27-11-18, 11:08 PM | #2181 | ||||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| اقتباس:
وانتى بخير حبيبتي من اجمل التعليقات اللى فصلت الفصل فى جمل معبرة جدا لونتها بالاحمر وهى من عمق الشخصيات فعلا بالنسبة لاكمل هو كرامته اتجرحت لما سابته ومشيت واتهمته بدون تفكير .. هى فعلا قللت احترامه وغلطت وده اللى جرحه لكن موضوع حبها الاول ده كان حينساه مع الوقت طالما هى بتحبه هو صحيح جدا رأيك بلمياء هى ابتدت تشوف ايه اللى عندها وتعمل هدف بدل ما الحب والوهم كان هدفها تسلمى حبيبتى يا رب وربنا يطمنك على اسرتك دايما | ||||||||
27-11-18, 11:22 PM | #2182 | ||||||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| اقتباس:
مساء الورد حبى بالعكس اللى حصل للميا خلاها تشوف الامور بشكل اوضح وانجح ... شمس دى شخصيتها من البداية لما دخلنا جواها .. فى الاول كانت صارمة وقاسية عشان بتعامله كغريب انما دلوقتى هى بتعامله بطبيعتها الهشة هههههههههه انا بقول بردو اقتل قمر بدل ما تعمل مصيبة مع عماد ههههههههه الفصول الجاية هتلاقى اكمل كتيييير اخيرا تسلمى يا قمر اقتباس:
تسلمى حبى انتى الرائعة جميل رايك بكامل وصحيح جدا اكمل لم يستدرجها لتحكى ولا مرة بالعكس كان احيانا بيوقفها وقالتله متوقفنيش ... هى اللى بدأت لما قالتله مكنتش عذراء وبالتالى كان لازم يعرف .. يعدها بدات تخرج كل اللى جواها بانهيار وهو كان بيسمع بصبر المرة الوحيدة اللى سأل فيها كانت عن جلال في لحظة غيرة قاسية وغير كده هى اللى كانت بتحكى بنفسها حمزة رؤيته لقمر مش ذنب لكن لازم يتصرف بمسئولية ويواجه وده قصد كامل ان هو راجل العيلة بعده يعنى ابوه بيجهزه للمسئولية خطوة خطوة تسلمى يا قمر اقتباس:
مساء الورد زهرورة لا انا زعلى وحش بقتل على طول مش لسه هنضرب ههههههههههه هنعرف كامل ليه عرفهم انهم انفصلوا ورايك صحيح جدا بسليمان نقطة اكمل رديت عليها فى التعليقات السابقة صحيح رايك عن لميا هى فعلا ابتدت تشوف الموجود عندها دمتى بخير حبيبتى الله يعافيكي | ||||||||||
27-11-18, 11:28 PM | #2183 | ||||||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| اقتباس:
حبيبتى شكرا كتير سعيدة بقارئة مميزة زيك دائما تعليقاتك تعبر عن رؤيتك المميزة دمتى بألف خير اقتباس:
من اجمل التعليقات رونى تحليلك للنماذج ال 3 حلو جدااااااااا وصحيح جداااااااااا بالنسبة لرائد انا قلت ادخله في الغيبوبة لحد ما اقرر حقتله ولا لا ههههههههههههه اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله قمرى للاسف فات اوان تعلم سليمان .. الرجال الذين تربوا على فكر معين صعب انهم يخرجوا بره منه ودايما فاكرين انهم صح ويحملون الحكمة بانتظارك دايما حبى | ||||||||||
27-11-18, 11:34 PM | #2184 | ||||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| اقتباس:
وانتى بألف خير نسرين الجميلة هو انا حطمنك على رائد النهارده بس .......... ربنا يستر ومتضربنيش بعد الفصل هههههههه صحيح رايك بحمزة وعجبتنى الجملة اللى لونتها جدا جميل تفهمك لطبيعة كل شخصبة كما هى مهمة جدا نقطة منظر حمزة وهم بيعرفوا انها طليقته وحيقولها النهارده فى الفصل ياقلبى والله حتوحشونى كتير لما نخلص لكن لكل شئ نهاية يعطيك العافية يا رب والتوفيق والخير واالسعادة انتى واسرتك كلها واختك الجميلة وانا بسلم على اختك كتيييييييييييييير | ||||||||
27-11-18, 11:40 PM | #2185 | ||||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| اقتباس:
اهلا يا قمر لفت نظرى تعليقك جدا .. لما قلتى اكمل معه حق ورجعتى للبداية لما قمر رمت نفسها قدام عربيته.. وجهة نظر مميزة جدا وصحيحة تسلمى حبيبتى | ||||||||
27-11-18, 11:46 PM | #2186 | ||||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| اقتباس:
شكرا انجو ربنا يحفظك حبى | ||||||||
27-11-18, 11:54 PM | #2188 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| ( 4 ) الفصل السادس والثلاثون يدور بغرفة مكتبه منذ انتهى الاجتماع الكارثي منذ نصف ساعة .. يشعر بصدره متضخما بطوفان غضب هائل لم يشعره من قبل .. لا .. قد شعره من قبل أكثر من مرة وهى السبب .. شئ ما هنا يطفو في ماءٍ لزج أسود .. ? وحش يولد من جديد ينمو له مخالب ستنهشه لتتحرر وتنهش فيها هى .. بمرأى عينيها تبخر عزم النسيان بدوامة صنعت فوضاها الجديدة بمسمى المحو .. يريد أن يمحوها من على وجه الدنيا كي يعيش هو مرتاحا .. أهذا يندرج بقائمة الانتقام أم هو مجرد شعور طبيعي لبشر فتح قلبه وأخرج أسراره لآخر ثم اكتشف أنه اخطأ الاختيار .. وحين حاول إغلاق كتابه وجد أن نسخة أخرى مما فيه لا زالت مع هذا الآخر ؟ .. الغضب ثورة داخلية تفور فيها الدماء .. لن يتلقى اللوم وحده مثلما فعل مع أبيها بينما تعيش هى وتبدأ حياة جديدة .. لا يصدق أنها جلست أمامه على نفس طاولة الاجتماعات ليعرفهم والده بها ويتبادل الجميع كلامهم معها غافلين عن ناره .. عيناها .. عيناها طرفت لجحيم عينيه كثيرا فأخفضتهما خوفا قرأه بها .. خوفا وشوقا لعينيه الخضراء .. مروجها وحدها قبل أن تنطلق لقذارة مثلها فضلتها .. فلتحترق .. فلتحترق مثله لن يهتم .. يمسح وجهه بكفيه يكاد تمزيقه بغضبه مخرجا أنفاسه الساخنة مذهولا مما فعله والده إلي الآن .. خرج من مكتبه مندفعا متجها لمكتب أبيه المقابل ففتح بابه ودخل صافقا الباب خلفه ليسأل بغضبه " ما الذي تحاول فعله بالضبط ؟ " رفع كامل عينيه عن الأوراق أمامه ينظر لوجه حمزة الشيطاني فلم يراوغه وهو يجيبه بهدوء " لم افعل ذلك لتردها أو لأي شئ قد يربطك بها لا تقلق " باغته .. احتقن وجه حمزة بدمائه وهو يتقدم منه متسائلا بنبرة منخفضة متشنجة " هل تعرف معنى ما فعلته ؟ " استند كامل لظهر كرسيه الجلدي منتظرا أن يفرغ حمزة شحنة غضبه كلها وهو يضع كفيه على المكتب يميل نحوه قائلا بنفس النبرة " أنت احضرتها لتظل أمامي طوال اليوم .. احضرتها لأتذكر كل دقيقة ما فعلته بي .. أنا احاول أن انسى وأنت تقول خذ عندك دليل كرامتك المجروحة ومَن حولتك لزوج مخدوع مهان وبالنهاية كدت أن أُحبس بجريمة قتل " عيناه تشعان بنار الوعيد المشتعلة بروحه حتى أشفق عليه كامل لكنه لم يتراجع وهو يقول بهدوئه " أنا أدرك ألمك جيدا يا حمزة .. لكن مثلما أنت تتألم بالغدر .. هى تتألم بالندم .. أنت هنا بعملك ولك حياتك التي ستستمر من دونها ... لكن هى لمَن نتركها .. أنسيت إنها ابنة عمك ؟ " لا أحد يدرك ألمه .. الندم ينبع من داخل الشخص لنفسه عذابا قد يقرر إيقافه بأي لحظة باللا مبالاة .. لكن مَن يوقف ألم الغدر ؟.. الغدر هو ذلك الخنجر الذي تطعنك به يد أقرب الناس إليك .. وهى لم تطعنه بظهره .. بل طعنته وهى تنظر بعينيه منتشية بحبه لها وادعاء الحب له .. فأي صلة قرابة قد تشفع لها ؟ .. فليتركوها لما تريد لعلها تضيع فتشعر مثلما يشعر .. اعتدل واقفا يتنفس بقوة مكبوتة يسأل من بين أسنانه " ولم تجد حلا سوى أن تجعلنا بمكان واحد ؟! " نهض كامل يلتف حول مكتبه عيناه تبرقان بثقته قائلا " الأمر ليس إيجاد حلول .. الأمر أن هذه شركة أبيها ومن حقها أن تبدأ فيها ... مثلك " استشاط حمزة غيظا لكأن كل كلمة حطبا يشعل النيران به أكثر فيواجه والده ملوحا بتهور " مثلي ؟!! .. إنها فاشلة ولا تصلح لشئ .. أنت حتى لم تأخذ رأيي ولا رأي عمي لأنك تعرف أن كلينا سيرفض " ينظر كامل لعينيه لا يحيد عنهما مفكرا بحديثه مع شاهندا الاسبوع الماضي فيقول بنبرته الجادة " هل هذا رأيك المهني أم رأي الزوج المخدوع ؟! .. تعلم كيف تفصل بين مشاعرك وعملك .. والأهم أن تفصل بين مشاعرك ومسئولياتك " كان يهديه درسه الأهم بالحياة .. الأهم لأنه يعرف أن هذا ما ينقصه .. ألا تغلبه مشاعره الغاضبة والمتهورة فتنسيه نفسه وعائلته .. حمزة ابنه ويعرفه جيدا لدرجة ادراكه لجنونه واندفاعه وشرقيته ذات الدماء الفوق حارة .. لا يتفاهم بالعقل حين يغضب .. ظن أن الوقت سيهذب طباعه الحادة لكن قمر أثارتها بشكل استفز تهوره أكثر .. بينه وبين نفسه يفكر إن فعلتها شاهندا به في الماضي وهما بشبابهما وتركته هكذا .. ربما لم يكن ليسامحها أبدا ! .. حقا لم يكن ليسامحها لذلك هو يعذر حمزة .. لكنه أيضا لا يناقض نفسه .. ببساطة هو فصل بين قمر زوجة ابنه وقمر ابنة أخيه .. الواجب حتم عليه أن يفصل بين غضب الأب لابنه وبين إشفاق العم عليها .. لذلك حمزة من حقه ألا يسامح قمر لكنه يريده أن يعود ليعاملها كابنة عمه فقط .. يعاملها ببرود وتحفظ لكن لا يهرب من وجودها بالدنيا من الأساس .. يقف أمام حمزة مواجها لنار عينيه فيواصل بالأمر الواقع " أختك وابنتا عمك أمانة في عنقك .. لن تتخلص منهم لمجرد أنك غاضب من رحيلها تلك الفترة " وكان يريد أن يوصل له مسئولياته من بعده لعله يفهم نظرته بعيدة المدى .. لكن ملامح حمزة كانت متصلبة كرأسه مفكرا بالظلم الواقع عليه .. فيمَ يفكر ؟! .. إنها لا تستحق دقيقة تفكير خانقة .. لا تستحق ذكر سيرتها .. ذهبت أيامهما بلا رجعة .. كم جاء على كرامته لأجلها .. اخطأت وسامح .. وأحب .. كذبت وتغاضى .. وأحب .. باعت واشترى .. وأحب .. أحب وأحب حتى ملّ حبه لدرجة الكراهية .. صمت وأبقاها معه بعدما خدعته أول مرة يوم العرض .. هل فهمت صمته ضعفا ؟ .. هل كان حقا صمته ضعفا ؟ .. لا .. لقد راعى ما يذكره به والده الآن .. راعى أمانة ابنتي عمه التي يحملها كأخ لهما قبل أن يريدها ملكه .. بالطبع لا يعرف والده ما فعلته قمر قبلا وهو أخفى الأمر عن الجميع متقبلا الموقف الذي وضعته به أمام أختها وزوجها .. لا .. إنه لا يستحق ما فعلته به بعد كل هذا .. ولا يستحق أن يحترق دمه يوميا برؤيتها تحوم حوله بنفس المكان .. بنفس ملامحه المتصلبة يصحح له باحتقار لها " تقصد هروبها " رد كامل موافقا وهو يضع يديه بجيبي بنطاله الرمادي " هروبها يا حمزة " هز حمزة رأسه وفكه يرتعش بانفعاله الداخلي لكنه قال بنبرة مسيطرة متعالية " أنت تريد رأيي المهني إذن ... ورأيي إنها لا تمتلك أي شئ تجعلنا نوافق على وجودها هنا " التفت كامل للمكتب يمسك بعض الأوراق محاولا أن يحدد أسباب موقف حمزة كلها .. كان شيئا بعدوانية كلامه غامضا مبهما .. قد يفهم غضبه وعدم رغبته برؤيتها وعدم رغبته أن تبدأ بداية جديدة أو يكون لها فرصة بحياة أفضل وكل هذا من حقه لكن .. هل يعقل أن يكون خائفا من .. قلبه ؟! .. التفت إليه ينظر لوجهه فيقول بتعجب " تتكلم عنها كالغريبة ! .. إنها ابنة صاحب الشركة وابنة أخ صاحب الشركة الثاني وكانت زوجة صاحب الشركة الثالث .. ماذا تريد أكثر لتباشر عملها بشركتها ؟! " تتقبض يد حمزة ضاربا على ظهر كرسي أمام المكتب جواره ووالده يصب فوق رأسه الكلام بلا رحمة .. لم يكن يريدها حوله غضبا و .. خوفا .. خوفا من لحظة سماح قد تطرق باب قلبه كلما تذكر صراخها وذلك الحيوان يتهجم عليها .. كانت .. كانت ضعيفة .. كل تمردها خفت بلحظة وهى تحاول الحفاظ على نفسها فتدفع ثورا هائجا على أنوثتها .. تحتد أنفاسه وهو يبعد الصور من عقله ناهرا نفسه لدفاعه الأحمق عنها فتندفع كل قسوته بقوله " شركتها ! .. ليس لها أي شئ هنا .. عمي لن يسمح لها ولن يأتمنها على ما بناه .. سيكون كل هذا من نصيبي أنا وحتى بعد موته " اتسعت عينا كامل مذهولا فقطع خطوتين بينهما ليمسكه من ياقة قميصه يهزه بعنف قائلا بانفعال " هل جننت ؟! .. أنت تخطط أن تأخذ مكان عمك وترمي لعائلته بالفتات انتقاما منها ... هل أنت ابني ؟ .. أنت ابن كامل العامري مَن يفكر هكذا .. هل جننت ؟ " لم يكن يصدق أن هذا هو الشئ الغامض المبهم ! .. هل خاب ظنه وهو الذي اعتقد أن ولده ما زال يملك قلبا ؟!.. كلاهما لم يكن يفهم الآخر بلحظة نادرة الحدوث بينهما .. عينا كامل تقدح نارا وغضبه ينفلت منه وهو يشدد قبضتيه على قميصه متابعا بنبرة شرسة باصرارها " أنا احضرتها إلي هنا لتبدأ حياة جديدة ويكون لها عملها لتعتمد على نفسها .. كنت ساساعدها لأنه واجبي كعمها .. لكن بعد ما قلته هذا ساساندها وادعمها حتى تصبح أفضل منك هنا وتكون جديرة بمكان أبيها " تركه كامل بقوة فابتعد حمزة مطرقا محتد الأنفاس لا يريد أن يرفع عينيه لوالده بعد ما قاله .. ربما هى الحقيقة نعم .. هذه هى روح عمه سليمان .. لن يسمح لإحدى ابنتيه أن تقف مكانه بالسوق .. ألا يوجد رجال بالعائلة حتى تقف النساء ؟! .. لكن حتى لو كانت حقيقة فقولها واضحة بهذه القسوة امتزج ببشاعة انتقام وجشع امتلاك اشتعل بكيانه لحظات ثم خفت بتذكير والده .. هذا ما يخاف منه أكثر .. رؤيتها ستخرج اسوأ ما بداخله .. يبتعد كامل خطوات على غير هدى بمكتبه ثم يلتفت إليه ملوحا بسبابته بانفعال كلامه وصوته المرتفع " أنت ... كنت أظن أنني ربيتك جيدا .. كيف لعب الشيطان بعقلك لتفكر بموت عمك لتأخذ مكانه ؟ " رفع حمزة عينيه الناريتين إليه فيصيح بقوة أفكاره السوداء " شيطانها هى دمر كل شئ .. وجودها هنا سيدمر الباقي " هدر كامل فجأة محذرا " اخفض صوتك " انخفض صوت حمزة بقوة أبيه لكن ملامحه تعلن جنونه الشيطاني هذه اللحظات قائلا ما أحرقه أكثر " اخبرتهم أننا انفصلنا كي تُصغِّرني في أعينهم وهم يعلمون أننا تزوجنا منذ عدة أشهر " اقترب كامل منه بوجهه الاحمر غضبا فيرد عليه " بل ليتعاملوا معها دون حرج أنها زوجتك ودون خوف أنك ستقف بأي قرار بشأنها " يقفان متواجهين شديدي الغضب ثائري الأنفاس رغم قوة حمزة البدنية وطوله الذي يتجاوز كامل قليلا إلا إنهما تعادلا غضبا .. أحكم كامل سيطرته على غضبه ليحكم السيطرة على باقي الأمور وهو يقول مقررا بنبرة تحذيرية حادة " لا تقترب منها هل تسمعني ؟ .. عماد سيتولى تدريبها ومنذ هذه اللحظة اهتم بعملك فقط " انقبض قلبه فجأة متلويا وعيناه تتسعان مصدوما من نفسه قبل صدمته بالوضع كله .. فكرة واحدة تنهشه بمخالب جديدة لا تنقصه .. عماد ! ...عماد !!.. ينظر لثبات كامل الذي استعاده سريعا فيقول بلا استيعاب " عماد !! .. أنت تلعب ... أنت تلعب بنا جميعا " انحنت شفتي كامل غضبا وهو يقترب منه خطوة ملوحا بسبابته بوجهه ثم قال بصرامة " لو سمعت أنك فعلت أي شئ ساسحب صلاحياتك كلها يا حمزة ... لن انسَ ما قلته أبدا .. هل تتمنى موتي أنا الآخر لترث كل شئ ؟ " صمت حمزة لا يصدق أنه يقف هذا الموقف بسببها .. دمرت علاقته بأبيه أيضا .. بداخله يكرر بغضب وعقله لا يرحمه بصور شيطانية حصرية .. عماد !! .. استدار كامل يوليه ظهره يستند بكفه على ظهر أحد الكراسي متعبا فيغمض عينيه ثم يفتحهما آمرا " اذهب مكتبك أو غادر الشركة الآن .. لا اطيق رؤيتك .. ولا تعلم كم خاب ظني بك اليوم " هو كان مستعدا لهذه المواجهة .. استعد أن يقابلها بهدوء ويمتص غضبه .. لكنه لم يكن مستعدا لما يدور بداخل ولده الأكبر .. يا إلهي .. ولده هو !! .. إنها كارثته الكبرى بأخر عمره .. ما بين قلقه على دارين وزوجها الغائب بالمشفى وضبطه لأمور قمر ومتابعة العمل يأتي حمزة ويلقي على كتفه حملا آخر .. يغادر حمزة المكتب ثم يغادر الشركة كلها بالفعل وعقله وقلبه وكل ما به ينغمس بتلك اللزوجة السوداء باحثا عن ذلك الوحش الذي يولد بقسوة . ..... | |||||||
27-11-18, 11:57 PM | #2189 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| " أنا عماد رشاد " التفتت قمر نحو باب الغرفة حيث أتى الصوت الرجولي الرخيم وهى ترغب بالضحك عاليا .. ليس لأن اسمه على اسم ممثل مشهور بل للطريقة المغرورة العابثة التي نطقه بها !.. سكنت كل حواسها فجأة وهى تحدق به بعينين متسعتين .. تتذكر هذا الوجه الجذاب الذي .. الذي راودها أكثر من مرة بمراهقتها حتى إنها أتت الشركة بحثا عنه ولم تره ! .. أيام كانت تحب حمزة بقلبها لكن لا مانع من أن تعجب عيناها بأي مخلوق آخر مثل .. مثل .. عماد ! .. ابتسمت ابتسامة صغيرة عفوية وهى تخفض عينيها فابتسم لها برفق قائلا بنبرته المثيرة " سأكون مسئولا عن تدريبكِ هنا " تبا لك .. ما هذا الـ ... الـ ... لا تعرف اسما له !!.. ألم يجد عمها سوى هذا الـ.. العماد ؟! .. يقترب عماد منها فيواصل " السيد كامل يريدني أن ابدأ معك من أصغر وظيفة بالشركة " رفعت قمر عينيها الواسعتين نحوه عاقدة حاجبيها الجميلين بلا فهم فتتسع ابتسامته الجذابة ممازحا " لا تقلقي لن اجعلك تعدين الشاي والقهوة للموظفين " ابتسمت بحرج وهى تتلفت حولها ووجنتاها تشعان بلون الورد مبتعدة عنه خطوات فيسأل بنبرة عادية " هل أعجبكِ المكتب ؟ " ظلت تنظر حولها لتفاصيل الغرفة الواسعة التي تضم ثلاثة مكاتب بنية اللون وبعض الديكورات التي تماثلها لونا بجانب الزروع الصناعية الخضراء التي تكمل هدوء المكان .. تصحح سؤاله بداخلها .. هل أعجب المكتب بها ؟! .. هل يكفيها طاقما كلاسيكيا أسود كالذي ترتديه ليشعرها بقيمة حياتها الجديدة ؟! .. تخاف أن يكون الفشل واقفا بانتظارها ككل مرة .. لكن هذه المرة ستحفر الصخر لتصل .. لن تستسلم .. يقطع عماد أفكارها وهو يستند بظهره لحافة النافذة فيقول مشيرا لأحد المكاتب الثلاثة " ستظلين هنا معي ومع السيدة غادة .. هذا مكتبها لكنها باجازة مرضية هذه الفترة .. حتى تتعلمِ كل شئ ثم يتم نقلكِ لمكتب وحدكِ مثل ... حمزة " تردد قليلا بقوله فأخفضت عينيها وهى تعاود النظر حولها .. أفضل ما فعله عمها حقا أن اخبر الجميع بخبر انفصالها هى وحمزة وإلا كانت تحملت عناء التوضيح للجميع عن سبب تباعدهم .. لكن عمها قطع كل الاسئلة مسبقا ليرفع عنها أي حرج .. إذن عماد كان حاضرا الاجتماع فكيف لم تنتبه له بوجود .. حمزة ؟ .. يكتف عماد ذراعيه متسائلا بلباقته " اخبريني ماذا تعرفين عن الشركة أولا ؟ " تعيد قمر عينيها إليه فتخطفها جاذبيته رغما عنها كما خطفتها أول مرة .. ما زال بنفس السحر الراقي منذ سنوات !.. لكنه اطلق لحيته لتزيده وسامة .. تظن أنه على مشارف الثلاثين مثل حمزة لكن عينيه السوداء حكاية أخرى .. تشعان طاقة وحيوية وعبث وغرور وإثارة .. عيناه مثل .. مثل شقيّ قمر .. لا .. لا .. إنها تحب حمزة .. قلبها لا ينبض إلا لحمزة !.. صوتها يهتز قليلا وهى تشعر بالخوف فجأة فترد " اعرف .. أشياء بسيطة مثل نشاطها و .. منتجاتها .. هكذا " ارتفع حاجبا عماد وابتسامة تداعب شفتيه الرفيعتين وهو يرفع يده يفك ربطة عنقه الزرقاء قليلا ثم زر قميصه الاول فتظهر بشرته القمحية لعينيها وهو يسأل مقلدا لها " لمَ أنتِ مترددة .. ( هكذا ) ؟! " تبا لك .. تبا لك .. لقد فهمت الآن ! .. إنه اختبارها الأول هنا ! .. تنفست قمر بارتباك وهى تنظر لوقفته المائلة المستندة على النافذة بربطة عنقه المتهدلة وأكمام قميصه الأبيض المرفوعة بعبث ثم أخفضت عينيها وهى تشعر بالضآلة أمامه فتجيب بارتباكها " هذه أول مرة .. اعمل فيها " هز عماد رأسه متفهما فيقول بابتسامة متآمرة " لذلك كل هذا القلق على وجهك ؟! .. لو كنت مكانكِ لأخذت وضعي وألقيت الأوامر هنا وهناك وجعلت كل الموظفين طوع أمري " ضحكت قمر باستغراب وهى تجلس على كرسي أمام أحد المكاتب تسأله " لمَ كل هذا ؟! " يقترب منها بنظرة حادة فتتأمل عرض كتفيه وطوله الفارع حتى جلس أمامها يقول بصوته المميز " أنتِ ابنة صاحب الشركة .. توقعت أن تكونِ أكثر غرورا من هذا ! " ضحكت مجددا تود لو تخبره كم تعاني لتتخلص من غرورها أساسا .. تتذكر وقفتها مع حمزة أمام المرآة يوما وهو يعلمها فرقا بين الذات والأنانية .. وهنا تنظر لمَن يطالبها بالغرور ! .. حمزة أيضا مغرور لكنه لا يقبل أن يعامله أحد بغرور ! .. لم يتقبل غرور أنوثتها وسعى لتغييره .. هل تركته يومها لأنه لم يتقبلها كقمر ؟! .. أراد أن يصنع نسخة ترضي مزاجه .. هل تلقي اللوم عليه اليوم ؟! .. أهذا التأثير الأول للعمل عليها ؟!.. تنظر لعيني عماد الماكرتين بطبيعتهما فتسأل بتردد " ألم تأتِ مرة لبيتنا لتحضر لأبي أوراقا .. وتقابلنا ؟! " اتسعت ابتسامته مؤكدا بعينيه سؤالها مجيبا " ذاكرتك قوية .. صحيح .. أنتِ فتحتِ لي الباب " ذلك اليوم منذ سنوات حيث أعجبت برجل لا تعرف اسمه ومن جنونها ذهبت الشركة بعدها متظاهرة بزيارة لأبيها لتبحث عنه .. ليقابلها حمزة فيتناقران قليلا وتخرج ناسية كل شئ .. عدا حمزة .. مهما رأت من رجال وأعجبها اسلوبهم يظل حمزة بعصبيته وتهوره مرجعا لاشتياقها .. تبتسم بحنين وهى تتابع ملامح وجهه الوسيم بعينيها فتقول " آه نعم ... كما أنني رأيتك .. بزفافي " تراجع عماد لظهر الكرسي يضع ساقا فوق الأخرى قائلا " كنت زميلا لحمزة بالكلية قبل أن اعمل هنا .. لذلك حضرت زفافكما .. أي أن الدعوة جاءتني من منطلق الصداقة والذوق معا " هزت قمر رأسها بتوتر وهى تنظر جانبا للمكتب فتتمسك يدها بقلم ما حين سحب عماد قلمه من يدها متابعا بعملية " لا تقلقي .. لست فضوليا لاسأل عن أي شئ آخر " ابتسمت بحرج وهى ترد عليه بنبرة عادية " لا .. لا بأس .. اسأل كما شئت " مرر أصابعه بشعره الأسود ثم مال نحوها قليلا بعفوية مريحة ليرفع سبابته أمام وجهها قائلا بنبرة لن تنساها " أول شئ بتدريبكِ .. قاعدة حياتية .. حافظي على خصوصية حياتكِ الشخصية وضعي مسافة بينكِ وبين الجميع " ظلت تنظر له بدهشة مبتسمة فعاد يتراجع بظهره وهو يغمز لها بعينه اليسرى مواصلا بخبث " بمعنى أدق .. خذي وضعكِ " لم تقابل مثله فيمَن عرفت .. كان به شيئا غريبا .. مريحا لدرجة مذهلة .. وجاذبا لدرجة مخيفة .. يواصل عماد كلامه بلا مبالاة مغرورة " بالنسبة إليّ .. ستسمعين عني الكثير والكثير لكنني لا أحب أن اتكلم عن نفسي كثيرا .. لذلك ادعهم يتحدثون عني بدلا عني " تضحك قمر بخفوت وهو يرفع اصبعيه متابعا بعينين تلمعان إثارة " الشئ الثاني بتدريبكِ .. لا تصدقي كل ما يُقال لكِ أو أمامكِ " هزت قمر رأسها شاعرة بارتياح غريب وابتسامتها عالقة بشفتيها فينهض عماد ليلتف حول مكتبه قائلا بابتسامة " أي خدمة .. كل يوم ساعلمكِ شيئا من قاموسي مع إني لا أحب أن اتكلم عن إنجازاتي كثيرا " تنتبه قمر لمكتبه حيث سترته المعلقة على كرسيه فتنظر للمكتب الثالث والذي سيكون مكتبها وهى تقول " واضح ! " يقلب عماد ببعض الملفات ليسحب أحدهم سائلا بتلقائية " هيا نبدأ الآن يا .... أتسمحين أن أناديكِ قمر هكذا ؟ " وقفت قمر تقترب من مكتبها ثم التفتت تنظر له مبتسمة لتجد نفسها ترد بارتياح عفوي كأنها تعرفه منذ زمن " بالرغم من أن هذا يتنافى مع القاعدة الحياتية الأولى التي تفضلت بتعليمي إياها لكن ساسمح لك أن تنادي ابنة صاحب الشركة هكذا ! " ضحك عماد عاليا فداعب كل أوتار اعجابها ثم قال مبتسما باستعراض قبل أن يبدأ شرحه .. بضمير " شكرا لكرمك يا قمر ... هيا الآن .. انظري " | |||||||
28-11-18, 12:01 AM | #2190 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| هنا في وقفتها شبه الدائمة أمام غرفة العناية المركزة .. متجمدة المحيا هشة المشاعر .. تنتظر أي كلمة لتنهار بكاءا ككل ليلة بعدما تخرج من عنده .. ما أهونه التظاهر بالتماسك أمامه .. غائبا عن الدنيا وحاضرا بأشد الألم .. جسده الضخم الراقد أمامها موصولا بأسلاك ترصد أنفاسه بدلا منها .. كل ليلة تمرر يدها عليه حين تدخل إليه تريد الشعور به مجددا .. يا إلهي .. كم اشتاقت لسواد عينيه .. وحركة رموشه .. إنها المرة الاولى التي تشعر فيها بنعمة حركة رموش العين .. اشتاقت حتى لغضبه وصوته المرتفع وعناده .. طلقات الرصاص من فمه .. يا إلهي .. ما أقسى الاشتياق .. تنتبه لزهران بجوارها عائدا من صلاة العشاء فيقف ينظر إليه من الطاقة الزجاجية بحسرته ثم يتجه لأقرب مقعد فيرتمي عليه بوجهه الذابل .. تأخذ دارين نفسا عميقا مكتفة ذراعيها ثم تقول بخفوت " سيكون بخير " نظر زهران لوقفتها أمام الباب تتحلى بإيمانها وقوتها بينما يدرك كم تخفي ضعفا تنتظر أن تسكبه دموعا بصدره حين يستيقظ .. استند برأسه للحائط بجلسته التي اعتاد عليها أياما قائلا بنبرته المنهكة " الطبيب افهمني مجددا أنه اشتبه في قطع الشريان بسبب النزيف الداخلي لكن حين اوقفوه وجدوا الطعنة اخترقت جدار البطن وأصابت الأمعاء فقط " ظلت دارين على صمتها ثم التفتت إليه باشفاق .. لقد نسى أنه اخبرها من قبل نفس الكلام .. صار يتوه كثيرا منذ الحادث .. حين قال أنه قطع له فرعا لشريان رئيسي وطمأنها الطبيب أن الإصابة كانت بالأمعاء وتم علاجها .. وبعدها افهم زهران مرة أخرى بحالته الضائعة .. لكنها لم ترد أن تزيدها عليه فردت وهى تعيد بصرها لرائد " نعم اخبرني " يتسائل زهران بشحوب كأنه يكلم نفسه " لمَ هو في الغيبوبة إلي الآن إذن ؟ " مسحت دارين دمعة فرت من عينها التي لا تحيد عن مالك فؤادها ثم سألته بتماسك " ألم يخبرك الطبيب أن النزيف الداخلي سبب اضطراب في وصول الدم والاكسجين للدماغ لذلك دخل المخ الغيبوبة ؟ " صمت زهران طويلا حتى ظنت أنه اكتفى كلاما لتجده يقول باستسلام أب مجهد " هذه الأسباب الطبية دارين .. لقد عالجوا الأمر .... لكن رائد نفسه لا يريد أن يستيقظ مجددا .. لن يستيقظ " أدارت دارين وجهها نحوه فتهتف بعاطفة حادة " سيستيقظ مجددا " عادت تنظر نحو رائد فيخفق قلبها كأجراس صاخبة وهى تهمس له هو وحده تطالبه بانفعال مكبوت " لم يخبرني أنه يحبني بعد ... حرمني منها كما يريد أن يحرمني من وجوده بحياتي " كانت تشعر أنه يسمعها رغم كل تلك المسافة بينهما ؟ .. ومنذ متى فرقت بينهما مسافات ؟ .. رائد لها منذ وُجِد بالدنيا ولا معنى لكل تلك المساحة البيضاء الفاصلة .. ولا هذا الباب الحاجز .. تلك الغرفة الشاسعة التي تمتلك من الجبروت ما يهزم أعتى الرجال حين يرقدون فيها بلا حراك .. لم تستطع هزيمتهما معا .. لقد انتصر عليها بغيابه كما بحضوره .. هو هنا بقلبها .. وهى هناك بقلبه .. فأي هزيمة قد تلحق بعاشقين ببداية طريق ؟ .. عادت تتنفس بقوة لتمنع دموعها بقوة أكبر ثم استدارت تتجه لمقعد جوار زهران فتجلس بصمت الانتظار القاتل .. مثل كل يوم يمر عليها هنا تتذكر كل حياتها معه حتى تصل لهذه اللحظة .. لم تنس أول لقاء بينهما وهى ذاهبة لمصيرها بقدميها لتقابل فارس الرعد وجها لوجه .. أخيرا .. تغمض عينيها بتعب تمسد على بطنها وهى تسأل سؤالا تأخر كثيرا " لمَ اخترتني أنا ؟ " استغرق زهران ثوان حتى يستوعب أنها تحدثه ثم همس " ماذا ؟! " كررت دارين سؤالها وهى تفتح عينيها " لمَ طلبت يدي أنا .. له ؟ " مرت ثوان أخرى كأنه يجد صعوبة في فهم ما حوله وما يقال له ثم مسح جبينه مجيبا بصوت مبحوح بالكاد سمعته " أنا لم اختار .. وقتما فكرت في زواجه وجدتك .. حضرت عيد ميلادكِ ورأيتكِ هناك " صمت لحظات يتنفس بصعوبة ثم واصل بانهيار " كنتِ تنبضين بالحياة وقت أن كان هو ... " تنتبه دارين لحالته فتميل للأمام قليلا تمسك بذراعه تطمئنه " سيكون بخير صدقني " بنهاية الرواق كان كامل يتقدم نحوهما حتى وصل إليهما فربت على كتف دارين متسائلا " كيف حاله الآن ؟ " نظرت دارين لأبيها ممتنة لوجوده الدائم معها بينما يرد زهران بتحشرج " كما هو " اشتدت يدها على ذراعه معيدة عينيها له لترى حبات عرق بارد على وجهه المرهق فتقول برفق " اذهب وارتح قليلا .. منذ الصباح وأنت هنا " رد زهران بتعب حقيقي ماسحا وجهه المتعرق " لا استطيع تركه " تمسكت دارين بكتفه قائلة بقوة صوتها الباقية " لا تقلق تعرف أنني لن اتركه " صدر بينهما صوت كامل بهدوء " لقد تم القبض على مَن فعلها " التفتا إليه معا وزهران يهتف ناسيا ألمه " كيف ؟ " رد كامل بهدوئه الرزين عالما أن هذا الأمر سيخفف عنهما قليلا " المكان الذي تم طعنه فيه على الطريق الصحراوي كان به مصنعا على الصف الآخر والشرطة استطاعت التعرف على الفاعلين من خلال تسجيل الكاميرات " خفت صوت دارين وهى تسأله بحذر شكوكها " مَن هم ؟ " يرد كامل ناظرا لخوف عينيها الذي أصبح ساكنا بهما " شخصان لم يعرفوا بعد أكان هدفهما سرقة أم ماذا ؟ .. ظنا أن الطريق مهجور ولن تنتبه السيارات المتسارعة إليه فنفذا ما أرادا وهربا على موتور " يهز زهران رأسه داعيا من قلبه المشتعل " انتقم الله منهما " أطرقت دارين برأسها مفكرة وتقريبا تأكدت من شكوكها فيرمقها كامل باستغراب قبل أن يربت على كتف زهران قائلا بجدية " اذهب لترتاح قليلا يا زهران حتى تواصل بجواره .. بإذن الله يستفيق بأفضل حال " أعادها أمر أبيها لتتذكر تعب والده فرفعت رأسها لتحثه مجددا " نعم .. اذهب وارتح قليلا .. هيا " تردد زهران لحظات ثم وقف متجها لباب العناية المركزة ليلقي عليه نظرة .. لا يعرف هى الأخيرة بالنسبة لمَن ؟! .. لكنه يشعر الليلة بالتعب .. بالتعب الشديد .. لأول مرة يشعر أنه لن يستيقظ غدا .. ظل ينظر إليه قليلا ثم استدار موصيا دارين عليه وعلى نفسها وألقى السلام عليهما ليغادر .. وعادت هى لأفكارها السوداء .. تكاد تجزم أن مَن طعنه هو نفس الشخص الذي جرحه بنفس المكان من قبل وأخذ رائد مديته بعد أن علّم على وجهه كما اخبرها يوما .. كم خافت عليه يومها لكأنها كانت تشعر بخطر هذا اليوم القريب .. انسابت دموعها أخيرا متحررة بعد عناء كبتها فيحيطها كامل بذراعه مواسيا " سيكون بخير " ضمت نفسها إليه أكثر ترفع يدها لصدره قائلة بنشيج متألم " كنت منذ قليل أخبر أبيه بهذا .. لكنني ... " لم تبكِ أمام والدتها وهى تزورها يوميا .. ولم تبكِ أمام حمزة حين يأتي بل علاقتها به توترت كثيرا لأنه يأتي لأجلها لا لأجله .. لا تستطيع أن تضعف أمام أي أحد قال كلمة سيئة بحقه .. قلبها يأبى إلا شموخ الانتظار لكن أمام أبيها لا يهم شيئا .. هذا الحضن الواسع المتفهم سيستوعب وجعها الكبير .. وما خيب كامل ظنها وهو يقول بإرادة عازمة " لا تبكي دارين ... أريدكِ قوية كعادتك .... فليكن أملكِ عند الله كبيرا وسيستجيب لكِ إن شاء الله " كان يمنحها القوة لتواجه ككل ليلة .. يأتي إليها بعد عمله يمنحها زاد المساء والصباح التالي .. مسحت دموعها وبكاؤها يهدأ وهى تستكين على صدره معترفة بألم " أحبه " أحاطها كامل بذراعه الآخر حيث أمان الدنيا وهو يرد عليها بما يتمناه بصدق " اعرف حبيبتي ... وسيكون بخير لأجلكِ إن شاء الله " ولأجلها كان يدعوها من كل قلبه .. أن يعود ' رائد ' إليها سالما وأفضل من الماضي. الصفحة التالية https://www.rewity.com/forum/t400173-220.html التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 28-11-18 الساعة 12:29 AM | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|