11-01-18, 08:42 AM
| #222 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين 
|  الفصل الخامس عشر والسادس عشر ببساطه التعقيد .....((((((15))))) ذهب شهاب للمطبخ وجلس كعادته القديمة على طاوله المطبخ لتحظر له رحمه الطعام .. تسأله بود .. -بني ،كيف اصبحت ؟مازلت تتوجع ؟ ليهز رأسه نافيا .. -لا يا خاله هذه الضربات لم تؤثر علي ..انا على ما يرام .. تنهدت رحمه وقتها وتهجمت ملامحها وهي تتذكر مصيبه ابنتها .. -انا قلقه جدا على حاله سمر ...اخاف ان تؤذي نفسها ..انا ...وبدأت تبكي بحرقه تسند جسدها الواقف المتراجف بيديها لتضعها على الطاولة ..واخذ البكاء يشتد عندها ..لتكمل قائله بنواح اصبح يرافقها بكل اوقاتها ... (اه ياابنتي العزيزة انا حتى لم اعد قادرة على النظر اليها ورؤيتها مكسورة هكذا ..صرت اتجنب ان انظر لعيونها فاراها ذابله )..ليسحب لها شهاب كرسيا لتجلس عليه .وتضع يديها على راسها وكأنها تخفيه فتجهش بالبكاء ...وقتها دخل رحيم وهو يمشي بصعوبة بخطوات متثاقله وجلس على الطاولة وهو يسعل تارة ويتنفس بصعوبة تارة اخرى .. -سيد رحيم ..ما بك ؟قالها شهاب مستفسرا عن حاله المضطربة هذه ..لترد رحمه .. -هو مريض كثيرا ...واشتد عليه المرض بعد سماعه لذلك الخبر ..كان المفروض ان نسافر للعلاج ..لكن ما حدث جعلنا نتوقف ... - وكيف ذلك الا ترينه متعب ومجهد يجب ان تذهبوا ...رد شهاب -كيف اترك ابنتي وهي بهذه الحالة ..لا رحيم سيتحمل الى ان تكون سمر بخير .. ليجيب رحيم مؤكدا كلام رحمه بانه لن يرحل من البيت ... لكن شهاب اصر عليهم بشده بكلام كثير عن مرض الفشل الكلوي الذي يعاني منه رحيم وانه يجب ان يسافروا والان ..وبعد طول حديث استطاع ان يقنع الاثنين بالسفر للعلاج.. -لكن سمر ..قالتها رحمه ليجيب شهاب -لا تخافي انا موجود ..سأعتني بها ... فرحت رحمه بكلامه هذا وقبلت راسه تستبشر به خيرا ..وقالت .. -حسنا ..سنرتب امورنا لنسافر اليوم وسأخبرها لاحقا.. و في غرفتها كانت سمر خائفة ، ترتجف اطرافها ، عقلها سيطر عليه الضياع من جديد فمظهر شهاب بتلك الغرفة وتصرفه ارجعها لحاله البؤس نفسه ..لتعود لقوقعتها لانطوائها ..تفكيرها المضطرب يوسوس لها بأمور فظيعة ..في كل دقيقه تمر عليها يسقط جزء من قلبها المكسور المحطم ليترك مكانه فارغ ..رجعت لنقطه الصفر التي كانت بها .. دخلت رحمه عليها لتراها بتلك الحالة من الضياع فحزنت عليها ظنت انها مازلت مصدومة من اثر ذلك الحادث لذلك لم تتطرق اليه بحديثها حتى لا تذكرها به . -ابنتي جلبت لك الطعام ...ووضعت الطعام امامها تحاول ان تجعلها تخرج من قوقعتها ..وتلك كانت جالسه على سريرها عيونها محدقة بإحدى الزوايا تكتف ذراعيها وكأنها تشعر بالبرد...لتقول رحمه -اريد ان اقول لكي شيء ...سنغادر اليوم انا ورحيم ..رحيم مرض بشده ..ويجب ان يذهب للطبيب ..حالته صعبه جدا ووضعه خطر لا يحتمل حتى الأدوية ما عادت تنفع يجيب ان نذهب للمستشفى لغسل الكلى .. رفعت سمر راسها لتنظر لرحمه الباكيه ..وقامت لتقف امامها وتحتضنها -ما به عمي ؟ -انها كلته من جديد ..لقد ساء وضعها جدا ..يجب ان يتعالج ...لذلك سنسافر ...لكني لا اريد ان اتركك ...وسكتت رحمه وتراجعت عن تذكيرها بوضعها .. لتؤيد سمر قرارها بالسفر .. -يجب ان يتعالج ماذا تنتظرين .. وقتها نست سمر نفسها ووضعها نست اخبار رحمه ببراءتها بخطه شهاب ولعبته عليها ..كل ما كان يهمها حاله رحمه الواقفة امامها تبكي بقله حيله صحه رحيم المتدهورة لانهم اغلى عندها من نفسها ... -اخبرني شهاب انه سيهتم بك ..قالتها رحمه بارتياح لتنصعق سمر ويعود الشحوب لوجهها لتتذكره وهو يحتجزها ويقيدها ..ارادت اخبار رحمه الحقيقة وقبل ان تنطق دخل شهاب لغرفتها مع رحيم الذي كان يسير بصعوبة وهو يتوه الوجع .. -ابنتي ..جئت اودعك ..السيارة التي ستقللنا للمحطة وصلت .. -عمي العزيز ..ومسكت بكفوف يديه بين يديها وسالت منها الدموع ..لتقول ..سلامتك ..يا ليت هذا الالم يدخل لجسدي ولا يؤلمك ... لتسكتها رحمه .. -لا. ابنتي لا تقولي هكذا ..سلمك الله من الوجع ..وجرتها لاحتضانها تستنشق رائحتها ....وسمر مازالت تمسك يد رحيم والثلاثة يبكون ... وهو يقف على بعد خطوة منهم يرى دموعهم فيهتز قلبه بمشهد كان اقرب لما امامه .. ام واب وابنهما يحتضنهما مودعا وهو يبكي .. خرجت سمر وراءهم تودعهم وهم يركبون تلك السيارة مغادرين ..كانت تتألم لوضع رحيم المتدهور وتبكي لفراقهم الصعب فهي بأمس الحاجه لهم الان..لتردد بداخلها.. -(كيف اودعكم وانتم تسكنون روحي ..وانتم اقرب الي من نفسي انتم مفتاح سعادتي ..لا ترحلوا من هنا ..خذوني معكم ..انا هكذا لا استطيع الحياه ...خذوني من هذا الجحيم الذي اسكنه ...فمن تضنوه ملاكي هو بالأصل سجان ..هو الشرير بحكايتي ..هو الخائن بمملكتي ...لا تتركوني وحيده معه فانا امامه كنعجه وهو القصاب ..يريد ان يتفنن معي بطرق العذاب ...) كانت تلوح لهم مودعه وبداخلها يأس فظيع ..لتستدار لتجد شهاب ينظر اليها وكانه يفهمها .. بانها اصبحت لوحدها تحت رحمته . .دخلت بسرعه ترجع لغرفتها واغلقت عليها الباب ..وتكورت فوق سريرها ..لا تعلم كم مر من الساعات عليها وهي بتلك الحالة ..اشتد عليها الجوع فاضطررت للخروج للمطبخ لتسكت وحش الجوع ..سارت بخطوات خفيفة وكأنها تتسحب حتى لا يستمع احد ..وصلت للمطبخ لتنصدم فقد كان مقلوبا صحون فارغه واكواب متسخة كلها من فعل ذلك المعتوه الذي يسكن معها الان لتسبه وتشتمه بعقلها كثيرا اخذت ما كانت رحمه قد جهزته لها ..وعادت بسرعه لغرفتها لتغلق الباب بالمفتاح ..في صباح اليوم التالي ..استيقظت سمر ووقفت امام مرآتها تسترجع ما حدث معها لتصل بعقلها انها لن ترضخ هكذا وانها ستقف على قدمها من جديد ..وسترمي ذلك البائس خارج حياتها اليوم وتتخلص منه ...فلبست ملابسها وتجهزت لترجع لمصنعها من جديد ..فنزلت وهي واثقه من نفسها وقبل ان تصل للباب البيت كي تفتحه وقف بوجهها شهاب .. -اين تذهبين ؟ لم ترد عليه سمر وتجاهلته وكأنها لا تراه وتقربت اكثر من الباب . -لقد سالتك اين تذهبين ؟ لم تعره اهتماما كذلك ومسكت مقبض الباب لتفتحه ..فوجدت يد شهاب فوق يدها مانعا اياها من الخروج فسحبت يديها بسرعه ورجعت خطوه مبتعدة عنه ..ليقف هو امام الباب عاقدا ذراعيه وكانه احد الحراس الذين يقفون امام الابواب .. -تنحى ..هيا .. لكنه لم يتحرك ..لتبدا حرب العناد بينهما .. -لن تخرجي ..قالها بقوة لترد عليه بحزم -سأخرج ..ومن سيمنعني انت .. -نعم .. -اغرب عن وجهي . الان وعندما انتهي منك ستتمنى لو انك لم تولد ..هيا ابتعد .اريد الذهاب للمصنع .. ليضحك بخباثه .. -المصنع انسيه ..لن تذهبي هناك مره اخرى ..انا لصبحت المدير هناك ... ازداد الغيض عند سمر لتصيح بصوتها العالي .. -اسمع ياهذا ...انا سأخبر الكل بمافعلته معي بلعبتك القذرة ..من تظن نفسك . لتتبجح امامي هكذا ..؟ عاود ليكمل بابتسامته الخبيثة ذاتها .. -هيا اذهبي قولي لأعمامك لأخوالك ..من سيصدقك ....سأقول لهم انك جننت من الصدمة ..انا بعيونهم البطل المنقذ ..هم لم يسمعوك بذلك اليوم ليسمعوك الان -تبا لك يا ايها الحقير .. لم يرد عليها هذه المرة بل اكتفى برفع حاجبه فقط .. فعادت لتصيح .. . -تحرك الان والا.. -والا ماذا ..ماذا ستفعلين لي .. قالها باستهانة ثار غضب سمر اكثر وصارت اعصابها وكأنها بركان ماذا تفعل مع ابو الهول الواقف امامها الذي يتحداها يتحدى قوتها وصلابتها ..فأدارت راسها وراحت تمشي نحو المطبخ لتخرج من بابه المطلة على الحديقة وعندما وصلت للباب لتخرج وجدته امامها من جديد لقد استدار من الخارج وكانه يفهم انها ستفعل ذلك ليمنعها من جديد ..ويغلق فتحه الباب بجسده الطويل العريض .. -لن اسمح لزوجتي بالعمل ...يجب ان تبقين هنا بالمطبخ فهذا هو مكانك الصحيح .. فتحت سمر فمها مصدومة من كلامه المستفز لها ..كان واضحا انه يستفزها بكل كلمه يقولها .. صاغ عقلها لها ملايين العبارات لترد عليه لكنها سكتت .ففي كثير من الاحيان يخوننا العقل ويتركنا في المواجهة ساكتين تنفست بعمق تخبره وهي تصر على اسنانها -سأخرج الان لا فضحك ياعديم النخوة .. وليعرف الكل اي نوع من الحيوانات انت .. ابتسم وقتها بوجهها .. لتكمل بغيض يأكلها .. -سأخبر الكل باني مازلت فتاةً لم يمسني سوء والطبيبة ستؤكد ذلك .. -أحقا تريدين المراهنة على ذلك .. فأنا بكل سرور استطيع ان اغير حالتك الشخصية من أنسه لمدام وفي الحال .. اجفلت قليلا من تهديده لكنها لن تسمح له بالانتصار عليها .. والويل لها لو جعلته يلمح انها تأثرت بكلامه ذلك .. لتنظر له بشراسه يقابلها بوعيد اخوف ..كجبلان للعناد يتشاحنان .. لتتقدم سمر باتجاهه معلنه انها ستنفذ ما تريد وتخرج ..ليوقفها شهاب بقوة وهو يمسك يدها ..لترجع لتسحبها منه بسرعه ..وقتها لمعت عيناه بأدراك ..انها تخاف من تقربه لها ..لقد وجد نقطه ضعفها ..هذا البرج العالي امامه ينهار اذا لمسه ..الخوف هو سلاح ذو حدين ..اما يضعفنا واما يقوينا ..لذلك تقدم باتجاهها وكانه يفهمها بانه سيجعلها تعاني نفس الوضع .. لتجد نفسها محشورة بين جسده القريب والطاولة خلفها مال نحوها بخطورة كبيرة حتى اصبح قاب قوسين او ادنى من وجهها انفاسه تصلها لتصيبها باضطراب وما ان هم بلمسها حتى دفعته بقوة لتنسحب بسرعه بخطوات متراكضه للخلف ..وتعود ادراجها لتصعد لغرفتها وتغلق الباب بشدة وهي تتنفس بصعوبة ..لقد اتتصر عليها بمعركه اليوم لكن الحرب مازالت قائمه بينهما... ببساطه التعقيد.....(((((16)))))) تنفس براحه وهو يراقب سلام الذي انشغل بعمله .. فقد اتفق مع جدته وامه انه سيرافقه اثناء خروجه اذا ما جاءه عمل خارجي .. ليبدأ بتعليمه اصول الكهرباء وكيف يربط الاسلاك ويركب تقسيما للجهاز الذي معه .. اشياء بسيطة لكنها وجدت صداها عند الفتى .. سلام الذي اظهر قدره عالية على التعلم فخلال ايام كان قد فهم كل شيء علمه له .. بالإضافة لعودته للدراسة من جديد وبتشديد منه رجع ليقرأ .. وهذه اول الخطوات .. عاد بذاكرته لقبل يومان حين اتصل به السيد اسعد والد خطيبته ليخبره تأجيل العرس لانهم يمرون بفترة صعبه وبعد ألحاح منه اخبره ان ابنه اخته تعرضت لحادث ولم يفسر له نوع الحادث والا ان تستقر الامور يبدأون بالتجهيزات .. لا يعلم لمَ اسعده ذلك الخبر ليس فرحا بما اصاب قريبتهم ولكن فرحا بابتعاده عن الخطبة .. التي بات ذكرها يطبق على نفسه كذكر الدخانية التي ما تفتك ان تتصل به وهو يرفض الاتصالات .. كانت لحظه ضعف منه اراد تجريب شعور جديد فأعطاها رقمه .. لكن الفتيات من ذلك النوع استغفر ربه حتى لا يفكر بسوء بأحد .. والحل الاسلم هو تغيير رقم هاتفه ليرتاح باله من ازعاجها وبعد يفكر بملاقاة قريبه ليعتذر عن الخطبة وسيجد بدل الحجة الفا .. المهم ان يتخلص من ما يعيقه .. عاد بانتباهه لسلام وهو يسأله -تفضل انهيت العمل .. اخذ من عنده الجهاز الذي ركب له تقسيما جديدا يقلبه يتأكد من جودته ..ليشير له بأنه جيد - تمام يا مهندس ..الربط صحيح ومضبوط .. اشرق وجه الفتى بفخر .. ورفع الجهاز يخبره انه سيوصله لصاحبه وسيعود اليه .. وبعد فتره هينه عاد سلام يخبره انه معزوم عندهم للغداء .. ولم يكذب قاسم خبرا ليخرج معه مرافقا لبيت جدته وهناك راها من شغلت صورتها عقله زهرة كما سمع من جارته وهي تناديها .. كانت ترتدي جلباب بيتي واسع وتلف رأسها بطرحة سوداء بأحكام فيزداد وضوح وجهها المشرق وعيونها اللامعة .. وهي تصف الصحون على السفرة الموضوعة على الارض تساعدها بذلك ابنتاها الصبيتان اشراق نتيجة السعادة بلمه اولادها الثلاثة حولها .. تجاهل خفقات قلبه المتوثبة لمرأها سعيدة .. وجلس بجانب عجوزه المتابعة لما يحدث .. لتلكزه بعصاها -غض بصرك عن المرأة .. انت تحدق بها بدون حياء تنحنح بحرج كمن امسك بجرم وهو ينزل رأسه يناظر الصحون والاكل الموجود فيها ..يشاغل نفسه بأمساك الملعقة والتقليب في امامه لتعود العجوز فتلكزه مجددا - ستكسر الصحن بتقليبك .. كمن يبحث عن كنز .. والكنز واضح امامك .. رفع رأسه لها ليراي نظرتها المتلاعبة وبسمتها الماكرة فبادلها البسمة بخجل فجارته رغم انه يعرفها من اربعه سنين فقط الا انها استطاعت ان تسبر اغوار قلبه وتفهم ما يريد من غير كلام .. لينتبها لصوت زهرة وهي تجلس معهم مع الفتاتان بعد ان اكملا رص الاطباق .. -تفضلوا هيا .. استاذ قاسم البيت بيتك تفضل مد يدك .. وتوجهت لسلام قائله -اغرف لعمك الاستاذ ياولد وضع امامه هذه القطعة من اللحم وناولتها اياه ليرد عليها سلام بنزق -انت لست ولدا لقد كبرت على هذه التسميه ليرابط قاسم على قدمه مؤكدا -انت نعم الرجل الواعي الفاهم .. أليس كذلك يا ام سلام لتوافقه الرأي وهي تتغنى بصفات ابنها كانت جلسه تلفها الود والانسجام .. بين ضحكات الفتيات وبين مشاغبة سلام لجدته ومحبه وطيبه قلب والدتهم ..تشبع قلب قاسم بالراحة .. لم يخطئ حين تخيل زهره .. فهي فعلا سُكن وسَكينة .. اختتمها بكأس شاي قدمته هي له بعد ان انفض الجمع .. البنات ذهبن لمتابعة التلفاز وسلام جلس بعيدا عنهم يقرأ احد دروسه والجدة غفت على أريكتها بجانبهم ولم يبقى سواهم جالسين يشربون الشاي فقالت له شاكرة -لا أعرف كيف اشكرك لأنك ساعدت سلام واقنعته بالعودة للدراسة وكذلك علمته صنعه رائعة .. لقد رددت له الروح .. ابتسم لها بود .. فهذه السيدة من زمن الطيبة الغابرة تتحدث بصوت ناعم وكأنها تهمس بسر ليرد عليها -سلام شاب رائع هو فقط كان بمرحلة التمرد ووفاة والده صعبت عليه الحياة اراد ان يثبت نفسه انه رجل البيت .. فلجأ الى بيع السجائر بالمدرسة ظنا منه انه سيساعد بمصروف البيت واكد لي انه لم يقربها هي فقط تلك اللحظة التي راها به المشرف فطرده .. وها هو الان قد فهم انه بدراسته سيساعدك اكثر وبعمله معي ولو كان المال قليل سيوفر مصروفه عنك .. الفتى احتاج لإرشاد لا غير .. هو ذو سريرة نقيه ..وفطره طيبه .. ربيتيه ونعم التربية فلا تقلقي .. ترقرقت عيناها بالدمع وهي تسمعه يتكلم عن صبيها .. أحقا ولدها كبر لتلك الدرجة .. وهو يرغب بمساعدتها .. شاهد عيونها تلمع بدمع طفيف فقفزت احدى خفقات قلبه نحوها .. ما لذي فيها ليجذبها اليه بتلك الطريقة .. هي ليست ذا جمال صارخ ولا ذي جسد متفجر .. امرأة عاديه بسمارها الرائع وعيونها الكبيرة وبقلب من ذهب خالص خلق للحب ..امسك يده بحزم حتى لا يرفعها ليمسح تلك العبرات المتكونة برموشها .. واستغر ربه الف مرة .. فمشاعره باتت مضطربة .. لا يعرف ولكن قلبه ..دليله للخير كما تقول العجوز يخبره ان زهرة ستكون بحياته نقطه مهمه .. ********* انتصار شهاب بذلك الموقف شجعه على التمادي اكثر بانتقامه منها ..ومرت الايام عليهم بذلك البيت الكبير وهم بوضعيه القط والفار ..فكلما خرجت سمر من جحرها ظل شهاب يلاحقها يضايقها بتصرفاته بكلامه ليجبرها على العودة للقفص التي صارت محبوسه فيه ..لم تكن تخرج الا للمطبخ لتأخذ اي شيء تلقاه هناك لتأكله وترجع بسرعه .. وفي احد الايام ..ذهبت للمطبخ كعادتها لتجد هناك كيس كتب عليه اسمها فتحت الكيس مستغربه وجوده فانذهلت منما وجدت فيه واغلقته بقوة وهي تشهق ليجيءها شهاب من الخلف ..قائلا بنبره ماكرة .. -اعرف بانك محتاجه لهذه الان .. استدارت اليه سمر وهي منعقدة اللسان .. يغزوها احمرار الاحراج .. ترد بتلعثم -كيف تعلم بذلك ؟ حك ذقنه وابتسم بخباثه يرد -لا يحتاج لها عالما ليفهم .. فقد مر شهر .. فأكيد ستحتاجينها ولاتخافي هي من نوعك المفضل شهقت بخجل من كلامه ليكمل وهو يقترب منها -الم تتساءلي كيف عرفت بالنوعية التي تستخدمينها .. اصبح وجهها احمرا بشده ليقهقه ضاحكا قائلا -سأخبرك ..لقد صعبتي علي ..انا كنت اراقب رحمه وهي تشتري هذه بكل شهر بنفس الموعد فأكيد لم يكن لها لأنها سيده كبيره ولم يكن غيرك هنا ..فأكيد انها كانت لك ..لذلك صرت اعرف موعدك الشهري ..بالإضافة اني ارى الانزعاج يظهر عليك بكل شهر بنفس الوقت .. سمر سكتت لا تعلم ما تجيب هذا الوقح المتمادي امامها ..لتخطوا نحو الخارج ليستوقفها من جديد مستفزا اياها -انظري للمطبخ لوضعه الن تنظفيه ..فهو عملك بالأخير ..مكانك المطبخ صح.. و ليقف امام الباب مانعا لها من المرور واضعا شرطا لخروجها هو تنظيف المطبخ ..كان يحاول استفزازها و اذيتها و اذلالها باي طريقه ممكنه ..ارادها ان تحاربه الند بالند بقساوتها .. وبعد عناد طويل جدا ومشاحنات كثيره مسكت سمر احد الصحون وكسرته ..وهي تردد -تريدني ان انظف نفاياتك ..تريدني خادمه هنا ..هاك خذ هذا ..وبدأت تكسر صحون اكثر واكثر حتى عمت الفوضى بكل مكان ..منظر المطبخ كان يشير انه ساحه حرب واثر القصف والضرب واضح عليه ..ليتحرك شهاب سامحا لها بالخروج ..هي انتصرت هذه المرة بقوتها ..بعنفها .. ومازالت المعارك مستمرة وفي المساء نزلت للمطبخ وقامت بإزاله قطع الزجاج المنتشر من هناك وفتحت الثلاجة واخذت الطعام لتفكر لحظه هذا الطعام من يحظره ..رحمه قد سافرت من مده طويله لكنها دائما تجد طعام ..لتلمع عيونها بأدراك فمن غيرها بهذا البيت سوى شهاب ..تساءلت لماذا هو يحظر لها الطعام ..انسان غريب غير مفهوم .. ايامها معه كانت بالنسبة لها عذاب مقيم وكأنها خرجت من سجن والدها لتدخل سجن شهاب ..السجن واحد والسجان مختلف ..والدها كان يغلبها بقساوته بأوامره العرفية وشهاب يخيفها بجسده ..والدها جعلها تخفي جسمها وهذا الاخر جعلها تكره جسدها ..كلاهما نسختان لعمله واحده ..وكأنها مجبره ان تعيش حياتها تحت رحمه الرجال وتعصبهم اتجاهها ..الاثنان صاروا جحيما لها الاول جحيم الماضي وهذا جحيم الاتي ..ما اقسى الدهر معها ..والدها ارادها كمحاربه ..وشهاب يريدها كخدامه ...وهي لا تريد هذان الخياران ..تريد الحرية ..تريد ان اكون هي من تختار ...جحيم حياتها من اختصاص الرجال ..لم يمضي يوم الا وشهاب يجعلها تكره نفسها اكثر مما كانت تكرهها وهي تعيش مع والدها ..الحياه مع رجل لا تريدوه هو كتنفس هواء ملوث كشرب ماء مسمم ..كعذاب غير منتهي .. في كل مرة كان شهاب يتفنن بإهانتها بإجبارها على تأدية دور المطيعة له ..يجبرها على التنظيف خلفه على ترتيب فوضاه التي يفتعلها لأجلها فقط كي تنحني امامه وهي ترفعها ... في كل مره كانت رحمه تتصل لتسال عن احوالها كانت تخبرها انها بحاله ممتازة .وبان شهاب يهتم بها ..كانت تكذب تصطنع الراحة وهي مسلوبة الراحة ..لم تستطع اخبارها بان هذا القذر يستعبدها كجاريه عنده ..يثير عندها الرعب ليحصل على مبتغاه ..يخيفها بجسده لتنحني امامه كأمة كعبده لديه ..كانت تخاف على رحيم وصحته من التدهور بسببها وكلما كانت تريد ان تخبرها تتراجع باخر لحظه ..صعبه هي الحياه بدون شخص نحكي له اوجاعنا الالمنا ..قصصننا ...لمن تشكي ما يحدث معها ..لا تعرف احد يمكن ان تلجئ اليه ..لتفرغ مصاعبها في ميناءه وترتاح ..فتذكرت نوارة ابنه عمتها هناء فاتصلت بها فعسى بحديثها معها ..ترتاح قليلا .. جاءتها نوارة كما طلبتها ..لكن كانت هذه المرة نوارة مختلفة .. -اهلا نوارة تفضلي -اهلاابنه خالي ..قالتها بطريقه غريبه -تفضلي ..تعالي حديثني عن اخر الاخبار ... ضلت نوارة تتلفت وتنظر للبيت وكأنها تبحث عن شى -ما بك نوارة؟ -لا شيء .. وذهبتا للصالة نوارة تتبع سمر وهي تتأفف بضيق . .ارادت سمر اخبارها بان ما حدث معها كان كذبا فهي الوحيدة التي ستفهمها لتسمعها تقول -اين شهاب ؟؟ استغربت سمر منها وردت - ولما تتساءلين عنه ..؟؟!! ليدخل شهاب وقتها للبيت ويتجه للصالة لأنه شاهد سيارة الاجرة تغادر المنزل وهو داخل .. لتقف نور وتتوجه اليه وتحيه وتمازحه بطريقتها الملتوية ..فازداد الاستغراب عند سمر .. فسألت بتوجس -وكأنك تعرفيه .. لتصدمها نوارة بحقيقه انه صديقها من سنتين .. وارادت الاستمرار بالكلام لكن شهاب منعها واخذها لغرفه ثانيه ليكملوا حديثهم ..وطلب من سمر ان تتركهم لوحدهم .. سالت الدموع من عيون سمر قهرا ..ما كميه الكذب الذي تحيطها ..الكل يهينها ..الكل يصدمها بحقيقتهم ..ذهبت للمطبخ وهي تحاول استيعاب ان نوارة هي صديقه شهاب ومنذ سنتين وطريقه كلامها معه تدل على علاقه غريبه تربطهم .. اذا لما كذبت عليها في الأول ولم تخبرها بمعرفتها له وانكرت ذلك .. ما لذي يحصل خلف ظهرها اي جنون بات يعتري الكل .. ليكون النفاق هو السمة الظاهرة للجميع .. سمعت صوت الباب يغلق دليلا على مغادرة نوارة ..وبعد برهه سمعته يبحث عنها ليجدها بالمطبخ جالسه على الارض تبكي ..انتبهت لوجوده فمسحت دموعها حتى لا يعرف انها ضعيفة ..وقامت لتواجهه .. تريد ان تفهم -من اين تعرف نوارة ..تجاهل كلامها واخذ قدح واخذ يشرب الماء ..لتكمل ...انا لا فهمك ..اي لعبه تعلب انت ..ماذا تريد ...تهينني وتذلني وتخيفني. ماذا تريد المال سأعطيك ما تريد ..لكن اتركني فما عدت اقدر ان اتحمل هذا الوجع الذي يجتاح عالمي بسببك ..تعبت منك ...ابتعد عني ..لتسير خطوات قليله لتجرح قدمها بسبب احد قطع الزجاجية للصحون المنكسرة في الأمس .. .لتصيح متأوه بوجع ..التفت شهاب اليها كانت جالسه على الارض ..تحاول ان ترى ماذا جرح قدمها . فلقيتها قطعه صغيره من الزجاج فأزاحتها مخرجة اياها وهي تتألم ..تقرب منها شهاب قال لها بتشفي واضح .. -تتألمين ...هذا مااريد ..اريدك متألمة ..هكذا راكعه على الارض .. لترفع سمر راسها تنظر اليه ..لقسوته الغير مبررة ..رجعت عيونها تدمع امامه وهي تراه يصرخ بها لترد على صراخه بصراخ .. -ماذا فعلت لك ..لاستحق هذا ..انا لم اؤذيك يوما .. ليرد بعنف -لست انت ...انما والدك ..ومسكها بقوه من ذراعها وهو يرفعها لتقف امامه ... والدك المحترم الشخص الذي تبجلوه ..رمزكم العالي ...دمرني ..دمر عائلتي ..حطم عالمي بأجمعه بفعلته النكراء ..هذا رمز الشرف والعطاء رمز العفة والطهارة ..قام بالاعتداء على امي .....وصار يشد على ذراع سمر وكانه يحاول ان يسحقها ...والدك المحترم دمر امي ..دمر شرفنا وسحقه بقدمه ....وتقولين لماذا افعل ذلك ..امي ماتت بسببه وابي شل وظل حبيسا للكرسي لخمس سنوات ..خمس سنوات وانا اراه امامي يتعذب ..لم اكن استطيع ان افعل له شئ مات امامي عاجزا ..ابوك السبب بكرهي لك ..كنت اراقبكم دائما اردت الفرصة للانتقام درست وتعلمت لهدف و هو ان اصل له لأخذ منه كل شيء ..لكني وجدته عجوزا يصارع المرض ..طوال السنوات الماضية كنت اراه يتساقط بسبب مرضه..اين اللذة من الانتقام من شخص مريض متهالك ..ماذا كنت سأستفيد من ذلك ..لكني وجدتك امامي ..كنتي انتي فرصتي للانتقام منه ..لكنك كنت عائقا ايضا فانتي فتاه فكيف كنت سأنتقم منك تمنيتك ذكرا حتى افرح بانتصاري عليه حين اجرده من كل ما يملك واكسره ... انا كنت الاحقك منذ سنين ...وانا افكر بطريقه لانتقامي .. استغليت نوارة لتخبرني كل شيء عنك ..ولأخبرك شيئا هي الاخرى تكرهك ..هي صاحبه خطه الخطف ..وانا ساعدتها ... ..كانت لهجته بالكلام تدل على الغضب ..على الحقد على الكره ..واستمر بالكلام وهو يعصر ذراعها بقوه .. وهي امامه مصعوقة مذهولة منصدمة .... | ||||
|  |
|
11-01-18, 09:14 AM
| #224 | ||||
| نجم روايتي
| كتير حلوة القصة .. والاحلى انك ملتزمة بتنزيل الفصول بدون تأخير.. وغالبية الايام تكافئينا بفصلين بدل فصل واحد.. تعليقي الوحيد .. او استغرابي .. ليش كل البنات بكل الروايات اغبياء.. ما بيعرفوا يتصرفوا .. هي كانت مسيرة بتسلط ابوها الفترة السابقة.. لكن من المعروف ان كيد النساء موجود دائما وابدا.. ليش ما تحاول تهرب بعدم وجوده.. وتاخد فلوس من حسابها وتبدأ بأي مكان تاني .. اكره استسلامها.. | ||||
|
| |
|
11-01-18, 09:45 AM
| #225 | ||||
| مشرفة منتدى قلوب أحلام 
| شهاب علي فكره مش شرير بس هوه متمسك بفكره الانتقام أدلى ايه الاب والام ليهم تأثير علي حياه أولادهم مهما كانت الظروف الخارجيه والعوامل المؤثره في التربيه لكن بردوا الطفل بيتأثر بأهله شهاب أتأثر بتراكمات ايلي حصلت لأهله وقرر الانتقام مع إن أهله اكيد ربوه علي الطيبه وده واضح من أحاسيسه تجاه سمر رغم اذلاله ليها سمر تأثرت بابوها فأصبحت شخصيه محاربه قويه لكنها لازالت في النهايه أنثي تحمل الضعف والهشاشه والرفع نواره ديه الله بحرقها أكتر ماهيه محروقه تأثرها بمعامله اهلها في مقارنتهم ليها يسمى همه مقدروش يحتووا فيها جموحها وكانوا بيزودوا الطين بله بالمقارنة ديه وانا أتأثرت بالرواية واتخنقت منهم كلهم 😠 | ||||
|
| |
|
11-01-18, 10:16 AM
| #227 | ||||
| شهاب الذي كره انكسارها في الفصل السابق و قال لها الحقيقة لتنهض من جديد هو نفسه الذي يهينها و يرغب في اذلالها. و كانه في الفصل السابق تذكر والدته و لم يرد ان تعيش سمر نفس ما عاشته هي. اما في هذين الفصلين فهو جعلها وسيلة ليفرغ انتقامه بحبسها في البيت و اخيرا اعترف لها بدوافعه. عالم نوارة بدا في الانهيار، الاب الذي دمر اسرة باكملها، شهاب المنتقم و ابنة العمة الحاقدة، سلسلة من الحقائق المفزعة عرفتها متتابعة. فكيف ستكون ردة فعلها. هل ستستسلم لمصيرها المظلم؟ ام ان بقايا حلم في العيش بحرية مازالت حية داخلها و ستجد طريقة لبداية جديدة؟ شهاب هو الآخر اراه يعيش صراعا بين مشاعره تجاه سمر و انتقامه، فمن سينتصر في النهاية؟ اعجبني التسلسل في الاحداث في انتظار البقية | ||||
|
| |
|
11-01-18, 10:24 AM
| #228 | ||||||||
| مشرفة ،كاتبة ،قاصة وأميرة واحة الأسمر بمنتدى قلوب أحلام وقلم مميز وحي الكلمة وبطلة اتقابلنا فين ؟ ومُحيي عبق روايتي الأصيل- مفكرة وحارسة وكنز السراديب وقاصة هالوين 
| اخيرا بدأت تتكشف الحقائق معرفتي لاسباب شهاب طمنتني مش معناه اني عذرته بس صار الانتقام منطقي اكثر لان فكرة الاغتصاب تلبيه لامر نواره ما عجبني بس متى بيفهم الغبي ان سمر ضحية ابوها مثله وان السعاده اللي يظنها عاشتها مع عائلتها مجرد وهم قاسم عجبتني الفكره اللي اخذها عن زهره وكيف يشوفها امرأه جالبه لسكينه تحياتي لك ملوكه فصول احلى من بعض | ||||||||
|
| |
|
11-01-18, 12:27 PM
| #230 | ||||
| وايه اللذة ان الواحد ينتقم من اولاد الى دمروة انا شايفة انو لو كان عايز ينتقم كانت انتقم وابوها عايش حتى لو مريض راجل لراجل بس الى شهاب عمله اثبت انو تافه وجبان خايف يواجه الراجل بينتقم فى ست ضعيفة انا حاليا متعصبة جدا اقوم ادور على حد اتخانق معاه | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
14Likes
العرض العادي
