آخر 10 مشاركات
447 - وتحقق الأمل - د.م (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : bella snow - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          78 - القرصان - ماري ويبرلي - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          237 - عاصفة الصمت - بيني جوردن (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-12-18, 11:21 PM   #2241

Rima08

? العضوٌ??? » 410063
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,391
?  نُقآطِيْ » Rima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond repute
افتراضي


تسجيل حضور روايتك مميزة بس كل اسبوع اتبكيني حرام عليك

Rima08 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-18, 11:21 PM   #2242

Sokha

? العضوٌ??? » 403745
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 116
?  نُقآطِيْ » Sokha is on a distinguished road
افتراضي

❤️❤️❤️🙏🙏👀👀👍👌👌😍😍🎩🎩🎩

Sokha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-18, 11:25 PM   #2243

Hiba mohamed

? العضوٌ??? » 366473
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 562
?  نُقآطِيْ » Hiba mohamed is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير، تسجيل حضور بانتظار الفصل

Hiba mohamed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-18, 11:41 PM   #2244

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

بانتظارك قمري❤❤😍😍

Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-18, 11:54 PM   #2245

Zenayass22

? العضوٌ??? » 434652
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 73
?  نُقآطِيْ » Zenayass22 is on a distinguished road
افتراضي

سلام للجميع مع المنتظرين لرده فعل رددتك أسبوع كامل اتقلب على رددتك وأتمنى تكون رده فعل رددتك تشفي غليلي شكرًا للجميع وللكاتبة المتألقة دوما وأبداً بأذن الله ساندي الغالية ........

Zenayass22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-18, 12:01 AM   #2246

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

مساؤكم كل الخير
هذا الفصل هديتي إليكم بعد ما عاناه الأبطال الفصول السابقة .. اليوم اطلق سراح الجميع

ملحوظة .. فترة النقاهة بعد عملية قطع الأمعاء من 3 أسابيع الى 6 اسابيع وحسب حالة المريض


( 3 )




الفصل السابع والثلاثون


طل التساؤل من عينيها لدفء عينيه وهو ينطق كلمة واحدة لفت حولها سحرا

" رددتكِ "

هزت رأسها بنفس حالة الغباء هامسة بذهول

" ماذا ؟! "

التوى فم أكمل بشبه ابتسامة ناظرا لشفتيها المفترقتين قبل أن يستدير ليغادر .. و ... !
ماذا حدث للتو ؟! .. كم بقى على عدتها تحديدا ؟! ..
يا إلهي .. ماذا قال حقا ؟! .. هل سمعت جيدا ؟! ..
خرجت مسرعة تنزل الدرجتين لتركض خلفه فتقف أمامه تسأله بلهفة

" ماذا قلت ؟! "

صدرها يرتفع وينخفض ببهجة غير طبيعية وقلبها كاد الخروج بدقات طبوله وهى تتمسك بساعديه هاتفة برجاء

" أعدها .. احتاج أن اسمعها مرة أخرى "

توهج سحر اللحظة من عينيها لعينيه ففاضت زرقتهما بأمواج الشوق رغم تعابيره اليابسة .. أوليس القلب الخائن مَن جاء به اليوم ؟..
تتوحد أعينهما برغبة قاتلة وأصابعها تلتف على ذراعيه ? قيود لن تُفك مجددا ..
تهمس شفتاها وعيناها تدمعان بفرحة قلبها

" مرة واحدة فقط "

سمح ليده أن تتمرد أخيرا فترتفع لجانب وجهها مؤكدا مشتاقا لمذاق العسل ودفء القهوة ولذة الخمر

" رددتكِ لعصمتي يا شمس "

ظلت تنظر له لا تصدق وجوده أساسا ويده تنزل عن وجهها ثم أطرقت برأسها تفكر وعقدت حاجبيها تحدث نفسها بالغباء الذي انتابها فجأة

" هل حقا عدت زوجتك ؟! "

بحالة توهان غريبة كأن كل الأمور تتضخم فجأة فالفرح يتحول لصيحات سعادة والحزن يتحول لأنهار دموع ..
وأمامها ظل واقفا ينتظر عينيها حين تصدق وهو ينظر لخاتمه باصبعها ثابتا مكانه لم تنزعه فيبتسم ..
عيناها ما زالت دامعتين وهى ترفع رأسها تنظر لملامحه الجامدة وقد اختفت الابتسامة فتمتد يدها تلمس لحيته الخفيفة المنمقة ليبعدها قبل أن تلمسه قائلا بجدية

" قلت لكِ لا تلمسيني "

وقعت من فوق السحاب ! .. تقبضت يدها على صدرها بلا فهم لكنها أطرقت برأسها بحزن ناعم لتقول ببراءة

" حاضر يا أكمل .. كما تريد "

عقد حاجبيه بحنق وهو يشتم داخله كل مشاعره الآن .. من ناحية يريد .. فهو يريد ويريد !..
ألا كان من الأفضل أن يردها في غرفتها بالأعلى بدلا من هذه الوقفة التي يشهد عليها طيور السماء بذات أنفسهم ؟!! ..
‏يتمتم بشئ ما ممتعضا فترفع عينيها البنيتين إليه ببرائتهما لتقابل خشونة ملامحه وهو يقول

‏" اريد أن انبهكِ لشئ كي نبدأ على نور من جديد "

‏حتى إن كان غاضبا لا يهم .. المهم إنها عادت لاسمه وراضية بحكمه عليها .. ألم تخطئ بحقه وتقلل احترامه وهى تتركه خلفها متهما بلسانها وتمضي ؟..
‏فلتسمع بطاعة إذن .. تثق .. وتتنازل قليلا .. وتعشق .. تعشق كثيرا ..
تنظر له بملامحها التي تفيض بذاك العشق فتغيظه وهو يمنع نفسه عن الاقتراب الآن .. تمعن بصرها بزرقة عينيه التي اشتاقت الغرق فيها .. اشتاقت توهجها لها ..
‏‏يضرب أكمل على كتفها بظاهر اصابعه بحركة مستفزة قائلا بنبرة حازمة قاطعة .. ومغتاظة

‏" لا هروب من أي مواجهة بعد الآن .. وعليكِ احتمال غضبي حين اغضب .. وعليكِ أن تعرفِ بمَن تزوجتِ ... اسألي عني يخبرونكِ أن لا قلب له .. ما يربطني بمعظم الناس عمل ومصالح ومجاملات زائفة .. لذلك حين ترين هذا الوجه مني لا تفزعي مثل المرة السابقة وتطلبِ ... "

‏صمت قليلا يطل الغضب ممتزجا بالألم بعينيه فتنزل يده التي تنغز كتفها بقوة أكبر مع كل كلمة ..
‏ ينظر لشفتيها فتراقب حنجرته وهو يبتلع ريقه ثم يقول بنفس النبرة وإن خفتت قليلا

‏" كلمة طلاق لا تُنطَق بين شفتيكِ هاتين ... مفهوم ؟ "

ظلت لحظات ‏واقفة كحرف الألف وبراءة عينيها تتزايد كلما لمسها الذنب والندم ثم اومأت بطاعة وهى تخفض بصرها أرضا ..
‏كان يوقف نزيف الجرح ويضع قواعد ثابتة لنحر الألم ..
‏هربت نعم .. مثلما تهرب كل مرة من أي شئ .. تركته خلفها ومضت ..
‏لم تحتمل غضبه هو الذي حذرها يوما وقت الغضب يحرق كل ما بطريقه ..
‏عليها أن تصمد أمام وجهه الآخر الذي رأته بلحظة قاسيا فطلبت الطلاق اللحظة التالية .. لكنها فهمت وحدها ..
‏الفترة السابقة كانت كفيلة بادراك الخطأ وتجاوزه .. دليلها وجوده أمامها يردها بكل هذا الشوق بعينيه ..
‏دليلها تقبلها لكلماته دون أن تجرحها بل تود لو تسأله ماذا أغضبك أيضا ؟ .. ماذا تريد أيضا وانفذه ؟ ..
رفعت عينيها إليه بدفء و .. ابتسمت ..
‏لحظة .. مَن منا مثاليا ؟!..
‏إن سمعه أحد سيسألها لماذا تصمتين له بهذا الضعف ؟!..
‏مهلا .. ليس ضعفا .. بل حبا ..

‏الحب .. أن نتغاضى عن نقاط نقص المثالية .. أن نسامح .. نغفر ما ليس بأيديهم ..
‏الحب .. أن نستمع لبعضنا .. لا ندير ظهورنا بعقل مغلق ..

‏هو أحبها هكذا .. تغاضى عن كثير من نقاط ضعفها واستسلامها .. سامحها كلما قست كلماتها .. واستمع لها بقلب مفتوح وليس بعقل فقط ..
‏ألا يستحق اليوم بضع دقائق تستمع لكل ما جرحه منها ؟!..
‏ ‏بابتسامتها التي جذبت عينيه تسأله بخفوت مطيع .. برئ !

‏" هل يمكنني أن ابدل ثيابي لأعود معك ؟! "

‏حاجباه ينعقدان قليلا وعيناه تمر عليها كلها باشتهاء صامت يثيرها ..
‏ازداد وزنها حقا أم عيناه نست أحجاما معينة لأشياء معينة ؟! .. أشياء ازدادت أنوثة بشكل ... !
‏عيناه تقتحمان ما خلف اللون الأسود تصلان لدفء بشرتها في برودة الشتاء .. كانت مرهقة ضعيفة أقل وزنا حين رآها أخر مرة ..
‏عيناه تثور بوهج الرغبة الطائفة بشرايينه تقف عند كل شريان بها هى وتلمسه .. تلمسانها دون لمسة يد ..
‏تحددان تفاصيل جسد يحفظه بذاكرته صار على مقاييس إغراءٍ آخر ..
‏ازداد وزنها بجمال مختلف .. هناك شئ بها مختلف !..
‏تنتظر إجابته التي جاءت باردة فوقفت كغصة بحلقها

‏" لا .. ليس اليوم "

‏تلاشت ابتسامتها وهى تسأل بلا فهم

‏" لمَ ليس اليوم ؟! "

‏رد أكمل بلا اهتمام وملامحه لا تلين كعينيه

‏ ‏" لأني قلت هكذا "

‏أطرقت لحظة تهز رأسها فبدت كأنها خرجت من حلم ما إلي الواقع لتسأل بتوتر

‏" ألن تدخل لتسلم على أبي وتخبره أنك .... "

‏صمتت تلتوي شفتاها وهى تتوقع رد أبيها الموافق لكن ليس قبل أن يجرح أكمل بكلمتين ثلاثة ! ..
‏ليفاجئها أكمل بثقة

‏" أخبرته "

‏رفعت عينيها إليه بتلهف تنتظره أن يخبرها ما حدث لكنها غيرت سؤالها بارتباك بأخر لحظة

‏" متى سأعود إذن ؟ "

‏لأنها تتوقع ما قاله أباها وبعد كل الكلام لملم الموضوع صلحا ! ..
‏هذه المرة لا تريد أن تعرف .. لا تريد أن يدخل أحد بينها وبين أكمل .. لا أحد على الإطلاق ..
‏يتحرك أكمل ليغادر وهو يجيبها

‏" بعد غد "

‏تحركت الخطوة التي مشاها لتقف أمامه تبقيه قليلا أمام عينيها فتسأله بلهفة

‏" لمَ بعد غد تحديدا ؟! "

‏هو نفسه سأل نفسه لماذا ينتظر ؟! .. فليأتي بعد غد وهى ببيته !.. لكنها شهادة ميلادهما مثل ميلادها ! ..
‏تمتم بشئ ما لم تسمعه ثم قال بنبرة ارتفعت قليلا من بين أسنانه

‏" لأني مشغول .. لست متفرغا لسيادتك "

‏كسر خاطرها .. حدقت به عيناها مجروحة لحظات لكنها هزت رأسها وهى تخفض عينيها تتجاوزه قائلة باحباط

‏" كما تريد "

‏سارت خطوات قليلة ثم صدح صوته فجأة آمرا

‏" انتظري "

‏شعر بها تتوقف مكانها فمسح وجهه بكفه زافرا ثم قال بحنق خافت

‏" تعالي هنا "

‏استدارت مجددا لتعود وتقف أمامه مطرقة الرأس حزينة الملامح فسمعت صوته باستفزاز

‏" أنا سمحت لكِ أن تذهبِ أم ستذهبين وتغلقين الباب في وجهي عادي ؟! "

‏نظرت شمس إليه بذهول ثم أطبقت شفتيها تضغط على أسنانها ويدها تتقبض بغيظ .. ألم يكن هو مَن سيغادر ؟! ..
‏تتمتم شفتاها بغيظها وهى تنظر خلف كتفه

‏‏" لا .. سأغلقه في ظهرك ! "

‏ضيق أكمل عينيه وهو يميل نحوها قليلا متسائلا بشك على وشك الفتك بها .. هنا !

‏" ماذا قلتِ ؟! "

‏أخذت شمس نفسا عميقا وهى تكتف ذراعيها وترفع عينيها المغتاظة إليه قائلة بابتسامة حانقة

‏" قلت أنا آسفة أني كنت سأذهب من أمام حضرتك ! "

‏ظلا ينظران لبعضهما قليلا بتمرد حتى تلاشى غيظ عينيها خلف الحنين .. ترنو عيناها لشفتيه ثم تعود للزرقة الماسية الساحرة بعينيه ..
‏يخفق قلبها .. بل يخفق كلها وهى تجده يميل برأسه إليها ببطء حتى أغمضت عينيها .. وتلمس شفتاه خدها بقبلة طويلة ..
‏طالت وطالت ويده الأخرى تلمس خصلة من شعرها المجموع ثم يهمس بأذنها بدفء الدنيا

‏" بدلي هذا اللون وحرري شعركِ ... وانتظريني حتى بعد غد "

‏تجاوزت حرارتها الأربعين ! .. هو الحاضر دوما بمخيلة الاشتياق فيها .. كأن جسدها لا يرفع حرارته إلا له ..
‏يرفع وجهه ينظر إليها نظرة أخيرة مبتسما قبل أن يغادر .. وتفتح هى عينيها فتجده .. اختفى ..
‏لحظة .. تريد لحظة أخرى بحضنه .. تشعر أنها ذابلة وهو سقاها اليوم فقط ..
‏التفتت خلفها بتأثر فتجده متجها لسيارته خارج البوابة وما شعرت بخطواتها المتسارعة إليه وهى تناديه

‏ ‏" أكمل "

‏فتح أكمل باب سيارته ليسمع نداءها .. وما هى إلا التفاتة بسيطة منه حتى وجدها .. بحضنه ..
‏تعانقه بقوة حتى أنه ارتطم بظهره للسيارة متلفتا حوله لأنهما .. بالشارع ! ..
‏ذراعاه تحيطها لحظات قبل أن يبعدها برفق وهى متشبثة به بفرحة لا واعية حتى همس ضاحكا

‏" شمس .. نحن في الشارع ! "

‏ضحكت شمس بحضنه وهى ترد عليه بلا قدرة على إيقاف بهجتها

‏" اعتبرنا هذه اللحظات فقط في لندن ! "

‏يتذكر قبلتهما ببرج لندن بلا اهتمام بالمارين حولهما دون أن يرمقهما أحد بفضول مثل ذلك الشاب الذي نظر إليهما مبتسما بعبث ..
‏يبعدها أكمل مجددا يحذرها بعينيه أن تدخل المنزل فتومئ برأسها مبتسمة .. لكن باللحظة التالية كان مذهولا وهو ينظر لأسفل إلي قدميها .. الحافية !!..
‏يرفع رأسه إليها فتهز كتفها سعيدة ثم ترتفع على أطراف أصابعها تقبله بخفة في خده هامسة لعينيه

‏ ‏" سانتظر "




دخلت شمس المنزل تشبك يديها معا كطفلة أحضر لها والديها ملابس العيد للتو ! ..
تنظر لقدميها الحافيتين وهى تسير على أطراف أصابعها حتى لا تلطخ الأرض بتراب الحديقة فتنطلق ضحكتها بسعادة ..
هل كانت واقفة معه كل هذه الدقائق حافية ؟!!..
ردها .. ردها .. عادت زوجته أخيرا .. تدندن شفتاها وهى متجهة للحمام لتغسل قدميها

" عيناك ليال صيفية .. ورؤى وقصائد وردية .. عيناك ليال صيفية .. ورؤى وقصائد وردية .. ورسائل حب هاربة .. من كتب الشوق المنسية .. عيناك ليال صيفية ورؤى .. ورؤى وقصائد وردية "

خرجت من الحمام تتجه لجلستها على الأريكة مجددا فتطوي الغطاء وتشرب المتبقى من كوب الشاي باللبن رغم برودته ..
لديها يوم ونصف تقريبا ووراءها أشياء كثيرة تفعلها .. شعرها هذا الذي صارت تمشطه رغما عنها وهى ذاهبة لعملها وأحيانا تجمعه دون أن تضع به فرشاة ! ..
آه .. لابد أن تذهب لطبيبتها لاستشارة في غاية الأهمية بما أنها ستعود إليه !!..
انتبهت لوالدها يفتح باب المنزل عائدا من الصلاة فتلاشت ابتسامتها وهى تنتظره أن يبادرها هو بالكلام ..
دخل الغرفة ملقيا السلام ثم جلس على أقرب كرسي ينظر لها قليلا ثم سأل بنبرة الجادة

" هل اتصل بكِ أكمل اليوم ؟ "

جلست شمس على الأريكة تضع الغطاء المطوي على رجليها ترد بخجل عفوي

" جاء منذ قليل وقال أنه اخبرك أنه .. ردني "

يتفحص سليمان ملامحها يبحث عن ضيق أو غضب فلا يجد سوى تورد وجهها الطبيعي فيسأل بشك

" هل كان على اتصال بكِ طوال الفترة السابقة ؟ "

رفعت شمس عينيها إليه تستنتج أفكاره فتقول بنبرة باردة قليلا

" لا ... لم يتصل بي ولا مرة منذ طلاقـ ... منذ ما حدث "

أبت أن تنطقها مجددا .. حتى هذه الجلسة مع والدها تفسد بهجتها الصغيرة وهو يسأل بشك عن تواصلها مع أكمل طوال الفترة السابقة ..
يهز سليمان رأسه وهو يقول بتجهم

" إذن اليوم فقط عرفتِ أنه ردكِ مثلي "

‏اومأت شمس بلا رد فيسألها

‏" وما رأيكِ ؟ "

‏رأيها ! .. سبحان مغير الأحوال .. ألم يكن يريده أن يردها ؟!..
‏تتنهد وهى تسأله بهدوء

‏" رأيي في ماذا ؟ "

‏ علا صوته قليلا غاضبا

‏" طلب مقابلتي وجاء إليّ المسجد وصلينا الجمعة معا ثم اخبرني أنه ردكِ .. هكذا بلا أسباب وبلا أصول .. عندما سألته يقول لي لا أحد يتدخل بيني وبين زوجتي "

‏تعرف أن أكمل رغم احترامه لوالدها لكنه يتحفظ في التعامل معه بسبب ما عرفه سابقا وهو يردها لعبد الخالق ..
‏يبدو أن أكمل رفض إبداء أسباب ورفض تلقي إهانة مغطاة من والدها وهذا ما يضايقه هكذا .. ‏أنه لم يستطع أن يفرض سيطرته على زوج ابنته كالمرة السابقة ..
‏لم تستطع أن تصمت عما تفكر به فقالت بنبرتها الباردة

‏" غريبة ! .. كنت تريده أن يردني حتى أنك طلبتها من حمزة بنفسك لقمر ! "

‏لوح سليمان بيده وهو يرد بمنطقه الراسخ

‏" حمزة منا وعلينا .. لكن الغريب الذي جاء ليردكِ هكذا بلا احترام لي "

‏يبدو أن ضغطها ارتفع ! .. حاولت التحدث بهدوء

‏"أبي .. أكمل لم يطلقني بسبب قمر ... هناك ما حدث بيننا ومر وانتهى الأمر .. ثم لا تقل هذا أبي .. أكمل يحترمك ودائما يقول لي تزوجتكِ لأنكِ ابنة أبيكِ الذي حج بيت الله "

‏كلامه معها المرة السابقة لا زال يتذكره وهو وعدها ألا يرغمها على شئ فيقول بنبرة جدية وإن شابها بعض التردد

‏‏ ‏" اخبريني إن كنتِ لا تريدين العودة ولن أعيدكِ إليه .. لا نريد أن نكرر ما حدث سابقا "

‏هل يقولها من قلبه حقا أم إنه مرتاحا أن الموضوع مر على خير وعادت لزوجها ؟!..
‏ابتسمت قليلا وهى تقول بمرارة الذكرى

‏" لن نكرر أبدا ما حدث سابقا "

‏نهضت تأخذ الغطاء والكوب لتتوقف لحظات ثم تقول باصرار قبل أن تخرج

‏" وأنا سأعود لزوجي .. عن إذنك أبي "

‏أراح سليمان رأسه على ظهر المقعد وشفتاه تتمتم باجهاد

‏" الحمد لله .. عدلها الله لكِ يا قمر "



.....




نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 04-12-18, 12:09 AM   #2247

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


منزل الجنوب .. أسوان

بغرفة صغيرة دافئة أشرقت شمس الصباح بالمنزل الساحر بهدوئه وألوان جدرانه المزينة بورود صافية الألوان .. يرنو عليهما النسيم من النافذة المفتوحة حيث زرقة نهر النيل الرائقة ..
هى .. أرادت أن تأتي بقدميها لتقطع أخر خطوط الشك باليقين .. ليست هى مَن تهرب من ذكرى لأنثى قبلها حتى لو كانت حبيبته الأولى ..
‏وهو .. الذكرى أدركت مكانها بقلبه .. ركنا صغيرا فقط تشغله والباقي كله ملكها وحدها ..
تأخذ شريحة التفاح الأخضر من طبق الفاكهة الموضوع على فستانها الصوفي الكحلي على رجليها لتقربها من شفتيه قائلة بتدلل أنثوي

" هذه فقط .. لأجلي أنا "

أمسك معصمها يتناول الشريحة مبتسما لامسا اصبعيها بلسانه ثم يقول بتذمر مصطنع

" كفى دارين .. وزني ازداد من كثرة الطعام هذه الأيام "

تتسع ابتسامتها وهى تمر بسبابتها على كنزته الرمادية الصوفية ورغم ثقلها حددت عضلات بطنه المقسمة متجنبة موضع الجراحة ثم قالت بشقاوة عابثة

" تؤ .. لو ازداد لكنت شعرت به "

يرتفع أحد حاجبيه بحدة عينيه السوداء اللامعتين فيبعد طبق الفاكهة بينهما ويجذبها لصدره خطفا هامسا بتوعد

" تعالي "

بشفتيه يلتهم فاكهته الخاصة بثغرها الوضاء ساحبا كل أنفاسها لصدره هو .. كل دقة من قلبه تسمعها باسمها ..
هذا القلب العصيّ روضته العاشقة بها .. وعشقته الفارسة فيها ..
ابتعد قليلا ينظر لجمال عينيها المبتسمة ذات الرموش الطويلة فيبعد شعرها الحر خلف أذنيها بيديه ولم يقاوم قبلة صغيرة قطف بها وردة أخرى ..
وهى .. تنظر لعينيه .. ترى ذاتها أخيرا .. بأعماقهما ما عاد هناك جرح وغضب .. ما عاد هناك ألم الفقد والحرمان .. ما عاد هناك قيود ..
هناك الكثير من الحب والرغبة .. رغبة بالحياة معها هى ..
رحلت القضبان بلا عودة ليستكين الطوفان أخيرا سامحا لفرشاة الألوان أن تهديه لمستها .. زالت لمسته السوداء وأنارت أطياف الأضواء صدره ..
تقترب منه مجددا تقبل طابع الحسن بذقنه ثم تستدير على السرير لتجلس جواره يرتاح ظهرها على صدره .. تأخذ حبة عنب من طبق الفاكهة وتمد يدها للخلف تضعها بفمه فيلتقطها باسما وهو يلف ذراعيه حولها ..
كانت ترتاح حقا على صدره بعد تعب طويل كأنه طريقا امتد عمرا وهو لم يكن سوى عدة أشهر جمعتهما حياة يومية متقلبة الأجواء .. أغلبها شتاءا عاصفا وخريفا ممطرا ..
يده اليسرى تتلاعب بعقدها الملون على صدر فستانها فتمسك بيده بين كفيها تحدق بالخاتم باصبعه وشعورا مذهلا منعشا لكل كيانها تتبسم له ..
مال رائد مقبلا جانب عنقها صعودا لأذنها ليسألها

" هل تريدين أن أضع الدبلة بدلا منه ؟ "

اتسعت ابتسامتها برضا قلبها وعقلها وأنوثتها .. كل ما بها يبتسم .. هو عرف كيف يجعله يبتسم .. عرف أهمية التفاصيل الصغيرة بينهما ..
عاد يتملك ما يريده بين يديه كما عرفته .. لا يعلم كم تشتاق أن تمر هذه الفترة لتراه يركب رعـد مجددا ..
تتحسس دارين الخاتم ثم تمر أصابعها بين عروق يده السمراء لتترك له الحرية بسؤالها

" أنت ماذا تريد ؟ "

بقلبه الذي يدق ملامسا ظهرها كانت أفكاره ترتحل ككل يوم هنا منذ خرج من المشفى منذ أسبوعين .. هى مَن أصرت أن يقضي فترة نقاهته هنا لدفء المكان ..
لكن ما يشعره حقا هو دفئها هى يتدثر به قلبه وجسده ..
أسبوعان بالمشفى ظلت جواره لحظة بلحظة بعدما استفاق من الغيبوبة ثم أسبوعان هنا وهى تراعيه وحدها ..
رفضت حضور أحد من الخدم ليفعل أي شئ .. تسهر لأدويته وتطهي طعامه وتطعمه بيديها رغم تعبها ونوبات الغثيان والقئ التي تغلبها ..
شعورا بالذنب يلمحه بعينيها .. انقباضا بقلبها يجعلها تبكي على صدره خوفا أحيانا .. وأحيانا أخرى تشع قوة وثقة وهى بالمنزل تثبت لكل جماد به أنها مالكة قلبه .. وليلى رحلت ..
هذه هى دارين .. لا تهرب .. تقتل الشئ قبل أن يقتلها .. وجاءت هنا معه لتقتل أخر ذكرياته لليلى ..
ليلى رحلت بالفعل .. يتمنى لها الرحمة بصدق .. ليس غاضبا منها .. فلا مكان للغضب بوجود دارين ..
بعنقها يتشمم عطرها الجديد الذي غيرته منذ بداية حملها وهو يرد صدقا

" ما تريدينه أنتِ "

عيناها تتألق ببريق جميل والحمل زادها جمالا وهى تشعر بيده الأخرى تداعب بطنها قائلة بابتسامتها

" الدبلة احضرها والدك رغما عنك ... لكن الخاتم أنا أحضرته .. وأنت لم تنزعه أبدا "

شبكت أصابعها بأصابعه لتلف رأسها المستريحة على كتفه قليلا تنظر لعمق عينيه لتضيف بثقتها الجامحة

" هذا الخاتم طوقي حولك "

وما أجمله طوقا بهاتين العينين النابضتين حياة .. عينان تمنحانه منذ عرفهما وعودا بالنجاة ..
هو الغريق كما وصفته يوما يجد طوق نجاته مع التي كانت هى الداء .. لكنها حقا داوته ..
يده ترتفع من بطنها على جسدها حتى يطوق عنقها تزمجر أنفاسه سارقا تلك الثقة من شفتيها القلبيتين .. ثقة تثيره بشكل مختلف فيرغب بالمزيد مهما أخذ ..
يده تشتد حول رقبتها وهو ينهل المزيد والمزيد من شفتيها الطائعتين .. ومزيدها دائما جنون .. مزيدها الذي عرفه سابقا وزلزل عالمه كله ليمحو امرأة ويجلب أخرى ..
بلحظة ما أبعدت دارين شفتيها بشقاوة لتحل محلهما حبة توت بفمه وهى تضحك بعبث ..
‏يتناولها متذمرا فتتنهد دارين بابتسامة لتمد يدها تلمس كفه حول عنقها قائلة بخفوت وهى تريح رأسها مجددا على كتفه

" أحب يديك "

ظل ينظر لجانب وجهها بابتسامة رجولية متأثرة ثم سحبها معه للخلف قليلا مستندا على ظهر السرير يداعب خصلات شعرها قائلا بأنفاس حارة تدفئ عنقها

" وأنا أحب كل ما فيكِ "

آآه .. يا لجمال الربيع .. رحل الشتاء العاصف والخريف الممطر ولفتهما نسمة صيف حارة بموسم ساحر العبير ..
بصباح نقي الأنفاس ومساء متسارع اللهفة بروحٍ لروح .. جسد لجسد يضمان الأشواق بعد فراق ..
‏يده تتسلل تحت فستانها الصوفي فيرتعد جسده بحرارة جلدها وهو يلمس كتفها براحة يده الدافئة .. يتوقف عند حمالة رفيعة فيبعد الفستان قليلا ويميل برأسه يقبلها بإثارة لكنها شردت منه ..
‏تراخى ذراعاها حول بطنها وهى تقول بذاك الشرود المنقبض

" كلما تذكرت ذلك اليوم وأنت تطلب مني أن أحضر الخاتم من السيارة ... وكلما فكرت أن هذا أخر ما فعلته قبل .... أشعر أن قلبي سيتوقف "

لن يعرف أبدا قيمة ما فعله بنظرها حتى لو أدرك أهميته .. أن يتذكرها بلحظة موت راغبا أن يحافظ على رمز زواجهما الذي رفضه مرارا ..
رغم أنها ردته مخذولا ليلتها لكنه لم يخذلها هذه المرة .. إن كان أطلق كل عشقها بما حدث له لترجع إليه بإرادتها .. فإنه أطلق كل مسامحتها بما فعله لترجع .. راضية ..
تلك الليلة التي أعلنت الأجهزة بأصواتها المفزعة استيقاظه بمعدل نبض قلبه وتغير ضغطه المفاجئ .. قال أنه سمع صرختها باسمه وربما هى ما انتشلته من غيبوبة أخرى وهو يغلق عينيه مستسلما للضياع ..
يا إلهي .. أصعب ليلة بحياتها كلها ..
فقدته قبلا وهو يتزوج أخرى .. فقدته وهو يختفي خلف القضبان .. فقدته لها لكن أنفاسه كانت بالدنيا .. أما فقدانه الأخير كان .. موتا حقيقيا ..
يشعر بحزنها الغائم فتنزل يده تحت فستانها من كتفها حتى قلبها يضغط عليه هامسا بأذنها

" هذا قلبي أنا .. أنتِ كلكِ ملكي "

تضحك دارين فجأة متذكرة قوله قبلا فتقلد صوته به

" قلتها لي مرة بمنتهى الغرور والسخرية ... أنتِ ملكي بدون أن افعل شيئا ! "

قالتها مثله بصلفه وخشونته وغروره الأناني فعقد رائد حاجبيه وهو يميل برأسه ينظر لوجهها متسائلا بشك

" هل قلتها هكذا ؟! "

ما زالت تضحك ولا تستطيع التوقف متلذذة برائحته التي أدمنتها فجأة رغم أنه توقف عن التدخين منذ خرج من المشفى بناءا على أوامرها الصحية لكن لا زالت رائحته .. جميلة .. وربما ابنه هو مَن يشتهيها .. فما ذنبها هى ! ..
تشعر بلمساته تحت فستانها تتجرأ فتتلوى بجسدها معترضة وهى ترد عليه بلا اهتمام

" قلتها اسوأ يا حبيبي "

ذراعه الآخر يثبتها لصدره وهو يقبل أذنها ثم يهمس

" أنا آسف إذن "

ارتفعا حاجبا دارين وهى تستسلم ليده العابثة ساخرة

" آه ... صرت تعتذر الآن ! "

أخرج رائد يده من الفستان فيأخذ حبة فراولة يلمس بها شفتيها قائلا بتكاسل

" اممم ... لكنني ما زلت شرقي مغرور كما قلتِ "

تقضم دارين نصف الفراولة ثم تقول بعتاب

" وأناني "

يتناول رائد نصف الفراولة الآخر مؤكدا لها

" وأناني "

أدار وجهها إليه ممسكا بفكها يقبل شفتيها بأنانيته .. كأنه يريد أن يجمع حبة الفراولة بقبلة .. وكم تعشق أنانيته ..
بداخله رغبة مجنونة مستعرة ويعلم أنها تائقة مثله لكنها تخاف عليه من أقل مجهود ..
منذ عدة أيام فقط رفعت حظر اللهفة .. وكانت ليلة ..
بصمت الدجى تسارعت الأنفاس بعد طول غياب .. بعنف اشتياقه .. وحذر خوفها عليه يصيبه بالجنون ..
كان يترفق لأجلها هى وطفله الساكن بها وقد سمحت لها طبيبتها بعلاقتها معه بعد أن اطمأنت لاستقرار الحمل .. وكانت تريده ألا يترفق إلا بنفسه ..
متفانية هى .. لا زالت ترقص على أنغامه هو كلما تغيرت ..
لكنها محتفظة بأنغامها بصرح روحها الفياض .. قوية وصلبة لمواجهة أي موجة عاتية ..
ابتعد قليلا ينظر لهيام عينيها بالعشق فتنزل يده لقلبها مجددا متسائلا بألم الضياع السابق

" كم سنة يدق هذا القلب باسمي وأنا لا اعلم ؟ "

لم يكن الحزن يطرق بابه وهى بين يديه .. بل كان يطل عليه مذكرا بما حدث له .. كان يمكن أن تكون معه منذ ستة سنوات وسيكون هذا عامهما السابع وربما طفلها الثالث أو الرابع ..
كيف يجتمع الشئ الأكثر جمالا مع الأكثر إيلاما ؟ .. يذكرك أن بين يديك أمنية العمر الفائت وبنفس الوقت يذكرك بخديعة مَن شاركته ذاك العمر ..
لكأن الحب استغفله ! .. رسم له صورة جامحة لأنثى خجولة وحاول إدخالها في إطار الصورة قسرا .. فدخلت ..
كم أنت مخادع أيها الحب ..
تتأمل دارين ملامحه بليل عينيها اللامع بألف نجمة حب لأجله فتمتد يدها تلمس فكه لتجيبه بعشقها الثابت

" اثنا عشر عاما ... وتسع وثلاثين يوما "

توقف عالمه كأنفاسه وهو يستوعب ما قالت .. أصابته فتنه أنثى لمست عذاب قلبه مهدية إليه قلبها ..
أنثى ثرية .. شديدة الثراء .. تضعه في مواجهة مع نفسه بكل كلمة تنطقها يفتش فيها عن ذاته ..
لم يتخيل أن تحفظ حبها له عن ظهر يوم .. ظن أنها ستخبره منذ وقت ما .. لكن وقته هو ما كان يرتحل إليها ..
‏وقته وقتها .. من قبل أن يمد يده ليخطف لؤلؤته من بحار عينيها .. ويغرق بأمواج جفنيها .. ويرسو بشواطئ خديها ..
تميل دارين بجذعها جانبا فيشتد ذراعه حولها متشبثا بها وهى تأخذ هاتفها من جانب السرير فتفتح ملفا به وتعطيه الهاتف قائلة بتوهج روحها

" تاريخ أول يوم رأيتك فيه .... تاريخ أول أحبك اعترفت بها لنفسي ... تاريخ مزاد رعـد .. تاريخ الحفل ... تاريخ ضياعك مني .. تاريخ دخولك السجن ... تاريخ أول لقاء بيننا ... وبعدها تواريخ حياتنا معا ... خطبتنا وزواجنا .... جميعها احفظها "

ذائبا بتلك الفتنة ينظر إلي ملامح وجه القمر بها مصدوما ثم ينظر للتواريخ بالهاتف ..
تاريخ أول يوم رأته به .. رأيت ' رائد زهران ' بساحة الخيل مع فرسه الأسود ' جرين ' .. لماذا يسميه جرين وهو أسود اللون ؟!!!..
تاريخ أول أحبك اعترفت بها لنفسها .. لا اعلم ماذا يصيبني حين أراه ؟! .. لا أرى أحدا سواه .. ولا اعلم إن كانت مجرد مشاعر مراهقة سخيفة ترغب بالفارس .. لكني أظن أني .. أحببته ..
تاريخ مزاد رعـد .. أخيرا كنت سامتلك فرسا أسود مثله .. لكنه أراده اليوم بالمزاد فلم استطع أن آخذ شيئا يريده .. ومَن يعلم ؟ .. ربما صار رعـد ملكي يوما ! ..
تاريخ الحفل .. الليلة رقصت مع ' رائد ' .. هل هذا جنون أم أني احلم ؟! .. هو جاء إليّ وحده .. سأنام الآن واحلم به ..
‏تاريخ .... ' رائد ' تزوج ..
‏تاريخ ... لا أصدق أني لم اقترب من هذا الملف لعامين .. لكنه دخل السجن .. لا أصدق أنه مقيدا بعد ما حدث له ..
‏تاريخ أول لقاء بينهما .. اشعر أني كبرت على الفتاة التي كتبت ما سبق .. لكن لم استطع إلا إكمال التواريخ .. اليوم قابلته وجها لوجه .. لن اتنازل عنه هذه المرة ..
تاريخ خطبتهما .. لقد تغير كثيرا .. لكنه لم يعرف بعد مع مَن يتعامل ؟..
‏تاريخ زواجهما .. اخترته وطنا لقلبي .. وسأكون وطنا لقلبه ..
‏هل هناك مزيد ومزيد ؟ .. كتابها المغلق فتح له صفحة أخرى اليوم ..
‏ترفع رأسها قليلا تقبل خده وهى تضم نفسها إليه قائلة بثقة مَن حققت ما أرادت

" سهلا إذن أن اعرف بالضبط كم سنة دق هذا القلب باسمك ... اختبرني فيهم إن أردت !.. اثنا عشر عاما وأنا أراهم حتى حفظتهم عن ظهر قلب ! "

يده نزلت بالهاتف جواره وتجمد وقته .. يعود إلي حياته السابقة متذكرا كل لحظة باحثا عنها ..
كل مكان كانت حوله قدرا جميلا .. فأين كان هو ؟ .. اثنا عشر عاما لم يعرف منهم سوى هذا العام ..
الموعد قدر نعم .. ويحمد الله أنها موعده الأخير لنهاية العمر ..
تتقلص يدها على رقبته ضاحكة بجمال وهى تنغزه بكتفها في كتفه هامسة بمكر

" قل شيئا ! "

ذراعاه تحيطها بقوة وهو يتطلع لوجهها بصمت متأملا ملامحها العاشقة ثم يقول بهدوء قاتم بالندم

" قلت كثيرا .. كثيرا ... اخبريني كيف أعوضكِ عن كل ما فعلته بكِ "

تمس دارين شفتيه بشفتيها هامسة ببساطة

" قل أحبكِ ... فقط ! "

يبتسم لعينيها متعجبا لبساطتها

" فقط ؟! "

اومأت دارين بحلاوة ففاضت ملامحه بمشاعر عنيفة الرغبة وهو يقول ما يهدر بقلبه

" أنا عدت إليكِ دارين ... عمري ما زال به بقية لأحياه معكِ .... كلمة أحبكِ لن تصف ما اشعر به .. لم أعد اعرف نفسي إلا في عينيكِ ... أحيانا اشعر أن أنفاسي تخرج من صدركِ أولا حتى تدخل صدري "

يهز رأسه غامرا أصابعه بشعرها يقول بحدة عاطفته

" أحبكِ فقط ؟! "

يقبل شفتيها بخشونة يجمع أنفاسه من صدرها حتى ابتعد يبوح باعترافات تملأ كبرياءها

" لا تكفي .... اشعر أني اموت مجددا عندما تغيبين عن عينيّ ... اشعر أني انزف مثل ذلك اليوم على الطريق ... ذلك الاحساس الذي يسحب الروح دون أن يقتل ... لكنه يعذب بشدة .. أظل معلقا بين الحياة والموت .. حتى تأتي إليّ بالحياة كما تفعلين منذ عرفتكِ "

أين ذهب كل الحزن ؟ .. أين لمستك السوداء يا حبيبي ؟ ..
‏خرجت من فضاء الحزن الأسود لكوكب النور .. طافية داخل أضواء فضية تدور عاكسة الأطياف حولهما كليلة الحلم ..
‏صارت ليلة الحلم باسمها .. عادت هى ساحرته .. ساحرة البرق ..
‏لم تشعر بدموعها التي تحررت أخيرا .. أتبكي ' دارين العامري ' ضعفا ؟! .. بل .. أيمطر الربيع ؟!..
‏يمسح رائد دموعها مقبلا خدها بحنان ويده تداعب خدها الآخر قائلا بقوة

‏" لا تضعفي ... لا أريد أن أرى دموع دارين العامري .. ظلي دائما أماني وخطري .. الاعصار الذي اعترض العاصفة "

‏تبتسم لذلك اليوم وهو يداعبها سائلا

" أليس أنا عاصفة لا خيار ؟! "

تمد يدها تأخذ حبة عنب تضعها بفمه وهى تؤكد له بعذوبة صوتها

" حبك عاصفةٌ لا خيار "

تضحك فجأة وهى تبتعد عنه تقول بتفكه

" ولا طماطم ! "

تضيق عيناه بخطورة مبعدا طبق الفاكهة ليجذبها من ذراعها لصدره قائلا بعبوس خشن

" أنتِ الآن مَن أصبحتِ تفسدين اللحظة وليس أنا ! "

يقلبها على الفراش سارقا أنفاسها بنظرات عينيه الحادة وهو يغمر وجهه بعنقها يريد الوصول إليها ويمنعه فستانها الصوفي الذي يغطيها تماما ! .. بطريق شفتيه يجد عقدها الملون فيزمجر شاتما وهو يخفض ياقة الفستان قليلا عن عنقها فتضحك دارين لمحاولاته الفاشلة والفستان يرتد لأعلى مجددا !! ..
تبعده من كتفيه تقول برجاء ناعم

" توقف ... توقف رائد .. أريد أن احضر الغداء "

توسعت عينا رائد وهو يثبتها تحت جسده هاتفا

" غداء ! .. طعام مجددا ؟!! ... ارحميني "

تضحك بسعادة تلف ذراعيها حول عنقه هامسة

" قلت لك لو ازداد وزنك سانبهك لا تقلق "

رفع رأسه ينظر للسقف بلا فائدة يرد عليها بسخرية

" آه .. تعالي قابليني حين نعود لو استطعت أن اركب رعد ! "

تضم رأسه على صدرها تداعب شعره ثم تقول بعد لحظات باهتمام

" لابد أن تأكل جيدا "

يأخذ نفسا عميقا متنعما بحنانها الفائض وهى تشعره بكل لحظة أنها أنثاه دون أن تنسى قوة روحها ..
يمرغ وجهه بصدرها ويده تتحسس بطنها التي كبرت قليلا جدا فيسأل بشوق

" متى ستكبر بطنكِ ؟! "

تضحك دارين طابعة قبلة صغيرة على شعره بينما يقول

" لو جاء صبي سنسميه مليجي "

لحظة .. لحظة .. واشتدت يدها على شعره ترفع رأسه إليها هاتفة

" نعم !!! "

يضحك رائد وهى تعبس قائلة بامتعاض

" نسميه عتريس أفضل !! "

ظل يضحك قليلا مستمتعا بأنوثتها الحانقة ثم قبل أنفها قبلة صغيرة ليقول بابتسامة

" لكنني أريد عتريسة ! "

ما زالت عابسة ثم رفعت حاجبا شريرا حتى قال مبتسما بصدق

" العالم ستنقصه الأنوثة إن لم تنجبِ بنتا مثلكِ "

يتذكر ذلك اليوم الذي عرف فيه بعدما استفاق من الغيبوبة .. أمل أشرق بصدره فأنار روحه بوهج جميل لينسيه كل ما فات ويفتح له العالم ذراعيه بالسعادة ..
وكانت هى تشع بسعادة أكبر وقلبها يمتلئ فرحا وهى تهمس بدفء

" هل قلت لك أحبك اليوم ؟ "

يميل عليها يثير أنوثتها بقبلات خفيفة لوجهها قائلا بين كل قبلة

" لا ... وبالأمس قلتِها مرة واحدة فقط .. ليلا ... ليلا جدا "

أطلق العنان لبعض شوقه يحرره لشفتيها بقوة وهى تذوب بين يديه مرتجفة باستجابة ممتعة تهمس اسمه باعتراض واهن مع كل رعشة ..
يده ترفع فستانها عن ساقيها فتبعده دارين بجدية هامسة

" لا .. رائد ابتعد ... ليس الآن "

ينظر لعينيها بتوق مجنون هامسا باشتعال وهو يقبل جانب فمها بأنفاس حارة

" أنا بخير دارين لا تقلقي "

هو بخير حقا .. الجرح يوخزه قليلا لكن لا يهم .. منذ أن عاد يشعر برغبة لكل الحياة .. رغبة تتحرر بقوة بدون قضبان ..
رغما عنها يدها تلمس موضع جرحه المغطى تحت كنزته بالضماد فتحاول إقناعه برفق

" اعرف .. لكنني أنا أيضا حامل واحتاج للراحة وأنت ترهقني جدا ! "

تنهد رائد بقنوط ثم انقلب على ظهره قائلا وهو يسيطر على رغبته بها

" يا رب .. تب عليّ من تحديد المواعيد هذا "

ابتسمت وهى تجلس ناظرة للساعة ثم تمد يدها جانبها تأخذ علبة دوائه لتخرج الشريط تأخذ منه قرصا وتعود إليه تضعه بفمه ثم تمد له كوب الماء فيرفع رأسه قليلا يبتلع القرص بالماء ويعود مستلقيا جوارها ..
تضع كوب الماء مكانه ثم تسأله

" آه تذكرت .. فيمَ كنت تتحدث مع عمي زهران قبل أن يغادر بالأمس ؟ "

يرد رائد بغموض وهو يضع ذراعه تحت رأسه

" أشياء ! "

تحفزت حواسها الأنثوية وهى تنظر له بتدقيق قائلة بشك

" كنت أراقبكما ... تحدثتما قرابة الساعة وبصوت منخفض جدا وكلما اقتربت تصمتان ! "

يلتفت رائد إليها يقول بإغاظة مبتسما باستفزاز

" كنت اطلب منه أن يبحث لي عن زوجتي الثانية ! "

ارتفعت زاوية شفتيها بتهكم تقول بلا مبالاة

" ولمَ تطلب منه يا حبيبي ؟! ... اطلب مني أنا وأحضر لك أجمل الفتيات ! "

يسحبها إليه من ذراعها عيناه تتحداها بسؤاله

" تفعلينها ؟! "

تنظر لوجهه الماكر تجابهه بلا رفة جفن تسأل بهدوء واثق

" ما رأيك ؟! "

ابتسم رائد وهو يتمنى لو رأى غيرتها حقا فتشتد يده على ذراعها قائلا بغرور

" رأيي أنكِ ستقتلين أي واحدة تقترب مني ... وبصراحة هذا ما أريده "

برقت عيناها فجأة ناظرة إليه بثقة لحظات قبل أن تقول بنبرة قاطعة

" لن تشاركني فيك أخرى ... مجددا "

أخفض عينيه لحظة شاعرا بصلابتها العائدة فيبتسم وهو يدرك منحى حوارهما فضمها لصدره ينسيها كل ما كان وهو يقتل الذكريات بهمسه الراغب

" مجنون أنا لأفكر في أخرى في حضرة أجمل النساء "

ظلت تحدق بالنافذة المفتوحة للسماء الصافية وهو يقبل عنقها بحرارة .. تبتسم قليلا وهى تدرك قوله أفكر ..
يعرف أن أفكاره فقط هى تواصله الوحيد مع الماضي .. هى ما كانت تحجبه عنها سابقا .. تلك الذكريات ..
يخاف ان تشك به بلحظة ضعف أن يشتاق للحنين القديم ..
يداه تسحب الفستان مجددا فتلهيه بسؤالها

" أنسيتني ! ... فيمَ كنت تتحدث مع عمي زهران ؟ "

فجأة سحبها ليسقط رأسها على الوسادة ليعتليها بحذر حتى لا يؤذيها قائلا بخشونة

" فكي حظر المواعيد الآن واخبركِ ! .. الطبيب قال شهرا واعود لكل شئ وأنتِ تريدين جعله اثنين يا مفترية ! "

تحاول دارين النهوض تقول باعتراض

" رائد ! .. انهض من فوقي ! "

امتدت يده يسحب العقد فيخلعه من رأسها وهو ينحني قائلا بالأمر الواقع المشتعل

" لا ... ولن اخبركِ الآن ! "

يقبل تلك الشفاه المعترضة وأنفاسه تلف جسدها بحرارة فتبسط يدها على جرحه خوفا عليه وهى تستسلم لعواطفه الجامحة وهو يتذوقها كلها من جديد ..

المجنون .. لا يعلم أن رغبتها إليه تزداد هذه الفترة ومتعتها بتلك الرغبة تزداد أكثر وقد أكدت لها طبيبتها الأمر لتغيرات جسدها بسبب الحمل ..

برغبة حقيقية لأنثى تمناها مرارا وتكرارا وكل مرة تكون هى بطريقه حتى لو اعترضه يوما نتوء خجول ..

تستجيب بقلق عليه رغم رغبتها وعيناها تتوه منه فأبعد يدها عن جرحه فوق رأسها ليرفع جذعه بعينين ثائرتين يخلع كنزته الرمادية من رأسه .. عضلات صدره ترتفع وتنخفض بضجيج جسده وهو يميل عليها مجددا يلف ذراعيها حول عنقه يبثها شوقا متحررا أخيرا .. بلا غضب.



....


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 04-12-18, 12:14 AM   #2248

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


" حسنا إذاً .. تفضلوا على مكاتبكم "

قالها كامل بنهاية الاجتماع الذي استمر لثلاثة ساعات لمناقشة أمور الانتاج في الشهر السابق فجمعوا أوراقهم ليعودوا لعملهم بينما ظلت قمر جالسة بكرسيها على يسار عمها مطرقة الرأس تخشى النظر لعينيه وهو أمامها لربما أصابتها إحدى نظراته القاتلة ..
نهض عماد من كرسيه بجوارها على طاولة الاجتماعات ينتظرها وحين وجدها باقية مكانها مال قليلا إليها متسائلا بنبرة خافتة

" قمر .. ألن تأتي ؟ "

رفعت رأسها إلي وجهه القريب تجيبه بنبرة عادية

" سأقول لعمي شيئا "

اومأ عماد متفهما ثم أخذ أوراقه ليخرج من غرفة الاجتماعات لكنها انتفضت بداخلها وحمزة يغلق ملفه بحدة مبالغة على الطاولة جعلتها تعاود إطراق رأسها والتشاغل بأوراق ما أمامها ..
لا تعرف أهذا غضب للغضب .. أم غضب للغيرة ؟ ..
ما تشعره أن كل ما حولهما يكون مشتعلا وهما بنفس المكان حتى أنها تسمع صوت أنفاسه المنفعلة أحيانا ..
وحين يراها مع عماد تتوقد نار عينيه بنفس نظراته القديمة التي تحفظها فتعرف أنه يود لو يجرها من شعرها تلك اللحظة ..
يغادر حمزة الغرفة بخطوات واسعة حادة فتراقب ظهره المنصرف بحنين لكنها اصطدمت بنظرات نورين التي كانت على كرسيها بجواره كالعادة تدون شيئا ما بأوراقها ..
نظرات عادية لا تعبر عن شئ .. نورين قريبة منه كما قال عماد وهذا ما اكتشفته طوال شهر ونصف لها هنا لكنه قرب الصداقة والتعود على مدار كل سنوات الدراسة والعمل معا .. تتضاحك معه وتمازحه بطريقة عفوية وبنفس الوقت تحافظ على مظهرها الجاذب المتزن ..
تنهض نورين بأناقة فتراقب قمر مظهرها بطاقم كلاسيكي بلون السكر أظهر جمال وجهها وشعرها القصير الواصل بالكاد لعنقها ثم تغادر الغرفة وظلت هى مع عمها الذي يجري بعض الاتصالات ..
بعد دقائق التفت إليها كامل يسألها برفق

" ماذا تريدين يا قمر ؟ "

رفعت وجهها إليه وقد أنهى اتصالاته فتقول بنبرة شابها بعض التردد

" كنت أريد أن اسألك عن الآلة التي ناقشنا شراءها في الاجتماع ... نحن سنحضرها لنوفر طاقة ونزيد الجودة فيزيد الربح .. صحيح ؟ "

رد كامل وهو يقترب من طاولة الاجتماعات المستطيلة

" صحيح "

اعتدلت قمر على كرسيها لتقول بنفس التردد

" لكن أنا بحثت عن الانتاج ووجدت أنهم بالخارج يستخدمون طريقة أخرى .. تلك الطريقة إذا طبقناها سنوفر نصف ما ندفع الآن ويكون الربح ضعف ما ندفع الآن وليس ضعف ما ندفعه وقتها .. أي أن المكسب سيكون أربع أضعاف تقريبا "

انتبه كامل إليها تماما ليجلس على كرسيه برأس الطاولة متسائلا باستغراب

" كيف هذا ؟! .. أنا اعرف طريقة الانتاج في معظم الدول واخترنا الأفضل كما أني اتابع التحديثات أولا بأول "

أخذت قمر ورقة من الملف أمامها كتبت بها مسودة لما فعلته وأمدتها إلي عمها قائلة

" حين علمني عماد كيف احسب التكلفة وهامش الربح أردت أن اجرب مع نفسي حتى اتقن الأمر .. لذلك بحثت عن تجارب مطبقة لاحسبها أنا بنفسي واتأكد من الناتج .. وجدت فعلا أن المكسب سيكون أربع أضعاف وقرأت عن الأمر أيضا "

نظر كامل إلي الورقة بتمعن يقرأ ما بها ثم قال لها باهتمام

" احضري الحاسوب لتريني ما قرأتِ "

نهضت قمر لتحضره من مكتب جانبي ثم عادت تجلس على كرسيها لتفتح الحاسوب وتفتح الموقع الذي تريده ثم أدارت الشاشة لعمها قائلة

" ها هو "

قرأ كامل المقال المترجم بتركيز ثم هز رأسه وأعاد عينيه إليها يقول

" اشرحي لي بالأرقام إذن "

أخرجت قمر ورقة بيضاء ثم أخذت تشرح له ما قرأته وما جربته بأمثلة عملية ..
بعد نصف ساعة تراجع كامل لظهر كرسيه يدقق النظر بها وهى تنتظر رأيه حتى قال مبتسما

" لماذا لم تقدمِ هذا الاقتراح في الاجتماع ؟ "

ردت قمر بتوجس

" خفت أن يكون به شيئا خاطئا "

آه .. ذلك الخوف الذي زرعه بهما سليمان ليمشيا جوار الحائط دون رغبة بالتقدم ..
إنها حقا ذكية كما قال عماد وتتعلم بسرعة .. هى رغبتها في تحقيق كيانها لأنها لا تحب أن تكون على الهامش ..
رفع كامل سماعة الهاتف الموضوع جواره ليطلب من سكرتيرته

" اطلبي لي رؤساء الأقسام مجددا لاجتماع آخر "

رفعت قمر حاجبيها وهى تسأله بدهشة

" ماذا ستفعل عمي ؟! "

نظر إليها كامل برضا ثم قال

" انتظري "

ربع ساعة تقريبا تجمع فيها الجميع مجددا حول الطاولة وأحدهم يسأله باستغراب

" ماذا حدث سيد كامل ؟! "

يسأل عماد قمر بعينيه عما حدث فتهز كتفها بتوتر لأنها واثقة أن اسمها سيُذكر أمامهم جميعا .. لا تعرف أين ذهبت ثقتها الآن ليعاودها هذا التوهان ؟!..
يزيد توترها وكامل يقول بجدية حقيقية

" هناك اقتراح قدمته قمر لابد من مناقشته .. لو اتفقنا على الأمر سيتضاعف ربح الشركة أربعة مرات "

انطلقت ضحكة حمزة الساخرة وهو مطرقا برأسه بلا مبالاة يردد بتهكم

" أربعة مرات !! "

لا تعلم ما أصابها .. كرصاصة اخترقت جدار قلبها وهو يقصدها بشئ مباشر لأول مرة منذ جاءت .. النظرات صارت لا تكفيه ..
تنظر إليه بوجوم فيقطع كامل أفكارها قائلا

" تفضلي قمر .. اعرضي الأمر عليهم "

أجفلها .. نظرت له بعينين متسعتين وهى التي ظنته سيشرح هو الأمر لهم .. عجز لسانها عن التحدث تحت الأنظار المسلطة عليها ..
ثم تسمع أحدهم يسأل بدهشة

" كيف يتضاعف الربح أربعة مرات مرة واحدة ؟! "

يحثها عمها بعينيه كأنه يطلب منها شيئا عاديا وليس أمرا تفعله للمرة الأولى وسط نخبة من رؤساء الأقسام والمدراء التنفيذيين !..
نظراته تعطيها أمانا جميلا وهو يزرع بها الثقة بنفسها ..
وجدت قلم عماد على يدها فالتفتت له مرتعبة حرفيا فتنحنح مبتسما وهو يميل للأمام على الطاولة هامسا لها

" ألم أقل خذي وضعك ؟! .. تكلمي ولا تهتمي لأحد "

يتابعهما حمزة بعينيه فيتحرك ساقه تحت الطاولة بعصبية محاولا التحكم بأعصابه التي أوشكت أن تنفجر ..
قلبها يخفق بتوتر تحاول أن تنسى كل الموجودين عدا عماد وعمها فتستمد منهما شجاعتها لتقول بتردد

" الفكرة أننا .... "

كلمة وكلمة وصارت جملة فقطعة مغلفة بنغمات صوتها ورغم خوفها لكنها كسرت رهبة المرة الأولى وهى تحوز على اهتمامهم بالأمر ..
حتى انهت شرحها بتوتر بسيط باقٍ فسأل كامل وهو ينظر لوجوههم

" ما رأيكم ؟ "

صمتوا ينظرون لبعضهم ثم رد نفس الرجل بعد لحظات

" الموضوع قابل للنقاش مؤكد "

سادت بعض الحوارات الخافتة على الطاولة عن الأمر بينما ابتسم كامل وهو ينظر لقمر ثم ينظر لعماد قائلا بخفوت

" الله ينور يا عماد "

رفع عماد حاجبيه ثم مال جانبا قليلا يسألها همسا بابتسامة مندهشة

" أين تعلمتِ هذا ؟! "

نظرت قمر إليه وشقت فمها ابتسامة واسعة لعينيه وهى تهز كتفها بسعادتها الأولى ..
للحظة تعلقت عيناه عفويا بتلك الابتسامة ثم عاد لعينيها هامسا

" تلميذتي صارت أفضل مني ! "

أطرقت قمر وهى تشعر بخجل البهجة الجميلة التي تشع بداخلها ثم همست وهى ترمقه بطرف عينها

" أخذت وضعي ! "

أفلتت منه ضحكة صغيرة ليخفيها بسعاله ثم يتنحنح هامسا

" جدااا ! "

هدأ الكلام قليلا فقالت نورين بخبرة وهى تكتف ذراعيها على الطاولة وتوزع النظرات بينهم

" لكن هذا سيؤثر على خطتنا التسويقية .. هذا يعني أننا سنوقف الانتاج فترة حتى نطبق الأمر عمليا وخلال هذه الفترة سنخسر من رأس مال الشركة في التجهيزات .. وبعدها لا نعرف متى سنبدأ إنتاج من جديد .. وحينها شركة أخرى ستأخذ مكاننا ونخسر اسمنا في السوق .. سيظن الجميع أننا افلسنا وتوقفنا مثلا "

تلك الثقة وهى تتحدث انعكست عند قمر بنفور وهى تشعر فجأة بقمر القديمة عادت يمتلئ قلبها حقدا على هذه المرأة الناجحة ..
لقد حاولت كثيرا تهذيب طباعها ونجحت إلي حد كبير لكن مَن يملك السيطرة على أعمق مشاعره تعقيدا ؟ ..
هكذا هى وإذا تغيرت في كل شئ ستنسى نفسها ..
وجدت عماد يمد يده ليأخذ الأوراق التي كانت تشرح منها من أمامها لينظر لها لحظات ثم يخرج ورقة ويبدأ بكتابة شئ ما ..
خطف أفكارها صوت حمزة ساخرا قاطعا كسيف شق حلقها عجزا ناظرا إليهم جميعهم سواها

" ومَن يعرف من الأساس إن كانت التجهيزات ستكون صحيحة وبموعدها في ظل الروتين والمعاملات الحكومية ؟! .. للأسف مَن قدم الاقتراح جاهل بأمور السوق .. الأمر ليس لعبة وتسلية وتجارب مبتدئين "

بأخر كلمة نظر إليها .. إلي أعماق عينيها المصدومتين .. نظرة ? حجر وقع فوق رأسها حطم منها كلها ...
صمت الجميع ينظرون إليهما معا بذهول وارتباك وقد أعلنها حمزة صريحة الآن .. أنهما تركا بعضهما على خلاف ..
تراودها رغبة اختفاء لأول مرة بحياتها .. لم تغضب .. لم تثور .. بل تشعر بالإهانة .. تشعر أنها صفعة أخرى على وجهها أمام الجميع ..
عيناها تدمع تقابل عينيه القاسيتين بالغضب والثورة ورغما عنها تعاتب قسوته .. تناشد فيه حبيبا رحل بسبب غبائها الماضي ..
لحظة ندم ضعيفة طرقت قلبه وهو يلمح رجفة شفتيها باختناق البكاء لتُدفَن بعدها بعيدا وهو يقرر أنها تستحق .. أنهى عماد ما يكتبه ليمد الورقة أمام كامل الذي ينظر لحمزة بغضب واضح يقطع الصمت قائلا بثقة وهو ينظر لنورين

" أولا هذا لن يؤثر على خطة التسويق بل سيحسنها في خلال ثلاثة شهور بعد البدء .. ما سنخسره من رأس مال الشركة سيُعوض في خلال خمسة شهور من بدء الإنتاج بما أن الربح أربع أضعاف .. وحينها لن نخسر اسمنا بل سنصبح في المركز الأول مباشرة .. أما ما سيظنونه فلا يهم .. سيعرفوا خطأهم بعدما نعود للانتاج "

ينتبهوا إليه بينما يأخذ كامل الورقة فيرى بعض الحسابات المبدئية لخطة العمل والربح وعماد يواصل رده وهو ينظر لحمزة واثقا

" ثانيا بالنسبة للمعاملات الحكومية سنتفق أن يكون الأمر بعقود محددة المدة ومَن يتأخر يدفع الشروط الجزائية .. ودائما سيكون عندنا بديل لينفذ .. القطاع العام يحتاجنا مثلما نحتاجه وسنجد ما نريد وأكثر "

نظرت قمر إليه ولم تقدر على منع نظرة الامتنان وهو يرد عليهما بدلا عنها .. قد يكون يناقشهم كما اعتادوا بما يخص الشركة ولا يقصد أن يقف معها لكن هذه المرة مناقشته جاءت بصالح كرامتها هى ..
نظرة اختلط شكرها باعجابها بسرعة بديهته وهو أخذ الأوراق من دقائق قليلة ليخرج بهذه النتيجة الدقيقة تقريبا ..
يبتسم حمزة بعجب يخفي مراجل النار داخله وهو يسأله ساخرا بفظاظة

" ما هذه البساطة ؟! .. تتكلم وكأنها شركتك ! "

توترت الأجواء مجددا وكامل يشتم حمزة بسره ونورين تمط شفتيها بقلق ولا تتدخل فيما لا يعنيها ..
أطرقت قمر وهى تشعر بالشرارات المنبعثة حول الجميع لكنها لمحت ابتسامة عماد المسترخية تماما وهو يتراجع أكثر على كرسيه براحة قائلا بهدوء حقيقي

" هى شركتي بالفعل .. أنا بها منذ ثمانية سنوات واعرف أشياء لا تعرفها أنت رغم أننا بدأنا معا ! "

ضمت قمر شفتيها قليلا شاعرة بانفعال حمزة المتزايد وغرور عماد المتكبر يجابهان بعضهما بلا اهتمام ..
فيما يقول رئيس قسم الشئون المالية بتوتر لينهي هذا الاجتماع الصاعق

" سيد كامل .. أرى أن يتم عمل ملف بالاقتراح وتوزيعه على الأقسام وكل قسم يدرسه بحسب ربحه وخسارته وإذا وجدنا الربح أعلى في كل الأحوال ننفذه "

رمقهم كامل بنظرة أخيرة غاضبة قبل أن يقف مشيرا بكفيه قائلا بحزم وهو يخرج من الغرفة

" جيد .. هيا الآن تفضلوا "

وبدقيقة واحدة انفض الجمع من حولها وظلت جالسة بمكانها تدرك عظم ما خسرته .. تبا للغباء !.



...

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 04-12-18, 12:18 AM   #2249

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


دخلت قمر المكتب بحرج شاعرة بكل حجر بالشركة ينظر إليها وليس فقط البشر .. لقد أهانها حمزة علنا أمامهم جميعا والامر سيصل حتما إلي صغار الموظفين ..
بعد أن بدأت تجد نفسها وتأخذ وضعها حقا تقف الإهانة تمد لها لسانها أنها لن تستطيع التقدم ..
جلست على كرسيها تتجنب النظر لعماد الجالس خلف مكتبه يعمل ببعض الأوراق فتتشاغل هى الأخرى بالعمل تحاول ألا تهتم بما حدث .. كل شئ يمر ويُنسى ..
سمعت صوت عماد هادئا كأنه معتادا على ما حدث

" إذا أردتِ أن تنجحِ في أي شئ فلا تعطي أذنيكِ لكلام أحد .. أي أحد "

التفتت إليه فتلمح نظرة بعينيه تعرف ما يدور بخاطرها الآن لتقول بتردد

" أنا اعرف أنهم يتكلمون عنا .. أنا وحمزة "

تأكد أنها كانت تبكي بالاحمرار الطفيف لوجهها فابتسم ساخرا

" لا تهتمي .. أنا مثلا اعرف كل ما يقال عني لكن الصيت ولا الغنى "

هنا الكلام يتناقل هكذا وهم يجلسون صباحا يتناولون كوبا من القهوة الساخنة كألسنتهم .. عماد هو مادة الشركة الخصبة للحديث .. وإن لم يكن هو سيكون غيره .. فدائما ما يجدون مَن يطلقون عليه الإشاعات ..
يقولون أنه مليونيرا ماتت حبيبته بسبب ماله فترك كل شئ ليبدأ من الصفر .. ويقولون أنه مجرد فقيرا قادما من حارة شعبية ارتفع بمستواه .. يقولون أنه متزوج عرفيا .. ويقولون أحيانا أنه مزواج وعلى ذمته أربعة !! .. ولا أحد يعرف أين الحقيقة ؟..
رغم أنه كان زميلا لحمزة بالكلية وحمزة مَن كان سببا ليعمل هنا لا تعرف لماذا يتضايق منه حمزة لكنها تشعر أن الأمر ليس بسببها .. ربما هى ثقة عماد المبالغ فيها والتي يجابهه بها بلا اهتمام ..
الغريب أنه يعمل هنا منذ ثمانية سنوات بمنتهى الإخلاص لعمله حتى صار أحد المدراء التنفيذيين بمنصب تخطى نورين وزميلا آخر لهم احضره حمزة أيضا .. فما فعله منذ قليل وهو يخرج نتائج سريعة لشئ سيستغرق شهورا لم يكن سهلا أبدا أن يخرج بهذه النتائج التقريبية ..
والأغرب أن رغم ما يقال عنه إلا أن عمها يحترمه ويثق به دونا عن الجميع !!.. سمعت مرة أن والدها أراد طرده وعمها مَن اعترض وأبقاه ..
عماد حكاية غامضة وحده .. مريحا ومريبا بنفس الوقت .. ظنت بالبداية أن عفويته معها محاولة لمعاكسة أو تجاوز ما لكنه يعاملها بمنتهى المهنية .. ومنتهى الرقي .. لم تصدر منه نظرة لها كأنثى تجرح أنوثتها .. ولم يشعرها يوما أنها مطلقة بائسة خلال الشهر ونصف الذي عملته هنا ..
دائما ما يبث فيها الثقة ويدفعها للأمام حتى أصبحت لا تراه الرجل الوسيم الذي أعجبت به يوما بل صارت تراه .. مُعلِما ..
اخفضت بصرها وهى تبعد شعرها الأسود خلف أذنها ثم ترد عليه بارتباك

" نعم .. اسمع عنك أيضا "

هز عماد رأسه قائلا بيأس

" ها أنتِ تعطين أذنيكِ إليهم ... حقا النساء متشابهات ! "

ابتسمت قليلا وهى تنظر إليه مجددا تسأل بتوتر

" هل كان اقتراحي جيدا حقا ؟ "

كلام حمزة يتردد بعقلها ينزع أي ثقة بها ليبدلها لإهانة وحرج فيعاكسه كلام عماد وهو يمنحها دفعة جديدة

" جيدا !! .. لو تم تنفيذه ستنتقل الشركة نقلة ثانية تماما وستكونين السبب "

اومأت برأسها تنظر له بامتنان ثم فتحت ملفا أمامها وأخذت تراجعه للمرة الأخيرة ..

صارت تفهم نفسها بعدما نزلت للحياة فرأت الكثير بهذه المدة القصيرة .. لم تعد مشاعرها تشتعل وتخمد بسرعة فتعجب بأي رجل لمجرد وسامته مثلما حدث لها مع عماد وأكمل وذلك المدعو فؤاد بعيد ميلاد دارين وغيره وغيره .. كانت تتعجب كيف تعجب بهم ثم تعود لحمزة ولا تريد غيره حتى أنها شكت بحبها لحمزة وظنته امتلاكا لا أكثر ..

الأمر صار واضحا تماما الآن .. بعد تعاملها المباشر مع عماد وافتتانها به بالبداية صار الأمر عاديا وانتبهت لذلك بنفسها أمام أي رجل .. صارت مشاعرها تشع فقط أمام حمزة وتنغلق أمام أي رجل آخر تلقائيا كأنها تدرك مالكها الوحيد ..

‏الأمر أنها لم تتعامل مع أي رجل طوال حياتها .. هى تربت هكذا وكذلك شمس .. التعامل ممنوع مع الجنس الآخر حتى في المدرسة الابتدائية وهى لا زالت طفلة كان ممنوعا تماما مجرد الحديث مع أي ولد بسنهم الصغير ! .. كان - العيب - يقف أمامها دائما بكل شئ ..

‏الأمر الذي حاولت التمرد عليه كبيرة فتصادق شبابا بالكلية لمجرد تجربة كيف يكون التعامل مع الجنس الآخر هذا .. لماذا يمنعونها عن الحديث معهم كأنهم سيأكلونها ؟! .. ولماذا يشعرونها بالنبذ وحدها في عالم من النساء والرجال ؟!..

‏مشاعرها صارت تأخذ الإعجاب حجة ثم تعود دائما لحمزة .. لكن الآن لم تعد تخاف .. صارت واضحة تفهم نفسها وتتعامل بطبيعية مع أي رجل بعيدا عن الكبت والتشديد الذي تربت عليه ..

‏لماذا لا يعتدل الأهل في تربية ابنائهم في كل شئ ؟ .. لماذا يتطرفون بهم منذ الصغر فينشئون أطفالا مكبوتين ونساءا ورجالا حمقى منزوعين الثقة لمجرد كلمة ( عيب ) بلا سبب حقيقي ؟ ..

‏فطرة الله سبحانه بالكون أن يوجد الرجال والنساء معا ..

‏ فلماذا عزلوها تماما حتى صارت تنتظر نظرة رجل إليها رغما عنها ؟..


‏العيب على عدم تعليم ثقافة التعامل فنشأ نصف الشباب متحرشين بالشوارع والنصف الآخر جامدين العقول إلا ما رحم ربي .. ونشأ نصف النساء ضعيفات منطويات والنصف الآخر قويات بالباطل ومتبجحات إلا ما رحم ربي ..

‏تنتبه لصوت عماد متسائلا

" ما هذا الملف ؟ "

التفتت قمر إليه مجيبة

" عمي اعطاني إياه منذ عدة أيام لاراجعه واعيده إليه "

هز عماد رأسه ثم سألها

" هل انتهيتِ أم تريدين شيئا ؟ "

مطت قمر شفتيها بقلق ثم قالت بصوت على وشك البكاء

" اريد توقيع حمزة "

ضحك عماد عاليا ثم قال بتسلية رغم جدية حديثه

" أنتِ تعملين بشركتكِ .. هذا يعني أن ما هى إلا سنوات قليلة وتصبحين سيدة أعمال .. لا تتصرفي كالأطفال "

احتقنت ملامحها وهى تدرك أنها حقا تتصرف كطفلة كما يعتبرها حمزة دوما .. كيف تريده أن يعاملها بطريقة مختلفة وهى لا تتعامل سوى بطفولية فتاة لم تفقه من الدنيا شيئا ؟!..
وهل أساسا تفقه من الدنيا شيئا ؟!..
شعت عيناها بالاصرار فجأة واضعة هدفها هنا نصب عينيها فجمعت أوراق الملف ثم أخذته لتنهض مغادرة المكتب.


على باب مكتبه وقفت تضيع منها الثقة وترتعش ركبتاها فتتراجع قدمها خطوة ثم تتقدمها مجددا حتى استجمعت شجاعتها لتطرق الباب ..
‏أنفاسها تختنق بصدرها المرتجف وهى تسمع صوته القوي

" ادخل "

ظلت واقفة ! .. تتشبث بالملف حتى كرر حمزة بصوت أعلى قليلا

" ادخل "

وضعت يدها على مقبض الباب ولا تعرف بعدها كيف دخلت إليه .. هناك دقيقة مُسحت من عقلها وهى تقف أمامه تنظر لذهوله الذي تحول لغضب صارم ..
تنظر للهب عينيه الأخضر وعيناها تدمعان بلا وعي .. عيناه ليست هى الغاضبة .. بل يلتهمها اللهب وهى تقرأ بهما الجرح والمرارة والعتاب القاسي والـ .. الكره ..
ما تدركه أن مهما غلبها طبعها الأناني المتمرد لكن ندمها حقيقي .. شظية الندم تستقر بمنتصف قلبها تذكرها بما خسرته .. كل ما شعرته قبلا كان حقيقي ..
ندمت نعم .. وتغيرت .. وضاع منها ما ضاع وما عاد لها سوى هدف جديد زرعه عمها فيها ..
تقترب من مكتبه ببطء تتجنب النظر لوجهه ثم تضع الملف أمامه قائلة بصوت مهتز

" عمي يريد توقيعك هنا "

تقبضت يد حمزة على رجله تحت المكتب وعيناه تشتعلان بمرآها بهذا القرب .. طفلته صارت طليقته .. أي حياة عاشها تلك ؟!..
يراقب أصابعها التي تشبكها بتوتر حتى لا تظهر ارتجافها أمامه ثم يشب عذابا آخر بسؤال أحمق .. ألا زالت دافئة ؟! .. ألا زالت ناعمة ؟! .. أم اعلن جسدها العصيان بعده ..
عيناه تتذكر تمر على طاقمها الكلاسيكي الكحلي .. تمثل إنها امرأة ناضجة !.. وهى أشهى الفتيات ..
أذهب الشعر الأحمر بلا رجعة لتعود خصلات الحرير الأسود كما أحبها .. هل يغير سيارته للون أسود كما غيرها لأحمر من قبل ؟!..
وبلحظة سوداء هروبها منه كان يتجسد بشيطان مخيف على ملامحه وهو يسأل بجمود

" مَن راجع هذا الملف ؟ "

تحرر نفس منها كان خائفا أن يطردها من أمامه فأجابته بخفوت

" أنا "

أنتِ .. أنتِ أشواكِ الورود .. حبك اللاذع ? شهوة التدثر بالصبار ..
أنتِ الشتاء .. كلما يحتضن يزيد معانقه صقيعا .. فكم برد جسده معها .. وبعدها ؟ ..
ينظر إلي ملامحها الناعمة فتزداد شراسة ملامحه وهو يتحكم بأعصابه آمرا

" اتركيه "

يبدو أنه اكتفى اليوم بإهانتها في الاجتماع فلم يعد يهينها سوى بالنبرة المزدرية المتعالية هذه كأنها تعمل عنده ..
تراجعت قدمها تريد الهروب من أمامه لكنها عادت تشجع نفسها فتقول بحذر

" عمي يريده اليوم "

تراجع حمزة على كرسيه ببرود ليقول ساخرا بقسوة

" قلت اتركيه .. هذا الملف يحتاج لمراجعة أكثر من مبتدئة تحاول لفت الأنظار "

حينها فقط رفعت عينيها إليه تشعر بالضآلة والذنب .. ماذا فعلوا به حين قُبض عليه ؟ .. ماذا شعر حين رأى مَن حاول الاعتداء عليها ؟..
أيعلم إنها نادمة ؟ .. أيعلم بكوابيس لاحقتها أيام طويلة بعدها ؟ ..
أيعلم إنها قصدت كل حرف حين قالت أنها تعشق تراب قدميه ؟..
يا إلهي .. كل شئ هاج بها فجأة بعد رحيله ..
لمَ لابد أن نجرب مذاق الفقدان كي نعلم قيمة ما بيدنا ؟.. لمَ نسعى دائما لشئ آخر وفي الحقيقة أننا لا نسعى سوى لذلك الفقدان ؟ ..
‏نعجل به كأننا ننتظره لنقف بعدها شامتين في أنفسنا بالندم والعتاب .. نعاتب ذاتنا الحمقاء الغبية .. ثم نتركها مجددا ليغلبنا حمق وغباء آخر ..
‏يأتيها صوته القاسي مقطرا في غباءها وحمقها وهو يذكرها بكلامها السابق إليه

" هل جئتِ لتري تأثيركِ عليّ ؟!.. بما أن قلبي تحت قدميكِ وأكون ضعيفا تائها أمامكِ "

كان مباشرا مقررا أن يذبحها بالكلمات بعد أن ذبحته بما مس رجولته .. لم يكن بنيته غفران وقرأتها بعينيه .. ما عاد لها بحياته مكان ..
افترقت شفتاها لترد لكنها عادت تغلقهما دون القدرة على النطق .. فقط صمت واجم يائس ضئيل يحيطها ..
وهل تستطيع أن تنطق ولو تلقت ألف كلمة بألف سوط مزقها ؟..
يبتسم حمزة بتهكم شرس متسائلا

" أم .. أصبحتِ تفكرين بعماد ؟! "

اتسعت عيناها قليلا شاعرة أن رئتيها تتقلصان داخلها فتختنق .. أين لسانها ؟!..
هل اخطأت لهذه الدرجة حين أتت إلي هنا ؟ .. لكن .. فلتتركه .. فلتترك لسانه يحاكمها كما يشاء ..
لكأنه لم يكتفي بضربه لها أخر مرة قبل أن يطلقها .. لا زال بجسدها إحدى علامات يديه تاركة أثرا لا يزول كأنه يتآمر معه ألا يتركها ..
ترى بعينيه غضبا رهيبا يكاد أن يخرج كل تلك النيران بصدره لكنه لا زال يتهكم بنبرة مخيفة

" احذري .. عماد ليس له في الزواج .. أخره ليلة لا أكثر وأنتِ أصبحتِ مطلقة "

شعرت بدمعة سالت من خلف عينيها الضبابيتين .. قدماها تتيبس في الأرض لا تستطيع تحريكهما مع إنها كلها تشعر بالفراغ ..
تشعر إنها هلام هائم في دوامات تضربها هنا وهناك بلا قدرة أن تتمسك بشئ آمن .. هى التي لم تجرب الأمان يوما سوى في صرامة أب إن اعتبرتها أمانا ..
دمعة تابعها بعينيه فشعر بدمائه تندفع بأوردته تلاحق شيئا ما .. هى .. تلاحقها هى ..
هى التي كانت تقف بمدخل قلبه كلما أراد أن يمسك بها تهرب منه بشرايينه تملأ ضحكاتها دماءه..
لم يعد يسمع سوى صدى تلك الضحكات ملازم لعقله يزداد كلما رآها أمامه .. لمَ جاءت هنا ؟ .. لمَ عليه أن يراها كل يوم ؟..
انتفض فجأة واقفا فأجفل جسدها من ضخامته وهو يقول بغضبه المتزايد

" أنتِ أكثر أنانية وجحودا مما توقعت .. بعد أن فعلتِ بي كل هذا أتيتِ إلي هنا لتدمرِ الباقي "

لم تكن تعلم أن مواجهتهما الأولى ستكون بهذه الصعوبة .. أين لسانها حقا ؟! .. أين لسانها وكلماتها الجارحة التي ما سلم منها قبلا ؟..
ما استطاعت سوى هزة بسيطة من رأسها .. هل جاءت إلي هنا ليصيبها خرس العشق ؟!.. لمَ لم يصبها بالصمم أيضا ؟! ..
التف حمزة حول مكتبه وجسده كله ينضح بشرارات مخيفة وهو يقول باحتقار

" أصبحت اشعر بالقرف كلما نظرتِ إليكِ .. واحدة بلا أخلاق ملتصقة برجل الشركة كلها تعرف سمعته .. ليس غريبا عليكِ .. كنتِ مع حسان الورداني أيضا وأنتِ زوجتي "

اتسعت عيناها أكثر وهى تفتح فمها بصدمة لتهمس باختناق

" لا .. حرام عليك "

هل هذا ما استطاعته ؟!.. الآن عرفت أين لسانها ..
الحب يضعف يا سيدي .. وأنا ادركت حبك متأخرة ..
‏أنا الآن ألحق بركب العاشقين الصامتين في حضرة جبروتك الذي اخرجته منك ..
‏أنا السبب في غضبك .. أنا السبب في التهام عشقي لعينيك بدلا من أن يحميهما ..
‏ألا استحق ما تفعله بي ؟ .. بلى .. بلى استحق أكثر ..

‏اقترب حمزة منها ينظر لدموع عينيها راغبا في قهرها أكثر مشددا على حروفه بغل

" أنا لن أردكِ مهما فعلتِ "

ارتجفت شفتاها عائدة لتلك الطفولة التي رباها على يديه .. قلبه ينشرخ بتصدعات قاسية يسمع أزيزها طنينا مزعجا بأذنيه ..
ما كان بينهما أعلن موته مرة بعد مرة .. هى قتلت كل جميل .. القاتلة ..
استدار عنها يخشى لحظة عذاب تطل من عينيه هادرا

" اخرجي لا اريد رؤية وجهكِ "

تراجعت .. كأن قدماها كانت تنتظر إذنه لتسمح لها بالتحرك .. تراجعت وهى تشعر بهدفها يتراجع .. يتكسر مرة أخرى تحت قدميها ..
هدفها الحقيقي هذه المرة .. لا يمكن أن تظل هنا وهى تعذبه برؤيتها بهذه الطريقة .. لا يمكن أن تظل هنا ..
هدر حمزة فجأة

" انتظري "

تصلبت في مكانها خوفا .. خوف غريب يخشى أن يعصاه .. نفس الشعور الذي انتابها وهو يضربها أخر مرة فاستسلمت لطيش يديه وليقطع من جسدها لحما إن أراد ..
للحظات تمنت حقا أن تموت بين يديه إن كان موتها سيريحه ..
استدار حمزة ينظر إليها باحتقار قائلا

" أريد خاتمي "

صوته مزج كل تناقضات ملامحه من ألم وحنين وقسوة وغضب

" خاتم الياقوت الذي لا تستحقينه "

كان حرا مثلها .. وكان مقيدا مثلها ..
كل ما بهما اختلط في منتصف مسافة اعترفت بالفراق ..
ثم اختفت المسافة .. تعلن الانتهاء.


....


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 04-12-18, 12:25 AM   #2250

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

فتح أكمل الباب لتدخل شمس بيتها بعد أن احضرها اليوم من بيت أبيها .. لم يدخل بل اتصل بها هى لتخرج ..
ثمة وقت لا يحتمل كلاما وذلك الوقت هو اليوم .. الليلة ..
دخلت بقدمها اليمنى دون أن تخطط لذلك فعلا .. ذلك أن الخطوة اليمنى تبعث في النفس راحة تصاحبنا منذ صغرنا ..
تبتسم شفتاها لكل ركن من أركان البيت الذي اشتاقت العودة إليه .. قلبها يتضرع بدعوة صادقة

( يا رب .. لا اخرج أبداً من هذا البيت مجددا )

هنا وجدت راحتها .. هنا قلبها عاد يخفق للحياة .. هنا تريد أن تبقى بحرية لأخر عمرها ..
البيت رغم برودته دافئ الأسرار كأنه يحمي ذكريات ساكنيه .. هنا أسرار على أريكة الحمى العاطفية .. وهنا أسرار على مائدة حلوى الشوق .. وهنا أسرار مرآة تحب أن تشهد التحامات عشقية ملتهبة ..
لكنه حزينا رغم دفئه .. الجدران تعاتبها بصمت على تركه وحيدا .. أما علمتِ بعذابي أنا أيتها الجدران ؟..
وتلك المرآة إن شاءت لن تستقبل لها صورة مرة أخرى .. فيها خدشت ظهره ذات مرة !..
كان يحب تلك الاثار المرئية التي تتركها على جسده بعد كل ليلة حب كما تحب اثاره عليها .. لأنها لم تكن تستطيع إلا أن تخلف وراءها دمغا ..
هى التي ما تركت أثرا لأي شئ بكل حياتها .. بل خرجت من حياة قديمة بأثر حرق على ذراعها ..
ذلك الأثر الذي كان يغطيه أكمل كل ليلة بلون وردي يتغلب على لونه البني الباهت ..
علمها أن ما من ليلة صاخبة إلا لابد أن تنتهي باثار مخلفة على جسدي الطرفين .. تحكي قصة ليلة .. ثم تختفي ببطء ويحل محلها اثرا جديدا لصخب أكثر إثارة ..
هذا يعني أن الروح واحدة بجسدين .. والجسدين ملكا بعضهما بشكل لا يقبل تفاوضا أو نقاشا .. ومن حق كل منهما أن ينقش على الآخر ما يشتهيه ..
ذلك أن كل أثر له ذكرى بالعقل يستدعيها وقت الفراق حين الحاجة لبكاء طويل ..
هو لا يعرف ثقافة باردة لليالي أكثر برودة تنتهي بتولية كل طرف ظهره للآخر .. تلك الثقافة المنهَكة لشعوب يقتلها التعب نهارا وتشكو الفتور ليلا ..
هو .. صخبه عالي القياسات باندفاع مؤشر الاندلاع لنهايته القصوى ..
هو .. نظرة عينيه حكاية ترفعها ملكة فوق النساء وأمام الجميع .. لا يعترف بغباء الرجال في عدم إظهار مشاعرهم علنا في محاولة حمقاء لتمثيل الخشونة الرجولية الزائفة ..
الرجولة .. أن تجعلها ملكة أمام العيون لتجعلك ملكا بقلبها .. أن ترفعها كأغلى ما تملك وتحنو على يدها بضمة كفك لا أن تتجنبها أمامهم لتكون الذكر المسيطر !..
هو .. كما تتمنى كل أنثى .. حضنه بدفء الدنيا وأمان الكون .
سؤال يدور ينقش على جسدها بأصابع العشق .. ألا زال يعشق اثارها ؟!..
التفتت شمس إليه فتتصادم بجسده الواقف خلفها تماما .. آآه .. تلك العينين ..
ما كانت عيناه يوما تعريها رغم كل الرغبة .. عيناه تغطيها بنظرات تحمل من المعاني ما يريد لكنها ما جرحت أنوثتها يوما ..
هنا شعوب رجالها تعودت أن المرأة جسد .. والجسد رغبة .. والنظرة افتراس ..
رجفة جميلة مرت بها وهى تبتسم لعينيه وقد استدار وجهها بشكل ملفت وظهر أكثر وهى تجمع شعرها بأناقة عشوائية ..
تمتد يدها تلمس لحيته أخيرا دون أن يمنعها هامسة " اشتقت إليك "
كانت أكثر براءة من كل مرة كأنها عذراء وقعت للتو في حضن حبيبها .. عيناها تنظران إليه بكل الحب مرتاحة أخيرا بنهاية .. بل ببداية حياتهما ..
تحرك ظاهر أصابعها على ذقنه وهى تسأله بنبرة أنثوية دافئة

" هل عفوت عني إذن ؟ "

‏ابتسم أكمل قليلا وهو يتظاهر بالتفكير ثم قال بشك

" ليس تماما ! "

لا يعلم إن قالها مزاحا أو حقيقة .. سامحها حقا على اتهامها له وتركه ذلك اليوم .. لكن تبقى بالقلب غصة الوصول المتأخر ..
هو لم يكن يحاسبها على حب أول مر بحياتها .. هو كان يضرم النار في أمنية أن يكون الأول إليها .. والنار يومها أحرقته فاخرجت اسوأ ما به ..
ها هو عائد إليها بعد مقاومة أيام طويلة تقلب فيها على أشوك الحرمان منها .. لا يريد أي امرأة تغطي رغبة رجل ..
يريد شمس .. يريد شمسا يختلج لها القلب بانتفاضات عنيفة الهوى وليس فقط الجسد ..
هذا القلب الكامن بصدره غضب عليه مع تركه لها أول مرة جاءته بها .. ويوما عن يوم يزيد الغضب والغيرة مما حولها سواه ..
هذه المرة كرامته نفسها شفعت لها عنده أنها ندمت فلا يعذب نفسه ويعذبها أكثر .. ما فعلتها مع ' زينة ' ماضيا ليدرك عمليا أن الحب درجات ..
وحبه لشمس وصل درجته القصوى ..
تلتصق شمس به ويدها تمر على ملامحه فتلمس جبهته وتصالح عينيه وتحدد شفتيه مع صوتها المنساب برقة

" لا بأس ... ستعفو عني تماما مع .. شروق الشمس "

يبتسم أكمل ساحرا ومنسحرا وهى تقول بجرأة جديدة عليها

" لن ادعك تنام الليلة "

كانت تشع جمالا مختلفا وكل كلمة تنطقها بطاقة راغبة مثيرة رغم هذا الاختلاف الذي يشعره !..
تهيج عيناه بشدة وذراعه يتسلل لمعطفها الأحمر يحيط خصرها وهى تواصل ببطء مثير

" أو ... ربما سننام صباحا ... ونستيقظ فنجد الليل قد حل مجددا .. فنظل مستيقظين حتى ننام صباح اليوم التالي و ... "

وانقطع كلامها بشفتيه وهى تئن باشتياق وينضم ذراعه الآخر ليطبعها على عضلات صدره ضاغطا على جسدها بقوة ..
جسده يشتعل بالحرمان الفائت وهو يشد شعرها المجموع بلحظة وبلحظة أخرى يضغط عليه يقرب رأسها إليه أكثر ..
تبادله شوقا لاهثا بعنف إرادته حتى أبعدت شفتيها فجأة بشهقة حارة وهى تخفي وجهها بعنقه تبكي ولا تعلم سببا لبكائها ! ..
فرحا كان أم حزنا تلف ذراعيها حول رقبته معترفة بعذاب

" اشتقت إليك كثيرا .. كثيرا "

وهناك قريبا .. كان الحب واقفا يتواطأ مع دموع تنزل بسببه .. تلك الدموع هى عذاب الحب وسعادته ..
الحب يحب أن يرى دموع العاشقين لأنها أغلى ما يملكون ..
أن تبكي امرأة لأجلك .. فاعلم أنك امتلكتها بإيثار وتضحية لباقي عمرها ..
‏وأن يبكي رجل لأجلكِ .. فاعلمي أنكِ امتلكتِ الدنيا وجمالها ..
ابتسم أكمل بحنان وهو يربت على ظهرها ويمسح عليه برفق يتركها لتفرغ ما تريده على صدره ثم قال مداعبا بأذنها

" لا اريد دموعا الليلة "

تهدأ شمس بعد لحظات وذراعاها يرتخيان حوله فيقول أكمل برفق

" سأعود بعد ساعة "

كان قولا كالماء البارد بعد كل هذه الحرارة التي تنبعث منهما !..
تبعد شمس وجهها تتمسك بساعديه تسأله بتلهف مندهش

" ماذا ؟! .. أين ستذهب ؟! "

أمسك ذقنها يداعب حسنتها البارزة بإبهامه ثم قال مبتسما

" انتظريني ساعة واحدة وبعدها لن يكون هناك انتظار مجددا "

انزعجت ملامحها وهى تبعد يده عن وجهها تنظر للجهة الأخرى هاتفة باعتراض حانق

" هل هذا وقته ؟! "

يضحك أكمل وهو يحك ذقنه بتسلية هاتفا داخله

( المفترض أن أقول أنا هذا لا أنتِ !! )


أدار وجهها إليه مجددا ليراضيها باسما

" ساعة إلا ربع ! "

تزم شمس شفتيها لحظات ثم تقول باستسلام

" لا تتأخر "

يهز رأسه ضاحكا وهو يميل يقبل شفتيها قبلة صغيرة ثم يغادر المنزل وظلت هى واقفة باحباط بمنتصف البهو ..
تفك حزام معطفها الأحمر متجهة لغرفة نومهما لتبدل ملابسها وهى تتمتم بتذمر

" ساعة إلا ربع وأنا مَن تفك الحزام ! .. سأرتدي شيئا آخر بحزام معقد وخمسين زر حتى تنقطع أنفاسه عندما يعود وهو يحاول خلعه عقابا له !! .. أين ذهب هذا وتركني ؟! "

تنفخ بحنق وهى تدخل الغرفة غير منتبهة أن الضوء مفتوح والـ....
وفستان زفافها نائم باستكانة حريره الأبيض على السرير ..
توقفت أنفاسها وهى تقترب من السرير تنظر للفستان والعلبة المخملية السوداء جواره ..
ذكريات دارت بها قبل أشهر وهى تجلس على سرير غرفتها بجوار علبة ضخمة حملت هذا البياض النقي فاعتبرتها قنبلة مفخخة بالحرير ..
كان بينها وبين الفساتين البيضاء جسورا مُهدمة .. اليوم تشعر أن كل تلك الجسور بُنيت من جديد ..
تتحرر أنفاسها كحرية روحها وهى تنظر للزخم الجمالي للحرير المغطى بالتل والشمس الماسية على تنورته .. رسالته الثانية إليها يوم زفافهما بعد رسالته الأولى على هاتفها التي حذرتها أن زفاف ' أكمل الفايد ' لن يمر مرور الكرام ..
رسالته الثانية كانت .. كل شئ خصيصا لأجلكِ ..
تمد يدها تأخذ العلبة تفتحها لتلمع عيناها ببريق العقد الماسي الذي أهداه لها يومها .. لكنها لم تجد سواره ! ..
بل وجدت رسالة أخرى على بطاقة صغيرة .. رسالته لنهاية العمر

( أحبكِ )



بعد ساعة إلا ربع

دخل أكمل المنزل نافذ الصبر .. مزاجه ناريا مشتعلا بمفرقعات صاخبة .. يترقب رؤيتها بفستان الزفاف كما أراد ..
يتوقف بمنتصف البهو منتبها للمنضدة الرخامية ذات المرآة وهو يرى الشموع المستديرة المشتعلة عليها .. وطرقات حذاء تخطف ذهنه وعينيه لمصدرها ..
تخرج شمس من غرفة النوم تدق بكعبيها بأنوثة عروس بإرادتها .. فستانها يلف قوامها متسربلا بلا اتساعات وذيله يتهادى خلفها بملوكيته يثير فيه الرغبة مجددا ليقع تحت قدميها .. بيديه ..
عيناه تتوهجان وأنفاسه تسمعها ترتفع بشغف مجنون وهى تتحرك نحوه بتمهل .. تلمع الشمس بماسها الإشعاعي الممتد على الذيل بجمالية الاشتهاء ..
هذا هو .. وطنه الأخير .. رغبة العطش والشغف منذ اول لقاء ..
هو ما اعتاد أن يترك حقه .. وحقه ليلة زفاف بفستان زفاف منعته عنه يومها .. والليلة سيأخذ حقه كاملا مكملا ..
تصل شمس أمامه فتبتسم بشفتيها الورديتين .. نفس زينتها ليلة الزفاف وضعتها .. لكن الليلة بلا دموع ..
بشعرها الطويل حرا على ظهرها وقد اعتنت به بالأمس لأجله .. بالكثير من الرغبة بعينيها الكحيلتين ووجه القهوة يلسع عشقا ..
بلمعان الماس المحيط بجيدها ? كف يغار منها على جسدها ..
يخرج نفس حار من بين شفتيه وهو يبعد غرتها الطويلة عن عينها قائلا بخفوت مشتد

" اغمضي عينيكِ "

اغمضتهما هذه المرة مبتسمة لا عن صداع ودوار .. ارتاحت على صدره أخيرا ..
يلف أكمل ذراعيه حولها يضع ذقنه على رأسها هامسا بما قاله ليلة الزفاف

" ابقي هكذا قليلا "

هكذا أجمل .. كان يريد انطباعا بدوار عشقي أمام الكاميرات .. الليلة بين يديه بإرادتها .. بلا إشعاع نار بعينيها يريد حرقه ..
كفه يتحسس شعرها حتى نهاية ظهرها وشفتاه تميل تلمس ماس العقد بجانب عنقها ..
لحظات طالت وهو يتبع مسار العقد على رقبتها بقبلات نسيمية وهى تتخلل شعره الأسود بتوق ..
‏ حتى ابعدت وجهها قليلا لتهمس بأنفاس مسروقة

" أريد شيئا "

افترقت شفتاه ليرد لكن كل شئ كان متوقفا عند جمالها .. عادت شفتاه تنغلقان وهزة بسيطة من رأسه يسألها بها ..
تغيم عيناها بالذكرى وهى تقول بحنين

" أريدك أن تطفئ نار الشموع بأصابعك مثل يوم زفافنا .... أريد أن أكرره كله .. لكن بنهاية مختلفة "

حادت عيناه نحو الشموع خلفها ثم عادت لعينيها بالنار الكامنة بهما .. نار تدفئ لا تحرق .. ومع ذلك لا زال راغبا بالاحتراق ..
عواصف راعدة بعينيه وصمته خطرا يدور حولها .. بلا كلمة تجاوزها متجها للمنضدة الرخامية فاستدارت تراقبه ..
يقف أكمل أمام المرآة يقابل نظراتها ورعد عينيها يصيب جسده بصواعق ضوئية مثيرة .. تريده .. مثله .. بجنون وضراوة ..
يتذكر اشتهاءها الأول .. شهية ? رغبة في أن تطفئ نار شمعة باصبعيك ..
تتسلل رائحة الشموع لأنفه فامتدت يده و ... اطفأ نارها باصبعيه .. طيف ابتسامة يظهر على شفتيه وهو يراقب نظراتها لحركات أصابعه ..
يطفئ شمعة والثالثة والرابعة .. ويضرم النار في جسدها ..
ابتسامته تتسع بذكرى ذلك اليوم وهو يعكس ما قاله يومها

" مؤكد ستجعليني احملكِ الليلة .. لن تتبعيني وحدكِ "

تورد وجهها بوضوح فتشعر بالحرارة تنبض برقبتها وهو يقترب منها حتى وقف أمامها .. ومال ليحملها بين ذراعيه ...
يا إلهي .. أكان كل ذلك الجمال ملكها منذ اليوم الأول ؟..
تشعر .. تشعر بسعادة غير طبيعية .. سعادة تعوضها عن كل شئ فات ..
تميل برأسها نحو عنقه فيداعبها قائلا

" وزنكِ ازداد ! "

توقع ثورة أنثوية صغيرة لكنها أحاطت رقبته بذراعيها تخفي وجهها أكثر وهى ترد عليها بحلاوة

" اعرف "

يميل برأسه قليلا يحاول الوصول لوجهها وهو يقول بخبث

" هكذا أحلى ! "

تكتم ضحكتها لأنه لا يعلم ما ينتظره من رفق بها سيتعبه هو وهى تهمس

" فعلا ؟! "

اصابعه تنغرس بجانب ركبتها وهو يرد عليها بتوعد

" سترين ! "

ينزلها أكمل مبتسما بعبث وسط غرفة نومهما ثم يخرج من جيب سترته السوداء علبة صغيرة ليفتحها أمام عينيها قائلا بحنان

" كل عام وأنتِ بخير "

نظرت شمس للسوار الرقيق وهو يلفه حول معصمها ثم عقدت حاجبيها بتذكر لتقول مندهشة

" لذلك قلت لي أن أعود معك بعد غد وليس يومها ... لقد نسيت أن اليوم عيد ميلادي "

رفع أكمل عينيه نحوها متسائلا

" حقا ؟! "

حدقت بجمال السوار بيدها والذي أخره ساعة إلا ربع عنها ليستلمه ! .. يشكل علامات لا نهاية صغيرة مزينة بمنتصف كل منها بفصوص ماسية قلبية فدمعت عيناها برسالة أخرى منه وهى تجيبه بفرحة قلبها البريئة

" والله نسيت .. الفترة السابقة لم أكن انظر للتواريخ أساسا .. كنت كل يوم أعد أيام العدة خوفا أن تنتهي .. ثم إن أبي عمره ما احتفل بعيد ميلادنا أنا وقمر فتعودت أن انساه .. مجرد يوم اكبر فيه سنة "

رغم مرارة الكلمات إلا أنها قالتها حقا سعيدة .. كانت الفرحة تقطر منها كطفلة ينتهي حرمانها فتنال كل شئ ..
أنفاسها تنطلق بحرية وهى تقول بفرحتها ناظرة إليه

" اليوم أصبحت ثمانية وعشرين عاما ... هذا أسعد عام بحياتي يا أكمل "

خطفته .. خفق قلبه بتألم رهيب ولم يستطع صبرا أكثر وهو يحيط وجهها بكفيه ليمتلك زهر شفتيها بتلك الضراوة التي تشعل أوردته ..
أنفاسه تثور بالرغبة وهو يفرق خصلات شعرها على كتفيها حتى تصل أصابعه لسحاب الفستان ففتحه هذه المرة بلا تردد .. وتراخى الفستان أكثر وهو يفتح الزر اللؤلؤي الصغير بمنتصف ظهرها ..
بلحظة ما انطبع كفاه على ظهرها وهو يرتشف لذة - الكونياك - من شفتيها .. آآه .. شفتاها والكونياك .. كم اشتاق ..
وباللحظة التالية استدارت شمس بغتة لاهثة بقوة حرارية رهيبة فقبلت شفتاه ظهرها قبل أن يبتعد هامسا بذهول

" ما .. ما هذا ؟! "

يداه تبعد الفستان عن ظهرها لينكشف كله لعينيه وتقف هى صامتة بارتجاف تنتظر رأيه .. بكل الفتنة والانبهار ينظر لنقش الحناء على ظهرها !..
شموس كثيرة شكلت وردة مثيرة على بياض بشرتها .. أصابعه الحارة تمتد تلمس خطوط الحناء والدماء تضرب هائجة برأسه وهى ترتعش له فيرتعش ردا فعليا من أعماق رجولته ..
أنفاسها مسموعة بأنين متلذذ مع حركة أصابعه فانحنى برأسه ليمر بشفتيه عليها بقبلات صغيرة ..
صغيرة جميلة كادت توقعها بانهيار ساقيها لولا أن جذبها لصدره بذراعه يتشمم عنقها هامسا

" مَن رسمتها لكِ ؟ "

يده كلها تغطي الوردة على ظهرها كأنه يرغب بترك بصمته عليها حتى قالت شمس بحذر بعد لحظات

" رسمها لي ... صاحب ... ! "

صمتت وحدها ! .. لم يكن هناك داع لتكمل الجملة أصلا وهو يديرها إليه بحدة صائحا بغضب

" صاحب !! ... "

كتمت شمس فمه مسرعة بكفها وهى تضحك قائلة

" قمر .. أقصد قمر رسمتها وليس صاحب قمر ! .. هل تفهمني ؟! "

منذ يوم زفافها حين رأت قمر وهى تمنت لو تنقش يوما رسما بالحناء مثلها .. قمر بارعة في رسمها .. بالأمس حين طلبتها منها لم تتردد ..
كانت سعيدة بعودتها لأكمل .. سعيدة بحق دون حقد ودون غل أو حتى نظرة قهر بعينيها .. هل تغيرت قمر لهذه الدرجة حقا ؟!..
‏يزفر أكمل شاتما وهو ينظر لها بغضب حقيقي على الحالة التي اخرجته منها بنوبة غيرة مفاجئة وها هى تضحك باستفزاز !..
‏توجست شمس من نظراته وأي تعقل ينسحب منه فجأة .. يخلع سترته فيتركها تسقط أرضا ويفك أزرار قميصه بعينين تبرقان وأنفاس ثائرة ..
‏ابتلعت ريقها وهى ترفع سبابتها برجاء لتقول بابتسامة بريئة

‏" لحظة لحظة .. أريد أن اخبرك شيئا "

‏قبض أكمل على يدها المرفوعة يقربها منه قائلا بنبرة مشتعلة

‏ ‏" لا أريد أن اسمع صوتكِ هذا طوال الليل إلا باسمي "

‏تكتم شمس ضحكتها وهى تتحرك معه متراجعة تقول

‏" لكنه شيئا هاما جدا جدا "

‏خلع قميصه باهتياج ليضمها مجددا يبعد الفستان عن كتفيها يقبلها بشغف وهو يرد عليها

‏" شششش .. وأنا تعباااان جدا جدا "

‏ارتفعت ضحكتها صاخبة وهى تتحسس عضلات جسده الحار لتستسلم له قليلا ثم تفهمه بهدوء

‏" لكن ... "

‏ضاعت شفتيها بين شفتيه فيضيع معها ويضيع فيها بحاجة ضارية تائقة .. محرومة منذ وقت طويل .. طويل قدر صخب يديه المجنونتين ..
‏رفع رأسه بعد دقائق ينظر لعينيها بقوة أنفاسه فتلمس ذلك التعب به .. تعبا حقيقيا يريد أن يرتاح أن قلبه استكان أخيرا ..
‏تبتسم له وهو يبوح لها بجدية متألمة لامسا ملامحها بأصابعه

‏" أريد أن تتذكر كل خلية من جسدكِ ملمس شفتىًّ عليها الليلة .... أحتاج إليكِ لدرجة الوجع "

‏اتسعت ابتسامتها دامعة العينين وهى تلمس خده بحنان قائلة بخفوت

‏" أنا حامل يا أكمل "

‏صمت تام نزل عليه .. كل ثائر به أصبح صامتا فجأة .. عدا نظرة ..

‏نظرة واحدة طويلة متوهجة انخفضت لبطنها وهو يستوعب ما قالته ثم عاد لعينيها و .. ابتسم بلا تصديق ..

‏... وابتسمت الدنيا كلها.



....

الصفحة التالية

https://www.rewity.com/forum/t400173-226.html

ولاء حنون likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 04-12-18 الساعة 12:48 AM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:05 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.