آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          503 - الحب يصنع المعجزات - ميرندا لى - ق.ع.د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          نبض قلبي/للكاتبة دانة الحمادي (الكاتـب : اريجو - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          318 - أحلام علي صخرة الماضي - سوزان ستيفنز (الكاتـب : عنووود - )           »          399 - خفقات في زمن ضائع - ديانا هاميلتون ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-07-18, 08:59 PM   #1181

amira bacha

? العضوٌ??? » 395233
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 282
?  نُقآطِيْ » amira bacha is on a distinguished road
افتراضي


تسجييييل الحضووووووور يا اروع واصف للمشاعر

amira bacha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-18, 09:02 PM   #1182

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تسجيل حضوور

زهرورة متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-18, 09:43 PM   #1183

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور 😍😍
سوسو متى يجي الهيييح😂😂😂


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-18, 10:09 PM   #1184

r_501

? العضوٌ??? » 327960
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 557
?  نُقآطِيْ » r_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond repute
افتراضي

تذكير📢📢📢📢📢📢
🌹سوره الملك 🌹

﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)🌸الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)🌸 الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3)🌸 ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)🌸 وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) 🌸وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6)🌸 إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7)🌸 تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8)🌸 قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9)🌸 وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)🌸 فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)🌸 إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)🌸 وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13)🌸 أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)🌸 هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)🌸 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16)🌸 أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)🌸 وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18)🌸 أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19)🌸 أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20)🌸 أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21)🌸 أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)🌸 قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23)🌸 قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)🌸 وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25)🌸 قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26)🌸 فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27)🌸 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28)🌸 قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29)🌸 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)🌸﴾”


🍃💕🍃 أذكار النوم 🍃💕🍃
((بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، فَإِن أَمْسَكْتَ نَفْسِي فارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا، بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ))
((اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحْياهَا، إِنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وَإِنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ))
((اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الأَرْضِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ. اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ))

((اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً، أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ))
((اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْت


r_501 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-18, 10:20 PM   #1185

r_501

? العضوٌ??? » 327960
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 557
?  نُقآطِيْ » r_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ياجماعة وين الفصل هذا ثاني اسبوع مافي بارت

r_501 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-18, 10:32 PM   #1186

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﻮﺭﺩ
ﻓﺼﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﺃﻃﻮﻝ ﻓﺼﻞ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﻓﺼﻠﻴﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ
ﻫﺪﻳﺘﻲ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﻏﺪﺍ ﻋﻴﺪ ﻣيلادي
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﺑﻼ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ
ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﻌﺪ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻨﺰﻝ ﻓﺼﻞ ﺍﻻﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ .. ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻯ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻴﺪﻱ
ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺷﻤﺲ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﺣﺪﺛﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻊ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺭﺩ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺰﻭﺝ ‏( ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻒ ‏) ﺍﻟﻠﻲ ﻃﻠﻘﻬﺎ ﺷﻜﺎ ﺑﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻻﻋﻼﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺠﺐ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ .. ﻣﻤﻜﻦ ﺗﻨﺰﻟﻮﺍ ﻟﻠﻔﻮﻥ ﻣﺘﺼﻔﺢ opera mini ﻫﻮ ٦ ﻣﻴﺠﺎ ﻓﻘﻂ ﻭﻳﺤﺠﺐ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﻋﻼﻧﺎﺕ
ﻭﻟﻠﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ﺍﻳﻀﺎ ﻣﺘﺼﻔﺢ opera
ﺍﺗﻤﻨﻰ ﻟﻜﻢ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻣﻤﺘﻌﺔ💖💖💖


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-07-18, 10:34 PM   #1187

Rima08

? العضوٌ??? » 410063
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,391
?  نُقآطِيْ » Rima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير بنتضار نزول الفصل

Rima08 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-18, 10:35 PM   #1188

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الفصل الثاني والعشرين


" لأنه وجدني ... لست عذراء "

واندلعت الشـرارات بخلاياه حارقة دون توقف ..
هوى كل شئ بـ – مطرقة – التهشم .. دويّ الحطام يتردد في – كهوف – الجليد داخله ..
وانفلتت – الماريونت – من حول أصابعه .. بإندلاع – مؤشـر – المعدل الأقصى للنيران المشعلة – للسطوة –..
إنها فورة – القهوة – ومرارتها السوداء .
وانقلب السحر على الساحر بضغط اصبعها على – قداحة – الغضب .
افترقت شفتا أكمل لحظات طويلة بحالة من عدم – الرغبة – في التصديق .. بكل ما بداخله من صدمة وحطام ونيران وغضب قبل أن يهمس :

" مستحيل "

لم يستطع قراءة عينيها .. لم يستطع معرفة مذاق وجه القهوة هذه اللحظة ..
أهى – مرارة - الظلم وعذاب الهوان .. أم على – رائحة – إجبار أسود ؟!.
أم – زائدة – الامتنان لأنه همس بمستحيل ..
أم هى الفاجعة الكبرى .. أن تكون – مضبوطة – بمزاج لا يشتهي إلا الدماء.
ابتسمت شفتاها بنشوة التشفي فلمعت عيناها وهى تسأل بلا مبالاة :

" لماذا مستحيل ؟! "

ظل أكمل ينظر لعينيها شاعرا بحالة غباء تامة تلبستها .. أحمق ما تفعله الآن أن تتلاعب بكلماتها ..
ها هى تأخذ دورها لتتسلى مثله .. اصبعها يشعل النار ويطفئها ..
والشرارات تتجمع متوحدة النيران ?كتلة واحدة .
بمنتهى السيطرة على مضخة الغضب التي تطرق صدره يتسائل أكمل بنبرة منخفضة قاتمة :

" هل تدركين ما تقولين ؟ "

ضحكت شمس عاليا لأول مرة أمامه .. تضحك بكل الظلام .. بكل الفتنة ..
تضحك وتضحك كأنين مجروح يخرج من بين شهقات الألم ..
بتدرجات ضحكتها رقص – الغواني – وهمس الإغواء ..
وإنفلات نبضاته غضبا وإحتراقا .. ورغبة شـرسة .
يزيد إنقباض يديه وهى تنهي ضحكاتها أخيرا لتقول بابتسامة مستفزة بمرارتها :

" لابد أنك تقول ما هذه العائلة التي وقعت فيها وهى تمنعني عنها طوال الوقت ... هل تذكر في أول لقاء بيننا قلت لي أن الصغرى أوقعتك لتتلقفك الكبرى ... تعيش وتأخذ غيرها يا ( أكمل الفايد ) .. ألن تقل لي براڤو مثلها ؟! "

سيقتلها .. سيقتلها الآن لا محالة ..
تغلي دماؤه واقفا على حافة الجحيم فينفعل كل جسده منصهر الحمم ..
لم يعرف غضبا مماثلا قبلا .. خسارة .. وربما غيرة .. بل كرامة ..
وحش دامي منفلت يعربد بكيانه والخيوط كلها تتشابك صدئة الأطراف ..
تراقب شمس ملامح وجهه المظلم وهدر عواصف عينيه البارقة فتثلج صدرها قليلا وهى تجرب طعم الثأر ..
وذلك العرق المرتجف غضبا في جبينه .. وفكه المتصلب .. وشفتاه المشتدتان .. وعروق رقبته النافرة ..
إنها الآن قمر ! .
وبداخل قمر شمس .. كل منهما تحمل الأخرى داخلها دون أن تدرك ..
خيط رفيع كانت تمشي عليه تتوق لردة فعله وسماع كلمة طلاق من بين شفتيه .
اختنق الهواء في رئتيها ويده تمتد تمسك معصمها بعنف حتى كاد تحطيمه متسائلا بنبرة فجة الوقاحة أرعدت جسدها بنظرة قاتلة :

" وكيف فقدتِ عذريتكِ .. ومتى كانت أول مرة .. إغتصاب أم بمزاج أنوثتكِ الفائرة .. كم رجل تذوق هذا الجسد الفاجر ؟ .. تعالي إذن وسأدفع لكِ الثمن مضاعفا باعتباركِ زوجتي "

لم تشعر بعينيها وهما تدمعان ورغبة غثيان مقرفة تسيطر عليها بعد سماع كلماته فتدير وجهها باشمئزاز ..
جسدها كله يرتجف إختناقا وسؤالا مرا يرتجف معها ..
كيف استطاعت أن تكون بمثل هذا القرف لتنطق ما قالت ؟ .
أجفلت وأكمل يقف بسيطرة مجنونة ليسحبها من معصمها ورائه بخطوات منفلتة الغضب حتى ألقاها على الأريكة السوداء بعنف فارتجت الدنيا حولها ..
ووقف هو ينظر لحظات إليها وصدره يعلو ويهبط بقوة جبارة مع صوت أنفاسه وهيمنة عينيه وهى تعريها ..
لم تكن تدرك أنها مكشوفة تماما لنظراته ودموعها شفافة لأبعد حد .. ولا تدرك بشاعة خياله المتحرك بصخب أسود بكلماته وكلماتها.
حتى اقترب منها ببطء فتهتز حدقتاها خوفا بنظراته الشرسة ليقبض على فكها بقسوة ينظر لعينيها قائلا برعد نبراته :

" هل تحبين أن تسمعِ الأسوأ أم يكفيكِ ما سمعتِه ؟ .. أنا لم أتزوجكِ إنتقاما .. أنا اخترتكِ بإرادتي من بين عشرات يرتمين تحت قدميّ .. اخترتكِ وأنا أعرف جيدا بمَن أتزوج .. اخترتكِ لأنكِ ابنة أبيكِ .. يا بنت الحاج سليمان "

سالت دمعة من عينيها وكل ما بها يحترق ألما .. وندما لاسم أبيها ..
فاضت حزنا أغرق حجر قلبها الأسود لكنه حُجِز عن ملامحها الشاحبة ليظهر فقط في إنحناءة عينيها المقتولة ..
دمعة يتابعها بعينيه حتى مالت بحرارتها على اصبعه فيدفع وجهها بنفور يسأل بقوة محاولا إفاقتها مما تفعله به وبنفسها :

" هل ستقولين الحقيقة أم ستظلين في دور العاهرة هذا قليلا ؟ "

ارتفع رأس شمس بحدة تنظر إليه فتبرق عيناه جديا وهو يتابع متوعدا :

" وأقسم بالله العظيم إن لم أعرف منكِ سأعرف من أبيكِ وحينها لن تعجبكِ ردة فعله وهو يعرف كلامكِ ( القذر ) منذ قليل "

تطرق شمس برأسها وهو يشدد على لفظه ليطلق بعده لفظا نابيا آخر وهو يمرر يده في شعره حتى كاد يقتلعه من جذوره ..
تنزل ساقيها ببطء لتعتدل جالسة مستندة بمرفقيها على ركبتيها وتنحني رأسها لتستند على راحتيّ يديها وظلت صامتة ..
لكنها تراقب دمعات أخرى تتساقط أرضا وهى تحاول التنفس فيدخل الهواء لصدرها الملتهب يزيده التهابا ..
رأسها يضج بكل ما مضى وهو يرميها أرضا في بيت والدها قائلا بعلو صوته ابنتك فاجرة يا حاج سليمان .. خدعتموني .. ابنتك ليست بكرا .. ابنتك طالق ..
فاجرة .. فاجرة ..
ووسط كل الضجيج المتردد كانت صورته تسطع في سماء روحها المظلمة كبرق يردد .. مستحيل ..
فيردد كيانها بلا شعور .. لم يصدق .. لم يصدق ..
رغم قسوته وذبح كلماته لكنه لم يصدق .. لم ينخدع بقشور كاذبة ..
كان أعمق من أن يقرأ المظاهر ويترك الجوهر يحترق صراخا بالألم .
كان .. كان يبني جداره دون أن يعلم .. جدار السند .
ظل أكمل ينظر لجسدها المختض بدمعها الصامت فتأخذه عيناه لذلك الحرق مجددا ..
الدنئ الحيوان .. لو كان موجودا لكان أحرقه حيا ثأرا لها ..
وهى .. وكل ذلك السم الذي يسري في دمائها .. علتها في روحها المكبلة بالماضي الذي يوشك على معرفته ..
كان يظن أن موت ابنها هو سبب ربيعها الراحل وخريفها القاحل ..
لكن العلة أكبر من أن يكون لها دواءا سهلا يُبلَع في استراحة مساء .
يجلس أكمل على نفس الأريكة متباعدا قائلا بنبرة جامدة تعاكس كل إشتعال صدره :

" طالما فتحتِ الموضوع تكلمي لأن هذه الأمور لا مزاح فيها "

لأول مرة تحاول بها تجميع هذه الجملة .. الجملة التي لم تقال لأحد ..
سـر العذاب الذي تعذبته بعدها .. سـر الخطيئة المزعومة .
وجه عبد الخالق يراودها متوحشا وهو يثأر لرجولته المهانة من والدها من أنوثتها هى فتشمئز ملامحها كارهة ..
وهو بجوارها ينتظر صوتها حتى همست بتردد مختنق :

" لم يرَ ... دليل عفتي .. بعينيه "

يغمض عينيه ونقاط النار تفور فجأة في قلبه ? غليّ الحميم ..
مال أكمل للأمام واضعا مرفقيه على ركبتيه يشبك أصابعه معا في قبضة ترتجف إنفعالا استند بجبهته عليها وشفتاه تشتدان بقوة قبل أن يسأل :

" وماذا حدث بعدها ؟ "

ينحني رأس شمس أكثر بإنهاك وأنفاسها تتتابع برتابة سريعة ودموعها لا تتوقف رغم سكون ملامحها الميت ..
صراخ .. تريد أن تصرخ بكل ما تحمل من كره وبغض لعبد الخالق ..
لم تشعر بشئ وهى تدعو عليه بغل من أعماق قلبها..
فليحترق بنار جهنم فلا يخرج منها .
لقد صدق والدها وانهال عليها ضربا بحزامه الجلدي لولا إنقاذ نجوى لها بعد رؤية الدماء تتفجر من أحد الجراح ..
وهى أرضا تصرخ بإستجداء ميت .. والله لم أفعل .. لم أفعل ..
الألم فاق كل حدود البشر لوجه صار بلون الدم والجراح تغطي ظهرها وما يقترب منه السوط الحزامي .
يوما لن تنساه بحياتها .. تتذكر عينيّ والدها الذي أدانها بكل الشراسة ..
يوما تهاوى فيه السند .
ورغبة أخرى تدفعها أن تحكي له ما لم تحكيه لأحد ..
فتنطق شفتاها ببطء مرتجف غائب الوعي :

" ذهبت مع أمي للطبيبة .. وبعد الفحص أكدت أني كنت عذراء حتى الأمس ... أخبرتها أن هذا الأمر يحدث حين يكون .... حين يكون ... تركيب جسدي هكذا .. خلقني الله هكذا "

تحاول قدر استطاعتها هذه اللحظات أن تنتقي كلمات لا تجرح روحها أكثر ..
كلمات لا تشعرها بالنقص كما كان يشعرها هو ليغطي على تهوره وسوء ظنه المميت فيها ..
عبد الخالق لم يكن جاهلا بهذا الأمر .. لكنه لم يصدق أن يحدث معه ليتركه بين براثن الشك ..
بطبعه وحكم عمله كان حذرا أكثر من اللازم فانصاع لغضبه الجم لتحدث وقفة جادة تثبت له براءتها ..
كان قاصدا تماما لأن يعرف أهلها كي لا تُطمَس الحقيقة بأي شكل من الأشكال ..
بدليل أنه أعادها إليه متأكدا مائة بالمائة أنه أول من افتتح الهدية !.
مات صوتها وأطرافها تبرد فجأة فتأخذ نفسا عميقا لتقول بنفس النبرة :

" قالت لها كيف يحكمون عليّ من عدم رؤية بضعة قطرات .... حمراء ؟ "

لكنه ظل بعدها ينعتها بـ - بنت بنوت ناقصة – متجاهلا أنه خلق الله سبحانه ليسيطر عليها تماما بعدما حدث ..
كان لعوبا عبقريا في مجاله يدور حول لفائف القانون بدهاء أفعى وثقة عالية ..
وحين أعادها لأهلها طلقها إحكاما للأمر .. فإن كانت بريئة سيعمل والدها على إعادتهما حفظا لسمعة ابنته ..
وإن كانت مُذنبة فيكون قد تخلص منها بفضيحة مضاعفة .. فضيحة أمام أهلها وطلاق يوم صباحيتها.
كان - داهية - تمشي على قدمين .
تتذكر شمس تلك الليلة الاولى .. كانت إنتقامها الحقيقي من نفسها بعدما أهدرت كرامتها تحت قدميّ مَن لم يُقدِر قلبها فوافقت على عبد الخالق بإستسلام الندم وتصلب العقل .
تتذكره يدور حولها بعيون لم تعرف بعد حقيقتهما لتشعر بلمسات يديه الحنونة .. تلك الليلة كانت في عينيه – شمس – مشعة ..
ثم يسقط فستانها تحت قدميها فيتشنج جسدها مجددا منتفضة بالذكرى تغطى عينيها بكفها هامسة باشمئزاز :

" ضغطي كان منخفضا ... وجسدي كله متشنج .. جسدي هكذا .. هذا ما حدث "

كانت تعيش جحيمها الخاص بكل عذابها .. ولم تدرك جحيمه هو ..
هل تعلم مقدار صعوبة أن يسمع تفاصيل ليلة زفاف – زوجته – الاولى ؟.
إن كان استطاع التعامل مع أنه ليس الاول بحياتها لكون الاول ميتا ..
فكيف يستطيع التعامل مع ما تحكيه له الآن ؟ .
كان يسمع الهول بأذنيه بناءا على رغبته .. لكنه لا يظهر شيئا .
كان في حالة إشتعال صامتة ونبضات قلبه تعاني صحوة مذهلة ..
وكل ما به يخبره أنه على مفترق طرق .
رفع أكمل رأسه يعود للخلف ببطء حتى استند على ظهر الأريكة محدقا للسقف وبعد فترة صمت طالت تسائل بنبرة لا معنى لها :

" لماذا عدتِ ... إليه ؟ "

تمسح شمس العرق عن جبينها بإرهاق نفسي رهيب ثم تضغط على رأسها الساخن بطرقات الصداع وهى ترد سؤاله بسؤال مذبوح الروح :

" هل تعرف معنى أن يعلم أحد أني تطلقت ثاني يوم من زواجي ؟ "

مؤكد يعلم .. كل الحالات كانت ضياعا .. في العودة ودونها ضاعت في دوامة قاسية تطبعت بها حتى التشبع .
وأتت ليضيع قلبه .. شيئا ما يمس روحه كما لم يلمسها أحد من قبل ..
شموس صغيرة تظهر من العدم بداخل كهوف الجليد .. شموس تحرق بجمرات لهبها ..
جذور تتشعب وتمتد لأعمق ما قد تصل إليه .
وعلى خط فاصل مشاعره تتأرجح بين الثلج والنار .
ووسط تناقضات النزاع كان يريد أن يعلم .. يعلم كل شئ .. يصل لحدود معرفتها هى ..
فيسأل بصوت خافت لا يعكس شيئا :

" والمرة الثانية ؟ "

افترقت شفتاها بنفس طويل مرتعش وهو يسحب الكلام منها بهدوئه المريب ..
للحظة عادت تقول ليته صدق وأنهى كل شئ بكلمة .. ليته صدق ولا ترى في عينيه نظرة شفقة ..
وفي اللحظة التالية كان شئ بها يستقيم من الاعوجاج وهى تجد أخيرا أحد يسمعها .. أحد يسألها بلا إتهام .. أحد لم يصدق إتهامها لنفسها بلسانها .
وفي لحظة أخرى تتسائل ما هذه القوة الجبارة التي يملكها ليسمع كل هذا بمنتهى السيطرة على غضبه الذي تشعره حولها ؟.
تخرج الكلمات من بين شفتيها باختصار محاولة تفادي الاصطدام بأسوأ التفاصيل :

" لم ينس حرجه أمام أبي وأبي يمد له تقرير الطبيبة أمام وجهه ... أبي مسح بكرامته الأرض كما يقولون ..... لكن في النهاية أعادني إليه ليلملم الموضوع .... لكن هو لم ينس الحرج والإهانة ... وزادت خلافاتنا .. وطلبت الطلاق منه بعد عدة أشهر ... فطلقني "

نعم مسح بكرامته الأرض .. لكنه أعادها لبيته ليلملم الموضوع ..
تركها ظنا منه أن عبد الخالق سيظل – كسير – العين بعد خطأه في حقها ..
لم يدرك أنه سيزداد تجبرا ليسيطر عليها فلا يسمح لها بذرة – كبرياء – أمامه .. أو أن تشعره للحظة بخطأه ..
وحين كان يشعر بتنفس حريتها عليه قليلا كان يقتص من أنوثتها بجسده ..
كان يزأر في مصارعة حرة تخرج منها مسمومة البدن مقتولة الروح ..
لم يكن عنيفا أبدا .. لكنها كانت نوعا أسود من السيطرة البغيضة ..
كانت تشعر بالسم الحقيقي يسرى في أوردتها زحفا يقتلها ببطء .
يرفع أكمل يديه يضغط بها رأسه المستند على ظهر الأريكة بقوة مغمضا عينيه يقول بنبرة خرجت عنيفة قليلا من بين أسنانه :

" لكنكِ عدتِ إليه مجددا "

طرقة عجيبة لقلبه شعر بها بين أضلاعه والدماء تندفع في شرايينه بغضب ثائر فتكاد رأسه الإنفجار ..
لتزيد شمس الجموح البري العاصف بداخله بسخريتها المريرة :

" عادي ... أبي كان يلملم الموضوع مرة أخرى ! .... أتى إليه يعتذر ويطلب ردي ... وأبي أهانه مجددا ثم أعادني إليه ... بعدها اكتشفت أني حامل ... وحينها قال لي أرأيتِ أني كنت اعلم مصلحتكِ ؟! "

دوار بسيط يلفها فتميل على الأريكة ترفع ساقيها لتنام كجنين يخشى الموت ..
دمعة خلف دمعة تسقط على الأريكة وهى تشعر بالخدر كأنها ستموت حقا .
عدة أشهر فقط لم تحتمل ما كان يحدث لتعود إليهم مطلقة للمرة الثانية ..
لكنها كانت الإنتفاضة الكبرى حين عرفت نوع القضايا التي كان يستلمها .. دعارة ومخدرات وقتل .
يا رب السماوات والأرض
عبد الخالق كان – وكرا – وحده من الفساد الخالص .. وكان يجيد إخفاء جميع الأدلة خلف نظراته الحنونة وكلامه الرقيق .
يفتح أكمل عينيه كجمرتين مشتعلتين ناظرا جواره إليها .. تنام بعيدا عنه بضعة خطوات ..
لكنها أبعد ما يمكن عنه .. وأقرب ما يمكن إليه .
كانت تجسيدا – حياً - لنبض الألم .. وتجسيدا – منطفئ - للفتنة الخلابة ..
كانت لآخر .. رآها .. لمسها .. امتلكها .. وأنجبت منه طفلا تعشقه ..
أي جحيم أوقع نفسه به وهو يخاطر رغبة في الشغف ؟
أنفاسه تشتد إحتراقا والغضب يهدد بالانفلات من سيطرته برغبة متوحشة النوايا ..
كأنه أدرك ما كانت تفكر فيه فيسألها همسا مشتعلا :

" والحرق ؟ "

قالت شمس بإنهاك خافت وهى تغمض عينيها على آخر دمعة :

" كان شجارنا الأخير الذي فقد فيه أعصابه .. وبعدما فعلها طلقني "

ما أسرعها من إجابة – مقتضبة - للغاية .. وما أحماها من مواجهة رغم الهدوء القاتل الذي يسأل به وتجيبه به .
لم يكن شجارا .. كانت إنتفاضتها الأخيرة وهى تضع الأوراق التي عثرت عليها أمام وجهه وتصرخ فيه تعري حقيقته الفاسدة ..
ولم يشعر بنفسه وهو يغرس السيجارة في ذراعها بكل جنون وفقدان سيطرة على أعصابه قبل أن يطلقها ..
ليعود بعد أيام لبيت والدها يطلب ردها .. هل كان ليسمح لها بالتحرر بعد ما عرفته عنه ؟.
لولا موقف أبيها ما كانت عادت أبدا .. إن وقف في ظهرها لكانت احتمت به لآخر نفس بعمرها ..
إن كان سندها بلا اسئلة تنقص من كرامتها المتبقية .. لكن سنده لها تهاوى تماما يومها .
تفر دمعة منها رغم جفنيها المغلقين وكيانها كله يصرخ
كان عليه أن يقف معها حتى وإن لم تبدي أسباب .. كان عليه أن يثق بأن شيئا أكبر من احتمالها يحدث .. كان عليه أن يصدقها هى لا أن يصدقه هو حين قال له أنه مجرد شجارا عاديا .
حتى جاء يوسف لينير الدنيا حولها قبل موت عبد الخالق بثلاثة أشهر .. لتستقبل خبر موته بفرحة شامتة رغما عنها ..
قبل أن تعود العتمة برحيل يوسف بعد أربعة شهور وثمانية أيام ..
أي عذاب ذاقته وهى تنتقم من نفسها بسبب ما لا قيمة له ؟!.
لقد اشتاقته .. إنه وسط الملائكة الآن .. يا الله كم اشتاقت لضمه لصدرها .. رائحته في أنفها لا تفارقها .
تأوه مختنق خرج مع أنفاسها بلا وعي يترجم ألم روحها المتغضنة به ملامحها واختضاض صدرها ببكائها المتزايد .
تأوه لم يحتمله وهو ينهض جسده كله ينضح بغضب مهول .. وإن كان الغضب هو أبسط ما يشعره الآن وسط طوفان المشاعر الوحشي الشرس الذي يغرقه .
يخرج أكمل من البيت صافقا الباب خلفه حتى انشرخ زجاجه ..
لا يعرف ماذا يحدث ؟! .. عمَن يبحث ؟!..
إن كان حيا لقتله بيده وهو يدرك بطريقة ما الكلام الذي خجلت عن قوله ..
كان يستنتج ما بين السطور .. يعرف مصدر قسوتها فيحترق كل ما به .
ووالدها الذي أعادها إليه مرارا خوفا من كلام الناس ..
أي ناس ؟! .. وأي كلام ؟! .. مَن يتكلم فلينظر إلي بيته الزجاجي أولا قبل أن يقذفه أحد بالحجارة مثلما يقذف غيره .
لكن شمس .. شمس ..
تجعل الجميع يشتعلون حولها وهى تعود مستسلمة مرة بعد مرة .. إنه خبث تعذيب النفس ليتعذب مَن حولك بعذابك .. خبث الإشعار بالذنب ..
لذلك كانت تريد أن تستسلم له .. بلا روح .. بلا إحساس ..
كانت تريد إحساسه بالذنب وهو يمتلكها رغم رفض روحها ..
لكنها أبدا لن تحتمل علاقة كهذه الآن .. ستقتل روحها أكثر .
أنادم هو على مخاطرة الشغف والتعطش أم ....
ماذا يحدث ؟! .. ماذا يريد ؟!..
يريد .. يريد .. روحها ..
يريد أن يقبض على إحساسها في قبضته ..
يريد .. قلبها !!.




.....

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-07-18, 10:38 PM   #1189

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

فتح حمزة الباب ليدخل ويغلقه خلفه ثم ينظر للساعة المشيرة للثانية بعد منتصف الليل ..
واجما يتجه لغرفته الباردة التي اعتادها بعد سباق جديد انتصر فيه فؤاد وبعده تيم ليحل هو في المركز الأخير بسبب نظرة خاطئة لهاتفه ..
نظرة لاسمها على الشاشة وهى تتصل به حين تأخر أفقدته تركيزه تماما طوال السباق ..
إنه خطأ البداية .. وها هو خسـر في النهاية .
كبدايته معها .. التي لا يعرف إلي الآن مصيرها القادم ..
أما زال لديه قدرة على الصفح واعتبار الأمر طفوليا كالسابق .. أم أنها كتبت النهاية بيدها ؟!..
ربما هى مسألة وقت ويعيدها لعمه .. وربما سيتمرد عليه قلبه كما يلجمه كل يوم وهو يراها أمامه مستفزة الأنوثة حلوة المذاق ..
حلوة بشكل لا يُطاق وعيناها الغيورتان تطلقان نارا كشعرها ..
تغار بصمت مغرور وتوهم نفسها أنه لا يستطيع خيانتها بينما هى فعليا شبه متأكدة أنه يخونها .. ويوميا ..
وإلا فكيف زهدها جسده المشتعل برغبته فيها طوال هذه الفترة ؟!.

" إن ظللت هكذا سأخبر أبي وعمي "

وقف حمزة مكانه إثر صوتها الجامد بغضبه رغم ثورته الكامنة ..
يتمالك أعصابه الغاضبة بعبارتها ليستدير إليها ينظر لجلستها المتعالية على الأريكة فيشتد جسده بنظرة لجسدها العاري .. ثم يجذبه سواد عينيها القاسي ..
كانت تعود من ضعفها ومحايلته طوال الأيام السابقة .. تعود لشخصيتها الحقيقية وأنانيتها المفرطة .
تنزل قمر ساقيها العاريتين بسروال قصير أسود لتقف ببلوزتها الصفراء المشعة لا يغطي كتفيها سوى شعرها الأحمر متناقض اللون ..
تجابهه عينا بعين تتجرأ على تهديده بمنتهى الوقاحة ..
يقترب منها حمزة قائلا بهدوء مريب :

" ألا تخافين أن أخبرهم أنا أيضا بما فعلتِه ؟! "

رفعت قمر وجهها بلا مبالاة تقول بثقة :

" أنت لا تفعلها "

رفع حمزة حاجبيه يهز رأسه بإستهانة ثم أمسك ذقنها يضغط عليه بقوة قائلا أمام عينيها :

" ألا ترينها وقاحة منكِ أن تقفِ أمامي بكل هذه الثقة وأنتِ مخطئة من رأسكِ لأخمص قدميكِ ... وألا ترينها غريبة أن تثقِ أني لن أفضحكِ أمامهم وأنتِ تهدديني بإخبارهم ... وألا ترينها أغرب أنكِ مقتنعة تماما بأني أخونكِ بينما لا زلتِ تثقين بي هكذا .... هل تفهمين نفسكِ يا قمر ؟! "

أبعدت قمر أصابعه عن ذقنها تقول بنفس الثقة وعيناها تلمع بتحد :

" أنا لم أخطئ في كل ما فعلته .. هو فقط خطأ صغير واحد حين أخفيت الأمر عنك ولا يستحق كل هذا الغضب منك "

لمرة أخرى تضرب عقله صورتها وحسان يحيط خصرها ..
لمرة لا يعلم عددها عقله يعيد كل ما حدث ذلك اليوم أمام عينيه فينفعل جسده بتحفز الغضب وهو يرى لا مبالاتها ..
ثم يعيد عليه كل اخطائها منذ سنوات .. كل كلمة حادة منها تم تراكمها في بئر الذاكرة العميق .
ولا زالت قمر تضغط أكثر على مواضع غضبه قائلة بنفس النبرة :

" وكما قلت لك من قبل أنك كبقية الرجال ... من المؤكد أن هناك مَن تحمن حولك هذه الفترة وأنت تستجيب .. لكن أقسم يا حمزة إن تأكدت من ذلك لأخبر الجميع ولن يهمني شئ "

عصفت عينا حمزة – خريفا – بغابات عينيه الداكنة التي لم تعد ترى نقاءهما الأخضر ..
أنفاسه تتسارع تهورا فامتدت يده يقبض على شعرها آمرا بعنف :

" تعالي "

يسحبها حمزة خلفه عنوة فيرتفع صوتها بحدة :

" آآه .. اتركني يا مجنون "

يدخلها حمزة غرفة النوم فيوقفها أمام المرآة الكبيرة هادرا :

" انظري إلي نفسكِ ... انظري "

تتطلع قمر لصورتها لحظات متسارعة الأنفاس هى الأخرى فتبتلع ريقها بتوتر ثم تحاول الإلتفات مع قولها الحاد :

" اتركني لا أريد شيئا .. افعل ما تريد "

يمسكها حمزة من كتفيها بقوة يوقفها أمامه ناظرا لعينيها في المرآة فتحاول عيناه الوصول لعمق هاتين العينين ..
تخطي ما هو أبعد .. الوصول لأعماق روحها الباردة الأنانية التي لا يعلم سببا لأنانيتها .
هل هى صفعته ؟! .. أيعقل أن كل هذا بسبب صفعته فقط ؟!.
خفت صوته وهو يقترب منها أكثر يشعر بها على صدره قائلا :

" انظري في المرآة يا قمر "

تواجه المرآة .. تواجه إنعكاس صورتها .. أم تواجه روحها ؟..
كفا حمزة تتقلصان حول كتفيها وهو يتطلع لصورتها الفاتنة فيشتعل بملمسها بين يديه ليقول بملامح تفيض عنفا وغضبا وإشتياقا :

" انظري لصورتنا جيدا ... ألا تشعرين بخطأكِ في حقي .. دنيا كاملة اخترت أن أعيشها معكِ وأنتِ ماذا فعلتِ لتكونِ معي ؟ .. دققي النظر بملء بصيرتكِ لا بصركِ ... لأن بصركِ أعمى يا قمر "

تتعمق عينا قمر بالنظر وداخلها يبكي على نفسها ..
لا تعرف مَن هى ؟! .. لا تدرك شيئا عنها .. إنها مجهولة الهوية والذات ..
مجرد فتاة .. لا قيمة لها ولا خبرة لديها .
ماذا يريدها أن تفعل لتكون معه وهى كبرت على أن تكون له ؟..
بإرادتها قالت نعم لتحرك حياتها الراكدة لكنها كانت تريده منذ صغرها ..
ألابد أن تسقط تحت قدميه يوميا لتخبره بذلك .. وكيف تشعره بالحياة وهى تفتقد لها ؟.
تحاول قمر التحدث فتخرج بضعة حروف تائهة من شفتيها لتتشكل على هيئة :

" أ... أنا ... "

ينخفض كفا حمزة ببطء على ذراعيها قائلا بصوت خافت مربك :

" نعم ... هى تلك الأنا .... تمتلكينها وبجدارة .. ولكن بلا فهم ... أعترف أني أيضا امتلكها .. بل كلنا يمتلكها ... ولكن الذكي وحده هو مَن يعرف متى وكيف تكون ؟ "

يغمض حمزة عينيه لحظة يستنشق عبير شعرها ثم يفتحهما مواصلا كلماته بنبرة تمس روحها :

" الأنا .. قد تكون إنعكاسا لذاتنا الحقيقية ولروحنا الأبية الشامخة واعتزازنا بكياننا .. طموحنا لنصل لأهدافنا ونحقق أحلامنا بما نملكه من قدرة وصبر ورباطة جأش .. هى نحن بما نعرف عن قلوبنا وأشد دواخل أنفسنا تعقيدا .. وقد تكون إنعكاسا لأنانية تحتل أنفسنا فتحيل قلوبنا لسواد تام وإختناق قاتم .. حب شديد لأنفسنا فنراها الأفضل رغم كل عيوبنا "

كانت ترى بعينيها – ذات - حمزة التي خرجت من تربية ' كامل العامري ' ..
ترى وجهه المتفهم كما هو مع ' دارين '..
ربما لأول مرة يعتبرها – أهلا – كي تسمع مثل هذا الكلام .. بعيدا عن رؤيته لها ? – طفلة – يملكها ويفعل بها ما يشاء .
إنه تناقض شرقيته بين حبيبته وأخته .
يواصل حمزة كلامه بنفس النبرة الرفيقة علها تفهم :

" علينا أن نميز بين أنا الذات وأنا الأنانية ... الفاصل بينهما خطا دقيقا للغاية .. الفاصل بينهما يبدل عمرنا من حال إلي حال ... علينا أن ندرك حقا متى تكون الأنا لدينا على حق ومتى تكون باطلة ظالمة ... علينا أن ندرك كيف تؤثر بنا وبمَن حولنا ؟ "

لم تكن تشعر بشئ سوى نظرته – المصغِرة - لها .. يتجمد جسدها بلا إحساس رغم كلماته التي تصيب هدفها ..
بقدر ما كان يلمس روحها إلا أن غيظا شديدا ينشب في قلبها منه ..
هل يوقف دارين هكذا ليفهمها ما يعتبرها – جاهلة – به .. أم أن دارين عنده تفهم كل شئ ؟!..
دارين .. دارين .. إلي متى ستتفوق عليها ؟!..
يا إلهي .. لماذا تتذكرها الآن وتقارن معها كل شئ ؟!.
يترك حمزة ذراعيها مبتعدا عن المرآة متسائلا :

" والآن انظري .. هل تكتمل الصورة بدون أحدنا ؟ "

رذاذ مؤلم كالوخز يغلف قلبها وهى تنظر لصورتها وحدها ..
صورتها التي تكاد لا تراها من شدة شعورها بالضآلة أمام الجميع .. وأمامه .
ورذاذ أكثر قسوة وهو يقف ينتظر ردة فعلها ? – معلم – يرى تأثيره على تلميذته ..
تلتفت قمر إليه هائجة المشاعر بكل أفكارها السابقة تهتف بقوة وصوتها يعلو :

" نعم اخطأت .. ماذا تريد الآن ؟ .. كنت أريد تحقيق حلمي .. كنت أريد رؤية النور وأنتم تحبسونني في الظلام .. أنا لست أنانية يا حمزة .. أنت هو الأناني .. طوال عمرك تراني كالخاتم في اصبعك تفعل به ما تشاء .. بل لا تراني من الأساس كأني ملك ثابت لك لن يضيع .. أنت لم تفعل شيئا لنكون معا .. هل تظن أن تحملك لكلماتي الطائشة أحيانا يُعد بطولتك العظيمة ؟! "

يعلو صدرها ويهبط بعنف وهى تنهت لتتابع كلامها صراخا بفورة مشاعرها :

'' أنت لا تهتم لقمر العامري .. أنت تهتم لقمر حمزة "

استدارت تضرب الكرسي الصغير أمامها بيديها صارخة :

" ماذا تريد الآن ... ماذا تريد يا حمزة ؟ "

هو الأناني !! .. بعد كل الحب والثقة ؟!! ..
' قمر العامري ' هى قمر حمزة هى جزء من روحه منذ أن أدرك حبها ..
وبعد كل هذا لم تفهم حرفا واحدا مما قال ! .
ليس تحمله لكلماتها وأفعالها هو بطولته العظيمة .. بل محاولاته مرة بعد مرة أن ينسف غرورها ويرفع كبرياءها ..
محاولاته أن تكون أما لأولاده كما يجب أن تكون .. أن يدخل لأعماق روحها ليلمس ما يؤذيها هكذا ويدمره ..
لتنير قمر مجددا في سماء كيانه .. ويراها مَن حولها بنظرة حقيقية لشخصها بدلا من نظراتهم العابرة لجمالها ..
كل شخص في حياة مَن يؤثر بهم بطلا .. وكل شخص في عين نفسه هو بطل حياته ..
ويوما ما أراد أن يكون بطل حياتها .
يرفع حمزة يده يفك أزرار قميصه قائلا بجمود مباغت :

" اخلعي ثيابكِ "

استدارت قمر بحدة متسعة العينين بصدمة فترى ملامحه وقد توقفت عن إرسال أي إشارات إليها ..
منغلقا متباعدا يلقي قميصه أرضا ويقترب منها وعيناه أبدا لا تنوي خيرا ..
كان وجها مختلفا تماما عن كل وجوهه التي رأتها يوما ونظرته الصقرية تحكي إشتهاءا مجنونا لحاجة ضارية تولدت الآن بعنف ..
تولدت فقط لتكسرها برغبة يعلم تأثيرها المُضعِف لها حين تنسى نفسها بها .
تتراجع قمر حتى الجدار مصدومة ويقترب هو قابضا على مرفقها يسحبها بقوة خلفه حتى رماها رميا على السرير فتشهق قمر وهو يميل عليها :

" حمزة !! .. توقف "

يخلع حمزة ثيابها بخشونة عنيفة مبعدا يديها أعلى رأسها ولمساته تبدأ بلا أدنى مودة فتهتف قمر بجنون وهى تتلوى تحت صلابة جسده تقاوم شفتيه :

" قلت لك توقف .. ليس هكذا .. لن تكسرني يا حمزة "

توقف لحظة .. لحظة رفع فيها رأسه ينظر لعينيها بضراوة نظراته قائلا بتوحش رغبته :

" لن أكسركِ .. لكن سأربيكِ من جديد يا قمر "

وبعدها لم تدري ماذا كان يحدث حقا لها .. وكيف سالت أول دمعة من عينيها ؟ ..
لكن شيئا في روحها العنفوانية كان ينكسر فعليا هذه المرة .


.......

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-07-18, 10:41 PM   #1190

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

تقلب أمل الأوراق أمامه قائلة :

" وهنا أيضا "

ينظر أكمل عدة لحظات للورقة يقرأها سريعا ثم يوقعها بنفاذ صبر فتقلب أمل ورقة أخرى غافلة عن أنفاسه الحادة قائلة :

" وهنا "

لحظات أخرى ثم يوقع الورقة قبل أن يرمي القلم من يده على المكتب متسائلا بهدوء قدر الإمكان :

" هل هناك شئ آخر ؟ "

تنظر أمل في مفكرة صغيرة مع الأوراق على ذراعها ثم تقول بعملية :

" نعم .. الموعد المؤجل منذ الأسبوع الماضي مع السيد سامي "

تمر باصبعها على الملاحظات المكتوبة لتواصل :

" واتصل بك السيد حسان الورداني "

ينفخ أكمل وهو يستند بجبينه على يده بينما تضيف بجديتها :

" وهناك موعد آخر مع ... "

انتفضت أمل فجأة على صوته الهادر المرتفع :

" اخرجي الآن يا أمل لا أريد مواعيد .. لا اليوم ولا غدا "

تبتلع أمل ريقها بذهول وهى تستدير لتغادر بلا كلمة مفكرة في حالته منذ أيام ..
لا يطيق أحدا ومعظم مواعيده تؤجل لأجل غير مسمى وحملتين للدعاية متوقفتين لسبب بسيط يستطيع حله بكلمة ..
منذ عملت معه لم تره يوما بهذه الحال .. الجميع يتجنبه هذه الفترة ومن الأفضل لها أن تكون أولهم حتى يعد لطبيعته .

ينهض أكمل من خلف مكتبه متجها للنافذة فيقف ناظرا للسماء بحالة تخبط بركانية الغضب ..
قلبه يدق .. يدق .. فيضرب إطار النافذة بكفه بعنف عله يتوقف وكيانه كله يتسائل ..
ماذا يحدث ؟! .
أيام طويلة تمر لا يراها إلا عابرا .. بل .. يتجنب رؤيتها .. رؤية عينيها طاعنتيّ الإغراء بنظرة الحزن التي ما عادت تخفيها .
ظلام دامس يسكن كهوف روحه لكن على حين غفلة تصحو النيران فائرة تحرقه ..
لم يخفت إشتعاله الصامت من يومها .. لكأن أعمق – سراديب – الوجع بداخله تتآكل ..
وضوء - مبهم - يهدد بإقتحام دهاليز روحه ..
ضوء - مؤلم - فائق الإشعاع فياض الإنارة ثري التعمق ..
وكل مرة يبحث فيها عن الضوء ليطفئه يصطدم بالفراغ المتضخم لقلبه النابض ..
وعطر غيابها يملأ الأجواء حوله بلا نهاية .
حديثهما عابر كاثنين لا يملكان سوى - أبجدية - من حرفين اللا وثلاثة حروف النعم ..
وكل مرة يسود بينهما ذلك الصمت المهيب حتى يقطعه أحدهما برحيله ..
ذلك الصمت الجميل في - صمته –
المتآمر في – نظراته –
الشهي في – أوقاته –
صمت الأحاديث التي لا يُصلَح أن تقال سوى – بالعيون –
ينقبض قلب أكمل معتصرا نفسه بآلية تعذيب خاصة به وحده ..
وكل ما به يتخذ نفس الوسيلة المباغتة للإيقاع ..
روحه .. جسده .. قلبه .. وعقله يصرخون ..
ما الذي يحدث ؟! .
كانت لعبة .. مغامرة يخوضها بتسلية وهو يخضع الجميع لسيطرته ..
لعبة جديدة غريبة .. مجرد لعبة .
قلبه يدق .. يدق .. فيضرب كفه الإطار مجددا بعنف أشد يأمره بالتوقف .
لعبة .. وشغف أحاط به منذ رآها ... هى .. ذلك التعطش ..
منذ رأى نار عينيها وهى تنظر إليه تريد إحراقه .. نار أرادها له وحده ..
لكنها كانت لا تزال لعبة خيوطها كلها بيده ..
ما الذي يحدث إذاً ؟! ..
ما الذي يحدث ؟! .
يمرر يده في خصلات شعره مغمضا عينيه فتندلع النيران أكثر باعثة له بملامحها أمامه ..
إختلاجات عنيفة تجتاحه تماما لتسيطر عليه عاجزا عن إيقافها ..
أليس غاضبا من كل ما عرفه .. أليس غاضبا لأجله ... أم لأجلها ؟! ..
كان يريد شقاءا .. فليشرب إذن .



أطرقت قمر برأسها تقول بخفوت جامد توشح بطيف منكسر :

" لا اعلم ماذا أفعل يا شمس ؟ .. حمزة ليس على طبيعته .. وأنا تعبت .. معظم الأيام يبيت خارج البيت أو يعود بعد منتصف الليل ولا اعلم ماذا يفعل ؟ .. وهذا أفضل هذه الفترة لأنه حين يعود يـ ... "

تكسر الكلام على لسانها لا تدري كيف تقولها أو كيف تجد للأمر وصفا ؟ ..
تتذكر معاملته لها الأيام السابقة ? جسد بلا مشاعر يفرغ فيه طاقته بإجتياح ..
في بعده عذاب الخيانة .. في قربه عذاب الروح .. وفي الحالتين عذاب القلب ..
ومرة بعد مرة إحساسها يتبلد وروحها تنكسر شيئا فشيئا .
ترد شمس ببرود وهى تدير وجهها بمعاناتها هى الأخرى :

" ماذا تنتظرين منه بعد إن عرف ما كنتِ تفعلينه من ورائه ؟! .. أن يقول لكِ لا بأس حبيبتي دعينا نكمل حياتنا عادي "

في نبرتها التهكمية مرارة الإدراك وهى تستنتج ماذا كانت تريد قمر قوله وصمتت حتى لا تشفق عليها .. أو حتى لا تشمت فيها !..
مؤكد هذا هو التفكير الأقرب لقمر أختها التي باتت تعرفها جيدا .
وكيف لا تدرك ما تمر به قمر وهى مرت به قبلها ؟..
لكن حمزة ليس كعبد الخالق أبدا .. حين يفعلها حمزة فيكون لها ألف تفسير منطقي .. وألف ضرورة مُلحة ..
بداخلها ثقة تامة أنه حين يلجأ حمزة لهذا فإنه يداوي .. لا يجرح ..
لكن كلٌ يداوي بطريقته .
يأتيها صوت قمر تائها محتارا :

" ماذا أفعل إذن ؟ "

تنتشلها من أفكارها الغارقة به .. وهو .. كيف يداوي ؟..
صمته الجامد وتجنبه الدائم لها أهى مداواة أيضا .. أم نفور وندم على معرفتها ؟..
أيسمح لها بالتنفس بحرية بعد أن تعرت أمامه .. أم يخطط للضربة التي ستخلصه منها ؟.
لا تنكر شيئا من راحة في صدرها بعد روايتها لما حدث .. كأنها واجهت نفسها بدلا من التخفي خلف جدار الألم ككل مرة ..
تذكرها لكل شئ بأدق تفاصيله جعلها تفرز ذاكرتها لتحاول إلقاء مهملاتها قدر استطاعتها ..
وبطريقة ما صار لديها ثقة بأنه لن يجرحها حين يأتي اليوم الذي سيتركها فيه .
انتبهت لقمر حين كررت سؤالها بحيرة أكبر فترد شمس بنفس البرود :

" أنتِ لن تتعلمِ أبدا .. مجددا كذبتِ عليه وأخبرتِه أني كنت معكِ .. لم تخبريه بالحقيقة .. لأنها مشينة ... وتعلمين أنه سيترككِ بعدها "

أطبقت قمر شفتيها لحظات بغيظ ثم هتفت :

" توقفي عن تأنيبي .. أنا لم أجد أحدا أحدثه سواكِ "

امتعضت ملامح شمس وهى تقول بملل :

" لأنه ليس لديكِ أحد سواي ومع ذلك طعنتني بلا ذنب .. أنا فعلت كل ما بوسعي لأغطي أخطاءك ... تزوجت لأمنع فضائحكِ .. وجاريتك في كذبكِ على حمزة لتتعقلِ .. ماذا تريدين مني بعد ؟ "

تنظر قمر لعينيها البنية الباردة فتدرك خسارتها العظمى .. كل مَن حولها انفض عنها ..
وشمس التي وقفت ظهرا لها التفتت هى لتطعنها في ذلك الظهر فماذا تريد منها بعد حقا ؟!.
كانت آتية لنصيحة أو ربما أتت فقط لتحكي بعضا مما تعانيه .. لكن الآن التبلد يزداد بها وبرودها يغلبها هى الأخرى ..
ابتسامة جانبية ترسم على شفتيها بلون الرمان الداكن تقول بعدها بذاك البرود :

" كنت أريد منكِ موقفا جادا تجاه أكمل لا أن تعيشِ معه بعد كل ما فعله بي .. كنت قد قررت ألا أسامحكِ طالما أنتِ معه لكن للأسف لم أستطع "

باردتان للغاية .. ناريتان للغاية .. مهلكتان وجميلتان للغاية ..
كل منهما تحمل الإغواء سلاحا طبيعيا بعينيها .. فتك الإشتعال بشفتيها .. فيض الأنهار بشعرها .. وخطر الأنوثة بجسدها .
كانتا أختين متشابهتين التعابير السطحية التي تخفي خلفها عمق الآبار المظلمة .
تبتسم شمس نفس الابتسامة.. يتصاعد في عينيها نفس التبلد .. وهى تقول بنفس النبرة الباردة بهدوئها :

" ولماذا للأسف ؟! .. لا تسامحيني يا قمر .. أنتِ لكِ عين بعد كل أفعالكِ تتبجحين في وجهي وتقولين أني المخطئة لأني لا زلت معه .. وتقولين هذا الكلام في بيته الذي تجلسين فيه الآن ؟! .. كم أنتِ رائعة حقا ! .. سنتطلق يا قمر لكن ليس بمزاجكِ أنتِ "


يفتح أكمل الباب ثم يدخل ويغلقه خلفه بملامحه الجامدة كعادته الفترة الأخيرة ..
غابت ابتسامته وشقاوة عينيه ووهج البرق في زرقة أمواجهما ..
عيناه في حالة – شتاء – متجمد البرودة وليس بهما سوى صقيع الجليد الظاهر ..
لكن ما خفي من عواصف راعدة كان كافيا لتلال الصمت أن تنهار بأي لحظة .
وبرقت الإشارة برؤيتها في بيته .. سبب كل المصائب ..
بلحظة واحدة شعر أن الكون كله يقف ضد شمس وهى تواجه رياحه مستسلمة ..
وبلحظة عجيبة كان يفعل ما يفعله كل مرة وهو يسحبها خلفه ليواجه هو ..
وكان الجحيم هذه اللحظة .. معاناة ألا يكون قادرا على لمسها فعليا .
تحرك أكمل باتجاههما فتقف قمر تنظر له بلا تعبير معين .. لكن كرهها له تجاوز كل ما عاشته معه يوما ..
وبين لحظة وأخرى كانت روحها تستنجد بحمزة رغم ما يفعله بها ..
تستنجد بعينيه رغم ما يملأهما من إدانة إلا أنهما أرحم بكثير من التحقير الذي تراه في عينيّ أكمل ذات الوقع المؤثر في الروح ..
لكأن عيناه الزرقاوتان فقط تدين وتجلد ثم تقتل .
تزداد عيناه إحتقارا وهو يتوقف بهيبته التي تعرفها آمرا بصرامة :

" ما الذي تفعلينه هنا ؟ ... اخرجي "

وقفت شمس مصدومة تقول بلا تصديق لما قال :

" إنها في بيتي "

ينظر أكمل إليها نظرة خاطفة ثم يعيد عينيه لقمر فيرتفع صوته قليلا بنفس النبرة :

" ألا تسمعين ؟ .. قلت لك اذهبي من هنا "

تتسارع أنفاس قمر حقدا وهى تأخذ حقيبتها وتتحرك بخطوات واسعة تتجاوزه فيعلو صوته أكثر :

" هذا البيت لا تخطيه بقدميكِ مجددا "

تغلق قمر الباب خلفها بعنف فتهتف شمس :

" أنت تطرد أختي من بيتي "

وانتفض جسدها كله بهدر صوته المتردد بين الجدران تسمعه بهذه القوة المرتفعة لأول مرة :

" بيتي أنا .. وكل ما فيه ملكي .. حتى أنتِ "

ترتجف شفتاها عاجزة عن النطق وهى ترى وجهه الآخر فتتحرك لغرفتها بملامح محتقنة .
يمسح أكمل وجهه بكفه وأنفاسه تلتهب بقوة مفاجئة وكل ما به يهيج صارخا بداخله ..
ما الذي يحدث ؟! .
لا يعلم أي جنون أطاح بعقله وهو يفتح بابها بحدة فيراها تضع بعضا من ثيابها في حقيبة صغيرة ليتسائل بنبرة مخيفة :

" ماذا تفعلين ؟ "

تضغط شمس ثيابها في الحقيبة وهى تقول بإنفعال مكتوم ظاهرا على وجهها الأحمر غضبا :

" أذهب من بيتك .. لقد تحملت فوق طاقتي .. لكن أن تطرد أختي أمامي فمعناه أنك تهين أهلي وأنا لن أسمح لك .. كنت اعلم أن وجهك الحقيقي سيظهر بعدما عرفت عني كل شئ "

بنفس حالة الجنون يقترب أكمل منها يمسك ذراعها بقسوة آلمتها حتى العظام يبعدها عما تفعله بإهتياج رهيب فتصرخ شمس :

" آآه اتركني ماذا حدث لك ؟ "

يدفعها أكمل نحو الجدار فتتأوه بألم وملامحه تعاني صراعا متناقض من المشاعر العنيفة ..
غاضبا مخيفا مشوشا مقيدا وموجوعا .. وغامضا لأبعد حد لعينيها ..
وداخله ثورة تتساقط فيها مشاعره واحدا تلو الآخر بصرخة ذهول

( أنتِ أخبريني ماذا تفعلين بي ؟! )

كانت في حالة نيرانية كارثية هائجة هى الأخرى وهى ترى إهتياجه حين رأى قمر .. كأنها فجرت جبل سيطرته طوال الأيام السابقة ..
تقرأ إحتقاره لقمر بعينيه لكنها لا تعلم لكل هذا الغضب سببا ..
ما أدركته أنه الآن يصارع شيئا ما يجعله فاقدا أعصابه تماما بحالة تصلب سوداء المزاج ..
وبمزاجه الأسود كان يقترب منها مواجها عينيها الغاضبتين يضغط على كل جراحها بشراسة قوله :

" تريدين الذهاب هكذا بحقيبة ملابسك .. ألا رجل لكِ ؟ .. الظاهر أنكِ تعودتِ الطلاق سريعا والعودة لبيت أهلك .. لكن أنتِ هنا تحت أمري ورهن إشارتي .. في خدمتي وخدمة مزاجي .. تفهمين بالطبع "

وما أدركته أنه قصد كل حرف نطق به .. كان يرغب في إيلامها بشدة ..
قريبا منها حد تنفس أنفاسها الحارة بصدمتها المجروحة ..
تنظر لعينيه داكنة الزرقة فترى إرهاقا غريبا يطل من خلف الأمواج ..
كأنه ما نام ليالي طويلة .
وبلحظة عجيبة كانت عيناها تتسعان ويده ترتفع لوجهها يتلمسه ببطء وهى تتلقى الفيض – المسكوب – من عينيه ..
لرجل يملك في عينيه – المحيط - ..
وبين كفيه – شمسا – صغيرة .
رهبة حذرة أسكنتها وهو ينفصل عنها كأنه يتعرف عليها من جديد ..
لم يكن هو كما عرفته .. كان هناك .. هناك – حطام – يخطو فوقه .
قواريرا مسكوبة - العطر - تمتزج برائحته مشتعلة الرجولة ..
أمامها ينبض وأصابعه تتحسس حسنة ذقنها بشعلة – لهب – بأعماق عينيه ..
يكتب بين السطور كلاما لا يفهمه سواه حتى لمست شفتاه الحارتان جبينها وأغمض عينيه لحظات ساكنا ..
وترتجف هى خافقة القلب برهف السمع لأنفاسه التي تثور شيئا فشيئا ..
تتلقى – خرافة – جسده الصلب الضاغط على جسدها بتصور أنه سينفذ كلامه الأخير ..
وكان نفسها الأخير وهو ينزل يده عن وجهها .. تبتعد شفتاه قليلا ..
ثم يبتعد جسده فتخفض عينيها أرضا بنفس آخر مرتعش .
وقلبه هو .. يدق .. يدق ..
فتنتفض فجأة وكفه يهبط على الجدار جوارها بكل قوته كأنه يتعمد إيلام نفسه ! ..
قبل أن يتجه لباب الغرفة فينزع مفتاح الباب قائلا بنبرة غريبة :

" لا خروج من هنا .. مفهوم ؟ "

صفق الباب خلفه فتحدق شمس بمكان المفتاح الخالي بقهر ..
كأنه نزع أمان نومها في غرفة صارت تغلقها عليها كل ليلة .

يتجه أكمل للحمام بخطوات لاهبة الغضب فيفتح الصنبور لآخره ثم ينحني غامرا رأسه الساخن بالمياه الباردة لحظات طويلة ..
حتى استقام لاهثا بعينين متوهجتين يرجع شعره للخلف بيديه شاتما حتى همس بتشتت ضاري لحاجة مهتاجة عنيفة :

" تبا لكِ ... تبا لعينيكِ "



تكملة الفصل في الصفحة التالية وهذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t400173...l#post13479427
........



التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 23-07-18 الساعة 10:57 PM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:04 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.