آخر 10 مشاركات
ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          حصريا .. تحميل رواية الملعونة pdf للكاتبة أميرة المضحي (الكاتـب : مختلف - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          حصريا .. رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام .. النسخة الكاملة للكاتبة أثير عبدالله (الكاتـب : مختلف - )           »          حصريا .. تحميل رواية رمانة فارس والهيئة للكاتبة السعودية شادية عسكر (الكاتـب : مختلف - )           »          27 - مطار 77 (الكاتـب : MooNy87 - )           »          40 - عن الطيور نحكى (الكاتـب : MooNy87 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-18, 11:06 PM   #1971

شوشو العالم

? العضوٌ??? » 338522
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,012
?  نُقآطِيْ » شوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الخييير وتسجييييل حضوووور

شوشو العالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-11-18, 11:35 PM   #1972

conan94

? العضوٌ??? » 89597
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 803
?  نُقآطِيْ » conan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond repute
افتراضي

ان شا الله اليوم يكون في فصل ياااارب ياااارب
والله نهاية الفصل الاخير كانت مدمرة بدنا شي يريح الاعصاب شوي 💔💔💔💔💔


conan94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-11-18, 11:43 PM   #1973

kokokeke
 
الصورة الرمزية kokokeke

? العضوٌ??? » 415811
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 518
?  نُقآطِيْ » kokokeke is on a distinguished road
افتراضي

مستنياكى اوعى تتأخرى اكتر من كدا

kokokeke غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-18, 12:16 AM   #1974

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

مساؤكم كل الخير يا رب

اعذروني اليوم ان الفصل قصير شوية لاني طول الاسبوع عند جدتي بعد عمليتها وده اللي قدرت اخلصه
اتمنى يعجبكم
يإذن الله ارد على كل تعليقاتكم اللي مقدرتش ارد عليها الاسبوع اللي فات
دعواتكم بالشفاء لجدتي لان ما زال امامنا مرحلة اخرى للعلاج ادعو ان تمر بسلام




الفصل الثالث والثلاثون



بالحديقة الواسعة المتصلة بالأرض الزراعية الممتدة بلا نهاية أمام بيت المزرعة الصغير تجلسان تتحدثان في ركن مظلل بالأشجار الكبيرة فتنظران للشمس الذهبية على الزروع الخضراء دون أن تضايقهما حرارتها العالية ..
ما أجمل الشتاء هنا .. رغم برودة الليل إلا أن النهار مشمسا دائما حتى وإن غام قليلا أو أمطر ..
تضع هالة كأس العصير على الطاولة الصغيرة التي تفصلهما واضعة ساقا فوق الأخرى فتتحرك ساقها بانتظام تحت تنورتها الزيتونية ثم تعدل حجابها الأحمر حول وجهها قائلة بسخرية طفيفة

" أخيرا عرف بعد كل هذه السنوات .. لا اعرف كيف عاش معها عامين دون أن يفهم وحده ؟! .. أيظن أن ليلى قادرة على ارتداء قناع والدخول لحفل تنكري والرقص معه دون أن تعرفه ؟! .. أنتِ على الأقل كنتِ تعرفينه قبلها وتحبينه منذ وقت طويل .. لكنه ... "

تقطع دارين قولها وهى تضم وشاحها الصوفي الأحمر القاتم حول جسدها متنهدة

" هالة .. كفى كلاما عنه وعنها "

ردت هالة وهى تتراجع مستندة لكرسيها

" آه .. رائد زهران خطكِ الأحمر "

تبتسم دارين بحنين وهى تشرب القليل من عصير البرتقال الطبيعي ناظرة للطيور المحلقة أمامها تحط على الأرض تأكل منها بعض الحبوب ثم تفرد جناحيها صاعدة للسماء بحرية ..
' رائد ' أيضا كان حرا .. كان حرا بدرجة لا يتصورها إلا مَن رآه قديما عن قرب .. أيام جامعته وما بعدها بشبابه ورجولته النابضة بلا هوادة تصهل فروسية وإباءا ..
قبل هذه النسخة المدمَرة التي جاءتها كاختبار نجحت فيه حتى جاءت النهاية ثم .. تداعى كل شئ بلحظة غضب ..
هى الحليمة حتى تغضب .. العاقلة حتى تجن .. الرحيمة حتى تقسو .. لا شئ يمكنه المساس بكرامتها وإلا .. أهلا بثورة قد ينهار لها كل شئ لكن .. إلا روحها ..
تفتش هالة عن شئ ما بحقيبتها ثم ترفع رأسها لدارين تسألها بفضولها المعتاد

" لم تخبريني ماذا حدث حتى أخبرتِه ؟! .. أنتِ قررتِ منذ وقت طويل ألا تخبريه "

تلتفت دارين إليها بشرودها الراسم على ملامحها تعابيرا هادئة بغموضها ..
ألم ؟ .. بالطبع هناك ألم .. بل الألم محفور حفرا بنقوش لن تزول على قلبها لكن .. قلبها لا زال موجودا كما هو يحتمل نقش الألم منه كما اعتاد .. إن تناست هذه المرة فسيرحل قلبها وقد يأخذ حبه معه ..
سر حبها هو كبريائها الشامخ وكرامتها العزيزة .. هكذا هى .. أنثى بمائة رجل حين يلزم الأمر .. لا أحد بإمكانه أن يذلها يوما أو يلوي لها ذراعا طالما هى في طريقها مستقيمة .. حتى هو ..
ترد دارين دون إجابة

" هكذا أخبرته .. كان لابد أن يعلم "

وأسرارهما أيضا هى جزء من كرامتها لن يعلم بها أحد .. إن كانت هالة تعلم القصة القديمة لأنها كانت بها فقصتها الجديدة معه ستظل بينهما فقط ..
أيظن طوال ذلك الوقت أن والدها مدينا لهم ؟ .. والدها دفع المبلغ كاملا وفوقه الشرط الجزائي المفترض بالعقد بعد غرق البضاعة وأخبرها قبل الموافقة عليه لتكون حرة دائما بقرارها ..
لكنه كعادته يبحث عن أي سبب قد يسمم حياتهما ويفرقهما ليوهم نفسه أنه لا يتغير لكنه .. عاد .. عاد من جديد دون أن يدرك ..
ذلك الضباب بداخله تلاشى ودق قلبه متنفسا الحياة مجددا ..
وسط أفكارها التي تحيها هالة بحديثها عنه تتذكر دارين متابعة

" وأخبرتكِ أنه عرف حتى إذا رآني معكِ لا تتوترين "

تصدر هالة صوتا ساخرا وهى تلوح بيديها قائلة

" أخيرا تم فك حصار صداقتنا بعد أن كنا نتحدث على الهاتف فقط .. حتى زفافكِ يا مؤمنة لم احضره خوفا أن يفهم السيد رائد وحده فتُجرَح مشاعره !! "

تتسع ابتسامة دارين رغم كل الاشتياق والافتقاد والألم حتى بذكر اسمه ..
تتنفس الهواء النقي حولها وهى تمسد بطنها على الوشاح الصوفي الذي يغطي جذعها وما زالت أفكارها بمداره ..
عيناه قالتها .. عيناه عشقت دارين وأحبت ملامحها وابتسمت لحسن ألوانها وبهاء طلتها وجموح اشتياقها .. كل ما به قالها دون أن يدرك ..
فجأة وجدت نفسها تضحك وهى تنظر لوجه هالة المحبب بملامحه القريبة للقلب ثم تقول

" ارسلت إليكِ الزفاف بالصوت والصورة ماذا تريدين أكثر ؟! "

تستمتع دارين بجانب الصديقة الحانق فيها وهى تقول بامتعاض

" ولا شئ .. يكفي دعوتكِ لي هنا لأقضي معكِ اليوم فانتقلت من محافظة لمحافظة ! .. لا تعرفِ المعاناة التي عانيتها وأنا اقنع محمود بالأمر "

ارتفعا حاجبا دارين وهى ترد بتعجب

" من محافظة لمحافظة ! .. الفرق ساعة واحدة بالسيارة أي إنها أقل من المسافة بين بيتكِ وعملكِ ! "

نهضت هالة تسير ببطء تحت شمس الظهر الحارة تقول بابتسامة ساخرة

" بصراحة لم استطع مقاومة فضولي حين أخبرتِني أن مجنون ليلى عرف الحقيقة وقررت تلبية دعوتكِ .. بيني وبينكِ أريد الارتياح من حماتي قليلا منها لله .. تصوري بالأمس أوقظتني منتصف الليل لأنها تريد كي عباءتها ! "

تمط دارين شفتيها تأخذ نفسا طويلا قائلة بتسامح

" تحملي قليلا حبيبتي شقتكِ ستنتهي في أقل من شهر "

تومئ هالة مستديرة إليها لتعود للموضوع مجددا فتسأل

" هل أخبرتِه كل شئ ؟ "

تقف دارين تنفض ورقة شجر عن بنطالها الأسود وتضم وشاحها على جسدها وهى تسير باتجاهها قائلة

" لا .. عرف فقط أنني تلك الفتاة "

تتابعان سيرهما بالحديقة وهالة تقول بابتسامة متشحة حنينا قديما

" لو يعلم أننا كنا أصدقاء وأن ليلى كانت حاضرة الحفل ورأتكما معا .. دائما مَن يراكما كان يقول أنكما تشبهان بعضكما كثيرا لكن لم أتصور أن تفعل ما فعلته "

تناظر دارين السماء وذكريات تلك الليلة تتدفق لعقلها فتقول بشرود

" رحمها الله "

تتذكر هالة الحفل التنكري العجيب للاحتفال بعيد زواج صديقتهما منى ذلك اليوم .. الفكرة بالبداية كانت مجرد مزاحا ثم تحولت لحقيقة حين قررتها منى وزوجها .. أن يكون الحفل تنكريا فكانت ليلة طفولية مشاغبة ..
تتذكر وقفة ليلى الهادئة جوارها مرتدية فستانا بنيا داكنا بسيطا وأبت بخجل أن ترتدي قناعا .. تتذكر نظرتها البائسة حين دخلت دارين ..
دخلت دارين بفستانها الأسود فمزقت قلوبا بسيف جسدها الفارع ووميض عينيها خلف بريق قناعها الفضي ..
دخلت دارين ? لفتة برق تتحدى العيون .. دقات كعبيها تدير الرقاب ..
لم تكن ليلى تغار منها .. بل كانت تتمنى أن تكون مثلها حتى إنها كانت متعلقة بها كثيرا بحبٍ صادق .. كانت تتمنى لو تمتلك جرأة وخفة ظل مثل دارين فتستطيع ارتداء قناع دون أن تشعر بالحرج والتوتر ..
ما زالت ابتسامتها مرسومة على شفتيها بذكرى ليلى وجرأتها المنعدمة فتقول باندهاش يعاودها كل مرة

" كان اجرأ شئ فعلته بحياتها كلها ! .. اقسم أنني لا أدري إلي الآن كيف فعلتها ؟!! .. مجازفة حسبت لها طويلا بينما كنتِ أنتِ في ترددكِ بإخباره استغلت هى صمتكِ ... ما يغيظني منكِ إلي الآن إنكِ لم تقفِ وتواجهيها وتأخذِ حقكِ كما اعتدتِ "

حقها .. ها هى أخذته بعد سنوات وتركته بإرادتها ..
حينها لم تكن مترددة لكن ليست هى مَن تذهب لرجل .. بداخلها كانت تتمنى أن يعرف مَن تكون وحده فيأتيها .. كانت أمامه فرصة ليعرفها لكنه لم يبحث جيدا .. رضى بمَن جاءته وقالت أنا .. هى ..
ربما كان اختباره الذي فشل فيه وهى تراه بالنادي يبحث بعينيه دائما بعدها فيحدق بكل أنثى بشك حتى تلاقت أعينهما يوما .. تحركت قدمه خطوة تجاهها ثم ثبت مكانه وتراجع حين جاء منير بنفس اللحظة ليتحدث معها ..
كانت لا تزال بعامها الثالث الجامعي ومنير تعرف عليها منذ أشهر قليلة من أخيه هشام زميلها بالكلية .. ليطلب يدها بعدها بأشهر مرة لكنها رفضت بصدمة زواج رائد وليلى .. وبعد ست سنوات حين وجدها لم تتزوج يكرر منير طلبه وترفضه للمرة الثانية قبل أن يتقدم زهران بطلبها لرائد بعدة أسابيع ..
اليوم تتخيل لو لم يأتي ' منير' تلك اللحظة لكان ' رائد ' تابع سيره تجاهها حتى وصل إليها .. ولم تكن لتنكر أنها مَن يبحث عنها .. ربما رفضها لمنير في المرتين لأنها تحمله ذنب الخطوة التي لم يكملها رائد بسبب مجيئه ..
اليوم لن يتذكر أنه سار إليها خطوة مقطوعة كما لم يتذكر أنه رآها بمزاد بيع فرسه رعـد ..
أطرقت دارين تنظر للأرض العشبية الخضراء ووقع خطوات قدميها بحذائها الأسود فتتذكر خطوته تلك .. لا زالت تتذكر ماذا كان يرتدي وكيف نظر إليها وكيف افترقت شفتاه وانعقد حاجباه كأنه تأكد أنها .. هى ..
تبتلع ريقها برعشة قلب مؤلمة ثم تجيبها بصوت شارد

" لأنه أحبها بعدها يا هالة .. ولست أنا مَن تدخل في منافسة على رجل "

تنظر هالة إليها جوارها تسير بكبريائها المعتاد فتسألها بما تعرف إجابته مسبقا

" والآن لمَ لا تخبريه كل شئ ؟! "

ردت دارين بلا تردد

" لأنه يعلم أن ليلى كذبت عليه وهذا يكفيه .. لم تري نظرة عينيه حين عرف ... لكن إذا علم أيضا أنها كانت صديقتي وخانتني هكذا تخيلي كيف سيكون الأمر عليه "

هزت هالة رأسها إيجابا بما توقعته .. دارين لا تتغير مهما مرت عليها السنوات ..
لا زالت تتسائل عن الحدث العظيم الذي صار ليجعل دارين تكشف ليلى أمامه وهى التي قررت النسيان ..
تتذكر مكالمة دارين لها تبلغها أن مجنون ليلى طلب يدها وهى وافقت .. كان بصوتها فرحة لم تستطع السيطرة عليها رغم اتزانها الدائم ..
تتابع دارين قولها بصدق

" رحمها الله ... أنا الآن احمد الله أنني صمت وتركتها تفرح قليلا قبل موتها "

تبتسم هالة بتلك الذكريات البعيدة مع صديقاتها .. حين كان بالها رائقا ونفسيتها مرتاحة .. لا هموم سوى مذاكرة مرهقة وأفكار لمشروعات التخرج .. اليوم بعد زواجها وضياع شقتها لوقوع سقف غرفة نومها بسبب طابق مخالف بناه أصحاب المبنى بجهل فأثر على أساس المبنى بأكمله وها هى تمكث بمنزل زوجها مع حماتها تذيقها مرارة الحياة ..
تعود لتلك الليلة فتتذكر نظرة ليلى حين تقدم رائد من دارين ليرقص معها .. تسمرت مكانها تأثرا بما يحدث لدارين .. ليلى لم تكن تعلم أن دارين تحب رائد من قبل .. دارين لم تقلها أبدا حتى هى فهمت الأمر بفطنتها واستنتجته ..
لكن بعدها ليلى عرفت أن دارين تحبه ومع ذلك لم يردعها الأمر وخانت مَن اعتبرتها مثلها الأعلى .. أرادت ذلك الرجل الذي عشقته أنثى مثل دارين .. أرادت فارس الرعد الذي اختار دارين دون أن يرى وجهها ..
جازفت .. ونجحت مجازفتها وأخذته .. كانت المرة الأولى التي تخطف فيها ليلى شيئا .. ودارين قالت .. هنيئا !..
ترد هالة وهى تسير جوارها

" نعم .. هل تتذكرين كيف جعلتني اسامحها بعدما قطعت علاقتي بها حين علمنا بمرضها ؟ ... وحين بدأت ازورها بالمشفى وهى تتعالج كيميائيا كانت دائما تقول لي اجعلي دارين تسامحني "

تلمع عينا دارين بدموع بعيدة لتلك الفتاة الضعيفة التي عرفتها وأحبتها يوما فتقول بابتسامة صغيرة

" تعرفين أنني سامحتها منذ وقت طويل يا هالة .. بل إنني حتى أخذت حقها حين ... "

صمتت .. الغيرة تنشب مخالبها بنقوش الألم بقلبها وتحتمل بكبرياء ..
رائد لا يخون وتعرف هذا جيدا .. لكن تلك اللحظة الخائنة ماذا تسميها ؟! ..
ولا تريد معرفة سبب تلك اللحظة التي فقد فيها وفاءه لها .. ولليلى .. حين دخلت مكتبه فوجدت يد أخرى تلمسه وهو يمسك بيدها ..
لكنها أخذت حق تلك اللحظة منه .. حقها هى .. وحق ليلى أيضا التي يكن لها وفاءا تلاشى فجأة أمام تلك الفتاة ..
تخرجها هالة من أفكارها بسؤالها الفضولي

" حين ماذا ؟ "

ظلت صامتة لحظات ثم تمتمت بلا تعبير

" لا شئ "

تنهدت هالة وهى تنظر لساعتها ثم توقفت تمسك دارين من ذراعها توقفها لتواجهها فتقول بجدية

" دارين .. أخبريه كل شئ ... كفى اسرارا في هذه العلاقة .. ابدأي معه على نور .. أنا اعلم أنكِ هنا ليس لتغيير الجو مع بنات عمكِ كما اخبرتِني بل إنكِ تعطيه فرصة ليفكر ويهدأ ويأتيكِ بنفسه "

تنظر إليها دارين بجدية مماثلة لترد بعزم

" لن أخبره أن ليلى التي أحبها كل هذه السنوات خائنة للصداقة ومستغلة .. فليفكر إنها مجرد غريبة أحبته وجازفت لأجله وجاءته لعلها تحظى بفرصة معه .. ليس بعد أن جمع القدر بيننا بعد ستة سنوات "

هزت هالة رأسها نافخة ثم تقول بغيظ

" لن تتغيرِ "

تتابع دارين سيرها ببطء تتذكر الصورة الرقيقة التي يضعها رائد لليلى جوار سريره .. لن تكسر هذه الصورة بعينيه أكثر .. فليفهم أن تلك الفتاة أحبته وجاءته لأجله ..
وبجوارها تسير هالة تعلم أن ليلى لم تحب رائد إلا بعد زواجها به .. ليلى لم ترد إلا أن تكون مثل دارين فأخذت ما لا يحق لها ظلما ..
وآن أوان أن يُرَد الحق لصاحبته.



..............


خرجت قمر من غرفة الضيوف التي تمكث فيها إلي البهو المتوسط بالمنزل الدافئ بأثاثه البسيط الملائم لجو المزرعة حيث تجلس دارين صامتة على كرسي خشبي عتيق أمام باب زجاجي يطل على الحديقة ..
تراقب دارين المطر الخفيف من السماء الليلية المظلمة معلنا بداية الشتاء ..
وما أجمل المطر هنا .. دعوة مغوية للابتسام بوجه الحب الضائع والقلب العليل ..
لا زالت بملابسها منذ الصباح وحتى رحيل هالة بعد العصر .. تتذكر فرسها نيڤادا الحبيبة .. ركضهما معا وتآلفهما معا وفوزهما معا ..
حتى لو اشترت حصانا آخر فسيأخذ الأمر شهورا حتى يعتادا على بعضهما ..
وهو .. أي الذنوب ستحملها له أكثر ؟ .. ذنب موت فرسها أم ذنب رؤيته مع تلك الفتاة بمكتبه أم ذنب ما قاله عن دَين والدها .. أم ذنب كل كلمة قالها لها سابقا ؟!..
فلتعترف أنها ذهبت إليه بغضب الحزن على فرسها لكنها عادت معه بغضب الغيرة .. الغيرة هى جنون دفعها لتصعد غرفتها فتحضر العلبة التي تحتفظ فيها بالفستان الأسود والقناع ..
ربما انتابتها لحظة تراجع لكن حين نزلت وسمعت ما قاله أخذها كبرياؤها لخط أحمر تخطاه .. خط كرامتها .. وما عاد هناك تراجع ..
لكن ها هى جالسة أمام المطر تفكر به .. فهل يفكر بها ؟.

لم تعلم أنه يشق الأرض برعـده تحت المطر وظلام الليل لعله يخفف من الضغط الذي يشعره بعد رحيلها .. لعله يجد نفسه .. يجد فارس الرعـد الذي تركه ميتا ومضى ..
لم تعلم أنه نزل عن فرسه بمنتصف الساحة وخلع كنزته السوداء يمسح بها صدره المتنفس عنفا ثم يلقيها أرضا والعذاب يأكله اكلا ..
واقفا هناك ورعد يركض حوله يتذكر كيف كانت تمتطيه وتروضه وهو يراقبها من نافذة غرفة المكتب .. يتذكر كيف كانت تمتطي فرسها بحب صافٍ ؟ ..
هو السبب في كل ما حدث.

يميل رأس دارين على الكرسي الأنيق لكنها تسمع حركة من خلفها فتلتفت قليلا ثم تبتسم قائلة بهدوء

" تعالي يا قمر "

تتوقف خطوات قمر مترددة ثم تقترب منها أخيرا حتى وقفت عند الباب الزجاجي تقول بتقطع حرج

" أنا ... أردت ... "

ربما أرادت أن تعتذر لكن الكلمات وقفت على طرف لسانها تأبى خروجا طائعا ..
تكسر دارين التوتر وهى تتسائل بنبرتها الجميلة السمحة

" ماذا تريدين ؟ .. اخبريني هل ينقصكِ شئ هنا ؟ "

وقع كيان قمر منها والضآلة تعاودها أمام دارين فجلست على حافة طاولة مجاورة منكسرة الملامح .. ذراعاها ساقطان على رجليها وهى تشبك أصابعها معا ثم تسألها بترددها الحائر

" ألستِ غاضبة مني .. لما فعلته بأخيكِ ؟ "

تنظر دارين إليها فتخفض قمر عينيها أرضا بالذنب وتأنيب الضمير ثم ترد عليها

" ليس غضبا .. بل كنت أتمنى لو كنتِ أنتِ وهو سعيدين الآن "

تلتفت قمر برأسها نحو ظلام الليل فتتذكر تلك الليلة وهى تحت قدميه تعترف له بحب لم يعد له قيمة بنظر أحد ليدفعها بحذائه ويرحل داهسا كل ما جمعهما يوما ..
حقه .. بعد كل ما فعلت لو قطع من جسدها قطعا لكان حقه ..
يا إلهي .. كم تغيرت لتعترف أنه حقه وهى التي كانت تستنكر كل هذا من قبل ..
لا تصدق أنه حبيس زنزانة بسببها .. هى التي قيدته دائما ولآخر ما بينهما ..
كم تغيرت لتمتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ أخيرا لتهمس بلا حياة

" لم امنحه يوما السعادة التي يستحقها "

هى التي رمت بنفسها أمام سيارة غريب لتصل لما تريد .. هى التي نزعت خاتم الياقوت وسمحت لآخر بالتسلل إليها ..
هى التي أرادت دوما أن تبيع .. ما أقسى الندم حين تملك كل شئ .. ثم يضيع ..
ترتاح دارين بظهرها للكرسي وتسمع قمر صوتها العذب مهونا

" هو كان على استعداد لكل هذا .. سألته يوما ما مشكلته وأجبني أن مشكلته الكبيرة أنه يحبكِ .. وطالما عرف المشكلة وظل فيها إذن كان راضيا وربما يسعى لحلها "

مشكلته .. نعم هى كانت مشكلته .. حبهما لم ينجي أحد منهما مما ينتظره ..
كان راضيا بها حين لم ترضَ هى بشئ .. تتذكر كلامه لها أمام المرآة وهو يريدها أن تبحث ببصيرتها عن روحها التي يريدها لكنها .. خذلته ..
تملكتها أنا الأنانية لا أنا الذات .. ضحت بكل شئ في سبيل نفسها فقط ..
صدق حين قال .. إن بصرها أعمى ..
تفكر بكلام دارين فتتأمل ملامحها الهادئة الواثقة برغبة أن تكون مثلها .. لا .. لم يعد هناك حقدا عليها .. ليست الغيرة ..
بل رغبة نابعة من داخلها لو كانت دارين أختهما الثالثة .. أو ربما هى أفضل هكذا .. فربما لو كانت أختهما لكان عقدها أباها فنشأت مثلهما ! ..
يلتوي فمها بابتسامة صغيرة وهى تقول بوجع الحياة المختنقة فيها

" تتكلمين مثل عمي .. ومثله .. أحيانا "

اشتاقته .. لا تعرف كيف حاله ويأبى الجميع قول شئ إلا إنه بخير ..
لكن قلبها المذبوح بحبه يخبرها أنه ليس بخير .. حمزة حر لا يقيده شئ .. حمزة طوال عمره حر فكيف فعلت به هذا ؟ ..
وأمامها تغيم عينا دارين وهى تسمع صوت الرعد متزامنا مع ضوء البرق الخاطف بالسماء قبل أن يهدأ كل شئ لكن اشتياقها إليه يعلو مع أصوات الطبيعة حولها ..
تضم وشاحها على جسدها أكثر لتدفئ به بطنها كأنها تحمي ما بداخلها من البرد وهى ترد على قمر بخفوت

" نحن متشابهان ومختلفان في نفس الوقت .. لكن حين نغضب .. كرامتنا تصبح الأغلى "

تغيرت كثيرا منذ دخلت بيته كما قالها لها يوما .. صارت تلف وتدور حول الكلمات وكل شئ بالنهاية يعود إليه ..
هل .. هل مقدَرا لهما أن يجتمعا معا مرة أخرى أم .. كانت رحلة وانتهت ؟ ..
تقطع قمر أفكارها وهى لا زالت تتأملها فتقول بحذر

" أحيانا أحسدكِ على .... "

صمتت .. خافت أن يخونها لسانها بما كانت تطلقه دائما بوجهه ..
بينما التفتت دارين تنظر إليها فتسأل بابتسامة ناعمة هادئة

" على ماذا ؟ "

مطت قمر شفتيها وهى تنتقي كلامها خوفا مما كانت تشعر به من قبل نحو دارين حتى قالت بنفس الحذر

" على طريقة تعاملكِ مع الناس .. مهما أذاكِ أحد .. لا تقسي عليه "

أظلمت عينا دارين وهى تخفضهما أرضا وتلاشت ابتسامتها تماما .. تشبثت يدها بوشاحها على بطنها تستمد دعما وهى تقول بنبرة مريبة تقصد شيئا لم تفهمه قمر

" بالعكس .. أحيانا أكون قاسية بشكل موجع لأبعد حد "

لم تهتم قمر بما قالته .. كانت مرتاحة لأنها تتكلم معها بعد جفاء علاقتهما ..
الأيام السابقة قربت بينهما كثيرا خاصة مع حالة شمس بعد طلاقها والتزامها بغرفتها بلا رغبة لرؤية أحد ولا رغبة للتحدث بكلمة ..
كانت مرتاحة لما وصلت إليه هنا .. بساطة المكان وبساطة الناس حين تخرج حول الأرض الزراعية أحيانا جعلتها تشعر بتفاهتها السابقة .. لأول مرة تصدق شمس حين قالت أن حلمها سخيفا ولا يستحق ..
هى لم تكن تريد إلا الأضواء والشهرة ومدح جمالها وتميزها .. ربما تبدأ عارضة ثم تدخل مجال التمثيل لتظل الأضواء خلفها أينما ذهبت ..
لكنها غفلت ما تملكه وما كان بإمكانها تحقيقه لو نظرت لما بيدها أولا ..
أحيانا علينا النظر هنا قبل أن نعلو بسقف طموحنا للا حدود ..
أرادت أن تحكي لأحد ما يحفظ ما سيقال وبنفس الوقت يشاركها حملا ثقيلا بقلبها فتحكي بصوت متألم مختنق

" ذلك اليوم حين تركت البيت .. حمزة ... صفعني .. لم أدرك ماذا أفعل سوى أني أريد أن آخذ حقي .. ويدفع الثمن ... ومشيت ... بلا تفكير في القادم .. بلا تفكير في أحد ... هربت .. هذا اسمه هروب أليس كذلك ؟ ... لا اعرف إلي الآن كيف فعلتها ؟ "

كانت تنظر للسماء من الباب الزجاجي لم تدرك أنها حصلت على انتباه دارين تماما وهى تسمع أن حمزة صفعها .. حمزة صفعها ! ..
يبدو أنهما حقا متشابهين حين يغضبان ! ..
تعتدل دارين على الكرسي ملتفتة إلي قمر بجسدها فتسأل باهتمام

" وماذا حدث بعدها ؟ "

أطرقت قمر وهى تروي ما حدث بتألم سذاجتها وجهل خبرتها بالحياة

" ذهبت للشركة لمقابلة العمل وفكرت أن اطلب منهم مكان للإقامة بما إنني سأكون متدربة لـ .. عرض الأزياء ... كنت اعلم أن الأمر ليس منطقيا ولن يوافقوا وحينها كنت سأعود لبيت أبي ولن ارجع لحمزة إلا بعد أن يعتذر لي لكن .. فوجئت بها توافق وتعطيني غرفة بالمبنى السكني للمغتربين .. لم أكن اعلم أنها خطتها ... لم أكن اعلم أن كل هذا سيحدث بهذه البشاعة "

تخجل من كل كلمة قالتها .. تخجل من اعترافها أنها أرادته أن يدفع الثمن .. تخجل من رغبتها الماضية أن يعتذر لها رغم أنها كانت المخطئة حين تكلمت عليه وعلى دارين بغيرتها العمياء ..
صوتها يتشح بالكبت القاتم بصدرها المختنق وهى تذكر حلمها السابق بخجل أكبر ..
كان جزاءها أن يعرفه الجميع فينظرون إليها بصمت وهى تعرف أنهم يريدون نعتها بالسطحية الساذجة التافهة ..
دارين طوال عمرها تحلم بمعرض يضم لوحاتها وعرفت أنها حققت حلمها أثناء غيابها هى في الوهم ..
شمس تحلم برسالة الماچستير والعمل بأكبر شركات البلد .. وها هى بطريقها للأمر ..
فأي حلم سخيف كانت تحلم هى ؟! ..
ظلت دارين تنظر إليها تتفهم أسبابها .. لا تعطيها عذرا لما فعلت وغيابها كل هذا الوقت عن زوجها وأهلها لكن .. على الأقل تتفهم روحها المنكسرة بصفعة زوجها ورغبتها أن .. يدفع الثمن ..
هل يتمنى رائد أن تدفع الثمن ؟ ..
تنفض أفكارا تحيد بها نحوه لتسأل بجدية منهية الكلام بالماضي لتفتح دفتر الحاضر بإشراقتها

" هل فكرتِ ماذا ستفعلين الفترة القادمة يا قمر ؟ "

هزت قمر رأسها نفيا بعد لحظات استغراب لهدوئها العجيب .. لو كانت تحكي لوالدتها لنهضت وصفعتها هى الأخرى لتتأدب !..
لكن دارين سألت بنفس الجدية الهادئة

" لماذا ؟ "

انحنت عينا قمر بحزنهما البرئ وقلبها يرتجف ارتجافة شوق وهى تجيبها بمرارة احساسها

" كيف افكر وحمزة ....؟ "

تبتسم دارين قليلا بحب معذب آخر أمامها فتقول بأمل

" حمزة سيخرج بإذن الله يا قمر .. سيعود إلي عمله وحياته .. لكن أنتِ ماذا ستفعلين ؟ "

ماذا ستفعل ؟! .. وهل بقى شيئا لتفعله وهى منبوذة من الجميع ؟ .. حتى شمس تتجنبها منذ طلقها أكمل ..
ذلك الاحساس أقسى من كل ما مرت به .. أن تفقد كل سند لها .. أن تختفي من حياة أقرب الناس إليها ..
خفضت رأسها بقلة حيلة وهى تهمس بانكسار موجوع

" لا اعرف "

تحمد الله أن دارين تسمعها وتقبل الجلوس معها وهى أذت أحب الناس إليها ..
ولا زالت دارين تثبت لها أنها الأفضل فتنصحها بصدق

" اسمعيني يا قمر .. أنتِ عمركِ اثنان وعشرون عاما .. اخطأتِ مرة وانتهى الأمر .. لن تظلِ عمركِ كله في ندم .. لن ينفع أن توقفِ حياتكِ عند هذه الأيام "

تسمعها قمر وكل كلمة تنزل بصدرها بردا وسلاما بعد أن كان كلام دارين يقف بحلقها .. وكيف تشعر نحوها بسوء وهى الوحيدة التي تتقبلها ؟ ..
تعتدل دارين مجددا على كرسيها تسألها

" ألا زالت شمس نائمة ؟ "

تهز قمر رأسها إيجابا وهى تجيبها

" دخلت إليها منذ قليل وجدتها نائمة "

تمط دارين شفتيها قائلة باستنكار

" إنها تهرب بالنوم .. لم تأكل شيئا منذ أول أمس "

شمس وقمر كلاهما ضعيفتان مستسلمتان لكل ما يحدث لهما .. وحين تمردت قمر اساءت لنفسها ..
ها هى انفصلت عنه ولا زالت تفتح ذراعيها للحياة .. إنه كيان كل واحدة منهم .. روحها الحرة وروحيهما المختنقة ..
لكنها ما زالت تستغرب

" لا اصدق أن أكمل فعل هذا ! .. ادعو فقط أن يكون عمي سليمان بخير .. لقد ساءت حالته كثيرا بعد معرفة طلاق شمس "

ظلت كلاهما تراقبان المطر الخفيف وكل منهما بأفكارها الطافية باتجاه حائر ..


وبالأعلى مالت شمس برأسها على كرسي أمام شرفتها .. بغرفتها المظلمة تراقب مطر السماء وحكايا الليل تعصف بالقلب ..

كيف يحل الغياب بالجسد نازعا منه الروح ؟ ..

كيف فعلها واستغنى عنها غيابيا ؟ .. لمَ لم يحتمل هذه المرة ؟ ..

هل أذته لهذه الدرجة ؟ .. هل يعاقبها ؟ .. هل يشتاق ؟ ..

تشتاق هى حد الهلاك .. تشتاق هى حد البكاء على عينيه الضائعتين منها ..

المطر .. أخبرها يوما أنه يحب المطر .. أخبرها أن ذات مطر سيجلسان أمام المدفأة التي أحبتها من النظرة الأولى ..

فأين هى الآن .. وأين هو منها ؟ ..

تنهض سائرة بخطوات منهكة للشرفة .. تخرج للمطر .. تناجي طيفا بقلبها ليس هنا ..

تقف ناظرة للظلام وقطرات خفيفة تلمس وجهها كقبلاته .. أهو حقا المطر .. أم دموعها ؟ ..

رياح الشتاء الباردة تتلاعب بخصلات شعرها .. يذكرها النسيم بغياب أصابعه ..

بعيدا .. بعيدا هناك تلمح ظلا داكنا واقفا ينظر نحوها .. ظلا لم تتبين له ملامح تحت المطر ..

لكن قلبها اختض فجأة وهى تنظر إليه كأن عيناهما تلتقيان .. يخفيه الظلام عنها أم هو يخفي نفسه عنها ؟ ..

يا إلهي .. إنه .. إنه ....

استدار راحلا .. تاركا خلفه قلبا مفطورا.


............




منزل وجدان الوْفّاق

تفتح الباب مبتسمة ثم تقف بدلال تستند إليه بفستانها الأحمر لتنظر له بانتصار واضح ثم تشير بكفها مرحبة ليدخل ..
خطا خطواته بثقة باردة حتى توقف بمنتصف البهو ينظر ساخرا للجو الدافئ بالإنارة الخافتة وضوء الشموع والرائحة المعطرة الحميمية للمنزل ..
يعرفها جيدا حتى زهدها ولم تعد تؤثر به .. يرنو بعينيه نحو الضوء الأحمر المشتعل بغرفة النوم فيقاتل القلب ذكرياته الغابرة هنا ..
تقترب وجدان حتى وقفت أمامه فينظر للوجه الصارخ فتنة بزينته وهى تقول بنبرة أنثوية فتاكة

" اعلم أنك تريد مقابلتي منذ أيام لكن كنت مشغولة جدا .. لم أجد وقتا إلا .. الليلة "

ينظر إليها كلها بفستانها الأحمر القصير عار الصدر كدعوة إغراء تنازل جمال الـ ' مونرو ' بفتنة الأحمر والشعر الأشقر ..
عيناها البندقية تسحران وتنسحران به وهو يبتسم بجاذبية فطرية قائلا بنبرته الباردة

" لم تجدِ وقتا إلا الساعة الثانية عشر منتصف الليل !! "

اشتاقت لهذا الصوت ونبرة اغوائه الساكنة ? لمسة دافئة للقلب قبل الجسد ..
ترمش برموشها السوداء الطويلة بابتسامة مدروسة والشفتان الحمراوتان تتغزلان

" لطالما أحببت الليل معك .. أنت الليل وآخره يا أكمل "

بنظرة لعينيه الزرقاء الداكنة تغرق فتستدير بنبض عشق جاحد أناني لن يرى نورا تقول بلطف زائد

" ماذا تشرب ؟ "

بلمسة من اصبعها لجهاز تحكم موضوع على رخام البار المطل على البهو بمشروباته الصاخبة ثمالة تسري موسيقى هادئة حولهما فتبتسم وجدان تنعما باللقاء الأخير ..
يدها تقلب كأسين ثم تفتح زجاجة بنية أنيقة قائلة بنعومة

" أحضرت لك نبيذا خاصا من فرنسا لأجل عينيك .. اعلم أنك تحبه "

يتابع ما تفعل وهى تصب النبيذ بالكأسين وظهرها الأبيض المكشوف يلمع كله لعينيه بمجرد خيوط حمراء رفيعة تنتظر يدا تشد طرفها لينزلق المسمى فستان ..
وقفتها المغرية تميل قليلا حين مالت برأسها تنظر إليه بطرف عينها الذابحة تشرب رشفة من كأسها ثم تسأل بتعمد

" أم غيرت ما تحبه .. معها ؟! "

عيناه تقسو وملامحه تشتد فتعلم أنها دخلت منطقته المحظورة لكنها تتابع بنفس النبرة

" لا أظن أنها تشرب .. لكن ... ربما جعلتها أنت تشرب .. اعرف تأثيرك جيدا "

تلمح عضلات فكه تتحرك بقوة ضغطه على أسنانه وعرق جبينه الذي تعشقه ينفر كعادة غضبه فتتسع ابتسامتها وهى تكمل كأسها لنهايته ثم تقترب منه تواصل كلامها

" مر وقت عليّ كنت إذا قلت لي انتحري .... لانتحرت "

يبتلع أكمل ريقه مبعدا عينيه عنها بفتور رغم .. رغم لمحة تعاطف خفية بعيدة بأبعد أعماقه .. يعلم إنها تعشقه وتموت لأجل نظرة رضا منه .. لكن وجدان عشقها أسود أناني لا يتمنى خيرا ولا سعادة .. عشقها بذئ سليط متسلط لا يسمن جسد ولا يغني قلب ..
كلما ابتعدت وتوعدت وانتقمت ها هى تعود تمد كل ما فيها إليه راغبة طائعة راضية بأي شئ منه ..
تمد له كأسه منتظرة حتى أعاد عينيه لوجهها مبعدا يدها بالكأس من أمامه بظهر يده فتهز رأسها ضاحكة بخفوت تستنتج

" أو ربما .. هى مَن جعلتك لا تشرب "

ذكرى تومض بعقله بيدها المحملة بشظاياه تغطيها دماؤها بقسوته وقتها .. وذكرى آخر قبلة كاد أن يمزق بها شفتيها بقسوة الغيرة .. والوصول المتأخر ..
وذكرى رؤيتها منذ قليل وشعرها يتطاير كوشاح من الليل أظلم قلبه ..
تشرب وجدان كأسه ثم تلتفت تسير حتى طاولة زجاجية أنيقة فتضع عليها الكأس حين وجدت كفه يهبط جوارها بعنف على الطاولة بورقة بيضاء قائلا بنبرة حادة

" ها هو شرطكِ نفذته "

يرفع أكمل يده عن الورقة فتمسكها وجدان تقربها من وجهها تقرأ وثيقة طلاقه لشمس بعينيها كما طلبت لتتسع ابتسامتها ناظرة إليه قائلة بنبرة عكست انتشاءها الداخلي

" هل تتذكر حين طلبت منك أن نتزوج كان لك شرطان وأنا وافقت ؟ .. العدل يقول أن أرد لك ذلك لكنني كنت أطيب منك وطلبت شرطا واحدا فقط مقابل دليل براءة حمزة "

تبرق عينا أكمل بقساوة وهو يرد عليها بنبرة خشنة مخيفة

" تعرفين أن لا أحد بإمكانه أن يلوي ذراعي "

يدها ترتفع فتمر بظاهر سبابتها على خده تقول بأنوثتها الفجة

" اعرف .. لولا شعورك أن كل ما حدث لهذه العائلة بسببك ما كنت فعلت شيئا ... إحساسك بالذنب عالي يا حبيبي "

يضرب أكمل يدها يبعدها عن وجهه فتبتعد وجدان قليلا وهى تدور بدلال مبتهجة والورقة تطير معها بيدها تتابع بنفس النبرة المشبعة توعدا

" اعلم أنك ستردها لكنني فتحت بينكما جرحا لن يُنسَى .. هى لم تكن تعرف أنك تزوجت قبلها أليس كذلك ؟ .. ولم تكن تعرف أن زوجتك الأولى حامل منك .. الآن تعرف كل شئ ومهما مر الزمن .. سأظل أنا بينكما حتى لو رحلت "

فجأة توقفت تنظر إليه بمكر لتطوي الورقة ثم تمزقها نصفين ثم تمزق النصفين أكثر وأكثر حتى صارت قصاقيص صغيرة نثرتها فوقها كالمطر ..
كرذاذ أسود يملأ صدرها تضحك عاليا بجنون ثم ترتمي نائمة على الأريكة أمامه مبتسمة تهز ساقها العاري بوقاحة تنتظره أن يتحرك ليسقي جسدها الجاف منه ..
لم يلمسها رجل بعده .. وربما لن يفعل رجل بعده أبداً .. منذ سنوات وهبت نفسها كلها ملكا له بمنتهى الرضا والجنون ..
جنون تلبسها حين رضى أن يتزوجها .. وجنون أرداها حين طلقها كأنه اعتصرها بقبضته حتى جفت وتركها ذابلة ..
بينما هو يفكر بجرح فُتِح بالجميع بسبب هذه الكائنة أمامه .. أيحمل نفسه الذنب حقا أم إنه هو الآخر ضحية مكر أنثى .. ثانية .. أو ربما ثالثة ؟..
رغم كل جبروته وسيطرته على ما حوله لكن .. إن كيدهن عظيم ..
يفكر بإحدى زوايا الجرح فيسألها ساخرا

" هل تعلمين أن قمر تطلقت أيضا ؟ "

تبتهج ملامحها أكثر وهى ترفع ذراعيها تتلاعب بشعرها الأشقر بميوعة قولها

" حقا ؟! .. إذن أصبت كل العصافير بحجر واحد "

اومأ أكمل برأسه فتفيض عيناه كرها خالصا وهو يقول بنبرة انتقامية

" براڤو "

تجابهه عيناها البندقية بنيران تحد صارخ وهى تثني ساقيها ببطء ثم تضع ساقا فوق الأخرى لتنكشف شفافية ما تحت فستانها المنحسر لأعلى قائلة بخفوت مغوي

" تلميذتك يا حبيبي "

ظل صامتا طويلا مفكرا بلا مبالاة ناظرا إليها والكره يتشعب لغضب ورغبة انتقام .. دون اهتمام أن يبعد عينيه عما يعرفه ويحفظه ..
حتى قالت وجدان وهى تهز قدمها المعلقة على ركبة ساقها الأخرى باستفزاز حذائها الأحمر العالي

" لا تصمت هكذا .. بالماضي كان صمتك يخيفني لكن اليوم ... الحب صار يضعفك كثيرا يا أكمل .. كنت بلا قلب "

تتوقف قدمها عن الاهتزاز بالكبت والقهر الذي ظهر بعينيها وهى تقول بغل

" أو بمعنى أدق بلا قلب معي أنا .. كل ما جمع بيننا يوما كان مصلحة ورغبة مشتعلة على سرير "

يضيق أكمل عينيه بلا أي تأثر ليعير نقطة ذكرتها أكثر من مرة بعض الاهتمام متسائلا بشك

" أنتِ حامل ؟ "

مجرد سؤال يعرف أن إجابته لا تخصه لكن لا ضرر من المعرفة ..
تنزل وجدان ساقها ثم تعتدل جالسة تقول بابتسامة جريئة

" أنت تشك أن الطفل ليس ابنك .. هل تظن أنني خنتك مثلا أم ... ربما نمت مع غيرك في فترة العدة بعدما طلقتني أليس هذا ما تفكر به ؟ "

استفزت كرامته وهى تهين رجولته بلا مبالاة فتحرك تجاهها هاتفا بغضب

" لا تدفعيني لأؤذيكِ "

طفل ! .. يعرف نبرتها الماكرة لكن لم يظن أن يصل الأمر لادعاء امرا كهذا ..
نهضت وجدان تدق بكعبيها العاليين تقترب منه .. لا تظن أن يؤذيها أكثر وقد استوطن عميقا بها .. إنه كلعنة لا تستطيع الفكاك منه ..
لم يتحكم بها رجل يوما .. أي رجل .. أي رجل مهما كان لم يكن يستغرق أكثر من عشرين ثانية حتى تدفعه خارج حياتها وتنسى أمره ..
إلا هو .. هو وحده استغرق سنوات من عمرها من أيام الجامعة وحتى اجتمعا مرة أخرى بعمل واحد وحتى .. بيت واحد وسرير واحد ..
حلم تحقق ثم انهار فوق رأسها .. لو .. لو فقط كانت بمقياس ما يريد .. لو كانت كتلك التي كان يحبها أيام الجامعة .. لو كانت كشمس .. لكان ملكها ..
وقفت أمامه تنظر لوجهه ونظرة الشك الغاضبة بعينيه فتشدد على حروفها القاتلة

" كنت .. حامل منك "

يعقد أكمل حاجبيه بلا استيعاب مكررا بتساؤل

" كنتِ ؟ "

تهز وجدان رأسها بكل مشاعرها المتناقضة على وجهها بين الغضب والندم تقف .. يكسرها وجعها وخسارتها الفادحة بيدها بلحظة تهور ..
شفتاها تشتدان كوترين راغبة أن تعانقه حينا وراغبة أن تقتله حينا وهى تقول بتمرد موجوع

" رغم كل الاحتياطات التي كنت تتخذها فتشعرني أنني أرخص مَن قابلت بحياتك "

أنفاسه تتحشرج قليلا وهى تتكلم بجدية فيمسك ذراعها بعنف هاتفا

" هاتي من الأخر .. لن اسحب الكلام منكِ "

كانت تجمع كل احساس شعرته ذلك اليوم .. ما بين فرحة وأمل وألم .. خزي وانكسار ويأس .. اليأس هو ما غلبها حينها ..
يوم واحد فقط وتملكها الغضب والكره .. أرادت هدم كل شئ .. والآن كانت تركز على ذلك الكره ..
يلمح عيناها تلمعان رغم قسوتهما الضائعة وهى تقول بنبرة قاتمة مفزعة بخفوتها القاس

" أجهضته "

شيئا ما لكم صدره فخنقت ضلوعه ذاك القلب داخله .. ترتعش عضلة فكه غضبا وهى تخبره بابن له كان بهذه الدنيا وهى .. قتلته .. القاتلة .. القاتلة ..
أصابعه تنغرس بذراعها بلا وعي فتنزعج ملامحها ألما رغم التمرد المنتقم بوجهها لكنها كانت تتذكر يأسها الذي غلبها ذلك اليوم حين علمت ..
أول فكرة خطرت ببالها أنه سيجبرها بنفسه على إجهاضه .. وتكاد تجزم أنه الآن يشعر بالراحة لتخلصه من الكارثة المخزية التي كانت ستلحق به ..
رغم الغضب على وجهه لكنها تعرف أن بداخله جزءا أسود بلا ضمير يعاملها هى به دونا عن أي أحد آخر.. ربما بسبب علاقتها الوحيدة قبله والتي عرفت أنه علم بها حين أخبرها بأخر لقاء بينهما وهو يلفظها من حياته بعدما أخذ الشركة ..
ظل الخبيث صامتا منذ تزوجها وهى التي كانت تعامله أنها العذراء التي امتلكها وحده لتكتشف أنه يعرف طوال الوقت .. استغلها ليأخذ نصف نصيبها أم استغلته لتتزوجه بخدعة عذرية .. أم كلاهما استغل الآخر ..
يدها الأخرى تقبض على معصمه تزيحه عن ذراعها قائلة بنبرة مشحونة بذلك الكره

" علمت ذلك اليوم حين جئت إليك في الشركة ليلا وطلبت منك أن نعود معا .. تلك الليلة حين أوهمتني أننا سنعود بشرط التنازل عن باقي نصيبي بالشركة لك وتنازلت كعادتي .. وطردتني كعادتك "

تتذكر ذلك اليوم الواحد ثم الغضب الذي تملكها حين أدركت حبه لاخرى .. حين أخذ الشركة وطردها وخسرته ... فهدمت نفسها قبل أن تمحو طفلا له على وجه الأرض ..
أنفاسها تعلو بشبه نشيج تكتم لحظات بكاء قادمة وهى تواصل بنفس النبرة

" أجهضته اليوم التالي رغم خطورة العملية واقسمت أن انتقم منكم جميعا "

لتصيبها لعنة الندم باقي حياتها .. كرهه عشق .. وعشقه داء ..
لمَ لم تربط حياتها به بذاك الطفل ؟ .. أي غباء وقع برأسها كي لا تستغل الفرصة وتفكر ؟ .. أي غباء جعلها تستسلم لغضب أهوج ؟ .. فقط ساعات هوجاء قررت فيها أنها ستتخلص مما يربطها به ..
واهمة .. إنها مرتبطة بوجوده بهذه الدنيا .. قلبها يُعتصر ندما .. طفل منه كان باحشائها مكث معها أسابيع وتخلصت هى منه بدقائق ..
بأي قلب رمت ابنها هى .. حتى لو كان انتقاما منه ؟ .. ألا تملك ذرة إنسانية .. ألا تملك ذرة أمومة لما كانت تحمل ؟ .. أي قلب أسود بداخلها ؟ ..
يستدير أكمل لا يعرف بمَ يشعر لكن مشاعره تتمزع لكلا الجانبين به .. يوما ما قالها عن موت ابنها .. موته رحمة حتى يكون والد أولادها الوحيد ..
هل يشعر بذلك عن ابنه ؟ .. لكن ابنه لم يمت .. ابنه أو .. ابنته .. قتلته أمه ..
هل هو ممزق بألم غريب لا يعرف ماهيته .. أم الراحة تداهمه بغتة أن وجدان لن تكون يوما أما لولد له ؟ ..
صمته أبلغ من كلامه وفيضان الندم يعلو بداخلها وهو يبتعد وهى تغرق .. خسرته .. خسرته تماما وهى تخبره لتشمت به .. لتفرق بينه وبين أخرى أخذته منها لكن .. هى التي خسرت ..
خصلاتها الشقراء متهدلة حول وجهها كروحها المتهدلة وكتفاها المستسلمان سقوطا .. سقوطا كذلك الذي يشعرها بالتيه وهى لا تحتمل الوقوف على كعبيها أكثر ..
ترفع يدا تشير له بها فتسقط منها وهى تواصل بنبرتها القاتمة المتشحة بالحسرة

" حين اخبرتك بمنزلك كان لأرى رد فعلك على الأمر .. حين نعتني بالرخيصة "

قالتها بتأنيب موجوع فاستدار أكمل هادرا بغضب

" وماذا كنتِ تتوقعين مني ؟ "

فجأة شعرت بالبرد والخوف وهى تنظر له .. لقد .. لقد خسرته حقا ..
فجأة عاودتها كل ذكرياتها معه وهى تقول بنبرة غريبة قاسية

" عرفت اثنان أكمل بحياتي ... أحدهما كان سيحمي ابنه .. والآخر كان سيجبرني إجبارا على الإجهاض ... وأظن أن الآخر هو ما كان دائما معي "

ينظر إليها راغبا بقتلها كما قتلت ابنه وهى تنظر للمنزل حولها بضياع كأنها تسأله ماذا ينقصه أكثر ليغويه بالبقاء ..
لا زال صوت الموسيقى حولهما لكنه تباعد بشحنات الكره والقسوة بصدريهما ..
تتحرك وجدان خطوات بلا هدف بملامحها القاسية الجامدة لا ترضى أن تظهر له ضعفها فتلوح بيديها قائلة بصوت مهتز رغما عنها

" أنا أحببتك حقا .. لم أخنك أبدا ولم أرد رجلا سواك ... لا اعرف كيف علمت بعلاقتي الوحيدة قبلك وكيف علمت أني أجريت عملية لاسترجاع عذريتي أمامك .. كنت أتمنى لو لم تعلم حتى تظل معي وأنت تظن أنك الأول بحياتي .. حينها لم تكن ستتركني .. شهامتك كانت ستفرض عليك أن تظل معي .. شهامتك وضميرك هو كل ما كنت استند عليه في كل هذا "

ملامحه المحتقنة بما عرف تزيد احتقانا وهو يقول بانفعال حاد

" لذلك أردتِ وثيقة الطلاق .. لتظهرينني أمامها نذلا طلقها بعد فضيحة أختها "

أغمضت عينيها بلحظة ألم عرفت كيف تخفيها .. كل ما يهمه هى .. فقط هى .. إنها حتى لا تعرف متى أحبها ولمَ تزوجها بهذه السرعة ؟ .. ويبدو أنها لن تعرف .. لكن ..
نعم .. أرادت أن تنتزعه منها انتزاعا يؤلمها حتى وإن ردها .. أرادت أن تحرره هو من اختناق الزواج لربما أتى إليها طامعا بشهوة جامحة معها ..
إن كانت تظن أنها ستؤثر به فهى واهمة .. إن كانت تنتظر شفقة منه عليها فستموت قبل أن تلمحها بعينيه القاسيتين .. تدرك هذا جيدا ..
وكيف يشفق هو وهى تعرف أن ما بها ذرة خير؟ .. اختارت شرا تعيش به يمنحها قوة زائفة ونوت أن تستمر فيه ..
ستؤذيه حتى دون أن يؤذها .. ستؤذيه وتؤذي مَن حوله فقط لتحظى منه ولو بلقاء عابر للانتقام .. مثل الليلة ..
ابتسمت ابتسامة ظافرة وعيناها تظلمان وهى تقول باهتياج داخلي كتمته فتلون به صوتها

" ربما .. لن تكون أنت وهى سعداء وأنا تعيسة وحدي .. طالما في قلبي هذا نبض لأجلك لن تنعم بك أخرى غيري .. تنام بين ذراعيك وتمنحها أمان حضنك الذي لم تمنحه لي أبداً .. لكنني كنت أتوهمه لدرجة أن شعرت به حقيقة .. لكنك طلقتني وحرمتني حتى الحلم "

عشقها لا يردع بداخلها شرا ولا أذى .. كيف تجمع بين حبه وكرهه بلحظة واحدة ؟! .. كيف تعشقه وترغب بأذيته لهذه الدرجة ؟! ..
وجدان تجربته السوداء التي لن ينساها .. وجدان امرأة بلا كبرياء تعيره اهتماما .. بلا حساب لكرامة تريده وإن خطت فوق الجثث لأجله ..
أيفترض أن يرضي هذا رجولته أم إنها مجرد مختلة مهووسة بشئ لا يعنيه هو ؟ ..
يهز أكمل رأسه باشمئزاز والغضب بداخله يعصف بكل تعاطف لها قائلا بنبرة قاطعة

" اعطني الفيديو ولننهي كل هذا الآن .. لن اقترب منكِ ولن اؤذيكِ إكراما لما كان بيننا "

بعد كل هذا لا يهمه سوى إثبات براءة ابن عمها .. فليفعل وستكون لها جولة أخرى معه ..
تندفع هائجة حيث علبة صغيرة موضوعة على الطاولة الزجاجية فترفع غطاءها تأخذ منها شريحة سوداء صغيرة وترميها بوجهه ثائرة الأنفاس ..
تتقبض يد أكمل متمالكا أعصابه فينحني يأخذ الشريحة من الأرض ثم يستقيم ويدخلها بهاتفه ليرى ما بها ..
لحظات تمر وهى تراقبه وعيناها تدمعان فلا إغواء نفعها ولا كلمات أسعفتها ليعود أو حتى .. يبقى ليلة واحدة أخيرة ..
حتى أغلق المقطع المصور وادخل هاتفه بجيبه ثم قال بنبرة تهديد صارمة

" لكن اقسم بالله إن اقتربتِ من عائلتي مجددا لن ارحمكِ "

اختض جسدها بنشيج مكتوم وهو يلتفت ليغادر لكن فجأة استدار إليها مجددا يقطع الخطوات التي تفصلهما وبكل ما به من غضب نزل كفه على خدها ..
مال جسدها حتى تمسكت بالطاولة الزجاجية جوارها كي لا تقع ..
فغرت فمها تتنفس منه ودموعها تتحرر أخيرا على وجهها المغطى بشعرها القصير فتسمعه يقول بكل شراسته

" هذا لأنكِ قتلتِ ابني "

يغادر أكمل المنزل فتنفلت شهقاتها ببكاء عنيف واضعة يدها على خدها المصفوع ..
تبكي وتبكي حتى نظرت للباب الذي خرج منه وادركت أنه خرج منها هى ..
نظراتها ماتت وكلها يرتجف وهى تندفع نحو البار فتتعثر بحذائها العالي واقعة أرضا ..
تزحف بدموع لا تنضب وصوت بكائها يعلو بحرقة حتى وصلت له فتنهض تتشبث بحافته الرخامية حتى وقفت تنظر بعينيها المحترقتين بتشوش لزجاجة النبيذ أمامها ..
كيف يملك كل هذه القوة عليها ؟ ..
كيف يملكها كلها دون أن يفعل شيئا ؟ ..
كيف تحبه لهذه الدرجة وتحصل عليه غيرها ؟ ..
امسكت بعنق الزجاجة البنية فتستدير لتقذفها بكل حدتها نحو الباب صارخة

" اذهب .. اذهب لها "

انهارت أرضا تصرخ ببكائها وهى تغطي وجهها بكفيها ثم تخدش خديها بأظافرها ..
خاسرة .. خسرت كل شئ .. جاءتها فرصة حياة وهى .. قتلتها ..
كانت .. كانت واعية حينها .. كانت ترى لون الدماء كلون النبيذ على الأرض ..
هدأ بكاؤها فجأة وهى تحدق بعنق الزجاجة الحاد المكسور .. بلا وعي كانت يدها تتقبض وعيناها تنخفض نحو شرايين معصمها ..
أليس الأفضل أن تذهب لطفلها وتعتذر له فتعيش مع ابنه بعالم آخر .. أم الأفضل أن تبقى هنا وتمضي في حياتها بمرارة الحرمان ؟! ..
خياران يلوحان بعينيها الضبابية بلحظة هذيان .. فأيهما ستختار ؟!.




................


تقف لمياء وسط معمل شركة الأدوية التي توسط لها أكمل للعمل بها .. بعد فترة ليست طويلة من الانتظار كأنه وصى صاحب الشركة أنها لا تحب الوسائط لذلك جرت الأمور كالعادة الروتينية البطيئة لكن بالنهاية .. ها هى هنا ..
نعمة الله لها ورحمته بها بعد ما فعلت .. أخيرا تركت شركة الاتصالات .. أخيرا الوظيفة التي حلمت بها بشركة مرموقة وراتب مجزي ..
قلبها يدق برهبة رغم جمود وجهها كأنها حققت اليوم أول أحلامها التي لا تعرفها من الأساس .. لم تكن لها قدرة أن تحلم من قبل سوى .. بفتى الأحلام ..
اليوم ذهنها بعيدا كل البعد عن أي أمر يتعلق بأي رجل بالعالم .. اليوم قلبها مغلق ولا شئ بهذه الدنيا يسمى حبا ..
تعرف أن الفترة السابقة خلفت بنفسيتها جرحا غائرا .. إنها مُدنسة .. لن يطهرها شئ لتعد نقية .. فقدت عذريتها الروحية ..
الأمر وصل معها لنوبة غثيان حادة تنتابها كلما رأت أي رجل أو سمعت صوت أي رجل حتى ولو بالتلفاز ..
كثيرا ما تشعر بالخوف فيرتجف جسدها دون سيطرتها ويظل الأمر لدقائق حتى تهدأ ..
ربما أصيبت بمرض نفسي بخلاف نفسيتها المعقدة من أهلها من البداية .. ومع ذلك لن تستطيع الذهاب لطبيب نفسي .. إنه الهلع .. الهلع من الفضيحة حتى لو لغريب ..
دعوتها الدائمة وهى ساجدة طلب الستر والعفو .. بكاءا مستمرا لا ينقطع حتى شعرت بعينيها تؤلمها ونظرها يضعف .. ولن تذهب لطبيب عيون .. فلتحتمل كل العواقب لعلها تمحو من ذنوبها ..
الذنوب التي تنهكها وجلد الذات يكويها وهجر نفسها يحرقها ..
تستيقظ كل يوم فتتبرأ من نفسها التي تراها مجرمة .. تتبرأ من أفعالها وكل شئ يتجسد بذاكرتها حيا حارقا ..
أوقفت الماچستير عقابا لنفسها .. وهى بالكلية ترى لا مبالاة الفتيات من حولها وتود لو تحكي لاحداهن فتخبرها ألا تكبر الموضوع فكل ما حدث مجرد ( علاقة هاتف وانترنت )..
لكن الموضوع كبير وأكبر مما يتصوره البعض .. ما حدث كان ( جنس هاتف وانترنت ) ..
التصور بشع واللفظ أكثر بشاعة ويا ويلها إن تمادت وارسلت له صورها كما كان يلح عليها ..
ها هى نوبة الغثيان تعاودها فتكتم فمها بيدها وتغمض عينيها بقوة متمسكة بقولها الدائم

" يا رب "

الضمير .. الضمير مؤلم فلا نسيان ينفع ولا دموع تشفع ..
عمرها كله تلوث وانتهى الأمر .. وإن مرت السنوات وشفيت ورزقها الله رجلا صالحا فستظل عذريتها انتهكت على يد ذئب حقير .. وبيدها هى .. في هوة سواد ما بعده سواد ..
يا لمصيبتها .. يا لسوادها .. يا لسوادها .
تنتبه لصوت السيدة التي تصحبها بالمعمل تقول بود

" ستتدربين معي أسبوعين أولا يا لمياء والأسبوعين مدفوعي الأجر لا تقلقي "

تومئ لمياء وهى تنزل كفها عن فمها وقد ارتاح صدرها المنقبض قليلا بصوت هذه السيدة المحترمة ..
سيدة أربعينية ترتدي خمارا طويلا يغطي رأسها وجذعها وتنورة واسعة .. بدت مريحة للغاية وناقضت مناظر الفتيات المتبرجة بالشركة .. زينة وجه صارخة وملابس رسمية ضيقة وأحذية تدق بكعوبها العالية ..
لكن المشكلة عندها ليست بالفتيات بل بالرجال التي تحوم حولهن يسرقوا ما يريدوا من نظرات دون رادع رغم الجدية المزيفة على وجوههم ..
تدعو فقط أن يكون بعضهم .. وليس كلهم ..
تدعو أن يسترها الله في هذا المعمل فلا ترى ولا تسمع ولا تعرف ما يجعلها ترغب بالرحيل ..
لأنها حقا لم تعد تحتمل بشر حولها .. تريد المكوث بغرفتها مختبئة حتى يزورها ملك الموت ويا أهلا به ..
فليسامحها الله قبل موتها .. فليسامحها ..
رن هاتفها فجأة فاستأذنت لتجيب .. نظرت لشاشة الهاتف بيدها فوجدت رقما غريبا فارتجف جسدها بشدة وهى تبتعد حتى لا تلاحظ السيدة أن بها شيئا مريبا ..
توجس حذر ينتابها وهى تتمنى لو كانت غيرت رقم هاتفها لكن لم تكن تفكر بصورة سليمة الفترة السابقة ..
فتحت الخط بخوف تضع الهاتف على أذنها مجيبة فتسمع صوت بارد حاد

" أنتِ لمياء ؟ "

للحظة هدأت وهى تسمع الصوت النسائي فتسأل بنبرة عادية

" مَن معي ؟ "

لكن الصوت اخترقها كسهم نافذ عبر الموجات أدمى كيانها

" أنا السيدة التي كدتِ تخربين بيتها "

تسمرت لمياء مكانها تتنفس بصعوبة من بين شفتيها وكل الألم يعاودها يطبق على صدرها وهى تهمس همسة مرتعشة بعذابها

" ماذا ؟ "

تسمع صوت السيدة كالجليد قاسيا

" أظننتِ أنني لن أستطيع الوصول إليكِ لمجرد أنكِ تختبئين خلف اسم مزيف على الفيسبوك ؟ .. لكنني عرفت كل شئ عنكِ وسأفضحكِ أمام الجميع وأولهم أهلكِ يا عاهرة الانترنت "

تقلصت أصابع لمياء تتسع عينيها وهى تتحرك بارتعاش كل خلاياها لتستند على جدار حتى لا تقع والصوت لا يرحمها بقسوة امرأة مجروحة

" أنتِ بلا ضمير .. بماذا أردتِ أن تستفيدِ منه ؟ .. كيف أوقعتِ رجلا مثله في حبائلكِ اللعينة ؟ .. هل أردتِ مالا مقابل مكالماتكما الليلية والحالة الهائجة التي كنتِ توصلينه إليها كل ليلة ؟ .. كان يدخل إليّ بعدها يعاشرني أنا .. أنا زوجته والباقية له وأنتِ مجرد قمامة يقرف من النظر إليكِ "

دارت بها الدنيا بوجع الكلام وهى تموت بألمها .. أينقصها ألما فوق الألم ؟ ..
يا الله .. ليس فقط الألم .. بل الفضيحة .. الفضيحة ..
يا سواد القادم .. ليتها ماتت قبل أن تفعلها .. ليتها ماتت ..
تجمدت عينيها بلا حركة مكتومة الأنفاس لحظات تحاول إيقاف غثيانها المريع كأنها تود لو تلفظ روحها مع كل ما بجوفها والسيدة تكمل كلامها بحدة منفعلة

" كنت اسمع كل مكالماته معكِ وصمت لأن أسرتي أكبر من مثيلاتكِ .. كنت اعرف أنه سيعود إلينا ولن تستطيعِ إغوائه أكثر .. لكنني لم امنع نفسي أن آخذ رقم هاتفكِ من هاتفه لأشفي غليلي منكِ بعد أن يلفظكِ خارج حياته .. الأيام السابقة تأكدت أنكِ مجرد نزوة وانتهت "

كل كلمة شفرة مسننة تذبحها ببطء .. لم تستطع النطق بحرف وهى تسمع الصوت بعيدا كأنه صدى لروحها النازفة .. كانت تصدق كل كلمة ..
صدقت تلك السيدة .. صدقت .. ما هى إلا قمامة .. قمامة .. عاهرة ..
تقف بدوارها الذي تشعره لأول مرة بهذا العنف .. ضئيلة .. ذليلة .. صاغرة .. مصدومة من نفسها ..
والسيدة تتابع شفاء غليلها كما قالت بكل شراستها ووعيدها

" لكن لا شئ ينتهي لمياء .. اعدكِ بكل ذرة ألم تسببتِ لي فيها أن اجعلكِ تعانين من الفضائح والسمعة القذرة التي سأفضحكِ ليعرفها الجميع .. سأخرب بيتكِ وبيت أهلكِ "

أغلقت السيدة الخط بعد كل الصفعات التي صفعتها لها .. حتى إنها وضعت كفها على خدها مصعوقة لا تدري أحلم أم حقيقة ما سمعت ؟ ..
رؤيتها تشوشت والمعمل يدور بها .. أم هى التي تدور ..
دوران سريع .. سريع .. وما شعرت بجسدها وهو يرتطم بالأرض الصلبة للمعمل .




بمكان آخر ...


" يُخلى سبيل حمزة كامل العامري من سرايا النيابة بالضمان الشخصي وبرائته من تهمة قتل المدعو وائل عبد الصمد محمد فرد الأمن بشركة الوْفّاق وذلك بعد ضم مقطع مصور لملف القضية والذي أفاد أنه قد مات بجرعة زائدة من مخدر الهيروين .. أُقفِل المحضر في ساعته وتاريخه "

يخرج حمزة بوجهه المكدوم الجامد من مكتب وكيل النيابة حيث ينتظره كامل فيحتضنه لقلبه الأبوي ثم يتركه ناظرا لعينيه الباردتين ..

يتقدمه حمزة دون أي تعبير سوى نظراته الحادة المصرة سائرا بالرواق الواسع والحقيقة تتجلى بعقله ..

براءته مقابل براءتها .. فراغ شاسع يملأ روحه ..

خرج من بين جدران أربع مجرد .. صفر .. لكنه مستعدا أن يعود ..

' حمزة كامل العامري '



انتهى


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 06-11-18, 12:27 AM   #1975

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 115 ( الأعضاء 64 والزوار 51)
‏sandynor*, ‏قلب حر, ‏lolla sweety, ‏شاكرة, ‏Seelavi, ‏تالا الاموره, ‏نورالشهري, ‏Moon roro, ‏ميمونة meryem, ‏wiamrima, ‏Betos, ‏زموردة, ‏فديت الشامة, ‏Time Out, ‏Ghufrank, ‏عاشقة اللون الأصفر, ‏rontii+, ‏Theroro, ‏همس البدر, ‏رضي, ‏إلين 1988, ‏ريما الشريف, ‏اشراقه حسين, ‏مليكة النجوم, ‏حنان ياسمين, ‏Scarlette, ‏métallurgier, ‏amana 98, ‏الفجر الخجول, ‏Salma_3_, ‏أسـتـر, ‏زهرة الحنى, ‏NoOoShy, ‏طوطه, ‏الروح الهائمه, ‏Mnalll, ‏tetofeto, ‏غرام العيون, ‏مريم حين, ‏زهرةالكون, ‏NH_1927+, ‏نزف جروحي, ‏houda4, ‏كارما999, ‏samam1, ‏نور122, ‏gawgaw, ‏conan94, ‏MS_1993, ‏Rima08, ‏رودينا ابراهيم, ‏بيون نانا, ‏غنى محمد, ‏dodoalbdol, ‏ريامي, ‏rowdym, ‏Lam16, ‏محمد ثابت, ‏شوشو العالم, ‏ام الور, ‏toma gogo, ‏n0on11, ‏ام ياسر.


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 06-11-18, 01:37 AM   #1976

ام رمانة

? العضوٌ??? » 353241
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,251
?  نُقآطِيْ » ام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل روعة، اطمنت على اكمل انه لسة بقلبه، اتمنى وجدان تخلص
هي اصلا فاسدة، دارين حتى عشقها له كيان اخر وهالة اخرى،
قمر وحمزة امممممممممم مش عارفة ناويالهم على ايه، لميا😱😱😱
😱😱😱 خرجيها من المصيبة دي، هى اصلا بت هبلة غلطت وتابت.


ام رمانة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-18, 01:48 AM   #1977

حوريه77
 
الصورة الرمزية حوريه77

? العضوٌ??? » 404842
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,487
?  نُقآطِيْ » حوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond repute
افتراضي

كيف يحل الغياب بالجسد نازعا منه الروح ؟

حوريه77 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-18, 01:53 AM   #1978

حوريه77
 
الصورة الرمزية حوريه77

? العضوٌ??? » 404842
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,487
?  نُقآطِيْ » حوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond repute
افتراضي

حيانا علينا النظر هنا قبل أن نعلو بسقف طموحنا للا حدود

حوريه77 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-18, 02:02 AM   #1979

حوريه77
 
الصورة الرمزية حوريه77

? العضوٌ??? » 404842
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,487
?  نُقآطِيْ » حوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond repute
افتراضي

ذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 95 ( الأعضاء 57 والزوار 38)
‏حوريه77, ‏n0on11, ‏غرام العيون, ‏أرق المشاعر, ‏Mnalll, ‏اويكو, ‏Asya Tulyda, ‏aa elkordi, ‏Hala yehia, ‏toma gogo, ‏Agadeer, ‏mannoulita, ‏جعلنى عاشقه, ‏غنى محمد, ‏Zezo8888, ‏كيس فاضي, ‏smsmezz, ‏مي فؤاد, ‏yara nanita, ‏مليكة النجوم, ‏نورالشهري, ‏fathimabrouk, ‏nes2013, ‏330Shosho, ‏randa duidar, ‏تالا خالدي, ‏kaj, ‏الرسول قدوتى, ‏Mageda, ‏Ghufrank, ‏الميزان, ‏طوطه, ‏الفجر الخجول, ‏Karaoki, ‏Hagora Ahmed, ‏NH_1927, ‏نور122, ‏ليال الحنين, ‏همس البدر, ‏rontii+, ‏tetofeto, ‏Nesrine Nina, ‏Malak a, ‏naddou, ‏من هم, ‏houda4, ‏الحاءرة, ‏مريم حين, ‏رضي, ‏Nevoooo, ‏dodoalbdol, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏Rona moham, ‏الروح الهائمه, ‏ميار111, ‏s


حوريه77 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-18, 02:07 AM   #1980

تالا الاموره

? العضوٌ??? » 320247
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,200
?  نُقآطِيْ » تالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond repute
افتراضي

سلمت اناملك ع الفصل الراااااائع
تطمنت ان اكمل طلقها لاجل شرط وجدان المريضه، لكن ذلك سيترك شرخ كبييير بينهم لن تنساه شمس ابدا

حمزه وقمر يبدو انهما سيتفرقان لكن الاهم علم حمزه ببرائتها
دارين حتى في غضبها من رائد رااااقيه جدا ، يتضح رقيها اكثر في معاملتها مع ليلى
شمس جدا حزينه عليها لاجل خذلانها من اكرم كما تراه
لمياء اتمنى تلاقي لها مخرج فعلا غلطتها شنيبيعه ومؤذيه لروحها قبل ان تؤذي امراه اخرى ، لكن تابت هي فاتمنى تلاقي مخرج لها


تالا الاموره غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.