آخر 10 مشاركات
دموع أسقطت حصون القصور "مكتملة" ... (الكاتـب : فيرونا العاشقه - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          258 - بلا عودة - هيلين بروكس ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          كبير العائلة-شرقية-للكاتبة المبدعة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[زائرة]كاملة&روابط* (الكاتـب : منى لطفي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أحب أن أعرف كيف وجدتم مستوى الرواية من حيث الحبكة و السرد والأسلوب؟
ممتاز 268 72.63%
جيد 88 23.85%
ضعيف 13 3.52%
المصوتون: 369. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-07-18, 09:42 PM   #1021

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي




يا مساء الجمال و السعادة
حاليا ندمانه ندم شديد اني متبعتش الرواية من بدايتها
بدات فيها الخميس الساعة 5 و هلصتها الجمعه الساعه 5 و لولا ان الجمعة اجازة كنت خلصتها الصبح
الرواية ممتعه شيقة معالجات مختلفة
3 اخوات علا عاليه عز و تاثير كل منهم بطلاق ابوهم و امهم
الاب نسي انه بإقصاء امهم بيأذي اولاده اولا و ثانيا و ثالثا قبل ما يكون بيأذيها هي
ابرار و معتصم و لعنه الام اللي غلطت زمان و نسيت تتوب و ترجع الحق لاصاحبه
لعنة الاخ اللي اوهم بنت عمه انه اغتصبها على مدار 7 او 8 سنين لحد ما يحصل قي اخته بالظبط اللي عمله في بنت عمه بفرق ان ابرار عرفت انها لسه عذراء
دخول جسار و نهاد و نغم حياته الاخوات ال3 و كل منهم بيحاول يصلح العطب بشخصية نصه التاني برغم عدم فهمهم اساس العطب لكن حبهم كان اكبر و قدروا يصلحوا و لو جزء بسيط
عز و غلطه بحق نغم و لازم يكفر عنه لازم يعرف انه فعلا بيحبها انه ممكن يحب و ان الحب شئ جميل مش طاعون لازم يهرب منه
علا قلبل من الثقة بالنفس تنفع كتير
عليا الصراحة اساس الحياة الزوجية
استمتعت جدااا بقراءة اافصول و اتمنى اتابع معاكي روايتك ال0اية باذن الله


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 21-07-18, 10:50 PM   #1022

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

يسعد اوقاتكم بالخير والمسرات متابعيني الأعزاء
هذا الفصل بإذن الله تعالى سيكون الفصل الأخير
سيكون طويل جدا جدا جدا
كنت سأقسمه إلى نصفين لكن طالما أن هناك خاتمة فلأنزل بهذا لفصل و لننتظر ختام هذا الجزء معا
سأكون سعيدة بمعرفة انطباعاتكم لهذا الفصل
ما احببتموه و ما كرهتموه
و ما رأيكم بالاحداث
و اخيرا توقعاتكم للقادم "الخاتمة"

الفصل سينزل بعد لحظات
💜


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 21-07-18, 10:52 PM   #1023

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
El7qoni فى انتظارك

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 45 ( الأعضاء 26 والزوار 19)

‏موضى و راكان, ‏shadow fax, ‏dina adel, ‏فديت الشامة, ‏NORAMOR, ‏دانة jeddah, ‏كترين, ‏butterfly.z, ‏Um Ghaeth, ‏مشاعل 1991, ‏jojo123456, ‏hlkdi, ‏wispers, ‏وهيبة1, ‏Fatima, ‏nour eldeen, ‏oushy, ‏Amlwarda, ‏السماء سما, ‏صمت الهجير, ‏rrraaa, ‏PS-MS, ‏غنى محمد, ‏k_meri, ‏عاشقة الربيع, ‏aseralroo7



كاتبتنا العزيزة فى انتظارك على احر من الجمر




:heeheeh::heeheeh::heeheeh:


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-18, 10:53 PM   #1024

اولادي جنتي

مشرفة منتدى القسم العام والمجلة الشبابية ومساعدة الإشراف الأدبي وشاعرة متألقة بالمنتدى الأدبي وراوي القلوب و مشارك مميز بأسماء أعضاء روايتي

 
الصورة الرمزية اولادي جنتي

? العضوٌ??? » 422284
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 7,954
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » اولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
افتراضي


مساااااؤكم فل وياسمين


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 48 ( الأعضاء 27 والزوار 21)
‏اولادي جنتي, ‏Jasmine+, ‏موضى و راكان, ‏shadow fax, ‏dina adel, ‏فديت الشامة, ‏NORAMOR, ‏دانة jeddah, ‏كترين, ‏butterfly.z, ‏Um Ghaeth, ‏jojo123456, ‏hlkdi, ‏wispers, ‏وهيبة1, ‏Fatima, ‏nour eldeen, ‏oushy, ‏Amlwarda, ‏السماء سما, ‏صمت الهجير, ‏rrraaa, ‏PS-MS, ‏غنى محمد, ‏k_meri, ‏عاشقة الربيع, ‏aseralroo7


اولادي جنتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-18, 10:58 PM   #1025

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

الفصل العشرون و الأخير




تنفست نغم بعمق وهي تتحرك إليه و قلبها يقفز في محله فرحا وسعادة رغم عن أنفها ... لم تكن قادرة على النظر إليه ... ومرة أخرى رغما عنها رفعت نظراتها لتواجه نظرة عتاب أفلتت من عينيه وكأنه يحملها ما جرى له ... لم تكن الضربات بتلك القوة و كأن اخوتها كانوا فقط يعلموه شيئا من الأدب .. إلا أن الكدمات التي تزين وجهه حتما تؤلمه فكيف سيذهب إلى عمله غدا؟؟

حمقاااااء ألم تكن منذ قليل تسترجع خطة تعذيبه وجعله يقر و يعترف أن لا غنى له عنها!!

حين اقتربت منه لاحظت أنه يتنفس بصعوبة كحالها إلا أن نظراته كانت شغوفة معاتبة وهو يمسح جسدها بوقاحة كالمعتاد .. لم تجرؤ على الكلام إلى أن رفع رأسها بأنامله ليدقق النظر في عينيها الضائعتين ... ليهمس بصوت غريب:
-يا الله لكم اشتقت اليكِ فقط في هاذين اليومين.

نظرت إليه بعينين متسعتين وكأنها لا تصدق ما يقول .. لكنها همست إليه اخير بمعجزة:
-هل أنت بخير؟

همس وهو يبتلع غصة في حلقه بينما يسارع إلى إشباع شوقه و شوقها باحتضانه لها كما لو كان يعصرها عصرا:
-أنا لم اخونكِ يا نغم .. صدقيني حبيبتي و توأم روحي .. لم أخنكِ منذ رأيتك و أصبحتِ زوجتي.

لم تعرف بما تجيبه .. ولم تفهم نظراته الجديدة عليها ... ولم تعرف فيما يفكر و لا حتى هي .. كان صامتا و ثابتا كحالها إلا أن قرر التحرك ليميل إليها و يأخذ شفتيها بقبلة شغوفة .. مشتاقة لا يعرف لها مسمى ... وكأنه كان جائعا لها منذ سنوات و ها قد حان وقت الاشباع!!

أسند عز الدين جبينه إلى جبينها بعد وقت طويل و ود لو استطاع زرعها بين ضلوعه فلا يصل إليها أحد .. أنفاسهما حارة متسارعة لعمق ما تشاركاه للتو و كأنهما لم يكونا معا من قبل ... و كأنهما يتعرفان إلى بعضهما البعض لأول مرة .. لم يشعرا بانهما سقطا أرضا فوق الأعشاب الرطبة غير عابئين بالوقت أو بعيون الفضوليين ..

هتف عز الدين بصوت متهدج:
-عودي إليّ يا نغم .. انا بدونك ميت و .....

سارعت بوضع كفها فوق شفتيه تمنعه من الاسترسال و قوست شفتيها وقالت بحنق:
-لا تقل مثل هذا الكلام السخيف .. يكفي أنك تسببت لنا بفضيحة و أيقظت الناس وهم نيام.

ابتسم عز الدين لحركتها فانتبهت لنظراته و كادت تنزع يدها إلا أنه سارع بالتقاطه بإلحاح شديد طابعا شفتيه على باطن كفها و عينيه تترصدان اختلاجات وجهها و جسدها بنشوة ..

و رغما عنه خطف من شفتيها قبلة أخرى و قال يغمزها:
-لم اتسبب بفضيحة يا حوريتي وانما كسبت اجر على ايقاظهم لصلاة الفجر!

اشاحت نغم بوجهها بعيدا وقلبها يغرد من السعادة وكأنها تسمع لقبها منه لأول مرة إلا أنها همهمت بغيظ و قالت باستخفاف أعجبه:
-يا بختهم بك لتوقظهم يا شيخ الشباب .. هداك الله و اصلح بالك لما لا تلحق بهم للصلاة؟

ضحك بانطلاق لم يدم طويلا وهو يتأوه ألما فتهب هي من مكانها تلمس وجنتيه برقة و تقول بقلق:
-عز الدين يجب أن تعالج جروحك قبل أن تتهيج و تلتهب.

قال بهيام:
-ليس قبل أن تقوليها مرة أخرى.

زمت شفتيها بطفولية و قال بعبوس:
-لم أفهم!

ازاح خصلة سوداء عن وجهها الصغير حيث بدت مستفزة لخيالاته الحية و قال بعبث:
-شيخ الشباب .. اعجبتني .. ردديها مرة أخرى.

يا الهى ما هذا الحال المائل .. من المفترض أنها تقتله لكن ها هي تستمتع بعبثه و طفوليته السخيفة .. خفق قلبها وهي تردد بانسياق وكأنه أسر عينيها:
-شيخ الشباب .. أنت شيخ ......

ضربته على صدره بامتعاض و قبل أن تنطلق ضحكاته كتم تأوها جديدا ليشتم و يقول باستهجان:
-ذلك الثور أخيكِ لم أعرفه بهذا الغضب .. لقد كاد أن يخنقني.

ضحكت نغم رغما عن حزنها عليه و قالت بتأثر:
-لأنني وحيدتهم .. فتجدهم مندفعين بعواطفهم لحمايتي.

خفق قلبه بألم لأنه فشل في حمايتها من نفسه ثم بلل شفتيه المشقوقة ببطء و احتضن كفها الصغير في يده و همس:
-و أنتِ من سيعالج جروحك يا نغم ها؟

ظلل الحزن عينيها فذرفت دمعة واحدة كانت كفيلة بإشعال النيران في قلبه ليلعن نفسه على ما اقترفه بحقها دون قصد ..

همست بتماسك لكن مهتز:
-آنا .. أنا سأعالج نفسي بنفسي .. وإن لم أنجح .....

تطلعت بعينيه الساحرتين و اكملت:
-سأحاول مجددا.

احتضن خدودها برفق و أنفاسه تضرب وجهها بقسوة ضربتها بقوة لاشتياقها الشديد له ليقول بنبرة عاطفية مجنونة:
-نغم أنا لن احتمل ابتعادك أكثر .. عودي معي .. أنت تعرفين أنني لم اخونك أو انظر إلى إمرأة أخرى غيرك.

نبض قلبها لفكرة أنه يراها امرأة و تمسكه بها زادها رفضا فتقول بضعف:
-لن أقدر أرجوك تفهمني .. ربما لم تخني لكنك .. لكنك كنت .. كنت في أحضانها و.......

أفلت وجهها ونهض يصرخ بقهر وهو يشير إليها بسبابته باتهام:
-لماذا ؟ أنتِ ستعودين إليّ في النهاية لما المماطلة؟ لما لا تفهمين أنني لم اقربها بتلك الطريقة التي تعتقدين!

نهضت بدورها تنفض عن منامتها ما علق بها من الأعشاب و تشمخ بذقنها و تقول بتأنيب خافت:
-اخفض صوتك رجاء .. ستتسبب لنا بفضيحة أخرى.

ثم همست برجاء مس قلبه:
-من فضلك غادر .. و اعدك أنني سأعود إليك بنفسي.

همس بنفس طريقتها و قال بعذاب:
-متى يا بنت الحلال متى؟

ردت ببؤس حائر:
-لا أعلم أنا تائهة لا استطيع اتخاذ قرار منصف .. ربما أعود بعد شهر أو .....

صاح بهياج غريب اجفلها لتتخذ بضع خطوات إلى الخلف:
-شهر ! شهر يا بنت الناس .. أي ظالمة أنتِ ؟ حتى بعد كل هذا الكلام لم يتغير رأيك!

لملمت شتاتها و كيانها الذي بعثره و قالت بتردد هش:
-المسالة أكبر مني و منك و لا تتعلق بتغييرك لرأيي في العودة إليك .. المسألة تتعلق بروحي المعذبة بقلبي الذي يريد قربك و عقلي الذي ينبذك باستمرار .. و أنا مشتتة بينهما لا أعرف ماذا أفعل .. فقط شهر يا عز الدين و سأكون لك بعدها .. ارجوووك.

صاح نهاد من الداخل:
-هيا اسرعي يا نغم قبل أن يفيق والدي.

لمحت نغم شقيقها الكبير يقف عند باب الفيلا يراقبهما بنظرات غامضة و خلفه علا بهيئتها الطفولية الغاضبة .. أومأت له بهدوء و تنفست بعمق تشحذ طاقتها لمواجهة طفلها البائس من دونها و الذي يتوجب عليها تركه لبعض الأيام الطويلة ..

تسارعت أنفاسها و هي تتطلع إلى عينيه الغاضبتين بارتباك ليفهم ما تنوي قوله فقال يرحمها من ذلك العبء و قال بنبرة غريبة:
-لا تقلقي .. سأغادر الآن ولن تري وجهي أبدا.

استدار على عقبيه و تحرك نحو بوابة الفيلا الخارجية بعزم يوحي بأن القادم لا يبشر بالخير .. أما نغم كانت تقف بجمود و هي تتساءل هل تخلى عنها ؟ هل اكتفى بعد محاولتين فاشلتين و استسلم ؟

لكنها هتفت من خلفه توصيه أن يهتم بنفسه إلا أنه كان قد غادر ..

عادت بعد قليل من الحديقة بوجه شاحب و دخلت إلى بهو الفيلا تنهت بتعب .. وجدت أمامها نهاد و علا فقالت بقلق:
-هل استيقظ أبي؟

وضع نهاد يديه في جيوبه وقال باقتضاب:
-نعم قبل دقائق و قد سأل عنكِ .. و بالعافية اقتنع أن ذلك الصراخ كان عند احد الجيران.

اطرقت براسها بخزي و تمتمت:
-كل هذا بسببي .. أنا آسفة .. سأذهب لأطمئن عليه.

أمسك نهاد ساعد علا و قال باستجواب:
-الى أين؟

رفعت حاجبيها و قالت ببساطة:
-ألا ترى ! إنها حزينة بسبب شقيقي و أقل واجب لي أن اخفف عنها.

أطلق نفسا ضائقا قويا وهو يفكر كيف سيقنعها أنه ليس لها علاقة بما حدث لنغم لكن عبثا إنها تستفز حمايته بسهولة .. زفر بتوتر ثم قال:
-دعيها تتمالك نفسها و تفكر بحياتها .. هي لم تعد صغيرة و في احشائها طفل صغير عليها أن تفكر به .. و الآن تعالي معي يا عمته .. فعليّ أن أعلمك الأدب لنزولك بما يشبه الملابس.

تخضب وجهها الخمري خجلا و قالت بهمس:
-لم أنتبه.

جذبها لأحضانه و اتجها إلى الدرج و هو يهمس بنبرة ذات معنى جعلتها تدفن وجهها في رقبته:
-لنستغل هذا الوقت في تأديبك يا عسلية قبل أن نلحق بصلاة الفجر.






يتبع .....


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 21-07-18, 11:02 PM   #1026

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

خرجت نهال من غرفة النوم الإضافية لبيت شريف متجهة لغرفة المعيشة و على وجهها امارات التعب .. لكن وقبل أن تدلف إلى الغرفة لمحت بطرف عينها الظل الطويل الواقف عند الباب الخارجي للشقة .. رفعت اصبعها إلى فمها تعض عليه بقلق و خوف .. و هو قلبه يحترق عليها رغما عنه للحالة التي تمر بها .. عينيا محمرتين من الدموع و شفتيها منتفختين من فرط ما تعض عليهما .. لقد كان يشعر بها و قد ذاق ألم الفقد مرتين لكن الفرق أنها وحيدة بلا ظهر تستند إليه حين التعب .. و كرامته ترفض ذلك العطف الذي يلمع في مقلتيه .. جل ما يستطيع أن يفعله هو الحفاظ عليها آمنة كما فعل هو حين تعرضت للسرقة في بيت عائلتها القديم و رحبت زوجة شقيقه أسماء بها بكل رحابة صدر ...

تطلع إليها بأسى و هي تقاوم التقدم إليه بثوبها القطني الطويل و الذي أظهر هشاشتها .. لقد تغيرت نهال فخري تماما و كأن الحياة قد لعبت لعبتها و هذبتها لدرجة السكون و الشحوب ..

اقترب بضع خطوات و قال ببرود:
-هل نام؟

اخفضت اصبعها فورا و ارتجفت قليلا لبروده و ردت بشحوب تفرك جبينها بإرهاق:
-نعم.

بعد أن انهكها بجموده و عدم استجابته لها .. ففي وقت ما سيكون عليها أن تخبره بالحقيقة كاملة لكنها أخبرته جزء منها .. أن والديه الحبيبين سينفصلان بهدوء لوجود عدة مشاكل بينهما .. لا ترغب بتذكر صدمة صغيرها نائل .. بدأ و كأنه متفهم أو غامض لدرجه مغيظة ... يؤلمها أنه طفل كتوم ليس كبقية الأطفال .. و هذا اخافها من المستقبل القريب .. كيف سيستقبل الجزء الأهم و الأسوأ عن والده ؟؟

عاد يسأل باهتمام مبهم:
-كيف حال والدك؟

نظرت إليه بألم ترفع يدها و تتحسس بها رقبتها المكشوفة لعينيه المشتاقتين و قالت بصوت مبحوح يعشقه:
-صحته تزداد سوء.

ثم أكملت و شهقة باكية تفلت منها:
-جسده لا يستجيب للعلاج.

تنفس ماهر بخشونة شاعرا بعضلته تتضخم من فرط الجهد الذي يتبعه على نفسه .. ما أنقذه من الموقف هو خروج شريف من الحمام بعد أن فرغ من الوضوء استعداد للصلاة في مسجد قريب .. فقال بتأثر رقيق:
-قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا .. ادعي له فقط.

هل كان يقصدها بكلامه أيضا !!

لكنها كانت شاكره لكلماته المواسية و إن كانت لا تستحقها ..

ثم قال بانزعاج:
-شريف سيخرج بعض لحظات يستحسن أن تدخلي إلى الغرفة فلا يراكِ بهذا الشكل.

أومأت بصمت وقلبها يوخزها مسببا لها الألم .. و تحركت من أمامه بخطواتها فكانت وكأنها تدوس بها على قلبه الفتيّ .. فتنهد داعيا ربه الرحمة و انطلق ينتظر شريف عند البوابة الخارجية ليملأ صدره بالهواء النقي ..

بعد دقائق طويلة كانت أسماء تنهي صلاتها بالتسبيح و الذكر الحكيم لتلفت إلى تلك الراقدة فوق الفراش العربي بوجه أصفر كالليمونة .. فتحركت بثقل لألم الروماتيزم الذي انهك صحتها و أمسكت بالمشروب الذي أعدته سابقا لنهال .. جلست بجانبها بعد أن أفسحت لها الأخرى مجالا لتريح ساقيها ..

ناولتها اسماء المشروب و قالت بحنان فائض:
-اشربيه سيريحك.

قالت نهال بصوت خافت و هي تتناول الكوب:
-أنا لستُ بخير يا أسماء .. كلما أفكر في حياتي و أولادي أتمنى الموت.

انبتها أسماء و قالت بمواساة:
-اهدأي و استغفري ربك و لا تعودي لسيرة الموت .. أمامك الكثير لتعيشيه مع زوجك و أولادك إن شاء الله .. حسبي الله ونعم الوكيل على من كان السبب.

لم ترد نهال و لم تتغير ملامح وجهها المتألمة لكنها من الداخل كانت تتعارك مع نفسها .. لقد أصبحت مطلقة من جديد و بدأت عدتها بالأمس و قد اخبرها ماهر بكل برود العالم أنه سيتزوجها بمجرد انقضاء العدة .. أتفرح لاجتماعها به أخيرا أم تبكي لأن لا شيء سيعود كما كان سابقا ..

قالت نهال بعد فترة من الصمت:
-لا يمكنني المكوث هنا للأيام القادمة و ........

عقدت اسماء حاجبيها و قالت بصرامة تقاطعها:
-لا والله لن اسمح لكِ ... لن تذهبي لأي مكان و بيت شريف فخري موجود.

لكن نهال لم تقتنع و أوشكت أن ترفض حين تناهى إلى مسامعهما صوت صراخ ..

في الخارج كان عز الدين يواجه والده بوجه جامد و شريف يحول بينهم ... فهدر ماهر بغضب:
-الن تكبر يا عز الدين ! ستصيبني نوبة قلبية بسبب افعالك .. كلما أخبرت نفسي انك كبرت اتفاجأ بك تفتعل مصائب اكبر .. هل وصل بك الحال لتتهجم على بيت عمك؟

شعر عز الدين بالخيانة فمن من الممكن أن ينقل لأبيه الأخبار ؟ و عندما تعمق بتفكيره لم يجد غيره ذلك الثور الحقير المسمى بإلياس ..

فقال باندفاع يرفع عن نفسه التهمة:
-أنا لم اتهجم على أحد .. أنا ذهبت لأخذ زوجتي.

رمقه ماهر بنظرة تحذيرية و قال بسخرية:
-زوجتك التي قضت ليلتين في بيت أهلها تبكي بهستيريا .. لا واضح من وجهك أنك لم تتهجم أبدا.

اشاح عز الدين بوجهه ليمنع كدماته عن عيني والده المدققتين وضغط على لسانه حتى لا ينفلت بقائمة لا نهاية لها من الشتائم .. تبا ما الذي نقله ذلك الثور بالتحديد !! لم يغفل عن أي تفصيله و إن كانت صغيرة ..

تفحص ماهر وجه عز الدين المطبق بحاجبين معقودين ثم رمق شريف الذي أشار له بالهدوء وأنه سيتوجه إلى غرفة نومه وكأنه يمنحهما مساحة خاصة .. ولم ينتبها إلى تلك التي تتابع الموقف بعيون دامعة مشتاقة تأكلهما اكلا في تلك البقعة المظللة ..

اقترب منه ببطء وقال بغضب:
-ماذا فعلت لزوجتك لترفض الرجوع إليك؟

تنهد ببؤس و قال ببراءة:
-لم افعل شيئا.

جن جنون ماهر فأمسك بياقة عز الدين يهزه بغضب وهو يقول:
-لقد صبرت عليك طويلا وأنا أعلم أي حياة بائسة تعيشها عسى أن تفيق لنفسك لكن عبثا .. هل تقنعني أنك لم تخون زوجتك إن لم يكن بجسدك ربما بعقلك.

كانت الكلمات كسياط من حميم تضرب عز الدين و تضرب .. والدته ... وكأن ماهر يشعر بوجودها فأراد أن يؤلمها أكثر ..

لم يحتمل عز الدين ذلك الكبت الذي يقتله ويعاني منه لسنوات .. كبت تعلق به منذ الصغر فانفجر يقول وهو يفض ذراعي والده عنه و يبعدهما:
-يكفي .. لا تحاسبني و حاسب نفسك .. انظر إلى أين وصل بنا الحال .. لو لم تسمح لها بالذهاب لما حدث ما حدث .. لو منعتها لما تجرأت و تركتنا .. حاسبها هي و حاسب نفسك قبل أن تحاسبوني .. اتركوني و شأني.

جحظت عينا ماهر بلا تصديق و عقد حاجبيه يقول باستفهام:
-هل تلومني على ما يحدث لك الآن يا عز؟

صرخ بوجع يؤكد كلامه:
-نعم ألومك أنت.

لم يعرف عز الدين أنه طعن والده في الصميم لكل التضحيات التي قام بها لأجله و اخواته لكنها شعرت و تأثرت به و عليه فلم تحتمل الوقوف ساكنة بعيدة .. عن ما يخصها .. و يخص قلبها و روحها ..

كان ماهر سيتكلم إلا أن ظهور نهال المفاجئ على الساحة غير كل شيء ..
و تلقائيا نظر إلى عز الدين يدرس انفعالاته من وجودها ..
حيث تراجع إلى الخلف و هو يطالعهما بذهول يهز برأسه وكأنه يعيش حُلما ؟ بل كابوسا مظلما !!

أشار لها بسبابته و بادره بالسؤال:
-ما .. ما الذي تفعله هنا معك؟

استهجن ماهر قوله و قال بسخط:
-تأدب يا ولد و حسن الفاظك.

ضحك عز الدين بملء شدقيه و هتف بهما بسخرية:
-ماذا هل عدتما معا .. لم تنقضي أيام العدة بعد وأنتم ها هنا تتبادلون الغر.........

صرخت نهال بماهر قبل أن تنزل الصفعة على وجه عز الدين ليقف مبهوتا هزيلا بلا حول ولا قوة بينما نهال أدحضت مخاوفها و تحركت إليه تحتضنه بشوق و دموعها تغلبها فتخذلها بمرارة و هي تقول بصوت مختنق:
-أرجوك ماهر ... ليس هكذا .. ألا ترى وجهه؟

لم يرف لماهر جفن وهو يطالع ابنه يتلوى ألما و مهانة لكنه كان يحتاج إلى الصفعة ليفيق .. و يلحق نفسه قبل خسارتها .. فقال بنظرة صقيعية:
-ابنك يحتاج أن يفيق .. و غالبا هذه الصفعة ستقوم بالواجب.

غادر ماهر المكان بغضب وهو لا يعرف ماذا سيقول لصديق عمره عما فعله بابنتهم .. الأمانة التي تكفل هو بتزويجها لأبنه .. و بذات الوقت كان مشفقا على من نبض لها القلب و لازال يفعل لتأخذ فرصتها مع ابنها فهو يعرف أن دواءه معها فقط ..

بعد قليل كانت نهال تجلس على ساقيها أمام عز الدين في غرفة المعيشة بعد أن اطمأنت عليهما اسماء و ذهبت لزوجها .. تمسح جروحه برقة شديدة و عينيها تسكبان دموعا لا نهاية لها بينما تهمس له بحنان:
-تكلم يا عز .. اشتم و اضرب لكن لا تسكت .. انبذني كما كنت تفعل دوما .. إذا أردت ..

ضحك باستهزاء و قال بصوت مجروح:
-اذا أردتُ أنا ستبتعدين .. ستفعلين ذلك مجددا؟

بكت نهال واخفضت يدها و قالت باختناق:
-لم أرغب بالابتعاد عنكم صدقني .. لقد تمسكت بكم إلى النهاية .. لن تفهمني مهما قلت و بررت فهذه الايام ليست كالأيام الماضية.

أمسك عز الدين يدها و ضغط عليها بقهر و هو يقول:
-لن افهمك و لن يستطيع أحد أن يفعل .. أنتِ قررت الابتعاد نقطة سطر جديد.

هزت راسها وهي تحاول احتضان وجهه و تنظر إليه بعيون تفيض حبا و شوقا:
-لن ابتعد مجددا .. أبدا .. فقط اعطني الفرصة لأبرهن لك أنني احبكم جميعا و افديكم بروحي.

احمرت عينيه وهو يطالع شحوبها .. الوجه الذي أحبه و ظل يتخيله لسنوات في كل أم لأصدقائه ، أقربائه .. في كل الناس .. لكن لم تكن واحدة تمتلك ذلك الوجه المشع بهالة خاصة بهما .. ناعمة هشة لكنها قوية كم كان يعشقها و يقف في وجه والده حين يزعجها و المؤلم .. أنه لازال عالقا بحبها و حنانها ..

فابتلع ريقه و همس بصعوبة:
-اذن هل ستعودين إليه؟ هل ستقبلين به وأنتِ تعرفين أن الأمور بينكما لن تكون كسابق عهدها ؟

صمت قليلا ثم قال بقصد:
-حتى لو كان يكرهك!!

تنفست نهال ببطء لتنظف حلقها و مسحت دموعها بارتباك طفيف فمحادثة بسيطة كهذه هي جل ما تريد و لكم حلمت بها .. تألمت لكلامه لكنها قالت بابتسامة خافتة:
-نعم .. سأفعل أي شيء من اجلكم.

هجم عز الدين على والدته يحتضنها بعنف و شهقات بكاءه تختلط ببكائها بينما تشدد على احتضانه وهي تقبل كل جزء يصل إلى شفتيها من وجهه .. حتى تضخم قلبها من انفعالاتها المبتهجة وهي تسمعه همسه المبحوح:
-اذن افعلي ... أرجوك افعلي و أعيدي اليّ نغم.

ابتسمت نهال من بين دموعها وهي تبدأ بالفعل بالتخطيط لاسترجاع كنتها لصغيرها البائس ..






يتبع....


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 21-07-18, 11:04 PM   #1027

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

نهاية الأسبوع
قبل الزفاف بيوم ... عصرا

الساحل الشمالي




يلاعبها و تلاعبه كما لو كانا في لعبة مغامرة شقية .. لكنها لعبته .. هو من بدأها و هو من سن قوانينها و هو من علمها كيفية اللعب و ها هو في طريقه ليرفع راية الاستسلام !!

بعد اسبوع مليء بالاعترافات التي كان بعضها مؤلم و البعض الآخر مبهج للروح بشكل كبير لاسيما "هل اخبرتك من قبل أنني أحبك" التي لاقت صدى كبير في حجرات قلبه .. كانا قد وصلا إلى مرحلة غريبة في تلامس روحيهما إلا من بعض الأسرار التي علقت بكل منهما فتجاوزاها مؤقتا ... كان التلفزيون مضاء على فيلم اجنبي من اختيارها هي ... لكن كلاهما كانا بعيدين تماما عن المشاهدة .. تلفهما هالة من السكون و الهدوء .. عيناهما متعانقتين بحديث صامت و في كل عقل منهما كان يدورا شيئا ما ..


ضغط على فكيه بقوة و هو يفكر أن من قسوة القدر عليه أن يجعله عاشقا متيما في إمرأة يستطيع أن يقول عنها "ما احوجني الآن إلى تعويذة تحول ذلك الخوف و الألم الذي يغمرها إلى شعلة من نور تنير بها مهجته" ...
"ما احوجني إلى أن تسقط في موضع الشرارة في القلب لتنطفئ ... و من يدرى فقد تنطفئ بمجرد اقترابها وكأن نورها و براءتها هما من أسكنا الفؤاد .."

بينما هي تشغل و تشعل عقله .. كان هو بالمثل بالنسبة لها .. تتأمل عينيه بلمعانهما الغريب .. تشعر بذلك السر العجيب الذي يسكنهما فيفتنها كأول نظرة خطفتها عينيها لعينيه .. سر عاشق حيران بمن هواها قلبه و فتن بها .. سعيدة لأنها تعلم أنها في قلبه كما لو كانت الكون فيه ...

لم تقاوم الابتعاد ولو أنها ليست بذلك البعد .. تقترب بخطواتها المتعثرة منه بدلال تعلمته على يديه في الأيام القليلة الماضية .. فترى نظراته لها كنظرات طفل صغير إلى الحلوى .. فأهلكته بلذتها .. فتتمنى لو تكتشف سر آخر من أسرار روحه الغامضة ... المخبئة خلف واجهة الصبر الذي تقابلها كلما تجاوز في لمسها ...

لمست خده الخشن بكفها الباردة فأحرقته لمستها كذات الحرق الذي أصاب مشاعره .. و ظل هو ينظر إلى وجهها المتورد من البرد .. أعصابه تحترق .. تشتعل .. شوقا و لهفة ... نظراته غريبة براقة مشتعلة ... كهمسه لإسمها ..
"عليااء"
اقترب هو هذه المرة ليطبع قبلة طويلة على وجنتها الناعمة ... يهمس اسمها بأذنها بنبرة أجشه وكأنه يطمئنها على ما هي مقدمة عليه .. التحرر من العقدة التي تخنقها و تخنقه معها ...


تلك العقدة التي ظن أنه سيحلها بانعزاله بها عن العالم ... هي من أحكمت نفسها حوله بعد أن ظن لوهلة أنه نجح .... فلا هو قادر على حلها و لا هي تتركه .. لكن ذلك النور الذي لمحه في مقلتيها الداكنتين أنبئه أن هذه الليلة لن يكون فيها خسائر ... سينتصر و سيحل العقدة!!

همست أمام شفتيه بتردد ملحوظ:
-أنا أريد اسعادك يا جسار .. لذلك هل ستستمع إلى كابوسي وألمي الأخير ؟

رمش عينيه بإيجاب و لمس وجنتيها بظهر يده بينما تستكين في أحضانه بهدوء ليحميها بصدره الدافئ ..

بللت شفتيها بلا وعي بحركة فتنته وجعلته يتململ في مكانه بغير ارتياح متمنيا أن تتوقف مطالبه الذكورية عن التأثر بحركاتها الأنثوية لعدة دقائق فقط لا غير .. يكفي أن صغيرته تشجعت و بنفسها ستتكلم عن آلامها التي سيحرص على اقتلاعها من جذورها ..

عقدت ذراعيها حول عنقه فلم يرى نظرة الضياع في عينيها لكن جسدها الملاصق لجسده نقل ارتعاشها له لامست جانب وجهه بخدها و كأنها تلتمس منه القوة و الشجاعة .. لم تمر دقائق إلا و بدأت بالكلام بصوت على قدر ما ينقط عذوبة كان يقطر سما:
-كان ذلك في اليوم الأخير من امتحانات الثانوية العامة .. ذات اليوم الذي من المفترض أن نذهب به لحضور حفل زفاف أحد أقارب أبي .. عدت من المدرسة غاضبة متجاهلة وجود ... أمي .. مع علا .. مع إنني كنت مشتاقة لرؤيتها لكنني كابرت و عاندت نفسي و حرمتها من رؤيتها و التمتع بحنانها ..

أخذت نفسا قويا عميقا ملأت رئتيها به و شعرت بلمسة جسار المشجعة على ظهرها الرقيق فأكملت و الغصة تخنقها و تملأ عينيها بالدموع:
-لقد ألحت عليّ علا بالذهاب معها و أنها لن تستمتع بالحفل طالما أنا في البيت و لستُ معها .. ألحت كثيرا حتى أنني غضبت منها و صرخت عليها بأعلى صوتي و جاء أبي و قال لها أن تتركني على راحتي .. أنا لم أرد الذهاب لأنني كنت متعبة .. منهكة بعد قتال عنيف مع الامتحانات و .. مع السيطرة القاسية على ذاتي لأمنعها من الاشتياق أو حتى التفكير بها ..

شهقت بنعومة و هي تدفن وجهها في عنقه مستشعرا هو أن الجزء الأصعب قادم لا محالة .. اختنق وهو يتلاعب بخصلات شعرها و يتشممها بروح معذبة .. انفاسها الحارة كانت تؤلمه بقدر ما تشعره بالتخبط و تنذره أن موجة طويلة من البكاء و الانهيار في الطريق .. فما هي مقدمة عليه يفوق قدرته و قدرتها على الاحتمال لكنه مضطر لينتزع آلامها حتى تعود إليها روحها ..

هدأت نفسها و تنشقت ببطء و أردفت باشمئزاز:
-اقتنعوا أنني متعبة و غادروا البيت .. الجميع غادر لحفل الزفاف إلا أنا و .. هو..

لمس جسار ذراعها العاري بلطف و قال بغصة خانقة:
-صغيرتي .. لا تكملي إذا ......

تراجعت قليلا في أحضانه مما منحها مجالا لرؤية معالم وجهه الخشنة معذبة مختنقة لأجلها فهزت رأسها وهي تلمس فكه:
-لا .. أنا أريد اسعادك و لن أفعل إلا بعد أن ارتاح من هذا الحمل .. أرجوك احتمل لأجلي.

تبا لقد ادمعت عيناه و هي لم تبدأ بعد ..
رجولته تنتفض بحماءيه ترغب بالانقضاض عليها لينسيها ما مرت به ..
سيموت إن لم يفعل و يسعدها قبل أن تسعده هي ..

عادت تتقوقع في أحضانه وهي تكمل بشحوب و صوت متهدج:
-شعرت بالممل فأخذت طبق من الحلوى و صعدت إلى السطح .. أحببت الشمس وهي تشرف على الغروب لأنني ظننت أنها ستأخذ معها أحلامي وتعود إلى في الغد و تحققها لي .. تلك الأجواء الهادئة و الرهيبة كان لها تأثيرا كبيرا عليّ فكل مرة كنت أصعد للسطح مع علا نتسامر و نتبادل الأحلام .. تلك الليلة ظننت أن كل شيء سيتغير خاصة بعد أن انهيت دراستي الثانوية ... لكنني كنت مخطئة .. شعرت بحركة غريبة على السطح فلا يوجد في البيت أحد غيري .. نهضت عن الكرسي لأتفاجأ بهيئته الضخمة تقتحم حرمة مكاني .. لقد بدا غريبا و كأنه ليس ... ليس هو الذي أعرفه .. ناديته و ... صرخت ... أنا صرخت لكنه ..

جذب مؤخرة رأسها إليه بقوة مقبلا رأسها هامسا بصوت أجش:
-هشششش .. حبيبتي .. حبيبتي كفي ..

شعر براسها يهتز برفض و هي تكمل بانهيار و دموعها تبلل رقبته:
-لكنه كمم فمي و اعتقل خصري و جرني إلى غرفة صغيرة قديمة .. رماني أرضا و .. ناداني كما تناديني أنت .. عليائي .. أنا أكره هذا الاسم .. لا اطيييييقه.

صرخ بها جسار بعذاب أن تصمت و كبل حركة ذراعيها المتخبطة إلا أنها كانت من الإصرار أن ترضخ له ..

-مزق قلبي قبل أن يمزق ثيابي .. حاربت كثيرا حتى أنني أوشكت أن اضربه بلوح الزجاج لكنه .. لكنه مزقني بدلا منه ..

أدرك الآن جسار سبب ذلك الجرح الذي أصر على معرفته و ها هي الحقيقة تتجلي أمامه بانطلاق ك طلقات الرصاص .. تنفس بعمق و تململ باختناق حقيقي هو لم يحتمل فكيف بها !

قالت باختناق باك مماثل له:
-استيقظت وأنا في المشفى و التساؤلات تنهش عقلي و تأكله اكلا .. اخبرتني الطبيبة أنني بخير بعد أن نمت ثلاثة أيام وأنا في حالة عصبية كان هو قد أخبر والدي أنني نمت عند صديقة قريبة فلم املك إلا أن أقول ذات الشيء ..

فجأة بدأ صدرها بالانتفاض وكأنها تنتقل إلى حالة غريبة من الانهيار وهي تصرخ بعنف:
-عشت سنوات من الخوف و القهر وأنا انبذ كل من يحاول الاقتراب مني .. أو التقدم لخطبتي .. إلا أنت .. إلا أنت.

كبل جسار ذراعيها بقبضة و بالأخرى احتضن خصرها و قربه منها و هو يهمس باسمها بقلب منخلع حتى استجابت له بعد جهد كبير كانت طاقته قد انتهت فحملها إلى غرفة النوم و هدهدها كطفلة لتنام بسلام أخيرا .. فينطلق هو مسرعا إلى البحر يخلع عنه ملابسه ليغطس بقوة و يغوص فيه عميقا عسى أن تتكسر ضلوعه و لا يشعر بألم قلبه الحاد ..





يتبع....


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 21-07-18, 11:07 PM   #1028

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

بيت عائلة الديب ..مساءً




تأففت جميلة للمرة العاشرة وهي تتطلع إلى شاشة التلفزيون .. فرمقها الأطفال باستغراب بينما تطالعها سلمى باندهاش .. أشار سليم الصغير إلى جدته و أدار إصبعه بجانب رأسه كعلامة للجنون وضحك كرم بهدوء فحدجتهما سلمى بصرامة و همست و موجة من الألم تضرب ظهرها:
-عيب يا ولد منك لأخيك.

عادت جميلة لتزفر مجددا و تطلع إليها سلمى بحاجب مرتفع و تقول بعبث:
-ما بكِ يا جميلة منذ الصباح وأنتِ تتذمرين و تقاتلين ذباب وجهك؟

حدجتها جميلة بنظرة مستنكرة وقالت تسأل شاكر و الذي يبدو مشغول البال:
-هل اخبرك يا ابا كرم جسار عن موعد عودته ؟

انتبه شاكر من شروده و رمق تلك الساكنة في محلها قرب خالتها بغموض و قال بهدوء:
-لم يحدد يا خالة .. لقد قال ربما يكون هنا الليلة و ربما صباح الغد.

خبطت كفيها معا و قالت تبرطم:
-هذا الولد غير مسؤول لقد أخبرته أن يحضر فورا و ابنة اختي تنتظره من الصباح .. أكيد تلك الفتاة اخرته عن عمد.

رمق شاكر زوجته بنظرة خاصة فقالت الأخرى مؤنبة بهمس:
-امي! ما هذا الكلام الغير لائق .. تلك الفتاة التي تتحدثين عنها كنتك و زوجة ابنك .. كما أن زوجي و ابنة اختك هنا فلا تكثري الكلام.

لوت جميلة شفتيها بحنق كعادتها كلما لم يعجبها الحديث ..

نظرت سلاف لشاكر نظرة خاطفة فلم ترتاح لنظرة عينيه فاطرقت بخزي وهي تتململ بارتباك جم .. لقد حضرت منذ الصباح مخصوصا لتقابل جسار لكنها صدمت بسفره و هي التي كانت تقاوم ألم ساقها و تتصارع مع نفسها .. فذلك الرجل المتقدم سيحضر غدا ليراها و يعقد عليها .. و ها هي فرصتها طارت مع أوراق الخريف ..

تمتمت لهم بارتباك وهي تمسد تنورتها الفضفاضة:
-خالتي أنا .. أنا سأغادر .. تأخر الوقت.

عقدت جميلة حاجبيها بطفولية لتقول باعتراض:
-لا تقوليها .. اجلسي قليلا ربما يأتي بعد لحظات.

ابتسمت بتردد وهي تنهض:
-مرة ثانيه خالتي .. أنا مضطرة للذهاب.

نهضت جميلة بدورها و قالت بلطف وهي تمسك ذقنها وكأنها تلاعب طفلة حتى سببت لها الحرج أمام سلمى و زوجها:
-انتظري قليلا يا روح خالتك.

أومأت سلاف بصمت و اطرقت براسها و هي تعود لمجلسها تشعر وكأنها دخيلة عليهم إلا أن سلمى اشفقت عليها خاصة و هي تلمح ذلك الاحمرار على خدها الذي يشبه الحرق .. فاقتربت منها وقالت بابتهاج:
-متى كتب الكتاب؟

همست سلاف بحياء و خدودها يتوردان:
-غدا إن شاء الله.

ابتسمت سلمى بصعوبة وهي تكتم تأوها متألما لتقول:
-على خير حبيبتي ..مبارك لكِ.

شكرتها سلاف بلطف وهي تتحاشي النظر إلى شاكر حتى أتت خالتها و انقذتها .. قبلت خدودها ودفعت بكيس أسود ثقيل لها لترمقها بتساؤل فأشارت لها جميلة بالصمت فرضخت الأخرى بقلة حيلة .. ودعتهم بخجل لتلحق بها جميلة:
-سأوصلك يا حبيبتي.

اوقفها شاكر و قال بخشونة:
سأوصلها بنفسي يا خالة .. استريحي أنتِ.

تبادل هو وسلمى النظرات فشعر بقلقها ليطمئنها بهزة رأس و ينطلق خلف سلاف ..
تساءلت سلاف بدهشة عما يحتويه هذا الكيس الكبير و الثقيل .. كانت ستصل إلى الباب لتفتحه و تهم بالخروج إلى أن اعترضها شاكر بضخامته يسد طريقها قائلا بغلظة:
-ماذا تريد فتاة مثلك من رجل متزوج؟
أم أنكِ واثقة بجمالك فاستخدمته كورقة رابحة!!

اهتزت مقلتيها لأهانته إلا أنها رفعت رأسها و واجهته بالقول:
-ما أريده من ابن خالتي لا يخصك .. رجاء ابتعد أريد الذهاب.

طالعها بنظرة وقحة وقال:
-لما ألا أستطيع تلبية طلباتك كابن خالتك ؟

اتسعت عينيها بهلع من فكرته عنها حتى أن عينيها ادمعتا لكنه لم يعبأ بها وهو يكمل ضربه بالسياط:
-ابتعدي عن جسار و زوجته يا آنسة سلاف .. و اهتمي بخطيبك أفضل لكِ.

ثم تنحى جانبا ليسمح لها بالعبور فجمعت كرامتها المهدورة و تحركت إلى الخارج بعد أن سقط ذلك الكيس من يدها .. اراد اللحاق بها لكنها قالت بجمود:
-شكرا لك .. لقد كفيت و وفيت و اتضحت الصورة.

أغلقت خلفها الباب و سارت على الرصيف تبكي بحرقة قلب و ساقيها يرتعشان بانهيار فرفعت اهدابها إلى السماء وهي تدعو بقلب متألم ..

تحركت سلمى بثقل يد على ظهرها و الأخرى فوق بطنها .. وضعت كفها على كتف شاكر ليستدير نحوها .. نظرت إلى الكيس الساكن بجانب الجدار و قال بلوم:
-لقد زودتها مع الفتاة يا شاكر .. لم أعرفك قاسيا هكذا.

تنهد بهم وقال يربت على بطنها بشغف:
-لقد خرجت عن شعوري لأجل شقيقك .. الفتاة لها تأثير خطير عليه هل تفهميني سلمى .. تبدو و كأنها ملاك فعلا و هذا ما يقلقني.

همهمت سلمى أنها تفهمه و أطبقت على شفتيها بقوة تكتم المها .. لاحظ شاكر ما تفعله فلمس كتفها وقال بقلق:
-سلمى أنتِ تتألمين ؟ هل هذا ألم الولادة؟

لم تستطع أن تكتم أكثر فصرخت في وجهه بشحوب تتهاوى من بين ذراعيه من فرط الألم:
-آآآآآه الطفلة ستخرج الآن يا شاكر .. أمييييي.

توتر شاكر بينما تهم جميلة بالخروج من الصالة لتصيح به:
-ماذا تنتظر يا شاكر ! اتصل بعربة الإسعاف فورا.

اومأ بارتباك وبدأ بالاتصال فعلا ثم اتصل بهاتف جسار و أخبره بإيجاز عن الوضع .. فكرم و سليم سيبقيان في البيت وحدهما لذا اتصل بسائقهم الخاص ليوصلهم إلى البيت ريثما يحضر جسار و زوجته حيث أنه أقرب لهم من هنا ..




يتبع ...


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 21-07-18, 11:11 PM   #1029

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

الساحل الشمالي ... قبل لحظات






تحركت علياء من فراشها بخطواتٍ متثاقلة إلى الحمام .. لقد غفت لساعات و لم تفق إلا الآن .. و راحت عليها صلاة المغرب ..
لقد افتقدت رائحته في الغرفة .. تعلم أنها حملته معها فوق طاقته لكنها ما فعلت ذلك إلا لتسعده .. غسلت وجهها جيدا و نظفت أسنانها ثم خرجت و ارتدت إسدال الصلاة و قضت صلاتها و ختمتها بالدعاء و الالتجاء إلى الله و ان يلهمها الصواب ..
وقفت متخصرة أمام الخزانة بشفتين مطبقتين .. بالعادة تحتار في انتقاء ملابسها لكنها الآن محظوظة بحيث أن جميع القطع من نفس النوع .. و تقدم نفس الخدمة ..

لفت نظرها فستان قصير مؤكد .. ينتهي عند ركبتيها بطيات متكسرة و بألوان مختلفة لكن منسقة .. ارتدته فبدت كفراشة ربيعية وهي تدور حول نفسها و ابتسامة بلهاء تناغش ثغرها .. مشطت شعرها بعدما رطبته بكريم الشعر ليبقى هادئا حول وجهها و نثرت القليل من عطر هادئ الرائحة ..

وقفت بعد فترة أمام النافذة المفتوحة تتلمس زجاجها و هي تتأمل الوجه الذي انار حياتها يتحدث براحة مع إمرأة ما لم تتعرف عليها لخفوت الأضواء الخارجية .. إلا أن نظراتها لزوجها كانت واضحة جدا .. كان يضع يدا على خصره و الأخرى يشير بها وكأنها تساعده لإفهام تلك المرأة المتيمة به على ما يبدو .. شهقت بصعوبة لتأخذ نفسها وهي تشتعل و تحترق بالغيرة ..

وكأنه شعر بنظراتها تحرق ظهره ليلتفت إليها للحظة ثم يعود ليتحدث مع الأخرى و يلوح لها بالسلام ..

لم يكد يسترد أنفاسه عند وصوله من خوفه أن تكون بحاجته .. تركها تنعم بالنوم لأنها لم تنم براحة منذ زمن بعيد حتى بعد عودته من السباحة استحم و ابدل ملابسه و هو يتطلع إليها بعشق يتشبع من ملامحها كما يحب .. كانت سميرة قد أتت لترى علياء إلا أنه جلس هو و إياها واخبرها بكل شيء حتى فاتهما الوقت و أسدل الليل ستائره فبشرته أنها في طور الشفاء و ليتخذ خطوته الأخيرة بكل الرقة التي يملكها وليكسر حاجز الخوف إلى الأبد فيصبح بعدها الأمر طبيعيا ..

كان يقف مبهوتا منبهرا بطلتها الأنثوية المثيرة .. جامحة بتلك الظلال الذهبية التي تزين عينيها و شعرها الذي فشلت بتهذيبه فانطلق بحرية يعكس مدى برية صاحبته .. ذلك الفستان أظهر تفاصيل جسدها الفاتن لاسيما اكتناز صدرها المكتمل .. هل يمكن أن تكون أكثر جمالا من الآن!!

تبا لقد تفاعل جسده فورا لتلك المثيرات الأنثوية فائقة الجمال .. هل سينالها الآن و برضاها ..

إلا أنها قاطعت خيالاته الوقحة و هي تقترب منه و تبادره بالقول:
-من تلك المرأة؟

رفع حاجبيه باستغراب لسؤالها رغم أنه يعلم أنها رأته مع سميرة إلا أنه لم يتوقع أن يراها بهذا الشكل الأقرب إلى الكمال تسأله بعين قوية بعد انهيار قوي لكنه سعيدا بل يكاد يرقص قلبه لأنها بدت أكثر راحة و ... انطلاقا ..

كتم انفعالاته و أجاب بإيجاز بلا مبالاة:
-طبيبة نفسية.

حدث جسار نفسه تلقائيا ..
"فغر الشفاه الحمراء ..
عقد الحاجبين العريضين ..
زم الشفتين و عبوس يظلل الوجه ..
ملامح غير مصدقة و صياح هائج ب ...."

- طبيبة نفسية ! اذا كانت كما تقول إذن لما تقابلها سرا و تكلمها في الخفاء.

كادت تفلت من شفتيه ضحكة صاخبة لمظهرها الجديد .. حمد الله في عقله لأنها لم تتطرق إلى ذكر ذلك الحديث المؤلم و هو لن يفعل ..
متجاهلا نبرة الاتهام اللذيذة في صوتها قال بجدية:
-لأني لم أرغب بتعريضك للمزيد من الضغوط خاصه وأنا أعرف أنك ستتضررين أكثر من مقابلتها لذا كان علي التواصل معها لمساعدتي.

كانت شاكرة له رغما عن امتعاضها من نظرات تلك الطبيبة إلا أنها هتفت باندفاع:
-هل كنت تعرفها من قبل .. و لا تتجرأ و تنكر لقد كانت تتطلع اليك بانبهار لاسيما شفتيك وأنت تتحدث.

أجاب بتسلية وهو يجلس على اريكة قريبة يضع ساقا فوق الآخر:
- أرى أنكِ تمعنت في التفاصيل أكثر من اللازم.

اشارت له بسبابتها وصرخت بحنق غاضب مستفزة من بروده و لا مبالاته:
-أنا لا امزح جسار .. لا تقلب الموضوع لصالحك و اجبني .. هل كنت تعرفها من قبل؟

رد بصدق بينما يتفحص جسدها بتركيز:
-نعم كانت صديقتي أيام الجامعة!

قالت تستجوبه:
-هل قبّلتها؟

ضرب يده فوق منضدة جانبية و قال بغيظ:
-تبا هل هذا استجواب ؟ ما الذي يدور في عقلك الصدأ؟

دارت حول نفسها نصف دورة وكأنها تريد افقاده عقله لتلتفت إليه متخصرة وتقول بسأم اضحكه:
-لا تتهرب و تسأل سؤال بسؤال آخر وعقلي ليس صدأ .. هل قبلتها ؟

أجاب بيأس خافت:
-استغفر الله العظيم .. أنت من جلب هذا لنفسك يا جسار.

ثم اردف بصوت مرتفع:
-نعم و قبل أن تفتحي فاهكِ الكبير و يروح بالكِ لبعيد وأنا خير من يعرفكِ لقد كانت قبلة واحدة فقط و لم تتكرر .. لم تتكرر.. كانت أيام طيش شباب و ولا.

جحظت عيناها و رددت بذهول وهي تتراجع إلى الوراء:
-يا الهى وأنا التي ظننت أنك غيرهم ! لذلك كادت أن تأكلك بعينيها ..

أردفت باشمئزاز طفولي:
-و هل هناك غيرها؟ رد عليّ.

رغما عنه ابتسم بمكر وقال يشير بأصابعه ببراءة:
-ثلاثة مع سميرة و أنت .. الرابعة .. هنيئا لكِ.

صرخت بغضب وهي تتقدم منه:
-ايها المغرور لم أعرفك شيخا تطبق الشرع في نزواتك .. أنت تعدد في العلاقات و غيرك يعدد في الزوجات.

نهض بسرع و اعتقل خصرها بذراعيه رغم محاولاتها الضعيفة في ابعاده:
-يا مجنونة .. يا ذات العقل الفارغ الصدأ .. أنا لم اتعدى حدودي سوى مرة واحدة في قبلة تافهة و الحمد لله تبت إلى الله منذ سنوات طويلة ل أكافأ بكِ .. جوهرتي الثمينة.

دفعته بقبضتيها و استدارت تعطيه ظهرها و قالت بعبوس:
-اذن إعلم أنك لا تُطمأنني بكلامك.

اقترب من ظهرها ليكمل المهمة إلي أن قاطعه صوت رنين هاتفه فتناوله من جيب و نظر إلى شاشته وأخذ يشتم .. التفت إليه علياء ترمق ظهره المبتعد بفضول أنثوي جديد عليها بينما يجيب على المتصل بكلمة ربما أوصلها عمدا لتثير لها براكينها الخامدة ...

"سلاف"

عاد جسار من الخارج مقطب الجبين غافلا عن تلك التي تحترق بالغيرة و تطرق الأرض بقدميها .. فيقول بحيرة وكأن شيئا لم يكن:
-ماذا؟

صاحت من بين أسنانها:
-مرة سميرة و مرة سعيدة و مرة سلاف لم أعرف أنك مخادع أيضا .. لئيم زير نساء.

التقط ذراعها قبل أن تنوي الهرب إلى أن رن الهاتف مجددا فشتم هذه المرة بوقاحة جعلتها تشهق بذهول .. وأجاب المتصل متجاهلا إياها .. تمتم بكلمات مقتضبة بخفوت وكأنه يقصد الا تسمع وقبل أن تتكلم قال بسخط:
-لا تبدئي حملتك الاستخبارية العسكرية الآن .. هذا شاكر .. يبدو أن طفلته اختارت هذا الوقت بالذات للخروج.

ثم أكمل بهمس:
-لسوء حظ خالها.

لمعت عيناها و اصبحت داكنة و تلونت خدودها باللون الاحمر القاني ثم ضغطت شفتيها معا بغضب و رفعت ذقنها بشموخ لتستدير وهي تغمغم:
-اذن سأحزم الأمتعة.

قذف جسار الهاتف فوق الأريكة بغضب .. لقد أوشك على مراضاتها لتنفجر الاتصالات عمدا ..
زفر بغضب و قال بفظاعة:
-هو يوم اسود من أوله.

بعد قليل كانت تجلس بجانبه في السيارة .. و عينيها تزيغان كل ثانية لتلمحه يحاول كتم انفعالاته .. تبا لم تراه بهذا الشكل المكبوت من قبل .. و مع ذلك هو يستحق .. اشاحت بوجهها عنه و قالت باستغراب و هي تنظر إلى الطريق في عتمة الليل:
-هذا ليس طريق البيت و لا المشفى.

ضغط على المقود كما ضغط على أسنانه سابقا و قال وهو يجز على أسنانه:
-اعلم .. سنذهب إلى بيت شاكر .. أولاده وحدهم هناك و سنبيت ليلتنا هناك لنعتني بهم ثم نغادر بعد عودتهم صباحا.

همهمت وهي تظهر له ضيقها لينفجر بغضب الصقها بالباب:
-كفي عن التنفس بتلك الطريقة الغبية.

نظرت إليه بعبوس و هي تبرطم شفتيها و تشتمه بخفوت ..

نصف ساعة و كانا يترجلان من السيارة و يصعدا إلى البناية .. فتح الباب ليستقبله سليم بصراخه و لمى تزحف على بطنها و الدموع تلطخ وجنتيها المكتنزتين .. أغمض عينيه وهو يستعيد تلك الجملة "يوم أسود من أوله" .. فتح عينيه و دلف إلى الداخل مغلقا الباب .. ليفتح عينيه على وسعهما وهو يرى علياء تهدهد لمى و تحاول جاهدة جعلها ترضخ لزجاجة الحليب ..

سأل جسار الصغير سليم الذي كان ينظر إلى ما تفعله علياء بانبهار طفولي:
-اين كرم يا سليم؟

أجاب الصغير و لازال متعلق النظر بزوجته الشهية:
-نائم في الغرفة و لم استطع أن اوقظه.

أشار جسار لسليم بالاقتراب .. فاقترب الصغير و رفع له عينين متسائلتين ليقول بهدوء وهو يراقب لمى تغفو و تنعم بين ذراعي زوجته بكل هدوء مغيظ:
-حسنا انطلق أنت الآخر واغسل اسنانك و إلى النوم فورا.

زم سليم شفتيه وقال:
-و لكنني أريد أن ألعب مع الخالة علياء يا خال.

تنهد جسار و زفر انفاسا حارقة لاهبة لو أطلقها ستحرق الأخضر واليابس على أكمل وجه .. مسح وجهه بكفه واستعاد انفاسه قائلا بهدوء:
-ستكون الخالة علياء هنا في الصباح و ستلعب معها براحتك و الآن هيا إلى النوم يا حبيب خالك.

أطرق الصغير برأسه ثم ذهب ليقبل وجنتي علياء و بعدها خاله و الذي انحنى قليلا ليصل إلى وجنتيه .. قبله جسار بحنان و تحرك معه ليدثره جيدا في فراشه و يتفقد كرم ..

عاد بعد لحظات و وجد علياء قد وضعت الشقية لمى في سريرها في غرفة والديها .. فاقترب منها وأدار جسدها المرتعش إليه حتى لم يعد يفصل بينهما سوى انفاسهما اللاهثة ..
و لأول مرة في حياته لا يعرف كيف يتعامل مع أنثي ... وأي أنثي هي برأسها اليابس ،و عينيها البندقيتين المشتعلتين بنار سيحرص على إطفاءها في حضرته فقط، وشعرها المتعرج الذي استطال مؤخراً ليثير خيالاته الأكثر جموحا ،وثغرها الرقيق ،و آه و في القلب حرقة ...كلها وكل ما فيها له و سيمتلكه الآن .. لازالت هيئتها بفستان الفراشة يثير غيظه لأنها خلعته ..

كفى .. لن يسمح للسواد أن يعم الآن أيضا ..و لن يتراجع ليس بعد أن ذاق قربها و تنعم برحيقها .. فلم يستطع كبح لسانه الاجش من العاطفة:
-لقد احترق فؤادي لوصالك .. لعاطفة تمنين بها علي ..الا تشعرين بحرارتي حين أكون بقربك .. كم يستنزفني الابتعاد عنكِ من قوتي ..ألم تخبركِ نظراتي؟ نبضاتي؟ ألماً شديداً يخترق قلبي .. أن تكوني قربي ..لي ..أمام نظري ،وأن أمنع نفسي عنكِ بقوة لا أملك منها الكثير .. ألا تعرفين معزتك في قلبي لتخاصميني على أشياء مضى عليها الكثير.

ربااه هذا كثيرا عليها ... هي من لا تعرف في حياتها سوى الجمود ،والبرودة ..كيف عليها أن تتعامل مع رجل كجسار .. لقد شهدت في الأيام القليلة السابقة عاطفة تنهار لها أعتى الجبال .. و هو اخبرها اليوم بنفسه أنه كان لديه علاقات نسائية سابقة ، وهي لم تتعرف قط على رجل أو تقترب منه بإرادتها سواه منذ أيام .. اعترافها غير الكثير في داخلها فأصبحت تريد الانطلاق .. التحرر ..

رفعت أنظارها إليه ،وجسدها يرتعش من حركة يده الرتيبة على ظهرها .. فابتلعت ريقها بألم و قالت بصوت لاهث معترض:
-آآآنت ككاذب .. لقد عرفت الكثيير من النساء قبلي .. أنت عددتهم بنفسك قبل دقائق قليلة .. أي أنني لا أسوى شيئا في نظرك مقابل نسائك الحسناوات .. لاسيما تلك الطبيبة الجميلة.

بيده الحرة أبعد خصلات شعرها التي باتت لا تفارق أحلامه ،وخيالاته المنحرفة التي يرغب بإشباعها ها هنا على أرض الواقع و بشدة ...مثبتاً نظراته على ثغرها الوردي ،وهو يقول بصوت معذب:
-كياسمينة أنتِ ..داعبت أطرافها ثغري فأصبحت مدمناً عليها ،ولا سبيل لشفائي منها ..كأنثى استثنائية اختصرتِ جميع النساء في نظري ..إذا كان هناك العديد من النساء قبلكِ فأنتِ تغنيني عن سائر نساء الأرض بأكملها .. أنتِ التي تسكن القلب وتتربع على عرشه.

ضحكت بعذاب ،وهي تسمع غزله الذي مس مشاعر الأنثى العطشة بداخلها ... أحاسيس تستشعر مدى لذتها لأول مرة في حياتها ،و مع من .. لقد كانت ستمنحه نفسها قبل ساعات ..
قالت بأنفاس متحشرجه يائسة ترغب بتأكيد ينعش روحها:
-كاااذب .. أنا لا أصدقك ..أنت لا تحتمل العيش دون نساء ،وحتماً لن تكتفي بامرأة واحدة خاصة إذا لم تكن عذراء.

زفر أنفاسه بعصبية ،وقد بدأ جسده يتوتر من فرط الضغط الذي يعانيه يكفي تلك المرات التي تراجع فيها لاعنا نفسه لعدم احتماله فقال بصوت غاضب:
-لا تستمري بقول كاذب كاذب .. فحين أعاشر إمرأة تأكدي أنكِ ستكونين أول من يعرف بهذا ،وفي الحقيقة أنا لم أمسّ إمرأة قط منذ زواجنا بل منذ عرفتك .. و اللعنة أنا لا يهمني إن لم تكوني عذراء.

صدمة .. صدمة قوية أثارت الضجة في قلبها ،وعقلها .. كيف؟ السؤال هو كيف احتمل ابتعادها عنه في تلك الليالي المظلمة قبل أن تتقرب هي منه فيما بعد .. بل كيف يحتمل ابتعاده عن النساء دون أن يقربهن لمدة طويلة ،وهو رجل إعتاد الحصول على ما يريد وهذا عرفته مؤخرا .. لم يكن يعلم أنه احيا روحها بعدم اهتمامه بكونها عذراء ام لا ...لم تقدر على الصمت ...ف بعيون لامعة ،و فمها يقول باهتزاز و ذقنها ترتعش توشك على البكاء:
-ل .. لماذا؟!

أشاح بوجهه عنها ،وهو ما يزال متمسكاً بها خائفاً من ابتعادها عنه ... خوف بدء يحلق في عالمه الخاص منذ دخلته ... عليها هي لا عليه .. لا يعرف ما سبب هذا الشعور لكنها باتت كالدم تسري في عروقه و لا يسعه الاستغناء عنها حتى لو كان بموته .. عاود النظر بعينيها اللوزتين مخترقاً حصونها الجليدية بناره المشتعلة ... بينما يكوب وجهها بكفيه قائلاً بكل عاطفته المعذبة التي تتوق لوصالها وهو يقترب من أنفاسها:
-أتسألين رجلا لما يقطف من أزهار الشوارع بينما تقبع زهرة بجمال الكون في ملكيته .. أو تسألين رجلاً مريضاً يائسا من الحياة ،ولا سبيل لشفائه إلا على بلسم ثغر مليكته.

بكت .. بكت بقوة و لم تستطع الصمود أمام كل هذا العاطفة البدائية التي تكتسحها من رأسها حتى أخمص قدميها .. أغلقت عينيها ،والدموع تشق طريقها بنعومة على وجهها ،و وجهه يدنو منها كما أنفاسه الحارة الملتهبة ،وصوته ينطلق من عقاله قائلاً بعذاب هي مستمتعة فيه بلا شك:
-أحتاجكِ علياء .. لا سبيل لشفائي إلا على حبك ،واحتوائك لي ...بقربك .. أنت زوجتي لي ،وملكي وحدي و.........

هتفت تسد اذنيها تقاطعه بجنون متأثر باعترافها السابق:
-لا تتحدث عني ،وكأني شيء جميل تمتلكه.

ضحك رغماً عنه بصخب على اندفاعها الذي بات يعشق .. جزء من علياء القديمة الجوهرية ... لو تعلم كم أصبح هو مجنون بحضرتها ربما أكثر جنونا منها ..
زوّٓجته جميلته ليعتدل ،ويعتزل نزواته الغير مرغوب فيها .. لكنها لا تعلم أنها زادت الطين بلة بتزويجه لهذا "الملاك"... ولأنه عرف منها و باعترافها له بتلك الحادثة التي فقدت روحها بها أن ذلك الحقير كان يناديها بتملك .. أراد بتصميم أن يغير معتقداتها لتعتاد على الاسم ولكن منه فقط .. لأنه يهوى ذلك التملك .. فهتف بجنون يوازي جنونها:
-بل أنتِ ملكي يا علياء ...علياائي المجنونة.

لكنها لم تستجيب وهي تهتف بهستيريا كان قد اعتقد أنها خفّت أو تلاشت لكن اعتقاده كان مخطئ:
-لا .. لا تناديني بهذا الاسم .. أنا اكرهه ... أكرهه .. وأنت تعرف ذلك.

احتواها على الفور بين ذراعيه العاريتين ،وهمسه يعلوا في أذنيها ... يسمعها ما تحب ،وما تحتاج إلى سماعه في وقت كهذا ... يعلم ما خاضته من صعوبات وهي مراهقة صغيرة مع ذلك الحقير .. لقد باحت له بالكثير بشجاعة تحسد عليها ... كان عليه أن يقتله وقتها لكن شيء ما منعه وهو ليس نادم لذلك لكن الذنب يؤلمه رغما عنه .. ذنبها هي ...
عليه أن يبدل ذكرياتها السيئة معه بذكريات تخصهما وحدهما حتى إذا سمعتها تتراقص السعادة على وجهها .. لا هذه الهستيريا المخيفة .. و سيكون كفيل بذلك .. وسيبدأ من الآن ... انتهى العلاج برأيه و بقى التطبيق الفعلي لتتأثر داخليا بإيجابية كما أخبرته الطبيبة ..

لحظات و استعادت علياء رباطة جأشها ،واستسلمت في النهاية لأحضانه و همساته الحارقة كما عودها قبل أيام .. فهي أمام هذا البركان الثائر لم تستطع الصمود بواجهتها الجليدية المهتزة .. ولطالما تألمت لأجل السيطرة القاسية التي يتبعها على نفسه لأجلها .. حتى هي اشتاقت للراحة .. للأمان .. لذا أغمضت عينيها وذابت كذوبان الثلج في الماء تأخذ منه بشغف .. بحاجة كانت تبحث عنها طويييلاً حتى وجدتها بين أحضانه .. الأمان ،و الاحتواء ....ثم أخذت تهتف بهلع من بين عاصفته:
-لااااا..جسار ...نحن ... للسنا في منزلنا.

رفع شفتيه عن عرقها النابض بينما يقول بلهاث قبل أن يكمل اكتساحه لها:
-علياء .. لن يحدث شيء لا تخافي حبيبتي.

عاودت تقاطعه عما يفعل وهي تقول بأنفاس مضطربة متقطعة:
-جساااار .. الأولاد ... ربما يستيقظ......

كان هذا بعد إن أخرسها جسار تماماً فما عادت قادرة على مجاراته أو حتى إكمال حديثها.. وفي خضم عاطفتهما الملتهبة تشنجت علياء وعينيها تذرفان الدموع بصمت وهي تتشبث بكتفيه بقوة .. أرادت الاستسلام لكنها لا تستطيع فهتفت بنشيج حارق:
-لن أستطيع .. لن أستطع أن افعلها .. لااااا.

تسارعت أنفاس جسار يهمس باسمها بارتعاش ليرفع كفه و
يتحسس وجنتها بحرارة يتأملها بعينين شغوفتين منبهرتين ليتمتم بعاطفة متدفقة:
-حبيبتي .. حبيبتي افتحي عينيك وانظري إلىّ .. أنظري إلي.

فتحت عينيها بارتعاب وخوف شديدين .. تهمس بإسمه بخفوت كتعويذة ليضحك وكأنه وصل إلى عنان السماء ليردد بصوت مبحوح قبل أن يعاود مهاجمة شفتيها ثم ذقنها الشامخة المستفزة و من ثم إلى نحرها:
-قولي اسمي فقط .. ردديه بروحك .. بكيانك .. تخيلي أنكِ معي و تلعبين مع أطفالنا اللذين سنبدأ بإنجابهم منذ الآن.

لم يعرف جسار أنه نجح بالفعل في مساعدتها على الارتخاء وهي تتخيل ما يقول حتى أن ابتسامة متلألأه لمعت على ثغرها وهي تتفاعل مع مخيلتها و اطفالها منه .. فلم تعد تملك سوى التفوه بإسمه وإسمه فقط ..



صباحا ..


فتحت عينيها بإرهاق و نظرت حولها باستغراب .. للحظة لم تستوعب أين هي أو ما الذي حدث .. هي متأكدة أنها نامت بشكل متقطع بسبب البكاء .. لكنها نامت في النهاية حتى لم تعد تتذكر أي شيء ..

نظرت بتردد إلى الطرف الآخر من السرير و عندما لم تجده لا تعرف هل هي راحة أم خوف الذي شعرت به .. أخذت نفسا مرتجفا حين شعرت بخلو الغرفة منه .. رفعت قميصه الأبيض عن الأرض و ارتدته وهي تحت الأغطية و وجنتيها ملتهبتان من الذكرى ..

نظرت إلى سقف الغرفة بتيه وهي في حالة غريبة من اللا وعي .. لقد أصبحت زوجة جسار الديب فعليا ..
ارتجفت من ذكرى صراخه عليها و بكاءها الهستيري بعدما امتلكها .. لم تعرف أنها سترى نظرة الغضب التي تشع من عينيه حين تخبئ عنه الحقيقة ..
تلك التجربة حملت معها مشاعر جديدة و غريبة تكاد لا تعرف هل هو الإحساس بالذنب أم القهر .. لقد اجتاحها جسار ليلة الأمس بكل عاطفته والتي لازالت مخدرة بسببها ..

سمعت صوت انقطاع المياه في الحمام الملحق بغرفة النوم .. فتلفتت يمينا و شمالا تبحث عن .. عن ماذا بالضبط .. هل ستختبئ منه و بعد ماذا !
و بدلا من الهروب دفنت نفسها تحت اللحاف و هي تفكر بالقادم .. إلا أنها شعرت بالغباء فلماذا تختبئ ؟
هل فعلت ما يعيب ! أم ........ عليها أن تواجهه في نهاية المطاف ..
و على قدر خوفها من مواجهته على قدر ما هي تحتاج قوته و عطفه وحنانه ..

فتح جسار باب الحمام و أول ما وقعت عليها عينيه كانت هي .. تخفي نصف وجهها تحت الغطاء و فقط عينيها الكبيرتين بتوهجهما الغريب ما يظهر منها ..
فلم ينظر إليها وكأنها ليست موجودة متجها إلى المرأة ليجفف شعره ببرود بينما يظهر التشنج و التوتر في وجهها بوضوح ..

تنهد بعمق وهو يمرر المشط بين خصلات شعره .. لا يزال غاضبا منها .. ومن نفسه ومن كل شيء .. غاضبا أكثر من أي وقت مضى .. تلك المرأة كل ما فيها مستفز و قااااتل ...
لم يتخيل للحظة أن تخفي عليه أمر عذريتها .. على ماذا كانت تنوي بإخفائها الأمر عنه !!
هو متأكد أن حبه قد تغلغل في حنايا قلبها و استقر هناك .. لقد نجح فعلا بإقناعها بحبه .. لكنها بالأمس صدمته .. ألا تثق فيه كفاية لتخبره .. عقله سينفجر من كثرة التفكير و التساؤلات ..
كان قد بدأ بالوصول إليها .. إلى روحها .. وهي بين ذراعيه ناعمة و دافئة ..
لكن تشنجها و الذي ألحقته بموجة بكاء متألمة تسببت بانهيار عالمه .. لاسيما بقعة الدم التي تناثرت على غطاء السرير .. ربما ستتسبب له بأزمة قلبية فيما بعد ..
و تفاقم غضبه أكثر حين بدأ جسده يشتاق إليها و يطالب بها و ساقيها العاريين الممشوقين يظهرا من أسفل الخطاء في دعوة صريحة ليعيد ذكرى الأمس و يشبع شوقه كاملا منها وهي لم ترتاح بعد ..

كان غضبه نابعا من افسادها لتلك اللحظات التي لطالما حلم بها و انتظرها طويلا جدا ..
بعد لحظات رمى المشط على طول يده و استدار إليها كما لو كان يود الانقضاض عليها ولكم أحب هذه الفكرة ..
اقترب من حافة السرير ببطء جعلها ترتعش و تسحب ساقيها تضمهما لصدرها بارتجاف .. جلس بهدوء بجوارها لترتعش شفتيها ببكاء وشيك ..

قال جسار بجفاف:
-لم أخفيت أمر عذريتك عني؟

تنفست بصعوبة انفاسا حارقة وهي تغمغم دون أن تنظر إليه:
-لم أقصد أن اؤذيك .. أحببت أن أتأكد إلى أي مدى أنت متعلق و راض بي.

ثم تطلعت إلى عينيه الباردتان و هتفت تستدرِ عطفه:
-اردت أن أطمئن قلبي.

قال بلهجة صقيعية:
-هذا ليس مبررا.

و اردف بعينين فائضتي الخوف:
-ايتها الغبية كان من الممكن أن أؤذيكِ .. ألم تخشى على نفسك .. ألم تقتنعي بحبي لكِ بعد كل ما خضناه معا.

همست باختناق و صعوبة:
-اعرف مدى حبك لي و أنا أحبك أكثر لكن رغما أحببت أن أرى أنك ستتمسك بي للنهاية.

تشنجت كل عضلات جسده و ازدادت نظراته توهجا فجذب ذقنها إليه وقبل فكها قائلا:
-يا الهي .. أنتِ بلوة كبيرة في حياتي .. لن استطيع التخلص منهما مهما اردت .. أحبكِ يا ذات العقل الفارغ.

ابتسمت علياء بخجل إلا أنها ضربته على صدره وقالت بخفوت:
-لا تقل عني هكذا.

رفعها بين ذراعيه يقبل عنقها بحرارة وهو يقول:
-لقد اخفتني عليكِ يا هبلاء .. هل آذيتك دون أن ادرى ؟ لقد بكيتِ!

بكت علياء وارتعشت وجعا دون أن ترد فشدد من احتضانه لها كان خائفا عليها و مشفقا لما عانته من وهم طوال هذه السنوات .. و دون أن يشعر انفجرت هي بالبكاء و قالت بتعثر:
-يا الهى .. كيف ستكون ردت فعلك حين .. حين تعرف أنك .. عشت سنوات طويلة من الوهم .. تظن نفسك معطوبا غير قابل للإصلاح أو التعديل .. أقفلت الدنيا كلها في وجهك .. سئمت الحياة .. و الموت كذلك ..

هدهدها بين ذراعيه و قبل رأسها عدة قبلات متفرقة وهو يقول بهدوء:
-أنا فخور بكِ يا علياء الديب .. و سأكون أكثر فخرا إن ارتديتِ ما احضرته لكِ .. و بالمناسبة الأولاد مستيقظون منذ الخامسة ينتظروكِ على الإفطار.

ثم همس يغمزها:
-صباحية مباركة يا عروسي.

تبا لها كيف تخيلت أنه سيتركها بعد ما فعلت؟




على مائدة الإفطار كانت علياء تطعم لمى و تنظر إلى جسار بعيون تنضح قوبا صغيرة حمراء حبا و عشقا به .. بينما كان هو يتحدث مع كرم بحديث رجولي خاص و سليم يتذمر يريد المشاركة .. توردت خدودها من نظراته اللاهبة ليسألها بعينيه هل أحبت الهدية فتنهض هي لتتحرك إليه و تميل تقبل خده بحياء ليصفق سليم و كرم يرمقه زجرا و قلبه مبتهج بخال و خالة محبين كجسار و علياء ..






يتبع ...


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 21-07-18, 11:13 PM   #1030

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

نظرت إلى الجزء الصغير المتبقي من المرآة .. و سمحت ليدها بالمرور على وجنتها الزاهية بألوان التبرج الوردية فتخفي أثر تلك الصفعة التي لم تستطع إخفائها عن ابنة خالتها سلمى أو عن عيون زوجها العدوانية ..
ماذا فعلت له ليعاملها كما تعامل العاهرة ؟
لكنه ذنبها أنها تعشمت كثيرا و رسمت و بنت أحلاما ليكون مصيرها الاندثار مع حبات المطر ..
تعودت على نظرات الشفقة من الناس لكن نظرات الاشمئزاز و القرف .. لا

إلى متى ستحتمل ؟ و والدتها ؟ اخواتها الصغار !!
لا تعرف هل ستنتقل من جحيم لآخر لكن أي جحيم هو افضل من أن تكون قرب والدها .. ليست أنانية لتفر و تترك عائلتها الصغيرة لكن تريد العيش كأناس طبيعيين .. يمتلكون اوجاعا لكن هناك من يشعر بهم و يطببوها .. ليس في مكان يسوده قانون الغاب .. القوي يأكل الضعيف ..لا ..
في ماذا تختلف عن غيرها من الفتيات .. تمتلك جمالا أكثر منهن و لديها من صفاء النفس و القلب ما يكفي ليغرق الكثير لكن ليس والدها ..

تمكنت من نزع أناملها عن وجهها حين فتحت والدتها الباب و تركته مفتوحا ..
تأملت هدى ابنتها بهيئتها الأنثوية الناعمة .. لم ترضخ لها و تنزع عنها الحجاب بل تمسكت به قائلة أنه إذا رغب برؤية شعرها فهذا حقه لكنها لن تخرج إليه بتلك الطريقة وهو مازال غريب منها ..

فستانها الليلكي البسيط بأكمام مخرمة مبطنة بقماشة حريرية .. و يزين خصرها زهرات صغيرة ذهبية اللون كلون حجابها الرقيق .. و الذي أظهر نحول وجهها الخمري .. احتضنتها هدى و قبلت خدها و قالت بحنان:
-هيا حبيبتي الناس تنتظر منذ ساعات و يبدو أن العريس مستعجل للذهاب.

و ماذا ظنت هي أن يكون عاشقا متيما بها دون أن يراها .. أن يرابط امام غرفتها و يحميها من بطش والدها .. تبا لتلك الأحلام التي تذلنا على الدوام ..

همست مترجية بخجل فطري:
-لا أريد الخروج يا أمي أنا خائفة.

أمسكت هدى بيدها و قالت بترجٍ مماثل:
-أرجوك أنا يا أمي أن تخرجي .. عساها تكون زيجة الدهر .. ما صدقنا أن عمك هو من حل محل والدك وإلا فضحنا أمامهم

أخذت نفسا مرتجفا و قالت بصوت خفيض متأذي:
-كما تريدين يا أمي.

ابتسمت هدى بسعادة بالغة و تحركت إلى المنضدة لتحمل صينية العصير و تعطيها لابنتها .. فقالت سلاف بتردد وهي تحملها بأيدي مهتزة:
-امي .. هل سيكون كتب الكتاب بعد الرؤية الشرعية مباشرة؟

أومأت هدى بموافقة وهي تدفع ابنتها للخروج من الغرفة ..

وقفت أمام الغرفة متسمرة بملامح جامدة تبدو عليها علامات الإعياء و هي تتأكد من كلامهم أن العريس غادر موصيّا والدته أن تلبسها شبكتها بنفسها ..






يتبع ....


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
jasmine

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.