28-11-18, 12:08 AM | #2191 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| نفخ كامل للمرة التي لا يعلمها مستغفرا ثم هتف محاولا تهدئة أعصابه " لا حول ولا قوة إلا بالله " يلتف بكرسي مكتبه يمينا حيث حاسوبه بينما يأتيه صوت سليمان حانقا بالهاتف " كيف تفعل هذا دون أن تخبرني ؟ .. فيمَ تفهم هى لتجعلها تعمل بالشركة ؟ " لوح كامل بيده شاعرا بالاستفزاز لكنه يرد عليه بهدوء قدر إمكانه " اهدأ يا سليمان .. البنت هنا ويتم تدريبها وتتعلم سريعا " يصمت سليمان لحظات ثم يقول ما يقلقه " تتعلم سريعا جوار ابنك الذي طلقها منذ أسابيع !! .. وضعت البنزين جوار النار وستحرقنا جميعا " تتوسع عينا كامل بدهشة مستنتجا تفكير أخيه فيرد " أي بنزين وأي نار ؟!! ... حمزة لا علاقة له بقمر ولا يقترب منها " يعلو صوت سليمان أكثر صائحا بغضب " أنت ادخلت الفكرة برأسها وأنا اعرف قمر جيدا وسينتهي الأمر بكارثة " كان واضحا أن غضبه من فكرة كامل من الأساس ! .. وكامل يفهمه جيدا .. رجل زوج ابنته لأرمل ورد سجون فماذا سيفعل بابنته ؟!.. التف كامل بكرسيه يسارا وهو يضغط عينيه بأصابعه زافرا بحدة ثم يرد بغيظ " أي فكرة ؟! .. قمر أرادت العمل من قبل حتى أن يطلقها حمزة " بدا أنه يستوعب رغبة ابنته بالعمل مع أن كامل يشك أن يستوعبها سليمان حقا ! .. ثم وجده يقول ما حسبه بأفكاره حاسما " اسمع يا كامل .. إذا أرادت أن تعمل فلتعمل بداخل الشركة وبمكتبي أنا ... لا تجعلها تتعامل مع العملاء هل تسمعني ؟ " يخاف عليها من الاحتكاك بالعملاء ! .. بالطبع يخاف عليها إذا عرف أحدهم أنها مطلقة وهى لا تستطيع مواجهة شئ بمفردها ! .. لو عرف أن عماد يتولى تدريبها إذن ! .. ابتسم كامل قليلا مهدئا نفسه وهو يسأله ساخرا " لماذا ؟!! .. هل سيأكلونها ؟! " جاءه صوت أخيه صارما بطبيعته " عينك عليها يا كامل .. لا تجعل أحد يضايقها " هز كامل رأسه مستغفرا مجددا كأنه ينقصه سليمان هذه الأيام أيضا .. ثم رد بنبرة جادة " لا تقلق .. إنها أمانة برقبتي هل ارتحت الآن ؟ " يسمع دعوة أخيه بقلق قبل أن يغلق معه الخط " ربنا يستر " ألقى كامل هاتفه على المكتب نافخا مجددا ثم استند برأسه على ظهر الكرسي هامسا بنبرة مهمومة " لا حول ولا قوة إلا بالله " لم يكن ضيقه بسبب المكالمة ولا من أفكار أخيه التي اعتادها واستخفافه بقدرات ابنتيه أو خوفه الغير مبرر لاحتكاكهما بالناس ومواجهة الحياة .. بل من وضع أولاده هو حيث حزن دارين الذي يراه لأول مرة لهذه الدرجة وغضب حمزة من كل ما حوله .. طوال حياته وهو قريب منهما يشعر بدارين ويدرك ماذا يفعل حمزة .. لكن هذه الأيام دارين مأخوذة منه وروحها تهيم لروح ساكنة كيانها وملكت قلبها .. وحمزة يتباعد عنه بعد أن أوقد ناره .. واحضر البنزين جوار النار ! .. التوى فمه ممتعضا زافرا وهو يسمع طرقات هادئة على الباب فيرتفع صوته " ادخل " فُتح الباب فيبتسم كامل قليلا وهو يشير برأسه للكرسي أمام مكتبه قائلا " تعال يا عماد " أغلق عماد الباب خلفه متقدما منه حتى جلس متسائلا " لماذا طلبتني سيد كامل ؟ " يسأله كامل مباشرة وهو يشبك أصابعه على المكتب " كيف هى قمر ؟ " رد عماد بثقة واضحة لمعت بعينيه " ممتازة وذكية .. تتعلم بسرعة البرق ما شاء الله .. لديها إصرار قوي " عقد كامل حاجبيه وهو يسأل بقلق " إلي أين وصلتما ؟ " أشار عماد للكرسي الذي يجلس عليه كامل وهو يقول بابتسامته " لا .. لا زال أمامنا الكثير حتى تصل لكرسي مثل هذا " هز كامل رأسه متنهدا مستندا بذراعيه على ذراعي الكرسي ثم قال بتفكير شارد " اعرف ... اوصلها أنت فقط لما قبل هذا ودع الباقي عليّ " لا زالت أفكار حمزة تقلقه رغم علمه أنه قالها بلحظة غضب ولم يدرك ما يقول لكن بأعماق تفكيره مؤكد كان يفكر أن كل شئ سيكون من نصيبه بالنهاية .. لم يفكر بالأمر قبلا إلا حين صرح به حمزة حتى ولو غضبا .. يريد أن تبني قمر نفسها هنا حتى تحافظ على حقوقها هى وأختها وأمها في اسوأ الظروف .. نظرة أخرى بعيدة المدى ربما يكون احتمالها ضعيفا فحمزة لن يأخذ حقهم لكن ما زال الاحتمال موجودا .. طُرق الباب مجددا لينفتح ثم تطل منه قمر بابتسامة هادئة قائلة " صباح الخير " تدخل مغلقة الباب خلفها تتقدم خطوات ببنطالها الجينز وقميصها الأسود وفوقه سترة كريمية كلاسيكية تاركة شعرها الأسود حرا على ظهرها بعد أن رفعت جانبيه بمشبكين صغيرين .. التقت عيناها بعيني عماد وهو يومئ برأسه مبتسما يرد صباحها بصمته الجذاب بينما رد كامل الصباح ثم يسمعها تقول " قالت لي السكرتيرة أنك تريدني حالما أصل " أجابها كامل وهو ينهض " نعم .. كنت اسأل عماد عن تدريبكِ " عادت عيناها نحوه فيرتفع أحد حاجبيه بعبث الأستاذ المشاغب فتتسع ابتسامتها مدركة رأيه بها الذي أخبرها إياه الأيام السابقة عن تقدمها المبهر بالعمل .. كلما تقدمت الأيام شعرت بارتياح أكبر في التعامل معه .. عماد مثلها تقريبا متمرد بغروره لا يقبل أن يتحكم به أحد .. لكن ثقته بنفسه تفوق كل مَن رأتهم من قبل .. فخور لما وصل إليه معتدا بكبريائه ولا يحب الاستسلام .. يبغض الخنوع .. ولا يرضى أن يتعامل عن قرب إلا مع مَن هو نداً له .. منذ قال لها أن تأخذ وضعها وهى وجدت نفسها تلقائيا تأخذ وضعها .. لا تهتم أنها ما زالت تتعلم بل تتعامل أنها المديرة المستقبلية لهذا المكان .. لكن .. لكن من داخلها أحيانا تشعر بالارتجاف .. لا زال كيانها مهتزا بشدة .. لا زال ينقصها الكثير من الثقة بالنفس .. وهى ممتنة لوجوده هذه الفترة بحياتها وإلا كانت قتلتها نظرات حمزة كلما تقابلا صدفة .. كلما ضعفت قليلا وجدت عماد سندا لها دون أن يشعرها أنها تحتاج لسند .. فقط يوجهها وهو جوارها معطيا إياها الثقة أنها تستطيع أن تفعل أي شئ .. لقد فهمت لماذا اختار عمها عماد تحديدا ؟ .. بقدر ما يقال عنه بقدر مهارته وتفهمه للناس وصبره .. يقولون عنه الكثير وهو لا يهتم ففي كل الأحوال سيتكلمون ! .. تنظر إليهما يتحدثان ثم تسمع سؤال عمها وهو يلتف حول المكتب " هل رأت سير الانتاج ؟ " يرد عماد وهو لا زال جالسا بثقة " ليس بعد .. لا زلنا بالنظري " أشار كامل بسبابته إليه وهو واقفا أمامه قائلا " لا .. اليوم تبدأ معها عملي يا عماد ... أريدها أن ترى المصنع والورشة أيضا وتتعلم ماذا يحدث هناك ؟ " يلتفت كامل إليها فيقترب منها متابعا بجدية " أي معلومة تشعرين أنكِ ستنسِها اكتبيها على هاتفك لترجعِ إليها مجددا " تومئ قمر بتوجس داخلي ناظرة لعينيه القويتين تمنحان حماية حقيقية بعكس حماية والدها الخانقة وهو يواصل كلامه " أريد عقلكِ صافيا وأفكاركِ مرتبة وجاهزة لمواجهة أي شئ " تتمتم قمر وهى تهز رأسها " حاضر " ربت كامل على كتفها وهو يقول بنبرة شعرتها دعما هائلا " ولا تخافي من شئ .. ولا من أحد .. أنتِ هنا من أصحاب المكان " هزت رأسها بخوف مفاجئ هامسة مجددا " حاضر " مؤكد يقصد حمزة .. وأباها .. منذ علم بعملها وهو ينظر لها غاضبا كأنه يسألها كيف تكمل حياتها وهى مطلقة ؟!.. يستدير كامل نحو عماد قائلا وهو يعود لمكتبه " هيا اذهبا للمصنع ثم الورشة " وقف عماد متجها نحو الباب فيفتحه ثم يشير إليها لتتقدمه ليخرج ورائها مغلقا الباب خلفه .. ركبا المصعد معا لينزل بهما للدور الأرضي وما زال الخوف بداخلها وهى تشعر أنها تنتقل لمرحلة جديدة .. خوف لكن .. التفتت بجانبها فترى عماد يفك ربطة عنقه الرمادية ليتركها مهملة كعادته ويفتح زر قميصه الأسود ثم يرفع أكمامه ليمرر يده بشعره عدة مرات يمشطه بمرآة المصعد .. لقد زال الخوف وهى تراقبه بابتسامة حاولت اخفاءها ! .. من الأشياء التي اكتشفتها عنه أيضا أنه فوضوي قليلا لكن أنيقا كثيرا .. حين يأتي صباحا يخلع سترته يعلقها على ظهر كرسيه ويظل طوال اليوم شعلة نشاط متابعا أعماله كمدير تنفيذي بالشركة .. تبا لك .. كأنه ينقصه ما يفعله أمام المرآة ! .. توقف المصعد أخيرا فخرجت معه متجهين للمبنى المقابل حيث المصنع فتسمعه يقول باهتمام " سأخبركِ بعض الأشياء ونحن بطريقنا .. انظري " ظل يشرح لها دقائق وهما يدخلان المصنع فيخفت صوته بصوت الآلات حين مال عليها قليلا قائلا " انتبهي لخطواتك .. ربما تجدين بعض السوائل على الأرض " تلفتت حولها بالمصنع الصغير الملئ بالآلات والعمال وهو يشرح لها مشيرا بيديه لما حوله .. تأخذ ملاحظاته تدونها بهاتفها حين تشعر أن الاشياء تتداخل ببعضها .. تتجول وسط العمال معه فتشعر بأهمية ما تفعل .. حتى وصلا لآلة ضخمة مختلفة فركز عليها قائلا " انظري إلي هذه وخذي صورة لها إن أردتِ لأننا حين نعود للمكتب ساعلمك معادلة لما وفرته هذه الآلة من ربح عن السابق " اومأت قمر وهى تنفذ كلامه بالتقاط صورة للآلة فيقول مشيرا لآلة أخرى " وهذه أيضا ... انظري إلي ... " التفتت لما يشير وهو يشرح لها فتصطدم عيناها بحمزة وتلك الفتاة التي كانت تجلس جواره في الاجتماع .. يتحدثان مع أحد العمال ثم ينصرف العامل وتميل هى عليه تخبره شيئا فيضحك حمزة عاليا .. كم اشتاقت لضحكته ونظرة عينيه لها .. كلما رأته حل الانكسار بقلبها وهى تستعيد نفسها من جديد بصورة أفضل .. يقف عماد أمامها فجأة فيرتفع صوته بغتة " ... وهكذا يسير الانتاج " اجفلت قمر بمرآه وهو يسألها " قمر ... أنتِ معي ؟ " تجيبه قمر وهى تحدق بعينيه بغرابة " نعم نعم " مال عماد برأسه متسائلا " ماذا كنت أقول إذن ؟ " تلعثمت قمر قليلا وهى ترد " آآآآ ... الـ .. الانتاج " تنهد وهو يضع يديه بخصره يسألها بتفهم " ما بكِ ؟ " تجاوزته خطوة تقول مسرعة وملامحها تنغلق بألم " لا شئ .. هيا لنكمل " عاد يقف أمامها يمنعها التقدم يبتسم بمشاغبة مؤكدا سؤاله " ما بكِ ؟ " لم تستطع قمر منع سؤالها الذي خرج بنبرة مهتزة قليلا " مَن هذه ؟ " أدار عماد وجهه لحظة ثم نظر إليها قائلا " إنها نورين .. مديرة قسم التسويق " تأملتها قمر لحظات بأناقتها المميزة وشعرها الأسود القصير بالكاد يغطي عنقها فتشعر بثقتها بنفسها المنبعثة لمَن حولها بعكسها هى .. يتابع عماد نظراتها المهتزة فيتابع بمكر " و .. كانت زميلتنا بالكلية ... حمزة حين قرر العمل بشركة أبيه أحضر اصدقاءه بالجملة ! " تشب نارا بقلبها لا تعرف سببها لكنها لا تستطيع الاقتراب منه مثلها .. لا يحيطها مثل هذه الهالة المهيبة حول تلك الأنثى .. ما زالت تلك الفتاة الجميلة الطفولية رغم أنها امرأة مطلقة .. أتغار من هذه الغريبة أم تغار عليه هو ؟ .. لا تريد أن تدخل هذه الدوامة مجددا وهى تحاول الخروج من ذاتها الحمقاء .. ووجعا آخر تبتلعه صامتة .. ما فهمها يوما ليساعدها على بناء كيان لها مثلما ساعد اصدقاءه .. ربما لأنها لم تكن قد أنهت دراستها بعد .. هل كان من الممكن أن يفكر في أن تعمل هنا .. وتكون هكذا بجواره ؟!.. يسير عماد خطوة واضعا يديه بجيبي بنطاله الأسود يتابع " وها هى السنوات مرت وأصبح جميعنا رؤساء أقسام " ردت قمر وهى ما زالت تنظر إليهما " آه .. رأيتها تجلس بجواره في الاجتماع أيضا " ينظر عماد إليها متفهما منتبها ملاحظتها لوجود نورين فيرد بمشاغبة " آه بجواره ! .. هما مقربان منذ أيام الجامعة .. نورين صديقة رائعة .. طيبة وبسيطة " نظرت قمر إليه بغيظ فتقول وهى تتقدمه حانقة " هيا إذن كي لا نتأخر على الورشة ثم نعود للمكتب .. آآه ... " انزلقت قدمها بسائل ما على الأرض فمالت فجأة شاهقة حين امتدت يد عماد لمرفقها يسندها قائلا " قلت لكِ انتبهي " ظل ممسكا مرفقها لحظات حتى وقفت هادئة ثم ابتسم لعينيها التائهتين بجاذبية ممازحا بجملة مُعلقة " بصراحة منظركِ كمديرة وسط العمال وأنتِ تنزلقين هكذا ..... !! " رغما عنها ضحكت وهو يبعد يده وتجاوزته وهى ترد عليه بأنوثة " منظري وأنا حرة به ! ... هيا هيا " كانت تنسى أو .. تتناسى .. تجبر نفسها ألا تنظر للخلف .. لكنها ما انتبهت أن الخلف هو مَن كان ينظر إليهما مشتعلا بالغضب والـ .. الـتملك. .... | |||||||
28-11-18, 12:12 AM | #2192 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| فتح حاسوبه على الطاولة ليعمل عليه قليلا بعد تناولهم العشاء معا ...اليوم هو هنا هاربا من طيفها العابث بأعصابه بمنزلهما .. لا يعرف إلي متى سيستمر هذا الوضع ؟ .. ولمَ الأمر يبدو معقدا إلي نفسه أن .. أن ينسى ؟.. نصف ساعة مرت لم ينجز فيها أي شئ .. رجع بظهره للأريكة ضاغطا على عينيه المرهقتين يغمضهما قليلا .. لحظة .. ماذا ستظن إن اتصل يطمئن عليها ؟! .. كانت متعبة أخر مرة رآها .. كيف تولدت كل هذه القسوة بينهما ؟ .. إنها .. إنها تحتاجه .. ويحبها .. لم يعد مرة لزينة .. لم يحاول حتى معرفة أخبارها منذ أدارت ظهرها لفقره ورحلت .. منذ جرحت كرامته .. شمس أدارت ظهرها أيضا ورحلت .. رحلت بعد اعتراف مهيب أنه رجلها الأول والأخير .. رحلت بمزاجها ولم تعطه فرصة واحدة .. وهو لا يسامح بسهولة .. ما اعتاد السماح وقد كانت حياته كصخر اليابس يخدش فيه ليجد مخرجا .. ما بال قلبه يأمره بالسماح إذن ؟ .. يا إلهي .. كرامته نفسها تطالبه بالنسيان .. هو لم يطالبها يوما بالسماع إلا بأخر ليلة .. حين سأل عن حبها الأول الذي أوقده نارا .. كانت دائما تحكي وحدها .. تصرخ بألمها تطالبه ألا يوقفها لأنه أقرب الناس إليها .. واستمع .. استمع بكل ألم الدنيا .. أتبدو بعيدة هذه الأيام أم قريبة للغاية ؟ .. يوم اخبرته أنه لم يجدها عذراء .. يوم أخبرته أنها عادت إليه مرتين .. كانت تتلذذ بألمه .. يوم سألته إن كان مكانه .. يوم اخبرته أنه كان ينعتها بالناقصة .. كانت تخطو إليه .. يوم صرخت بمتاهة عقلها .. يوم شعرت إنها ليست أنثى .. يوم صرحت له أن جسدها احتله غيره عذابا .. كانت تصرخ ألا يوقف شفتيها .. واستمع .. استمع واستمع ولم يوقفها .. ولم يكن يعيرها يوم جاءت إليه تسأله ردها بكل بساطة .. كان فقط يفعلها للمرة الاولى ويحكي لها ألمه .. ألمه منها وليس من سواها .. يوم أن قالت أنها لوحة مكسورة .. وجعل عينيه مرآتها .. يوم أن قالت إنك تحبني حقا .. وتغاضى عن استخفافها .. اليوم .. اليوم تركها لتبدأ حياة جديدة بلا آلام لتبوح بها .. لقد أخذ كل آلامها وأدركت بين يديه وهجها .. شمس صافية لا تحمل سوى حبه والحب يهدأ مع الزمن حتى يصبح ذكرى .. تركها وهى على وشك الانتهاء من رسالتها وصار لها عملا حقيقيا بمجالها .. شمس لم يعد ينقصها شيئا سواه .. لكنها ستنسى يوما ما .. نبض قلبه رفضا متألما فمسح وجهه بكفيه ليفتح عينيه زافرا بحدة ثم يميل للأمام مجددا ليتشاغل بحاسوبه .. لكنه لم يعمل بل وجد نفسه يتصل بشهرزاد بمكالمة مرئية لحظات قبل أن يظهر وجهها على الشاشة هاتفة " أكمل .. اشتقت إليكم .. كيف حالكم ؟ " تأملها أكمل قليلا بابتسامة ملاحظا وزنها الزائد ثم رد بنبرة عادية متناسيا كل أفكاره " بخير حبيبتي .. ما أخبار الحمل معك ؟ " تأوهت شهرزاد ممثلة الألم على وجهها تجيبه بطفولية " آه يا أكمل .. طوال الوقت نائمة ومتعبة حتى أن محمد احضر فتاة لتجالس أكمل وريماس " رفع حاجبيه كاشفا دلالها فيقول بتواطؤ " لا تتدللي .. سيختنق منكِ قريبا وسأكون أول مَن يعطيه حق اللجوء .. لا زال الحمل ببدايته .. ماذا ستفعلين في الشهور الأخيرة ؟! " ضحكت شهرزاد ببهجة لكنها أجابته بجدية " لا اعرف حقا ماذا بي هذه المرة ! .. متعبة كثيرا " تتحرك صورتها معها على شاشة حاسوبه وهى تسير بشقتها ببطء فينتبه أن وزنها صار يزيد بسرعة حقا منذ زارها أخر مرة مع .. شمس .. ابتسم ابتسامة صغيرة وهو يسألها بنبرة باهتة " بإذن الله تفرحين به أو بها .. هل اتفقتما على الاسماء هذه المرة أيضا ؟! " جلست شهرزاد ببهو منزلها ترد عليه بجمال فرحتها " مؤكد .. إذا كان صبي سنسميه على اسم والد محمد .. وإذا كانت فتاة سنسميها همسة " رد أكمل وهو يغمز لها بعبث " اممم .. همسة ! .. هل هذا الاسم من اختياركِ أم اختياره ؟! .. اخشى أن يكون اسم زوجته الثانية ! " رفعت حاجبا واحدا شريرا وهى تهتف بسيطرة " وهل يقدر ؟! " ضحك أكمل فاضاءت زرقة عينيه رغم حزنهما فقالت شهرزاد متذكرة " المهم اخبرني الكلام أخذنا ونسيت اسأل عن شمس .. كيف حالها ؟ " عادت ضحكته تتلاشى ببطء مجيبا بهدوء " بخير " هل هى حقا كذلك ؟ .. ألم يعد له حق الاطمئنان عليها ؟ .. لقد .. لقد أنهى كل حقوقه عليها بنفسه .. ماذا يريد بعد ؟!. يسمع سؤال شهرزاد بثرثرتها المحببة " أين هى ؟ .. لم اكلمها منذ فترة " دخلت راوية الغرفة على صوت ابنتها وأكمل يجيبها بنفس الهدوء " إنها عند والدها لأنه متعب هذه الفترة " تتجه راوية لتجلس جواره بينما تقول شهرزاد بتركيز " حقا ؟ .. جيد أنك اخبرتني .. واجب أن اتصل واسأل عليه إذن " تبسمت راوية بوجه ابنتها متسائلة بحنان " شهرزاد ... كيف حالكِ حبيبتي ؟ " عقدت شهرزاد حاجبيها وهى تقول باستغراب " أمي !! .. ما هذا ؟! .. مَن عند مَن ؟! .. أنا ظننت أكمل يحدثني من بيته " رمقته راوية بطرف عينها ثم نظرت لابنتها بالشاشة قائلة " أكمل عندنا اليوم لأن شمس ... عند والدها " زفر أكمل بضيق وشهرزاد ترد منتبهة أنه حقا بمنزلهم من صورة والدتها على شاشة هاتفها " آآآه ... كيف حالكِ أمي وكيف هو جاد ؟ " ردت راوية بابتسامتها الجميلة رغم قلقها " جميعنا بخير .. المهم اهتمي أنتِ بصحتك .. هل لا زلتِ متعبة كما اخبرتِني ؟ " ابتسمت شهرزاد غير راغبة أن تقلقها فتجيبها " لا الحمد لله بخير الآن ... اريد أن ارى جاد أين هو ؟ " ترد راوية بلهفة أن تجتمع عائلتها الصغيرة " إنه بغرفته .. انتظري " فجأة صاح صوتها عاليا وهى تنادي " جاااااااد ... يا جاااااد " ضحكت شهرزاد غامزة لاكمل فضحك بخفوت وهو يرى أمه ككل مرة تجمعهم حولها كما كانوا صغار .. خرج جاد من غرفته متجها إليهما فيدخل الغرفة راميا على أكمل نظرة غاضبة يستقبلها أكمل بهدوء بينما يرد على أمه " نعم " تبتسم راوية لعينيه قائلة " تعال حبيبي تحدث إلي شهرزاد .. تريد رؤيتك " ظل جاد واقفا حتى أدار أكمل وجهه فاقترب ببطء ليأخذ الحاسوب ويجلس به على كرسي بزاوية الغرفة يطالع وجه شهرزاد المتلهف هاتفة " جااااد .. يا حبيبي اشتقت إليك والله " ابتسم جاد قليلا وهو يرد عليها " وأنا ايضا ... واشتقت لأكمل وريماس " ابتسمت شهرزاد بنعومة قائلة بحنين لأهلها " هما يسلمان عليك كثيرا .. ومحمد أيضا يرسل إليك السلام " صمت جاد لحظات وتلاشت ابتسامته ثم قال فجأة " واشتقت لشمس " أدار أكمل وجهه نحوه بنظرة غاضبة محذرة بينما تسأل شهرزاد بفضول " شمس !! .. ألا تراها ؟ " رد جاد بتمرد وعيناه تتحدى أخيه " لا ... إنها غاضبة وأكمل غاضب " فجأة نهض أكمل متجها إليه فانكمش جاد تلقائيا وشهرزاد تسأل " ما الأمر ؟! .... الـ ... " لم تكمل كلامها وأكمل يأخذ الحاسوب من على رجلي جاد يغلقه بحدة ثم يرميه بأقصى ذراعه على الجدار الآخر بعنف .. شهقت راوية متفاجئة من قوة الصوت صائحة به وهى تقف لتتجه لجاد " اهدأ يا أكمل .. ما الذي حدث ؟ " بلمحة خاطفة كانت كؤوس تتحطم وشظايا تتناثر وغيرتها تصرخ .. ولمحة أخرى كؤوس تتحطم وشظايا تتناثر وتلطخ الدماء يدها .. وقف يتنفس بحدة لا يعرف ما أصابه فجأة وراوية تقول لأخيه " جاد .. لا يصح ما قلته .. لا تتكلم عن أخيك وزوجته مع أي أحد " التفت إلي جاد بعينين غاضبتين وقلبه يضج بطرقاته بين ضلوعه .. وبلحظة كان غضبه يخفت .. وجد جاد رافعا ساقيه لصدره بقوة مغطيا أذنيه بكفيه وهو يقول بتقطع هيستيري " قلت له إنها ستحرقه .. واحرقته .. احرقته .. انظري إليه .. انظري .. انظري " يخفي جاد عينيه كي لا يرى غضب أخيه .. أخيه المصدوم من نفسه ومما فعله بأخيه الأصغر لمجرد أن .. ذكرها .. تهدئه راوية ودموعها تسيل بأمومة مجروحة محاولة بكل قوتها أن تبعد كفيه المتشبثتين على أذنيه " جااااد .. اهدأ يا حبيبي .. يا إلهي ... اهدأ " أخذ أكمل نفسا عميقا وهو يقترب منهما يبعد أمه قليلا ثم يميل ليحتضن جاد بقوة بوضعه الجنيني هامسا بأذنه " أنا آسف .... أنا آسف " يحاول جاد إبعاده فيتمسك أكمل به حتى هدأ وأنزل ساقيه ورفع كفيه عن أذنيه ليستكين في حضن أخيه الأكبر .. وحينها ابعد أكمل وجهه لينظر لوجه جاد البرئ باحساس بالذنب ثم أحاطه بكفيه هامسا بوجع الروح " لا تغضب مني " ..... | |||||||
28-11-18, 12:16 AM | #2193 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| خرجت شمس من المعمل بعد تسجيل نتائج تجربتها التي نجحت بشكل مذهل لتكون المركب الذي أرادته .. أخيرا شئ في حياتها ينجح بعد الفشل الملاحق لقلبها .. الأيام تتوالى ولا جديد سوى عملها الذي لا تعرف مَن قدم أوراقها إليه .. الآن بفترة تدريب قصيرة حتى تبدأ العمل .. ما بين الشركة والكلية تقضي نهارها لتعود مساءا تتناول معهم العشاء ثم تنام لليوم التالي بلا قدرة على التواجد مع أحد .. قلبها ثقيل بشكل دائم لدرجة الاختناق .. وقفت أمام أحد النوافذ الزجاجية بالقسم فتنعكس صورتها ببلوزة سوداء مطعمة بخطوط ذهبية تعلوها سترة صحراوية اللون على بنطالها الأسود .. ثم نظرت إلي نفسها بإدراك أنها عادت ترتدي الأسود .. منذ أيام وهى لا ترتدي سوى هذا اللون بلا وعي .. تنتبه لإحدى المعيدات تمر خلفها فتلتفت شمس مسرعة تسألها " صباح الخير .. ألم يأتِ دكتور أحمد اليوم ؟ " رمقتها المعيدة بفضول وهى تميز وجهها حيث كانت إحدى طالباتها يوما فترد عليها " دكتور أحمد بإجازة زواج .. هل تريدين شيئا ؟ " فغرت شمس شفتيها لحظات ثم ردت " لا .. شكرا " تتجاوزها المعيدة مغادرة وهى تفكر .. تزوج ! .. إذن ليس هو مَن ارسل أوراقها للشركة .. مَن إذن ؟! .. يعاودها الشك به فتحاول منع نفسها عن التفكير فيه بالقوة .. أكمل رحل .. بلا عودة .. اخرجت هاتفها وهى تنزل درج القسم فتتصل بلمياء .. منذ فترة طويلة لم تعرف عنها شيئا حتى تجربتها تأخرت عن ميعادها .. فتحت لمياء الخط فتبادرها شمس " مرحبا لميا كيف حالكِ ؟ " ردت لمياء بنبرة عادية " الحمد لله وأنتِ ؟ " جلست شمس على أحد المقاعد الرخامية جوار شجرة ضخمة تحت القسم تجيبها " الحمد لله .. أين أنتِ كل هذه المدة ؟ " جاءها صوت لمياء هادئا يحمل عدم اهتمام " انشغلت قليلا يا شمس " ردت شمس وهى تنظر للطلبة والطالبات يمرون بكل اتجاه " وأنا أيضا انشغلت عنكِ بمرض أبي كما تعرفين " تسألها لمياء ذوقيا " لا تهتمي .. كيف هو الآن ؟ " يرن هاتف شمس بجرس منخفض فتنزل الهاتف عن أذنها ترى اسم قمر يوضع بالانتظار .. لابد أنها تذكرها بموعد ذهابهما للمشفى للاطمئنان على دارين وزوجها .. تعيده لأذنها تنهي كلامها مع لمياء بسؤالها " يتحسن الحمد لله ... المهم اخبريني إلام وصلتِ في الرسالة ؟ ... أنا سجلت نتائج التجربة قبل الأخيرة اليوم " توقفت لمياء عما تكتبه قائلة مباشرة " أنا اوقفت الماجستير يا شمس " وقفت شمس متفاجئة لتسألها بدهشة " ما الذي تقولينه ؟! ... بعد كل هذا التعب والنقود التي ضاعت .. ما الذي حدث ؟ " تقلب لمياء في صفحات دفترها وهى تقول ببساطة " لا شئ .. أنا لم أعد اريده " تحركت شمس لتخرج من الكلية وهى تهتف فيها بعصبية " كان أمامكِ حل التأجيل ولو لعدة أشهر إذا كنتِ متعبة هذه الفترة من كثرة الضغط لكن لماذا اوقفته ؟! " ردت لمياء بنفس النبرة اللامبالية " لأني حقا لم اعد أريده .. ثم إن في هذا البلد لا شئ يفيد سوى أن تملكِ المال لا الدرجات العلمية " توقفت شمس على منتصف درج الكلية تسألها باستغراب " ما بكِ ؟! .. لم يكن هذا رأيك من قبل " لا زالت لمياء تقلب في صفحات ما كتبته فتقول بابتسامة واثقة " كل شئ يتغير شمس ... نحن شعوب لا تجيد إكمال الرحلة للنهاية .. صدقيني إذا أخذت الماجستير ساقع بعده ولن اكمل شيئا .. وإذا جنيت المال سأقع بعده ولن افعل به شيئا .. كل شئ نتركه ناقصا لأن أنفاسنا قصيرة للغاية " هتفت شمس باستغرابها " لميا ... " قاطعتها لمياء بقولها الواثق " أنا بخير ... لم أكن يوما أفضل مما أشعر به الآن ... أنا وأنتِ حين قدمنا للماجستير لم يكن عن هدف نريد تحقيقه يا شمس .. بل لأننا لا نجيد شيئا آخر نفعله سوى المذاكرة .. لكنني الآن املك هدفا اسعى لتحقيقه بكل طاقتي وكياني " نزلت شمس باقي الدرج تسألها بتوجس " أي هدف ؟! " اغلقت لمياء دفترها وهى تقول برضا " سأخبركِ به لاحقا لأني مضطرة أن اغلق الآن ... سلام " ردت شمس وهى تغادر الكلية لعملها " سلام " انغلق الخط بينهما بتباعد غريب .. قررت أن تنأى بنفسها عن كل شئ بعد أن خسرت كل شئ .. روحها تلوثت وعذريتها – النفسية – ضاعت وكيانها تدمر وأحلامها انهارت وعملها تبخر .. لكنها تبحث عن ذاتها القديمة وسط الركام .. تبحث لمياء عن لمياء .. تبحث عن روحها قبل الوقوع بالوحل .. شعورا عجيبا تجربه كأنها خفيفة الروح طافية بالسماء .. تريد اجتياز طريق طويل من كلماتها الضائعة لعلها تصل لهدف بعيد أجمل من قدرتها على التفكير فيه سابقا .. لكن الآن .. فلتفكر فيه .. لم يعد لديها ما تخسره .. فتحت لمياء دفترا آخر وهى تفكر بجملة قالتها فتكتبها ( نحن شعوب لا تجيد إكمال الرحلة للنهاية .. لأن أنفاسنا قصيرة للغاية ) ..... | |||||||
28-11-18, 12:21 AM | #2194 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| ارتدت دارين غطاء الرأس البلاستيكي ومثله بقدميها لتفتح لها الممرضة باب العناية المركزة وتوصيها ألا تغيب ككل يوم .. صار محكوما عليها الآن ببضعة دقائق يومية تقترب فيها منه بإذن الآخرين .. دخلت الغرفة البيضاء رهيبة الوقع على النفس فينقبض قلبها بخوف لكنها تثبت عينيها على جسده الراقد .. تتفقد كل هذه الأجهزة الموصول بها بعينيها كأنها تناشدها أن تبلغه انتظارها وخوفها .. على كرسي صغير جوار سريره يضعونه لها يوميا جلست ثم امتدت يدها بارتجاف لتلمس يده تسأله بنبرة خافتة " كيف حالك اليوم ؟ " كانت تعلم أنه لن يجيبها .. لكنها تعلم أيضا أنه يسمعها بطريقة ما .. أو كانت تعطي لنفسها أملا لتبث لكلماتها الحياة .. لن يجيبها .. كبيانو مغلق على أنغامه المتأرجحة بين الثبات والجنون .. بين اليأس والحياة .. وهى اختارت الحياة بكل كلمة فتتحرك أصابعها على يده بحركة منتظمة لا تتوقف طوال وجودها معه وهى تقول أملا " اعلم أنك تتحسن .. وستعود إليّ " العودة .. ستكون أشبه بجريان الماء بجدول مهجور منذ سنوات طويلة .. العودة حياة .. حياة حقيقية .. هكذا هى تشعر .. إنها تجف كل يوم .. وجهها يذبل وحواسها تفقد الاحساس .. ماذا تبقى بها ليأخذه ؟ .. كل يوم كان ينطفئ بها لونا حتى صارت رمادية العشق .. ورمادها رفض بعثه حين أتاها .. أبت إلا أن تبعث كيانها بنفسها .. فإذا بها تسقط محطمة مع أول لوح رفعته بصرحها .. يدها الأخرى تمتد لتمسح على ذراعه حتى كتفه فتغمض عينيها بمرارة ثم تفتحهما وهى تحكي له كعادتها اليومية " اليوم جاءتني أمي كالعادة .. وشمس وقمر أيضا ... حمزة هو الآخر جاء ليرانا .. يبدو أنه يشعر بالذنب نحوك لكن لم يقلها لي " ذنب ليس كذنبها الذي يتركها كل ليلة مضرجة بهمساته الأخيرة .. رغم عقابه لها لم يخفت الذنب .. بقلبها معلقا منتظرا نظرة من عينيه .. كعقابه الأخير وهو صاحب القياسات المتطرفة فأبى مثلها إلا أن يكون فراقا كحد السيف ووجيعة قاطعة .. بمنطق كوني لي أو تعذبي بي .. يدها تتحرك على ذراعه لعله يشعر بها وهى تواصل حكاياها البسيطة " أبي ذهب مع أبيك منذ قليل بعد أن اقنعه أن يرتاح قليلا ... إنه يرفض مغادرة المشفى ... متعب كثيرا وينتظرك بفارغ الصبر ... مثلي " يخفت صوتها همسا مقاومة دموعا تحرق عينيها قائلة " وأنا ... لم افعل شيئا ... لا .. فعلت " لأول مرة بحياتها تشعر بهذا التخبط كأن عقلها ما عاد مكانه .. منفصلة هى عن الواقع وبنفس الوقت منغمسة به بشدة .. الألم هذه المرة أكبر من أن تتحمله .. بداخلها تشعر أنها ليست هنا .. اختفت .. بل تكاد الاختفاء .. أحيانا يلتهمنا العشق حين يصل لحده الأقصى فيخاف على نفسه منا .. لذلك هو جميل العشق .. لأنه ينهي كل شئ في أوج جماله .. لا يكترث بنا نحن .. بل يكترث بجماله هو .. العشق أناني مثله .. يفارق بحدة السيف ولهب الحريق .. تتأمل دارين وجهه متشربة ملامحه الهادئة وهى تتابع بشجن " مررت على غرف المشفى .. رأيت المرض والألم لعل آلام الناس تصبرني قليلا ... لكنها لم تزدني إلا وجعا " انسابت نظراتها على جسده الهامد فتصل لموضع جرحه متذكرة بألم " وخوفا ... هل تتذكر حين اخبرتني بقصة جرحك .. حين اخبرتني أنك أخذت حقك منه .. قلت لك أني اخاف عليك وأكثر من نفسي .. وها هى مخاوفي تحققت " يومها سخر منها ورمقها بنظرة استخفاف تحملتها صامتة .. ليته ينهض فقط وتحتمل المزيد بصمت .. وممتنة .. على يديه ذاقت قهر العشق واحتملت الوجع .. نظرة لوجهه كل صباح كانت تذكرها بحلمها الذي تحقق أخيرا فتحتمل بابتسامة .. ويوما آخر جلس جوارها يطلي أظافر قدميها بعبث منتظرا أن تخبره المزيد .. هل كان يرغب أن يعرف .. ليرحل ؟ .. والآن .. أما زال يريد اللحاق بليلى ... أم سيتشبث بالدنيا لأجل دارين ؟ .. غامت عيناها بضعفها وهى ترفع يده بين كفيها لشفتيها تقبلها ثم تستند عليها بجبهتها تتابع ألمها " الشرطة سلمتني متعلقاتك التي كانت بالسيارة ... سلموني الخاتم يا رائد .... لا اعرف لمَ نزعته .. كنت ترتديه عندما أتيت إليّ " رفعت رأسها تتحسس اصبعه ثم تقبله برفق تهمس بشعورها بالذنب " هل غضبت مني لأني .... ليتني لم اتركك ليلتها ... ليتني بكيت بحضنك وتشممت رائحتك حتى الصباح كما كنت اتمنى ... " انسابت دموعها ورأسها يدور بها بسرعة خرافية فأنزلت يده لتتمسك بحافة السرير تتنفس بصعوبة .. ظلت لحظات تحاول الهدوء فتمسح جبهتها بقوة لتفيق .. تنظر له مصدومة وهى تغطي فمها بيدها ثم تقول بلا تصديق " أنا طعنتك قبلهم ... أنا الخنجر الذي غرسه والدك بظهرك ... وليلتها لأول مرة كنت اطعنك حقا " لأنه لم يعتد منها سوى الإيثار .. فكانت ليلتها تخرج من دائرتها الضوئية لتغرس خنجرها .. من زحام أنوارها ما رأى طعنته .. هو رجل ما أذاقها يوما الأمان العاطفي إلا بدقائق بكاء على صدرها .. ألابد إذن من استدعاء الدموع كي تشعر بالأمان معه ؟.. كان أمان جدران بيته يكفيها حتى لحظة الحقيقة واكتشفت أن الجدران سرقتها من نفسها مثله .. ما عادت تمتلك سوى مساحات بيضاء كثيرة كتلك الجدران لا تمتلك قدرة على تلوينها .. واليوم أوقفها أمام سؤال .. أتستطيعين العيش بدوني ؟ .. أنزلت يدها عن فمها باستسلام وهى تقول باختناق شديد " تذكرت ... اليوم اتصلت بهم لاطمئن على رعـد ... إنه بخير كما تركته .. ينتظرك أنت ... أنا لن استطيع أن اركبه لفترة طويلة " صمتت لحظات لتقول بهمس مسموع واضح كأنها ترغب أن يخترق الضباب إليه " لأني ... حامل " ذراعها أحاط بطنها بدفء وهى تجيب السؤال .. لا .. لا أستطيع العيش دونك .. ليس لأجله بل لأجلي .. إن وُلد يتيما فلن يملك ذكرى واحدة للحسرة عليك .. لكن إن صارت هى يتيمة عشق كم من الحسرة تكفيها عمرا على وسادة الذكريات .. نهضت ببطء تتغلب على دوارها فتقترب منه حتى مالت لتقبل جبينه بعمق وهى تمسح على صدره بكفها هامسة بأذنه بدموع روحها " أنا حامل يا رائد .... لم اخبر أحدا بعد ... لابد أن تكون أنت أول مَن يعرف ... أنت لم تأتِني لترحل ... ولم احمل بطفلك لتتركنا ... أنت لم تتركه لي ليذكرني بك ... أنت ستربيه بنفسك ... انهض رائد لقد تعبت .. اقسم بالله تعبت " كانت تعترف بذبولها الأخير .. وموتها القادم .. هى التي تسلحت بقوة الإرادة أعلنت هزيمتها أمام حبيب أعزل .. كانت تجري خلف سراب تحاول الامساك بنجم هارب برحلته الأخيرة .. لمع ضوءه دقائق قبل أن يعلن الانسحاب دون محاربة .. هكذا هزمها ! .. دون أن يبذل شيئا لاعادتها ها هى مستعدة أن تعود بإرادتها .. لقد حدث وأن استوطن حبه قلبها وما عاد لها سلطة عليه .. فلتحارب كل شئ ولكل شئ ولتعيد ما ضاع منها لكن دون المساس به .. إنه زر حياتها .. إن ضغطته انفجر إيقاعها ليعلنها ضحية قنبلة عشقية .. صوت نفس متعالي جعلها ترفع رأسها قليلا لتنظر لوجهه .. وتوقفت لحظات عاجزة متسعة العينين أمام .. أمام عينيه المفتوحتين .. عيناه السوداء تتعرف عليها حقا أم تحلم ؟!.. ارتعش جسدها وأنفاسها تنطلق بلهفة فتلمست وجهه هاتفة باشتياق " رائد " لحظات بدا غائبا عن الوعي ثم رمش ببطء محاولا تحريك شفتيه وهى تضحك وتبكي تعيد نداءها بسعادة " رااائد " تحيط وجهه بكفيها وأصابعها تتحرك بلا توقف على ملامحه تسأله بعينيها أن يقول ما يريد .. كان يريد قول شئ ما وشفتاه تتحركان بصعوبة ثم يرفع يده قليلا فتتمسك بها وهى تبكي بخوف .. نست كل شئ وهى تراقبه تحثه على الكلام حتى سمعت همسه المتقطع بأنفاسه " الـ ... الخاتم .... ستجدينه في الـ ... سيارة .... نزعته حتى ... حتى لا .. يسرقوه " تفكك جسدها كله وهى تهز رأسها بهذيان وعيناها لا توقف دموعها تقول وهى تخرج خاتم العقيق الاسود من جيبها " الخاتم معي رائد .... ها هو حبيبي " انحنت تضع الخاتم بارتجاف في اصبعه فتخطئ مرة والثانية وهى تشهق بعنف حتى وضعته باصبعه ثم قبلت يده لترفع عينيها إليه مجددا .. تبكي وتبكي دون سيطرة على جسدها تناديه بلوعة " رائد " لكنه كان مغلقا عينيه حين رفعت رأسها .. توقف بكاؤها وحده كأنه يتوقف مع شئ آخر توقف أمامه .. امتدت يدها المرتعشة تلمس خده تناديه مجددا بلا استيعاب لأي شئ " رائد " عاد كما كان .. أو ربما لم يعد و ... اجفلت فجأة والأجهزة تصدر أصواتا غريبة فنظرت إليها كلها ثم عادت تنظر إليه بصدمة .. لحظات تمر بجمود تام والأجهزة تعلن ... ولم تشعر بصرخة ' دارين العامري ' " رااااااائد " .... | |||||||
28-11-18, 12:22 AM | #2195 | ||||
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألف سلامه لجدتك التصبيره لا أستطيع تصديق أنا فتاة بتكوين و نفسية عاديتين تقدر ترفع عينها لرجل أو أن تقوم بتذكر و عقد مقارنات في أول نهوض لها أين ما عايشته من والدها و أكمل و الحارس وووو حمزة رغم تعاطفنا مع قمر فالجزء الأخير و نقول دائما أن لكل إنسان حق البداية من جديد ... لكن ردت فعلها غير متوقعه بعد الضربات المتتالية لها أو ربما هي حقا لم تدرك حجم فعلتها حتى الآن و ندمها لم يكن بذلك العمق الذي أثار عواطفنا شكرا ع تصبيره رغم ظروفك | ||||
28-11-18, 12:24 AM | #2196 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| بعد شهر تجلس شمس منزوية على الأريكة أمام التلفاز تشاهد فيلما قديما بشرود .. تضم ركبتيها لصدرها تغطيها بغطاء ثقيل وتمسك بيديها كوبا من الشاي باللبن تتصاعد أبخرته على وجهها الحزين .. حزنا غير قابل للانتهاء كأنه صار جزءا طبيعيا منها .. حزنا مختلفا عن حزن مراهقتها وحزن أمومتها .. حزن القلب بها فتشعر بروحها تجف وأنوثتها تنكمش حتى شعرها توقفت عن الاعتناء به فتجمعه دائما كما السابق .. كل شئ يعود كما السابق واسوأ .. على الأقل لم يكن لديها أملا على وجه الدنيا .. كان أملها الوحيد بطفل عاد كأنه لم يكن .. لكن الآن الذكريات حية .. حية لدرجة مؤلمة .. تمسح دمعة منسابة على وجنتها وقلبها يخفق بتوجع فتشرب قليلا من الكوب الساخن لتشعر بالدفء يسري بأوردتها .. اليوم إجازتها الاسبوعية من عملها .. لم تكن تحلم بعمل مثله وقد أنهت فترة تدريبها وأخذت راتب أول شهر بالأمس .. راتبها الأول بالحياة .. إلي الآن لا تعرف مَن قدم أوراقها بها وهم لا يقولون شيئا بالشركة وهى لا تستطيع أن تقول إنني لم اقدم من الأساس ! .. وإن كانت تشك بمَن أرادها أن تحقق أحلامها الصغيرة ! .. كانت تحلم أن تأخذ الماجستير وتعمل بشركة كبرى .. ها هى أحلامها تحققت والماجستير تبقى عليه القليل بعد أن سجلت نتائج تجربتها الأخيرة الاسبوع الماضي .. لمَ تشعر إنها لا تحقق شيئا إذن ؟ .. لمَ كل شئ فقد مذاقه ؟.. لم يعد للحياة كلها مذاق .. لم يعد لها معنى .. تشرب من الكوب مجهدة تشاهد الفيلم وأمها بالمطبخ تجهز الغداء ووالدها لم يعد من صلاة الجمعة بعد .. دقائق ورن جرس الباب فتعجبت أن ينسى والدها المفتاح على غير العادة وربما هو محصل الكهرباء أو المجنونة أختها التي اصطحبت صديقتها مرام لتدعوها على الغداء ثم تشتري ثيابا جديدة بأول راتب لها مع أن معظم المحلات مغلقة اليوم ! .. الواقع أن قمر تعيش وتتأقلم سريعا مع وضعها وعملها الجديد أظهر شخصيتها وأشعرها بقيمتها التي كانت تبحث عنها .. لم تعد منكسرة رغم ألمها .. قمر ألمها غير مرئي بعكسها .. تتأقلم أيضا مع الألم وتتجنب الحديث عن حمزة .. نقطة وجعها الوحيدة .. رن جرس الباب مجددا فترفع الغطاء وتنزل ساقيها لتضع الكوب على الطاولة الزجاجية أمامها ثم تقف ببطء حتى لا تشعر بالدوار وتخرج من الغرفة متجهة للباب .. فتحت شمس باب المنزل فتوقفت تتمسك به تدعم جسدها .. قلبها طرق صدرها فجأة وهى تنظر .. إليه .. لكأن الشمس أشرقت هذه اللحظة بعينيها .. نورٌ وهاج سطع بروحها جعل كل ألمها يتلاشى .. وتتلاشى معه .. يتأمل أكمل ملامحها فيلمسها بعينيه اشتياقا متسائلا " كيف حالكِ ؟ " افترقت شفتا شمس لتكون عدة أحرف ثقيلة .. يا إلهي .. أين الكلام ؟! .. انحنت عيناها حزنا وأنفاسها ترتعش حولهما بدقات الساعة الساكنة مثلها .. كونها عاد يتوقف أمامه .. وعليه .. لمَ جاء اليوم ؟ .. ألم يقرر انفصالا شطر قلبيهما معا ؟ .. يقترب أكمل منها منتبها لطاقمها البيتي الاسود تحت سترة بنية خفيفة .. لقد عادت ترتدي الاسود .. عادت تجمع شعرها .. وقف أمامها يفكر بما جاء به ثم سألها بامتعاض مصطنع " هل سأظل واقفا هنا كثيرا ؟! " تقلصت يدها على الباب وهى تحدق بوجهه القريب ثم همست بغباء " تفضل " لم تبتعد .. لم تفتح الباب أكثر .. فابتسم قليلا قبل أن تختفي ابتسامته قائلا " لا اريد ... جئت لأخبركِ شيئا وسارحل " سيرحل ! .. هل هذا ما جاء يخبرها به ؟ .. لكنها لديها أهم ما يمكن أن تخبره به .. ولا تعرف كيف سيكون رد فعله ؟!.. طل التساؤل من عينيها لدفء عينيه وهو ينطق كلمة واحدة لفت حولها سحرا " رددتكِ " انتهى | |||||||
28-11-18, 12:25 AM | #2197 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 117 ( الأعضاء 66 والزوار 51) sandynor*, غائب, Lolo rabah, نور كان بيروت, naddou, shatoma, kokokeke, Um Ghaeth, بيون نانا, sarasou, الطير الشارد, نور نورسين, dodoalbdol, ام البنات1989, Theroro, الصلاة نور, ayaammar, ميادة عبدالعزيز, conan94, nes2013, جرح ديسمبر, Asya Tulyda, تسنيم الجنوب, samira bouanane, قلب حر, rashid07, houda4, donia dody, k_meri, a_geo, غرام العيون, بش خير, guot, لينا الحربي, ام معتوق, حنان ياسمين, ام زياد محمود, amana 98, سماح 1997, مليكة النجوم, مريم حين, ام رمانة, الرسول قدوتى, rontii+, الروح الهائمه, dima123, تيماء قاصي, wa ma, wiamrima, عيشو, شموسه3, همس حائر, من هم, métallurgier, ام رنومة, mimi39, نوني الهلال, داااانه, لمعة فكر, منى لطفي, الذهب, Basma Elhelali, زهرة الكاميلي, احلى بنات, muuj | |||||||
28-11-18, 12:29 AM | #2198 | ||||
| لووووووووووولي لووووووولي واخير ردهااااا شكلي هرجع احب اكمل من تاني.بس كان نفسي شمس يحصل معاها شيء واشوف خوف أكمل عليها شريره انا عرف بس بحيك وانتي بتكتبي مشاهد الخووووف ياااااي بتبدعي الصراحه فصل جنيل جدا ام قمرررررررر الهي تولع | ||||
28-11-18, 12:37 AM | #2199 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 125 ( الأعضاء 72 والزوار 53) sandynor*, wa ma, قلب حر, Asya Tulyda, ميادة عبدالعزيز, Rona moham, إلين 1988, نور نورسين, azizakahraman, هنا بسام, ام رمانة, مليكة النجوم, سجى البندق, naddou, a_geo, تسنيم الجنوب, ري 10, willoucha, ayaammar, من هم, سماح 1997, conan94, Noors, shatoma, ام معتوق, الرسول قدوتى, amana 98, بش خير, ياسمينة اشرف, Scarlette, ام البنات1989, guot, بيون نانا, Theroro, Sokha, rashid07, سميرة احمد, نور كان بيروت, غائب, kokokeke, Um Ghaeth, sarasou, الطير الشارد, nes2013, جرح ديسمبر, samira bouanane, houda4, donia dody, غرام العيون, لينا الحربي, حنان ياسمين, ام زياد محمود, مريم حين, rontii+, الروح الهائمه, dima123, تيماء قاصي, wiamrima, عيشو, شموسه3, همس حائر, métallurgier, ام رنومة, mimi39, نوني الهلال, داااانه, لمعة فكر, منى لطفي, الذهب, Basma Elhelali, زهرة الكاميلي | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|