آخر 10 مشاركات
البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          رواية الورده العاشقه " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : sapphire - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          596-مغرمة وحائرة - ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          عينا ملاك -ج1 من سلسلة نعيم الحب- للكاتبة الرائعة: زهرة سوداء *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          يوميات العبّادي .. * مميزة * (الكاتـب : العبادي - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية أسمعُ عواء الهوى (الكاتـب : روز علي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أحب أن أعرف كيف وجدتم مستوى الرواية من حيث الحبكة و السرد والأسلوب؟
ممتاز 268 72.63%
جيد 88 23.85%
ضعيف 13 3.52%
المصوتون: 369. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-01-18, 12:20 PM   #41

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبةالربيعي مشاهدة المشاركة
اني مااعتقد معتصم هو بنفسه اغتصب علا وشكرا ع البارت

حبيبتى شكراً لمرورك الكريم....


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 17-01-18, 02:55 PM   #42

maekl

? العضوٌ??? » 362928
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,423
?  نُقآطِيْ » maekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا وسهلا فيك في اجمل منتدى القصة جميل رغم احداثها الحزينة والمتاهة التي تهنا فيها كيف لحب كبير بين ماهر ونهال ينتهي بطلاق وزواجهما من اخرين وطلا ق ماهر الثاني وما حكاية علياء المسكينة ارجو منك الاستمرار بجد جمييييييييييييييييييييييي يييييييييييييلة وفقك الله

maekl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-18, 03:17 PM   #43

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maekl مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا وسهلا فيك في اجمل منتدى القصة جميل رغم احداثها الحزينة والمتاهة التي تهنا فيها كيف لحب كبير بين ماهر ونهال ينتهي بطلاق وزواجهما من اخرين وطلا ق ماهر الثاني وما حكاية علياء المسكينة ارجو منك الاستمرار بجد جمييييييييييييييييييييييي يييييييييييييلة وفقك الله
والله أنتِ الجميلة بوجودك في المنتدى 💕 إن شاء اللّه تعالى ساستمر بدعمكم ومحبتكم... حبيبتى 😍


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 17-01-18, 08:52 PM   #44

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الف مبروك يا بيلا مون نزول روايتك
قريتها كلها دفعة واحدة
مشوقة وشوقتنى لاتابعك من بعدها
ماهر ونهال وطلاقهما الذى اثر على عيلتهما
نهال تزوجت بعد انتهاء عدتها من المختار وانجبت منه
لكنها ما زالت تفكر فى ماهر واولادها وهذا يعتبر خيانة وما استسغتها
عز الدين اثر عليه الطلاق اكثر واحد
وهو مجبر على الزواج من نغم ابنة صديق لوالده
نغم التى تحبه كما فهمت
ابرار وصدمتها من قرب خطبة عز ونصيحة الرجل المجهول لها
علياء يا ترى ما حكايتها الغامضة مع معتصم الذى يبغاها
هل اغتصبها فعلا وتسبب بهذا الجرح بدون علم الجميع وقد راتها اختها علا ؟؟؟؟؟؟؟؟
يسلمووووو يا بيلا
ومتابعاكى ان شاء الله
تحياتى


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 17-01-18, 10:12 PM   #45

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الف مبروك يا بيلا مون نزول روايتك
قريتها كلها دفعة واحدة
مشوقة وشوقتنى لاتابعك من بعدها
ماهر ونهال وطلاقهما الذى اثر على عيلتهما
نهال تزوجت بعد انتهاء عدتها من المختار وانجبت منه
لكنها ما زالت تفكر فى ماهر واولادها وهذا يعتبر خيانة وما استسغتها
عز الدين اثر عليه الطلاق اكثر واحد
وهو مجبر على الزواج من نغم ابنة صديق لوالده
نغم التى تحبه كما فهمت
ابرار وصدمتها من قرب خطبة عز ونصيحة الرجل المجهول لها
علياء يا ترى ما حكايتها الغامضة مع معتصم الذى يبغاها
هل اغتصبها فعلا وتسبب بهذا الجرح بدون علم الجميع وقد راتها اختها علا ؟؟؟؟؟؟؟؟
يسلمووووو يا بيلا
ومتابعاكى ان شاء الله
تحياتى
قمر الليالي غاليتي الله يبارك فيكِ💕نورتيني بوجودك ومتابعتك للرواية....انتظر
رأيك في الجديد بإذن الله....


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 18-01-18, 09:31 PM   #46

جازيه

? العضوٌ??? » 381198
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 308
?  نُقآطِيْ » جازيه is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

جازيه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-18, 10:18 PM   #47

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جازيه مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
شكراً لمرورك عزيزتي....


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 20-01-18, 06:00 PM   #48

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

الفصل الثالث







ها قد حانت اللحظة التي لطالما تمنتها واستولت على أحلامها منذ رؤيته...تقف في مواجهة المرآة الطويلة المحوطة بأزهار زرقاء اصطناعية موضوعة بجانب طاولة الزينة الخاصة بها...ترتدى فستان طويل من الحرير الأزرق الباهت بأكمام رقيقة و شفافة تناثرت عليها لآلئ صغيرة بينما تظهر قبة الفستان العلوية المندلعة هشاشة ورقة عظمة ترقوتها...رفضت الذهاب إلى المزينة فاكتفت بوضع لمسات بسيطة أظهرت شفافية ونعومة وجهها الطفولي...وشعرها الداكن سرحته بمكواة الشعر ثم أخذت تلفه عليه لينسدل على ظهرها بتموجات مختلفة الطول...لا تصدق أنه وبعد لحظات ستتوج لتكون ملكته وسيكون هو عالمها الوحيد...لا ينقصها الآن سواه "نهاد" أخيها الكبير لا تبالغ لو قالت إنه بمثابة والد لها...لا زالت تذكر معارضته الشديدة بشأن زواجها وأنها مازالت صغيرة والحياة لا زالت بانتظارها فلما الاستعجال...لكن عندما تحدثت هي معه اقتنع على الفور وصوته الحزين لابتعاده عنها وعجزه عن الوقوف بجانبها في يوم مهم كهذا لازال يتردد صداه في غياهب عقلها...

رفضت الأكل الذي جلبته لها الخادمة لشعورها بالغثيان من التوتر الذي يلازمها منذ الصباح وعادت والدتها بطبق فاكهة طازجة وفعلت ذات الشيء لكن هذا دون جدوى مع والدتها التي وبختها على طفوليتها الساذجة قائلة "عليك أن تأكلي ولو قدرا بسيطا وإلا ستقعين من فرط طولك في منتصف الحفل وسنكون طعاما سائغا يلكه الناس في هذا الموسم.....عائلة سالم الشافعي لا يطعمون ابنتهم الصغيرة فيتركوها لتموت من الجوع" هذه هي بسمة الشافعي تعمل من الحبة قبة...لكن هذا ليس بيدها فإذا أكلت ستتقيأ كل ما تناولته وهي تعرف نفسها حين تتوتر...كيف لا وعز الدين بذات نفسه سيكون زوجها بعد لحظات...

لمعت في رأسها حركة تبدو طفولية للبعض لكنها تاقت لفعلها قبل نزولها إلى الأسفل...ابتسمت لوجهها في المرآة بعبث ثم بدأت تدور حول نفسها برهبة عدة جولات وعينيها تتابعان رفرفات الفستان في الفضاء...ارتفعت ضحكاتها الفاتنة مظهرة صف أسنانها البيضاء العلوية المتفرقة وأطراف الفستان تتطاير حولها كفراشة براقة تدور في بساتين الزهور البديعة...اجفلها صوت طرقات حاسمة على باب الغرفة...فارتفعت أنفاسها لاهثة للمجهود الذي بذلته حين توقفت فجأة...ثم صاحت بصوت متهدج:
-آتية.


ماذا تفعل كل هذا الوقت بحق الله...هذا رابع كأس عصير يقدم له منذ وقوفه في صالة منزلهم....منزل آل الشافعي....هه صالة أشبه بقصور الحكايات الخرافية....مساحة كبيرة مفروشة بأفخر أنواع السجاد باللون الأزرق الغامق....اثاث راقي وفخم ومريح ...ثريات كريستال ضخمة تدلت من السقف الكبير فانعكست الأضواء على الأثاث بشكل خاطف للقلوب....طاولات مزينة بأشرطة ذهبية انتشرت في الصالة يلتف حولها ضيوف الحفل ....السلالم الرخامية المزينة بأيدي مهرة و التي تنتهي خلف سقف المنزل والتي من المؤكد تؤدي إلى الطابق العلوي حيث تقبع عروس البحر المبجلة والتي لا يعرف حتى الآن ما اسمها....صدقاً لم يخبره والده فلما عليه أن يسأل....في نهاية الأمر سيعرف...

افتر ثغره عن ابتسامة خبيثة....وهو يتخيل شكلها كما حلم بها طوال الأمس من كثر تفكيره بها... طويلة بعيون ملونة وبشعر أشقر طويل ومدللة صغيرة فاسدة كما هو متوقع من الفتيات التي تحيط به....لقد كره ذاك النوع من النساء اللواتي يتصنعن كل شيء حتى فقد رغبته بهن....يأمل فقط في أن تكون الفتاة كما يريد وبهذا يستطيع فسخ خطوبتهما الكارثية....لفت انتباهه شرود علياء بجانب زوجة عمه أسماء....بدت متألقة بثوب أسود بأكمام قصيرة يناقض لون بشرتها البيضاء الوردية....نظراتها تائهة ضائعة تذكره بنفسه قبل عشر سنوات تقريباً....لاحظ نظرات معتصم العاشقة لعلياء ولم يملك سوى حسه الأخوي بالذهاب إليه و انتزاع روحه لمجرد هذه النظرات....منذ صغرها وهو يعرف بهوس معتصم لامتلاكها لكن على جثته إذا كانت له....علا لفتت الأنظار حولها بعفويتها التي يعتقد أنها ستؤذيها يوماً ما....بدت بريئة بثوبها الأبيض البسيط....لكن لا أحد يعلم نقطة ضعفها بعد....والده....ضحكاته الرجولية السعيدة مع أصدقائه تلقائيا جعلت الابتسامة تظهر على شفتيه....قلبه مرتاح بعض الشيء لرؤيته على هذا النحو...وبراءة تلك المشاكسة التي تسرق الحلوى من فوق مائدة الحفل الطويلة دون أن يراها والده وعينيها ابتسمت لوجهه بتوسل لئيم حين اكتشفها فاستطاعت انتزاع ضحكة صغيرة من بين شفتيه... عالماً أن أسنانها ستزداد سوء...

صدحت الموسيقى الصاخبة لتعلن بنزول عروس الحفل....توجهت أنظاره متلهفة لرؤيتها...رؤية من اختارها ماهر فخري لتكون كنته المستقبلية...كان والدها يحيط مرفقها بحنان يهمس لها ببضع كلمات جعلتها تومئ برأسها بخجل بينما والدتها تبتسم بفخر وبجانبها شابان يبدوان كتوأم....لم يشعر سوى بصدمة كبيرة اخترقت أسوار قلبه...كانت على العكس تماماً مما توقع أو حتى رسمه في مخيلته الحمقاء....حورية البحر يليق بها أكثر هذا أول ما فكر به...تنزل درجات السلم وكأنها تملك العالم بيديها....رافعة رأسها بكبرياء وعينيها كعيون غزال شارد محددة بالكحل الأسود....شعرها كظلمة أمواج البحر في فصل الشتاء البارد....بينما انسدل الفستان على جسدها القصير بإغراء انتهت أطرافه كذيل حورية البحر جعله يبتلع ريقه توترا....ثغرها....وآه من ثغرها....كحبة فراولة صغيرة تقطر عسلاً يروي عطش الظمآن فلا يظمأ بعدها أبدا....التفت لأبيه في نفس اللحظة بصدمة لا يعرف لما لكنه تلقي كلمات منه دون أن ينطقها شاعرا كيف رآها في عقله....هل هذا ما توقعته يا ابن ماهر!!

اقتربت منه على استحياء تتشابك يديها بتوتر حينما تركها والدها مقبلا جبهتها بالقرب من عز الدين....خفقات قلبها منفعلة شوقا لرؤيته قربها ورائحة عطره الممتزجة بعبقه الرجولي تثير فيها مشاعر جديدة على قلبها البريء....مدت يدها تسلم عليه تقطع تفحصه الشديد بها....تلقائيا وجد نفسه يمد يده يصافحها وهو يطالع كفها الصغير كيف يغوص في كف يده العملاقة....يتلاشى فلا يظهر منه شيء...وجهها غريب بشكل ساحر فوجد نفسه ينطق دون تفكير:
-أنتِ...أنتِ تشبهين.....

أكملت عنه بخجل طفولي...مخفضة رأسها بارتباك:
-الكوريين!!

أجفل للحظة وهو يرى هذا المزيج الغريب....طفلة....مجرد طفلة صغيرة بجسد صغير....تساءل عن عمرها ليتعجل والداها بتزويجها؟! وجد نفسه يقول بخبث قبل أن يتراجع عنه مما اربكها مجدداً:
-ربما لم أعني هذا وقصدت أمرا آخر!!

نظرت إليه بإحراج... لطالما سمعت انها تشبه الكوريين في بعض ملامحها حتى عائلتها...لم تفكر إلا بأنه يقصد الاستهزاء....ألم تعجبه كفاية؟...يعلم الله كم حاولت إظهار جمالها الروحي لكن يبدوا بأنها فشلت....وخزتها عينيها بدموع تجمعت في مقلتيها بلا سبب...هذا طفولي تعرف لكنها لا تمتلك القدرة لتوقف بدموعها عن الانهمار....أحياناً تشعر بأنها سخيفة ومدللة لكن هذه هي....وبجانبها أحس عز الدين أنها فسرت الأمر بشكل خاطئ....توتر جسده قليلاً ثم دنى من اذنها يهمس لها بحنان غريب جمدها:
-تشبهين لعبة "الباربي" ....تعرفينها؟!

شهقت بصدمة من حرارة أنفاسه وقربه الخطر منها...تناست دموعها الغبية بلا مبالاة وهي تتساءل...هل يمزح؟ ومن لا يعرف "الباربي"؟...فليصعد لغرفتها ويرى كم عروسة "باربي" تمتلك وسيعرف إن كانت تعرفها ام لا....وهذا كان أول حديث عجيب يدور بين حورية البحر والطبيب الوسيم....

قاطعهم صوت والدها قائلاً:
-هيا لنبدأ لقد حضر المأذون...

وتم عقد القران أخيراً بعد كارثة وقوع الحلقة الفضية من يد العروس عدة مرات....كان متأكد من حدوث كارثة ما....فيديها كانتا مرتجفتين لحظة تلبيسه الخاتم....حتى اضحكت بعض المشاهدين وكان هو من ضمنهم...دوى المكان بتصفيق ضيوف الحفل وتهنئتهم متمنيين لهما السعادة....يشعر وكأنه سيتزوج من طفلة أشبه بالحوريات بل والمصيبة الأكبر أنه يرغبها....يرغبها ولم يرها سوى الآن هل هذا يعقل؟! لا هذا جنون عليه أن يعود لرشده هذا أفضل له ولها....هذه الحقيقة ضربته في مقتل أنه يريد طفلة....نغم سالم الشافعي وكم يليق بها اسمها....يصف صوتها الرقيق حين يخرج كسيل نغمات مسكرة تثير الإدمان....كل ما فيها يشتته هل هذا ما يريده ماهر فخري؟!لهذا أصر عليها هي بالذات!؟

بدأ الحضور بالتجمع حول طاولة الطعام والشراب يتناولون ما يحبون وضحكاتهم تملأ المكان...يتناقلون الأحاديث الشيقة فيما بينهم...بينما تنبعث الموسيقي الهادئة تدعوا للرقص من قبل عازفي الموسيقي...


وفي آخر الصالة تقف هي ودموعها الساخنة تسيل بغزارة....تؤنسها في وحدتها وحزنها على ضياع الحبيب....رفضت كوثر قدومها الحفل لكنها أرادت أن تراه لآخر مرة كحبيب....بات الآن لأخرى ولم يعد من حقها حتى أن تحبه أصبح محرما على قلبها...تراه كيف ينظر إليها وعينيه تلتمعان بشيء غريب تراه لأول مرة....دعت بصمت أن يسعده الله ويرزقه الذرية الصالحة وقلبها يشتعل بالغيرة بل ويتقطع لما تفعل....اندفعت تخرج من بين التجمعات الصغيرة والدموع تغشي رؤيتها فاصطدمت دون قصد بجسد صلب...تأوهت بألم سرعان ما تلاشي وهي تتفحص الرجل بشيء من التوتر....وجه أسمر عابث وعينين حادتين عميقتين...شهقت فجأة بإدراك وهي تتراجع بخزي من تفحصها له....رفعت يدها تمسح بقايا دموع جفت وحدها دون الحاجة لمساعدتها....ترى بدلته الفاخرة ملوثة بالعصير بفعل اصطدامهما الكارثي...حاولت التحدث لكن صوتها تلاشي...

هدر صوته حانقا وهو ينادي على النادل ليضع الكأس الفارغ خاصته فوق الصينية الفضية الممتلئة بكؤوس العصير:
-ألا تنظرين أمامك وأنت تمشين؟ أفسدت بدلتي الثمينة.

ارتبكت بخجل مستنكرة فعلتها الحمقاء به فقالت بأسف:
-آسفة لم أنتبه يا سيد.... أرجو المعذرة!

-ومن أين أصرف هذا الأسف يا آنسة؟؟

هذا كثير عليها حقا في يوم واحد....ليس الآن وإلا ستبكي بلا نهاية....أخرجها من شرودها المؤقت صوت مألوف يحدث رجل العصير الوقح...التفتت تنظر إليه لتنصدم بوجوده هنا في منزل الشافعي....من هو؟ وماذا يريد منها؟!هل يلاحقها؟
-هل تزعج الآنسة الصغيرة يا محمود؟

تفاجأت من سؤاله الغريب...لما يحدثها بتلك الطريقة البسيطة....ليتها خضعت لوالدتها وبقيت في فراشها لكان أفضل لها من هذا العراك العقيم خاصة وأن الجميع منشغل بتناول طعام الحفل...وأخيها مهتم بعليائه و والدها مشغول بأحاديث شيقة مع أصدقائه...أجاب ذاك الرجل "محمود" باقتضاب:
-انظر لما فعلته هذه الغبية الحمقاء!

صرخت به بقسوة وعينيها تشتعلان:
-لا تغلط معي وتكلم بأدب... إذا أردت دفعت لك ثمن بدلتك الغبية...ولا داعي للبكاء يا روح الماما.

ضحك ذلك الرجل بعينيه الغامضتين بصخب وهو يرى احمرار وجه محمود...تلك القطة لا تعلم أنها أصابت محمود في نقطة حساسة بحياته...فقال بهدوء:
-محمود .. عمتي تناديك.

نظر إليها المدعو محمود نظرات غامضة وكأنه سينقض عليها في أية لحظة قبل أن يغادر....ترى هل زادتها معه؟ ربما لم يكن عليها التحدث بتلك الطريقة لكنه أيقظ براكين غضبها الخامدة فأشعلها لتحرقه معها...وليس ذنبها إطلاقا أنها لا تتحكم بغضبها...

-هل عادت القطة تبكي على اللبن المسكوب؟!

انتبهت إليه على الفور وشعت عيناها بالغضب مجدداً لاستهزائه بها....لا تنكر أنه محق لكن لا تملك حق التحكم بقلبها الخائن....لاسيما وهو من يملكه....لم تتساءل كيف علم فيكفي لقائها الأول به....هذا الرجل غامض بطريقة جذابة...قالت بقوة تعترف:
-انا لست من حجر يا سيد أيا كان أسمك... فأنا أمتلك قلبا يحس...يحب ويكره وليس سهلاً عليه النسيان أو حتى المسامحة.

سارت من جانبه ودموعها تعاود خذلانا بعد حديثها مع ذلك الغريب...هذا الحفل استنزف طاقتها منذ رؤية عز الدين يلبس مخطوبته الخاتم الذهبي ثم الرجل الوقح صاحب العصير ثم الغريب...اي حظ تمتلك؟! نادت على السائق الخاص بالعائلة ليوصلها للبيت غافلة عن النظرات الثاقبة المراقبة لها...


لوحت بيدها إلى علا الضاحكة التي تراقص والدهما باحترافية....علا كانت بارعة في جميع أنواع الرقص بعكسها هي...لكن بعض الأشياء لا تعرف فعلها بشكل صحيح وتحتاج لدعم من حولها وهذا كان عيب علا الوحيد...أنها عفوية لكن لا تثق بنفسها كفاية...لم تتأثر بقوة لما حدث منذ زمن لكن تأثرت بطريقتها الخاصة....عز الدين يبدوا مشتتا لكنه مرتاح البال ونغم تحادثه بلطافة تكاد تؤكل...لا تعلم اتحزن عليها أم تدعو لها أن تنجح في إخراج عز الدين من ظلمته الحالكة العميقة...ضربها الإدراك متأخرا أنها مراقبة من أحد المدعوين...لا ليس معتصم الذي لم ينزل عينيه عنها حتى الآن وينوى قتل كل من يتقدم ليرقص معها....وهي تجنبت هذا الأمر ليس لكونها لا تعرف الرقص لكن لأجل عز...إنه شخص آخر....دارت بعينيها البنيتين تبحث عنه بتقطيب...كما توقعت وجدته مستندا بتكاسل إلى عمود ضخم بالقرب من مدخل المنزل...عينيه غريبتان غامضتان بطريقة بدائية....بدلته الداكنة تظهر قوة وتناسق عضلات جسده...ولدهشتها كان يتفحصها بطريقة اربكتها من رأسها حتى أخمص قدميها....لكنها خذلته مشيحه بوجهها عنه محتفظة بواجهة البرود وهي تتابع رقص علا و والدها....لا إراديا أنزلت يدها تشد أطراف ثوبها إلى الأسفل محاولة تطويله....عمتها أسماء من اختارته وهي لم تخجلها وارتدته لكنها الآن تشعر بأنه قصير قليلاً....مر من أمامها يبتسم لها بما يسمي شبح ابتسامة صغيرة لكنها كانت خبيثة....مقتربا من عمتها أسماء يقبل وجنتيها دون تحفظ بينما تحمر وجنتيها من همساته الخافتة....من هذا الرجل؟؟

أعادت خصلة هاربة من شعرها الفوضوي وراء اذنها وهي تدعو أن ينتهي هذا الحفل الغريب....صورة ذلك الرجل بعينيه العميقتين تشعرها بأنها رأته مسبقاً لكن أين ومتى لا تعرف....ما زالت نظراته مسلطة عليها وهو يخاطب أسماء ماذا يقرب لها حتى يقترب منها بتلك الطريقة الغريبة....رأسها سينفجر لا تصدق أنها خرجت أخيراً من وكرها إلى العالم الخارجي والان تتمني لو تعود إليه....عادت لتركز على رقص كل من عز الدين ونغم الذي كان رائعاً وهادئا...

خطوات قوية تقترب منها ببطء....وصوته الخشن ينطلق ليصفعها بقسوة الذكريات:
-علياء احتاج إلى التحدث معك.

لم تنظر إليه حتى وهي تهمس بذات بقسوة:
-كف عن افعالك الدنيئة ولا تريني وجهك أبدا....دع هذا اليوم يمر على خير.

رفع حدة صوته قائلاً وهو ينظر حوله بتوتر فالكل منشغل بنفسه:
-لن يعجبك أن تتسببِ بفضيحة أنا بقادر على فعلها دون تردد.

رمشت للحظة وهي تفكر بأنه محق....هو مجنون وسيفعلها لكنها بنفس الوقت لا تريد الاختلاء معه....مازالت أشباحها تطاردها كلما اجتمعت معه...أومأت موافقة وهي تهمس لبراءة الصغيرة ببضع كلمات ثم أمسكت بشالها الأحمر ولحقت به...

الشرفة تطل على الحديقة الخلابة الممتلئة بمختلف أنواع الزهور....المصابيح الزجاجية البرتقالية تنير المكان بخضرته وغناء صرصور الليل ارتفع ببهجة حلول الليل...نسيم البحر داعب نعومة جسدها رغم وجود الشال فاقشعرت نوعاً ما فأحاطت جسدها بيديها تبث الدفيء بهما....وقفت مبتعدة عنه مسافة آمنة لها ثم قالت بلا ملامح:
-انا أسمعك.

رأت توتر عضلات فكه وهو يبتلع ريقه ليقول بجدية:
-انا لن أتخلى عنكِ مهما حدث يا علياء...وعند عودتنا سأتحدث مع عمي ماهر بشأن علاقتنا... أريد فقط أن تسامحينني على ما سبق.

-هراااااء..هل تعي ما تقول أيها المخبول...لن أكون لك إلا جثة ولن اسامحك أبدا...أنت سرقت مني حياتي كلها و تتصور أن اسامحك هه....مريض.

سارت نحو الستائر تنوى الخروج ليبادر بإمساك مرفقها بقوة لم يتعمدها ففقدت اتزانها وهي تصرخ فيه تنفض يدها عنه:
-توقف عن افعالك الوضيعة والدنيئة يا حقير...ابتعد عن حياتي...

-لن أبتعد يا علياء أنا أعشقك بجنون...أنا لم امتلكك سابقا إلا لتكوني لي ملكي أتسمعين...ملكي وحدى....فأنا اشتقت لامتلاكك مرة أخرى....

دارت بها الدنيا من تصريحه الوقح فترنحت وهي تضرب كل ما تطوله يديها حتى سقطت بجانب السياج المحيط بالشرفة وهي تهمس بتشنج....سمعت أصوات شجار حاد ولكمات قوية تدور بجانبها وارتطام قوى في الأرض حاولت فتح عينيها لكن الظلام غشاهما...ثم حل الهدوء التام إلا من صوت حشرات الليل...وهمسات رقيقة تخترق عقلها وقلبها فتهدأ من روعها وهي تستند دون وعي إلى صدره تهمهم بكلمات متقطعة لم يفهم منها شيئاً...ذلك الغبي ماذا يريد منها رباه لو تأخر لآذاها بالفعل فعينيه تلتمعان بالشر....لولا تلك الصغيرة الشقية لما عرف أين هي...كان مندمجا بحديثه مع عمته أسماء فلم ينتبه لخروجه....لكنه استطاع معرفة اسمها على الأقل...علياء فخري قريبة عمته لم يسبق له رؤيتها أين كانت بل أين كان هو...لم يستطع أحد لفت انتباهه مثلها رغم أنها لم تفعل شيئا يذكر....لمس وجنتها بشرود متذكرا نظراتها القوية إليه لكنها الآن نائمة بسلام وربما فاقدة للوعي...أخرج هاتفه من جيبه على عجل يتصل بها علها تساعده في هذه الكارثة....





أفاقت علياء من إغماءاتها على رائحة عطر قوي أصابها بالدوار وصوت عمتها أسماء يهتف بقلق:
-علياء حبيبتي...أخيراً افقتي...ما الذي يحدث معك مؤخراً؟

رفعت علياء يدها إلى رأسها تفركه بقوة عل الصداع الذي يفتك بها يهدأ:
-ماذا حدث عمتي؟ واين أنا؟

-انت في غرفتك بأمان .. أصدقيني القول .. هل آذاك معتصم؟

نظرت اليها بتشوش متسائلة هل هي من وجدتها في الشرفة؟ وهل انتهت الحفلة وعائلتها......رباه هل أفسدت الحفل؟ لا تتذكر سوى قتالها ومعتصم...

علمت اسماء بصراعها فاقتربت تحتضن وجهها بحنان:
-لا تقلقي الحفل انتهي على خير ولكن أنا غادرت قبلهم معك وهم سيلحقون بنا.

-عمتي أنا لا أذكر شيء....ماذا حدث معي.

"عمتي لا تخبريها بشيء فهذا أفضل لها..."

"جسار ماذا تفعل يا ابن أخي و ما علاقتك بالفتاة...تتصل بي لأجدك محتضنا لها بهذا القرب الخطير..."

"عمتي ذلك الحقير حاول أن يؤذيها وأنا ضربته وهي من لجأت إلى احتضاني هذا كل ما في الأمر...أنا لم المسها...."

"أيها العابث لن تتغير ابدا وعلياء لن تفعلها بالتأكيد .. هي لم تكن في وعيها..."

تعرف جسار جيداً رغم عبثه إلا أنه رجل حكيم في تصرفاته لذا هي تصدقه...لكن هناك لغز يحيرها ماذا يريد معتصم من علياء هو طلبها سابقاً وهي رفضته....علياء بالتأكيد تخفي سرا ما....وإلا لما تفقد الوعي كلما حدثت مشادة قوية بينهما...

-لا شيء لقد كنتِ مع معتصم تتقاتلان كعادتكما وفقدتِ الوعي فأتي بي لأساعدك.

-اه أريد النوم عمتي...أنا متعبة للغاية.

ابتسمت لها أسماء وهي تقبل وجنتها ترفع لحافها عليها استعدادا للنوم:
-نامي يا عمري...وغدا لكِ مفاجأة إن شاء الله.

همست بلا وعي:
-هل سيأتي مجدداً عمتي.

ضحكت أسماء على براءتها وهي تتمتم بخفوت:
-سيأتي يا حبيبتي سيأتي!!





تحتضن بين ذراعيها لعبة "الباربي" الكبيرة المصنوعة من القطن...بينما تتمدد على فراشها الوثير رفعت يدها اليمني لوجهها تنظر لخاتمها الذهبي القابع في بنصرها يلمع في إضاءة الغرفة الخافتة يعبر عن فرحته أخيراً...نظراته لها غريبة عليها لكنها متأكدة بأنه يبادلها مشاعرها وإلا لما استعجل على الخطوبة...لا يعقل أن يكون بكل هذا الجمال والرجولة كم خجلت من تصرفاتها الحمقاء بدء من وقوع خاتمه مرات عدة حتى جعلت من نفسها أضحوكة للجميع لاسيما هو ثم وقوعها بين ذراعيه القويتين بسبب حذائها العالي الغبي...ليس لأنها قصيرة وتحتاجه يخذلها فيوقعها بشماتة...لمساته رقيقة قوية حنونة مزيج غريب حقا...وتلك الرقصة الناعمة كم حلمت بها لكنها فاقت توقعاتها بجمالها...آه...مازالت معدتها تؤلمها من الأكل الذي تناولته مع عز الدين في غرفة الضيافة...كم فاجأها من ابتعاده عنها لقد اخبرنها صديقاتها بأن أول يوم يجعله خطيبك لا ينسي... حتى أن البعض يتجرأ ويطلب قبلة من مخطوبته....وربما يطلب من والديها السماح لهم بالخروج في نزهة ممتعة...لكن لم يحدث معها اي من هذا...تأففت بانزعاج لم تكن تريده أن يبتعد عنها بهذه السرعة هل هي مجنونة به؟ ماذا يفعل بك هذا الطبيب الوسيم يا نغم الشافعي...



-انا أحبك.

-ولكنني لا أحبك ولا أريدك بعد الآن.

نهضت من فراشها بغضب وهي تلف حولها غطاء السرير:
-لن أسمح لك يا عز الدين بالابتعاد... أنا لست لعبة بين يديك تحركها كيفما تشاء.

التفت إليها بعد انتهائه من تصفيف شعره ونظراته الباردة تصيبها برعشة قوية من قسوتها:
-وهل أنتِ لستِ لعبة حقا؟!

لا مبالاته قتلتها في صميم قلبها فهمست بشحوب:
-ولكنني وثقت بك...وسلمتك نفسي وجسدي!

التقط ساعته الفضية يرتديها ببطء آثار غضبها بشدة...فقال وهو يدنو من السرير يلتقط سترة البدلة:
-وانا لم اطلب منك هذه التضحية فلو كنتِ محترمة لما بدأتِ عرض نفسك علي منذ يومي الأول في المشفى.

سالت دموعها وهي تسقط على حافة السرير وكأنما تسقط في الهاوية وهي تردد بيأس:
-ولكنني أحببتك بالفعل...أعلم بأنني لم أكن راهبة تتحلى بالفضائل لكنك غيرتني...أرجوك عز أعطي علاقتنا فرصة أخرى واعدك الا أزعجك مرة أخرى.

تنهد بيأس من كلماتها الحارقة...ومن يلومه هو لم يعرض عليها شيئاً أو حتى وعدها بشيء....وهي من بدأت في هذا....منذ خروجه من منزل سالم الشافعي وهو يشتعل بنيران الغضب...لا يستطيع نسيان ملامح وجهها الطفولي أو حتى نعومة جسدها حين وقعت بين أحضانه...ليته رفض ليته وقف في وجه أبيه وقالها بصوت عال أنا لا أريدها...لكنه يريدها واعترافه بذلك يقتله...لن يستمر في هذه اللعبة الغبية وإلا سيحطم روحها البريئة...نعم بريئة وهذا ما يغضبه تمني لو كانت مثل بائعات الهوى لكنها حتى انقي من غيمة صيفية تمر في سماء حياته السوداء المظلمة...حياته معقدة جداً وهي مجرد طفلة صغيرة لا تدرك ما هي مقبلة عليه....كما استطاع بسهولة اكتشاف حبها له لقد كان واضحا عليها...احتلت الصدمة عقله حين علم بأنها في العشرين من عمرها...ماذا يفعل بنفسه وماذا يفعل به ماهر فخري...بعد الحفل وجد نفسه يتجه إلى هنا إلى لورين علها تساعده في شيء لكنها أخفقت وهو أخفق من إخراج تلك الحورية من مخيلته...

ضيق عينيه الجميلتين بتفكير للحظات حتى قطعها قائلاً بصوت قاطع:
-انا سأتزوج عما قريب لورين...لذا من الأفضل أن تبحثِ عن رجل آخر لربما يفهمك ويستقر معك...من يعرف!!...لكن أنا لا أريدك بعد الآن وستقومين بالانتقال إلى مشفى آخر هل هذا واضح؟؟

-أرجوك عز أنا أريدك أنت فقط...لا أحد غيرك.

صاح بقسوة:
-كفاك سخرية...لقد دفعت لكِ أضعاف مما تستحقيه... أنتِ من بدأ لذلك لا تلوميني وأنا لم اعدك بشيء...وفرى دموعك وامرحي بمالك فهو أصبح أساس الحياة في الوقت الحالي.

غادر بهدوء دون أن يلتفت إليها لحظة...فتلك الحورية على ما يبدوا لن تفارق تفكيره أبدا... أراد أن يثبت لنفسه أنها لن تؤثر عليه لكن في كل مرة كان ينظر فيها إلى لورين كان يرى فيها وجهها الخجول... في كل لمسة قبلة كان يشعر أنها موجهة لها هي...وتلك الرقصة الغبية لا تترك عقله وشأنه بل لا تساعده ابدا....أخذ يضرب عجلة القيادة بقسوة وهو يصرخ بغضب هادر...بينما يسوق أقصى من سرعته المعتادة....ولم يظهر في وجهه سوى صورة لامرأة جميلة كالخطيئة بعيون عسلية مشرقة...وابتسامة تسلب القلوب ظهرت على شفتيها وهي تلاعبه بحنان....وصورة لامرأة أخرى كانت النقيض ليس في الجمال وانما في قسوتها...تمسك بيدها سوط جلدي وتسقطه على جسده بقسوة وعينيها تلتمعان ببريق النشوة...أغمض عينيه بألم من سيل ذكريات الماضي...بينما يتوجه نحو الشاطئ...






ترى ماذا يريد منها والدها ليطلبها بإصرار؟! ارتدت بنطال من الجينز الأزرق وبلوزه برتقالية بأكمام قصيرة...وجمعت شعرها القصير بعقدة صغيرة بسيطة...نظرت إلى علا وبراءة نائمتان بعمق بينما الساعة تعدت الثامنة صباحاً...لم تفق على وصولهم بالأمس فلقد كانت متعبة ولم تتذكر سوى وجود زوجة عمها أسماء...لكن ذلك الرجل الغامض لم يفارق أحلامها وهو يلحق بها بعزم وهي تختبئ منه ليس خوفاً ولكن لشيء آخر لا تريده...تنهدت بملل وهي تتساءل عن سبب وجودها في هذه الحياة...

اقتربت من سرير علا وبراءة الملتصقان ببعضهما البعض...تناولت ابريق الماء البارد من على المنضدة ثم صبت القليل بيدها وسرعان ما رشقته عليهما وهي تجري إلى الخارج وصياحهما المزعج يتعالى في سكون الشقة...دلفت إلى الشرفة لتجد والدها يضحك باستمتاع...فابتسمت تلقائياً وهي تجلس مقابله هامسة:
-صباح الخير أبي.
صباح النور حبيبة قلبي...هل أيقظتهما أخيراً؟-

غزا الاحمرار وجنتيها من تصريحه...دائما يكشف ما تفعل...فتنحنحت بخجل وهي تقول:
-لقد تأخرتا في النوم... وأنا لن أعد طعام الإفطار وحدى.

ضحك ماهر على لطافتها النادرة...فدائما ما تكون متسلطة لكن ليس أمامه فهي تترك العنان للطفلة التي بداخلها بالظهور...قال بحنان:
-هل ما زلتِ تريدين العمل علياء؟

توسعت عيناها لا تصدق أنه سيوافق أخيراً...نعم هي متأكدة من أن عمها شريف قام بالواجب وأقنع والدها...
-نعم! نعم جداً في الواقع.

ابتسم لعيناها الامعة وقال:
-حسنا أنا موافق.

نهضت بفرحة اجتاحت أعماقها...ستنال ما تريد رباه لا تصدق...هجمت على والدها تحتضنه بقوة مقبلة وجنتيه وهي تشكره...فقال بجدية مضحكة:
-ولكن هناك شرط.

انتبهت إليه تنظر بعينيه البنيتين بترقب فهمست بقلق:
-وما هو الشرط؟

-ستعملين مع رجل أثق به...وعمك شريف رشح رجل مهذب ومحترم تعملين معه وانا ارتحت لكلامه عنه.

قالت بتوجس:
-ومن هو؟

قال وهو يشرب قهوته بهدوء غريب:
-جسار الديب.



انتهى الفصل 💕



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 03-07-18 الساعة 11:24 PM
jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 20-01-18, 07:40 PM   #49

noraan

? العضوٌ??? » 1617
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 568
?  نُقآطِيْ » noraan is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . *

noraan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-18, 09:26 PM   #50

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

تطورات جميله ومشوقة
عز وحياته العابثة
علياء وتملك معتصم لها
علا وبراءتها بينهم
متابعين معك عزيزتي


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
jasmine

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.