27-08-18, 11:12 PM | #1401 | ||||
مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات
| مساء الأنوار ورائحة الأزهار وأخيرا اليوم راح نعرف شو صار مع أكمل منووووووووووووووووووورة حبيبتي ساندي أنتظر الفصل على ناااااااااااااااااااااااا اار | ||||
28-08-18, 12:01 AM | #1402 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| الفصل السادس والعشرون لم يخطر بباله يوما أن يكون بهذا الانهزام حتى في أصعب لحظات حياته .. أن تكون كل رغبته رؤية مَن تملكت قلبه بعد سنوات .. يقاوم أكمل الضباب الذي يحيط به بكل ما تبقى من قوة واهنة .. الخدر يسري بجسده إثر آلام عضلاته .. وتلك البرودة التي جمدت يده المجروحة رغم نزيفها الذي لم يتوقف إلي الآن .. يفتح عينيه الغارقتين بالدماء من جرح رأسه بضعف وأنفاسه تتباطأ كدقات قلبه وهو يحاول النهوض فيتثاقل جسده المنهك ليقع على الطريق مجددا .. يمد أكمل يده اليسرى يحاول الوصول لهاتفه بجيب سترته حتى أخرجه ليطلب رقما ربما لن ينقذه لكنه يحتاج أن يسمع صوتها قبل أن يفقد وعيه .. يرن الهاتف ببطء وملامحه تزداد تألما محاولا الصمود حتى يُفتَح الخط .. بعد لحظات تدق على ألمه أتاه صوتها بنبرتها المتحفظة فينعقد حاجباه باختلاجة قلبه المُعتصَر ليناديها همسا ضعيفا : " شمس " تصمت شمس لحظات استغرابا ثم تقول : " صوتك بعيد جدا لا أسمعك " لم يرد وأنفاسه تخرج بصعوبة فيسمع صوتها قلقا : " أكمل .. هل تسمعني ؟ .. أين أنت ؟ .. أكمل " شبه ابتسامة تتحرك بها شفتاه وهو يسمع اسمه عفويا بصوتها القلق وهو لا يرد فيأتيه صوتها مجددا : " أكمل رد عليّ ما بك ؟ " يزداد جرح رأسه نغزا فيهمس بصوتٍ شديد التألم : " شمس .. أنا .... " ينقطع صوته فتقف شمس تهتف بخوف وهى تتخيل ما يمكن أن يكون حدث له : " أكمل ما بك ؟ .. أخبرني أين أنت ؟ " يغمض أكمل عينيه على الظلام وصوت صفير بعد منتصف الليل قائلا : " في شارع (.... .....) ... " تدخل شمس غرفتها لترتدي ثيابها مسرعة كيفما اتفق وهى تقول بلهفة : " أعرفه .. ثوان وأكون عندك لكن ابق معي على الهاتف .. أكمل هل تسمعني ماذا حدث لك ؟ " لم يصلها منه رد ولم تدرك أن دموعها لمعت بعينيها وهى تأخذ حقيبتها وتخرج من المنزل للطريق العام .. توقف سيارة أجرة وهى تدعو الله أن تقف لها في هذا الوقت المتأخر وحمدت ربها أن توقفت لها السيارة بالفعل فتركب سريعا لتخبر السائق اسم الشارع القريب من المنزل . يلهج لسانها بالدعاء وهى تشعر بقدوم مصيبة والسيارة تدخل الشارع فتلمح سيارة أكمل السوداء على بعد قريب فتأمر السائق بالتوقف جوارها وتترجل مسرعة تركض نحو السيارة تبحث عنه . تتسع عيناها برعب وهى تنظر لجسده الملقى على الطريق حول رأسه خيوط من الدماء فتتجه إليه تسقط على ركبتيها لترفعه من كتفيه على ذراعها وصدمة ملامحه المغطاة بالدماء تشل تفكيرها وهى تهتف بهلع : " أكمل .. أكمل مَن فعل هذا بك ؟ .. أكمل هل تسمعني ؟ " يتابع سائق سيارة الأجرة ما يحدث فينزل من السيارة متجها إليهما متسائلا : " هل أطلب سيارة إسعاف ؟ " تحتضن شمس جسد أكمل الهامد لصدرها تقول بخوف : " لا أعرف لا أعرف ماذا أفعل ؟ .. ساعدني أرجوك " يشفق الرجل عليها قائلا بعد لحظات تفكير : " مؤكد سيارة الإسعاف ستأتي بعد فترة طويلة .. ساعديني ننقله للسيارة ونذهب لأقرب مشفى " تومئ شمس بقلة حيلة وجسدها كله يرتعش مخطوفة الأنفاس وصدر قميصها ملطخا بدمائه يخيفها .. تساعد الرجل في نقل أكمل للمقعد الخلفي في سيارة الأجرة ثم تلتف حولها لتجلس جواره وهى لا تشعر بجسدها المفكك .. تضع يدها على خده تناديه بخفوت ودموعها تسيل ببطء وهى تخرج منديلا من حقيبتها تحاول مسح الدماء عن وجهه فتزداد دموعها بشهقة خوف خرجت من أعماق صدرها .. يراقبها السائق في المرآة فيمسك بمنشفة صفراء وزجاجة مياه صغيرة بجواره يمدها لها قائلا بتعاطف : " بللي المنشفة بالماء وامسحي الدماء عن وجهه .. لا تقلقي إنه يتنفس وسيكون بخير " يتنفس .. يتنفس .. هل هذا أقصى ما يفعله الآن بعد كل السيطرة التي يملكها ؟.. ' أكمل الفايد ' جوارها لا يتحرك بعد الطاقة التي كانت تشع منه اليوم وانفعاله الجسدي الذي شعرته بروحها قبل جسدها .. ينعصر قلبها بقبضة مؤلمة وهى تتمنى لو يفتح عينيه الساحرتين الآن .. عيناه ذات أمواج المحيط العاتية دوما .. الحنونة دوما . تبلل شمس المنشفة بالماء ثم تعصرها وتمسح بها الدماء الجافة عن وجهه هامسة وهى تقترب منه : " أكمل هل تسمعني ؟ .. افتح عينيك أرجوك ... أحتاج إليك " دموعها الحارة تسيل حارقة على قلبها وهى تعترف للمرة الأولى أنها تحتاج إليه .. منذ دخوله حياتها حتى اللحظة وهو يمنحها بلا مقابل .. عرفته قسرا وتزوجته إجبارا .. واليوم تبكي لأجله اختيارا . تبلل شمس المنشفة مجددا وتمسح بها وجهه برفق فتنتبه لجرح رأسه وقد تجمدت عليه الدماء فتعض على شفتها بقوة تحاول تهدئة نفسها لتفكر .. تتغضن ملامح أكمل ألما وهى لا زالت تمسح وجهه بالماء ثم ينعقد حاجباه ببطء لتنفتح عيناه بضعف شديد فيضئ قلب شمس هاتفة : " أكمل هل تسمعني ؟ .. سنذهب للمشفى .. ستكون بخير " يحاول أكمل تمييز ما يحدث حوله ورأسه يضج بالألم حتى كررت شمس قولها فيهمس بانهاك : " أنتِ .. السبب " تيبس لسان شمس عن النطق حتى كونت أحرف متسائلة : " أنا ؟ " من بين الضعف والتعب وأنين الروح تلمح عيناه النصف مغلقتين دموعها لأجله فتتحرك شفتاه بصوت بالكاد سمعته : " لا تبكي " تنغلق عيناه مجددا فتطرق شمس برأسها تنظر ليدها التي تتشبث بيده اليسرى بلا وعي وقد انقلب كيانها كله رأسا على عقب . خرج الطبيب من الغرفة فتتجه إليه شمس متسائلة بعينيها لا تقوى على تحريك شفتيها الجافتين بالكلمات .. ينظر الطبيب لحالتها المزرية والدماء على قميصها فيقول بنبرة عملية : " لا تقلقي أجرينا اللازم ... لم ينزف كثيرا لحسن الحظ وتم تقطيب جرح رأسه ويده لكن جرح يده سيظل لفترة ويترك أثرا لأنه شديد العمق ويُفضَل أن يظل مربوطا حتى لا يتعرض لتلوث .. وجدنا بعض الكدمات بجسده ستزول مع الوقت وتأكدنا أنه لا يوجد نزيف داخلي لكن تجمع دموي إثر الضربة التي تلقاها على رأسه لا خطورة منه وسيُصرَف بالأدوية " تومئ شمس بارتعاش وهى لم تتمالك أعصابها بعد ولا تعرف كيف استطاعت التصرف وحدها وهى لم تفعلها من قبل .. لولا ذلك السائق الشهم لكان أكمل ظل طويلا حتى استطاعت التصرف هى والأقرب أنها كانت ستتصل بحمزة أو عمها كامل فهما الأسرع من والدها في مواقف كهذه بسبب كبر سنه . تحاول التنفس بانتظام وهى تسأل الطبيب بخفوت : " هل يمكنني أن أظل معه الليلة ؟ " يرد الطبيب بنفس النبرة : " مؤكد .. المشفى تسمح بمرافق واحد وهو سيخرج غدا بكل الأحوال .. هو نائم الآن لكن أردت أن أخبركِ أن الشرطة ستأتي لتحقق في الأمر غدا لتعرف إن كان حادث سرقة أم ماذا ؟ " ترد شمس وهى تعقد حاجبيها بلا فهم : " شرطة ؟! ... أنا لا أعرف .. لكن هو مؤكد يعرف ماذا سيفعل حين يستيقظ ؟ " يرميها الطبيب بنظرة مستخفة لجهلها قبل أن يغادر فتتلقاها شمس بإحساس بغضها لكل الرجال .. لحظات وتخرج الممرضة التي استقبلتهم من الغرفة فترميها بنفس النظرة ليعلو إحساس شمس بالإهانة وتعاودها رغبة البكاء .. ليس ذنبها إن كانت تجهل كيف تتصرف حين تدخل مشفى فاستقبلتها هذه الممرضة بجفاء وهى تتخبط في الإجراءات .. تماما كما حدث في المطار لكنه كان معها يحتوي تخبطها وينهي لها كل شئ .. واليوم كانت تائهة بدونه كما هى في عمرها كله في بيت والدها . دخلت شمس الغرفة تقع عيناها عليه نائما على السرير ملامحه متعبة شاحبة وجروحه مغطاة بالضماد الأبيض . قال أنها السبب .. فأي شئ تسببت به ليكون مُلقَى أمامها هكذا بهذا الإرهاق و.. الوسامة .. حتى مع تلك الكدمة بفكه ! . تقترب شمس من السرير تدقق بملامحه بوجل .. خطوط جبينه العرضية ثم حاجبيه الكثيفين فأنفه المتكبر .. لشفتيه الحارتين .. تبتلع ريقها وهى تتذكر قبلاته اليوم .. لا تمسها برودة أبداً .. دائما حارة مشتعلة .. دائما مختلفة عما مرت به .. كأنه فرق ثقافات وفرق طرق لرجل يستمتع فقط .. ورجل يُمتِع قبل أن يستمتع .. رجل يأخذ فقط .. ورجل يمنح كل شئ قبل أن يأخذ فيشعل التوق له بقبلة .. لكنها لا تنسى أنه أجبرها يوما على الزواج به فوضعته في دائرة بغض الرجال جميعا .. وليس سهلا أن تخرجه من هذه الدائرة خاصة انه كان مع .. أختها . ولن تنسى سؤال موظفة الاستقبال الساخر بالمشفى الليلة والذي أصاب ما أصاب بها ' هل أنتِ متأكدة أنكِ زوجته ؟! .. واضح أنكِ لا تعرفين شيئا عنه ! ' حين سألتها عن فصيلة دمه فكان الجواب لا أعرف .. عن تاريخه الصحي فكان الجواب لا أعرف .. عن إصابته بأحد الأمراض فكان الجواب لا أعرف .. ولماذا تعرف ؟! .. ألم يربيها ' سليمان العامري ' على ألا تعرف ؟!.. أن تظل كالقطة مغمضة الأعين أفضل . تتنهد شمس بإرهاق وهى تشعر أنها منذ غياب قمر وهى تأخذ مكانها وأفكارها .. تُرى أين ذهبت أختها الصغيرة الحمقاء ؟. يتحرك رأس أكمل للجانب الآخر متألم الملامح وهو يرفع يده اليمنى قليلا ثم يخفضها على السرير مجددا . تنظر شمس للحلقة الفضية في يده اليسرى فتبتسم رغما عنها وهى تنظر لخاتمها هى الأخرى .. رمزهما الخاص .. خاتم يحمل اسمه بيدها وآخر يحمل اسمها بيده . تستدير لتتجه لكرسي مجاور فتجلس عليه ثم تخرج هاتفه الذي أخذته من جواره على الطريق من حقيبتها لتنظر لسجل المكالمات به .. لم يتصل بسواها وقت الحادث .. فكر فيها هى فقط . تعيد الهاتف للحقيبة وهى تفكر إن كان الحادث سرقة فكيف ظلت السيارة والهاتف ؟!. تنتبه شمس لمفاتيحه ومحفظته الموضوعة جوار السرير فتنهض مرة أخرى لتأخذهم فتضع المفاتيح بحقيبتها ثم تتبعه بالمحفظة لكن ما إن أدخلتها حتى لمحت ألوانا لصورة تخطف عينيها بها .. تخرج المحفظة مجددا لتفتحها ببطء فتصطدم عيناها بصورتها هى .. صورتها بفستان الزفاف .. ورهبة جميلة الهوى تطرق باب روحها وهى تعيد عينيها إليه .. وقد عانقت دقات قلبها السماء . ........ | |||||||
28-08-18, 12:06 AM | #1403 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| ينتظر رائد رنين الهاتف وهو يقف أمام أحد نوافذ البيت ليأتيه صوت والده فيسأله باهتمام : " كيف حالك اليوم أبي ؟ " يرد زهران وهو يبتسم مرتاحا في المنتجع الذي يقضي فيه هذه الفترة بعد عودته من الحج : " بخير رائد كيف حالك أنت ودارين ؟ " يسمع جرس الباب فينتبه لدارين وهى تتجه لتفتحه وهو يرد على والده : " بخير .. ما أخبار العلاج .. متى ستعود ؟ .. أريد أن آتي لأراك .. أنت لا تطلعني على أي شئ وطالت غيبتك كثيرا " يعقد رائد حاجبيه وهو ينظر للرجل الذي دخل مبتسما فاستقبلته دارين بتوتر غريب عليها ووالده يهتف : " لا لا تأتي .. لا ينقصني هنا انفعال .. يكفي أنك تتصل بي كل يوم " يركز رائد مع والده ومع حديث دارين مع الرجل وهى ترحب به بتحفظ فيرد على الهاتف ساخرا : " هل أصبحت سيئا لهذه الدرجة ؟! .. أشعر أني خطر على صحتك " يضحك زهران شاعرا بتغير نبرة ولده وهدوء الغضب الذي يسكنه يرد عليه : " اهتم أنت بدارين والعمل ولا تقلق عليّ .. أنا في أفضل حال " ينهي رائد اتصاله ثم يقترب قليلا ليسمع صوت الرجل أوضح قائلا لها : " اعلم أنكِ طلبتِ هشام لكنه مسافر " تتقدمه دارين وهى تقول بتحفظ جاد واثق : " أنت وهشام واحد يا منير .. لا مشكلة " غافلا عن وجود رائد يرد منير وهو يبتسم بتسامح : " لا مشكلة حقا دارين .. أنا رجل صعيدي أعرف الأصول .. والأصول تقول أن أباركِ لكِ وأتمنى لكِ كل السعادة أيضا " تلتفت دارين له مبتسمة بذلك التحفظ تقول : " شكرا منير " يتقدم رائد منهما يسمع سؤاله : " أين هى الغرفة ؟ " تجيبه دارين وهى تشير بيدها متجهة للأريكة العريضة في البهو : " اجلس قليلا لتشرب شيئا أولا " يصل رائد إليهما فتظلم ملامح منير رغما عنه وهو ينظر إليه مخفيا كل مشاعره ودارين توضح : " المهندس منير صاحب شركة الديكور وصديق حمزة .. كنت أنا وأخوه هشام زملاء في الكلية أيضا " يصافحه منير مبتسما بذوق قائلا بجدية : " أهلا سيد رائد .. تشرفت بمعرفتك " تبسط دارين يدها بلباقة قائلة بابتسامتها الواثقة : " تفضل " يستشعر رائد توترا ملحوظا مفكرا فيما سمعه وملامحه تتخذ قناعا صخريا يابسا وهو يدرك أن هناك شيئا لا يعلمه بينما يسمع منير يقول بجديته : " لا .. ورائي أعمال كثيرة معطلة منذ سفر هشام .. اخدميني وأريني الغرفة لأذهب " تستدير دارين نحو غرفة البيانو تقول : " حسنا تعال " ينسحب منير خلفها فتتقدم قدما رائد رغم جموده نحو الغرفة يقف عند بابها ومنير يسأل بتركيز وهو ينظر لما حوله : " ماذا تريدين أن تفعلِ ؟ " ترد دارين بثقة خيالها بما تنويه وهى تشير بيديها لكل ما تقول : " أريد لونا جديدا لطلاء الجدران .. وهذا الجدار أريد أن أزيله تماما ويكون مكانه زجاج .. وفي هذا الجزء من الحديقة أريد سقيفة خشبية من الأرابيسك مغطاة بزهور وردية بحيث أراها من هنا " يبتسم منير ملتفتا إليها تغشى عينيه نظرة تأثر بحيويتها ثم يخفض بصره سريعا وينظر بخبرته للجدار الذي تريد إزالته قائلا بتفكير : " هذا الجدار به أحد أعمدة البيت دارين .. لن نستطع إزالته كاملا لكن يمكن أن نفعل شيئا آخر " يكتف رائد ذراعيه رافعا أحد حاجبيه وهما يعبثان أمامه في بيته ! .. ومنير يقترب من الجدار يقول فكرته مشيرا لما سيفعله : " يمكننا تقسيمه بزجاج كما تريدين ... وإحاطة العمود بطبقة جرانيت بها أضواء ملونة .. وإذا أردتِ يكون الزجاج ملونا بلون يناسب لون الجدران الجديد بحيث يعكس الشمس للداخل بألوان الطيف .. ما رأيكِ ؟ " تقف دارين بجوار البيانو متخيلة المنظر ثم تقول بتمعن شارد : " جيد " يسألها منير دون النظر إليها وهو يتفحص الجدار ومساحته : " هل سترسمين هنا ؟ " تضيق عينا رائد بتحفز جسده المفاجئ بلا سبب وهو يسمع صوتها عاد لتحفظه : " نعم " يستدير منير قائلا بنبرة عادية وهو ينظر للبيانو احتراما متجنبا النظر إليها : " حسنا سأريكِ اللون الذي سنطلي به الجدران وأرسل لكِ تصميم لهذا الجدار .. سقيفة الأرابيسك أمرها سهل في النهاية " تومئ دارين برأسها وهو يقول متجها لباب الغرفة : " حسنا سأغادر وسنكون على اتصال بإذن الله " يخرج منير فيجد رائد أمامه ليصافحه مودعا باحترام ثم يغادر بملامح واجمة جاهد أن يخفها. تعود دارين للغرفة فيمسك رائد مرفقها لينعقد حاجباه متسائلا بنبرة تحذيرية : " ماذا يعني أنه يعرف الأصول ويجب أن يبارك لكِ .. وأنكِ طلبتِ أخيه ولم تطلبيه هو ؟ " أعصابها هادئة وقد زال التوتر وشعلة بهجة تنير بقلبها .. تنظر لصدره وقميصه البني مفتوحة نصف أزراره بفوضى كعادته فتسأله بهدوء بعيدا عن سؤاله : " ألم تسمح لي بتغيير ديكور هذه الغرفة لأرسم فيها بعد الآن ؟ " ينظر رائد لعينيها فيضغط على مرفقها أكثر قائلا بأمر حقيقي : " أجيبي على سؤالي " ابتسمت دارين فاستفزت أعصابه وهى تقترب منه فيملأ عطرها الناعم رئتيه مع أنفاسه قائلة بعذوبة نبرتها : " طلبت هشام لأنه كان زميلي لكنه مسافر فجاء منير .. عامة هما الاثنان يعرفهما حمزة وأبي جيدا " انفعل رائد لا يحتمل مناورة فيقول بسخط وقبضته تشتد على مرفقها : " ليس لي علاقة بأخيكِ وأبيكِ وزميلكِ .. أنا سألت سؤال تجيبِ عليه " نظرت دارين إليه لحظات قبل أن تعطيه جوابها بجدية وهى تعلم أنه سيغضب : " منير تقدم للزواج بي من قبل وأنا رفضت ولذلك طلبت هشام لأنهما جهزا ديكور منزل حمزة وأثق في عملهما .. الموضوع انتهى وكما رأيت هو لم يرفع عينيه لي لأنه يعرف الأصول كما قال " تضيق عينا رائد بحدة تحمل لمحة خطورة بملامحه الخشنة الجبلية .. بسمرة شمسه الجامعة بين الحضارة والهمجية ترى الغضب يتصاعد وهو يقول تلميحا : " تحضرين لي رجلا تقدم للزواج بكِ إلي هنا وتقولين لي لم يرفع عينيه لي " تجاهلت دارين غضب عينيه وهى تقول بهدوء : " لم أقصد هذا رائد .. أنا كلمت الشركة وطلبت هشام " نفض رائد مرفقها بقوة هاتفا بعصبية : " بلا هشام بلا ... .. أنا اخطأت حين غيرت تعاملي معكِ " مالت دارين لحظة متفاجئة لتعتدل ناظرة إليه بغموضها الواثق .. نظرة تخترقه بتساؤل يوقفه أمام مرآة روحه التي تتبدل بوجودها .. بملامحها التي تجمع حُسن الصبايا وجمال الأنوثة ودهاء النساء .. كانت تبحر داخل طوفانه الثائر وهو لا يستطيع ردعها .. غاضبا من نفسه وشعوره بذنبه نحو ليلى يمزق قلب الماضي به .. ووعده لوالده الذي يحاول الوفاء به فيغير معاملته لها بقدر ما يستطيع حتى لا يظلمها .. أنفاسه المحملة برائحة الدخان القاسي ترتفع بها عضلات صدره .. لتنخفض بعطر حاد جديد لم يجربه منذ نسى معنى الغيرة.. وتشعر هى به يعود للألم الساكن بعينيه خلف زجاجها الأسود فيقول بجمود : " لا شئ سيتغير .. وتعلمي كيف تتعاملين بعد الآن لأن المفترض أنكِ زوجة " اشتد بريق عينيها شاعرة لأول مرة بإهانة يقصدها وهى تنظر لجانب وجهه وهو يغادر فتقول بقوة بنبرة ذات وقع غريب على أذنيه : " منذ يوم خطبتنا وأنا أعي تماما أني أصبحت على ذمة رائد زهران .. لكن يبدو أنه أنت لا تعرف مَن هى دارين العامري ... ونسيت أيضا مَن هو رائد زهران ؟ " ينظر رائد لقوة روحها وهى تجابهه دون شعور بالخطأ .. يعلم انها لم تقصد لكن .. يتوقف القلب دقة عن الخفقان .. وينعقد حاجباه الكثيفان بهزة أرضية تزلزل أعماقه المتصدعة .. واختبارات جسده المروض بنغمة صوتها توقظ صخب رجولة ثائرة .. ملامحه جامدة لكن تجزم أن هناك زلزالا يشق أرضه كاشفا نيران أعماقها وهى تنطق اسمه بنبرة عالية القيمة.. وهذه المرة لم يتمرد على أي شعلة قد تخرق قوانينه وتعيد إشعال حواسه .. بل اشتعلت عيناه بضراوة الرصاص الطائش داخله .. عيناه .. عيناه تنحدر تتابع حركة شفتيها وهى تواصل بلمحة تألم لم تخفها قصدا : " كما نسيت طوال هذا الوقت أن ترتدي دبلتك .. لأن المفترض أنك زوج " تضربه بكلمتها قبل أن تغادر وتتركه صاخبا بثورة كيانه .. يتذكر يوما قبل زواجهما نبهته لذلك لكنه لم يعط الأمر أهمية .. لكن يبدو أنها لم تنسَ .. إنه طوقها حوله ورمز زواجهما الظاهر لأعين الناس .. فكيف يطالبها بشئ لم يمنحها حتى الشعور به ؟. ....... | |||||||
28-08-18, 12:12 AM | #1404 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| ترفع شمس ملعقة الحساء لفمه فيتناولها أكمل من يدها ثم يبتسم ابتسامته المهلكة لأي امرأة .. كارثة وحلت على قلبها وعيناه تداعبانها تذكرها بما كان بينهما بالأمس على هذا السرير .. زرقاء كالمحيط تحمل خسارتها بين الأمواج الراحلة لتهديها بداية جديدة بين الأمواج القادمة . تقطع قطعة من لحم الدجاج وتقربها لشفتيه فيتناولها أكمل لامسا أصابعها بشفتيه بتسلية قائلا : " تسلم يدكِ .. مع إني أفضل شفتيكِ " تنفخ شمس تقاوم ابتسامة تنحدر لشفتيها من عبثه رغم إرهاق جسده ليقول أكمل ببراءة مزيفة وهو يعدل من الوسادة التي يستند بظهره إليها : " إذا مللتِ أعطني أتناول طعامي وليّ الله " تواصل شمس إطعامه وهى تنظر لجرح يده اليمنى المربوط ثم كدمة أخرى في ذراعه الأيسر فتشفق عليه متذكرة لحظة استيقاظه اليوم صباحا حين فتح عينيه متعبا ليجدها جواره ثم مجئ أحد ضباط الشرطة ما إن أبلغهم الطبيب بهويته . تسأل وهى تمط شفتيها جانبا ناظرة لجرح رأسه وكدمة فكه : " مَن فعل بك هذا ؟ .. قلت لضابط التحقيق أنك لا تعرف لكنني متأكدة أنك تعرف " يبتسم أكمل متناولا ملعقة حساء أخرى من يدها ثم يتسائل مداعبا : " صرتِ تفهمينني لهذه الدرجة ؟! " تطلق شمس نفسا طويلا وهى تطرق برأسها تفكر فيما قاله بالأمس ثم تقول بخفوت مرهق : " ربما تريد أن تأخذ حقك أولا بأول " هذا ما يفعله الجميع الآن وهى عائمة هى وأختها في اللا هوية .. كم كانت تحتاج إليه من قبل ولم تدرِ .. تحتاج أن تواجه حزنها بقدر خسارتها .. تواجه انهزامها مثله وهو يستيقظ اليوم مسيطرا حتى في أوج تعبه الجسدي .. قويا بنظرة عينيه الثاقبتين يوقف مَن يريد عند حده . يمد أكمل يده اليسرى ليرفع وجهها إليه مستنتجا أفكارها : " شمس ... " تقاطع قوله لتسأله وهى تتذكر بقية ما قاله ناظرة لكدمة أخرى خفيفة تحت عينه : " ونحن في طريقنا للمشفى قلت أنني السبب .. هل تتذكر ؟ .. لماذا قلت ذلك ؟! " يضحك أكمل ضحكة خافتة وهو يضغط على عينيه ثم ينظر إليها مجيبا بابتسامة خاصة : " لو لم تقولِ لن ينفع اليوم لكنت ظللت جواركِ طوال الليل ولم يكن ليحدث كل هذا .. أرأيتِ أنكِ سببا فيما حدث ؟! " تطرق شمس برأسها خجلا مما فعلت فيرفعه إليه ينتظر عينيها بقوله الجاد : " وأنا اتصل بكِ لم أكن أفكر سوى أن أسمع صوتكِ " تتوه في عينيه الصاخبتين بالحديث فترتبك وهى تناوله ملعقة أخرى فيبعدها أكمل يخفض يدها للصينية مجددا وهو يواصل بنفس النبرة : " حاولت أن أضعك في نفس المكان مع الأخريات لكنني لم أستطع ... " ترتفع دقات قلبها وهى تهرب بعينيها تبعد صينية الطعام وتمسح يدها لتنهض فيخطفها صوته مواصلا بنبرته العذبة وهو يمسك يدها : " حاولت أن أقاوم كثيرا .. أن أقسو عليكِ .. أردتكِ أن تكرهيني .. لكن كل شظية جرحت يدكِ ذلك اليوم كانت تجرح قلبي قبلكِ " يفرد أكمل كفها على كفه يتحسس بقايا جراح قد تكون باقية من ذلك اليوم قبل أن يرفعه لشفتيه يقبله .. لكنها جراح القلب فقط الباقية ? وشم عصيّ المحو .. تأسرها عيناه بهذه النظرة بهما وهى تلتف حول أضلعها تسرق قلبا كامنا كالحجر طواعية .. تتذكر ذلك اليوم وهى تراه يشرب وينهار عالمه الصغير بداخلها وهو يأمرها بجمع الشظايا لير دمائها .. لم تكفيه دموعها .. ومع ذلك لم تكرهه .. كيف تكره رجلا ترى بعينيه سـر روحها ومراياها ؟.. هاتان العينان شبهتهما قبلا بالمحيط المتجمد في ليلة شتوية قارصة .. ولم تدرك أنهما سيمتصان حزنها يوما بعد يوم .. الآن تعرف حين كان يبتعد ويقترب .. يقسو ويعفو .. كان يدرك ما يفعل .. لكن ماذا كان يقاوم ؟!. يرفع أكمل يده يحرر شعرها ويفرده بأصابعه على كتفها فتطرق شمس وهو يتخلل الخصلات كأوتار يعزف عليها .. تنعكس بعينيه أنثاه خمرية الملامح تسكر قلبه ونهر شعرها ينساب خمرا لاسعا على يده .. وشفتاها تقاومان ارتعاشة خفيفة يريد أن ترتعش بين شفتيه .. صوته يلمسها مع يده بكلمات لا تدرك لماذا يعترف بها اليوم : " أردت أن يظل الرفض في عينيكِ حتى لا ينهار قلبي معترفا .. لكن شمسكِ صهرت الجليد بداخلي " بنظرة عينيه الوهج الأزرق يتحد بالنار .. ذلك الجليد البارد المظلم تصله شعلة لهب وقبس ضوء .. وذلك الشئ الحار الحارق يعود ليحيط بهما بعدما تلقى هدنته .. لتعاود شحنات جسديهما التصادم حرارةً.. ويدوي رعـد العواصف بسماء كونها وهو يلمس خدها بأربعة أحرف : " أحــبـكِ " لا تدري أوقعت الكلمة عليها أم وقعت هى في هوة بلا نهاية ؟.. أصابعه تحدد وجهها كأنه ينقش كل حرف على ملامحها .. قصفٌ طائش يجول بداخلها وقلبها يهرب منه ومنها .. مستحيل .. ليس مجددا !.. ذلك الضعف وإهدار الكرامة .. أربعة أحرف تهدم الكبرياء وتذبح الكيان .. هل كان يقاوم هذه الأحرف ؟ .. لكأنه أهداها الكلمة مغلفة بتلك المقاومة الشرسة .. أربعة أحرف تشعل سطوة القسوة وخدش البلور المكسور .. وحدة الماس الذي ترتديه باصبعها .. لا تعلم أن رفض كبريائه للاعتراف بهم كان أعمق من رفضها .. معاناة أن تتخذ قرارا لخوض - كلمة -.. كلمة قد تهديك إلي بر أمان .. أو تمنحك خنجرا تود أن تطعن به كل مَن يقولها .. وهى سمعتها يوما ممَن لم يستحق .. ممَن منحها الخنجر لتطعن به من سيهديها لبر الأمان اليوم . يراقب أكمل انفعالها والنار تندلع بعينيها كما رآها أول مرة .. لاهبة ملتهبة مشبعة بالثأر .. هكذا هى عرفها .. قاسية بقدر أوجاعها وكل حبة تراب أحزنت قلبها .. والفكرة تعاود عقله بضراوة الكبرياء .. هذه المرأة ستحزنه بشدة .. لكنه لن يخرج هذه المرة بخسارة عظمى .. شمس ملكه وخيوطها بيده .. سيحررها ما إن يحصل على قلبها القاسي لتتنفس عشقه حرة . ظلت شمس تنظر إليه فيبتسم أكمل لعينيها متسائلا ويده تغوص بشعرها أكثر : " ما بكِ ؟! .. ألا تصدقين أم .. لم تتوقعِ ؟! " تبعد شمس يده بحدة مقصودة لتقول بقسوة خنجرها قبل أن تنهض : " نعم لم أتوقع .. توقعت فقط طلاقي منك بعد أن تمتلكني عدة مرات لترضي غرورك " أمسك أكمل يدها يجلسها ولا زالت ابتسامته تأسر عينيها بهدوء ظاهري منتظِر ثورة - وطن - أراد أن يكون محتله الوحيد .. الشهب تضئ من حولها – إنذارا – بدخول معركة كبرى لقلب مكوم على أحد أرصفة الحزن . وهو يصعد ذلك الرصيف الحزين يسألها بتفهم : " وماذا توقعتِ أيضا ؟! " يعلم أنه يقحمها في منطقة معاكسة تماما للمفترض بينهما .. بعيدا عن نار الانتقام وطاقة الاعجاب وتعطش الشغف .. كان العشق يعلن وجوده مسيطرا ? - عنقاء - تهيمن حولهما بجناحيها . تقف شمس في نقطة بعيدة والكلمة يتردد صداها في - فضاء - مظلم حولها وهى تنظر لملامحه.. حب ! .. أي حب ؟!! .. ذاك الذي يحرق القلب بنار الهوى .. ذاك الذي يعبث فيه الشوق ممزقا الصبر .. وتتمرغ فيه الغيرة بين ثنايا الجسد والمشاعر بلا رادع .. هل من - بديل - لذلك حين تحب رجلا مثله ؟.. رجلٌ يتملك وجهه - حُـسن - الرجال ومحيط عينيه يشهد بسكون .. رجلٌ يسدل جفنيه ثم يرفعهما لتحترق بإشعاع عينيه - البارق - برق الجنون .. وكيف تتلقى كلمته باتزان العقل وهى صارت قبلا تسقط كجفنيه فوق العيون ؟.. أوراق شجر يحركها تتطاير حولها برياح شديدة العصف فتختبئ داخل – زجاج – قسوتها المكنون .. والقلب ملقى بعيدا وحيدا وهى تقول بجفاء ارتجاف الصورة التي تجاهد لرسمها بعقلها : " توقعت زواجك القادم من فتاة أجمل مني لم يحدث لها ما حدث لي " ينغلق الزجاج حولها وهى تغلق عينيها تستعيد ماضيها دفعة واحدة لتقسو أكثر .. بكل استطاعتها تتسمر في تلك النقطة لتواجه كلمة تنثر حولها زهر الياسمين . ويأبى هو إلا تحطيم الزجاج وإدخال - الياسمين - .. يسحبها معه قابضا على قلبها ليعيده بصدرها مزروعا بحبه .. يُلاشي سراب خيالها وينسج – أطياف – عالمه وهو يستقيم مقتربا منها ثم يقول بخفوت نبراته العذبة : " آسف إذن لتخييب توقعاتكِ " يدخل أكمل كفيه تحت شعرها الحر بحذر يده المجروحة ليحيط وجهها يجبرها على النظر إليه قائلا بثقة صوته المغوي الخافت : " أنتِ ستظلين امرأتي حتى يأتي اليوم الذي تبكين فيه في عزائي .. وستكونين حينها امرأة عجوز وشعركِ الجميل هذا صار نهرا من فضة .. واختفى جمال شفتيكِ بعدما ذابا بقبلاتي سنوات وسنوات .. وقتها سأكون مرتاحا في موتي أنه لن تكونِ لغيري أبداً " تغمض شمس عينيها وتختفي المسافات وهو يتداخل مع روحها بعيدا .. بصوته - قيثارة - الحياة تتناغم مع سنوات عمرها القادم .. حمائم ناصعة البياض ترفرف داخلها وهى تسمعه يسرد أمنية لمستقبل يجمعهما .. هو هنا .. يقتحم قلبها وتفكيرها ومشاعرها .. هنا .. يرفع حزنا طويل الأمد و- أحجارا - متراكمة لجدران مُهدَمة .. هنا .. جداره يعلو ويعلو مستقلا بذاته الصلبة الشامخة ? صرح - صافي - البلور .. هنا يحكي أمنيته أن يكون يومه قبلها .. يأسرها بكفيه وسحر عينيه الوهاجتين وهو يقتطف ياسمين عشقه بشفتيها عسلية المذاق .. يتذوق عسلا .. يرتشف خمرا .. يذيب شفتيها بشفتيه كما يشتاق حتى ابتعد هامسا بلهاث الشوق : " هذه أول قبلة لجمال شفتيكِ " هنا .. بلا حدود .. بلا عوائق .. تنصهر أنفاسها بأنفاسه ? - عطرا -مسكوبا باسم العشق .. هنا .. تصرخ شفتاها - أنين - الأنوثة المقتولة لتحيا .. تضيع نبضاتها لأعلى فضاء الحرية .. تتنفسه معقودة الحاجبين تدمع عيناها الحجريتان وهى تهمس خوفا : " ابتعد " ارتجافها بين يديه - سـرا - لا يمكنها إخفائه ? رغبة جسدها أن يعزف عليه عاشق .. أن تداويه إشعاعات - فضية - لضوء ساطع بعد طول مكوثه في الظلام الخانق .. يشعر بكل خلية بها تريد التنفس به .. يتوهج جسدها شمسا تطلق نارا تفترق شفتاها بلا وعي الانتظار للمسة شفتيه .. رائحتها كالعبير المزمن بعطر مزج ليلها الحزين و- هديل - بكائها وبرودة رمالها .. ويضرب قلبها صدرها بعنف المطارق وهو ينفذ أمرها معاكسا بشفتيه لحسنة ذقنها البارزة ثم يهمس مقتحما قسوتها : " افعلي ما تشائين وأنا سأحتملكِ لنهاية عمري " تدور شمس دائخة في مداراته بلا استيعاب لما يفيضه عليها لكنها كانت تغرق .. تشعر بلسانه يتذوق تلك الحسنة كما يهوى فيتفكك جسدها مبعدة وجهها قليلا تقول بخفوت : " توقف .. انتظر " تختنق أنفاسها ويده تنزل لمكان قلبها ضاغطا عليه فيبتسم لنبضاته هامسا : " أوقفي قلبي وقلبكِ هذه اللحظة لأتوقف " تشهق شمس بلا صوت وهى تسحب نفسا عميقا تغمض عينيها تحاول السكون .. تدرك أنه حقه وتريد الاستسلام لكن .. تأبى هذه المرة .. لماذا تمنعه هو تحديدا ؟.. جسدها لا يريد علاقة مع رجل أم .. لا تريد أن يكون الأمر معه هو مجرد استسلاما ؟.. أم إنه الخوف القابع بداخلها تحت ظل السيطرة الأسود الباقي ؟. كان هو صوت قلبها .. هو صوت عقلها .. هو في كل أسئلتها وأجوبتها .. عيناه القريبتان بسحرهما الداكن تناديها نداءا خاصا لرجل يمتلك مهارة - تخاطب - العشق .. وعيناها مرهقتان عتابا متحجرا وهى تشتكي منه إليه : " أجبرتني إجبارا حرفيا أن أتزوجك " كفه يجذبها إليه أكثر من مؤخرة عنقها غير آبها بجرحه فيقبل شفتيها مجددا بقوة دامغة ثم يقول بثقة : " ولو عاد بي الزمن سأفعلها كل مرة " تلهث شمس وقبلته الأخيرة ثابتة على شفتيها رغم ابتعاده فتفقد شعورها بكل ما حولها سواه .. كانت تحتاج منه أمره أن تفعل ما تشاء وهو سيحتملها .. لا أحد يدرك إحساسها .. تريد الشعور بسيطرتها لمرة على حياتها .. وهو يمنحها صكا بنفسه للسيطرة على قلبه .. كانت تقوى وتقوى وهى تغوص عميقا بذاتها متضررة الكيان تضربه بسموم كلماتها : " كنت مع أختي " للحظة شعرت بجسده يتصلب قبل أن ترتفع يده على صدرها لتعود تحيط وجهها وهو ينظر لعينيها الثأريتين قائلا : " لم يحدث .. مجرد فتاة قدمت لها عملا " تحاول شمس الابتعاد عنه متذكرة كل ما كان بتشتت قربه : " كنت .... " يقاطعها أكمل بجدية تامة وهو يمنعها من النهوض يحيطها بذراعيه لصدره الواسع بكل ما يملك من دفء لبرودها : " أحبكِ .. أحبكِ يا شمس " غريبة الوقع منه .. بلا خناجر .. كالماء البارد على حريق القلب .. صادقة حد البكاء الجميل على كتفه وكل رفة جفن منها تراه بعينيها يطمئنها .. تتحرر دمعة من عينيها فتنكمش في حضنه أكثر ليشدد ذراعيه حولها مدركا ما تمر به .. تنتقل على أحبال الإجبار فالامتنان فالاحترام .. فالعشق .. ويخنقها حبلا طويلا من إهانة الكرامة والأنوثة والفقد الحزين .. ثأرها سيكون منه لأنها لن تجد سواه . يقبل أكمل جانب عنقها يسحق جسدها على جسده حتى أنت بكاءا فيهمس في أذنها بسيطرة رهيبة على نفسه هذه اللحظة : " لا يوجد شئ في الدنيا يستطيع أخذكِ مني يا شمس .. ولا حتى أنتِ .. أنتِ ملكي " انفجر بكاؤها شهقات حادة عالية وهى تحاول دفعه فلا يسمح لها إلا بالاختباء فيه تصرخ بصوتٍ ذاهب مبحوح : " أنا حرة .. أنا لست ملكك ... ولا ملكه " هناك أشياءا لا يمكن أن تُغتَفر .. لا يمكن للعشق أن يعيش مختنقا بالغضب .. أفكار تذهب لتجزم أن شمس مجرد حزينة .. وأفكار تأتي لتجزم أن شمس عليلة الروح .. ماذا فعل بها زوجها الأول كي لا تطيق الرجال بعده .. كي لا يتحمل جسدها لمسته ؟.. لأي حد تضررت أنوثتها لتخنق شعرها وترتدي السواد بحجة الحزن ؟.. كيف له أن يعرف ليعالج ما أفسده ذلك الدنئ ؟ .. تتحفز عضلات أكمل عنفا مشحونا محاولا التحكم به وهو يردد كلامها مرارا مفكرا بذلك الحقير .. يضغط أكثر على نفسه وعليها وهو ينحدر معها ليخرجها معه من تلك الهوة التي يدوران بها منذ البداية : " كان يخبركِ أنكِ ... ملكه ؟ " تحترق شمس بالذكرى فتبكي بحرقة ذلك القلب البرئ .. المذنب .. هى البريئة المذنبة في حق نفسها .. مَن قال إن أصعب الآلام هى آلام الجسد ؟.. آلام الروح والنفس أكثر قتلا .. أكثر إحراقا لكل جميل .. هى أحد ضحايا زواج تقليدي بلا أدنى مشاعر .. محظوظةٌ هى مَن نجت منه بالمعاشرة الطيبة والود والرحمة .. ومَن لم تنج روحها .. ولم يتقبل جسدها .. فليعينها الله على الصبر أو الخلاص .. كيف تمحو من عمرها سنة وتسعة أشهر عاشت بكل يوم قصة بغض ؟.. ولمَ وافقت من البداية ؟! .. لتنتقم من نفسها !. تضرب شمس رأسها بصدره ناسية ألم جسده يتزايد بكاؤها بعنف وجسدها ينتفض كرها وهى تقول بغل داعية من أعماق قلبها : " فليحرقه الله بنار جهنم .. فليحترق بنار جهنم .. كان ... كان يرددها دائما حتى كرهت نفسي لأني كنت بالفعل .. ملكه .. كنت زوجته .. كنت ملكه .. لم أقل لا .. لم أقل لا ... كنت أقتل روحي لأرى الذنب في عينيّ الحاج سليمان .. صرت بشعة .. بشعة .. أي حب تحدثني عنه ؟ " يتقد جسد أكمل نيرانا ملتهبة وقلبه يدق صدره هاربا حيث غاباتها المظلمة التي تعود إليها .. تقذف كل شهب ثورتها نحوه ثائرة ? مليونية شعبية تشعل الحرائق برجولته .. فكر يوما أن يحميها من أختها .. هل عليه أن يحميها من أبيها ؟! .. كيف أعادها له مرتين ؟ .. كيف أهانها وأمرضها لهذا الحد الأسود ؟. تدفعه شمس في كتفيه تريد التحرر فيتحامل أكمل على ألمه يربت على رأسها برفق مرددا بنبرة قوية عميقة الأثر : " أنتِ حرة " دقائق يشعر بجسدها يهدأ بين ذراعيه وأنفاسها تنتظم ويخفت البكاء بالدموع الصامتة فيواصل همسه المُطمئِن : " أنتِ حرة يا شمس .. حرة " تستعيد شمس قوتها شيئا فشيئا وهى تشعر بعطره يتداخل بخلاياها فيمنع شعورها بعطر آخر تكرهه .. تبتعد عنه ببطء حتى تركها ناظرا لوجهها الأحمر وهى تمسح عنه الدموع وتجمد ملامحها منغلقة التعبير .. تنظر لعينيه تبحث عن نظرات الشفقة بها قبل أن تقف ترفع صينية الطعام كأن شيئا لم يكن قائلة بجمود رهيب : " لم يكن من المفترض أن تعرف كل هذا " جيد إذن أن تأثيره عليها يمنحها ترياق الرواية .. أن تروي له هو فقط .. فهذا يعني ... تغادر شمس الغرفة فيستند أكمل للوسادة خلفه مجهدا وعقله يتصارع في حرب أفكار .. شديدة الاشتعال . ....... | |||||||
28-08-18, 12:15 AM | #1405 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| فتح كامل باب غرفة حمزة ثم دخل بلا استئذان على غير عادته ليجد حمزة جالسا على سريره فيسأله بجدية : " ألم تجدها بعد ؟ " ظل حمزة ساكنا واجما ثم هز رأسه نفيا فيسأل كامل بنبرة ساخرة طفيفة : " إلي متى سنكذب على سليمان أنكما مسافران ؟ " يغمض حمزة عينيه ومشاعره تنفلت منه ما بين غضب وغيرة وكره .. وعشق .. غاضبا يتمنى أن يجدها ليدق عنقها .. يكرهها .. يكرهها ويكره حبه لها واشتياقه إليها .. يكره شعرها الأحمر وحلاوة وجهها الوردي .. كلامها كالسم يسري بدمه لكنه جرعة زائدة من الادمان العشقي .. يريد أن يربيها من جديد وما فكر أن تتسرب من بين يديه .. يكرهها .. ويعشقها .. غيورا أن يمس أحد امرأته بكلمة تهينها .. يطل الخوف من خلف الضلوع أن يحدث لطفلته ما يؤذيها بقدر ما أذته .. ويا مقدار ما أذته دوما .. دوما أذته كطفلة تلهو لا تتحمل مسئولية وهو حملها عنها حتى .. رحلت .. يقترب كامل من السرير منتبها لأعقاب السجائر التي ملأت المنفضة فيحث حمزة على الكلام متسائلا : " لماذا لا تخبرني بما حدث بينكما فربما أجد حلا ؟ .. دائما قلت لك أنا ودارين أن قمر تحتاج معاملة خاصة لكن رأسك الصلب نفذ ما رآه فقط " يستثار حمزة ? لغم ينفجر فيصيح بحرقة قلب غاضب أشد الغضب : " وبمَ اخطأت أنا .. أني أحببتها .. أني فضلتها على بنات الدنيا ؟ .. جعلتها جزء من روحي لكنها لم تفهم " يتفهم كامل حالته ناظرا لوجهه الأحمر ولحيته الطويلة فيجلس على السرير قائلا بهدوء آسف : " ولن تفهم حتى إذا عادت .. هى لا تفهم نفسها لتفهمك .. ظننتك مثلي ستحتويها لكنك نسخة من عمك " ينعقد حاجبا حمزة وهو يزفر بتألم مجروح عنيف.. لقد قالتها له قمر يوم عقد قرانهما .. كانت تكره نسخة أبيها به .. كانت تريد أن تخبره أنها تريده ' حمزة كامل العامري ' لا ' سليمان العامري ' .. لكنه لم ينتبه في خضم تملكه لها .. كان يوما صارت فيه ملكه قلبا وقالبا فكيف ينتبه أن قلبها يحذره مما تكره ؟. يواصل كامل ما يعنيه وهو يستند بمرفقيه على ركبتيه : " البنت ضائعة تائهة طوال حياتها وانتظرتك لتأخذ بيدها وجئت أنت لتكمل توهانها .. شمس وقمر لم يتربيا مثلكما أنت ودارين .. لم يملكا قرارهما بنفسيهما وداخلهما تأذى من سيطرة سليمان ظنا أنه يحافظ عليهما لكنه جعل واحدة تخضع والأخرى تهرب " يرجع حمزة رأسه مستندا لظهر السرير وقلبه يضج نبضا شرسا برغبة قتلها وعناقها وسيرتها توخز جسده شوقا .. أنفاسه تدخل صدره بقوة تشم رائحة عطر الزهور والكيوي الطفولي .. كان شديد التميز على جسدها بنعومته تحت يديه . يتابع كامل ما يريد إيصاله إليه وهو يضغط على جرحه بقوة عله يفيق من اليأس الذي صار يشعره به : " هل تذكر يوما أخبرتك قمر عن رغبتها في التمثيل وظللت تضحك طويلا وتسخر منها ؟ .. لم تفهمها أبداً واليوم يئست من الوصول إليها " يأسا بغيضا نعم .. لم يشعره قبلا وهو يبحث وينتظر .. البحث محير .. والانتظار مرير .. يتذكر ذلك اليوم حين قالت له هذا فضحك ساخرا من تفاهتها .. ظن أنه أنساها الفكرة بمغازلته الجريئة .. مراقبا وجهها المحمر وهو يهمس لأذنها أنه سيمثل معها كل ما يخطر ببالها من مشاهد ساخنة فتنهض قمر حانقة ويضحك هو متأملا غصن جسدها وهو يبتعد متمايلا غضبا . كانت أيامه الأولى معها وهى ترن أجراسها بداخله لكنها لم تكن سوى .. قمر .. لم تكن كل هذه التعقيدات بباله . يطرق كامل فكره بتفهم بما كانت دارين تنبهه له هى الأخرى : " كانت تختار الشئ الأبعد تماما لأبيها .. كانت ترفض سيطرته لتأتِ أنت وتسيطر عليها أكثر .. وبدلا من أن تفهمها وتوجهها سخرت منها " تختلج عضلة في فك حمزة وهو يضغط على أسنانه بشدة متسائلا بنبرة حادة : " هل أنا المخطئ الآن ؟ " يجيبه كامل باتزان محاولا التخفيف من عبء ما يشعر به ولده : " كلاكما تحملان جزءا من الخطأ .. أنت مخطئ لأنك لم ترها سوى الطفلة والفتاة التي ربيتها ثم أحببتها .. وهى مخطئة لأنها لم تصارحك بما تشعر لأني أثق إنها لو صارحتك لكان ابني حمزة تفهم الأمر واستطاع احتوائه " يتنهد حمزة مخرجا حريق صدره من الغضب والشوق كسحابة دخان سيجارة غير مرئية .. حتى يسأل ولده بما ينحره من عجز : " أين أبحث ؟ .. بحثت في كل مكان ولا أثر لها .. ماذا قد تكون تفعل ؟ " ينهض كامل يرد عليه بثقة : " إنها ذكية رغم تهورها .. ستعود وحدها وحينها لكل مقام مقال " يشيح حمزة بوجهه وعيناه الخضراء تفقد الحياة بالظلام والغل قائلا بكره والكلمات تخرج سامة من بين أسنانه : " سأتركها .. حين تعود سأتركها " يمط كامل شفتيه بلا فائدة ثم يقول قبل أن يغادر الغرفة : " ألم أقل لكل مقام مقال ؟! " يشعل حمزة سيجارة ليحترق بدخانها ويلمع جسده عرقا بالذكرى الحارة لأنوثتها بخياله .. جميلة قمره .. وستظل جميلة مهما حدث .. لكنه سيتركها مهما حدث .. وبعد كل ما حدث .. لن تبقى قمر على ذمته . ...... | |||||||
28-08-18, 12:22 AM | #1406 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| بعد عدة أيام تمشط شمس شعرها المبلل وهى تشعر أنها خفيفة الروح ثقيلة القلب .. كلما مر بها طائف أحزانها تجد صورته بخيالها تسطع .. كانت راضية بما وصلت إليه معه قبل أن – يدعي – حبها .. وكيف يحب رجلٌ مثله امرأة من الدرجة الثانية مثلها ؟!. هى - اللوحة - التي كسرها كل رجال حياتها فماذا يرى هو فيها باقٍ ؟. وإن كان يحبها حقا فحبه حُكِم عليه إعداما قبل أن يرى نورا .. سيرحل مثل غيره ذات يوم .. تريد أن تعود لغرفتها تتسامر هى وقمر على سريرها ثم تنام باكية أو جامدة لا يهم .. لكن لم يكن بحياتها رجلا يقلب كيانها وتتلوى له مشاعرها كلما مر أمامها بنظرة عينيه . قمر .. اشتاقت لها كثيرا جاحدة القلب الهاربة .. لم تتصل بها تطمئنها .. ولم تفكر فيها لتلجأ إليها .. هربت من حمزة ومنها ومن أبيها .. تضع شمس فرشاة الشعر على المنضدة أمامها تاركة شعرها حرا حتى يجف .. تدعو الله أن يحفظ قمر ويعيدها سالمة .. صوت طرقاته على باب غرفتها يقطع أفكارها فتختفي قمر وتتضارب الطرقات بقلبها وهى تتجه للباب تفتح ببطء ثم تبتعد خطوة تنظر إليه .. كدماته تشفى ولا يتبقى منها سوى لون بسيط .. وشقاوة عينيه تعود أكثر جموحا يسرق منها شيئا كلما نظر إليها . يقترب أكمل يقف أمامها تحتد عيناه على شعرها المبلل وبشرتها المتوهجة كالخارجة توا من ليلة حب . تسأله شمس بخفوت وهى تستدير ترتب بعض الثياب الموضوعة على سريرها : " أتريد شيئا ؟ " بلون الورد ودفء الشمس رموشها ترفرف بارتباك عينيها وهو يخطف مشاعرها واحدا تلو الآخر .. قطرة ماء تنحدر ببطء من جبينها حتى خدها وهو يقترب أكثر فيتوله قلبه بمَن ملكت قلبه .. لا تعلم إنها هى مَن تخطفه .. تسحره .. يوما قرأ بعينيّ قمر غيرتها منها .. ويحق لها أن تغار منها فتيات البراري والبلدان .. طفلة لمسها تائهة يوما بعد أن ذاق لهب النار وحدة السيف بالمرأة التي أشعلت برجولته النيران .. يشتاق وصالها .. يشتاق لمسها .. يشتاق امتلاك ما لم يمتلكه أحد بها .. ذلك القلب المتحجر بصدرها .. وابتسامة تكون ملكه وحده . تتوتر يداها وهى تطوي ثوبا آخر شاعرة به يقف خلفها تماما فيوخز جسدها بشرارات جسده .. عطره يتسلل لحواسها جميلا .. جميلا لدرجة الرغبة فى الغرق فيه .. ? نجوم ينثرها بليلها الطويل يجمعها ببطء حتى تضئ كالقمر .. تناورها رغبة بالبكاء بحضنه مجددا رامية كل أحزانها بصدره الدافئ . يداه تمتد لجانبيّ خصرها فترتجف ترقبا وهو يميل يقبل عنقها هامسا : " اشتقت إليكِ " تتبعثر كقبلاته المحمومة وذراعه يتحرك ليحيط خصرها بقوة كأنه يخاف تلك اللحظة أن تهرب من بين يديه .. حمى تشعل كل جسده كلما اقترب منها .. لأول مرة يجرب الاقتراب في حضرة العشق .. وحضرة جسد يسكن اشتهائه جسده .. خطوة واحدة بعد يحتاجها منها .. خطوة بدأت حين أفلت منها تأوه محترق مختنق بسيل الحمم الذي يسكبه فوق نعومتها .. ألهبته بجنون والعرق يسيل من جبينه والقلب يتوجع والجوارح تصرخ تريدها . تبتعد شمس جانبا مجفلة بلمسة منه مشوشة تتجه لخزانة ملابسها تفتحها تتشاغل بأي شئ يلهيها عنه تخرج الكلمات من شفتيها بصدمة استجابتها : " ماذا .. كنت ..تريد ؟ " يتمتم أكمل كلمات غير مفهومة مفسرا ابتعادها ككل مرة وهى تراقبه بطرف عينها غاضبا هذه المرة وهى انسلت من بين يديه كالرمال .. تبسط كفها على قلبها النابض بقوة وهى تتخفى خلف باب الخزانة وابتسامة تحاربها أن تظهر على شفتيها التي كان قريبا منها للغاية .. إنها تتعلق به حقا .. تعيش من جديد .. تشعر .. قلبها يشعر .. وجسدها يشعر ويستجيب بعد تبلد بغيض .. تتعافى بقربه وصبره يمدها بطاقة تحمل عالية لتعترف لنفسها أنها تستطيع أن تكون له. يخرج أكمل رزمة مال من جيبه ليضعها جوار السرير فتسأل شمس وهى تلمح ما يفعله : " ما هذه النقود ؟ " يرد أكمل بنبرة مشتدة وهو يمسح العرق عن جبينه : " ضعيها معكِ " تمط شمس شفتيها ناظرة لملامحه المتشنجة وهى توارب باب الخزانة فتقول بخفوت : " المال الذي أعطيته لي آخر مرة لا زال معي .. أنا لا أحتاج شيئا " يرفع أكمل عينيه لها فيزداد قلبه توجعا محترقا مشتاقا أن يضمها إليه .. أن يرى حبه بعينيها المغريتين . يقترب منها مأخوذا بسحر عينيها وهى تنظر له بلمعان خاص بمقلتيها له حتى يصل لها فيحيط جانب وجهها بيده قائلا بهدوء حان : " ضعيها معكِ وإن احتجتِ أي شئ اطلبي فقط وسيكون عندكِ " تدقق شمس بملامحه طاغية الوسامة فتبتسم روحها لقدرها الذي جمعها برجل مثله .. لكنها فقط غصة تخنقها وعبد الخالق لعنة تطاردها حاملة لها وعدا ألا تهنأ بحياتها .. وعدا أن آثاره ستظل عالقة بها لنهاية عمرها .. آثار تجعلها تشعر أنها تريد غسل جسدها حتى يتغير جلده . تبتلع ريقها باشمئزاز للذكرى وأكمل يمد يده من باب الخزانة الموارب فيلمس ملابسها السوداء ثم وجدته يفتح الباب ليخرج كل ملابسها يلقيها أرضا تحت قدميها فتهتف شمس : " ماذا تفعل ؟ " يجيبها أكمل بجدية حازمة وهى يخرج باقي الملابس : " لا أريد أن أراكِ مرتدية أسود مجددا " تنظر شمس للملابس المكومة أرضا لا تعرف أتحزن أم تفرح فيجذبها أكمل من يدها إليه يحيط خصرها هامسا بأذنها مشتاقا : " إلا في ... أشياء خاصة جدا .. دعيني أكون محترما وأقول قمصان نومك مثلا .. الأسود عليكِ سيكون ... مهلكا .. وشعركِ الطويل على صدري ...و.. " تدفعه شمس بكفها في كتفه تقول بتوتر : " أنا لا أمزح " يمسك أكمل يدها على كتفه قائلا بتفهم : " وأنا لا أمزح .. طفلكِ سينتظركِ في الجنة .. فكيف ترتدين عليه الأسود يا شمس ؟ " يختض قلبها ألما فتشعر برغبة الابتعاد عنه هذه اللحظة .. هو مَن غير كل مستقبلها بعد أن رضيت بواقعها لتلحق بابنها .. هو مَن .. مَن جعل قلبها ينبض ناسيا الألم الطويل الذي عاشه . يشعر أكمل بتباعدها فيغير الموضوع سائلا : " هل ستأتين معي حفل الدعاية اليوم ؟ " تخفض شمس رأسها ولا زالت ذراعه تحيطها لصدره فتسأل : " هل تسألني ؟ " يهمهم أكمل متكاسلا ويده الأخرى ترتفع لتمشط شعرها المبلل : " اممم " فترد شمس ساخرة : " آه .. وإن قلت لا تعطيني محاضرة في الأصول ومظهر زوجتك في المجتمع مثل يوم عرض الأزياء لأذهب وأجد كارثة بانتظاري " يصمت أكمل لحظات ثم يرفع وجهها ليقرأ عينيها قائلا بجدية : " هل يمكن ألا نحاسب بعضنا على ما مضى ؟ " تنظر شمس لعينيه فيطفو بها حاضره معها .. ثمة أمور لا تستطيع أن تجتازها بسهولة نعم .. أمور لا يجديها تغاضي .. عتاب طويل كتمانه صعب وإفصاحه .. سيفتح جراحا لا فائدة لها .. لأنها صارت تعرف أنها تقف أمام رجل تعثر واستقام .. انهار واستقوى .. وصار يعرف عن الحياة حدودها .. يعرف متى يواجه .. ومتى لا يلتفت أبداً. يداعب أكمل خدها بإبهامه مواصلا بمكر ساخر : " إن قلتِ لا سأذهب وحدي .. على الأقل حتى لا أتقيد بزوجتي وسط أجمل عارضات في البلد .. لن أجد واحدة منهم تقول لي .. لن ينفع اليوم " تتسع عيناها قليلا مدركة مغزى كلامه فيقترب أكثر ويده تتلمس عنقها متسائلا بنفس النبرة : " لن ينفع اليوم أيضا ؟! " تدرك أنه يريدها معه روحا .. بعجب شديد تستمتع بسيطرته على نفسه ليمتلك ما يريده .. كما يريده .. من الأشياء التي اكتشفتها عنه حتى في طعامه .. مقدار السكر في قهوته .. ألوان ملابسه .. عطوره .. صاحب مزاج .. ومزاجه متطلب صعب الإرضاء .. لا ترضيه سوى مذاقات متطرفة الضبط .. محترفة التأثير .. لا يرضى بالعابر والعادي والكثير .. مزاجه يحب القليل المتفرد حاد التميز . تناوره شمس مدعية الجهل وهى تميل برقبتها لتبعد يده : " قلت لك لن أمنعك لكن لا أعرف ماذا تريد ؟ " يبتسم أكمل لمكر الأنوثة بها فتسرح يده على ظهرها قائلا : " تعرفين ما أريد .. وحين لا تريدين قولي لا أريد بدون مراوغة .. لأنها أكثر ما أكرهه بحياتي " تجابهه شمس متحدية فتشع عيناها نارا وهى تقول بإرادة : " لم أكن أريد " كانت تتحرر دون أن تدرك .. تقول لا .. تأخذ قرارات وتنفذها .. كانت تعيش حكايتها الجديدة بروح جديدة عن شمس التي استسلمت كثيرا حتى أمرضها الاستسلام .. وكان يدرك اشعاعها بين يديه .. كانت تختلف وتتوهج وتتنفس بإصرار مفاجئ رغبةً بحياة .. بعد أن كانت أنفاسها تدخل وتخرج .. مجرد حركة جسد . يجذبها أكمل أكثر لصدره خطفا فيغازلها بعينيه العابثتين همسا مبتسما : " حقا ؟! " يختطف شفتيها بين شفتيه غزوا بريا شديد العمق فيمحو كل ما كان قبله ليكتب كل ما سيكون .. كان ينتظر لا ليتركها لكن هى التي تركته وهو يستدير ليدفعها بينه وبين خزانة الملابس للحظات طالت حتى ابتعد وجهه قليلا يقول بتحدٍ رائق : " مستفزة .. وكما تعلمين أنا مستغل يا خمرية " تنظر لعينيه بوهجها الأزرق فترى لمعان الماس فوق صفحة المحيط في مد وجزر هادر .. ما أجمل عيناه في نهار مشمس بحيويته .. وليل ? فضاء داكن بغموضه .. قلبها يقرع طبول حربٍ قادمة ولم تدرك أنها ابتسمت دون خجل للمرة الأولى تقول بنبرة لم يسمعها منها قبلا : " سلامة عيونك .. الضرب أثر على عقلك أم ماذا ؟! .. أنا لست خمرية على ما أظن " يعقد أكمل حاجبيه متولها وهو ينظر لابتسامتها النادرة .. لوجهيّ القهوة بعينيها فتفور بقلبه فائضة الحرارة .. ألم تفهم بعد ؟! .. أم لا تصدق أن تأثيرها عليه يعادل خمر عاصمة الضباب ؟!.. حين يلمس شفتيها آخذا لون – الكونياك – وحدة – الڤودكا – ومذاق – النبيذ - .. ونهر – الويسكي – بشعرها يلمع فوق كأس جسد يحترف صياغة – البراندي – بالنظرة إليه .. الثمالة بها – داء – أصاب قلبه منذ دخلت مكتبه لأول مرة لكن ' أكمل الفايد ' داءه خفيّ .. وعشقه عصيّ .. ويا ويلها مَن تجعله يحبها . يبلل شفتيه متذكرا مذاقها فتغيم عيناه مرتفعة الأمواج وهو يرد عليها جادا : " لستِ خمرية اللون .. بل خمرية المزاج " تخترقها نظراته القوية الثاقبة فتتشابك أصابعها معا متعثرة القلب .. يتابع أكمل حركة أصابعها بحدة عينيه الزرقاء الصاخبة رغبةً قائلا بخيال مزاجه هذه اللحظة : " تسكرين كالخمر ... الفرق الوحيد بينكما أنكِ حلال " يميل بوجهه يقبل جانب ابتسامتها وهى تخفض عينيها أرضا بخفر فيضحك قلبه وتبتسم شفتاه هامسة : " ومذاقكِ أجمل " فجأة يتأوه بضيق وهو يتراجع خطوة قابضا يده اليمنى المجروحة حين ضغط على حافة باب الخزانة فتنتهز شمس الفرصة لتهرب من أمامه تخرج من الغرفة وهى تقول باستفزاز : " مَن يراك اليوم لا يراك وأنت مطحون منذ عدة أيام ! " يستدير أكمل يخرج هو الآخر ليصل إليها في البهو يديرها من مرفقها إليه هاتفا بتهديد : " أنا كنت مطحون !! " تهز شمس كتفها تقول بلا مبالاة : " هل أكذب أنا ؟! .. لا زال جرح يدك يشهد " يحدق أكمل بها ولا يصدق أنها هى اليوم .. تتلاعب وتعبث .. كأنها تتطبع به دون أن تشعر .. خيوطا تلفها حول أصابعها تريد امتلاك – ماريونت – مثله . ذكرى ذلك اليوم تصيبه بالغضب الأسود ولن يهدأ حتى يأخذ حقه لكن معها الغضب يتلاشى فيقول بتحذير خبيث : " يمكنني أن أطحنكِ الآن لذا لا تستفزيني " لا زالت تلف خيوطها وهى ترد باستمتاع السيطرة : " لن تستطع " قلبه يدق ببهجة ممتعة وهى تجابهه بفهمها له .. تحترق شفتاه لشفتيها ووسط النار يرد بنار : " يا برودكِ " تنسى نفسها وتروقها اللعبة التي تلعبها معه فتسأل ببرود : " ولماذا تحب باردة مثلي ؟! " كان انتشاءا خاصا وهى تحبو نحوه بطبيعية لحظية يعلم أنها ستزول وتتراجع عنها لتعود لتحفظها .. لكنها لحظات جميلة يسرقها منها عنوة وهى تتخبط في مشاعرها بعد أن أعطاها حق أن تفعل ما تشاء .. وسيكون معها .. تحاول السيطرة عليه لتتخلص من السيطرة التي تكبلها هى فيعطيها هو إحساسا بالسيطرة وهو يقول معترفا بابتسامة : " ابتلاااء " تطرق شمس برأسها واجمة فلا يسمح لها بعودة وهو يقول آمرا بحزم مصطنع : " طالما مطحون استعدي لتذهبِ معي رغما عنكِ .. فستانكِ سيصل الساعة الثالثة مع سوزان " ترفع شمس رأسها تترجاه بعينيها قبل قولها : " لا أريد الذهاب " شعورها أنها تعيش وقمر غائبة يتصارع مع أنانية تخبرها أن قمر لطالما عاشت وهى في ألمها .. لا تعرف لمَن تستجيب ؟! .. كأن قمر تسعى لتحزنها حتى في غيابها القاسي . يحيطها أكمل بذراعيه حنانا وهو يدرك قلقها قائلا بجدية : " هذا الحفل هام جدا بالنسبة لي يا شمس .. هذه الحملة تعطلت لفترة طويلة وانطلاقها اليوم هام للشركة ... ستأتين معي ؟ " أطبقت شمس شفتيها وبلا تفكير كانت تومئ برأسها .. لتكون معه . ينظر لساعة يده المشيرة للسادسة مساءا وهو يتحدث في هاتفه يتابع آخر الترتيبات ثم ينهي المكالمة بخروج سوزان من غرفتها .. ويتوقف الوقت وهو يراها تخرج من الغرفة مطرقة الرأس بفستانها الذي اختاره لها الليلة .. لون البنفسج المطعم بالماسات السوداء منسدلا على جسدها بانسيابية ساحرة .. فائقة الجمال .. تجعل القلب يشهق ألم الوصال .. شعرها الحر ملقى على كتفها الأيسر حتى خصرها يدور حول أضلعه لاسعا قلبه كلما لمسه .. إنها متعة النظر للجمال .. الوجه الفاتن بتفاصيل متقنة الزينة .. متقنة الخريف في لوحة لامرأة تشبه البنفسج الحزين .. عشقها يتجاوز خمر عاصمة الضباب نعم .. عشقها عاصمة الضباب . تتحرر أنفاس أكمل ليأمر بخفوت مشتد : " شعرها يُجمَع " ترفع شمس عينيها إليه فتفترق شفتاها وهى ترى هيئته في حلته الرسمية السوداء .. كان .. كان أميرا .. يهلك قلب أي امرأة .. حتى أنها سمعت صوت نفسها المرتعش وهو يشهق بصمت يذكرها أن هذا الرجل .. زوجها .. زوجها هى . يرتفع بينهما صوت سوزان معترضا يقطع صمت الشفاه وحديث العيون : " لكن يا ... " يقاطعها أكمل وهو يكرر مجددا وعيناه لا تحيدان عن شمس : " قلت شعرها يُجمَع " تستدير سوزان لتعود للغرفة مخفية حنقها لترتب أدواتها من جديد. يقترب أكمل منها لكن خطواته تتوقف مانعا يديه عن لمسها .. ينظر للون – الكونياك – الخاص به بشفتيها .. واقفا على حافة تهور وهى تذبحه برموش عينيها الطويلة .. بالتفاتتها البطيئة لتعود للغرفة بصمت راض عن غيرة قرأتها بعينيه ? – وتد - يرتد بصدره .. قبل أن تميل برأسها مجددا تمنحه – وعد – عينيها صمتا . بعد نصف ساعة تخرج سوزان مجددا تقف بعيدا تنتظر رأيه بعملها. تخرج شمس من الغرفة بعد أن جمعت سوزان شعرها بأناقة لتزينه بزهرة ماسية سوداء فيقابلها أكمل بنظرات عينيه المتوهجتين يمد لها يده .. بلمسة يدها وهى تضعها في كفه .. كانت تضع عمرها القادم معه .. وصوته يهمس أمام جمالها وهو يلمس خصلة تائهة على عينيها : " هذا أفضل لي " ..... | |||||||
28-08-18, 12:28 AM | #1407 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| تنهي لمياء وضع ما تحتاجه في حقيبة يدها التي ستأخذها وهى ذاهبة لعملها صباحا ثم تتجه لخزانة ملابسها تفتحها لتنظر للثياب المعلقة تحاول أن توفق طاقما رسميا منها .. تخرج بنطالا واسعا أسود مع بلوزة بيضاء ووشاح أزرق ثم سترة خفيفة سوداء وتغلق الخزانة لتتجه لسريرها تفرد عليه البنطال ثم تحضر المكواة لتبدأ بكيه . دقائق أنهت كي البنطال وقبل أن تفرد البلوزة تمسك هاتفها تكتب بابتسامة شديدة القلق "' أريد أن أخبرك شيئا "' تحتاج أي أحد يطمئنها وقلبها يرتجف ترقبا لأول يوم عمل في الغد .. ثقتها بنفسها تنعدم وهى تشعر أنها في مهب ريح قوية وهى تخرج لتواجه البشر بشركة كبرى .. لا تريد إلا أن تظل بغرفتها الآمنة بسريرها لا تفعل شيئا لكن نظرات والدها تؤلمها وهى ترى خيبة الأمل الصامتة .. وأوامر والدتها بتنظيف المنزل تشعرها كل يوم بالضآلة . تفرد لمياء البلوزة تبدأ بكيها تنتظر ضياء أن يقرأ رسالتها وبعد دقائق قليلة كتب "' قولي حبيبتي "' تبتسم وهى تمسك الهاتف تتنفس بارتعاش ثم تكتب بتوتر "' أنا قدمت على عمل في شركة للاتصالات وسأعمل بها في خدمة العملاء "' صمت ضياء طويلا .. لدقائق مرت ظلت تنتظر رده لكن لا إجابة فتلاشت ابتسامتها بقلق متزايد وهى تبدأ بكي الوشاح .. بعد لحظات تأتيها رسالة صوتية فتخرج سماعاتها من تحت وسادتها كعادتها لتسمع صوته بنبرة جديدة عليها "' عملاء !! .. ماذا ستفعلين ؟! .. ستستقبلين مكالماتهم كما تستقبلين مضايقاتهم ومعاكساتهم "' انكسر زجاجها وخاطرها ينكسر بوقع كلماته عليها .. بصوته سخرية واستهزاءا ولا مبالاة لم تشعرها به قبلا .. هل قللت من نفسها لهذه الدرجة ؟ .. كرامتها شديدة التألم وهى تحتقر نفسها لما فعلت . تكتب بغضب قلبها محاولة إنهاء الأمر "' إنه عمل مؤقت يا ضياء .. لا داعي لهذا الكلام "' فيكتب ضياء كأنه شعر بغضبها "' هل تحتاجين لعمل لهذه الدرجة لميا ؟ "' يا الله .. ما كل هذا الانكسار الذي تشعره ؟ .. تدمع عيناها وهى تعترف أنها تحتاج نعم .. تحتاج أن ترفع عن والدها حملها .. تحتاج أن تعود هى .. منذ عرفته والكلمات هجرتها كأنها غاضبة منها فلم تعد تكتب خواطرها .. لكن تعود وتشفق على حالها قبله والحسرة تمزقها وحيدة في غرفتها لا ينظر إليها أحد ولا يطلبها أحد .. إنها لا تحتاج شيئا من هذا العالم سوى أن يحتضن قلبها قلب صادق .. تعبت من الوحدة .. تعبت .. ومات قلبها جافا يتيما . تتشبث بطيف كبريائها وهى تكتب بشعارات الحرية المزيفة "' أحتاج أن أثبت نفسي ضياء .. أريد أن يكون لي مالي الخاص "' يكتب ضياء بعد لحظات ترقب مشحونة بتعاطفها واحتقارها لنفسها "' قولي كم تحتاجين وستجدين المال بيدكِ "' شعرت فجأة أنها هوت من منحدره الرخيص لمكان أكثر رخصا وحقارة .. شعرت أنه .. أنه يريد اعطائها ثمن كلامه معها .. هل يقصد ذلك فعلا أم أن كرامتها شديدة الحساسية اليوم ؟.. شعرت أنها .. أنها تبيع كلامها وقلبها ومشاعرها لمَن يدفع ثمنهم .. ألم يدفع ثمنهم بالفعل ؟!.. ثمنهم أن يشغل وقتها ويمحو وحدتها ويسأل عن أخبارها ويتخذ دور الحبيب بحياتها .. إنه نوع آخر من البيع في زمن العالم الالكتروني .. فهل يختلف كثيرا عن بيع الجسد ؟!. سالت دموع عينيها ووجهها يحمر غضبا حقيقيا كأن أحدا لمس جسدها فعليا فتكتب بقوة ثم تلقي الهاتف على السرير "' ضياء من فضلك .. أنا لا أحتاج لمال .. أغلى ملابس تأتي إليّ وأصرف على الماچستير آلاف .. لكن أن أعمل ويكون لي راتب خاص بي أمر مختلف "' "' أنا سأغلق الآن "' سمعت رنة لرسالة منه لكنها أخذت ملابسها بحدة ووضعت المكواة مكانها لتلقي الملابس على كرسي منضدة الزينة باهمال ثم تجلس على سجادة الصلاة المفروشة أرضا من بعد صلاة العشاء . دون شعورها كانت تبكي ألمها وحسرة قلبها وذنبها الكبير .. شيطانها نجح في الاستيلاء عليها وهى التي تعرف أن الشيطان لا يفسد الفاسد لأن بطبعه نفسه فاسدة .. الشيطان يبحث عمَن بداخله الإيمان محاولا الدخول إليه من أي ثغرة يغويه منها .. كيف استسلمت لشيطانها لتصير بهذه الحقارة ؟. عدة رنات متتالية تسمعها فيزداد بكاؤها لكنها تزحف أرضا لتصعد على السرير تمسك الهاتف بارتجاف .. لا تستطيع تركه .. لا تستطيع أن تعود لتلك الوحدة .. لا تريد .. تمسح لمياء دموعها وهى تفتح الهاتف لتقرأ "' انتظري لميا "' "' أنا لم أقصد "' "' أنا أخاف عليكِ لميا "' "' أتمنى لو أحفظكِ في زجاج لا يلمسكِ أحد "' "' أنا حتى لم أسمع صوتكِ بعد ليسمعه كل مَن سيكلمكِ "' "' لا تغضبي لكن عديني إن ضايقكِ أحد أعطني رقمه وسأمسح بكرامته الأرض "' تتنهد لمياء بوجوم وهى تضغط على كرامتها المجروحة ونفسها الكسيرة فتكتب بألم قلبها "' الأمور لا تؤخذ هكذا .. سأكون بخير لا تقلق ولن يضايقني أحد "' كأنه كان بانتظارها فأرسل لها بعد لحظة "' هذا ما يتعبني معكِ .. طيبتكِ الزائدة عن الحد "' تمط لمياء شفتيها بقلة حيلة مريرة تعتدل في جلستها على السرير وهى تغير الموضوع لتبدأ دورها التمثيلي معه ككل يوم "' حسنا أخبرني قبل أن أنسى سؤال كل يوم .. كم سيجارة شربت اليوم ؟ "' يرد ضياء برسالة صوتية مترددة بصوته المميز "' بصراحة .. ثمانية .. أنا أحاول أن أقلل منها لكن بالتدريج "' ارتفع حاجبا لمياء بكسر جديد لخاطرها وهى تقرأ الرقم فمالت عيناها حزنا وارتفعت شفتاها سخرية من نفسها .. أكانت تظن أنه سيسمع كلامها وستفرض سيطرتها عليه كما تقرأ في الروايات الخيالية ؟!.. تخرج أنفاسها عجزا كأنها كبرت عمرا زائدا لكنها تتابع دورها "' إن كنت تحبني حقا كنت ستمنعها تماما "' فيبعث ضياء رسائله الصوتية الخافتة باغوائه الخاص "' تعرفين أنكِ نور عينيّ "' "' اشتقت إليكِ .. أريد رؤيتكِ لميا "' يداعب دقات قلبها التي تستجيب له وتعلو وهى تتخيل شكله فتكتب "' وأنا أيضا "' فيكتب ضياء كأنه يرغب في ذلك هو الآخر "' هل تريدين رؤيتي حقا ؟ .. أنا أبعد رجل عن الوسامة في العالم "' تعقد لمياء حاجبيها بقلق لكنها لا تصدق أن صاحب هذا الصوت قد يكون بعيدا عن الوسامة .. حاولت إنتقاء كلماتها تحسب كل ما تقوله على غير عادتها لتؤثر فيه أكثر "' لا تقل هذا .. أنا أحببت قلبك قبل شكلك ولن يتغير شئ "' دقيقة واحدة فقط شعرتها فاصلا بين عالمين وصورتان يظهران لها على الشاشة تحتهما رسالة قصيرة "' ها هو حبيبكِ لميا "' شهقت لمياء بكاءا مصدوما وهى تلقي الهاتف مقلوبا على السرير تغطي فمها بيدها بذعر لا تستوعب ما لمحته .. لم تدقق النظر في الصور .. نظرة واحدة فقط كانت كافية لتبكي بحرقة وحسرة وانكسار وألم .. وخوف .. وكره .. تبكي وتبكي بصوتٍ مسموع تحاول كتم شهقاتها بيدها فلا تستطيع وصدرها يختض برئتين تكاد الانفجار هلعا بأنفاس تدخلها كالسموم فوق الوحل .. لأول مرة تشعر أنها ملطخة والوحل والطين يغطيها وهى ترتضي لنفسها هذه المهانة .. إنه ليس أبعد رجل عن الوسامة .. إنه .. إنه .. لا تجد وصفا سوى أن عينيها لا تتقبل أن تلمحه مرة ثانية .. بكاؤها يتزايد وهى تنظر لهاتفها الملوث بصوره فلا تعرف ماذا تفعل .. هل هذا هو صاحب الصوت الجذاب ؟!.. هل هذا شاعرها صاحب الكلمات العذبة ؟!.. هل هذا مجنون السيارات الرومانسي الثري ؟!.. تشعر أنها ستفقد الوعي بعد كل هذا البكاء الحارق .. هل هذا نصيبها .. أم هى مَن فعلت ذلك بنفسها بغبائها وسذاجتها ؟. ظلت تبكي طويلا حتى نضب البكاء على وجهها الأحمر وعينيها المنتفختين ثم أمسكت الهاتف وهى تغمض عينيها وتفتحهما نصف فتحة حتى لا ترى بوضوح فتحذف الصور مسرعة ثم تفتح عينيها تكتب بأصابع ميتة "' هذا هو حبيبي إذن "' نضب البكاء نعم .. ونضبت الكرامة والكبرياء .. نضب القلب وتصحر وهى تغرق في الوحل أكثر .. تستسلم لشيطانها تماما وهو يقودها نحو تهلكة بشعة لا تتقبلها عيناها وترفضها روحها .. فلتنسى ما رأت .. فلتظل مع صوته وخيالها الذي يرسم له صورة بارعة الجمال .. الكلام معه أهون من أن تعود وحدها .. على الأقل تتحدث وتجد مَن يرد عليها .. لكنها تشك بعد أن رأته أن تتقبل الحديث معه من الأساس . تأتيها رسالته فتشعر أنها محملة خوفا وقلقا "' لميا إن أردتِ أن تتركيني فـلن أقل شيئا "' أرضتها رسالته الخائفة جعلتها تكتب "' اصمت ضياء "' فيأتيها سؤاله الملهوف "' ألن تتركيني حقا لميا ؟ "' لا تعرف أمرها بالصمت كان ليسكت عن اعتقاد أنها ستتركه أم .. ليسكت تماما . تراودها فجأة رغبة أن تنام هاربة منه فتكتب بانزعاج "' أبدا "' "' لكن سأغلق الآن '" فتقرأ بعد لحظة رسائله المجنونة "' إياكِ .. إياكِ أن تغلقِ الآن "' "' هناك شيئا يتشكل بيننا هذه اللحظة .. إذا أغلقتِ سيتشكل ناقصا وأنا أريده صافيا مكتملا "' كره وسواد يلطخ قلبها الأخضر النقي وهى تكتب رسالة ظاهرها له حبا وباطنها لها بغضا "' أي شئ ؟! "' فيسألها ضياء بعد لحظات خانقة "' تتزوجينني لميا ؟ "' انتهى كل عام وأنتم بألف خير يا رب كان عيد سعيد عليكم دمتم بكل سعادة | |||||||
28-08-18, 12:30 AM | #1408 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 123 ( الأعضاء 68 والزوار 55) sandynor, noof11, بيون نانا, الذهب, سحرمجدي, bobosty2005, ayaammar, dodoalbdol, عاشقة اللون الأصفر, Znnno, قلب حر, Rima08, بلاكو, leria255, لعبة الحياه, aa elkordi, ميمونة meryem, NH_1927+, rontii+, ام البنات1989, زنبقة الماء 22, الاء ميراي, سميرة احمد, Nesrine Nina+, Alice laith, رودينا ابراهيم, مارينا جمال, غرام العيون, لهفة مشاعر, mira maram, اويكو, gdg, داااانه, amana 98, شاكرة, houda4, Time Out, مليكة النجوم, k_meri, mlak993, Agadeer, همس البدر, وهيبة1, NoOoShy, رباب بدر, مي فؤاد, Scarlette, Zainebrahim, محمد ثابت, Hiba mohamed, Rasha kazem, اشراقه حسين, RimaRim+, طوطه, zjasmine, Sun se, فديت الشامة, MS_1993, azizakahraman, Soso Wbs, Shmotb, Hagora Ahmed, AYOYAAA, ام الور, rasha moner, Ghufrank, MerasNihal+ | |||||||
28-08-18, 12:41 AM | #1409 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 132 ( الأعضاء 76 والزوار 56) sandynor, Haje_med, 330Shosho, مليكة النجوم, نوال11, مي فؤاد, مارينا جمال, الاء ميراي, rasha moner, سماح الحسين, هامة المجد, اويكو, gdg, فديت الشامة, الصلاة نور, Scarlette, لهفة مشاعر, houda4, سحرمجدي, شيماء عبده, الميزان, noof11, داااانه, dodoalbdol, همس حائر, k_meri, بيون نانا, الذهب, bobosty2005, ayaammar, عاشقة اللون الأصفر, Znnno, قلب حر, Rima08, بلاكو, leria255, لعبة الحياه, aa elkordi, ميمونة meryem, NH_1927+, rontii+, ام البنات1989, زنبقة الماء 22, سميرة احمد, Nesrine Nina+, Alice laith, رودينا ابراهيم, غرام العيون, mira maram, amana 98, شاكرة, Time Out, mlak993, Agadeer, همس البدر, وهيبة1, NoOoShy, Zainebrahim, محمد ثابت, Hiba mohamed, Rasha kazem, اشراقه حسين, RimaRim+, طوطه, zjasmine, Sun se, MS_1993, azizakahraman, Soso Wbs, Shmotb, Hagora Ahmed, AYOYAAA, ام الور, Ghufrank, MerasNihal+ | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|