ببساطه التعقيد .....((((((1))))))
في ظهيرة يومٍ صيفي حار نزلت أشعه الشمس الحارقة على مجموعه من الناس يبدون بتجمعهم هناك وكأنهم خليه نمل ممتلئه،يحيطون بأحد القبور بالمقبرة.. الكل كانوا مغلفين بالسواد مثل احجار فحم كبيرة ..
يبكون صاحب القبر.. لكن! منهم من بكى لحزن يصيبه هو ووجد بالموت متنفسا له ..ومنهم من بكى بشوقٍ لصاحب القبر نفسه ..ومنهم من بكى على ما خسره بحياته ..
الا هي !
تجذبك من بين جموع الناس الغفيرة بوقفتها الشامخة ..
فتاه نحيفه ذات بشرة بيضاء عيونها بلون اصفر كشمس متوهجة شعرها البني بلون التمر ترفعه بطريقه الكعكة المنخفضة ..
تقف في مقدمه الناس ملامحها كلها تبكي لكن بآباء ..
كلها حزن .. مدمعه العينين.. دموعها كجمرات من الجحيم..
يدها ترتعش.. انفاسها تكاد تكون متقطعة هي الوحيدة التي كان حزنها يختلف عن جميع الحاضرين فاليوم اصبحت يتيمه الابوين ....
كل من حولها كان يبكي ويصرخ ويول على من مات الا هي كانت اهاتها داخليه وحزنها وانكسارها هم من يصرخون عنها هم من كانوا يعلنون للجميع بانها في المأساة ...
تقدم رجل كبير مظهره يوحي بأنه في عقده الخامس باتجاهها ووضع يده على كتفها .. ليقول بنبره فيها حزن
-بنيتي سمر ..
استدارت باتجاهه وهي تشهق بالدموع التي غسلت محياها
لتنكس رأسها وهي تجيبه ..
-عمي ،لقد مات ابي .. امسيت وحيده.
ليرد محاولا ان يبث فيها القوة التي يعرف انها تمتلكها ..
-لا ياابنتي انظري خلفك كل الموجودين هم اهلك ...
فحانت منها لفته للموجودين ... مااكثرهم لكنها لا تشعر بوجودهم ..
..ليكمل قائلا:
-تمالكي نفسك ..فانت قويه ..لا تنسي سيقام العزاء بالبيت الكبير.. هيا بنا يجب ان نكون اول الواصلين هناك لاستقبال الناس
واشار بيديه لأحدى السيارات لتركب بها ..
مشت سمر متثاقله الخطوة نحو السيارة وعندما فتحت الباب الخلفي لتصعد اليها تناهز لسمعها سيدتيّن تتحدثان
على مقربه منها
-مسكينه هذه البنت اصبحت يتيمه ..اتعلمين بانها غير متزوجه للان !!
لتجيبها الاخرى:
-حقا ، مع انها كبيره السن .. لقد عرفت بأنها بالتاسعة والعشرين من العمر وبعد اشهر ستتصبح بالثلاثين مسكينه ..اشفقت عليها ..
استدارت سمر نحوهما ورمتهما بنظره حاده اعادتها لقناع قوتها الشرس. ولكم ارادت الرد عليهما والصراخ بوجههما لكن حزنها كان اقوى فرددت في داخلها ..(دعيهم فهم لا يعلمون) ..
*************
قصر مُنيف يحيطه سور عالي مبني في اوائل القرن الماضي قديم جدا تلونت جدرانه بلون الغبار التي مرت عليه بسنواته التي لم تزده الا شموخا وتكبرا واعتزازا. قصرا يلوح من البعيد كأشرعة السفن القديمة ليقول للجميع انه اصيل..
دخلت السيارات الى ذلك القصر ونزل الجميع متوجهين للداخل لأقامه مجلس العزاء
وبعد فترة طويله خرج الجميع ولم يبقى غير رجلان وسمر
تحدث احدهما :
-لقد انتهى العزاء يااخي ،يجب ان نتكلم بالموضوع
فيرد عليه الاخر بهدوء ورزانه تتحكم به
-اسمع ياعمار انا اتصلت بالسيد رؤوف المحامي وهو على وصول .. فقد ذهب لجلب الاوراق اللازمة ..
لم تمر دقائق الا ووصل السيد رؤوف الى تلك القاعه الكبيرة وجلس وبدا يتحدث ..
فقال بمهنيه عالية تعلمها بمزاولته لمهنته ..
-الكل هنا ،السيد عمار والسيد عامر والأنسة سمر
فأشار الجميع بالإيجاب .. فاكمل قائلا:
-حسنا سأخرج الوصية بما ان المعنيين بالأمر موجودين والباقين تم توكيلهم لكم فلنبدأ ..وهذا ما كان ..
فبدأ أولا يقرئ تفاصيل كثيره وكثيره تخص الاموال والxxxxات وتخص امور العائلة
تقسيمات للأموال حسب القانون ..وأمور اداريه واخرى للبنوك وغيرها ...
الى أن وصل الى الجزء المتعلق بالمصنع الكبير والقصر وهو ما ينتظره الكل ..
فقرأ
(اني انا حسام الدين مصطفى الصاجي اهب جميع ممتلكاتي الى ابنتي الوحيدة سمر حسام الدين الصاجي وانا بكامل قواي العقلية وبأراداتي وبدون اي ضغط من احد وعلى اخوتي عمار وعامر ان يتقبلوا فكرة ان البيت الكبير والمصنع اصبحوا باسم سمر بيعا وشراء ؛ فهي الوحيدة التي ستطيع ادارتهم ومؤهله لذلك )انتهى السيد رؤوف من قراءة الوصية الخاصة ..
علت على وجوه الجميع علامات الاستغراب لم يكونوا يعرفون انه سيكتب لسمر القصر الكبير والمصنع ..
فهب السيد عمار واقفا وصاح قائلا
-ماذا ؟؟؟كيف ذلك ..كيف يكتب كل شيء لسمر ونحن اخوته احق منها الا يعرف عاداتنا وتقاليدنا اخبره ياعامر ماهي عاداتنا اخبره..
ليقوم السيد عامر محاولا تهدئه اخيه الذي ثار كبركان من الغيض والغضب فقال له
-اهدء يا اخي سنجد حل ؛وعاد بتوجيهه الكلام للمحامي
-سيد رؤوف انت معنا منذ زمن وانت اعلم بعاداتنا فهذا البيت الكبير من حق الابن الاكبر وهو يورثه لابنه من بعده على شرط ان تجتمع فيه الاسرة كلها وقد ورثه حسام من ابي وبماانه ليس له ولد فمن حقنا نحن ان نرثه بعدة
رد السيد رؤوف بصوت هادى
-اهدوا ياسادة ، السيد حسام رحمه الله ليس بغبي كان يعرف العادات اكثر منكما لكنه لم يكتب البيت والمصنع لكما لأنه يعلم انكما تؤامان واذا فضل احدكما على الاخر لكانت عمت الفوضى لذلك فهو اختار ابنته وهي مدربه على ادارة المصنع والكل يعلم بذلك ..
اؤما لهم عمار فاهمآ فهو يدرك جيدا ان اخوه اجاد تدريب سمر لكن يجب ان يجد حلا للموضوع ..فدخل مع اخوه بحديث مع المحامي ..
واستمر النقاش طويلا ولساعات حول هذه الوصية .. يتبادلون فيما بينهم الاحاديث الكثيرة بين معترض وموافق للفكرة الى ان خرجوا من القصر.
ساد الهدوء المكان ..فجلست سمر على احد الكراسي الكثيرة المصفوفة حول القاعة
لم تشأ ان تتدخل فيما بينهم ..كانت صامته تستمع وترى ردود افعالهم ..لم تظهر صدمتها بقرار والدها لهم ..
تنهدت بعمق واخذت تمتم واليأس يأكلها من الداخل وهي تقول
-لقد مُتَ ومازلت تتحكم بي. ..... الفصل الأول ...... اعلاه الفصل الثاني الفصل الثالث الفصول 4 و 5 و 6 الفصل السابع والثامن الفصل التاسع والعاشر الفصلان الحادي عشر والثاني عشر الفصلان الثالث عشر والرابع عشر الفصلان الخامس عشر والسادس عشر الفصلان السابع عشر و الثامن عشر الفصل التاسع عشر و العشرون الفصول 21، 22، 23 الفصل الاخير
تصميم الغلاف الرسمي : rewaida تصميم قالب الصفحات الداخلية : كاردينيا73 تصميم الفواصل ووسام التفاعل المميز والبنر الاعلاني : rewaida
16-01-19, 09:58 PM
14Likes
العرض العادي
