آخر 10 مشاركات
بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          3-المطاردة العنيفة - ساندرا فيلد -روايات نتالي (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          دوامة الذكريات - فانيسا غرانت - روايات ناتالي** (الكاتـب : القصايد - )           »          13- حب أم واجب - كاى ثورب - روايات ناتالي (حصرياً لروايتي ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          [تحميل] إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان/للكاتبة Miss Julian(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-12-18, 11:53 PM   #2321

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


تسجيل حضور ياقمر

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 10-12-18, 11:53 PM   #2322

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
الله على الهدايا الحلوة
بصراحه فصل يخطف الانفاس مش لاقيه كلام اقوله غير ابدعتى وابهرتينا
اخيرا اكمل ريح بالنا واطمنا عليه وعلى شمس بداية جديده وحياة جديدة بتتولد بينهم بس ليه حلق دقنه ههههههههههه
الله على جمال دارين وهى بتخترق قلب وعقل وحياة رائد فنانه فعلا
باقى قمر اللى فعلا نضجت واتغيرت خالص ياترى حمزه هيقدر يسامحها
فصل مبهر يانور تسلم ايدك وخيالك الخصب

مساء الخير حبى
شكرا يا قلبى
مبسوطة جدا انه عجبك وفرحانة بمتابعتك من البداية
من اجمل الحاجات انى اتعرفت عليكي والله


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير سعد ام احمد مشاهدة المشاركة
مش عارفة اقولك ايه بجد من اروع اافصول اللي قراتها
اكمل وشمس مشاهدهم خرافة صعب الاقي كلام يوصف جمالها كل اللي اقدر اقوله شكرا لانك مطولتيش عذابها
شكرا لاكمل لانه رده واسعدها
قمر وحمزة
خطاب قمر قال كل اللي انا كنت بتمني حد يقوله لحمزة فعلا حمزة نسخة من عمه قمر كانت محتاجة واحد زي كامل يعوضها زي ما اكمل عمل مع شمس لكن للاسف حمزة كان نسخة من عمه فشله هو وقمر يتحمله هو بالاكثر
دارين ورائد
روعة حبهم وقصتهم حاجة من الخيال


حبيبتى يعطيكى العافية
ممنونة كتييييير لكلامك
انتى الروعة حبيبتى دمت بكل خير



التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 11-12-18 الساعة 12:31 AM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 10-12-18, 11:54 PM   #2323

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حضوووور للفصل 😍

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-18, 12:04 AM   #2324

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

مساؤكم بكل الخير

( 2 )



الفصل الثامن والثلاثون

بعد ثلاثة أشهر

دخل أكمل المنزل ليجده مظلما إلا من غرفة المدفأة المضاءة بضوء ناري خافت فاستنتج وجودها هناك .. بخطوات متمهلة سار إليها ليدخل الغرفة فيجدها جالسة أمام المدفأة كما تحب ..
رغم انتهاء الشتاء واعتدال الربيع إلا إنها لا زالت تشعل المدفأة وتجلس أمامها كما كانت طوال ليالي الشتاء وهى تجلس بحضنه .. تحب رائحة الاحتراق الدافئة ..
كل ليلة كان يذكر نفسه بأمنيته منذ صباح زفافهما .. أن يضمها يوما شتويا باردا أمام نيران المدفأة الحجرية مشتعلا بنيران عينيها البنيتين ..
يبتسم وهو يقترب منها وسط الهدوء .. عيناه تمر على ثوبها الأحمر المغلق إلا من ذراعها وكتفها الأيمن العاريين بجمالية أنوثتها المتفتحة .. يتوقف عند بطنها المنتفخة وقد دخلت شهرها السادس وازداد وزنها ثم توقف منذ فترة فلم يعد يزيد سوى بطنها التي تكبر سريعا ..
يصل إليها مناديا بخفوت مبتسم

" شمس "

مسحت شمس خديها مسرعة وهى تنتبه لصوته ثم أدارت رأسها مبتسمة ابتسامة صغيرة متسائلة السؤال الغبي المعتاد

" جئت ؟ "

يرد أكمل بالجواب المعتاد وهو يهبط جوارها على ركبة واحدة

" لا لم آتي بعد ! "

اتسعت ابتسامتها بإجهاد وهو يحيط وجهها بكفيه ثم يعبس فجأة سائلا

" كنتِ تبكين ؟! "

هزت شمس رأسها نافية

" لا أبدا "

حدق في وجهها الجميل لحظات لامسا عينيها بإبهاميه ثم قال بنبرته القوية

" لماذا كنتِ تبكين ؟ .. مَن أبكاكِ ولن اجعل ليلته تمر الليلة ؟ "

ابتسمت شمس وهى تلمس كفه على وجهها بحنان ثم أجابته

" صدقني لا شئ .. بدل ثيابك وتعال "

ظل أكمل ينظر إليها بشك متأملا ملامحها التي ما كانت هكذا يوما بهذا الشكل .. جميلة .. جمالا طبيعيا زائدا نابعا من داخلها .. وهى تزيده كل يوم بزينة وجهها التي تعتني بها كأنها تعوضه بجمالها عن عدم اقترابه منها هذه الفترة ..
رغم تعب الحمل وعدم نومها جيدا وصعوبة تنفسها هذه الأشهر إلا أنها تتحمل بصبر وشكر للنعمة التي تسكنها منذ عرفت أنهما توأم .. بل ما زالت تذهب عملها رغم رفضه للأمر لكنها أصبحت ببساطة .. تحب الحياة ..
كفه يمر على شعرها الحر بنعومته ثم سألها باهتمام

" هل تناولتِ عشاءكِ كما اخبرتكِ ؟ "

اومأت شمس بابتسامة شفتيها الحمراوتين كثوبها الطويل وهى تسأله بنعومة

" نعم وأنت ؟ "

امتعضت ملامحه وهو يقف يخلع سترته السوداء قائلا

" وهل فعلت شيئا سوى أني تناولت العشاء ؟! .. كنت جالسا مع رجلين أجاركِ الله من ثرثرتهما .. تركت عز الدين يتفق معهما على كل شئ .. أظنهما لا زالا معه في المطعم وأنا تحججت بأي شئ لاعود "

ضحكت شمس بخفوت ثم قالت بنبرة متعبة قليلا

" هيا إذن اذهب بدل ثيابك وتعال وادع الله أن يجيرك من ثرثرتي أنا "

ابتسم أكمل وهو يهبط جوارها مجددا يقبل شفتيها الحمراء قبلة صغيرة ثم يقول بصدق

" لا أحب لقلبي من أن استمع إليكِ وأنتِ في حضني يا خمرية "

تتسع ابتسامتها وهى يعدها بعينيه وعودا طويلة المدى ثم يقف ليغادر الغرفة وهو يرفع صوته بانزعاج مصطنع

" أحمر الشفاه هذا ثابت أكثر من اللازم وسيستفزني الليلة لامزق شفتيكِ تقبيلا حتى يزول .. أنتِ مَن وضعتِه فلا تلومي إلا نفسكِ ! "

ضحكت وعيناها تدمعان مجددا فرفعت يدها تمسح أي دموع باقية.


بعد نصف ساعة وجدته يدخل الغرفة مرتديا طاقمه البيتي الأسود فيقترب منها حتى جلس جوارها على الوسائد الكبيرة واضعا سلة وردية صغيرة أمامها وهو يقول

" احضرتِ لكِ المشمش بما أننا انتهينا من مرحلة الليمون المُخلل ! "

عيناها التهمته قبل فمها حيث دوائر المشمش الشهية وقد فتحها لها وأخرج منها النوى فأخذت واحدة لتأكلها بتلذذ وقد صار وحامها الذي لا ينتهي عليه رغم أنها بشهرها السادس بعد أن كانت تشتهي الليمون المُخلل بشراهة ..
يراقبها أكمل باستمتاع وهى تأكله كطفلة فتأكل النصف تاركة النصف الآخر ملونا بحمرة شفتيها قبل أن تلتهمه ..
هو الذي لم يرفع عينيه لامرأة حامل قبل أن يكتشف الجمال المشع لها ببطنها المنتفخة هذه !..
نصفا آخر تأكله قبل أن يأخذ النصف الثاني من يدها يضعه كله بفمه يتناوله وهو يسألها

" ألن تخبريني لماذا كنتِ تبكين ؟ "

ضمت شمس بطنها الكبيرة بذراعيها وهى تنظر لوجهه فتقول بنبرة جميلة مثلها

" احمد الله على وجودك في حياتي "

يبتسم أكمل وهو يقترب منها يضم جسدها لصدره حتى صارت مغمورة كلها بجسده الصلب وهو يشدد ذراعيه حول طفليه ببطنها هامسا جوار أذنها

" ما زلت لم اعرف لماذا كنتِ تبكين ؟ "

غامت عينا شمس بنيران المدفأة وهى تحكي له

" إحدى صديقاتي ... ليست صديقة قريبة لكنني تعرفت عليها منذ بدأت تحضير الماچستير .. هى أصغر مني عمرها خمس وعشرين عاما وبدأت معي .. منذ خمسة أشهر وجدناها توزع علينا شيكولاتة خطبتها وبعد شهر واحد تزوجت .. لم احضر زفافها لكنني باركت لها على الفيس بوك لاصطدم بزوجها .. وجدته رجلا بسن أبيها ولديه ولدا عمره حوالي عشرة أعوام "

يتابع أكمل وجهها بجمال النيران الفريد ويده تمسد بطنها وهى تواصل بنبرة غريبة

" كانت سعيدة جدا وفخورة .. تركت الماچستير وكل ما بذلته فيه من جهد وسافرت معه إلي دبي وكل يوم كانت تضع صورها على الفيس بوك في مكان مختلف وتصف سعادتها "

صمتت بانزعاج فيحثها أكمل ويده ترتفع تداعب رقبتها برفق

" ثم ؟! "

زفرت نفسا ضائقا ثم تقول

" اليوم وجدت منشورا لها أنها .. تطلقت .. أربعة أشهر فقط عادت منهم مطلقة والجميع يعلقون لها على المنشور عوض الله عليكِ ورزقكِ الأفضل وإحداهن كتبت لها الحمد لله تخلصنا من هذه العائلة المسمومة "

لا تنكر صدمتها اليوم بطلاق تلك الفتاة لكن صدمتها الكبرى كانت بنفسها .. كأنها تجلس وترى نفسها من جديد لتقيّم ما فعلته قبلا ..
صوتها انفعل قليلا كأنها تتهم نفسها وتدينها بغضب

" كيف ضحت بكل شئ في سبيل المال والسفر والمظاهر الكاذبة ؟ .. خسرت نفسها وأصبحت مطلقة في مجتمع لا يرحم وهى خمس وعشرين عاما فقط .. أي مجنونة هذه ؟ "

رغم اختلاف الأسباب من رغبة بالمال لانتقام للكرامة المهدورة على يد حبيب غادر إلا أن كل شئ عاد لذاكرتها ..
زواج أسود وطفل ضائع لا يمكن إلا أن يتركا بذاكرتها جزءا متألما ..
لكنها عادت تذكر نفسها بنعمة الله عليها فشكرته بدموع الندم والامتنان لكرمه الواسع سبحانه.
يدير أكمل وجهها إليه قليلا قائلا بمنطق مختلف

" انظري يا شمس .. الجميع له أولوياته وأحلامه في الحياة .. ربما كانت تعاني ظروفا أخرى في أسرتها جعلتها تتشبث بالفرصة حتى لو كانت تدرك خطئها "

هزت شمس رأسها رفضا وهى ترد عليه بضيق

" لا يا أكمل .. هذه الفتاة عادت هى وأسرتها من إحدى دول الخليج من عدة سنوات وكانت تحضّر الماچستير وتدفع له آلاف وتنشر صورها في أماكن كثيرة غالية .. هى تملك المال والجمال حتى أنها تقدم لها شباب كثيرون يطلبون يدها وهى لم توافق .. أي حمق هذا الذي جعلها توافق على زيجة كهذه ؟! "

صمت هو .. وصمتت هى تنظر لنار المدفأة فترى روحها القديمة هناك تحترق حتى قالت بوعي متألم

" الزواج إن لم يكن قائما على قلوب تريده بصدق وبحب فسينتهي هذه النهاية وأبشع "

يده تشد خصلة من شعرها وقلبه يهدر بخفقات عنيفة وهو يقول بنبرة ذات مغزى قاسٍ

" أحيانا نصبح حمقى بدرجة لا نتخيلها نحن عن أنفسنا ! "

اعتدلت شمس قليلا واضعة يدها أسفل بطنها لتنظر إليه .. تنظر للوهج الأزرق المخيف بعينيه وجمود ملامحه كلما تذكر ..
هذه الحقيقة التي ستظل بينهما مهما امتد العمر .. حقيقة هى السبب بها لغبائها وحمقها الماضي ..
لكنها لن تعرف ابداً كيف يشعر حين يتخيل الأمر ؟ ..
حين يرسم ذهنه لها صورة مع غيره عاشت معه ورأى جسدها عاريا واعتلاه وامتلكه وزرع به طفله .. الصورة مفزعة قاسية على رجولة أي رجل ..
فما بالها بقسوتها على قلب عاشق ؟..
صورة تحوله بلحظة لهمجي الغضب وحشي الملامح مذبوح القلب .. عاجز .. عاجز عن إعادة الزمن ليكون الأول ..
وهى .. حتى بعد معرفتها بنساء مروا بحياته لن تشعر بقسوة ما يشعر .. المرأة يكفيها أن تكون الميناء الأخير لسفينة الرجل ..
لكن الرجل لا يكفيه إلا أن يأخذ كل شئ أولا .. يأخذ النظرة الأولى وأحبك الأولى والقبلة الأولى والنفس المرتعش الأول ورجفة الجسد الأولى والرغبة الأولى .. ولا يكفيه أن يكون الأخير ..
‏تخفض شمس عينيها عن عينيه القاسيتين فتقول بندم

‏" هذا ما أبكاني ... أي حمق كنت فيه أنا أيضا ؟ "

‏زفر أكمل بحدة قائلا بحزم غاضب

" شمس .. اغلقي هذه السيرة "

لأنه اكتفى من السماع .. عرف ما يكفي لإحراقه طوال عمره القادم وهو عالق .. عالق فيها وقلبه متوحد بها ولا يستطيع نسيان ولا تجاهل ..
ربما التناسي هو سبيله الوحيد للمضي دون النظر للوراء .. حقائق الماضي ثابتة ولن يغيرها شئ بالعالم لكنه أدرك طريقه مثلها للتعايش مع الأمر ..
شمس هى حياته القادمة وأم أولاده ونور أذاب جليد قلب اعتاده لمدة طويلة .. ربما ماضيها المعذِب له هو تكفيره عن ذنوب غرق بها بعد طول شقاء ..
ترفع شمس عينيها لوجهه حاد القسمات فتقول بخفوت متوجس

" أردت أن اسألك سؤالا منذ عودتنا لكن .. خائفة "

عيناه أول ما تثور وأول ما تهدأ .. حين تنطق بكلمة خوف ينقلب كيانه كله هادرا بالأمان والحماية ..
يأخذ نفسا طويلا ويداه تمران على كتفيها يشعرها بهذا الأمان يحثها ألا تخاف من شئ وهى معه ..
لانت ملامحه قليلا وهو يمنحها أمانه في كلمة

" اسألي كما تشائين "

ترددت لحظات وعيناها تلمعان نارا حارقة حتى سألته بحذر مشتعل بالغيرة

" هل كانت ... حامل منك ؟ "

تقريبا توقع السؤال .. فهو السؤال الوحيد الذي لم تسأله طوال الأشهر الماضية كأنها تخافه حقا .. لم ترد أن تعرف أي شئ عن وجدان سوى أنها انتهت من حياتهم دون أي آثار حسب قوله ..
عيناه بعينيها يختزن هذه النظرة فتملأه انتشاءا مبهجا .. شمس وإن كانت تضعف وتستسلم كثيرا إلا أن غيرتها مجنونة نارية .. وهل ينسى الكؤوس التي حطمتها يوم عرفت بزواجه الأول ؟!..
رغم أن إجابة سؤالها مريرة الألم لكن مشاعره تتجنب الشعور بالأمر من جانب الأب الذي فقد ولدا .. كلما تذكر الأمر ذكّر نفسه بمَن كانت ستكون أم ذلك الولد فتهدأ مشاعره مباشرة في جانب أسود منه يشعر بالراحة لتخلصه من ذلك الطفل ..
جانب موجود به لن يتخلص منه وسط العالم المتناقض الذي يعيش فيه .. بالخارج بكل جبروته وسيطرته .. وهنا بكل عشقه وحنانه ..
وجهه قريب من وجهها المضاء بالنار وهو يقول بنبرة عادية شبه باردة دون أي شعور

" كانت حامل وأجهضته دون أن تخبرني "

مواجهتها الأولى .. هل ستهرب ؟! .. هل ستخاف منه مجددا .. أم إنها تعلمت حقا كيف هو وجهه الآخر ؟..
لكنها كانت شبه مصدومة وهى تكرر

" أجهضته ! "

أي قاتلة تلك المرأة لتقتل نعمة سكنت احشائها ؟!..
كانت تبحث في وجهه عن جرح وألم فلم تجد .. كان نعم بوجهه الآخر وجانبه الأسود .. وكانت هى بنفس الشعور الذي انتابها يوما بالمشفى جوار والدها ..
راحة غريبة تثلج صدرها وهى تدرك أنها أم أولاده الوحيدة .. ذلك الشعور الذي جعلها تعطيه عذره حين اخبرها يوما أن موت طفلها رحمة بهما معا ليكون والد أولادها الوحيد ..
العشق أناني جائر أحيانا لا يهتم سوى بنفسه وبما يرغب .. العشق يقبض على ما يريد دون اكتراث بما يسببه من ألم ..
وهما .. كم يتشابهان حتى في الألم .. حبيب غادر وزواج مريض وطفل راحل .. كلاهما ذاق نفس الأمر باختلاف التفاصيل ..
التفاصيل فقط هى التي تجاوزها هو ودفنت هى نفسها بها حتى قابلته ..
يدها تلمس خصلات شعره الرطبة وهى تسأله بتلك النبرة المشبعة غيرة أنثوية تحاول اخفاءها

" لماذا كذبت عليك يومها إذن ؟! "

أمسك أكمل يدها ليقبل باطنها قبلة بطيئة قائلا بنظرة خطيرة من عينيه

" لتفتح بيننا جرحا جديدا مثل كذبتها أني مَن خططت لانتقم من قمر ... واغلقي هذه السيرة أيضا "

ما كانت لتهرب مجددا .. كان طريقا طويلا خطوة بخطوة حتى اكتملت ثقتهما معا ..
وكانت تؤكدها له وهى تحيط عنقه بذراعيها لتعيد دفء عينيه وهى تريح رأسها على كتفه متسائلة بنبرة عتاب

" هل كنت ستطلقني لو لم تطلب هى منك ذلك ؟ "

تلاعب أكمل بخصلاتها الطويلة حتى نهاية ظهرها وهو يرد

" لا طبعا "

ابتسمت لحظة .. وباللحظة التالية كانت ابتسامتها تتلاشى وهى تسمع

" لكن كنت سأترك لكِ البيت حتى اهدأ "

أليس هو القائل حين ترحل دون بيع سيقتلها ؟ .. وهو قتلها بالفراق .. وكان سيقتلها حتى لو كانت معه ..
رفعت رأسها تنظر لملامحه المشتدة نادمة أنها فتحت ذلك الموضوع مجددا وهو يقول بنبرة غاضبة قليلا

" أنتِ لن تدركِ ما شعرت به وأنتِ تخرجين من باب البيت قائلة بكل اتهام لا تأتي معي .. لقد خاب ظني بكِ يومها لأبعد حد "

ذراعاها تحركا لتحيط رقبته بيديها تتمسك به من كل ما قد يأخذه منها حتى نفسه قائلة بنبرة مذنبة

" حين عرفت أنني حامل ظللت افكر لأيام كيف اخبرك وقد قررت أن .. اتركك لتفرح مع .. غيري .. أنا لم اجلب لك سوى الألم "

رأسها انخفض ليختفى وجهها في عنقه تشعر بدفئه ويشعر بدفئها .. خصلات شعرها شعرة بشعرة على رقبته كأنه يدرك عددها ..
إنها خطوة مصارحة فيواجها معا أكثر ما يخيفهما معا .. دموعها القريبة هذه الفترة تهمس لقلبه ? قطرات ندى بصباح جميل .. صباح بإشراقة الشمس ..
أحاط مؤخرة عنقها بيده ثم اختفت هذه اليد تحت كثافة شعرها البني الثري وهو يحيط أنوثتها بهمس صوته الرجولي الجاذب

" قلت لكِ من قبل أنتِ النور الذي اضاء روحي يا شمس "

ردت بنبرة خائفة وهى ما زالت مختبئة بعنقه

" كنت اخاف أن تردني إليك شفقة أو لأجل طفل سيربطنا لم تحسب له حسابا "

يحاول أكمل الوصول لوجهها بوجهه سائلا بأنفاسه الحارة على جانب رقبتها

" وارتحتِ أني رددتكِ قبل أن اعرف "

هزت شمس رأسها مع قولها

" جدا "

أخذ نفسا طويلا ورغبته تحتدم بلا أي رحمة منها وهو يقول بخشونة أنفاسه المتسارعة

" شمس .. أظافركِ كلها تنغرس في رقبتي وأنتِ تمنعيني عنكِ .. الرحمة قليلا حبيبتي "

رفعت وجهها ويداها ابتعدت عن رقبته وهى تعض شفتها السفلى لترى آثار أظافرها على الجانبين فيضغط أكمل على شفتيها بين سبابته وإبهامه يفكها من بين أسنانها قائلا بمشاكسة مشتاقة

"شفقة ! .. يا حمقاء كنت اتقلب كل ليلة على أشواك وأنتِ بعيدة عني "

تبتسم وهو يبعد غرتها خلف أذنها ليميل بوجهه يتذوق حسنتها البارزة قبل أن يمنحها قبلة صغيرة ثم يضحك فجأة قائلا

" جعلتِني اخسر حاسوب وهاتف كنت اشتريتهما للتو ! "

ترفع حاجبيها مبعدة شعرها للخلف تتسائل بدهشة

" ماذا ؟! .. كيف ؟! "

يعيد خصلات شعرها على كتفها المغطى وأصابعه تداعب كتفها العاري الآخر وهو يرد عليها ببساطة

" لا عادي ! .. حاسوب رميته حين ذكركِ جاد مرة أمامي وهاتف تحطم على جدار آخر حين أردت الاتصال بكِ أحد الأيام ومنعت نفسي "

مطت شمس شفتيها ثم تلوح بسبابتها بوجهه لتقول بحزم لذيذ

" اسمع .. هذه العادة لابد أن تغيرها أو تتحكم فيها .. سيكون عندنا طفلين وسيأخذا منك كل شئ .. لا اريد وقت غضبهما أن ارى كؤوسا تتحطم على الجدران ! "

يميل أكمل يعض ذلك الاصبع ضاحكا فتبعده متأوهة وقد عضه فعلا ثم يهمس قرب فمها بعاطفة حارة

" ساحاول ! "

لم تعلم بعدها ماذا كان يحاول حقا لكنها تأكدت أن أحمر الشفاه في طريقه إلي الزوال ! ..
حرارة النار تزيد حرارته وهو يلف ذراعيه حولها ناسيا أو متناسيا خوفها راغبا في تمزيق تلك الشفاه الحمراء الشهية بطعم المشمش ولون الفراولة ..
يعدلها كلها بحضنه وهو يبتعد لحظات هامسا بعاطفة تزيد وتزيد

" ثم مَن قال أنهما طفلين فقط ؟! .. سيكونون خمسة بالمستقبل "

تتأوه شمس بألم خفيف ببطنها فتمسدها وهى تشعر بثقل تنفسها ثم تقول بتعب وملامحها على وشك البكاء

" آه .. لأنك مرتاحا وأنا مَن تنجب فلماذا لا يكونون عشرة حتى وأنا اتألم وحدي ؟! "

ابتعد أكمل قليلا سامحا لها بحرية الحركة فتعتدل بإجهاد وهو ينفخ برغبة مشتعلة قائلا بنزق

" وحدكِ !! ... أنا أعاني أكثر منكِ ! "

ضحكت متأوهة وهى تعض شفتها وتغمض عينيها ألما شاعرة بثقلها وبعض التقلصات الخفيفة التي اعتادتها حين يقربها ..
مسح أكمل جبينها بحنان ليريح ظهرها على صدره قليلا ممسدا على بطنها الكبيرة حتى هدأت تماما فينظر لبشرة كتفها الناعمة سائلا

" ألم اطلب نقشا جديدا على كتفكِ هنا .. أين هو ؟! "

تبتسم شمس وهو يقبل كتفها قبلات دافئة لتسأل باستمتاع لدفق شفتيه الحنونة

" على كتفي آه ! .. ولمَ على كتفي تحديدا ؟! "

يده تلمس كتفها وذراعها ثم تعيد وتعيد شوقا لنعومتها وهو يرد بتسلط رغبته

" مزاجي هكذا ... طالما أنكِ لا تريدين أن تنفذِ طلبي الأول "

تضحك وهى تهز رأسها يأسا ووجهه كله ينغمر برقبتها فتخرج أنفاسا مرتعشة عاشقة ثم ترد بنبرة جميلة كقبلاته

" طلبك الأول لا يمكن أن اطلبه من قمر لكن تحت أمر مزاج سعادتك .. حين اذهب لأمي ساجعل قمر ترسمه لي على كتفي "

تتذكر جنونه كل ليلة بزهرة الشموس على ظهرها فيتتبعها بشفتيه وأصابعه دون ملل حتى زالت الحناء فطلب هو نقشا جديدا هذه المرة ! .. نقشا بمكان مجنون مثله ثم غيره ليصبح أكثر احتراما على كتفها !!..
رغم أنه لم يقربها إلا لبعض لمسات أو قبلات محمومة في حضنه الدافئ مطمئنا خوفها عليهما منذ علمت أنهما توأم متقبلا منعه بصبر رغم سماح الطبيبة بعلاقتهما ..
يده تبعد ثوبها الأحمر عن كتفها الآخر ليغرقه بسيل شفتيه الحارتين وهو يقول بتحشرج حين شعر بابتعادها

" شمس .. سأكون حذرا "

رغما عنها تضم بطنها بذراعيها كأنهما سيضيعا منها بأي لحظة هامسة بصوت مؤثر

" اخاف عليهما "

ابتعد قليلا ينظر لوجهها المتلوع خوفا فيشفق عليها حين يتعلق الأمر بطفليها تنسى الدنيا وما فيها .. تكاد لا تصدق انهما توأم ببطنها وملكها وستكون أما لهما وهو أباهما ..
ربما لن تصدق إلا حين تسمع صرخة الحياة من فمهما الصغيرين ..
يا إلهي .. بعض الصبر للأشهر التالية ..
يقبل جبينها متحاملا على كل الشوق ليقول بمداعبة رقيقة

" وأنا اخاف عليهما وعليكِ لكن الدكتورة صفاء سمحت لي .. لقد شعرت بي وأنتِ لا !! "

ابتسمت شمس لتفهمه خوفها ثم تذكرت فجأة لتعبس هاتفة

" ذكرتني .. كيف تسألها عن هذا في أخر زيارة ؟! .. لقد رأيت وجهها يحمر .. أخجلتها ! "

يحمر ! .. وجهها لم يحمر .. ولم يخجلها بل ردت بعملية عادية جدا !..
رد أكمل بلا مبالاة وهو يمشط شعرها الذي نثره بأصابعه مدققا النظر بوجهها

" أليست طبيبة ؟! .. المفترض أن تتعامل مع كل الاسئلة بمهنية ! "

قالت بغيرة مختلفة وهى تبعد يده عن شعرها وتدير وجهها بحدة

" آه .. وأنت سألتها بلا أي اهتمام .. سؤال رجل صريح ومباشر ! ... وتعباااان !! "

لم يكن السؤال يحمل كل هذا ! .. كان سؤالا عاديا جدا !.. ومحترما جدا !..
لكنه ابتسم بنشوى خاصة بغيرتها وهو يدير وجهها ينظر لعينيها معترفا بحرارة نظراته وقحة المعاني

" تعباااان .. ومشتااااق "

ما زال بعض اللون الأحمر على شفتيها فيزيله بعنف مشاعره وهدير أنفاسه وهى تتعثر بإبعاده بين رغبتها التائقة وخوفها على طفليها ..
ماذا تفعل بجنونها هذا ؟! .. أهكذا تبعده بجملة لتغار عليه فتثيره في الجملة التالية ؟! ..
تتذكر نظرتها ليدي الطبيبة التي وجدتها خالية من أي دبلة فاشتعل رأسها بخيالاته .. يومها قررت أنها ستغيرها ما إن تلد ! .. ربما ستذهب لطبيبة أكبر سنا ! ..
لكنها عادت تمنح قلبها طمأنينة أن أكمل لها وحدها ولا أنثى ستملأ عينه غيرها .. لا يعقل أن تشعر بهذه الغيرة المشتعلة كلما تكلم مع أنثى !..
ثقة أخرى اكتسبتها في بعدهما وهى تشعر بغرامه بها .. كأنها لم تكن أنثى من قبل لتدرك كيف يريدها رجل بهذه الضراوة ؟ ..
لمساته تزداد جرأة وثوبها يرتفع لأعلى فتشعر بدفء النيران على ساقيها لتهتف باعتراض واه وهى تتصور أنها تدفعه بكتفيه لكنها تتشبث به أكثر

" يا أكمل كفى "

لكنه لا يكتفي بل يزداد حميمية وهو يهمس بين شفتيها بأنفاس منقطعة في رغبة مستعرة

" اشتقت لخدوش أظافركِ على ظهري ورقبتي "

تغمض عينيها وقلبها يتفجر بنبضاته كقلبه وهو يشد شعرها يقربها إليه أكثر وهى تهمس بتمنع متدلل

" يا أكمل ابتعد "

يا أكمل كفي ! .. يا أكمل ابتعد !! .. أكمل سينفجر وهى لا تشعر !!!..
رغم كل الاشتياق كان يضع لنفسه حدا حتى إذا تجاوزه قليلا ابتعد بأنفاسه المتحشرجة خوفا عليها وهو يصبر نفسه ربما أسابيع قليلة بعد وينتهي خوفها ..
يمسح وجهه بكفه زافرا وهى تبتسم بدلال ?طفلة وتأكل دوائر المشمش التي نسيتها تاركة ساقيها أمام عينيه عذابا وهو يقول بغيظ

" الأمر أشبه بأن تضعين خروفا أمام رجل سيموت من الجوع ثم تجبرينه على تناول شرائح الخيار ! "

اتسعت عينا شمس لحظات ثم قالت بذهول

" أنا خروف يا أكمل !! "

ينزل ثوبها على ساقيها بكبت وهو ينهض بغيظه ثم ينحني ليحملها هى وطفليه معا منتبها برفق يجيبها بنفاذ صبر

" أنتِ الاثنان يا حبيبتي ! .. والآن اعطني بعض شرائح الخيار لأني جاااائع ! "

رغما عن تعبها تضحك عاليا وهو يحملها لغرفة نومهما ليأخذ من شفتيها ما يستطيعه حاليا من .. الخيار !!.


....


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 11-12-18, 12:09 AM   #2325

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


أسوان

بمطعم ( الدوكة ) بجزيرة إلفنتين يجلسان على طاولة بالتراس حيث هواءا نهاريا منعشا يحيطهما الديكور النوبي بلمسة حديثة ومن بعيد قليلا يظهر نهر النيل والصخور الضخمة المميزة المترامية على شواطئ الجزيرة المليئة بالآثار الفرعونية بجمالها الفريد ..
يتناولان أصنافا من المشويات بجانب المأكولات النوبية وقدحين من ( الكركديه ) الأسواني الذي يبرعون بإعداده ..
ما زالت تضحك على ملاحظة قالها عن فتاة كندية غازلته في زيارتهما لمتحف أسوان صباحا قبل مجيئهما للمطعم لتناول الغداء ..
بينما هو مأخوذا بنغمات ضحكتها يراقبها ولا يعرف كيف حرم نفسه من كل هذا قبلا .. هل كان أعمى حتى لا يرى كل هذه الحياة ؟!..
يشرب قليلا من الكوب باستمتاع وهو ينظر لشفتيها وألق عينيها اللامع .. حتى انتبه لشاب أشقر ينظر إليها على الطاولة المجاورة ولا يعرف كيف تحول مزاجه بلحظة !..
ينظر إلي نظراته الوقحة بشراسة قائلا بغضب من بين أسنانه

" دارين .. كفى "

تحاول كتم ضحكتها فتنفلت منها مجددا ليعيد نظره إليها غاضبا قائلا بخشونة

" أول مرة أراكِ تضحكين هكذا "

تهدأ ضحكاتها قليلا فتظل الابتسامة عالقة بشفتيها الوردية وهى ترد عليه بجمال

" لأنك أول مرة تمزح بقلب هكذا ! "

شعرها يتطاير حرا فتتطاير نبضات قلبه عشقا وهو يرغب بمزيدها الفياض .. يرغب الآن .. الآن ..
عيناه تحيد نحو الشاب الأشقر يود لو يقتلع عينيه الزرقاء ثم يعود إلي وجهها الأحمر بجاذبية أنوثتها متسائلا بحنق

" ألا تغارين ؟! .. لقد اعطتني عنوانها بكندا ! "

تتناول دارين قطعة من اللحم المشوي ثم تسأل مبتسمة بمراوغة

" هل تريدني أن أغار عليك ؟! "

يمسك رائد يدها على الطاولة بقوة وتحتد عيناه بسواد حالك قائلا بنبرة شرسة العاطفة

" أريدكِ أن تعشقيني أكثر "

ذلك الخوف !! .. عيناها تنخفض ثم ترتفع بثقة لتخلص يدها من يده وهى تقول بنظرتها الغامضة لعينيه

" طماع ! "

أنفاسه تعلو قليلا ودماؤه تغلي وهو ينظر للشاب الذي يرمقها بين كل ملعقة وأخرى يتناولها غافلا عن بطنها الكبيرة المختفية تحت الطاولة ليرد بنبرة متفجرة كمزاجه الأسود

" الطمع فيكِ حلال ... حلالي أنا "

ابتسمت لسواد عينيه .. ابتسمت لكل ما فيه من أنانية وطمع و.. إجرام ..
المهم أنه صار بخير أمامها .. يتنفس دون أن يتألم ..
التفتت بوجهها جانبا حيث مسار عينيه الحاد فالتقت بالعينين الزرقاوتين الصافيتين إلا من جرأة واضحة وهو يميل بوجهه في تحية مبتسمة وكأس العصير يرتفع في يده قليلا بدعوة جذابة من سائح لا يعرف تقاليد البلد !..
انتفض رائد فجأة وكفه يهبط على الطاولة بعنف أوقع بعض الطعام من الأطباق وهو يهدر بغضبه الأسود

" يا حيوان يا ابن الـ... "

يتجه إليه ودارين تهتف بذهول

" ماذا ستفعل إنه لا يعرف تقاليدنا هنا "

صوته ارتفع وهو يرد عليها بتوحش كنظراته

" أنا ساعرفها له "

وقفت دارين تنظر إليه واضعة يدها على بطنها وهو يوقف الشاب بيد واحدة قائلا ببطء مشددا على حروفه بفظاظة

( إنها زوجتي التحديق ممنوع ! ) "she's .. my wife .. Staring is not allowed "

واندفعت قبضته الثانية في وجهه ليتجمع العاملين بالمطعم يبعدونه عن الشاب المترنح المندهش وقد سال خيطا من الدماء من أنفه ! ..
ابعدهم عنه بحدة هائجا متضخم الجسد ليذهب إليها يرمي بعض النقود على الطاولة ثم يمسك كفها بعنف مغادرا بها.


تسير دارين جواره على الأرض الرملية وفستانها يهفهف مع نسيم الربيع بتدرجات ألوانه من الأبيض ثم الأصفر والبرتقالي والأحمر لتختلط الألوان عند الذيل الوردي الداكن .. أكمامه تتسع بجمالية نفس الألوان وشريط باللون الوردي مربوط تحت الصدر لينزل الفستان متسعا فلا يظهر بطنها مع خفة حركته ..
تكاد أن تضحك مجددا لو كانت هناك شرطة السياحة لكانوا قبضوا عليه بتهمة التعدي على أحد السياح !..
لكنها لم تقاوم ابتسامة صغيرة وهى تقول باستمتاع مؤنب

" غيرتك سوداء متطرفة كمزاجك المتفجر وحرارتك العالية ! "

وهى طافية ! .. تشعر أن من حقها أن تطفو بالسعادة بعد أن وضعت قدميها على أرض صلبة ثابتة أخيرا ..
التفت رائد إليها بنظرة مظلمة ليرفع ذراعه فجأة يحيط كتفيها ويضمها لجسده وهما يسيران وسط هدوء الجزيرة الساحرة ثم قال بعد لحظات

" لم أغار هكذا من قبل ... لم اشعر بنفسي "

كان يغار على ليلى كأي رجل يغار على زوجته لكن لم يصل يوما لهذا الشعور القاتل بفورة الدماء .. ربما لأن ليلى طلتها خجولة منطوية لا تلفت نظرا .. لا تملك سحر دارين .. ولم تملك تأثير دارين عليه ..
تلف ذراعها حول خصره من الخلف ويدها الأخرى تمسك ياقة قميصه الأزرق الداكن تنغزه برقبته وهى تقول بابتسامة يائسة

" يا مجنون .. أنا حامل في السابع ! "

يخفض رائد رأسه قليلا ينظر لوجهها ثم لبطنها المختفية بالفستان الواسع فتملأه غيظا أنها ليست ظاهرة للعيون .. في السابع ! .. هل هذه حجة أصلا حتى لا يغار ؟!..
تنهد وهو يبحث عن نفسه بعينيها فيجدها دوما هناك ليقول بنبرة راغبة

" أنتِ أجمل حامل رأيتها في حياتي "

انزلت يدها عن رقبته مبتسمة يسيران معا وسط صفا من النباتات الخضراء وصفا من الصخور بهدوء تقطعه خطوات السياح وكلماتهم متعددة اللغات أو أهل الجزيرة بلهجتهم النوبية المحببة ..
ترفع عينيها لأحد المنازل الملونة ترى نقوشا بسيطة لأشجار ونخيل على جدرانه لكنها بقمة الجمال .. مرتاحة بحضنه الذي يضمها إليه بحنانه حينا وبعنفه حينا ..
شعرها يطير حرا فترتفع يده من كتفها يثبت تطايره فلا تعرف ماذا يحدث له حين تسأله بهذه الرقة

" رائد .. ألن تخبرني أين كنت في اليومين اللذين غبتهما ببداية الشهر ؟ "

يميل قليلا يقبل جبينها مجيبا

" ستعرفين كل شئ في وقته "

كثرت أسراره هذه الأيام .. مكالماته الغامضة مع والده ثم غياب يومين كاملين قال أنهما بعمل طارئ !!..
ينظر رائد جانبا إلي وجهها المشرق فيقول بنبرة غريبة

" دارين .. سنعود بعد يومين "

سيعود للمدينة وصخبها .. سيعود لأمواج البحر .. فهل سيزور قبرها مجددا أم يكتفي بالترحم عليها من بعيد ؟ ..
كيف سيكون تأثير العودة عليهما معا بعد أن نأى كلاهما هنا عن أي عائق قد يقف بينهما ؟..
وهى ستعود لحياتها الملونة .. معرضها الذي انتهى منذ شهرين .. ستعود حيث تلقت خبر موت فرسها لتجد فرسه هو كالطود شامخا ..
تهز دارين رأسها موافقة تتلفت حولها وهى تقول باشتياق بدأ منذ اللحظة

" أنا أحببت المكان هنا حقا "

هنا قضت أجمل أيام حياتها .. هى التي لم تعرف يوما هذا المصطلح .. كل يوم بالنسبة إليها كان له جماله الخاص حتى حين فقدته بزواجه وسجنه كانت تشعر بجمال الألم ..
الألم يجعلنا أطهر وأنقى وأكثر رقة وإنسانية .. هكذا هو جماله ..
لم تستسلم يوما لاكتئاب أو انهيار حتى في أشد لحظاتها انهيارا .. كانت تفتح ذراعيها للحياة بكل ما تحمله إليها من سعادة أو حزن تتقبله برضا ..
وبمَ سيفيد السخط سوى إنه سيكون بلاءا جديدا فوق رؤوسنا ولن يغير شيئا ؟ .. الرضا بالقدر هو مفتاح السعادة .. وها هى سعادتها تحققت ..
لكنها هنا ادركت أن هناك أيام أجمل من أيام .. وأيام أخرى أكثر وأكثر جمالا .. وهى هنا الأكثر جمالا على الاطلاق ..
تملأ رئتيها من الهواء النقي وهى تسمع صوته

" اعلم .. لكن لابد أن نعود .. المكان سيصبح حارا جدا حين يبدأ الصيف .. وأنا أيضا أصبحت بخير والعمل كله صار على أبي "

تمر طفلة سمراء بجوارهما فتبتسم لها دارين وهى تضع يدها عفويا على بطنها لتبتسم لها الطفلة ببراءة مبهورة بألوان فستانها فتغمز لها قائلة

" كان جميلا أن اقضي أكثر شهور الحمل المتعبة هنا .. تقريبا لم اشعر بالتعب من جمال المكان حين استيقظ وأجد نهر النيل أمامي صباحا .. وذلك الهدوء "

المدينة كلها تقريبا تتميز بهذا الهدوء .. بشاشة الناس وصفاء القلوب وضحكة النسيم وابتسامة مياه النيل ..
هنا الجماد يبتسم بالجدران الأثرية المنحوتة.. هنا سحر الحضارة الفرعونية ..
بالأشهر الماضية كانت تلف معه المدينة .. كل يومين بمكان مختلف كأنه يقضي شهر عسله معها ! ..
رغم أنها جاءت قبلا مع كامل وشاهندا في رحلة دافئة سريعة للأقصر وأسوان لكن كل شئ معه اختلف ..
يوما برحلة نهرية حتى جزيرة النباتات حيث زهورا نادرة ونباتات مهددة بالانقراض وطيورا غريبة ملونة ..
ويوما بجزيرة أجيليكا حيث طبيعتها الخلابة ومعبد فيلة بأعمدته الضخمة وجدرانه الحاملة لأجمل الرسومات والزخارف والنقوش الفرعونية ..
وأياما بمعبد هنا ومطعم هناك ومنتجع هنا وعرس نوبي هناك حتى شعرت باكتفاء لذيذ كأنه عوضها عن كل ما رأته منه ..
اليوم بجزيرة إلفنتين ومتحف أسوان حيث ثلاثة آلاف قطعة من الآثار المصرية تمثل مختلف الأزمان وقاعات الحضارة الاسلامية ولوحات الصناعات اليدوية والتيجان المزينة بالأحجار الكريمة ..
ستشتاق لهذه المدينة الجميلة حقا ..
حتى متابعتها للحمل بالمركز الطبي هنا مع طبيبة سمراء شابة ذات لهجة نوبية جميلة ستشتاق إليها .. ستشتاق لتلك السيدة التي احضرها لتساعدها بأعمال المنزل مثلما تعتني بالمنزل في غيابهما طوال العام هى وزوجها ..
تلك السيدة التي وصفت لها لحظات موت ' نيڤادا ' بأسف شديد واخبرتها أنها ما قصرت هى وزوجها في رعايتها ..
من بعيد قليلا يسمعا الدفوف بالدقات النوبية المميزة للأعراس وهما يسيران باتجاهها وهو يقول بشجن

" أنا لم اقض فيه كل هذا الوقت ... من قبل "

توقفت .. نظرت إليه لحظة قبل أن تبتعد نحو صخرة ضخمة لتجلس عليها بأنوثة مغيرة الموضوع بذكاء

" أعجبتك اللوحة ؟ "

ها هى تغلق وتفتح أقفاله كما تريد كعادتها .. كما ملكت مفاتيح استفزازه وغضبه ملكت مفاتيح قلبه وروحه ..
هى المعادلة الصعبة لأنثى مع رجل يتفاعل كيانهما لينتج ضوءا روحانيا يجمعهما معا ..
بلل شفتيه مبتسما وهو يقترب منها ثم يرفع قدمه على الصخرة جوارها ليميل عليها قليلا قائلا

" مذهلة مثلكِ "

ردت دارين وهى تستمع لدقات الطبول البعيدة

" ستكون أول لوحة بمعرضي الجديد بعد ثلاث سنوات "

تلك اللوحة إهداءا لطفلهما .. أنهتها في شهرين كاملين وكل يوم تضيف لونا .. لوحة لم ترسم مثلها يوما تكاد تكون استخدمت كل الألوان بكل درجاتها لتخرج بالنهاية لطفل صغير على كف رجل وينظر لعيون أمه .. عيون سوداء برموش طويلة تبتسم فرحا
كان ينتبه أنه ما ابدى اهتماما بدراستها ولا عملها على المعرض قبلا .. كان يعوض شهورا عاش معها غريبا حانقا فيسألها متعجبا

" لمَ كل هذا الوقت ؟!.. لمَ ليس العام القادم ؟ "

كأنه ذكرها بدوامة أفكارها بين مواضيع معنوية وأفكار من النوبة هنا فترد بتركيز

" لم أجد فكرة المعرض بعد .. الأفكار كثيرة جدا في رأسي لدرجة أني اشعر أنها تدور حولي بدوامة غريبة أود أن التقط منها واحدة واستقر عليها "

جلس جوارها على الصخرة قائلا بنبرة فاترة وهو ينظر للنيل البعيد

" وحينها تنسيني أنا "

مدت دارين يدها تغطي يده على فخذه متسائلة بدهشة

" انساك ؟! "

رد رائد ساخرا بجفاء صوته اللا مبالي

" معرضكِ وطفلنا وربما تكونين حامل أيضا وأنا سأكون في أخر القائمة "

كانت تدرك خوفا غريبا ينتابه الأشهر الماضية .. كأن أنفاسه حقا بصدرها ونفسه بعينيها وحياته بوجودها .. كأنه يخاف فقدانها .. مثل ليلى ..
يخاف أن يغرق مجددا بعد أن انقذته حتى من نفسه .. يخاف الموت لأنها تمثل له .. الحياة ..
يدها ارتفعت تلمس فكه لتدير وجهه إليها تطمئنه بثقة

" إذا كنت الأول طوال حياتي هل تظن أن أي شئ بهذا العالم قد يأخذ مكانك ؟ "

وكانت تحتوي غضبه وسخريته وجفاءه كعادتها .. بنظرة صادقة تحملها لقلبه قبل عينيه ..
أمسك تلك اليد يقبل باطنها على خده متسائلا بنبرة رجولية غيورة

" ولا حتى أولادنا ؟! "

وضعت يدها الأخرى على بطنها تُشهِد ابنه عليه .. صبي .. سيكون عندهما صبي كما عرفت جنسه بالشهر الماضي ..
ابتسمت دارين بجمال وهى تجيبه بدلال مراوغ

" اممم .. سنرى ! "

لم يقاوم رغبة ترتعش باحشائه تستعر منذ الصباح وحتى قتلته بضحكتها ليمسك وجهها بين كفيه يقبل دلال شفتيها العنيدة .. آه .. كم هى صلبة عنيدة الكلمات .. طائعة العشق .. طائعة كأنها تتشكل كما يريد ..
تبعده دارين قليلا تحذره بعينيها الحازمتين فيمازحها بما قالته منذ قليل

" عادي .. أنا سائح ولا اعرف تقاليد البلد هنا ! "

ملامحها الثابتة لا تبتسم وهى تسأله

" أنت .. شربت سجائر ؟ "

رد رائد منتشيا بجمال قبلتها بابتسامة عابثة

" واحدة "

تكرر دارين بنفس الملامح التي لا تظهر ما بداخلها

" واحدة ؟! "

يعطيها إجابة تقريبية وهو يمسك كفها بين كفيه

" اثنان ونصف ! "

سحبت دارين يدها لتنظر أمامها ثم تقف فجأة بقدر ما تسمح به حركتها قائلة بنبرة باردة

" بعدما اعتدت على التوقف كل هذه المدة ؟ .. لن تستطيع تنظيم تنفسك حين تعود لركوب رعـد .. أنت لم تكن تدخن أصلا "

كانت خطوتها الأخيرة إليه .. تحاول إعادة ما نقص .. تتفادى خسائر ست سنوات ذاق فيهم ما ذاق بما يكفي لتتغير شخصيته وتحمل لمستها السوداء ..
لكنها معه أحبت ذلك السواد .. الحزن .. والغضب .. كل ما فيه حبيبها .. نظراته التي لا يسيطر على شراستها حتى بالحب .. مطمئنة أن هذه الشراسة لها وليس عليها ..
تركته لتسير ببطء وهو ينهض خلفها قائلا

" بدأت في السجن .. ولم استطع التوقف بعدما خرجت "

ظلت بطريقها فستانها يتطاير وقدماها تعود للأرض مجددا وهى ترد عليه

" وأنا لن أطالبك بالتوقف في يوم أو حتى شهر عن شئ اعتدت عليه لأربعة سنوات "

خطواتها ثابتة عازمة لكنه لن يسمح لوقت فائت أن يفرق بينهما مرة أخرى ..
يده وجدت يدها وسط الطريق وهما يتجهان نحو دقات الدفوف بالعرس النوبي البعيد ليعدها وعد حر

" سأتوقف لأجلكما "

...


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 11-12-18, 12:11 AM   #2326

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


تنحنح عماد وهو يتلاعب بقلمه على مكتبه ناظرا إليها على مكتبها ثم يرمق السيدة غادة الجالسة خلف المكتب الثالث منشغلة بعملها فقط لينادي

" قمر "

التفتت قمر نحوه ترجع شعرها خلف أذنها وترد عليه

" نعم "

حك عماد ذقنه ليقول بنبرة بطيئة متلاعبة

" سمعت حوارا هكذا عن أننا سنسافر لشراء المعدات الجديدة "

قلبها نبض بسرعة رهيبة وهى تنظر إليه بذهول .. كلها أصبح ينبض ..
وقفت على قدميها تفتح فمها وعيناها يتسعان وهى تهز رأسها بلا تصديق

" لا ... هل تمزح ؟! "

ضحك عماد ناظرا إلي ملامحها بلا رد فتقترب من مكتبه تسأله بعينين لامعتين باللهفة

" هل حقا سيُنفذ اقتراحي ؟! "

يا إلهي .. بعد ثلاثة أشهر فقدت فيهم الأمل واختفت عزيمتها وقررت ألا تقترح شيئا مجددا ..
يرد عماد بنفس النبرة التي تلعب على أعصابها

" احتمال "

لم تشعر وهى تهتف بترقب واستنجاد ونفاذ صبر

" عماااد "

ابتسم إليها في وقفتها المتحفزة أمامه رغم فرحتها المبالغ فيها فيريحها بقوله

" عمك سيخبركِ بنفسه "

شع وجهها كله بتورد حيوي وهى تنظر أمامها لا ترى سوى هدفها الجديد .. تشعر أن شيئا يرفعها من الدونية والضآلة التي عاشت فيها طوال سنوات مراهقتها ..
تشعر بقيمتها بعد سنوات التهميش .. كم هى جميلة تلك القيمة .. جميلة وغالية ..
هى أنثى غالية .. لم تعد ترنو نحو الناجحين بحقد .. لم تعد ترنو نحو الرجال بفضول الإعجاب .. وجود الناجحين حولها صار شيئا لا يرهق نفسيتها .. وجود الرجال لم يعد يشعل مشاعرها الغالية ..
تعلمت ثقافة التعامل مع النجاح .. ومع الجنس الآخر .. تلك الثقافة التي لم تتعلمها يوما وراء الحجب والممنوع ..
أوليس الممنوع مرغوبا ؟! .. الآن صار لا شئ مرغوبا سوى ذلك النجاح ..
اليوم تستطيع تحديد هدف حقيقي والسعي ورائه بلا تشوش .. بلا اهتمام أن تثير غيظ الآخرين ..
هى ' قمر العامري ' .. ويا لغلو وجمال اسمها !..
تنتبه لصوت عماد الخافت ممازحا

" اوه اوه .. ملف جديد ! "

نبض قلبها نبضات مختلفة ! .. حتى قبل أن تستدير لتنظر لوجهه .. تدرك نظراته العدائية نحو عماد ..
أنفاسها ترتجف قليلا فتهدئها وهى تستدير تعود لمكتبها تتجنب النظر إليه وهو يقترب منها حتى وضع الملف أمامها قائلا بنبرة آمرة مشتعلة النظرات

" راجعي هذا "

اومأت قمر شاعرة بالحرارة تنبض بخديها وحمزة يميل نحوها على المكتب يفتح الملف مشيرا لسطر ما بأول ورقة قائلا بنفس النبرة

" انتبهي لهذه النقطة "

هزت رأسها دون النظر لعينيه كما وعدته بخطابها لكنه بدا غير مستعد ليغادر ! .. يخيم فوقها بلا مبالاة لحظات طويلة ونظراته تخنق أنفاسها برئتيها .. حتى رحمها أخيرا ليغادر المكتب ..
تحررت أنفاسها وهى تلملم ما تشتت منها لتبدأ برؤية الأوراق التي احضرها فتسمع مزاح عماد

" أظنكِ رأيتِ كل ملفات الشركة تقريبا في الفترة السابقة ! "

لم تكن المرة الأولى .. ربما المرة الحادية عشر ! .. نظراته اهدأ حينا واشتعالا بالغيرة حينا منذ أن قرأ خطابها ..
لكن الملفات التي يحضرها إليها تثير دهشتها كل مرة .. كأنه .. كأنه يحاول تعليمها !.. هل فهمها حقا ؟!..
هل تقبّل وجودها هنا ؟ .. لم يعد يقتلها كلما التقت بعينيه .. بل هى التي لم تعد تلتقي بعينيه .. إلا قليلا !!..
تقلب قمر أوراق الملف باستغراب ثم تنهدت باحباط وهى تغلقه .. ستضطر للذهاب إليه بقدميها !.


خرجت من مكتبها متشبثة بالملف متجهة إلي مكتبه الذي وجدته مفتوحا وصوت نورين يأتيها

" لأجل خاطري يا حمزة "

عند الباب وقفت فتجده يوليها ظهره أمام مكتبه يرد على نورين

" ليس من صلاحياتي يا نورين .. تحدثي مع كامل العامري وسيحل لكِ كل شئ "

ضربته نورين بملف ما على ذراعه هاتفة بغضب

" اوووف منك .. أنا مخطئة أني طلبت مساعدتك .. ليتني ذهبت للسيد كامل حقا من البداية "

مرت نورين من جوارها فرمقتها بنظرة عادية لكنها تجزم أنها لمحت طيفا متعاليا بعينيها السوداء !.. ربما لأن اقتراحها سيُنَفذ !!..

اطبقت قمر شفتيها بغيظ وهى تهز كتفيها تقلد مشيتها بسخط ثم أخذت نفسا لتتقدم خطوة وتطرق الباب المفتوح فيأتيها صوته

" انتهينا نورين ليس كلما اردتِ شيئا جئتِ إليّ "

تهتف قمر داخلها بغيرة مشتعلة

( انتهت أنفاسك وأنفاسها يا رب !! )

ظلت واقفة مكانها تنظر لظهره حتى تكرم واستدار ليجدها هى ! .. اقتربت قمر قليلا مرتبكة أمام نظراته ثم قالت بنبرة عملية متحفظة

" الملف أوراقه كلها ناقصة "

ابتسامة جانبية قابلتها منه وهو يقول ساخرا

" ما شاء الله .. صرتِ تعرفين الملفات الناقصة والأوراق اللازمة ! "

بللت قمر شفتيها وهى تخفض عينيها أرضا فالتقطت عيناه ذلك اللسان الوردي بأشواك بجسده ! .. كيف أثر به كلامها لهذه الدرجة ؟ .. أي ضعف لمس قلبه لأجلها مجددا ؟..
وجدته يأخذ مجموعة أوراق من على المكتب خلفه ليمدها إليها متابعا بسخريته

" لم تجيدِ سلق البيض في بيتكم ! "

شتم لسانه الأحمق حين أنهى كلامه ! .. هل هذا ما لقنه لنفسه طوال الأشهر الماضية ليتباسط معها هكذا ؟!..
نظرت قمر للأوراق بيده ثم .. عضت لسانها تمنع نفسها من شتمه !..
طالما الأوراق جاهزة على مكتبه فلمَ لم يضعها بالملف ؟!!..

اقتربت منه وهى تأخذ نفسا ضائقا .. يعيرها بيوم سلقت فيه البيض دون ماء ببداية جامعتها ليخرج لها شيئا ليس بيضا لكنه كان محروقا !.. فلينتظر حين يتذوق طعامها الآن ..
مدت يدها تأخذ الأوراق فتتشبث يده بها حتى رفعت عينيها لتجد نظرته المتهكمة .. نظرة أغاظتها بحق فلم تمسك لسانها المتهور

" وأيام جامعتي كنت تأتي لتفطر معنا وتتسلل للمطبخ وأنا وحدي تريدني أن اطعمك نفس البيض في فمك ! "

حمقاء ! .. إنه قصف جبهة !!.. هو السبب ..
اندهشت ملامح حمزة لحظات .. آآه .. كم اشتاق صوتها إليه .. لو تعود تلك الأيام لكان راجع الكثير مما فعل ..
اقترب منها يتأملها كلها متسائلا

" ماذا كنتِ تريدين أن تكونِ ؟ "

ابتلعت ريقها بحرج بعد ما قالته ولا تعرف كيف قالته ؟! ..
تحدق بعينيه ودفئها .. لقد تأخر كثيرا هذا السؤال .. أكان لابد أن تخبره به في خطاب ليسألها إياه ؟!..
تنساب نظراته لحنجرتها ثم جيدها ناصع البياض فيوخزه جسده متابعا باستهزاء

" عارضة أزياء ؟! "

للمرة الأولى يتحدث معها عما كتبته له .. كتبته بدموع عينيها التي تساقطت وجفت بعضها على الورقة ..
لم يضايقها استهزاءه فهى نفسها تستهزئ بنفسها حين تتذكر ..
عيناه تلمس شعرها الأسود .. كم يشتاق للمسه بعدما عاد للونه .. وكم يشتاق بمنتهى الجنون لخصلات الياقوت الأحمر !..
يشتاق ناريتها الحادة ولسانها اللاذع وهى واقفة أمامه لا تتكلم .. تقريبا لم يعد يسمع صوتها إلا مع .. عماد ..
اشتعلت نظراته فجأة بكل شئ وهو يقول بخفوت منفعل

" هل تلومينني لأني ضربتك ؟ .. والمفترض حين أجد زوجتي التي اخبرتني أنها عند صديقتها بالمشفى أمامي بعرض أزياء والمصمم ذراعه حول خصرها ماذا افعل ؟! .. اركب قرنين واصفق لكم ؟! "

اخفضت نظراتها بخزي فيواصل باشتعال نبرته المنخفضة

" وحين أجدها بعد شهر كامل لا اعرف شيئا عنها به وحيوان حقير يتهجم عليها ماذا افعل أيضا ؟ .. انسى واقول هيا نعد لبيتنا وانام معها كأنه ما حصل شئ ؟! "

احمر وجهها بشدة من جرأته لكنها رفعت عينيها إليه لتصطدم بذلك الجنون بعينيه ..
جنونا مجنونا يشعره ! .. جسده كله يفور ولا يعي سوى رغبة أن يلصق جسدها بجسده ليغمر اصابعه بين شعرها راميا بكل تعقل خلف ظهره ..
يريد أن يشعر بجلدها من جديد على جلده .. ذلك الجلد المتغير الناعم لعل عناقها لا يزيده صقيعا هذه المرة ..
أنفاسها صارت قصيرة مختنقة بخفقات قلبها وهى تقول بضيق

" أنا قلت لك أني لا ألومك ولا ابرئ نفسي ... ومن فضلك لا اريد الحديث عما حصل .. لماذا لا تفهمني ؟ .. أنا انسى لأرتاح .. أنا هنا لاعمل فقط ولا افكر بأي شئ آخر ... كل ما يسيطر عليّ أن ابني نفسي وكياني كما اريد .. لا اريد أن يعطلني شئ ... أي شئ ولو حتى فكرة "

هدرت دقاته أكثر .. لا يمكن .. لا يمكن ألا تفكر به وتنسى لترتاح وتتركه هو في جحيم متناقض بين رغبة ونفور ..
استدارت قمر متمسكة بالأوراق بيدها وهى تقول باختناق

" عن إذنك "

لتجد الأوراق متعلقة بيديهما معا كل هذه الدقائق.


...


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 11-12-18, 12:15 AM   #2327

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

‏ ‏
منزل ' رائد زهران '

دخلت دارين معه للمنزل شاعرة باختلاف ما .. كأن هناك أقدام كثيرة دخلت بغيابها ! ..

النوافذ كلها مفتحة حسب أوامرها قبل أن تغادر .. أخر مرة دخلته وهو بالمشفى بعدما استيقظ من الغيبوبة لتجهز حقيبته ليذهبا مباشرة لمنزل الجنوب ..

يومها وجدت فستانها الأسود بغرفته .. بل على سريره .. الذي جمعه بليلى يوما كأنه يتحدى طيفها بمعرفة الحقيقة .. لم تجد أدوات زينتها الفارغة كالشبح على منضدة الزينة فادركت أنه تخلص منها ..

‏لف رائد ذراعيه حولها هامسا بأذنها

‏" حمدا لله على السلامة في بيتكِ "

‏يا له من يومٍ عاصف ذلك الذي خرجت منه أمامه بعدما عبرت أعتاب الحقيقة وكسرت الوهم بوجهه ..

‏هنا على هذا الدرج كان أول طريق قسوتها .. يوما لن ينساه كلاهما أبدا ..

‏أمسك رائد كفها ليقودها نحو غرفة المكتب قائلا بابتسامة

‏" تعالي "

‏وحين فتح باب الغرفة .. خفق قلبها بعنف وهى تنظر للجدار أمامها .. جزء منها ومنه عاد بقوة ..

‏لوحة ' رعـد ' كانت أمامها معلقة فوق المكتب محاطة بإطار عتيق النقوش ..

‏سمع صوت نفس حار خرج من أعماق صدرها وهى تلف حول المكتب لتراها عن قرب .. كأن وجودها منحها طمأنينة الثبات الذي بحثت عنه معه طويلا ..

‏عيناها معلقتان باللوحة وهى تسأل بلا تصديق

‏" كيف اعدتها ؟ "

‏كان سعيدا راضيا برد فعلها كأنها مست رجولته هو .. أن يعيد إليها ما أرادته فيشعر أنه صار زوجا حقيقيا يمنحها أمانا وحماية وكل ما تريد ..

‏احساس يخرج به إلي النور بعد ظلام طويل ..

‏كتف رائد ذراعيه مستندا بكتفه لاطار الباب وهو يرد

‏" هذا هو سبب غيابي عنكِ في اليومين ببداية الشهر .. أخذت اسم الرجل الذي اشتراها من معرضك ثم عرفت مكانه وذهبت إليه .. كما قال لي ذلك الفتى الذي يعمل في المعرض أنه من عرب الواحات "

‏استدارت دارين تنظر إليه فتعشقه أكثر وأكثر .. تعشق تملكه وأنانيته ..

‏تقول ما قالته له سابقا

‏" الآن أنت تتملك "

‏هز رأسه موافقا قائلا بغرور غامض

‏" لا أحد يأخذ مني شيئا املكه "

‏رغم ما دفعه في اللوحة ليعيدها حتى كاد الرجل أن يخرج روحه وهو متشبث بها لأن رعـد يشبه فرسا عنده ..

‏أشار برأسه للخارج وهو يستدير ليقول مجددا

‏" تعالي "

‏كم تحبها منه ! .. يهمسها قبل أن يقبلها كأنه يريد أن يأتي ما يريده إليه .. لكنه بالنهاية يذهب هو إليها بمعركة متكافئة تماما !..

‏خرجت دارين ورائه فتجده واقفا عند غرفة البيانو .. كم مر منذ أخر مرة عزفت عليه ؟.. أشهر طويلة لكن .. مفاتيح الموسيقى محفورة هنا داخل روحها ..

‏وحين فتح باب الغرفة .. فتح الدنيا بقلبها ..

‏غمرت الشمس كيانها من الزجاج الملون الذي حل محل الجدار لتظهر الحديقة الواسعة .. السقيفة الخشبية بالحديقة مغطاة بالزهور كما أرادت .. والعمود بمنتصف الجدار الزجاجي مغطى بالجرانيت المزين بدوائر ضوئية لا حصر لها ..

‏أدوات الرسم كلها نُقلِت هنا أمام انعكاس ألوان الطيف من الزجاج والبيانو يحتل الزاوية الأخرى بكبرياء ألحانه ..

‏كان ينازل أفكار منير التي تأجلت ثم تم إلغاءها بعد رحيلها بأفكار أجمل منها .. كان يريد أن يوصل لها رسالة أنه فهم روحها الحرة ..

‏تقف دارين بمنتصف الغرفة بلا كلمة .. أتعجز ' دارين العامري ' عن الكلام ؟! .. تلك التي ناورته بكل غموضها وسحرها .. ومزيدها .. لأبعد حد .. تلك التي كلامها كالسيف ونظراتها ?انطلاق الفرس ..

‏نظراتها تلمع .. وجهها كله يلمع مشرقا وهو يتحرك حولها كالحلم .. حلم بعيد تحقق ويسعى الآن لرضائها ..

‏يحتضنها رائد من الخلف مقبلا عنقها غامرا وجهه بشعرها ثم يهمس

‏" الليلة ستعزفين لي .. أنا وحدي "

‏يعيد إليها موسيقاها كما وعدها .. أنغام الحياة ذات الشجن المتقلب .. كيف سيكون اختيارها اليوم ؟.. اختيارات أغانيها كانت تذبحه .. واليوم هذا ما يتوق لسماعه ..

‏شفتاه تتسلل لكتفها وهى واقفة لا تتحرك .. تائهة بعالمها الخاص هذا حتى سمعته

‏" تعالي "

‏ما الذي ينتظرها أكثر ؟! ..

‏تركت يدها ليده يحركها هو اليوم حتى وصل للدرج فانحني ليحملها بحذر ويصعد بها .. يفكر جديا أن ينقل نومهما لغرفة بالطابق الأرضي حتى تلد بدلا من أن تصعد وتنزل طوال اليوم ..

‏كل درجة تتأجج نار بجسده كل خلية منه تطالبه أن يطفئها فيها .. آآه .. تلك الليلة المشتعلة حين عرف متى أحبته .. ليلة المعرض والفستان الأحمر الصارخ .. كل درجة من الدرج تشهد جنونا متهورا لهما معا حتى وصلا لغرفته ..

‏كانت لحظة اختيار وضعته بها بجنون الرغبة .. غرفتها أم غرفته .. غرفتها تعني ابتعادها عن حضنه وما كان هناك تراجع أن يفتح لها أبواب غرفته كما فتح أبواب روحه ليلتها ..

‏أنزلها رائد برفق أمام باب غرفته فاتسعت عيناها بدهشة وهى تجد باب غرفتها .. اختفى ! ..

‏وحين فتح باب الغرفة .. هبت نسائم عشق لا تعرف من أين أتت ؟ ..

‏لكنها كانت غرفة عروس .. غرفة جديدة شاسعة .. هو الذي رفض تغيير أي شئ بالمنزل .. صار كل شئ لها هى .. رحلت ليلى نعم .. رحلت .. رحلت ..

‏ابتسامة عريضة لفت بها الغرفة ناسية تعب الحمل بل كانت تطوف بسعادتها ..

‏كل شئ تغير .. ألوان الجدران والأثاث .. لقد فتح غرفته على غرفتها لتصير واحدة .. واسعة .. وكم ستشهد جنونا بعد ولادتها !!..

‏تورد وجهها عفويا وهى تقف جوار الشرفة ثم تستدير إليه قائلة بابتسامة مشرقة

‏" هذا إذن هو سر المكالمات والأحاديث الغامضة مع عمي زهران حين كان يزورنا "

‏رد رائد وهو يغلق الباب من خلفه ينظر إليها باشتهاء عنيف ثم يتجه لمنضدة الزينة

‏" ألم أقل لكِ ستعرفين كل شئ بوقته "

‏فتح أحد الأدراج ليخرج ورقتين ثم يقترب منها يناولهما لها ويقف منتظرا وعضلاته كلها تتحفز بحرارة ..

‏لكنها انتهت من قراءتهما مصدومة وهى ترفع عينيها الدامعتين إليه تسأله بصوت بالكاد خرج

‏" كيف تفعل هذا ؟ .. تحول ملكية رعـد باسمي ! "

‏امسك رائد كتفيها يعتصرهما بصلابة يديه يرد عليها بيقين عاشق

‏" لا زال ملكي .. مثلكِ .. أنتِ أردتهِ يوما .. أنتِ كتبتِ أمام تاريخه لربما صار ملكي يوما .. رعـد جزء من كياني دارين .. وأنتِ امتلكتِني كلي .. كياني وروحي ملككِ .. ورعـد بكل أصالته صار ملككِ وبالأوراق الرسمية "

‏يمسح دموعها المنسابة والأوراق تسقط من يدها المرتعشة أرضا وهو يتحرك بها نحو السرير العريض بأنفاس متعالية نارية ونظرات راغبة محمومة مواصلا بضجيج كل ما به

‏" هذا العام أيضا سيكون السباق لكِ .. أنتِ حضرتِه لي كل تلك السنوات .. هذا العام سيعود فارس الرعـد يشق الأرض بفرسه لأجل عينيكِ "

‏قبلته .. بكل جموحها وذاتها وشموخها وعلوها وجرأتها ضمت نفسها إليه وقبلته .. نست كل شئ وشفتاها تضيع بين شفتيه الحارتين ..

‏تذكر نفسها بشئ واحد لا غير .. طبيبتها قالت لا مانع .. لا مانع ..

جسدين محمومين لاهثين وحرارته تذيب الصخر تغمرها كلها وهو يخلع قميصه بعنف شوقه ثم ينزع ثيابها يمزق منها ما يريد .. هادرين ملتصقين بالأشواق تشعر بحذره حين يلمس بطنها لكنه لم يتوقف .. ‏غمامة دافئة لفتهما لفا وهما يرتعشان بالعشق في أحضان بعضهما.


....


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 11-12-18, 12:22 AM   #2328

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


شعر بلمسات خفيفة على وجهه كفراشة خجولة تقلق نومه فانقلب على ظهره يغطي عينيه بذراعه نافخا .. ازدادت اللمسات كأصابع صغيرة تعبث بوجهه ترافقها ضحكات مكتومة حتى استفاق تماما ..
لكن قبل أن يفتح عينيه كف كاملة انطبعت على وجهه بضربة مغيظة !..
فتح أكمل عينيه باستياء ناهضا بحدة لكنه هدأ فجأة باستغراب وهو ينظر لتلك التي تنظر له ببراءة ..
يحدق في الملامح الصغيرة ثم ينظر لشمس التي تجلس جوارها فيتسائل باستغراب

" هل ولدتِ وأنا نائم أم ماذا ؟! .. ثم المفترض أن استلم اثنين وليس واحدة مستفزة ! "

ضحكت شمس وهى تقبل الطفلة ذات الثلاث أعوام التي ازعجت نومه فيسأل أكمل بامتعاض

" مَن هذه ؟! "

ردت وهى تقرب الطفلة منه حتى صارت بحضنه

" هذه حفيدة جارتنا .. تلك التي لعبت مع ابنها كرة قدم من قبل .. أخوها بالمشفى فاضطرت لترك الطفلة معي وابنتها ستصل بعد ساعة لتأخذ طفلتها "

يحتضن أكمل الطفلة لصدره وهى ما زالت تعبث بوجهه فيسأل وهو يبعد يدها الصغيرة المغيظة

" ما اسمها ؟ "

اعتدلت شمس بجلستها تجيبه بابتسامة

" اسمها رغدة "

ابتسم للوجه الصغير ذو العينين السوداء الكبيرة ثم قال بغيظ

" جميلة لكن مزعجة "

تضحك على ملامحه الحنونة رغم غيظه لكن ذراعاه تحتضنها بحماية تلقائية فتتخيل أولادهما مكان الصغيرة وهى تقول بتدلل

" فكرت أن اقوم بتجربة عملية وارى مدى تحملك لازعاج الأطفال .. وللأسف لم تنجح ! "

نظر أكمل لبطنها الكبيرة فيبتسم قائلا

" لا تنسِ عنصر المفاجأة ! "

هزت رأسها باستخفاف ثم نهضت لترتب منضدة الزينة وهى تقول

" ثم ليس معنى أنك لم تذهب لعملك اليوم أن تنام حتى الظهر .. هيا قم لنذهب .. أنسيت أن الافطار اليوم عند أبي ؟ "

يعدل أكمل الصغيرة بين ذراعيه مستندا لظهر السرير وهو يرد عليها بنبرة ذات مغزى

" حتى اليوم الذي نجلس فيه معا من العمل نقضيه عند والدكِ ! "

استدارت شمس تنظر إليه بشك قائلة

" كلامك به تلميحا .. هكذا .. لا يريحني "

حدجها بنظرات معترضة ثم نظر للصغيرة يلاعبها فتبتسم له بضحكاتها الطفولية المرحة لتتقدم شمس من السرير وهى تقول

" ليس هذا الموضوع مجددا "

رمقها بنظرة سريعة صامتة ثم عاد يلاعب رغدة فتقترب شمس أكثر حتى جلست أمامه تفهمه برفق

" يا أكمل .. نعمة تفعل كل شئ بالمنزل الآن وتغادر حين اعود من العمل .. أنا لا اتعب في شئ .. ليس معقولا أن اترك هذا العمل بعد أن استقريت به منذ شهور .. هذا كان حلمي الوحيد بجوار رسالة الماجستير التي أجلتها حتى ألد .. أن اعمل في مجالي .. كيف اتركه الآن ؟ "

التوى فمه وهو ينظر إليها ثم قال بنبرة مسيطرة

" ساجعلهم يطردونكِ "

ضحكت بخفوت وهى تهز رأسها بيأس ثم قالت بمكر

" ستجعلهم يطردونني لأنك مَن قدمت أوراقي هناك أليس كذلك ؟! "

مد أكمل يده يمسك ذقنها متأملا وجهها تام الاستدارة بسبب الحمل فيتوقف عند الشفتين الممتلئتين بإغواء متسائلا

" لن تكفِ عن السؤال أليس كذلك ؟! "

تنتبه لرغدة وهى تحاول لمس عينيه محدقة بلونهما الأزرق الداكن بفضول فتتوقف هى عندهما قائلة

" حتى تؤكد لي ما تقوله عيناك "

يبعد أكمل يدي الطفلة عن وجهه ينهرها بنزق

" كم أصبحتِ لحوحة بشكل لا يُطاق ! "

عبست شمس وهى ترد عليه بمنطقية

" لماذا لا تؤكد لي الأمر ؟! .. افهم أنك في البداية لم ترض أن تخبرني لأننا .. انفصلنا .. لكن الآن لمَ لا ؟! "

أنزل أكمل الطفلة من رجليه لتحبو على السرير ليقول بنبرة عميقة

" حسنا يا شمس .. هل تظنين أني قد اقدم أوراق صديقتك لمياء وأنتِ لا ؟! ... لم أكن لاترككِ حتى لو لم نعد معا "

يا إلهي .. كانت تعرف حتى لو احتارت بالبداية .. وهل يهتم أحد لأمرها سواه ؟..
ولم يكن سيخبرها .. آه من حبيبٍ شجي الكبرياء .. وهل يخبرها أنه ما نساها حتى وهى بعيدة ؟..
ظالم الحسن .. كم هو ظالم الحسن ..
ذكرتها به السيدة ( أم كلثوم ) وهى تستمع إلي الأطلال بلحظة صفاء بالأمس .. ألم تكن بدايتها معه بـيوم وليلة وألحان صوت أم كلثوم ؟!..
واليوم .. هل رأى الحب سكارى .. مثلنا ؟..
قالتها لعينيه الزرقاء وحسنه الرجولي من أعماق قلبها

" أحبك كثيرا "

مد أكمل سبابته يمسح دمعة علقت بزاوية عينيها قائلا بنبرة حملت رجاءا وخوفا

" خذي إجازة لبعد الولادة إذن "

أمسكت شمس كفه على خدها تشعر بخطوطه التي تحفظها وهى تقول بتأثر

" والله لا تخف أنا بخير .. ولم اشعر أني بخير أكثر من الآن قبلا "

كفه تتسلل لمؤخرة عنقها كتلك الابتسامة المتسللة لشفتيه هامسا وهو يقربها منه

" يا رب دائما بخير وفي حضني "

لمسة كريشة ناعمة من شفتيه على جانب فمها ليبعدها جرس الباب المتعالي عنه فتبتسم مشيرة بسبابتها للخارج بقولها

" أظن هذه ابنة جارتنا جاءت لتأخذ ابنتها ! "

نفخ أكمل بانزعاج هامسا من بين اسنانه

" مستفزة كابنتها ! "

ضحكت شمس وهى تمد ذراعيها تأخذ الطفلة ثم تنزلها على قدميها الصغيرتين برفق وتنهض هى تمسك بكفها الصغير لتسير معها قائلة بأمر وهى تغادر الغرفة

" أنت صائم أصلا يا حبيبي .. هيا قم وخذ حمامك لنذهب "

نفخ مجددا وهو يرتمي للخلف على الوسادة .. كل الظروف صارت ضده !!.


.........

ليلة الاسراء والمعراج

امتلأ منزل ' سليمان العامري ' بعد العصر في تجمع عائلي معتاد بالمناسبات الدينية الجليلة .. أصواتهم صاخبة وضحكاتهم ترتفع رغم توتر بسيط تحمله نظراتهم ..
من رائد لأكمل .. من سليمان لكامل .. وبانتظار الغائب المتأخر حمزة ليكتمل التوتر ..
بغرفة الصالون يجلسون معا يستمعون لأحاديث سليمان تارة وكامل ودارين وشاهندا تارة وأكمل ورائد تارة وقد بدا مختلفا تماما عن طبعه الصامت العصبي بعد عودتهما من أسوان ..
يرد سليمان بوقاره ردا على كلام كامل

" أدام الله تجمعنا هذا .. كل عام وأنتم بخير "

ارتفعت أصواتهم معا

" وأنت بخير يا حاج "

تقترب نجوى من المطبخ إليهم حاملة طبقا من الليمون المُخلل تمده لشمس الجالسة على الأريكة جوار زوجها قائلة بحنان

" خذي حبيبتي "

تمد شمس يدها لتأخذ الطبق فيأخذه أكمل يبعده عنها وهو يقول بنبرة جادة

" لا .. الدكتورة حذرتها من كثرة الأملاح "

تنزعج ملامح شمس هاتفة

" اعطني الطبق .. لن آكل كثيرا "

ينظر إليها أكمل قائلا بحزم خافت

" ألا تتوحمين الآن على المشمش ؟! "

عيناها تنظر لحبات الليمون في الطبق فتقول برجاء

" حين رأيته بالمطبخ اشتهيته "

زفر أكمل ناظرا لملامحها المؤثرة ثم التقط ليمونة يعطيها إليها ويعطي الطبق لنجوى قائلا بنبرة منتهية

" واحدة فقط "

تنفخ شمس بسخط وهى تأخذ الليمونة المسكينة تأكلها ببطء حتى لا تنتهي بينما تضحك نجوى وهى تعود بالطبق للمطبخ تقول بصوت مرتفع

" لا تطاوعي نفسك حبيبتي طالما الدكتورة حذرتك .. أظن هذا الشهر سيكون الأخير لوحامكِ "

مال رائد على رأس دارين هامسا بامتعاض حانق

" يخاف عليها من الليمون .. اعرف واحدة مجنونة وحامها كان على البنفسج ! "

ابتسمت دارين ابتسامة صفراء وهى ترد عليه دون أن ينتبه أحد

" مجنونة لأني تزوجتك أساسا ! .. ألا يعجبك ؟! "

ينظر رائد لساعته يجيبها هامسا بتلاعب

" لا يعجبني !! .. انتظري حين نعود بيتنا وأريكِ كيف يعجبني ! "

انتبه لسؤال كامل

" اتصل بزهران يا رائد .. المغرب سيؤذن بعد قليل "

رد رائد وهو يخرج هاتفه من سترته الجلدية السوداء

" ساتصل به "

رن جرس الباب فتوقفت أصابعه وقمر تأتي من المطبخ لتفتح الباب ويدخل زهران قائلا ببشاشة

‏" كل عام وأنتم بخير "

‏ يسلم عليهم جميعا قبل أن يجلس على كرسي جوار كامل وسليمان وينشغلوا بأحاديثهم عما أخره من عمل ..
تتململ شمس في جلستها بعدما انتهت الليمونة فينظر لها أكمل هامسا ببرود

" توقفي عن النفخ "

تنفخ مجددا ثم تهمس بتذمر

" من كثرة ما اغرقتني بالمشمش عدت اشتهي الليمون والآن تمنعني عنه "

يهز رأسه بعجب ثم يقول بصرامة زائفة

" اصمتي وإلا منعتكِ عن الطعام كله "

تضحك دارين على ما سمعته منه فينغزها رائد بمرفقه في ذراعها هامسا بحنق

" توقفي عن الضحك على كل ما يقوله .. ألا يكفيني ارتدائكِ لهذا اللون وهو يتحدث عن الليمون ؟ .. هل اخبركِ أن ترتدي ليموني اليوم أيضا ؟! "

تنظر لبلوزتها الليمونية على بنطالها الأبيض ذو الخطوط الزرقاء الطولية ثم ترد عليه باستفزاز

" توقف أنت عن وضعه في رأسك .. كان يرى عمله بضمير .. إنه راقي جدا و ( چنتل مان ) "

التفت رائد إليها بنظرة جدية سوداء هامسا بتحذير

" دارين .. بلا غباء "

ابتسمت دارين وهى تشبك اصبع يدها اليسرى الصغير باصبعه الصغير خفية ناظرة لعينيه الغيورتين تمنحه يقين ألا رجل بقلبها سواه .. رسالة من عينيها لعينيه وصلته فلانت ملامحه قليلا ناظرا إلي أكمل يرى .. رقيه !..

تحاول شمس النهوض فيضع أكمل يده على رجلها يثبتها متسائلا

" إلي أين ستذهبين ؟ "

تنظر لوالدها وعمها وزهران منشغلان في حديث جانبي فتهمس بغيظ

" سأذهب للحمام "

ينظر أكمل لعينيها قائلا بتهديد مستمتع

" لو علمت أنكِ لا قدر الله ضللتِ طريقكِ ووجدتِ نفسكِ أمام طبق الليمون بالمطبخ فلا تلومي إلا نفسك .. وأمامهم جميعا "

تنفخ مجددا وهى تنهض بصعوبة بفستانها السماوي الواسع مرتدية تحته قميصا أبيض تظهر ياقته العريضة تحت ذيل حصانها المنخفض .. وقف أكمل ليساعدها واضعا كفه على ظهرها يوقفها لحظات أولا حتى لا تشعر بالدوار فتمتعض ملامح رائد هامسا

" سأصاب بأزمة قلبية من فرط حنانه ! "

نغزته دارين بجانبه تكتم ضحكتها بينما يمسك أكمل بكف شمس يوصلها لباب الغرفة وحينها توقفت هامسة بحرج

" كفى .. عد مكانك واتركني "

ابتسم أكمل ابتسامة صغيرة لانفعالها الخجول من وجود والدها وهى تبعد يدها من يده فينظر تجاه مائدة الطعام حيث وقفت قمر ترص الأطباق فينادي بنبرة عادية .. تقريبا

" قمر "

توقفت يداها لحظة مرتبكة بخزيها القديم .. لكنه كان يفتح معها صفحة جديدة لأجل شمس منذ جاء اليوم رغم تحفظه ..
رفعت عينيها نحوهما بنظرة عادية لتقترب منهما تهز رأسها بتساؤل فيقول أكمل بنبرة جادة

" لو سمحتِ ظلي مع شمس حتى لا تشعر بالدوار "

نظرة تلقاها من عينيها البنيتين حملت كل دفئها وامتنانها إليه .. خطوة أخرى يتجاوزاها معا .. وتتجاوزها قمر معهما بثقتها الجديدة المولودة على يدي عمها ..
اومأت قمر برأسها مبتسمة لشمس وهى تأخذها من يدها نحو الحمام هامسة لها بشقاوة

" ذكريني أن ارسم لكِ الحناء قبل أن تغادرِ بفترة حتى تجف "

ضحكت شمس برقة وقمر تواصل بسعادة وهى تلمس بطن شمس الكبيرة

" أخيرا ثلاثة أشهر وسأكون خالة .. ألن تعرفا جنسهما يا شمس ؟ "

ردت شمس برضا

" لا .. الحمد لله على كل شئ .. سواء ولدين أو بنتين أنا راضية "

قبلتها قمر على خدها وهى تصل لباب الحمام فتدخل شمس وقمر تقول لها

" لا تحكمي غلق الباب وأنا سأقف هنا وإذا احتجتِ شيئا اخبريني "

تبتسم شمس باندهاش وهى تنظر إليها ثم تقول بلطف حذر

" لا تقلقي حبيبتي سأكون بخير "

اغلقت شمس الباب مع رنين جرس باب المنزل مع صوت آذان المغرب من المسجد وسليمان يقول

" صوما مقبولا إن شاء الله "

فتحت قمر باب المنزل لتجتاحهما موجة اشتياق بين أعينهما لحظات وهى واقفة تنظر لعينيه الجامحتين .. آآه كم اشتاقت لخضرتهما !!..
وهو واقفا ينظر إليها كلها ببنطالها الجينز وبلوزتها الحمراء الطويلة ليتوقف عند حزام الحلقات الفضية الذي يلف خصرها الناعم .. آآه كم كان ناعما !!..
‏قطعت قمر تواصلهما وهى تبتعد عن الباب قليلا قائلة بنبرة عادية

‏" تفضل "

‏دخل حمزة مقتربا منها بجسده عيناه على خصلاتها السوداء الحريرية وهى تغلق الباب من خلفه وعطر الكيوي الطفولي يتسلل لأنفه فيشتم تأثره العائد بقوة ..
‏ ابتعدت قمر للمطبخ وهو ما زال واقفا مكانه فيسمع عمه سليمان بحزمه

‏" تعال يا حمزة .. دائما متأخر "

‏دخل حمزة يسلم عليهم فتصاعد التوتر على أخره والمصافحات الباردة بينه وبين أكمل ورائد وحتى عمه تظهر بنظرات العيون .. حتى وصل لدارين وأخذها بحضنه ليذوب كل جليد نظراته خلف حماية الأخ ..
‏دخلت قمر حاملة صينية بها كؤوس الليمون فوضعتها على الطاولة وخرجت من الغرفة ليوزعها كامل عليهم قائلا بابتسامة هادئة

‏" صوما مقبولا وإفطارا شهيا "

‏يوما فريدا بدفئه العائلي رغم كل الشحنات المتوترة بالأجواء .. يرتفع صوت سليمان بعدما افطروا بصوت كبير العائلة

‏" هيا لنصلِ المغرب جماعة "

‏يتقدمهم مثلما صلى بهم صلاة العصر فيقفون خلفه بصف منتظم وحمزة يخرج قائلا

‏" ساتوضأ وألحق بكم "

‏خرج من الغرفة متجها للحمام فيأتيه صوتها من عند طاولة الطعام وهى تتشاغل بترتيب الطعام

‏" شمس بالداخل .. استخدم حمام أي غرفة بالأعلى "

‏نظر إليها لحظات يضرب قلبه بأضلعه حتى أفاقه تكبير عمه بالداخل ببداية الصلاة فيسأل بنبرة ماكرة وهو يتجه للدرج ويرمقها بطرف عينه

‏" حمام غرفتك ؟! "

‏هل تورد وجهها حقا ؟!.. لحظة .. لحظة .. واستدارت تعود للمطبخ وهى تقول بصوت اهتز قليلا

‏" حسنا لا مشكلة "


بعد دقائق تجمعوا حول مائدة الطعام ونجوى تحضر أمامهم الطاولة العامرة بخير الأصناف قائلة بفخر أمومي

" اليوم ستتذوقون صينية الدجاج وصينية المعكرونة بالبشاميل من يد قمر ثم تتذوقون أطعم حلوى من اعدادها "

لم تصدق أن قمر صار عندها قابلية لتدخل المطبخ وتعد أصناف كثيرة بعد أن كانت تجرح نفسها وهى تعد السلطة ! .. منذ صار لها عملها وتذهب إليه يوميا تعود وتعد أصنافا خفيفة حتى ظنتها نجوى تلعب لكنها تعلمت ليصير لأصنافها مذاقا خاصا بها ..
ضحك كامل وهو ينظر إليها متسائلا

" صرتِ تطبخين يا قمر ؟! "

هزت قمر كتفها مبتسمة بلا رد محاولة السيطرة على وجهها المشع باحمرار متوهج .. تلف خلف عمها لتضع له بطبقه قطعة من الدجاج ‏وهى تقول بحب

" تذوق واخبرني رأيك "

غافلة عن نظرات والدها الذي يشعر بتغيرها وقربها من كامل جلست تتناول طعامها جوار عمها لا تهتم بأحد سواه ..
بينما يتذوق حمزة طعامها للمرة الأولى بعد الطعام الجاهز الذي تشبعا به في منزلهما ! .. وسؤال يدور برأسه .. هل سيكون مذاق الحياة معها الآن بمذاق طعامها .. المبهر ؟!.



وقف أكمل بالحديقة يضرب بقبضته على جذع شجرة يستمع لأخيه على هاتفه ثم يقول بغيظ من بين أسنانه

‏" حاضر يا جاد سنغادر لن نتأخر "

‏اغلق الهاتف نافخا فيشعر بلمسة يدها ‏على كتفه ليلتفت إلي وجهها المبتسم وهى تضع يدها الأخرى أسفل بطنها وتسأله

‏" ما بك ؟ "

‏رفع أكمل يديه يبعد أي خصلات متطايرة من شعرها المجموع بذيل حصانها خلف أذنيها ثم يقول بنبرة تتميز غيظا

‏" جاد يصرخ بي أننا تأخرنا وأني آخذكِ منه "

‏ضحكت شمس عاليا لتقول بفرصتها لتستفزه أخيرا بعد أن حرمها من الليمون على الافطار

‏" إنه يحب منظر بطني وأنا احمل أولادك "

‏اهتاجت عينا أكمل وهو يقول بغيرة حقيقية

‏" شمس .. لا تتحامقي وإلا والله لن نذهب "

‏رغم تحذيره لها إلا أنها ما زالت تعامل جاد كطفلها الكبير .. لا تقتنع أنه يصغرها بثلاث سنوات فقط .. ويبدو أنه سيعاني من هذا عمره كله !..
‏تقترب شمس منه حتى التصقت بطنها به تحايله بنعومة خادعة

‏" لا يصح .. لابد أن نزور ماما راوية بيومٍ كهذا "

‏تقترب أكثر وأكثر حتى انسابت عيناه لشفتيها فتهمس ببطء

‏" أحبك "

‏كان دوره لينفخ هو ثم يقول باستفزاز شرائح الخيار !

‏" اجمعي اغراضكِ لنغادر "

‏تحركت شمس بدلال ببطنها الكبيرة قائلة بأنوثة

‏" حاضر .. بما إن .. نقش الحناء جف على كتفي ! "

‏مسح وجهه مكبوتا وهو يراقب مشية البطة التي تتمايل فيها داعيا أن يتذوق شيئا من الخروف الليلة ! .. بما إن فيها نقش حناء !!..

‏تدخل شمس من باب البيت لحظة خروج حمزة فيقف معها لحظات وهو يراقبهما وحمزة يسألها عن حملها ثم .. ثم .. قبّل جبهتها كأنه .. يصالحها !..

‏خطوة تحركها أكمل بتجهم حين التفتت شمس إليه ترجوه بعينيها أن تمر الليلة على خير ..

‏دخلت شمس وظل حمزة واقفا عيناه بعيني أكمل يتحداه أن يفعل شيئا كأنه .. كأنه ولأول مرة تعمد استفزازه !..

‏استدار أكمل يوليه ظهره بملامح مظلمة لكنه ميز خطواته على أرض الحديقة الصلبة حتى وقف جواره يسأل بهدوء ظاهري

‏ ‏" اريد أن اعرف لمَ فعلت ذلك ؟ "

‏واقفان في الظلمة إلا من ضوء مصباح خافت كخيالان ضخمان أسودا اللون وكلاهما يراجع مشاعره نحو أنثى واحدة .. أنثى جاءت لكليهما بوجه واسم .. القمر ..

‏خدعتهما معا بنفس الوقت .. حصلت على أحدهما لتخسر الآخر ثم خسرت مَن حصلت عليه ..

‏سأل أكمل بمراوغة ساخرة

‏" فعلت ماذا ؟! "

‏مشاعره تتحدد بعدما رآها اليوم .. تغيرت كثيرا كما قالت شمس .. ما زال كبريائه يتعالى أن يتعامل معها إلا من بعيد وبتحفظ كاليوم لكن .. إنها أخت شمسه .. شمس العمر كله .. خالة أولاده لا محالة ..

‏صفحة جديدة يقلبها بإرادته لقمر ? أخت زوجته لا أكثر .. فقط لأجل عينيها القهويتين ..

‏رد حمزة بقتامة متذكرا ذلك اليوم البعيد

‏" احضرتني لأراها بعرض الأزياء "

‏يضع أكمل يديه بجيبي بنطاله الأسود يقول باستخفاف

‏" قلت لك يومها أني اضع الحقيقة بين يديك لا أكثر "

‏عيناه الخضراء تشعان بنارهما متسائلا بسخرية لاذعة

‏" ما هذه الشهامة ؟! "

‏ابتسامة جانبية تحتل زاوية فمه وهو يرد بنبرة مستفزة

‏" يمكنك القول أني لا اطيق رؤية رجلا مخدوعا ! "

‏علت أنفاس حمزة غضبا فأرضته كثيرا بعدما قبّل جبهتها وهو يواصل بنفس النبرة

‏" قمر وقعت على عقد بشرط جزائي كان لابد أن يُنفذ ..وأخفت عنك تقديمها للعرض ... أنا جعلتك ترى الأمر مبكرا بدلا أن تراه في الصور بعدها "

قال المعروف عن الأمر .. ‏لم يكن ليشوه صورة قمر بشئ خفي .. ما فات مات ودُفن فلا حياة سوى حياتها الجديدة ..

لم ينتبه أن حمزة لم يغفل قوله ( تقديمها ) .. هو الذي قال يومها ( جاءتني ) .. كان يعلم تماما أن أكمل يخفي شيئا لكنه .. خاف سؤاله لربما ما خفي كان أعظم !..

‏استدار حمزة ليواجهه وجها لوجه قائلا بانفعال مكتوم

‏" أتظنني لم ابحث ؟ .. لم يكن هناك أي صور "

‏مشاعره هو الآخر تنفصل .. كأنه يجمع الغضب هنا والاستياء هنا والشك هنا والغل هنا والعشق هناك .. هناك ما زال بعيدا .. لكنه يشعر هذه الأيام بانفصال لم يجربه قبلا ..

‏ يراها بنظرة مختلفة .. نظرة حلوة ! .. وهذا ما يزعجه بشدة بعد كل ما فعلت به ..

‏يرد أكمل بجدية هذه المرة

‏" لم يكن ينفع أن يراها الحاج سليمان .. لم أكن لأؤذي شمس هكذا .. أردتك أنت فقط أن تراها "

‏ابتسم حمزة ساخرا متذكرا شيئا آخر بلهب عينيه

‏" كما ارسلت إليّ الفيديو ! "

‏آآه .. تلك النار .. ألا يكفيه تهجم ذلك الحقير عليها ليُعرض الأمر على أكمل وأبيه ومحاميه ونيابة ؟! .. أي نار هذه تحرق صدره ؟..

‏يميل أكمل برأسه ولسبب ما شعر به فيقول بنبرة عادية

‏" حقيقة أخرى وضعتها بين يديك "

‏لأنها لم تخن هذه المرة .. ربما خانته معه يوما لكن أخذت جزاءها حين اتهمها بخيانة غير موجودة .. يكفي الجميع جلدا لأنفسهم ..

‏ألا نستطيع أن ننسى الأخطاء أو نتعايش معها قليلا ؟.. ألسنا بشرا ؟ .. ألسنا قابلين للخطأ كما الصواب ؟! ..

‏يستدير أكمل ليدخل البيت يسلم عليهم قبل مغادرته مع شمس لكنه التفت إليه مجددا قائلا بصلابة

‏ ‏" اعرف أنك غاضبا منها بعد كل ما حدث .. لكن صدقني إن أذيتها يوما أنا مَن سيقف لك .. قمر أخت شمس ومثل أختي الصغيرة ولن اسمح لك بإيذائها "

هدرت عينا حمزة بمشاعر مجنونة .. مشاعر عاصفة تهب بجسده فجأة ..
‏لم يكن ينقصه إلا هذا أيضا .. أباه وعماد ثم أكمل ! .. هل يقف الجميع بينه وبينها الآن ؟!..


بينه وبينها هى .. ها هى خرجت تلف حول البيت تتحدث بهاتفها فلم يشعر إلا وقدماه تتبعانها فيسمع صوتها قبل أن تغلق الخط

" حاضر .. سأكون هناك في الموعد "

استدارت قمر فأجفلت من وجوده خلفها وهو يستنتج هوية المتصل قائلا بتهكم شرس

" حتى يوم إجازتك لا يترككِ ؟! "

لم تكن تعرف ماذا سمع من المكالمة تحديدا فردت بنبرة مباشرة

" كان يؤكد على موعد السفر "

هو إذن ! .. أكان يحتاج تأكيدها ليطرق قلبه بهذا العنف ؟!..
ثلاثة أيام تسافرهم مع عماد للاتفاق على المعدات الجديدة وهى التي لم تسافر من قبل ! .. كيف أقنع والده عمه ؟! .. أي جنون يعيشه هذا ؟!..

تتابع نظراته المجنونة الداكنة لملامحها الناعمة فتحاول تجاوزه لكنه يقف أمامها يمنعها قائلا

" اعتني بنفسكِ "

طلت من عينيه النظرة الحلوة .. حلوة جدا .. دفء ورأفة و.. أهذا خوف ؟!..

هزت قمر رأسها بتأثر فيبتلع حمزة ريقه بصعوبة ويداه تتقبض قائلا بتحشرج

" إذا احتجتِ لأي شئ .. اتصلي بي "

تسمع أنفاسه في جوف الظلمة التي تحيطهما متابعا بنبرة خافتة مبحوحة كأن روحه تنسحب منه

" وسأكون عندكِ "

كانوا يسحبونها منه .. من داخله .. وهى تطيعهم كلهم فتبتعد .. حتى لو ابعدها وتركها وضربها هى هنا .. مزروعة بداخله ..

لمعت عيناها بدموع حبيسة وهى تهمس بارتجاف قبل أن تغادر لتدخل البيت

" شكرا " ‏

لأول مرة بحياتها تشكره ! .. يا إلهي .. ألم يقدم لها يوما شيئا يستحق الشكر ؟!..

هل تلك الكلمات البسيطة فقط ما كانت تحتاجه منه لتشكره بهذا التأثر ؟.. هل كانت بهذه البساطة وهو مَن كان يستفز غرورها فلا يرى سواه ؟..

‏‏ أي غباء هذا الذي يجعله يتركها تسافر مع عماد ؟! .. مع عماد !! .. تبا للغباء !.. لغبائه وغبائها !.


...


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 11-12-18, 12:25 AM   #2329

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


بعد أسابيع

فتح باب غرفة البيانو متوقعا أن يجدها هنا .. الغرفة الأجمل بالمنزل .. هو نفسه صار يرتاح فيها فيجلس على كرسي هزاز وضعه بالزاوية المقابلة للبيانو ليراقبها تعزف أو ترسم .. يعشق مراقبتها .. يعشق أصابعها العازفة على أصابع البيانو وسير قدميها الحافيتين وهى ترسم ..

هنا مملكتها الضوئية الصغيرة وستكون مملكة أولاده ..

كم يتوق ليرى تربيتها لهم تلك الأنثى الاستثنائية ..

حالما تقدم خطوات وجدها واقفة أمام الجدار الزجاجي تنظر للسقيفة الخشبية ورغم أنها توليه ظهرها لكنه شعر بها شاردة .. شرود مهموم !..

اقترب منها ببطء منتظرا أن تنتبه له ككل يوم .. تسمع خطواته حتى إن كتمها بساط ولا يعرف كيف ؟ ..

لكنها ما استدارت حتى لف ذراعيه حولها يسألها بنبرة خافتة عاتبة وهو يقبل نبض عنقها

" ما الذي يشغلكِ عني ؟ "

جسدها نفر ! .. تصلبت دارين بين ذراعيه كأنها تدفعه بعيدا دون أن تفعل شيئا ..

كفه يحيط بطنها باستغراب رافعا رأسه ينظر لجانب وجهها فيقبل خدها الشهي ثم يسأل

" هل يؤلمكِ شئ ؟ .. أتريدين أن نذهب للطبيبة ؟ .. قلتِ أن بعض التقلصات تحصل لكِ بقوة مؤخرا "

أنفاسها علت قليلا ثم تحركت ذراعاها لتفك ذراعيه من حولها وتبتعد خطوة .. واستدارت تنظر إليه ..

قوة مذهلة تشع من عينيها جعلت قلبه يرتج ببريقها .. قوة غضب .. غضب ..

لا يعلم سر نظراتها إليه .. سهام تصيب قلبه مباشرة .. كم يعشقها .. لا .. ليس عشقا .. بل تعلقا متولها لروحه بروحها ..

عيناه تتسائل بحذر فرفعت ورقة مجعدة أمام عينيه لتسأل بكل ثباتها

" ما هذا ؟ "

نظر رائد للورقة ثم أعاد عينيه إليها ليكسو البرود وجهه بلا وعي .. جعدت دارين الورقة بكفها مجددا وبكل قوة غضبها رمتها تحت قدميه ..

اطلق نفسا حادا ناظرا للورقة ثم دهسها بقدمه بلا مبالاة قائلا

" أيمكنكِ أن تسمعيني ؟ "

الغضب يتشعب داخلها بنبرة صوته .. غضب مهول لم تشعره قبلا .. غضب مصدره عدم الأمان ..

كانت تظن أنه عاد للحياة .. لكن جزء منه ما زال خلف القضبان .. التطبع .. التطبع يغلب الطبع أحيانا ..

والقضبان حاضرة بينهما وإن اختفت .. ألن ينتهي إيذاءه لها لتجد اليوم ورقة هى تجسيد لكل ما حدث له ؟ ..

نسخة من إذن زيارة للسجن .. للخشاب ..

‏يدها تتقبض وكلماتها تخرج قوية كالنيران الصارخة بنظرات عينيها

‏" أنت لا تكتفي .. لا تكتفي بما حصلت عليه .. لن تكتفي أبدا .. طماع وأناني .. طمااااع "

‏هدرت أنفاسه وجسده كله ينضح عنفا وهو يرد عليها بشراسة

‏" لن اترك حقي "

‏صرخت دارين بصخب روحها الغاضبة

‏" حقك .. لقد تم حبسه سبعة سنوات أشغال شاقة .. ماذا تريد أكثر ؟ .. ماذا تريد لتذهب للسجن مجددا بقدميك .. تريدنا أن نظل في هذه الدائرة .. ألا تخاف على ابنك القادم .. ألا تخاف عليّ أنا ؟ "

‏عيناه تتوحشان بإجرام هادرا بنبرة مخيفة

‏" حقي بيني وبينه .. كنت سأموت .. هل هذا ثمنه سبعة سنوات في سجن يأكل ويشرب ويجد مأوى .. هل هذا عدل ؟ "

‏عيناها البارقة بعينيه الغريبتين عنها وهى تشدد على حروفها

‏" وأنا .. ألم أكن عدلا كافيا إليك ؟ "

‏استجوابها ثائرا قاطعا يحمل طيات قرار أسود يعلن حضوره .. وروحه تختض وهو يشعرها تنسل منه .. حتى وهى ترحل لم يشعر هذا الشعور ..

‏كان غارقا في صدمة ما عرفه لكن اليوم .. اليوم دارين تبتعد ..

‏عيناه وسوادهما العميق تقسو وتقسو كأنها تضع حواجز حولها وهو يقول بنبرة قاطعة

‏" ليس من حقكِ أن تحاسبيني .. أنا هكذا وأنتِ عرفتِني هكذا "

‏وجهها غطاه احمرار مذهل بقوة الغضب الذي تكتمه .. هناك ما يحدث فيها .. هى كلها تنهار داخليا .. صروحها تتهدم وهى ما أعادت بنائها إلا من أشهر قليلة ..

‏ضربات قوية شعرتها ببطنها لكنها قاومتها قائلة بصدمتها فيه

‏" أنا لا اشعر بالأمان معك .. هل تعرف معنى هذا ؟ "

‏ثار قلبه بخفقات رافضة .. رفض يكتسح كل ما بطريقه ليصل إليها .. لكنها اغلقت أبوابها بوجهه ..

‏عيناها تحاكمانه وتحكم عليه وانتهى الأمر .. إنها تنتهي .. تنهي كل شئ بنظرة ..

‏وروحه تثور .. كله يثور ضاربا بقبضته على عمود الجرانيت جواره لتنكسر إحدى دوائر الضوء قائلا بعنف

‏" أمان أم غيره .. أنتِ زوجتي ولن يتغير هذا .. تأقلمي على هذا الوضع لأني لن اتغير .. لن اترك حقي لأجلك "

‏طعنها .. فصلها عن روحها بلحظة باردة سريعة .. لأول مرة يرى على دارين ملامح الألم بهذه القوة .. طعنها وطعن نفسه معها ..

‏أرادت أن تتكلم .. أرادت أن تقول شيئا .. لكنها استندت بيدها المتقلصة على الجدار فجأة ويدها الأخرى تضغط على بطنها وملامحها تنعصر متوجعة ..

‏بلحظة لم يعرف ماذا يفعل فيخفت صوته وهو يمد يديه دون أن يلمسها

‏" دارين "

‏الضربات تزداد عنفا ببطنها حتى خرج منها تأوها مكتوما وساقاها تنهار .. وحينها فقط تلقاها ذراعاه صارخا

‏" داريــــن "



وقف خارج الغرفة برواق المشفى حيث تعمل طبيبتها الأولى لا يعلم كيف حضر بها إلي هنا ولا كيف فعل بها هذا ولا كيف قال ما قال ؟ ..

داخله فراغ شاسع كأن كل ما به انتقل إليه .. روحه بالداخل تطوف حولها ولا شئ يملكه .. لا شئ إطلاقا سواها ..

صفير مزعج مستمر ينخرط بأذنيه لن يتوقف إلا بخروج روحه أو .. مسامحتها له ..

خرجت الطبيبة من الغرفة فتلهفت ملامحه تتسائل بلا كلمة فتقول الطبيبة بهدوء غير راضٍ

" أنا قلت لها أن ترتاح أكثر من مرة ومنعتها من السفر بالطائرة وهى لم تسمع كلامي وأكدت لي أنها تتابع مع طبيبة هناك .. اليوم يبدو أنها انفعلت حتى تحدث انقباضات بهذه القوة .. عامةً أنا حقنتها بدواء المفترض أن يوقف هذه الانقباضات أو يؤخرها قليلا وإلا سنضطر لتوليدها غدا على الأكثر "

يا إلهي .. لقد انشغلت به ونست نفسها ..

تحدث رائد بصوت مقتول

" إنها لم تدخل شهرها التاسع "

ردت الطبيبة بنفس النبرة

" لا حل آخر .. ندعو الله أن تتوقف هذه الانقباضات بمفعول الدواء وإلا ستشكل الولادة المبكرة خطرا عليها وعلى الطفل .. كل يوم يقضيه الطفل في بطن أمه أفضل له .. يمكنك البقاء بجوارها الساعات القادمة حتى نرى ماذا سنفعل "

غادرت هكذا ببساطة تاركة قلبه مفطورا .. لا .. لا .. ليس فقدا جديدا ..

امتدت يده لمقبض الباب فتتقلص المسافة بين الذكريات .. باب آخر يُفتح وجسد راقد على سرير مشفى بفستان أسود .. لا .. أبيض ..

ليلى .. دارين .. ليلى .. دارين .. دارين ..

اقترب منها عيناه معلقة بوجهها المتوجع وشفتاها تطلقان تأوهات تكتمها بقوة ..

اقترب مصدوما لا يعي حقا ماذا حدث .. الأحداث تقع منه في الساعة الأخيرة ..

يدها امتدت إليه بكل وجعها فما تأخر وهو يمسكها بين كفيه ليجلس جوارها على حافة السرير يرى يدها الأخرى تتقبض على الفراش الأبيض ..

ظل ينظر إلي وجهها الشاحب بعد ألقه تنطبق شفتاها تتحايل على الوجع ويدها تشد على يده لتقول بنبرة متقطعة ألما

" منذ تحقق حلمي .. بك .. واشعر بالموت يرفرف حولي .. اشعر أني سأفقد أحدا من أهلي .. آآه .. أو سأفقدك أنت .. كل يوم وأنت في الغيبوبة .. آآه .. كنت .. كنت اودعك .. لكن اليوم .. اشعر أن الموت .. لأجلي .. اشعر أني سأموت .. وأنا ألد "

هز رائد رأسه يمينا ويسارا يشعر أن الموت حوله هو مجددا فينتفض قلبه .. ينتفض كله بقوة رهيبة .. يتعلق بعينيها المنطفئتين وعيناه تدمعان فتشد يدها على يده بألم أكثر وهى توصيه

" رائد .. أتوسل إليك .. ابعده عن أي خطر .. لا تجعله يرى مديتك يوما .. اريده أفضل مني ومنك .. اجعله قريبا من أبي .. أبي سيحسن تربيته "

انعصر وجهها بكاءا وهى تنهي كلامها .. تبكي بهلع ودموعها تسيل بغزارة وهى تنظر لبطنها الكبيرة تحدث طفلها الغالي

" كنت اريد أن أراك .. يا رب ألحق رؤيتك مرة واحدة "

تعالت شهقاتها الباكية لأول مرة أمامه .. يموت الربيع .. يموت ..

وهو .. لا يشعر بدموعه ولا بصوته

" أنتِ ستربينه دارين .. والله أنتِ ستربينه .. والله أنتِ .. والله آسف .. والله ستكونان في عيوني .. ساحيطكما بأمان طوال عمري ... والله آسف ... والله آسف "

اختلطت دموعها بدموعه في لحظة موت .. قبل .. موت .


...


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 11-12-18, 12:29 AM   #2330

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


صباح اليوم التالي

وقف حمزة بعيدا قليلا يراقبها وهى شعلة نشاط متحركة .. تملي أوامرها وتضبط المعدات الجديدة التي وصلت بالأمس أخيرا بعد كل هذا الوقت وتتحرك وسط العمال بثقة .. تريد أن يبدأ الإنتاج بأقصى سرعة وقد توقف المصنع لأسابيع بانتظار وصول معدات اقتراحها ..

فليعترف أن الاقتراح صحيح مائة بالمائة والربح سيزداد أربعة أضعاف ! .. لا ضير من الاعتراف لنفسه !!.. بل هناك ضير !..

صار .. صار يريدها .. كلها مجددا يريدها ولا يستطيع قربها .. حتى بكلامها لا تتحدث إلا مع أبيه .. والسيد عماد الراعي الرسمي !..

وها هو أتى الراعي الرسمي يناديها كأنهما أصدقاء الابتدائية !

" قمر "

استدار حمزة ليغادر المصنع حتى لا ينقض عليه يشبعه ضربا مغيرا معالم وجهه بينما يسمعها ترد

" حاضر لحظة واحدة "

يكرر عماد نداءه

" يا قمر "

تشرح قمر لرئيس العمال قواعد خاصة باحدى الآلات الجديدة التي درستها جيدا الفترة السابقة ثم ترد على عماد بعدم تركيز

" حاضر آتية "

تركيزها منصب على الأوراق في يدها متحدثة لرئيس العمال فيكرر عماد بابتسامة مستفزة

" يا سيدة .. يا مديرة ! "

نفخت وهى ترمقه بنظرة حانقة ثم تكمل شرحها الباقي فتسمع صوته يعلو قليلا

" يا حاجة !! "

ضحك الرجل أمامها ثم قال بطيبة

" اذهبي يا ابنتي وأنا سانتظر .. ربما يكون الأمر هاما "

طوت الأوراق في يدها لتسير نحوه فتصل إليه هاتفة بغيظ

" ماذا .. ماذا ؟! "

يباغتها عماد بتأنيب

" ستقعين من طولكِ ! "

تعقد قمر حاجبيها باستغراب

" ماذا ؟! "

يوبخها عماد بنبرة جادة

" منذ وصول الآلات بالأمس وأنتِ هنا .. لم تأكلِ سوى شطيرة صغيرة وواقفة على قدميكِ .. أي جنون هذا ؟! "

ارتفعا حاجبا قمر مجددا وهى ترد عليه بعدم تركيز إلا على عملها

" ليس هناك وقت .. حين يعود المصنع للعمل ستجدني مرتاحة وربما اغيب أسبوعا إجازة "

نظر عماد إليها لحظات فيرى إرهاقها الواضح الذي تقاومه ثم قال بجدية

" اعرف شغفكِ الجديد بالأمر وكل هذه الحيوية التي تجدد الدماء في عروقكِ لكن هذا ليس معناه أن تظلِ يومين هنا بلا طعام ولا نوم "

لمس وترها الحساس .. وتر يصدر نشازا منذ أول اتصال مع أبيها بالأمس حين اخبرته أنها ستظل مع عمها بالمصنع لتستلم الآلات وتتابع مجهودها طالما عمها معها ..

لا يعرف أنه يتصل بها كل ثلاث ساعات تقريبا ليصب فوق رأسها غضب الدنيا أنها واقفة بالمصنع منذ الأمس .. يحبط عزيمتها كلها ويهددها أنه سيوقفها عن العمل إذا لم تعد للبيت ..

وبمنطق الممنوع مرغوب ظلت مع عمها حتى غادر منذ قليل للمشفى حيث تلد دارين .. عنادا ؟!.. ربما ! ..

لكنها أرادت حقا أن تشرف بنفسها على كل شئ وها هى واقفة بمائة رجل وحدها والجميع ينفذون أوامرها .. هذا ما لا يدركه والدها وهو يظن أنها تشغل فراغها باللعب بالشركة !..

لقد سلم كل شئ لحمزة ! .. نزل العمل شهرين وحين اتعبه قلبه بمجهود العمل والانفعال سلم صلاحياته لحمزة وهى .. هواء بالنسبة إليه !! ..

فليهنأ حمزة بما ورثه وأباها حي يُرزَق !..

تنهدت قمر شاعرة بخلاياها تسترخي للإرهاق فتقاوم وهى تقول

" صدقني أنا مرتاحة هكذا ولا اشعر بأي تعب .. ثم إنه لم يتبق إلا القليل فقط وساعود لبيتي وانام للغد "

خرج عماد من المصنع يائسا من إقناعها فيراه حمزة من بعيد في وقفته أمام الباب الداخلي لمبنى الشركة وهو ينتظر والده يفتح الخط بالهاتف ..

بعد لحظات فتح كامل الخط فيبادره حمزة

" هل وصلت المشفى ؟ "

رد كامل بنبرة قاتمة

" اترك ما بيدك وتعال "

واغلق الخط ! ..

أقلقه على دارين فوضع الهاتف بجيبه ليتحرك مغادرا لكنه لمح أحد العمال يهرول لاحقا بعماد صائحا بلهفة

" سيد عماااد .. السيدة قمر وقعت فاقدة الوعي "

وكان اختياره .. دارين أم .. قمر !.




انتهى
موعدنا مع الفصل الأخير من عشقك عاصمة ضباب الاسبوع القادم
دمتم بخير


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.