شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة (https://www.rewity.com/forum/f258/)
-   -   قلوب أدماها العشق-ج2صراع القلوب- قلوب أحلام زائرة-للكاتبة*بسمة محمود*مكتملة&الروابط (https://www.rewity.com/forum/t398170.html)

basma mahmoud 13-12-17 03:33 PM

قلوب أدماها العشق-ج2صراع القلوب- قلوب أحلام زائرة-للكاتبة*بسمة محمود*مكتملة&الروابط
 
بسم الله الرحمن الرحيم

https://s02.arab.sh/i/00123/jrgbu8sqv3bm.gif


مساء الورد على قلوب أحلام
فى البداية بشكر القائمين جميعاً على قلوب أحلام وبالأخص حبيبتى إيمان عمر وروحى سارونا على صبرهم علىّ وتحملى فترة غيابى عن التنزيل
اليوم عدت لكم بالجزء الثانى من رواية "بين العشق والدم" ودا رابط الجزء الأول (( هنــا))
نكمل صراع القلوب فى الجزء الثانى بعنوان"قلوب أدماها العشق

متابعة ممتعة للجميع



أترككم مع الغلاف بريشة الرائعة strawberry


https://s01.arab.sh/i/00123/f05f4eg6mt9c.jpg

https://upload.rewity.com/uploads/156187871980641.jpg

https://s01.arab.sh/i/00123/v54dkpr2dpa7.gif

كتابة:بسمة محمود
تدقيق ومراجعة لغوية:بسمة محمود
تصميم الغلاف :strawberry
تصميم القالب الداخلي والفواصل:strawberry
تعبئة الفصول:just faith


https://s02.arab.sh/i/00123/d699exme04vv.gif

الفصول من الفصل الاول
إلى الخاتمه



https://s01.arab.sh/i/00123/wzkrno5ohvmb.gif
*على مركز الميديافاير *

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي


*على مركز الفورشيرد *

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

https://s02.arab.sh/i/00123/w98vig9pmq70.gif
استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه
دمتم بحفظ الرحمن

Sarah*Swan 09-01-18 06:38 PM

اسعد ال مساكم ال روايتي

وهاهي رائعه بسمه تنضم لباقة هذه السنه الجديده 💕

وقت ممتع مع قلم مبدعتنا العزيزه بسمه محمود 🌺

رىرى45 09-01-18 08:52 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

hadj rymas 10-01-18 08:12 AM

اهلا وسهلا انتظرته على احر من الجمر لكن لازم استنى الين تنتهي الرواية فأنا من ذوات الاعصاب المحروقة نبغي نقرا الرواية كاملة من اجل الحفاظ على بقية اعصابي. اللّٰه يوفقك وبانتظار ابداعك

Sarah*Swan 10-01-18 08:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hadj rymas (المشاركة 12962622)
اهلا وسهلا انتظرته على احر من الجمر لكن لازم استنى الين تنتهي الرواية فأنا من ذوات الاعصاب المحروقة نبغي نقرا الرواية كاملة من اجل الحفاظ على بقية اعصابي. اللّٰه يوفقك وبانتظار ابداعك

ههههههههه يااهلا وسهلا فيك حبيبتي ذات الدم الحار😁 لاتاكلي هم الحين رح تنزل الروايه كاااامله استمتعي بها غاليتي 😘

Sarah*Swan 10-01-18 08:47 AM

الفصل الأول
"الانسان بلا عشقٍ ذكرى انسان"

يزحفُ الصمتُ بخطاهِ الواثقةَ يسودُ الهدوءَ الكرةَ الأرضيةَ، تنامُ أعَينُ البشرِمطمئنةَ وعيوني على النومِ عصيةَ
أبقى وحيدة أنا ها هنا أجترُ آلامي وأحلامي المنسيةَ، فتعالَ أيها القمرُ نتسامر، أسردْ لي حكايا العشقِ الخرافيةَ لعلي أغفوْ بين يديكَ فقد سئمتُ الأيْدِي البشريةَ واتخِذُكَ أيها القمرُ صديقاً ولا يفرقنا سوى رب البريةَ، فأنت يا قمرُ لا تعرفُ الغدرَ وهم أيديهم بالغدرِ سـخيةَ.
.................................................. ...

تجلس فوق أريكة تخط بيدها خواطرها ...........
ليلٌ هادئ.. يحوى أناس يسرى بداخلهم الأمل.. الأمل بغدٍ مشرق ..قلوب تصارع العشق ...تصارع كبريائها .....
.......................................
تتابع لمعان النجوم المتراصة فوق سماء القرية تتراص كلآلئ لامعة....تشع نوراً وهاجاً من بعيد..........
"أراها نجوم جميلة ولكنها نجوم حارقة
البعد يرينا الجميل فقط والقرب نيران تحرق .
نيران حية تضئ الظلام ....
مرت أشهر.......باليوم والساعات والدقائق احتسبها .
مرت أشهر انتظره لم و لن يأتى أعلم ..ولا أريده أن يأتى ...صدقاً اشتاق ولكنى لا أريده .
يحدثنى عقلى دوماً تباً لكِ روفيدا.
أيعقل أنك جدباء لدرجة تتمنى فيها عودة الوحش..عودة الصفع..عودة البكاء والقهر..أتودين عودته ليطربكى باسم معشوقته يردده وأنتما سوياً فى لياليكما الدافئة ..هل أفتقدتى الإهانة ؟...
يلعن عقلى قلبى طويلاً يلعنه كلما رأى تلك الندبات على جسدى .
كلما رأى الدمعات على خدى .
يلعنى عقلى و لا ألومه فكيف لى أن أشتاق له بعدما حدث...
هو كما سمعت هائم يبحث عنها منذ شهور.
ألا يكفينى أن زوجى يبحث عن معشوقته الضالة أن أمقته وأنفض تراب عشقه عن قلبى كما فعلها كبريائى وأنتفض له قبل شهور .........تباً لى ولحماقتى ...
تجلس فوق أريكة فى أعلى منزلهم "سطح المنزل" تتتابع النجوم مستمتعة بالجو رغم برودته فقد هب الشتاء سريعاً كما هب كبريائها منذ شهور وانتفض..........
تحوط ذاتها بذراعيها تبث دفء وهمى لحالها
تضع يدها على بطنها الفارغة متذكرة ليلة فقدها لجنينها الذى انتظرته لسنوات مرددة
"مهلاً بى يا وجع لم يعد بالقلب متسع "
انتظرته طويلاً ليناديها أمى ...انتظرت سنوات لتنبت بذرة حبه بها وما إن نبتت حتى اقتلعتها الأيام من جذورها معلنة عن رحيل أخر أمل قد يربطهما .......
فقدت روفيدا جنينها .....ليلتها كانت تشعر بالتوعك .....لم تدرى أنها إشارة القدر لفقدها أملها الأخير الذى لم تكن تعلم بوجوده من الأساس وجدتها والدتها أرضاً غرقة بدمها نقلت للمشفى ولكن بعد فوات الأوان فصفعاته وركلاته ليلاً وركضها صباحاً حتى قصر عائلتها هز عرش الصغير ببطنها معلناً عن الرحيل المبكر .........
.................................................. .................
كان صوت مذياع السيارة يهدر بأغنية ما يستمع له بشرود فى طريقه إلى مدينة ما قيل له أن بدره ظهرت هناك فها هو كعادته يجوب البلدان بحثاً عن بدره لعله يلقاها ويعيد لقبه العاشق نبض العشق مرة أخرى.
علمني حبكِ سيدتي أسوأ عاداتي
علمني أفتح فنجاني في الليلة آلاف المرات
وأجرّب طب العطّارين وأطرق باب العرافات
علمني أخرج من بيتي .. لأمشّط أرصفة الطرقات
وأطارد وجهك في الأمطار و في أضواء السيارات
وأُلملمُ من عينيكِ ملايين النجمات
يا امرأه دوّخت الدنيا ياوجعي ياوجع النايات
حتى وصل المطرب لجملة..........
علمنى حبك سيدتى ما الهذيااان
علمنى كيف يمر العمر ولا تأتى بنت السلطان....
أدمعت عيناه عند سماعه لتلك الجمله وهمس لذاته ... سأجدها سأجد سلطانة قلبى سأجدك بدور قلبى يحدثنى أن تلك المرة لن تكون سراب .
وهدر يحدث المذياع كرجلٍ أمامه توقف أيها المتشائم توقف.....
وصل للعنوان المدون بورقة أعطاها له إحدى رجاله المنتشرين يبحثوا عنها منذ أشهر ...
صف سيارته وترجل منها فالحارة ضيقة ففضل أن يصف سيارته ويكمل طريقه سيراً ....
عينيه تجوب اللافتات بحثاً عن البناية رقم 9 حتى وجد ضالته أخيراً ......
خفق قلبه وبقوة معلناً عن نهاية صراع قلبه وتمنى أن يجدها حقاً .
دخل البناية وصعد طابقين كما هو مدون بالورقة ليقف أمام شقتين احداهما تحمل الرقم 5 والأخرى تحمل الرقم 6 لسوء حظه لم يدون بالورقة رقم الشقة فبادر لذهنه أن يطرق الباب للشقة الأولى وينتظر لعلها تكون هى....
دق جرس الباب وانتظر بقلبٍ واجف .......بعد ثوانٍ معدودة فُتح الباب....
طالعه رجل فى أواخر الثلاثينيات خط الشيب بضع خصلاتٍ من رأسه يقف ببنطاله الجينز وقميصه الأسود ...طالعه الرجل باستفهام : نعم ..كيف يمكننى مساعدتك ؟
طالعه حسام باعتذار : اعتذر يبدو أننى أخطأت بالعنوان والتفت ليذهب ولكنه عاد وطالع الرجل متسائلاً : أليست تلك الشقة مشيراً بيده على الشقة الأخرى "شقة السيدة أم بدور وابنتها "
فابتسم الرجل : بلى هى شقتهما إذن أنتَ تريد الخالة أم بدور ؟
فأومأ حسام رأسه بالإيجاب فطالعه الرجل :حسناً انتظر هما بضيافتنا سأناديهما لكَ
دخل الشاب شقته غير مدرك بتلك النيران الهوجاء التى أضرمت بعقل حسام "كيف تدخل شقة الغريب ؟ من هذا الرجل؟ هل يقربهما ؟ لا لا اعتقد فصبحى لم يكن لديه أقارب .....أوهام وغيرة وشك بعقله حتى خرجت عليه أم بدور .....
اهتز وجدانها وشهقت بصدمة واضعة يدها فوق فمها " ح...حسا...حسام بك ......
بابتسامة طالعها : كيف حالك أم بدور ؟
لم تجبه وعلامات الذعر و التعجب عليها .......دقائق صمت مطبق عليهما ..هو يريد الأخرى أن تخرج عليه ويشبع عينيه الجائعة وقلبه من رؤيتها والأخرى تقف مذعورة من إيجاده لمكانها وابنتها .
حتى خرجت بدره وأطلت حقاً ......
من خلف والدتها أتاه صوتها : أمى ماذا هناك ؟ من بالباب ؟ فابتعدت الأم قليلاً ليظهر لبدر أكبر مخاوفها أكبرها على الإطلاق "ابن المنيرى "

ترائى لها أكبر مخاوفها على الإطلاق ......حسام قالتها بدور بصوتٍ يأن يحمل فى طياته الغضب
ليقف متسمراً فقط يملى عينيه المشتاقة ......
لتكمل: لما أتيت لما تبحث عنا ألم يكفيك ما عانيته بسببك؟ ألم يكفك أن لاكت البلدة بسيرتى ؟
ألم يكفيك...ليقاطعها بوله : سأخرس الألسنة من يأتى بسيرتك بدرى قطعت لسانه و...لتقاطعه بغضب : ارحل ولا تعود ...أنا لا أريدك ولا أريد بلدتك ....ارحل هيا ارحل وجذبت والدتها لتدخل فتماثلت الأم وهى تطالعه بفزع وهمت هى بإغلاق الباب فأوقفها يحجب الباب بذراعه بدور توقفى رجاءً اسمعينى وبعدها القرار لكِ بدور أنا ...ليوقفه صوتٌ رجالى أجش رأه منذ قليل خلفها ....بدور ادخلى رجاءً لنرى من ذلك الضيف المزعج ....بغضبٍ ضغط حسام على أسنانه وهو يراها تتماثل لأوامر الرجل
توقف بغضب يطالعه : من أنتَ ؟
طالعه حسام بضيق ممزوج بالغضب : الأولى أن أسألك أنا من أنتَ ؟
طالعه الرجل بضيق رافعاً حاجبه : بلى من المؤكد أنك هو ..ألست حسام المنيرى ؟
طالعه حسام بكبر : بلى أنا ومن أنتَ ؟
أجابه الرجل : أنا معتز جار السيدة أم بدور
فزم حسام شفتيه بضيق : جارهما ؟؟؟؟ حسناً أهلاً بك أنا حسام المنيرى خطيب بدور
فرغت فمها من خلف معتز عند لفظ حسام لجملة خطيب بدور فخرج صوتها من خلف جسد معتز طويل القامة : كاذب أنا لست خطيبتك أنا....ليقاطعها معتز ....بدور ادخلى رجاء لوالدتك ووالدتى أنا سأحل الأمر بينى وبين السيد حسام وسيرحل دون مشاكل
وعاد ليلتفت لحسام : والأن ماذا تريد سيد حسام أرى أنك ضيف غير مرحب بكَ عند السيدة أم بدور فهلا أخبرتنى ماذا تريد منهما ؟
ليهدر به حسام: وما شأنك ابتعد هكذا أريد محادثتها هى ليقف معتز مكانه بغضب : إياك والتجرأ وإلا نلت ما تستحق ...يبدو أنك حقاً كما روى عنك والأن إليك الأمر أرحل من هنا وإياك والعودة لتلك البناية مطلقاً عد لبلدتك أيها السيد واتركهما بشأنهما ودون أن يزيد كلمة أخرى صفق الباب تاركاً حسام بالخارج يغلى كبركان ثائر


.................................................. .......


بغرفتها كما اعتادت طيلة الأشهر القليلة المنصرمة ......تقبع خلف حاسوبها تكتب ........ تضع سماعات بأذنيها لتنفصل عن ذلك الواقع بأغنيات صاخبة تارة وهادئة تارة أخرى .......
كتبت على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى
"إن قلة عدد النساء والفتيات المهتمات بعقولهن، هي ظاهرة موجودة في المجتمع العربي وهي ظاهرة لا تدل على أن المرأة ناقصة عقل ولكنها تدل على أن التربية التي تلقتها البنت منذ الطفولة، تخلق منها إمراة تافهة. قد يصبح الرجل المتمرد أو الثائر بطلاً شعبياً يحترمه الناس، لكن المرأة الثائرة المتمردة تبدو للناس شاذة غير طبيعية أو ناقصة الأنوثة"
.............................

بغرفة مكتبه يجلس يطالع هاتفه ......
ليبتسم حتى بدت نواجزه وهو يراقب صفحتها الشخصية بصمت فليس فارس وهدان من يترك العنان لزوجته دون مراقبة حتى وإن كانت مراقبة خفية
ليقرأ منشور أخر لها " السبب الرئيسي إن النساء مجنونات هو لأن الرجال أغبياء "
ابتسم محدثاً ذاته " إذن أنا بطلٌ شعبى ميرتى الجميلة ورجل غبى
حسناً لنحل أمر الغباء أولاً .....وبعدها نحل الأمر الأخر .......وضع التذكرتين بدرج مكتبه
بابتسامة .....
نهض عن مقعده بغرفة مكتبه صاعداً باتجاه غرفتهما حتى إن كان يهجرها منذ أشهر إلا أنها زوجته ومن حقه أن يعود لغرفته متى شاء ......
لتوقفه والدته قبل أن يصعد الدرج مناديه بضيق"فارس ...توقف التف بجسده ناحيتها ....لتكمل هى الحق بى لغرفتى أريدك بموضوعٍ هام الأن .
لحق بوالدته ودخل خلفها الغرفة ...جلس على الأريكة ووالدته يبدو من ملامحها المتجهمة أنها على وشك الإنفجار فطالعها بابتسامة
" لا تخبرينى أنك وميرا تشاجرتما ثانية ؟"
لتطالعه بغضب : تلك الميرا وجه النحس إن غربت عنا غرب النحس والحظ السيئ عن منزلنا .
ليشيح ببصره عنها بضيق : أمى ما الأمر ودون مقدمات ؟
لتطالعه : بنى رفضك لتطليقها وتركته لكَ ولكن أخبرنى لما تترفع الأميرة ولا تأتى لتجلس معنا
كل نساء القرية تشمت بى
كلما زارتنا إحداهن وطلبت رؤية زوجة ابنى
أرسل لها الخادمة لتنزل للترحيب بضيفاتنا فتتعلل بالمرض أو النوم ...خالتك كانت بزيارتنا اليوم والأميرة ميرا رفضت أن تنزل لترحب بها ......وأيضاً هى طيلة اليوم .. ليقاطعها
أخرج نفساً مطولاً بضيق: أمى اتركيها وشأنها ترحب لا ترحب هذا الشأن يعود لها و...لتقاطعه بغضب : وأين أنتَ ؟أين كرامتك ورجولتك لتتركها هكذا تفعل ما تشاء أوقفها عند حدها أم أنك أيضاً لا تستطع ترويضها ؟
هل هزمتك ابنة المنيرى كما فعلها ابن عمها بشقيقتك الثكلى؟؟؟؟
لينهض غضباً: أمى لا تقارنى زوجتى بذلك المعتوه زوج ابنتك ...تناسى أنها تقربهم ...تناسى أنها ابنة المنيرى ...هى الأن زوجة فارس وهدان ليس لها أى علاقة بعائلة ذلك المعتوه مطلقاً ولن يكن لها علاقة بهم ما حييت .
لتعود والدته لجداله : مع من أتحدث؟ مع من أتحدث ؟ هى سلبتك عقلك تماماً إن كان بكَ كرامة وعقل لطردتها خارجاً كما فعلها ابن عمها بشقيقتك ولكنك مسلوب الإرادة أمامها
تشمت بى أعدائى يطرد ابن المنيرى ابنتنا ويتهمها بالهرب من منزله والأدهى يبحث عن ابنة الخادمة وأنتَ تعامل ابنتهم كأميرة متوجة تتحكم بكَ كدميتها يا لحظى العاثر بأبنائى يا لحظى .........
لم يحتمل أكثر كلمات والدته المهينة فقال جملته الأخيرة " غداً باكراً سأسافر كما أخبرتك بالأمس وسأريحك من ميرا عدة أيام "وتركها صاعداً الدرج لغرفته أو بالأحرى غرفتها كما تسميها هى الأن وتمنعه من دخولها ......
..............................................
طرق الباب عدة مرات ولم تأتيه الإجابة فدخل .......
سرحة أمام ذلك الحاسوب اللعين بنظرها .....شعرها يتطاير مع النسيم البارد القادم من شرفتها المفتوحة
بتلك النظارة الطبية تخبئ تحتها بحرين يعصفا غضب كلما طالعته أو رأته صدفة خلال الأشهر الماضية ..... لم تنتبه بعد لوقوفه يراقبها يكحل عينيه المشتاقة .
يكاد الشوق يدفع به لحافة الجنون لولا ذلك الكبر
"حبيبتى ليست كالبقية ...حبيبتى غزالة برية ...حبيبتى أبية ...تأبى الهوان حتى إن تكسر قلبها على حافة الاشتياق ...حبيبتى بقلب امرأة جنوبية حتى إن كانت عن عادته رافضة أبية"
ميرتى الجميلة لو تكسرى ذلك الكبر عنك وتركضى إلىّ لتنازلت عن كبريائى وغرورى وأنهينا شوطاً من الاشتياق استمر لما يزيد عن الشهرين ...رفعت عينيها فجأة فرأته ...أشاحت ببصرها عنه تلوى فمها بضيق نازعة عنها تلك السماعات ...ماذا؟ لما أتيت لهنا ألم أخبرك ألا تعود لمملكتى ثانية ؟
فقهقه عالياً كاتماً ضيقه : مملكتك ؟ هل الغرفة مملكتك زوجتى العزيزة ؟
بإيباءٍ وترفع طالعته : بلى مملكتى أتناسى فيها الوجوه المقيتة أتناسى فيها ذلك العقد المكبل لأوداجى عقد زواجى منك فارس بك ....
ليقترب ويقف على مسافة منها واضعاً يديه بجيب بنطاله : هل فكرة أنك زوجتى تزعجك لتلك الحد ميرا أم أن الرجال الأغبياء جميعاً يزعجوكى ؟
رفعت حاجبها بثقة كاشفة أخيراً عن لجة غرامه خالعة تلك النظارة الطبية : افهم ما شئت الرجال جميعاً مزعجون و...صمتت فأكمل ساخراً : وأغبياء أليس كذلك .
طالعته بضيق: لما أتيت ؟ ماذا تريد أرى أنك تراقبنى عن كثب فما الداعى لقدومك ؟
رفع حاجبه بثقة بنفس وضعيته : هل يلزمنى المجئ لغرفتى أن استأذن قبل مجيئى ؟
لتزم شفتيها بضيق: ليست غرفتك إنها غرفتى أنا فقط أو بالأحرى سجنى .
ليطالعها بجدية : أنتِ من اخترتِ السجن على الحرية لم أمنعك من الخروج والتنزه بالحديقة فهاهى أراضينا على مرمى البصر أمامك تنزهى كيفما شئتِ .
فقهقهت ساخرة : أتنزه ؟ أريد سؤالك جدياً مامعنى التنزه بنظرك فارس ؟ هل وضع خادمة تلحقنى أينما خرجت خارج غرفتى أم أولئك الحراس المحوطون لقصرك يراقبون بأعينٍ يقظه داخل القصر وخارجه كيف أتنزه بحرية أمام تلك الأعين المتربصة .....؟
بنفس نظرته الواثقة الأبية : لا يتجرأ أى منهم على مجرد النظر إليكِ هم يحرسون القصر ليس إلا وحتى إن أمرتهم بشئ لن يتزحزحوا من أماكنهم إلا بأمر مباشر منى ...اعتبريهم كالجدران يقفوا يحرسوا أملاكى ليس إلا .
لتطالعه بغضب هادر وقد نهضت عن مكانها ليترائى له ملبسها كاملاً" بنطال يبرز تقاسيمها الأنثوية الخالصة له وحده رغم البعد خصرها وقد نحفت كثيراً .....ليخرجه عن شعور اللهفة هدرها : هل أنا إحدى ممتلكاتك لتضع كل أولئك الحراس أم أنك تخشى هروبى من القصر بلا عودة .
فقهقه ساخراً ليزيد غضبها : لن تفعليها ميرتى ...إن فعلتها وهربتى من قصرى صوبتك بطلقة منى دون أن يرف لى جفن .
ليس فارس وهدان من تتركه زوجته وتهرب .
لتقترب هادرة: لما ؟ لما تسجننى؟ ..طلقنى واتركنى أرحل لما تقيدنى بهذا الشكل ...ماذا تريد منى ؟ أهو التشفى ؟ أم الثأر أم ماذا؟
لم يعد يحتمل اقترابها أكثر ورائحتها العبقة تخترق أنفاسه كسيل من الهيام تلك البحرين تلك الخصلات المتطايرة ...تلك الشفاة بلون الكرز وجنتيها جال وهام وقد نفذ صبره الرجولى لم يدرى إلا وهو يضمها بقوة مكبلاً حركتها بقبضتيه ينهال من عسل شفتيها يروى ظمأ أشهر .
.................................................. .................
تسارعت أنفاسها وعلا وهبط صدرها بقوة من فعلته
بكلتا يديها حاولت فك وثاقه عنها تلوت يميناً ويساراً بغير استسلام ليتركها فكبل يديها بقبضته وأكمل .........لم تجد وسيلة ليترك أسر شفتيها سوى بعضة قوية أدمت شفته
حررها أخيراً ..........ممسكاً بشفته الدامية يبتسم
.................
رفعت اصبعها تحذره بأنفاسها المتلاحقة : إياكَ وإعادتها المرة القادمة لن أتركها إلا قطع لحم بين أسنانى ...فابتسم لها .....حسناً غزالتى حسناً ......اهدئى قليلاً لأحدثكِ بجدية
بعيون غاضبة : لا ..لا حديث بينا اغرب عن وجهى الأن ......فاقترب وبدأ العبوس والجدية تخط بملامحه : قلتُ توقفى عن الهذيان واستمعى لى وإلا ....
فطالعته بكبر: وإلا ماذا ؟
اقترب منها فتراجعت : ميرا لا تجبرينى على ما لا أقبله عليكِ لا تجبرينى أكن معكِ وغداً ...
فصمتت فحقاً اهتز وجدانها من تهديده الخفى فسكوته عنها لأشهر واختبارها لصبر رجولته قد ينفد يوماً ومن يستطع منعه إن أجبرها أو كان وغداً معها فهى زوجته وهى بلا أنياب أو حماية خاصة بعد مقاطعة أهلها لها ....
فطالعها بجدية : لما لا ترحبى بضيفات أمى ؟ لما تحبسين حالك بالغرفة ؟
طالعته تلوى فمها ضيقاً : لا أريد مقابلة أحد أم أنه أمرٌ يجب أن ينفذ ؟
تأفف : ميرا .............
لم تعره انتباه وأشاحت بوجهها بعيداً تنظر من النافذة عاقدة ذراعيها أمام صدرها بضيق
فاقترب هامساً فى أذنها : احزمى حقائبك سنسافر سوياً غداً باكراً .....رأيت ضجرك من منشوراتك الحزينة وتغاضيت عن المهينة للرجال .......سأرفه عن ضجرك ونذهب سوياً برحلة .
التفتت فجأة لتصطدم بعينيه الشاخصة عليها بشغف كادت تضعف ولكنها
قاومته وقاومت بريق عينيه الجائعة بردٍ حازم : لا ..لا أريد الذهاب برفقتك إلى أى مكان .
فطالعها بحزم : لم أطلب رأيك إنه أمر فى السادسة أريدكِ جاهزة سنتوجه لمطار الأقصر ..........وتركها وغادر الغرفة تاركاً إياها تغلى من أمره ذاك ولكن هيهات فليست ميرا بتلك السهلة المنال لتطلها أوامره حتى وإن كان زوجها .
.................................................. .................
فى شقة السيدة نعمة والدة معتز
توقفت بخجل تفرك راحتى يدها " اعتذر استاذ معتز عما حدث منذ قليل هكذا هو لن يتغير مطلقاً
طالعها .....لا تقلقِى بدور لن يتجرأ ويؤذيكى أنتِ أو والدتك لتبتسم ساخرة " هو لن يؤذينى هو يريدنى ......
طالعها بمعالم جادة : وهل توافقين تلك المرة على عرضه سبق وأخبرتنى أمى لولا زواجه من ابنة الثرى الأخر لكنتما سوياً الأن هل تتنازلين الأن وتقبلى بعرضه ؟
طالعته بثقة وكبرياء: لا لن أوافق من تركنى أتركه وإن كلفنى الأمر دعس قلبى بقدمى تحملت سنوات وسأتحمل الباقى لن أضعف أو أتهاون بحق كرامتى مطلقاً ....
بابتسامة كمن أراد التأكد من شئ ما يقلقه .
حسناً الأمر يعود لكِ بدور .أسعدتنى بتمسكك بكبريائك قليلات أمثالك بدور .حقاً أنتِ مميزة
طأطأت رأسها خجلاً فأردف شاكراً: أشكركِ جزيلاً لولاكى لكانت والدتى لا سمح الله فقاطعته .الخالة نعمة كوالدتى تماماً ونحمد الله أنى طرقت بابها فى الوقت المناسب ورأيت شحوبها فأعطيتها كوب الماء والسكر ليعود معدل سكرها يرتفع بعد أن هبط فجأة وكاد يؤدى بحياتها لا سمح الله .
ليأتيها صوت والدتها " حمداً على سلامتها بنى اسمح لنا نحن عائدات لشقتنا ........ابتسم شاكراً لأم بدور والتى بدورها لم تلتفت خلفها وبحزمٍ غادرت الشقة تتبعها ابنتها بدور .أوقفها صوت معتز يناديها :بدور
التفتت :نعم فأردف: لا تتأخرين صباحاً لدينا جلسة مهمة يجب عليكِ حضورها لتتأهبى لتترافعى قريباً عقب انتهائى من استخراج كارت النقابة لكِ ......بشبح ابتسامة طالعته بدور قائلاً : لن اتأخر بإذن الله
.................................................. .................


فى مقهى شعبى أمام بناية السيدة نعمة والدة معتز

يجلس ينفث سجائره متابعاً بعينيه لشرفة شقتها .....اقترب منه النادل يضع له قدح القهوة الخامسة ربما فلم يعد النادل يحسب أقداح القهوة فكيف لا يلبى طلبات زبون ثرى أعطاه للتو ورقة مالية من فئة المائتين جنيه .
وضع النادل الكوب المملوء وتناول الفارغ وعاد لداخل القهوة فأوقفه صاحب القهوة
" انتظر هنا ...ما به ذلك الرجل يتجرع القهوة والسجائر لم يبرح مقعده ....فأومأ النادل رأسه بالسلب
اقترب صاحب القهوة من حسام محيياً إياه .رفع حسام بصره للرجل بتعالى ورد التحية ...سحب الرجل مقعداً وجلس بجوار حسام قائلاً بفضول : أرى أنك غريب أليس كذلك سيدى ؟
انتبه حسام لكلام الرجل فألقى السيجارة من يده داعساً إياها بقدمه
" هل تعرف قاطنى تلك البناية جيداً ؟ "
لمعت عينى صاحب القهوة وهو يرى حفنة المال تخرج من محفظة حسام ويمدها ناحيته .
تناولها قائلاً: بلى بلى أعرفهم جميعاً ..........
البناية ملك ورثة المرحوم محمود عثمان بالطابق الأول يسكن شباب طلبة مغتربين وبالطابق الأعلى تسكن زوجة المرحوم السيدة نعمة سيدة طيبة والشقة المقابلة تسكنها سيدة من الصعيد وابنتها لا أعلمهما جيداً فهن لا يختلطن بأهل الحارة كبقية سكان البناية ليقاطعه حسام....السيدة نعمة تلك هل لديها أبناء ؟
أومأ الرجل رأسه "بلى لديها أبناء متزوجون جميعاً وتسكن وحدها بالشقة كما أخبرتك
ليعيد حسام الاستفسار : من معتز ؟ هل هو أحد أبنائها ؟
أومأ الرجل رأسه : بلى هو ابنها محامى شهير .
فأخرج سيجارة أخرى ودثرها بين شفتيها يشعلها كقلبه تماماً "هل هو متزوج ؟"
نفى الرجل : طلق زوجته منذ سنوات ولم يتزوج ثانية يسكن بحى راق يزور والدته من الحين للأخر .
رأيته يصعد البناية منذ ساعة أو أكثر فيبدو أن السيدة نعمة مريضة هكذا أخبرتنى زوجتى وطلبت زيارتها كبقية نساء الحارة ............
.................................................. ......
كعادته يقف مطلقاً صافرته لها ...........
أعادها مراتٍ ومراتٍ وهى بعنادها :
لن أخرج لكَ حسن ارحل من هنا .
كانت بغرفتها تحدث ذاتها عندما استمعت لصوت والدها يخرج من غرفته ...........ما هذا الصفير ؟
تبعته زوجته : لا أدرى زوجى لعله صوت ضفادع فطالعها بوجهه العبوس دوماً : حمقاءٌ أنتِ أم ماذا
هل تسمعين صافرة أحد المعتوهين من الصبية أم صوت الضفادع ..عقول خاوية بٌليت بثلاثتكن بلهاوات وقابل بطريقه للخارج ابنته تخرج من غرفتها فأكمل وتلك البلهاء الرابعة .
فتح باب المنزل مصدراً صريراً عالياً مع سعال عواد
كفأرٍ هارب من القط اختفى حسن سريعاً خلف الدار خشية أن يراه عواد .........توقف عواد أمام داره يلعن ويسب وقد اعتقده صبية يلعبون ويطلقون صافراتهم لإغاظته ..... من داخل منزلها ابتسمت سجى ساخرة من مسبة أبيها وحدثت ذاتها : تستحق أيها الوسيم عد بأبيك لا وحدكوعادت لغرفتها ثانية وسط نظرات فوز زوجة أبيها الفاحصة تحدث فوز ذاتها :
مؤكد هو الوغد الذى تحادثى سراً أيتها الشمطاء
.................................................
بيأس ٍ غادر قبل أن يراه عواد وينكشف أمره ...عاد حسن يمتطى جواده الملجم بالقرب من الساقية القديمة .....توقف ينظر لبيتها من بعيد
"متى تطلين بلبلتى اشتقتك كثيراً .....متذكراً جملتها الأخيرة بأخر مكالمة كانت بينهما منذ ما يزيد عن الأسبوع
" أخبر والدك وتعالى لخطبتى رسمياً غير ذلك لا تحلم أن ترانى حتى ....وأغلقت الهاتف من يومها ولم يستطع الوصول إليها ........
امتطى جواده بغضب وأنطلق بغضب ..........
.................................................. .................
أكمل تبديل ملابسه ...حقيبته جاهزة .......نظر بساعة يده الفاخرة فرأها تخطت الخامسة ونصف بقليل فزفر...مؤكد لم تهتم بأمرى....
حسناً ميرتى حسناً وخرج متوجهاً لغرفتها ........كما توقع ما زالت تغط بنومها العميق .
أشعل الضوء ورفع عنها الغطاء قائلاً :.هيا سنتأخر انتفضت لرؤيته بعينٍ كسوله تتثائب طالعته:
ماذا ؟ هل جننت لتوقظنى بهذا الشكل ؟
لم يمهلها أن تعترض ودخل لغرفة تبديل الملابس يحزم حقيبتها بكل ما تقع عينه عليه من ملابسها ......وتناول كنزة وبنطال وخرج عليها ليراها عادت لتغفو ثانية ....فنفض الغطاء عنها قائلاً بحزم :حسناً أنا سأبدل ملابسك إن كنت كسولة لتلك الدرجة فنهرته:فارس ابتعد ماذا تظن نفسك فاعل أخبرتك لن أذهب معك لأى مكان فطالعها بجدية: وأنا أخبرتك أنى لا أطلب رأيك ذلك أمر ....أمامك عشر دقائق تبدلى ملابسك وتلحقى بى لللأسفل ولا تقلقى بشأن الحقيبة أن حزمتها بما يليق بزوجة فى شهر عسلها وغمز لها بعينيه لتستشيط غضباً .......
بعد ما يزيد عن النصف ساعة هبطت لأسفل فرأته يقف يضرب الأرض بقدميه بغضب .......لوت فمها ضيقاً واقتربت منه قائلة : أين سنذهب هل من حقى معرفة لأى جحيم سنذهب سوياً ........؟
دون كلمة حوط خصرها قائلاً بحزم:هيا
تحت قبضته على خصرها خرجت من المنزل وصعدا بالسيارة يقودها السائق إلى طريق مطار الأقصر .......
.................................................. .......
كعادته يهبط بصوته الجهورى ينادى الخادمة
أم الفضل ...أم الفضل .تهرول العجوز تلهث:نعم سيدى نعم ....ليطالعها رأفت بجدية:اصعدى وأيقظى ذلك البغل اليوم لدينا أعمال هامة بالشركة .........كانت زوجته تلحق به هابطة الدرج عندما أجابته : حسام ليس بغرفته ذهبت منذ قليل لأوقظه باكراً كما أمرت ليلاً فلم أجده وفراشه كما هو يبدو أنه لم يعد مساءً
زفر رأفت ضيقاً لاعناً ابنه البكر حسام مخرجاً هاتفه من جيب جلبابه الصعيدى ........
.................................................. ..............
ينام غافياً بسيارته على قارعة الحارة حيث تسكن بدره . فزع على صوت هاتفه يصدح
بعين ناعسة طالعه فرأى اسم والده ينير بالشاشةفتأفف قائلاً : الاجتماع كيف نسيت الاجتماع ؟
أدار محرك سيارته عائداً لمحافظته تاركاً هاتفه يصدح ................................................
فى شقة بدور
تضع والدتها الفطور تنادى ابنتها ...هيا بنيتى لتتناولى فطورك قبل موعد عملك ..........تخرج بدور من غرفتها بحلتها الرسمية تضع بعض الأوراق الهامة بحقيبتها ....تطالعها والدتها بحزن :
تُرى هل ذهب ذلك الحسام أم ما زال هنا وسيعود لمضايقتنا ؟
جلست بدور بغضب مكتوم على مقعد المائدة تتناول قطعة خبز ....أمى رجاءً لا تهتمى بذلك الحسام ...هو لن يستطع أن يؤذينا أو حتى يتجرأ علينا ...لم نعد عبيده أو عبيد غيره ....نحمد الله نحن اليوم بحالة جيدة نستأجر شقتنا وأنا أعمل ماذا ينقصنا بعد؟ ...أتركى أمر حسام ورجاءً طلى على الخالة نعمة فهى كحالنا وحيدة رغم أبنائها الأربعة ....
فطالعتها والدتها بحزن : يرضيكي ربى بنيتى كما تهتمى بأمور غيرك وتحاولى إسعاد الجميع فنهضت بدور مقبلة رأس والدتها : هذا ما أريده دعائك ليس إلا أم بدور ولا تنسى "صبحى أنجب فتاة بمئة رجل من تلك العينات الشبيه بالرجال ........
حسناً سأتأخر بهذا الشكل على الحافلة اليوم لدى السيد معتز مرافعة مهمة لمكتبه وأنا أريد حضورها من البداية لأثقل خبرتى أدعى لى أمى بعد أيام سأكون محامية بشكل قانونى .......وأستطع العودة لدراستى العليا ولن أخشى العودة لجامعتى فما كنا نخشاه حدث بالفعل وعثر حسام علينا ....يكفينا هرب ليس علينا ما نخشاه أو نتستر منه
فى قصر أل وهدان

تطوق روفيدا ووالدتها مائدة الفطور وحدهما عندما بادرت روفيدا تسأل والدتها :
أين فارس أمى ؟ ألن يتناول فطوره معنا ؟
لوت الأم فمها ضيقاً : لقد سافر باكراً ...فابتسمت روفيدا ..ولما أنتَ غاضبة بهذا الشكل أمى ؟ هل تشاجرتى مع ميرا ثانية ؟
فصاحت الأم:اللعنة على ميرا وعائلة ميرا جميعاً لم يعد بالوجود ما يشغلنى ويعكر صفوي غير تلك الميرا الجميع يسألني هل تشاجرتي مع ميرا اليوم وكأنها روتين اعتدته يومياً .
فتضاحكت روفيدا:حسناً اهدئي أمى .......أنا سأتأخر عن موعد مركز الدروس الخصوصية الذى أحضر به دروس الثانوية العامة ...
ادعى لى أمى أريد أن أتم شهادتى الثانوية هذا العام ...
لتبتسم لها والدتها :وفقكى الله بنيتى ....التعليم لا يعترف بالعمر ...أتعلمين لولا انشغالى بالشجار مع تلك الميرا لصاحبتك وأكملت تعليمى فقهقهتا الاثنتين .......
ذهبت روفيدا برفقة السائق لمركز الدروس الخصوصية بالمدينة التابع لصديق شقيقها فارس
.................................................. ................
توقفت الإشارة فقالت روفيدا : سأركض لأقضى غرضاً هام من تلك المكتبة إن تحركت الإشارة صف السيارة قريباً سأعود خلال دقائق ...أومأ السائق رأسه بالسمع والطاعة وترجلت روفيدا من السيارة تعبر الجانب الأخر من الطريق
.................................................. .................
الطريق من المحافظة التى تسكن بدر بها الأن وبين محافظته تتجاوز الساعتين بسرعته المتهورة وصل المدينة أخيراً ....أوقفته الإشارة
تأفف ينتظر لتقع عينيه على ما لم يتوقع رؤيته يوماً ..........
شخص بصره يتأكد مما يرى أيعقل أنها هى حقاً تعبر الجانب الأخر من الطريق ......نحفت كثيراً متوردة على عكس عادتها .......تضع نظارتها الشمسية تزيدها سحراً ......حتى وإن كانت تتخفى تحتها فكيف لزوج ألا يعرف زوجته حتى إن كانت مرت شهور منذ أخر مرةٍ رأها تلاها هروبها من منزله ............
عبرت الجانب الأخر من الطريق ...طالع ساعته وجدها تخطت العاشرة بكثير ....لن ألحق بالإجتماع على أى حال ....حسناً لنرى أين تذهب زوجتى العزيزة ؟
صف السيارة جانباً وعبر الطريق يلحق بها مهرولاً
تسارعت دقات قلبها من يلحق بى ؟ هل سيؤذينى ذلك الرجل .....؟
أسرعت بخطواتها حتى أصبحت تهرول فأسرع خطواته وأمسكها من ذراعها يديرها ناحيته ........
كادت تصرخ فلم يخرج صوتها فتلك الرائحة المميزة تلك الرائحة التى تأسر عقلها وقلبها رائحته هو تسارعت دقات قلبها كعداء .....رفعت رأسها ببطء ليترائى لها حسامها .................دون كلمة طالعته من تحت نظارتها تحبس دمعاتها بقوة .........ليبادر : أرى أنكِ تجرأتى كثيراً تجوبين شوارع المدينة وحدك ماذا هل فقدتِ صوابك روفيدا أم ماذا ؟
لم تجبه فأكمل :إلى أين تذهبين وحدك ابنة وهدان ؟
تراجعت قليلاً وحدثته بصوت حازم مصطنع عليها : وما شأنك؟
مط شفتيه بضيق: ماذا أيتها القطة أرى أنك تجابهيننى وتردين السؤال بسؤال ؟
دون خوف أكملت: ما شأنك أين أذهب ......ليس لكَ أن تتدخل بحياتى انتهينا منذ أشهر حسام انتهينا
ليقهقه غضباً: أنا من أترك وأنتِ من تعودين إلىّ كعادتك ذليلة منكسرة .......فقهقت غاضبة : تلك روفيدا البائسة لستَ أنا ......فعاد ليسخر منها : أرى أن تلك الروايات التى تداومين على قراءتها أصابت عقلك بالخلل فأصبحتى لا تفرقين بين الواقع والخيال الوردى ......
لم تعر كلماته انتباه واستدارت لتذهب فعاد ليجذبها لتقف : فوكزته بقوة فى صدره ليتركها :ابتعد عنى أيها الوغد وإلا ........
ليطالعها بغضب: وإلا ماذا زوجتى ...أخبرينى وإلا ماذا؟
هل ستركضي إلى شقيقك تشتكين له زوجك ......؟
لم تجبه وزمت شفتيها : حسام اتركنى أكمل طريقي لا وقت لدى لأضيعه معك
فعاد ليقهقه: لا وقت لديك ...
حسناً أيتها المهمة ...هيا إلى سيارتى لأعيدك لمنزل عائلتك وإياكي وتكرار الخروج بمفردك ثانية
لتهدر به : وما شأنك أنتَ ؟
رجاءً لا تضع وقتك معى ...اذهب وأكمل بحثك عنها لربما تجدها ......
فسارع قائلاً: وجدتها ........وجدتها لا تقلقى والأن تفرغتُ لكِ زوجتى العزيزة ......أين كنتِ ذاهبة؟
لم تحتمل أكثر مضايقته فهدرت : أتجول باحثة عن العشق تماماً مثل زوجى .
لم تكمل حتى كانت يد الوغد تصفعها هادراً غير أبه بالمارة التى توقفت تتابع شجارهما
أحمرت غضباً واختنق الدم بعروقها فهرولت من أمامه تعبر الطريق ..........تبعها سريعاً فرأها تصعد بسيارة عائلتها ...ركض ناحية السيارة ولكن بعد أن انطلق السائق بها ............تبعها بسيارته سريعاً حتى تأكد أنها عادت لمنزل عائلتها ................
.................................................. .................
حطت الطائرة مطار الغردقة
طوال الرحلة نائمة بل غارقة بأحلامها لم تعبئ لا بوضع حزام الأمان عند هبوط الطائرة فهى غارقة بسباتها حقاً ....يتابعها بشغف عاشق طوال الرحلة .............
تلمس وجنتها قائلاً:ميرا...ميرا هيا وصلنا ......
بتكاسلٍ فتحت عينيها سريعاً ما عبست برؤيته
هل وصلنا فطالعها بجدية هيا .....فك عنها حزام الأمان وهبطا من الطائرة .....
بمجرد خروجهما من المطار استقلا سيارة أجرة لم تكن تدرى شيئاً سوى أنها بمدينة الغردقة تلك المدينة السياحية الرائدة التى تمنت زيارتها كثيراً توقفت السيارة بهما بعد أقل من الساعة أمام مكتبٍ ما مكتوب على لافتته مكتب تأجير سيارات أخرج السائق لهما الحقائب وتركها أمام ذلك المكتب .ترجلت من السيارة لتستنشق رائحة اليود المميزة.
تلك النسمات الباردة الأتية من البحر الأحمر "انتظرينى هنا لدقائق"
قالها فارس ودخل ذلك المكتب ....
الشوارع هادئة نسبياً ...رغم البرودة طالعت حولها لترى السياح وكأنهم بفصل الربيع تماماً فسخرت منهم قائلة " أنا ارتدى نصف خزانتى وأولئك يرتدون قطعتين على الأكثر .......فوق وتحت
ليخرج عليها بعد قليل ....هل تأخرت عليكِ
طالعته بضيق: هل تعتقد أننا بفصل الربيع لتأتى بى لمدينة ساحلية بوسط الشتاء القارس
ابتسم : أحب تلك المدينة شتاءً إن أتيتها صيفاً لن تلتفتى إلا وترينى أتبع جمال تلك وسحر تلك
فابتسمت ساخرة ولم تعلق .....لتتوقف سيارة أمامهما مباشرة يترجل السائق منها ويعطى المفتاح لفارس
وضع فارس الحقائب بحقيبة السيارة وعاد إليها هيا لتبدأ رحلتنا زوجتى العزيزة ...فعبست قائلة لا تكرر تلك الكلمة كثيراً
فطالعها بجدية:أى كلمة ......؟
لوت فمها "كلمة زوجتى"
ولم تكمل ودخلت السيارة .........لم يعلق على جملتها الأخيرة وصعد خلف مقعد القيادة
وانطلق بها......
.................................................. .........

Sarah*Swan 10-01-18 08:53 AM





الفصل الثانى
"القلوب الوفية لا تنسى ساكنيها "
الجبال الحمراء تعانق السماء فى لوحة فنية تنعكس مع ذلك البحر الهادئ الأمواج
توقف بها أمام منزل صيفى بعيد عن المعمار كثيراً يطل مباشرة على ساحل البحر الأحمر
ترجلت من السيارة تستمتع بالنسمات الباردة المتناقضة مع الشمس الدافئة المختلطة برائحة يود البحر ..............أغمضت عينيها تستمتع بالجو لتنتفض على ذراعيها تحوطها .
تحررت منه والتفتت له بعبوس...........
لما أتيت بى هنا ؟
طالعها : أحب تلك الأجواء شتاءً وأردت أن نتشارك ذكرياتنا الشتوية معاً ........
أرى أنه لا وجود لحراس هنا ألا تخشى أن أتركك وأهرب ؟
فقهقه: إن أردتِ الهرب لن أمنعك ولكن وجب عليّ تحذيرك ......أنظرى خلفك فنظرت فترائت لها الجبال الشاهقة فأردف...تلك جبال البحر الأحمر خلفه بالطبع الصحراء الشرقية يملأوها السباع والضباع والكلاب البرية ...وأمامك هاهنا البحر الأحمر تهدأ أمواجه حتى تلك الجزيرة القريبة أتريها هناك ....فطالعته :نعم أراها ..... فأكمل تلك الجزيرة مملوكة لقوات البحرية إن فكرتى بالذهاب خلفك أكلتك الضباع وإن فكرتِ أمامك أصابتك قوات البحرية ..فهدرت به وأى مجنون يسكن ذلك المكان ......ذلك المجنون هو أنا زوجتى .....ذلك المكان كلفنى كثيراً لأستخرج تصريحه ......فقالت حسناً سأهرب من حيث قدمنا بالسيارة.......
فقهقه وتركها وتناول الحقائب وفتح باب المنزل ودخل .......
أفزعتها الفكرة حقاً الجبل خلفها يبعد بضع كيلومترات ليس إلا وأمامها البحر ........تراجعت عن أفكارها السوداء مؤقتاً وتبعته لداخل المنزل ...............
منزل صيفى هادئ......ألوان هادئة تميل للزرقة كأمواج البحر الهادئة ...برادى بيضاء ....ألوان صيفية توحى بالراحة ...مدفأة مملوءة بقطع الخشب تنتظر إشعالها ....تعجبت فالمنزل نظيف ومرتب فطالعته وقد عاد بالأكياس البلاستيكية المملوئة بالطعام واحتياجات المطبخ كان قد اشتراها فى طريقه للمنزل من المدينة : أرى المنزل نظيف ومرتب هل أرسلت أحد لتجهيزه ؟
فأجابها وهو يصف الطعام بالبراد:بالتأكيد لم أشأ أن أعكر صفو زوجتى المدللة بتنظيف المنزل رغم أنها تستحق عقاب ولكنى أجلت عقابك لشئ أخر......
فقطبت جبينها ...من تطلعاته التى فهمت مغزاها .....ولم تجبه صاعدة الدرج تستكشف المنزل بنفسها لترى المكان حيث تقضى عقوبتها فبنظرها مجرد التواجد معه بمكانٍ واحد عقاب لها ........
.................................................. ........
دخلت قصر عائلتها بغضب عارم فرأتها والدتها فتعجبت متسائلة:روفيدا عدتِ مبكراً ماذا حدث ؟
لتحرر روفيدا دمعاتها أخيراً :الوغد الوغد اعترض طريقى
فنهضت والدتها من مكانها بذعر: وغد ؟أى وغد ؟
لتجيبها روفيدا بشهقات : حسام ....اعترض طريقة وصفعنى ...........
اقتربت والدتها منها بضيق وغضب:الوغد تجرأ ثانية وأمسكت بهاتفها: سأهاتف فارس لأخبره .
فاعترضت روفيدا :رجاءً أمى لا تفعليها فارس ذهب وزوجته ليستجما لا تقلقيهما الأن
عندما يعود سالماً أنا سأخبره بنفسى ليرى المحامين وتلك القضية لما متوقفة ولم تقام لها جلسة لليوم
فطالعتها والدتها : حسناً وحتى عودة شقيقك لا تخرجى من المنزل من المؤكد الوغد سيضايقك ثانية ...
لا أدرى أولئك المحامين لا جدوى منهم مطلقاً منذ شهور وقضية طلاقك منه لم تتحرك ولم يحدد حتى موعد للجلسة
حسناً فلننتظر عودة فارس وتلك اللعينة ابنة المنيرى .
صعدت لغرفتها ..........ارتمت كبائسة تلعنه وتلعن عشقه مكبل روحها تشهق ببكاها مرددة
" ساعدنى يا الله .ساعدنى لأنسى ذلك الوغد وأطرده من قلبى ساعدنى يا الله "
.................................................. .................
عاد حسام لمنزله يعتليه الغضب والفرح معاً فرحته بإيجاد ضالته بعد شهور وبغضب من تلك الجدباء بنظره "زوجته" تتجرأ وتجابهه بالحديث حتى إن كان يأباها ولكن غروره وتكبره أبيا أن تهينهما تلك الطفلة بنظره وتعصى أوامره بمجرد أن رأته جرت إليه والدته : حسام سريعاً ادخل المكتب لوالدك منذ الصباح يسب ويلعن على غيابك
تأفف حسام ضيقاً فهو متيقن مما سيناله من توبيخ من والده
..................................
طرق باب غرفة مكتب والده ودخل
ليترائى له بركان ثائر قابع بغرفة مكتبه يسب ويلعن ...دخل غرفة مكتب والده .....لينال ما يستحق من مسبات ........هل جننت لتتأخر عن اجتماع هام مع مندوبى الغرفة التجارية هل أخدت النداهه عقلك لتهيم كالمجاذيب تبحث عن العاهرة ابنة الخادم......لعنة الله عليكَ أيها الحقير أضعت مجهود شهور أيها الأخرق...
فابتلع حسام الإهانة قائلاً:اهدأ أبى رجاءً سأحل المسألة وسيعودوا ثانية لا تقلق أنا س.....فقاطعه رأفت هادراً ...
وهو على وشك الإصابة بنوبة قلبية من أفعال ابنه ......
أين كنتَ أيها الأخرق ...وإياك وإخبارى أنك كنت تبحث عنها ؟
ليجيبه بلهفة: بل وجدتها ...أبى وجدت بدور أخيراً
طالعه رأفت بسخرية ممزوجة بالغضب :أمل أن إيجادها أخيراً يعيد لكَ توازنك وتعود لتلتفت لعملنا .....
ليكمل بعد أن جلس على مقعده بأنفاسه المتلاحقة :أين وجدتها ؟
فأجابه حسام ...بمحافظة قريبة منا تستأجر ووالدتها شقة بإحدى البنايات ولولا تذكرى لإجتماعنا الهام لكنت أحل مسألتى معها الأن ....وأعيدهما للقرية
طالعه رأفت بجدية:اسمعنى أيها البغل اذهب وأتى بها تزوجها وانهى هذا التيه المسيطر عليكَ .
اذهب الأن للعمل وحل مسألة الغرفة التجارية حل كل مشكلات العمل قبل ذهابك لأى مكان
أتسمعنى ؟ إن لم تحل مشكلات العمل فلن تتزوجها وإن أنطبقت السماء فوق الأرض
بابتسامة أعتلت محياة:أمرك أبى سأحل كل المشكلات بالعمل وسأذهب غداً لأتى بها سواء برضاها أو إجبارها .
.................................................. ................
على مائدة الغداء بقصر أل المنيرى
تطوق العائلة المائدة بصمتٍ مطبق على الجميع ليقطع حسن الصمت موجهاً حديثه لوالده:أبى ؟
رفع رأفت عينيه لابنه فأردف حسن:أريدك بموضوعٍ هام ...فأجابه رأفت : من الأمس تقول أريدك بموضوعٍ هام ولم تنطق بشئ ..
فابتلع حسن ريقه قائلاً : ننهى غدائنا ونتحدث
فطالعه رأفت : ليس لدى وقت لتفاهاتك حسن إن كان الموضوع غير هام وأضعت وقتى معك سأصب جام غضبى عليك .
يكفينى ذلك الوغد ومشكلات العمل بسبب ركضه خلف ابن الخادم .
والتفت لزوجته أمراً :وأنتِ نفذى ما طلبته منكِ مساءً اذهبى وادعيها لتقضى عدة أيام بزيارتنا
حقاً هى حمقاء اتبعت الوغد ابن وهدان ولكنها ابنتنا عِرضنا ودمنا إن قاطعناها أكثر من ذلك تمكن الوغد منها أكثر وأهان كرامتها متعللاً بعدم وجود من يحميها من براثنه .
مهما فعلت فهى ابنة أخى الغالى وكرامة لوالدها رحمه الله سأتغاضى عن حماقتها ...أخبريها أنى أدعوها لقضاء عدة أيام بزيارتنا وسنرى إن تجرأ الوغد ابن وهدان واعترض ......
طالعته زوجته دون كلمة فقط أومأت رأسها بالإيجاب
فكيف لها أن تعصى له أمراً رغم سنوات زواجهما التى تخطت الخامسة والثلاثون إلا أن رهابها منه كاليوم الأول من زواجهما .
..........................................


جلس حسن بمقابلة مكتب أبيه يفرك راحتى يده
فضاق رأفت ذرعاً قائلاً : ألتلك الدرجة موضوعك صعب بنى لتخبرنى به؟ ماذا هناك حسن تحدث بنى لا تخشى شئ كم كنت أتمنى أن تكون بجرأة الوغد أخيك برغم أفعاله التى ستودى بحياتى يوماً ولكنه لا يهاب شئ ما يريده يفعله
رفع حسن بصره يطالع والده مجمعاً شجاعته : أبى أريد أن أتزوج .
فقهقه رأفت : أتجلس مثل التلميذ الراسب بامتحانه تجمع أفكارك وكل الموضوع أنك تريد الزواج
فطالع والده بعتب يملأه الذعر:..........
فتحدث رأفت : حسناً بنى ذلك يوم الهنا لنا أن تقرر أخيراً أن تفك حصار قلبك وتتزوج
هيا أخبرنى من تلك المحظوظة التى أسرت قلبك لتجلس منذ دقائق تجمع الكلمات برأسك لتحدثنى عنها ؟
بشجاعة نطقها :ابنة عواد ........
بجدية طالعه رأفت:أى عواد.....
فاضطرب حسن وأعادها : عواد ....عواد كبير الفلاحين لديك
لينتفض رأفت : ماذا .....وقطب جبينه وتحول للعبوس : هل تعنى عواد كبير فلاحى أراضينا ؟
فأومأ حسن رأسه بالإيجاب
فهدر رأفت: هل جننتما البغل يبحث كالمجاذيب عن ابنة خادمى وها هو وجدها وسيأتى بها عروساً لقصرى وأنتَ تريد الزواج من ابنة كبير فلاحى أرضى هل حقاً نادتكما النداهة ..أخذت عقلكما وطارت بهما أم ماذا ؟
انتفض حسن من مكانه : أبى وما العيب فى الفقر سجى فتاة جميلة ومؤدبة لا يعيبها شئ
فقهقه رأفت بغضب : وتعلم اسمها أيضاً ....منذ متى حسن بك وتلك الفكرة أو بالأحرى تلك الفتاة ببالك ؟
فطأطأ حسن رأسه: أبى أريدها زوجة أعشقها
فهدر رأفت به: اغرب عن وجهى الأن حسن لست بمزاج يسمح لى بمجادلتك .
إن كنت تريد الزواج اذهب لوالدتك تدلك على أى فتاة من مستوانا ومن عائلة كعائلتنا وأنا أزوجك إياها ...أما ذلك الهراء فانساه .
طالع والده بغضب جديد عليه :أبى أريدها إن لم تكن هى فلا غيرها ........أبى رجاءً أنا أعشقها
فهدر به رأفت :قلت اغرب عن وجهى الأن لم يتبقى لدى سوى أحلامك الوردية وبلاهتك .......وإياكَ وإعادة الهدر بتلك الفتاة أما عواد فحسابه عسير معى
فهدر حسن: وما دخل عواد هو بالأساس لا يعلم شئ
فطالعه رأفت بسخرية ممزوجة بالغضب : من خلف ظهر الأبله إذن هى عاهرة ولا تستحقك ...
زم شفتيه بضيق وغضب وكاد يلعن والده على نعت مليكة قلبه بالعاهرة
......................................

المصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الاخيار.

غادر حسن الغرفة مسرعاً فرأى والدته تقف تبكى بحرقة خارج غرفة مكتب والده .
تكاد تلتصق بالحائط ....
طالعها قائلاً : هل يرضيكِ الظلم أمى ؟
فأجابته بعينها الباكية : كلا بني.. لا يرضينى
ليتنى أستطيع أن أقف بوجهه وأدافع عن حقك بمن تريد بنى بالأساس لو أمتلك الجرأة لوقفت بجانب حسام منذ سنوات أدافع معه عمن يريدها ولكنى أجبن من أن أواجهه بنى ....نفس الموقف حدث منذ سنوات وتبدل حسام الشغوف بالحياة حسام البشوش لذلك الصنم القاسى المتجبر كما نراه اليوم وها هو الموقف يتكرر معك بنى ......
يضيع أبنائى أمامى وأنا أقف مكتوفة اليدين أمام جبروته .......وشهقت واضعة يدها فوق فمها وهرولت من أمامه .
..................................................
كان شعور الظلم والمهانة يعتلى صدره ويكاد يودى به فاتجه لاسطبل الخيل
امتطى جواده وانطلق بعيداً بغضب وحزن يعتليه بل يفتك به .
يعصف عقله بالأفكار السيئة
والده وتفضيله لشقيقه حسام منذ صغرهما الجميع يناديه بالأبله ....مردداً بذاته :هل إنسانيتى جعلت منى رجل أبله يعاملنى كطفلٍ صغير؟
صغيراً تجرعت مرارة الحرمان والقسوة، وكأنما تكوّنت روحي وشُكّلت لتنسجم مع بيئتهم وقسوتهم لم أتحسس ملمس الطفولة التي عاشها أقراني، قالوا في صغرى .شب رجلاً .لا تلعب بالدمى .شب رجلاً امتطى حصانك ............
الظروف جعلتني أحرق المراحل التي تفصل بين الطفل والرجل، وأرمي طفولتي جانباً وأتقمص صورة الرجل في سن مبكرة، لتطبع السنين بصمتها على ملامح وجهي.
قاومت أن أكون ظالماً لسنوات عمرى واخترت الوفاء على الخيانة
اخترت العدل على الظلم ...........اخترت الابتسامة على العبوس
تحملت نعتهم لى بالبلاهة لمجرد تسامحى وقلبى النقى لمجرد أنى أترفع عن الخصومات والضغائن .
.................................................. ............
بمكتبه يغلى كبركان ثائر فأخر ما توقعه طلب ابنه الثانى أن يتزوج من ابنه الفلاح أيضاً
أتتها الشجاعة لأول مرة بسنواتها الخمس والثلاثون طرقت الباب ولم تنتظر إذنه ودخلت .........طالعها بضيق :ماذا تريدين لست بمزاج لثرثرتك الأن هيا اغربى عن وجهى ..............توقفت تطالعه بعينيها المتورمة من إثر نحيبها ..........
فهدر بها :لما تقفين هنا كالتمثال الخشبى أمرتك أغربى عن وجهى
فخرج صوتها هزيلاً متقطعاً : لمتى ؟
فطالعها بضيق ممزوج بالغضب
فأكملت:لمتى سنخسر أبنائنا واحد تلو الأخر ألم يكفيك خسارة حسام لتخسر حسن ؟
فطالعها باستفهام ناهضاً عن مقعده : بما تهزين أى خسارة ؟
فأردفت بحدة: خسارتنا لحسام الطيب حسام البشوش الفارس المغوار أتتذكره رأفت ؟ حسام قبل أن تذبح فؤاده وتدخله فى صراعاتك أتتذكر حسام عشق القرية بأكملها أتتذكر حب الناس له ؟
أتراه الأن ؟
فزم شفتيه فلم تبالى وأردفت: خسرنا تلك الطيبة وتحول لذئب صامت لا يحدثنا سوى بالطلب عابس متجهم أفتقد ابنى البشوش ثم علا صوتها تدريجياً والأن تعيد الكرة وتفقدنا حسن أتتوقع بعد رفضك لطلبه سيخضع لكَ ....إذن أنتَ لا تعلم ابنك حق المعرفة حسن سيتمسك بها وإن اضطر لخطفها وذهب بها بعيداً ولن نراه ثانية
حقاً حسن طيب القلب ولكنى رأيت هزيمه فى عينيه اليوم وخيبة رجاء
رأيت الانكسار بينما ترمم ما أتلفت بأخيه قيل سنوات تكسر به هو
ماذا أيرضيك أن يكون حسن متجبراً ؟....صدقنى إن تجبر فستكون أول المظلومين .......إن تبدل قلبه لحجر أصم كأخيه سيدهسك مع أول المدهوسين سينتفض لظلم تعرض له لسنوات عمره ..............
أين العدل زوجى إن وافقت بتزويج حسام لبدور فلتوافق لحسن الاثنين أبنائك لا تفرق بينهما وإلا كنت أنتَ الضحية بينهما ستفقد احترامهما لكَ وسيتفرق الأخوة بسببك
طالعها دون كلمة فلأول مرة تتحدث تلك الحمقاء بنظره بشكل صحيح .........فتركها وخرج من المنزل .
توقف رأفت ينادى حارسه فأتاه مهرولاً ..........ما إن رأه حتى أمره بالبحث عن حسن والعودة به حتى إن أجبره على ذلك .
سيطرت كلمات الجدباء على عقله على غير المتوقع وحسم أمره سيزوج الاثنين وانتهى الأمر
.................................................. .................
تأتى رائحتك قبلك حيث أكون .
حتى لا داعى لأستدير وأرى أنها أنتِ بالفعل
رائحتك العبقة تسبقك ميرتى ...........
ابتسمت دون كلمة وهو يوليها ظهره يقف فى الشرفة يطالع البحر بأمواجه يلفحه الهواء البارد حوطت ذاتها بذراعيها واقتربت منه فالتفت لها شعرها يهيج ويضطرب مع الهواء محدثاً عاصفة هوجاء تضرب قلبه .....طالعها دون كلمة فقط يستمتع بهدوئها ..أشاحت بصرها بعيداً تنظر للبحر وللأمواج ..........
فبادر :هل تعلمين لما يسمى البحر الأحمر بهذا الاسم ؟
فهزت رأسها بالنفى فأجابها :
سُمّي البحر الأحمر بهذا الاسم لاحتوائه على أعشاب وطحالب بحرية ملوّنة تطفو على سطح مياهه؛ فتعكس لونًا أحمر لمياه البحر، لاسيما عند غروب الشمس.
في حين يقول آخرون أن سبب تسميته بالبحر الأحمر يعود لوجود سلاسل جبلية حمراء داكنة تطل على سواحله ؛ فتعطي ظلالها المنعكسة على سطح المياه اللون الأحمر.
لكنى أرى سبب أخر .
فطالعته بتعجب فأكمل:بلى ميرتى أن أراها قصة عشقٍ كبيرة بين سلسلة الجبال تلك التى خلفنا وذلك البحر مقترنيين سوياً منذ بداية الخليقة تظلل هى عليه وهو يهبها نسيم عليل ينعكسا على بعضهما فلا تدرى أتلك السلاسل تعكس لونها عليه أم يعكس هو لون شعبه عليها .....لوحة فنية تحتارين فى وصفها سوى أنها بديعة ومتكاملة بوجودهما سوياً ........أعشق تلك المدينة شتاءً أكثر من الصيف شتاءً تكن هادئة فتتأملين الطبيعة الخلابة بتمعن
دون أن تطالعه :سبحان الله بديع السموات والأرض
اقترب منها مولياً وجهها ناحيته :
لما ميرتى حزينة ؟ماذا تغير بكِ لستِ ميرا من أحببت وتزوجت لستِ ميرا القاهرية الشغوفة ميرا الشجاعة التى اختارت العشق على العادات
أين تلك الميرا ؟ أين اختفت مكبلة قلبى ؟
طالعته بعبوس وجدية :أنتَ من أضعتها فارس؟
فأردف :أنا ؟كيف أضعتها ومتى ؟
فأردفت بنفس الجدية:أضعتنى يوم أدخلتنى بلعبتك وعائلتى ...
فنفى بجدية: أنا؟ أقسم أنا لم أدخلكِ مطلقاً أنا عشقتك ميرا وأعلم لولا هروبنا وزواجنا ليلتها لما وافقوا على زواجى منكِ وكنتِ الأن بقيود ذلك المتجبر زوج روفيدا الوغد .
لتهدر به : لا تكذب فارس لا تكذب أنتَ لم تعشقنى أنتَ أوهمتنى بالعشق لتفوز بى وتتشفى بعائلتى
فطالعها بضيق ممسكاً بكتفيها : أكذب أنا أكذب الأن أليس كذلك ؟ حسناً أخبرينى زوجتى إن كنت أكذب لما لم أعاملكِ كما عامل الوغد ابن عمك شقيقتى وأتشفى من أعمال عائلتك بكِ ؟...لما لا أعذبك كما عذبها ؟ .....لما أصبر على عنادك الطفولى وأترككِ على راحتك ؟
أخبرينى لما أصبر عليكِ لليوم وأصبر على كلماتك اللاذعة أخبرينى أى رجلٌ يتحمل ما تحملت لشهور منكِ
لماذا لماذا طريقنا طويل مليء بالأشواك لماذا بين يدي ويديك سرب من الأسلاك لماذا حين أكون أنا هنا تكون أنتِ هناك؟
لما لا تطردى تلك الأوهام وتنفضيها عن رأسك وتركضين إلىّ نكمل ما بدأناه قبل أشهر وأوقفتيه بأوهام تعشعش برأسك ؟
حوط كفيه وجهها وأردف : معشوقتي الجميلة .. قمري في كل الليالي .... عشق عقلي وقلبي وسر انشغالي .. معشوقة قلبي أمس واليوم وغداً وفي كل أحوالي ..
اقتربي مني وامتلكي عشقي
اجعلي من كل اللحظات أجمل وأرق المعاني
اهديني قلباً أهديكي عشقاً .
ادفني الماضي حبيبتي وأحيي معي العمر مِن جديد
امنحيني فرصتي مرة ولا تقتلي أملي الوحيد فإن كنتِ أنتِ الشتاء فأقسم لكي بأن أذوب عنكِي الجليد فمهما كنتِ لا ترحلي وأنا لن أرحل عنكِي
وإن كنتِي معذبتي فأنا أعشق عذابات الجليد فاذبحيني إن شئتي.................

لم تدعه يكمل فكانت تقتات شوق أشهر من بين شفتيه لثانية لم يستوعب ما تقوم به سوى بابتسامة سرت بين أوداجه المتلهفة فأغار على شفتيها ينهال من شهدها ويروى ظمأه .
تلاطم أمواج البحر ....وكأنها تعلن عن استحيائها من عشقهما فاعترضت وغادرت سكونها وتضاربت الأمواج ببعضها .....الشمس استحت وبدأت فى الغروب ..........الهواء البارد يبرد لهيب عشقهما
بين ذراعيه حملها ودخلا لمنزلهما ......ليسطرا سوياً ليلة من ليالى الأساطير
.................................................. .................
بحث الحراس حتى وجدوه أخيراً يجلس فوق تلة على أطراف القرية
اقترب الحارس منه قائلاً :سيدى والدك يريدك فى الحال
دون أن يطالعه أجابه: أخبره أنك لم تجدنى
فاقترب الحارس:أعتذر سيدى ولكنه توعدنى إن لم أعد بكِ
فقهقه حسن يكتم ضيقه: ألتلك الدرجة يحتاجنى أبى ليهددك إن لم تعد بى ورفع عينيه باتجاه الحارس الضخم وحسن يجلس أرضاً .....هل يعتقد رأفت بك أنى طفل ليرسل حراسه يبحثوا عنى ؟
لم يجد الحارس إجابة فقال:سيدى رجاءً لا تضعنى بموقف محرج رجاءً عد معى لوالدك ولا تضطرنى أن أجبرك على المجئ معى ........
قطب حسن وجهه ونهض عن الأرضية الترابية .
هل أفهم أنى مجبر الأن بالعودة معك أيها.............؟
ابتلع الحارس إهانة حسن الغير معتادة من ذلك البشوش وطأطأ رأسه .
امتطى جواده وانطلق والحارس خلفه بجواده ....
.................................................. ..........
دخل حسن القصر فوجد والده يجلس على المقعد القريب من النافذة يجلس شارداً يحتسى قهوته .
اقترب حسن وتوقف دون كلمة فطالعه رأفت
"هل تعشقها حقاً أم فتاة أشتهيتها وستركلها بعد فترة كأغلب تصرفاتك الصبيانية ؟"
فتبدل عبوس حسن لدهشة اعتلته :ماذا ؟
فطالعه رأفت بضيق:أسألك هل تعشق ابنة عواد الفظ حقاً؟
كطفلٍ قد اقتربت أمنياته من التحقق :أومأ رأسه بالإيجاب .
فابتسم رأفت:لكَ ما تريد أيها الأجدب حدد موعد مع ذلك الفظ لنذهب لطلب يد ابنته رسمياً .......
وضع يده على فمه من وقع الخبر عليه فابتسم رأفت فهرول حسن يقبل يد والده
.................................................. .......
تستلقى على فراشها بجواره يطالعها بشغف.
يمشط خصلات شعرها بأصابعه ..........دون أن تطالعه سألته:
هل تعشقنى حقاً فارس؟
فغمز بعينه : ألم تتأكدى بعد حسناً لنعيد العرض ثانية فقهقهت : جدياً أتحدث لا أمزح .........
فأبعد يده عنها قائلاً : أتعلمين لم تسبقك أنثى لقلبى .
أنتِ فقط ميرتى أدخلتك وأوصدته وألقيت مفتاح قلبى بعيداً .....
وأنتِ هل تعشقينى كعشقى لكِ ؟
فخجلت وأشاحت بعينيها عن عينيه الحادة المتربصة بها
فأكمل هو
قولي أحبّك كي تزيد وسامتي فبغير حبّك لا أكون جميلا قولي أحبّك كي تصير أصابعي ذهباً وتصبح جبهتي قنديلا الآن قوليها ولا تتردّدي بعض الهوى لا يقبل التّأجيلا
فقهقهت :نزار قبانى ثانية
ليلتها أسرتنى بكلمات نزار قبانى الساحرة
والليلة تعيدها فارسى
فرفع عينيه الصافية إليها :سأرددها طالما تجعلك تبتسمين ........وأنهى جملته عند شفتيها ليعلن عن صراع قلبيهما ثانية فى ليلة اختفى فيها البدر خجلاً .
.................................................. .................
فى صباح اليوم التالى
ببشاشتها ألقت تحية الصباح على والدتها
فابتسم الأم :صباحك خير وهناء روفيدتى.
جلست روفيدا على مائدة الإفطار واضعة حقيبتها جانباً
فطالعتها والدتها : ستذهبين لدرسكِ؟
فأومأت روفيدا رأسها بالإيجاب
فأردفت الأم بضيق: ألم أخبرك انتظرى حتى عودة شقيقك ؟ماذا إن اعترض زوجك طريقك ثانية ؟
بضيق طالعت والدتها : لن أضيع وقتى ودراستى بسببه أنا لا أخشاه ثم إننى سأذهب بالسيارة برفقة السائق حتى مركز الدروس وأعود بالسيارة لا تقلقى بشأنى أمى ......
لن يلزمنى ذلك الوغد منزلى ويرعبنى كما يفعل دوماً أنا لم أعد تلك الخرقاء التى تتذلل له ليرضى عنها
إن تجرأ بمضايقتى ثانية سأصفعه وأسبه ولن أخشى شيئاً
فطالعتها والدتها ولسان حالها يردد لذاتها : أنتِ تصفعيه أقسم لو جائك لتعودى معه لأرتميتى بأحضانه وتخليتى عن كل شئ
عشقه يكبلك بنيتى يكبلك ..................
.................................................. .....
بعدها بساعتين ..............
كانت سرحة تعصف الذكريات بعقلها فهدرت تحدث حالها
مابالك ياذكريات تلتزمين بابي وتنوحين
اصمتي... فنياحك يرعب قلبي ........وابتعدي
ولاتطرقي بابي ..فانت الحزن بعينه
..وان كنت تحملين بعضاً من الفرح
لكنك ماضي ...صعب أن أعيشه وصعب أن يعود
لا تطرقي بابي
قلبى أوصدته ...وأضعت المفتاح كي يفتحه أحد ...
وان حاول احدهم فتحه أخذته بالحيلة وأبعدته
لينتبه معلم المركز مصطفى صديق شقيقها فارس
فيقترب منها متسائلاً:ما بكِ روفيدا أكنتِ تحدثين ذاتك؟
لتنتفض برؤيته محدثة ذاتها :هل حقاً وصلت لمرحلة الجنون أحدث حالى ؟
فرفعت عينيها له معتذرة: اعتذر استاذى لقد شردت قليلاً فابتسم وطالعها :ألم أخبرك نادنى باسمى فقط لاداعى للألقاب أعمارنا متقاربة كثيراً أتريدين صنع رجلاً كهلاً منى بمنادتى بسيدى أو استاذى تلك ؟؟؟؟
فابتسمت وعادت لتطالع كتابها .....
حدث ذاته وهو يطالعها :
بعينيك أيتها الجميلة لغز وغموض يجذبنى يوماً بعد يوم
وميض من شغف يُربكنى كلما طالعت تلك العينين الشبيهة بالعسل الصافى ............روفيدا ليتكِ تتخلصى من قيود زوجك الحالى لنرفرف سوياً تاركين الماضى للماضى .
............................................
وقف بحذائه اللامع وجلبابه المهندم وجهه ينير بشاشة وضياءً وسط الحقل .........التفت عواد فرأه
لوى فمه بضيق قائلاً :سيد حسن .....؟
ابتسم حسن كعادته : مرحباً عمى عواد
تعجب عواد من كلمته : عمك ؟
فأكمل حسن:أبى يرسل لك السلام ويخبرك أننا قادمون لزيارتك مساءً فكن ببيتك ولا تتهرب منا .
مطى عواد شفتيه الغليظة :ماذا ؟ زيارتى ؟
فأكمل حسن : جهز عشاءً فاخراً عمى عواد وزين المنزل والأن سأرحل لدى موعد هام مع مزين شعرى
ذهب حسن من أمام عواد تاركاً إياه فى دهشته وعدم تصديقه لما قاله حسن قبل قليل
ابتعد حسن نسبياً فقال عواد:أيها الأبله
فتوقف حسن مكانه قائلاً :أتنعت عريس ابنتك بالأبله عمى عواد ؟
ابتلع عواد ريقه من كلمات حسن وكاد يقذفه بحصاه أو فأسه لولا ابتسامة حسن وإكماله لطريقه .
.................................................. .........
صف سيارته وترجل منها ودخل البناية
توقف أمام شقتها وطرق الباب
مطت أم بدور شفتيها بضيق عند فتح الباب ورؤية حسام ثانية
ابتسم قائلاً"صباح الخير أم بدور" .
طالعته بضيق :صباح الخير حسام بك رجاء لا تزعجنا أنا وابنتى و.....فقاطعها :لم أتى لإزعاجكما أتيت للتحدث معكِ أنتِ خالتى فهل تسمحين ؟
طالعته بتعجب : أيناديها الأن خالتى ؟
ذلك المتعجرف يناديها خالتى ؟
أشارت له بالدخول فتبعها .
تركت باب المنزل موارباً وأشارت له بالجلوس .
جلس فوق الأريكة البسيطة وجلست هى على مقعد قريب ....تنحنح قائلاً :
كيف حالكما خالتى أم بدور ؟
بنفس التعجب طالعته دون رد
فأردف: أنا لم أتى لأذيتكما أنا أتيت لخطبة بدور بشكل رسمى
فلوت أم بدور فمها دون رد فأكمل
خالتى الأن حُل الأمر أبى بنفسه سيطلبها منكِ لى وسنقيم عُرس تتكلم القرية عنه لسنواتٍ قادمة فتلك بدرى تستحق عُرس يليق بها
أنا جئتك اليوم لأتحدث معكِ رأيتها تخرج قبل قليل لعملها أردت أن أتحدث فى غيابها كى لا تقاطع حديثى كعادتها وتغضب
جئتك اليوم بعرضٍ سخى للغاية ولكن أخبرينى أولاً أم بدور :ألستِ حزينة على تركك القرية وتركك لصديقات ومنبتك ألستِ حزينة أنك لا تستطيعينى زيارة قبر زوجك ؟أيرضيكِ تلك الغربة لكى ولإبنتك ؟ أيرضيكى أن تكن ابنتك فريسة سهلة بعد أن يأخذ الله أمانته ؟
أخبرينى من لكما لتحتميا به ؟
من يجيركم إن أردتما شئ ؟
أو تخطى أحد خطوطه معكما ؟
ليس لكما سواى بعد رب العالمين
تعلمين أنى سأكرمها ولن أهدر كرامتها فمن انتظر عشقه لسنوات لن يضيعه هكذا وتعلمين أيضاً أنى لن أتركها ...لتعلمى منذ الأمس أضع حراستى عليكما رجالى تحرسكما لقد ارتبت أن تهربا ثانية والأن يراقبها رجالى أينما تحركت
أنا لا أقٌصد أن أخيفكما منى ولكنى لن أفقدها ثانية وإن اضطررت لاختطافها سأفعل
بذعر طالعته :ماذا تختطفها ؟
فأجابها:بلى سأختطفها إن لم توافق بى زوجاً
ولهذا السبب جئت لأحدثك أنتِ فى البداية هى ترفضنى تماماً رغم ما تضمره بقلبها لكنى لن أيأس أو استسلم اقنعيها أنى أعشقها وسأحافظ عليها داخل عينيي وأنتِ أيضاً خالتى ستكونين كوالدتى تماماً سأشترى لكِ منزل قريب منا لتعيشى أخيراً داخل منزلٍ تملكيه وتعيشى كباقى نساء القرية مرفوعة الهامة دائماً بل ستصبحين من الثريات وسأعين لكِ خادمات
سيكن لكِ منزلك وخدمك وأموالك
سأضع لكى مبلغاً وفير يكرمك بقية حياتك ...
ستتمكنين من زيارة قبر زوجك ورفع هامتك أمام القرية جميعاً بعد ما قيل عنكما ستقتصين من الجميع وأولهما سيدة أل وهدان التى أهانتكما وطردتكما
فقاطعته:عذراً سيد حسام ولكنى لا أقبل أن تبنى ابنتى حياتها على أنقاض غيرها ما ذنب السيدة روفيدا أن تأتى ابنتى ضرة لها ؟
فلوى فمه ضيقاً : بالأساس روفيدا لا تريدنى وتركت المنزل بإرادتها لم أجبرها على شئ هى من تريد الإنفصال ولها ما تريد
أنتِ فقط اقنعى ابنتك بالموافقة وكل وعودى لكِ ستنفذ قبل أن أتمم الزيجة .
ستكونين سيدة القرية كوالدتى تماماً
.................................................. ......
عاد عواد لمنزله وعقله يدور تماماً: ماذا قال ذلك الأبله ...هل حقاً سيأتى والده الليلة ليخطب ابنتى لذلك الأبله ؟ هل يسخر ذلك الشاب منى ؟
لعنة الله عليكَ حسن لعنة الله أتسخر من رجل بعمر والدك
اقتربت منه زوجته تحدثه : ما بك عواد أتحدث حالك ؟
فهدر به :بلهوات كلكن حمقاوات جهزن الغداء فى الحال أتضور جوعاً
افترش عواد الأرض وزوجاته وابنته يتناولوا طعام الغداء
شارد تماماً لاحظت زوجاته ولكنهن يخشين أن يسألاه عما يحدث معه
طالعته ابنته سجى : أبى هل أنتَ مريض ؟
فطالعه بعبوس : أى مريض أيتها الحمقاء ؟
فابتلعت الإهانة وأكملت: أراك شارد ولا تتناول طعامك كعادتك
فهدر بهن: ومن يرى مثل تلك الوجوه المكفهرة تأتيه الشهية للطعام , حمقاوات جميعاً
قالها ونهض عن الطعام ذاهباً لخارج منزله يجلس على الأريكية المصنوعة من الطوب اللبن "المصطبة" يفكر بما قاله له ذلك الشاب الأحمق بنظره
.................................................. .................
بإحدى المطاعم المطلة على البحر الأحمر مباشرة بتلك المدينة الساحلية الساحرة
حيث تتعانق الطبيعة والجمال سوياً
يجلس فارس وزوجته ميرا يتناولا غدائهما .........
يطالعها بنفس النظرات المتلهفة منذ الأمس
احمرت وجنتيها وطالعته :فارس رجاءً لا تطالعنى هكذا لا أستطيع تناول طعامى تخجلنى نظراتك كثيراً .
فابتسم لها : أنا أشبع عينى العطشة المتوقة لزوجتى الحبيبة
فابتسمت قائلة : ألم تشبع بعد؟
فغمز لها : لا لم أشبع ولن أشبع من تلك الحورية المشبعة بالحمرة خجلاً
طأطأت رأسها خجلاً : كفى رجاءً لن أتحمل غزلاً بعد سأفقد وعيى من تلك الكلمات الغازلة لا تجعلنى أعتاد غزلك ستمل من كثرة طلبى لغزلك وكلماتك المعسولة
رأى مدى خجلها الواضح عليها فأمسك بشوكته قائلاً : القليل من الفسفور يفيد فى موضوعنا أليس كذلك ميرتى وأنهى جملته بغمزة من عينيه
ذاب ما تبقى منها من ثبات فقالت فارس :
رجاءً توقف أريد تناول طعامى
فطالعها : حسناً تناولى طعامك جيداً فأنا أريد سليل أل وهدان أن يكون بصحة جيدة وبنيان قوى كوالده .
فطالعته :أى سليل لم أفهمك ؟
فغمز لها : ابننا ميرتى .....
فابتسمت ولم تعلق على جملته .
فأشاح ببصره يطالع البحر وحدثها :أتدرين ميرا
البحر لا يبوح بسر أحد لأحد.

كثيراً ما بوحت له بأسرارى هو وحده من أبوح له صديقى البحر كتوم يسمعنى دون مقاطعه أبثه همى وشكوتى
أتعلمين أبى رحمه الله كان دوماً يشبهنى بالبحر
فتسائلت : البحر ؟
فأومأ رأسه كان دائما يقول لى " أنتَ كالبحر خارجك هادئ ومنظم وداخلك أمواجٌ عاتية وعالم بلا شواطئ "
فابتسمت له قائلة : وأنا أعشقك أيها البحر .
فقال ماذا ماذا أعيديها ثانية
فأشاحت ببصرها : أنا لا أحدثك أنا أحدث البحر عشقى
فقهقها وأكملا تناول غدائهما
..............................................
فى المساء
كانت بدور تجلس على مقعد بالمائدة تفترش بعض الأوراق تراجع بعض الأوراق الهامة الخاصة بعملها عندما جلست والدتها بالمقعد المقابل لها قائلة :بدور
رفعت بدور نظرها لوالدتها قائلة : نعم أمى
ابتلعت أم بدور ريقها قائلة : اليوم أتى حسام لزيارتنا
فلوت بدور فمها ضيقاً : لا تخبرينى أنه تشاجر ثانية
فنفت الأم : لا لا على النقيض تماماً كان مهذباً وتحدث بعقلانية
عادت بدور لتنظر بأوراقها فعلقت الأم :ألا تريدى أن تعلمى فيما تحدث معى ؟
دون أن ترفع عينيها عن الأوراق تلك المرة أجابت والدتها : ماذا كان يريد ؟
ابتسمت الأم قائلة:جاء ليطلبكِ بشكل رسمى ووالده سيأتى أيضاَ وسيشترى لى بيت و........صُمت أذنيها عن الباقى فقط كلمة يتقدم بشكل رسمى ........
وقع القلم من يدها وفرغت فمها لا تعلم أفرحة انتظرتها لسنوات أم ضيق وذعر من ذلك الخبر فاضطربت ولم تدرى بما تجيب والدتها فأكملت الأم :بنيتى هو يطلبك بشكل رسمى ووالده يوافق ويبارك الزيجة بنيتى نحن بلا رجل يحمينا من غدر الزمن كما أنكِ بزواجكِ منه سنعود لقريتنا وسط أهلنا وأحبابنا وسأتمكن أخيراً أن أرفع رأسى بالبلدة عقب ما قيل عنا بنيتى لا تتعجلى بقرارك فكرى جيداً قبل أن تجيبى طلبه ......هو يعشقك ولن تجدى من يعشقك مثله برغم تكبره وتعجرفه إلا أننى أشهد أنه فى حضورك ينقلب رأساً على عقب يتيه ويضيع ..........
لم تجب والدتها ليلتها ودخلت غرفتها تفكر بالأمر بشكل جدى كما وعدت والدتها .......
.................................................. .................



فى منزل عواد
كان يجلس وزوجاته يشاهدوا التلفاز وسجى ابنته تحيك الكروشيه أما هو فعلى شروده منذ عاد من الحقل ظهراً عندما انتفض على طرق الباب ......
تحركت زوجته ناحية الباب فنهرها توقفى .
والتفت لهن ادخلن غرفكن الأن
لا أريد طرف أى واحدة منكن الأن ..........وتقدم ناحية الباب
فتح الباب فكان صدقاً ما قيل
حسن ووالده رأفت المنيرى بالباب
فرغ عواد فمه من المفاجأة فابتسم رأفت..ماذا هل نعود عواد أم ستفسح لنا الطريق لندخل .همهم عواد وتلعثم وهو يشير لهما بالدخول
بتعالى وتكبر طالعه رأفت دون كلمة ودخل المنزل
جال رأفت بعينيه غرفة استقبال عواد المتواضعة متهكماً من بساطتها ولكن ما بيده حيلة مجبر على مجاراة ابنه المتعلق بتلك ابنة عواد
جلس عواد مرحباً بضيفيه ........مرحباً مرحباً سيدى رأفت نورتما دارى المتواضعة ...
ابتسم رأفت بضيق :بيتك منير بأهلك عواد
نهض عواد من مكانه قائلاً ثوانٍ معدودة وأعد إليكما
هرول خارج الغرفة فرأى زوجاته وبنته يقفن يسترقن السمع
بابتسامة بدت نواجزه وأسنانه العريضة حدثهن أسرعن أسرعن وجهزن العشاء وأشار لابنته وأنتِ أسرعى وارتدى أفضل ما لديكِ ......فأشارت على ذاتها قائلة :أنا ؟
فنهرها :بلى أنتِ هيا أسرعى وعندما أناديكى أخرجى علينا بأقداح الشاى الساخنة وإياكى وسكب الشاى على الضيوف كعادتك البلهاء
فتدخلت فوز :ماذا لماذا ترتدى هى هل نبدل نحن أيضاً ثيابنا ؟؟؟؟
فعبس ناظراً إليها: ولما تبدلى هل أنتِ العروس أم هى ؟
يبدو أن والدتك دعت لكِ قبل أن تموت رأفت بك المنيرى قدم يخطبك لابنه حسن
خارت قواها ودار العالم بها :أيعقل ما تسمع؟أحقاً حسن سيصبح زوجها؟
حقاً ما تقول أبى ؟قالتها وهى تطالع والدها ببلاهة فنهرها قلت هيا تجهزى أيتها البلهاء وأنتن هيا إلى المطبخ جهزن العشاء سريعاً
.................................................. ............
تبادل عواد ورأفت حديثاً مقتطباً حتى تحدث رأفت : يشرفنا عواد أن نتقدم بطلب يد ابنتك لابنى المهندس الزراعى حسن
ابتسم عواد ببلاهة : ونحن لن نجد أشرف من نسبكم رأفت بك ..........
فأردف رأفت : ألن نرى العروس ؟
توقف عواد مكانه ونادى ابنته
خارج الغرفة
تناولها فوز صينية أقداح الشاى وتنصحها "طأطأى رأسك ولا تطالعى عينيه مباشرة ..
صافحى والد العريس أولاً وإياكى واهتزاز يديكى كعادتك السيئة كلما توترتى ..هل تفهمين ؟
أومأت سجى رأسها بالإيجاب وتقدمت بأقداح الشاى
أناملها تهتز فتصنع الأكواب رنين اهتزازهما ببعضهما بهيئتها الخجلة دخلت عليهم فكتم حسن ضحكاته من ذعرها وكأنها قادمة على أشباح .....
نسيت تماماً وصية فوز واتجهت ناحية والدها فجز على أسنانه وهمس لها ........والد العريس أولاً أيتها الحمقاء ....فاتجهت صوب رأفت فطالعها :عروس مليحة وتناول كوب الشاى ....خطت قليلاً ناحية حسن فتناول كوب الشاى وهو يهمس لها .
جميلة بلبلتى أقصد عروستى فما كان من يديها المرتجفة إلا ازدياد الرجفة وانقلاب الأكواب الساخنة فوق جلباب حسن فصرخ ناهضاً من مكانه
ازداد ارتجافها وتلعثمت أنا...أنا
فهدر والدها أحضرى مناشف فى الحال
واقترب من حسن أعتذر حسن فهى خجلة ولابد أنها متوتورة قليلاً فابتسم رأفت محدثاً ذاته
"ما جمع إلا و وفق أبله وخرقاء ..........."
.........................................
عادت مسرعة بالمناشف الورقية ناولتها لحسن يمسح عنه بقعة الشاى ولكن ليست البقعة ما أثارت حنقه لكنه الحرق المؤكد من ذلك الشاى الساخن .
ابتسمت وهى تعطيه المناشف فهمس مستغلاً توتر عواد وكلامه مع والده
"افتحى الهاتف سأهاتفك بمجرد ذهابى "
فابتسمت ولم تجبه وخرجت من الغرفة .
طالع رأفت ابنه :هل تحتاج لطبيب فالشاى ساخن لربما احترقت
فابتسم بضيق:ليس هناك داعى لم احترق
ارتشف رأفت من كوب الشاى بضع قطرات ثم عاود حديثه مع عواد
"تعلم عواد أن ابنى حسام سيتزوج ثانية قريباً وأنا قررت أن يكون الزفاف زفافين وأزوج حسن بنفس الليلة ما رأيك؟
طالعه عواد :حسناً سيدى ولكن بتلك السرعة ؟
طالعه رأفت ناهضاً من مكانه " لا نريد شيئاً عروس حسن المنيرى ستُجهز بأغلى جهاز المهر وكل التفاصيل لا تقلق بشأنها "
الزواج نهاية الأسبوع القادم ...والأن اسمح لى فلدى أعمال هامة .سأذهب لأتممها .
مبارك عليكَ وعلى ابنتك ابنى حسن .
.................................................. ................
فى غرفة بدور
تجلس شاردة متحيرة أتوافق على عرضه وتنهى سنوات عذابهما أم ترفضه كما اعتادت لتعارض ذاتها طويلاً
"علمني كبريائي إن أسير حسب قناعاتي في دولاب الحياة لا خلف عواطفي."
ولكن أمى محقة هو يحاصرنا الأن .
أرى لهفتها لعودتها لجذورها وبلدتها
أوافق أم أعترض .
لا أدرى .......
أدعس كرامتى وأضعها جانباً ويكفينى أن رأفت المغرور المتعالى سيأتى بنفسه ليخطبنى لابنه ووقتها أملى شروطى عليهما أم أرفض الفكرة من الأساس وأهرب ثانية بوالدتى
لتطالع والدتها النائمة بالفراش.
مسكينة أمى عانت الكثير .
لن تحتمل الهرب ثانية والبدء من الصفر ثانية تلك المرة ساعدنا القدر ببعض مشغولاتنا الذهبية بعناها واشترينا أثاث متواضع وأنفقنا منها لأشهر حتى عثرت على عملى .......ماذا إن هربنا هل سيتركنى المعتوه ؟ هل سيتركنى وشأنى أم رجاله المحوطة المكان تحرسنى كقطيع غنم ستعترض طريقى؟
ماذا إن اختطفنى ووضعنى أمام الأمر الواقع كما هدد والدتى إن اعترضت تلك المرة.
اللعنة يكاد عقلى ينفجر لا أستطيع حسم أمرى لا أستطيع .
طالعت البطاقة بجوارها حيث تركه لوالدتها لتخبره بقرار ابنتها ........
ترددت كثيراً حتى حسمت أمرها وهاتفته .
طال الرنين حتى أتاها صوته أخيراً:مرحباً
صمتت وانعقد لسانها فأكمل :من ؟ من يحدثنى ؟
ليخرج صوتها أخيراً:أنا............بدور
خفق قلبه وكاد يقفز من صدره : بدرى ...حقاً بدرى ؟
لم تجبه فأكمل : هل حقاً هذه أنتِ تحدثيننى
أم أنى أهزى ؟
خرج صوتها : حسام لقد هاتفتك لنتحدث بأمر
صمتت فجأة فارتاب :بدور بدور أجيبينى لا تغلقى الهاتف رجاءً فأكملت : أحدثك لأتناقش معك فيما عرضت على أمى اليوم , لدى عدة شروطٍ هامة ولن أوافق بدون تنفيذها
بقلبٍ مشتاقٍ واجف أجابها : كل أوامرك مجابة بدرى حتى قبل أن تطلبيها
فتسائلت:ألا تريد سماعها أولاً ؟
فجائها صوته بحزنٍ لأول مرة تعهده منه :بدور لقد
افتقدت نفسي، أبحث عنها فلا أجدها , افتقد حسام الإنسان ,لا أدرى ولكن من يوم أبعدونا وتحولت لصنم متعجرف أدهس بقدمى ولا أتطلع أريد ذلك الحسام من شببت عليه .
حسام العاشق المجنون لا الظالم المتكبر ,أعلم لن أعود لذاتى بسواكِ
خرج صوتها متقطعاً : وهى ؟
قاطعها :تقصدين روفيدا ؟
فأجابته :نعم ؟ كيف سيكون دور روفيدا بحياتك أستتخلى عنها من أجلى ؟
صمت فجأة :أتدرين بدور ؟لم أظلم بحياتى إنسان قدر ظلمى لها ....دوماً كنت بائس ظالم معها .
أهينها وتدللنى أحرمها فتعطينى ...لم أرى منها شئ سيئ على نقيض ما أعطيتها .
فأكملت هى:لا أريد أن تطلقها هى تعشقك رجاءً لا تطلقها ..صمت دون رد .
فأكملت:هى تعشقك حقاً لا أريد بناء حياتى على أنقاض غيرى ...اعدل بينى وبينها ...
فتضاحك :لن أستطيع حقاً لن أستطيع ثم من العدل أن تخرج المسكينة من حياتى للأبد هى تستحق الأفضل ............
هذا شرطك الأول واعتذر عنه : إن عادت روفيدا إلىّ ستعانى لأنى لن أستطع العدل بينكما الأفضل لها أن تكمل حياتها بعيداً عنى وها هى الأن عادت لتعليمها ...روفيدا تستحق الأفضل .............أكملى بقية شروطك
فأكملت: عملى أريد أن أعمل ؟ لن أكون خادمتك وجاريتك كما كنت تعاملها .
فابتسم :لكِ ما تريدين ستعملين معى بشركتى نحتاج لمسئولة شئون قانونية
فاعترضت :لا لن أعمل معكَ سأجد عمل بمكتب محامى وأتدرب على يديه
فاعترض:وما الداعى حسناً سأفتح لكِ مكتب محاماة وباشرى عملك باستقلال ......
لم تجبه .................فأكمل كل شروطك مجابة بدرى طالما توافقينى أن تعودى لحياتى تملأيها هناء ودفء
.................................................. ............
في غرفته ينتظر رسالة بفتح هاتفها يضع الثلج فوق فخده المحترق نسبياً من إثر انسكاب الشاى من يديها عليه حتى جاءته الرسالة أخيراً ..
أسرع وهاتفها .
جاءه صوتها :أهلاً سيد محترق
فكز على أسنانه : وتضحكين بعد أن أحرقتنى أيتها البلبلة ألم يكفينى قلبى لتحرقى فخدى ؟
فقهقهت : اعتذر كنت متوترة حقاً ..........
فأردف : وتوترك أحرقنى بلبلتى
فاعتذرت :اعتذر حقاً يكفى ما نلته من توبيخ أبى عقب ذهابكما على فعلتى .
فعبس : هل ضربك ذاك الفظ ؟
فأجابته:تأدب لا تنادى أبى بالفظ
فابتسم : لا تغضبى بلبلتى ..........أنا بخير مجرد حرق طفيف ولكنه لا يقارن بحريق قلبى .
صمت ساد قطعه هو :اشتقتك بلبلتى ...لا أصدق بعد أقل من أسبوعين ستكونين زوجتى ؟
خجلت وظلت بصمتها فأكمل ...غداً ستزوركم والدتى لتراكِ وترى المطلوب وتتفق مع زوجة أبيكى وبعدها بأيام سنصطحبك للمدينة لشراء ما يلزمك وأهمها شبكتك بلبلتى
ازداد خجلها واحمرت وجنتيها :حسن توقف رجاءً لا تزيد خجلى
فقهقه : وهل رأيت شيئاً بعد عزيزتى لتخجلى انتظرى حتى نعقد القران وسترين الخجل بعينه
فارتبكت وأغلقت الهاتف .........
قهقه من فعلتها وعاد ليهاتفها فلم تجبه وبعد محاولات كثيرة أجابته أخيراً : تأدب في حديثك وإلا عدت لإغلاق هاتفى ولن ترانى أو تسمع صوتى حتى موعد العرس فابتسم : حسناً لا تغضبي سألتزم الأدب حتى يوم عرسنا وبعدها لا تطلبى منى ذلك الأدب مطلقاً ..............فقهقهت وأكملا حديثهما الطيب البرئ .
.................................................. ............

مرت الأيام متوالية سريعة ...........
فارس وزوجته فى شهر عرسهما يقطعاً أشواطًاً من الاشتياق بعيداً على ذلك الساحل واليوم ستحط طائرتهما مطار الأقصر عائدين البلدة ...........
أما فى الجانب الأخر من البلدة التجهيزات على قدم وساق فى قصر أل المنيرى
فالليلة عرس ابنى رأفت المنيرى ..............
الذبائح منذ الصباح
يتجمهر الناس فى انتظار أكياس اللحم التى ستوزع بتلك المناسبة ويليها ليلاً ولائم كبيرة ومطرب شهير وصوانٍ نصب منذ عدة أيام
..............................

Sarah*Swan 10-01-18 08:57 AM


الفصل الثالث
"بعض الغيرة تملك ليست عشق"
اقتربت الشمس على المغيب
وصل السائق بهما للبلدة وفى طريقهما لاحظا الصوان المنصوب أمام قصر أل المنيرى فطالعت من النافذة متسائلة " ذلك الصوان والأنوار الساطعة أمام قصر عائلتى "
ماذا هل سيتزوج حسن اليوم أم ماذا ؟ لم يجبها فارس فهو حقاً لا يدرى لما ينصب ذلك الصوان ولم يسأل سائقه الملتزم للصمت الحذر طيلة الطريق
وصلا القصر ...........دخلا المنزل وعلى غير عادتها والدته ليست بانتظاره على مدخل البوابة الداخلية كما اعتادت عند عودته من السفر .............
دخلا القصر لتترائى لهم بركان الغضب الساكن فوق مقعده .
اقترب ممسكاً بكف زوجته من والدته قائلاً :أمى الغالية اشتقتك .
كيف حالك ؟ وجثى يقبل كفها .
فأجابته بضيقٍ جم وعينيها تأكل ميرا غضباً
"بخير "
حمداً لله على سلامتك بنى .
فاقتربت ميراً باسطة يدها ......كيف حالك أمى ؟
فرفعت بصرها والدة فارس بضيق:أى أمك ........لما تنادينى أمى أنا لست أمك ؟
فتلعثمت ميرا واضطربت
فتدخل فارس "
ماذا أمى زوجتى تناديكى أمى لأن أمى أمها "
فهدرت والدته ناهضة عن مقعدها : لا أريدها أن تتحدث معى من الأساس تلك ال.... ابنة ال...
فوضعت ميرا يدها على فمها بتعجب وحبست دمعاتها بقوة من الإهانة العلنية لها.
فتدخل ثانية:أمى رجاءً تحدثى معها كما تتحدث معك باحترام متبادل لا أقبل بإهانة زوجتى مطلقاً .فهدرت به....حسناً لا تقبل بإهانة تلك ال... ابنة المنيرى وتقبل الإهانة على شقيقتك .
أليس كذلك ؟
زم شفتيه ضيقاً هادراً :ابنتك من تعشق ذلك المعتوه رغم تحذيرى لها مئات المرات وأخبرتها إن أرادت الإنفصال عنه سأجبره بتطليقها ...........
لوت فمها بضيق مكملة بغضب: بدلاً من تطليقها أعد لها كرامتها فذلك القذر الوغد يتزوج الليلة عليها .أتدرى من؟
ابنة خادمنا
البلدة بأكملها تتحدث عن الإهانة التى تعرضنا لها يقيم لها عُرس وولائم وذبائح.
يقيم لابنة الخادم التى فضلها على سليلة أل وهدان.
وأنتَ بكل دمٍ بارد تأتينى بتلك ال......تتأبط ذراعيها .................
................................................


التفت ناحية زوجته قائلاً:ميرا اسبقينى لغرفتنا رجاءً
فطالعته بدموعٍ حبيسة فاقترب هامساً : رجاءً حبيبتى لا تغضبى منها اعتبريها كوالدتك ولا تهتمى .....
ورفع وجهها إليه :أنتِ زوجتى ومن أهانك أهاننى اسبقينى الأن لغرفتنا أريد الحديث مع والدتى
دون كلمة صعدت الدرج مهرولة
..........................................
اختفت عن انظارهما فهدرت والدته : فارس طلقها أو تزوج عليها لا يهمنى إلا أن ترد الصاع للوغد ابن المنيرى

التفت بضيق لوالدته :ماذا ؟؟؟؟أطلقها ...أترينى وغد أمى لأقحم زوجتى فى مشاكلنا مع عمها وأبناؤه لن أكررها ثانية : لا تعودى لمضايقة ميرا ثانية
إن أردتِ تجنبى الحديث معها ولكن إهانة زوجتى هى إهانة لى لا تعيدها ولا أريد سماع أى جمل ومهاترات عن طلاقى لها أو غيره أنا أريد زوجتى ولن أتخلى عنها أو أتركها .............................
عذراً أيها العشق
ربما لن أنساك الأن
ولكنى سأمهل قلبي بعض الوقت ليندمل جراحه وليستعيد نشاطه من جديد حتى يقوى على محاولة نسيانك.
تنكب فوق كتبها الدراسية متناسية تماماً واقعها وواقع قلبها الدامى ....تنكب فوق تلك الكتب لتتناسى ولو مؤقتاً ما يحدث حولها ...
لتتناسى أن الليلة ستزف إليه حبيبته أخيراً ....
تلك التى حرمتها عشقه وحرمتها دخول قلبه ....
تلك البدور التى تتصنع الدهاء حتى حصلت على من تريد
لعنة الله عليكَ حسام لعنة الله عليكِ أيتها العادات كبلتنى معه لسنوات
من المثلث الضلع الوحيد الخاسر هو أنا ...
إن كرامتى أهم بكثيرمن قلبى الجريح حتى وإن غطت دماؤه سماء هذا الكون الفسيح..
فلن يفيد أن أنادي حبيباً لا يسمعنى.. وأن أسكن بيتاً لم يعد يعرفنى أحد فيه
أن أعيش على ذكرى إنسان فرط بعشقى له
في الحب لا تفرط في من يشتريك.. ولا تشتري من باعك.. ولا تحزن عليه.أغلق صفحة قلبك وأنهى الأمر

ها هما يزفا الليلة وينتهى شوط أحزانهما وأخرج أنا أو بالأحرى أُلقى بعيداً عن مرمى قلبه وعقله كما كنتُ لسنوات
مجرد جارية يتنفس رجولته بجوارها مجرد جسد بلا صورة له
ألقت القلم من يدها بغضبٍ يعتريها فمجرد تذكرها لأيامها المشئومة معه تهزى عقلها وتنفرها من الرجال جميعاً .....
لتتذكر مهاتفة بدور لها قبل يومين ......
قبل يومين
كانت كعادتها بغرفتها تستذكر دروسها عندما رن هاتفها معلناً عن رقمٍ مجهول ترددت فى الإجابة ولكنها حسمت أمرها أخيراً وضغطت زر الإيجاب .....
تحدثت بصوتها الوقور :السلام عليكم
لياتيها صوت متحشرج متردد :وعليكم السلام
الصوت معتاد لها ولكن ذاكرتها تخونها
فتسائلت : من ؟
لتجيبها :بدور أنا بدور .....
اختنقت الكلمات صمت أطبق عليها كادت تصرخ بها وتسب كادت تنتحب كادت وكادت وكادت ولم تفعل شئ سوى الصمت
لتتحدث الأخرى أخيراً :كيف حالك روفيدا ؟
لم تجبها روفيدا فأكملت : أيمكننى التحدث معكِ بأمرٍ هام أنا عدتُ القرية منذ أيام ...
خفق قلب روفيدا بقوة عند جملة عدتُ القرية محدثة ذاتها : بالتأكيد وجدها مؤكد سيتزوجها وتساقطت الدموع عنها بصمت .....
لتقاطع سيل أفكارها المتضاربة جملة بدور : أيمكننى مقابلتك والتحدث بأمرٍ هام معكِ ؟
.......................................
بعدها بساعات فى احدى مقاهى المدينة
كانتا تجلسان تتحدثا
دون أن ترفع بصرها عن كفيها المتشابكة تحدثت بدور :
ملّيت وأنا أدوّر لي على مرسى يريّحني..
لسنوات هربت منه ومن عشقه
قاومت سيلان عشقى طويلاً
حزني مكتوب لي من يوم نطقت اسمي،
لم يكن سواه طفولتنا سوياً شببنا سوياً ...
كل شئٍ كنا نفعل سوياً حتى جاء اليوم و.....
لتقاطعها روفيدا ....اعتقد أنكِ لم تطلبى لقائى لتحدثينى عن عشقك لزوجى ؟
وعن ذكريات طفولتكما ؟
فاعتذرت بدور قائلة :حسناً :سأدخل صلب الموضوع دون مقدمات
من المؤكد أنكِ علمتِ أنى وحسام سنتزوج بعد أيام
كصفعةٍ مدوية كانت الجملة لروفيدا ولكنها تماسكت وبصوتها الرخيم أكملت :مبارك لكما ......
وابتسمت ساخرة :هنياً لزوجى نالكِ بعد سنوات عذاب له ولكنى لن أستطيع تهنئتك فأنتِ على وشك إلقاء ذاتك ببئر عميق مظلم فلكِ الله
طالعتها بدور مكملة حديثها : طلبتُ لقائكِ اليوم لأسألك :هل ما زلتِ تريدين حسام؟
طالعتها روفيدا بغضب ولم تجبها فأكملت الأخرى : هل ما زلتِ تتمسكين به كزوج ...إن كنتِ كذلك سيعيدك حسام لبيتك ثانية هو وعدنى بذلك و......لتقاطعها روفيدا بغضب : لا لا أريده وإن جثى على ركبتيه يتوسلنى أعود إليه .....لن أعود إليه
فطالعتها بدور : هل تريدين الإنفصال ؟
فطالعتها روفيدا بغضب : لما تتدخلين ما شأنك ؟
فرفعت بدور حاجبها :أنا أريد العيش معه بسلام أريد إنهاء أمرك معه قبل أن أبدأ حياتى معه لا أريد أن أكون سبب معاناتك أو شقاء لكِ أخبرينى الأن إن كنتى تريدينه تراجعت عن قرار زواجى منه
إن كنتِ تريدنه أعادكِ إليه وإن كنتِ لا
طلقك وأطلق سراحك ......
بتعالى وتصنع رفعت روفيدا وجهها لبدور :
حسناً أأمريه أن يطلقنى
أنا أعلمكِ ابنة صبحى كلمتك نافذة عليه وتبعتها بابتسامة سخرية
فطالعتها بدور بنفس الثقة :حسناً لكِ ما تريدين سيطلقكِ حسام لكِ ما تريدينى سعدت بالحديث معكِ أنهت جملتها ونهضت
تناولت حقيبتها مغادرة المقهى تاركة روفيدا مكانها تغلى كحمم بركانية بغضب وغيرة وعشق يدمى قلبها بحالة يرثى لها حقاً .
.................
أفاقت من شرودها على صوت طرق الباب سمحت بالدخول فكان شقيقها فارس
ابتسمت بمجرد رؤيته ناهضة عن مقعدها تحبس دمعاتها :أخى حمداً لله على سلامتك
صافحها فارس قائلاً : اشتقتك شقيقتى ...كيف حالك؟
طأطأت بصرها تخفى تجهمها عنه مرددة :
بخير ....أنا بخير
اقترب منها ورفع وجهها لمستوى بصره قائلاً : لا تبدين بخير مطلقاً ....فابتسمت بتصنع فهربت الدمعات الحبيسة سريعاً فاكة قيودها المتحجرة
فضمها إليه :اهدئى أختى اهدئى هو وغد لا يستحق دمعاتك مطلقاً
أنتِ الأن مليكة نفسك أكملى تعليمك والتحقى بالجامعة وأنا سأتولى والمحاميين أمر تطليقك من ذلك الوغد
التفتى لذاتك ولتعليمك واطوى صفحة الأوهام يكفيكِ أعوام أوهام معه وبنهاية الأمر تنصل من كل شئ وعاد لمن يريدها
أختى الغالية أنتى لؤلؤة عظيمة لم يقدركِ حق قدرك دعى الأيام توصلكِ لمن يستحق جوهرة مثلك
انفضى الأوهام عن عقلك وركزى بهدفك ذلك الأصح لكِ شقيقتى
دون كلمة أومأت رأسها بالإيجاب
.....................................
بغرفة مكتبه طيلة الليل يدرس أوراقاً هامة خاصة بعمله ومهاتفته الهامة متواصلة يخطط لشئ ما .........
توقف عند ورقة معينة مبتسماً :حسناً رأفت ستدرك عاقبة فعلتك صباحاً أنتَ والوغد ابنك
لن أصبر عليكما أكثر حان وقت الانتقام أيها الأوغاد
............................................
انتصف الليل ..........
العروستان في صوان النساء المغلق تماماً عليهن لا تدلفه إلا النساء يتابعن تمايل وتراقص النساء والفتيات في سباق الرقص الشرقى بينهن
تشاركهن من حين لأخر سجى البشوشة وزوجات أبيها
أما العروس الأخر متجهمة كالمقعد القابعة عليه لم تتحرك قيد أنملة بجوارها والدتها تطالعها بحزن مطبق كأنهن بمأتم لا عرس متداركين نظرات نساء البلدة الشامتة والحاسدة لهن ......
انهى ذلك المطرب المشهور وفرقته حفلتهم في زفاف ابنى رأفت المنيرى
وقف العريسان في صوان الرجال يحييا ضيوفهما
بدأت الضيوف في الرحيل وتفرق الأخوة كلا اتجه لجناحه .
...............................
أوصلتها زوجات والدها لغرفتها ومعهما والدته حيوها بابتسامة ونصائح أمومة لليلة عرسها وغادرتن الغرفة ......غرفتهما هادئة بمغسلة ملحقة بالغرفة برادى ناعمة ألأوان الغرفة مريحة للعين أثاث عصرى رقيق انتقاه حسن
...........................................
بخجل وحمرة تعتلى وجنتيها تجلس على حافة الفراش متذكرة نصائح زوجة والدها قبل قليل
" كونى مطيعة ولا تعصى له أمراً
يضعكِ تاجاً على رأسه "
دخل الغرفة متخدر كمن يتجول بمنامٍ جميل يخشى أن يفيق منه على واقع مرير ..
دخل حسن الغرفة لتترائى له كملاكٍ بفستانها الأبيض يتدلى من حافة الفراش
اقترب ببطءٍ ويكاد قلبه يقفز من مكانه
مطأطأة رأسها تفرك راحتى يديها ببعضها ...........
اقترب وجثى على ركبتيه بمقابلتها ....مد يده ببطء يرفع ذقنها ليترائى البدر المشبع بالحمرة ......
المها الكحيلة ........
الحمرة الصارخة متناسقة مع حبتى الكرز الشهية المسماة بشفتيها ........
فرغ فاهه تختنق الكلمات بحلقه من شدة إعجابه وعدم تصديقه أن بلبلته أصبحت زوجته أخيراً طالعها وأطلق العنان لغزله :
لأجلك اطرح العالم جانباً، فقلبي لن يضمّ إلا حبّك، وصدري لن يضمّ إلا شوقك وحنانك، أقسم أنّني لا ولن أقدر على أن أحسّ إذا كانت الحياة خاليةً منك، يا من يعانقني بشوقه وحنانه، يا من يهدهد صرخات قلبي واشتياقي، بالشّوق، والأمل، والحنان.
ابتسمت دون كلمة فرفع رأسه يطالع سقف الغرفة:يا الله هل حقاً تلك البلبلة زوجتى ؟
فاتسعت ابتسامتها .......مد يده ممسكاً بكفها المرتجف يقبله ببطء وبيده الأخرى أمسك الكف الأخر قائلاً : والأخر حتى لا يغير بلبلتى فاتسعت ابتسامتها وازداد قلبها يخفق حتى كاد يخرج من صدرها
اضطربت وهى تراه ينهض عن مكانه ببطء
فنهضت مسرعة بذعر حدثته : ماذا ماذا ؟؟؟؟لما تقترب منى هكذا ؟
فابتسم لها قائلاً :ماذا وكل علامات الاستفهام دعينى أشرحها لكِ بلبلتى وقهقه و...........
.............................................
فى الجناح الأخر بمجرد أن أوصلتها والدتها وأم الفضل للجناح المجهز خصياً لها .........لم تتأمل الغرفة كثيراً ولم تروق لها .
دلفت المغسلة موصدة الباب خلفها
نزعت عنها فستان زفافها وأبدلته بمنامة حريرية وعقصت شعرها للخلف مزيلة كل أثر للحمرة أو مستحضرات التجميل المزينة بها .
عادت لطبيعتها النقية التى تفضلها كثيراً .......
خرجت من المغسلة ليترائى لها قابع فوق الأريكة ينتظرها بشغف يكاد قلبه يقفز من بين ضلوعه ترحاباً ببدر قلبه .
طالعته بضيق تتصنعه دون كلمة واتجهت مباشرة لفراشها ترفع الغطاء بضيق وتلقيه عليه
انتفض من فوق أريكته :ماذا تفعلين؟ لما تلقى الفراش فوقى هكذا
بنظراتها الثابتة المتحدية :حسناً إن كنتَ تفضل النوم دون غطاء فى هذا البرد القارس حسناً لن أمانعك
فاقترب منها يهمس : سندفأ سوياً و........فنفضت يده عن ذراعها هادرة: لا تحلم لا تتمنى ..مكانك الأيام القادمة سيكون فوق هذه وأشارت بيدها للأريكة
فابتسم ولم يعلق معتقداً أنها تمزح فأكملت : أخبرتك طلقها قبل أن أكون لك
حقاً أنا الأن زوجتك ولكنى لا أراك زوجى بيننا عائق اسمه روفيدا يفصل بيننا اهدمه بكلمة تخرج من فيكَ...
هى أخبرتنى أنها لن تعود إليكَ فلما تتعنت بتطليقها طلقها وأنهى الأمر
فابتسم لها بضيق:أخبرتك بدور سأطلقها ولكن بيننا وعائلتها أعمال ضخمة لابد من إتمامها قبل أى تصرف طائش منى و..
لتقاطعه :حسناً حتى تنهى الأمر كن ضيفاً خفيفاً بالغرفة ولا تصدر أصوات فأنا لا أحبذ الضوضاء وأنا نائمة وتركته وتحركت ناحية الخزانة تخرج منها غطاء شتوى فردته واستلقت فوق الفراش تاركة إياه بذهوله وحسرته فقد توقع إذابة جليد قلبها أخيراً ولكن أتت رياح بدور بما لا تشتهى سفن حسام
بخضوع توجه للمغسلة أبدل ملابسه وألقى بثقله فوق الأريكة مستسلماً للأمر الواقع متناسياً كبره فى وجودها تماماً لاعناً تلك الأعمال والمصالح التى تمنعه عن تطليق روفيدا الأن وإرضاء بدور لينالها
..........................................
بغرفتها قابعة منذ عودتها وإياه عصراً يأكلها الضيق من أفعال والدته وإهانتها لها وما يزيدها غيابه منذ عودتهما لم يأتى حتى للإطمئنان عليها تضع سماعات أذنيها تكتب كعادتها فى الأشهر الأخيرة
تكمل روايتها عن الجنوب وعاداته ........بتعبٍ جلى دخل غرفتهما وألقى بثقله بجوارها فوق الأريكة شعرت بوجوده ولكن غضبها من غيابه منع لهفتها أن تطالعه حتى .....
اقترب مبعداً السماعات عن أذنيها هامساً : كيف حالك ميرتى ؟
لوت فمها بضيق ولم تجبه وعادت لتطالع الحاسوب
فتناوله من أمامها وأغلقه قائلاً: حينما أتى لا تنشغلى عنى بأى شئ حتى رواياتك تلك .........
طالعته بضيق: ابتعد عنى الأن فارس أنا أغلي كبركان وأكاد انفجر الأن
فقهقه: ويل فارس أستفور زوجته الأن وأكمل سخريته
فضيقت عينيها وزمت شفتيها :فارس كفى كفى
فتوقف عن الضحك وطالعها بجدية: اخفضي صوتك وإياكي بتكرارها أنتِ زوجتي وعشقي ولكن صوتك هذا إن علا ثانية قصصت لسانك أتسمعين ؟
طالعته بنفس الغضب والحزن ونهضت عن الأريكة فأسرع ممسكاً بذراعيها جاذباً إياها إليه ...ابتعد عنى ...دع ذراعي
فابتسم لها : اهدئي اهدئي تعالي حبيبتي وأجلسها بجواره
كانت ضمة واحدة منه كفيلة بانفجار بحر دمعاتها الحبيسة ......
ربت فوق ظهرها قائلاً: أسف حبيبتي .....اهدئي الأن اهدئي
اعلم أنك غاضبة من كلمات أمى اعتبريها كوالدتك ولا تأخذى كلماتها على محمل الجد
أمى سيدة بسيطة ما بقلبها تتلفظه دون قيود
قلبها مفطور على ابنتها وعقلها يعتقد أن التشفى منك بتلك الكلمات تخفف عنها
طالعته فمد يده يمسح عنها عبراتها مسنداً جبهته على جبهتها هامساً : دعينا نفصل بين مشاكل عائلتك وبين حياتنا أنا وأنتِ .....أمى لن تضايقك بكلماتها ثانية أعدك بذلك هيا ميرتى ابتسمى لتضحك الحياة لى أنا متعب حقاً أحتاج للعودة للأستجمام ليتنا لم نعد
فابتسمت قلتها منذ عدنا ليتنا لم نعد نحن والبحر والجبال الحمراء والعشق
فطالعها بابتسامة طابعاً قبلة على جبهتها ...
بنفس صوتها الحزين سألته : هل يأتى اليوم وتستمع لها ؟
رفع حاجبه باستنكار : أستمع لماذا ؟
فأكملت دون أن تطالعه : تستمع لوالدتك وتطلقنى أو تقهرنى بزواجك من أخرى ؟
يا سيدتي لا تضطربي مثل الطائر في زمن الأعياد. لن يتغير شيءٌ مني. لن يتوقف نهر الحب عن الجريان. لن يتوقف نبض القلب عن الخفقان. لن يتوقف حجل الشعر عن الطيران. حين يكون الحب كبيراً.. والمحبوبة قمراً.. لن يتحول هذا الحب لحزمة قشٍ تأكلها النيران...
فعادت إليها ابتسامتها.. تأسرنى أنتَ بكلمات نزار قبانى فى كل مرة
فضمها لصدره بقوة متضاحكين ......
أرسلت الشمس أشعتها الذهبية على أجنحة العشاق
فى جناح البلابل "حسونة وبلبلته "
فرد ذراعيه بتثائب ليفتح عينيه فجأة يتأكد أن ما كان يعايشه مساءً حقيقة لا خيال أو منام سعيد لتعود إليه ابتسامته الصافية برؤيتها بجواره
ابتسم حتى بدت نواجزه وعاد ليستلقى بجوارها
يتأمل تلك الخصلات العطرة المتناثرة بحرية فوق وسادتها .....
يتلمس ذراعيها الناعمة متذكراً ارتجافها ذعراً ليلاً فيتضاحك خافتاً .....
بدأت الأشعة تداعب عينيها فمدت ذراعيها بتثاؤب متناسية أنها الأن بمنزل زوجها همس إليها سجى فأجابته من بين نعاسها : نعم خالتى فوز أنا استيقظت فتعالت ضحكاته ففتحت عينيها لتصعق برؤيته
عارى الصدر مستلقى بجوارها فى نوبة ضحك هستيرية
سحبت الغطاء بخجل وذعر تغطى جسدها أشاحت ببصرها عنه فتوقف عن الضحك فجأة
أدار وجهها ناحيته : أبعد ما عشناه سوياً ليلاً تنادينى بفوز تلك وكاد يعود لقهقهته لولا أن رأى معالمها الجادة .....اقترب مقبلاً جبهتها : لا تغضبى بلبلتى
صباحك ورد جميلتى أقصد زوجتى الجميلة
أشاحت بصرها بخجل عنه دون كلمة فأكمل هو
عشقك كمغامرة فى أرضٍ خرافية
كأحلام على أرض خرافية
يلهينى عن الحاضر يشدنى ويجذبنى
فلم أعد أرى من النساء سوى بلبلتى
قطع عليهما صوت طرق الباب فتأفف حسن بضيق وهو يطالع ساعة يده الموضوعه بجوار فراشه حيث خلعها بالأمس : من ذلك الغليظ ليطرق بابنا فى ذلك الصباح الباكر ألم يعلموا بأنا عرسان ونحتاج الراحة وال....طالعها فعادت لخجلها وأشاحت بصرها عنه
الطارق لم يهدأ ..فحدثته هى : افتح الباب لن يهدأ الطارق
مط شفتيه : لا تهتمى أراهن أنها احدى زوجات والدك
جاءت لتطمئن عليكِ أو بالأحرى لتطمئن والدكِ على شرفه المصون وترى تلك العلامة أليس كذلك ؟
خجلت وغضبت من كلماته وحوطت ذاتها بالفراش واتجهت للمغسلة
أما هو فتأفف كثيراً من الطارق وارتدى ملابسه وفتحه فانطلقت الزغاريط الصعيدية لاوياً حسن فمه فمن توقعها كانت ولكنها ليست واحدة بل خمسه زوجات عواد الأربعة خامستهن والدته
....................................
على النقيض بالجناح الأخر
جافاهما النوم يطالعها بعتب ممزوج بالغضب وهى لا تبالى تجلس فوق فراشها تعبث بهاتفها متناسية ذلك البركان الغاضب فوق أريكته يحدث حاله

أين أذهب كيف ينجو قلبي هذا الأسير،
حين أنام يطاردني الماضي في أحلامي،
حين أستيقظ يحاربني الحنين داخل أفكاري
لا أريد أن أخسر عشقها بأفعال هوجاء قد أقدم عليها بأى وقت
كرامتى وكبريائى لم تحط قبلها أى أنثى منهما ماذا أفعل لأخضع تلك البدر لى ماذا أفعل .
كان بأفكاره عندما صاحت الزغاريط تملأ جنبات القصر فتأفف متذكراً أخيه وعروسه من المؤكد تلك الزغاريط بعد بيان الرؤية للعروس الأخرى
تحسر على حاله قائلاً لذاته :أما أنا أجلس فوق أريكتى أنتظر رضاها عنى لعنة الله على ذلك العشق الذى يمنعنى من صفعها وإخضاعها لى كما كنت أفعل مع البلهاء الأخرى
بغضبٍ طالعها ودخل المغسلة
خرج بعد قليل ليرى والدته على باب الغرفة تتحدث وبدور
جرى ناحيتها لتيقنه من سبب مجيئ والدته لجناحه :ماذا أمى ؟
ماذا هناك لتطرقى بابى في هذا الوقت ؟
طالعته والدته بضيق من حديثه المتجهم معها : أنا أتيت لأرى ال.....فقاطعها : لا لا دخل لكما بأمورنا الشخصية .
لوت والدته فمها وأكملت :حسناً كما تريد والدك ينتظركما على مائدة الفطور
بضيقٍ قالها : سنلحق بكِ بعد قليل .......
..........................................

في قصر أل وهدان
تجلس على حافة الفراش تراقبه بينما يمشط شعره .......
تناولت سترته وساعدته فى ارتدائها ....مد يده قائلاً :هيا ميرتى لنفطر سوياً
هزت رأسها بالنفى مطأطأة رأسها
فرفع وجهها إليه قائلاً : لما لا؟هل أنتِ مريضة ؟
لا لستِ مريضة ولكنى لا أريد أن أتواجه ووالدتك .......
فطالعها بجدية : لا أريد سماع تلك الأعذار ثانية
أنتِ زوجتى والكل مجبر باحترامك كاحترامهم لى ولوالدتى
لن تعيدها وتضايقكِ بكلماتها أنا متيقن من ذلك وإن أعادتها أخبرينى لا تجيبيها فقط أخبرينى أيضاً لا أريد أن أسمع أن زوجتى تجابه والدتى وتجيب عليها بالسوء أتسمعينى ميرتى ؟
أومأت رأسها بالإيجاب فضمها إليه قائلاً : ميرتى المطيعة ....أكملى روايتك وأنا أول قارئ ناقد لها ولكن ألن تخبرينى عما تتحدث تلك الرواية ؟
لا لن أخبركَ سأدعك تقرؤها كالبقية .
............................................
على مائدة الطعام بقصر المنيرى
تطوق حسن وزوجته سجى ووالده ووالدته المائدة فى انتظار ذلك الحسام وزوجته العروس الجديدة بدور
طال انتظارهما حتى أتيا أخيراً
بابتسامة مصطنعة ألقى التحية على الجميع أما هى فاكتفت بنظرة رمقت الجميع بها دون سلام
رفع رأفت نظره إليها ولم يعلق على فظاظة تعاملها مع الجميع
جلسوا يتناولون فطورهم وإن كان لا يخلوا من مزاح حسن ووالدته المعتاد وتعليقهما على طعام أم الفضل القابعة بعيداً تراقب فى صمت
أنهى رأفت فطوره يطالع ابنه حسام قائلاً : أكمل بقية أسبوعك إجازة عرسك ومن بداية الأسبوع القادم أريدك أمامى فى شركاتنا لا أريد تعطيل العمل أكثر
دون كلمة هز رأسه بالإيجاب
........................................
فى قصر أل وهدان
بنظراتٍ غاضبة ترمقها بين الحين والأخر والأخرى لا تعيرها انتباهها كما وعدت زوجها منذ قليل
ليقطع فارس الأجواء المشحونة بحديثه لشقيقته الساكنة مكانها تطالع طبقها ....
روفيدا ألديكِ اليوم درساً بالمركز التعليمى
طالعته :نعم لدى اليوم .....فأكمل أنهى درسك وسأمر لأقلك المنزل أريد الإطمئنان على مستواكى الدراسى هل تكاسلتى فى غيابى أم ماذا ؟
بشبح ابتسامة طالعته وعادت لتطالع السراب .....
...................................
بعد ساعاتٍ
أمام بوابة المركز التعليمى تقف تنتظر شقيقها فارس ....
كان يهم بالخروج عندما رأها ....توقف أمامها قائلاً روفيدا ؟؟؟لما ما زلتِ هنا
هل تأخر السائق عليكِ؟
طالعته : لا بالأساس أنا أخبرته ألا يأتى ...أنا أنتظر فارس أخبرنى أنه من سيقلنى للمنزل عند عودته من العمل وأنا انتظره الأن
توقف بجوارها :حسناً سأنتظره معكِ بالأساس أشتاق لصديقى العزيز
ابتسمت له وتبادلا حديثاً عن الدراسة وأهميتها
................................
بسيارته تجلس بجواره تطالعه بغضب :أتعتقد بدعوتك لى بالغداء سأتغاضى عما رفضت تنفيذه لى .....
طالعها بضيق : اعتبريها مطلقتى لا تهتمى بها مطلقاً بالأساس لم يكن لها مكان بقلبى من قبل ليكون لها الأن
بنفس الغضب طالعته : طلقها أولاً وبعدها لكَ ما تريد منى قبل ذلك لا تأمل حتى وإن أحضرت لى نجمة من السماء .....
زفر بضيق عند توقف الإشارة وعدم قدرته على إخضاعها للأن أو حتى إرضائها .......
تقف مع ذلك الغريب يطالعان بعضهما يتحدثا بل ويتضاحكان .....كمن أضرمت النيران بقلبه فجأة لتزيد من شرارته
ترجل بغضب من سيارته يهرول ناحيتهما تسبقه شياطين غضبه بقوة أدارها من ذراعها ناحيته
انتفضت عند رؤيته ..........زمت شفتيها بضيق سبقها مصطفى يبعد قبضة حسام عن ذراعها ...........

ليست دائما الغيرة دليل الحب،
فأحياناً تكون دليل أشياء أخرى بعيدة تماماً عن الحب
نحن نغار على الذين نحبهم لأنّنا نحبهم،
ونغارعلى الذين يحبوننا لأننا نحب أنفسنا.

هدر حسام بها : الله الله يا زوجتى المصون تقفين بالشوارع مع الأغراب يبدو أنكِ ما عدتِ تهتمين وتفعلين ما يحلو لكِ أيتها ال....
صعقت من نعته لها بهذا اللفظ فهدرت به :إن كنتَ رجلاً طلقنى وإلا خلعتك كنعل قديم و...ليقطعها صوت بدور تنادى زوجها فالأشارة فتحت والسيارات بدأت فى التحرك .........
لم يهتم بمناداتها عليه وهدر يكمل بالأخرى :
أيتها ....أنتِ ما زلتِ زوجتى وتقفين مع الأغراب لن يمر يومك بسلام أيتها ال....
لتكمل هى : أخبرتك إن كنتَ رجلاً طلقنى وإلا خلعتك كنعل قديم هيا اذهب لزوجتك الحسناء أيها الوغد ......
بنيران غيرة وتملك غاضب رفع يده لصفعها فوقف مصطفى بينهما ممسكاً بكفه قبل أن تصل إليها ........
بغضبٍ مكتوم طالعه : اغرب عن وجهها أيها ال...هى لا تريدك ونفذ ما قالته لكَ إن كنت رجلاً ....وإياك والتجرؤ ورفع يدك عليها ثانية
ليكز حسام فوق أسنانه بقوة ويلكم مصطفى فى فمه
لم يهتز مصطفى ورفع قبضته ليعيد اللكمة فأوقفه صراخها : رجاءً توقف رجاءً
التفت ليرى دمعاتها وشبه انهيارها فما زالت تهاب ذلك الوحش أمامها المسمى بزوجها فطالعها مصطفى :اهدئى رجاءً اهدئى
بوقتها كانت بدور قد ترجلت مهرولة تسحب حسام بعيداً وهو يسب روفيدا وذلك الشاب بأقبح الألفاظ وما أوقفه وصعوده بسيارته مع زوجته
كانت رؤيته لفارس يقف بسيارته يترجل منها مسرعاً ناحية شقيقته المنتحبة تماماً ......
........................................
الغيرة مثل ألم الأسنان الحاد
لا تدع أي إمرىء من فعل أي شيء
عاد بزوجته المنزل بغيرة واضطراب غير مبرر .........
يلعنها ويلعن كل من رأى امامه .....
هدرت به بدور : ألم أخبرك طلقها وأنهى الأمر كدت تودى بحياة الرجل اليوم بسبب حماقتك ألم تقل أنك لا تهتم لأمرها لما تغير عليها الأن هى حرة تفعل ما تشاء ما شأنك أنتَ؟ اتركها لربما يكون حبيبها وسيتزوجا بعد أن تمنحها أنتَ الطلاق
كانت الكلمة كفيلة بضياع البقية الباقية من ثبات عقله طالعها بغضبٍ :شأنى أنها زوجتى .....أعطتنى ما تمنعينه أنتِ عنى ..ولن أطلقها لا الأن ولا مستقبلاً ستعود ذليلة لى وستخضع لى كما كانت دوماً ....
لتعيد هدرها: أذلك الشئ همك الأول ...أكل همك غريزتك الوحشية لا أكثر؟من أين تقول لا أريدها وتصر على عدم تطليقها ؟
بغضبٍ وعدم تحمل اقترب منها : أتريدين رؤية وحشيتى أتريدين أن ترى الوجه الأخر يكفينى منكما ما عانيت النساء جميعاً واحد أتريدين تجربة واحدة مما خضعت هى له لسنوات أتريدين ذلك بدور ؟
بذعر عادت للخلف متراجعة : إن فعلتها حسام قتلت نفسى أقسم إن فعلتها بى قتلت نفسى
توقف مكانه هادراً : اللعنة على النساء جميعاً اللعنة عليكِ وعليها
وتركها وغادر الغرفة بل المنزل جميعه
...........................................
فى منزل أل هدان
بذعر تنتفض تجلس فوق الأريكة بجوارها ميرا

تحاول تهدئتها ووالدتها تسب وتلعن فى أل المنيرى جميعاً
خرج عليهن بعد دقائق من غرفة مكتبه يهدر : هاتفت المحامى هو بالفعل قدم أوراق قضية الخلع منذ شهر وخلال أيام سيصل للوغد إعلان المحكمة بموعد الجلسة .
نهضت مسرعة ناحية شقيقها : خلصنى أخى رجاءً طلقنى من هذا الوغد لا أريده لا أريده
ضمها شقيقها قائلاً : سيطلقك هذا الوغد مجبراً سيطلقك لا تقلقى
......................................

Sarah*Swan 10-01-18 09:01 AM

الفصل الرابع
"العرافة "
نغار على من نحبهم لأنّنا نحبهم
ونغار على من يحبوننا لأننا نحب أنفسنا.
فى هدوء الليل والسكون الذى نآوى اليه كل ليلة، تتجمع ما بنا من أحزان والآم موجعة، صرخات دموع ذكريات مؤلمة، نتمنى أن نتناسي تلك الآحزان ونبحر سوياً الى عالم الحب والطمآنينة، فقد سئمت قلوبنا عذاب اليآس والاستسلام.
حقاً ظلمتها طيلة أعوامٍ قضتها معى ولكن فكرة أن أراها تقف مع أخر تفتك برأسى ويكاد ينفجر .....
تغيرت كثيراً تجيبنى وتجابهنى فى الحديث ....
ماذا تغير بكِ روفيدتى كنتِ كالقطة الوديعة الأن تهاجميننى كنمرة شرسة للمرة الثانية على التوالى تخطئين بحقى وتعاندين أحقاً طردتِ عشقى من قلبك ؟
أم استبدلتنى بذلك البائس من كان يقف معكِ اليوم ؟
سأقتلك إن أعدتها .....أنتِ روفيدتى أنا ...زوجتى أنا ....لى أنا .....
بغيرة تأكل صدره وعقله هام حسام فى الطرقات مجرد فكرة أنها تقف مع أخر تقتله ..............
ماذا إن فعلتها حقاً وتزوجت بعده إن طلقها .
نفض الفكرة عن رأسه بقوة يفكر فى مأزق للخروج من هذه المعضلة ولن تكون إلا بعودتها ذليلة لطوعه ورغباته هو لا غيره
بعد تفكير طويل قضى ليلته عقد النية بأن يعيد تلك الروفيدا إليه بالقضاء والشرع
سأعيدك ببيت الطاعة مرغمة روفيدتى لست أنا من ترفضنى أنثى .......حتى إن كنت لا أعشقك إلا أنكِ احدى ممتلكاتى إن لم تكونى لى فلن تكونى لغيرى .
.................................................. ................
بشرفتها تنتظره لا تدرى أخيوط اللعبة بدأت تنساب منها أم غبائها ..........فها هى على بعد خطوات أو أكثر من تحقيق حلمها أخيراً وهو "الانتقام "
"لم أعد أرى غير الانتقام
غير كرامتى وكرامة عائلتى حيث أهدرت هاهنا قبل سنوات
حقاً أعشقه ولكن كرامتى لابد أن تكون فى المقدمة
عشقه سيكسره هو لا أنا
أيعقل بعد سنوات ستؤول تلك المملكة لى ولأبنائى أبعد أن كنت الخادمة ها أنا اليوم سيدة القصر
أيعقل أن ذلك المتعجرف "رأفت المنيرى"سيذل يوماً ما ؟
كيف السبيل لذلك؟
كيف أحط من قدره وأوقع هامته كما فعلها بأبى منذ سنوات ؟
يقطع عليها سيل أفكارها المتضاربة دخوله الغرفة .......
التفتت بمجرد دخوله ..........فرغ حسام فاهه بمجرد رؤيتها "أيعقل أنها ذاتها من تركها منذ ساعات قليلة ؟؟؟؟؟
فن طرح الأنوثة فن أوقعه فى شباكها منذ سنوات وها هو يقع كفريسة سهلة بين أنياب تلك المنتقمة .....
بنظراته الناهمة من أنوثتها حدثت ذاتها "من المؤلم أن تضطر إلى تغيير بعض مبادئك لتساير الحياة..
أن تضطر يوماً إلى القيام بدور لا يناسبك..
أن تضع أجمل ما لديك تحت قدميك كي ترتفع عالياً وتصل إلى القمة
وأجمل ما لدى كبريائى "
بلونه النبيذى القاتم يصل إلى ما فوق ركبتيها بكثير .........بحمالاته الرفيعة يبرز مفاتنها الأنثوية وخصرها النحيل ..........
متناسق مع انسياب شعرها خلف ظهرها .
تاركة بعض الخصلات فوق وجنتيها المشبعة بالحمرة متناسقة مع حمرة شفاهها الصارخة
تتلاعب بالبقية المتبقية من عقل زوجها الوغد
اقترب فارغة فمه من جمالها الأخاذ اقترب واقترب حتى حقق مبتغاه أخيراً
وأسدل الستار على سنواتٍ عجاف أشتاقها لتلك البدور التى اشتهاها كدميةٍ حرم منها وأراد الوصول إليها مهما كلفه الأمر وها قد حقق مبتغاه .........
.................................................. .................

فى صباح اليوم التالى
فى منزل أل المنيرى

بجلبابها الأسود الفضفاض ...وشاحها المنسدل كريحٍ سوداء خلف ظهرها ...عيونها الكحيلة...........تعتليها تلك الرموش السوداء الكثيفة........تلك الحسنة المميزة فوق وجنتها ..وجهها القمحى......تفترش الأرض ........متناثرة الحصوات أمامها أرضاً ...تطالع الحصوات تارة وسيدتها تارة أخرى ........بقلقٍ تنتظرها السيدة
والأخرى ما زالت بتلك المعالم المتناقضة بين سعادةٍ تارة وعبوسٍ تارة وضحكٍ تارةٍ أخرى .
هدرت بها السيدة أخيراً :حدثينى ماذا ترى بطالع أبنائى ؟
رفعت العرافة وجهها كغيمة سوداء أرى سواد ودم
ضربت السيدة فوق صدرها بقوة :ماذا؟؟؟؟؟
عادت العرافة تطالع الحصوات :أشم رائحة دمٍ قريبة من منزلكم سيدتى ...... غرابٍ أسود يحلق فوقكم .....
تلعثمت السيدة وكادت تنفجر بكاءاً لولا تماسكها :أخبرينى أيتها العرافة ماذا ترى بمستقبل أبنائى هيا أخبرينى فى الحال وكفى عن الألغاز ؟
عادت العرافة لتطالع السيدة بصوتٍ حذر :أخرجى أنثى البومة من منزلك قبل أن يتناثر الدم ويملأ جنبات قصرك ...
قالت كلمتها ولملمت حصواتها واندفعت خارجة من القصر غير أبهة بمنادة السيدة لها ............
بارتياب شردت والدة حسام "تُرى من فيهن تعنى العرافة ؟ هل ابنة صبحى أم ابنة عواد ؟؟؟؟
.................................................. ............
حبيسا غرفتهما منذ الأمس .........
فتحت عينيها متأملة محياه السمح رغم تجهمه الدائم ...لحيته المهذبة تزيده جاذبيه .
دوماً كان وسيمها قد شغفها حباً منذ صغرهما ...وها هى أسطورة عشقهما بدأت منذ ليلة أمس بمعزوفة عشقٍ اطربتهما سوياً وهام بها لأعالى السماء
اقتربت منه هامسة "حسام ".....
تقلب بنومته ولم يجيبها فأكملت "حسام" .
هيا زوجى استيقظ ....لقد علت الشمس وارتفعت كثيراً .......بعينيه المغمضة ......اشتقتك كثيراً روفيدا..........أيعقل أنكِ عدتِ لى حقاً ..... ليلة أمس كان ضرب من الخيال و.........
قالها وهو يفتح عينيه ببطء لتترائى له بدور الجاحظة فارغة فمها ............
ابتلع ريقه متوهماً أنه لم يذكر اسم زوجته الأولى روفيدا ..........لكن وجه بدور المتجهم يؤكد أن ما نطقه لسانه كان كلمة روفيدا......
حاول التملص من الأمر مقترباً منها " صباح الخير حبيبتى وهم يطبع قبلة على وجنتها فابتعدت بوجهها عنه ....."طالعته بمعالم تكتسيها الغيرة والغضب "ألم تنساها بعد؟ ألم تعتد أننى أنا زوجتك لا هى ؟"
لوى فمه بضيق واعتدل بجلسته مطأطأ الرأس فأكملت " اعتد حسام اعتد الأمر ........أنا زوجتك وحدى أنا وأنساها هى............هى تركتك وانتهى الأمر
طلقها ودعنا نفكر بمستقبلنا أنا وأنت لا ثالث لنا غير ابنائنا باذن الله .
رفع عينيه إليها "أخبرتك قبلاً لن أطلقها"
ضغطت على أسنانها هادرة " لما لا ؟ أخبرنى ؟ ألم تحصل على ما تريد منى؟ ألم تركض خلفى لسنوات متغنياً بعشقك لى ؟ أبعد أن أصبحت لك ووثقت بكَ ثانية تفعلها وتغدر بى برفضك تطليقها .......؟
تأفف ناهضاً عن الفراش "بدور رجاءً زواجى من روفيدا لا يشبه زواجى منكِ زواجى منها لمصلحة أما أنتِ وحدكِ مليكة قلبى .........
قاطعته بقهقهات سخرية: من الجلى أنى مليكة قلبك تخطأ بأسمى وتتغزل باسمها هى.........
وألقت قنبلتها "أتدرى أنا فرحة لها للغاية ........يبدو أنها بالفعل أمرك انتهى ونفضت عشقك عن عقلها وقلبها من رأينا بالأمس روفيدا أخرى بدأت حياتها ونفضتك عن ذاكرتها بالكامل انفضها أنتَ أيضاً هى وجدت البديل المناسب
اتركها تعش حياتها تتزوج من تشاء وتنجب و.....
ليقاطعها بهدره الغاضب"لن تنالها ما حييت ستعود لى ككل مرة ركيعة ذليلة تحت أقدامى لن أدعها سأعيدها إن لم يكن برضاها ستكن مجبرة .
روفيدا لى وحدى زوجتى أنا .........أسيرة فراشى أنا لا غيرى ...أتسمعين ؟
قطبت جبينها "ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟أيعنى أنك ستعيدها لهنا حقاً ولن تطلقها ؟
هز رأسه بالإيجاب وتركها ودلف المغسلة
.................................................. .................


تقف على عتبة البوابة الخارجية للقصر
ستتنزه أخيراً بعد أن قضت أشهرحبيسة جدران ذلك القصر ....
عدلت من وضع غطاء رأسها منفذة تعليماته بالكامل عدا "لترافقكى احدى الخادمات "
كما فعلتها أول يوم لقدومها تلك البلدة .
خطت نفس الطريق بين الزروع وأشجار النخيل العالية تستنشق عبق الطبيعة .....كأنها فى فيلم أسطورى ..تعانق الطبيعة الخضراء ..رائحة الطمى المبلل بالماء العذب أصبحت تأثرها .....
أشجار النخل العالية حلقاتٍ حول ضفاف النهر بصفحته البيضاء ........الزروع بمختلف أنواعها ..أشجارالليمون والتين ...العشب الأخضر .........جلست فوق العشب القريب من الطريق الزراعى فتلك المرة تجنبت الابتعاد كثيراً عن مملكة زوجها كما أمرها .
تتأمل ضفة النهر مغمضة العينين مقارنة بعقلها ذكراها القريبة على ساحل البحر الأحمر وتعانق الطبيعة بينه وبين الجبال الحمراء وبين تعانق الخضرة مع نهر النيل
ليقطع عليها تأملها صوت مألوف : أرى أن ابن وهدان أطلق سراحكِ أخيراً .....؟
انتفضت على صوته
فتحت عينيها والتفتت ...........رفعت بصرها لأعلى فهى الجالسة والأخر بطوله الفارغ رغم الشيب والسن المتقدم
عمى.......قالتها ميرا وهى تطالعه
نهضت عن الأرض لتراه يفتح ذراعيه قائلاً"ابنة أخى الحبيبة اشتقتك بنيتى .......
لم تقترب لتضمه وابتسمت بتعجب فاقترب هو وضمها إليه "الغالية ابنة الغالى "
ابتعد قليلاً يطالعها : كيف حالك بنيتى ؟
لم تجبه واكتفت بنظرة عتاب فأردف:اعلم أنك حزينة وغاضبة ولكن تعلمين مشاكلنا مع زوجك ورغم ذلك قريباً أرسلت زوجتى إليكى وأخبروها أنك سافرتى وزوجك
ابتسمت بضيق دون كلمة فأكمل رأفت :هيا بنيتى
طالعته بتساؤل:لأين؟
ابتسم لها : لقصرى قصر عائلتك وقصرك أيضاً تناولى الغداء برفقتى اليوم وأقضى اليوم معنا زوجة عمك اشتاقت لكى للغاية .........
طالعته بضيق: حسناً ربما بوقت لاحق ...أنا لم أخبر زوجى أنى........... فقاطعها رأفت قاطباً جبينه :وهل يجرأ ابن وهدان على الاعتراض أن تذهبي برفقة عمك لا يحق له الاعتراض من الأساس حتى وإن كان زوجك فأنا عمك بمقام والدك وكلمتى تطاع ...هيا هيا بنيتى
حاولت التملص والاعتراض ولكن سبقها رأفت ممسكاً بكفها يسحبها برفق فاضطرت أن تذهب معه بتردد كبير
صعدت برفقة عمها بسيارته وانطلق السائق بهما ....
تركت ميرا ذلك العشب والخضرة المعانقة للنهر متناسية وعدها لزوجها " لن أطيل البقاء خارجاً "
ومتناسية ما هو أهم وهو ذلك الهاتف اللعين الذى سقط منها على العشب ولم تنتبه ......
.................................................. .................
لطالما كان للورد أسرار
مهما تعلّمناها يبقى هنالك الكثيرمن الخفايا.
إذا كان معك قرشان فاشتري بواحد رغيفاً، وبالآخر وردةً.

ابتسمت ملتفة ناحيته :ماذا ؟؟؟؟هل أصبحت شاعراً بعد زواجك من البلبلة حسن؟
ابتسم محياه كعادته : بلى ......الورود تعلمنا تهذيب أنفسنا وأن نكتفى بأقل الأشياء ونرضى ألا ترضى هى بقطرات الندى صباحاً .....؟
طالعته بنفس ابتسامتها : أنتَ مختلف تماماً عن قاطنى قصركم ذاك ...حالم وهادئ بعكس الجميع هنا دون استثناء .....
ابتسم بضيق يخفى ألماً كاتمه دوماً :أتعلمين ميرا ليتنى أنفصل عن عائلتى وأعيش باستقلالية بمنزل وحدى
لى كامل إرادتى بمنزلى أتنزه مع زوجتى أفعل ما أريد ليس كقوانين أبى الصارمة النافذة على الجميع هنا
لم تجبه فأكمل : ليتنى أمتلك الشجاعة لأخبر والدى بذلك ليتنى أملكها تلك الشجاعة .......
طالعته ميرا : وما ينقصك لتخبره بذلك ؟
أنتَ مهندس زراعى يمكنك الاستقلال وبدء مشروعك الخاص .......أى أعمال تخص الزراعى "منحل – مشتل ورود -........ أعمال تفهمها وتنجح بها .....
ماذا تنتظر ؟ أبدأ مشروعك الخاص وبالتأكيد والدك لن يعترض ...أسس لذاتك كيانك الخاص حسن وبعدها إن أردت الاستقلال بمنزل وحدك سيكون لديك ما يكفى لتستقل سواء مال أو إرادة
تقترب منهما تأكلها نيران الغيرة من حديث زوجها وابنة عمه منذ قدومها قبل قليل بصحبة عمها
تلك القاهرية تنافسها
الوحيدة التى يثق بها حسن ودوماً ما يخبرها " أتعلمين بلبلتى أن ميرا كاتمة أسرارى ....ومرشدتى الأولى ..
اقتربت ووقفت بجواره فحوطها بذراعه قائلاً:أترى هى الوحيدة التى تصبرنى على من بالداخل .......
لم تعلق ميرا واكتفت بابتسامة صافية
........................................
سيارته تكتسح الطريق الترابى أمامها محدثة عاصفة ترابية هوجاء كعقله تماماً ......زمور السيارة يصدح بقوة خارج قصر أل المنيرى .....
فزعت وانتفضت بقوة :فارس مؤكد فارس ....
ابتسم لها حسن ساخراً :ستنالين ما تستحقى
اركضى للداخل احتمى بأبى قبل أن ينالك غضب رجل جنوبى غيور زوجته فى زيارة ألد أعدائه دون علمه والأصعب لا تحمل هاتفها معها ........
ارتبكت وكادت تدمع :لا أعلم كان معى عندما خرجت صباحاً وهاتفته من هاتفك ولم يجبنى ........
الزمور لم يتوقف للحظة والحراس ينتظروا الإذن من الداخل ليفتحوا له البوابة
...............................................
هدر رأفت من داخل غرفة مكتبه "أى مجنون يتجرأ ويفعل هذا أمام قصرى ؟"
خرج من غرفة مكتبه يهدر ليرى حسام يهرول من الدرج متسائلاً :ماذا هناك ؟؟؟
طالعه والده بضيق : لا أدرى أى مجنون يفعل ذلك
وقف رأفت وحسام خارج البوابة الداخلية للقصر
أمر رأفت الحارس ليفتح البوابة ...........
كثور هائج مغيب دلف مهرولاً قصر أل المنيرى ........
بسخرية تعتلى محياه ما إن رأى فارس تحدث رأفت:أهلاً ومرحباً صهرنا العزيز ....وليمة الغداء تُجهز جئت بموعدك .....
فيما قطب حسام جبينه بضيق لرؤيته لفارس فذلك اللعين من يقوى روفيدا وتشد ساعدها عليه
اقترب فارس بغضب:أين زوجتى أيها..........؟
هدر به حسام :تأدب وإلا........
ليقترب فارس منه مقاطعاً يضغط فوق أسنانه بغضب :وإلا ماذا أيها الوغد ؟
أرى أن الورقة لم تصلك بعد قريباً ستصلك وتنل المهانة التى سببتها لنا أيها ال.....
هدر رأفت بهما توقفا فى الحال وحدث فارس هادراً :عن أى ورقة تتحدث ؟
بسخرية ممزوجة بالغضب أجابه : اصبر أنتَ رأفت سيصلك أوراق تهمك وحدك أما ابنك هذا فإعلان جلسة الخلع التى رفعتها شقيقتى ضده سيصله خلال أيام .........
ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟ قالها حسام بغضب جام ووجه مكفهر
أما رأفت فلوى فمه بضيق ولم يعقب سوى : أخبرتك عدة مرات دخولك قصرى بهذا الشكل سيودى بحياتك
يوماً ما لن أتحكم بغضبى وسأمر الرجال بتصويبك فى الحال
ليهدر به فارس:أين ميرا أيها .........؟
على صوت شجارهما ركضت مسرعة بذعر ناحيتهما يرافقها حسن وزوجته لم تبرح مكانها بعيداً عن أنظار الغريب تقف مختبئة كعادة أهل الجنوب .
رأها تركض من بعيد يلحق بها حسن
الغيرة نار والقلب حطب،
فإن لمست قلبك الغيرة، فإعلم أنه سيحرق.
دبت الغيرة العمياء بقلبه فأكثر ما يزعجه هو أنها من المؤكد تحدثت مع ذلك الحسن وبالفعل ركضه خلفها يعنى أنهما كانا سوياً
توعدها بخلجاته وكتم غيظه والتفت ناحية حسام :طلق شقيقتى قبل أن يفتضح أمرك ويقال "ابن المنيرى خلعته زوجته كحذاء قديمٍ بالى"
زمجر حسام وانفلت غضبه وكاد يهجم على فارس لولا تدخل حسن ووقوفه يبعد أخيه عن فارس
ما إن رأها تقترب حتى جذبها بقوة من ذراعها ودون كلمة سحبها لخارج القصر تتعثر فى طريقها ولا يعبئ حتى أدخلها سيارته وانطلق بها تسبقه شياطين غضبه ......
.................................................. ....
بوقارٍ كعادتها منذ دلفت قدمها قصر أل المنيرى بتعالٍ وكبر وقفت أعلى الدرج تنادى إحدى الخادمات ...........التى سريعاً ما أصبحت أذنها وعينها بالقصر ........
هرولت الخادمة التى لم تتجاوز السابعة عشر بعد :
نعم سيدتى بدور .....
بتعالٍ طالعتها :ماذا هناك ؟ ما تلك الأصوات ؟
طالعتها الخادمة : السيد فارس وهدان بالخارج يتشاجر مع سيدى حسام ؟
لوت بدور فمها بضيق :ولما أتى ذلك الفارس ؟
أومأت الخادمة رأسها بالنفى : لا أعلم سيدتى ولكن السيدة ميرا بضيافتنا منذ الصباح
لوت بدور فمها بضيق : ما كان ينقصنى سوى ميرا وزوجها , اللعنة على الجميع........
طالعتها الخادمة باستفهام :أتحدثينى سيدتى ؟
طالعتها بدور بضيق : حسناً اغربى عن وجهى الأن فتسائلت الخادمة :هل أعد الفطور لكِ سيدتى ؟
لم تجبها بدور وعادت لتدخل غرفتها ..........
..............................................
عن أى خلع يتحدث ذلك اللعين ؟ قالها رأفت وهو يطالع ابنه حسام باستنكار
قبض حسام بقوة على كفه حتى أبيضت نواجزه :أقسم إن كانت فعلتها حقاً لأندمها ما تبقى من عمرها
فهدر به والده :أيها البغل : أخبرتك أعدها لكَ من المؤكد ستتعطل شراكتنا مع ذلك اللعين الأن ولا تنسى نفوذه القوية من المؤكد سيؤذى أعمالنا ..........أعدها لطوعك مهما كلفك الأمر .وحكم عقلك إياكَ وفعل أى حماقة وقتها سأصوبك بيدى ولن يرف لى جفن ........
لم يكن يسمع لوالده من الأساس فكل ما شغل باله : تلك القطة المتزمرة عليه .........عاد ليدخل منزله تناول مفاتيح سيارته وانطلق بها ......
.............................................
بسيارته يسيطر الذعر والرعب عليها ....تلك البشاشة تحولت لتهكم تهابه ............عيونه أدنت مظلمة مخيفة ......تقطبية جبينه مع صمتٍ مطبق ......
بقلبٍ يرتجف : فارس أنا...........ليهدر :اصمتى لا أريد سماع صوتك الأن
وضعت يدها على فمها بذعرٍ ولكنها لم تستطع كبت دمعاتها المنسابة بذعر ...........شهقاتها بدأت تعلو تدريجياً فنهرها "قلت اصمتى "
وصلا بها لقصره .........ترجل من السيارة والتف ناحيتها يفتح لها الباب يجذبها بقوة
مشهد تكرر منذ أشهر ....يجذبها بقوة من ذراعها يهرول بها للداخل تتعثر خطواتها وتكاد تقع لولا قبضته القوية على ذراعها ............نفس الأريكية يلقيها فوقها
كأن المشهد كان بالأمس ...........
وقف يطالعها بغضب دون كلمة
حتى قطع صمته أخيراً "أتعتقدين تلك الدمعات والنحيب ستشفع لكِ"
أتدرى أنها المرة الثانية واقترب منها تلفحها أنفاسه الغاضبة " أخبرتك منذ أشهر زوجة فارس وهدان لها مكانتها ............احترمى تلك المكانة أنا وضعت بقدرٍ عالى واحترمت رغباتك .
أخبرتك لا تجبرينى أن أعاملك بفظاظة ...........لكن يبدو أن بلاهتك وعقلك اليابس يعشق تلك المعاملة لم تنسى معاملة الوغد طليقك وتريدى نفس المعاملة أليس كذلك ابنة مؤيد .......؟
أنتِ تعشقى الرجل المتجهم الغاضب دوماً من يأتيكِ كجاريته ويعاملك بقسوة ............أتعشقى ذلك؟
كانت كلماته المتتالية كأعيرة نارية تطلق بالتتابع يصوبها ..........من أين علم بطليقى ومعاملته لى من أين علم بما عانيت .هل يهيننى الأن ؟ هل يسخر من ماضيي وهو من أخبرنى لندع الماضى للماضى .....ليكمل بغضب..........أنا أعلم عنكِ كل شئ أكنتِ تعتقدى أن فارس وهدان لا يدرى ماضى وحاضر زوجته ؟
أنا أعلم كل شئ .........حتى ذلك الوغد عمك وكلماته اليوم لكِ
ضربتى بكلماتى عرض الحائط وذهبتى معه .....
خرج صوتها أخيراً مهتزاً ضعيفاً : أتراقبنى ؟
بحاجبه المرفوع وعينيه الغاضبة:بلى أراقبكِ أكنتِ تعتقدى سماحى لكِ بالتنزه سيكن سهل هكذالا زوجتى أخبرتك قبلاً "أنا فارس وهدان لا أضع ذاتى بموقف ضعيف مطلقاً .أرسلت حراسة تتبعك فى الخفاء وأخبرونى أنك كحمقاء تبعتى عمك وذهبتى برفقته .......وذلك الهاتف "مخرجاً الهاتف من جيب سترته ملقياً إياه على الأريكة " أليس هاتفك ؟
بحماقتك فقدتيه فوق العشب ...........هاتفك يحمل صورك الشخصية .............أيتها الحمقاء نبهتك كثيراً :احذرى وضع ذاتك فى موقف الشبهات ولكنى كمن يحدث الحائط
لم تجبه فقط تطالع الفراغ مكفكفة دمعاتها " ليهدر بها " أتريدين أن ترى وجهى الأخر ميرا ؟
أتريدين أن ترى الدناءة عن كثب ......تركت لكِ الحرية كثيراً ويبدو أنها لم تأتى ثمارها معكِ إليكِ الأمر : من اليوم فصاعداً لا خروج من المنزل مطلقاً ..لا هاتف .لا حاسوب لا شئ لكِ سوى ذلك التلفاز وسيلتك الوحيدة لترى خارج حدود قصرى ......لن تطأ قدمكِ خارجه مطلقاً ......مشدداً فوق كلمة مطلقاً.
.................................................. ................
تركها وخرج من الغرفة تعتليها الغيرة العمياء فكل ما هاجمها به قبل قليل لم يكن سوى ستار لغيرته العمياء من ذهابها لمنزل عائلتها حيث ذلك الحسن المنافس له فى قلبها الغيرة تفتك بعقله ......رأها ذلك الحسن بماذا تحدثا ؟ تضاحكا سويا ......صافحها ............. ضرب بقبضته الحائط يكاد يجن ...............
..............

أما هى فالماضى الأسود عاد ليلوح لها .........ذكريات طوتها لعدة أشهر محاولة تناسيها ولكن قدرها المشئوم يعيدها لتلك الدائرة المفرغة "الزوج المتسلط المتجهم العبوس "
جلست القرفصاء فوق أريكتها تنتحب بصمتٍ ......كما أعتادت لسنوات زواجها من زوجها الأول "تُهان وتصفع ويعتدى عليها وتجلس القرفصاء تنتحب صامتة دافنة وجهها بين كفيها ............"
عندما تقع في المرض النفسى يكون قطار الطبيعة قد خرج عن سكته، بسبب فقدان توازن جسدي أو روحي، والطريق التي تقود إلى الصحة، هي طريق الإعتدال، والروح السليمة في الجسم السليم
عادت تلك الميرا لظلام روحها ظلام هربت منه للجنوب ليعيدها ذلك الجنوب لذات الظلام .............يسيطر على روحها يحولها لدمية تستمع فقط تطيع دون كلمة
ليتك عانقتنى ولم تضعفنى .......ليتك استمعت لى وناقشتنى ..........ولكنه لم يفرق عن الوغد طليقى الرجال متشابهون
نفس الغرور ..نفس التسلط والعناد
قديماً أجبرتكِ الظروف على الاستسلام ولم يكن لكِ عائلة ترعاكِ وتقف بجوارك .ماذا الأن ؟
هل ستعودى لذات الدائرة وتغلقيها عليكِ ميرا ؟
كفكفت دمعاتها ناهرة ذاتها "أفيقى أيتها البلهاء ......لا تدعى أى رجل حتى وإن كان عشقك أن يعيدك للدائرة المظلمة
أنتِ خرجت بصعوبة منها لا تلقى ذاتك بها ثانية
قالت كلمتها تلك محدثة ذاتها ونهضت مسرعة لخارج الغرفة
لحسن حظها لم تكن التعليمات قد وصلت بعد للحراس فخرجت بسهولة من القصر ولم يرتاب الحراس بأمرها فهى لم تكن تحمل بيدها أى شئ سوى حقيبة يدها الصغيرة حيث أوراقها الثبوتية فقط .
.................................................. .................

أمام المبنى حيث مركز الدروس الخصوصية كان يصف سيارته ينتظر أن يرى ذلك الرجل حيث كان يقف مع زوجته وينهال عليه ضرباً فبالأمس لم تكفيه تلك الضربة التى وجهها للرجل وعاد ليكمل مفرغاً طاقته الغاضبة ......
مرت دقائق طوال ولكن على عكس المتوقع لم يخرج الشاب بل خرجت هى ........
قبض على كفه بقوة غاضبة " عادت ثانية تلك ال............."
ترجل من سيارته ناحيتها حيث تقف تنتظر سائقها "ناداها هادراً ..............
فزعت برؤيته ولكنها تماسكت كما وعدت حالها ألا توقف دراستها أو حياتها عليه بعد الأن .........أشاحت ببصرها عنه ........فاقترب غاضباً مديراً إياها ناحيته ......رائحته.........ذلك العطر المحبب لها ..هو دون غيره عطره يأسرها ويهيم بقلبها .تماسكت ناهرة:أبعد يدكَ عنى .
رفعت عينيها لتلتقى بعينيه الغاضبة .حادة كعيون صقر جائع مخيف ............أتتحدينى روفيدا؟
تراجعت خطوات للخلف :ماذا تريد منى ؟ أليست تلك رغبتك دوماً كنت تخبرنى أخرجى من حياتى لا أريدك أريدها .....والأن بعد أن حصلت عليها ترفض أن تطلقنى وتتركنى لشأنى
ليطالعها بغضب:شأنك شأنى ...........أنتِ زوجتى ولن أسمح لكِ
قهقهت ساخرة:تسمح أو لا تسمح أتظننى طفلة أنتظر الإذن منك .أنت لا شئ لا شئ بالنسبة لى
إن لم تطلقنى سأخلعك ............أقسم سأخلعك إن لم تطلقنى سأخلعك
لم يمهلها أن تكمل حديثا حتى كانت بخفة بين ذراعيه .......يلقيها بداخل سيارته
قاومته وحاولت الخروج من السيارة فاضطر أن يصفعها لتصمت وبلمح البصر كان خلف مقعد القيادة منطلقاً بها بعد أن أوصد أبواب السيارة كى لا تتهور وتقفز من السيارة
انطلق حسام بزوجته روفيدا متجاهلاً سبابها
أخرجت هاتفها لتحدث أخيها فخطف الهاتف من يدها وألقاه من النافذة
.................................................. .............
تفرك راحتى يدها قلقاً لما تأخرت ابنتها للأن وهاتفها مغلق
تصبر الأم ذاتها أن ابنتها قد تكون متأخرة بسبب الدراسة لا أكثر ولم تشأ إخبار ابنها فى الوقت الحالى قررت الانتظار بغرفتها حتى لا تثير الريبة وتنتظر تعليل ابنتها على التأخير للأن
.................................................. .................
حبيس غرفة مكتبه حتى هدأ قليلاً وقرر أن يصعد ليعتذر منها على كلماته القاسية
دخل الغرفة فلم يجدها بحث بالمغسلة وغرفة تبديل الملابس
بدأ القلق يتسرب لقلبه تدريجياً ........نادى الخادمات تبحثن بارجاء القصر
ولكن الميرا كعادتها "فص ملح وذاب "
هدر بالجميع كالمجذوب ساباً حراسه أن سمحوا لها بالخروج
خرجت والدته مهرولة من غرفتها تستفسر عما يحدث فأجابتها الخادمة أن السيدة ميرا اختفت
فابتسمت ضاحكة ذهاب بلا عودة بإذن الله
........................................
جاء بفكره قصر عائلتها أولاً
ساورته الشكوك سيكون من الهين إذا كانت بقصر عائلتها ولكن ماذا إن كانت هربت للقاهرة .......
لم يدع مجال لعقله ولشكه وانطلق مسرعاً بسيارته ناحية منزل عائلتها ...........
..............................................
قاد بها لشقته بالمدينة
صف سيارته قائلاً : هيا انزلى
لوت فمها بضيق :لا لن أنزل أعدنى لمنزل عائلتى وفعلتك تلك لن تمر بسلام أعدك بذلك
طالعها بضيق :سأعيدك لمنزل عائلتك وعد ولكن دعينا نتحدث أولاً
لا حديث بيننا قالتها روفيدا بضيق وغضب
فرفع حاجبه مستنكراً : لا تجبرينى أن أحملك وأذهب بكِ استمعى لما أريده وأنهى ذلك الجدال العقيم وبعدها سأعيدك لمنزل عائلتك إن أردتِ
بضيق وغضب اضطرت أن تجاريه وبالفعل ترجلت من السيارة برفقته
فتح لها الباب قائلاً :تفضلى زوجتى المصون
طالعته بضيق : منزل من هذا ؟
منزلى .............ألم تسألينى دوماً أين كنتُ أتأخر وأبات .ها هنا ذلك منزلى السرى أهرب إليه وقت ضيقى
لم تعلق على كلماته ودلفت
على أقرب أريكة ألقت حقيبتها بضيق:قل ما تريد فلا وقت لدى لكَ
اقترب منها يطالعها بشغف : روفيدا أنا .
تراجعت للخلف :إياك لا تتجرأ على التفكير بالأمر حتى
كلما تراجعت تقدم هو ............لما لا أنتِ زوجتى ما المانع ؟ أتصدقى عنادك أنكِ لا تعشقينى ولا تريدينى كما أريدك الأن
بضيق هدرت به : قل ما تريده لتعيدنى لعائلتى كما وعدتنى
اقترب أكثر وأكثر حتى ألصقها بالحائط
رائحته العبقة عطره تكاد تضعف له لكن تماسكها وكبريائها كان أقوى
ضربته بكلتا قبضتيها فوق صدره ليبتعد فما كان منه سوى تكبيل قبضتيها بقبضة واحدة منه ينال من ثغرها ما أراد
حاولت الفكاك من قبضته دون جدوى
فالقوة الجسمانية كانت لصالحه لم يقطعه سوى رنين هاتفه المتواصل
أفلت قبضته عنها مخرجاً الهاتف من جيب بنطاله ليغلقه تماماً
تحررت أخيراً مبتعدة عنه
فابتسم لها .أتهربين منى روفيدتى الجميلة ؟
هدرت به:ابتعد عنى أيها الوغد الحقير ......سأخلعك أقسم لن أتراجع بعد الأن ..............سأبدلك برجل حقيقى لا وحش بشرى ينال ما يريد وقتما يريد أيها ال......سأتزوج من يقدرنى ويعلى شأنى لا من يجعلنى جاريته وذليلته
لم تكد جملتها حتى كان بركان غضبه قد انفجر بالفعل بقوة ألقاها فوق الأريكة ينال ما يريد من حقوقه الزوجية حتى وإن كانت بالقوة لم يعبأ لا بصرخاتها ولا نحيبها

Sarah*Swan 10-01-18 09:04 AM

الفصل الخامس
"لحظة فراق"


تجلس دامعة تقص على زوجة عمها وسجى ما حدث معها قبل قليل
تسب زوجة عمها :ذلك الوغد أيعاقبك لمجرد زيارتك لعائلتك ؟
طالعتها سجى بعطف: اهدئى ميرا
فقاطعتها زوجة رأفت سأهاتف عمك اهدئى
بنيتى
عاد رأفت المنزل بمجرد معرفته وابنه حسن
سب رأفت ولعن على فارس وتناول هاتفه وابتعد قليلا بهاتف رجلا ما

أما حسن فاقترب منها قائلا :
ميرا أيمكننا التحدث قليلا بالحديقة؟
فرغت سجى فمها ضيقا من طلب زوجها وما أثار غيرتها أكثر كان نهوض ميرا دون كلمة برفقة حسن
تبعتهما بعينيها حتى خرجا من البوابة الخارجية للقصر
جلست على أريكة خشبية بالحديقة
فبادر حسن قائلا: هيا قصى عليا ما حدث؟
بعين دامعة وصوت متحشرج باكى : يريد معاقبتى بحبسى بين جدران الغرفة أخذ هاتفى وقرر منعى عن كل وسيلة اتصال بالعالم الخارجى حتى حاسوبى منعه عنى
قهقه حسن ساخرا فزمت شفتيها بضيق: ما المضحك فى الأمر حسن؟
طالعها حسن بابتسامته المعتادة: يغير عليكى
زوجك فقط يغير عليكى لا أكثر
ابتسمت بضيق : أترى حبسى كسجينة غيرة
أومأ رأسه بالأيجاب: بلى غيرة مفرطة من رجل جنوبى على زوجته تماما كتلك الواقفة خلف النافذة تتابعنا ولو انتظرنا هنا دقيقة أخرى ستخرج علينا وتقطعنا اربا
قهقه وترك ميرا وعاد للداخل فرأها كبركان غاضب تطالعه بضيق جم
اقترب محوطا بذراعيه خصرها : كيف حال جميلتى؟
لوت فمها بضيق ولم تجبه فاقترب مقبلا جبينها فابتعدت عنه
طالعها: اهدئى أيتها الغيور أخبرتك عدة مرات ميرا شقيقى التى لم تلدها امى ومن واجبى أن اطمئن عليها وأتحدث معها واستمع لشكواها كما تستمع هى
طالعته بحاجب مرفوع وعيون تأكلها الغيرة : ولما تشكى همك للنساء من الأساس؟
أليس لديك أصدقاء رجال لتشتكى لهم همك ألا تجد غير الجميلات لتحدثهن ؟
ابتسم ضاحكا أيتها الغيور الجميلة تعالى نصعد غرفتنا ونحسم أمر شكوتى للنساء بروية بعيدا عن الأعين المتربصة بنا
أزاحت كفها عنها "
لن أصعد معك لاى مكان دعنى وشأنى
رفعها بين ذراعيه على حين غرة وانطلق يصعد الدرج بها وسط ضحكا تهما البريئة الصافية
00000000000000000000000000000000000000000000
بغرفتها منذ تركها ظهرا لم يعد بعد تأكلها الغيرة والشك بجوارها خادمتها تنقل لها الأخبار
ولما عادت تلك الميرا ؟
أجابتها الخادمة : لا أعلم ربما تشاجرت مع زوجها فغضبه وهدره ظهرا ربما تشفى بها من فعلة حسام بك وشجارهما
طالعتها بدور بضيق : لم يكن ينقصنا سوى تلك الميرا تعود المنزل أخبرينى ألم يعد حسام للأن؟
أومأت الخادمة رأسها بالنفى
تأففت بدور بضيق حسنا اذهبى الأن واحضرى لى كوب قهوة
تناولت هاتفها وضغطت عدة أرقام وانتظرت ليأتيها صوته
كيف حالك بدور؟
أجابته بخير معتز وأنت كيف حالك ؟ وكيف حال خالتى أم معتز ؟
بخير تشتاقك ألم تشتاقى لها أيضا كما اشتقنا لكى؟
صمتت ولم تجبه فأردف ساخرا: هل حققت مبتغاكى ؟ هل اكتملت خطتك الأن ؟
بضيق أجابته: رجاء لم أهاتفك لاسمع منك سخرية أخبرتك من قبل قراراتى أتحمل عواقبها وحدى هاتفتك لتساعدنى تعلم أنى قريبا سأفتتح مكتب المحاماة الخاص بى واريد استشارتك ببعض الأمور المتعلقة بالمكتب وتصريحاته واستشاراتك الشخصية بأمر أخر
تشاورا كثيرا بأمور العمل وقبل أن ينتهي حديثهما تسائل : أنهينا أمور العمل ما الأمر الأخر الشخصى ؟
بصوت هادئ صافى حدثته بعد تردد:
أعلم أنى ألقيت ذاتى فى بئر عميق ولكن تلك الخطوة الأكثر إيجابية بحياتى حققت أكثر من هدف بأن واحد
سأكون سيدة المنزل الجميع يتمنى رضاي أولهم ذلك المتعجرف رأفت المنيرى سيفتح لى مكتبى الخاص
والدتى أصبح لديها أخيرا منزل بعد سنوات عمرها كخادمة عادت لقريتها وصديقاتها ولا يمكننا سوى رؤية الفرح بعينيها الأن
قهقه معتز ساخرا :
الانتقام بئر عميق لن تخرجى منه بلا خسائر ربحتى معركتك و خسرتى ذاتك لن تختلفى عنهم كثيرا نفس المصالح المادية تحرككم
هم عاملوكى بالسوء قديما لمرض نفوسهم ماذا تختلفى عنهم الأن أنتى أيضا تريدى الانتقام
عيوب الجسد يسترها القماش لكن عيوب النفس لا تُستر أبدا
أدخلتى حالك دائرة الانتقام وعليك السير وفق خطتك حتى إن خسرتى يوميا ركائزك وأخلاقك
لا أستطيع سوى الدعاء لكى أن يوفقكم الله ويسدد خطاكى وأنه تعود لرشدك قبل فوات الأوان تلك العائلة ليست بالصيدة السهلة
00000000000000000000000000000000000000
الزمور يصدح كما الظهيرة .........ابتسم رأفت وهو
جالس على مقعده بغرفة معيشته
طالع زوجته :ها قد أتى ابن وهدان0 تأخر انتظره منذ ساعتين
ابتلعت زوجة رأفت ريقها : هل ستعيدها له؟
قهقه رأفت : أعيدها .....لن ينالها ابن وهدان ثانية .....ابنة أخى لجأت إلىّ تحتمى بى لن أعيدها له

قهقه لقد وجدت فرصتى وابن وهدان سيجن بالتأكيد عندما يعلم أن الخيوط جميعها بيدى أنا
نادى الخادمة
هرولت أم الفضل إليه فأمرها أن تخرج وتبلغ الحراس أن يسمحوا لفارس وهدان بالدخول مردفاً :لنرى ذلك المتعجرف ماذا يريد منا
............................................
انتفضت فوق فراشها عند سماعها لصوت الزمور يصدح .
جرت ناحية النافذة وطالعت فرأت سيارته خارج القصر .
خفق قلبها بقوة فرحا ممزوج بالذعر....هاهو فارسها كعادته دوماً لا يتركها وحيدة يأتيها كبطل الروايات فوق حصانه الأبيض ينقذها من براثن الذئاب فعارضت ذاتها ولكن ماذا إن نفذ تهديده وحبسنى بالفعل كما فعلها سابقاً لا أدرى أيعشقنى أم يمتلكنى ؟؟؟
أسدلت البرادى وعادت لتجلس على فراشها بذعر ممزوج بالغضب تنتظر ما سيؤول إليه الأمر هل عمها سيتكفل بحمايتها كما وعدها أم أن لزوجها سلطة على الجميع ولن يستطعوا الوقوف أمام رغباته
حدثت ذاتها : ربما سئم منى لانى ضعفت ثانية واستسلامى له ولعشقه ولكن لا لن أعود تلك البائسة المسكينة أن لى عائلتى تقف بظهرى أشد ساعدى عليهم وان كان يريد عشقا عليه بالاحترام المتبادل لا تلك الإهانات والمشاحنات
..................................................

فى شقة حسام بالمدينة
أخذ ما يريد وأنهى الأمر معتقداً أنها ككل مرة تهدأ بعناق ولكن خاب أمله ...
اعتدلت بجلستها تعدل ملابسها مكفكفة دمعاتها مكملة لعناتها
وسبها عليه .
بينما يطالعها هو بندم يحرق قلبه فقد اعتقدها كعادتها تصفو بين عناقه وتتناسى ولكن يبدو أنها بالفعل تبدلت ...تبدلت ولم تعد ذليلة فراشه أو أنثاه المستسلمة كما عرفها دوماً
طالع شعرها الهائج كمزاجه قبل قليل وقد أفلت بقبضته حجابها عنها ليترك العنان لتلك الغيمات السوداء تنسدل بقوة متموجة على ظهرها ورغم انتحابها لم يلتفت لتوسلاتها فاز ولو مؤقتاً ولكن فوزه وهمى فحتى بعد إرغامها لم تكف عن عنادها
بأسى طالعها وكأنه يراها لأول مرة .
تلك العيون الكحيلة تحولت كعيون شبح يختلط كحلها بسيل دمعاتها الجارف تاركاً خطوطاً سوداء فوق وجنتيها
التفتت ناحيته بغضب عينيها تخترق مرمى بصره لتزيد من ذنبه وتزيده دنائه بصوت متحشرج خرجت كلماتها
ربما نلتقى ذات مساء فى طريق عابر أنت تعرفنى وأنا أحاول أن أتذكرك وقطبت جبينها متسائلة:
ألا تأتيك لحظات يقطر قلبك ألماً لشيء صغير تذكرته كان بيننا؟
ألم يعد لديك ذرة احترام واحدة لى لتفعلها بى ؟
ألم تكن لى احترام يوماً ؟ هل أنا رخيصة لديك لتلك الدرجة ؟ أتعيدها ثانية حقاً لم أعد أحسب كم مرة أذقتنى طعم الكره كشراب علقم....
وكيف أتوقع ذلك منك وأنت قطعة من الجحود، فامرح كثيراً الآن، فالقدر يخفي لك الكثير من الألم ستعانى أضعاف ما عانيت أنا .
ستبكينى ندماً ستشتاق أن أتطلع حتى بتلك العينين المستذئبة ولن أتطلع لكَ يوماً أيها الوغد
ستتألم حسام كثيراً .
ستبكى لأسامحك وأكف دعواتى عليكَ أن تعانى أضعاف ما عانيت معكَ
ادعو الله يومياً أن تتألم وتتعذب أن ينفطر قلبك ولا تجد مداوى أتتذكر أخر مرة فعلتها بى .
نفس الوحشية والهمجية ألم يقتلك ذنب ابنك
اخترقت الكلمة الأخيرة أذنه بقوة "ابنى؟؟؟؟؟؟؟"
طالعته ساخرة " بلى ابنك ألم يخبروك أنى فقدت ابننا صباحاً بسبب همجيتك ليلاً ؟
انتفض عن الأريكة مقترباً "عن أى طفل تتحدثين ؟
طالعته بتقزز : أدعو الله ألا تذق طعم الأبوة يوماً أمثالك حثالة لا يروا أبعد من أنوفهم وغد وحقير
اقترب أكثر منها "عن أى طفل تتحدثين ؟
طالعته بسخرية "أبٌ قاتل "
بدأ صبره ينفذ ثانية فهدر :عن أى طفلٍ تتحدثين؟
طالعته بضيق:طفلنا أيها الوغد ألم يخبروك أنى فقدت ابننا بعد ليلتنا المشئومة قبل شهور
مااااااااذا؟؟؟؟؟؟؟
قالها حسام وقد دار العالم به فاقترب ملقياً ثقله فوق الأريكة
فأردفت : لعنة الله عليكَ حسام أمقتك لم ولن أكره إنسان بحياتى قدر كرهى لكَ الأن
تفقدنى كل عزيز لدى بسببك أنتَ وحدك أضعت سنوات عمرى وأضعت تعليمى وأخرها فقدت طفلى بعد انتظارى له بشوق سنوات ولم يرف لكَ جفن أيها الوغد المتكبر واليوم تعيدها تعتقد بأنى ذات الروفيدا الذليلة لكَ سأرضخ مع أول عناقٍ منك .
لا تتأمل لن أرضخ لكَ وإن فقدت حياتى لن أعود لسجنك لن أعود أيها الوغد00000000
يوماً بعد يوم .أفقدتنى كرامتى وأنوثتى لسنوات
وبعد سنوات حرمان أن أكون أم أفقدتنى هدية القدر لى .
أفقدتنى حلم سنوات طالما حلمت به وأنتَ منعتنى إياه وحينما ابتسم القدر لى أضعت بغوغائيتك هديتى ......
كنت دولتى ......... حدودى أنتَ وحدك ....لم أتجاوز تلك الدولة أو أبارحها يوماً
حدودها ذِراعيك وقانونها حُبك وشمسها عينيك وشعبها أنا فقط وملكها أنت وَحدك
رضيت بتلك الدولة لسنوات أنتَ من يضع القانون والعقاب أنتَ وحدك وأنا ألبى وأطيع
حتى عاد ماضيك يشرق ثانية ماضيك الأسود يخصك وحدك لما تقحمنى فيه
لعنة الله عليكَ حسام .
أدعو الله من قلبى ألا تذق الأبوة يوماً وأن تتألم لنهاية حياتك مع من فضلتها واخترتها وسعيت تلهث خلفها سنوات حتى قبلت بكَ
طالعها بذهول فكل الجمل لم يسمعها سوى فقدت ابننا " هل حقاً كنتِ حامل ليلتها ؟"
زمت شفتيها بضيق : بلى كنت حامل أيها الوغد القاتل .
تحجرت الكلمات وجف حلقه لا يجد كلمات لا يجد لحقارته المتواصلة معها عذر
روفيدا أنا فقاطعته "وغد أعلم تمام المعرفة أنك وغد"
حُبكِ كان كالدماء الحمراء يسير في جسدي بكل هدوء.. ويعانق ويلامس كل ماهو في طريقه يجعله ينبض بالحياة.
فطالعها "والأن؟"
فقهقهت ساخرة :الأن يكبلنى كنيرانٍ تحرقنى ...مجرد التفكير أنك ما زلت زوجى تشعرنى بالغثيان .
مجرد النظر لوجهك المتجهم تفقدنى معنى الحياة ......
صدقاً الحياة خارج حدود تسلطك أفضل وأرقى من المذلة بجوارك
كلماتها الجارحة لا يدرى لما يصمت عنها وهو الأبى المتعجرف أم أنها الحقيقة ولا يعيب عليها قولها مباشرة له .......
أكملت "طلقنى رجاءً ...أنا لن أقبل بك بعد اليوم .
قرارى لا رجعة به .ومسألة اختطافك لى ودنائتك لن تمر مرور الكرام إلا بنطقك لتلك الكلمة الأن
لا أخى ولا عائلتى ستترك حياً إن عدت وأخبرتهم بفعلتك حتى إن كنت زوجى لا يحق لكَ إرغامى والتعدى علىّ .
طلقنى بالحسنى وأمر تلك الليلة ينتهى ها هنا إلا إذا كنت تريد أن تطلق البلدة ألسنتها عليكَ بعد أن يقال ابن المنيرى زوجته خلعته كحذاء قديم ولتعلم لدى تقاريرى الطبية تثبت تعديك وضربك المبرح لى حتى فقدت جنينى من أول جلسة اعتقد الحكم سيكون لصالحى فلا تحاول عبثاً
قلبى ليس أسود لكننى لا أريد رؤية وجوه أسأت لى يوما
لن أعود أليك وأن ركعت تحت قدميى تتوسلنى ساعات
أعلم أنك ستعانى بذنبى لن تسعد وترى الراحة أيها القاتل
طالعها بنظرة مختلفة مختتق يحبس دمعاته المتحجرة لم يعلم أن القدر سيتوالى فى صفعه
لما لم يخبرنى أحد لليوم بذلك ؟
بعيون غاضبة حمراء: بماذا سنخبرك تعالى لزوجتك التى فقدت جنينها بسبب همجيتك ودنائتك معها ولكنك كمن وجد فرصته ليعود لعشقه القديم ويتخلص من رابط زواجه بى كلعبة قديمة مل منها وأنه الأوان ليتخلص منها ويتركها غير أبه بما يخلفه بنفسيتها أو بالأحرى هى لا تهمه من الأساس ليرى تأثير تركه لها
اقترب منها يمسك بكفيها فأبعدت يده بقوة عنها متأففة
ابتعد لا أريد سماعك رائحة نفاقك تخنقنى بما ستتعلل؟ ألديك سبب وجيه لصفعى وعشق غيرى وقتل ابنى ؟
ذهنه مشوش للغاية فبرغم كونه حقير وغد ويعلم ذلك تماما عن حاله إلا أن كلمة أب قاتل فطرت قلبه وأدمته
تركته يقف مكانه ذاهلا من كلماتها لا يجد عبارات تناسبها أوحتى يدافع بها عن نفسه وهرولت بحقيبتها لخارج الشقة تهرول الدرج حاول اللحاق بها ولكنها كانت قد خرجت خارج البناية وبالفعل تتخطى الطريق تبعها يتخطى الشارع فكانت قد أشارت لسيارة أجرة صعدت بها وانطلقت
وضع كفيه فوق رأسه متسمر مكانه مشمئز من ذاته المتكبرة المريضة
يتردد بأذنه : أب قاتل
.................................................. ......
ألذ اللحظات تلك التى تعزم فيها على اتخاذ قرار يؤلمك ولكنه صائب
دخل مهرولاًً قصر أل المنيرى ليترائى له رأفت الشامت يطالعه بسخرية قائلا : أتبحث عن شئ فارس وهدان ؟
تيقن فارس أنها بالفعل لجأت لعمها.
فنظرة رأفت الشامتة تؤكد أنها هنا بالفعل
ضغط فوق أسنانه بضيق أمرا : ناديها فى الحال
قهقه رأفت ساخرا: أتأمرنى وماذا أن أخبرتك أنها لا تريدك ؟
هدر فارس به اياك والتدخل فى الأمر هيا ناديها الأن فلم اعد احتمل رؤيتك أكثر أو البقاء بذلك المكان المزعج أكثر من ذلك
طالعه رأفت بضيق: وان كانت رؤيتى تزعجك لما أتيت لمنزلى؟
قطب فارس جبينه بضيق : لم أتى لأكحل عينى برؤيتك أو أوغادك جئت لزوجتى والأن ناديها
هدر به رأفت : ارحل عن هنا ابنة أخى راجعت ذاتها وعلمت بخطأها الفادح بالزواج منك وتلك الغلطة ستصلح فى القريب العاجل
لم يدعه فارس يكمل جملته وهدر يناديها: ميراااااااااااااااا
انتفضت ميرا مكانها بصوته الغاضب الصادح يناديها ماذا حدث من المؤكد أنه بأسوأ حالاته الأن ليقطع حرمة منزل ويهدر بداخله بهذا الشكل
ترددت فى مواجهته وما قد تثمر عنها من فراق أو بغض تلك المواجهة فهى بقرارة ذاتها قررت أن تبتعد عنه لفترة تراجع معاملته معها وأن تلقنه درس احترام رغباتها وتوقفه عن تهديداته الدائمة لها بحبسها بين جدران قصره فتلك القاهرية اختارت كرامتها على عشقها خاصة وأن كلماته ما زالت تتردد بأذنها00000000000000
هبطت الدرج تقدم قدم وتؤخر أخرى
رأها فبرقت عينيه غضب دون أن يزيد أشار لها هيا بنا
توقفت بوسط الدرج : لأين؟
ضغط على أسنانه بضيق : هيا لا تخرجى شياطين غضبى أكثر
لم تبرح مكانها وطأطأت رأسها فتقدم خطوات صاعدا الدرج يجذبها بقوة فهدر به رأفت : كيف تجرؤ أيها الوغد أن تعاملها بإهانة وفى منزل عائلتها
فالتفت إليه فارس : أخبرتك لا تتدخل بينى وبين زوجتى
وعاد ليجذبها من معصمها فتأوهت صارخة
بوقتها كان حسن يدخل المنزل عندما رأى ما يفعله فارس فهدر ناحيته راكضا : أيها المعتوه كيف تتجرأ واقترب يجذب قبضة فارس بعيدا عنها
فما كان من ذلك العاشق الغيور الا لكمة استقرت فوق فم حسن مباشرة
صرخت ميرا وهدر رأفت ينادى حراسه
أما حسن فترنح قليلا من أثر اللكمة ولكنه سريعا اتزن وعاد ليقف فنشب شجار بينهما
صرخت ميرا محاولة تفريقهما لكن ذلك الفارس مقتول الغيرة الشعواء وجدها فرصته لينفس غضبه وضيقه بذلك الحسن حسن الطبع والخلق
هرول الحراس يفرقوهما
بالفعل كان الدم يقطر من فم حسن أما الآخر يطالعها بغضب وجنون كادت تقع أرضامن نظراته الغاضبةتنتفض ذعرا فتلك المرة الأولى التى ترى وحشيته فى التعامل مع الغير وهجومه الغير مبرر على حسن شاكرةربها أن ذلك الحسام ليس بالمنزل والا لسال الدم حقا
هدر رأفت لفارس: أمامك دقيقة لتترك المنزل وتغادر وألا قسما سأصوبك بنفسى
بنظراته النارية طالعها: هيا بنا
هزت رأسها بالنفى وتحركت لتقف خلف حسن

حانت لحظة صدام القلب والكرامة الرجولة حاملة معها جميع الذكريات المحفورة بالقلب
كأنه شريط صغير مر أمام عينه
لم يتألم من قبل سوى ليلتها
مليكة فؤاده تقف تحتمى بغيره 000000 أحقيقى ما يرى؟
هل أنا بقدر نذل لتحتمى منى
أحقا ميرا تخالفنى وتخالف توقعاتى بها
لم ينسى تلك النظرة الباهتة منها ببلاهتها صورت له أن كلماته لا تعني لها البتة
بغرور واهية احتمت بحسن لتقطع خيوط معزتها بقلب فارسها
فحتى إن كان عشقها يدمي قلبه الا انها كرامة الرجل الشرقى وماذا أن كانت فعلتها تلك أمام ألد أعدائه
طالعها بنظرة ثلجية دون معالم ململما ما تبقى من كرامته المبعثرة قال كلمته الأخيرة
أنت من اخترتى وتركها ورحل 0000000
000000000000000000000

عند الفراق، اترك لعينيك الكلام، فسيقرأ من أحبّك سوادها، واجعل وداعك لوحةً من المشاعر، يستميت الفنّانون لرسمها ولا يستطيعون،
فهذاآخر ما سيسجّله الزّمن في رصيدك
يقف بسيارته فوق تلك التلة على أطراف البلدة شارد مكسور الفؤاد نادم على اقحامه لها بحياته نادم على عشقها
نادم على تحديه للجميع ليحمها حتى من ذاته
يحدث ذاته: كان لنا قصة حب لكن اليوم الحب ضاع
عشقنا كان كقارب بشراع اليوم بيدك أوقعتى الشراع وتركتى القارب للأمواج تتلاعب به كيفما تشاء0
أفارقكى اليوم ولا أعلم أستتقبل كرامتى الصفح بعد الأن أم أن صفحة غرامها طويت وتمزقت وانتهى الأمر
كان بشروده أعلى التلة عندما قاطعه رنين هاتفه المتواصل
طالع شاشة الهاتف فكانت والدته
أجابها: مرحبا أمى لا تقلق هى بمنزل عائلتها
0000000000000000000000000
أنهت الأم مهاتفتها السريعة لابنها
والتفتت لترى ابنتها تدخل عليها بحالة يرثى لها فهدرت: أخبرينى الأن أين كنت قبل أن أخبر شقيقك وتنالين غضبه وعقابه وقبله صفعاتى
بضيق وحزن يعتريها : كنت مع حسام
لتضرب والدتها فوق صدرها بذعر : ماذا؟
حاولت تهدئة أمها : رجاء أمى اهدئى ولا تخبري شقيقى لا نريد المزيد من المشاحنات بينهما
لوت الأم ذراع ابنتها صارخة بها : لما كنتى معه أبعد ما حدث تعودى له أيتها البلهاء أتعودى للذل ثانية؟
تأوهت روفيدا : توقفى أمى ذراعى رجاء توقفى لم أعد ولن أفعلها أقسم
تركتها والدتها بأنفاسها المتلاحقة: لما قابلتى الوغد ماذا يريد؟
لم تجد لسؤال والدتها إجابة سوى الكذب فأجابت يريد أن أعود إليه لكنى لم أقبل
طالعتها بريبة : ولما تبدين هكذا وجهك مصفر وعيونك محمرة
أشاحت ببصرها رجاء أمى توقفى عن التحقيق معى كضابط شرطة وتركت والدتها وهرولت لغرفتها وأوصدت الباب
000000000000000000000000000000000
تحت شلالات المياه الدافئة تنتحب
لا تنتحب عشقه بقدر انتحابها لانوثتها المبعثرة
كبريائى الوليد أصبح مرشدى الأن
علمنى كبريائى أن أسير حسب قناعاتى لا عواطفى
واليوم انتصر كبريائى
علمنى ألا أنحنى ثانية وأن أرفع هامتى منفضة العشق عن قلبى وعقلى
علمنى ألا أبكى لمن لا يعرف معنى الدموع
بغرفتها حبيسة لم تخرج منها منذ دلفتها
منفضة ذكراها الأليمة عن عقلها محاولة الخلود للنوم غافلة عن حلم يشير لها من بعيد حلم قد يأتيها بالخير والشر معا
00000000000000000000000000000000
قيل قديما عندما تتزوج المرأة ثانيه يعنى أنها تكره زوجها الاول
وزواج الرجل ثانية معناه أنه يحب زوجته الأولى
جال بسيارته كثيرا حتى أتعبه التفكير فى حقارته معها لاعوام منهيا شوط احزانها بتعديه السافر عليها اليوم

المرأة كالوردة.. تستدرج الرجل بأريجها لتلسعه بأشواكها هكذا بدور كانت تنتظره
تجلس باغراء على حافة فراشهاتطالعه بأحمر شفاهها الصارخ
ذنبه ذنبان تلك المنتظره إياه بشوق كما يعتقد والأخرى محطمة الفؤاد
ألقى السلام عليها وجلس بجوارهاحوطت بذراعها حول رقبته قائلة بدلال قلقت عليك أين كنت منذ الظهيرة؟
لم يجبها ونهض عن مكانه قائلا : دعينا الأن أنا بحاجة لحمام دافئ ونوم هادئ فقط لا غير
000000000000000000000000000000000000000000
00000000000000000000000


الساعة الآن 05:06 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.