آخر 10 مشاركات
هل تغفر لي - باربرا مكماهون (الكاتـب : سيرينا - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          المتمردة الصغيرة (25) للكاتبة: Violet Winspear *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          إغراء النسور - آن ميثر ** (الكاتـب : Just Faith - )           »          1121-زواج ألزامي- بيني جوردان -دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          Harlequin Presents - October 2013 (الكاتـب : silvertulip21 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أحب أن أعرف كيف وجدتم مستوى الرواية من حيث الحبكة و السرد والأسلوب؟
ممتاز 268 72.63%
جيد 88 23.85%
ضعيف 13 3.52%
المصوتون: 369. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-05-18, 05:11 PM   #481

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينب زيزي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم تسجيل الحضور الفصل القادم ☺☺
حبيبتي ممنونة لحضورك .. إن شاء الله الفصل هينزل بكرة .. بانتظار تشجيعك ..
تحياتي لك


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 05-05-18, 02:31 PM   #482

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور
بإنتظار الفصل
💜💜


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-18, 05:29 PM   #483

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
تسجيل حضور
بإنتظار الفصل
💜💜

إن شاء الله يعجبك الفصل غاليتي .. نورتيني بمرورك العطر


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 05-05-18, 11:05 PM   #484

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

ا
لفصل هينزل حالا......


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 05-05-18, 11:06 PM   #485

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

الفصل الثالث عشر






-يا الله يا لبنى !! يطلبني كل ليلة .. كل ليلة دون ملل أو كلل .. يُظهر لي حبا يمزق قلبي على كلانا معا .. و لا يسعني سوى الصراخ و التشنج .. تلك الذكرى أبت أن تفارق مخيلتي بعناد .. أنفاسه .. لمساته .. مداعباته تقتلني .. ورغما عنى أرفضه .. أرفضه و أنفر من اقترابه الحميمي .. عندها أتألم و أموت حسرة و أنا أرى عمق الشحوب و الصدمة التي ترتسم على محياه .. فيظن انني كارهة له وما أنا بكارهه ولا بعاشقة لكن .. أكره أن اتسبب له بالحزن و لا أعلم لماذا!!

ترقرقت الدموع في عينا لبنى تشاركها ذات الوجع على صديقتها المكلومة .. و ما زالت تردد بتيه قطع نياط قلبها حزنا عليها .. عندما حادثتها في منتصف الليل تبكى بانهيار علمت أن الأمر هذه المرة كبير كبير جدا و لا يحتمل التأجيل .. و كان لابدّ من إقناع سامح ليسمح لها بالخروج تحت شروطه الصارمة خوفاً عليها و على الطفل .. كما أنها و للأسف كذبت عليه بشأن علياء مخبرة إياه أنها تحتاجها لأمور نسائية خاصة و مؤكدة عليه أنها ضرورية لا تحتمل التأجيل .. كان نشيج علياء المنهك هو ما أخرجها من دوامة أفكارها .. لتتوجه إليها بعيون حزينة مشفقة عليها ..

-أين السبيل في الخلاص من كل هذه الأوجاع.. أنا ما عدت أحتمل .. ما عدت قادرة على احتمال قربه و نظرات عينيه تلتهمني .. تذبحني ببطء وكأنه يتعمد تعذيبي.

جذبتها لبنى إلي أحضانها بقوة غير عابئة بحملها الصغير .. تبثها مواساة لن تنفع و اطمئنانا لن يُسكت وجعا مقداره ستة سنوات .. تبسط يدها على ظهرها و تحركها برتابة تمنحها الراحة .. و عقلها يلمع بفكرة هي متأكدة من رفض علياء لها لكنها ستحاول علّها تقتنع ..

-علياء .. اصغي إلىّ جيداً و فكري بما سألقيه على مسامعك قبل أن تردّي عليّ.

فارقت علياء أحضان لبنى و في عينيها شعاع أمل بسيط يكاد يختفي مما ستسمعه من رفيقة عمرها .. ربما تمتلك لها حلاً يخلصها من معاناة كُتبت عليها منذ طفولتها .. هيئت آذانها جيداً و بدأت بتجفيف دموع العجز بأصابع مرتجفة .. ثم أومأت للبنى للبدء بالكلام مشيرة لنفسها أنها متهيأة للاستماع ..

حاولت لبنى أن تعجل في حديثها لكونه صعبا عليها فكيف سيكون وقعه على صاحبة الشأن:
-آآه... هنااك...ح .. حلاً واحداً ..فقط.

همست علياء بأمل سجين حان وقت إطلاق سراحه لينطلق في أرجاء البلاد حرا سعيدا برؤيته للحياة من جديد:
-كلّي آذان صاغية .. قولي لي ما هو بالله عليكِ!

-عليك بكشف العذرية.

لدقيقة واحدة لم تفهم علياء ما تخللته آذانها من صوت لبنى المتعثر .. عقلها عجز عن تحليل الكلام رفقا بقلبها و ضعفه .. وما تلا ذلك كان صدمة كبيرة شلّت حواسها فما عادت قادرة على القيام بمهامها التي وكلت بها .. مغيّبة في عالم اللّاوعي ترجوا تكذيب ما أصغت إليه لكن كل ما أتت به بعدها كان ... الخيبة .. خيبة عميقة أطلت من مقلتيها أجابت على تساؤلات لبنى الحائرة من سكون صديقتها و إمتناعها عن التفوه ولو بحرف واحد .. سكوت كان نابعا من قلبا غارقا في لجّة البحر و لا سبيل لنجاته .. همس خفيض تسمعه هي فقط .. إشارة أو حتى طأطأة رأس .. لكن لا .. كل ما تركته علياء كان برود كالصقيع غلف محيا وجهيهما فبدتا ساكنتان كما الأموات ..

غادرت الحروف فمها متقطعة بعيدة المدى .. يائسة و متألمة من بعد أمل راح سرابا .. كحال الظمآن حين يرى بركة ماء بعيدة تبدوا وكأنها واحة و لكن .. حين يصل لا يجد إلا رمالا جافة لا تسد رمقه:
-هل..هل تصدقين .. م .. ما تطلبينه منّي.

ثم وكأنها فقدت صوابها أصبحت تشير لنفسها بجنون وهي تصرخ بقهر زلزل كيانها و تقهقرت للخلف بوهن أصاب أطرافها:
-أنا.. أنا أذهب إلى المشفى للكشف عن عذرية واهية .. و كأنني اخبرهم أنني إمرأة بغي ساقطة ترغب بالاطمئنان على عذريتها قبل الزواج .. بحق الله ماذا اخبرها!! أأقول لها بعد إذنك أرغب بعمل فحص لعذريتي .. ماذا سيكون شعوري آنذاك .. كيف سيكون مظهري أمامها؟؟ماذا ستقول عنى في ظهر الغيب!؟ ما تطلبيه ليس صعبا بل هو المستحيل و الجنون بعينه.

قبضت لبنى على مرفقيها بكلا كفيها .. تخاطبها بمنطقية ضعيفة:
-ستتعذبين لكن بعدها .. ستشعرين بالراحة .. و الطبيبة من واجبها المحافظة على أسرار المرضى ولن يصدر عنها ما يخل كما لا يحق لها التدخل في حياتك الخاصة .. هي ستقوم بعملها فقط و آ..........

فشلت علياء في التماسك و هي تشهق بنحيب تقاطع لبنى بضعف باك:
-لا .. لا .. أنا لن أقبل هذا على نفسى .. مجرد ذهابي إليها سيعني أنني فعلت ما يعيب .. أنني بلا شرف.

أيست لبنى من محاولاتها التي ذهبت سدى في نيل موافقة علياء .. تفهم أن الأمر لن يكون بهذه السهولة ففي ذلك طعن لشرفها و عفتها .. و بعض النساء اللاتي يتعرضن لتلك الفحوصات بعد دخلتهن أو قبل ذلك بفرض أزواجهن يطلبن الطلاق لما فيه إمتهان لهن و لعائلاتهن .. مقدرة وضعها جيدا لكن زوجها رجلا لن يقبل بأنصاف الحلول و سرعان ما سيطالب بحقوقه المشروعة ولو غصبا عنها .. تستغرب كيف للآن محتمل ولم يمتلكها وهو معروف عنه بعلاقاته المتعددة مع النساء وهذا ما سمعته على لسان زوجها حين سألها عن اسم زوج صديقتها وهذا في ليلة الزفاف التي منعها من حضورها وقتها بحجّة حملها الضعيف .. فقالت بأمل أخير:
-علياء .. أنت حين كنت بالمشفى .. الطبيبة عالجت جروحك فقط ولم تقل شيئا حيال فقدانك لعذريتك أو تعرضك للاغتصاب ربما .. ربما أنت لازلت نقية طاهرة!!

تلاعبت الابتسامة على شفتيها بسخرية غافلة عن دمعتها التي سقطت بانهزام في نهاية المطاف قائلة:
-هي لم تقلها "الطبيبة" لكنه قالها "معتصم" .. نظراته الوقحة قالتها لي .. أحرقت جسدي بعمقها وقد أوصلت الرسالة هو نالني و تمكن مني .. قالها في تصرفاته المتملّكة المهووسة بي .. لقد قال إنه هو من نقلني إلى المشفى في تلك الليلة المنكوبة .. فلا أستغرب رشوته للطبيبة بعدم الإفصاح عن حالتي فوسامته تخدمه في أمور شتّى .. و لا أعلم ما ألّفه لها عنّا لتصمت .. لكنّ الوجع آنذاك انبئني أنني ما عدت عذراء يا لبنى .. كان ألما لا يحتمل .. كنتُ آمل أن يكرهني جسار لأفعالي فيهجرني لكن .. كلما ابتعدت خطوة اقترب هو خطوات .. لا فائدة لا فائدة!!

-إذن أخبريه .. أخبريه بالحقيقة كاملة و دعيه يقرر .. إما أن يصفح عنك أو.......لا تؤجلي يا علياء كلما أسرعت كلما كانت الخسائر أقل .. إذا رفضت الاقتراح الأول إذن أنت مرغمة على الأخير .. أتسمعين الأخييير.




أغلقت علياء الباب بشيء من القوة بعد مغادرة لبنى ، بعد أن أغرقتها بدموع الاحتياج و أمواج اليأس .. لترسوا سفينتها على شواطئ أفكارها التائهة .. أفكارا متداخلة متشابكة متضاربة كانت نتيجتها واحدة لا غير .. ستخبره و ليحدث ما يحدث .. ستخبره و ستغادر حياته للأبد .. لن تقوى على خداعة أكثر وهي تراه معذبا بسببها .. و بقلب مضطرب النبضات و جسد مهتز الحركات وجدت نفسها تتأمله عند عودتها إلى غرفة الضيافة الكبيرة .. تراقب اختلاجات وجهه الضاحكة برجولية فذة .. يضحك على أحاديث نورا أخت محمود .. لقد علمت من حديثهم أنه لا قرابة تجمعهم بل هو تعارف قديم يعود لجسار و محمود .. ثم تعمقت علاقتهم إلى قرابة قوية فرضها عليهم جسار و والدته .. كما فُرض عليه مناداتها بعمته و اعتبارها كوالدة ثانية له بعد موت والدته .. و ربطت هي هذه المعلومات بقصة أفعال والده الدنيئة .. تبا لقد كان يخون زوجته مع إمرأة أخرى والله أعلم إلى أين وصل بهما الحال .. كما لم يقصر بضربها ونيلها غصبا أمام أعين أولاده الصغار .. لقد كان عمر محمود آنذاك عشرة سنوات فقط .. تحمّلت عشرون عاما من الإذلال .. الإهانة .. الاغتصاب و الخيانة .. تحمّلت لأجلهم كما لم تتحمّلهم -أمّها- هي و إخوانها .. وتلك الطفلة المشرقة بابتسامتها العريضة التي زادتها أسنانها اللؤلؤية جمالا .. كيف سيكون مصيرها مستقبلا .. فلابدّ لليل أن ينجلي و للحقيقة أن تسطع كنور الشمس رغما عنها .. فهي للأسف تعلم ما من المفترض أن تعلمه من هي في سنّها هذا وما أراد لها محمود بأن تعلمه .. أتشفق عليهما أم تشفق على نفسها الضائعة لا تدرى !!

عادت تراقب حركاته وسكناته و طريقة التواء شفتيه الماكرة يناغش بها قلب الصغيرة لمى .. انتقل من نورا إلى ابنة سلمى .. غيرة مجنونة أشعلت بقلبها مشاعر مضطربة متأججة على غير العادة .. كل هذا بسبب خناقتهم الأخيرة .. و التي انتهت تقريبا دون تمزيق أحدهما للآخر .. شعور من الراحة غمر نفسها لأن حماتها كانت في السوق مع سلمى ولهذا ارتاحت من لسانها الذي لا بدّ أن يطولها بسخطه التي لا تملّ من إظهاره في وجهها .. كانت موضع نظرات الطفلة الناظرة إليها بانبهار وعيونها الكبيرة تلمع بسعادة ، و لعابها يسيل بفخر على قميص جسار المبتهج بمداعبته لها .. دون وعي منها كانت تبتسم بخوف وكأنها تسرق .. وكأن أحدا سيحاسبها إذا فعلت .. كان جسار قد أنتبه لانشغال الصغيرة بالنظر إلى نقطة أخرى .. بل و غمغمتها الطفولية تناديها .. تحاول الحصول على شرف أن تداعبها كما يفعل خالها .. غاص قلب جسار في سحر اللحظة و نظرات علياء المشدوهة المصوبة نحو الصغيرة و ابتسامتها التي لم ينل مثيلتها من قبل تذبحه .. تفعل به كما لم تفعل إمرأة قط .. لكن حتى اللحظة الساحرة استكثرتها عليه حينما أمسكت به متلبسا بسهامه الحارقة التي توهن قلبها .. و اخترق سمعها صوت نورا المستمتع بمكر بما يدور حولها:
-لما تقفين عند الباب يا علياء! تبدين كمن ضُرب على رأسه على غفلة منه.

حدقت علياء بوجه جسار الذي بدى مستمتعا بحديثها .. يعجبه إرباكها .. ينعش روحه .. ألا يحق له .. ثمنا لما تفعله به .. الليلة الماضية كانت قاسية عليهما معا .. لقد واجهها بأنانيها اللامحدودة .. جاهلا عن القوة الكبيرة التي تستنزفها لمنع نفسها من الانسياق خلف ذكرياتها الأليمة .. يمتلك صبرا تحسده عليه .. لا يعرف للاستسلام طريق .. حتى بمطالبته لها .. أنه أعطاها حقها في الاعتياد عليه و على طباعه لقصر فترة خطوبتهما .. أنه فعل كما لن يفعل رجلا آخر لو كان بمحله .. إمرأة يرغبها و الأقسى أنه متيّم بحبها .. وهي تتمنّع عنه بحجج و أعذار واهية .. و ترافق اقترابه مع وقع نبضات قلبها المتعثرة من هيئته الخشنة و الضخمة .. و كالعادة لم يتغير شيء .. غابت عن الوعي بعد أن قسم ظهرها بمعالم وجهه الغير مفسرة .. كحاله دوما ..

وعت لنفسها أنها اختارت أبعد مكان في الغرفة .. أبعد مكان عنه .. و كما لو كان ينقصها نظرات السخرية التي رشقها بها بينما يستقبل قبلات الصغيرة العشوائية التي كانت حتما تبحث عن الطعام .. غمزتها نورا بعفوية شقّت طريقها إلى قلبها ببهجة ..

قال جسار يقطع الصمت الكئيب و عيناه تتبّعان العقد المعلق برقبتها و الذي تاق بشوق ليعرف أين وصل به الحال تحت قميص أبيض بفتحة عنق مثالية .. نحّى أفكاره جانبا وخرج صوته أجشا:
-كيف كانت جلستكما ؟

رمشت ببطء و نبرة صوته تغرقها أكثر فأكثر .. ما الذي يجرى معها اليوم !!

أجابته بهمس بارد أثار الغيظ بداخله:
-جيدة

كتم شتيمة كانت على طرف لسانه بشق الأنفس .. لم ترى وجهها حين يقبلها بعاطفته .. تحمر وجنتاها و ترتفع حرارتهما وعندما يتجرأ بلمسها تفقد رشدها .. عليه وضع حدا لذلك لكن بعد زفاف أخويها .. وكأنها قرأت أفكاره رفعت رأسها بحده و اللون القرمزي يغرق في وجنتيها الصافيتين ..

التفت جسار لنورا كاتما ابتسامة كادت تفلت منه لمظهر علياء المضحك .. حيث بدت كطفلة غاضبة لا يعجبها العجب .. لا تعرف كم يكلفه أن يكبح جماح نفسه كي لا يذهب إليها و يأخذ ما هو ملكه .. تبا ..

-لما لم يرافقكِ محمود !؟ لقد توقعت رؤيته اليوم.

ضحكت نورا بعبث تغمزه قائلة بينما توجه حديثها الأخير إلى علياء:
-و أخي العزيز يتوقع أصدقاء مهمين اليوم لذا أخلى المنزل .. لكنني متأكدة أن هؤلاء الأصدقاء يتمثلون بقريبتك أبرار.

لم تعلم نورا أنها أفضت أكثر مما ينبغي .. و شعرت من جمود ملامحهما أنها ربما أخطأت أو ........

شقّ صوت جسار الغريب الغرفة قائلا بإلحاح:
-علياء أنتِ متأكدة نورا ؟ أبرار لا غيرها ؟

جعّدت نورا جبينها قائلة بتلعثم:
-آآنا أشك بذلك ف .. فهو قد أحضرها إلى المنزل .. س ..سابقا وكنتُ موجودة معهما .. و محمود لن يفرغ المنزل لأجل أصدقاءه فهو يحرص على لقائهم في الخارج و.....

وقوف جسار بتلك الطريقة الغاضبة .. الشاحبة ربما أوقفت معه نورا و علياء التي قالت باستغراب:
-أبرار و محمود أنا لم أفهم .. منذ متى؟

هتف جسار بقوة لعلياء وهو يلقي الصغيرة بين ذراعي نورا بحذر:
-علياء اجلبي مفاتيح السيارة بسرعة .. وأنتِ نورا اعتني بلمى لحين عودة سلمى نحن لن نتأخر.

قالت نورا بحيرة بعد ذهاب علياء:
-آآنا لا أفهم شيء!

ولم تفهم شيء فبعد حضور علياء وهي تلهث .. أمسك جسار بيدها التي تحتضن المفتاح و قادها بسرعة كبيرة إلى الباب الخارجي وهمسه آخر ما وصلها .. فلا أحد يدرك خطورة ما قد يوقع محمود نفسه به .. لا يدرى أنه لا ينتقم سوى من نفسه ..
-أحتاج لمساعدتك الآن .. هيّا.




كان وجهه مشدودا .. جامدا وهو يسرد على مسامعها تفاصيل جعلت معدتها تتلوى و الغثيان يداهمها .. و عقلها بدى عاطلا عن العمل .. فقط لسانها ظل يردد ذات التمتمة .. متمنية ألا يفوت الأوان و يستطيعون إنقاذ أبرار فلا تكون ضحية اغتصاب م...... إذا كانت تكن لمحمود الاحترام سابقا فقدْ فقدٓ الآن كل ذرة احترام لذاته مهما كان حجم وجعه .. ف في نظرها هو كغيره من الرجال يرغب بنهش شرفها و كرامتها دون أدنى حس بالذنب ..

ولدهشتهما كان الباب غير مقفل و لم يتطلب سوى دفعة واحدة بقدم جسار .. اندفع إلى الداخل وصرخة باسم محمود كادت تفلت منه إلا أنه ابتلعها وهو يراه جالسا على إحدى الكراسي الهالكة .. واضعا رأسه بين كفيه و يهزهما كمن فقد عزيزا .. بقميص أسود مجعد و سروال مهترئ .. لم يملك جسار السيطرة على نفسه فهرع إليه يمسك بعضديه يهزّهما هزا وهو يزأر بوحشية:
-لا تخبرني أنك فعلتها يا محمود .. أنا أثق بك

ثم أردف بصراخ:
-تجرأ و أخبرني أنك نلت منها و سأقطع رأسك .. تجرأ و انطق يا حقير ..تستغل ضعفها و براءتها .. ما ذنبها تكلم .. تكلم .

-جسااار.

التفت وهو على ذات الهيئة إلى امرأته التي كان وجهها شاحبا تماما .. تطل من إحدى الغرف الداخلية و يديها ملطختان بقطرات من الدماء .. و عينيها خاويتان من الحياة .. يذكّرها به .. بانتهاكه لجسدها بذات الطريقة .. كانت في عالم آخر حتما ..تحاملت على نفسها لأجل ابنة عمها و عادت بأقدام هلامية إلى الغرفة .. و بمجرد أن فعلت أطلق جسار ليديه و لسانه العنان .. لم تفلت لكمة إلا وقد طالت وجهه أو جسده .. لا يصدق أنه فعلها .. مصدوم لدرجة مجنونة به ..

-كيف فعلتها؟ كيف استطعت انتهاك براءتها يا حقيييير .. هل ربتك والدتك على الزنا ؟ ألم تتذكر خالقك و أنت تفعلها .. اللعنة أنت كغيرك حيوان لا يهتم سوى بنفسه .. كيف لم تلحظ ضعفها .. لقد وثقتُ بك أنك لن تؤذيها .. تبا لك .. تبا لك .. هل أنت فرح بدمائها ها .. هل أخذت انتقامك منها ها .. هل أنت سعيد الآن .. أجبني ! ارفع رأسك إن كنت تجرأ و أجبني .. كيف كان شعورك وقتها و أنت تنتهك ما ليس لك .. ما لا يحل لك .

كان جسار يتحدث بلهاث غير قادر على التصديق أن محمود .. محمود دون غيره فعلها .. لقد ظن أنه يحب أبرار بالفعل و أنه ينوى الزواج بها لكن .. لكنه .... قاطع أفكاره همهمة صغيرة هربت من فم محمود الممزق .. وجهه كان يقطر دما .. فلكمات جسار أصابت فكه و وجنتيه و حتى عينيه ..

-ماذا تقول! أنا لم أسمع ؟

رغم عدد اللكمات التي نالته إلا أن جسده كان قويا ليتحمل بما يكفي .. لكنه كان يهتز بين ذراعي جسار الممسك به بقوة خشية أن يهرب .. فعاود من جديد يصدر تلك الهمهمات ف فمه توقف عن العمل بفضله ..

-لم .. لم .. آآفعل

-لم أفهم ؟
قالها جسار بقسوة وهو يدنو من وجهه ليسمع الكلمة جيداً و في النهاية استطاع ..

رفع محمود بركتين عميقتين من الألم و صوته يخرج مهزوزا مجروحا:
-آآنا .. لم .. لم آأفعلها .. آآلم .. استطع فعلها

فهم جسار ما يود محمود قوله و شعر بجزء كبير من التعب ينزاح عن كتفيه إلا أنه قال بغلظة:
-و كيف تفسر وجود تلك الدماء ؟

همس محمود بصوت مبحوح على شفير البكاء:
-ت .. آآلدمااء .. م ..مني.

ألقي جسار بجسد محمود إلى الخلف فسقط على الكرسي بقسوة .. و جسار يتنفس الصعداء وهو يهبط في الكرسي المقابل لمحمود .. على الأقل هو لم يفعلها .. حمد الله أن أبرار بخير .. لا زالت كما هي أو يأمل أن تكون بعد هذه التجربة المريعة .. لفت نظره بقعتان من الدماء تلطخان باطن كفيه حينما كان يمسك بمحمود .. تلقائيا رفع بصره و اصطدم بصدره العاري الذي كان ظاهرا من خلال أزرار القميص العلوية المقطعة .. خطوط رقيقة و عريضة متشابكة من الدماء تسير بخيلاء فوق صدره .. و بسبب لون القميص القاتم لم ينتبه إلى الدماء التي كانت بالفعل تسكن خلاياه .. فأكمل جسار يقول بلا رحمة:
-الم تخف من الله أن يردّها بأختك .. أن تتعرض لما تعرضت إليه .. أبرار

اهتزت حدقتاه بألم و قلبه المعذب يصرخ طالبا الراحة .. الرأفة أو حتى الشفقة .. اسمها يخترق روحه فيذكره ببراءة و نقاء كاد أن ينتهكهما بحقارته .. لكن .. لكنه لم يفعل حراما صحيح .. هو لم يفعل .. ف نورا الصغيرة لا تستحق أن يؤذيها أحدهم ولو بكلمة .. هي بريئة و نقية ك .. كمن شارفت على قتل روحها لو لم ... لو لم تصرخ بتلك الكلمات لكان الآن ميتا من عظمة ذنبه ..

-آنا لم أقرب الحرام .. ه .. هي ز .. زوجتي

فغر جسار فاه من الصدمة .. لا يصدق ما يسمع .. كيف ! كيف فعلها ؟

أغلق عينيه في محاولة لتهدئة نفسه فلا ينقضّ على محمود و يرتكب فيه جريمة ستكلفه الكثير .. ثم فتحهما مع زفرة عميقة قبل أن يتمتم باستجواب:
-ماذا .. ما الذي تقوله ؟ متى ؟

أسبل محمود جفنيه للحظات يفكر في ما سيقوله .. وكيف ستكون ردة فعل سامعه عليه .. لاسيّما وأنه قد استغل ثقتها به .. غصة مؤلمة قبضت على قلبه و روحه و رؤيتها تحاول جاهدة إبعاده عنها .. صوتها المشروخ الصارخ المعذب يناجيه .. يناجيه هو .. يرجوه الأمان .. الثقة التي ما زالت ترددها إليه ..

" لقد وثقت بك .. وثقت بك و أحببتك " ..

تبا له .. ليته مات قبل أن يقترب منها .. قبل أن ينال شفتيها بقبلاته القاسية المنتهكة لبراءتها .. جسدها الحساس الذي انكشف لعينيه بإغراء لحظي والذي ما انفك عن مقاتلته بضراوة .. لا ينكر أنه أراد الانتقام من والدتها بها لكن انتقامه سرعان ما استحال إلى رغبة بامتلاك روحها وجسدها لتكون له وملكه وحده فلا يجرؤ أحد حتى على النظر إليها لكنها جلدته بسياط كلماتها مبعثرة بها كيانه و مكنونات روحه ..

" سأقتل نفسي .. أقسم على أن أفعلها إذا نلت مني "

" أنظر إلى عيناي وأنت تقتلني تمزقني كما لو كنت عاهرة .. لقد فعلت ما لم يجرؤ على فعله عدوّى "

" أنت لن تقوى على العيش بسلام بعد قتلي .. لن ترتاح .. لن ترتاح "

" أكرهك و أكره نفسي لأنني أحببتك "

صرخاتها ترافقت مع صراخ جسار عارفا أن محمود في دوامة مظلمة فرضتها عليه ظروف نشأته القاسية .. أب قاسي ظالم و أم ضعيفة لا حول لها ولا قوه .. و هناك بعض الأشياء التي رفض محمود البوح بها و مشاركتها مع أحد .. أشياء مظلمة سوداوية لا تلوح في أفكار عاقل .. بلل محمود شفتيه و تأوه مؤلم داعب فمه قائلا:
-لقد اخبرتها عن ضرورة توقيع ورقة ما لأجل تسهيل زواجنا فيما بعد و....

قاطعه جسار وكأنه يبصق الكلمات في وجهه بازدراء:
-و هي صدّقتك و وضعت ثقتها في الشخص الخطأ .. ألم ترى براءتها ؟ ألم ترى أنها لا تشبه والدتها في شيء ؟ ألم ترى حبها لك في الآونة الأخيرة؟! تبا لك وهل هذا مبرر لفعلتك .. زواج عرفي يا محمود !!

رفع محمود رأسه مصدوما عاجزا عن الفهم .. أبرار تحبه أولم تنطق بها في أصعب لحظات حياتها بل حياتهما معا .. لكنه عجز عن التفكير وهو يرى أمامه والدته .. محطّمة .. منتهكة .. مغتصبة .. ميتة .. بسبب والدتها .. بدى مشتتا حائرا .. لم يشأ الاقتراب منها دون وجود رابط يجمعهما .. عرفي أفضل من لا شيء بينما يأخذ حقوقه .. و أي حق هو الانتقام بتلك الطريقة الحقيرة ..

-بعد زواج أمي بشهر واحد فقط كان هو مع أخرى .. هل تتخيل ! أمي كانت عروس لم تفرح بعد بزواجها .. لتجد زوجها مع إمرأة غيرها .. إمرأة تمتلك ما لم تمتلكه أمي يا جسار هل تفهم ! هل تعرف ما هو شعورها ؟ اللعنة لقد كانت والدتها .. كان هذا قبل أن تتزوج و تنجب .. علقته بحبال غرامها على حساب أمي وسعادتها .. فقدت كرامتها .. حريتها و اعتزازها بنفسها فماتت و بسببها أيضا .. رفضت حتى مساعدتها و منحها فرصة للنجاة .. اللعنة .. اللعنة أنا أكرهها و أرغب بقتلها .. تبا حتى قتلها لن يشفي جرح والدتي أو جرحي ..

كان يصرخ وكأن أحد لن يسمعه .. روحه المعذبة تصرخ .. تناجي ربها الخلاص .. الراحة من ذلك الحمل الكبير الذي يثقل كاهل جبل فكيف به هو .. جسده صرخ خلايا عقله صرخت و حتى دماءه نزفت و سالت طالبة الرحمة .. و جسار يمرر أصابعه في خصلات شعره بقسوة تماثل قسوة كلمات محمود .. قسوة الواقع الظالم و المظلم .. مهما قال كان جرحه أقوى و أقسى من مجرد كلمات يواسيه بها أو يقذفها به .. لقد كانت أبرار ضحية انتقام خلّفته والدتها بحقارتها و وضاعتها .. و يا للسخرية وكأنها كانت بحاجة لتلك الكلمات لتقضي على البقية الباقية من روحها المنتهكة .. فستانها الأبيض الذي أحبته لأجله تلوث بالدماء و تمزق إلى أشلاء في أماكن متفرقة من الغرفة .. تضم الملاءة على جسدها العاري المرتجف بخوف .. تهز نفسها للأمام والخلف و لسانه مربوط بعقدة لا حل لها .. لا زالت غير مصدقة لما جرى لها قبل لحظات طويلة .. ظنت أنها لن تنتهي إلا بموتها أو بموته .. وجهها فقد لونه فبات شاحبا فاقدا للحياة .. عيناها مثبتتان على نقطة وهمية فوق السرير .. نقطة تجمعت عليها بضع قطرات من الدماء .. دماءه .. أظافرها الطويلة تكسر معظمها بينما جفّت الدماء فوقها .. لا تشعر بشيء .. لا شيء على الإطلاق .. سوى كلماته التي فحرت عميقا بداخلها .. ففجرت فجوة كبيرة في روحها وهل بقي لها روح .. لقد انتهكت و تلاشت و استحالت إلى بقايا روح .. بقايا إنسان .. و بجانبها كانت الأخرى تستحضر ذات الذكريات بأسلوب مختلف .. انتهاك مختلف لكن على الأقل هي لم تخسر عذريتها لكنها فعلت .. تذكرها بنفسها بعد أن خسرت كل شيء ليعينها على تقبل الحياة الصعبة .. تكرهه و تحقد عليه و لا زالت تتمنى موته لكن .. ما ذنبها هي .. أخته .. ذنبها أنها كانت لأسرة لا تهتم .. لا تفقه ما معنى عائلة . منظرها آلم روحها .. تواسيها وهل ترغب هي بمواساة أحد .. لا هي سترغب بالانتقام .. الانتقام من الجميع بما فيهم عائلتها ..







يوم الزفاف ...

تم حجز فندق من أفخم فنادق المدينة .. حيث سيقام زفاف عز الدين على نغم و نهاد على علا .. لقد خطط نهاد للأمر مع ماهر على أن تكون مفاجأة لعلا .. لم يستطيع الصبر للانتهاء من عمله ليتزوج بها .. وقد أنهكته بلطافتها المحببة .. و التي يتوق للحصول عليها و امتلاكها كما امتلكت هي قلبه .. متشوق لرؤيتها بعد أن علمت بالأمر ربما ستنقضّ عليه وهو سيكون بانتظارها .. كما أتفق مع والدتها على تجهيز كل ما يتعلق بالعروس من ملابس و حُلي و أدوات التجميل .. كان الحفل معد كما ينبغي حتى أن المكان امتلأ بالمدعوين من الأقارب والأصدقاء والزملاء .. يقف و بجانبه عز الدين الذي يبدوا عليه الهدوء و السكينة بشكل يقلق .. بينما هو متوتر بشكل لا يطاق .. مضحك جدا في الحقيقة .. حتى هتف عز الدين بسخرية:
-ما بك يا رجل؟ تبدوا خائف كما لو كنت العروس.

لمعت عينا نهاد بوميض من السعادة يقول بصوت عذب:
-خائف لا .. متوتر قليلا كوني لا أعلم كيف ستكون ردة فعل علا.. أخشى أنني لم أعطها وقتا لتفكر بالزواج بي.

صدرت عن الآخر قهقهة صاخبة بينما يقول باستمتاع ماكر:
-صدقني ستتفاجأ بردة فعلها و حتى لو لم يعجبها الأمر عليها بالقبول فلقد مللنا منها.

ضربه نهاد في كتفه بقبضته يقول بعبوس:
-لا تقل عن زوجتي شيئا كهذا.. أنا لا أسمح لك .. يكفي أننا قبلنا بك زوجا لنغم.

و كأنهم استحضروها حيث علا الضجيج القاعة معلنا عن دخول العروستين .. بينما تتقدم نغم بخطى مرتبكة إلى حيث يقف عز الدين و الذي بدأ بالسير نحوها ليلتقط يدها ثم يكمل خطاه .. كانت علا تسير بكبرياء أخفى توترها .. لم تكن تتوقع في حياتها كلها أن تُزف بهذا الشكل .. مفاجأة وكم أحبتها .. وها هو يسير نحوها ببدلته الكحلي الأنيقة يمسك بكفها و يرفعه إلى شفتيه طابعا عليه قبلة ارتجف لها جسدها الرقيق .. حاولت ألا تظهر تأثرها به بينما تقابل عينيه اللامعتين بعينيها .. بدى المكان خاليا إلا منهما .. هو وهي فقط .. أكملا السير إلى المكان المخصص لجلوسهما في نهاية القاعة .. بدأت الطقوس برقصة خاصة للعرسان و انبعثت الموسيقى بلحنها الغناء المطرب للآذان و المرهف للإحساس ..

انا... أنا كلي ملكك... انا كل حاجه حبيبي فيه بتناديك
انا... انا مش بحبك... الحب كلمه قليله بالنسبه ليك
انت فرحه جت لعندي بعد عمر من التعب
في السعاده الي بعاشها انت السبب
ضحكتك عقلك جنونك والحنان الي ف عيونك
هوصف ايه واحكيلك ايه

انا... أنا كلي ملكك... انا كل حاجه حبيبي فيه بتناديك
انا... انا مش بحبك... الحب كلمه قليله بالنسبه ليك
معاك بضحك وبفرح مبقتش خايفه
ازاي هخاف وانا بين ايديك
ساعات بخيالي بسرح
قبل ما بحلم كل حاجه القيها فيك

السنين هتفوت وتمشي منك انت انا مش همل
بوعدك يا حبيبي عمري شوقي ليك لا في يوم يقل
هبقي فرحك وقت حزنك في التعب تلاقيني حضنك
كل يوم من عمري ليييييك ...
انا... أنا كلي ملكك... انا كل حاجه حبيبي فيه بتناديك
انا... انا مش بحبك... الحب كلمه قليله بالنسبه ليك


شعر بارتجافه يدها على كتفه عندما احتضن خصرها و قربها منه .. داعب خدها بشفتيه وهمسه يصلها فيسكر روحها:
-لما لا تتحدثين إلي؟ ألم تعجبك المفاجأة؟

أبعدت رأسها عنه بخجل ويدها تقبض على سترة بدلته بلا وعي منها .. و فمها يفتح و يغلق من تلقاء نفسه في محاولة فاشلة للتحدث والتعبير عما يدور بقلبها .. قالت بنعومة بعد جهد كبير وعينيها تنظران لعينيه بحب:
-لا أنكر أنني تفاجأت وصدمت لكنها كانت أجمل صدمة في حياتي .. آنا أحبك جداً نهاد.

منع نهاد نفسه بصعوبة من أن يفعل ما يعيب على مرأى من الجميع .. تبا .. أخفض رأسه و لامس أذنها بأنفاسه التائقة قائلا:
-أشكري الله أنك قلتها الآن بينما الناس تنظر إلينا و إلا لندمت على قولها بتلك الطريقة الخبيثة.

صدرت عنها ضحكة سلبت لبه وهي تقول ببشاشة سعيدة أنها أصبحت زوجته:
-أسفة لم أقصد قولها بتلك الطريقة أنت فهمتها بشكل خاطئ.

همهم بنعومة قائلا:
-حسناً وأنا سأحرص على أن أفهمك المعني الصحيح عندما نصبح لوحدنا .. في بيتنا نحن.


كانت تتمايل معه و رأسها يستريح على كتفه بنعومة .. و يديه تحتضنان خصرها بتملك تعلمت أن تحبه .. يمسح بيديه كل دقيقة على ظهرها مثيرا فوضى عارمة في مشاعرها .. كم تحبه .. كان شابا جدا ببدلته السوداء و كأنها فصلت لتحتوي جسده الرجولي .. شعرت بيده تحاول الصعود إلى كتفها فيحل واحدا من تلك الخيوط المتشابكة للفستان الماكر سيفقدها عقلها حتما .. لولا ذلك الكعب العالي لما حلمت أن تصل لكتفيه .. قال يسألها بدعابة:
-هل أنت سعيدة باحتضاني لك؟

عضت على شفتيها بأسنانها و نظرت بعيدا عنه بعيون خجلة .. فشعرت بيديه تتجرأن على جسدها فشهقت بمفاجأة قائلة بتأنيب:
-عز..الناااس.

ولم يستجب لها عز فعادت تكرر بيأس أذاب قلب عز:
-عز الدين..الناااااس.

هتف عز الدين حانقا:
-تباً للناس أنا لم أعد أحتمل .. أريدكِ الآن وإلا سأفتعل فضيحة.

توسعت عيناها بصدمة و أحست بالسخونة تحرق جسدها و وجنتيها الداميتين .. فقالت بخجل و عينيها تنظران للأرض:
-ألا تخجل .. أنت فضحتنا بالفعل و لم تقصر.. أنظر الجميع يتحدث عما تفعله.

ضمها إليه من جديد و هو يلوى شفتيه بابتسامة عريضة قائلا:
-أنت زوجتي .. و هذا حفل زفافي ونحن بما نفعله أحرار.. متى فقط ينتهي هذا الزفاف.

عضت على شفتيها بحياء بينما تفكر أنه لا فائدة من عز الدين و أخلاقه العالية .. و تفاجأت بيده تحل شفتيها من بين أسنانها قائلا بفحيح مشتعل:
-افعليها مجددا ولن أكون مسؤولاً عن أفعالي.


تشعر بنظراته عليها منذ ساعة كاملة .. ولم يمل .. تشعر وكأنه يعريها من ملابسها فقط بمجرد نظرة .. علاقتهما منذ البارحة متأزمة تعتمد على النظرات فقط .. لم يتكلما عن أبرار و محمود فبعد أن استلم جسار مهمة توصيل أبرار إلى منزلها و عادا إلى منزلهما وهما على هذا الحال وكأن ما حدث قد ترك أثرا بشكل ما في داخل نفسيهما .. وها هو الآن يرسل إليها إحدى تلك النظرات .. ستخبره بعد أن ينتهي الزفاف .. ستضحي بالأمان الذي تشعر به معه .. كما قالت لبنى هذا حقه .. ستخبره و تخرج من حياته كما لو لم تكن .. استأذنت للذهاب إلى المرحاض لشعورها بالمرض و أطلقت لساقيها الريح .. وجسار كانت محاولته للحاق بها فاشلة عندما اعترضته صديقة زوجته الحميمية .. سلمى.

أنهت تبرج وجهها ثم ألقت على نفسها نظرة ضائعة في المرآة قبل أن تهز رأسها بيأس وتخرج من المكان .. أحست بخطوات تتبعها فنبض قلبها بخوف حقيقي و أسرعت في المشي تبحث بقلبها عنه .. إلا أن يد قوية اعترضتها و سحبتها إلى المجهول و لم تبصر النور إلى حين فتحت عيناها و رأته أمامها و اختنقت وهي تقول بشحوب:
-م.. معتصم.


..........................
إنتهي



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 03-07-18 الساعة 11:54 PM
jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 05-05-18, 11:09 PM   #486

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

الفصل ملئ بالاحداث و التفاصيل الدقيقة .. أسعدوني باللايكات و المشاركات الجميلة
قراءة ممتعة
أتمنى أن ينال الفصل على اعجابكم


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 05-05-18, 11:34 PM   #487

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير
فصل مليء بالأحداث المشوقة
علياء تتألم بسبب ما يحدث معها و تشعر أنها
ظلمت جسار و عذبتة معها .
وهى أمام خيارين كلاهما أصعب من الاخر
لقد قررت أن تعترف ل جسار بكل شيء
لكن ما فعلة معتصم الحقير سوف يجعل
جسار يعلم الحقيقة ب أسوء الطرق .
فصل رائع
سلمت يداك 🌷🌷


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-18, 02:36 AM   #488

Hadeer Elsaid

? العضوٌ??? » 397143
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 187
?  نُقآطِيْ » Hadeer Elsaid has a reputation beyond reputeHadeer Elsaid has a reputation beyond reputeHadeer Elsaid has a reputation beyond reputeHadeer Elsaid has a reputation beyond reputeHadeer Elsaid has a reputation beyond reputeHadeer Elsaid has a reputation beyond reputeHadeer Elsaid has a reputation beyond reputeHadeer Elsaid has a reputation beyond reputeHadeer Elsaid has a reputation beyond reputeHadeer Elsaid has a reputation beyond reputeHadeer Elsaid has a reputation beyond repute
افتراضي

قفله قويه ومفاجاه حلوه لعلا
علياء هتفضل مشيلانا همها
موجوعه اوى علشان ابرار 😢
حايله يا جيسى


Hadeer Elsaid غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-18, 03:25 AM   #489

ام رمانة

? العضوٌ??? » 353241
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,251
?  نُقآطِيْ » ام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond repute
افتراضي

انفعال وصدمة ومفاجأة وقلة حياااء وقفلة شريرة جدا
فصل ممتلئ جدا تسلم يداكي


ام رمانة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-18, 04:15 AM   #490

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

وجع محمود طلع علي ابرار
وزي ما قلت لو كان معتصم كمل كانت أخته نالت نفس المصير دائم تدان
ده غير أمهم ايلي أهملت بنتها ودلعت المحروس 😒
عز بقي انا مش مرتاحه حاسه ان فيه حاجه هتحصل ربنا يستر
علياء خدت قرار شجاع وحاسم وده مش سهل فعلا


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
jasmine

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:27 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.