... و أنت يبدو أنك لا تحتاجين لدروس عن كيف ستتعاملين مع زبنائك..."
- " أي زبائن.... " همست بخوف
- " القروش التي تأخذينها من ترقيع ثياب الجارات لم تعد تكفيني.... سأطلب منك ما طلبته من والدتك من قبل.... ستخرجين للشارع و تحضرين لي المال" قالت بقوة....و عيونها مركزة عليها....و كأنها تستطيع رؤيتها
- " أنا متزوجة.... أقسم لكِ جدتي " قالت و هي تحاول تقبيل يدها....
- " كلهن يقلن الأمر في البداية.... كوني مستعدة....لن تخرجي من هنا إلا لعملك الجديد" ابعدتها بقوة.... لتتسمر برعب

************

إنتهى الفصل ❤


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-18, 09:49 PM   #298

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

و مالها الدعارة يا بنت ابراهيم و انتي حلوة و حمرا و خامل و حاجة قشطة
ده انتي هتتنفخي نفهة من صاصا لما يلاقيكي و يعرف وظيفة جدتك المحترمة
سؤال لولبي هي جدتها من الام يعني خالها اللي مات و كان صديق صاصا يبقى ابن الست المحترمة دي 🤔🤔🤔🤔
نروح لمرح و جو موتي البنت و قهرتي ابوها عليها
جو اللي كان مقضيها عربدة من كلاب السكك بقى بيصلي في جوف الليل
سبحان الله يهدي من يشاء
يوسف اثبت انه راجل من ضهر راجل
برغم كل ده هو اللي بيواسيها
ورد 😂😂😂😂😂 جامدة يا ورد استمري الواد ده معقد نفسيا و محتاج علاج سريع ... ربنا يوفقك و تخلص كل عقده


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 30-01-18, 10:07 PM   #299

ام رمانة

? العضوٌ??? » 353241
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,251
?  نُقآطِيْ » ام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond repute
افتراضي

اووووووووه فصلين تحفة وجميلة وقعت وماحدش سمى عليها ومصطفى هيحرق الاخضر واليابس

ام رمانة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-18, 10:19 PM   #300

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

مساء الورد موكا
وصلت ل ١٣ اخيرا

اندمجت لدرجة انى قريت ٤ فصول ورا بعض
قفلاتك مشوقة جدا وخصوصا قفلة موت مرح

ابو مرح ده ربنا ينتقم منه .. واحسن شئ موت جعفر واتمنى باقى الاندال ياخدوا جزائهم قريب
انتقال ابو مرح افضل له وليها ولبناته وربنا ياخد الحيزبونة مراته 😡😡
بس كويس ان مرح ليها خال بيفكر فيها واكيد حيساعدها فى مستقبلها بالفلوس والبيت

مرح اصبحت فى حالة برود دائم بس حلو اسم فرح لابنة يوسف
موت زينب افضل ليوسف والبنت
ما زلت عند رأيى ان يوسف له قلب برغم اخطائه ولعل وجود بنته الان يحسن منه
بحب جدا حواراته مع مصطفى اللى كلها عبث
عجبنى جدا مشهد انقاذه لمرح رغم المه وان جسده لم يتعاف بشكل كامل

مصطفى برغم قوته الا انه يتحلى بالحياء وهذا يجعله اكثر جاذبية لجميلة انها تلعب معاه كده
جميلة شعلة حمراء لا حدود عندها للملامسات والمناغشات وهى كده جميلة فعلا
مشاهدهم كلها كر وفر .. قبلة منها ويستسلم مصصطفى .. اجمد يا درش البت صغيرة 😂😂😂😂

ان شاء الله قربت اوصلكوا بقا
واشوف حكاية معاذ الغامض وورد بقا 🌺🌺

فى رعاية الله يا ملوكتى 😘😘😘😘


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:00 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.