آخر 10 مشاركات
الكذبة البيضاء - جيسيكا ستيل - روايات ديانا** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          باب السعادة - ريت كليمانس - روايات ديانا - (حصرياً)** (الكاتـب : Gege86 - )           »          حب لم يكتمل - سالي وينتوورث - روايات ديانا** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          تملك الذئب (2) للكاتبة: Michele Hauf كاملة & رابط التحميل (الكاتـب : Gege86 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          1127 - الرجل الغامض - بيبر ادامس - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          حبيبي .. أبقني قريبة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : lolla sweety - )           »          أحلام مستحيلة (37) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : سما مصر - )           »          132 - قبضة من وهم - فاليري بارف (الكاتـب : حبة رمان - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-10-18, 11:35 PM   #1891

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
Elk


مساء الخير

( لمن لم يعلم المنتدى كان في صيانة ومتوقف يوم الاثنين ولذلك قمت بانزال اعلان الغاء الفصل على الفيس وقلت انه سينزل الاربعاء أو الخميس حسب ما يفتح المنتدى وحسب ظروفي )

مؤكد اشتقت إليكم

اليوم آخر ما تخفي دارين عن رائد .. اليوم احتاج منكم التركيز في مشاعرهم لأنها بداية مرحلة جديدة لكل منهم

دمتم بألف خير


شكرا انجو .. اليوم اقتباساتك على لوحة دارين الجديدة




نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 25-10-18, 11:40 PM   #1892

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الفصل الثاني والثلاثون


بعد عدة أيام

تجلس لمياء على كرسي أمام طاولة خشبية تفصل حبات البازلاء عن قشورها .. تشاهد إحدى المسرحيات الكوميدية بالتلفاز لكنها لم تعد تستطيع الضحك عاليا كعادتها .. استيقظت مبكرا ولا تعرف لماذا رغم أنه يوم إجازتها وبعد أعمالها المنزلية المعتادة جلست تعد طعام الغداء ..
والدتها استيقظت منذ قليل وتسمع صوتها تتحدث بهاتفها بغرفة النوم مع إحدى صديقاتها فتسبب للمياء صداع السماع لصوتها العالي بطبيعته ..
هى أيضا اتصلت بشمس منذ قليل تطمئن على حالة والدها الصحية بعد عملية توسيع الشرايين التي أجراها .. بدت شمس مهمومة وليست على طبيعتها .. أقرب لحالتها القديمة الصارمة المنطفئة.
بعد دقائق أتت والدتها بجسدها الممتلئ قليلا تجلس على الأريكة جوارها مرتدية قميص نوم مطبع بورود كبيرة فاقعة الألوان فتنظر متثاءبة للنوافذ المفتحة بالصالة حيث تدخل آشعة الشمس تغنيهم عن الأنوار الصناعية في الثريا القديمة المعلقة بالسقف ..
تنظر للمياء فتدقق النظر في وعاء البازلاء أمامها ثم تقول بثرثرة عادية

" كنت أتحدث مع أم منة منذ قليل .. منة تمت خطبتها وستتزوج بعد ستة أشهر .. العقبى لكِ لميا "

ابتسمت لمياء ببرود وهى تتابع المسرحية ويداها تفصل البازلاء بلا توقف تعلم أن المحادثة حين تبدأ بحديث عن الزواج فستنتهي بكارثة ..
اليوم تريده هادئا لا تريد حتى محادثة ضياء وأمها تواصل ثرثرتها بنبرة ضاحكة ماكرة

" منذ مدة تعملين في شركة الاتصالات والمعروف أنهم ينتقون شباب مثل القمر لخدمة العملاء .. ألم يلمح أحدهم لكِ بأي شئ ؟ "

ردت لمياء دون النظر إليها

" لا "

تهز والدتها رأسها ملوحة بيدها باستهزاء قائلة بتعجب

" خائبة .. لا تعرفين كيف تكونِ واعية مثل الفتيات ؟! .. أتعلمين .. خطيب منة مدرس زميلها في المدرسة التي تعمل بها .. البنت ذهبت لتعطي حصص إنجليزية لأطفال الحضانة .. الحضانة !! .. واستطاعت الحصول على عريس ! .. واعية مثل أمها "

توقفت يدا لمياء تعض شفتها ساخطة ثم تسأل باستخفاف

" لماذا لم أصبح أنا واعية مثلكِ إذن ؟! "

تتمسك أمها بمقدمة قميصها وهى ترد بضجر

" أخذتِ طباع أبيكِ .. نفس الهدوء والسذاجة والكسل الذي يصيب بأمراض القلب "

تنهض لمياء تأخذ الوعاء وتدخل المطبخ لتبدأ تجهيز الطماطم متمتمة بوجوم

" رحمني الله ورحمكم مني "

تراقب أمها ما تفعله في المطبخ فتقول ضاحكة بنبرة مستفزة

" أحسن شئ أني أصبحت أترك المطبخ لكِ لتتعلمِ الطبخ "

تنفخ لمياء بنفاذ صبر بينما تتابع أمها

" لا تنسي وضع بعض الماء فوق الطماطم حتى لا تجف البازلاء منكِ كالمرة السابقة "

شئ بداخلها يغلي غليانا فتشعر بذاك الصبر المتبقي يتقطع مع قولها المنفعل

" ما أقدمه لكم تناولوه صامتين .. ألا يكفي يوم إجازتي أقضيه في المطبخ وفي أيام عملي أعود مساءا متعبة والصداع يفتك برأسي من أحاديث العملاء طوال اليوم لأطبخ لكم أيضا "

جحظت عينا والدتها تميل للأمام قليلا بحالة هجومية لترد بعصبية زائدة

" أحرقكِ الله .. هل تسمين ما تفعلينه طبخا ؟ .. مجرد قلي لبعض صدور الدجاج أو عدة أصابع بطاطس بجوار قدر أرز ينتهي بربع ساعة .. كنت أطبخ لكم وأقف بالساعات بلا شكوى .. ألا يحق لي ببعض الراحة ؟ .. لماذا أنجبت بنتا إذن ؟ "

اشتعلت النار بروحها بالدعوة القابضة .. الضغط النفسي الذي تشعره هذه الفترة رهيبا كأن صدرها يضيق حرجا بعدما كان منشرحا مع نفسها رغم كآبة حياتها ..
تخرج من المطبخ ثائرة فيرتفع صوتها بعصبية تماثل والدتها

" هذا ما أقدر عليه بعد عودتي متعبة .. أغسل أطباق وأطبخ وأرى إن كان هناك ملابس متسخة لتُغسَل وأمسح الحمام ثم بالنهاية أصنع لكما الشاي لأدخل أنام قتيلة استعدادا لليوم التالي .. وفي الأخر تدعين عليّ بالحرق والشلل "

ربما هذا ما أجادت وراثته منها .. الصوت العالي الباطل الذي يسحب منها رأيها الرشيد المحتكم لآيات الله سبحانه .. الذنوب تغرقها والعقوق يكويها .. لم تعد هى .. لم تعد تشعر بتقواها وإيمانها وحجابها المبكر ..
لم تعد تشعر بتسامح روحها .. وكيف تتسامح مع البشر طالما هى ناقمة على نفسها منذ زلت قدمها في الوحل الذي أرتضته ؟..
تقف والدتها تبرق عيناها تحذيرا وهى تمعن الدعاء عليها لأنها تعرف كم يضايقها الأمر

" منكِ لله .. منكِ لله .. أصابكِ الله بالشلل حتى تدركِ نعمة الوقوف التي تعيرينني بها "

دائما حين تصل لحائط سد تدخل لها من طريق دينها فتدعو عليها أو تذكرها بغضبها عليها والذي سيغضب عليها الله ..تعرف أن هذا الأمر الوحيد الذي يصيب لمياء في الصميم قتلا ..
وأصابتها تماما وعيناها تدمعان فتقول باختناق وهى تعود للمطبخ

" أنا لا أعيركِ .. أنا متعبة اتركيني "

تستدير أمها حانقة تعود لغرفتها وصوتها يعلو غضبا

" أصابكِ الله بالشلل .. لا أريد منكِ الطعام بالسم هذا.. أصابكِ الله بالشلل يا لميا كما تغضبينني دوما يا بنت الـ... "

ربما يكون الأمر هينا حين تدعو عليها وحدها .. لكن حين تشتمها بأبيها وتدعو عليه وتلعنه أحيانا فتشعر أن أمها تنتقص من كرامتها هى .. ثم يمر الأمر مبررة أنها عصبية ولا تقصد ..
تضع لمياء الطعام على نار هادئة ودموعها تهددها انهمارا قبل أن تغسل يدها لتعد لغرفتها الآمنة .. وإن كانت لم تعد آمنة بعد أحاديثها المخزية معه ..
ربما تدعي احتراما لكنها بداخلها باتت تعلم أنها بائعة هوى رخيصة متخفية ..
يا إلهي .. متى وصلت لهذا الرخص .. لهذه البشاعة ؟ ..
تمسك هاتفها جالسة على سريرها تقلب في منشوراته على الفيس بوك .. منشورات - يقول - إنها لها .. كلماته لها وأشواقه ملكها وحدها ..
يظن أنها حمقاء لتصدق أن له عزيزا .. ذلك الذي يخون زوجته !..
ما يؤلمها غباءها وهى تعرف كل هذا وتتمادى .. أتعاقب نفسها ؟ .. على ماذا ؟! .. على ضعفها وجهلها بالحياة .. على مشاعرها الفائضة ورغبتها بالحب فتغرس نفسها في الوحل أكثر حتى تقمع بها كل جميل ..
عيناها تتابعان تعليقاته هو وأصدقائه لكنها تلتقط تعليقا مريبا .. تتكرر صاحبته بكل منشوراته .. تتكرر كلمتها له بنهاية كل تعليق .. حبيبي .. حبيبي .. هنا وهنا وهنا ..
وهو يرد عليها يشكر ذوقها .. وأحيانا يرد بإحدى قصائد الغزل التي صارت تدرك كذبها .. إنها شباك الصياد به لا أكثر .. معسولة الكلام ليوقع مَن مثلها .. الساذجات بزيادة ..
ما زالت تقرأ التعليقات وشعورها يزداد بالإهانة .. لا تعرف ما كل هذه الاهانة ؟ .. أتستنكر إهانته لها وهى تهين نفسها بيدها ؟! ..
دون أن تشعر كانت تضغط زر الاتصال بتحفز هجومي عنيف ? جرعة أمدتها بها والدتها ..
يلغي ضياء الاتصال ثم يتصل هو بها كعادته حتى تكون المكالمة على حسابه ! .. مؤكد لابد أن يدفع لمزاجه ! ..
يأتيها صوته رقيقا حنونا كعادته

" لميا ! .. لم أعتد أن تحدثيني نهارا .. أين أهلكِ ؟ "

بكل التحفز داخلها سألته مباشرة

" مَن كرمة هذه التي تعلق لك على كل منشوراتك وبنهاية تعليقاتها دائما كلمة حبيبي ؟ "

ضحك ضياء عاليا فأثار غيظها حتى قال ممازحا

" كنت اعلم أنكِ ستنتبهين "

تكرر لمياء سؤالها بتشدد

" مَن هى ؟ "

رد ضياء ببساطة مستفزة بعد لحظات

" إنها فتاة صغيرة لميا .. في عامها الجامعي الأول .. مات والدها منذ فترة وتشعر بالوحدة الشديدة وفقدان الأمان "

المعادلة الصعبة أنها تعرف دناءته وحقارته وتستمر بكل حمق الدنيا .. كثير النزوات يريد أن ينعم بالنساء حوله دون أن يخسر أي عاطفة لأي واحدة منهن ..
هكذا أدركت طريقته .. إنها نفسية رجل دنئ يضع بيته وبناته بكفة مغلقة ويفتح الكفة الثانية للعبث طالما بعيدا عنهم ..
كانت في قمة الغضب دون أن تدرك فتسخر بقولها

" وأنت تطمئنها ؟! "

أجابها ضياء يهادنها برفق

" لا تغاري حبيبتي .. أنا فقط أتحدث معها وأراعيها كأخ لا أكثر .. آخذها كل ليلة ونتبارى بالأشعار .. مجرد محادثة عادية لا تقلقي "

أفكارها تدور حولها تخرج لها لسانها بشراسة .. أفكار عن رجل استغلها ليستعيد ذكريات الشباب في سن ما بعد الأربعين ..
أين كان عقلها ؟ .. أين كان ؟ .. وحتى إن كان شابا .. فأي حب هذا الذي توهمته .. أي حب هذا الذي يقوم على رسائل الانترنت ومكالمات الهاتف ؟ ..
أكانت يائسة لتلك الدرجة البغيضة لتقع في قبضة ملوثة عفنة ؟ ..
ترد لمياء بمرارة الشعور أنها مجرد نزوة

" أخ ! .. مثلما تحدثت معي بالبداية .. أليس كذلك ؟ "

بل مرارة القرف الذي صار ينتابها من نفسها .. حين تنظر لنفسها في المرآة فتشعر بالغثيان..
صارت تكره نفسها وحياتها .. اتبعت هواها فأرداها موتا بالحياة ..
وها هو ينهرها بحزم

" لميا لا تكبري الموضوع "

ردت لمياء ببغض كأنها ما عادت تحتمل سكوتا

" لكن تعليقاتها تفضح مشاعرها حتى إن البعض ظنها زوجتك "

سمعت نبرة الفخر بصوته وإن كان أخفاها كما يفعل ماكرا

" ربما تعلقت بي قليلا لكنها تعرف حدودها معي ولن تتجاوزها بأكثر من هذا "

غضبها يتصاعد والإهانة تشوشها فيعلو صوتها غير منتبهة أنها ليست وحدها بالبيت

" ولماذا تسمح لها بهذا ؟ .. أقول لك الموضوع يضايقني .. انهي علاقتك بهذه الفتاة فورا "

رد ضياء بتصلب صارم منهيا النقاش

" سأنهيها لكن ليس الآن "

رخيصة .. رخيصة وسيظل هذا الشعور معها لوقت طويل حتى لو تركته .. شعور بغيض يدخل خلاياها فيلطخ كل ما بها لأسود .. نور الإيمان يختفي .. لماذا .. لماذا لا تغلق الخط بوجهه ؟ ..
لا تعرف ما جعلها تسأل بجمود مفاجئ

" هل تعلم زوجتك بها ؟ "

أجابها ضياء مسرعا بنبرة قاطعة

" ماذا ؟!! .. بالطبع لا "

بالطبع لا .. لأنها بالكفة المغلقة المحفوظة .. لكن هى .. هى - خاربة البيوت - التي دخلت على أسرة لتهدمها بلا اكتراث ..
لا تصدق ما فعلت .. كانت تحاول بناء سعادة وهمية في الظلام على تعاسة وشقاء امرأة ترعى ابنتيها في النور ..
بنفس الجمود تسأله

" ولماذا تخبرني أنا إذن ؟ "

يرد بنبرة تلقائية .. مُجهزة .. مُعلبة

" لأنكِ حبيبتي وستفهمينني "

بل هى العشيقة السرية التي يتعرى أمامها ويفعل ما يريد حراما ثم يذهب ويأتي زوجته حلالا ..
حتى لو لم يكن بالجسد لقد أتاها بالكلمات وهى .. هى استمعت وتنهدت واقشعر جسدها تأثرا واحمرت خجلا .. أو وهما بالخجل ..
تتمادى وتتمادى وشعورها بالرخص والغيرة من امرأة محفوظة عكسها هى يعلو فتقول ساخرة

" وزوجتك لن تفهم ؟ "

ينفعل ضياء فجأة فيهتف بعصبية

" لا تتحدثي عنها لميا .. دعيها خارج هذه المواضيع .. هى لا شأن لها بكل هذا "

هل ستلوث طهرها إن تحدثت عنها ؟! .. هل هكذا يراها ؟ ..
عيناها تلمعان دموع الندم والوحل يكتم أنفاسها فتتسائل بشفاه مرتعشه

" هل تعرف أنك تخونها معي ؟ "

يهتف ضياء بتهور بنفس الانفعال

" لميا .. لا تتحامقي "

تنهمر دموعها بالإهانة شاعرة بفداحة ما فعلت فتقول باختناق

" كما تخونني أنا الآن مع كرمة .. وكما ستخون كرمة مع غيرها وزوجتك نائمة على أذنيها تربي طفلتيكِ اللتين نسيت وجودهما .. نسيت أنه كما تدين تدان "

انفجر ضياء فجأة فتسمع صوتا عنيفا لشئ وقع جواره وهو يصرخ

" أتجرؤين على ذكر ابنتيّ بلسانكِ القذر .. ابنتيّ ستكونان أشرف منكِ .. وتقصدين أن طبع الخيانة بي ؟ .. مَن أنتِ لتظنِ أنكِ تعرفينني ؟ "

لسانها القذر ! .. أشرف منها ! .. هل هو مَن يتحدث أم .. حقيقته ؟ ..
ثارت أنفاسها رغم انهمار الدموع وهى تجابهه لأول مرة بالحقيقة القذرة التي يعرفها كلاهما

" أنا أكثر واحدة على وجه الأرض صرت أعرفك جيدا .. أنت مَن دفعتني لكل هذا والآن وجدت الأصغر مني واستبدلتني بها "

يواصل ضياء انفجاره وصراخه ضاربا بكل ما كان عرض الحائط

" نعم .. نعم هى أصغر وأكثر براءة ومؤكد أجمل .. حين طلبت صورتها أرسلتها لي بنفس الليلة ولم تدعي الخجل مثلكِ كذبا ... أنتِ لا شئ أتسمعين .. أنتِ مثلكِ مثل أي عشيقة أو عاهرة تبيع جسدها احتياجا للمال .. أنتِ تبيعين احتياجا للعاطفة التي أغرقكِ فيها يوميا حتى صرتِ تتوهمين أن لكِ سلطة عليّ لتأمرينني أن أقطع علاقتي بمَن تريدين "

جمدت لمياء تماما مصدومة متسعة العينين تنهمر دموعها بلا احساس شاعرة بالقرف وغثيان رهيب يمرضها يطفو على صدرها ..
أنفاسها مسموعة كالأنين ويدها الأخرى تهتز على السرير هستيريا تصرخ بلا ..
يتابع ضياء سيل شتائمه كأنه يضرب عليها علامة خطأ بالأحمر العريض حيث انتهى هنا فليذهب لغيرها

" لكن أتعلمين .. أنا حقا سأقطع علاقتي بواحدة .. سأقطع علاقتي بكِ أنتِ .. اذهبي وادعي الطهر على غيري لكن أنا أعرف مَن مثلكِ جيدا .. تجدن التمثيل والمكر والخداع لكن أنا كنت مستيقظ لكِ كل لحظة "

أغلق الخط بوجهها فوقع الهاتف من يدها أرضا مصدرا صوتا عاليا .. لكن ليس كصوت حطام روحها ..
انتظرت لآخر كلمة منه .. انتظرت أن تسمع رخصها وإهانتها في شرفها .. إنه عقابها .. انتظرت عذاب جحيم الدنيا قبل عذاب جحيم الآخرة ..
هى التي .. هى التي كانت سترسل له صورتها قريبا جدا .. يا للمصيبة .. يا للمصيبة ..
دموعها تتفجر شهقات عنيفة وجسدها كله ينفر منها .. كلها تنفر من بعضها .. روحها تريد الخلاص وقلبها عالقا في السواد وعقلها يجلدها بالكلمات وضميرها يجلدها بالذنب ..
كرامتها .. نُحرَت .. وها هى دمائها تكاد تراها رؤى العين ..
شرفها .. على الأرض مهدورا يتلوى ألما ..
أرادت حبا فحادت عن الطريق المستقيم .. أليست هى القائلة لشمس يوما أن الحب رزق ؟ .. كيف حادت عن قيمها ومبادئها وزلت قدمها فكُسرت عظمة الانسانية بها ؟ ..
كانت تشعر إنها إنسانة جميلة مميزة بمشاعرها الفائضة الحالمة تنتظر رجلا يستحق تغدق عليه كل هذا لكن ..
هل وُسمَت بعشيقة للتو ؟ .. هل قال عنها ذلك الخائن أنها .. عاهرة ؟ ..
يا إلهي .. إنها كذلك .. إنها كذلك .. لقد باعت إحتياجا للعاطفة .. لقد أبت الخروج من الدائرة الخائنة حتى انطبقت عليها ..
الاحتياج كان يصرخ بها .. كانت محتاجة .. محتاجة ..
يا الله .. يا الله .. تحتاج الآن سترا أمام نفسها قبل أن يكون أمام الناس .. تحتاج غفرانا ..
لسانها يلهج وقلبها يخضع وروحها تخشع وكلها يبكي صارخا
" يا رب "
تميل على وسادتها تدفن وجهها الأحمر فتبكي كما لم تبكِ يوما .. كل دموعها على سجادة الصلاة تتجمع في شلالا عنيفا يغرقها ..
تحتاج رحمة الله .. تحتاج رأفة الله .. تحتاج توبة لا تعد بعدها أبدا لهذا الذنب ..
تحتاج صفات جماله سبحانه لتشفع لها عند صفات جلاله العظيم ..
تحتاج الرحمن الرحيم الرؤوف الودود وتخاف الجبار المذل .. لا ملجأ لها من الله إلا إليه .. إليه وحده ..
يا الله .. الحب رزق .. رزق .. وهى صارت .. صارت تكره الحب نفسه .. لم تعد تريد حبا .. لم تعد تريد رجلا ..
كيف بدأت وأين انتهت بها الخطايا .. ملوثة النفس مدنسة الروح بالآثام ..
كيف بدأت وأين انتهت ؟ ..
كيف بدأت وأين انتهت ؟ ..
جسدها يختض ببكائها العنيف وهى تدعو بصوت مكتوم في الوسادة

" سامحني يا رب سامحني سامحني سامحني "



.....

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 25-10-18, 11:46 PM   #1893

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


جلست شمس جوار نجوى على أحد المقاعد الفضية برواق المشفى .. الحزن يخيم على الجميع .. حزنا صامتا مكبوتا مثل ريح هبت شوشت أعينهم فصاروا يرون كل شئ عدا الحقيقة .. شوشت عقولهم فما عادوا يرغبون بتفكير ..
كل منهم ينأى بنفسه عن الآخر رغم تواجدهم معا .. عائلتها وعائلة عمها يد واحدة لكن يد معلقة بعيدا في الفراغ لا متمسكين ببعضهم البعض ..
شاهندا تزور سليمان باستمرار وها هى عنده بغرفته مع عمها كامل يطمئنان عليه ثم تخرج وتقتل قمر بنظراتها .. قمر التي ما عادت قمر .. مجرد جسد هزيل ذابل منطفئ بشروده الدائم ..
عمها كامل ودارين وحدهما يتفهمان كل ما صار ويمضيان بكل تماسك وثقة أن حمزة سيكون بخير .. بل الجميع سيكون بخير .. وتتمنى لو تحوز نفس ثقتهما ..
لكن كيف وهى وحدها تماما ؟ .. لم .. لم يتصل بها مرة واحدة .. حين يريد الاطمئنان على والدها يكلم عمها .. وعمها يخبرها صامتا بنظرة تسبر أعماقها فتجعلها ترغب بالبكاء الطويل ..
المرة الوحيدة التي زار بها والدها بعد إجراء القسطرة القلبية لم تكن موجودة حيث كانت بالمنزل تحضر لوالدها ثيابه وبعض الأغراض واكتفى برسالة باردة على هاتفها أنه .. أنه مسافرا لعدة أيام .. لكن أين وكيف يتركها وحدها في موقف كهذا ؟ .. لم يقل أي شئ ..
أكمل تخلى عنها في أكثر وقت تحتاجه فيه ..
تفكر كثيرا .. ليس بيدها سوى تفكير مضني يقتلها أحيانا حين تربط ما قالته وجدان بتصميمه أن يذهبا لعيد ميلاد والدها ذلك اليوم .. هل حقا أراد رؤية انتقامـ...ــه من قمر ؟!..
هل قالها حقا ؟ .. أراد نسخة جديدة لحبيبته السابقة ليتسلى بها ثم يحرق قلبها .. هل كان قاسيا لهذه الدرجة ؟.. هل تعطيه عذره بكرامته المجروحة .. هل تعطيه عذر أنه لم يكن لديه .. هى .. لم يكن يحب .. كما فعلت حين علمت بزواجه السري ؟..
يا إلهي .. كيف يمكنها أن تتصور كل هذا ؟! .. وكيف تصدق أنها ليست حامل منه ؟ .. وكيف .... ؟ .. هى حتى لا تعرف ما هى الاسئلة الصحيحة التي يجب أن تسعى لاجاباتها .. عقلها .. عقلها يعمل باتجاه وقلبها في اتجاه لكن كل الطرق تؤدي لكلمتين .. هو .. والفراق ..
رغم معرفتها كم يحبها لكنه .. رجل مثل باقي الرجال .. إن علم أن زوجته ارتبطت قبله سينسى شعارات أن ماضيها ملكها ولن يحاسبها عليه .. لكنه لن ينسى أبدا تلك العلاقة البريئة .. وستصور له خيالاته ما يجعلها بنظره .. شبه مذنبة .. إنها طبيعة كل رجال الشرق ..
لا تريد أن ترى بعينيه تلك النظرة مجددا .. قاتلة .. قتلتها ذاك اليوم ..
آآه .. عيناه .. مكمن الاشتياق ومرارة الافتقاد .. حب ضائع وقف على رموش عينيه .. حين أغمض عينيه عن شمسه .. سقط حبهما دون أن يجد مَن ينقذه ..
عيناها تدمعان فتقاوم رغبتها بالبكاء بتماسك هش وهى تنظر لوالدتها جوارها ترتدي العباءة السوداء منذ ما حدث ثم تقول بصوت خافت

" أمي أحتاج للتحدث معكِ قليلا قبل الدخول لأبي اليوم .. كل يوم يسألني وأشعر بغضبه المكتوم وهذا خطر عليه "

تحدق نجوى أمامها بجمود نضب من البكاء لا تصدق ما حل بعائلتها الصغيرة بعد أداء رسالتها هى وسليمان وتزويج ابنتيهما ! .. هذه هى الرسالة المنشودة .. البنات تُنجَب لتتعلم كيف تكون ربة منزل ثم تتزوج وترعى زوجها وأولادها فقط ! .. إذن ما الخطأ الذي حدث لتعود لهما قمر بهذه الطريقة ؟!..
بنفس الجمود تسألها

" ماذا تريدين يا شمس ؟ "

تدير شمس وجهها حيث باب غرفة والدها ثم تبتلع ريقها تحاول أن يخرج صوتها مباشرا واثقا بلا تقطع وهى تعيد عينيها لنجوى

" أمي .. قمر لم تفعل ما قاله حمزة .. حمزة فهم خطأ .. الرجل الذي قال عليه كان يتهجم عليها لكن حمزة ظنها ... تخونه "

ثارت نجوى بلا تصديق وهى تهتف بغضب مكتوم بصوت منخفض خوفا من العار

" لقد أعادها إلينا جرا من شعرها وأمام زوجكِ الغريب فضحها ثم طلقها .. كيف فهم خطأ ومَن ذلك الرجل وكيف يفعل حمزة ذلك ؟ .. أريد أن اقطع رقبتها .. لولا وجود سليمان هنا يمنعني لكن حين يقوم بالسلامة ويعود بيته سنتصرف معها "

أطبقت شمس شفتيها ناظرة لنجوى بلحظة .. لحظة بغض .. رغما عنها .. لحظة زائلة لكنها حملت الكثير لتختزنه الذاكرة في خانات خذلان والديها .. ليس بغض لشخصها بل .. بغض لفعلها وتفكيرها ..
رغم تأنيب الضمير لتلك اللحظة لكن .. بشرا هى .. ألا يغضب إنسان من والديه أبدا ؟! .. ثم يعود تحت جناحهما وتمر اللحظة بما حملت ..
والداها يصدقان حمزة ويعطيانه عذره كما صدقا عبد الخالق يوما .. ألا قيمة لابنتيهما عندهما ؟ .. أما من ظهر يقف بظهرهما ؟! .. أم إنهما مجرد – بنتين – لا عقل لهما مثل – الرجال - وكل أفعالهما غير راشدة من باب الدلال ؟!! ..
والدها يحكم بأن – النساء ناقصات عقل ودين – ونجوى تناصره معترفة أنها هكذا حقا .. لكنهما لا يفهما معنى الحديث ..
النساء لسن ناقصات عقل بالمعنى الحقيقي للعبارة .. إنما لأن الله سبحانه وتعالى قد جعل شهادة الرجل الواحد بشهادة امرأتين أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى .. وهذا ليس من باب أن عقلهن ناقص .. لكن الله سبحانه قدر حجم مسئوليات المرأة من رعاية لبيتها وزوجها وأولادها وعملها إن كانت تعمل أنها أكبر من مسئوليات الرجل لذلك ترفق سبحانه أنها قد تنسى فجعل شهادتها نصف شهادة الرجل .. كما إنه سبحانه منحها عاطفة بقدر أكبر من الرجل وقد تغلبها عاطفتها على عقلها ..
والنساء لسن ناقصات دين بالمعنى الحقيقي للعبارة .. قد تحمل المرأة بروحها إيمانا يفوق إيمان الرجال لكن الله سبحانه أعطاها عذرا شهريا يعفيها من الصلاة والصيام لذلك تنتقص هذه الأيام من حياتها الدينية لكنها أيضا تقضي أيام الصيام التي عليها بأيام أخرى وقت طهارتها ..
النساء .. النساء نعمة من الخالق سبحانه على الأرض بما تحمل قلوبهن من حنان وعطاء وصدق ..
والبنات .. البنت تدخل أباها الجنة حين يحسن تربيتها ..
رغم كل ما تشعره شمس نحو قمر من غضب لهروبها والسماح لوجدان بفعل لعبتها القذرة إلا إنها وجدت نفسها تدافع عنها وترغب بحمايتها كعادتها فأتى صوتها واضحا قاطعا

" قمر حفظت شرفها وعرضها وأبي لابد أن يفهم ذلك وأنتِ أيضا .. اذهبي واقطعي رقبة حمزة لأنه شك بابنتك لا أن تشكِ بها مثله "

يتملكها الغيظ ونجوى تنظر لها بعينين صارمتين ظنا أنها سترهبها لكن شمس واصلت ما حدث وإن كان منمقا بعض الشئ

" قمر أرادت أن تعمل في إحدى الشركات وحين ذهبت للمقابلة اتضح أن الوظيفة ... غير موجودة .. وفعلوا هذا لاستدراج .. أي فتاة .. وهناك تهجم عليها ذلك الرجل "

نفس ما قاله عمها كامل لوالدها ثم قاله لها هى وقمر ليتفقا معا على رواية واحدة يخفوا بها الأمر عن والديها .. إنها الحقيقة .. منمقة في علبة سوداء أنيقة دون أن تُفتَح فيكتشف أحد أنها سوداء من الداخل ..
تضرب نجوى على رأسها فوق حجابها الأسود متخيلة مَن أراد اغتصاب ابنتها فتقول جزعا

" أعوذ بالله .. استرها يا رب .. وكيف وجدها حمزة طالما ذهبت بمفردها ؟ "

ردت شمس بالإجابة – المُتفَق – عليها وهى تنظر أمامها بلا أي شفقة على أمها

" حمزة كان .. معها .. وحين تأخرت قليلا دخل إليها فوجدها .. في ذلك الوضع فظن .. ما ظنه "

تلين نجوى قليلا وهى تتصور ما كان يمكن لو لم يلحقها حمزة فتسيل دموع أم هلعا على ابنتها الصغيرة تسأل

" حقا يا شمس ؟ "

بطرف عينها تلتقط دموع والدتها فتبدأ الشفقة بالظهور مجددا بقلبها وهى تقول برفق

" نعم أمي .. لا تقلقي كل شئ سينصلح بإذن الله "

تدعو نجوى من قلبها قائلة بقهر

" يا رب .. لم اكلمها منذ مدة .. منذ سافرت مع حمزة ليقضوا بعض الأيام معا بعد العيد وأنا قلت اتركهما ولا ازعجهما باتصالاتي وكنت اطمئن عليها منه حين تعطل هاتفها .. وحين أراها .. أراها هكذا ... سترك يا رب "

تفكر أن ظن حمزة بالخيانة أهون من لا قدر الله لو اكتمل تهجم ذلك القذر عليها .. حمزة منهم وفيهم وسيتم التستر على الأمر رغم الفضيحة العائلية ..
سليمان مؤكد سيجد حلا للستر كما ستر شمس قبلها ولملم الموضوع ! ..
تمسح دموعها تتماسك لأجل الراقد على فراش المرض ثم تسأل فجأة بغير رضا

" أين زوجكِ يا شمس ؟ .. ألا يجب أن يقف معنا في محنتنا هذه ؟ .. لم يأتِ سوى تلك المرة الوحيدة ورأى والدكِ نصف ساعة ورحل .. هل هذا وقت سفر ؟! "

ارتعشت شفتها السفلى بنغزة عصرت قلبها عصرا بسيرته فتخفي ما تشعر وهى ترد دفاعا لا تعلم إن كان صحيحا

" سفره موعده محدد قبل كل هذا ولم يستطع تأجيله .. كما تعلمين هو يكلم أبي هاتفيا ويتصل بي وبعمي كامل ليطمئن عليه دائما "

كاذبة .. لم يتصل بها مرة واحدة كأنه يأبى سماع صوتها .. لا تعرف بمَ يشعر وبمَ يفكر ؟ .. أيعاقبها على علاقة حب انتهت منذ سبع سنوات ؟ .. أم .. أم يعاقبها على ظنها به حين طلبت منه الطلاق .. حين صرخت بوجهه أن وجدان حامل منه هو ؟ ..
لا .. ليس عدلا أن يعاقبها على أي شئ .. ليس تلك الليلة وبعد كل الضغط النفسي الذي عانته .. لم تكن تفكر ولم تحسب حساب كلمة واحدة .. ما خطر ببالها قالته باندفاع مثله .. كلاهما كان أمام جدار جنون يضربانه فيؤلمان نفسيهما بلا وعي ..
طلاق .. هل قالت طلقني حقا ؟ .. لا تعرف كيف نطقتها ؟ .. ربما قصدت اتركني قليلا لاهدأ وافكر .. لكن طلاق ...
تقطع نجوى أفكارها بقولها البائس الممتعض

" واحد مشغول بعمله وواحد غاضب ولم يحسب حساب أهله وعائلته ليزور عمه ولو مرة واحدة .. وأباكِ دائما ما اعتبره ابنه .. أباكِ الذي ظن أنه بزواج ابنتيه أنه كسب ولدين يقفان معه وقت الشدة .. أزواج بنات تجلب الحسرة "

أفكارها تجفل رفضا أن يمسه أحد بكلمة ولو كان والدتها فتقف على قدميها تقول بصلابة

" أمي انسي حمزة تماما الآن حتى يفهم ما حدث أولا .. لكنه أبدا لن يأت وإلا سيرى قمر وهذا آخر ما يريده هذه الفترة "

تأخذ سترتها الصحراوية الفاتحة الموضوعة بإهمال على الكرسي الآخر جوار نجوى فترتديها فوق قميصها الأسود وبنطالها الجينز حين شعرت ببعض برودة نهاية الخريف ثم تقول وهى تضبط شعرها المجموع

" سادخل لأبي الآن "

تستدير شمس متجهة نحو غرفة أبيها فتطرق الباب ثم تدخل لتجد شاهندا وعمها يهمان بالخروج فتخرج شاهندا واجمة ويتبسم عمها بوجهها كعادته ..
يغلق كامل الباب خلفه فتنظر لوالدها راقدا ينظر إليها بحزمه المعتاد ثم يتسائل

" كم الساعة الآن ؟ "

حتى في أضعف لحظاته يخفي ضعفه ليظهر قويا .. مشاعره كلها داخلية حتى إنها تشك أحيانا أنه لا يشعر مثلهم ! ..
تقترب شمس من الستار المغلق للنافذة فتزيحه قليلا ليدخل ضوء النهار للغرفة وهى تجيبه

" الثالثة "

يدير سليمان عينيه نحو الضوء المنعكس على تجاعيد وجهه وشعره الأبيض الخفيف ثم يقول بنبرة مريبة

" لم يؤذن العصر بعد .. قال كامل أني سأخرج بعد يومين .. لا أصدق أني قضيت كل الأيام السابقة راقدا هنا "

تقترب شمس من سريره الأبيض فتعدل الغطاء السماوي فوقه ثم تقول بتوجس

" نعم .. يومان فقط وستعود لبيتك أبي "

صمت سليمان قليلا وعيناه لا تبارح الضوء من النافذة المغلقة ثم رد عليها بنبرة أخرستها وجعا

" بيتي ... بيتي الذي شهد فضيحتكِ مرة لتتكرر نفس الفضيحة مرة أخرى مع أختكِ "

لا زال يسميها فضيحة .. ماذا تفعل وهى تحاول النسيان ومَن حولها ينظرون إليها أنها عارهم الأول ؟! .. الآن صارت قمر عارهم الثاني ..
يواصل سليمان بنفس النبرة وإن شابها قهر الرجولة الخفي

" قمر كسرت ظهري "

جلست شمس على كرسي جوار السرير لا تقدر على الوقوف مع كلامه الحاد ثم تقول بصعوبة خروج الكلمات

" لكني طمئنتك أن قمر لم تفعل شيئا وما فهمه حمزة خطئا .. اسمعني أبي "

تعيد سرد ما قالته لنجوى عن العمل والوظيفة الغير موجودة وتهجم الرجل على قمر وظن حمزة بها حتى إذا انتهت بنفس الصعوبة المرتجفة خوفا انفعل سليمان سائلا بحدة

" هل أنا طفل لتضحكِ عليه بكلمتين يا بنت ؟ .. هل هذه أمور تُفهَم خطأ ؟! "

ترفع شمس كفها مفزوعة بصوته الصارم هاتفة

" حسنا اهدأ اهدأ "

يصمت سليمان مشيحا بوجهه المكفهر فتقول شمس بقلة حيلة

" صدقني هذا ما حدث "

يفاجئها بعد لحظات وهو يعيد وجهه إليها آمرا بحزم

" اقسمي بالله أن هذا ما حدث "

جمدت شمس مجروحة مقهورة حتى تسائلت بنظرتها المنطفئة

" منذ متى كذبت عليك لتطلب مني أن أقسم ؟ "

يرد سليمان بلا اكتراث لما يفتحه من جراح لا يعترف بها

" كذبتِ في أمر عبد الخالق ولم تخبريني ما عرفتِه عنه وتركتِني أعيدكِ إليه "

تنظر إليه .. لموضع قلبه وتخشى توقف هذا القلب رغم .. رغم ما تشعره نحوه من برود مشاعر صار يعذب ضميرها قسرا ..
لماذا هو ليس مثل عمها كامل .. لماذا ؟ ..
تأخذ نفسا عميقا وترد بلا اكتراث مثله ببرود مشاعرها

" كان عليك أن تصدقني وتقف في ظهري بلا شئ .. أنت اعتبرت طلبي الطلاق دلال زوجة صغيرة السن .. وأنا استجبت لرغبتك وتوقفت عن دلالي "

تتسع عينا سليمان بنظرته الصارمة التحذيرية فتطرق شمس معتذرة باختناق

" أنا آسفة .. لكن لا تدعنا نتذكر هذا كلما تحدثنا .. أنا أحاول جاهدة أن أنسى وكل ما حولي يذكرني بما فات "

يدها تضغط على رجلها تريد النهوض ببغض نظرته .. نظرة تخرسها تكتم أنفاسها .. حتى الحديث لا يسمح لهم به لأنهم صغار يتدللون .. هى وقمر ووالدتها مجرد نساء ضعيفة لا تملك عقلا وهو له الكلمة الاولى والأخيرة عليهم ..
لا زالت تنظر للأرض فتفاجأ به يؤكد أفكارها دون أن يعلمها

" كان جدكِ رحمه الله يقول إن البنات عورة يجب سترها بالزواج .. لكن أنا تعجلت الأمر حتى استركما .. زوجتكِ في العشرين من عمركِ وقمر في الثانية والعشرين .. لم أعرف أنكما لا تستطيعا فتح بيت وتكوين أسرة "

يا إلهي .. لن ترد .. لا تريد أن ترد على كلامه الحارق لدمها .. لن تنتظر منه أن يتغير أو يفهمهما .. ليس بعد كل هذا العمر .. إنه موقن إنه على صواب بما فعله والخطأ فيهما .. هما الصغيرتان الفاشلتان لم يستطيعا الحفاظ على بيتيهما .. هكذا ترسخت مفاهيمه من العامري الكبير ولن تتغير مهما حدث ..
تغير شمس الموضوع فترفع رأسها قائلة بهدوء رغم الغليان الذي تشعره

" المهم أن توافق أن ترى قمر .. إنها تجلس كل يوم تنتظر إذنك بدخولها إليك "

يرد عليها سليمان بنبرة شك ذات مغزى مؤلم

" لم يأتِ حمزة اليوم أيضا "

رغما عنها تثور بدمها المحروق فيحتد صوتها قليلا

" حمزة لن يأتي هذه الفترة وتعرف هذا .. ألا يخبرك عمي كامل أنه يطمئن عليك منه ؟ "

رد سليمان بتوعد حازم ما يخبرها به يوميا وعيناه الصارمتان تنويان ما يقول

" كامل .. طوال عمره يقول ما يريح مَن أمامه حتى وإن لم يحدث .. لكني لا أريد أن أرها حتى يأتي إليّ حمزة ويخبرني بنفسه أن ما قلتِه لي صحيحا .. حينها فقط سارتاح .. وإلا سأقتلها بيديّ هاتين "

زفرت شمس بغيظ وهى تقف فتشتد نبرة صوتها الحادة لا مبالية

" لكن حمزة نفسه لا يعرف إلي الآن ونحن تركناه حتى يهدأ "

أشاح سليمان بوجهه فينهي كلامها بقوله القاطع

" سيجد طريقة ويعرف بها الحقيقة .. لا أريد رؤيتها وانتهى الأمر "

انزعجت ملامح شمس فتخرج من الغرفة تهز رأسها بيأس حانق ثم تبتعد لنهاية الرواق حيث يقف عمها كامل يتحدث بهاتفه فتقف جواره تنتظره ينهي المكالمة مع محامي القضايا الجنائية الذي أحضره لحمزة بدلا من محامي الشركة ..
لم تعد ترتاح إلا حين تتحدث معه .. عمها لم يطوله بأس العامري الكبير ولا تفكير أخيه المتعنت .. أخبرته كل شئ وكل ما حدث خاصة وأن شهادتهما هى وأكمل بما فعلته وجدان كانت ضرورية بالتحقيق .. ورغم ذلك ليست كافية ..

ينهي كامل المكالمة ثم يرفع عينيه إليها بتساؤل صامت فتقول شمس بخيبة أمل

" أظن أنه ارتاح قليلا بعدما قلت له ما اتفقنا عليه لكن لا يظهر ذلك .. طلب أن يؤكده له حمزة بنفسه حتى يرى قمر "

هز كامل رأسه مؤكدا بابتسامة صغيرة

" اعلم .. قالها لي عندما دخلت إليه .. لن يصدق إلا حمزة "

تتنهد شمس بالأمل الضعيف فتقول بنبرة مهمومة

" حمزة نفسه لا يصدقها "

يدخل كامل هاتفه بجيب سترته البنية وهو يرد عليها واثقا

" بل يصدقها .. حمزة يعلم أن قمر لا تفعل هذا .. لكنه غاضب والغضب يشعله يوما عن يوم أكثر "

تفترق شفتا شمس لحظات حتى سألت بقلق

" ألا توجد أخبار عن القضية ؟ "

أجابها كامل بما عرفه منذ قليل

" ليس بعد .. تم تجديد حبسه خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق "

وضعت شمس قبضتها على صدرها المختنق تعض شفتها السفلى بمرارة ثم تسأل

" حتى بعد أن شهدت أنا وأكمل بما فعلته وجدان ؟! "

يحرك كامل يده يرد بمنطقية

" تم استدعاءها وأنكرت كل هذا .. لا دليل ضدها "

احساسها بالذنب يعلو أن أكمل السبب وبذلك تكون هى طرفا غير مباشرا بالأمر .. وهو .. هو السبب الحقيقي الذي اختفى وتخلى عنهم جميعا ..
هنا بصدرها موجة عنيفة تضرب رئتيها كلما حاولت التنفس فينغزها قلبها متألما .. اختناق لا ينتهي حتى تشعر بملامحها تتجمد بالصدمات المتوالية على رأسها ..
في مهب الريح تحاول التفكير وحدها ثم تسأل بنبرة تائهة مرتجفة

" ألا يوجد أي دليل آخر .. أي أمل ... أي شئ .. أي شهود ؟ "

أشفق كامل عليها والحزن ينطبع بعينيها دمعا منكسرا فيرد برفق

" الشهود لم يروا سوى أن حمزة دخل الغرفة وضربه حتى قتله ووجدوا فتاة تصرخ جوارهما .. لا أحد يعلم شيئا "

تسأله شمس بآخر لمحة واهية للأمل

" ألا يمكن اعتبارها جريمة شرف ودفاع عن النفس ؟ "

أطبق كامل شفتيه لحظات بنظرة عميقة إليها ثم يقول

" هذا ما نحاول إثباته لكن شهادة قمر لا تكفي "

أطرقت شمس منكسرة تمسح دموع عالقة بطرفيّ عينيها فيربت كامل على كتفها مواسيا حتى رفعت عينيها إليه بتعجب حزين تتسائل

" وأنت يا عمي .. هل أنت بخير ؟ "

يبتسم كامل يهز رأسه إيجابا تملأ عينيه الثقة وهو يقول

" دقت على رأسي طبولا أكثر صخبا يا شمس .. مصائب أكثر من هذه بكثير وأخرجني الله منها سالما .. سيكون كل شئ بخير .. لا الفرح دائم ولا الحزن دائم .. الصبر مفتاح الفرج "

ظلت شمس تحدق به بقدر استغرابها من هدوئه بقدر اعجابها بهذا الرجل العظيم .. تتذكر كلام والدها منذ قليل مقابل هذه السكينة المريحة في حضرة عمها فتتمنى .. لو كان هو أبيها ..
يتلفت كامل حوله متسائلا

" أين شاهندا ؟! .. منذ رأينا سليمان وخرجنا لم أرها "

تمتمت شمس بخفوت وهى مأخوذة به

" لا أعرف "

يعيد كامل عينيه إليها متذكرا يقول باهتمام

" ابقي مع قمر .. إنها تنهار كل يوم منذ علمت بتهمة حمزة ومنذ رأته حين استدعوها للتحقيق "

عجز لسانها عن النطق أمامه مندهشة .. والدها كذب ابنته وعمها كذب ابنه .. وصدق قمر .. صدقهما معا حتى قبل أن تروي له ما قالته وجدان ..
الذنب بأنفاسها المختنقة حتى تمكنت من القول بحنق كتمته بصدرها فيزيد اختناقه

" إنها السبب .. لو لم تتبع عقلها الأحمق المتهور لما حدث كل هذا "

رد كامل عليها بنبرة حازمة

" قمر اخطأت وانتهى الأمر .. وها هى الآن ستموت نادمة أمامكِ .. هل نعدمها شنقا أم نقتلها رميا بالرصاص أسرع ؟!! "

مطت شمس شفتيها حرجا لصدق قوله .. كم من الوقت ستظل تجلدها بالكلمات أو النظرات ؟ ..
ألا يكفي عذاب الندم أم يجب أن يتكالب العالم كله على المخطئ حتى ينتحر قهرا بالنبذ ؟ ..
ألا يكفي إحساسها أنها سبب كل المصائب وذبول وجه القمر بها ؟ ..
ألا يكفي إحساسها أن الجميع يكرهها حتى لم تعد تنظر بعيون أحد ذنبا وانكسارا ؟ ..
ابتسامة صغيرة اتشحت بالحسرة وهى تخبره أمنيتها

" أنا أحبك كثيرا عمي .. وقمر كذلك .. ليتك كنت أنت ... "

صمتت .. صمتت تحمد الله على كل حال .. تحمد الله أن عمها كامل يقف معهم .. يتكلمان معه دون خوف .. دون حذر ..
لكن هو فهم فتبسم بوجهها الناعم بحزنه وهو يمسك كتفها دعما قائلا بنبرته القوية

" المهم .. سنلتزم بما قلناه لهما ولن يعرف أحد أنها كانت غائبة هذا الشهر .. وساخبر حمزة بذلك .. وأيضا علينا إخفاء كل ما يحدث لحمزة .. سليمان لن يحتمل .. تعرفين كم يحبه "

تخفض شمس عينيها أرضا تخرج نفسا حارا بالغم ثم تسأل بصوت بالكاد سمعه كامل

" لا اعرف إلي متى سنستطيع إخفاء كل هذا ؟ "

رد كامل عليها بنبرة إصرار تعرفها به

" لقد أخفينا غيابها شهرا كاملا يا شمس .. كنا نجد مائة حجة وكل منا يرد على الهاتف مرة متعللا بشئ ما حتى مر الأمر وها هى عادت .. لا داعي لأن يعرفا كل شئ طالما الأمر سيضرهما "

اومأت شمس مطيعة فاستدار كامل ليتحرك خطوة لكنه عاد إليها قائلا بنظرة متفحصة

" بالمناسبة .. زوجكِ اتصل بي يطمئن على أبيكِ .. ماذا يحدث بينكِ وبينه ؟ "

ارتجفت .. كل خلاياها ارتجفت كما يحدث كل مرة بذكره ..
يا إلهي .. الاشتياق مؤلم .. كم يوما مر دون رؤياه .. وكم يوما سيمر وهو بعيد بعد السحاب عن يديها ؟..
وحين يقترب .. يتلاشى ممطرا سحر عينيه .. ثم يغادر ..
صمتها أجابه دون إجابتها وهو يستنتج ما يحدث بما حكته له عن وجدان فيقول كامل بنبرة مؤنبة

" خسارة .. وجدان نجحت في التفريق بينكما .. لم تصمدا أمام الاختبار الحقيقي لزواجكما "

عادت عيناها تدمعان .. هى لم تخبره بحمل وجدان .. منه .. فقط أخبرته خطتها والتي ورطت حمزة .. لكن عمها أذكى من دورانها حول الحقيقة ..
كل نظرة منه تخبرها خطئها بحق أكمل .. كل نظرة تسألها أهى ضعيفة لدرجة أن تسمح لحقد أخرى تريده أن ينتصر عليها ؟! ..
لكنه أيضا لا يعلم كل شئ مما حدث تلك الليلة .. منذ ظهور جلال ونظرة أكمل إليها وكلامه لها .. ربما كلاهما اخطأ ولم يصمدا معا .. لكن ...
هل مصيرهما .. الفراق حقا ؟ .. أيهون الحب ؟..
يخرج كامل ميدالية مفاتيحه من جيبه فيخرج منها مفتاحا معينا قائلا

" خذي .. مفتاح بيت المزرعة .. ستذهبين أنتِ وقمر إليه خلال يومين لتمكثا هناك قليلا ... سليمان سيخرج ولا أريده أن ينفعل إذا رأى قمر .. ولا يمكنني ترك قمر هناك وحدها لذلك عليكِ الذهاب معها "

اومأت شمس بهدوئها الحزين وتفكيرها المنهك وهى تأخذ المفتاح منه ثم تتمتم بشرود

" هذا أفضل "



.....

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 25-10-18, 11:48 PM   #1894

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي



بإحدى الزوايا البعيدة برواق هادئ بالمشفى تقف قمر جوار المصعد تنظر للأرض دون قدرة على رفع وجهها وشاهندا تواجهها لأول مرة منذ أيام حين وجدتها وحدها

" لماذا أنتِ صامتة هكذا ؟ .. أين لسانكِ الذي كنتِ تسممين به بدنه ؟ "

عيناها تدمعان ووجهها الجميل يشحب والندم يعصرها حتى يمزقها شطرا وشاهندا تواصل بكل غضب الأم

" ابني سيسجن بسببكِ .. ابني أنا يجلس في زنزانة حبيسا وسط المجرمين والقتلة وكل جريمته أنه أحبكِ "

تنشج قمر بشدة تحاول كتم بكائها فيختض جسدها الضعيف به وشاهندا لا ترحم الدموع التي بدأت تنهمر

" أتظنين أني أصدق دموعكِ مثلهم .. لطالما كنتِ حقودة وقلبكِ حجر وأنا كنت أصمت طالما حمزة يريدكِ .. لكني الآن لا استبعد أنكِ خنتِه حقا "

طعنة تنغرس بقلبها المذنب جوار الطعنات التي ملأته الأيام السابقة منذ عرفت بما صار به .. منذ عرفت تهمته ثم رأته بقسم الشرطة حين ذهبت لتدلي بشهادتها في التحقيق .. رأته والأصفاد بيديه ..

أصفاد انغلقت على قلبها هى ففجرت دماءها بعنف الخوف والرفض والندم .. شهادتها لا تكفي لتبرئته .. وهى كلها لم تعد تكفي لقلبه المجروح ..

حمزة يحتاج فتاة بيضاء نقية لا غل بها ولا أنانية .. فتاة تسعى بكيانها لحبه لا تسعى للخلاص منه كما فعلت طوال عمرها ..

تحبه .. نعم تحبه منذ الثالثة عشر من عمرها كما قالتها قبلا .. لكن حبهما لم يكن يكفيها ولم يكفيه .. كان هناك تفاهما منقوصا لم يسع أحد منهما إليه .. كل منهما أراد فقط ما يرغب دون النظر لما يرغب الآخر .. هو يرغبها .. وهى ترغب بكيان ..

لكن رغبتها كانت أكثر حمقا وعدوانية فأعمت عينيها عن الواقع حتى .. دمرته .. دمرته وهى تعشق تراب قدميه كما قالتها له بكل صدقها .. لو استطاعت اليوم أن تمرغ وجهها بذلك التراب على أن يعود حمزة لحياته .. لفعلتها بلا تردد لأجل عينيه ..

مروجها الخضراء التي كانت تتنعم بها منذ طفولتها .. كان بظهر طفولتها أخا .. وبظهر مراهقتها حبيبا .. وبظهر شبابها زوجا ..

كان وكان وكان .. يا إلهي .. كيف يؤلم الندم حتى لكأنه يقطع من لحم الجسد قطعا ؟..

إنها .. إنها عارية .. بعد أن فقدته تشعر أن ظهرها عاريا .. كلها عارية والكلاب ستنهش بها كما كان سيحدث لولاه ..

إنها مبتورة .. لا شئ بها سليم .. تنظر لآثار ضربه الخفيفة الباقية على جسدها وتشعر أنها الشئ الوحيد الحي على جسدها الميت ..

أجل .. إنه موت .. إنها ميتة كما صار يعتبرها الجميع ..

يرتجف جسدها بردا وهزالا مع بكائها العنيف وشاهندا تتابع صب لعناتها على شبح الأنثى أمامها

" سليمان العامري لم ينجب سوى شمس .. لكن أنتِ بذرة ضالة سممت حياتنا جميعا .. كنت أصبر نفسي وأقول أنكِ بنت أصول مهما حدث لكن منذ هربكِ وعرفت حقيقتكِ الدنيئة ... "

يقطع كامل كلماتها وهو يقترب منهما بعد أن وجدها أخيرا هادرا بصرامة رغم نبرته المنخفضة لأنهم بالمشفى

" شاهندا "

تنظر لعينيه المتسعتين المحذرتين بحدة فتبرق عيناها الخضراء بالتوعد الشرس كما في نبرتها الغاضبة

" إياك أن تقف معها هذه المرة .. وإلا ستخسرني أنا "

تستدير شاهندا لتغادر المشفى بينما ظلت قمر تبكي بحرقة الذنب والندم بكاءا صادقا من أعماق روحها ..

بعد لحظات امتدت يدا كامل إليها فيقرب جسدها الضعيف المنكسر منه حتى استقرت بحضنه الواسع .. واسع بقدر كل الألم والمعاناة .. بقدر كل الندم والذنب الذي لن يغفره لها حمزة ..

واسع أكثر من حضن أبيها الذي لا تتذكره .. وأكثر من حضن أمها الذي يمنح ضعفا لا قوة ..

هنا تشعر أن لها كيان لأول مرة .. هنا تشعر بهويتها .. وهنا تسكب كل دموع حياتها ..

هل كانت هويتها قريبة منها لهذا الحد .. إلي حد أنها لم ترها لتنعم يوما بين هذين الذراعين الداعمتين حولها ؟..
لكن بعد ماذا ؟ .. لقد فات الآوان.



.....

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 25-10-18, 11:53 PM   #1895

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


مساءا

جالسا بسيارته ينتظر رنين الهاتف بعد موعد عمل انتهى منذ قليل بعد إرهاق شديد مع العميل الذي رتب معه إحدى الصفقات الجديدة ..
يستند برأسه لظهر المقعد حين فتحت الخط بصوتها العذب فيسأل بهدوء

" هل غادرتِ المشفى ؟ "

يحتاج نغم صوتها وملامسة تجويف عنقها مختبئا فيه عله يمحو كل هذا الإنهاك ..
يأتيه الصوت الذي ما عاد يخفي على نفسه اشتياقه إليه

" نعم .. أنا في طريقي للمعرض الآن "

لم يعد يشعر بالهدوء سوى معها .. هدوءها عدوى تصيب بنظرة من عينيها .. شئ مثل السكينة يطيب أيامه ويطبب جراحه .. لم يعد يشعر بالألم بذاك الشق ببطنه كما كان يتألم منه نفسيا فيشعر بدمائه تنزف ..
تنهد رائد وهو يعتدل بمقعده ليشغل محرك السيارة وينطلق بها قائلا

" وأنا أيضا في طريقي إليه .. سأقابلكِ هناك "

صمت طويل قابله كأنه باغتها برغبته المفاجئة .. كان يعرف مواعيدها اليوم .. موعد مع أحد الصحفيين ثم تزور عمها ثم تمر على معرضها سريعا ويبدو أنه اتصل بنهاية مطافها ليذهب إليها ..
ما يشعره أنه كان في مرحلة .. وانتقل إلي أخرى أكثر صفاءا .. بلا مرض وحرمان وقيود .. لكن لا زال هناك حجابا غير ملموسا بينهما ..
حجابا لا يعرف ماهيته ومن أين ينسدل فيغلف قلبه وقلبها بشئ ما يفصلهما عن الالتحام ..
يلتف بالسيارة لطريق جانبي أسرع وهو يسأل قاطعا الصمت الجميل

" كيف حال عمكِ ؟ .. لم أستطع زيارته اليوم منذ آخر مرة زرته "

ترد دارين وهى تقود سيارتها بطريقها للمعرض

" إنه بخير وسيخرج بعد يومين "

يعاود رائد سؤالها

" وماذا حدث بلقائكِ مع ذلك الصحفي ؟ "

أجابته دارين بنبرة عادية

" لا شئ .. سألني بضعة اسئلة عن دراستي وكيف بدأت المعرض ومن أين جئت بأفكار اللوحات .. اسئلة من هذا القبيل "

ارتفع حاجباه وهو يسأل بتلاعب

" اممم ... وقلتِ له من أين جئتِ بأفكار اللوحات ؟! "

صمتت دارين لحظات يسمع صوت أبواق السيارات حتى نادته بنبرة يعرفها جيدا

" رائد "

يجيبها مترقبا

" ماذا ؟ "

تباغته دارين مبتسمة

" أحبك "

ابتسم .. ابتسامة صارت تصل لعينيه فيلمع زجاجهما الأسود اشتياقا وليس دموعا ..
ابتسم .. لأنه يكاد يرى ابتسامتها هى أمام عينيه .. صار يدرك من لحن صوتها متى تكون مبتسمة ومتى تناور ومتى تتحدى ومتى تنازله بسيوف تصيب قلبه دون أن تبذل مجهودا خرافيا كالسابق ..
دارين .. ذلك الكتاب المغلق قرأ به صفحة تلو صفحة ويدرك أنه يتعدى الألف صفحة .. لكنه ممتنا لأنها جعلته يقرأ من جديد ..
يوما ما قالتها .. تجيد قراءة العيون وهذا مبشر .. لم يكن يعرف أنها تلتقط أطراف خيوطه جميعها لتلفها حولها هى ..
رصاصة خلف رصاصة تلقتها منه ولا زالت تخبره أنها تحبه ولن تتنازل يوما عن هذا الحب .. باقية له .. هى فقط ما تبقى له بعد رحيل والدته .. هى وأبيه عالمه الصغير..
نجحت دارين فيما فشل فيه الجميع .. خطفته ..
يغير رائد الموضوع متعمدا والطريق أمامه يتسارع بأعمدة الإنارة الصفراء على جانبيه

" أصبح الصحفيون يسعون للقاء بكِ الآن ! "

لم تهتم .. لم تتوقف .. بنفس ابتسامتها ونفس النبرة الجميلة ترد بثقة

" مؤكد ... زوجتك فنانة "

يده تشتد على المقود دون وعيه حتى قال بنبرة عميقة كـ ليل عينيه

" مؤكد .. أجمل وأغرب فنانة ... يليق بكِ أن تكونِ كذلك "

اتسعت ابتسامة دارين تلمع عيناها ببريق ساحر حتى سمعت صوته الهادئ

" أراكِ في المعرض بعد قليل "

صوته الهادئ ! .. متى تصورت أن يهدأ صوته .. أن يحدثها بلا كل ذلك الحنق الذي يملأه .. أن تتعمق عيناه مشتعلة حين ينظر إليها ؟!..
يا الله ... سبحان مَن يحقق الأحلام بين أيدي عباده.



بعد دقائق وصلت دارين المعرض ترى ما صار به اليوم حيث أن الفتاة المسئولة عن بيع اللوحات أخذت إجازة ووكلت أخرى تعرفها للقيام بعملها بعد استئذان دارين ..
تنظر للوحات هنا وهناك وبعض الزوار يقفون مَن يدرس ومَن يحلل ومَن يريد الشراء حتى وصلت أمام الجدار المعلق عليه لوحة رعد ونيفادا واتسعت عيناها غضبا.



دقائق قليلة وصل رائد المعرض يدخله فلا يجد زوارا به اليوم .. يبحث بعينيه عنها وعن العاملين هنا فلا يجد أحدا ! ..
خطواته تقوده للداخل قليلا ثم فجأة يسمع صوتها عاليا غاضبا

" أنا أعاملكم كلكم كأخوتي ومَن يخطئ أتجاوز عن خطئه لكن أن تصلوا لهذا الحد من الإهمال فلن أسمح بذلك "

تقف أمامها الفتاة الجديدة صاغرة فتقول بحرج

" والله يا سيدة دارين الدفتر الذي أعطته لي هبة لم يكن مكتوبا به أن لوحة رعد مباعة .. أنا ظننت البطاقة وُضِعَت عليها بالخطأ .. حين جاء ذلك الرجل عرض مبلغا كبيرا ليشتريها فوجدتها غير مكتوبة بجدول البيع ولذلك قمت ببيعها "

يهدر صوت دارين كما لم يسمعه رائد قبلا

" كيف تفعلين ذلك دون استشارتي ؟.. أتظنين الأمر لعبة لكي تُوضَع بطاقة مباعة على أي لوحة بالخطأ ؟.. أنتِ المسئولة أمامي لتعيدِ لي هذه اللوحة "

وجهها يشع نارا حامية وهى تلتفت إلي شابين وفتاة أخرى فيهدر صوتها بالمزيد

" وإذا كانت هى جديدة فماذا تفعلون أنتم ؟.. أين كنتم وذلك الرجل يأخذ اللوحة ويرحل بها ؟ .. نائمون وتأخذوا راتبكم مني كاملا .. جميعكم مسئولون عن إعادة هذه اللوحة .. أتسمعون ؟ "

يرد عليها أحد الشابين بتوجس

" نحن كلمناه بالفعل ليعيد اللوحة ويأخذ نقوده لكنه .. رفض "

تستدير دارين تتقبض يدها بعنف ويدها الأخرى ترجع شعرها للخلف بقوة تخرج أنفاسها من أتون مشتعل وهى تقول بحدة مخاطبة الفتاة الجديدة

" الخطأ على الأخرى التي أخذت إجازة وأقنعتني أنها اعلمتكِ بكل شئ هنا "

يتأملها رائد بنظرة جديدة وهو يراها بهذا الغضب لأول مرة .. دارين تصرخ !.. ماذا حدث بالكون ؟!..
ناظرا للعود الرشيق في بنطالها الرمادي وقميص أسود مخطط بالفضي الباهت وحرية شعرها كأسواط حادة وهى تستدير بكل الغضب داخلها ..
يرى عند باب المطبخ الصغير عامل النظافة فيشير له أن يقترب ثم يسأله بصوت منخفض

" ماذا حدث ؟ "

يتعرف العامل عليه منذ يوم الافتتاح أنه زوج السيدة فيجيبه بصوت منخفض هو الآخر وهو يشير بيده لمكان اللوحة

" لوحة الحصان الأسود التي كانت معلقة هناك كانت مباعة للسيدة دارين لكن الفتاة الجديدة لم تعرف ذلك فباعتها لرجل دفع فيها مبلغا طائلا ظنا منها أنها ستنال إعجاب السيدة .. المشكلة أنه عندما تحدثوا مع الرجل سمعتهم يقولون أنه رفض التفريط في اللوحة حتى ولو بضعف ثمنها "

صمت رائد قليلا وهو يحدق بمكان اللوحة ثم سأله

" هل سمعتهم يتحدثون معه بنفسك أو رأيت ذلك الرجل حين أتى ؟ .. ألم تسمع اسمه ؟ "

رد العامل مؤكدا

" نعم سمعتهم .. بعد أن انتبهوا لبيع اللوحة أرادوا تصحيح ما حدث قبل مجئ السيدة لكنهم لم يستطيعوا .. لكني لم اسمع اسمه .. لكن حين أتى رأيته .. كان رجل بزي عربي .. أظنه من عرب الواحات "

هز رائد رأسه مفكرا فانصرف العامل للمطبخ بينما لا زالت دارين واقفة تغلي بمكانها ولا تستطيع فعل شئ ..
يشعر بما تشعر كأن أحد ما قد سرق منهما شيئا يمتلكه كلاهما وإن كان شعورها هى أكثر منه بكثير لأن الأمر يخصه هو .. إنها لوحة فرسه .. وغضبها لأجله لا لأجلها ..
ابتسامة صغيرة تداعب شفتيه وهو يقترب منها مشيرا للشابين والفتاتين بالذهاب فتستدير دارين حانقة كيف يذهبون دون أن يعطوا لها حلا حتى كادت الاصطدام به قبل أن يمسك كتفيها يثبتها برفق ..
تلتقي عيناها بعينيه فينقبض قلبها بنغزة غريبة كأنه .. كأنه بطريقة ما مرتبطا بتلك اللوحة التي ضاعت والآن دوره لـ .. يضيع ..
تتسع ابتسامته قليلا وهو يقول

" جئت لأرى دارين العامري فوجدت دارين زهران ... تشبهينني كثيرا حين تغضبين "

يتحسس بظاهر أصابعه سخونة خدها متأملا عينيها المشعة ببريق عجيب هادر الاشتعال رفضا بما أُخِذ منها ..
كانت امرأة داخل امرأة كأنها تأخذ كل ملامح النساء .. وشئ ما يأخذها منه كـ خوف غريب يقف بينهما هذه اللحظة ..
شئ ما يوقفهما .. شئ ما يسيرهما .. كل منهما على درب .. كل منهما قلبه بيد الآخر .. فأين الملتقى ؟..
تبعد دارين يده عن خدها ثم تلتفت لتسير أمامه تقول بنبرة غريبة

" هيا لنذهب "

اشتعل بصدره ذلك القلب وانطفأ في غفلة منها .. لم تكن بانتظار الحرائق كعادتها لتشاهدها من بعيد بعد أن أوقدتها ..
تحيط نفسها داخل إناء بلور حتى لا يصل إليها هذه اللحظات .. لحظات تأخذها لنفسها كأنها تستأثر بالغضب فلا تسمح لاحد برؤيتها هكذا ..
بعد دقائق كانت تجلس جواره بسيارته تاركة سيارتها أمام المعرض .. صامتة تنظر من نافذتها لا يعلم بمَ تفكر لكن صمتها مريب كأنها بركان خامد يستعد للثورة ..
ناظرا إليها بشوق غريب فتلفت نظره أصابعها المتناغمة نقرا على حقيبتها السوداء الصغيرة الموضوعة على رجليها .. ربما تفكر كيف تعيد اللوحة ؟ .. وربما تفكر بشئ آخر غامض ومتشابك كنظرة عينيها إليه وهما يغادران المعرض ..
تمر رحلتهما بنفس الصمت حتى وصلا المنزل فينزلا من السيارة وهى تتبعه باستكانة مفاجئة وهو يفتح الباب ثم يشير إليها بالدخول فتدخل ويتبعها ..

عند باب غرفة المكتب يقف زهران قائلا

" حمد الله على السلامة "

يلتفتا كلاهما إليه فتبتسم دارين ابتسامة صغيرة وهى تقترب منه قائلة

" حمدا على سلامتك أنت .. كيف حالك ؟ "

يقبلها زهران على جبهتها يجيبها ببشاشة بنبرة ذات مغزى

" بأفضل حال كما ترين .. أنتِ كيف حالك .. وعمكِ كيف هو الآن ؟ "

ترد دارين بهدوء قدر استطاعتها الليلة

" بخير .. سيخرج من المشفى "

اومأ زهران وهو يطالع رائد من خلفها منتظرا كلمته لكنه اكتفى بنظرة فاترة قبل أن يصعد الدرج لغرفته ..
تتابعه دارين حتى أغلق الباب ثم تنظر لزهران تقول برفق

" لا عليك .. سينسى "

رد زهران متنهدا وهو يدخل غرفة المكتب مجددا

" حتى لو لم ينس لا يهمني .. المهم انه صار أفضل .. أنا أيضا ادرك صعوبة الأمر عليه .. بعد أن خاف أن أموت يعلم أن كل ذلك كان مجرد لعبة "

تقدمت دارين منه قليلا فتقول ما تعرفه عنه

" رائد حين يخاف يتحول خوفه كله لغضب يخرجه على كل مَن حوله .. بقدر خوفه عليك هو غاضب منك "

يهز زهران رأسه متمتما

" اعلم "

تستأذن دارين منه مغادرة غرفة المكتب لتصعد الدرج فتتوقف قدماها أمام الجدار الفاصل بين الغرفتين .. غرفتها أم غرفته ..
لكن طاقتها اليوم لم تسمح لها سوى أن تتجه يمينا حيث غرفتها فدخلتها لتتجه لسريرها تجلس عليه وذلك الخاطر يعبر بالها مجددا ..
ضاع منها أحد رموزه بحياتها الليلة .. فهل سيضيع هو ؟.



بعد ساعة كانت بفراشها ترفع الغطاء عليها تحدق في السقف حزنا .. خطأ وقع منها سهوا فدفعت ثمنه غاليا عليها .. تلك اللوحة أغلى ما رسمت ..
لن يفهمها سوى مَن يمتلك قلبها .. وحبه ..
حتى هو لن يفهمها مهما شرحت له قيمة هذه اللوحة .. إنها رمز انتصارها بعدما سلبته منها .. ليلى ..
بعد أن كانت بين يديه .. بعد أن كان يبحث عنها ..
كيف يمكن أن تخان الصداقة بين يوم وليلة ؟!! ..
تخان بمجازفة الشبه .. نفس العينين السوداوتين باختلاف النظرة ما بين الثقة والاهتزاز .. الجموح والخجل .. القوة والضعف ..
الأضواء الخافتة لعبت لعبتها .. ولسحر الموقف حينها لم ينتبه مَن كانت بين يديه .. وهو .. رضى بمَن جاءته.
تنتبه لمقبض الباب يتحرك بتردد صاحبه ثم يُفتَح الباب ويطل .. هو .. واقفا بعينيه نظرة تفهم للمرة الأولى تراها ..
يغلق الباب خلفه مقتربا من السرير فيرفع الغطاء ليجلس جوارها يده تمتد فتتلاعب بخصلات شعرها قائلا وهو ينظر لعينيها

" لا يهم إن ضاعت اللوحة طالما معنا الأصل "

معنا ! .. هل أغلق كهوفه وعبر صخوره ليترقب رنين خلخالها فوق جسور الاشتياق إليه ؟..
هل أدرك أخيرا أن الأمر صار – معنا – وليس – معه – ؟..
نظرتها غريبة تحمل حنينا قديما قدم رقصة لم يدركها .. ولم تدركه ..
ترتفع دارين بجسدها قليلا مرتدية قميص نوم نبيذي فتحلو بشرتها بلونه تضع رأسها على صدره حتى التف ذراعاه حولها باشتهاء صامت ..
يدها تُبسط على القلب الذي تسمع دقاته فترتاح وهى ترد بصدق

" نعم .. لا يهم .. طالما أنت هنا "

ترتفع دقاته تحت أذنها فترتفع يده حتى تجويف عنقها يلامسه بأصابعه ضاغطا مستشعرا نبضها كما يحب ..
يشعر ما يشعر لأول مرة .. أحب قبلا وعشق كرجل وفارس بكل كيانه لكن .. لم يشهد يوما قيام العواصف وثورة نيران العشق ..
لم يُعشَق بجنون مثل تطرف رسامة في حبه .. لم يقف في لحظة فاصلة بين اندلاع النيران وإخمادها .. لم يتقلب يوما بين حافة سكون تدفعه بغتة نحو حافة تحدي ..
لم يقف وجها لوجه مع الانبهار الدائم في حضرة امرأة قادرة على قيادة شعب وحدها .. كأنه يعيش تاريخه الخاص فتأتيه ملكة كملكات العصور القديمة بامرأة واحدة ..
امرأة على مقياسه هو .. بزمانه هو .. لقلبه هو ..
عيناه ترنو نحو خاتم العقيق الأسود الذي أهدته له فيشعر به أنها أهدته معه أحد أسرارها .. أسرار ملكة لا ترضى إلا بملك ..
يبتلع رائد ريقه ويده ما زالت تتحرك على عنقها فيسأل ما خطر بباله هذه اللحظة

" هل أنتِ سعيدة معي دارين ؟ "

تحرك دارين رأسها على صدره إيجابا فيقول رائد ساخرا

" لماذا أشعر إذن أني أظلمكِ دائما ؟! "

تتحرك يدها على صدره بهدوء حتى أحاطت رقبته برقة فتجيبه ببساطة

" لا تشعر بذلك إذن "

يبتسم رائد بعجب وهى تغمض عينيها فترتفع يده لرأسها يتخلل الشعر الناعم لنهايته ثم يقول بتردد

" أحيانا لا أكون معكِ تماما "

أحيانا تختلط الصور وتتلطخ بدماء هاربة من عدة وجوه .. تحيطه القضبان بصلابة وقت مر عليه بتجهم الحزن مُنعت فيه حتى الدموع ..
الدموع حينها كانت تعني أن الدماء ستراق بعدها ..
يعقد حاجبيه ببشاعة الصورة فينغزه الشق ببطنه ولا يعلم كيف شعرت به فأنزلت يدها لتضعها على الشق وهى تقول بخفوت هادئ

" أنت كلك تكون معي رائد ... روحك وعقلك وجسدك ... معي أنا .. مع دارين ... قلبك فقط هو العصىّ ... قلبك يعصى نفسك وهو يميل لي فتنهره ليعد لقبره "

ترفع رأسها تنظر لعينيه فيطالع ثقة البقاء بهذا القلب لتهمس في أذنه

" خائف أن تسلمه لي فتخونها ... وتريد أي شئ يثبت لك أنك على عهدك معها .. أنت تخونني أنا بذكراها ... وأنا أقبل خيانتك بإرادتي .. لكن مع الوقت ستدرك أنك ... أصبحت ملكي أنا "

تعيد عينيها إليه بتلك القوة المشعة منها .. كانت طريقتها أن تهزم شيئا قبل أن يهزمها .. وتذكره قبل أن يذكرها .. وتقتل فيه عهدا ميتا مسبقا قبل أن يقتلها ..
كانت تذهب لما تريد بكبريائها .. لا تنتظره أن يأتي إليها فيباغتها ..
مهما قابل بحياته لن يقابل يوما أنثى كـ دارين .. وربما يكون هناك مثلها لكن يصعب الوصول إليهن بهذا الزمن ..
محظوظ هو مَن يمتلك هذا الفيض الساحر من تناقضات القوة والضعف الأنثوي ..
يستغرب عدم غضبه وهى تتحدث عنها .. كأنه يدرك ببطء مشبع بالمشاعر أن ليلى رحلت من هذا القلب وبقت فقط في الذاكرة .. ولن تغادرها لحياته مجددا ..
حياته تحمل توقيع دارين كلوحاتها الممهورة باسمها .. اللوحة السوداء فيه تتلون ..
وهو يستعيد معها حقيقته فيرد عليها بتأثر

" أنا لست دنيئا دارين "

كان خيطا آخر تلتقطه منه .. شعوره بالذنب نحوها .. نحوها هى فقط ..
أن يصدق أن ذكراها خيانة .. وعهده لها خيانة .. وقبولها لخيانته .. سرها ..
تعتدل دارين قليلا تنظر لعينيه اللامعتين فتقول بصدق مشاعرها نحوه

" لست كذلك "

لمعة عينيه تزداد وقلبه يضرب صدره بذكريات شتى وهو يهمس برجولة متألمة

" ولم أكن بحياتي نذلا "

يراودها خاطر ضياعه فيوقظ فيها الخوف بضراوة .. منذ صارت ملكه وهى تخاف الفراق .. لكنها تبتسم لزمنها ..
القدر مكتوب وسيحدث .. وهى راضية .. أكانت تحلم أن يكن هنا أمامها يحدثها عن اعمق مشاعره كرجل ..
يدها تلمس وجنته بحنان فتقول بما تعرفه طوال حياتها

" أعرف "

كان يبحث بين سطور كتابها .. وكانت تفتح له الكتاب واضعة أسلحتها ..
كانت أنثى .. تضعف لحبيبها .. وتهديه روحا تخرجه من متاهة مشاعر ..
خيانة وصدقا .. نذلا وشهما .. سجينا وحرا .. هكذا عرفت ' رائد زهران ' بكل حالاته .. وبكل مراحل حياته ..
يهز رائد رأسه متسائلا بألم غريب

" لماذا تشعرينني بذلك إذن ؟ "

تجفل عيناها قليلا فترد تلقائيا

" أنا لا أشعرك بذلك "

متعبا .. منهكا مما يشعر .. ومما تشعر .. ومما تشعره به .. تلك التي لم تشتكي يوما .. لم تثور عليه وثارت اليوم لأجله ..
تلك التي تمد بينهما جسورا دائما بدلا من أن تقطع ترحالها إليه كأي امرأة أخرى .. لكن هى .. هى صارت ..
ظل يحدق بوجهها يرى كل تفصيل به باسمه هو .. وتلك العينين .. مألوفتين دوما كأنه عاش معهما عمرا قبلا .. وتلك الشفتين .. قبلهما من قبل أو .. تمنى ذلك يوما لا يدركه ..
وسط طوفان أفكار سنوات ماضية يقول برجاء أن تكذب عينيها

" عيناكِ ... تكفي "

أطرقت دارين فأخفت عينيها عنه .. يدها تنزل عن خده بوجع .. دائما حذرت أن تفلت منها نظرة تزعجه ..
أحيانا يكون أنانيا .. بل دائما أنانيا متملكا .. أحبته هكذا .. بعد كل ما يفعله يحاسبها على .. نظرة ..
قلبك قاسيا للغاية يا رائد .. صدقت يوم قالتها ..
تستعيد نفسها متحاملة على وجعه الجميل بقلبها فترفع رأسها تنظر إليه قائلة

" دعني أساعدك إذن "

ما زال بذلك الطوفان والشق ينغزه أكثر .. يده بلا وعي تقبض على شعرها فتتوحش عيناه كسابق عهدها وهو يقول بشراسة عذاب التطبع

" قضبان السجن كانت أكثر سمكا وصلابة مما تظنين .. لقد أصبحت مثلهم مع أول قطرة دماء أُريقت بيدي .. أنا مجرم دارين "

يدها تتشبث بذراعه تبعده عن شعرها تقول بقوة

" كنت تدافع عن نفسك "

هم رائد بالنهوض فأوقفته دارين وهى تحيط وجهه بكفيها تزرع كلماته بأعماقه

" أنت خارج السجن الآن ... هذه قضبان نفسك لنفسك .. لقلبك .. ولروحك "

يحدق بشفتيها الناطقتين فيشعر برغبة امتصاص الكلمات لجوفه هو .. تدهشه وتحيره .. وما زالت تخطفه ..
كان يرتدي رداء روحها ويلمس ما لم يلمسه أحد بها كما تفعل كل مرة معه ..
تمتلكه ويمتلكها .. تبدله ويبدلها .. توسم قلب الحجر بقلب بشر ..
تبادره مقبلة شفتيه فتقتله شوقا .. وتعذبه دهرا بكل لحظة ارتواء من ثغر العشق ..
يبعدها رائد قليلا هامسا

" توقفي "

تحتاجه ويحتاجها .. تغيبه ويغيبها .. تمنحه ذاتها لنهاية طريق لم يكن هناك مفترق طرق .. كان طريقهما واحدا ..
وصوتها يهمس بسلطة صارت تملكها عليه ناثرة على وجهه قبلاتها الصغيرة

" اوقفني أنت "

أنوار تسطع بروحه وشفتاها تهدي طابع الحسن بذقنه هداياها بسخاء العاطفة ثم تهمس

" انظر إليّ رائد "

يداه تحيط رقبتها ينظر لعمق عينيها الليلية نجمية اللمعان وهى تواصل نزيف روحها العاشقة لروحه

" اشعر بي .. أريدك أن تكسر كل تلك القضبان ... أريدك حرا كما كنت "

غابت معه باحثا عن عمره على شفتيها وبين أحضانها .. كاسرا تلك القضبان ..
تشعره يتحرر مزيحا كل الحطام ليبدأ على صدرها حياة .. كان يرد على كلماتها بألف كلمة في الثانية دون أن يتكلم ..
بلحظة فقط شعرت بنقطة ساخنة كاللهب على صدرها وهو يخفي وجهه فيها ..
دمعة خلف دمعة بكى ما ضاع منه على صدرها ..
يا إلهي .. كم كانت تحتاج لهذا منه .. لحظات بكاء لفرط جمالها بكت لألمه ..
تحتضنه بكل قوتها مثله تعرف أنها أخيرا وصلت لذلك القلب الباكِ على قلبها ..
كان هنا بملامحه القديمة وعينيه القديمة وحريته الصاخبة ..
وكانت هى تتبعثر بفوضى شاهقة تعلو داخلها كأمواج ستغرقها لا محالة .. تتذكر لعبة الضوء .. ولعبة الصداقة المخادعة ..
إنه الآن بحضنها هى بعد سنوات .. هل تخبره أنها هى ... هى ؟!..
لكنها توقفت مستسلمة لأمطاره الجميلة حتى تشرق شمسه .. ثم يطل على شرفتها قمره.



.....

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 25-10-18, 11:57 PM   #1896

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


صباح اليوم التالي


تستيقظ دارين بإشراقة ملونة مبتهجة شاعرة بالاكتفاء .. بقدر حزنها على اللوحة بقدر احتوائها لحزنه بقدر تنعمها بحضنه ..
قبل أن يخرج أيقظها مقبلا شفتيها قبل أن تعد لنومها الطويل مرتاحة .. راحة مذهلة تفتح صدرها لنسائم ربيعية مختلفة ..
تنهض من السرير متجهة لمشغل الأغاني بغرفتها فتشغل أغنية مجنونة مثل مزاجها بصوت عالي ثم تدخل الحمام وهى تلف حول نفسها راقصة على الصخب المثير ..
بعد نصف ساعة خرجت تلف جسدها بمنشفة بيضاء طويلة ثم تتجه لخزانتها فتخرج ملابس الخيل مباشرة ثم تتجه للمرآة تمشط شعرها وترجعه للخلف لامعا بالماء ثم ترتدي الثياب لتنزل للساحة الخلفية للخيل ..
أمام غرفة رعد الحجرية وقفت منتظرة السائس ليفتحها لها حتى رأته قادما فتبسمت له عفويا لكن قابلها حرجا بنظرة قلق عارمة ..
تنظر له دارين بتساؤل تنتظر ما تراه على وجهه العجوز حتى قال لها بنبرة أسى

" صباح الخير سيدتي .. كنت أود أن أبلغكِ شيئا لكن ... "

تتوقف كلماته عجزا فتحثه دارين مبتسمة

" ماذا هناك ؟ .. اخبرني لا تقلق "

لحظات صمت الرجل ثم قال حزينا

" نيڤادا ... ماتت .. اليوم صباحا "

تجمدت دارين مكانها مصدومة .. تحدق بوجه الرجل فتدور بها الدنيا لتستند بكفها لجدار الغرفة الحجرية جانبها ..
تهمس شفتاها بلا استيعاب

" كيف ... أنا كل يوم اطمئن عليها منك "

أطرق الرجل وهو يجيبها بخفوت مَن يعرف وقع الأمر عليها

" لم يظهر عليها أي أعراض سوى بعض الخمول وفقدان الشهية كما قلت لكِ سابقا .. تم معالجة الأمر لكن .. اليوم صباحا ارتفعت حرارتها وعضلاتها تشنجت فجأة وظلت تنازع طويلا حتى .. ماتت "

تدمع عينا دارين حتى سالت دموعها وهى تخفض رأسها بوجع .. تتقلص يدها على الجدار والألم يغزو قلبها بصدق ..
لم تحتمل فرسها بعدها عنها .. وهى هنا مشغولة به .. ومشغولة بفرسه وترويضه ناسية الفرس التي كسبت بها سباقا تلو سباق ..
فرسها نازعت بعيدا عنها بسببه .. هو مَن أبعدها .. هو السبب ..
لم تحتمل نيڤادا حرارة الجنوب .. هو السبب.




بمكتبه يجلس ينظر أمامه للا شئ لكنه يرى كل شئ .. يفكر بما حدث بالأمس وبكائه الطويل على صدرها وهى .. تحملته صامتة بحنان الدنيا ..
لم يخجل من البكاء في حضنها .. كانت هى نفسه .. وعلى صدرها بكى نفسه .. سكب كل مشاعره المتناقضة .. كل الغضب والألم والفقد ..
ثم تاهت معه في دوامة غريبة جرفتهما من شاطئ لآخر بكل مدن الحزن به ..
اليوم يشعر نفسه فارغا فراغا جميلا .. كأنه مستعدا للامتلاء من جديد .. بها وحدها .. بألوانها وحبها ..
اليوم يشعر أنه .. أنه يحب .. ذلك القلب بصدره ينبض لهفة ..
أنفاسه تثور وحدها وحرارته ترتفع بالفكرة .. منذ الصباح وهو يشعر بصداع الحاجة الضارية به لها .. ضجيج جسده يشوش عينيه فلا يرى سوى جسدها وملامحها وابتسامتها وعينيها .. المألوفتين .
يطرق الباب ثم تدخل سكرتيرته شيماء حاملة بعض الأوراق على ذراعها ثم تقترب من مكتبه فتضع عليه الأوراق تطلب توقيعه قبل أن تأخذها للسيد زهران حين يأتي غدا حيث ظل اليوم بالمنزل ..
يضع رائد يده على خده ينظر للأوراق فيحاول قراءتها بلا ضباب الرغبة .. يغمض عينيه ويفتحهما نافخا بنزق حتى نهض يأخذ الأوراق ويسير بها خطوات في مكتبه وشيماء تتابعه بتعجب ..
حتى توقف أمام المكتب بعد أن استطاع التركيز قليلا فيميل يأخذ قلما ليوقع الأوراق ثم يناولهم لها قائلا

" اطلبي لي قهوة داكنة واحضري لي أي دواء للصداع "

عبثا كان أن يضيع صداعا يعرف علاجه .. إنها رغبة رجل .. حارة حارقة .. لكنه لن يستطيع العودة الآن ..
يستند بظهره لحافة المكتب يتحسس حرارة جبهته ثم يمسح وجهه بنفاذ صبر ..
تقترب شيماء منه تدقق النظر إليه فيلفت نظرها حبات العرق اللامعة على جبينه .. بحركة عفوية منها امتدت يدها تضعها على جبهته فتتسع عيناها قائلة بقلق

" يا إلهي أنت ساخن للغاية سيد رائد .. هل أحضر لك طبيبا ؟ .. لا تشرب قهوة بحالتك هذه "

يده ترتفع بدهشة ليبعد يدها مستغربا عفوية ليست بمحلها لكنها كانت نفس اللحظة التي فُتِح بها باب مكتبه لتطل دارين هائجة عنفوانية كما لم يرها قبلا بهذا الغضب ..
وما رأته أمامها زاد اهتياجها مشعلا شراسة لم يظن يوما أنه سيراها في نظرتها له ..

توقفت دارين لحظات تنظر إليهما ويد شيماء تنخفض ببطء شاعرة أنها أحدثت مشكلة بلا داعي !..
عيناها البارقتان بعينيه المتفاجئة ونوبة جنون تتصاعد فيها .. كل الغضب الذي أتت لتصبه فوق رأسه لموت فرسها كان يجمع غضبا فوق الغضب ..
تستدير دارين مغادرة بنظرة مخيفة واختفائها المباغت من أمامه كان شفرة حادة أطلقتها عليه لكن لا يعرف ماذا أصابت ؟..
خرجت من الشركة وهى تسمع صوته خلفها ثم ركبت سيارتها بحدة وحين تحركت وجدت الباب الآخر يُفتح وصوته اللاهث يأتيها حانقا

" دارين قلت لكِ انتظري "

يركب رائد جوارها فيلتفت إليها قائلا

" ما رأيتِه لم يكن .... "

تنطلق دارين بالسيارة بحركة حادة فتقطع كلامه مجفلا وهى تقود بسرعة جنونية كالجنون المتراقص كالنار بعينيها ..
عيناه تتسعان وهو يرى الطريق يتسارع والسيارات تتسارع وهى تتجاوزها بتهور فيصرخ فيها

" دارين خففي السرعة "

يتداخل بعقله صوت ليلى يوما

( أرجوك رائد خفف السرعة قليلا ... أنا خائفة )

ثم يتداخل صوت دارين حارقا كيانه

( يوما ما سترى سرعتي )

وبين صوت وصوت يضيع بحادثة طريق خنقت عمره .. تشرد عيناه ناظرا إليها فلا يرى سوى ملامحها القاسية بجنونها ..
كانت تنوي قتلا لكل ما جمعهما يوما .. بعدما شبت النار لأجله تراه بهذا القرب مع أخرى سواها .. هو الذي جعلته ملكا على قلبها ..
قتل فرسها ومزقها .. مزقها وتقسم أنها ستمزقه ولن ترحمه ..
لا يعرف كم مر وهى بهذا الجنون فلا هواء يهدئها ولا طريق ملتف يوقفها حتى تأكد أنهما اليوم بالمشفى إثر حادث بأي لحظة ..
توقفت أخيرا أمام منزلهما فتنزل صافقة باب سيارتها بعنف وتدخل المنزل ركضا حتى الدرج وهو يتبعها صارخا بغضب

" دارين "

ينهض زهران من جلسته على الأريكة بالبهو مجفلا فيصيح به

" ماذا هناك ؟ "

التفت رائد إليه وبكل شراسته هذه اللحظة يهدر فيه

" لا تتدخل أنت "

يعلو صوت زهران فوق صوته هادرا

" ولد .. كيف تحدثني هكذا ؟ "

يقترب رائد منه فيقول بتوحش عينيه

" هذه هى نتيجة ما فعلت .. كذبتك التي زوجتنا انهارت والآن سينهار كل شئ فوق رأسي وحدي وأنت تتفرج كعادتك .. دعنا نخبرها أيضا بدَين والدها لنا وأننا أخذناها تخليص حق حتى تكتمل المصائب "

أمسك زهران مقدمة قميصه بهزه بعنف هاتفا

" يا غبي أبوها دفع كل ما عليه قبل أن نتقدم لخطبتها رسميا .. أتعتقد أن كامل العامري قد يضع أولاده في موقف كهذا ؟ .. لكنك غبي لتخسر إنسانة مثل دارين .. غبي "

سكن رائد أمامه وزهران يدفعه بتجهم متذكرا لحظة أراد بها إخباره حين جاء لرؤيته بالمنتجع لكنه غادر مندفعا ولم يستمع بحمق ..
بينما تقف دارين على الدرج تمسك علبة بيضاء مستطيلة قبل أن تفلتها لتقع منها أرضا ..
تقترب منه مذهولة بكل غضبها وجنونها الآن ودون أن تشعر ارتفعت يدها .. وصفعته ..
هذه المرة أصابت يدها وجهه .. هذه المرة تركها لما رآه من جرح عينيها ..
تركها أمام والده دون أن يأبه لاهانته لأنه .. أهانها ..
قبل أن تنطق شفتاها بازدراء بنبرة متعالية متكبرة

" أنت ! .. أنت تظن كل هذا الوقت أنك تزوجتني ( أنا ) بثمن دَين أبي لكم ؟! ... كل هذا الوقت تظن أنك تعيش معي شفقة عليّ ؟! .. أنت ؟! "

تنطقها بكل غرورها تخبره فارقا مهولا بينها وبينه .. فارق حياة ..
كبريائها يغلق قلبها تماما ليأخذ عقلها زماما منفلتا ..
وشراسة بطبعها تحتل ملامحها وهى تواصل

" أبي أخبرني أنه دفع دينكم قبل أن أوافق عليك .. كنت أظن طوال هذا الوقت أنك تعرف .. لكنك لا تعرف .. ولا تشعر "

كل كلمة بضربة سيف تفرقهما فراقا قاطعا .. كان يدرك أنه يخسرها وهذا ما آلمه وأشعل عنفه الماضي ..
كل كلمة اصبع بيانو يتحرك في معزوفته الأخيرة .. كان كلاهما يدرك نهاية بلا سابق تحذير ..
فقط قلبها المنقبض أشعرها .. لكنها لم تتوقع أن تكون النهاية بعد ما حدث بالأمس ..
لكنها حذرته يوما أن يمس كرامتها .. وهو دهس كرامتها اليوم .. مرتين ..
دون تردد توفي لعزة نفسها .. توفي لكرامتها بالقسم .. تمزق ما تمزق به بعبارة تعرف بما ستصيبه

" يوما بعيدا .. سألتني سؤالا لم أجيبه .. فقط استدرت وغادرت .. لأني لم أصدق أنني كنت بين يديك "

شرارات تندلع بأعماقه .. شرارات برق تبحث عن سؤال .. عن يوم ..
وصوتها القوي يتردد داخله أنينا لروحه

" اسألني اليوم نفس السؤال .. وسأجيبك "

البحث يتوقف وعقله يبعث إشارة عاجلة للذاكرة ..أعاصير داخله تدور دوارا هائما ..
والسؤال الذي لم يجبه أحد ذاك اليوم يأتي على لسانه

" مَن أنتِ ؟ "

لم يعرف أيسألها .. أم ينطق السؤال ؟! .. لكنه وقف جامدا أمام عينين تبرقان بألف نجمة في ليل صاخب ..
تلتفت دارين عائدة للدرج حيث وقعت العلبة فتنحني لترفع الغطاء ترميه بعيدا لينكشف ما بها ..
صوتها رغم خفوته يهدر بداخله يسطو على كل استكانة منحتها له يوما

" اليوم بلا قناع لأرفع يدك عنه "

يقف زهران متسع العينين مصدوما يدرك ما يجري ثم يستنتج ما حدث ..
بينما هو .. اقترب من البرق برهبة .. تغشى عينيه نظرة لم ترها دارين سابقا حتى شعرت للحظة .. بالألم ..
لكنه آلمها بقدر ما يتألم الآن .. ينهار أرضا على ركبتيه أمام علبة تحمل عمرا ضائعا ..
يلمس قناعا فضيا لمسه يوما ولم يسأل عنه بعدها .. كيف .. كيف نسى أن يسأل عنه ؟..
شفتاه تهمس بأنين الروح

" مسـ ... مستحيل "

مطعونا جالسا أمام خيبة عمره .. يلمس قماش فستان أسود لمسه منذ ست سنوات .. لقد قالت .. قالت له ليلى أن الفستان تمزق ..
ترتفع عيناه المصدومتان لدارين .. دارين هى ساحرته .. هى ساحرة البرق التي تمناها يوما .. ولضراوة أمنيته صدق غيرها ..
نعم هى .. الآن تذكر أن هذه مَن كانت بين يديه .. العينان المألوفتان .. وتلك الشفتين .. وخصلات حرير منذ أول لقاء شعر أنه لمسها يوما .. كان يصرخ .. يصرخ بالشبه منذ رآها لكن .. ما صدق الفؤاد ..
ينظر لعينيها الدامعتين خلف سدود كبريائها المنيع .. مزقته .. كانت قاسية حد الوجع الذي يشعره .. مزقته ظنا أنه كان يخونها .. وهو ما فكر يوما بخيانتها ..
لكنه أوجعها بشفقة مزعومة جرح بها أبيه فجرحها بلا قصد .. هل يخبرها دون اعتذار أنه لم يقصد كعادته ؟ .. وهل تسامحه قائلة أنه دائما يعتذر هكذا كـ شرقي مغرور كعادتها ؟..
يا إلهي .. كيف تستطيع الذكريات أن تكون بمثل هذا الوجع ؟..
كيف يستطيع أن يحيا دونها ؟.. هى التي جاءته بالحياة من جديد ..
تستدير دارين تمسح دموعها كي لا يراها أحد فتقول قبل أن تغادر المنزل

" هذا عقابك "

ما تصور أن تعاقبه يوما بهذه القسوة .. كانت تبتعد وتتحدى مخفية سلاحها الأخير ليومهما الأخير ..
ليلى .. أما كانت ليلى يوما ما تمنى .. كيف فعلت به هذا ؟ .. كيف ارتدت قناعا طوال حياتها ؟ .. طوال حياتها ! .. بل طوال عامين فقط .. هو عمرها معه ..
الآن أيصدق القلب أنها كاذبة ؟.. ينظر للدليل بين يديه فتترنح روحه في الظلام .. لو كانت دارين .. جاءته ..
لكن دارين لا تأتي لأحد .. وهذا جزائهما معا .. فراقا محتوما ..
دمعة وحيدة تسللت على خده الأيمن حتى استقرت على القناع الفضي بيده وهو يدرك مغادرتها .. أحقا غادرت ؟..
هل .. هل ضاع عمره الفائت هدرا .. والقادم ضاع سلفا ؟.



......

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-10-18, 12:00 AM   #1897

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


وتمر الأيام ...

الشفقة على الذات .. أن تتظاهر أنك بخير مهما كان بداخلك من ألم حتى لا تنال شفقة الآخرين بينما أنت تشفق على نفسك لدرجة الاحساس بالضآلة والتلاشي ..
لم تشعر لمياء أنها أكثر نقاءا يوما إلا هنا .. على سجادة صلاتها .. يلازمها الندم والدموع ورغبة التوبة الصادقة ..
الابتلاء اختبار للصبر ومَن حمد كرمه الله وغفر له .. لكن ما باله من يبلي نفسه بنفسه ذنبا وإثما عظيما ..
ما زالت تتذكر كلمات اهانتها الأخيرة تجلدها جلدا فترغب بإسالة دمها لعلها تتطهر مما بدر منها ..
كانت تضحك وقت همومها .. وقت شجارات والديها .. الآن لا تستطيع حتى الابتسام .. مستنزَفة من الداخل والخارج .. تشعر بقرب الهلاك ..
الفشل والوحدة والخوف والقمع هواجسها الكبرى في حياة ظنت أنها ستتميز بها فإذ بها مطمورة في تراب خانق .. الجميع تركوها بعد أن التفوا حولها صغيرة فمنعوها حق الاعتماد على نفسها في أي شئ وكانت النتيجة .. سذاجة قاتلة ..
لم تعد متواصلة مع حياتها .. فقدت روح الكلمات بها .. الاحتياج أذاها وما رأت سوى فجوة بها أرادت إغلاقها باطلا في سبيل العشق .. وحين يلم بها أي شئ تلقي على الآخرين لوما أنهم السبب وما فكرت يوما إن كانت هى سببا فيما يحدث لها ..
الشيطان قيدها وأعمى عينيها وسمحت له بتخدير حواسها .. إنها .. إنها تكره نفسها وجسدها الذي استغلته ببشاعة الذنب ..
فـ .. هل إلي مردٍ من سبيل ؟..
هل ستنطلق يوما كاسرة قيودها .. هل ستنتصر يوما أم ستظل فريسة الخوف والعجز ؟..
تغيم عيناها بنظرة لدفتر على سريرها يحمل آخر ما نزفت روحها ..


حقيقة واقع
تباغتنا الصدمة .. تنتابنا الحقيقة
تنكسر المبادئ .. لتطفو الخطايا
كذبةٌ براقة
نعيشها ونعايشها .. برضا وابتسامة
وحين يصفعنا المجهول علينا التذكر أنه .. داين تدان
ذبل قلبي بجفاف الوحدة .. واحترق بنيران الخطأ
فتفحم بحبٍ خاطئ ووهمٍ كبير
والآن أصبح رمادا .. فهل إلي حياة من جديد ؟
ما اسوأ أن تفقد نفسك وأنت تحاول البحث عن وطن يأويك
فلا أنت وجدت الوطن .. ولا احتفظت بماس قلبك في مخمله
ما اسوأ أن تنسى الكلمات .. فلا تعود تعرف ما الرد المناسب لقلبك
ما اسوأ أن تثلج روحك .. فتعيش على قارعة صقيع عاري المشاعر المهترئة
نعم .. مهترئة .. هو الاسوأ بعينه
أن تهترئ مشاعرك
كل الحقائق زيف
كل الوجوه أقنعة
كل قناع تحته مشوه ... كل تشويه اسوأ واسوأ
أين كنت أعيش أنا ؟
فى عالم منسوج من خيوط القمر .. ولون الورد .. وعبق النسيم
لأخرج إلى عالم .. لا اعرف له صفة
فقط يكفى أن أقول .. مشوه
بترقرق دمعة في حلا عينيّ
غسلت قلبي من خدش الثلج
تصهر ذاكرتي بنيران الذنب
وتمحو عن جسدي سياط الشهوة
إنها الصحوة
فلا تمد الذاكرة إليّ يدها بالتحية
احتاج فقط لبعض الغفوة .. والقليل من الكبوة
ليس أقسى من أن تنامِ والدمع يحاوط عينيكِ
فكلما اغمضتِ جفنا تساقطت دمعة
وكلما فتحتِ آخرا تساقطت أخرى
كل الفقد يساوى فقدا إلا فقد النفس يساوى .. كسرا
كُسرتِ .. نعم
فانهضي من جديد .. تحملكِ خيول الأمل نحو مستقبل مشرق
وابصري بقلبكِ ما تعجز عيناكِ عن رؤيته
ارسمي بأناملكِ لوحة أحلامكِ بأزهى ألوان الربيع
ونغمي لحن الحرية الكامنة بداخل أعماقكِ
لعلك حينها فقط .. تكونين نفسكِ






الخيانة .. ليست جسدا لجسد .. خيانة القلب أكثر صدمة وجرحا ..
في زنزانة بين أربعة جدران رمادية باردة يلامسها حمزة بعينين مطعونتين فيتذكر لمستها المشتعلة..
كم مر منذ آخر مرة تمنى لمسها ؟.. الآن قطع رابطه بها نهائيا ..
خانته مرة وكان ذنبها بحقه .. لكن أن تخونه مرة أخرى فهذا ذنبه بحق نفسه ..
كان مؤسفا أن يبحث عن حب في قلب جبان .. حين استدار لحظة وجد طعنة في عمق رجولته ..
قالت أحبك .. بعد فوات الأوان .. قالتها وهى ليست أهلا لها تاركة له مذاق المرارة على حب خاطئ من البداية .. لو كان بقلبها حبا ما فكرت لحظة في الابتعاد ..
والده يقول اخطأ مثلها حين لم يفهمها .. وهل أعظم فهما من أن يمنحها اسمه وقلبه ورجولته وروحه ؟..
وهى .. مزقت ذلك القلب وتركته ينزف في قاع الألم ..
هى المرأة الوحيدة التي أحبها بصدق مريدا أن يقترن بها عمرا .. بعينيها رأى طيفا بعيدا لخيانة ما صدقه .. ليته صدق .. ليته ..
تلك البصمة بقلبه لن يمحوها نسيان .. كان يظن أنه إليها كل شئ واكتشف أنه .. لا شئ ..
ليس ذنبها .. ذنبه أن افتتن يوما بالشعر الأحمر وتمرد العينين الواسعتين كالمرآة .. ذنبه أن تحمل ظنا أنه سيغير كل أنانيتها بيده .. لكن يدها سبقته .. طعنته ..
كم هى غريبة نفسه .. عشقت قاتلها وهى تبصر سكينه .. موجعة هى الخيبة حين ينتهي بك المطاف عند قلب كاذب وقيد أنت منه برئ ..
يكرهها .. يكرهها كما أحبها دوما .. يكره عينيه لأنها رأتها الأجمل ..
يكره دقات القلب التي دقت لأجلها .. قبل أن تتجرع من كؤوس الغدر والمذلة .. أمام الجميع هربت .. أمام الجميع خانت ..
.. وهان العشق.





الندم .. هو تلك الشظية التي تتولد بدمائك فتسير بمجراها تمزق أوردة الحياة حتى تصل للقلب .. وتستقر بمنتصفه عمرا ..
هنا ببيت المزرعة الصغير الدافئ تقف قمر أمام نافذة ..غرفته .. أول مرة تدخلها منذ أتت وظلت بغرفة الضيوف حرجا .. لكن ..
اشتاقت له .. اشتاقت رائحته وبسمته .. عينيه كلون الزرع الأخضر أمامها .. وضمته كـ وسع هذه السماء الممتدة بلا نهاية ..
اشتاقت لمسته لجسدها التي تتذكرها كلما هاجمتها كوابيس ما كان سيحدث لها ..
اشتاقت وقفتهما معا أمام المرآة ترى بعينيه روح تتمناها وما استطاعت إيجادها ..
هى .. هى الغادرة الخائنة بنظر نفسها قبل أن يراها هكذا .. والآن تتسائل لماذا فعلت بنفسها هذا ؟.. لماذا ؟...
تمر الساعات كالأيام تعتصرها ندما .. وتمر الأيام كأعوام .. لكن ليس كـ يوم الفراق .. كل شئ مر سريعا كـلحظة موت عاجلة .. وكلمة موت أعجل ..
الندم إبصارها الذي عاد متأخرا بعد عمى طويل .. هنا بزوايا الحزن المظلمة صار مكانها .. تقبع مع الحسرة واللوم والتعاسة الحقيقية ..
لم تكن يوما تعيسة .. هذا ما اكتشفته عن نفسها .. كان دائما لديها هو .. يرسم بسمة على شفتيها كانت تكابرها عنادا ..
كم هى غريبة نفسها .. حين كانت تمتلك السعادة هى التي غادرتها ..
تعلم أن الندم لن يفيدها ولن يرجع لها بشئ لكن .. إنها أطهر قليلا .. دارين بغرفة جوارها تنظر إليها بنظرة جديدة .. تحتاج دارين .. تحتاجها كثيرا ..
وتحتاجه هو أكثر في أمنية محالة .. تحتاجه ألما وافتقادا وصحوة مفاجئة ..
تحتاج أن تحزن حتى يفرح هو .. تحتاج أن تبكي حتى يضحك هو .. تحتاج أن تحمل هماً حتى يرتاح هو .. ولو كان موتها فيه حياته .. فهى تحتاج أن تموت .. ليعيش هو ..
لا يهون العشق.





الوفاء .. أن تلتزم بوعد قطعته لأحدهم دون أن يطلبه منك .. أن تتنازل كثيرا لتظل بجانبه مهما ابتعد عنك ..
يقينك أنك تنقذه من نفسه يكون رباطك السري به .. تعلم أنه ذات يوم سيتمسك بأطراف ثوبك احتياجا إليك ..
وهى .. ما أرادت سوى أن تكون بجانبه بعد أن تحقق حلمها ..
تنظر دارين للوحة جديدة ترسمها بغرفتها ببيت المزرعة رغم وعدها لنفسها بالراحة قليلا بعد معرضها لكن أفكارها عصتها لتخرج وإلا كانت ستقتلها .. عقابا ..
لوحة لفتيات غارقات مستسلمات للموت .. إلا هى .. تغوص للحياة ..
ما ظنت يوما أن تقسو عليه ذلك الذي اعتبرته ملك قلبها وطفل روحها وحبيب عمرها .. لكنها لعزة نفسها أوفى ..
ما ظنت يوما أنها ستفضح ليلى لكنها كانت تأخذ بحقها معها مما رأته بمكتبه .. لم يكن وفيا لها .. ولا لليلى .. وما كان سيقتله سوى أن يدرك كيف ضاع عمره ؟..
نادمة .. ابداً .. صروح روحها هنا شامخة وستظل .. لو لم تكسره كان سيكسرها .. وهى أنثى لا تُكسَر ..
كم تحملت صمتا بإباء وحذرته .. إلا كرامتها .. وتراه يفصح عن شفقته عليها بكل جبروته ..
كان لابد أن تنحي قلبها وتترك المهمة لجبروت الأنثى بها .. وما رحمته ..
لكن هنا .. سيظل على رأسها تاج الوفاء إليه وحده .. لن يأخذ مكانه رجل ..
هنا .. يدها تمسد بطنها برفق .. أملا جميلا لا ينضب ابداً ..
لا يهون العشق.




الضياع .. توهان فارغ بين نفسك ونفسك .. بين روحك الحقيقية وروحك التي زيفتها .. بين وجه ووجه .. بكاء وابتسامة .. حنين وألم ..
العمر ضاع هدرا .. والآن القوة التي يشعرها لا تكفيه سوى للانهيار مجددا ..
ينظر رائد للفستان الأسود على سريره بجواره قناعا فضيا خادعا .. كيف فعلتها ليلى به ؟ .. كيف ؟...
هذا الفستان بطاقته المظلمة الغامضة صار أقرب منها إليه .. هنا بغرفته فستانها ناطقا .. وخلفه قوارير عطر فارغة .. هكذا صار محاطا بالأطلال ..
يلتف رائد نحو المرآة يطالع هيئة لا يعرفها .. مجهولا بلا مأوى ولا صدر يبكي عليه ..
كل رغباته تتوقد وهو يرى حرية أضاعها بيده .. كانت حزينة لأجل فرسها وهو .. لم يقدم لها سوى ألما جديدا ..
يده تمتد لصندوق صغير ملقى بإهمال فيأخذه متخذا معه قرار .. بدقائق كانت قوارير العطر الفارغة ملقاة .. فرشاة شعر قديمة .. وأحمر شفاه لم يعلق بشفتيه ..
هنا فقط عالقا بجسده جسدها هى .. رائحتها هى .. وما تذكر سوى شفتيها هى .. المرسومتين لهوى شفتيه ..
هل يحدثها ويخبرها أنه ما عاد قادرا على العيش دونها ؟.. البيت مظلم كئيب منذ رحلت ..
هل يحدثها ويخبرها أن تمنحه صدرها الليالي القادمة بدعوة بكاء مفتوحة ؟..
هل يحدثها ويخبرها أن تمنحه عمرها كما كانت ستفعل قبل كل حماقاته بحقها ؟..
هل .. هل ستسامحه ؟..
هل يخبرها أنه أدمنها حتى صار سجينا فيها ؟.. أدمن ضحكتها وأنوثتها وحنانها وكبريائها .. وحتى قسوتها ..
عطرها لا زال عالقا بفراشه يخترقه ويشله ويتحداه مثلها .. ويبعث الحزن ليهجم عليه يحيطه في دائرة مظلمة لا خروج منها سوى بمفتاح .. يدها ..
رحلت .. وما تزود منها بدفء أخير لبرودة الشتاء القادم لقلبه ..
رحلت .. تاركة له عمرا هاربا .. وانتظارا حارقا .. وشتات قلب ..
أيهون العشق ؟.




الخذلان .. أن يصل شخص لأبعد نقطة بأعماق روحك .. ثم يقبض عليها حتى يزهقها قتلا ..
سمحت له بالولوج .. سمحت له أن يكون السند .. سمحت له أن يكون وحده قوتك .. لتجده هجرك بلا إنذار ..
أعطيته القدرة على كسر قلبك يقينا أنه لن يفعلها .. ويفعلها حد الألم ..
بغرفتها تنظر للشمس أمامها تبكي اشتياقا موجعا إليه .. هو مَن جعلها مثلها .. مَن جعلها .. شمس ..
تتسائل سؤالا لا يتوقف .. لماذا انتهى كل شئ بلحظة ؟..
تحتاج هدوءا قد يطفئ ضجيج عقلها بالأفكار .. وضجيج قلبها بالأنين ..
تمر أيام وهى تلوذ بحضن الفراغ والوحدة والحزن .. وهو .. ما سأل يوما .. ما اطمئن كيف هى بدونه ؟ .. ما اطمئن هل تحطمت بوقع الصدمات أم ليس بعد ؟..
لكن ها هى تتحطم .. البرد يجمد أطرافها حتى تنكسر ولا تجد دفئا .. يصل شرايينها حيث يجرى عشقه بدمائها ..
أكان كل ذلك حلما أم هو من البداية جرحا ؟.. يا إلهي .. كيف يقتل الحب ؟..
كيف يؤلم الخذلان ؟.. جداره لا زال بداخلها يذكرها .. هنا بصمة رجل تعشقينه .. وظننتِه معكِ لنهاية الطريق .. وإذ به يرحل ..
ألم يمرا بما هو أقسى ؟ .. لماذا إذن يعاقبها كل هذا العقاب ؟..
خذل عمرها كله .. خذل انتظارها واشتياقها وعشقها .. كل ما كان ضاع هباءا منثورا ..
وبعد كل هذا كل ما تحتاجه .. صوته .. صوته ما زال يداوي بعد أن اشبعها وجعا ..
عيناه .. وصفاء نفسها بهما .. نفسها التي صار الحزن يسترخي بها .. وعلى جدار قلبها يرسم الليل وحدتها بالدموع ..
انكسر كأس الثقة بقبضة قسوته .. وانسكبت كل الوعود والأحلام .. واستلقى العشق منهارا ..
تتعالى داخلها صيحات الخوف ثم يتمدد الصمت قاتما يخنق أنفاسها ويكسرها ..
أهكذا أردت يا أكمل .. أتكسر شمسك .. أتكسر نورك ودفئك ؟..
وهان العشق.

تلتفت شمس تمسح دموعها ثم تغادر غرفتها تنزل الدرج لتطمئن على أبيها قبل عودتها لبيت المزرعة .. تراقبه جالسا بهيبته بغرفة الصالون ووالدتها تناوله دوائه ..
لم يسأل أحد منهما على قمر .. سألا على حمزة لكن .. قمر بين طيات الغضب ..
يرن جرس الباب فتلتف والدتها لتخرج من الغرفة تفتحه لكن شمس منعتها وهى تستدير متجهة للباب

" أنا سافتح "

فتحت باب المنزل فتجد أمامها رجلا يحمل دفترا عريضا على ذراعه يسأل بمهنية

" أريد السيدة شمس العامري "

تعقد شمس حاجبيها باستغراب وهى ترد بتوجس

" أنا شمس "

يمد لها الرجل الدفتر قليلا وهو يناولها ورقة ثم يقول

" حسنا أحتاج أن توقعِ لي هنا بالاستلام "

تأخذ شمس الورقة دون النظر إليها وهى تسأل

" استلام ماذا ؟! "

رد الرجل تلقائيا

" وثيقة طلاقكِ من السيد أكمل الفايد "




انتهى

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-10-18, 12:05 AM   #1898

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 64 ( الأعضاء 36 والزوار 28)
‏sandynor*, ‏الفجر الخجول, ‏ميمونة meryem, ‏مارينا جمال, ‏حنان ياسمين, ‏abirAbirou, ‏métallurgier, ‏gdg, ‏سمية ميتو, ‏ريمين, ‏نورالشهري, ‏NH_1927+, ‏شاكرة, ‏زهرةالكون, ‏سارووونة, ‏Salma_3_, ‏بيون نانا, ‏Ghufrank, ‏نورا بدران, ‏rowdym, ‏conan94, ‏نوني الهلال, ‏SOL@RA, ‏سميرة احمد, ‏وردة شقى, ‏amira bacha, ‏منيتي رضاك, ‏نور نورسين, ‏Hagora Ahmed, ‏نوال11, ‏MS_1993, ‏زهرة الحنى, ‏Fatima HJ, ‏الصلاة نور, ‏naddou, ‏غنى محمد


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-10-18, 12:34 AM   #1899

بيون نانا

? العضوٌ??? » 396472
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 171
?  نُقآطِيْ » بيون نانا is on a distinguished road
افتراضي

سؤال واحد سالته لما كملت قراته الجزء كيف طلقها الحيوان ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه بالرغم من انه اكمل مو حيوان بس هان بلا بجد هان عليه العشق وكل الكلمات الي كان يحكيها لالها هانت عليه وال مو قد الحب لا تحب وبالنسبه لرائد ان شاء الله بيرتاح قلبه قريبا دارين مهما المته ما حتالمه اكثر من انها تبعد عنه لفتره والله اعلم شو تعمل بس عندي شعور انهم بالنهايه لبعض بسبب او بدون سبب اما حمزه وقمر ما بدي قول الا حسبي الله ونعم الوكيل الاثنين ما عرفوا يعبروا عن حبهم لا هي تقبلت حبه الكبير ولا هو تقبل انه هي لسه ببدايه الطريق ووالاثنين بسرعات مختلفه فلهيك الحين بينهم فجوه يمكن عمرها ما تنردم ما اعرف لليه شخصيه قمر هيك متمرده ع الواققع بشكل غبي جدا ويسلموا اناملك

بيون نانا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-18, 12:42 AM   #1900

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 81 ( الأعضاء 36 والزوار 45)
‏sandynor*, ‏ريما الشريف, ‏بيون نانا, ‏ميمونة meryem, ‏NH_1927+, ‏غنى محمد, ‏ري 10, ‏حنان ياسمين, ‏rowdym, ‏ام البنات1989, ‏مكط, ‏قمر وليد, ‏dodoalbdol, ‏khaadijemohamed, ‏SOL@RA, ‏Nesrine Nina+, ‏Khawla s, ‏نور نورسين, ‏الميزان, ‏رباب بدر, ‏Ghufrank, ‏نورالشهري, ‏وردة شقى, ‏ام ياسر., ‏الفجر الخجول, ‏مارينا جمال, ‏abirAbirou, ‏gdg, ‏شاكرة, ‏زهرةالكون, ‏conan94, ‏نوني الهلال, ‏سميرة احمد, ‏amira bacha, ‏منيتي رضاك, ‏Hagora Ahme


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:51 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.