آخر 10 مشاركات
على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          قلبُكَ وطني (1) سلسلة قلوب مغتربة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          مع كل فجر جديد"(58) للكاتبة الآخاذة :blue me كـــــاملة*مميزة (الكاتـب : حنان - )           »          255- ثقي بي يا حبيبتي- آن هولمان -عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          493 - وعد - جيسيكا هارت ... (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          506 - والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-18, 06:33 PM   #1

nour-anime

? العضوٌ??? » 415221
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » nour-anime is on a distinguished road
Rewitysmile27 قصة رعب مترجمة: المتنبئ بالاحتمالات


السلام عليكم
بعد سنوات من المتابعة في أقاسم القصص والروايات وحبي للقراءة. وطالما عشت مع شخصيات خيالية وتتبعتها عبر الكلمات عشت معها حين كانت تضحك وبكيت معها أيضا في حزنها.
القراءة غذاء الروح فلا تنسوا تغذية روحكم.
اليوم وددت أن أشارك معكم قصة كنت قدترجمتها منذ مدة.
------


أحيانا تريد بعض المخلوقات الخارقة التواصل معنا وتحاول اكتشاف طرق لذلك. يمكنها استخدام الويجا بورد، أو أن تأتي إلى أحلامك وأحيانا أخرى قد تتكلم بلسان شخص ما. لكل منها طريقته الخاصة والفريدة. ذلك المخلوق الذي اتصل بجاك كلمه عن طريق حاسوبه الخاص، أو يمكن القول أن المحادثة كانت عن طريق شاشة الحاسوب. أول مرة حدث هذا بينما كان جاك جالسا يلعب لعبة السولتير. ومض ضوء أحمر من الراوتر يخبره على أن الاتصال بالأنترنت قد انقطع مرة أخرى. كان هذا يحدث كل أسبوع فقد اعتاد جاك على هذه الخدمة السيئة. بدء جاك بتحريك أوراق اللعب، اختفت اللعبة وصارت الشاشة سوداء وظهرت كتابة حمراء على الشاشة.

“مرحبا جاك، أحتاج معروفا منك. أعلم أنك شخص مميز وستساعدني. لا يمكنني طلب المساعدة من أي كان. إني في حاجة إليك بشدة.”

توقف جاك للحظة. كان ضوء الراوتر ما يزال يومض. تساءل جاك بينه وبين نفسه “هل هذه مزحة ما؟”

بعض عدة لحظات بدأت الكتابة مرة أخرى، “نعم جاك، أعلم جيدا أنه هذا غريب عنك، لكن لا أريد منك أن تقلق أو أن تشعر بالخوف. هذا مجرد معروف صغير وسهل أحتاجه منك. وسأتأكد من أنك ستكافأ”.

في تلك اللحظات شعر جاك بالرعب والذعر فسحب الكابل الخاص بالأنترنت كاملا وبقوة من الحائط.

“ما زلت هنا جاك؟ لا أريد تضييع المزيد من وقتك وسأتوجه الآن إلى ما أحتاجه. إذا عند ذهابك إلى العمل أحتاج منك أن تحرك تلك الشجرة الكبيرة الموضوعة هناك بجانب المصعد بالطابق الأرضي. كل ما عليك فعله وإبعادها ثلاثة إنشات عن الحائط. إذا قمت بفعلها على الساعة 8:17 صباحا لن يكون هناك أحد غيرك هناك.”

جلس جاك هناك، مذعورا لا يقوى على الرد، يحاول جاهدا أن يفهم ما يحدث.

لكن الكتابة لم تتوقف، “اسمع جاك، أنا أسألك لأني أعرف جيدا أنك ستفعلها. لن تتركني لأسقط. أنت مميز. سأتواصل معك إذا”

سحب جاك كابل الطاقة من الحائط فانطفأ الحاسوب. وتساءل بينه وبين نفسه “هل هذا يحدث حقا!”.

بينما ما يزال جاك مرعوب من هذه التجربة الفريدة، قام ليأخذ حماما ساخنا وبدء يستعد للنوم، محاولا إقناع نفسه أنه مر من حلم مرعب أن ربما قد تكون مزحة مخططة من أحدهم. لكن من يا ترى قد يقوم بمثل هذه المزحة معه؟ فجاك لم يمتلك أصدقاء ولا أعداء.

استيقظ في الصباح التالي يشعر بالانتعاش. سيبدأ العمل على الساعة 8 و30 دقيقة، ولم يقم جاك بالتأخر أبدا عن العمل. وصل لمكان ركن السيارة على الساعة 8 و10دقائق. يقوم بعدها بالدخول مباشرة إلى مكانه، لكنه تذكر الرسالة التي تقول له أنه يجب أن يحرك الشجرة عن الحائط على الساعة 8 و17دقيقة. هل كان سيقوم بذلك حقا؟ بالليل الذعر الذي كان يتملك جاك تحول إلى فضول. لنقل إنه قام بتحريك الشجرة فهذا الفعل ليس بخاطئ ولا غير قانوني. كل ما كان يفكر فيه جاك هو كيفية تحريكه للشجرة والمسار الذي سيأخذه لفعل ذلك. سيفعلها ولن يحدث أي شيء، وسيترك كل ما حدث تلك الليلة وراء ظهره وينساه. دقيقة قبل 8:17 ترك جاك سيارته وتحرك نحو المبنى. دخل إلى المكان الموعود في الوقت المخصص تماما. كانت الرسالة صحيحة حقا، فلا أحد هناك غيره.

“هذا غريب” فكر جاك. يكون المبنى ممتلأ في هذا الوقت من الصباح، لكن هذه اللحظة قد تم التفكير فيها بدقة عالية.

“حسنا، فلنرى ما سيحدث.” قال جاك وهو يكلم نفسه.

بدء بتحريك الشجرة الموضوعة بين المصاعد في ردهة في المبنى. الشجرة تظهر كأنها مزيفة، جزء من ديكور يمر أمام الناس كل يوم دون أن يعيروه أي اهتمام. كانت أثقل مما كان يظن. ركز كل قواه من أجل تحريكها ثلاثة إنشات عن الحائط حسب تقديراته الخاصة. رجع إلى الوراء ووقف أمامها نظر إلى الشجرة ثم نظر حوله وفي الردهة. بدء الناس في الظهور وبدأت الردهة تمتلئ بالناس مرة أخرى كعادتها. لا أحد لاحظ أن الشجرة تم تحريكها من مكانها، لم يكن أي شيء مختلفا أبدا. وقف جاك هناك لم يصعد في المصعد الأول وقف ينتظر، ينتظر أن يحدث شيء ما. لكن لم يحدث أي شيء. أخيرا تقدم جاك ودخل المصعد وضغط كي يصعد إلى الطابق السابع حيث تتواجد المكاتب، في الوقت كعادته.

إن سألت أحد زملاء العمل كي يصفوا جاك، ستسمعهم يصفونه بالشخص المهذب، هادئ، محترم وأنه شخص كفؤ. وبينما هم يتحدثون عنه يضيفون بقليل من الحذر أنه لا يحب الناس. ليس لأنه يكرههم، لكنه لم يكن له اهتمام بمعرفتهم أو عمل صداقات معهم، عدى شخص واحد. آلي، الفتاة التي تجلس على بعد مكتبين من جاك كانت الوحيدة التي اهتم جاك بمعرفة المزيد عنها. بابتسامتها الساحرة، وشعرها الأشقر وجمال وجهها كان جاك مهتما بها جدا ويريد معرفة كل شيء عنها. رغم أنه دائما ما كان يفشل مع النساء من قبل، كان يقوم بعمل جيد من أجل التعرف عليها والوصول إليها. كل يوم كان يمر بجانب مكتبها كان يقف كي يلقي تحية الصباح ثم يبدأ بالدردشة. كانت الدردشة للمرة الأولى مجرد دقيقة واحدة، ثم دقيقتين، ثم بعدها بدأت الدردشة تأخذ عدة دقائق. كان جاك متفاجأ ووجد أنها تبدي اهتماما به.

في هذا الصباح لم تتعدى دردشتهما الدقيقتين. فبعد لحظات من إلقائهما التحية وتبادلهما تحية الصباح، ثم دردشتهما عن ليلة آلي الطويلة، فتحت باب المصعد من وراءهما. خرج جيمس بينتلي يعرج، رئيس كل من جاك وآلي.

كان صراخ جيمس يسمع في كل المكاتب “آه، رجلي اللعينة”

“ماذا حدث، جيمس” بدء الكل يسأله.
“إنها تلك الشجرة المتواجدة بالردهة، لقد اصطدمت بها والتوى كاحلي”

“جيمس، إنك تتحرك بصعوبة ولست قادرا على المشي. يجب أن تذهب إلى الطبيب الآن” جاء رد آلي القلق من الوراء.

“لا يمكنني ذلك الآن لدي العديد من الاجتماعات كل اليوم. مهمة جدا ولا يمكنني إلغاؤها. يجب أن أتحملها فقط.”

شعر جاك بالذنب، ترك مكتب آلي في الحال متوجها نحو مكتبه لم يقلها أي شيء تركها وذهب ليغرق في كرسيه. لقد كان السبب فيما حدث، كان متأكدا من ذلك. كيف كان بهذا الغباء وغير مبالي؟ رغم ذلك، لا يجب أن يقلق عليه. فهو مجرد كاحل ملتو وسوف يشفى بسرعة، سيكون كل شيء بخير.

بمجرد عودته إلى المنزل، ذهب مسرعا إلى حاسوبه وقام بإشعاله. بمجرد أن اشتعل الحاسوب صارت الشاشة سوداء وظهرت رسالة جديدة.



“كيف كان يومك، جاك؟”

جلس جاك هناك يحملق في شاشة الحاسوب، لا يعرف كيف يجب أن يجيب. لكن الرسالة في الشاشة لم تتوقف “حسنا، أنا أعرف كيف كان يومك، لكن يجب أن أكون مهذبا. أعلم إنك تتساءل الآن ماذا يحدث. تريد أ، تعرف لماذا كان على جيمس بنتلي أن يؤذي كاحله. حسنا جاك سلسلة الأحداث لم تنتهي بالدوران بعد. لا أريد أن أقول لك الكثير الآن، لكن ستفهم جيدا كل شيء إن وضعناه في سياقه وترتيبه. فقط اذهب لعملك غذا كما تفعل دائما. لا تقلق جاك. ستتم مكافأتك. أنت مميز. سنتكلم غذا.”

اتكأ جاك على كرسيه. ماذا يحدث بحق الجحيم؟” تساءل “من هذا الذي يراسله؟” كان الفضول يملأ تفكيره، وكان منفعلا أيضا لمعرفة ما سيحدث لاحقا.

بدء يومه في الغد كأيامه المعتادة في العمل. لاحظ جاك وهو يدخل أن الشجرة قد تم دفعها لتعود لمكانها الأصلي وهي تلامس الحائط، ربما الأشخاص المهتمين بالنظافة من أعادوها ليلا. ظهر جيمس بينتلي بعد مدة قصيرة بعد الغذاء، وهو يعرج إلى مكتبه على الرجل الجيدة.

“تبا قدمي تقتلني” سمع جاك جيمس يتمتم، لكن كما يظهر أن لديه اجتماعا لا يجب عليه تفويته. لم يره حتى 3 بعد الزوال مرة أخرى. جيمس الذي كان دائما يفضل آلي على الآخرين جاء يعرج إلى مكتبها.

“آلي أنت لا تفعلين أي شيء الآن؟”

“أمم، لا. يمكن لما أفعله أن ينتظر إلى الغد على ما أظن.”

“جيد، هل يمكنك أن توصليني إلى الطبيب الخاص بي من فضلك؟ أظن أنه كان لزاما علي الذهاب البارحة، لكن لم يكن بإمكاني ذلك. هذا الألم قاتل ولا ينفك تزيد حدته، لا يمكنني السياقة بنفسي، لقد وصلت بصعوبة إلى هنا صباحا وأظن أنه من غير الممكن أن أدوس على دواسة الوقود الآن. يمكننا أخذ سيارتي إن أردت ذلك.”

“حسنا يمكنني ذلك جيمس، لا مانع لدي من أجل أخذك.” استدارة نحنو جاك كي تودعه “أراك غذا جاكي.” لبست معطفها ثم تبعت جيمس ببطء بينما كان يصارع من أجل التحرك. قامت آلي بنصف استدارة نحو جاك ثم قامت بهز كتفيها في اتجاه جاك، مع ابتسامة صغيرة ثم أكملت طريقها. شعر جاك أنه وحيد جدا عندما انصرفت آلي.

بعد مرور ما يقارب 10 دقائق سمع الجميع صوت الاصطدام. كان يسبقه صوت بوق السيارة وصوت شاحنة ضخمة وصوت الفرامل. كان وقع الاصطدام يشعر بالغثيان من بعيد فكل من سمع ارتطام جسم معدني كبير بجسم معدني آخر شعر بهذا الشعور. حتى في الطابق السابع فقد كان الصوت واضحا جدا. ثم جرى العاملون بسرعة نحو النوافذ.

“هل تلك سيارة جيمس؟” سأل أحدهم.

“من الصعب القول من هنا” ثم أجاب آخر “إنها محطمة لا يمكن القول…”

الخلاصة المرعبة لما حدث الآن كانت هي كل ما يفكر فيه جاك الآن.

“لا، لا، لا، لا يمكن أن يكون هذا حقيقيا” هذا ما كان يفكر فيه.

بينما كان يرتعب، ذهب مسرعا نحو المصعد ثم أخذه إلى الطابق الأرضي وهو مع بعض الزملاء من المكتب. بعضهم كان يبكي. بينما هم بين الجمع الغفير من الناس المتواجدون حول الحادثة، كان جاك يسمع أصوات صافرات الإسعافات البعيدة. بينما هو ينظر وهو بين الجمهور الغفير، كان يرى الشاحنة وقد اصطدمت بجانب السيارة، وسائق الشاحنة قد رمي من خارج الشاحنة وهو ملقى على الرصيف دون حراك. كان جيمس جالسا إلى جانب السائق في سيارته، دون حراك وتعلو وجهه الملطخ بالدماء الدهشة. لم يكن يعلم جاك هل كان جيمس حيا أم ميتا. بينما مقعد السائق حيث كانت تجلس آلي، هو حيث حدث الاصطدام. المقعد حيث كانت جالسة لم تبق منه غير الثلث. كانت رأس آلي قد حطمت وفتحت بقوة الاصطدام أما جسدها الملتوي والمحطم. كان الجمع الغفير مصدوما. الصرخات، الدموع وأصوات صافرات الإسعاف، هذا كل ما كان يسمعه جاك. دون أن يعود إلى المبنى، ذهب جاك مسرعا نحو سيارته ثم أخذ طريقه للمنزل حزينا وغاضبا.

وصل مسرعا إلى المنزل وتوجه إلى حاسوبه. حيث يوجد الحاسوب توجه يريد أن يشعله، لكنه كان مرعوبا مما قد يكتشفه. هل كان حقا هو المسؤول عن موت آلي؟ تسلسل الأحداث هذا قد بدء معه. شعر أنه الملام على كل ما حدث. حاول جاك إشعال الحاسوب لكنه لم يقو على ذلك. أخيرا بعد مرور عدة دقائق وجد القوة كي يقوم بتشغيل الحاسوب. بدء الحاسوب في الاشتغال ثم تحولت الشاشة إلى اللون الأسود وبدأت الكتابة المعهودة بالظهور على الشاشة.


nour-anime غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-18, 04:30 AM   #2

nour-anime

? العضوٌ??? » 415221
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » nour-anime is on a distinguished road
Mh04 الجزء الثاني




"كيف كان يومك، جاك؟"

جلس جاك هناك يحملق في شاشة الحاسوب، لا يعرف كيف يجب أن يجيب. لكن الرسالة في الشاشة لم تتوقف "حسنا، أنا أعرف كيف كان يومك، لكن يجب أن أكون مهذبا. أعلم إنك تتساءل الآن ماذا يحدث. تريد أ، تعرف لماذا كان على جيمس بنتلي أن يؤذي كاحله. حسنا جاك سلسلة الأحداث لم تنتهي بالدوران بعد. لا أريد أن أقول لك الكثير الآن، لكن ستفهم جيدا كل شيء إن وضعناه في سياقه وترتيبه. فقط اذهب لعملك غذا كما تفعل دائما. لا تقلق جاك. ستتم مكافأتك. أنت مميز. سنتكلم غذا."

اتكأ جاك على كرسيه. ماذا يحدث بحق الجحيم؟" تساءل "من هذا الذي يراسله؟" كان الفضول يملأ تفكيره، وكان منفعلا أيضا لمعرفة ما سيحدث لاحقا.

بدء يومه في الغد كأيامه المعتادة في العمل. لاحظ جاك وهو يدخل أن الشجرة قد تم دفعها لتعود لمكانها الأصلي وهي تلامس الحائط، ربما الأشخاص المهتمين بالنظافة من أعادوها ليلا. ظهر جيمس بينتلي بعد مدة قصيرة بعد الغذاء، وهو يعرج إلى مكتبه على الرجل الجيدة.

"تبا قدمي تقتلني" سمع جاك جيمس يتمتم، لكن كما يظهر أن لديه اجتماعا لا يجب عليه تفويته. لم يره حتى 3 بعد الزوال مرة أخرى. جيمس الذي كان دائما يفضل آلي على الآخرين جاء يعرج إلى مكتبها.

"آلي أنت لا تفعلين أي شيء الآن؟"

"أمم، لا. يمكن لما أفعله أن ينتظر إلى الغد على ما أظن."

"جيد، هل يمكنك أن توصليني إلى الطبيب الخاص بي من فضلك؟ أظن أنه كان لزاما علي الذهاب البارحة، لكن لم يكن بإمكاني ذلك. هذا الألم قاتل ولا ينفك تزيد حدته، لا يمكنني السياقة بنفسي، لقد وصلت بصعوبة إلى هنا صباحا وأظن أنه من غير الممكن أن أدوس على دواسة الوقود الآن. يمكننا أخذ سيارتي إن أردت ذلك."

"حسنا يمكنني ذلك جيمس، لا مانع لدي من أجل أخذك." استدارة نحنو جاك كي تودعه "أراك غذا جاكي." لبست معطفها ثم تبعت جيمس ببطء بينما كان يصارع من أجل التحرك. قامت آلي بنصف استدارة نحو جاك ثم قامت بهز كتفيها في اتجاه جاك، مع ابتسامة صغيرة ثم أكملت طريقها. شعر جاك أنه وحيد جدا عندما انصرفت آلي.

بعد مرور ما يقارب 10 دقائق سمع الجميع صوت الاصطدام. كان يسبقه صوت بوق السيارة وصوت شاحنة ضخمة وصوت الفرامل. كان وقع الاصطدام يشعر بالغثيان من بعيد فكل من سمع ارتطام جسم معدني كبير بجسم معدني آخر شعر بهذا الشعور. حتى في الطابق السابع فقد كان الصوت واضحا جدا. ثم جرى العاملون بسرعة نحو النوافذ.

"هل تلك سيارة جيمس؟" سأل أحدهم.

"من الصعب القول من هنا" ثم أجاب آخر "إنها محطمة لا يمكن القول..."

الخلاصة المرعبة لما حدث الآن كانت هي كل ما يفكر فيه جاك الآن.

"لا، لا، لا، لا يمكن أن يكون هذا حقيقيا" هذا ما كان يفكر فيه.

بينما كان يرتعب، ذهب مسرعا نحو المصعد ثم أخذه إلى الطابق الأرضي وهو مع بعض الزملاء من المكتب. بعضهم كان يبكي. بينما هم بين الجمع الغفير من الناس المتواجدون حول الحادثة، كان جاك يسمع أصوات صافرات الإسعافات البعيدة. بينما هو ينظر وهو بين الجمهور الغفير، كان يرى الشاحنة وقد اصطدمت بجانب السيارة، وسائق الشاحنة قد رمي من خارج الشاحنة وهو ملقى على الرصيف دون حراك. كان جيمس جالسا إلى جانب السائق في سيارته، دون حراك وتعلو وجهه الملطخ بالدماء الدهشة. لم يكن يعلم جاك هل كان جيمس حيا أم ميتا. بينما مقعد السائق حيث كانت تجلس آلي، هو حيث حدث الاصطدام. المقعد حيث كانت جالسة لم تبق منه غير الثلث. كانت رأس آلي قد حطمت وفتحت بقوة الاصطدام أما جسدها الملتوي والمحطم. كان الجمع الغفير مصدوما. الصرخات، الدموع وأصوات صافرات الإسعاف، هذا كل ما كان يسمعه جاك. دون أن يعود إلى المبنى، ذهب جاك مسرعا نحو سيارته ثم أخذ طريقه للمنزل حزينا وغاضبا.

وصل مسرعا إلى المنزل وتوجه إلى حاسوبه. حيث يوجد الحاسوب توجه يريد أن يشعله، لكنه كان مرعوبا مما قد يكتشفه. هل كان حقا هو المسؤول عن موت آلي؟ تسلسل الأحداث هذا قد بدء معه. شعر أنه الملام على كل ما حدث. حاول جاك إشعال الحاسوب لكنه لم يقو على ذلك. أخيرا بعد مرور عدة دقائق وجد القوة كي يقوم بتشغيل الحاسوب. بدء الحاسوب في الاشتغال ثم تحولت الشاشة إلى اللون الأسود وبدأت الكتابة المعهودة بالظهور على الشاشة.

"لا جاك، الذنب ليس ذنبك. أعلم جيدا أنك تلوم نفسك. لكن الجميع سيموت يوما، إلا أن البعض يجب أن يموت قبل الآخرين."
جلس جاك يحدق في الشاشة. كان يصارع الرغبة في رميها على الأرض.

بعد لحظات، أكملت الكتابة " جاك، سأخبرك بشيء ما، وأحتاج منك أن تسمع جيدا ما سأقوله الآن وتأخذه على محمل الجد. كنت تظن أنك واقع في غرام آلي. الحقيقة هي أنك كل ما كنت تريده هو النوم معها. أرجوك اعذرني واعذر كلماتي القاسية، لكن أحيانا يجب أن تكون فظا وقاسيا. جاك، لم تكن تناسبك أبدا. كانت ستجعل حياتك بائسة. أعلم أنك كنت تجمع الشجاعة كي تسألها الخروج معك في موعد. وقد كانت مهتمة بك أيا. كانت تظن أنك مجرد "مشروع" جيد. محزن حقا، محزن بالنسبة لها ليس لك. أريد منك أن تتذكر كل ما كانت تحكيه لك. لماذا تركها صديقها الأخير؟"

"لأنها كانت تخونه" تمتم جاك بشيء.

"لأنها خانته جاك. وقد كانت ستفعل المثل معك أيضا. كانت ستجعلك سعيدا لمدة شهرين، ثم بعدها تعيسا للأربع سنوات التي تليها. تتسلل، تضحك عليك من وراء ظهرك، تنفق كل أموالك. وعندما تتخلص منها أخيرا، ستكون قد سئمت منها كليا وتتمنى لو أنك لم تلتق بها من قبل وقد تقول أنك لن تواعد فتاة بعدها أبدا. هذه هي الحقيقة جاك. يمكنني رؤية كل احتمالات المستقبل، تلك التي ستحدث وتلك التي لن تفعل. لقد عرفت حقيقتها جاك، لكنك تركت رغبتك فيها تقودك فصرت أعمى لا ترى الحقيقة. معا، أنا وأنت تأكدنا أنك لن تأخذ ذلك الطريق. شيء آخر جاك، نحن لم ننته بعد، ما تزال اللعبة قائمة. هناك المزيد."

"لا، تبا لك، لقد قتلتها!" بدء جاك بالصراخ ورمى بالشاشة على الأرض حتى أحدثت بعض الشرارات.

لم يقو جاك على النوم تلك الليلة، وفي الصباح التالي لم يكن متأكدا أنه يريد الذهاب إلى العمل، لكنه تذكر تلك الكلمات الأخيرة المكتوبة على الشاشة فاشتعل فضوله مرة أخرى، وكان قد هدأ من أعصابه. لم يكمل أي عمل ذاك اليوم. كان يعم الشركة الحزن والكآبة، بكى الزملاء وتعانقوا، أعطوا آراءهم فيما حدث. جيمس كان قد نجى من الحادثة لكنه في غيبوبة. كان الأطباء يقولون أنه يتعفى مع الوقت لكن أحدا لم يكن متأكدا من ذلك.

بعض الظهيرة في ذلك اليوم، قام دييغو سالبارا رئيس القسم بالتقرب من جاك. كان دييغو حادا وسريعا في كلامه وهو يعرض على جاك منصب جيمس على جاك. من الناحية الفنية ستكون الترقية مؤقتة، لكن جيمس لن يعود قريبا. دييغو وعد جاك أن الترقية ستصير دائمة بعد مرور الوقت الكافي.

"فلنجعل هذا بيننا فقط الآن" قال دييغو لجاك. "أعلم أن هذا قد حدث سريعا، لكن مشروع "اللانكاستر" الذي كان جيمس يعمل عليه لا يمكن أن يتوقف. فهو مهم جدا بالنسبة للشركة. وأنا أحتاج شخصا مسؤولا في المنصب الآن، لا يمكن لهذا الانتظار."

وقف جاك وهو مدهوش، لكنه قبل العرض. ترك العمل وفي دواخله تتعارك الأحاسيس، لم يعرف كيف كان يشعر حينها. بينما هو عائد إلى المنزل، توقف عند متجر للإلكترونيات واشترى شاشة حاسوب أخرى. وصل إلى المنزل ركب الشاشة مع الحاسوب ثم شغله، فظهرت الكتابة مرة أخرى.


nour-anime غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-01-18, 04:32 PM   #3

nour-anime

? العضوٌ??? » 415221
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » nour-anime is on a distinguished road
افتراضي الجزء الثالث

<h2 style="text-align: center;">المتنبئ بالاحتمالات - الجزء الثالث</h2>
[caption id="attachment_351" align="alignnone" width="1024"]<img class="size-large wp-image-351" src="https://www.al9inadra.com/wp-content/uploads/2017/12/Horror-story-1024x768.jpeg" alt="المتنبئ بالاحتمالات" width="1024" height="768" /> المتنبئ بالاحتمالات[/caption]

<a class="btn btn-default btn-md" href="https://www.al9inadra.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%b1%d8%b9%d8%a8-%d9%85%d8%aa%d9%86%d8%a8%d8%a6-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%85%d8%a7%d9%84%d 8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%84/" target="_blank" rel="noopener">الجزء الأول</a>

<a class="btn btn-default btn-md" href="https://www.al9inadra.com/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%b1%d8%b9%d8%a8-%d9%85%d8%aa%d9%86%d8%a8%d8%a6-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%85%d8%a7%d9%84%d 8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b2%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7/" target="_blank" rel="noopener">الجزء الثاني</a>

"جاك، أريد أن أكون أول من يهنئك! أنا فخور بما حققته."

جلس جاك يحدق في الشاشة.

"المرجو أن تعذرني، لم أعرفك بنفسي بعد. أنا ملقب بالمتنبئ أو العراف. وكما قلت لك سابقا يمكنني رؤية ما سيحدث وما الذي يمكن أن يحدث أيضا. إنها هدية قوية هاته التي أمتلك. لكن أتعرف شيء جاك؟ رغم كل هذه القوة لا يمكنني أن أقوم بعمل أي شيء يحتاج إلى وجود مادي أو جسدي. يمكنني التنبؤ، يمكنني الرؤية، وبالمجهود الكافي يمكنني أن أتواصل أيضا. لكن ليس لي جسد، أخذ مني منذ زمن طويل، طويل جدا. لهذا أنا في حاجة إليك جاك. أنا فنان جاك، فنان للكثير من أنواع الفن، أنا فنان في التحكم في البشر. وستكون أنت فرشاة واللوحات التي أستخدمها. أريد منك أن تعمل معي جاك. سيكون كل شيء سهل جدا، كل ما ستفعله هو عمل بعض المهمات الصغيرة من أجلي من وقت لآخر."

كان الفضول يتملك جاك أكثر مع كل كلمة يقرأها.

"وشيء آخر جاك، قبل أن تدلي بجوابك. أريد منك أن تعرف بضعة أشياء. أولا وقبل كل شيء، لن أكذب عليك أبدا. ثانيا، لن أسألك على فعل أي شيء والذي قد يكون بأي شكل من الأشكال خاطئ أو غير قانوني. نعم، ستكون هناك نتائج سيئة، وأحيانا سيموت الناس. لكنهم سيموتون في كل الأحوال، أليس هذا صحيحا جاك؟ وستكون هناك مكافئات لك دائما كلما حدث شيء سيء سيحدث لك شيء جيد بالمقابل."

جفل جاك عندما قرأ الفكرة الأخيرة، قد كانت مرعبة إلى حد ما "وأحيانا سيموت الناس. لكنهم سيموتون في كل الأحوال..."، كان جاك يقاوم الرغبة الملحة لإطفاء الحاسوب. لكن العراف كان على حق. فالكل سيموت حتما، لم لا يستفيد من ذلك؟ ماذا عن عدم الكذب عليه؟ إن كان يعلم أن آلي ستلفي حتفها ما كان ليقوم بعمل المعروف الأول أبدا. لكن حينما فكر جيدا في ذلك وجد أن العراف لم يقم بالكذب عليه أبدا بل كل ما فعله أنه لم يعطه كل المعلومات. كل ما كان يفكر فيه جاك هو إن كان يجب عليه أن يثق فيه وهو لا يعرفه حقا.

"اعمل معي جاك، معا سنجعل أشياء لا تصدق تحدث. كل ما أكلبه منك هو أن تفعل أشياء صغيرة لي من وقت لآخر. لكن هذه المهمات البسيطة سيكون لها تأثير كبير عليك وستكافئ جيدا! ستكون هذه الأشياء جميلة جاك، وستكافئ دوما. هذا هو الجمال في العمل معي جاك كل عمل عملناه معا تكون النتيجة شيء سيء وآخر جيد. آه، شيء آخر عزيزي جاك، أعلم جيدا أنه لديك صعوبة في تصديق كل هذا وأنك متردد. إذا أوقفت الكلام معك الآن ستأخذ أسبوعين من أجل أن تتخذ قرارك كي تنضم إلي. لكن أتعرف شيء، في النهاية ستفعل! لذلك عوض أن تأخذ وقتا طويلا ونضيعه، لم لا تقول نعم الآن؟ هيا فلنبدأ العمل حالا. وحينما ينتهي كل هذا ستشكرني لاحقا، أعدك."

فكر جاك فيما قاله العراف جيدا. وبدأ الشعور بالغضب يزول رويدا رويدا. توقف جاك، ولأول مرة وضعه أصابعه المرتعشة على لوحة المفاتيح ليجيب العراف. "ما الذي تريدني أن أفعله لاحقا؟".

مرت السنوات بعد ذلك وصار جاك يعمل مع العراف ويفعل كل ما يطلبه منه، وكان جاك يكافئ دائما كما وعد. المكافئات التي يتلقاه جاك كانت تأتي غير متوقعة وعلى أشكال مفاجئة. واحدة من المهمات التي يتذكرها جاك جيدا والتي حفرت في ذاكرته كانت بعد سنتين من لقائه بالعراف وقبوله العمل معه.

"جاك، أحتاجك غذا في وسط المدينة، ستدخل مقهى كارمانز على الساعة 12 و37 دقيقة تماما. سيسألك أحدهم سؤال وسيكون جوابك سبعة وعشرون"
ككل مرة أعطى العراف التعليمات لجاك، والتي كانت بسيطة وسهلة رغم ذلك كانت غريبة شيء ما. في الغد كما طلب منه، دخل العراف إلى المقهى. أمامه كان رجل من مظهره يظهر على أنه شخص يشتغل في البناء، كان يحمل ورقة يانصيب يملأها.

"فلنرى الآن." تمتم العامل "يوم ميلادي، هو الخامس عشر، عيد مولد زوجتي هو الرابع والعشرون، أعمار أولادي هي اثنين، عشرة وثلاثة عشر" حك الرجل رأسه وكان يلتفت يمنة ويسارا، ثم بدأ يحدق في جاك قبل أن يكلمه " هيه، أنت! أحتاج رقما إضافيا. هل يمكنك إعطائي رقم؟"
ابتسم جاك وقال" سبعة وعشرون."

"حقا؟ كنت أفكر أن أختار خمسة وثلاثون. لكن أتعرف شيء؟ أحببت وجهك، فلنقم باختيار سبعة وعشرون."

أكمل الرجل ورقة اليانصيب وقام بدفع ثمنها. "أراك لاحقا" قال وهو ذاهب إلى سبيله وربت على كتف جاك.

حاول جاك ألا يفكر كثيرا فيما سيحدث مع هذا الرجل. " أترك الأشياء على حالها جاك. لن تصيب بالتفكير فيما سيحدث لاحقا، فلتترك نفسك للمفاجئة." قال العراف لجاك. أعلم أنه من الصعب عليك التفكير في هاته الأشياء أحيانا ومحاولة معرفة ما قد يحدث. ما جعل جاك حائرا ذلك اليوم أنه يعرف طريقة عمل العراف جيدا ويعلم أنه لن يعطي الرجل رقما صحيحا لليانصيب فالعراف ليس بتلك اللطافة. لكن أن يعطي الرجل رقما خاسرا فهذا لا يغدو أن يكون مجرد عبث ومضيعة للوقت. لم يتمكن جاك من التخيل أن العراف قد يعطي رقما صحيحا للرجل. لذلك كانت المفاجئة كبيرة بعد أسبوعين حينما وجد الرجل داخل محل للخضراوات.

"هيه صديقي! إنه أنت! أنا أتذكرك جيداّ! لقد ربحت اليانصيب!" كان الرجل يظهر في مظهر جديد بملابس جديدة، والساعة الذهبية في يده والابتسامة الكبيرة التي لا تفارقه. مظهره يوحي على أنه شخص قد ربح مليون دولار. توجه الرجل نحو جاك:
"لم أظن أنني قد ألتقي بك مرة أخرى، |أنا سعيد جدا أنك هنا. لم أكن قادرا على الربح لولاك. حسنا، سوف أقوم بدفع ثمن مشترياتك هاته صديقي. لا انتظر هذا ليس بالكافي أبدا بالنسبة لك، أنت سبب حظي السعيد هذا سبب تغير حياتي. يجب أن أعال الناس جيدا، هذا ما تقوله أمي دائما."

أدخل يديه في جيبه وأخرج الشيك الخاص به ثم قام بكتابة شيك بقيمة 10 آلاف دولار. "هذا أقل ما يمكنني فعله لك، أنت السبب في كل هذا."

بعدما شكر الرجل، وارتباكه لكل هذا، أسرع جاك إلى المنزل وشغل حاسوبه. ظهرت الكتابة هناك فقد كان العراف بانتظاره. "حسن جاك، كيف تشعر وأنت أغنى ب 10 ألاف دولار؟"


nour-anime غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-01-18, 04:37 PM   #4

nour-anime

? العضوٌ??? » 415221
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » nour-anime is on a distinguished road
افتراضي الجزء الرابع

“إنه شعور جيد، لكنني حائر، لم نقم بمساعدة أحدهم من قبل! أبدا! لماذا نفعل الآن؟” سئل جاك بقليل من الحيرة المملوءة بالشعور بالذنب. لم يكن يحب الاعتراف أن الناس تتأذى بأفعاله مع العراف، لكن في هذه المرة كان فضوله كبيرا جدا.

“جاك، لم نساعد أحدا. حسنا، ذلك الرجل سعيد جدا الآن لكنه سيفقد كل سنت بعد سنتين من الآن. لقد رأيت ذلك بنفسك، لقد أعطاك 10 آلاف دولار. أصدقاءه القدامى، أفراد من عائلته لم يكن يعرفهم حتى، كلهم سيبحثون عنه ويطلبون منه بعض المال. إضافة لبعض الاستثمارات السيئة. الرعب الذي سيعيشونه في فقدان كل شيء سيدفع زوجته للتخلي عنه حتى أنها ستقوم بأخذ الأطفال معها. سيصير وحيدا ومفلسا، رجل ضائع وقد كان ليكون أفضل لو أنه لم يربح ذلك اليوم. لا تشعر بالأسى جاك، استخفافه وغباؤه إضافة إلى جشعه هو السبب في كل ما سيؤول إليه.”

شعر جاك ببعض الندم لكن كلام العراف وتركيزه على مكافئته دائما ما يعيده إلى طبيعته وينسى كل الارتباك.

على مر السنوات لم تكن أي مهمة مثل الأخرى، أحيانا تأثير مهماته كان سهلا ملاحظته، وأحيانا أخرى كانت مهمته تسبب أحداثا متتابعة طويلة ومعقدة يكون من الصعب تتبعها.

“اذهب إلى مبنى مقاطعة المدينة، قم بركن السيارة في المكان رقم 43 على الساعة الرابعة وسبع وأربعون دقيقة مساء.” جاءته مهمة على هذا الشكل في أحد الأيام. فعل جاك ذلك. بعدها بشهرين التقى بدونا، تلك الفتاة التي سقط في حبها ثم تزوجها بعد ذلك. لم يكن ليعرف أن ذلك الحدثين مترابطين لولا سؤاله للعراف عن ذلك.”

“جاك، حينما قمت بركن السيارة في ذلك المكان دفعت الشخص الذي كان يركن هناك للبحث عن مكان آخر، لكنه بينما هو يريد ركن سيارته قام خدش السيارة التي بجانبه، لم يكن الخدش ظاهرا لكنه قام بالاتصال بتأمينه على كل حال، مما جعله يخرج من مكتبه متأخرا. فكان قطاره قد غادر المحطة وبينما هو ينتظر قطارا آخر تمت مهاجمته من طرف بعض اللصوص، لن يعود قادرا على التحرك بحرية تامة كما كان من قبل. أخذ اللصوص بطاقاته البنكية واستخدموها… جاك يمكنني الإكمال طول اليوم، لكن هناك أكثر من ثلاثة وثلاثون شخص في هذه السلسلة. أحيانا تكون تأثيرات هذه المهمات معقدة جدا، لكن فلنقل أن تصرفك يومها دفع دينا لتكون بالمكان التي كانت به يوما كي تلتقيا.”

كانت علاقة جاك بالعراف تتطور وتصير أكثر تقربا. رغم أن العراف بقي غامضا، لكنه قدم بعض المعلومات مكنت جاك من معرفة نظرة عامة على تاريخه. من حكاياته عرف جاك أن عمر العراف أكثر من آلاف السنين. بينما كان ما يزال على قيد الحياة كان عرافا قويا وفنانا أيضا، فكان يقول ما يراه من المستقبل باستخدام الرسم. أحد الأيام كان هناك ملك غبي، أساء فهم ما رسمه العراف فقام بخسارة حرب، وبسبب ذلك تم إعدامه. خرجه من العالم المادي، ووجوده بعالم فارغ وحده، تطورت إمكانيات العراف وزادت قوته في معرفة المستقبل. بتطويره لإمكانياته للتواصل مع الأحياء، بدء العراف بتواصله مع الأشخاص الذين من الممكن أن يتواصلوا معه، بمن فيهم جاك. وقد عرف كل شيء عن جاك حتى قبل التواصل معه. كانت تكبر علاقة صداقة بينهما رغم أنه شخص ميت. حتى جاك فقد كان ممتنا للقائه بالعراف. فالآن لديه كل ما كان يحلم به. عمل جيد، منزل رائع، زوجة جميلة والناس يحترمونه. كان سعيدا جدا الشيء الذي لم يشعر به أبدا من قبل.
مرت أثني عشر سنة سعيدة بالنسبة لجاك. مهمة بعد مهمة، مهمة في كل شهر تقريبا. بينما جاك جالسا في مكتبه داخل منزله الريفي، كلمه العراف من خلف الشاشة مرة أخرى.

“مرحبا جاك، أحتاج معروفا منك. هذا سيكون أسهل عمل تقوم به، لن تحتاج للوقوف حتى، قم بالاتصال بمحل البيتزا رياجو بعد دقيقتين بالضبط من الآن، بعد الرنة الثالثة قم بإقفال الخط.”
تبسم جاك، سهل ولطيف تمتم. لم يعد يتساءل ما الذي قد يحدث، فقد صار يثق في العراف وقام ببساطة بما طلب منه. قام بالاتصال بعد دقيقتين تماما.

بعد 30 دقيقة تم خرق هدوء المنزل بالجرس الذي يدق. “هذا غريب!” قال جاك لنفسه. لم يكن ينتظر أحدا ولا دونا كذلك! نظر جاك من النافذة ليجد رجل توصيل البيتزا في الباب. كان يضع قبعة مكتوب عليها رياجو للبيتزا.

فتح جاك الباب. “ها هي البيتزا الخاصة بك سيدي” فاجئه الفتى وقد وضع البيتزا في يد جاك.
“لكني لم أطلب أي بيتزا!” أجابه جاك.
“لا أهتم إن قمت بطلبها أو لم تفعل! لقد طلب مني السيد رياجو أن أوصل البيتزا هنا وهذا ما سأفعله.” رد فتى التوصيل على جاك ويظهر على محياه أنه قلق وربما قد تشاجر مع أحدهم.

حدق جاك في الفتى أمامه. كان يظهر من وجهه على أنه في السابعة عشر من عمره. لكن الغريب أن له جسد ضخم. كان طوله يقارب مترا وثمانون إضافة لجسده المفتول.

“لقد تم الدفع مسبقا لهذه البيتزا ببطاقة بنكية، خذها فلن أعيدها في كل الأحوال!” وأخرج الفتى يديه أمام جاك من أجل ثمن التوصيل.

“ليس لدي أي مال معي الآن” رد جاك وهو يقول الحقيقة.

“مهما يكن” جاء رد الفتى المشمئز، ثم نظر الفتى داخل المنزل فيما وراء جاك ثم عاد بخطى بطيئة نحو سيارته المنتظرة، وهو ينظر إلى ورائه.

أغلق جاك الباب ثم ذهب بالبيتزا نحو غرفة الجلوس حيث كانت دونا تشاهد التلفاز. بعد شرحه ما حصل لها، اعتذر وقام إلى مكتبه واعدا إياها أنه سيعود بعد لحظات.

فتحت دونا البيتزا وأخذت منها. “عد بسرعة عزيزي هذه البيتزا تحتوي على كل ما تحبه” قالت ضاحكة وهي تقضم منها.

وصل جاك إلى حاسوبه حيث وجد كلمات العراف على الشاشة. “أعلم أنك مرتبك جاك. لا تكن. أحد جيرانك طلب البيتزا لكن الهاتف الذي رن بعدها جعلهم يخطؤون في رقم المنزل. على الأفل أعط الفتى شيء ما فهو لم يخطئ الحي على الأقل.”

“مكافئتي هي البيتزا إذا؟” أجابه جاك ببعض الارتباك.

“نعم جاك، مكافئتك هي البيتزا، وأيضا بعض الوقت كي تجلس مع زوجتك. اذهب إليها وشاركها البيتزا. استمتع بوقتك. وحين تنتهي مارس الحب دونا. هذه ليست إحدى مهامك، هذه فقط نصيحة أظن أنه يجب عليك فعلها. آه شيء آخر، جيرانك يتشاجرون لأن البيتزا لم تصل! أحيانا أكون متفاجئ بسبب الأشياء التي يتشاجر عليها البشر. سيكون شجارهم قويا! لكن لا تقلق. اذهب واستمتع بليلتك.”


nour-anime غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-01-18, 04:39 PM   #5

nour-anime

? العضوٌ??? » 415221
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » nour-anime is on a distinguished road
افتراضي الجزء الأخير



قام جاك بما طلبه منه العراف، عانق دونا بينما هم يستمتعون بالبيتزا ويشاهدون التلفاز، ثم بعدها مارسا الحب في السرير المتواجد في غرفة المعيشة. نامت دونا فوق السرير على الساعة الحادية عشرة بينما بقي جاك مستيقظا هناك، يفكر في المهمة الأخيرة التي قام بها، فهي غريبة شيء ما. قام جاك بحذر من تحت يد دونا متوجها لمكتبه، جلس أمام الحاسوب وشغله ثم سأل ” هل أنت هنا؟”

“نعم جاك، أنا دائما هنا، لقد كنت بانتظار عودتك. فتى توصيل البيتزا، فهو شخص مثالي، أليس كذلك؟”

حدق جاك في الشاشة بارتباك.

أكمل العراف “إنه شخص فظيع في العمل. لقد بدء العمل في متجر البيتزا منذ ثلاثة أيام فقط والسدي رياجو يريد طرده، لكن كشخص مثالي جسديا، فهو قوي، سريع وشديد الملاحظة. على سبيل المثال، لقد لاحظ أنه لم تقفل الباب الأمامي للمنزل بعد توصيله للبيتزا.”

“ماذا؟” صرخ جاك بشدة وبدء بالوقوف لكن العراف أكمل قائلا “اجلس جاك. أريد أن أقول لك شيء مهما، وحتى إن أغلقت الباب الآن لن يغير هذا أي شيء.”

جلس جاك ببطء في مكانه وهو يرى وراء ظهره بارتباك.

“اسمع جاك، أنا لم أكذب عليك أبدا. كل ما قلته لك كان صحيحا 100%. لكن لم أقل لك شيء، لقد خبئت بعض التفاصيل عنك. حسنا، لقد قلت لك أنه في كل مهمة سيحدث شيء سيء لأحدهم وآخر جيد بالنسبة لك، لكن هناك شيء ثالث. كل هذه المهمات كانت من أجل الوصول لهدف أخير مشترك. أتتذكر آلي؟ حسنا أنت تفعل أليس كذلك؟ ما لا تتذكره أنها كانت تساعد في دفع تكاليف دراسة أخاها في الجامعة. حينما لقت حتفها وجب عليه أن يترك دراسته. كان سيغدو عالما نفس مهما جدا، لكن الآن فهو يعمل في مصنع. هذا مؤسف جدا لفتى البيتزا، فقد كان من الممكن أن يستشيرا طبيبا نفسيا منذ سنوات بعيدة، لكن ذلك الطبيب لم يكن هناك من أجله، عوض ذلك ذهب إلى بعض الدجالين. وتتذكر ذلك الشخص الذي ربح اليانصيب أليس كذلك؟ بالطبع تفعل. كان جارا لهذا الفتى، بعدما خسر كل أمواله بالطبع. لقد ضرب الفتى ضربا مبرحا بعدما قفز أمام سيارته في الشارع. صدمة مروعة حفرت بذاكرة الفتى. حتى أمه لم تهتم بتلك الحادثة أبدا، لم تدافع عن الفتى. لم تقو على ذلك بسبب المخدرات التي كان يعطيها صديقها، الذي حدث أ، كان أحد اللصوص الذين قاموا بطعن رجل التأمين. اشترى المخدرات بأموال البطاقة البنكية المسروقة. أترى الآن براعتي الفنية في رسم الأحداث؟”

جلس جاك يحدق في شاشة الحاسوب بارتباك. أراد أن يقف ويتحقق من دونا، لكنه كان خائفا جدا من التحرك.

أكمل العراف “جاك لقد قمت بعمل أكثر من ألف مهمة لي، وكل واحدة منها كانت تخدم هدفا أسمى، من أجل تعقيد ذلك الفتى وتحويله إلى وحش، ثم إرساله إلى هنا اليوم. ألا ترى جاك؟ لقد اشترك الآلاف من الأشخاص في كل هذا وبلايين الاحتمالات. إن فشلت يوما في تنفيذ مهمة واحدة كانت السلسلة كاملة ستنهار. أنا صانع هذه السيمفونية، وتم تنفيذه من طرفك. معا عملنا شيء شديد الجمال، إنها تحفة التحكم في البشر. تحفتنا معا. كلها تبتدئ وتنتهي بك، نقطتين شديدتين الدقة في الوقت. اليوم، عنوان خاطئ، لم تدفع للفتى، هذا الفتى تحطم. إنه بالأسفل الآن. يمرر سكينه على عنق دونا، في هذه اللحظة بالذات!”

“لا!” صرخ جاك ووقف، مستعدا كي يسرع للأسفل.

“توقف جاك!” قال الصوت لجاك. كان الصوت في داخله. ولأول مرة كان العراف يكلمه مباشرة. كان صوتا ناعما ومريحا، صوت فتاة. “لا يمكنك عمل أي شيء لقد رحلت. سيكون هنا من أجلك قريبا، ولن تتمكن من إيقافه.”

“لكن لماذا؟” كان جاك يصرخ ويبكي.

“لن تكون تحفة فنية إن لم تبتدئ بك وتنتهي بك جاك.” كان صوتها يهدئ “أريد منك أن تقدر حقيقة أنني أكلمك مباشرة. هذا يحتاج مني كل قوتي، وكنتيجة لذلك سأحتاج أن أرتاح لسنوات عدة قبل أن أتمكن من التواصل مع شخص آخر. هذا يظهر كم أنت مميز بالنسبة لي. أرجوك لا تشعر بالغضب أو بسوء، جاك. أريد منك أن تأخذ بعض اللحظات وتقوم بالاستمتاع بهاذه السيمفونية بقدر ما أستمتع أنا.” توقف الصوت بضع ثواني ثم أكمل بعدها ” أتعرف شيء جاك؟ لو لم أقم بالتواصل معك لعشت لثمانية وخمسين سنة. ثمان وخمسين سنة مملة، دون معنى وعبثية كل سنة أكثر. وحين تموت لن يكون هناك أحد في جنازتك. لقد أعطيتك اثني عشرة سنة من حياة ذات معنى، كنت سعيدا جدا، ومعا قمنا برسم لوحة رائعة الجمال، لوحة مميزة وفريدة.”

توقف جاك للحظة وتذكر سنواته الاثني عشر الماضية، سنوات من السعادة والفرح، واندمجت دموع الفرح بدموع الحزن. وقف ونظر إلى شاشة الحاسوب، بينما وراءه كان يقف فتى البيتزا غاضبا يحمل سكينا ضخمة وقطرات الدم تسقط على الأرض. على الشاشة ظهرت كتابة العرافة تسأل “أليس لديك ما تقوله لي جاك؟”

مسح جاك دموعه، وقد تقبل كل ما قالته العرافة له. بينما بدء الفتى بالاقتراب من جاك قال بكلمات هادئة “شكرا لك.”

النـــهـايــة


nour-anime غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
قصة رعب، تشويق، رعب، رواية رعب،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:54 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.