آخر 10 مشاركات
بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          541 - ربيع صقلية - سالي وينتورث - ق.ع.د.ن ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          Married to a Greek tycoon by Lucy Monroe (الكاتـب : SHELL - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-11-18, 11:41 PM   #2091

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,915
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nh_1927 مشاهدة المشاركة
الأخت نسرين واضح انها عاشقه حد النخاع الشوكي الأخ رائد
بس يا شيخه بذمتك ايه اللى فى رائد يتحب
ده سورى يعنى راجل عررة و كان بيوجع قطتى دارين طول الرواية خليه يدوق من اللى بيعمله فى البشريه
و بعدين انا عارفة نور إن شاء الله هتخليه يعييييييييش...و بعدين انا من رأيي نور تموت كل اللى فى الرواية و تسيب دارين عشان أحب فيها و قمر عشان اعذبها
ههههههه والله ضحكت من قلبي على كلامك
رائد حبيبي مفيهوش شيء يتحب لا لا لا كدا أنت ظلمتيه
عندو كرزمة وسيم وشخصية فلاذية طول وعرض هذا إضافة إلى أنو بطل الفروسية لسنوات ومال وجمال وجاه شو أوصفلك لأوصفلك حبيبتي أخخخخ بس لو أن حبيبتنا ساندي حطت إسمي في الرواية كنت أخذته من بين أيديهم وماراح يحلموا يشوفوا خياله هههههههههه
شو يعني راجل عررة مافهمت يا ويلك يكون شيء مو حلو
خلاص طالما أنك غيرت رأيك وبدك يعيش تسلمي يا عسل
ثم أنا حبيت أفهم شغلة مالهم البنات كلهم ضد حبيبي الجلمود
عملكم إيه إذا كانت دارين راضية على الي عملو فيها
بصلتكم محروقة ليه
ههههههه بدك كل أبطال الرواية يموتوا وتبقى دارين
وراح تعمل وحدها إيه تحياتي ليك ولكل البنات





Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 12:04 AM   #2092

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

سيتم تنزيل الفصل الان حبيباتي .. فقط انتظروني دقائق حتى انقله على الكمبيوتر

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 12:09 AM   #2093

NH_1927

? العضوٌ??? » 412984
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 127
?  نُقآطِيْ » NH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond reputeNH_1927 has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Nesrine Nina مشاهدة المشاركة
ههههههه والله ضحكت من قلبي على كلامك
رائد حبيبي مفيهوش شيء يتحب لا لا لا كدا أنت ظلمتيه
عندو كرزمة وسيم وشخصية فلاذية طول وعرض هذا إضافة إلى أنو بطل الفروسية لسنوات ومال وجمال وجاه شو أوصفلك لأوصفلك حبيبتي أخخخخ بس لو أن حبيبتنا ساندي حطت إسمي في الرواية كنت أخذته من بين أيديهم وماراح يحلموا يشوفوا خياله هههههههههه
شو يعني راجل عررة مافهمت يا ويلك يكون شيء مو حلو
خلاص طالما أنك غيرت رأيك وبدك يعيش تسلمي يا عسل
ثم أنا حبيت أفهم شغلة مالهم البنات كلهم ضد حبيبي الجلمود
عملكم إيه إذا كانت دارين راضية على الي عملو فيها
بصلتكم محروقة ليه
ههههههه بدك كل أبطال الرواية يموتوا وتبقى دارين
وراح تعمل وحدها إيه تحياتي ليك ولكل البنات



بصى يا بنتى انا كنت بحب كملولى-اكمل يعنى-لكن سبحان مقلب القلوب فجاه كرهته-بس عندى امل ان نور تخلينى احبه تانى و بخصوص كلمه-عرة- ف هى كلمه جمممميله جدا و مش بتتقال لكل الناس الا الناس العرر-بس اوعى تقوليها لحد من عيلتك هتلاقى قلم على وجنتيك الورديتين-اللهم بلغت اللهم فاشهد
و اخيرا انا بصلتى مش محروقه يا حجه


NH_1927 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 12:13 AM   #2094

conan94

? العضوٌ??? » 89597
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 803
?  نُقآطِيْ » conan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond reputeconan94 has a reputation beyond repute
افتراضي

بانتظار الفصل على نااااار و اتمنى يكون في شي عن اكمل و شمس
اتمنى تصير قوية شويا مش حتفظل عياط و بكاء على اكمل
بدي اياها تكون اقوى من هيك ما حبيت ردة فعلها وانه خلص هيا الغلطانة
هو بعد ما صار كلشي وعرف. انه كانت بتحب حده قبله كان بعده ع رايه و قال لها لو تركتني ساقتلك
الان فقط هو تركها ؟ لولا شرط الشريرة مكان طلقها او فكر يسيبها بس حسيته اجته فرصة و استغلها

اكمل شرير 😡
شمس لازم تكون اقوى من هيك و تجعله يرى بان حياتها لن تتوقف عليه و هو يندم ويرجعلها


conan94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 12:26 AM   #2095

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

مساء الخير على عيونكم
كل عام وانتم بخير بمناسبة المولد النبوي الشريف

فصل اليوم هو نقطتي الفاصلة في حياة الجميع .. وضعت به رسائلي من البداية ومقارنات هدفي الاصلي
يإذن الله ارد على تعليقاتكم التي لم يسعفنى الوقت لردها الاسبوع الماضى
قراءة ممتعة

( 5 )






الفصل الخامس والثلاثون


فتح كامل باب غرفة حمزة فتوقف لحظة مذهولا من الضباب الدخاني الذي يملأ الغرفة قبل أن يسعل بقوة حتى احمر وجهه وهو يتقدم للداخل ..
اطفأ حمزة السيجارة التي لا يعلم عددها في المنفضة الكريستالية جواره ووالده يفتح الستائر ثم يفتح باب الشرفة ليدخل الهواء للغرفة الخانقة وهو ينهره بحنق بعد أن هدأ سعاله

" تبا لك ولرأسك الصلب ولما تفعله بنفسك كالحمقى "

يستدير كامل ينظر إليه ثم يقترب ناظرا لعدد السجائر بالمنفضة فينظر له غاضبا بسؤاله

" منذ متى وأنت تدخن ؟! .. هل صدقت أنك قاتل وتشربت طباع المجرمين بهذه السرعة ؟! "

استرخى حمزة في جلسته على سريره وهو يشبك أصابعه معا يرد بتمرد عينيه

" زوج ابنتك ما شاء الله مجرم أصيل .. لمَ لا تسأله ماذا يحدث حين تخطو فقط وسط المجرمين ؟! "

ظل كامل ينظر إلي وجهه المكدوم وذقنه الطويلة بعينيه الواثقتين حتى قال بامتعاض

" ولمَ اسأله ؟! .. يكفي أن انظر إلي وجهك ! "

اتجه ليجلس على نهاية السرير مفكرا وهو ينتبه لشرر عيني ولده فيضيق عينيه متسائلا

" مَن هؤلاء الذين تشاجرت معهم ؟ "

أدار حمزة وجهه وملامحه تنفر لا يطيق كلاما لكن كامل يضغط على موضع نزيفه مبكرا باسئلته

" ما الذي أغضبك لهذه الدرجة ؟ .. أنهم خاضوا في شرف زوجتك أم لم تتحمل كرامتك أن تسمع إنها خانتك وقتلت المفترض إنه عشيقها ؟ "

يطبق حمزة شفتيه غاضبا وهو يعلم أن والده علم بمشاجرته في الزنزانة من المحامي لكنه يلاعبه ليثير أعصابه تجاهها .. تلك المشاجرة التي لا يعلم حقا ما أغضبه بها حتى نهض ليضرب كل مَن نطق بسيرته ..
مجرد سؤال سأله أحدهم عن تهمته فأجابه آخر إنه قتل عشيق زوجته ليرد آخر إنه رجل بحق .. ولا يعلم بعدها ماذا حدث ؟ .. فارت الدماء بعروقه حامية .. حامية للغاية ..
اعتدل جالسا ووجهه ينذر شرا بعينين شيطانيتين فيهتف بانفعال مجنون

" لا تقل زوجتك .. اتركني الآن وإلا ساغادر أنا البيت كله "

رمقه كامل بنظرة صارمة وهو يقول بهدوء حازم

" اهدأ "

يشتعل اللهب الأخضر بعيني حمزة وكل ما صار يتكالب عليه في هيئة وجوه عدة .. وجوه كثيرة مرت عليه لا يتذكر أصحابها لكن نظراتها واضحة بذهنه ما بين شامت ومستهزئ وحاقد وشرس ..
هو الزوج المغدور المخدوع .. تلك نظرة لن ينساها من كل مَن يعلم بتهمته فيُنكَس رأسه رغما عنه .. رغما عن إنه من المفترض أخذ حقه وقتل العشيق .. لكن نظراتهم المشفقة كانت تشعله لهبا فوق اللهب ..
لينتهي الأمر دائما بوجهها الباسم البرئ .. يتحول بلمحة بصر لأفعى ضخمة تبتلعه في دوامة لا زال غارقا بها حتى اللحظة ..
حتى لحظة تساؤله الغاضب المكبوت لمَن يطالبه هدوءا لا يملك منه ذرة

" ألا تشعر بي وبما حدث ؟ "

تكسو عيني كامل عاطفة حانية وهو يتأمل ولده الأكبر .. هو رجلهم من بعده .. هو سند أخته وبنات عمه ..
ظن أن حمزة اكتسب منه الكثير لكن دارين هى التي تعمقت به حتى ملكت كل صفاته .. وامتلك حمزة الظاهر منها لكنه تأثر أكثر بعمه سليمان فأخذ تصلبه وتحكمه وتملكه الجامد للأمور ..
اليوم يريد أن يهدي ولده درسا في الحياة .. أن تواجه مَن اساء إليك بنظرة ثقة أنك الأفضل .. مبتسما بوجهه بكبرياء يجعله ضئيلا أمامك .. لا تنبذه هربا من مواجهته وإن لقيته يعصف بك الغضب فينتصر هو عليك بغضبك ..
غضبك يؤذيك لا يؤذيه .. يمنحه تفوقا عليك أنه قبض على أعصابك فاستطاع إثارتها حنقا .. ويا لك من أحمق حينها ..
رد كامل عليه متفهما وهو يتابع هيئته الفوضوية التي لا زالت على حالها منذ خرج من النيابة صباحا

" اشعر بك تماما .. أنت ابني الكبير يا حمزة .. وما حدث كان اختبار لكل شئ .. كلكم تعلمتم منه "

كل مَن طاله الأمر تعلم شيئا .. شمس عادت المزرعة وهو ما زال يتحدث مع قمر فقرأ دموعها بعينيها وهى عائدة بخيبتها الكبرى ..
أكمل كسر بخاطرها ربما .. لكنها ستتعلم بالألم ما لم تتعلمه وقت الفرح ..
قمر كُسرَت من أعقد مشاعرها وحتى نظرة عينيها التي ما عادت ترفعها بوجه أحد خوفا من رؤية خزيها بعينيه .. لكنها ستتعلم كيف تحكم سيطرتها على هذه المشاعر حتى يتلاشى الانكسار وتشع الثقة ..
أما حمزة .. لو استطاع قتلها لقتلها .. ولو استطاع أيضا أن يعود بالوقت سيمحو كل ما حدث ليضمها مجددا ..
الذاكرة صعبة المراس .. لا تلح بما نريده بل تلح بما تريده أن يعذبنا ..
حمزة الآن هو ذاكرة معبأة بأسى عمره من حبيبته الوحيدة .. وكل صورة تدفعها أمام عينيه تشعله غضبا زائدا من كل شئ ..
هكذا هى دائما الابتلاءات بنظره .. دروس حياتية نتلقاها على مدار عمر يرى الكثير حتى يستقيم لمثواه الأخير ..
تراجع حمزة بظهره مختنقا فيسأل برغبة أن ينهي الحديث

" ما الذي تريده أبي ؟ "

مال كامل للأمام قليلا يستند على ركبتيه يسأله بصبر

" ماذا ستفعل الآن ؟ "

هدأ قليلا بنبرة والده فيسبل أهدابه نافخا مجيبا بلا جواب

" لا اعرف "

اعتدل كامل يضرب كفا بكف قائلا بنبرة مستفزَة

" كلما سألت أحدا هذا السؤال يقول لي نفس الإجابة !.. أختك طوال عمرها ما قالتها لي أبدا .. دائما تعرف ماذا تريد "

سأله لشمس فجاءه نفس الجواب .. سأله لقمر فجاءه نفس الجواب .. عاديا من بنات ' سليمان العامري ' .. لكن من ولده حمزة فقد أغاظه جديا ! ..
يسمع سؤاله متهكما بابتسامة جانبية مستهزئة

" ورائد زهران هو ما أرادته ؟! "

رد كامل بنبرة صارمة

" اخرج رائد من رأسك واهتم بشؤونك "

بنفس النبرة يتهكم حمزة

" شؤون ! .. أي شؤون ؟! "

يقول إنه اختبار .. لكن الأصعب أنه بيديها هى .. اليد التي أمسك بها عمرا باعته بلحظة غدر ..
هو حقا كما رآه الناس .. مغدور مخدوع .. يشعر أن رجولته مُهانة وكبريائه مُراقا بسببها .. كيف سيعوض ما أصابه ؟ ..
رغم إنه لم يعلم أحد سوى أهله ومحامي الشركة الذي أكد عليه والده أن يظل الأمر سرا إلا أن كل نظرة سيراها بعيني أي شخص ستمسه في جرح غير مرئي حتى هو لا يدرك مداواته ..
لن يفهم أحد أنه تغير .. تغير قلبه وتبدلت مشاعره فركزت على كرها عميقا داخله ..
يتغاضى كامل عن سخريته ويأسه فيسأل بعملية منبها

" متى ستعود عملك ؟ "

أيستطيع العودة ؟ .. بل عاد يركز على ذلك الكره يغذيه بأفكاره السوداء ..
منذ دخل ورآها بتلك الغرفة يعلوها جسد ضخم يسلب حقه هو .. تمزع بين شعورين إحداهما صرخ لا .. والآخر صرخ نعم ..
قمع شعور اللا بعيدا واستدعى شياطين نعم ليصدق أنها خانته .. لكن .. لكن اللا كانت تخدش به خدشا لتتحرر .. ما تفعلها صغيرتك الحمقاء الأنانية ..
صدقها حتى في أوج تكذيبه لها .. صدقها وهو يطلقها .. صدقها وهى تحت قدميه تخبره بحبها .. صدقها وهو في قمة غضبه وصراع شياطينه ..
ما كان بحاجة لمشاهدة المقطع الذي وجده على هاتفه حين استلمه صباحا بعد خروجه مُرسلا إليه من زوج أختها الغبي .. أيؤكد له براءة طفلته هو ؟! ..
طفلته الغادرة الخائنة .. بين كره لها وغضب منها وبين .. بين أنين رجولته حين شاهد صراخها بالمقطع .. ليته قتله بيديه .. ليته قتله هو حقا بيديه ..
لكنها السبب .. لو لم تذهب إليهم بقدميها ما حدث لها ما حدث .. ما تجرأ أحد على .. على .. حبيبته وزوجته ..
عيناه تشعان نارا بكل مشاعره المختلطة الكارهة لكل شئ فيقول بلا تفكير

" غدا "

عقد كامل حاجبيه مفكرا لحظات ثم قال

" استرح عدة أيام أولا "

رد حمزة بنبرة مليئة غلا وحقدا موجه لها وحدها

" لا .. غدا سأعود "

وقف كامل ينظر له بدقة فيقول بحسم

" بعد غد إذن "

التفت حمزة إليه يصر بقوة نارية غير مهتما أنه يكلم والده

" قلت لك غدا "

رد كامل بحزم وبنبرة آمرة

" غدا ستذهب لعمك وتطمئن عليه وتخبره أن قمر لم تفعل ما قلته له "

صرخة .. صرخة غضب صدحت بأعماقه .. اسم يتردد ووجه يشع وقلب يتلطخ بالسواد .. منذ يوم ذلك العرض وهذا السواد يجري بعروقه ..
سواد يدفعه ليقول بكل الغضب الذي ينضح به جسده

" فلتحترق في ستين داهية "

صوته ارتفع فارتفع صوت كامل بحزم أكبر

" كلمة واحدة .. غدا ستذهب لعمك .. حالته الصحية تسوء يوما عن يوم منذ طلاق شمس ولا يريد رؤية قمر إلا بكلمتك "

أخفض حمزة عينيه فجأة أمام عيني والده النابضتان بالقوة رغم ما يحيطهما من تجاعيد عمره .. تجاعيد خفيفة فدائما ما حافظ والده على لياقته وشباب قلبه الحيوي ..
لكنه أمامه يشعر برجولته تنحني احتراما لرجولة ' كامل العامري ' ..
أنفاسه محتدة بضيق وملامحه زرقاء الكدمات تنزعج وهو يقول غصبا من بين أسنانه

" ساذهب لأجل عمي فقط "

يهز كامل رأسه وهو يرد عليه بقوة

" اذهب لأجل نفسك أولا .. اغلق صفحة وابدأ صفحة جديدة "

ظل حمزة مطرقا في جلسته البائسة غضبا فيقول كامل بحنق

" انهض واستحم واحلق ذقنك .. رائحتك لا تُطاق "

تتقبض يد حمزة بأنفاسه الثائرة وكامل يتجه نحو الباب فيفتحه ثم يلتفت قائلا بصرامة

" غدا .. أريد أن أرى حمزة ولدي كما كان .. حمزة ابن كامل العامري "

يرمقه حمزة بطرف عينه فيهدر كامل بصرامته الآمرة

" هل تسمعني ؟ "

يصفق كامل الباب خلفه فيضرب حمزة منفضة السجائر جواره بعنفه فتقع أرضا بأعقابها المنتهية ورمادها البائس مثله ..
كل عزمه يتوحد فيما فكر فيه طوال فترة حبسه .. أن يمضي بلا نظرة واحدة للخلف.



.....

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 12:29 AM   #2096

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


دخل كامل غرفة نومه لم يشعر بمثل هذا الإرهاق منذ وقت طويل .. ربما لأن الأيام السابقة احتاج لإرادة حديدية ليتيقن أولا أن حمزة سيخرج من محنته ثم يبث يقينه في الجميع بقوة ..
لم يكن خيار انهياره متاحا بل كان هو السند الوحيد لهم جميعا بعد الله سبحانه .. يحمد الله مجددا على خروج حمزة وانتهاء الأزمة .. قد صلى شكرا لله بعد الظهر متذكرا قوله لشمس بالمشفى أن الله يخرجه من كل ابتلاء سالما بإذنه تعالى ..
يخلع سترته البنية الصوفية ليعلقها على حامل طويل جوار منضدة الزينة فتدخل شاهندا بهذه اللحظة بعد أن دخلت غرفة حمزة فوجدته بحمامه لتعود لغرفة نومها ..
تقف مكانها لحظات وهو يفك أزرار قميصه الرمادي فتتجه لخزانة الملابس تخرج له طاقما بيتيا شتويا متسائلة بنبرة أنثوية هادئة

" رأيتك تخرج من غرفة حمزة ... ماذا كنت تقول له ؟ "

ينظر إليها كامل مبتسما يهز رأسه بلا فائدة وهو يخلع قميصه ثم يتبعه ببنطاله الرمادي ليرتدي طاقمه الذي وضعته على السرير مجيبا بمكر مثلها

" كنت اسأله متى سيعود للعمل ؟ "

زمت شاهندا شفتيها وهى تقترب منه قليلا فتنظر لعينيه تسأل بصراحة

" إذن لم تسأله أن يعود إليها ؟ "

أطرق كامل لحظات مطبقا شفتيه ثم وضع يديه بخصره ورفع رأسه إليها يسألها بدهاء

" لو كانت دارين تركت رائد وجاءت جلست معنا هنا شهرا لا تريد العودة لزوجها .. في رأيكِ مَن منهم سيكون سبب الخلاف ؟! "

تميل شاهندا برأسها بغيظ تسأله بعناد

" ما الذي تريد الوصول إليه يا كامل ؟ .. تريده أن يردها ؟ "

اتجه لجانبه من السرير فيرفع الغطاء ليجلس قائلا بابتسامة

" اجيبي شاهندا لا تتهربي "

ردت شاهندا وهى تستدير لخزانتها لتخرج عباءة بيتية مخملية زرقاء

" رائد بالطبع .. دارين عاقلة "

يتابعها كامل وهى تغير ثيابها قائلا

" اممم .. إذن في حالة دارين ولأنها ابنتك زوجها هو المخطئ ... لكن في حالة قمر هى المخطئة وحدها لأن حمزة ابنك ولا يخطئ في نظرك "

تسدل العباءة الثقيلة على جسدها تمنحها دفئا ناعما وهى تقول وجهة نظرها باقتناع تام وإن شاب نبرتها بعض الغضب

" أنا لا انحاز لحمزة لأنه ابني .. بل لأن قمر هربت ولم تراعي أي أصول .. الأصول تقول إذا غضبت الزوجة من زوجها لها بيت أهل يؤويها حتى تعود إليه أو ينفصلا بالمعروف .. لكن ما فعلته بنت أخيك ماذا اسميه ؟ "

يسترخي كامل بجلسته يرفع الغطاء عليه وهو يقول

" معك حق لا انكر ... لكن إذا ندمت البنت وأدركت خطأها هل نتركها لتخطئ مجددا أم نأخذ بيدها للصواب الذي لا تعلمه ؟! "

تتجه شاهندا للمرآة فتجيبه بغيظ

" خذ أنت بيدها واترك ابني بعيدا عنها "

المشكلة أن لا أحد يفهم ما يفهمه هو .. يظن الجميع أن شمس وقمر كبيرتان كفاية لتدبر أمرهما ومعرفة الصواب والأصول .. لكن الأمر ليس في سنهما وقد وصلت إحداهما للثامنة والعشرين والأخرى على مشارف الثالثة والعشرين ..
الأمر أن مواجهتهما للحياة معدومة فلا يعرفا أي طريق يسلكان بلا خطأ .. قد يفهما صواب الأمور البديهية لكن عمق الحياة لم تدخله أي منهما أبدا .. ولن يبالغ إذا قال أن سليمان عزلهما حتى ينهيا تعليمهما ثم يزوجهما ..
يتذكر إحدى المرات كان ببيت أخيه بالمولد النبوي الشريف حيث يقضونه هناك كل عام فيسمع نجوى تسأل شمس إن كانت اتصلت بأخوات عبد الخالق لتهنئتهم فردت شمس أنها اتصلت بوالدته فقط .. وأجابتها نجوى أن من الواجب أن تتصل بأخواته البنات الكبار أيضا .. لن ينس ارتباك عيني شمس وهى تنهض على مضض .. لتنفذ ..
لم ينتبه سواه للموقف العادي ولا يعرف لمَ يتذكره كثيرا هذه الأيام .. يتذكر شمس وقمر الصغيرتين ..
ينظر لزوجته وهى تمشط شعرها القصير فيقول بنبرة خافتة

" حمزة يحبها يا شاهندا "

نظرت إليه في المرآة ثم وضعت فرشاة شعرها بحدة قولها

" حمزة يكرهها ويكره كل ذكرى جمعته بها "

يعاندها كامل بقوله

" بل يعشقها بكل ما يعنيه كل حرف في الكلمة "

تهدل كتفي شاهندا وهى ترد بقهر أمومي حانق

" أنت ستجعله يردها يا كامل ؟! "

يتناول كامل أحد أقراص مسكنات الصداع من جواره ثم يشرب بعض الماء ويرد عليها وهو يعيد الكوب مكانه

" لا .. حمزة غالي وقمر غالية .. لن أقف بينهما أو مع أحد ضد الآخر .. لكن إذا حدث وأراد حمزة ردها أريدكِ أن تحترمِ قراره "

تشعر بصداعه وإرهاقه فتهدأ قليلا متنهدة وهى تأخذ أحد المرطبات لتدهن به بشرة ذراعيها الحساسة لتشققات الشتاء الجافة فترى ابتسامته المحبة بالمرآة وهو يقول بحنان

" نسيت أن أخبركِ ... أم حمزة هى الأغلى عندي دائما "

أبعدت عينيها عنه وهى تواصل دهن ذراعيها ثم بشرة عنقها فيراضيها كامل

" اعلم أنكِ غاضبة مني منذ فترة لأني أقف مع قمر .. لكن أنتِ أحببتِني هكذا يا شاهندا ... خالف تُعرَف "

تتجه شاهندا للسرير فيرفع لها الغطاء لتجلس جواره تقول بهدوء

" يا كامل أنا أم ... الأم قلبها أضعف من الأب لأولادها .. وقمر جرحت ابني وأنت بنفسك ترى حالته "

اومأ كامل قائلا

" اعرف واقدر ذلك تماما .. وقلت لكِ لن أقف بينهما ابدا .. هما لهما كل الحرية فيما يفعلانه "

صمت لحظات يستند برأسه لظهر السرير يفكر ثم تابع بنبرة عميقة

" لكنني فقط انظر للأمام .. حالة سليمان تسوء وأنا كبرت .. وكما ترين العائلة برجالها كل منهم باتجاه ومنصور في السجن ولا يؤتمن .. حمزة هو رجل هذه العائلة من بعدنا .. هو رجل بيت كامل العامري وبيت سليمان العامري .. أريده أن يتعلم كيف يفصل مشاعره عن واجباته ومسئولياته ... أريده أن يظل جوار دارين أيا كان اختيارها .. أريده أن يظل أخا لشمس مهما تضايق من زوجها .. أريده بعد سنوات إذا لم يرد قمر وجاءها عريسا أن يجلس معه سندا بظهرها دون النظر للماضي .. هل تفهمينني ؟ "

كانت أفكاره واضحة مهمومة وهو يرى كل الزوايا من كل الجهات .. لم تفكر مثله أو ترى ما يريده ..
تبتسم قليلا وهى مأخوذة به فتستند بظهرها للسرير تسأله

" كيف تفكر هكذا ؟! "

رد كامل بنفس النبرة وهو يفكر فيما سيفعله حمزة إن علم بما ينويه هو

" افكر هكذا لأنني أدرك تفكير سليمان المتعنت .. كل ما يهمه الآن كيف يلملم المواضيع ليعيد ابنتيه لزوجيهما .. أراهنك حين يذهب إليه حمزة سيطلب منه ردها حتى لو تركها مجرد كرسي بمنزله لكن ألا تظل مطلقة "

افترقت شفتا شاهندا شبه مذهولة ثم عقدت حاجبيها قائلة بشك

" لا أظن ذلك "

يعرف أخيه جيدا .. يتكلم بالأصول وإنه يصلح بالمعروف فيحرج الرجل بالمحسوس مثلما فعلها مع عبد الخالق .. مسح بكرامته الأرض لكنه لملم الموضوع كما قالتها له شمس سابقا قبل أن تلد طفلها ..
نزل كامل تحت الغطاء أكثر يضع ذراعه تحت رأسه على الوسادة وهو يرد شاردا

" هو يعتبر حمزة ولده وسيتكلم معه بصراحة "

تقترب شاهندا منه قائلة

" عامة حمزة لن يفعلها "

تقبل جبينه بنعومة وهى تمسح على صدره مبتسمة تقول بمؤازرة

" وعامةً .. أنا أحبك هكذا .. بكل أفكارك ورؤيتك للأمور من هذه الزوايا الغريبة ''

رفع كامل يدها لشفتيه يقبلها ثم قال مبتسما وهو ينظر لعينيها الخضراء

" وأنا أحبكِ بكل عواطفكِ المندفعة ومشاعركِ المتهورة التي أوقعتني يوما ما وإلي الآن "




.....

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 12:32 AM   #2097

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


تركض في الرواق لاهثة وصدرها يضيق بأنفاسها لا ترى الطريق الأبيض .. أمام عينيها مقفر مظلم رغم الأنوار التي تكاد تعمي البصر من قوة إشعاعها ..

تائهة ووقتها ينفد .. ووقته بهذه الدنيا ينفد مثلها ..

تصعد الدرج بسرعة لتدخل رواقا آخر فتسرع بخطواتها وهى تبحث عن لافتة العناية المركزة حتى وجدتها بنهاية الرواق ..

أمامها يجلس زهران على أحد المقاعد يستند برأسه للحائط ولا يبصر أحدا ..

وصلت دارين إليه فتميل قليلا تمسك بذراعه تسأله بنبرة مفجوعة

" ماذا حدث له ؟ .. ما هذا الذي قلته لي على الهاتف ؟ "

التفت إليها يميز حضورها المضطرب وظل لحظات طويلة يكاد يسمع قلبها المرتجف حتى قال بتشوش

" رائد ضاع يا دارين "

لم يكن يدري بما حوله .. ولم تكن تدري بما حولها .. كل شئ فيها كان متوقف .. وبنفس الوقت كل ما فيها يلهث ويلهث ..

قلبها ينقبض وعيناها تمتلآن دمعا والكلمات لا تتشكل على لسانها إلا بعدة حروف بهمس الاختناق

" ماذا .. حدث ؟ "

استقامت وهى تترك ذراعه ببطء وجسدها كله يتفكك وهو لا يعي ماذا يقول حقا بنبرته الضائعة

" بالأمس تهجم عليه شخص ما وطعنه ... بنفس مكان جرحه القديم .. لقد نزف كثيرا .. ظل على الطريق كثيرا .. نزف كثيرا "

التفتت دارين حولها تبحث عن شئ ما لا تدركه وهى تقول باضطراب

" كان عندي .. كان عائدا من عندي "

أغمض زهران عينيه على الجدار خلفه وهو يواصل بهذيان صدمة أبوته

" نفس المكان مجددا .. التأثير هذه المرة مضاعفا .. قطع له فرعا لشريان رئيسي .. قصد قتله .. قصد قتله ... حدث نزيف داخلي .. دخل في غيبوبة "

كانت تسمع صوته البعيد وتسمع صوت أنفاسها وهى واقفة مكانها لا تقوى على الحركة بحالة عدم ادراك تامة .. عيناها متسعتان جامدتان وعقلها يرفض التصديق ..

ردته مخذولا فعاقبها بمباغتة موت .. كيف خذلته ؟ .. كيف ؟..

تدمع عينا زهران تحت جفنيه المنغلقين وهو يتابع بأسى يائس

" ضاع مني بعد أن استعدته .. لقد اعتذر لي بالأمس .. كان اعتذاره الأخير بعد مدة طويلة .. طويلة .. ضاع مني .. ساحضر أنا عزائه ولن يحضر هو عزائي "

كانت المرة الأولى التي ينهار فيها زهران لتلك الدرجة .. والمرة التي لا تعلمها دارين وهى تقف على حافة فقده ..

دائما أهداها مع حبه هذا الرعب بالرحيل .. دائما قاسيا أنانيا حتى في غيابه المفاجئ ..

قدمها تتحرك من جمودها أخيرا وهى تستوعب ما تبحث عنه .. تبحث عنه هو .. تستوعب أنه هناك بالداخل ..

تنساق خطواتها للباب الأبيض القريب وهى تقول بتأكيد مقتول

" رائد سيعيش .. سيعيش "

كل ما حولها مساحة بيضاء شاسعة كأنها لوحة الدنيا وهى اللون الوحيد فيها .. لأول مرة تشعر بالوحدة والخوف ..

الباب يقترب وهمسها يتواصل بلا وعي

" لن يمت لأنه بانتظار قراري .. وأنا قررت .. قررت بعد أن رحل "

تنظر من خلال الطاقة الزجاجية للباب وإذ بقلبها يجهش بكاءا قبل عينيها ..

وعيها يعود بالمكان حين رأت جسده .. جثمانه .. هناك بعيدا على سرير أبيض موصول بالكثير من الأسلاك تلمسه عدا يديها ..

شهقة أشبه بذبحة آلمت صدرها وهى ترفع كفها تغطي فمها تستوعب أخيرا

" يا إلهي .. قررت بعد أن رحل "

بطنها يؤلمها كأنه يشاركه حزنها الكبير فتحيطه بذراعها هامسة

" ما الذي فعلته بنفسي ؟ "

ما كانت نظرة عينيها أصدق يوما .. تعكس نيران جمرة حبه بقلبها التي صارت حريقا لا دفئا ..

وتتراجع أي سطوة امتلكتها قبلا .. وهى تعترف بهزيمتها العشقية أمامه ..

كيف استطاع أن يهزم صروحها وحصونها بمجرد رقوده على فراش بلا حراك .. بلا وعي ؟ ..

أيتنفس ؟ .. أتتنفس يا حبيبي ؟ .. ليتها تشعر بأنفاسه بتجويف عنقها كما تحب .. وكما يهوى ..

كفه حين كان يطوق عنقها وهو يمتلكها بجموحه راغبا بخنقها حينا .. حانيا بامتنانه لها حينا ..

كان سيدا للتناقضات دوما .. وها هو يؤكدها بلا صوت ..

حتى في أضعف حالاته .. منتصرا عليها ..

يدها تلمس الباب مستندة بجبينها إليه تغمض عينيها على صورة لن تنساها له وشفتاها تتحركان همسا بالوجع

" ما الذي فعلته بك ؟ .... أردتك أن تتألم مثلي ... والآن ... الآن ... "

صورة هذا الضعف القاتل لها ستنطبع بذهنها طويلا طويلا .. حياتها مرت منذ مراهقتها وحبه

يسري من الوريد إلي الوريد ..

وها هو يثبت لها كيانه الساكن بها وهمسها يتواصل مذبوحا

" ليتني مكانك ... يا حبيبي "

يا حبيبي .. لم اقصد بالغياب رحيلا .. قصدت وقتا .. قصدت انتظارا ..

الفاجعة يا حبيبي ليس أن ترحل عن هذه الدنيا .. الفاجعة يا حبيبي هى أن ترحل .. وأنت ملكي ..

بإرادتك أخيرا صرت ملكي .. بشفتيك نطقت أنك ملكي ..

وبشفتيها هى التي تشكو اليوم منه .. إليه

" توقف عن هذه الأنانية قليلا .. قليلا فقط .... لماذا تعطيني بيد وباليد الأخرى تأخذ ما أعطيته ؟ "

لا زال صوته هامسا بأذنها بالأمس القريب .. لا زال وعده حيا لم يجف بعد ..

أعطاها عهده وهمسه .. وسرق أنفاسها وهمسها .. مذبوحة هى .. مذبوحةٌ كلها فيه ومن الوريد إلي الوريد ..

كانت تملأ رئتيها بالأنفاس الأخيرة وهو معها بهذه الدنيا .. تملأ عينيها بمرآه الأخير وهو حي ..

كانت تستعد لموته دون أن تدرك .. كانت تستسلم لفقده قبل أن تفقده ..

لسانها يتحرك وحده دون شعورها المميت

" لا ترحل ... "

وقلبها ينعصر فيها وهى تنظر إليه بفجيعتها كأنها تستعد لموتها بعده دون أن توقف دعوة القلب التي يدفعها للسانها

" يا رب .. خذ كل ألمه وضعه في جسدي .... وخذ كل حياتي وضعها في جسده .... يا رب "



.......

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 12:35 AM   #2098

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


وضعت نجوى كوب الماء بحدة بجوار قرص الدواء وهى تقول بانزعاج

" تناول دواءك يا سليمان لا تتعبني "

هتف سليمان بصرامة وهو ينظر لها غاضبا

" قلت لا أريد أدوية لمَ لا تسمعين الكلام ؟ "

تنهدت نجوى بتعب وهى تجلس بجلبابها الأبيض الثقيل بوروده الصغيرة على حافة السرير حيث يرقد منذ أيام تنظر لوجهه المتعب وتجاعيده المحفورة بهموم تزايدت عليه مؤخرا .. رغم تعبه إلا أن عينيه قاسيتين تنتظران تأكيدا أو نفيا بفارغ الصبر ..

لا تعلم لمَ لا يصدق شمس وأخيه ؟ .. لا تعلم لمَ يعذب نفسه بانتظار كلمة حمزة ؟ .. حمزة كان دائما الولد الذي تمناه سليمان .. وبقدر حبه له بقدر ما غضب منه حين فضح ابنته بتهور وأمام زوج أختها ..

لكنها تفهم عقل زوجها .. يريد أن يسمع من حمزة نفسه حتى يتصرف بناءا على قوله .. يريده أن يعترف بخطئه كما فعلها قبلا مع عبد الخالق ..

ربما هو يصدق أن قمر لم تفعل شيئا لكنه يريد أن يرى الذنب بعيني حمزة حتى يجبره على ردها دون أن يقولها صريحة .. ولا تنكر أنها تتمنى أن تعود قمر لزوجها وينتهي هذا الكابوس ..

يدير سليمان وجهه نحو الشرفة يغمر عينيه بضوء النهار الشتوي وهو يدعو على نفسه بقسوة

" فليضمني قبر لارتاح من هذا الهم "

نهضت نجوى نحو أحد الكراسي منقبضة القلب تطوي بعض الثياب المكومة وهى تستغفر بصوت مسموع له

" استغفر الله العظيم .. لا حول ولا قوة إلا بالله "

يفكر سليمان في كل ما حدث بتلك الفترة القصيرة فيقول بحسرة أب

" ابنتاكِ فضحاني في شيبتي "

تستغفر نجوى مجددا وهى تطوي عباءته الرمادية فتسأله بامتعاض

" وما ذنبها شمس ؟ "

شمس هى الشوكة الأكثر إيلاما بظهره .. قمر مهما حدث فهى زوجة ابن أخيه ويستطيع إيجاد حل لها لكن شمس التي تزوجت من غريب لا سلطة له عليه ماذا يفعل فيها ؟ ..

لم يكن يفكر بذنبها بل كان يفكر أن شمس انتهت ! .. فتاة في الثامنة والعشرين مات زوجها الأول وطلقها الثاني فمَن يرضى بها مجددا ؟! ..

ضغط شفتيه بقوة مغمضا عينيه ثم قال بخيبة أمل

" كلاهما لم تستطيعا الحفاظ على بيت وأسرة "

تواصل نجوى طي الثياب وهى ترد عليه بحنق

" هو مَن طلقها بعد ما سمعه .. ما كان بابن أصول ليقف معها في المحنة "

لم يعرفا أنه كان معهم خطوة بخطوة .. لم يعرفا أن الأمر تعدى الواجب والأصول ووصل حد تمزق القلوب عذابا ..
البيت شديد البرودة كأن ما دخله الحب يوما .. هذا البيت العريق بأصالته شهد الكثير والكثير .. هنا اجتمع زوجان بالمودة والعشرة الطيبة تحت كنف الزوج لكن .. هنا نساء كأنهن ما وُجدن بهذه الدنيا .. هنا زوجة تقضي نهارها بالخدمة الشاقة وتقضي ليلها تلبية لزوجها .. وهنا ابنتان خرجا من هذه العلبة لدفء حقيقي لكنهما لم يحسنا التدثر به ..
هذه هى الحقيقة الموصوفة مهما كان الأمر جميل الشكل للعيون .. مهما كذبنا على أنفسنا أن حياتنا بجمال الياسمين وعبق أوراق الفل .. سيظل هناك ما لم ندركه بنفوس أولادنا .. أزواجنا .. احبائنا .. ذلك الضباب الذي لا نراه ونظن أنهم بخير ..
بداخل كل منا شئٌ من ضباب .. المهم أن نفتح بصيرتنا لا أبصارنا .. لكي نرى ما نعجز عن رؤيته ..

ما زال يفكر ماذا سيفعل ؟ .. لا يستطيع طلب حمزة بل عليه أن يأتيه بقدميه .. ولا يستطيع الذهاب لأكمل حاملا براءة ابنته الصغرى ليطلب منه رد ابنته الكبرى ! ..

ماذا سيفعل بشمس ؟! .. أيزوجها لأحد التجار من اصدقائه ممَن يدرك أنه سيصونها باقي عمرها متجاهلا فرق العمر والتعليم ؟! .. هل يصل الأمر يوما أن يزوجها لمَن بسن أبيها ليطمئن عليها بعد موته ؟! ..

لكنها يعذره حقا ! .. فلو كان مكانه ما ناسب عائلة بها شبهة هكذا ! .. لذلك قالها كما خطرت بباله

" معذور .. أختها فُضِحَت أمامه .. أي رجل مكانه لن يقبل أن يكون بعائلة بها ... "

قاطعته نجوى وهى تلتفت بغيظ قائلة بدفاع أمومي

" لا تقل عليها هكذا .. قمر ابنتي وربيتها جيدا ولا تفعل هذا .. وشمس افهمتني كل شئ .. بدلا من أن تقف بجوار ابنتيك أنت مَن تقول عنهما هذا "

أسبل سليمان أهدابه ليغمض عينيه يرتاح قليلا بغير راحة حقيقية متمتما

" حسبي الله ونعم الوكيل "

لم يكن يدرك أين الخطأ الذي أوقع كل شئ فوق رأسه ؟ .. لماذا لا يرتاح أخيرا بعد أن أدى رسالته بالحياة ؟ ..

الشرف أغلى من أن يصدق كلاما قيل له بلحظة ضعفه بالمشفى .. لا أحد يفهم لمَ هو بحاجة لتأكيد حمزة ؟ .. لأن حمزة وحده لن يكذب عليه وحتى إن حاول سيقرأها بعينيه ..

عادت نجوى تطوي باقي الثياب ثم ترتبهم في خزانة الملابس .. تدور بالغرفة تمسح أي غبار هنا وتعدل حواف ستار الشرفة هنا وترتب أدوية وأوراق لسليمان موضوعة على منضدة الزينة ..

خرجت من الغرفة متجهة للمطبخ ترى الطعام الموضوع على نار هادئة فتقلبه ثم تغسل بعض الأواني الموضوعة في الحوض الفضي حتى سمعت صوت جرس الباب فجففت يديها وخرجت لتفتح ..

عند الباب وقفت طويلا أمامه تعاتبه بعينيها دون قول أي كلمة .. تنظر لملامحه المرهقة وحدة عينيه وملابسه السوداء التي تضم غضبه ..

حتى أخفض بصره أمام عينيها القاسيتين يسألها بخفوت

" ألا تريدين أن ادخل يا ماما نجوى ؟ "

فتحت نجوى الباب أكثر مبتعدة قليلا قائلة بجفاء

" لا يا حمزة تفضل "

تقدم خطوة واحدة للبيت الذي كان يدخله ليراها .. كأنه مسكونا برائحتها .. مسكونا بطلتها هنا وهنا وهنا .. ألا زال تمرد عينيها بنظرتها ؟ .. ألا زال يسكن عينيها توهانها ؟ ..

وهنا .. هنا ألقاها أمام أبيها ثائرا ورماها كذبا .. هو الذي اخطأ إذن أم هى التي أوصلتهما لهذا ؟ .. أيحق لوالديها أن يصرخا بوجهه أم يصرخ هو بوجه الجميع بكرامة زوج مجروح ؟ ..

اغلقت نجوى الباب بحدة فالتفت إليها نصف التفاتة وهى تقول بغضب داخلي

" اعذرني .. أخر مرة جئت فيها هنا فضحت ابنتي بالباطل "

لم يعد يعرف مَن يغضب من مَن ؟! .. ربما لأنهما لا يعلمان شيئا مما فعلته قمر سيكون اللوم عليه وحده .. وهو مستعد أن يتلقى اللوم وحده جزاءا له .. لعشقه .. لخطئه بحق كرامته ..

ابتلع غصة بحلقه مختنقا بوجوده هنا وهو يقول بجمود

" جئت لاطمئن على عمي "

تقدمته نجوى دون النظر لوجهه وهى تقول مضطرة

" البيت بيتك "

تعمدت احراجه ولم تعرف إلي أي حد نجحت وهو يرغب أن ينهي ما جاء لقوله ويغادر سريعا .. يعلم أن عمه سيطلب منه ....

لكن لا يعلم ماذا سيكون رد فعله حينها ؟..

دخل الغرفة فتأثر قلبه عفويا بضعف عمه الراقد وهو يتجه إليه ثم ينحني ليقبل جبهته يناديه بخفوت

" عمي "

فتح سليمان عينيه وقد كان على وشك النوم لكنه هتف بقوة

" حمزة ! "

ابتعد حمزة خطوة منتظرا رد فعل عمه وهو يسأله غاضبا

" هل تذكرت أخيرا أن لك عم على وشك الموت ؟ "

نظر إليه لحظات بحرج ثم قال بنبرته المنخفضة

" لا تقل هذا يا عمي .. بارك الله بعمرك "

تنفس سليمان بصعوبة وصدره ينغلق بنغزة مؤلمة فيتحامل على نفسه آمرا بصرامة

" اجلس "

خرجت نجوى من الغرفة رغم رغبتها في معرفة ما سيقوله حمزة إلا أن حسرتها كانت أكبر من بقائها .. قلب الأم بها يتمزق على ابنتيها وكل ما يحدث .. عائلتها الصغيرة أين هى ؟ .. زوجها مريض وابنتيها بعيدتين ..

دخلت مطبخها تتظاهر إنها مشغولة بغسل باقي الأواني ومتابعة الطعام ودموعها تسيل بوجع الأمومة ..

اشتاقت لقمر هنا .. وتعبت من ألمها على شمس .. كلما ظنت أن أحوالها تعدلت تنقلب مرة جديدة ..

شفتاها ترددان وهى تغلق الماء وتجفف يديها

" اللهم لا اعتراض .. اللهم إني لا اسألك رد القضاء لكني اسألك اللطف فيه "

تمسك بظهرها المتألم وهى تنظر لوعاء البن ولا تقدر على صنع فنجان القهوة الذي يحبه حمزة من يديها هى لأن شاهندا لا تجيد ضبطه مثلها إلي الآن .. تتذكره وهو يخبرها بالأمر سرا ضاحكا .. تتذكر انتظاره لقمر سنوات باشتياق كانت تقرأه بعينيه .. كيف فعل ذلك وظن ما ظنه ؟.


بعد ربع ساعة اتجهت لغرفة نومها على صوت سليمان العالي

" لا تريحني مثل الجميع .. أنا اعرفك جيدا وأنت لا تفعل ما فعلت إلا إذا كنت متأكدا "

وقفت جوار الباب تطبق شفتيها بقوة وحمزة يرد بهدوء

" هذه المرة اخطأت يا عمي "

احمر وجه سليمان وهو ينهض بصعوبة جالسا هاتفا بصرامة

" أتقسم إنها لم تفعل ؟ "

غطت نجوى فمها بكفها الممتلئ تمنع نفسها من الصياح فيهما معا دفاعا عن قمر .. أخبرتها شمس أن سليمان جعلها تقسم هى الأخرى .. لهذه الدرجة لا يثق بقمر ! .

يا إلهي .. ماذا يحدث له ؟ .. طوال سنوات حياتهما وعقله متوازن حازم التفكير ..

ظل حمزة مطرقا قبضته مشتدة على رجله لا أحد يعلم ما يحرقه وذاكرته تعيد إليه الصورة حية .. ثم قال بتصلب مؤلم

" اقسم بالله العظيم إنها بريئة "

تنفس سليمان الصعداء أخيرا لكن ملامحه ظلت بغضبه وهو يسأله بنبرته الحازمة

" لماذا لم تأتني كل هذا الوقت ؟ "

أعصابه كلها مضغوطة بشكل رهيب وحبات عرق تظهر على جبهته كأنها تستمد حرارتها من صدره المشتعل فيرفع رأسه يرد

" احتجت وقتا لافهم "

يضرب سليمان براحته على السرير جواره بما فيه من قوة ينهره بصوت ارتفع بحدة

" اخطأت ! .. بعدما فضحتها أمام زوج أختها التي تطلقت بسببها تأتي وتقول اخطأت ... بعد أن رقدت في المشفى مصابا بأزمة قلبية تقول اخطأت .. هل هذه أمور فيها اخطأت ؟! "

ضغط حمزة على أسنانه بعنف وعضلة فكه ترتعش يمنع نفسه أن يتكلم .. كان على لسانه ما فعلته قمر لكنه غير كلامه بأخر لحظة قائلا بحدة تشبه عمه

" إن كان أكمل طلق شمس لهذا السبب فهو لم يكن يستحقها "

نظر إليه سليمان متفاجئا بعدم رؤية الذنب الذي توقعه .. لحظات تأمل قوة عينيه الصقرية تحمل وعيدا رهيبا لا يعرف لمَن ؟! ..

كان حمزة أمامه بموقف قوة لا ضعف لذلك سأله مباشرة بنبرة قوية

" متى ستردها يا حمزة ؟ "

ازداد وعيد عينيه فجأة حاملة كل نار غضبه على ملامحه .. فأخفض عينيه يذكر نفسه بحالة عمه .. يذكر نفسه بكلام والده بالأمس ..

يضغط على أعصابه أكثر بنبرة مراعية

" يا عمي .. هناك خلافات حدثت بيننا غير ذلك ... و .. ليس هناك نصيب لنكمل معا "

اتسعت عينا سليمان لحظات حتى خافت عليه نجوى ثم هدر غاضبا مصدوما

" أتترك ابنة عمك .. أتتركها مطلقة في عمرها هذا حتى تصبح لقمة سائغة للطامعين ؟ .. أنت الذي يتكلم بعدما انتظرتها خمس سنوات حتى أنهت تعليمها ؟! "

ظل حمزة صامتا مطرقا أمامه .. جامد الجسد صخري الملامح حتى لم يميز غضبه من ألمه ..

تتقبض يد سليمان ضاربا على رجله بمرارة المصيبة التي يشعرها ثم توقف فجأة والتفت إليه مقررا

" ردها يا حمزة واحمها باسمك حتى لو لم تعد تريدها "

خرجت نجوى من الغرفة لا تحتمل البقاء وهى تشعر به يرخص قمر كما رخص شمس قبلها .. يقول أنه يفعل لمصلحتهما لكنه لا يدري ماذا يفعل بابنتيه ؟ .. إنهما يتألمان منه كثيرا وتدرك هذا .. هى ليست جمادا كي لا تشعر بابنتيها لكن ما بيدها حيلة .. ما بيدها حيلة ..

وبالداخل وقف حمزة مختنقا راغبا في الفرار بقلبه من هنا فيرد بضيق متألم

" لم يعد ينفع يا عمي ... لن استطيع إيقاف حياتها وحياتي "

ربما لن ينسي هذه النظرة بعيني عمه الصارمتين وهى تحمله ذنوبا وعتابا ومرارة وخيبة أمل أب بابنه ..

نظرة جعلته يقول باختناق

" لا تغضب مني ... الأمر فوق طاقتي "

أدار سليمان وجهه للجهة الأخرى وهو يقول بنبرة لا كلام بعدها

" اذهب من هنا "



.....

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 12:38 AM   #2099

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


اعتدلت لمياء جالسة على سريرها ترجع شعرها الأسود خلف أذنيها وهى تبتسم ابتسامة شاحبة لوالدها الذي يجلس أمامها على حافة السرير يقول مبتسما بارتياح

" ها أنتِ أصبحتِ بخير الحمد لله "

تومئ لمياء بنفس الابتسامة محاولة الحفاظ على ثباتها أمامه لأنها ما زالت تشعر بارتجافها الداخلي وإن قل الاختضاض عن الأيام السابقة ..

تدخل والدتها حاملة شطيرتين بطبق صغير جوارهما علبة من عصير التفاح الصناعي فتقدمهم لها وهى تجلس جوارها قائلة بحنان وهى تربت على ركبتها

" إنها المرة الأولى التي تفقدين وعيكِ فيها هكذا ! .. ارعبتِنا والله وهم يتصلون بنا من الشركة يومها "

تضع لمياء الطبق جوارها وهى تقول بتعب نفسي تحاول التغلب عليه

" الحمد لله أنا .. بخير "

فتحت أمها درجا بجانب السرير قائلة بهدوء

" الحمد لله حبيبتي .. خذي .. هذه نقود الماجستير أرسلها لكِ جدكِ "

نظرت لمياء للنقود الموضوعة على رجليها ولا تعرف كيف تخبرهم أنها أوقفت الماجستير .. لم يعد لها طاقة لتفعل شيئا .. ظنت أنه عقابا لنفسها لكن الحقيقة أنها تشعر بالإنهاك ..

تشعر أنها عجوز للغاية على أن تدرس وتنجز شيئا .. فقدت هويتها .. لم تعد تعرف مَن هى ؟..

تلك التي قال عنها ' ملكة ' .. أصبحت لا أكثر من ' جارية ' في سجن الذنب ..

عادت تختض مجددا برعب بذكره فرفعت عينيها تلقائيا لوجه والدها السمح تود لو تسأله أن يضمها .. إنها لا تتذكر حضنه .. لن تبالغ إذا قالت أنه لم يحضنها طوال حياتها أو ربما منذ كبرت ووعت ..

ليس عن عدم حنان .. بل الحنان يشع من عينيه الطيبتين .. لكنه بطبعه صامتا مشاعره داخلية .. يلبي لها كل ما تريده دون لمس ..

ربما لا يدرك أهمية اللمس بالعلاقات الإنسانية .. إنه مفتاح التواصل الصادق ..

حضن الأب وحضن الأم ..

تود لو تصرخها بالعالم حتى لا يعاني أحد مثلها .. احضنوا أولادكم أرجوكم ..

يبتسم والدها مداعبا وهو ينغز ركبتها

" أقلقتِني عليكِ "

عيناه ترنو نحو المال الذي أرسله لها جدها فتلمح عجزا وضيق يمر بمحياه فيخفيه سريعا كعادته ..

ابتسمت هى الأخرى وهى تقول

" لا تقلق أنا بخير والله "

رد والدها وهو يحمد الله

" نعم .. فداكِ أي شئ آخر يا لميا "

رفعت أمها الطبق على رجليها مجددا وهو تقول باهتمام

" هيا لتأكلِ .. جسدكِ ضعف الأيام السابقة من قلة الطعام "

رفعت لمياء الشطيرة لفمها رغما عنها ناظرة لأمها بابتسامة ..

أمها عصبية بلا شك .. معقدة كثيرا .. خانقة قليلا .. مستفزة أحيانا .. نست أنوثتها بالسنوات فتتضايق العين من منظرها المهمل رغم الملابس التي تملأ خزانتها ولا ترتديها تركا للورثة ! .. لكن ...

أمها كانت دائما معها طوال سنوات دراستها .. هى مَن كانت تقدم لها أوراقها مثل والد شمس .. أمها هى التي تحملت كل شئ بدءا من مذاكرتها وحتى حجز دروسها الخاصة بالثانوية .. والدها كان بعيدا كل البعد ولا يفقه شيئا بهذه الأمور ..

ربما تحبه أكثر لصمته وهدوئه لكنها لن تنكر تعب والدتها حتى وإن تضايقت من طريقتها قليلا ..

المشكلة أنها جنبتها كل شئ فأصبحت مهمشة هى الأخرى لا تفقه شيئا عن حياتها .. وبعدما أنهت دراستها طالبتها بالعمل والارتباط وتحمل مسئولية نفسها فجأة ..

شعرت أنها رمتها للنار بعدما كانت تفعل عنها كل شئ .. كم تتشابه مع شمس طوال حياتها ..

شيئا آخر تود لو تصرخه بالعالم .. علموا أولادكم تحمل المسئولية صغارا حتى يحملوها كبارا ..

لا تهمشوهم .. لا تلقوهم بالنار فجأة ..

آآه .. تقضم من شطيرتها متنهدة والعجز يزداد داخلها .. لا ينقصها سوى بعض الشعر الأشيب ! ..

رن هاتفها فجأة فانتفضت على السرير منكمشة والشطيرة تسقط من يدها فيقلق والدها وهو يثبتها مكانها ووالدتها تهتف بدهشة

" بسم الله الرحمن الرحيم .. اهدئي إنه هاتفكِ "

أمسكته أمها من جوار السرير تنظر لشاشته فتقرأ

" دكتورة منى "

تمده إليها ناظرة لملامح الرعب الغريبة على وجه لمياء وهى تستوعب الاسم ثم تقول بارتعاش

" إنها .. كيميائية المعمل بشركة الأدوية "

تأخذه من يد أمها تجيب وجسدها يرتجف كما بذلك اليوم حين فقدت وعيها فتسمع صوت السيدة عفويا

" مرحبا لمياء كيف حالكِ الآن ؟ "

تتذكر تلك السيدة التي ما رأتها سوى مرة وارتاحت إليها فتهدأ قليلا وهى تجيب

" الحمد لله أصبحت أفضل "

تستمع إلي صوتها الأمومي المريح

" المهم كلي جيدا واشربي عصائر حتى لا تصابين بهبوط مجددا "

هبوط .. ليته كان هبوطا فقط .. كان أزمة نفسية بكل ما تعنيه الكلمة وهى لا تشعر بنفسها الأيام السابقة ..
رعبها النفسي أثر على جسدها بشبه حمى وقئ متواصل وإسهال حتى شعرت بجسدها يجف وما تعافت إلا منذ يومين فقط حين ..

حين لم يحدث شئ ..

تلك المكالمة المرعبة من زوجته كانت تقصد تخويفها فقط ؟! ..

حسابها على الفيس بوك أغلقته كأنه ما كان يوما .. تبقى فقط رقم هاتفها حين تنزل مجددا ستغيره وينتهي الأمر ..

أليس كذلك ؟! .. سينتهي الأمر أليس كذلك ؟! ..

تناديها السيدة منى فتقول بقلق

" حاضر .. أنا سأكون بالشركة غدا بإذن الله لابدأ التدريب "

ترددت السيدة قليلا ثم قالت بصوت متعاطف

" لا اعرف ماذا أقول لكِ يا لمياء .. المدير هنا صعب قليلا وحين علم بتغيبكِ أسبوعا قبل أن يتم تعيينكِ رسميا ... رفض أوراقكِ "

تبلد وجهها فجأة بلا أي تعبير وهى تشعر بكل اعضائها تتوقف عن العمل موتا ..

تنطق بجمود وزوايا شفتيها تنحني لأسفل بقهر

" ماذا ؟ ... لكن ... ألم يعلم أنني تعبت ؟ "

ردت السيدة منى بحرج

" يعلم لكن كما قلت لكِ هو صعب في تعامله وقد عرف أيضا أنكِ قادمة بواسطة هامة من خلال أحد رؤساء مجلس الإدارة فاعتبر الأمر عنادا معه ورفض الأوراق بحجة أنكِ ستتخذين واسطتكِ عذرا كلما أردتِ الغياب "

صمتت منى قليلا وهى تقول بشفقة صادقة

" أنا آسفة جدا لإبلاغكِ .. بإذن الله تجدين عملا بأقرب وقت ويكتب لكِ الله الخير في مكان آخر "

أنزلت لمياء الهاتف عن أذنها بنفس التبلد مغلقة الخط دون أن تودعها ..

تنظر أمها لوجهها الجامد فتسأل بقلق وهى تتبادل النظر مع والدها

" ماذا حدث ؟ "

أغلقت لمياء هاتفها تماما وعيناها لا ترمشان ثم تنزل على سريرها وتوليهم ظهرها ترد بصوت اختنق بالبكاء

" المدير رفض أوراقي لأنني غبت كل هذه الأيام "

هبطت ذراع والدتها على فخذها بحسرة وهى تقول

" لا حول ولا قوة إلا بالله .. بعد أن استقلتِ من شركة الاتصالات وقلنا أخيرا الوظيفة التي تسعين إليها منذ سنوات "

ربت والدها على قدمها من فوق الغطاء وهو يقول مطمئنا ثم ينظر لأمها

" خير يا لميا بإذن الله ... فداكِ أي شئ كما قلت لكِ .. هيا لنتركها تنام قليلا "

نهض والدها مغادرا الغرفة فأخذت أمها الطبق تضع به الشطيرة الساقطة ثم تضعه جوار السرير وتنهض تطفئ الضوء وتغلق الباب خلفها ..

ظلت لمياء متسعة العينين مصدومة بضياع الحلم .. هل أتى ليضيع ؟ ..

نعم .. نعم .. أتى ليضيع منها .. هذا عقابها .. لو لم تفعل ما فعلت ما كان ضاع منها .. لكانت الآن بدأت وظيفتها الأفضل ..

إنها حكمته سبحانه وهو يرينا ما كان ليكون بأيدينا ثم أضعناه بذنوبنا .. يا الله .. لقد اتعظت .. لقد تعلمت ..

يا الله .. رحمتك وغفرانك يا رؤوف بعبادك ..

أغمضت عينيها وهى تضم جسدها وترفع الغطاء عليها أكثر لكن يدها لمست .. المال .. مال الماجستير الذي لن يُكمل ..

أمسكت المال وظلت تنظر له في الظلام لحظات .. ثم وضعته تحت وسادتها قبل أن تنام .



......

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 20-11-18, 12:40 AM   #2100

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


أدار المفتاح في باب منزله ثم فتح الباب ليدخل .. ما الذي جاء به إلي هنا بعد مغادرة بيت عمه ؟ ..

استقبله فيض الذكرى الذي حل بعينيه الخضراء وهو يرى كل ما حوله محطما كما تركه قبل أن يُقبَض عليه تلك الليلة ..

حين عاد هو الآخر محطما .. حاملا اعترافها على قدميه .. أنها تعشق تراب قدميه ..

ينظر حوله للمنزل الذي بناه لأجلها .. للأثاث الذي اختارته بنفسها .. كل شئ كان مغطى بكسر الزجاج وحطام الفخار وقطع الرخام ..

نفس الغضب يعصف به كما بتلك الليلة وهو يعود لمنزله يحطم كل شئ .. لكن اليوم .. يراجع نفسه ..

يراجع ثمرة قلبه التي ذبلت بعدما سقاها ماءا فاسدا .. مشاعره الغالية التي أهدرها دون أن يحسب حسابا لغدر ..

تلك المشاعر الآن يتسيدها الغضب .. غضب منها فقط أم .. منه هو أيضا ؟ ..

‏بعد كل شئ تلقى اللوم عنها صامتا .. خنق الوحش الجريح بداخله ليظل الأمر مجرد .. خلافات زوجين ..

‏كيف استطاعت الابتعاد ؟ .. كيف امتلكت شجاعة الرحيل ؟ .. يريد أن يعرف إجابات لن يعرفها أبدا ..

‏هنا على هذه الأريكة كانت تجلس تحاول اغوائه ومصالحته .. منذ ذلك العرض المشؤوم وكل ما بينهما تغير ..

‏لا .. لم يتغير .. كل ما بينهما خُدِشَ .. والخدش اتسع واتسع حتى انكسر لوحهما ..

‏قادته قدماه نحو غرفة نومهما .. فوق القطع المكسرة المصدرة أزيزا كلما خطا خطوة كأنها تحذره ألا يكمل طريقه ..

‏آآه .. الرائحة .. يقال أن لكل شخص رائحته الخاصة التي لا تتغير .. وهو صدق هذا حتى حفظت حواسه رائحتها .. رائحة منعشة لمزيج الفواكه وزهر الطفولة ..

‏خزانتها ليست خالية .. أخذت منها قليلا احتاجته لمدة غيابها .. مؤكد لم تعرف كم ستغيب ؟ ..

‏كم غابت حقا ؟!! .. شهر .. أكثر .. أقل .. ما بالها ثيابها لا زالت تحمل عطر أنوثتها ؟ .. لا زال ملمسها بنعومتها ..

‏يدها البيضاء الصغيرة .. لم يلمس يدا بنعومتها في سلامه لأي امرأة .. لم تكن بعينيه امرأة تغلبها .. كلما انحدرت عيناه لجمالٍ ما .. ذكّر نفسه أن معه الأجمل والأجمل ..

‏اشتعلت عيناه فجأة وملامحه تستعر بضجيج قلبه وهو يخرج الثياب بعنف أرضا ويدهسهم بقدميه مزمجرا بحدة عاطفته ..

‏ظل لحظات ينظر للثياب الملونة لاهثا ثم ارتفعت عيناه القاسيتين للمرآة حيث وقف معها يوما ظنا منه إنه سيصل لأعماقها لكن ..

‏انزوى قلبه منكسرا بين ضلوعه .. واحتضنت ملامحه تعابير شيطانه .. انتهى فصل من حياته لا أكثر .. ليس هو مَن تحطمه .. شبه امرأة .



.....



الصفحة التالية
https://www.rewity.com/forum/t400173-211.html

غلا فاطمة likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 20-11-18 الساعة 01:01 AM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:59 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.