آخر 10 مشاركات
371 - رمال الحب المتحركة - ديانا هاملتون (الكاتـب : عنووود - )           »          زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          [تحميل]غار الغرام ،"الرواية الثالثة" للكاتبة / نبض أفكاري "مميزة" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مذكرات مغتربات "متميزة ومكتملة " (الكاتـب : maroska - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          مشاعر طي النسيان- شرقية-للكاتبة المبدعة:منى الليلي( ام حمدة )[زائرة] *كاملة &الروابط* (الكاتـب : أم حمدة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-07-18, 11:33 PM   #1241

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,917
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك حبيبتي ساندي اشتقت لك كثيرا
واشتقت لرواية عشقك عاصمة ضباب
الفصل كان رائع ومميز جدا يعطيك العافية ساندي
كنت مشغولة مع عرس أختي وما لقيت وقت لكي أعلق على الفصل أكمل كان رااااااااااااااااااااااائ ع حبيب قلبى
خاصة لما ما حكم على شمس من كلامها وأمرها أن
تحكي الحقيقة مشهد يجنن بصراحة
رائد يا عيني على الرومانسي الجلمود ههههههههههه
كاد يأكل المسكينة دارين بس لأنها دخلت غرفته
وجرحها بكلامه القاسي
يعطيك العافية مرة أخرى على الفصل الأكثر من رائع




عيد ميلاد سعيد حبيبتي ساندي عقبال مئة سنة يا قمر تقبلي تحياتي وقبلاتي


Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 31-07-18, 12:47 AM   #1242

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

لمن لم يعرف تم الاعتذار عن تنزيل الفصل في موعده على أن يتم تنزيله الساعة ١١ واعتذر للتأخير الزائد لأني عائدة من سفر
اليوم ارجو منكم تقبل تقصيري في هذا الفصل .. لم أنهيه بالطريقة التي أريدها
في اليوم التالي لعيد ميلادي توفى ابن خالي .. شاب في مقتبل عمره لم ير من الدنيا شيئا .. خرج لعمله ولم يعد تاركا لنا الكثير والكثير من الدموع ولولا أني كنت انهيت الكثير من الفصل لما استطعت انزاله ابدا
كنت اكتب المتبقى في حالة حداد تامة
قرأت كافة التعليقات وشكرا لدعمكم من قلبي لكني لم استطع الرد عليها هذا الاسبوع .. تنتابني حالة من عدم الرغبة في الكلام .. فقط انازل الكلمات على اوراقي بين ابطالي

شكر خاص من أعماق روحي لقمر الليالي ولامار جودت .. كنتم لي نعم السند .. أحبكم في الله
وشكرا من قلبي لوردتي انجوانا على اهداءاتها المميزة للرواية
وشكرا لكل مَن رفعني بكلماته لمعنويات أعلى


اليكم الفصل واتمنى يعجبكم

الفصل الثالث والعشرون

صرخة مفجوعة مبحوحة الصوت انطلقت من حلقها وهى تغطي صدرها بيدها ..
تنقلب بجذعها على جانبها تحاول ضم طرفيّ بلوزتها على جسدها المكشوف لعينيه تحاول التنفس شاهقة بصعوبة ..
عقلها يتوقف عن التفكير لكن جسدها يحمي نفسه من عنف محتمل قادم .. أو ربما سيطرة أخرى كسيطرة عبد الخالق التي تكبل كيانها إلي الآن ..
لا أحد يدرك مقدار ما بروحها من سواد نثره رجل بيده طبقة فوق طبقة حتى كون بنيانه المريض بداخلها ..
عليلة الروح مَن أين تأتي بمقاومة للحظة كهذه ؟! .
يستند أكمل بركبته على السرير مشرفا عليها يتنفس بقوة وعيناه تعصفان بمرأى جسدها الملفوف .. متوهجة القوام هائجة الشعر كالخارجة توا من ليلة حب ..
لكن الواقع أنها خارجة من نزال مع ليلة حب .. أو لا زالت تحاول الدخول إليها .
يحاول السيطرة على جسده المشتعل وتحفز عضلاته قابضا على جنون تخيلاته برغبة هائجة ..
يُذكِّر نفسه بكلامها ذلك اليوم .. بورقتين حملتهما معها حين انتقلت من بيت والدها لبيته .. بإحدى جلساته مع والدها يوصيه عليها ..
يُذكِّر نفسه أنها لن تحتمل .. أنه لن يتوقف إن لمسها .. يتذكر وعده لها ..
ومن دقة قلب خائنة يطل الوهج الدافئ يغلف الشعلة المنبعثة من تحت الرماد ..
يغار !! .. منذ متى لم يشعر بهذا ؟! .. أربعة عشر عاما ربما ..
حتى أهدته الحياة قبلة تلاشي مذاق الخمر .. تلاشي الثلج .
يميل أكمل عليها قابضا على فكها يدير وجهها إليه فتغمض شمس عينيها بشدة حتى قال في أذنها بنبرة جارحة :

" ماذا تريدين أن آخذ وأنتِ بهذه الحالة ؟ .. لا تحتملين نظرة عينيّ لجسدكِ .. تثورين وتعودين لنفس النقطة .. خذ ما تريد واتركني .. لو أردت جسدكِ لكان لي منذ ليلتنا الأولى "

ظلت شمس مغمضة عينيها تنتظر ما سيفعله فيبعد أكمل يديها عن صدرها يثبتهما أعلى رأسها بيده هادرا :

" افتحي عينيكِ وانظري إليّ "

ينحسر القماش الممزق عن جسدها فتكتم رغبتها بالبكاء خجلا وقهرا ..
تحيد عيناه الزرقاوتين لصدرها اللامع بالعرق يرتفع وينخفض بقوة تنفسها حتى فتحت عينيها تنظر لوجهه قائلة بغل ويديها تتلوى في يده :

" ماذا تريد مني إذن ؟ .. أنا لم أفعل شيئا لتنتقم منها فيّ .. ليتني تركتها وما فعلت هذا بنفسي ... أريد العودة لحياتي .. هل عليّ أن أدفع ثمن حريتي ؟ "

يرفع أكمل يديها ويخفضهما ضربا بالسرير متابعا كلامه الأول بقوة :

" ولو كنت أشك بكِ منذ ذلك اليوم لما ظللتِ يوم واحد على ذمتي "

لا يشك بها ! .. وما فعله اليوم ماذا يُسمَى ؟!..
لكن .. لكن طوفان الأمواج الراغبة بعينيه الداكنتين يُلاشى صورة مهترئة لرجل آخر كان في نفس موضعه .. لا يتكلم .. بل يفعل .. وجسدها يرفض .. لكنه لم يسمح لها بحرية التنفس .
يمد أكمل يده لشعرها تغوص أصابعه بين الخصلات يرفع رأسها قليلا تواجه عينيه وهو يسألها بقسوة :

" هل تسمين ما كنتِ تعيشينه حياة ؟ "

تتسع عينا شمس لاهثة وهو يتابع بنفس النبرة :

" أنت دفنتِ نفسكِ ومثلتِ أنكِ تعيشين .. أفيقي .. تريدين أن آخذكِ بلا رضاكِ لتظلِ في دور الضحية الذي تعيشينه .. دور اخترتِه بإرادتكِ وأنتِ تعودين مرة بعد مرة حتى خرجتِ مشوهة الروح والجسد "

ترتعش شفتها السفلى وهى تحدق بوجهه لا تصدق أنه .. لن يفعل ..
ولا تصدق أنها أمامه بجسدها العاري الذي يملكه ولا زال يسيطر على كل الغضب الذي يشع منه ..
ولا تعرف كيف قبض بيده على إحساسها البغيض الذي صار جزءا منها ؟..
كيف لمس علة روحها وهى لم تحكي له سوى القليل ؟.. إنه لا يشك بها حقا ..
تعترف أنها مشوهة الروح .. مشوهة الذراع بحرق مع سبق الفضائح .
يبرد جسدها بلمس كلماته لروحها فيتنفس لسانها بعيدا عن أي قيود :

" لماذا لا تتركني إذن ؟ "

ولماذا تراجع وهو مزق ثيابها عمدا برغبة فائرة إليها ؟ ..
بعد كل أذيته لها كان عليه أن يفعلها ليهدم ذلك الجدار الذي يُرص بصلابة حجرا فوق حجر بداخلها له ..
كان عليه إذابته بالحرارة التي تنبعث من جسده إليها ..
أمامها يبذل مجهودا خرافيا تشعره رغم ثباته لتمالك أعصابه وإحكام سيطرته على غضبه ..
وجسدها يستكين من تشنج الخجل أمام عينيه باطمئنان مفاجئ كأنه يعلم أنه لن يؤذيه .
ترك أكمل رأسها يعود للسرير على يده المختفية في شعرها يجيبها مشددا على كلماته :

" أترككِ ليكتمل دور المظلومة وأكون أنا النذل الذي ظلمكِ كالجميع .. أفيقي يا شمس واعرفي مَن تزوجتِ .. أنا لست كغيري سيحرق جسدكِ بلحظة غباء "

تتلوى احشائها وحرق ذراعها يوخزها كأنه يشاركه إدراكا متآمرا ..
إدراك ما يجثم على روحها فتمتد يداه ترفع عنها الطبقة القاسية الاولى ..
يزيل ما تعلمته منذ سنوات طارقا على الحجر الأسود .
يلمح أكمل حرق ذراعها فتترك يده يديها مستندا بكفه جوار رأسها متذكرا ما حدث اليوم فيواصل كلامه بنبرة كالوتر المشتد :

" وقبل أن تضع قدمكِ في خطوة عليكِ التفكير بي أولا .. معيد دكتور ابن عمي وحتى أخي .. لا دخل لي بكل هذا .. وتعاملي على هذا الأساس منذ اليوم .. لأن طلاق .. لن يحدث .. فاهمة ؟ "

تنزل شمس يديها على صدرها ببطء ويده تحت رأسها تتحرك بإكتشاف الخصلات ..
عيناه في عينيها الناريتين وهى تدرك أن زواجهما غير محدد المدة كما قال قبل الزواج وإلا لتخلص منها يوم عرض الأزياء .. إنه فخ علقت به ولا فكاك إلا بمزاجه ..
ومزاجه أن تأتيه بنفسها تبادر شفتيه وتتجرأ بجرأته .. مزاجه رضاها .. وهى لا تملك داخلها سوى سخط متشعب على مَن حولها ..
إنها ليست أزراراً تضغطها تجد ما تريد .. إنها أشد دواخلنا النفسية تعقيدا ..
تلك الطاقة الراغبة في الإنتفاض .. في المقاومة .. في الصراخ .. هناك ما يقيدها بأغلال الاستسلام ..
مَن يملك الحق ليأمرها بالمقاومة وهو لم يعيش ما عاشته هى .. مَن يملك الحق أن يأمرها بالصراخ وجسده لم يتشرب قسوة كخلايا جسدها ؟..
ومَن يملك الحق أن يأمرها بالحياة وهو لم يرَ قرة عينه يُدفَن أمام عينيه ؟.
هل يدركون مقدار ألم فقد الولد .. إنه عذاب الأكباد وحرقة الأحشاء وتمزق القلوب ..
يوسف قطعة اللحم الحمراء التي لُفت في قماش أبيض لتتوارى تحت التراب .. تراب وقعت عليه تمرغ وجهها فيه منادية باسمه وهى ابنة الثلاثة والعشرين عاما ..
أي مقاومة يريدونها منها ؟! .. أي مقاومة ؟!.
تسيل دمعتان من عينيها وهى تتذكر ذراعيها خاليا الوفاض من ذلك الطفل الجميل فتحمد الله أنها لا زالت واقفة على قدميها تحاول الحياة إلي الآن ..
أي رضا يريده منها ؟!.. أي رضا ؟! .
يتبع أكمل دموعها بعينيه فيطلق نفسا هادئا وهو يسحب يده ببطء من تحت رأسها ..
تمتد أصابعه يمسح تلك الدموع بجحيم عدم قدرة شفتيه على التقاطها .. يعرف أنه لن يتوقف .. رغبة بدائية تدفعه بعنف .. ورغبة عقلانية تبعده بعنف أشد ..
وبين هذا وذاك يستقيم واقفا ناظرا لجسدها بإحتراق جسده ثم يغادر البيت قبل أن يتهور تاركا إياها مع دموعها الصامتة .

بعد عدة ساعات

تفتح وجدان باب المكتب تدخله ثم تغلقه خلفها وتقف مستندة على الباب تنظر للضوء الخافت المنبعث من إضاءة المكتب ثم تنظر إليه ..
خطواتها تقترب بلهفة مضطربة من الأريكة التي يجلس عليها تلمع عينيها على وجهه النائم على ظهر الأريكة ..
تقف أمامه تشبع قليلا من تفاصيله بقلب خافق ثم تلتف حول الأريكة تضع حقيبتها جانبا بحذر ويدها تلمس قماش سترته الملقاة على ذراعها حتى وقفت ورائه لتهبط بجسدها تشم عطره .. أحد أسرار إشتياقها ..
آآه .. كم اشتاقت إليه ..
تقف مجددا تعض شفتها السفلى بإرتجاف لتمتد يدها لخصلات شعره السوداء فينصعق جسدها باللمسة ..
ولم تقاوم ويداها تمتد تمسد رقبته وكتفيه بنعومة كما اعتادت وجسدها كله ينتشي بملمسه من جديد .
يتحرك رأس أكمل على ظهر الأريكة يبتلع ريقه ثم يفتح عينيه ببطء على مرأى الخصلات الشقراء القصيرة ..
تنفتح أبواب قلبها بحسرة متألمة وهى تتأمل سحر عينيه الزرقاء الداكنة .. صار هذا السحر ملكا لغيرها .
يتنهد أكمل وهو يبعد يديها عن رقبته فتلتف وجدان لتقف أمامه ليطالع القوام الرشيق في بنطالها الچينز وقميصها البني ذو الخطوط الطولية قبل أن يبعد عينيه بتحرك رأسه جانبا على ظهر الأريكة ..
حتى انحنت بجسدها أمامه تضع يدها على ركبته هامسة بإحتياج صارخ :

" أكمل "

تراه أمامها بحالة غريبة منطفئة وقميصه الأسود يضفي عليه حزنا زائدا جميلا ..
يتسائل أكمل ببرود دون النظر إليها :

" ما الذي أحضركِ الآن ؟ "

ترد وجدان بقلق وهى لا زالت أرضا أمامه :

" أحد الحراس قال لي أنك جئت من فترة بحالة غريبة "

ظل أكمل صامتا ومنظر جسد الشمس منطبعا بعقله حتى قال بلا مبالاة
:
" ذكريني مَن هو غدا لأطرده "

تنهض وجدان تجلس جواره تمتد يدها ببطء لخده تنتظر أن يوقفها لكنه ظل ساكنا حتى استراح كفها على جانب وجهه هامسة :

" أكمل !! ... أنت لست طبيعيا "

ينظر أكمل للسقف وسط الإضاءة الخافتة فتترنح الموجات البنية للشعر الثري أمامه تُضخِم قلبه بنغزات شديدة الألم .
تخفض وجدان يدها تتحسس صدره وأنفاسها تعلو باضطراب قلبها وهى تقترب منه هامسة :

" اشتقت إليك "

تلمس شفتاها ذقنه بقبلة دافئة فيبعد أكمل وجهه متسائلا بنفس بروده معها :
" ماذا تريدين وجدان ؟ .. أذكر إنكِ قلتِ أني سأدفع ثمن ..."

تقاطعه وهى تضع أصابعها على شفتيه قائلة بنبرة مرتعشة :

" أريدك أنت "

تهيم في دائرة من النسيان لكل وعودها لنفسها ألا تحن إليه مجددا ..
تغيم عيناها بالرغبة وهى تدير وجهه لينظر إليها وأصابعها تتلمس شفتيه بحسية لتضيف بصدق :

'' تعلم أني لا أستطيع أن أؤذيك ... أريد أن نعود معا "

ظل أكمل ينظر إلي الوجه الفاتن طويلا بلا أدنى تأثر حتى أبعد يدها عن وجهه ثم نهض ليحضر ملفا من أحد أدراج مكتبه ثم عاد يجلس جوارها يضعه على رجليها ليخرج قلما ودفترا صغيرا من جيب سترته الموضوعة على ذراع الأريكة ويميل يكتب شيئا على الطاولة .
تمسك وجدان الملف تفتحه لتمر عيناها على الأوراق ثم تقول بذهول :

" هذا ... تنازل عن باقي نصيبي في الشركة ! "

تنظر إليه وهو يقطع ورقة من الدفتر فتعقد حاجبيها متسائلة بصدمة :

" لماذا تفعل هذا يا أكمل ؟ "

يمد لها الشيك بثمن نصيبها كاملا فتتناوله منه لتنظر إليه نظرة ثم تعود بعينيها إليه قائلة :

" ليست مسألة مال ... أنا لا أستطيع الابتعاد عنك "

يمسح أكمل وجهه بكفه قائلا بلا إهتمام :

" أنتِ تأتين ضيفة هنا فلا داعي لأظل مقيدا بالحاجة لتواقيعك وموافقتك على العقود "

يعود ليستند على ظهر الأريكة برأسه يمد أحد ساقيه مغمضا عينيه متابعا بنفس النبرة :

" ثم أني أعرف أنه أصبح لكِ نصف شركة والدكِ رسميا فلا تحتاجين نصيبكِ هنا "

ظلت وجدان تنظر إليه بإستغراب لحالته ثم تنظر للأوراق بيديها قائلة بتهكم :

" غريب ! ... أكمل الفايد يأخذ ثمن الليالي التي سأقضيها بين أحضانه ... هل تغيرت أم أني أتوهم ؟! "

يزفر أكمل وهو يريح رأسه جانبا ليرد بملل :

" لو لن توقعِ فاخرجي الآن من رأسي ومن مكتبي "

تنقل وجدان بصرها بينه وبين الأوراق دقائق طويلة تفكر فيها وهو نائما لا تسمع سوى صوت أنفاسه المنتظمة الهادئة ..
حتى مالت على الطاولة تلتقط قلمه الذي ألقاه فتبدأ بتوقيع الأوراق قائلة :

" نعم .. لقد أصبح لي نصف شركة والدي .. لا داعي لأن أظل كالشوكة في حلقك "

تنتهي وجدان من التوقيع فتغلق الملف واضعة القلم عليه ثم تضع الشيك في حقيبتها وهى تقول :

" مبارك عليك الشركة كلها يا أكمل .. لكن تذكر لن تستطع تغيير اسمها بعدما اشتهر في السوق .. سأظل أنا وجد ... كل الشوق والشغف "

يبتسم أكمل بسخرية وهو يفتح عينيه ينظر للأوراق على الطاولة ثم ينهض آخذا الملف متجها لمكتبه يضعه في خزانة جانبية ..
يغلق الخزانة مستديرا ليجدها أمامه تنظر له نظرة مشتعلة يعرفها جيدا ..
قميصها مفتوح لتظهر مفاتنها فجة الأنوثة وهى ترتفع على أطراف أصابعها تحيط عنقه بذراعيها هامسة بحرارة :

" لم أتوقع أن تسمح لي بلمسك مجددا "

جسدها يتوهج وهى تقترب تقبل شفتيه فيبعد أكمل وجهه ينزل ذراعيها عن عنقه قائلا :

" ليس اليوم "

يتجاوزها ملتفا حول المكتب فتتبعه لتحتضن ظهره تمرغ وجهها عليه وتتجرأ لمساتها وهى تلتف حوله تفك أزرار قميصه تهمس بتأوه محترق :

" لن أستطع الانتظار ... آآآه .... اشتقت إليك "

تهمسها بتوجع متلهف وهى تقبل عنقه بإشتياق متسارع الأنفاس فاقد الصبر ويداها تعرف طريقها لجسده .
يتفاعل جسده بشرارات مندفعة والبلوزة تتمزق في خياله مرة بعد مرة لينكشف جسد على مقياس الإغراء يزيد الشرارات إشتعالا ..
كثافة شعرها تغطي أصابعه حتى اللحظة فيبعد وجدان عنه قائلا بتحذير جاد :

" ليس لي مزاج يا وجدان "

تداعب وجدان صدره بأصابعها هامسة بابتسامة مغوية وكلماتها تنبض إثارة :

" أنا سأعدل مزاجك .. اشتقت أن أحضر لك قهوتك الحارة في السرير .. وبعدها تصبح حارا مثلها .. حارا جدا يا أكمل "

شمسا ساطعة تتوهج داخله تغلف قلبه وروحه فتحجب كلماتها عنه .. ? صدى بعيد لرغبة احترق بها اليوم جعلت خياله يتمنى وصالها هى ..
هى البعيدة بُعد لحظة معها مفعمة بالعاطفة ومشتعلة بالإثارة ..
إنها تتحكم به .. تقيده دون أن تدرك ..
ويستحيل أن يصبح له نقطة ضعف الآن .. ليس مجددا .. ليس مجددا .
تلمس وجدان شعره بأصابعها تتأمل ملامحه هامسة بعاطفة :

" أشعر أن روحي تعود إليّ "

تشتعل عينا أكمل وهو يقبض على شعرها القصير بعنف ليقبلها بعنف أشد فتستجيب له بكل طاقتها ..
ينتزع بشفتيه أنفاسها بين يديه باحثا عن شعرها الطويل لكن .. يده تصطدم بفراغ الشعر القصير فتقسو لمساته وهو يفك حزام بنطالها سريعا ليلقيه أرضا قبل أن يغيب معها في خطوات متخبطة حتى الأريكة .
يبحث عن انحناءات قبلة اختبرها اليوم فلا يجد سوى شفاه اصطناعية زهدها ..
تسمع أذناه صرختها وهو يكشف جسدها لعينيه وتلك الدموع ..
آآه من دموعها .. من روحها المجروحة ..
وها هو يخونها .. يخونها ! .. يخونها !! .
ينهض أكمل جالسا يلهث ويده تمر في شعره بعنف فتعتدل وجدان تضع يدها على كتفه متسائلة باهتمام :

" ماذا بك ؟ "

القيود .. من أين أتت تلك القيود ؟ ..
قيود تعلق الروح بين قلبه وكبريائه ..
قلبه يتمزق بصدره ومفرقعات تدوي في رأسه بصداع رهيب .
تنظر وجدان للعرق المتصبب منه فتتسع عيناها وهى تمسح جبينه تستغرب سخونة جسده المفاجئة ثم تحاول إزاحة قميصه الأسود المفتوح عن كتفيه قائلة بقلق :

" اهدأ حبيبي .. أنت لست طبيعيا أبدا .. لا بأس ليس اليوم .. اهدأ فقط "

يتصلب جسد أكمل فجأة وهو يبعد يديها بحدة لا يطيق لمستها فتنزل وجدان قدميها أرضا تتسائل بصدمة :

" أنت .. أنت تحب .... أنت تحبها ؟!! "

التفت لها أكمل بقوة وعيناه تتسعان ببريق مخيف قائلا بتشنج :

" اخرجي "

تنهض وجدان مذهولة من حالته فتضم قميصها على جسدها هامسة :

" ماذا ؟! "

يرتفع صوت أكمل وهو يقف هادرا
:
" قلت اخرجي لا أريد أن أرى وجهكِ "

تنحني وجدان تأخذ حزامها من الأرض تقبض يدها عليه وهى تقترب تلتقط حقيبتها ثم تقول بصوتها العالي المندفع بغيرة سوداء :

" بعد أن أخذت الثمن "

يمسك أكمل مرفقها بشراسة قائلا بكل الغضب الذي تجمع به اليوم وهو يتجه بها نحو الباب :

" أي ثمن يا رخيصة ؟ ... سألتِني يوما ألم آخذكِ فتاة وأنا صمت حتى لا أهينكِ أكثر .. لم أخبركِ أني كنت اعلم أن عذريتكِ اصطناعية .. والآن لا أريد أن أراكِ ولو صدفة "

يفتح باب مكتبه ليلقيها خارجا بإزدراء ثم يصفق الباب فيسمع صراخها :

" لن أتركك يا أكمل ... لن أتركك لها .. أليست أخت قمر العامري التي فضلتها عليّ .. ومَن يعلم ماذا تفعل مع أختها من ورائها .. أم أنك تحب أختها نفسها ؟ ... والله لأنتقم منك ومنهما "

تهدر أنفاسه وهو يسمع اتهامها له فيستدير يفتح الباب ليخرج إليها في الرواق لكنه يرى المصعد وهو ينزل لأسفل فيعاود الدخول لمكتبه صافقا الباب ..
تهدأ أنفاسه اللاهثة وجسده يبرد شيئا فشيئا فيجلس أرضا مكانه يرفع إحدى ساقيه مستندا برأسه للباب يغمض عينيه ..
يحبها .. مستحيل .. ليس مجددا .


.................................


تجلس لمياء في الصيدلية عقلها يتشاغل بالتفكير وقلبها يدق خيانةً وثغرها يرسم ابتسامة هائمة ..
أيام وليالٍ تفتح عينيها صباحا على إحدى خواطره .. وتنام على خاطرة أخرى ..
يعرف مدخلها مداعبا أوتار أنوثتها بكلمات غزل صريحة لكنها وسط الكلمات تبدو بمنتهى البراءة ..
إنها حيل الشعراء في صياغة السطور .. تلك المصوغات التي تمس الروح تأخذها لعالم آخر ..
الكلمات .. عشقها الرائع الذي وجدته بقلبها فطرة فنية ..
كلماتها .. لا يقرأها كثيرون ولا يعرف قريب منها أنها تكتب .. لكن بداخلها هذا هو الشئ الوحيد الذي تفعله بكل إرادتها وحبها .
تنظر لنور الصباح من باب الصيدلية الزجاجي وهى تتذكر خاطرة اليوم

( مني ولي .. فتاةٌ بحرية الحروف
ليالٍ تمنيتها رغم كل الألوف
أعشق ثغرها حين يتبسم لقلبي
وما ذاق قلبها الهوى قبلي
ليتها هنا بين أحضاني لحظة
لأعيش معها من عمري أجمل قصة
وأقطف زهر شفتيها كلما نطقت اسمي
وبيديّ أخط على جسدها صورة رسمي
ملكها أنا .. وهى ملكي )

تبتسم لمياء وقلبها يخفق بقوة وهى تردد بكيانها أن هذه الكلمات لها .
تبا لجنونه وجرأته .. وغزل كلماته حين يتورد لها خداها ويتوهج جسدها بإحساس لأول مرة تشعره .
يرن الهاتف رنة فيرقص قلبها على دقة .. ونصف .. وهى تقرأ

"' صباحكِ أجمل الأزهار يا مَن أصبحتِ زهرة حياتي بين ليلة وضحاها "'

تستند لمياء بخدها الساخن على قبضتها تبتسم ابتسامة حالمة دون أن ترد فيرسل لها ضياء الدين

"' كل عام وأنتِ بخير لميا ... اقترب العيد وأحببت أن اهنئكِ قبل الجميع "'

حينها كتبت لمياء بإقتضاب متمنع مصطنع

"' وأنت بخير "'

يكتب ضياء عدة رسائل تشعر فيها بإحباطه

"' هل سأظل مُعذَب هكذا لميا ؟ "'
"' كنا نتكلم أكثر قبل أن أخبركِ أني أحبكِ "'
"' حسنا ... هل تريدينني أن ابتعد ؟ "'

قلبها يخاف فجأة فتكتب بلهفة غير مقصودة

"' لا أعرف "'

تضع يديها على حجابها المطبع بورود حمراء وبيضاء تظل لحظات مستندة بمرفقيها على المكتب الخشبي الصغير ثم تنزل إحدى يديها لهاتفها تكتب بصدق حائر وهى تواجهه لأول مرة

"' كنت أتكلم معك لأني احتجت لصديق أتحدث معه .. وحين عرفت عمرك اطمئننت أكثر "'
"' لكنك حرمتني من ذلك الصديق بما قلته "'

يرد ضياء كتابةً

"' حبيبتي لم أحرمكِ منه بل العكس .. سأكون صديقا وحبيبا "'
"' إن سمحتِ لي "'

كلمة حبيبتي تخطف قلبها وهى تقرأها فتكتب بحيرتها

"' أنت تأخذ مشاعري لاتجاه خاطئ .. كل ما تقوله خطأ "'

ظل ضياء صامتا لبعض الوقت ثم جاءتها رسالة صوتية فتخرج السماعات الصغيرة من حقيبتها تثبتها بالهاتف وبأذنها لتسمع صوته الجاد الواجم

"' أعرف أن من حقك بناء أحلامكِ مع شاب في مثل عمركِ كالفتيات .. لكن دعينا في الوقت الحالي .... والوقت الحالي يبدو أنه سيكون لي أنا "'

يصمت قليلا ثم تأتيها رسائل صوتية أخرى عابثة بضحكة رجولية خافتة

"' هل قلتِ منذ قليل أني أحرك مشاعركِ ؟!! "'
"' إذن أنا على الطريق الصحيح "'
"' أحبكِ لميا ... وكل يوم أظل أرسم ألف صورة لكِ واختار منهم أيهم أقرب لكِ "'

تختنق أنفاسها بحرارة صوته في رسالته الأخيرة فيرتعش قلبها بإحساس رهيب مؤلم لتكتب بجدية

"' توقف "'

يواصل ضياء لمسه لقلبها بصوته المميز وسرعة نبراته

"' ضعي يدكِ على قلبكِ وأخبريني بدقاته "'
"' سريعة مثلي أم ما زلتِ لا تشعرين بي بعد ؟ "'

ترتجف شفتا لمياء برعشة جسدها وهو يلمس مشاعرها بصوته بطريقة حسية خطرة النبرة

"' آخر خاطرة أرسلتها إليكِ كتبتها بكل روحي لميا .. أشعر بكل كلمة بها وأتمنى أن تحدث بالحرف الواحد "'

يتفكك جسدها متناسية أنها في مكان عملها فتعض شفتها السفلى وهى تسأله

"' هل تعرف أني لم أحب من قبل ؟ "'

يرد ضياء كتابةً

"' نعم حبيبتي أعرف .. أنتِ أخبرتِني بأحد حواراتنا .. وحتى لم تخبرينني كنت سأتوقع أن فتاة مثلك لم تنظر لعينيّ رجل من قبل "'
"' أنتِ عذراء في كل شئ لميا .. عذراء المشاعر والأنفاس والكلمات '"

تقرأ لمياء شاعرة بطرقات قوية فوق رأسها فتكتب متسائلة

"' ومع ذلك تريد تغيير كل هذا "'

بعد لحظات تأتيها رسالة صوتية خافتة بنبرة مشتعلة

"' ليتكِ لي حقا لميا وما كنت لأترككِ لحظة واحدة عذراء في أي شئ "'

تتسع عيناها بذعر وهى تسمع الرسالة ثم تحددها سريعا على شاشة الهاتف وتمحوها تماما لتفاجئ بالصوت الصارم يناديها :

" لمياء "

ترفع لمياء عينيها نحو صاحب الصيدلية ثم تقف تنزع السماعات من أذنيها بارتباك ليهتف غضبا وهو يشير لصندوق موضوع أرضا :

" جالسة تستمعين للأغاني وتاركة آخر طلبية من الدواء هكذا على الأرض وأنتِ تعرفين أن فيها مواد يجب إدخالها للثلاجة فورا "

تتشتت لمياء وهى تلتف حول المكتب تتجه للصندوق فتحمله للمنضدة الزجاجية تفرغ ما فيه قائلة :

" آسفة يا دكتور كنت سأنهض حالا لترتيبهم .. لقد وصلوا منذ قليل فقط "

يصيح الدكتور مجددا بإنفعال :

" منتهى الإهمال .. منذ عدة أيام فعلتِها أيضا وأنا مررتها .. ما بكِ هذه الأيام ؟ .. إن تكرر هذا فلا تأتي اليوم التالي للصيدلية "

تومئ لمياء بانكسار وهى ترتب الأدوية والدكتور يجلس على المكتب يفتح أحد الدفاتر الثقيلة ليرَ ما ينقص الصيدلية وحساباتها .
ورغما عنها تنساب دموعها وهى تضع الأدوية بالأرفف وقلبها ينشرخ بالإهانة والذل رغم اعترافها بخطئها ..
لكن حساسيتها الزائدة تجاه أقل كلمة جارحة جعلتها تتمنى لو ترتمي في حضن – الضياء – الآن ..
وقد عرفت أنها بدأت .. تلبس عباءة الشيطان.

................................
أول أيام عيد الأضحى المبارك

يفتح أكمل باب المنزل عائدا من صلاة العيد يبحث عنها بعينيه عله ينفض سكون قلبه حين يكون بعيدا عنها ..
شهرا كاملا لم يقرب فيه كأس خمر وكل شظية زجاجية جرحت يدها تجرح أحد أضلعه .
يدخل مغلقا الباب خلفه فتخرج شمس من غرفتها تنظر لخطواته الواجمة الغريبة هذه الفترة ..
ينأى بنفسه عنها تماما .. ليس هو مَن تزوجته .. كأن حزنها عدوى تصيب مَن يعيش معها .
أفكارها تعيد تصحيح نفسها منذ ذلك اليوم .. دائما تفكر وتفكر ودقة قلب ممتنة تناورها بخبث ..
ممتنة لأنه لمس إنسانيتها المحجوبة عنه ولم يلمس جسدها المكشوف له ..
لا تعرف كيف سيطر على نفسه يومها وكل ما به كان ينبض محترقا ؟.
تفكر في كلامه ذلك اليوم وتعترف أنه محق .. حياتها ليست حياة لكنها راضية ..
تتذكر صوته القوي يخبرها أنه لم يشك بها فتتسائل عن سر كل غضبه يومها إذن ..
حتى أهداها عقلها للصورة من جديد .. واقفا ينتظرها أمام جامعتها فتخرج هى تركب سيارة رجل آخر بلا أدنى مسئولية ..
كان لابد أن يثور .. لكرامته .
ثم تعاود التفكير لماذا لن يطلقها حقا ؟! .. ربما حتى لا يظلمها كما قال ..
لكن إن كان كذلك .. إلي متى سيلعب هذا الدور الشهم ويحتملها شفقة ؟!.
تنظر إليه بكره المعصية وليس كره العاصي .. تكره شربه للخمر لكنها لن تكرهه هو ..
ابتعاده جعلها بحالة موضوعية متوازنة لتنظر إليه من جديد ..
ذلك الذي يعامل والدته كملكة متوجة .. لن تصدر حكما عليه بالإعدام وكل شئ يمكن أن يستقيم .
تتقدم قليلا فيلتفت أكمل ينظر إليها نظرة غريبة ساكنة .. لكن ما يحدث داخله يصل عنان السماء ..
بفستانها الكحلي المحكم على جسدها تقترب فتهفهف التنورة بخطوطها الطولية العريضة بين الأبيض والكحلي .. وشعرها مستريحا بغرابة في ضفيرة طويلة على كتفها جعلتها أصغر من سنها ..
كانت شمسا مختلفة كأن العيد أضفى عليها ألقا مميزا مشعا .
يشيح أكمل بوجهه متنهدا متسائلا بهدوء :

" جاهزة ؟ "

تهمهم شمس بتأكيد فيتجه أكمل لاحدى الطاولات يلتقط من عليها مفتاحا ثم يعود يمده إليها قائلا :

" هذا مفتاح غرفتكِ .. أغلقيها عليكِ كل ليلة إذا أردتِ لتنامِ بأمان .. أشعر بكِ لا تنامِ هذه الفترة "

شبح ابتسامة يتسلل لشفتيها وهى تأخذ المفتاح من يده وهو يؤكد لها :

" وتأكدي حتى إذا لم تغلقيها فلن يتكرر ما حدث أبدا .. هيا "

هى حقا لن تغلقها .. عليها أن تواجه تلك الأغلال بداخلها لا أن تهرب منها ..
يوما بعد يوم تنام بأمان متزايد حتى أصبحت على يقين أنه لن يدخل غرفتها إلا برضاها ..
لا تعرف أنه يدخلها كل ليلة ليقف ناظرا إليها فقط وحين تمتد يده ينسحب خارجا .
يستدير أكمل متجها للباب فتسأله شمس بنبرة واضحة :

" لماذا تركتني يومها ولم تفعل شيئا ؟ "

توقف مكانه صامتا طويلا يصارع ذكرى ذلك اليوم بكل أحداثه منذ صباحه وحتى ليله ليقول أخيرا بهدوء :

" لأنكِ زوجتي يا شمس "

كلمة كالمطر للكيان المنتظر للسقيا .. يكمل بيده بناء جداره ..
كان الخريف الذابل ينتهي من روحها ليحل الشتاء البارد برياحه العاصفة ..
كلماته الجارحة توخز كالأشواك وهى لم تنس منها شيئا .. لكن .. لكن حالته الغريبة الساكنة توخز شيئا آخر بأشواك أخرى .
يكمل خطواته نحو الباب وهو يقول :

" هيا حتى لا نتأخر عليهم "

تشعر شمس بالبرد المفاجئ وهى تتذكر شيئا فتقول بخفوت :

" أنا خائفة "

ينشطر قلبه مخطوفا بلحظة وهو يستدير مخفيا مشاعره يتسائل همسا :

" مني ؟ "

تهز شمس رأسها نفيا وهى توضح :

" سنتجمع اليوم جميعا ... إن كان أبي قد رأى صور قمر .. فلن يمر اليوم على خير "

اجتماعهم في منزل ' سليمان العامري ' أول أيام العيد بعد الصلاة .. هذه السنة تجتمع بنات العائلة مع أزواجهن .
أن يغير أكمل عاداته متقبلا دعوة والدها ليكون أول أيام العيد عنده وتقنع هى جاد أن يزورهم وهو لا يحب التجمعات .
تدعو فقط أن يمر اليوم على خير .
يطلق أكمل نفسا مرتاحا وهو يجيبها :

" أنا وعدتكِ ألا تصل إليه "

تحدق شمس بعينيه الزرقاوتين فتتسائل كيف لم تركز فيهما قبلا ؟!..
هل هما باردتان حقا ؟! ..
لم تر أجمل منهما في حياتها .
يلاحظ أكمل شرودها التائه فيتابع بثقة :

" كانت عارضة أخرى ترتدي نفس فستان الزفاف وهى مَن أكملت العرض .. صور قمر كلها حُذِفَت "

تفترق شفتا شمس وهى تخفض عينيها لتقول بعد فترة صمت ساخرة :

" رتبت لذلك منذ البداية أيضا ! "

يرتفع رأس أكمل عفويا وتطل هيمنته الفطرية من عينيه مجيبا :

" قلت لكِ أني أردت أن يعرف حمزة فقط ... لم أكن لأوذي عائلتكِ ... أو أؤذيكِ ... هيا الآن لأننا سنمر لنأخذ أمي وجاد أولا "

يفتح أكمل باب المنزل ليخرج خطوة ثم يصدر صوتا حانقا متمتما بشئ ما قبل أن يلتفت إليها قائلا بحدة :

" اجمعي شعركِ "

تتوقف شمس متسعة العينين تمسك الضفيرة المسكينة التي حاولت بها تغيير مظهرها قليلا بهجةً بالعيد تنظر إليه ..
فيعاود أكمل قوله الحانق :

" ما الغير مفهوم في كلامي ؟! .. قلت اجمعي شعركِ .. طوال الوقت وأنتِ في البيت تجمعينه كناظرة مدرسة واليوم تطلقينه وكل العائلة ستجتمع "

تطلقه ! .. هل يعتبر هذه الضفيرة إطلاقا لشعرها ؟!.
وما المشكلة إن رأت العائلة .. الضفيرة ؟!.
تحاول إدراك تناقضاته بين مظهره وجوهره فتتذكر برعشة مفاجئة اختياره لفستان زفافها .
تقترب شمس من أحد المرايا مقتولة البهجة فتقف تفك الضفيرة قائلة بوجوم :

" معك حق .. لا يصح أن أخرج بضفيرة وأنا عمري سبعة وثلاثين عاما ! "

يراقب أكمل الخصلات المتناثرة على ظهرها وهى تمشطها بأصابعها ثم ترفعها وتلفها عدة مرات في كعكة عالية ثبتتها بمشبك الضفيرة ..
متذكرا كلامه السابق لها قبل أن يضمها لصدره بلحظة مهلكة الجمال.
تستدير شمس متسارعة الخطى تتجاوزه للخارج بغضب واضح بينما يتمتم هو بلفظ آخر قبل أن يغلق الباب ليذهب .


تجلس دارين بتنورتها الملونة وبلوزتها البيضاء منتصفة الأكمام مع شمس في حديقة المنزل الصغيرة بعد الغداء على الكراسي الملونة أمامهم طاولة موضوع عليها أقداح للشاي والقهوة بطريقة بيتية محببة ..
فتقول دارين مبتسمة :

" أحببت جاد جدا يا شمس .. لديه موهبة فطرية في الإهتمام بالأرقام والأمور الطبية أيضا "

تبتسم شمس عند ذكره وهى التي لم تفارقه اليوم قائلة بإختصار :

" جاد يتعلم في أحسن المراكز الآن وهو ذكي جدا "

تتذكر أحد حواراتها مع راوية في الأيام السابقة عن معاناتهم في البداية عند الأطباء حين اكتشفوا إصابته بالتوحد .. كان والده قد رحل منذ سنة تقريبا ليتولى أكمل حملا ثقيلا على كتفيه بين والدته التي مرضت فجأة وأخيه ذو الستة أعوام وأخته الصغيرة .
وهى حين تنظر له هذه النظرة تشعر ...
تقترب قمر منهما ببنطالها الأسود الضيق وثوبها البرتقالي فتجلس على الأريكة الملونة تسأل بنبرة ساخرة :

" ماذا تفعلان ؟! "

تشيح شمس بوجهها وهى تراقب حركات قمر الاستفزازية منذ أتوا رغم التنافر بينها وبين حمزة .. لكن وجود أكمل يصيبها بذعر غريب فتنكمش في وجوده رغم محاولتها لإخفاء ذلك .
تمد قمر لشمس إناءا صغيرا قائلة بنفس النبرة الساخرة :

" أمي قالت أن أعطيكِ هذا .. تقول لكِ طبيعي مائة بالمائة "

تأخذ شمس إناء عسل النحل الصغير بإبتسامة واسعة ثم تأخذ ملعقة الشاي من الطاولة أمامهم لتفتح الإناء وتتناول منه مغمضة عينيها بطعم الحلاوة الزائدة للعسل .
تتبسم دارين وهى تتلاعب بهاتفها قائلة :

" سأشغل شيئا نسمعه بدلا من هذا الصمت "

تبحث دارين بهاتفها بينما يخرج أكمل من داخل المنزل متحدثا في هاتفه حتى يتوقف بعيدا أمامها يرمقها بنظرات تشملها وهى تتناول العسل باستفزاز لأعصابه ! ..
يتذكر وجودها بجوار جاد منذ وصولهم لمنزل والدها حتى جلست بجانبه وقت الغداء ولم تتركه إلا منذ قليل لتخرج مع دارين للحديقة ..
جاد يُخرِج ما بها من حنان يراه في عينيها كأنها تنسى نفسها معه .. وهو .. هو له كل الصمت ونظرات الاتهام .
تتلاقى أعينهما فيُرسَم دربا عصيّ الخطى بينهما .. عيناها الساكنة بعينيه تقول شيئا غير مفهوما منذ تلك الليلة ..
لم يعد يرى رغبة الثأر بعينيها إلا نادرا .. كأنه لحظة تركها يومها دمر شيئا أسود بداخلها .
تنطلق الموسيقى مبهجة من هاتف دارين حتى انبعثت الكلمات كخفق عطره ..

عيناكَ ليالٍ صيفية .. ورؤى وقصائد وردية
ورسائل حبٍ هاربةٌ .. من كتب الشوق المنسية
عيناكَ ليالٍ صيفية ورؤى .. وقصائد وردية
مَن أنت ؟
مَن أنت زرعت بنقر خطاك الدرب ورودا جورية
مَن أنت ؟
? الضوءِ مررت ? خفق العطر ? هز أغانٍ شعبية
ومضيت شراعا يحملني ? قصيدةِ شمسٍ بحرية
لوعودٍ راحت ترسمها أحلام فتاةٍ شرقية
عيناكَ ليالٍ صيفية .. ورؤى وقصائد وردية
مَن أنت ؟
مَن أنت وسحرٌ في عينيك .. يزف العمر لأمنية
لكأنك من قمرٍ تأتي .. من نجمةِ صبحٍ ذهبية
من أرضٍ فيها شمس الحب .. تعانق وجه الحرية
وأنا في العمرِ مسافرةٌ .. ومعي عيناكَ وأغنية
عيناكَ ليالٍ صيفية .. ورؤى وقصائد وردية
عيناكَ ليالٍ ... صيفية .

يبتسم أكمل وهو يقول شيئا ما لمحدثه على الهاتف لكنها تجزم أن هذه الابتسامة .. لها ..
تنساب الكلمات بينهما كريشة متطايرة برسالة وردية تحمل حرارة الصيف بنهايتها ..
تنظر شمس لتلك العينين أمامها كما شردت بهما قبل مجيئها .. عينان تخفق سحرا .. تلمع ? ماس نُثِرَ على وجه المحيط نهارا .. وتتعمق بظلام السماء ليلا ..
يا الله .. ما أجملهما ..
وتلك الوسامة الطاغية من قمر الرجولة بوجهه ..
أتت إليها .. وهى في رحلة سفر عمرها معها .. حزنا متراكما .. وعينيه ..
كيف لم تلاحظ هذا السحر يوما لرجلٍ يُحكِم سيطرته على كل الغضب .. كل الاشتهاء .. كل بغضها لما حولها ؟..
منذ تزوجها وهو يسمع .. يتركها كما تشاء .. يمنحها دفء عائلته ..
لا تعلم لماذا تغير فجأة بعد أن عرف عنها ما عرفه ؟ .. يوما غاضبا .. يوما قاسيا .. ويوما ساكنا .. ويوما حزينا ..
لكن .. بعد كل كلمة جارحة كانت يده تمسح دموعها .. تلمس وجهها ..
كيف يقسو ويقسو ليعانق بعدها بكل تلك القوة ؟!..
وكلما زاد بغضها بذكرى سوداء تتردد في عقلها جملة تطفئ ثورتها ..
كانت أمامه عارية .. ولم يقربها .
وهو مؤكد لا يدرك ماذا يعني لها هذا .. وكم لمس به عمق إنسانيتها ؟
لا تعلم ما به حقا هذه الفترة .. لكن عينيه .. حكاية سحر.
يقترب أكمل منهم فيخفق قلبها بنبضة خائنة وهو ينظر للمعة العسل بشفتيها فيبتلع ريقه بلسعة نحل الشهوة ..
يراقب عينيها الحائرتين وهى تنظر لعينيه كمَن تراه لأول مرة .. العيد جعلها أجمل اليوم ..
والضفيرة الطويلة جمعت أنوثتها بصدق عينيها فكيف كان ليتركها ؟!..
إنها له .. كل هذا الشلال المثير سينام يوما على صدره مسافرا ..
يوم تعانق شمس حبها .. وجه حريته .
يصل إليها فيجلس بعفوية على ذراع كرسيها لترفع عينيها لعينيه تلقائيا وهو يمد لها هاتفه قائلا :

" شهرزاد تريد محادثتك "

تلامس يده وهى تأخذ منه الهاتف تتحدث مع شهرزاد وهو ينظر إلي ارتباكها أمام قمر ودارين منذ جلس جوارها ..
وبلحظة إنتقام عابثة يمد يده يبعد خصلة من شعرها خلف أذنها وتظل أصابعه تداعب خدها وهو يستمع لحديثها مع أخته ..
تبعد شمس وجهها بصورة غير ملحوظة وتقترب يده هو مجددا بصورة ملحوظة !.
يتركز نظر قمر على يد أكمل فتغيم عيناها بدمعة ظلت حبيسة ..
إلي أين وصلت مع حمزة ؟ .. إنه جحيم ما يتشاركانه حاليا ..
ذلك الذي كان يداعبها هكذا .. وفي قبلته سر حياتها .. صارت قبلاته تهديها موتا بطيئا يتصاعد بينهما .
يسمع أكمل صوتها قائلة :

" حسنا افتحي الباب وسنحدثكِ لاحقا "

تضحك شمس وهى تستمع لشهرزاد تقول :

" إنها جارتي الإنجليزية يا شمس .. شئ أجاركِ الله .. لاصق إنجليزي بعكس معظم الشعب هنا .. سأتخلص منها وأكلمكِ .. خمس دقائق فقط "

تغلق شمس الخط وتناوله الهاتف قائلة وهى تبعد وجهها مجددا :

" جاءتها ضيفة .. قالت ستتصل بعد قليل "

يحيط أكمل كتفيها بذراعه يقول بهدوء :

" اتركيه معكِ "

تتورد شمس ويدها تهبط بالهاتف على تنورة فستانها بنبضة قلب أخرى .
تنظر للهاتف المفتوح على رجليها فتتذكر يوما أمسكت فيه هاتف عبد الخالق بعد رناته الطويلة لتر مَن المتصل فيخطفه من يدها صائحا في وجهها كيف تمسك هاتفه .. هاتفه المغلق بكلمة سرية معقدة .
تنظر دارين إليهما سعيدة لما وصل إليه حال شمس بعد طلاق ثم فقدان زوج وطفل .. بعد أن سُحِبَت الحياة منها ها هى متوردة الخدين وذراع زوجها تحيطها بإهتمام ..
هى أيضا مشوارها طويلا معه .. ذلك الذي تيبست الحياة بعينيه واختنقت روحه سجنا بعد أن كان حرا كالخيل .. بعد أن ذاق ألم المرض والفقد .. كيف تطالبه بالتأقلم سريعا مع ألوان حياتها ؟!..
الأسود سيد الألوان وملكها .. فكيف يتحول للون آخر بين يوم وليلة ؟!.
تقطع دارين الصمت وهى تبتسم لهما قائلة بإهتمام :

" رأيت صوركما أنت وشمس في عرض أزياء حسان الورداني وعرفت أن شركتك كانت المنظمة للعرض "

تختنق قمر فجأة مشيحة بوجهها وهى تضع ساقا فوق الأخرى بتوتر بينما تصلب جسد شمس تحت ذراعه وهو يبادل دارين ابتسامتها متسائلا :

" هل رأيتِ كل صور العرض ؟ "

ترد دارين بنفس النبرة :

" رأيت الصور المنشورة .. التصاميم كانت مميزة جدا ... ليتني استطعت الحضور لكن زفافي والتحضير لمعرضي يأخذ كل الوقت "

ينظر أكمل لشمس وجسدها يرتاح بنفس طويل وهى تنظر لقمر التي أطرقت برأسها ثم ينظر لدارين يسأل مجددا :

" أي معرض ؟ "

تعقد دارين حاجبيها تقول بنبرة شك مرحة :

" يمكنك القول أني رسامة ... صغيرة جدا "

تبتسم وهى تلامس شاشة هاتفها ثم تنهض تناوله الهاتف قائلة :

" انظر "

تعود دارين مكانها وهو يقلب صور لوحاتها في هاتفها ثم يقول بإعجاب :

" رائعة دارين .. رائعة !! .. لستِ صغيرة أبداً بل متواضعة "

ترفع دارين اصبعيها لجبينها في تحية مرحة قائلة :

" شكرا "

تنفلت ضحكة صغيرة من قمر وهى مطرقة برأسها ثم ترفع عينيها لشمس بنظرة ذات مغزى ..
تتلقاها شمس منها بإحساس غريب وأكمل يبعد ذراعه عنها لينهض يعطي دارين هاتفها وهى تسأل :

" ما بكِ قمر ؟ "

ترد قمر على دارين بابتسامتها الشامتة :

" لا شئ .. تذكرت شيئا فقط "

بنظرة من عينيها الساخرتين لشمس تذكرها بحديثهما يوما ..

( إنه يستطيع أن يوقع مَن أمامه بنظرة إن أراد )

وبنظرة أخرى تبعث هاتفا خبيثا لداخلها ..

( فلتغاري من دارين وهو يوليها إهتمامه بعد رؤية لوحاتها بينما أنا وأنتِ ضئيلتان للغاية لا نملك شيئا )

تطرق شمس برأسها واجمة الملامح ومشاعر قمر تنتقل إليها بسلاسة الإحساس .. ليست الغيرة من دارين .. بل الضآلة وهى لا تملك شيئا ليقول لها يوما ' رائعة ' عليه ..
إنها مرارة اللا شئ .
يعود أكمل ليجلس على ذراع كرسيها قائلا لدارين بإبتسامة :

" حضرت سباق الخيل ورأيتكِ يومها .. كانت أول مرة أرى فيها شمس .. وبعدها لم أعرف ماذا حدث لي ؟! "

ينهي أكمل كلامه بضحكة خافتة وهو يأخذ يد شمس يرفعها بغتة لشفتيه مقبلا باطنها ناظرا لعينيها المتفاجئة نظرة خاصة ثم يتخلل أصابعها بأصابعه يضعها على رجله وهو يسأل بنبرة عادية كمَن لم يفعل شيئا :

" وهل وجدتِ مكانا مناسبا لإقامة المعرض ؟ "

متجاهلا قمر بإحتقار مدركا ما تبثه لشمس كان يعرف إحساسها الآن وهى تنظر ليديهما المتشابكة بملامح مختلفة التأثر .
إنقلابا يحدث بداخلها وهى تنظر لقمر حين نهضت تغادرهم بملامح مظلمة ..
ثم تعاود النظر ليديهما معا .. ? رفعة من أسفل الأرض لأعلى السماء .. إبهامه يداعب إبهامها مثيرا فيها زوبعة صغيرة عاصفة .
ترد دارين على سؤاله بذكرى جميلة :

" نعم .. المكان كان هدية أبي وأمي في عيد مولدي الأخير "

فيفاجئها أكمل بقوله الواثق :

" ودعاية المعرض هدية مني "

تضحك دارين وهى تقول :

" لاااا .. لن ينفع "

فيرد أكمل بجدية مصطنعة :

" ترفضين الهدية ؟! "

يترك يد شمس ثم يمد يده ليلتقط هاتفه من على رجليها بقشعريرة تمر بجسدها ثم ينهض يعطيه لدارين قائلا :

" أعطني رقم هاتفكِ لنتفق على التفاصيل "

تبتسم دارين لشمس التي بادلتها الابتسام ثم تأخذ الهاتف تكتب رقمها وتتصل به وتعيده إلي أكمل لتقول وهى تسجل رقمه وتنهض :

" أنا أيضا أخذت رقمك ... سأذهب قليلا "

يلتف أكمل حول الطاولة يسجل الرقم ثم يعطي الهاتف لشمس مجددا وهو يجلس على الأريكة قائلا :

" ستتصل شهرزاد مجددا ... أي مكالمة أخرى افصليها "

تأخذ شمس الهاتف ثم تمسك إناء العسل تتناول منه مرة أخرى وهو يراقبها ملسوعا حتى قال ضاحكا :

" لم أكن أعرف أنكِ تحبين العسل لدرجة أكله من إنائه "

تومئ شمس وهى ترد ببعض الحرج :
" منذ كنت صغيرة أحبه هكذا "

يطلق أكمل أنفاسا حارة وهو يمسد رقبته قائلا بنبرة غريبة :

" يبدو أني حقا أصبحت أحبه للأسف .. وهذه كارثة "

تعقد شمس حاجبيها وهى تنظر للإناء ثم تنظر إليه متسائلة بشك :

" العسل ؟! "

يستند أكمل بمرفقه على ذراع الأريكة ينظر لوجهها الجميل قبل أن يومئ برأسه مكررا :

" العسل "


مساءا

تخرج دارين تبحث عن رائد بعد أن تركهم ليجري إتصالا هاما أو هكذا قال وهو أتى منذ ساعة فقط حتى لا يحرجها أمام أهلها .
لترَ الدخان الضبابي أمامها على الضوء الأبيض للمصابيح الطويلة الموضوعة في الحديقة فتقترب متسائلة بإستغراب :

" حمزة ! .. منذ متى وأنت تدخن ؟! "

ينفث حمزة الدخان وهو يرد بلا مبالاة :

" منذ ..... لا أتذكر "

تأخذ دارين السيجارة من يده برفق ترميها جانبا وهى تقول ممازحة :

" لو رآك عمي سليمان لأعطاك محاضرة طويلة في الأخلاق "

لم يرد حمزة فتقترب منه تتسائل بجدية :

" ما بك حمزة ؟ "

يربت حمزة على كتفها متنهدا يقول بمحاولة واهية للابتسام :

" لا شئ حبيبتي .. كيف حال رائد معكِ ؟ "

تدقق دارين النظر به وهى تتذكر حوارها مع قمر اليوم .. رغما عنها نصحتها حين لاحظت حال حمزة المنقلب فردت قمر عليها بردٍ لاذع كالعادة ..
وبقلق حقيقي عليه خاصة بعد رؤيته يدخن تسأله :

" بخير ... لكن لا تهرب من الموضوع .. هل هناك مشكلة بينك وبين قمر ؟ "

أشاح حمزة بعينيه بعيدا قائلا بإقتضاب :

" لا شئ مهم ... تعرفين قمر أحيانا تكون متهورة "

هزت دارين رأسها وهى تقول :

" وحينها تتهور أنت ويفسد الموضوع تماما "

يضغط حمزة عينيه بأصابعه بإرهاق واضح فتسأل دارين بقلق :

" ماذا هناك حقا ؟ "

ظل حمزة صامتا قليلا ثم قال بنبرة مهمومة :

" أحبها "

تبتسم دارين وهى ترفع حاجبيها تسأله بتعجب :

" هل هذه هى المشكلة ؟! "

يزفر حمزة بحنق ثم يرد بنبرة مست قلبها :

" أحبها بلا سبب .. هكذا هى جزء من روحي .. أحيانا لا أقصد قسوتي عليها .. وأحيانا أود أن أحطم عنقها بين يديّ .. لا أعرف ما هذا الحب الأسود ؟ "

تفترق شفتا دارين لترد ليسمعا صرخة صغيرة من خلف المنزل .



تقف قمر أمام طاولة بيضاء مستديرة أمامها كرسيين في الحديقة خلف المنزل ..
تحدق بعلبة سجائر وقداحة فضية موضوعة على الطاولة بعينين غائمتين بالتحدي ..
الوضع بالداخل أشبه بحلبة للمبارزة بالشحنات الكارهة .. شحنات بينها وبين حمزة .. بينها وبين شمس .. بينها وبين دارين .. بينها وبين أكمل ..
أما عن الشحنات بين أكمل وحمزة فكادت تحرق الجميع حرقا .
أتى رائد زوجها منذ قليل ودارين تمثل أن الوضع عاديا لكنها تجزم أن هناك شيئا غريبا بينهما خاصة مع تلك النظرة التي رمى بها دارين قبل أن يخرج من التجمع الخانق .
وها هى خرجت مثله من الجو المشحون لتستنشق الهواء ولا زالت تحدق بعلبة السجائر .
تتلفت قمر حولها ثم تمد يدها لتأخذ سيجارة من العلبة ثم تأخذ القداحة لتشعلها بحذر .. تنظر إليها بين اصبعيها ثم تأخذ نفسا صغيرا لتسعل بقوة وهى تبسط يدها على صدرها ووجهها يحمر بشدة .
ينتبه رائد لصوت السعال فينظر خلفه من إحدى الزوايا المظلمة للحديقة بعد أن قادته خطواته الشاردة إلي هنا وهو يتحدث في هاتفه مع والده عن سير العمل ..
يميز الشعر الأحمر والطول الفارع على ضوء المصابيح فيغلق هاتفه يعاود العودة للطاولة .
يقترب رائد منها وهى لا زالت تسعل فتمتد يده يأخذ السيجارة يسألها :

" هل أنتِ بخير ؟ "

تبعد قمر يدها حتى لا يأخذ السيجارة وسعالها يهدأ فتتنفس بعمق وعيناها تدمعان عفويا ثم تستدير تمسح عينيها وبكل عناد تأخذ نفسا أطول من السيجارة لتسعل مجددا .
يستدير رائد أمامها يحاول أخذ السيجارة قائلا بحزم :

" توقفي "

تبعد قمر يدها عنه وهى تطرق برأسها بإنهاك ثم ترفعها لتأخذ نفسا آخر قصيرا وتغمض عينيها تكتم نوبة سعال جديدة فيهز رائد رأسه وهو يأخذ علبة سجائره وقداحته قائلا :

" لا أعرف سـر هذا التهور الذي يجري بدمائكن "

يشعل سيجارة هو الآخر ناظرا إلي قمر وهى تعتاد الأنفاس القصيرة التي تأخذها ليجدها تسأله ساخرة :

" لماذا ؟! .. هل فعلتها دارين من قبل ؟! "

دارين ! .. دارين تفعل كل شئ !!.
ينظر رائد للسماء المظلمة أمامه فتتنقل عيناه بين نجومها القليلة يرد بنبرة عادية :

" لا .. لكن جميعكن متشابهات "

تجلس قمر على حافة الطاولة بأنوثة تأخذ نفسا من السيجارة ثم تقول بعينين تلمعان غرورا :

" أنا ... لا أشبه أحدا "

يطلق رائد سحب دخان سيجارته ثم يلتفت إليها متسائلا بسخرية :

" حقا ؟! "

تميل قمر برأسها فيميل شعرها الأحمر أمامه تقول بنبرة مهلكة بأنوثتها :

" اممم ... أنا القمر "

يعيد رائد بصره للسماء متعجبا من تلك الطفلة المغرورة هامسا بتهكم :

" اممم .. وهى عصف الرياح وثورة البراكين !! "

يبدو أن الغرور يجري في دماء بنات هذه العائلة .. لكن ذات الشعر الأحمر هذه فاقت الجميع !.
تعبس قمر وهى تأخذ نفسا من سيجارتها ثم تسأله بشك :

" ماذا تقول ؟! "

يرد رائد دون النظر إليها :

" لا شئ "

لحظات مرت صامتة والدخان حولهما يتزايد وكل منهما ينظر لاتجاه وأفكاره تدور في اتجاه آخر ..
حتى سألت قمر فجأة :

" هل تحب دارين ؟ "

تصلب جسد رائد وقست عيناه لحظة عابرة قبل أن يعاود إنهاء سيجارته ثم التفت إليها يسأل هو الآخر :

" أنتِ تحبين حمزة ؟ "

لحظات صمتت تتذكر فيها ذكريات كثيرة بينهما ..
وسط تخبط أفكارها الذي تعيشه هذه الفترة تبتسم قمر بسخرية قائلة :

" منذ أن كنت في الثالثة عشر من عمري "

يلاحظ رائد دموع لمعت بعينيها فجأة لكنه يومئ قائلا بلا إهتمام وهو ينظر أمامه مجددا :

" جيد "

تمسح قمر عينها بيدها التي تحمل السيجارة وهى تهز رأسها نفيا ..
لا .. ليس جيدا على الاطلاق .. لا شئ جيد .
تمسح عينها الأخرى فيتساقط رماد السيجارة على ظاهر يدها لتطلق قمر صرخة صغيرة متألمة ..
يلتفت رائد إليها عاقدا حاجبيه ليأخذ منها السيجارة يرميها أرضا ثم يمسك يدها يراها قائلا :

" اهدئي لم تُحرَق يدكِ "

ينفض رائد الرماد عن يدها ودارين تصل إليهما تنظر إليه متسائلة بنبرة خافتة :

" ماذا حدث ؟ .. لماذا كنتِ تصرخين قمر ؟ "

يترك رائد يد قمر ببطء يبحث في عينيّ دارين عن شئٍ ما مجيبا :

" لا شئ "

شيئا لم يجده وهى تنظر لعينيه بكل الثقة بنفسها .. وبه !.
تتصادم عينا قمر مع عينيه بنفس النظرة التي نظر بها إليها يوم العرض ..
يقترب حمزة منها بخطوات جامدة فيرتجف جسدها بقلبٍ هاوٍ وهو يمسك يدها التي أمسكها رائد مطبقا عليها بعنف ينظر إليها ثم يرفع عينيه إلي وجهها يسأل بهدوء مريب :

" ماذا حدث ؟ "

تبتلع قمر ريقها بتوجس ثم ترد :

" لا شئ "

يقترب حمزة منها قليلا فيعقد حاجبيه وهو يشم رائحتها مقررا بنبرة مخيفة :

" كنتِ تشربين سجائر ! "

تتسع عيناه بإشتعال مصدوم بنظرة إجرامية لرائد ويده كادت تحطيم يدها بينما يستقبل رائد نظرته وهو يشرب سيجارته بلا مبالاة ..
حتى تدخلت دارين تقف بينه وبين رائد وهى تمسك يد قمر تحاول سحبها من أمام حمزة قائلة :

" تعالي معي يا قمر "

تحاول دارين تخليص يدها من يد حمزة بتوتر فيلقي رائد سيجارته ثم يقول من خلفها :

" هيا لنذهب "

يتجاوزها ليدخل المنزل يسلم عليهم ذوقيا بينما ظلت دارين ناظرة إلي حمزة وقمر قليلا قبل أن تذهب لتغادر معه .

...........................

يقف رائد في شرفة منزله مستندا على السور بعد أن بدل ثيابه لثياب بيتية مريحة يشرب سيجارة متذكرا تلك النظرة بعينيها ..
عمَ كان يبحث ؟! .. عن غيرة ؟! .. أم نظرة كنظرة عينيّ ليلى حين كانت تراه مع أي أنثى ؟..
كانت نظرة غيورة ضعيفة متهاوية الثقة وهى تشعر أنه سيتركها بأي لحظة ليذهب لأخرى فيظل يؤكد لها أنه ملكها هى ..
لكن نظرة دارين متكاملة الثقة بشكل غريب .. كأن بينها وبين الغيرة حاجزا منيعا .. ولا يعرف من أين أتت بهذه الثقة ؟!.

" ماذا حدث مع قمر .. كيف شربت سجائر ؟ "

ظل رائد صامتا باستفزاز وهى تنتظر جواب سؤالها خلفه حتى أتت لتقف جواره تطلق نفسا متوترا ..
كانت متوترة بحق بل خائفة أن يحمل حمزة لها نقطة سوداء بقلبه دون أن يشعر بعد نظرته لرائد اليوم .. تجزم أنها لو لم تقف بينهما لكانا تشابكا ضاربين بعضهما لما فعلته قمر .
ظلت دارين صامتة ناظرة للسماء المظلمة وهو يشرب السيجارة حتى سألها بنبرة غريبة :

" متى خطب أخاكِ قمر ؟ "

تنظر دارين لجانب وجهه بإستغراب فيضيق رائد عينيه بنظرة متفحصة يسأل مجددا :

" هل تعلمين ماذا تشبه قمر ؟ "

ابتسامة خبيثة تتسلل لشفتيه ناظرا أمامه وهو يجيب نفسه بنبرة رجولية تقييمية بحتة :

" تشبه قطعة الحلوى المغطاة بالكريمة الناعمة الشهية وعلى وجهها حبات الكرز الحمراء المغرية ... تثير غريزة الإلتهام في أي رجل "

انغلقت ملامح دارين لحظات صامتة حتى سألت بهدوء :

" وماذا كانت تشبه ليلى ؟ "

يلتفت إليها رائد بحدة وعيناه تتسعان بنظرة تحذير جادة فتقول دارين بنفس الهدوء :

" احذر لأن حمزة لا يمزح فيما يخص قمر ... وأنت لا تمزح فيما يخص ليلى "
تنفعل ملامحه غضبا وهو يهتف تحذيرا عنيفا :

" بلا غباء على أخر الليل "

ترفع دارين حاجبيها بتعبير محبب ثم تقول بتلاعب :

" بلا غباء يا رائد ... لكن لو علم حمزة بغريزة الإلتهام التي أيقظتها قمر لديك سأضطر أن أرتدي الأسود عليك مبكرا يا حبيبي "

يسمع رائد ' حبيبي ' العابرة لأول مرة من بين شفتيها فينتقل إنفعاله لجسده ليأخذ نفسا طويلا من سيجارته ثم يقول بتمالك أعصابه :

" اللهم طولك يا روح "

ينهي رائد السيجارة بنظرة لملامحها العادية فينغزه شيئا بداخله ليسأل بتهكم :

" أخاكِ يغار لهذه الدرجة !! ... وأنتِ .. ما أخبار الغيرة معكِ ؟ "

تنظر دارين لأظافرها المطلية باللون الأسود لترد بثقة :

" دارين العامري ... لا تغار "

فيتسائل رائد ساخرا :

" هذا ثقة أم غرور ؟! "

تبتسم دارين وهى تناوره بالقول :

" لا هذا ولا ذاك ... ببساطة لأني لا أملك شيئا أغار عليه "

يرتفع أحد حاجبيه وهو يشعل سيجارة أخرى بنظرة خطرة المعاني محدقا بوجهها ..
تراقب دارين تلك النظرة باستمتاع رائق الذهن وهو يسحب نفسا طويلا لتجده يمد لها السيجارة قائلا بوقاحة :

" جربي ... قمر اعتادت عليها من النفس الثالث .. ربما أحبت السيجارة شفتيها .. وبصراحة السيجارة معها حق "

كلما ابتعدت يشدها لمنطقة لا ترغبها .. ولو يعلم كم تغار منها قمر!.
ومقدار ما تبذله من الضغط على طاقة التحمل لديها .
تستعيد دارين واجهتها المسيطرة فتفاجئه بالسؤال :

" أتعرف أن عيناك جميلتان بهذه النظرة ؟! "

يعقد رائد حاجبيه فتعاود دارين السؤال :

" لماذا اصبحت مصدوما هكذا ؟! "

يأخذ نفسا آخر مقاوما ذلك الانفعال داخله ليقول بنبرة سوداء المعاني :

" ألا ترين أننا في مهزلة ؟!! .. هل تعرفين .. قبل الزواج بعدما قلت لكِ أني لن أقربكِ ومع ذلك وجدتكِ مستمرة في هذه المهزلة جعلتني اتسائل عن ... سبب .. حقيقي لترضين بي .... احسبيها معي .. فتاة توافق على زواج لن يلمسها فيه زوجها .. إذن ما الذي جعلها توافق إلا إذا كانت ..... "

تقبض دارين يدها عن صفعه لتقول بأقصى درجات سيطرتها :

" أنا زوجتك ... فلا تهين نفسك أكثر من ذلك "

ينظر رائد إليها بشك متسائلا بنبرة مريبة :

" ماذا تقصدين ؟ "

تمرر دارين يدها في شعرها قائلة بجدية :

" لماذا غضبت هكذا ؟! .. لا اعلم ما فهمته ... لكن تأكد أنني قصدت أني شرفك .. ولم أمس رجولتك بسوء "

ينغزها رائد باصبعيه في كتفها يرد بتحذير :

" أنتِ جريئة أكثر من اللازم "

تبعد دارين يده بحدة نادرة منها لتستدير مغادرة وهى تقول بصوتٍ قاطع :

" حين تتكلم عني هكذا فإنك تطعن نفسك ... وأنت من الأساس ملئ بالطعنات التي تحتاج مداواة .. لذلك توقف عن إهانتنا سويا "

ليته ما وعد والده بشئ .. كلما نظر لوجهها يتذكر ذلك الوعد فـ.. يتوق جسده لحياة ..
ليتذكر بعده كل ما حدث فتملأ نفسه غضبا يصبه عليها .
تدخل دارين غرفتها تجلس على سريرها تتنفس بعمق علها تهدئ الغضب الذي يدفعها نحوه .. والاحتراق بالغيرة .
يحاول التأقلم طوال الأيام السابقة خاصة بعد مكالمة أبيه التي سمعتها بالصدفة وهو يضع هاتفه على المكتب ومكبر الصوت مفتوح يتحدث مع والده وهو يبحث عن أحد الملفات التي طلب منه والده قراءتها له .
فيسأله والده مباشرة إن كان لا يزال يتركها بغرفتها وحدها فيرد رائد ألا يضغط عليه هذه الفترة .
ليقول والده شيئا لا زال يتردد بعقلها إلي الآن

( اسمع يا رائد .. أعرف أنك لن تنس الماضي أبدا .. كنت تلف بها على المستشفيات بحثا عن علاج .. حتى تم علاجها كيميائيا .. لن أنس نظرتك ذلك اليوم وشعرها يتساقط في يدك .. كنت تسقط معه وأنا أعلم .. وبعد أن كدت تفقد حياتك في السجن خرجت خاسرا لكل شئ ... لكن تخيل بعد كل هذا الألم أنك ستعيش حتى سبعين عاما .. هل ستظل كل هذه السنوات في الخسارة والظلام ؟ .. لن أضغط عليك .. لكن على الأقل عدني أنك ستحاول التأقلم ... والحياة من جديد )

وقفت دارين يومها خلف الباب تنتظر رده حتى جاءتها كلمته الخافتة

( أعدك )

ومن بعدها تغير انفعاله عليها وليس ضدها .. يناديها باسمها حانقا ..
لكنه صار يتعامل كزوج .. زوج غاضب ..
أحيانا يغلبه غضبه كاليوم وهى تعلم أن ذكرها لليلى يجعله يجرحها قصدا .. لكنه يفيقه بقوة .
أجمل ما بدر منه كان دخولها لغرفتها ذات يوم لتجد قارورة عطره على كرسي الرسم الخاص بها .
لن تنتظر منه شيئا لفترة طويلة ..
أي إحساس كان يحسه وشعر زوجته يتساقط في يديه وهو يعرف أن النهاية قادمة بأي لحظة ؟..
وحياته .. كيف كاد يفقدها في السجن ؟ .. أللأمر علاقة بالمدية ؟.
اسئلتها زادت منذ تلك المكالمة ولن تطلب إجاباتها الآن ..
ولن تطلب منه حياة وداخله .. ضباب الحزن والمرض والقيد .
لكن ستمشي معه مشوارا لنهاية نفق .. وبعدها فليحدث ما يحدث .

...............

يعتصر حمزة ذراعها عصرا بعد أن تمالك أعصابه أمام عمه حتى عادوا لبيتهما لينفجر غضبه فيها :

" وصل بكِ الأمر أن تقفِ مع رائد زهران تشربِ سجائر ؟! "

تخلص قمر ذراعها منه لتصرخ بانفجار هى الاخرى بعد الكبت الذي عانته الفترة السابقة :

" أنا حرة .. توقف أنت وأختك عن تقويمي كأني طفلة .. السيدة دارين العظيمة تعلمني اليوم درسا في كيفية التعامل مع المشاكل .. تظن نفسها مستشارة اجتماعية "

يصل غضبها لذروته وهى تتذكر حوارها مع دارين اليوم ولم يهمها وهى ترد عليها أن لا تتدخل فيما لا يعنيها فتنسحب دارين بصمت لتشعرها بضآلتها أمامها .
بعد كل الضغط والتفكير الفترة السابقة في بداية جديدة أتتها تشعر أن اليوم هو نهاية شئ ما .
لم تعلم أن حمزة أيضا وصل غضبه لذروته وهو لا يشعر بنفسه الأيام السابقة فيهدر بصوتٍ مرتفع :

" احترمي نفسكِ .. دارين خط أحمر وكل أهلي الذين هم أهلك أنتِ أيضا "

تستدير قمر هائجة المشاعر يرتفع صوتها مختنقا بالحقد :

" تقول لي علينا أن نحتمل بعضنا قليلا حتى نعبر لبر أمان .. لا تعرف كم أحتمل ما تفعله بي .. دائما تظن نفسها على حق .. واحدة يأتيها كل شئ على طبق فضة لكنها لا تفهم شيئا "

تتسع عينا حمزة بذهول وهو يقترب يديرها إليه هاتفا :

" هل جننتِ ؟ .. تغارين من دارين ! "

تنفض قمر يده عنها صائحة بلا اهتمام :

" نعم أغااار .. هى دارين العامري وأنا قمر العامري .. ما المميز بها .. لمَ هذه الهالة التي تضعونها فيها ؟ .. وأنت أيضا مثلها .. لكن لا أحد يشعر بقمر وكأنها هواء .. حتى شمس لم يشعر بها أحد إلا بعد ما حدث لها "

كان يدرك مصدر برودها وأنانيتها .. صامتا مذهولا يشعر بفارق كبير بينهما لم ينتبه إليه قبلا .
وقمر تواصل بنبرة مليئة غلا من أعماق قلبها :

" لكن رغم كل ما تملكه يا حمزة إلا أنك بدوني لا شئ .. ولا تعرف كيف أشعر حين أراك ضعيفا أمامي .. رغم كل ما تفعله بي لكن حبي يجعلك تائها متخبطا .. وتأثيري عليك يشعرني بالانتصار عليكما معا وقلبك تحت قدميّ أنا "

صفعها .. للمرة الثالثة تتلقى كفه كأسواط تلسع روحها ..
لم يشعر ويده تسبقه بكل غضبه وهو يسمع نعته بالضعيف التائه ..
أن تظن أن قلبه تحت قدميها فلتذهب هى وقلبه بلا رجعة .
وبنظرة من عينيه كانت تعلم أنها كتبت نهاية حقيقية هذه المرة قبل أن يغادر البيت بلا كلمة زائدة .
صفعته فتحت أبواب البداية التي تفكر فيها منذ أيام .. بلا دمعة واحدة نزلت من عينيها البارقتين بما تنويه .




مساء اليوم التالي

يدخل حمزة البيت شاعرا برغبة لإنهاء كل شئ .
حين يأتي الحب على الكرامة .. فليذهب الحب للجحيم .
قمر صفحة سيغلقها من حياته اليوم ..
يعترف أنه فشل بعد كل هذا .. لم يفكر يوما أن قمر تغار منهما ..
لكن اليوم بدا الأمر منطقيا جدا وهو يتذكر تعاملها البارد دوما معهما .
لكن حتى بعد أن علم علتها لا يستطيع الاستمرار .. لا يريد .. لم يعد يريد ..
وربما ابتعادها الآن عنه هو إنقاذ لهما معا من المنعطف الناري الذي يدخلانه بالمواجهة الأخيرة .
يخلع سترته الخفيفة وهو يدخل غرفة النوم فلا يجدها هنا أيضا .. لكن عيناه اصطدمت بخزانة ملابسها المفتوحة فيقترب منها ليجدها أمامه خالية .
لا يشعر بأي شئ وهى تعجلت النهاية لتذهب إلي بيت أهلها ..
لكن ورقة صغيرة لمحها على منضدة الزينة جعلت قلبه ينبض حنينا ..
يقترب حمزة متوقعا الكلمة الوحيدة التي كتبتها في الورقة فيلتقطها يقرأ خطها الجميل

( أنت لم تدفع ثمن الصفعة الأولى
لكن هذه المرة ستدفع الثمن مُضاعَفا
ورحيلي هو أول الثمن )

شكا غريبا نشب بداخله فيخرج هاتفه ليتصل برقم عمه حتى أتاه صوته بنبرة عادية :

" كيف حالك يا حمزة .. وكيف حال قمر ؟ "

يصمت حمزة مصدوما حتى قال بصوتٍ متحشرج :

" قمر قالت أنها ستأتي إليكم اليوم ... لكن أنا انشغلت قليلا "

فيرد الحاج سليمان :

" صحيح .. أنتم قلتم ستقضون أيام العيد معنا لكن لم نرى منكم أحد "

ينزل حمزة الهاتف عن أذنه يغلقه وعيناه تشتعلان بكل ما كان بينهما من جحيم .


تجلس شمس على الأريكة السوداء في البهو تطالع حاسوبها وبعض القلق يساورها بعد مكالمة حمزة منذ قليل التي لا تعرف لها سببا .
تكتب بعض الملاحظات ثم تضع القلم لتنظر ليدها التي كانت في يده بالأمس .. موضع شفتيه تحفظه ذاكرتها رغما عنها ..
وكل اهتمامه بها أمام أهلها .. ابتساماته لعينيها .. كان مختلفا .. وكانت مختلفة .. وتتلقى كل ما يمنحه باختلاف .
تنتفض شمس فجأة على صوت الطرقات العالية على باب المنزل وهى تميز صوتا مألوفا فتركض نحو الباب تفتحه ..
ليندفع حمزة بهيئته الشيطانية هادرا :

" أكمل يا فاااايد "






انتهى
لا حرمني الله منكم
اسألكم الدعاء له بالرحمة

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 31-07-18, 12:49 AM   #1243

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

أنا قعدالك 😒لازمن اشوف أكمل هيهبب ايه

م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-18, 01:04 AM   #1244

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 94 ( الأعضاء 52 والزوار 42)
‏sandynor, ‏بنت ابووووووها, ‏م ام زياد, ‏غرام العيون, ‏محمد ثابت, ‏مليكة النجوم, ‏طوطه, ‏نرجس20, ‏Rasha kazem, ‏ghanyarji, ‏jojolove95, ‏نور كان بيروت, ‏rontii+, ‏شاكرة, ‏رهف أوس, ‏Alice laith, ‏ريتال مصطفي, ‏سحرمجدي, ‏Abrakhom, ‏أسـتـر, ‏bas bas, ‏الرسول قدوتى, ‏noof11, ‏شارده #, ‏mlak993, ‏الميزان, ‏mira maram, ‏azizakahraman, ‏NH_1927+, ‏فديت الشامة, ‏لمار الحلوة, ‏zahra0, ‏هبه صلاح, ‏veronica lodge, ‏donia dody, ‏ام معتوق, ‏نور المعز, ‏أم الريان, ‏نفين اسليم, ‏مون شدو, ‏aa elkordi, ‏الذهب, ‏Mony1, ‏Sun se, ‏rashid07, ‏مشاعل 1991, ‏princess of romance, ‏MerasNihal, ‏samam1, ‏awttare, ‏Nesrine Nin


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 31-07-18, 01:10 AM   #1245

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻵﻥ : 112 ‏( ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ 66 ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺭ 46 ‏)
sandynor , NH_1927 ,+ ﻧﻮﻑ ﻛﺮﺳﺒﻲ , ﻻﺍﺭ , ﺭﻳﺘﺎﻝ ﻣﺼﻄﻔﻲ , ﺭﻫﻒ ﺃﻭﺱ , ﺍﻟﺬﻫﺐ ,
wiamrima , ﻃﻮﻃﻪ , ﺍﻡ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﻋﺒﻪ , ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻗﺪﻭﺗﻰ , ﻧﻮﺭ ﻧﻮﺭﺳﻴﻦ , bobosty2005 ,
GAZALH , ﻧﺪﺍﺀ 1 , Rasha kazem , ,+rontii ﺭﻭﺩﻳﻨﺎ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ , jojo123456 , ﺷﻴﻤﺎﺀ ﻋﺒﺪﻩ , ﻏﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ , meroo werfle , ﺭﺑﺎﺏ ﺑﺪﺭ , ﺳﺤﺮﻣﺠﺪﻱ , amana 98 , princess of romance ,
ﺳﻤﻴﺮﺓ ﺍﺣﻤﺪ , ﻗﻠﺐ ﺣﺮ , rasha moner , Sun se , ﺃﺳـﺘـﺮ , ﻧﻮﺭ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﺮﻭﺕ , ﺭﻳﻤﺎ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ , ﻡ ﺍﻡ ﺯﻳﺎﺩ , ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ , ﺑﻨﺖ ﺍﺑﻮﻭﻭﻭﻭﻭﻫﺎ , k_meri , ﺷﺎﻛﺮﺓ , ﻣﺤﻤﺪ ﺛﺎﺑﺖ , ﻧﺮﺟﺲ 20 , ghanyarji ,
jojolove95 , Alice laith , Abrakhom , bas bas , noof11 , ﺷﺎﺭﺩﻩ # , mlak993 ,
ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ , mira maram , azizakahraman , ﻓﺪﻳﺖ ﺍﻟﺸﺎﻣﺔ , ﻟﻤﺎﺭ ﺍﻟﺤﻠﻮﺓ , zahra0 , ﻫﺒﻪ ﺻﻼﺡ ,
veronica lodge , donia dody , ﺍﻡ ﻣﻌﺘﻮﻕ , ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺰ , ﺃﻡ ﺍﻟﺮﻳﺎﻥ , ﻧﻔﻴﻦ ﺍﺳﻠﻴﻢ , ﻣﻮﻥ ﺷﺪﻭ , aa elkordi , Mony1 , rashid0


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 31-07-18, 01:31 AM   #1246

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻵﻥ : 122 ‏( ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ 75 ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺭ 47 ‏)
sandynor , Betos , fatmeh , mira maram , Asya Tulyda , ﺫﻫﺐ , aa elkordi ,
dodoalbdol , Nesrine Nina ,+ ﺷﻴﻤﺎﺀ ﻋﺒﺪﻩ , jojolove95 , jadayal , bas bas ,
Ghufrank , ﻏﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ , donia dody , ﻋﺒﻴﺮ ﺳﻌﺪ ﺍﻡ ﺍﺣﻤﺪ , ﺭﻫﻒ ﺃﻭﺱ , veronica lodge ,
ﻣﺎﺭﻳﻨﺎ ﺟﻤﺎﻝ , ﻟﻤﺎﺭ ﺍﻟﺤﻠﻮﺓ , abirAbirou , noof11 , Malak a , ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ , SOL@RA , ﺍﻡ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﻋﺒﻪ , NH_1927 ,+ ﻧﻮﻑ ﻛﺮﺳﺒﻲ , ﻻﺍﺭ , ﺭﻳﺘﺎﻝ ﻣﺼﻄﻔﻲ , ﺍﻟﺬﻫﺐ , wiamrima , ﻃﻮﻃﻪ , ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻗﺪﻭﺗﻰ , ﻧﻮﺭ ﻧﻮﺭﺳﻴﻦ , bobosty2005 , GAZALH , ﻧﺪﺍﺀ 1 , Rasha kazem , ,+rontii ﺭﻭﺩﻳﻨﺎ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ , jojo123456 , meroo werfle , ﺭﺑﺎﺏ ﺑﺪﺭ , ﺳﺤﺮﻣﺠﺪﻱ , amana 98 , princess of romance , ﺳﻤﻴﺮﺓ ﺍﺣﻤﺪ , ﻗﻠﺐ ﺣﺮ , rasha moner , Sun se , ﺃﺳـﺘـﺮ , ﻧﻮﺭ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﺮﻭﺕ , ﺭﻳﻤﺎ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ , ﻡ ﺍﻡ ﺯﻳﺎﺩ , ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ , ﺑﻨﺖ ﺍﺑﻮﻭﻭﻭﻭﻭﻫﺎ , k_meri , ﺷﺎﻛﺮﺓ , ﻣﺤﻤﺪ ﺛﺎﺑﺖ , ﻧﺮﺟﺲ 20 ,
Alice laith , Abrakhom , ﺷﺎﺭﺩﻩ # , mlak993 , azizakahraman , ﻓﺪﻳﺖ ﺍﻟﺸﺎﻣﺔ ,
zahra0 , ﻫﺒﻪ ﺻﻼﺡ , ﺍﻡ ﻣﻌﺘﻮﻕ , ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺰ , ﺃﻡ ﺍﻟﺮﻳﺎﻥ , ﻧﻔﻴﻦ ﺍﺳﻠﻴﻢ


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 31-07-18, 01:54 AM   #1247

NH_1927

? العضوٌ??? » 412984
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 127
?  نُقآطِيْ » NH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond repute
افتراضي

البقاء لله يا ساندى..ربنا يصبركم يآرب..ربنا يسكنه فسيح جناته يآرب
الفصل طبعاً كالعاده ابداع رائع و تميّز منفرد❤❤
صراحه كرهت اكمل (و مش هدلعه عشان مش يستاهل)..انا قلت بيغمز و بيشرب تمام ربنا هيهديه...لكن خيانه😭😭😭
كلهم مصطفى ابو حجر😒😒
انا دلوقتى بحب حمزة(بما أنه هينفصل عن الست ضلمه😁😁)...
قمر بجحه بجاحه 😒😒
و تستاهل القلم...و اوعى تفتكرى عشان هتمشى هيقعد يعيط و يريّلك...لا يا ماما فوقى...انتِ من غيره ناثينج😂😂😂
رائد...العب يلا😂😂😂...واضح انك سُهنه و هتعذبنا معاك...بس الحمد لله أنه بيتفاعل معاها عالاقل...يلا شدّ حيلك يا ابو منه😂😂❤
دارين...واثق الخُطى يمشى زى دارين كده😌💙..حُب الحُب..الواثقه بزياده...يارررربى بحبهاااا😭💙🌼...بس فعلا شخصيتها قويه جدا ❤..صعب على واحده انها مش تبيّن غيرتها أو مشاعرها...شابووه 👏👏👏👏👏
شمس..بُصى بقى انا كنتُ بقولك قربى لكن دلوقتى ابعدى..افرحى..اطرحى...هيييه هيييه 😂😂
نرجع لموضوعنا😌
الصراحه شمس سلبيه جدا يعنى من واجبك حتى كإنسانه انك لمّا تشوفى جوزك بيشرب أو بيعمل اى نيله...تنصحيه مرة و اتنين...و لا و هو مش سمع الكلام..سبيه زى كلب اللولو😒😒
و برضه اكمل عرة مش هختلف..لان القوى قوى من جواه مش بيستسلم عشان ظروف أو غيره..و صراحه انا شايفه أنه ضعيف من جوا...ايه ضااه انا كرهتتتتتتته😭😭😭
تسلم ايدك يا حُب عالبارت 💙💙
ربنا يصبرك يا حُب يارب❤


NH_1927 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-18, 03:00 AM   #1248

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

رحم الله فقيدكم والله يصبركم ساندي وجعل الجنة مثواه
فصل بجنن كل مرة بتبهريني بكمية المشاعر للابطال وصفك لهم تسلم ايدك حبي
قمر زوتها كتير انسانة مابتحس كلامها زي السم يخرب بيتها قلب مين يختي الي يركع تحت قدمك غووووري مع سلامة اصلاً ماتستاهلي حمزاوي
اكمل كل مرة يثبت شهامته وشموسة بلشت تميل يلا بقى شوي والمزة توقع بالحب والمزز يكيف


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-18, 03:06 AM   #1249

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺎﻫﺪﻭﻥ ﻣﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻵﻥ : 68 ‏( ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ 47 ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺭ 21 ‏)
sandynor , Nevoooo , ﻣﻴﻴﻴﻴﺞ , ﺣﻼ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ , ﺍﻟﺬﻫﺐ , ﻣﻲ ﻓﺆﺍﺩ , ﻟﻮﻭﻣﺎﺭﺍ , Ghufrank , sira sira , aya taha , ﻫﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺠﺪ , Betos , ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻗﺪﻭﺗﻰ , rasha moner , ﺍﻟﺤﺎﺀﺭﺓ , ﺑﻴﻠﺴﺂﻥ ,
Khawla s , ﺯﻣﻮﺭﺩﺓ , Sun se , mira maram , nadahosney , Mrham , ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺰ , ﺍﻡ ﻋﺒﺪﺍﻟﺴﻤﻴﻊ , Hagora Ahmed , marwaeman , Agadeer , Asya Tulyda , ﻣﺎﺭﻳﻨﺎ ﺟﻤﺎﻝ ,
shoagh , ﻟﻤﻌﺔ ﻓﻜﺮ , métallurgier , ﺇﻟﻴﻦ 1988 , ﺍﻡ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ 1989 , ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺍﻟﺨﺠﻮﻝ , ﻫﻨﺪ 3 ,
ﺭﺳﻮﻭ 1435 , ﻏﻨﻰ ﻣﺤﻤﺪ , Time Out , aa elkordi , fatmeh , ﺫﻫﺐ , jojolove95 , jadayal ,
bas bas


الثانية صباحا


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 31-07-18, 03:26 AM   #1250

Mrham

? العضوٌ??? » 406165
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 281
?  نُقآطِيْ » Mrham is on a distinguished road
افتراضي

البقاء لله يا ساندى ربنا يصبركم حبيبتى
ساندى انك تنزلى الفصل فى الظروف الى انتى فيها مش عادى ابدا شكرا انك بالقوة دى
الفصل اقل ما يقال عنه انه رائع ابدعتى فى مشهد اكمل وشمس بعد اكمل عن شمس كبرو فى عينى جدا
اكمل راجل عايز يكون جمبها وتكون ليه وهى سليمة النفسية والمشاعر مش عايزتقارب جسدى يفرغ فيه الى جواه وبس وهنا الفرق بين الرجل والذكر
وجدان مش مرتحالها خالص
حاله شمس انها بتضحى علشان تعيش دور الضحيةلانها بتحس بالامان فى الخانه دى هى خايفة تحس انها ظالمه زيهم
دارين مقاتله شرسة لسهنفسها طويل مع رائد وده الى بيميزهاانها عايزة توصل لقلبه بعد ماتكون قدرت تشفى جراح روحه
قمر سفلة وسهلة ومبحبهاش بكرها ظيماانانيه مش بتفكر غير فى نفسها الغيرةوالحقد ملو قلبها لدرجةانى بتخيلها مشوهة اتمنى انها تتعذب وتتبهدل


Mrham غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:35 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.