18-01-18, 06:21 AM
| #351 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين 
|  اقتباس:
| |||||
|  |
|
18-01-18, 06:22 AM
| #352 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين
| اقتباس:
| |||||
|
| |
|
18-01-18, 06:23 AM
| #353 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين
| اقتباس:
| |||||
|
| |
|
18-01-18, 06:24 AM
| #354 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين
| اقتباس:
| |||||
|
| |
|
18-01-18, 08:08 AM
| #355 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين
| الفصل الاخير ببساطه التعقيد....(((((((الفصل الاخير)))) خرجت سمر مسرعة من المطبخ على اثر الصياح العالي .. وجدت بدير وهو قريب لها من جهة الام ..والذي كان معروفا بانه اكثر شخص ذو عقليه متخلقة بعائلتهم ..يحمل مسدسا يوجهه نحو شهاب المنصدم منه ومن تهجمه عليه ... يلوح به شاهرا اياه وهو يسب شهاب ويشتمه ويصفه بانه قذر وحيوان وتقدم نحوه موجها له لكمة قوية جعلت شهاب يشتبك معه بمشاجرة شرسة ..ادرك بها ان من امامه شخص متوحش ..مد شهاب يده محاولا اخذ المسدس منه لينتبه له الاخر فيغافله مطبقا ذراعه حول رقبته خانقا اياه . .. ابعدها شهاب بصعوبة ووجه له ضربه برأسه هزته قليلا لكنه لم يتأثر .. واشدت بينهما المعركة ..تتنازع الايادي وتعلو صيحات الصراع .. فيرتطمان ببعض بعنف وبقوة. وفي خضم النزاع سقط المسدس مصدرا صوتا قويا مطلقا احد العيارات النارية .. ليقف شهاب فجاءه عن الحركة .. ولتلمح سمر المشاهدة للحرب اثرا للدماء من كتفه ... هدأ كل شيء هناك ..وعم الصمت من حولها .. فأغمضت عيناها ...لتشعر بانقباض قوي بقلبها وكان احد يمسكه ويعصره بشده ليتساقط قطرات قطرات.. (أستنطفئ شمعه حياتها المنيرة ؟؟أسيسقط عامود بيتها لينهار السقف عليها؟؟ أستعود للظلام وللألم ؟؟أستخسره مودعة اياه للابد؟؟كيف ستمر حياتها وستمضي ايامها وهو ليس معها .. خارت قدماها فما عادت تستطيع الوقوف وهي لا تزال مغمضة العينين ...عقلها حزين يصور لها حياتها بدونه ..بدون حبيبها بدون من تعشقه ..نزلت على ركبتها راكعه ثقلت الدموع بعينها ..تصارعت الاوهام معها ..راحت لحظاتها معه تمر كشريط سينمائي قصير امامها .. فتذكرت. ابتسامته الهوليوديه العريضة ..شعره الحريري الملمس ..عيونه البنية المثيرة .عضلات جسمه القوية ..صوته الذي ملا كل حياتها موسيقى ..لمساته التي كانت تفاجأها بها يده وكأنها لص يتسلل تحت ملابسها ليسرق قرصات من خاصرتها ..ذلك العشب الطري النابت على صدره ..اوقاتهما معا وهما بفراشهم ملتصقين ببعض وهو يقرا لها احد القصائد الغزلية ..فأخذت تردد دعاءا خفيا ..((ياالهي ..ياالهي ..لا تحرمني منه لا تؤذيني فيه هو اعز ما املك هو حياتي كلها. هو سندي ..هو فرحه عمري ..هو حبي العذري وابني البكري ..محرابي ومعبدي ..هو صلاتي ودعائي انا بدونه لا اقوى على الحياه لا استطيع ان اتنفس هو متممي ومكملي ..سمائي وارضي ..لا تبعده عني ..فما الحياه بعده الا ممات)) وبينما هي في دعائها باكيه فتحت عيناها قليلا.. ..لتجد شهاب واقفا وهو يضع يديه على مكان نزول الدم .. لتزفر زفرة قويه اخرجت معها اثقال فزعها عليه ..فلقد اصيب قليلا لكنه لم يتأذى ..وما اقساها من لحظات مرت عليها وهي تظن بانها خسرته.. كان بدير وقتها هائج كدب اوقظ من سباته الشتوي غاضب عاصف ..وهو يردد عبارات بجميع انواع الشتائم .. بعدما اخذ رحيم المسدس .. وابعده قليلا عن شهاب النازف ... بينما رحمه كانت تقف بجانب شهاب ترى اصابته لتضغط عليها .... وسمر منهارة تجلس على الارض تبكي قلقها .. لينهض بدير ويقف امامها يهدر بغضب صائحا ... -هذا الذي تقلقين عليه مغتصب قذر!! ..لقد اخبرتني نوارة بماحصل معك ... وبالحادثة التي انزلت رؤوسنا بالأرض . وتشدق يكمل وكأنه يقر امرا صحيحا . . فما ننتظر عندما تخرج النساء للعمل مع الرجال بالمصانع ..سوى كوارث تحل علينا ..وعاد لينظر لها يصرخ وهو يشير لشهاب ....لكنك لا تعرفين بان من تزوجته هو الذي دمرك ..كانت خطه منه.. هذا الوضيع الذي تخافين عليه الان هو الذي اعتدى على شرفنا .. واستدار محاولا الوصول لشهاب منقضا عليه لقتله .. الان اتضح كل شيء لها .. والكل فهم لعبه نوارة الحقيرة ..وبأن الامتعاض على وجوههم من تصرفاتها .. فقد سممت افكار بدير بتلك الحادثة ولعبت بعقله ضيق الافق واستغلته .. لتتخلص من شهاب فهي تدرك ان بدير كل ردود افعاله تتكلم بقبضته وسلاحه الذي لا يغادره ..وكل ذلك لتكسرها مره ثانيه ...استجمعت سمر قواها ووقفت تمسك به من الخلف معيقة تقدمه نحو شهاب .. وسارت لتقف امام بدير الذي كان يلهث ككلب مسعور يريد ان يعض شهاب ليؤذيه ..فوضعت يدها على كتفه تخفي شهاب عن نظره ليحدجها بنظرات مشمئزة من لمسها له ..لتبعد يدها وتقول له بصوت متقطع ملي بالاسى.. -تعال معي .. ارادت ان تبعد الخطر عن شهاب باي ثمن باي طريقه واخذت بدير معها بصعوبة للصالة .. ..التفت نحو شهاب لتطمئن عليه فوجدته يشير لها بانه بخير ..فتنفست براحة .. وطلبت من رحمه ان تتصل بأعمامها بسرعه. فالأمر مهم جدا . ادخلت بدير للصالة وهو مازال يرعد بصوته العالي وهي تحاول تهدئته واخباره انه مخطئ وبان شهاب برئ. .. كانت تجاربه لوقت اطول حتى يحضرون اعمامها لنجدتها منه .. وبالفعل لم تمضي فتره طويله الا ووجدت اعمامها عامر و عمار ونوارة ترافقهم ..مع تعجبها من وجود نوارة الا انها فرحت بمقدمهم .. فدخلوا مسرعين للصالة.. واغلقت الباب عليهم .... -ماذا يحصل هنا؟ كانوا يتسألون ..ليقص عليهم بدر ما يعرفه لينصدموا من ذلك.. فهم تكتموا عن الامر واخفوا عن كل العائلة ذلك السر.. يخافون حدوث مثل هذه المواجهة التي تحدث الان .. فأخذه السيد عمار بعيدا بخطوات عنهم يحاول احتواء غضبه يشرح لهم موقفهم ..فأخبره بان هناك قطاع طرق تعرضوا لشهاب وسمر .. وقاموا بأذيتها.. وان شهاب هو من ساعدها واعادها للبيت بذلك اليوم ..وبانه طعن وهو يحاول حمايتها ولو كان متورط لم يكن ليؤذي نفسه. وظل يشرح له كثيرا وكيف ان شهاب تزوجها بإرادته وهو يعلم بكل شى حصل معها.. فاذا هو بطل .. بينما السيد عامرا مسك نوارة بعنف يشد على يديها يهدر بها بغضب .. و يستجوبها ..لماذا اخبرت بدير بذلك الحادث ولماذا يظن ان شهاب هو المغتصب.. لتخفض راسها بتمسككن وتقول -لقد ضغط علي لأخبره سبب زواج سمر من خارج العائلة ..فقلت له ما حصل ..وراحت تقسم له بانها لم تخبره بان شهاب متورط هو استنتج ذلك...ولمعت عيناها بخبث وهي تستذكر كيف سعت وراء بدير تزن على عقله وكيف كانت توجهه بان شهاب متورط ويجب التخلص منه.. هدأ بدير قليلا فقال السيد عمار له -لقد تزوجت سمر بحضورنا وموافقتنا .. فعمك عامر كان وكيلها وانا وأسعد كنا الشهود .. واذا اردت استطيع ان اتصل بالمحامي ليؤكد ذلك ..ولترى عقد زواجهم .. زواج رسمي صحيح مئة بالمئة.. وبعد تلك المهادنة خرجت سمر من الصالة مسرعة وتركتهم يتحدثون .. فيما بينهم ... لتبحث عن حبيبها .. فقلبها كان يغلي عليه خوفا .. لتجده واقفا امام الممر بتحفز عالي ..ينتظرهم .. فركضت اليه بسرعة لترمي نفسها بأحضانه ..فيتلقفها بلهفة يقبل باطن عنقها ..يقول -كنت سأدخل الان .. جننت وانا اقف هنا لأعلم بما تواجهين خلف الباب ..و لولا ذرات تعقل لكنت دخلت .. لتشدد من عناقها له وتستنشق عطره لتحيي قلبها بوجوده ..قالت له والدموع تنهمر من عينها بشده.. -خفت عليك ..انت بخير صح .. توجعت ؟ لا تعرف شعوري عندما ظننت اني خسرتك.. انت كل ما املك لا اقدر ان اخسرك ليرفع يديه وهو يمسح دموعها ..يحتضن وجهها يخبرها .. -حبيبتي ..انا بخير مجرد جرح سطحي ...لا تقلقي لن اتركك ابدا .. .وعاد ليحتضنها يخفف عنها بشاعة ما عاشته قبل قليل .. هو نفسه كان قلقا ومذعورا من فكرة ان يؤذيها احد .. ..فسار بها للمكتب لكي ترتاح وتهدأ وهو يعانقها .. غافلا عن عيون مليئة بالحقد والغيرة تراقب عناقهم بغل .. ادخلها المكتب ليجلسها على الكنبة وهو يربت على ظهرها مهداً لتفتح الباب بقوة وتدخل نوارة فتراهم بتلك الوضعية لتنزعج بشده .. فتقول بفحيحها السام .. -اتعلمين بانه هو الذي اغتصبك ... واعادتها بوضاعه شديده ابتعدت سمر عن شهاب ونهضت بحزم ..سارت نحوها وهي تتذكر كل ما فعلته معها .. الخداع الكذب الحقد .. لتقف امامها بمواجهتها.. عيناها القوية تواجهه عيونها الماكرة الخبيثة .. لقد حانت اللحظة لتأخذ حقها منها ..فقد انتظرت هذا اليوم طويلا .. فرفعت سمر يدها وصفعتها بقوة كبيره لتدير بها راسها . شهقت نوارة من الصدمة وعادت لتنظر لسمر وهي تضع يدها على خدها المحمر من اثر الضربة .... (كيف تتجرأ على فعل ذلك معها ) لتسمع سمر تكمل بغضب .. -لا اصدق باننا اقرباء وبان نفس الدماء تسري بعروقنا ..ظننتك اختي صديقتي فتحت لك قلبي أاتمنتك على اسراري .. لماذا تفعلين ذلك معي ..ماذا فعلت انا لك لتكسريني ... كيف تفكرين بإيذائي بتلك الطريقة البشعة .. ألم تشعري بأي تأنيب وانت تخططين لهتك عرضي ..وتخافين فأنا بالأخير انثى مثلك .. لم تبدي نوارة اي ردة فعل .. فتقدمت منها سمر لتقول بثقه وشماته ... -اعلمي بأن كل خططك لتدميري ولألحاق العار بي ولفضحي فشلت ..بذلك اليوم لم يحدث لي شى ..هو لم يؤذيني لقد جاراك فقط بخطتك القذرة .. فتحت عيناها بذهول فقد صدمتها تلك الحقيقة واتضح لها بان كل انتصارها كان زائف.. وبان سمر هي من ربحت .. سمر التي سلبت منها الفوز وهزمتها بلعبتها وقلبت عليها الطاولة .. ازاحت بنظرها عن سمر المبتسمة بشماته وراحت تنظر لشهاب تبحث عن صدق افتراء سمر .. لتصدم بنظراته .. لتفهم بان كلامها صحيح .. شهاب خانها ... فتوجهت له بالكلام وقالت بصوت متقطع خانق مرتجف وكان احد سحب الاوكسجين من امامها -انت تفعل ذلك ؟لماذا؟ لقد خدعتني وخنتني لقد وثقت بك واعتبرتك صديقي ؟ظننتك تفهمني.. وصكت اسنانها تردف بغل احال ملامحها للسواد.. ..انت مثلهم كلهم اخترتها هي فضلتها هي علي ..كلكم متشابهون... تجاهل كلامها ولم يجب عليها بحرف .. لتتحرك سمر تاركةً اياها ولتقف بجانب شهاب ..تمسك يده وتحتضنتها وتضع يدها الاخرى على بطنها وهي تنظر اليها بتجبر وبقوة .. لتقول لها .. -لن تهزميني ابدا ..ولن تستطيعي اذيتي فانا وزوجي نحب بعضنا البعض وسنرزق بطفل ..سنكون عائله ..عائله لن تحصلي عليها ابدا ..والان ..وليس بيديك شى لتفعليه .. فموتي بغيظك ياحقودة كلام سمر لها كان اشبه بتلقيها ضربات قاتله بخنجر مسموم .. واللاعن من ذلك هو تمسكها بذراع شهاب بقوة .. هل باعتقادهم انهم ربحوا ؟! حسنا ستلقي بقنبلتها الان .. استعدلت بوقفتها وتزين شفتيها ابتسامة صفراء خبيثة لتقول .. -عائله ..زوج ..اين الدليل على ذلك .. كلامها ذاك اثار ريبتهم ..فسألوها -ماذا تقصدين ؟ لتلمع عينها بمكر وهي تخطو امامهم بخطوات مائلة وكأنها افعى سامه تتلوى ..وقالت -بعد خروجنا من هنا بذلك اليوم ..يوم زواجكم .. واشارت بأصابعها السبابة والوسطى بحركة استهانة ... سمعت السيد رؤوف المحامي وهو يتصل بسكرتيرته ليخبرها انه سيرسل لها عقد زواجكم لتعمل على تسجيله بالمحكمة.. ولأنه مسافر لفترة طويله طلب منها ان تهتم بذلك .. فأخوالي الغوالي ما ان خرجوا مع المحامي حتى طلبوا تحويل العقد للرسمي بسرعة .. وبدون ان يخبروا شهاب بذلك حتى لا يطمع بأموال سمر .. ولكي يأمنوا مستقبل الانسة المصون بعقد يحفظ لها كرامتها .. وهذا ما زاد من حنقي منهم حرصهم البالغ في حماية حقوق ابنه اخيهم .. ..لذلك ذهبت باليوم التالي للمكتب والهيت السكرتيرة وسرقت العقد ومزقته وافتعلت فوضى كبيرة بعثرت خلالها الاوراق واشغلتها بأشياء عديده وانسيتها ذلك العقد .. وهي كانت ساذجة ومستجدة فلم تدرك ما فعلته .. وصارت تضحك ضحكتها الصفراء .. ..ماذا تقول تلك المعتوهة !! هي اكيد مريضه نفسيا .. فلا يمكن لشخص عاقل او سوي ان يفكر بذلك.. فما الذي ستستفاد منه تلك المجنونة من تمزيق عقد زواجهم .. ألتلك الدرجة عقلها وتفكيرها مريض ..حتى تؤذيها باي طريقه .. ..خرجت نوارة من المكتب وهي تضحك على صدمتهم وذهولهم من ما قالت ... فتبعوها مسرعين خلفها ..ليسمعوا ارتفاع اصوات الصياح من الصالة ليخرجوا اعمام سمر وبدير ووجوههم تعلو عليها نظرات غريبه. ليقول بدير.. -المحامي لم يجد عقد زواجك اصلا؟لقد اتصلنا به ..وزواجكما لم يسجل باي محكمه انتما بنظر القانون غير متزوجين .. ....ليؤكد عامر على كلامه بان السيد رؤوف اضاعه قبل تسجيله .. ولم يعرفوا بان تلك العقربة قد مزقته.. رجع التخلف يسيطر على افكارهم ورجع بدير يصرخ ويصيح وهو يتهم اقاربه بالتسيب والاهمال وبانهم دمروا سمعه العائلة عندما سمحوا لغريب بالدخول بينهم ..ولأنهم تركوا ابنتهم بلا رقيب وقبلوا بان تتزوج من خارج العائلة ..والان سمعتهم تدمرت .. فمن يرضى بورقة عرفية يثبت فيها حقوقه .. ورقة تتمزق فتضيع معها الاسماء التي كتبت عليها .. ..ورجعت سمر تائهة بدائرة الاتهامات والاكاذيب والنفاق .. (يال خطتها القذرة ..كيف امكنها ذلك ان تمحي علاقتهما بسهوله هكذا وكأنها لم تكن ) فكرت بذلك وهي تسمعهم ... شعرت بالم كبير وقتها فعلاقتها بشهاب باتت امامهم شيء مخجل لا يعترف بها قانون ..كارثه ..مصيبه هكذا كانوا يرددون. لتسمع صوت شهاب ينطق من الخلف .. -كفى..واين هي المشكلة بذلك عقد ضاع سنعمل غيره ..سنتزوج من جديد بعقد رسمي موثق بالمحكمة ..رفعت سمر له عينها ونظرت اليه بحب كبير هو دوما وابدا بطلها المنقذ بكل الاوقات ..واكمل ... وهذه المرة سنقيم عرس كبير وسندعو الجميع.. فتحوا اعمامها وحتى بدير عيونهم فرحا واشرقت وجوههم بكلام شهاب .. متفاجئين من تشبثه بها .. رغم انها مغتصبه ..لكنه بثبت لهم انه متمسك بها دوما ...فقرروا -اذا يوم الخميس سنقيم الحفل .. لا داعي للتأجيل فكما نعرف ان سمر حامل .. خرجت نوارة متضايقة كثيرا وهي تتمتم بشي ما.. ترغي وتزبد بلعنات تصبها على رؤوسهم ..تتعهد بأنهم لن يفرحوا ابدا .. وستنفذ خطتها وتجعلهم هباءً منثورا.. رفعت هاتفها واتصلت بصديقتها .. -اسمعي .. احتاجك بأمر ضروري .. اين انت؟ اكره هذا النادي .. حسنا ..انا قادمة .. اغلقت الهاتف تعلو على نظراتها الحقد .. تتوعدهم بفجيعة تقلب عالمهم .. *** وبعد ان اتفقوا على كل شيء من ترتيبات غادر الجميع .. صعدت سمر لغرفتها وهي تشعر بالضيق تتذكر كلام نوارة بان علاقتها مع شهاب لا تدرج تحت مسمى الزواج ..فتضايقت اكثر وجلست على سريرها متكورة.. تفكر بشرعية علاقتها به .. لحق بها شهاب ليراها سارحه تفكر وهي بعالم ثاني جلس بجانبها ساحبا يديها ليقبلها .. -حبيبتي ماذا هناك؟ سحبت يدها من تحت يده بهدوء وقالت بكلمات متقاطعة -علاقتنا ..نحن. طفلنا.. ففهم شهاب ما الذي تفكر فيه .. هو صار يعرف كيف تفكر .. فهو الاخر يملأه الضيق مما آلت اليه الامور .. لكن تزعجه حالتها لا يريد ان يرى الكدر والضياع اللذان تمر بهما الان .. ليمد يده ويرفع راسها .. قائلا -لا تحني راسك امامي ..ما كان بيننا وما حصل لم يكن خطأ...انا لا اهتم بورقه قمت بتوقيعها مجبره لتكون دليلا على زواجنا ..فمشاعرنا اكبر من ان تحدها اوراق رسميه ..انتي زوجتي امام الله وامام الكل ..الكل كانوا يعرفون بأرتباطنا واعمامك وخالك هم من شهدوا على ذلك .. وابننا هو ثمره عشقنا وحبنا ..ارفعي راسك وقفي بشموخ عالية .. نحن لم نفعل شيء نخجل منه ..واستعدي ..فبعد ثلاثة ايام عرسنا .... نظرت اليه بهيام ....وقبلت راسه بعشق ذلك الرجل عطية لها من الله ..لتقول .. -ماذا فعلت لكي استحقك .. ..ليهديها بسمته المهلكة وهو يحتضنها .... ****** ***** تأففت بضيق ..فهذا المكان يزعجها ..نادِ ليلي ..كل رواده من النوع المشبوه .. لكن لا مناص من قدومها .هي تريد الانتقام وبأي طريقه ... تقدمت منها صديقتها بلبسها الفاضح تتعلق بطرف اصابعها سيجارة مشتعلة ..قائله -لقد اتممت الاتفاق .. والرجال تحت امرك الان .. ولا تنسي المبلغ المطلوب .. ابتسمت بظفر .. وتوعدت سمر وشهاب بليله عرس لن ينسوها ابدا .. غافلة عن رجلُ المطعم الذي يطالعها بشهوة مريضه ..يسمع كلامها مع صديقتها واتفاقهما .. ويحفظ اسم المكان الذي ستجتمع به مع من اشترت ضمائرهم بمالها .. ليبتسم وهو يلحس شفتيه المتشققة بتمتع فالليلة ستكون له .. رغما عنها .. ***** وفي يوم الخميس ..تجمعت العائلة كلها في القصر الكبير ..وعلت الاصوات بالتهاني والتبريكات لسمر وشهاب .. بينما نوارة مختفية عن الانظار ..تخطط لانتقامها الجبار .. *** .. وبدا يوم الزفاف .. والاستعدادات تجري على قدم وساق .. ليذهب شهاب مع الشباب للاستعداد .. بينما تجمعت النسوة عند سمر بغرفتها ليجهزنها.. .. فواحده مشطت لها شعرها واخرى طلت لها أظافرها واخرى رسمت لها وجهها.. وبعدها البسوها ثوب العرس.. .. وبعد انتهاءهم طلبوا منها ان تستدير لترى نفسها بالمرآة ... فتحت عينها ..فرأت انعكاسا لها ..ايعقل بانه ما تراه حقيقي ..اتلك المشرقة اللامعة الرائعة هي حقا ..تنظر الى نفسها غير مصدقة لما تراه .. فبدأت الدموع تتغرغر بعيناها من فرط التأثر ... كانت تلبس فستان ابيض طويل بأكمام طويله من الدانتيل صدره مطرز بالكريستال والدانتيل بفتحه صدر عريضة ..ينساب من الخصر ويفتح بقماش من الساتان الناعم ..شعرها كان مفتوح مرفوع من الامام فقط مزين بتاج صغير وطرحه طويله ..كتنت تلبس اقراط جميله ناعمه مدوره بها خرز لؤلؤيه الشكل وعيونها مخطوطه بالكحل وشفاهها ملونه بلون احمر سحري . كانت تلك اول مره تضع فيها ادوات الزينة ..وتتبرج وتلبس حلقا وتكون انثى .. لم تصدق شكلها ...كانت تنظر لنفسها بانبهار ..وتدور حول نفسها ..تتألق كوردة بيضاء متفتحة .. واخيرا مرآتها عكست سعادتها .. نزل الجميع للصالة ليبدا الحفل .. لتدخل عليهم سمر فيقف الكل ليصفق لها ..فيتقدم شهاب نحوها منجذبا اليها مأخوذا بطلتها وجمالها ..لم يتخيل يوما .. انه سيرى سمر عروسا له ..والان قلبه يتضخم بعشق تفردت به وحدها في عالمه ودنياه .. وقف امامها يناظرها بلهفة روح اشتاقت وصلها فهي تمنعت عنه الايام الماضية لتكون الليلة مميزة لهما معا .. وكأنها ليلتهم الاولى .. .عيناه تتفرس بملامحها البهية .. بنظرات كلها حب وعشق وهيام ...ليطبع على جبهتها قبله اوصلتها لنشوة السعادة ليقول لها هامسا -انت اجمل عروس بالكون .. وانا محظوظ لأنك زوجتي .. مسك يدها بقوه وكانه يخبرها انه لن يتركها ابدا..انتهت مراسيم العرس ببهجة كما بدأت محملة بذكريات وافراح مُلئت بها القلوب وغادر الكل تاركين العرسان لوحدهم .. خطى شهاب من سمر الواقفة ببهو المنزل بعد ان ودعوا اخر الاقارب .. ليحتضنها من الخلف قائلا -حان وقت مفاجأتي .. اغمضي عينك ولا تفتحيها الا ان اقول لك .. ..مسك يدها يقودها وهي تضحك باستمتاع .. ليجلسها في السيارة وينطلق بها .. ..وهي طوال الطريق تترجاه ان يخبرها اين يذهبا لكنه يضحك ويرد عليها ..بان تتنظر .. اوقف شهاب السيارة وألتف حولها ليفتح لسمر الباب .. وقادها سيرا .. ليتوقف فيسرق من خدها قبلة .. وبقول لها ..افتحي عيناكِ فتحت سمر عيناها لتبرق باشتعال الشمس الملتهبة ..كانا على التلة ..وقد صادف وقت الغروب تقريبا والسماء تحولت للبرتقالية .. ملوحة لهم بالوداع .. ومنظر المدينة المتلألئ بمصابيحها كان يثير الحماس ..استدارت لترى ان الارض مفروشه بغطاء وضع عليه شموع مضيئة وزهور منثورة ..ليحتضنها شهاب وهو يوزع قبلات رقيقة على وجهها ..ويقول -احبك ...يا شمسي ..انا اسعد رجل في الكون كله الان .. وانت ها هنا بين يدي بفستان عرسك تتوهجين كشمس ساطعة .. .اه كم تعشقه ...كم تغوص ببحر عاطفته وتغرق ولا تشبع . رقصا سوية هناك وهما مندمجين بموسيقى تعزفها لهم الطبيعة ..وجلسا على تلك الأغطية وهما يراقبان غروب الشمس .. تمر الساعات عليهم وهو يضمها لصدره وهي تطوقه بذراعيها ..كانا ككيان واحد ..ضحكا ومرحا وتمردا فشهاب بكل لحظة يسرق من شفتيها القبلات وهي تتهرب حتى لا يراهما احد .. وحل الليل ليتمددا هناك يراقبان النجوم اللامعة .. وكل منهما يراقب الاخر بسعادة وفرح وحب . ليرجعا لبيتهما يقضيان هناك ليلة من ليالي الف ليلة وليلة *** وفي الصباح ..رن الهاتف بإزعاج ..قاطعا عليهم نومهم الهني .. كان المتصل شخصا من المستشفى يطلبهم للمجيء بسرعه .. وبالفعل توجها مسرعين الى المستشفى التي اخبرهم عنها المتصل ..وهناك ..استقبلهم طبيب يخبرهم بانهم وجدوا فتاةً وهي تسير بالشارع مثل التائهة كانت ملابسها ممزقه وحالتها صعبه وبعد نقلها للمستشفى اتضح بانها تعرضت للاعتداء بشكل كبير ومن اكثر من شخص وهذا الشى سبب لها صدمة كبيرة جعلها مثل المجانين وحمدا لله انهم وجدوا حقيبة قربها كان بها رقم هاتفكم واسماءكم .. للأسف ..لم نستدل على هويتها هي الا انها كانت تهذي باسم امرأة تدعى سمر .. وطلب منهما الذهاب للتعرف على الفتاة .. ..واشار لغرفه ليدخلوها .. فتح لهم الباب لتدلف سمر للغرفة .. تفكر بقلق من تلك الفتاة ... لتنصدم بما تراه كانت نوارة جالسه على السرير وهي تكلم نفسها بطريقه غريبه تضحك وتعبس وتحرك يديها بحركات خرقاء .. تردد .. ستموت سمر ..سمر ماتت .. وفجاءة تصرخ وهي تقول ... لا لا لا ابتعدي يا سمر انت تقتليني ..لا لا لا ..فأسرع الطبيب ليحقنها بمهدئ بمساعدة ممرضات امسكنها بسرعة ما ان بدات تصرخ .. .لقد جنت نوارة وفقدت عقلها ..رؤيتها بذلك الوضع اثار الحزن بقلب سمر وبكت ..لم تستحمل ان تراها فخرجت مسرعة واحتضنت شهاب وهي تشهق بالبكاء .. تتشبث به تبحث عن امان لا تعرفه سوآ بحضنه .. لتحكي لشهاب عن ما رأت ..(مسكينه )هكذا كانت سمر تردد تتسأل ..كيف دار عليها الوقت لتكون هنا وبهذا الشكل البائس .. . انفعل شهاب وحزن لمصابها فلا احد يستحق ان يمر بذلك الموقف مهما كانت شروره .. ليهدأ حبيبته المنهارة بين يديه .. يخبرها بانها وقعت بشر اعمالها . فمن حفر حفرة لأخيه وقع فيها. لم يعرف احد من فعل بها هكذا ولا اين كانت .. وطلبا من الطبيب الاعتناء بها وعدم اخبار احد عن ما جرى لها .. الا ان يتصرفا .. وما ان رجعا للبيت ..رن الهاتف من جديد بإزعاج حاملا معه هذه المرة خبر وفاه نوارة.. فهي بأحد نوبات جنونها دفعت الممرضة وخرجت من غرفتها ..تركض وما ان حاصروها للامساك بها القت بنفسها من نافذه كانت مفتوحة بالقرب منها .. وتوفت على اثر اصطدامها بالأرض بسرعة بسبب نزيف داخلي في المخ .. صعقت سمر من الخبر ..وانهارت تبكي بشدة .. فالصدمات تتوالى عليهم .. وتمت اقامة العزاء في القصر الكببر كما جرت العادة .. وسمر تراقب عمتها هناء التي كانت كأنها بلا روح فابنتها الغالية توفت .. وخالها اسعد الذي يبكي بصراخ .. تذكرت اتفاقها مع الطبيب ان يخفي ان نوارة كانت بالمشفى وانها تعرضت للاعتداء . .. وان الوفاة حصلت بسبب حادث سيارة .. كمعروف تهديه لعائلتها فتبقى صورتها طيبه بعيون الكل.. . ..وبقلب منكسر حزنا على اقاربها بفجيعتهم دخلت غرفتها ..تفكر كيف حدث ذلك لنوارة ..قلبها يخبرها انها ارادت اذيتها او اذيه شهاب لكن الامر انقلب عليها ..لا تعلم ما حدث ..فسرها دفن معها.. جلست على سريرها بجانب شهاب الجالس عليه ايضا ووضعت راسها بحضنه .. ليغمرها بدفء احضانه ..لتقول له -دعنا نترك هذا القصر الكئيب ..ونترك المصنع حيث المطامع وشر النفوس .. ولنبدأ حياتنا من جديد بعيدا عن الماضي وعن تعقيداته .. حياة تكون بسيطة بلا شرور .. ليبتسم لها شهاب وهو يمرر يديه بخصلات شعرها .. يجيبها -هذا ما كنت اود ان احدثك عنه منذ فترة .. فقد فكرت بالبدأ بمشروع صغير لكي يكون لنا نحن وحدنا .. نتشارك به ..ونتعاون .. ونتقاسم نجاحه وفشله معا .. لأني انا ايضا اريد ان ابدأ من جديد .. لتهز رأسها له موافقة ... -امي من فضلك اود الحديث معك .. قالها سلام لزهرة المنشغلة بغسيل الصحون .. لتترك ما بيدها وتلحق به .. فيجلسان على احدى الارائك ببيتهم .. تنحنح سلام بارتباك ليقول لها - امي لقد فاتحني العم قاسم بأمر .. وسكت قليلا يستجمع قواه ليكمل -لقد طلبك مني للزواج وانا موافق .. شهقة ترادف لطمة على الصدر هو ماصدر منها ليوقفها سلام قبل ان تتكلم .. يخبرها .. -اسمعيني ياغالية .. لا يوجد شيء اصعب للرجل من ان تتزوج امه .. لكن الامر هنا مختلف .. فدعيني اشرح لك .. نحن نعرف قاسم منذ خمس سنوات عندما جئنا للسكن مع الجدة .. وخلال هذه السنين كلها تعودنا علية وشاركنا حياتنا كأنه واحدا منا ..رافقنا بحلو الايام ومرها .. ولم يتركنا ابدا .. كان لنا الاخ والصاحب والعم والخال وحتى الاب .. لم يقصر معنا بشيء .. لا بل افنى سنواته لأجلنا .. يساعدنا .. تذكرين كيف كان يرافق اختي الصغيرة للمدرسة ذهابا وايابا لان المدرسة التي اختارت ارتدادها بعيدة وهو وافق لأنها للمتميزات لا بل اصر واقنعك بان المستقبل فيها مضمون اكثر .. وعندما نجحت ليكون قبولها بجامعة بمحافظة اخرى منعتها من الذهاب .. وهي زعلت منك وتشاجرت معك .. الا ان قاسم وجد لها حلا وقام بنقلها للجامعة القريبة من بيت عمي .. لتقيم هناك عندهم اثناء دراستها للقانون .. وها قد خطبت لأبن عمي وزواجهم قريب .. لتهز رأسها موافقه على ما يقوله فقاسم دوما حاضر لأجل اولادها ليكمل سلام بهدوء ورزانه اصبحت مصاحبة له .. -وتذكرين مشكلة رنا .. رنا التي تقدم لها اثنين من اقاربنا .. وانت وقفت حائرة لا تعرفين من ترضين من اهلنا .. ورميت على ثقلها امر الاختيار .. فلجأت اليه تستجد من ضياعها .. وله وحده قصت امور قلبها واخبرته انها تميل لأخ رفيقتها .. وهو يريد الارتباط بها ..لكن اقربائها ازعجوها .. لتجده بظهرها سندا حين رفضت الاثنين يخبرهم ان هنالك من سبقهم وتقدم لها خاطبا اياها منه ومن اخيها ... وبذلك لم تغضب اهلها وتزوجت بمن اختارت .. وانا يا امي .. ألا تذكرين كيف وقف معي وساعدني وأخذ بيدي ودلني على طريق الصواب ولولاه لكنت اهملت مستقبلي ودراستي .. لعلمك هو اخبرني بطلبه عندما كنت في السنة الثانية بالجامعة الا انني رفضت بشكل قاطع واخبرته ان امي لن تتزوج بعد ابي مطلقا .. وهي ستبقى وفيه وعلى ذكراه طول عمرها .. ووقتها غضبت منه ظننت ان افعاله كلها لغرض ان يتقرب منك فقط .. لكني كنت مخطئ كالعادة وهو اثبت لي ان افكاري غير صحيحة .. لتفارقنا بتلك السنة جدتي .. جدتي التي اوصتني بك وبأخواتي ..واخبرتني ان قاسم منذ وصولنا وهو يريد الارتباط بك .. بعد وفاتها ..بدات اراقب ردات فعله كلما شاهدك .. ولكن يشهد الله انه ما تمادى يوما لا بالنظر ولا بالكلام .. لكن لهفته تفضحه .. فتظهر بلمعة عينه خلف نظارته عندما تدخلين للغرفة .. تظهر باستمتاعه للحديث معك وانت تتكلمين عن أنبوبه الغاز الفارغة او حنفية الماء التي تقطر ..فيخبرك انه سيصلحها لك .. اتذكر يوم ارتفع ضغطك كيف كانت حالته .. ومع ذلك لم ابين له موافقتي ابدا .. لتقاطعه سائلة .. -وما الذي جد الان لتوافق .. ليستدار نحوها يحتضن كفها يقبله بحنان .. -امي لقد تم منحي منحة للدراسة في الخارج .. ولذلك انا سأسافر .. واخواتي كل منهما منشغلة بعالمها وحياتها .. اريد ان اطمئن عليك يا امي .. اعلم ان قاسم لن يقصر معك وانا غير موجود ..لكن انا اريد لك الراحة .. وهو سيسعى لذلك .. وبزواجك به ستجعلني مرتاحا ومطمئنا . اعلم بأني اضغط عليك .. لكن انا ما انفك اتخايلك وحدك بالمنزل فيرتفع ضغطك وتقعين ولا تقدرين ان تصلي دواءك لتتناوليه .. لم يبقى على سفري الكثير ..رجاءا وافقي يا امي وتركها لتفكر .. دخلت لغرفتها عقلها مشوش .. هي تتزوج !ومن من قاسم !.. خطت نحو المرآة تخلع حجابها وتفتح شعرها .. شعرها الاسود الذي ملأ بالشيب الابيض .. بشرتها التي بان عليها الكبر والتعب .. جسدها الذي ضاعت ملامحه ونست كيف تعتني به .. هزت رأسها برفض للفكرة كلها .. فمجرد تخيلها لنفسها زوجة لقاسم جعلها ترتعد .. لتمر عليها الساعات وهي تفكر بما ستقرره .. ليفاجأها سلام برجوعه مع قاسم للمنزل ..مخبرا اياها ان قاسم يود التكلم معها .. تلبكت كفتاة صغيرة وجلست معه بالصالة تطرق رأسها بخجل ..لتسمعه يناديها -ام سلام .. رفعت رأسها له فبدت لعينيه بارتباكها اجمل من كل نساء الكون .. تطلع فيها بوله جعلها تحمر وتعود لخفض رأسها حياءً فتنحنح يجلي حنجرته ليتلبس رزانته .. قائلا -بعد الصلاة والسلام على خير البرية والانام .. لتردد بعده الصلاة المحمدية على النبي .. انا يا ام سلام طلبتك من ابنك .. لتكوني لي سكنا وسكينه .. تراعيني في كبري وارفعك انا فوق رأسي بعظيم قدرك.. تساعديني بدنيتي وأكون لك بالمقابل سندا بوحدتك .. ودنا بجسده مائلا نحوها .. -تدفئين حياتي بحنانك واغرقك انا بقلبي ... تصاعدت ضربات قلبها كامرأة تسمع اول مرة كلمات غزل ..رغم ان زوجها السابق كان يدللها ويراعيها الا انه لم يتغزل بها بكلمات كهذه .. لترد علية بصعوبة بسبب تلعثم انفاسها .. -انا في الاربعين ..ابني الكبير رجلا .. وابنتي الكبرى حامل بطفلها الاول .. اي سأكون جدة عما قريب ..وابنتي الاخرى ستتزوج بعد فترة .. ما سيقول الناس عني ان فعلتها .. سيقولون عجوز مخرفة تنافس بناتها .. ليسكت استرسالها بالكلام رادا عليها بهدوء -وانا ايضا بالأربعين .. والناس تتكلم سواء فعلنا ام لم نفعل شيء .. ما لنا بهم .. المهم ان تكونين انت مقتنعة بما تريدين .. والان يا زهرة .. رفعت له عيناها بدهشة فهذه اول مرة تسمعه يناديها باسمها ..فهو دوما يلقبها بكنيتها وساعات كثيرة يقول لها اختي .. لكن نطقه باسمها بتلك الألفة القت على روحها السكينة لتبتسم له .. فعاد ليكمل .. -هل ترضين بي شريكا لحياتك .. لم تعلم بما تجيبه .. ليدخل عليهم سلام قائلا ببهجة .. -هاك يا امي هذا اتصال من بناتك ..لقد جمعتهن لك .. تلقفت الهاتف بلهفة تسمع اصوات فلذات قلبها .. ليقولا لها بأنهن موافقات .. تغرغرت الدموع بعينها وهي تسمع سعادتهن بارتباطها بقاسم وخصوصا ابنتها الصغرى فهي تعودت عليه .. تخبرها انه واخيرا تستطيع ان تحتضن قاسم لأنه سيكون ابوها .. اخذ سلام منها الهاتف لتكفكف دموعها .. ونزل امامها يحدثها بطيب خلق .. -والان يا ست الحبايب .. ها قد سمعت وارتحت انا كلنا موافقون .. والرجل ينتظر منذ سنين فهل نريحه وتريحين قلبي لأسافر مطمئن عليك .. لتهز له رأسها بالإيجاب .. فيزفر قاسم انفاسه التي كتمها منذ جلوسه .. ويقبل سلام رأسها بحب ..وينهض ليعانق قاسم التي شعت الفرحة من محياه .. ولم يمضي اسبوع الا وغادر سلام مودعا اياهم بعد ان اوصى قاسم بوالدته خيرا ..وانها امانته ..ليرد عليه بأنها ملكة في قلبه فلا يخاف .. رجع قاسم لبيته بعد انتهاء العمل مثل كل يوم محملا بالأكياس والمشتريات .. فتح الباب ليدخل لتستقبله نسائم الجنة بهبوبها من ان اشرق وجهها لتستقبله كعادة ادمنها وهي تبتسم له بود خالص تأخذ منه الاكياس وتقول له ما ان يدخل -اعانك الله .. فقد صدق حدس قلبه حين اخبره انها سكنه وسكينته .. فبيته تلون بالراحة فور دخولها له كسيدة تملكه .. وتغيرت حياته لتكون بطعم الاستقرار .. تبعها للمطبخ ينزل باقي الاغراض يسالها اذا كان ينقصها شيء .. فترد بلا .. فيساعدها في العمل يغسل لها الخضروات يرتب لها الرفوف ..ويعد لها الفطار .. وهي تشاركه حياته ..تجلس معه حين يصلح احد الاجهزة ..تسمع منه حين يتكلم .. تناقشه اذا ما رغب بنصيحتها .. فمن قال بان حياه الازواج كلها اتقاد عاطفة كذب .. فالزواج هو سكن للروح .. هو انك تشرب كاس الشاي مع شريك وتضحك ..هو انك تأكل وجبتك مع احد طبخها لك لأنك تحبها .. الحب له الف اسم واسم .. كلمعة عيناه كلما راها ببيته تتحرك .. كلهفة روحه عليها اذا ما توجعت .. كنبضات قلبها الخافقة اذا ما ناداها بزهرة .. كراحة عقلها ما ان تغفو على وسادتها .. اثنان وجدا ببعض ما يحتاجان .. حب وسكينه وامان .. *** وقفت سمر امام شاهد قبر والدها بالمقبرة وهي ترتدي سروالا عريضا وقميصا ازرق اللون .. تحادثه .. -أه يا ابي كم انا مشتاقه اليك .. واستدارت بنظرها لتلمح شهاب الواقف بعيد بشكله المميز المثير ..وعادت لتنظر للقبر.. فتكمل حديثها الشهري مع قبره .. - اتعلم بأني كلما رأيت شهاب تذكرتك .. انه يشبهك بكل شيء . بدات اظن بانك ارسلته الي ليحميني ليحرسني ويرعاني بعد رحيلك ... وشردت عيناها بحب .. تتذكر مواقف شهاب معها ... لتكمل هي ترش الماء على قبره .. -اه لقد نسيت ان اخبرك ..ورشتنا اصبحت اكبر وازداد عدد عملائنا صحيح بان شهاب يتعب كثيرا بالتصليح .. لكن لا تقلق فأنا مديرة صارمة قوية تمشي العمل بقبضة حديدية .. فقد تعلمت من الافضل .. قالتها بعاطفة كبيرة .لكننا سعداء... فلقد قمنا بطلاء ببيتنا الصغير الذي نسكنه ورحمه ورحيم ساعدونا بذلك وبعد اصرار شهاب ..بداءنا بغرفتهم اولا ثم باقي البيت ..هم لم يتركوني وانا لا غنى لي بدونهم ..فهم يهتمون بحسام الصغير عندما نكون بالورشة ... حسام بدأ بحفظ القصائد مثل ابيه سيكون شاعرا مثله ..وانا اعلمه السباحة مثلما علمتني ...ياابي ..حسام هو الاخر يذكرني بك ..له نفس عيونك ..بحدتها ..ونظراتها القوية .. يجعلني انفذ له رغباته دوما ..تعرف بان شهاب ان نسميه على اسمك ..وكانه يريد ان يعوضني عن فقدانك ..لا اصدق بان خمس سنوات مرت على وفاتك ..لكنك لم تفارقني للحظه ..كنت دوما اتذكرك ..الان فهمت كل ما فعلته معي .. كنت تريدني قوية لا تنحني امام الشدائد كنت تعدني لأكون قائدة .. ..اسفه لأني لم افهمك وقتها..انا سعيدة جدا ببيتي الصغير بأمسياتي وانا اجلس مع شهاب وحسام ورحمه ورحيم ..ونحن نتفرج على التلفاز لنشاهد افلام السهرة ...سأخبرك سر ...انها بنت. لتمرر سمر يدها على بطنها العالية ...وهي تبتسم ...افكر بان اسميها على اسم والدة شهاب ...وعادت لتضحك وهي تحتضن بطنها... لتسمع صوت شهاب وهو يناديها يستعجلها بالذهاب . .. لتضع يدها على فمها وتقبلها ثم تنزلها لتضعها على شاهد القبر. وتنزل راسها وكأنها تهمس لوالدها -شكرا لك ياابي... فالحياة بسيطة رغم كل تعقيداتها.. ونحن من يصعبها بعدم فهمها .. فيجب ان نعي ان لكل الامور جانبين .. والحقيقة لا تتضح الا اذا سمعتها كاملة .. فلا تتعلق بكآبة ايامك وتنسى حلوها .. ولا تغرق بأحزانك ..فالمصاعب تصيبنا كلنا.. لأنها ببساطة التعقيد حياتنا المستمرة .. لتغادر سمر باتجاه شهاب وتحضنه تخبره بان طفلهما القادم فتاه ليحضنها بقوه وكانه يحملها والبسمة مرسومه على وجوههم ... ..................انتهى.... التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 18-01-18 الساعة 08:31 AM | ||||
|
| |
|
18-01-18, 08:27 AM
| #356 | |||||||
| مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي  
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 7 والزوار 14) um soso, sweet123, Dr FaTi, nagwa88, Mrmr yasser, loselove, AMIRA~ | |||||||
|
| |
|
18-01-18, 08:33 AM
| #357 | |||||||
| مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي
| صباح الخيرات جئت بوجهي على الروايه حتى اقول اني اكملت كل الفصول واكتب تعليق وجدت الفصل الاخير نازل اروح اقرأ الاخير فانا بشوق لاعرف من الذي اتى يحمل مسدس | |||||||
|
| |
|
18-01-18, 09:00 AM
| #358 | |||||||
| مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 28 ( الأعضاء 10 والزوار 18) um soso, ندى المطر, غرام بلا حدود, ام رمانة, AROOJ, Mrmr yasser, sweet123, Dr FaTi, nagwa88, loselove | |||||||
|
| |
|
18-01-18, 09:04 AM
| #359 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين
| اقتباس:
| |||||
|
| |
|
18-01-18, 09:06 AM
| #360 | |||||||
| مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي
| عاشت الايادي قصة جميله استمتعت مع كل تطور باحداثها رغم اني اكره الشماته لكن نواره وقعت بشر اعمالها اؤيد كل ماقلته عن الحياة الزوجيه وعن العشره والسكنى لكن لاتزعلي ان قلت لك كنت اتمنى لقاسم ان يتزوج بعمر اصغر وان تكون زوجته اصغر لتمنحه طفلا يحمل اسمه فهو يستحق كل خير الحمد لله ان سمر وشهاب اختارا ان يبتعدا عن كل شيء هذا افضل فلا داعي ان يتحملا مسؤولية عائلة كبيره العائله فيها رجال ولهم قدرة على ادارة املاكهم ولا ينقصهم شيء بانتظار روايتك الجديده لاتتأخري علينا    | |||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
14Likes
العرض العادي
